ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
رأي
الراية ..الحماية للشعب السوري الراية 18-6-2012 بعد خمسة عشر شهرا من
عمر الثورة السورية وبعد أكثر من خمسة
عشر ألف قتيل وعشرات آلاف الجرحى
واللاجئين والنازحين، يبدو الشعب
السوري أكثر قدرة وأكثر صلابة على
تحقيق مطالب الثورة بالحرية والتغيير
والحياة الكريمة التي ضحى من أجلها
أبناء سوريا ودفعوا ثمنها ولا زالوا
غاليا رغم خذلان المجتمع الدولي لهم في
محنتهم. لقد سجل الشعب السوري
طيلة الأشهر الماضية صمودا أسطوريا في
وجه آلة القتل الرسمية التي لم تستثن
أحدا كبيرا أو صغيرا حيث لم تنفع
المبادرات والجهود الدولية في وقف
القتل والعنف والتدمير الذي يمارسه
النظام السوري ضد شعبه. إن قرار تعليق عمل
بعثة المراقبين الدوليين في سوريا
نتيجة لارتفاع العنف وزيادة أعداد
الضحايا يؤكد أن مبادرة المبعوث
الدولي والعربي كوفي عنان قد اصطدمت
بحائط مسدود وأن النظام السوري الذي
أعلن موافقته عليها دون أن يطبق أيا من
بنودها الستة أراد من خلالها شراء
الوقت سعيا منه لإخماد الثورة السورية
وهو ما فشل فيه. مجلس الأمن الدولي
الذي سيبحث خلال الساعات القليلة
المقبلة مستقبل بعثة الأمم المتحدة
ومصير مهمة المراقبين الدوليين مطالب
أن يرتقي لمستوى مسؤولياته الأخلاقية
ومسؤولياته الدولية كجهة معنية بحفظ
الأمن والاستقرار في العالم ومطالب أن
يتحدث بصوت واحد وأن يتوحد خلف مطلب
توفير الحماية للشعب السوري وأن يعمل
بشكل عاجل لإجبار النظام على التقيد
بالتزاماته في إيقاف القتل والعنف
وسحب آلياته الثقيلة من المدن
والبلدات السورية تحت طائلة البند
السابع، فهي اللغة التي يفهمها النظام
كما يبدو بعد أن أغلق كافة الأبواب
أمام حل سلمي للأزمة يستجيب لمطالب
الشعب ويوفر الظروف الملائمة لحوار
وطني شامل، ويخرج سوريا من عنق الزجاجة. إخفاق مجلس الأمن
الدولي بسبب الفيتو الروسي أو الصيني
على أي قرار بإدانة النظام السوري أو
تطبيق البند السابع من ميثاق الأمم
المتحدة عليه في حال لم يوقف القتل
والعنف يعني أن الخيار بات يتمثل في
تحرك المجتمع الدولي من خارج مجلس
الأمن لتوفير الحماية للشعب السوري
وإيقاف هذه المأساة الإنسانية
المستمرة. لقد دعا رئيس المجلس
الوطني السوري "مجموعة أصدقاء سوريا"
إلى التحرك لإنقاذ المدنيين في سوريا
في حال عجز مجلس الأمن عن اتخاذ أي قرار
بسبب الفيتو وهذه الدعوة لم تأت من
فراغ، فالنظام السوري الذي استمرأ
سياسة المماطلة والتسويف مصمم على
سياسة الأرض المحروقة وبث روح الفوضى
والدمار مستغلا تراخي المجتمع الدولي
وعجزه نتيجة تضارب المصالح عن وضع حد
لمسلسل الجرائم ضد الإنسانية والذي لم
يتوقف. ================= سورية..
الدموع والدماء.. وبداية النهاية!! د.عبدالله
القفاري الرياض 18-6-2012
لا تشبه الثورة السورية سوى نفسها.
إنها الاستثناء بين الثورات العربية.
كل ما يمكن أن توصف به تضحيات ومقاومة
وممانعة هذا الشعب العظيم ليس فقط أقل
بكثير مما يمكن وصفه، بل هو نقطة في بحر
زاخر بالصمود الاسطوري. سنة وأربعة أشهر مضت.
عشرات الالاف بين قتيل وشريد ومعتقل.
تدمير مدن وقرى بأكملها. إبادة جماعية.
جرائم غير مسبوقة بحق النساء والاطفال
والشيوخ والشباب الذين خرجوا يطلبون
الحياة بعد ان أغلقها النظام الكابوس
منذ أربعة عقود. فشلت المعادلة القديمة:
العنف والسجون والمعتقلات والتعذيب
والقمع والقتل = الإخضاع. حرب الاستئصال
والتهجير والتدمير المبرمج، وبقر بطون
القتلى وذبح الاطفال والتمثيل بالجثث
وحرقها.. لا يمكن ان يقوم به إلا من يملأ
الحقد قلبه وتزدهر الكراهية العمياء
في صدره...ولن يكون وقود هذه البشاعة
أكثر من حقد طائفي يستمد منه القدرة
على بشاعة العدوان.. قدر الثورة السورية
أنها لم تضع الشعب في مواجهة نظام غير
مسبوق في ظلمه وعدوانه وحده.. بل وضعته
في بؤرة صراع دولي وإقليمي استقوى به
النظام. فهو نظام لا يعيش دون حبل سري
يمده بشروط البقاء مع هذا الاستنزاف
الهائل. لا يواجه الشعب
السوري الثائر نظام الاسد وحده إنه
يواجه تحالفاً من قوى ودول عملت خلال
أكثر من عام على إجهاض ثورته. إن ما يبدو على سطح
المشهد هو مواجهات بين قوى النظام وبين
الشعب الثائر، إلا أن ما يخفيه المشهد
هو حرب شعواء بين الشعب الثائر، وبين
تلك القوى التي ترى معركتها الكبرى في
سورية. ماذا أفرزت الثورة
السورية في المشهد الاقليمي والدولي؟
كيف يبدو لنا هذا المشهد وكيف يمكن
التعامل معه في مواجهة الاضاليل
الكبرى؟ كشفت الثورة السورية
عن أن تحريك البعد الطائفي المدعوم
سياسيا وعسكريا هو الفاعل الاكبر في
مواجهة غالبية الشعب السوري الثائر.
حرب الاستئصال والتهجير والتدمير
المبرمج، وبقْر بطون القتلى وذبح
الاطفال والتمثيل بالجثث وحرقها.. لا
يمكن ان يقوم بها إلا من يملأ الحقد
قلبه، وتزدهر الكراهية العمياء في
صدره.. ولن يكون وقود هذه البشاعة أكثر
من حقد طائفي تستمد منه القدرة على
بشاعة العدوان.. ولم تظهر ملامح هذا
التحالف بشكل جلي وفي معركةٍ الفصل
فيها واضح بين فريقين كما يحدث اليوم
في سورية. قوس التحالف الممتد من طهران
- بغداد - دمشق - بيروت، طائفي بامتياز،
وتحالف استراتيجي لا يخضع لحسابات
الربح والخسارة السياسية في هذه
المعركة.. بل يخضع لعمق الوعي الطائفي
الذي يغذي هذه النزعة للإبادة
والتهجير الجماعي. ألا يجب أن نسمي
الوقائع بأسمائها، أم سيكون السيف
المسلط على الرقاب أننا نكتب بوعي
طائفي.. طالما رأيناه كارثة محدقة بكل
تكوين يتطلع إلى مجتمعات مواطنة لا
مجتمعات ممزقة تحت أوحال الطائفية
والمذهبية.؟ ان حوّل الثورة
الشعبية في سورية إلى حرب أهلية بنفس
طائفي لن يكون سوى النظام وحلفائه في
مواجهة الأكثرية الرافضة والثائرة..
التي ظلت طيلة ستة أشهر تتظاهر سلميا
وهي تقدم رسائل ترفض التورط بهذا الوعي
القاتل. الذي يطيل أمد
المواجهة اليوم في سورية ويدفع بها إلى
حرب استنزاف طويلة ليس فقط الدعم
الروسي والصيني. روسيا والصين ذراعان
دوليان تعملان وفق مصالحهما، ولازالت
علاقتهما بالمشهد السوري تحتمل الكثير
من التفاصيل الغائبة في أروقة الكبار.
ما يطيل عذابات الشعب السوري هو المدد
الايراني ودعم حكومة المالكي ودور حزب
الله اللبناني. ما يطيل عذابات الشعب
السوري هي تلك الحرب الشعواء التي
يشنها النظام بدعم غبر مسبوق من تحالف
استراتيجي يتكئ على الطائفة ويثير
مخاوفها ويغذي نزعتها.. واهدافه أبعد
من سورية. أما الطرف الآخر الذي
يعمل على إجهاض الثورة السورية فهو
اسرائيل. السلوك الاسرائيلي يخفي
ابعادا يجب ان تكون حاضرة دائما في
مشهد قراءة التطورات في الوضع السوري.
لن تتحرك اسرائيل للضغط على الولايات
المتحدة وروسيا للتدخل لإيقاف التدهور
في سورية سوى عندما ترى أن الانهيار
السريع بدأ يدب في أركان النظام. نظام الأسد الأب جاء
وفق معادلة تمكين نظام لا يهدد أمن
اسرائيل. نظام بارع في نسج التحالفات..
طيلة أربعة عقود استقرت معادلة أمن
النظام على تمكين الطائفة من مفاصل
السلطة.. أنهك النظام المقاومة
الفلسطينية في لبنان، وساهم في
ترحيلها واستبدلها بحزب الله. مقاومة
الحزب لإسرائيل في الجنوب لم تكن سوى
الشرعية التي توسلها الحزب ضمن
استراتيجية السيطرة على لبنان باسم
المقاومة التي ظل يحتكرها وحده بعد
تصفية الجنوب اللبناني من الوجود
الفلسطيني المقاوم. اللافت ان أكثر مراكز
المخابرات السورية رعباً، والمعروفة
بارتكابها لأبشع ممارسات القمع
والاغتصاب والتعذيب هو فرع فلسطين!! لا
يوجد نظام عربي عبث بقضية فلسطين
وجعلها ستارا له تحت أوهام المقاومة
كهذا النظام. تلتقي المصالح
الايرانية واطراف التحالف ضد الشعب
السوري الثائر مع مصلحة اسرائيل في هدف
إجهاض الثورة وإنقاذ النظام. معركة إسرائيل مع
النظام الايراني معركة ضغط إعلامي
ونفسي، لن تصل إلى حد الحرب طالما لا
تشكل ايران تهديدا حقيقيا. معركة
النووي جزء من صراع القوى والنفوذ في
المنطقة. ولن تصل إلى ردود فعل عسكرية
إلا في مواجهة مخاطر كبرى تهدد أمن
اسرائيل المباشر. منذ كارثة سبتمبر 2011،
قررت الادارة الامريكية العمل على
تغيير معادلة القوى في المنطقة. الغزو
الامريكي للعراق قدم الطائفة لمشهد
الحكم. النظام الايراني اللاعب الأكبر
في الساحة العراقية حضن الطائفة
وهواها ومددها. غرس المشروع الامريكي
عناصر الصراع لعقود قادمة في المنطقة
من خلال تعظيم نفوذ هذا الحزام
الاستراتيجي الذي يستقي جزءاً من قوته
وقدرته بالاتكاء على التحالف السياسي-
الطائفي. هناك فارق بين الدور
الروسي الذي يخضع لحساب المصالح التي
قد تتغير بشكل أو بآخر، والدور
الايراني الخاضع لحسابات تتجاوز
المصالح الآنية الى عمق الحضور
الطائفي وامتداده في المنطقة على حساب
تكوينات تاريخية يتم الان تمزيقها
وجرها إلى حرب غير متكافئة حتى يسهل
تدميرها وتشتيتها وعزلها في كانتونات
المهجر البعيدة عن معاقل النظام. ومع كل هذا ثمة
مؤشرات اليوم تؤكد بداية انحدار
النظام السوري، وفقدانه السيطرة على
مناطق كثيرة في سورية، وأن قوى الجيش
الحر أصبحت أكثر فاعلية وقدرة على
التنسيق فيما بينها.. بينما تقترب مهمة
أنان التي منحت النظام الفرصة الاخيرة
لإنقاذ نفسه من نهايتها.. ويتعاظم
الحراك الدولي لوضع حد لانفجار الوضع
في سورية على نحو لايمكن السيطرة عليه. اللحظة الحرجة التي
تتحرك فيها القوى الدولية لمعالجة
الوضع السوري بشكل جاد تقترب باقتراب
ملامح انهيار النظام. في زيارة رئيس
الوزراء التركي أردوغان لمخيم كيليس
للاجئين السوريين الشهر الماضي، وعلى
بعد أقل من كيلومتر من الحدود مع
سورية، قال: "بشار ينزف كل يوم..
نصركم ليس بعيدا". وإذ نؤمن أن هذه
الثورة العظيمة - التي تركت وحيدة في
مواجهة تحالف غير مسبوق لإجهاض إرادة
شعب خرج يطلب حريته - لن تهن أو تتراجع.
وإذا كنا نصدق أن ثمة وعداً للصابرين..
ولايمكن تصور ان تبقى جذوة الثورة
مشتعلة وقادرة على التضحيات طيلة هذه
الفترة.. إلا بمدد هائل نفسي وروحي
يتجاوز كل حسابات الطغاة. إلا أن هذه
الثورة لن تنتصر بالأماني والوعود..
إنها معركة كبرى بحاجة للدعم بكل
انواعه وفي مستوى لا يقل عن الدعم الذي
لا يتردد احلاف النظام في تقديمه. إنها معركة لا تخص
الشعب السوري وحده. إنها تعني كل
المتوجسين من هيمنة هذا النفوذ الضاغط
على رغبات الانعتاق من كابوس الظلم
والجور والبغي الطويل في هذه المنطقة
المنكوبة من العالم. وعلينا ألا نقلق
من هذا الدعم تحت دعاوى إذكاء الحرب
الطائفية.. الحرب الطائفية أشعلها
النظام وحلفاؤه وشبيحته وعليهم أن
يتحملوا نتائجها. ================= تقويم
استراتيجي للأحداث السورية أنور بن ماجد
عشفي عكاظ 18-6-2012 لا تزال سوريا تحتل
المرتبة الأولى في بؤر الصراع حول
العالم، ولا يزال الموقف في سوريا
مشتعلا، فالولايات المتحدة توظف الحدث
لخدمة أهدافها الاستراتيجية، ومن
أهمها تطهير الشرق الأوسط من النفوذ
الروسي، وإقصاؤه من وجدان الأمة
العربية والإسلامية، والقضاء على آخر
معاقله في المنطقة، وبالذات على شواطئ
البحر الأبيض المتوسط، لهذا نجد أن
الولايات المتحدة لم تلق بثقلها
لإنهاء الأزمة السورية. والولايات المتحدة
تلعب على الغباء الروسي، فقد كان
بإمكان موسكو أن تضع حلا للأزمة، لكنها
أمعنت في الانحياز إلى النظام السوري،
وبالتالي لن يقبل الشعب السوري بأي حل
يأتي من روسيا، خصوصا أن الكفة أصبحت
تميل إلى صالح الثورة الشعبية. لقد استثمرت
الولايات المتحدة الحرب الأفغانية في
مد النفوذ الثقافي إلى آسيا الوسطى
وأوروبا الشرقية، وامتد حتى وصل إلى
موسكو، وغرست في ميادينها أعلام (ماكدونالدز)
و(بيتزاهت)، وحولت فنادقها إلى
استثمارات تجارية أمريكية، فانتشرت
فنادق (ريتزكالتون) و(هوليداي إن)
وغيرها، واستطاعت أن تبسط في هذه
المناطق اللغة الإنجليزية باللكنة
الأمريكية، وهو ما يطلق عليه
استراتيجية اللغة الواحدة كما عبرت
عنه مجلة هارفارد بيزنس ريفيو. لقد بدأت حرب التحرير
في سوريا حتى أصبحت القوات الحكومية لا
تستطيع أن تدخل إلى المدن المحررة،
لهذا عمدت إلى قصفها انتقاما واعتقادا
بأن ذلك سوف يخمد الثورة، ويدفع الجيش
الوطني إلى الاستسلام، والغريب أن
روسيا تمد النظام السوري بالطائرات
المروحية المقاتلة لقصف المدن
المحررة، وهي تعلم أن النظام زائل. إن الولايات المتحدة
لا تشعر بالانزعاج من نشوب حرب أهلية
في سوريا، وتبتسم لإمداد حكومة إيران
قوات النظام بالأفراد والمال كي
تستنزف ما تبقى لدى إيران من قدرات
مالية واقتصادية، وبالتالي قامت وزيرة
الخارجية الأمريكية بزيارة إلى
القوقاز بغرض فرض الحصار على إيران،
وإغراء أذربيجان بتحريك الأذاريين في
الداخل للثورة على طهران، الذين تصل
أعدادهم إلى 12 مليون نسمة، وبهذا تكون
أمريكا قد بدأت القصف بالقوة الناعمة
في العمق الإيراني. ================= نظام
الحكم السوري يحمي إسرائيل النظامان
السوري والإسرائيلي يتبادلان الود على
الرغم من العداء العلني المصطنع بين
البلدين رضا محمد لاري الإثنين 18/06/2012 المدينة تفضح الصحيفة
الاسرائيلية هارتس حالة القلق التي
تنتاب الأوساط الإسرائيلية من احتمال
سقوط نظام الحكم القائم في دمشق، مضيفة
أن الكثيرين في تل أبيب يصّلون من
قلوبهم للرب بأن يحفظ سلامة النظام
السوري الذي لم يحارب إسرائيل منذ
العام 1973م على الرغم من شعاراته
المستمرة التي تعكس عداءه الظاهر
لإسرائيل. وأضفت صحيفة هارتس
أنه بالرغم من من تصريحات الأسد الأب
حافظ والأبن بشار المعادية لإسرائيل
ألا أن هذه الشعارات والتصريحات خالية
من المضمون وتم استخدامها لهدف واحد
فقط كشهادة ضمان وصمام أمان ضد أي مطلب
شعبي سوري لتحقيق حرية التعبير
والديمقراطية وتشير صحيفة هارتس في
تقريرها إلى أن النظام السوري المتشدق
بعدائه لتل أبيب لم يسمعها ولو صيحة
واحدة خافتة واحدة على الحدود بهضبة
الجولان التي تم التنازل عنها من قبل
النظام السوري لصالح إسرائيل في عام 1967م
تطبيقا لأحلام العلويين بإقامة وجود
للدولة الصهيونية فوق مرتفعات الجولان
تمهيدا لقيام دولة العلويين في شمال
سوريا.. هذه الحقيقة جعلت الرئيس
الفرنسي شارل ديغول يصرخ لقد باعوا
مرتفعات الجولان رددها ثلاث مرات من
باريس. واستمرت صحيفة هارتس
في مواصلة سخريتها من النظام السوري
قائلة أن هذا النظام المعارض لتل أبيب
مازال مستعدا لمحاربة إسرائيل بآخر
قطرة دم من جندي لبناني لا سوري، موضحة
أن السوريين لا يكلفون أنفسهم محاربة
عدوهم في إسرائيل ما دام اللبنانيون
مستعدون للموت بدلاً منهم، ولفتت
صحيفة هارتس إلى أنه مازال يتردد في تل
إبيب أصوات كثيرة تتمنى استمرار
النظام السوري القائم في دمشق فكثيرون
يخشون من نهاية هذا النظام موضحة أن
الصلوات تنطلق من قلوب الإسرائيليين
في الخفاء حتى يحفظ الرب سلامة النظام
الحاكم بسوريا كونه الأقرب إلى
إسرائيل على الرغم مما يصدر من عداء
لتل أبيب من الإذاعة السورية. تقول صحيفة هارتس إن
اسرائيل تتعاطف مع النظام الديكتاتوري
السوري لأنه يعكس مودة للنظام القائم
في تل إبيب، ولذلك فهي تتعاطف مع وراثة
السلطة في دمشق على الرغم من النظام
الجمهوري القائم في سوريا. واختتمت صحيفة هارتس
تقريرها بالقول أن نظام الحكم في سوريا
يعتمد على حكم الأقلية على الأغلبية
القبلية واستخدام وسائل القمع والعنف
بكل قسوة تجاه تلك الأغلبية مما يؤدي
في النهاية إلى حمامات من الدمام. هذا الموقف
الإسرائيلي الذي فضحته صحيفة هارتس
جعل القيادات الإسرائيلية تنكر ما جاء
في تقريرها، ويعلن رئيس إسرائيل
شيمعون بيريز أن النظام الحاكم في دمشق
لا يتعاطف على الإطلاق مع إسرائيل،
ولكن صحيفة هارتس استطاعت أن تقدم
العديد من الأدلة على ما جاء في
تقريرها الصحفي التي تثبت أن هناك
تعاطفا سورياً مع إسرائيل مما أخرس
بقية القيادات الإسرائيلية، وأصبحت
الصورة القائمة أن النظام السوري
والنظام الإسرائيلي يتبادلان الود على
الرغم من العداء العلني المصطنع بين
البلدين. هذا الود بين
النظامين السوري والإسرائيلي دفع
إسرائيل إلى تحريك جماعات الضغط
الصهيونية في الولايات المتحدة
الأمريكية إلى الدرجة التي جعلت
الدهلزة الصهيونية تفرض على واشنطون
موقفا مزدوجاً يرمي أحدهما إلى إسقاط
نظام الحكم في سوريا ويرمي الآخر إلى
الحفاظ على نظام الحكم في سوريا. الحقيقة التي لم
يذكرها تقرير صحيفة هارتس أن إسرائيل
تريد الحفاظ على النظام السوري ولكن
على أن يكون ضعيفا ولذلك فإن الحرب
الدائرة اليوم في أرض سوريا تستهدف
أضعاف النظام السوري مما فرض ازدواجية
الموقف الإسرائيلي تجاه النظام
السوري، وخضوع الولايات المتحدة
الأمريكية للدهلزة الصهيونية يجعلها
هي الأخرى ذات موقف مزدوج تريد القضاء
على نظام دمشق وتريد الحفاظ عليه إرضاء
لإسرائيل. ================= نظام
دمشق يقبل صفة النظام المنبوذ إصلاح الأسد...
الوعد المنكوث مارك فيشر تاريخ النشر:
الإثنين 18 يونيو 2012 الاتحاد قبل أكثر من عقد من
الزمن على وقوع ما بات يسمى "الربيع
العربي" كان هنالك ربيع دمشق. ففي
الأشهر الأولى بعد تولي الأسد الحكم في
سوريا عام 2000، انتعشت موجة من حرية
التعبير بعد أن بعث الرئيس الجديد
بإشارات أُوِّلت على أنه يعتزم إرخاء
قبضة الحكم السلطوية التي كانت سائدة
طيلة عهد والده. فشكل المعارضون 70
منتدى للحوار، وكانوا يجتمعون بشكل
صريح، ونشروا مجلتين منتقدتين. ولكن بعد ذلك، وبشكل
مفاجئ تماماً وعلى النحو الذي بدأ به
العهد الجديد، عمدت قوات الأسد إلى
القمع. فتعرض الأشخاص الذين كانوا
يعبرون عن آرائهم ومواقفهم علانية
للاعتقال، وتوقفت الإصلاحات
الاقتصادية. وفي هذا السياق، يقول
محمد العبدالله، وهو ناشط سوري شارك في
الحوار ليجد نفسه ووالده وشقيقه بعد
ذلك يتعرضون للاعتقال بعد بضعة أشهر:
"لقد وجدنا أن الربيع لم يكن سوى
طريقة لجعل الناس يقبلون بنقل السلطة
من الوالد إلى الابن"، مضيفاً "لقد
كان واضحاً أن الأسد ليس إصلاحياً
سياسياً". واليوم، وبينما يرد
نظام دمشق بعنف على انتفاضة شعبية من
النوع الذي أطاح بأنظمة أخرى عبر الشرق
الأوسط خلال الثمانية عشر شهراً
الماضية، قبل نظام سوريا صورته كنظام
منبوذ عالمياً، وقال الأسد في العلن
كما في المجالس الخاصة إنه لن يهرب،
وإنه لن يذعن للضغط الأجنبي. ويعتقد
الأسد أن وجوده وسيطرته هما الوسيلة
الوحيدة لحماية طائفته العلوية -وهي
طائفة شيعية تشكل نحو 12 في المئة من
سكان سوريا- من أعمال العنف المضاد. وفي هذا الإطار، يقول
القس باتريك هنري ريردون، الذي التقى
الأسد لـ90 دقيقة في ديسمبر الماضي: "ليس
لديه أي وهم بشأن الطريقة التي ينظر
بها إليه عبر العالم"، مضيفاً "ولكنه
يرى أنه لابد من أن يحافظ على بلده
متماسكاً، وللقيام بذلك، عليه أن يدق
بعض الرقاب". وكما سبقت الإشارة،
فعندما تسلم الأسد السلطة في سوريا بعد
وفاة والده السلطوي، كان يُنظر إليه
على نطاق واسع على أنه إصلاحي، وشخص
يمكن أن يطبق الأفكار الغربية للحداثة
والانفتاح في حكم دولة عربية، ولاسيما
أنه عاش في لندن ردحاً من الزمن، وتزوج
من امرأة مولودة في بريطانيا، وأصبح من
الدعاة إلى استعمال تكنولوجيات
الإعلام الحديثة. وخلافاً لشقيقه
الأكبر الأكثر صرامة باسل، الذي توفي
في حادث سيارة سنة 1994، لم يتلق بشار
تدريباً على الحكم، فقد كان طبيباً فقط.
وفي خطاب تنصيبه، صدر عن الأسد ما بدا
لكثيرين دعوة إلى التغيير حيث قال: "علينا
أن نواجه أنفسنا ومجتمعنا بجرأة
وشجاعة، ونجري حواراً شجاعاً... نكشف
فيه نقاط ضعفنا". ولكن رد فعل الحكومة
على ربيع دمشق أثبت أنه كان مؤشراً
أكثر دقة على الطريقة التي سيحكم بها
الأسد البلاد. فعلى رغم كلامه حول
تشكيل مجتمع أكثر انفتاحاً
وديمقراطية، إلا أن الأسد تبنى خطاباً
يقدم سوريا دائماً باعتبارها هدفاً
لمؤامرات المتشددين والولايات
المتحدة وإسرائيل. وكان كلما تعرض
للضغط خلال الخمسة عشر شهراً الماضية
من داخل سوريا وخارجها، كلما قاوم ذلك
وواصل عناده. ويقول "ديفيد ليش"،
وهو مؤرخ بجامعة ترينيتي في سان
أنطونيو، ومؤلف كتاب حول الأسد: "في
ذهنه، أنه إذا كان لابد من أن تتحول
سوريا إلى بلد مثل كوريا الشمالية في
الشرق الأوسط لمدة عشر سنوات، فليكن
ذلك". وبينما نفت حكومته أي
دور لها في أعمال القتل الجماعي
للقرويين العزل، ألقى الأسد خطاباً
أمام البرلمان السوري هذا الشهر، دافع
فيه بعناد عن الردود القاسية على ما
يعتبره هجوماً وجودياً على بلاده حيث
قال: "من هو الإنسان العاقل الذي يحب
الدماء؟... ولكن عندما يدخل الطبيب
الجراح إلى غرفة العمليات، ويفتح
الجرح، وينزف الجرح، ويقطع ويستأصل
ويبتر.. ماذا نقول له؟ تبت يداك هي
ملوثة بالدماء؟ أم نقول له سلمت يداك
لأنك أنقذت المريض؟". عندما تولى الأسد
السلطة لأول مرة، بدا كما لو كان نوعاً
مختلفاً من الزعماء العرب، حيث تراجع
عن بعض من ديكور حكم العهد السابق. كما
قطع مع بعض التقاليد وأخذ زوجته إلى
مطاعم دمشق بدون حراس شخصيين. بل إنه
قاد سيارته بنفسه في بعض الأحيان.
ولكنه "سرعان ما بدأ يصدق أن مستقبل
سوريا متشابك كلياً مع مستقبله الشخصي"،
كما يقول "ليش"، الذي كان يلتقي مع
الزعيم السوري بانتظام خلال معظم
العقد الماضي، مضيفاً "إن السلطة
مثيرة للشهوة... وعندما يكون المرء
محوطاً بالمتملقين، فإنه يشرع في
تصديقهم". كما أدرك أيضاً أن سلطته
تعتمد على إرضاء القوات الأمنية
والعسكرية السورية، إلى جانب طائفته
العلوية، يقول "ليش". وقد حصل "ليش"
أيضاً على لمحة أولية عن تردد الأسد في
مواجهة قواته الأمنية في 2007، عندما
تلقى دعوة للالتقاء بالرئيس. فقد احتجز
"ليش" في مطار دمشق واستجوب لثلاث
ساعات من قبل ضابط أمن لم يتوقف خلالها
عن تدوير مسدسه على سبابته. وعندما
التقى "ليش" بالأسد وحكى له ما
حدث، اعترف له هذا الأخير بامتعاضه،
ولكنه قال له إنه لا يستطيع فعل أي شيء
حيال المعاملة السيئة التي تلقاها. "إنه يحتاج إلى
قوات الأمن لأشياء أخرى"، يقول "ليش"،
مضيفاً: "لقد اكتفى بالقول إن تلك هي
الطريقة التي ينبغي أن تتم بها الأمور
في سوريا". محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع
خدمة «واشنطن بوست
وبلومبيرج نيوز سيرفيس» ================= الرحلة
الاخيرة الى القصر الرئاسي علي حماده 2012-06-17 النهار مع تعليق مراقبي
الامم المتحدة مهماتهم في سوريا، دخل
الصراع فيها وعليها مرحلة جديدة قد لا
تنتهي إلا بانهيار النظام ميدانيا،
وسقوط العاصمة دمشق بيد الثوار، نقول
هذا ولا نبالغ، بل اننا نستند في
قراءتنا الى المعطيات الميدانية التي
توافرت لدينا في الايام القليلة
الماضية. فالثورة وصلت الى العاصمة
التي يندر هذه الايام الا تنام على
اصوات الرصاص والانفجارات. كما ان ريف
دمشق بمعظمه ثائر وقد خرج عن سيطرة
النظام في سوريا. ولعل اهم ما أدلى به
اخيراً رئيس بعثة المراقبين الأمميين
الجنرال مود، قوله ان اجزاء واسعة من
الاراضي السورية خرجت عن سيطرة
النظام، مما يؤشّر لارتفاع منسوب
التفكك في سلطة بشار وبطانته. المواجهات مشتعلة في
كل مكان، والجيش الحر يقاوم آلة النظام
العسكرية المدججة بالسلاح والذخائر من
كل نوع ببسالة نادرة، ويمنعها من حسم
سيطرتها على أي بقعة من البقاع
المشتعلة. فما من مدينة او قرية او بلدة
استطاع النظام ان يحسم فيها، ويثبت
سيطرته بشكل نهائي. حمص على سبيل
المثال التي مضى على حرب النظام
المفتوحة ضدها اكثر من ثمانية اشهر، ما
استسلمت، وحوّلت اعلان انتصار النظام
الذي اعلن غداة سقوط بابا عمرو مهزلة،
ومعها زيارة بشار الاسد الميدانية
التي حصلت في حي فاحت منه روائح الموت. لا يعني ذلك أن
الرحلة نحو القصر الرئاسي صارت
ميسّرة، بل انها صارت ممكنة، وما عاد
التفوق العسكري الكبير الذي يتمتع به
النظام بكاف لمنع سقوط النظام. ومن
المهم هنا الاشارة الى تطور في تسليح
"الجيش الحر"، والى ارتفاع كبير
في أعداد المنشقين والمقاتلين الآتين
من الحياة المدنية بحيث بات ممكنا
مواجهة قوات بشار الاسد في كل مكان.
أكثر من ذلك، وبالاشارة الى ما يحكى عن
تورط "حزب الله" في اعمال عسكرية
وامنية وحتى في مذابح في سوريا، فإن
الثوار المقاتلين في سوريا يقولون لنا
انهم لا يهابون "حزب الله"، وهم
مستعدّون لمواجهة عناصره على أرض
سوريا كغزاة ومحتلّين! لقد تطور الوضع على
الارض، وحسم مصير بشار الاسد بإستحالة
ان يكون جزءا من مستقبل سوريا. فقد خسر
سوريا تماما كما خسر لبنان بسبب
الرعونة والخفة في التعامل مع حركة
التاريخ، فلم يفهم ان التاريخ عبارة عن
موجات كبرى، أكبر وأقوى من إرث والده
أو دموية بطانته. واليوم، فإن الثورة
السورية قد استحقت عن جدارة لقب ام
الثورات العربية، فمعركة الحرية
والكرامة التي يخوضها الشعب السوري هي
مصدر الهام لملايين العرب من الخليج
الى المحيط، ومن يواجهون قتلة الاطفال
ومغتصبي النساء وحارقي الاجساد إنما
يخطون تاريخا عربيا مشرفا. اما نحن
فنحمد الله أننا نعيش هذه اللحظات
التاريخية، فيما نشهد دفن جمهورية
حافظ الاسد واولاده! ================= في أزمة
المجلس الوطني السوري ومستدعيات
دمقرطته فراس قصاص 2012-06-17 القدس العربي صار واضحا الى درجة
كبيرة، أن المجلس الوطني السوري الذي
اعلن الثوار السوريون انه يمثلهم،
يعاني من ازمة خطيرة تتكاثر تعقيداتها
يوما بعد يوم ،وأن البعض، خصوصا أنصار
الثورة السورية، يرون انه تحول بالفعل
إلى عبء حقيقي يثقل على عاتق الثورة
ويشدها الى الخلف. بينما كان متوقعا
على نطاق واسع ان يشكل المجلس بمجرد
تأسيسه حجر الزاوية السياسي في إدارة
ملفاتها بشكل مثمر وفاعل وبما يساعد
على توفير عوامل إنجاحها. حجم السلبية الذي
أظهره المجلس الوطني في تعاطيه مع شؤون
الثورة، والبطء الشديد الذي يعانيه في
الاستجابة للمعطيات المرتبطة بها،
واستمرار الاستعصاء الذي تعيشه حالته،
والصراع والتنافر الذي تشهده أروقته،
يزيد من القناعة بأن الازمة التي يعاني
منها المجلس الوطني بنيوية، وهو ما
يدفع بإرجاعها الى القوى التي تداعت
الى تأسيسه وأمست القوة الفاعلة
الاساسية فيه والى الأسس التنظيمية
التي اعتمدتها في بنائه . ولأنها قوى معارضة
سورية تقليدية ،لم تتوفر دلائل كافية
على أنها تحررت من عصبياتها او استوعبت
حساسية المرحلة وما تقتضيه، كان
طبيعيا أن لا تتناغم مع روح الثورة
وترتقي الى مستوى تضحيات الثوار
وإنكارهم الاسطوري لذواتهم، فعملت على
تأسيس المجلس وفقا لقاعدة التوافق
التي تخفي إراداتها في الهيمنة، قاعدة
التوافق الذي لا يشير بدلالاته إلا الى
المحاصصة، لم تدرك هذه القوى، وهي
صاحبة الخبرة التي تفتقد الى الاصالة
في علاقتها بالديمقراطية، بأن نبذها
للديمقراطية كقيمة عملية في هيكلة
وتنظيم العلاقات الداخلية للمجلس الذي
تؤسسه، واعتماد التوافق/المحاصصة فيما
بينها، سيؤدي حتما الى إصابته بخلل
بنيوي يمنعه عن أداء وظيفته على النحو
المطلوب. لم تتجذر في خبرات هذه القوى
التنظيمية، أن ابتعاد أي منــــتظم
سياسي عن الديمقراطية في علائقه
الداخلية، يصيب بنيته بالضعف والتفكك
ويمنعها من الاستقرار ويفقدها وحدتها
البنائية، فللديمقــــراطية الداخلية
دور مركزي في تكوين البنى السياسية
الناجحة والمنسجمة والفعالة، من حيث
هي التي توفر الامكانية للتراكب
والتمفصل الضروري بين مختلف الدوائر
التنظيمية وتخلع عليها التماسك، وهي
التي تتيح تموضع مراكز الثقل وتوزع
منصات التأثير داخلها. الديمقراطية
الداخلية وحدها من يوفر القدرة لأي
مؤسسة سياسية على الاستقرار الهيكلي
مترافقا مع التفاعل الحيوي الداخلي
بوصفه العامل الاهم في سلامة الوظيفة
المطلوبة منها . على أن دور وأثر تلك
القوى في احداث التشوه البنيوي/الوظيفي
في المجلس الوطني بوصفها نافذة وحيدة
فيه، لا يقف عند حد التفريط
بالديمقراطية وعدم اللجوء اليها في
هيكلة المجلس وعلاقاته الداخلية، بل
يصل الى طبيعة إدارتها لدفته السياسية
وصناعة القرار السياسي فيه، فكونها
قوى نخبوية وأيديولوجية لم يتسن لها أن
تتجاوز انغلاقاتها، ولم يتح لها أن
تختبر السياسة والعمل السياسي
الطبيعي، بسبب الاستبداد السياسي،
انعكس انقطاعها عن الواقع الساخن وعن
التعاطي الخلاق والمثمر معه على
ادائها في المجلس الوطني وتاليا على
الممكنات العملية التي يمكنه حيازتها،
فجاء سلوك المجلس عاجزا ومقتصرا على
الجانب الإعلامي والدبلوماسي
الارتجالي، مبتعدا عن التأثير في فصول
الثورة، بالمعنى الملموس والخلاق
للكلمة، كما تكرس فيه التعاطي النخبوي
الوصائي مع ارادة الثوار والتأخر في
نقلها كما هي الى العالم. إن أداء المجلس
الوطني السوري الهزيل ونكوصه عن
الوفاء بمقتضيات التفاعل الايجابي مع
التحديات التي تواجهها ،فاقم من
فواتير الثورة البشرية والوطنية في
سوريا، وأظهر إلى أي حد تبلغ أهمية
دمقرطة شؤون المجلس الداخلية وإعادة
هيكلته وفقها، فالاستمرار بدونها
سيؤدي الى تكاثر النزعات التدميرية
بين مكوناته، ستتضخم إرادات الهيمنة
على حساب المعنى السياسي والمحتوى
المشاريعي لجميع الفاعلين في حالته،
ستنشأ علاقات تخريب داخلية خلاصتها
المحسوبية وتبادل المنافع والمكاسب
على حساب الهدف العام ،سيتكرس العجز
الاداري وستترسخ عوامل الابتعاد عن
الثورة والثوار، ستختنق الكثير من
المبادرات الذاتية والمهمة للعديد من
القوى المنضوية فيه. ودون هذه الدمقرطة
سيستمر خضوع المجلس بشكل مطلق لنفوذ
قوى عاجزة على نحت مسارات عملية
ومنتجة، يومية واستراتيجية، ضرورية
للثورة، هذا النحت الذي يتطلب بنية
سياسية متماسكة ومتفاعلة فيما بين
عناصرها ،تتعاطى السياسة وفقا
لأبعادها المعرفة لها، الواقع والعلم
والممكن، بالعمل على الواقعي وفقا لما
هو علمي لتحقيق ما هو ممكن . ================= سورية:
الحرب الأهلية أو المقاومة الشعبية! مطاع صفدي 2012-06-17 القدس العربي كل ثورات الربيع حققت
بعض مكاسبها التأسيسية ما عدا الثورة
السورية التي طال أمدها في الصراع
السلبي، دون أن تكسر عنف النظام الذي
أعلنت رفضه، والعمل على إسقاطه. ومع
ذلك يمكن الحكم بموضوعية أن الثورة
التي لم تنتصر على عدوها نهائياً،
لكنها جعلته يعجز عن الانتصار عليها،
بالرغم من فائض البطش والهمجية
واللاأخلاقية واللاإنسانية التي
يمارسها أوحش طغيان عرفه تاريخ القهر
عالمياً وليس عربياً أو إقليمياً فحسب.
هذه الحالة من افتقار الحل الحاسم لأي
من الطرفين، لا يحتم توازن القوى ما
بينهما، بل يعود الأمر إلى الاختلاف في
طبيعة هذه القوى، في نوعية وسائلها
المتباينة من فريق إلى آخر. لكن الثورة
قد أكتسبت نصرها الأول ما إن انفجرت
أحداثها وصدحت شعاراتها، حتى اعترف
بها أوسع رأي عام عربي وكوني. إن وجود
الثورة الذي تحول إلى مصطلح الصمود
والنمو والانتشار، هو رصيدها الفعلي
الذي يمكن اعتباره أهم ما يكتب لثورة
ناهضة، وهو ديمومتها حتى نجاحها
الأخير. لا تنكسر الثورة
والنظام الباغي لا يكف عن الفيض بكل
آثامه المعروفة والمجهولة. فلم يسبق
لسلطة غاشمة إن افتضحت فظائعها إلى هذا
الحد من تحدّيها للوجدان الإنساني،
ليس لشعبه وأمتّه فحسب، بل استهتاراً
بكرامة القانون الدولي ومؤسساته
العالمية. تلك التي لم تجرؤ على النطق
بالحقيقة حتى لا تلزم نفسها بأقل
واجبات الاحتجاج أو الإغاثة، وليس
العمل الجدي على وقف المجرم عند حده.
فما أبعد القرارات السياسية للمجتمع
الدولي عن هموم الشعوب المعذبة. بينما
تتعارف الشعوب من خلال أحوال التعاطف
العفوي الذي تثيره فيما بينها مآسٍ
متشابهة؛ لكن الأنظمة الحاكمة تجعل
مشاركات شعوبها في نجدتها لبعضها.
مقنَّنةً سلفاً بممارسة الدبلوماسيات
المتعارضة؛ ومقاييسها شبه السرية.
وحتى لا نذهب بعيداً مع التعميم، نلاحظ
أن ثورات الربيع العربي، رغم وحدة
الهدف في الصراع ضد أنظمة الطغيان
المتماثلة، إلا أنها ـ هذه الثورات ـ
لا تكاد تتواصل مع بعضها؛ ليس ثمة
تساندٌ بين السابق منها مع اللاحق،
والأقوى منها مع الأضعف. ها هي الثورة
السورية تجد نفسها تتقاذفها أنظمةُ
عربية وأخرى دولية. كأنها مضطرة
للتعاون مع أشباه عدوها، من حكومات
ودول إقليمية أو عالمية. بينما تتفرج
شعوب الأمة العربية الثائرة على
بعضها؛ تكاد تتساوى جميعها في مستوى
العزلة والانكفاء على الذات. وهي أحوج
ما تكون لبعضها في لحظات الانعتاق من
وحوش الاستبداد والاستغلال. الحدس الشعبي في
الوطن العربي نافر من عزلات ثورات (الأمة)
عن بعضها، فهو يراها ظواهر لحركة واحدة.
أسبابها مشتركة ما بين درجات الظلم
والاضطهاد وانسداد المصير العام
والفردي، وأهدافها متآلفة، متراوحة
بين الحرية والتقدم والعدالة. لكن لكل
ثورة وقائعها الخاصة المتأثرة
بإمكانيات الكفاح المتوفرة من جهة،
وصراعها مع أدوات القمع والعسف
السلطوي من جهة أخرى. إنها الثورات
التي لا تعرف هويتها. سلميةً أو
عنفيةً، قبل أن تنخرط في معاركها
اليومية. هذا ما يحدث للثورة السورية
التي لم تصمد فحسب ضد عدوها القهّار،
بل ما تزال صامدة ضد عنفها الذاتي،
متمسكة بقوة الكفاح السلبي، حتى عندما
تضطر للتنسيق مع حماتها من العسكريين
المنشقين، لكن عندما يعلن النظام
حرباً حقيقية شاملة فإنه لا يتبقّى
للمجتمع الثائر إلا حقَّه الأخير في
اللجوء إلى الحرب الشعبية، إلى
المقاومة المشروعة باعتبارها ليست فقط
تعبيراً عن حق الدفاع عن النفس ضد
العدوان الهمجي اللاشرعي، بل تغدو
المقاومة بكل وسائلها. واجباً
إلزامياً، تفترضه شرعة المواطنة
السوية، عندما يصبح كيان الدولة
والمجتمع مهدداً من قبل عدو الداخل
الذي قد يتجاوز عدو الخارج، في نوعية
أخطاره اليومية، المستهدفة للمصير
العام، في عمق جذوره الإنسانية
والحضارية، لصالح زمرة إجرامية قاتلة. هنا ينبغي التمييز
بين المقاومة الشعبية والحرب الأهلية،
بل لعل الأولى هي المانعة للثانية. وقد
أصبح النظام الخائف من سقوطه المتدرج،
بوعي أو بدونه، مندفعاً في تيار
الاقتتال الأهلي، جاراً مواقع الثورة
نحو التحول إلى خطوط فصل وعزل ما بين
قطاعات أهلية كانت متداخلة ومتآلفة
عفوياً وطبيعياً. بينما تجد الثورة
نفسها منساقة في خيار تاريخي محتوم
تعرفه الشعوب الثائرة عندما تضطر إلى
خوض حروب تحرير بأساليب تنظيم
المقاومة الشعبية؛ فقد برهنت معطيات
الأزمة السورية أن الثورة لم تعد تكافح
نظاماً سياسياً، تختلف مع أهدافه
وآلياته. بل إن صراع هذا النظام ضد أبسط
معارضة باسم المصلحة العامة، أدّى به
إلى مضاعفة القمع الجذري، دون التخلي
عن الاستئثار الفئوي الأضيق بكل
فعالية أو مؤسسة، أو في الإدارة لكل
شأن عمومي وقطاعي، وحتى فردي. فأية
جدوى لإصلاح دولة، مقبوض على مفاصلها
بأقذر أيد للأمن والفساد معاً. بالمقابل، فإن
الثورة السورية، بعد أن تجاوزت عصر
المعارضة ودعاوى الإصلاح، أصبحت أمام
المفترق مجدداً، بين المقتلة الأهلوية
أو المقاومة الشعبية، قد لا يكون ثمة
تمييز واضح بينهما في سياق صراع أضحى
دموياً رهيباً في مختلف جبهاته، كما هو
حال خارطتها الراهنة. لا يرجع التفريق
بين النقيضتين سوى أن المقاومة
الشعبية باتت تتمتّع بذخيرة من
المبادئ والوعي المجتمعي لدى ثواّرها
بحيث يطغى لديهم حسّ الانتماء
للمواطنة على كل تصنيفية فئوية ضيقة،
أو عصبية مذهبية جانحة. فقد عرّت
عموميةُ الثورة أربابَ النظام من
عباءة المذهبية التي يتخفون وراءها.
عزلتهم فظائعهم عن السواد الأعظم من
مثقفي الطائفة، صار هؤلاء متبرئين من
مسؤولية جماعية يُقحمون تحت نيرها
ظلماً وبهتاناً، في حين يعي شعب الثوار
بالمقابل أن أية جماعة لن تتحمل أوزار
شريحة ضالّة من أفرادها. فلا مسؤولية
جماعية مقابل إجرام جماعي يرتكبه
أشخاص محددون. هذا الوضع الإنساني
القانوني معاً جعل إدانة النظام تتخذ
طابعاً عالمياً، عندما تُسْقِط 'الأمَمُ
المتحدة' الشرعيةَ الدولية عن شخص
الرئيس السوري بدعوته إلى التنحي
فكأنها تصادق بذلك على ما أنجزته
الثورة على طريق تجريد الرئيس من شرعية
منصبه، وتحويله بالتالي إلى مجرد زعيم
عصابة للقتل والنهب والتدمير، بعد أن
تمَّ لها الاستيلاءُ على مقاليد دولة
ومجتمع ووطن. فكانت أشبه باحتلال أمني
وعسكري واقتصادي. تمارسه طغمة عدوة
أشبه ما تكون بسلطة أجنبية غازية.
فالقرار الدولي، إذ يسحب شرعية
الرئيس، فإنه في الوقت عينه، يمنح
الثورة صفة المقاومة الشعبية مكلّلةً
بشرعيتها الإنسانية، كمكافأة مستحقة
لها، واعتراف برصيدها من إنجازات
التضحية اللامحدودة إلا بشرط التحصيل
العيني الواضح لوعود التحرر الوطني
الشامل. بوسائلها الدفاعية العلنية.
كذلك فإن هذا القرار التاريخي حقاً،
يجعل 'الأمم المتحدة' تسترد بنيتها
الأصلية أو وظيفتها المسندة إليها
عالمياً، في أساس إنشائها كبرلمان
للشعوب المقهورة وسواها، وليس لدولها
فحسب. إن برلمان الشعوب هذا
العائد إلى الممارسة القانونية
السليمة، لم يكتف بنزع الشرعية
الزائفة عن واحد من أواخر أنظمة
الاستبداد العالمثالثي، وأشدها
امتهاناً وقهراً لحقوق الإنسان عامة،
وليس لإنسان مجتمعها المأسور وحده. لم
يتوقف عند إعادة تأهيل منظمته، كأعلى
سلطة ضغط وإنصاف عالمية حاكمة بالرأي
الاختياري والحق المبدئي وحده. بل راح
ويعارض سلطة العسف الدولاني لأصحاب
الفيتو الخمسة في 'مجلس الأمن'؛ إن
تصويت العدد الأكبر من أعضاء الجمعية
إلى جانب حق الثورة السورية في تغيير
نظامها القمعي الهمجي، لا يعيد تأهيل
ثقافة حركات التحرير الوطني من
الاستعمار الأجنبي وحده، بل لعلّه
يجدد عصر التحرر الوطني من أشكال
الهيمنة الأهلية التي هي بمثابة
استعمار داخلي قد يتفوق على فظاعات
أصله السابق وعرّابه الدائم، ذلك
الاستعمار الخارجي الأجنبي. الربيع العربي وفي
مقدمته تبرز الثورة السورية، سوف
يكتسب رِيادَة القطيعة الأنطولوجية مع
تلك الحقبة المشؤومة. الموصوفة بسيطرة
نموذج الدولة الأمنية على حركات
التحرر الوطني لمجمل دول العالم
الثالث، والعربي في مركزه. وقد كانت
مهمة هذا النموذج هي إجهاض النقلة
النوعية من مجتمع الاستعمار إلى مجتمع
النهضة، ما يعني امتداد الهيمنة من
سطوة الاحتلال العسكري الأجنبي إلى
ابتكار أشكال الاحتلالات البوليسية
واللصوصية من قبل فردنيات وأقلويات
محلية، مُسْتَعْبَدة بهلوسة المال
والسلطان، طاغيةً على الأكثريات
الساحقة من مجتمعاتها. كانت تلك هي
حقبة امتداد الاستعمار الغربي إلى
استعمار أهلوي، وكيلٍ للأول، ومحروس
بسياسته، وذلك طيلة الحرب الباردة
العالمية، ومن ثَمَّ إلى ما بعدَها.
فالربيع العربي ليس عرضياً أو
إقليمياً، إنه يستكمل التحرر السياسي
من المستبد المستغل الأجنبي، بالتحرر
الاجتماعي البنيوي من عدو الداخل
الطبقي والسلطاني، بمعنى أن الربيع
العربي يؤذن بلحظة تغيير كوني في
أنطولوجيا العلاقات غير السوية ما بين
الدول الأقوى والدول الأضعف. فحين يصبح
استعمار الآخر مباشرة أو بالوكالة
المحلية والإقليمية مستحيلاً، لا بد
أن يرتدّ قهرُ الأقوياء إلى نحرهم. أي
أن إنجاز إلغاء الاستعمار سوف يصحّح
العلاقات الطبقية المختلّة لمجتمعات
الدول الرأسمالية عينها. هذا هو المغزى
الأنطولوجي العميق لما يسمّى بالأزمة
الاقتصادية المستديمة في الغربين
الأوروبي والأمريكي. إذ يشهدان معاً
نهايةً تفوقّهما اقتصادياً إزاء
عمالقة الانتاج الكمي والنوعي في
الشرق، وعسكرياً، وربما جيوسياسياً
كذلك إزاء المزيد من تحرر قارة
الإسلام، بريادة غير مسبوقة ولا
منتظرة غربياً على الأقل، من قبل
الربيع العربي. لكن هذا الربيع
العربي بات مرتهناً بانحرافات كارثية
نحو المقتلات الأهلوية أو الفوضى، إن
لم تنتظم ثوراته المتتابعة في صيغ
متقدمة واعية من المقاومات الشعبية.
والمأزق السوري هو أوضح ما يعانيه
الربيع العربي، إذ تتشخّص عبر ظواهره
المتناقضة إشكاليةُ الثورة، كيف تكون
ثورة في ذاتها ومن أجل ذاتها أولاً،
واحدة متضامنة ما بين أسبابها
ووسائلها وأهدافها حتى لا يتصورها
الآخرون، كل الآخرين، المترصّدين لها،
معها أو ضدها، أنها قد تصير أشبه
بالفرس الحرون، يمتطيها كلُّ من هبَّ
ودبَّ، وهو يحسب أنه قد تملّك من
متْنها لوحده طارداً أدعياءها
الآخرين، بينما يموت يومياً عشرات
الشباب من أجل بقائها واستمرارها.
فالغرب واستطالاته الإقليمية لا
يزاولون يراوغون حول طرق المساندة،
بالرغم من تظاهرهم بتبنيها، ومناصبتهم
العداء للنظام القامع، عملاً بالمثل
القائل: القوة التي لا تقدر على
مواجهتها تحالف معها ليخلو لك ظهرُها. بين النظام الذي يفضل
الحرب الأهلية على الانسحاب من
السلطة، وبين الغرب وأعوانه الذين
ينتهزون الثورة لإعادة استتباع البلاد
والعباد معاً لقاءَ المساعدات الخبيثة
أو الملغومة، ينتفض الثوار الشباب
مجدداً كيما يعلنوا أوَان دخول الثورة
مرحلة المقاومة الشعبية المنظمة.
فالثورة استحقت هويتها الشعبية
باعتمادها حتى الآن على كل من عامليْ
القوة الذاتية والانتشار كمياً
وعمقياً في الجسد الاجتماعي والوطن
الجغرافي معاً. ما يعني أن البلاد أخذت
على عاتقها أن تكون سيدةَ نفسها، وهي
تخوض أنبل صراعِ وجودٍ تحت صيغة حركة
تحرّر وطنية بكل ما ترمز إليه من
دلالات الانتظام الذاتي وأخلاق
التعبئة والتضحية معاً. كل هذه الذخيرة
الرائعة قد اكتسبت موادها الأولية
والإنسانية من صمود نضالي رهيب عام ضد
أوحش قمع، ولكن من أجل أنبل سبب لبقاء
إنسانية الإنسان، أقوى من وحوشها
الضارية، فالتة من غابٍ إلى الآخر،
وصولاً إلى أظلمها في قلاع الاستبداد/الفساد،
الموشكة على الانهدام فوق عروش
طواغيتها واحداً بعد الآخر.. ' مفكر عربي مقيم في
باريس ================= الإثنين
١٨ يونيو ٢٠١٢ الحياة عبدالله ناصر
العتيبي هناك بلا شك يوم أخير
في الأزمة السورية. لكن متى يأتي ذلك
اليوم؟ هذا هو السؤال. الغرب يقدم رِجلاً
ويؤخر أخرى خوفاً من تبعات التدخل
العسكري لإيقاف المجازر اليومية التي
ترتكبها كتائب بشار الأسد ضد
المدنيين، لكن هذا التردد سيتوقف عند
نقطة معينة تكون فيها خسائر عدم التدخل
أكبر بكثير من خسائر التدخل. أميركا والدول
الأوروبية الداعمة لموقفها تحجم عن
التدخل إيجابياً في الأزمة لأسباب
عدة، لكن، هذه الأسباب ستتحول مع
الزمن، إلى أسباب داعية للتدخل
العسكري، والعسكري الثقيل ربما،
لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. لكن متى تأتي نقطة
التحول هذه؟ وما هي مؤشراتها؟ وكيف
يمكن تسريعها أو تأخيرها؟ قبل أيام صرح رئيس
لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان
الروسي أن أميركا وحلفاءها الغربيين
يتخذون من موقف روسيا تجاه الأزمة وعدم
موافقتها على تغيير الأنظمة بالقوة،
ذريعة لتبرير فشلهم في إدارة الأزمة
السورية، بسبب عدم وجود خطة جاهزة
لديهم لمعالجة الوضع على الإطلاق!! هذا كلام سليم ومنطقي
إلى حد ما، لكنه ليس سليماً ومنطقياً
على الإطلاق وكل الوقت! صحيح أن الغرب
لا يمتلك حتى الآن رؤية واضحة لإدارة
هذه الأزمة الشرق أوسطية الكبيرة،
ويمكن ملاحظة ذلك من تباين التصريحات
الغربية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة،
وتضارب التحركات الأميركية الفرنسية
أخيراً، وركون بعض الدول الغربية،
كألمانيا مثلاً، إلى «صمت» التصريحات
الجاهزة، خجلاً وتسجيل موقف فقط، متى
ما تطلب المزاج العام ذلك، لكن موقف
روسيا المتشدد جداً ومن خلفها الصين،
اللتين تبحثان عن خلق موقف انتهازي
جيد، ساهم في شكل فاعل في تأخير الوصول
إلى نقطة اتفاق غربية مشتركة للتعامل
مع الأزمة. روسيا ربما تحتاج
لإظهار موقفها الحقيقي إلى موقف ثابت
للدول الغربية من الأزمة (على طريقة
البيضة والدجاجة وأيهما جاء أولاً؟)
لتعرف كيف تتعامل معه اقتصادياً
وسياسياً. ربما كل ما ينقص روسيا في
الوقت الراهن لتحديد موقفها النهائي،
موقف مبدئي للدول الغربية قبل أن تخاطر
بمصالحها المستقبلية ومكاسبها
المحتملة من وراء المشاركة كطرف مقاوم
أو مساند!! الغرب متردد وحائر،
ويلعب في زمن الخسارة العربية على أقل
من مهله. وروسيا لا تهتم كثيراً بحجم
الكوارث الإنسانية التي تُرسم على
الخريطة السورية بشكل يومي. ولكن، هناك
زمن مقبل ستبدأ الخسارة فيه بالانتقال
إلى الجانب الغربي، وسيكون وقتها
التدخل الغربي خياراً لا بد من اللجوء
إليه لوقف النزيف في رصيد الدول
الغربية في المنطقة. السؤال إذاً، كيف
ستنتقل الخسارة إلى الجانب الغربي
بدلاً من وجودها كل هذا الوقت في
الجانب العربي فقط؟! من واقع تجارب الربيع
العربي السابقة، يعرف الغرب أن نشوء
جيوب متطرفـة مسلحـة و (مزمنـة) في
سورية في حال بدء ضربات عـسكرية ضـد
النظام السوري هو واقع متحقق
بالضرورة، وبالتالي فإن المصالح
الغـربية والوجود الإسرائيلي في
المنطقة ستكون تحت تهديد دائم على
المدى الزمني المتوسط والبعيد. كما ان
مجيء حكومة ضد – غـربـيـة إلى الحـكم،
هو الاحتمال الأقـرب بعد سقوط بشار
وسيكون لها التأثير ذاته في مقبل
الأيام. هذان السببان
المتحولان مع الوقت هما ما يخوفان
الغرب في الوقت الحالي، لكن، بما أن
المسألة في يد الزمن فالانتظار أولى،
لكن، ماذا لو تم تسريع هذين السببين
بصناعة عربية (وخليجية ربما) للوصول
إلى نقطة التحول التي تجبر الغرب على
التحرك فعلياً، لا لإيقاف قتل
الأبرياء كما نتمنى، وإنما لإيقاف
تكون الوحش الذي سيجعل من المنطقة
ملعباً أفغانياً جديداً. شيء من أفغنة المناطق
الشامية سيضغط لجعل الوصول الى نقطة
التحول متاحاً خلال الأسابيع القليلة
المقبلة، خصوصاً إذا ترافق ذلك مع
رعاية خليجية لتشكيل مجلس حكم سوري،
يتولى زمام أمور البلاد بعد سقوط
النظام، لفترة لا تقل عن خمس سنوات. نقطة التحول قادمة،
لكنها ربما تحتاج إلى وقت طويل، ما لم
يتدخل العرب وهذا أضعف الإيمان. ================= جون فينوكور الشرق الاوسط 18-6-2012 عندما حذرت واشنطن
موسكو الأسبوع الماضي من أنها تعرض
مصالح روسيا الأساسية في الشرق الأوسط
للمخاطر، في حالة ما إذا لم تتخذ إجراء
«أكثر إيجابية على الفور» بشأن سوريا،
لم يكن بإمكانك أن تعيب على فلاديمير
بوتين احتمال تفكيره في أن بإمكانه
التعبير عن اعتراضه بصراحة. هنا، كانت وزيرة
الخارجية، هيلاري كلينتون، تتهم الروس
بإرسال مروحيات هجومية إلى قتلة الشعب
السوري من الجيش النظامي. دعت كلينتون
روسيا إلى وقف إمداد سوريا
بالمروحيات، وأحد أسباب ذلك هو أن
التبعات الحقيقية، إن وجدت، غير واضحة
- حيث استعد بوتين وباراك أوباما
للحديث عن مستقبل سوريا في اجتماع قمة
مجموعة العشرين يومي الاثنين
والثلاثاء في المكسيك. ويعتبر لقاؤهما هو
أول تواصل جاد من أجل التغيير يتعلق
بقضية الأهمية الاستراتيجية الكبيرة
والدلالة الأخلاقية. بعد 15 شهرا من
القتال والأعمال الوحشية والسخط
والاستياء والجبن، أصبح النزاع على
شفا اتخاذ قرارات يدخل في نطاقها
التدخل المباشر من الغرب أو صور محرجة
من الاستهجان أو دور أكبر من جانب
الشرق الأوسط بشأن روسيا أو عرقلة
روسيا المشينة لجهود الأمم المتحدة
طويلة المدى. لكن أي قرارات؟ لننظر
في ما حدث حتى الآن: من جانب أوباما،
كانت هناك حالة من الجمود. قارن ذلك
بدعم بوتين لديكتاتور قتل 13000 شخص من
شعبه حتى الآن، وموقف الرئيس الروسي
كمزود لبشار الأسد بالأسلحة ومحرض على
استخدام حق نقض قرارات مجلس الأمن
مرتين، الأمر الذي ترك الأمم المتحدة
في حالة من العجز عن اتخاذ أي إجراء. لذلك، لنفترض أن
النقاط التالية تجسد عدم حزم الغرب
بوصفه مفهوما بالنسبة لبوتين: 1) سحبت الولايات
المتحدة وحلفاؤها مشروع قرار مجلس
الأمن الذي يطالب بفرض حظر على شحن
الأسلحة إلى سوريا. 2) قامت أميركا
وشركاؤها من حلف شمال الأطلسي بإخفاء
تهديد عام من جانب روسيا بالهجوم على
مواقع دفاعهم الصاروخية المستقبلية في
أوروبا. 3) ثمة فجوة في حالة
الغضب المتعلقة بتدخل روسيا في الشأن
السوري بين الرئيس الأميركي ووزيرة
الخارجية. لا يتطلب الأمر شخصا
يتمتع بقدرات بوتين التحليلية الحصيفة
لملاحظة أنه عندما أشارت سوزان رايس،
سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم
المتحدة، إلى أن الأشياء تسير باتجاه
النقطة التي يمكن أن يدرس فيها اقتراح
اتخاذ إجراء من دون تفويض رسمي من مجلس
الأمن، انتقدها بعنف وزير الدفاع،
ليون بانيتا، المتحدث شبه الرسمي باسم
البيت الأبيض، والذي قال إنه لا يمكنه
تصور تدخل عسكري من دون دعم الأمم
المتحدة. من المؤكد أيضا أن
بوتين قد لاحظ أنه في عام انتخابات
رئاسية، لا يرغب أوباما في إدارة
مواجهة مع روسيا بشأن دورها كشريك واضح
في المذبحة الدائرة في سوريا. فربما
يؤدي هذا إلى فقدان الناخبين الثقة في
رؤية المرشح الإيجابية المستمرة
لروسيا. هذا هو السياق الذي
أعدته أميركا والذي صورت روسيا فيه
بوصفها المحور الرئيسي غير القابل
للجدال في التوصل إلى حل سوري وأنها
تلعب دورا استراتيجيا مدعما للأسد في
الشرق الأوسط. وهو أيضا محور الاجتماع
بين أوباما وبوتين. إلا أن الحقيقة
تشير إلى أن أيا منهما لن يطرح فكرة
إجراء استفتاء للشعب السوري للوقوف
على ما إذا كانوا يرغبون في أن تمنح
الدولة الحامية للحاكم المستبد تصريحا
بالتدخل على المدى الطويل وكذلك في
بقاء الوجود العسكري الروسي في بلدهم
كتعويض عن تعزيز رحيل الأسد. في الوقت نفسه، أشارت
صحيفة «نيويورك تايمز» إلى احتمالية
إجراء ترتيب من هذا النوع. وقد استشهدت
بقول لمسؤول أميركي يشير فيه إلى أن
روسيا قد اطمأنت. وقال: «اهتمامنا ينصب
على استقرار الوضع، لا القضاء على
التأثير الروسي». ومن شأن هذا الاتفاق
أن يوطد موقع روسيا كشريك يعتمد عليه
للدولة الجارة إيران وأن يقوي عزائم
الملالي. إضافة إلى ذلك، فإنه سيثبت
لحلفاء أميركا في منطقة الخليج وفي
إسرائيل أن إدارة أوباما تعتزم التوصل
إلى حلول ضعيفة لمشكلاتها المحتملة
المتعلقة بالحرب والسلام. وبالنسبة لسوريا على
وجه التحديد، يجسد الاتفاق مذهب
بريجنيف مقلوبا رأسا على عقب، ليس عبر
تأكيد الاتحاد السوفياتي حقه في
التدخل مجددا في أي مكان في منطقة
الجوار، ولكن من خلال إدارة أوباما، في
نهجها «إعادة الضبط في القتل المفرط»،
بمنح امتيازات مماثلة في قلب الشرق
الأوسط إلى روسيا في عهد بوتين. قد يتمثل رد فعل أفضل
في تجنب روسيا، من خلال تشكيل الولايات
المتحدة تحالفا من الراغبين، وعدم
الالتزام تجاه بوتين أو الأمم
المتحدة، والتحول بسرعة إلى فرض
عقوبات اقتصادية صارمة على النظام
السوري. في الوقت نفسه، يمكن أن تقوض
الدوريات البحرية التابعة للولايات
المتحدة وحلف شمال الأطلسي الموجودة
على طول الشريط الموازي للساحل عمليات
شحن أي أسلحة إلى المنطقة. كل هذا يتماشى بشكل
مريح مع معتقدات أوباما الخاصة بشأن
التدخل الأميركي على نحو يتجاوز
ملاحقة الإرهاب والتي نشرها في كتابه
الصادر عام 2006 بعنوان «جرأة الأمل». في ذلك الوقت، كتب
أوباما أن مجلس الأمن يجب ألا يستخدم
حق النقض في لجوء أميركا لاستخدام
القوة. كذلك «طالما تحتفظ روسيا والصين
بقواتهما العسكرية الضخمة ولم تتخلصا
بشكل كامل من رغبتهما الغريزية في
استغلال ثقلهما.. فستكون هناك فترات
يتعين فيها علينا أن نلعب مجددا دور
الشريف المتردد في العالم». وأضاف: «لن يتغير هذا
الموقف ولا يجب أن يتغير». * خدمة «نيويورك
تايمز» ==================== حزب
الله يسمح لنفسه بتصنيف ضحايا الثورات
والصراعات العربية والإسلامية بين
قتيل وشهيد..؟؟ الجمعة 15
حزيران 2012 المصدر: موقع
بيروت أوبزرفر بقلم حسان
القطب لا يمكن أن تقوم
علاقة موضوعية وجدية وهادفة وبناءة
بين فريقين متنافسين أو متصارعين أو
مختلفين، إلا في حال تساوت نظرة
الفريقين لبعضهما البعض..؟؟ واعترف كل
واحدٍ منهم بحق الأخر في الاختلاف
بالرأي واحترم وجهة نظر الأخر وموقفه
من أية قضية أو موضوع..؟؟ ولا يمكن أن
نرفع عناوين وشعارات ويافطات لمجرد
إطلاقها ولن نكون حينها جديين إلا إذا
التزمنا بمضمون ما نعلنه ونطلقه، قبل
أن نطالب الآخر كائناً من كان
بالالتزام بهذه المواقف واحترامها..؟؟
ولا يمكن أن نثق بفريق يطلق المواقف
ويلتزم عكسها وعلى سبيل المثال، نشرت
مجلة الوحدة الإسلامية في عددها
الأخير وهي التي يصدرها تجمع العلماء
المسلمين مقالاً بقلم السيد محمود
إسماعيل ورد فيه: (هل قرر آل خليفة
تسليم البحرين إلى السعودية؟ وهل بدأت
السعودية بابتلاع البحرين تحت غطاء
الإتحاد الخليجي؟ أسئلة طرحها
المسؤولون الإيرانيون وأرفقوها
بتحذيرات ودعوات للتصدي للإتحاد
الخليجي بكافة الوسائل. رئيس مجلس
الشورى الإيراني علي لاريجاني أكد أن
البحرين ليست لقمة سائغة يمكن
ابتلاعها بسهولة)... والمفارقة هي أن
تجمع العلماء المسلمين يقدم نفسه عل
انه رائد الوحدة الإسلامية ونموذجها
المثالي وأول بشائر الوحدة من وجهة
نظره هي الوحدة بين المسلمين السنة
والشيعة التي يسعى التجمع لتحقيقها..(طبعاً
تحت راية إيران)..فكيف يرفض تجمع
العلماء الوحدة بين بلدين عربيين
مسلمين..وهو يدعو للوحدة؟؟؟ وإذا كان
هذا التجمع لا يستسيغ وحدة بين نظامين
عربيين متشابهين من حيث طبيعة النظام،
فكيف يستطيع أن يقنعنا بعد ذلك بأنه
يسعى للوحدة بين المذاهب الإسلامية
المختلفة والمتنوعة.؟؟ والأكثر غرابة
هو أن وفداً من التجمع التقى وفداً من
علماء شيعة المملكة السعودية حيث ورد
في مضمون البيان المشترك الذي أعلناه
عقب اللقاء..نقطتين متناقضين وهما: 1(-
يجب أن تعود امتنا أمة واحدة وأن ترتب
أولوياتها في صراعها مع أعدائها والتي
تحمل العدو الصهيوني المرتبة الأولى
منها.) ..2(- نؤكد حرصنا على إلغاء الحدود
التي اصطنعها المستعمر في بلادنا
وندعو للوحدة بين هذه البلدان ولو
بالتدريج، ولكننا ننظر بعين الريبة
إلى الحمية المفاجأة لهذه الوحدة بين
السعودية والبحرين التي تهدف برأينا
لخنق إرادة الشعب في البحرين ومنعه من
تقرير مصيره)... كيف ندعو الأمة
الإسلامية للوحدة وترتيب بيتها وتحديد
أولوياتها...كما ورد في الفقرة الأولى
ثم في الفقرة الثانية ندين مشروع
الوحدة بين المملكة السعودية والبحرين..؟؟
والأكثر غرابة ما ورد في مضمون البيان
عينه حيث أعلن البيان المشترك ما يلي: (نؤيد
المطالب المحقة للشعب السعودي المطالب
بالحرية على كافة المستويات وتحقيق
آمال الشعب في العيش بعزة وكرامة)..ثم
يكتب رئيس المجلس الإداري للتجمع
الشيخ حسان عبد الله في افتتاحية العدد
118 من مجلة الوحدة الإسلامية.. ما يلي: (أولاً:
إن المطروح في سوريا ليس نظاماً
إسلامياً، بل إنهم يدعون إلى دولة
علمانية، وبذلك تتساوى الدولة القادمة
مع الدولة الموجودة. في حين أن العنوان
الآخر وهو الممانعة والمقاومة فهو
محرز في هذه الدولة ومشكوك به في
الدولة المطروحة، بل قد نشك في سلوكها
طريق الممانعة والمقاومة خصوصاً مع ما
نسمعه من بعض قادتهم عن علاقة مع
الكيان الصهيوني والمقابلات الصحفية
التي أجروها مع وسائل إعلام صهيونية).
كيف يدعو التجمع للاستجابة لمطالب
الشعب السعودي والبحريني باعتبارهما
يعانيان الاضطهاد والظلم.. وفي نفس
الوقت يتهم الشعب السوري المنتفض منذ
سنة ونصف تقريباً على ظلمٍ فاحش لا
يقارن سوى بممارسات هولاكو وجنكيزخان
والدولة الصفوية في إيران إبان القرن
التاسع عشر..ليقول بأن مطالبه مشكوك
فيها وان ثورته مؤامرة..؟؟ لا ضرورة
للاستغراب ولا حتى للتساؤل فقد أجابنا
عن بوضوح هذا الأمر حين تحدث نائب في
البرلمان العراقي فأورد ما يلي: (كشف
عضو التحالف الوطني عن كتلة المواطن
قاسم الاعرجي، أن مطالبة الكتل
السياسية بسحب الثقة عن رئيس الوزراء
جاء ضمن مخطط تقوده المملكة العربية
السعودية لإسقاط الحكومة العراقية
والسورية وكذلك لمحاصرة حزب الله في
لبنان وضرب الشيعة في البحرين، مشيراً
إلى أن المالكي سوف يقلب طاولة
الاستجواب على المستجوبين ويكشف كافة
الملفات). ربط هذا النائب مشاكل ثلاثة
بمحور إقليمي واحد..؟؟ متجاهلاً
المطالب والرغبات وطبية الانتفاضة
وأهداف الثورة، ونقلها من سياسية إلى
دينية..؟؟ ولكن الشأن الأخطر
والذي يكشف زيف الدعوة للوحدة والرغبة
في الحوار ومدى كذب الحديث عن أولوية
تحرير فلسطين وإطلاق سياسة اليد
الممدودة والسعي الحثيث لوأد الفتنة
وكذب اتهام البعض بتأجيج الفتنة
والتحريض المذهبي، هو ما نراه ونسمعه
ونقرأه من عملية تصنيف الضحايا في
البلاد العربية والإسلامية مهما كانت
الأسباب والدوافع التي سقطوا من اجلها
أو بسببها بين قتيل وشهيد..؟؟ والتصنيف
في هذا المجال هو يستند دون شك إلى
دوافع وثوابت عقائدية، فالشهيد كما
يقول أحد قادة العمل الإسلامي (هو من
نعتقد دون شك بأنه مسلم مؤمن ولا شك
مصيره بعد استشهاده الجنة، والقتيل
حتى لا نقول كلاماً قاسياً وحتى لا
ندخل في تفسيرات عقائدية وتعريفات
دينية نكتفي بذكر أو بتقديم تعريف بسيط
وهو من لا نعرف أو نعلم عن مستوى إيمانه
أو طبيعته شيئاً..؟؟؟ وهذا بالتأكيد
يؤدي إلى فصل المجتمع بشكل عامودي بين
مؤمنين وغير مؤمنين..؟؟ من هنا وبناءً
على هذا التعريف فلننظر إلى بيانات
ومواقف ومضمون الأخبار التي يقدمها
حزب الله ومن يؤيده في وصف وتعريف
ضحايا الصراعات العربية والإسلامية
عبر وسائل إعلامه..!! مثلاً، حزب الله
يستنكر التفجيرات الإرهابية في العراق
الهادفة لخدمة مشاريع الصهاينة والغرب
وتعليقاً على التفجيرات الإرهابية
التي استهدفت العديد من المدن
العراقية وأسفرت عن سقوط العشرات من
الشهداء ومئات الجرحى أصدر حزب الله
البيان التالي..؟؟؟ وفي حادث مماثل
أورد أحد الوسائل الإعلامية التابع
لحزب الله خبر مفاده: مقتل ثلاثة
مسلحين باكستانيين بغارة لطائرة
أميركية بدون طيار.. وفي الشأن
البحريني أورد أحد المواقع أيضاً: لقد
أصرت قوات الأمن البحرينية على ترهيب
كل من يبدي شجاعة في وجه انتهاكات
الحرمات، فكان آخر الضحايا محمد
إبراهيم يعقوب الذي استشهد إثر دهسه
والتنكيل به من قبل قوات الأمن في
جزيرة سترا جنوب المنامة. وأطلق محبو
يعقوب عليه لقب " شهيد الغيرة "
إثر تضحيته بنفسه دفاعا عن النساء
اللواتي داهمتهن آليات عسكرية... ولكن
في المقابل هل سمع أو قرأ أي من
المواطنين اللبنانيين أو العرب على
وسيلة إعلامية تابعة لحزب الله ومن معه
إطلاق وصف الشهادة على أي من ضحايا
سوريا أو شمال لبنان في وادي خالد
وبلدة عرسال الذين يسقطون بالعشرات
والمئات..؟؟ نعود لنقول أن الحوار
بين مكونات المجتمع اللبناني والربي
يجب أن ينطلق على قاعدة الاحترام
وتأسيس الثقة المتبادلة على منطق
الكذب والتلاعب بالألفاظ والعبارات
وتناقض المواقف والبيانات وان لا يكون
هناك لغتين وسياستين، ولنكن صريحين مع
بعضنا البعض هل نحن فعلاً نسعى لوأد
الفتنة أم لإطلاقها..وهل الحوار هو
مناسبة لإطلاق التهديد على لسان محمد
رعد لإرهاب المتحاورين واللبنانيين
عموماً أم للسعي الجدي لتجنب مستقبل
قاتم ومصير أسود.. وأخيرا نقول لا يحق
لأي حزب أن يقوم بتصنيف الضحايا كما
يشاء ويريد، ولا يحق لأي حزب أو معمم أن
يعلن بأن هذا في النار وذاك في الجنة
وأن هذا شهيد وذاك قتيل...!! ماذا لو
اندفع كل فريق لتصنيف ضحايا الفريق
الأخر..؟ وإسباغ الألقاب والصفات عليهم
بما يتناقض مع محبة جمهورهم وثقة
محبيهم بهم..؟؟ ألا يؤدي هذا الأمر إلى
زرع الفتنة بين مكونات الوطن وتعريض
السلم الأهلي للخطر والعيش المشترك
للاهتزاز..؟ ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |