ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 21/06/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

دموع "بيريز" على أطفال سوريا..!!

بقلم / أنور صالح الخطيب -  كاتب وصحفي أردني :

الراية

20-6-2012

لم يبق سوى مجرم الحرب شمعون بيريز قاتل الأطفال في قانا والإرهابي الذي لا يقل عنه دموية رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي "نتنياهو" قاتل أطفال غزة ليذرفا دموعهما وليقررا أن على الجامعة العربية التدخل لحماية الشعب السوري من بطش النظام الذي قال عنه المجرم بيريز لشبكة "سي إن إن" الأمريكية إنه يقتل الأطفال؟؟.

يقول بيريز "إن الأسد لم يعد خياراً أمام السوريين أبداً فهذا الرجل قتل الأطفال والرضع ومن الصعب علينا كبشر الوقوف أمام آلاف الأكفان لأطفال يذبحون يوميا أمام أعين العالم".

سفاح قانا دعا في مقابلته إلى تدخل الجامعة العربية بمساعدة الأمم المتحدة قائلا عن العرب "لديهم الجيوش ومسؤولية مشتركة لتخليص الشعب السوري من الوضع الحالي".

لا أدري كيف سيتعامل الإعلام السوري مع هذه التصريحات وإن كنت أتوقع أنه سيوظفها مجددا في حديث المؤامرة الذي لا يمل من تكراره، وفي التأكيد استنادا إلى أقوال الرئيس أن المتظاهرين الذين يطالبون بالحرية والديمقراطية والتغيير يتظاهرون مقابل 2000 ليرة سورية؟؟.

ما يجب أن يدركه الإعلام السوري ويدركه معه النظام الحاكم في دمشق أن تصريحات بيريز ومن قبله تصريحات نتنياهو التي تدين المجازر التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه هي فضيحة مدوية بحق "نظام المقاومة والممانعة" الذي يقاتل من أجل بقاء رئيسه على كرسي الحكم حتى آخر سوري!!.

الشعب الفلسطيني ومعه الشعوب العربية تفهم لماذا يقوم المجرمان "بيريز ونتنياهو" بقتل أطفال الشعب الفلسطيني وأطفال الشعب اللبناني وحتى أطفال الشعب السوري الذي يبكيان عليه فهما العدو التاريخي للشعب الفلسطيني وللأمة العربية وهما يعتبران أن العربي الجيد هو "العربي الميت" فقط لكن ما لا تفهمه الشعوب العربية كيف لنظام أن يقتل شعبه؟؟؟ حتى لو كان الثمن كرسي الحكم؟؟. كيف يطيب لرأس النظام أن يداعب أبناءه في حجرة نومهم وقواته تقتل أطفال وأبناء شعبه بل وتغتصبهم وتعتقلهم وتعذبهم حسب تقارير المنظمات الدولية الإنسانية!!.

أيدي "بيريز ونتنياهو" ملطختان بدماء الشعب الفلسطيني ودماء الشعوب العربية لكن أيديهما ليستا ملطختين بدم "اليهود" وهما لن يستطيعا حتى لو أرادا أن يمسا يهوديا واحدا بكلمة.. فرغم ما قدماه لدولة الاحتلال وخاصة بيريز "أبو القنبلة النووية الإسرائيلية" يستطيع أي إسرائيلي أن يجرجره إلى المحكمة فهما في موقعهما بإرادة ورغبة الإسرائيليين الذين يستطيعون أن يسقطوهما من منصبيهما في لحظة.

من المفجع أن يصل الحال أن يطالب أعداؤنا الرحمة للشعب السوري من نظامه، ومفجع أكثر أن يذكر الأعداء أن للدول العربية جيوشا وأن عليها مسؤولية لحماية الشعب السوري ممن يقتله....!!

لقد دفع الشعب السوري طوال عقود قوت يومه وعرق جبينه ليبني جيشا يدافع عن سوريا ويحمي أبناءها من أعدائها الإسرائيليين ولم يتخيل يوما أن هذا الجيش سيتحول إلى جيش يقتل أبناء شعبه حتى يبقى الرئيس على كرسيه وإن أعداء الشعب السوري هم من سيطالبون بحمايته من جيشه فأية مفارقة مبكية هذه لا تحدث إلا في العالم العربي وفي سوريا تحديداً..!!.

الشعب السوري الذي دخلت ثورته شهرها الخامس عشر وهو أكثر تصميماً على تحقيق مطالبه العادلة لا يفرح بالتأكيد لدموع التماسيح التي يذرفها بيريز على أطفاله لكنه يرى في هذه الدموع فضيحة أخلاقية للقائد الرسمي للممانعة والمقاومة الذي جعل أعداء بلده يطالبونه بوقف قتل أبناء شعبه وهو يجده دليلا آخر على أن ما يرتكبه جيش النظام وأجهزة أمنه وشبيحته ضدهم من مجازر بشعة يتفوق حتى على ما فعله أحد عتاة المجرمين من صنف بيريز الذي لم يلن قلبه لأطفال قانا فقتلهم بالطائرات بينما كانوا يحتمون بمبنى للأمم المتحدة في جنوب لبنان..!!.

=================

انتقال السلطة في سوريا والنموذج اليمني

المصدر: صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية

التاريخ: 20 يونيو 2012

البيان

في حين تنزلق سوريا إلى ما وصفه رئيس فريق حفظ السلام التابع للأمم المتحدة بأنه حرب أهلية شاملة، يخشى المراقبون من أن سقوط الرئيس السوري بشار الأسد قد يتسبب في فوضى أكبر. ومثل هذه المخاوف لها ما يبررها، فالتاريخ الحديث يشير إلى أنه حتى رحيل أكثر الطغاة بشاعة، يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التدهور في الاستقرار وزيادة في المعاناة البشرية.

 الأساس المنطقي لهذه المفارقة، هو أنه منذ التحرر من الإمبراطوريات الأوروبية، اعتلى الطغاة الوحشيون بقايا هذه الإمبراطوريات الأكثر تقلباً، وهي الدول التي ليست أمماً بشكل حقيقي. فالعراق وسوريا وليبيا، ليست سوى أمثلة قليلة على حالات الدمج الاستعماري لمختلف الجماعات الطائفية أو العرقية أو الإقليمية.

في القرن العشرين، أحكم الاستعماريون ومن حل مكانهم من الأقوياء الاستعماريين، قبضتهم على الشقاقات الداخلية عن طريق القوة. ومن خلال فهم هذا التاريخ، فإن المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان، كان على حق في أن يكون حذراً إزاء التدخل العسكري في سوريا، وأن يسعى إلى دعم إقليمي لعملية الانتقال السياسي هناك. التدخل الدولي غير المدروس لإقصاء الأسد، لا سيما إذا كان يفتقر إلى الدعم الإقليمي، يمكن أن يطلق العنان في يسر لحرب الجميع ضد الجميع.

تعتمد أحدث خطة طرحها عنان، على التأييد من "مجموعة اتصال" تشمل روسيا والصين وقوى إقليمية أخرى، للمساعدة في دفع الأسد للخروج إلى المنفى. فالدعم الروسي والصيني (أو الإذعان) هو أمر بالغ الأهمية، لكن خطة عنان يجب أن تخطو خطوة أبعد من ذلك.

فعملية انتقال على غرار ما حدث في اليمن هي أفضل مسار إلى الأمام بالنسبة لسوريا، لكن يجب أن تكون مدفوعة في المقام الأول من قبل الأطراف الفاعلة الإقليمية، مثل تركيا ودول أخرى في المنطقة، وليس الغرب والأمم المتحدة كما دعا الفرنسيون. شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأوسع نطاقاً، سواء قبل وبعد الربيع العربي، مسارات مختلفة لإسقاط ديكتاتور. وفي الوقت الذي يتابع المجتمع الدولي بقلق مستقبل سوريا، فلا بد أن يتعلم من هذا الماضي.

ففي العراق، فإن خلع الولايات المتحدة للرئيس العراقي الراحل صدام حسين من السلطة، قد أدى على الفور إلى نشوب نزاع طال أمده وأسفر عن مئات الألوف من القتلى والهجرة الجماعية والإرهاب الطائفي.

فالحرب التي امتدت لما يقرب من 10 أعوام، لا تزال تراوح مكانها مخلّفة وراءها مجتمعاً جريحاً يسوده العديد من التشققات، ولا يزال اندماج الدولة العراقية موضع شك، مع تحقيق المنطقة الكردية الشمالية شبه حكم ذاتي، فيما يغلب التوتر بين السنة والشيعة على السياسة في بغداد.

التخلص من الحكام المستبدين، مثل صدام والأسد، سواء من خلال قوة خارجية أو تمرد داخلي، يزيل الطاغية لكنه أيضاً يدمر الآليات الوحيدة التي تحقق تماسك الدولة.

=================

متى تغير روسيا سياستها السورية؟

تاريخ النشر: الأربعاء 20 يونيو 2012

د. وحيد عبد المجيد

الاتحاد

يعرف وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف أنه ليس سهلاً أن يتوافق السوريون على تنحي بشار الأسد، لأن طوائفهم مختلفة وبعضها قلق أو خائف من البدائل المحتملة، كما أن سياسييهم الداعين إلى التغيير في بلدهم منقسمون. لذلك كان سهلاً أن يقول في مؤتمره الصحفي الذي عقده يوم 9 يونيو الجاري إن بلاده ستدعم، "وهي مسرورة"، تنحي الأسد إذا توافق السوريون على ذلك. فالكلام سهل حين لا يُلزم قائله بموقف محدد. كما أن الحديث المشروط بما يصعب تحقيقه لا يكلف شيئاً.

ولا يعنى ذلك أن لدى لافروف والسياسة الروسية بوجه عام خياراً واحداً هو استمرار الأسد في السلطة وبقاء نظامه دون أي تغيير، أو أنه سيتراجع بالضرورة عما قاله إذا جد ما يدل على أن السوريين يمكن أن يتوافقوا على بديل لا يهدد مصالح موسكو. فالسياسة الروسية التي تضع العراقيل أمام أي تقدم باتجاه ضغوط دولية فاعلة ضد النظام السوري، لا تهوى الأسد لشخصه ولا تحب هذا النظام في ذاته، بل تريد حماية مصالحها التي يضمنها وجودهما. ولذلك يمكن مراجعة هذه السياسة إذا طُرحت صيغة للتغيير في سوريا تحافظ على مصالح روسيا، وتضمن عدم تعرضها للتهديد، وتتيح لها دوراً رئيسياً في ترتيبات هذا التغيير وما يقترن به من نقل للسلطة. فهذا التغيير ليس خطاً أحمر بالنسبة لروسيا. أما ما يمكن اعتباره خطاً أحمر بالفعل فهو ما يمكن استنتاجه من حديث بوتين عن عدم تكرار ما يعتبره "خديعة" أو "خيانة" لبلاده عندما استخدمت دول غربية قراراً لإقامة منطقة حظر جوي (قرار مجلس الأمن رقم 1973) للتدخل عسكرياً من أجل إسقاط نظام القذافي واستبعاد موسكو مما يعتبره "غنائم" تقاسمتها تلك الدول.

لذلك يمكن أن تتجاوب روسيا مع خطة للتغيير في سوريا بطريقة مختلفة تماماً تضمن لها مصالحها. فإذا كان الروس سعداء لقدرة الأسد على الصمود لأكثر من عام في مواجهة احتجاجات تعم بلاده، فهم ليسوا مطمئنين إلى قدرته على إخماد هذه الاحتجاجات واستعادة السيطرة الكاملة، رغم الدعم اللوجستي الواسع الذي يقدمونه لنظامه. ولا يقتصر هذا الدعم على التسليح، بل يشمل تقنيات الاتصال والخبرات الميدانية في مواجهة الاحتجاجات، فضلاً عن المساندة السياسية الكاملة، بدءاً بتبني رواية النظام عن الإرهاب والعصابات المسلحة، وصولاً إلى حمايته في الأمم المتحدة واستخدام حق النقض في مجلس الأمن.

ويعرف بوتين وفريقه أن استمرار نظام الأسد ليس مضموناً وأن استعداد المحتجين لمواصلة التضحيات الكبيرة قد يكون أكبر من قدرة القوات التي تتصدى لهم على إنهاء احتجاجاتهم. ولذلك لن يكون دعم موسكو القوي لهذا النظام هو موقفها النهائي إذا ضمنت مصالحها وتأكدت من عدم إمكان تكرار "الخطأ الليبي"، خصوصاً في ظل المؤشرات التي تتوالى لتدل على أن سياسة شراء الوقت لإخماد الاحتجاجات لم تنجح.

لكن مراجعة موسكو سياستها تتوقف على نجاحها في خلق وضع يجعل أي حل مستحيلاً بدونها ويفرض على الجميع، في المنطقة والعالم، الاعتراف بأن مفتاح مستقبل سوريا يوجد في الكرملين، والإقرار لها بقيادة العملية السياسية التي ستحقق التغيير. فما تريده روسيا في المحصلة هو أن يظل لها موضع قدم استراتيجي في المنطقة انطلاقاً من سوريا، بما يستلزمه ذلك من أن تكون لها الكلمة الفاصلة في رسم معالم الوضع الجديد في هذا البلد، خصوصاً على صعيد سياسته الخارجية.

ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا بوجود خطة تنظم عملية نقل السلطة بطريقة لا تؤدي إلى تغيير جوهري في سياسة سوريا الخارجية. ويتطلب ذلك تحديد مواصفات معينة للحل الذي يتم على أساسه نقل السلطة.

ورغم أن هذه المواصفات ليست واضحة بعد، يبدو أن روسيا تفضل منهجاً معيناً للتغيير قد يكون هو السبيل إلى تجنب انتقال السلطة إلى قوى تخافها موسكو ولا ترفض التغيير إلا لخشيتها من أن تكون هذه القوى هي البديل. فهي تعرف ما لا تريده، وهو انتقال السلطة إلى نظام يقوم "الإخوان المسلمون" بدور رئيس فيه ناهيك عن أن يكون إسلامياً، أكثر مما تعلم ما تبغيه على وجه التحديد.

وربما يجوز القول إن روسيا لا يعنيها من يرث الأسد وعائلته وسلطته إذا ضمنت أن "الإخوان" لن يكونوا بين الوارثين. فلا تزال "العقدة الأفغانية" مؤثرة في السياسة الروسية. وهي لا تنسى أن انهيار الاتحاد السوفييتي بدأ بتحالف بين الجهاديين في أفغانستان والولايات المتحدة.

لكن مشكلة روسيا ليست مجرد عقدة تاريخية، لأن صعود الإسلاميين في الشرق الأوسط يعتبر معضلة استراتيجية راهنة بالنسبة إليها، خوفاً من انعكاساته على منطقة القوقاز حيث توجد خمس جمهوريات إسلامية على حدودها، وكذلك على قضية الشيشان التي لا تزال نارها تحت الرماد قابلة للاشتعال في أية لحظة. ويعني ذلك أن أي وجود "للإخوان" والسلفيين في قلب أي نظام جديد في سوريا، يمكن أن يمثل تهديداً لروسيا لا يقتصر على حرمانها من موضع قدم استراتيجي عند "المياه الدافئة"، وقاعدة عسكرية مهمة في طرطوس، بل قد يشمل خطراً على أمنها القومي إقليمياً وداخلياً كذلك.

فالقضية إذن كبيرة بالنسبة لروسيا، لكنها ليست مسألة طائفية أو مذهبية بخلاف ما يبدو أحياناً في الخطاب الرسمي الروسي الذي يحذر من تحول سوريا إلى "دولة سنية". فهي تعرف أن أغلبية السوريين من أهل السنة، لكنها تقصد البُعد السياسي وليس الشكل الطائفي الذي يحاول نظام الأسد رسمه للإيحاء بأن العلويين سيكونون مهددين في حالة حدوث تغيير وسيتعرضون لما يسميه "انتقاماً سنياً". فالخطاب الروسي يدخل في إطار ما يطلق عليه بعض الباحثين "الجغرافيا الثقافية"، لكن سياستها تدخل في نطاق "الجغرافيا السياسية" التي حددت توجهات موسكو الخارجية منذ قرون.

لذلك، وتأسيساً على أن روسيا يمكن أن تقبل تغييراً يضمن مصالحها في سوريا، فهي تفضل صيغةً لنقل السلطة وفق نموذج "الحل اليمني" الذي يستبعد الرئيس ويبُقى نظامه معدلاً ويحافظ على سياسته الخارجية بصفة خاصة.

وربما يكون وجود مثل هذه الصيغة في سوريا هو المدخل الوحيد للتغيير الذي تقبله روسيا ويضمن لها مصالحها ويطمئنها إلى أنها لن تفقد الموقع الاستراتيجي الوحيد الذي بقي لها في منطقة الشرق الأوسط.

=================

ارتهانات الثورة السورية بين الولايات المتحدة وروسيا * رضوان السيد

الدستور

20-6-2012

على أثر محادثات الرئيسين الروسي والأميركي على هامش قمة العشرين بالمكسيك، قيل إنّ الرئيسين توصلا إلى عدة نقاطٍ مشتركة تجنّب سورية الوقوع في الحرب الأهلية. والذي أراه أنّ ما اتفق عليه الرئيسان أو لم يتفقا لن يكون له أثرٌ في المدى المنظور. وذلك لأنّ الروس والصينيين لديهم عدة ملفات عاجلة مع الأميركيين، والثمن الذي يعرضونه ليس مغرياً؛ عندهم مسألة إيران والنووي، والجميع يلتقون على عدم تمكين إيران من إنتاج سلاح دمار شامل، لكنّ الروس والصينيين لا يريدون أن تُشنَّ الحربُ على إيران حتى لو قاربت إنتاج سلاحٍ نووي. وهذا ملفٌّ لا تستطيع الولايات المتحدة التنازُل فيه بعد أن جمعت الغرب كلَّه واليابان لحصار إيران. فإذا لم تتنازل إيران الآن في اجتماع موسكو عن التخصيب، فسيفشل الاجتماع أو يؤجَّل، وتقع روسيا والولايات المتحدة معاً في مأزق العجز عن التقدم أو التأخر. والملف الثاني هو ملفّ الدرع الصاروخي، الذي تعتبره روسيا تهديداً خطيراً لأمنها الاستراتيجي بعد أن نُصب من حولها في بولندا وتشيخيا وتركيا. وأوباما لا يستطيع التنازُل فيه الآن قبل الانتخابات، حتى لا يهيج عليه المحافظون ويجدوا حُججاً ضدَّه.

أمّا الملف الثالث العاجل، والذي تملك روسيا بالذات- لكنْ ليس وحدها- نصيباً وافراً فيه فهو نظام الأسد ومصيره. ولدى موسكو دوافع متناقضة للتقدم والتأخر. فالملف من جهة مثل قرن الآيس كريم الذي يتآكلُ إن لم يؤكل، وكلما ازدادت الثورة على النظام هناك وقاربت النجاح، تقلُّ إمكانيات موسكو في استخدامه. وهذا دافعٌ قويٌّ للدخول في صفقة مع أميركا من حوله أو خاصة به، فتُظهر أنها شريكٌ مُضارب، وإن لم يكن له أثرٌ مهمٌّ على أرض الأزمة. إنما هناك من جهةٍ ثانية دورها في الوساطة مع إيران، وهاجسها من الدرع الصاروخي، وهذا كلُّه يجعلها في مطمعٍ دائماً أن تتمكن من إجراء صفقة شاملة، لا تستطيعها الولايات المتحدة إلاّ بعد الانتخابات! ثم هناك “منظر” موسكو الاستراتيجي، وأنها شريكٌ كبيرٌ في المجال الدولي، وهذا مهمٌّ بالداخل وتجاه الجوار والخارج. وهناك من ينصح في هذا الصدد، ولأجل إظهار القوة الضاربة والاستراتيجية أن تبقى موسكو مع النظام السوري إلى النهاية مهما كلَّف الأمر. ومن الأدلة على ذلك، الأسلحة الكثيرة التي تُرسلُها إلى سورية، وإرسال مشاة البحرية لحماية قاعدتها في طرطوس، والاقتراح أن تكون إيران جزءًا من لجنة الاتصال أو المؤتمر الدولي بشأن الأزمة السورية!

إنّ هذا كلَّه يُرجِّحُ أن تحصُل مهادنةٌ بين الطرفين ولصالح الإثنين حتى مطالع السنة القادمة، فتبقى الأزماتُ على نارٍ هادئة دون أن تجد علاجاً. لكنّ منظر روسيا الاتحادية شديد السوء لدى الشعوب العربية، ولدى المسلمين في روسيا، ولدى الغرب الأوروبي. وهكذا فإنّ بوتين يريد زيارة الأراضي الفلسطينية لتحسين منظره لدى العرب. لكنّ العرب والإسرائيليين يعرفون أنّ موسكو – مثل الولايات المتحدة- تجد نفسها مسؤولةً عن أمن إسرائيل لأنّ عندها مليوني يهودي ذوي أصول روسية في إسرائيل. وعندما بدأت الثورة في سورية ذهب اليمين واليسار الإسرائيلي إلى روسيا، كما ذهبا إلى الولايات المتحدة، للتعبير عن قلق إسرائيل على مصير النظام السوري. ووقتها وجدا ترحيباً في موسكو أكثر من وشنطن! لكنّ الإسرائيليين الآن- وبعد أن يئسوا من إمكان بقاء النظام السوري- وجدوا مصلحةً في سقوطه لتأثير ذلك سلباً على إيران وحزب الله!

وهكذا؛ فإنّ لموسكو وواشنطن مصلحةً في تأجيل حلّ الأزمة ومن طريق المؤتمر الدولي ولجنة الاتصال وما شابه. ولذا فمن مصلحة الثورة والثوار للخروج من الارتهان الروسي- الأميركي تصعيد ثورتهم بالسلاح وبغير السلاح، وعلى دول الجامعة العربية (ودول الخليج من بينها على الخصوص) أن تقرر خطواتٍ جديدةً في دعم الثورة السورية.

=================

ما الذي يجري صراع أم حرب؟

د. جلال فاخوري

الرأي الاردنية

20-6-2012

لعل ما تنفرد به ظاهرة الصراع أنها ديناميكية متناهية التعقيد نظراً لأبعادها وتداخل مسبباتها وتعدد مصادرها وتشابك تفاعلاتها وتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة وتفاوت مستوياتها من حيث المدى والكثافة والعنف. والصراع بطبيعته هو تنازع إرادات وهو تنازع ناتج عن إختلاف الدوافع والتصورات والاهداف والتطلعات مما يؤدي في التحليل الاخير إلى الاختلاف العميق. ومع ذلك فإن الصراع يظل دون درجة الحرب، وأدوات الصراع تندرج من الإجابية إلى السلبية ومن الفاعلية الاكثر إلى السلبية الاكثر.

إن الحرب لايمكن أن تتم إلا على صورة واحدة وأسلوب واحد وهو التصادم بوسيلة العنف المسلح وعليه فإن الحرب هي الحسم النهائي لتناقضات جذرية لم يعد يجدي معها إستخدام الاساليب الاقل تطرفاً والاكثر ليناً. وهكذا تصبح الحرب المسلحة تمثل نقطة نهائية في تطور الصراعات. ويمكن القول أن الصراع اشمل واعقد في مفهومه ونطاقه من مفهوم ونطاق الحرب لان الحرب متى وقعت فإنها لاتترك أمام أطرافها إلا الخيار بين الاستمرار أو الإستسلام.

من خلال هذا المفهوم الواعي لطبيعتي الحرب والصراع يمكن أن نطرح السؤال التالي: ما الذي يجري على الساحة العربية أهي حرب أم صراع؟. إن الأختلاط والامتزاج الحاصل بين إدارة الصراع أو الحرب وبين إستعمال العنف بشكل صاعق وساحق يجعل من ظاهرة إستعمال العنف أشبه بالحرب غير المعلنة وكذلك اشبه بصراع ممتد ومعقد. وهذا ما يطيل ازمات الصراع أو الحرب.

لكن الافت للنظر في الصراعات أو الحروب العربية أن أهدافها ضبابية وغير واضحة فلا هي صراعات على أهدافا أو إيديولوجيات مفهومة وتخلو من العنف المسلح ولا هي حروب مسلحة إذ لا بروز أو وضوح لصراعات أهدافها واضحة وهذا ما يحيل الازمات العربية إلى صراعات وحروب غير مفهومة إلا إذا تابعنا تصريحات ونوايا الغرب على العرب. فالاهداف ليست عربية وعلى العكس الحروب العربية تستخدم أهدافاً غربية وهذا ما إنقسم العالم عليه من أن أهداف ما سمي بالثورات هي أهداف غربية تنفذها أيد عربية وإلا كيف نفسر تصريحات الروس والصين والعالم المحايد من منع التدخل الغربي ومنع إستخدام السلاح الغربي؟

إن الحقيقة الصارخة التي أبرزتها ما سمي بالثورات العربية المنفذة لاهداف الغرب هو إبراز سمة عدم الوعي على طبيعة ما يجري أو إلى أين يسير وماهي محصلته. فالتصريحات الغربية والاسرائيلية غير واعية على التحريض الذي تقوم به وعلى إمتداداته وحدوده وغير واعية على سرعة إمتداد الحرائق التي قد تنشرها. ففي كل صباح يطالعنا المهتمون الغربيون بأن المنطقة بأسرها مهددة وكذلك المهتمون الروس والصينيون. أفلا يعقل الممولون والمنفذون لهذه الصراعات المسلحة أن ما يجري هو لعب بنار وأن الاستمرار بهذه الاعمال هو مساهمة بالحريق الذي قد يحصل؟

أما المسوقون والمروجون للتدخل العسكري من العرب والكتاب فهم يغرقون العقول العربية بضرورة التدخل لرفع الظلم عن الشعوب هم يدركون ان الوهم والفبركة أكبر وأعمق من الواقع بمحاولات تغيير الواقع بالتفجيرات والاغتيالات وتهريب السلاح هي محاولات عابثة ذات وقع شديد والم عميق دون أثر إيجابي. فالذين يتلذذون بسفك الدماء ممن بيدهم السلاح من تجار ومقاتلين هم يكتوون بنار يشعلونها. فكل جيش وكل شعب يدافع عن نفسه ويصون منجزاته يحمل ترخيصاً بإستخدام السلاح ضد ثوار مارقين لا هدف لهم أو وحدة أو قوة أو أساليب قتال. فالقتال ضدهم حق.

=================

قراءات مغلوطة للمشهد السياسي في سوريا

باسل أبو حمدة

2012-06-19

القدس العربي

ثلاث قراءات قيد التداول للمشهد السياسي السوري، إثنتان منهما مغلوطتان عمدا بينما تتجذر الثالثة في واقع يوميات المواطن السوري وتستمد صحتها من وجعه ودمه النازف، القراءة الأولى تقوم على وصف ما يجري بالحرب الأهلية بينما تذهب الثانية إلى وصف ما يجري بأنه حرب إقليمية - عالمية بالوكالة، لكن واقع الحال الذي تشي به القراءة الثالثة يؤكد أن ما يجري لا يخرج البتة عن إطار القمع والممارسات الاستبدادية حيث يقوم النظام السوري بقتل الشعب السوري.

تشخيص الحالة السورية، التي لا تشبه أي حالة أخرى من ناحية منسوب القتل القائم على عقيدة مريضة تنــــبذ الآخر أي آخــــر وتسمه بالخيانة العظمى وتحلل قتله، لا يحتاح إلى كثير عناء ولا إلى كل تلك التحليلات السياسية الرائجة هذه الأيام حتى يماط اللثــــام عن عملية قتل معلنة وممنهجة ومفضوحة ترتكبها عصابة النظام على المكشوف بحق شعب أعزل، لكن كي لا يبدو هذا التشخيص ميالا إلى الرومانسية والعاطفة، سنسمح لأنفسنا ونمضي في تحليل القراءات الثلاث التي يتم تداولها على نطاق واسع بين كافة السياسيين والمحللين وعلى اختلاف مللهم ومشاربهم وحتى مصالحهم.

الحرب الأهلية تندلع عادة بين جماعات مسلحة في دولة ما، وهي تسمى كذلك عندما يتوفر عنصر التكافؤ النسبي أو الحد الأدنى منه بين القوى المتصارعة بغض النظر عن الأسباب التي تدفعها إلى خوض ذلك الصراع والتي يمكن أن تكون سياسية أو طبقية أو دينية أو عرقية أو إقليمية أو مزيجا من هذه العوامل مجتمعة أو بعضها، أي أن تسمية هذا النزاع المسلح أو ذاك لا تتأتى من أسبابه وإنما من شكله وحجوم القوى المشاركة فيه والتي تميل في غالب الأحيان إلى التشابه والتقارب في هذه الحالة، الأمر الذي لا ينطبق على الحالة السورية وينفي، بالتالي، أي مسوغ يستدعي إطلاق صفة الحرب الأهلية على الصراع الدائر في سوريا على السلطة السياسية بين جيش نظامي بكامل عدته وتعداده وعتاده يسانده نحو 15 فرع مخابرات ومئات الآلاف من الميليشيات العسكرية أو شبه العسكرية من جهة وبين شعب أعزل يقف إلى جانبه مجموعة من الضباط والجنود الذين انشقوا عن الجيش النظامي حماية للثورة الشعبية السلمية التي اندلعت في أحياء المدن والقرى والأرياف بشكل شبه عفوي بعد أن طفح الكيل بالناس وقرروا استعادة حريتهم المسلوبة منذ نحو نصف قرن من الزمن.

الأمثلة كثيرة على الحروب الأهلية في العالم وكي لا نبتعد كثيرا عن الجغرافيا السورية، سنأخذ ما حدث في العراق بعد الغزو الأمريكي له عام 2003 نموذجا يمكن الاعتماد في توصيف الحرب الأهلية، التي دارت رحاها هناك بين قوى سياسية متصارعة ليس على السلطة فقط وإنما على إعادة رسم الخارطة الجيوسياسية للعراق وإعادة موضعة مكونات الشعب العراقي ضمن تلك الخارطة الجديدة القائمة على مبدأ 'الكوتا' أو المحاصصة الطائفية العرقية والتي تمخضت على توافق أعرج هو أقرب إلى إتفاق الطائف الخاص بالحالة اللبنانية، وبمقارنة هذه الخارطة السياسية مع الوضع القائم في سوريا، نجد أن الطرف الوحيد الذي يدفع باتجاه هذا النوع من المحاصصة هو النظام السوري نفسه الذي وجد نفسه مكشوفا أمام المجتمع المحلي والاقليمي والدولي مفتقرا لأي صنف معروف من أصناف الشرعية ما خلا شرعية المحاصصة التي باتت، في عينه، منشودة لأنها الوحيدة، من وجهة نظره، التي تؤمن له الإستمرار في بسط سطوته على كامل سوريا أو على جزء منها إن تعذر الخيار الأول، ومن هنا تأتي مراهنة النظام السوري على مد الصراع زمنيا إلى أطول فترة ممكنة مع تعمد تصعيد منسوب القتل بغية حشر جميع أطرف الصراع البعيدين منهم قبل القريبين في زاوية النموذج العراقي أو اللبناني وغيرهما من نماذج التشكيلات السياسية العرجاء الحاكمة في المنطقة والعالم.

لكن محاولات النظام السوري في هذا الاتجاه باءت بالفشل وقد تكسرت بالفعل لا بالقول على صخرة وعي كافة مكونات الشعب السوري على اختلاف مشاربه لطبيعة الصراع ولم تندلع الحرب الأهلية 'المنشودة' التي من شأنها تمزيق البلد وفتح العديد من الثغرات فيه التي تعتبر بمثابة بوابة واسعة للتدخلات الخارجية وهذا ما يحاول النظام السوري فعله على أرض الواقع حيث سرب عمدا ومنذ بداية الثورة الشعبية السورية الكثير من المعلومات حول وجود عناصر أجنبية تسانده في قمع ما يطلق عليه العصابات الارهابية المسلحة، فضلا عن الاعلان عن متتالية من تحركات لقطع من الأساطيل البحرية الروسية وبخترتها في مياه المتوسط ووصولها إلى ميناء طرطوس، بينما لم تأت الدعوات الصادرة عن أطراف من المعارضة السورية للتدخل العربي أو الإقليمي أو الدولي إلى بعد نجاح النظام في إدامة عملية الإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد الشعب السوري بكل أطيافه وكذلك بعد أن تمكن من الوصول بمنسوب القتل إلى هذا المستوى غير المسبوق في تاريخ الانسانية، أي أن هذه الدعوات تقع بطريقة أو أخرى في فخ نصبه النظام بغية حرف الأنظار عن الصراع الداخلي الحقيقي على السلطة السياسية، ومن هنا جاءت تلك المقولة التي باتت تتردد على كل لسان والتي تقول إن الصراع لم يعد في سوريا وإنما على سوريا وإن ما يجري في سوريا ما هو إلا حرب إقليمية ودولية بالوكالة وبقية الاسطوانة المشروخة معروفة.

لا، ما يجري في سوريا لا علاقة له بالحرب الأهلية ولا بحروب تخاض على أرضها بالوكالة، ما يجري في سوريا هو صراع على السلطة السياسية بين نظام مستبد وثورة شعبية تواقة إلى الحرية، ومن يقول غير ذلك يقع في حبائل النظام ومكائده ولن يصح إلا الصحيح في نهاية المطاف، فعلى الرغم من محاولات النظام باتجاه شيطنة المعارضة السورية ودفعها إلى حمل السلاح، إلا أن الطابع السلمي للثورة السورية لا يزال يشكل سمتها الأبرز، بيــــنما يعتبر الجيش السوري الحر مجرد رديف للثورة، لا بل إن الأمل معقود على أن ينتقل إلى صفوفه كل ما تبقى في صفوف جيش النظام. أما من يتحدث، في قراءة رابعة ربما، عن طرف ثالث أو رابع أو خامس أو أكثر في مشهد الصراع على السلطة في سوريا، فإن التجربة تشـــــي بأنه سيكون هناك دائما أطراف أخرى، لكن هذه الأطراف لم تشكل ولن تشكل في أي يوم من الأيام أي مكون مهما صغر حجمه من مكونات صراع داخلي بامتياز بين نظام مستبد وثورة شعب تواق إلى الحرية.

=================

روسيا لن تحطم بيديها نموذجها السوري

غازي دحمان *

الأربعاء ٢٠ يونيو ٢٠١٢

الحياة

المواقف التي طرحها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمره الصحافي الشهير، والتي تبنى عبرها رؤية، أو مزاعم النظام السوري للحدث، بل وزاد عليها، تعكس الصورة الحقيقية لمبادرة الحل التي تقترحها روسيا للأزمة عبر ما يسمى «مجموعة الاتصال»، والتي يراد لها أن تضم إضافة إلى بعض القوى الإقليمية والدولية، إيران حليفة النظام العضوية وأكبر داعميه ومموليه بالسلاح والرجال والمال، والمدافعة حتى حدود الاستماتة عن بقائه واستمراره.

التقديرات بهذا الخصوص ذهبت إلى مطارح سياسية يمكن من خلالها تصريف المواقف الروسية بالمنطوق السياسي الذي يحكم سلوك الكيانات السياسية عظيمها وصغيرها، والتي ترتكز على الجدوى السياسية ومبدأ الممكن ودراسة الفرص والمخاطر واللعبة السياسية ومناوراتها، وعليه فقد ذهب الكثير من التفسيرات إلى اعتبار أن روسيا تفتح باب المساومة في المسألة السورية انطلاقاً من قراءتها لمعطيات المشهد السوري الجديدة، وأنها في تشددها المعلن إنما تسعى إلى تقوية أوراقها الإستراتيجية في ملف راهنت عليه كثيراً، وفي ظل اشتراطات تفاوضية صعبة فرضتها عليها كل من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، تكاد أن تفقدها هيبتها ومكانتها.

ويذهب تحليل آخر إلى أن مرد التشدد البادي في الخطاب الروسي، محاولة لطمأنة النظام السوري، وبعض القوى المؤثرة بداخله، إلى مدى مساندتها، وذلك بهدف جر قدم النظام إلى العملية السياسية والتفاوض، وبذلك يمكن إحالة الخطاب السياسي الروسي إلى كونه مجرد إعلان نوايا تجاه النظام، وبخاصة بمضامينه المدافعة عن الأقليات وتبرئته للنظام من كل الجرائم المقترفة.

ولا يخرج عن هذا السياق اشتراط وجود الطرف الإيراني باعتباره شريك النظام وسنده الإقليمي، على اعتبار أن ذلك من شأنه تشكيل شبكة أمان للنظام قد تسهم في تشجيعه على الدخول في العملية السياسية المنتظرة.

تتأتى قوة هذا النمط من التحليل السياسي بارتكازه إلى قاعدة شهيرة في العلاقات الدولية تعتمد تغليب مبدأ حسن النوايا في سلوك الأطراف الدولية المختلفة، وكذا الارتكان إلى عقلانية ومسؤولية السلوك السياسي لدولة عظمى ومسؤولة بحجم ومكانة روسيا، وبالتالي فإن منطق المغامرة والمناورة بمعناها السلبي يصبح غير وارد.

غير أن السلوك الروسي في سياق الأزمة السورية تعرض لامتحانات عدة، ولم تكن النتائج إيجابية، بحيث يظهر أن ما تمارسه الديبلوماسية الروسية يمثل إستراتيجية وليس تكتيكات سياسية، كما بدت واضحة محاولات توظيف الأزمة السورية في سياق صراع المصالح والنفوذ الذي تخوضه موسكو مع الغرب، وتكمن الإشكالية في هذا الإطار في حقيقة أن حزمة المطالب التي ترفعها روسيا في مواجهة منافسيها وخصومها كبيرة تشمل مكانتها الميدانية في منطقة الشرق الأوسط ومكانتها السياسية ونفوذها في مجلس الأمن، وكذلك علاقاتها الثنائية مع الولايات المتحدة، والتي يمكن تحقيقها عبر تنازلات غربية في خصوص «الدرع الصاروخية» التي ترى أنها تفقدها قدرة الردع النووية، وتسعى لإبرام معاهدة شراكة استراتيجية مع الاتحاد الأوروبي تشمل إلغاء تأشيرات الدخول لمواطنيها، وكذلك منحها تسهيلات إضافية في إطار منظمة التجارة الدولية، أو تخفيف الدعم الأخلاقي والسياسي الغربي للحركة الاحتجاجية في روسيا.

وما يرفع منسوب الشكوك في السلوك الروسي في طرحه لفكرة مجموعة الاتصال الإصرار على إشراك الجانب الإيراني، ذي السلوك التخريبي في المنطقة والذي ينسب إليه إسهامه الكبير ويشكل مقصود في تطييف الواقع الاجتماعي في المشرق العربي وتخريب التعايش السلمي في المنطقة وإشعال نار الفتنة بين مكوناته والتي اتخذت من العراق ولبنان مراكز انطلاق لها، وتهديد الخليج العربي عسكرياً بشكل واضح وصريح، وهو ما لا يمكن معه فهم الإصرار الروسي على إشراك إيران إلا أنه إما محاولة لإعادة تأهيل إيران وتبييض صفحتها عبر إظهارها كطرف شريك في حل الأزمات وصنع السلام في المنطقة، أو محاولة لشرعنة تدخلها في شؤون المنطقة عبر موافقة دولية صريحة، بما يضمن إعادة صياغة هذا التدخل في إطار الشرعية الدولية ومقتضياتها.

لا يوجد تحت عباءة الدب الروسي ما يخفيه، إذ أن مقاصد روسيا يفضحها سلوكها اللاأخلاقي تجاه الثورة السورية، والواضح أن الهدف من طرحها مبادرة مجموعة الاتصال، عدا عن كونها محاولة بائسة لإعادة ضخ الحياة في شريان النظام السوري الميت سريرياً سوى من قدرته على القتل، محاكمة العالم عبر سجالات منبرية تهدف إلى إعادة تأهيل المنظومة الأيديولوجية الروسية وتبييض سمعة روسيا التي تلطخت بدماء الأبرياء في أكثر من مكان في العالم، وتغيير الصورة النمطية عن ديموقراطيتها الكاريكاتورية، ومحاولة إثبات أنها ديموقراطية مفيدة للاستقرار العالمي، باستثناء هذه الأهداف الرخيصة، لا تحمل المبادرة الروسية أي إمكانية للحل في سورية، إذ من المستحيل أن تقدم موسكو على حل يفضي إلى إخراج بشار الأسد من حكم سورية نتيجة ثورة شعبية، لا لشيء بقدر كونه يمثل انعكاساً لديموقراطية النخبة الروسية، وهذه قمة المصالح الروسية غير المرئية للعالم.

لا شيء في دمشق يوحي بأن النظام يتهيأ لمرحلة تفاوضية، ولا يبدو أن قنوات الاتصال مع موسكو قد حملت مثل هذه الأخبار. النظام الذي يمارس مهنة القتل المتنقلة لم ينقطع يوماً عن القيام بهذه الوظيفة، فهل بسلوكه هذا يساعد حليفه الروسي في تسهيل مهمته التفاوضية؟ يجب أن لا تغرينا عبارة من هنا أو هناك تخترق الخطاب السياسي الروسي عن الواقعية التفاوضية والسعي إلى التغيير السلمي والانتقال الديموقراطي، فتلك مجرد واجهات لسياسة تميزت بالوضاعة واللاأخلاقية، ولا تعدو أن تكون مجرد فخاخ يتم نصبها للعالم على الأرض السورية.

=================

مؤامرة أميركية - روسية ضدّ سورية وإيران

حميد رضا عسكري *

الأربعاء ٢٠ يونيو ٢٠١٢

الحياة

انتهى اجتماع بغداد بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد الى نتائج غير مشجعة، فشاع أن ثمار المفاوضات الإيجابية ستنعقد في اجتماع موسكو. وعززت التوقعات هذه اجتماع الرئيسين الإيراني والروسي في الصين علی هامش قمة شنغهاي، وزيارة وزير الخارجية الروسي طهران. ويبدو أن ثمة احتمالات كثيرة في قمة بغداد، منها استمرار المواجهة الاميركية الروسية حول الملفين السوري والإيراني، فكل من موسكو وواشنطن يطالب بأهداف خاصة في هاتين القضيتين، لذا تحتدم المنافسة بينهما للفوز بمزيد من المكاسب كلٌّ علی حساب الآخر.

وتنفذ المطالب الاميركية في الشأن السوري والملف الإيراني من طريق زيادة «الضغوط» علی إيران والسعي الى عزلها علی الصعيدين الدولي والإقليمي. ولا تهمل واشنطن احتساب المصلحة الإسرائيلية في معالجة الملفين السوري والإيراني.

في الازمة السورية تسعى الولايات المتحدة الى التضييق علی الحكومة السورية وتأجيج اشتعال نيران الأزمة من أجل تقويض النفوذ الإقليمي لإيران من طريق إضعاف أبرز حلفاءها في المنطقة، وإقصاء إيران بعيداً عن الأهداف الغربية. والحق أن سورية هي الخط المتقدم للمقاومة، وجسر إيران إلى الارتباط بحركات المقاومة في مواجهة إسرائيل. وإذا بسط الغرب سيطرته علی سورية قَلَّمَ مخالب اليد الإيرانية، فتتنفس إسرائيل الصعداء وترتاح، وتطلق يدها في بلوغ مآربها في دول المنطقة .

اما المصالح الروسية في سورية، فهي وراء المواجهة بين العملاقين الروسي والاميركي، فالعلاقات الروسية-السورية راسخة وقديمة وتاريخية، والحكومة السورية هي من حلفاء روسيا الإستراتيجيين. ويتعارض إحكام الغرب قبضته على سورية وتغيير حكومتها مع مصالح موسكو، لكن روسيا لا تقوى على مواصلة سياسة مجابهة الإجماع الدولي الساعي الى تغيير النظام في سورية، في وقت تؤيد الدول الغربية، ومنها الولايات المتحدة، والدول العربية مثلَ هذا التغيير. وتتصدى روسيا والصين وإيران لهذه المساعي، وتؤيد الحكومة السورية.

وثمة من يرى أن روسيا والولايات المتحدة تريدان الصيد في المياه السورية العكرة لتقاسم الكعكة السورية، وأن التجاذب في الأزمة السورية والمساومة الروسية في الملف النووي الإيراني قد يذللان عدداً من النزاعات بين البلدين (أميركا وروسيا). ويرمي الضغط الأميركي علی إيران إلى ضمان الأمن الإسرائيلي.

وسعت روسيا إلى حمل طهران على انتهاج سياسة «مرنة» في ملفها النووي، مستفيدة من العلاقة الوطيدة التي تجمعها بها. وقد تصطف روسيا مع الجانب الغربي، أو تقف موقف المتفرج وتلتزم الصمت على نحو ما فعلت في المرات السابقة، لتترك إيران وحدها في مواجهة عقوبات اقتصادية جديدة. ولقاء موقفها هذا، ستطالب موسكو واشنطن بضمانات في سورية، فتحترم الدول الغربية المصالح الروسية في سورية، وتصدع بالنفوذ الروسي في البلد هذا. وتحاول روسيا بما تملك من قوة الحؤول دون توسل الخيار العسكري الغربي في سورية، فمثل هذا الخيار يقيِّد اليد الروسية ويضعف مكانة موسكو في المجتمع الدولي، ويطلق العنان للأسرة الدولية في تقرير مصير سورية. لذا، يسعى الروس إلى إنجاح اجتماع موسكو والحفاظ علی أوراقهم في مواجهة الولايات المتحدة للحفاظ علی مصالحهم الإستراتيجية .

وما تقدم هو واحدة من القراءات لتفسير أحوال العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة. واذا صحت مثل هذه التوقعات، وجب على إيران تحصين مصالحها والتزام السياسات المناسبة والإجراءات الفعالة لتفادي أن تكون لعبة بين قوی الشرق والغرب.

 * صــحــافـي، عــن «أفـريـنـش» الإيـرانـيـة، 14/6/2012، إعـداد محمد صالح صدقيان

=================

الموجة الثانية!

ميشيل كيلو

الشرق الاوسط

20-6-2012

كان النظام السوري يعتقد أن تهدئة المدن يجب أن تسبق تهدئة الأرياف، وأن إخراج الناس من شوارع المدن سيفضي حتما إلى تلاشي مظاهرات البلدات المتوسطة والصغيرة، ثم القرى، وأن القضية ليست غير مسألة وقت، فالخطة صحيحة وهناك من ينفذها بلا هوادة، والشعب مشتت وخائف وبلا قيادة، والمعارضة مجزأة أو عاجزة، وليس في الأمر مفاجآت محتملة، وإن هي إلا أيام أو أسابيع قليلة وينتهي كل شيء.

وبالفعل، ركز النظام جهده على المدن، وشرع يفاخر بأن دمشق وحلب ليستا محتجتين أو أنه تم تطهيرهما من الحراك، وخاصة الشعبي والواسع منه. لا بد هنا من رواية قصة دمشق الحقيقية، فقد بدأت الثورة في ضواحيها الشرقية ثم امتدت إلى ضواحيها الجنوبية فالجنوبية الغربية فالغربية فالشمالية، حتى بدا وكأن الحراك يطوق المدينة ويضعها بين فكي كماشة عملاقة بشرياً وجغرافياً. عندئذ، انقض النظام عليها في الشرق أولا بدءا من دوما، ثم نشر جيشه في كل مكان وكرر احتلال وقمع قرى وبلدات الغوطتين الشرقية والغربية، وأعلن أنه تخلص من الطوق وقهر الشعب، فما كان من ضواحي المدينة الداخلية (المهاجرين، ركن الدين، برزة، مساكن برزة، القابون، جوبر، الميدان، كفر سوسة، وأخيرا المزة) إلا أن انتفضت بدورها وردت على الطوق الخارجي بطوق داخلي، عجز النظام إلى اليوم عن فكه أو التغلب عليه، رغم ما ارتكبه من مجازر وعنف، بينما عادت الثورة وانتشرت من جديد داخل الغوطتين الشرقية والغربية، داخل ضواحي العاصمة الخارجية، واتصلت بقوة مع الطوق الداخلي. كيف رد النظام؟ على طريقته المعروفة: بالعنف المتصاعد ومحاولة طمأنة نفسه وأنصاره بالحديث المتكرر عن الانتصار النهائي.

لحلب أيضا قصتها: فقد اعتبرت دوما مدينة الولاء والهدوء. واستخدمت مع دمشق للقول: إن نصف سكان سوريا (عدد سكان المدينتين) ليسوا مع الثورة، وبالتالي: الشعب موال للنظام. كان هذا الكلام يقال، عندما كان يوجد في حلب 14 مظاهرة يومية، وفي حلب وريفها أكثر من خمسين مظاهرة تضم مئات آلاف الأشخاص، وكان الأمن يلقي بطلبة الجامعة من نوافذ أبنية السكن الجامعي أو يقفزون هم من الطوابق العليا، مفضلين الموت على الوقوع في يديه ومواجهة التعذيب. لكن ما يحدث اليوم في حلب لا يترك سبيلا للحديث عن المدينة الهادئة والموالية، لأنها لو كانت كذلك لما انتشرت وحدات عسكرية كبيرة مزودة بالدبابات فيها، انضمت إلى نيف ومائة ألف أمني يحتلونها منذ بدء الانتفاضة.

انتقل الحراك خلال الأشهر الأخيرة إلى طور جديد، فقد نجح في احتواء هجوم الحسم، الذي شنته أكثر قوات النظام عنفا وأفضلها تسليحا في كل مكان من أرض سوريا، ثم حرر مناطق هائلة الاتساع من أي وجود سلطوي، ربما كانت مساحتها قرابة نصف مساحة البلاد. في هذه الأثناء، ازداد الحراك السلمي قوة وبأسا، وتعاظمت المقاومة، حتى إن حمص، التي أراد النظام لهزيمتها أن تقصم ظهر الثورة، ظلت عصية على الإسقاط، وها هي تشمخ بدمارها في وجهه، رغم ما يبذله من جهود مستميتة لقهرها، مع أن هذا لن يفيده حتى معنويا بعد أن سادت روحيتها معظم مناطق سوريا. ولعل ما يجري من مقاومة في حرستا، البلدة الصغيرة الواقعة على طريق دولي والتي لا تبعد غير عشرة كيلومترات فقط عن قلب العاصمة، لهو خير دليل على عجز النظام عن إحداث التحول المطلوب في الصراع، مهما كان جزئيا ومحدودا.

شن النظام هجوما عاما لم يفض إلى أي نتيجة غير جعل الثورة أصلب عودا وأشد مراسا، وعامة / شاملة بدورها. وكان فشله هو التحول المهم الذي عرفه الصراع، لأنه كان فشلا أصاب هوامش مناورة النظام التكتيكية، الذي أعقب فشل هوامشه الاستراتيجية، الواضح منذ بدء الصراع، ويعبر عنه بقاء الثورة واتساعها وتجذرها وتصميمها على النصر. بفشل هجومه، الذي نفذته أقوى وحداته، عادت الثورة إلى المدن أو توطنت فيها بقوة غير مسبوقة، وتأكد الفشل في إخراجها منها، بينما توطدت في الأرياف، التي تحولت إلى مناطق يصعب أكثر فأكثر على قواته دخولها أو البقاء فيها، وانقلب جيشه وأمنه إلى قوة جوالة تنتقل من مكان إلى آخر، لأنه لم يعد يوجد غير أمكنة محدودة تبقى موالية للنظام، بمجرد خروج دباباته منه.

مع اتساع الحراك جغرافياً وبشرياً، وخروج مناطق واسعة من يد السلطة، انضم في الأيام الأخيرة رافد جديد إليها - وإن بعد تأخر - هو ما يسمونه «البرجوازية السورية» أو باللسان الشعبي: «التجار»، الذين قاموا بإضراب عام في دمشق وحلب بالذات، وأعلنوا بطريقتهم العملية انفكاكهم عن النظام، الذي يفقد تأييد السوريين جماعة بعد أخرى، ويواجه حالة متفاقمة من الطرد إلى خارج المجال المجتمعي بكامله، الذي يبدو أن قواه وطبقاته بدأت تدخل بوضوح إلى زمن ما بعد البعث، وتعلن غربة الحاكم شبه الكاملة عن الشعب المقموع والمقتول، الذي شرع النظام يشن عليه عمليات إبادة منظمة في موجة جديدة من العنف، تستخدم كافة أنواع الأسلحة ضد المدنيين في كل مكان وموقع.

هذا هو رد النظام على موجة الحراك الثانية، التي تحوله إلى ثورة شاملة بكل معنى الكلمة، بعد أن كان بعضهم يأخذ عليه أنه ليس حراك دمشق وحلب، وليس ثورة جميع السوريين، بل هو حراك المناطق المتأخرة قليلة السكان.

تقف سوريا اليوم أمام مفترق طرق: نظام يدفع الأمور نحو الحرب الأهلية، وشعب يقاومه ويرفضها. هنا، في هاتين السياستين المتناقضتين تكمن الموجة الثانية، علما بأن الرسمية منهما تأخذ البلاد إلى خراب شامل، والأخرى، الشعبية، تعمل لإخراجها من مأساتها المديدة، وإدخالها إلى عالم مفتوح على الديمقراطية والحرية. أي الخيارين سينجح؛ خيار اليأس والموت أم خيار الأمل والخلاص؟ في الواقع القائم اليوم، تعتبر حظوظ الأمل أكبر من فرص الموت والدمار، رغم ما تتركه الجرائم التي ينظمها أهل الحل الأمني من انطباع بأن تدهور سوريا لن يتوقف عند حد.

يترتب على هذه اللحظة المفصلية استنتاجان: أولهما أن الشعب السوري يتخلص من نظامه بوسائله وقواه الخاصة. وثانيهما أن النظام زائل لا محالة، وأن تصرفاته أخذت تسهم في تقويض وجوده، ولم تعد قادرة على إبقائه في السلطة لفترة طويلة قادمة، لأن الشعب يراكم بصموده الأسطوري مقومات انتصاره!

=======================

النظام السوري حين لا يتحمّل جلسة عشاء في «الكبابجي»

الحياة

جمال سليمان *

الثلاثاء ١٩ يونيو ٢٠١٢

من الأمور المدهشة خلال الثورة، أو الأزمة، أو الحراك، أو حملة الاحتجاجات في الشارع السوري – كل وفق ما يحب أن يسميها - أن نسبة كبيرة منا نحن السوريين خائنة ومستعدة للتضحية حتى بنفسها وأولادها وبيوتها خدمة للمؤامرة والمشروع الصهيوني. هذا كان مخيباً لنا نحن السوريين الذين كنا نظن أنفسنا - على اختلاف انتماءاتنا الدينية والعرقية و السياسية والفكرية - وطنيين وقوميين ومعنيين بمقاومة المشروع الصهيوني. والأجيال المعاصرة في تاريخ هذا البلد قدمت قوافل الشهداء وضحت بالعيش الرغيد في سبيل القضية الفلسطينية. وهذا، كما هو معلوم، لم يبدأ مع مجيء البعث إلى السلطة بل من زمن أبعد ، يوم ذهب عز الدين القسام وفوزي القاوقجي وغيرهما كثرٌ من السوريين لنجدة أهلنا في فلسطين، واستمر ذلك إلى يومنا هذا. والشعب السوري يعتبر أن التضحية من أجل المقاومة والدفاع عن الأوطان خطٌّ أحمرُ لا جدال فيه أو عليه. أي أن الشعب السوري لم ينتظر حزباً أو قائداً يسوقه إلى الوطنية ومقاومة المشروع الصهيوني، بل على العكس كانت جماهيرية أي حزب، أو قائد سياسي، قائمة على صدق سعيه و ثباته في هذا المضمار. أي أن السوريين هم الذين اشترطوا في الحاكم مبدأ الإخلاص للمقاومة وليس العكس.إلا أن وسائل الإعلام شبه الرسمية التي تديرها مجموعة من الشبيحة الدمويين الذين حققوا شهرتهم العالمية في فترة وجيزة في حين عجز باقي السوريين عن الوصول إلى ذلك، بمن فيهم نحن معشر الممثلين، تكشف لنا بلا هوادة حجم الخيانة المتفشي فينا نحن السوريين الذين كان لنا رأي مختلف عن رأي النظام في التعاطي مع انتفاضة الشعب السوري ضد الفساد والاستبداد. ومن الخونة التي كشفتهم هذه الوسائل هو أنا، الذي لم أكن أعرف أنني قد أبيع وطني من أجل حفنة من الدولارات.

هذا الكشف حصل مرتين، مرة عندما اتهمت بأنني في لقاء مع قناة «الجزيرة» قمت باسمي وباسم الفنانين السوريين بشكر القناة على تغطيتها الموضوعية والنزيهة لأخبار الثورة السورية. ووقتها توعدني الوطنيون الأشاوس بأن يستقبلوني عند عودتي إلى الوطن استقبال الخونة، وما أدراكم ما هو استقبال الخونة على يد الشبيحة الوطنيين أصحاب السجلات الجنائية الناصعة والماضي المحترم. ويومها اكتشف الرجل الشريف النزيه الساهر على تطبيق القانون، محافظ مدينة دمشق، (الذي سيذكر التاريخ أنه كان من نوائب الزمن على هذه المدينة العظيمة)، أن في بيتي مخالفة تستوجب إزالة قسم منه. ثم اتضح في ما بعد أنني لم أشكر «الجزيرة»، و لم أذمها، لأنني ببساطة لم أجرِ فيها أي لقاء مذ كنا نحن وقطر و«الجزيرة» حبايب نتبادل الزيارات و الهدايا. مع احتفاظي طبعاً بحقي أن أجري لقاء مع «الجزيرة» ومع غيرها في حال طلب مني ذلك، وشعوري بأن الأمر مفيد ويخدم قضية بلدي وشعبي التي أخلص لها فقط من دون أي شخص أو حزب أو تجمع سياسي.

 

عشاء يقلقهم

والكشف الثاني كان قبل أيام، وأيضاً على مواقع التشبيح، حيث انتشر خبر مفاده أن الأستاذ فراس طلاس أقام عشاء تكريمياً على شرفي وشرف الأستاذ عبدالحكيم قطيفان بحضور الإخوان المسلمين ممثلين بالسيد رياض الشقفة و الأستاذ طيفور والأستاذ برهان غليون والسيدة قضماني وباقي أعضاء المجلس الوطني (لم يأت الخبر على حضور السفراء الأميركي والفرنسي والتركي والقطري والبريطاني). ويهوذا أرسل هذا الخبر و نحن مازلنا على طاولة العشاء. و ماهي إلا دقائق حتى انتشر الخبر على أنه اختراق أمني كبير، فيه فضح لحلقة من حلقات المؤامرة على سورية لا سيما أنه - على ذمة يهوذا – كان المجلس الوطني ترك وراءه صراعاته وأزماته ومشاكله المتعلقة بموضوع رئاسته وسافر من أوروبا إلى القاهرة خصيصاً كي يحضر هذا العشاء التكريمي على شرفي أنا العبد الفقير، وشرف صديقي الأستاذ عبدالحكيم قطيفان، وهو في المناسبة لم يأت إلى القاهرة خصيصاً من أجل العشاء بل لاستكمال تصوير دوره في مسلسل «فرقة ناجي عطاالله». وأراد السيد غليون وباقي أعضاء المجلس أن يستغلوا فترة وجودهم معنا كي نتآمر جميعاً ضد بلدنا سورية. وطلب الموقع الإخباري من متابعيه بأن يبقوا على متابعتهم كي يكشف لهم تباعاً حلقات المؤامرة.

عندما قرأت الخبر عدت لأسأل نفسي للمرة الألف: كيف يفكر هؤلاء؟ أي نوع من العقول يحملون داخل جماجمهم؟ ما هي نظرتهم لأنفسهم وهم يطلقون الأكاذيب والأحكام ويعتقدون أن كل سوري سيصدقهم. غير مدركين أن عدد الناس الذين خونوهم أصبح كبيراً جدا إلى درجة يخال المرء معها أن الخيانة تسري في دم معظمنا نحن السوريين.

بادئ ذي بدء، أحب أن أؤكد بأن جزءاً من الخبر صحيح، وهو ليس أول لقاء لي مع الصديق فراس طلاس في القاهرة. وفعلاً تعشينا في مطعم «الكبابجي» (لا أعرف إن كان من أغلى المطاعم في مصر أم لا، وفق رسالة يهوذا)، لكن العشاء تم من دون الحضور المزعوم للمجلس الوطني. وككل السوريين عندما يلتقون، على اختلاف أطيافهم، فقد تحدثنا بالسياسة مطولاً. تمحور حديثنا حول الوضع الراهن والاحتمالات الممكنة، والدور الذي يمكن أياً منا أن يلعبه كي نحافظ على وطننا الجميل سورية بعيداً عن مزيد من الدمار، وعلى مجتمعنا العظيم بعيداً عن مزيد من الاحتقان الطائفي والميل نحو العنف (بت واثقا من أن هذا يعتبر تآمراً من وجهة نظر البعض). تحدثنا عما أنتجه الحل الأمني، وعما آلت إليه عملية العسكرة، وعلى انعكاس ذلك على مستقبل سورية السوري. تحدثنا عن الموقف الدولي واحتمالاته، تحدثنا في كثير من القضايا، وقيل الكثير من الآراء، واستمعنا إلى الدكتور وليد البني وهو عضو سابق في المجلس الوطني، عن تجربة المجلس. أحاديث كثيرة كلها في الشأن السوري، لم يكن الجميع متفقاً بالرأي على بعض التفاصيل، لكن الحديث كان عميقاً، فيه حزن شديد على ما آلت إليه الأمور، وخوف أشد مما قد تؤول إليه في قادم الأيام. والطريف في الأمر أن رسالة يهوذا تقول إن العشاء كان بحضور مبارك من المجلس الوطني في حين كان للمجلس حصة الأسد من النقد القاسي في تلك الجلسة. ولو كان السيد غليون حاضراً لندم على تكلفة السفر وعنائه قاطعاً كل تلك المسافات ليستمع إلى كل هذا النقد المقذع.

لا أقول هذا كي أطمئن الشبيح الإعلامي أو سيده، لأن رضاه أو غضبه غير مهمين بالمعنى الوطني والأخلاقي، ولكنهما بالتأكيد مهمان بالمعنى الأمني، فأنا من السوريين الذين رأوا ويرون إلى أي مدى يمكن غضبهم أن يصل.

وبعيداً من تفاصيل الخبر الغبية بلؤمها. عن أي مؤامرة يتحدثون؟ هل يتحدثون عن مؤامرة الانتقال السلمي نحو دولة مدنية ذات دستور عصري يضمن حرية العمل السياسي، ومبدأ التداول السلمي للسلطة عبر صندوق الانتخابات النزيه والفصل بين السلطات؟ هذه قد تكون بعرف البعض مؤامرة. لكنها بعرف غالبية الشعب السوري مطالب مشروعة تقادم الوعد بالاستجابة لها إلى أن نفد صبر الناس فخرجوا عن صمتهم مطالبين بها، وأنا والمدعوون إلى ذاك العشاء الأخير في الكبابجي يجمعنا التأييد لسلمية المطالب و مشروعيتها. وتأييد معظمنا كان علنياً، ونعتبره موقفاً وطنياً يحقق فيما توقعنا أنه في حال عدم الاستجابة لهذه المطالب المشروعة، وحدوث الصدام نتيجة لذلك، ستكون الفرصة متاحة أمام المؤامرة لأن تجد لها مكاناً وحيزاً. واحتراماً للدقة ولرأي الآخرين أستطيع أن أتحدث عن نفسي وأقول: هذا كان رأيي منذ البداية وما زلت متمسكاً به. ليس من باب العناد، بل لأنه لم يحدث ما يجعلني أغيره، بل على العكس أثبتت كل المجريات صوابه.

 

أين هي المؤامرة؟

أكثر من ذلك، القاصي والداني ممن اطلع على التاريخ المعاصر لمنطقتنا يعرف بوجود مؤامرة على سورية. لكني أختلف مع مؤمنين آخرين بها، بأن هذه المؤامرة ليست أمراً جديداً، بل قديمة جديدة ومتجددة في ظل الصراع الدولي على المنطقة منذ برزت فكرة قيام دولة إسرائيل. أي أن سايكس بيكو هي فصل رئيس من فصولها، واستمرت خيوطها ومتابعتها وتطويرها و تحديثها حتى يومنا هذا. وستستمر مهما كانت نتائج ما يجري اليوم في سورية. وأنا من المؤمنين أيضاً بأننا في كثير من المراحل كنا خير معين لهذه المؤامرة على أنفسنا. من هذا المنطلق اعتبرت أن التعاطي الأمني مع حراك الشارع السوري وانعدام أفق الحوار الجدي الذي ينتج مشروعاً سياسياً يقود نحو التغيير الديموقراطي، أعان المتآمرين على احتلال مواقع لهم في هذا الحراك وجعل الحابل يختلط بالنابل، وتبرز إلى السطح قوى مسلحة ذات ارتباطات وأجندات مختلفة تنشر القتل والتفجير في أحياء سورية، كانت يوماً آمنة يلعب أولادها في شوارعها بطمأنينة. ولعل السيد كوفي أنان كان يشير إليها عندما ذكر الطرف الثالث وأكد كلامه السفير السوري في موسكو.

 

تدويل القضية

من ناحية أخرى، تحولت القضية السورية إلى قضية دولية. ومن دون أن نكذب على أنفسنا، موالين ومعارضين، كلنا اليوم لا نرهف السمع لبعضنا بعضاً بمقدار ما نرهف السمع لما سيقول وزراء خارجية الدول الكبرى. و كلنا نعقد جلسات مسائية لتفسير الإشارات الضمنية لكلامهم، ونستخدم قواميس التحليل اللغوي كي نستشف المقاصد الكامنة وراء كلماتهم. هذا ما صنعناه بأيدينا. أو أنه فخ ركضنا نحوه بعناد شديد. والسلطة هي صاحبة النصيب الأكبر في ذلك لأنها أرادت أن لا تستمع إلى الصوت الوطني الصادق، و لأنها قبلت للمشكلة أن تسير أمامها بدلاً من أن تسبقها بخطوات بما يتيح الفرز في شكل واضح بين المؤامرة وبين الاستحقاق التاريخي الوطني وهو أن سورية لم يعد في إمكانها أن تستمر كما كانت عليه، وأن من حق الشعب السوري أن يطالب بنظام سياسي يضمن له سيادة فعلية على مصيره، لا سيادة لفظية لا نتذكرها إلا في المهرجانات الخطابية.

هذا النوع من الأكاذيب أصبح سماً يومياً. الغاية منه إذكاء نار الفتنة و الكراهية، وخدمة جلية من خدمات كثيرة يروجها ناشرو هكذا أخبار للمؤامرة التي يكثرون الحديث عنها. لكن السوريين، موالين ومعارضين، يعرفون أن هذه المواقع لا تتصرف هكذا عفو الخاطر، أو أنهم زمرة من المتعصبين في حبهم قيادتهم ما أعماهم عن رؤية بعض الحقائق. وأن ممارساتهم هي ممارسات فردية تعكس وجهة نظرهم وحدهم، وأن النظام غير مسؤول عنها أو معني بها. هذا غير صحيح، فهذه المواقع تكتب وتتحرك وفق إدارة وتوجيهات أمنية صارمة ودقيقة من أجل تحقيق غاية واحدة، هي تضليل الشارع السوري وإقناعه بأنه لا يوجد في سورية شرفاء، إلا أولئك الذين يصفقون للنظام ويهتفون له. وأن كل من يعارضه - حتى وإن كان أعزل و لطيفاً بلغته ومسلكه ولا يتقاضى فلوساً من الخارج حتى و لو كانت من قريب مقتدر أحب أن يقدم مساعدة إنسانية - هو خائن. و ما معارضته إلا جزء من مؤامرة كبرى تستهدف الوطن قبل النظام.

إنها إذاً، حرب قذرة على الرأي الآخر وعلى الفكر الوطني الذي يجتهد ليقدم أفكاراً من أجل خلاص سورية من أجل مستقبل السوريين، حرب قذرة بأدوات اخترعها النظام ورجال أعماله الأقرباء والمقربون كي يسدوا عجز الإعلام الرسمي عن الاستخدام المفرط للعنف اللفظي، والبذاءة والشتائم، وعدم الالتزام بتقديم أي برهان أو بينة عن أي خبر أو اتهام، والإيهام بأن هذا هو لسان حال الشعب السوري الذي إذا ثارت حميته الوطنية يعبر عنها بلغة التخوين والشتائم والتحقير، وفي أحيان كثيرة، بالتهديد والوعيد. والغاية في النهاية أنه لا توجد معارضة شريفة وأن كل ما يجري مؤامرة وخيانة. وأنه لا بد من اعتقال الخونة وتعذيبهم ونفيهم أوقتلهم إذا لزم الأمر.

لكن المفارقة أن واقعة عشائنا الأخير هذا تزامنت مع آخر ما سمعنا من السيد بشار الجعفري سفير سورية في الأمم المتحدة، في الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن، من أن سورية (يقصد النظام) تفتح أبوابها للمعارضة الشريفة و الوطنية وهي جاهزة للحوار. والسوريون الذين أدمى قلوبهم ما يجري في وطنهم يقولون برجاء ولهفة: يا ليت، ماذا تنتظرون؟ يصرخون بملء جوارحهم: ابدأوا فوراً قبل أن تأتي النيران على ما تبقى من أمان، وأمل، وسلام اجتماعي. لكن - مع الأسف - كلام السيد الجعفري سوريالي إلى حد ما. لأنه، وفق الإعلام السوري الرسمي وشبه الرسمي هذا الحوار غير ممكن. لماذا؟ لأنه، ببساطة ووفق ما يفهم من كلامهم، لا توجد معارضة وطنية وشريفة في سورية. وفكرة المعارضة في حد ذاتها تنطوي، من وجهة نظرهم، على الخيانة، والعمالة. حتى المعارضة التي اعتبرتها المعارضة الأكثر تشدداً عميلة للنظام ومن صنعه – تعرضت لشتى أنواع الحصار والعقاب، وتعرض أعضاؤها إلى حملات التخوين وتشويه السمعة والتهديد والاعتقال. هل نذكر أسماء المعارضين الرافضين التدخل الخارجي، والنابذين الطائفية، والمنددين بالتسليح والعنف، الذين اعتقلوا ورهبوا و جرى تقييد حريتهم، وأحياناً قتلوا بسلاح مجهول الهوية، على رغم قبولهم وقبول النظام بمبادرة أنان؟ لا داعي، لأن الأمور أصبحت معروفة ومتداولة. حتى هؤلاء الشباب الرائعين الذين وقفوا بلافتاتهم البسيطة التي كتب عليها شعار في غاية البراءة والوطنية «أوقفوا القتل كي نبني وطناً» تم اعتقالهم والتحقيق معهم وترهيبهم. هل من الوطنية أن يختلف أحد على هكذا شعار؟ لقد اختلف عليه النظام الأمني. وكم أتمنى لو أسمع رأي السيد الجعفري في ذلك لأعرف عن أي معارضة وأي أبواب يتحدث.

أما آن لنا أن نتوقف عن استهبال العالم ونتحدث بصراحة، ونقول إن كل من لا يعجبه الشكل الحالي للنظام السياسي هو خائن للوطن، وإنه جزء من المؤامرة عليه، وإنه من الوضاعة بحيث يبيع ذمته وشرفه من أجل حفنة من الدولارات. وبالتالي لا نقبل بأي حال من الأحوال حواراً يفضي إلى نظام ديموقراطي حقيقي يضمن التداول السلمي للسلطة والفصل بين المؤسسات. لذلك، نرفض فكرة وجود معارضة تعارض النظام على فساده واستبداده. ثم ما هو تعريف المعارضة الشريفة إذا كانت كل المعارضات الموجودة في الداخل والخارج – على كثرتها للأسف - غير شريفة وفق معايير النظام وآلته الإعلامية؟

أظن أن المعارضة الشريفة في عرف بعض السادة هي المعارضة التي تقبل العيش على الوعود وحسن النوايا التي جربها الشعب السوري طويلاً حتى كرهها وانصرف عنها إلى اللارجعة، وبالتالي لا يهم إن قبلتها المعارضة أم لم تقبلها.

بقي شيء واحد هو أنني أشعر بالخزي والعار للحالة المتكررة التي وصلنا إليها كسوريين في تفسير سلوك بعضنا بعضاً، لطريقة الحكم على بعضنا بعضاً، كأن يقال لأمثالنا إننا نجتمع مع رموز المشروع الصهيوني. أناشدكم أن تتوقفوا عن ذلك. أن تتوقفوا أنتم عن خدمة المشروع الصهيوني. لأنكم بهكذا لغة وهكذا استخدام (في الطالعة والنازلة كلما فتح مخلوق فمه وقال كلمة لا تعجبكم) حوّلتم المصطلح من حقيقة عنصرية معتدية إلى كذبة تثير الاستهزاء. لن أتهمكم بتعمد ذلك خدمة للمشروع الصهيوني نفسه، ولكني سأقنع نفسي بأنها غلطة غير مقصودة. وإلى يأتينا تعريف دقيق ونهائي للمعارضة الشريفة، ولائحة بمن يجوز العشاء معهم ومن لا يجوز، إلى اللقاء مع عشاء آخر قد لا يكون في «الكبابجي»، لكنه لن يفوت يهوذا. وعاشت سورية حرة لكل السوريين.

* ممثل سينمائي وتلفزيوني سوري

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ