ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الياس خوري 2012-07-02 القدس العربي اعلن لقاء جنيف سقوط
النظام السوري، وان بدا ان اللقاء لم
يصل الى نتائج حاسمة وترك لنصه الغامض
ان يكون عرضة لتأويلات شتى لن تتضح
ملامحها النهائية الا في ارض الصراع
السوري المستمر. حتى العرّاب الروسي لم
يجد سوى التحايل اللفظي كي يغطّي
بعبارات مائعة ما بات واضحاً. فقد
بشّار الأسد صلاحيته، وصار اليوم عبئا
على حلفائه ورعاته. اللعبة الدولية دخلت
في مرحلة جديدة بعد لقاء جنيف، لكنها
اعلنت بصريح العبارة كيف تعيش القوى
الدولية، او ما كنا نطلق عليه اسم
القوى الاستعمارية، على دمنا،
وتستخدمه اداة لبسط نفوذها او الدفاع
عن مصالحها، من دون اي مراعاة للضحايا
والمعاناة، ومن دون اي اعتبار للقيم
الانسانية. الامريكان وحلفاؤهم
قدموا طوال تاريخهم في التعامل مع
منطقتنا البرهان تلو الآخر على صحة ما
نقـــــول، من الحصار الوحشي الذي
فُرض على العراق الى الاجتياح المغولي
الذي قام به الامريكيون هناك، هذا من
دون ان ننسى المواقف الغربية
والامريكية المشينة فيما يتعلق
بالاحتلال والقمع الذي يعيش في ظله
الشعب الفلسطيني. اليوم جاء دور روسيا،
فالروسيا العائدة الى الحلبة
الكولونيالية بعد سنوات الغيبوبة التي
اعقبت سقوط الاتحاد السوفياتي لم تجد
من وسيلة للدفاع عن هيبتها سوى في دعم
النظام الأسدي. وما بدا منذ الفيتو
الشهير في مجلس الأمن، وكأنه احراج
للأمريكيين وحلفائهم تحول الى مصيدة
لروسيا. فلقد اُعطي الأسد كل المهل،
وكل الدعم السياسي والعسكري من اجل ان
ينجح في القضاء على الثورة. وكانت
حسابات الروس قائمة على معادلة قوة
الجيش الموالي في مواجهة الشعب، ولعبت
على حبال جميع التناقضات من حماية
الأقليات الى التخويف من الاسلاميين
الجهاديين. لكن النظام السوري فشل في
الامتحان الذي اثبت ان شعبا مصمما على
الحرية لا يمكن قهره. ورغم تردد ما اطلق
عليه اسم 'اصدقاء سورية'، في دعم
الثورة، ورغم شحة المساعدات، فلقد نجح
السوريون وسط تضحيات هائلة في صدّ جميع
محاولات النظام لوأد الثورة، بل ان
الثورة الشعبية ورديفها المسلح، اي
الجيش السوري الحر، اثبتت قدرة كبرى في
الصمود، الى درجة ان اجتياح بابا عمرو،
لم يستطع فرض الانهيار على حمص، التي
لا تزال محررة وتقاوم. الفخ الذي سقط فيه
الروس لم يكن فقط بسبب لامبالاتهم
الجليدية تجاه الألم السوري العظيم،
فالقوى الاستعمارية الأخرى تشترك معهم
بنسب متفاوتة في هذه اللامبالاة، بل
بسبب وضعهم كل بيضهم في سلة النظام،
معتقدين بسذاجة مفرطة انهم يستطيعون
حمايته والمونة عليه عندما يأتي وقت
التسوية. فكسبوا عداء الشعب السوري
وظهروا بوصفهم دولة كولونيالية لا
تبالي بتطلعات الشعوب، وتحاول الحفاظ
على ما بقي من امبراطوريتها المتداعية
على جماجم السوريين وجثثهم. اللعبة المليئة
بالكلبية والاستهتار بدت في البداية
وكأنها قادرة على النجاح في تغطية
الجريمة وشرعنتها، خصوصا وان الشعب
السوري خاض ثورته وحيدا وبلا اي دعم
يذكر، ما عدا الكثير من الكلام
والاعلام واللاشيء. في المقابل لعب
الامريكيون الصراع بهدوء، فهم ايضا
ليسوا معنيين بسورية ديموقراطية وحرة،
ودعمهم للثورة بقي ضمن حدود نصب فخ
للروس، من اجل توريطهم اكثر. وخير مثال
على ذلك كان الرد الباهت على اسقاط
الطائرة التركية، حيث تم ابتلاع
الاهانة كي لا تدور المفاوضات في جنيف
على ايقاع احتمالات حرب اقليمية، ما
يعطي الروس ورقة تفاوضية اضافية. الروس متورطون الآن
في نظام يتهاوى، وهم يكتشفون انهم لا
يمونون على الأسد الابن الى درجة
دفعـــــه للقبــــول بحكومة
انتقالية تعلن نهايته. فالرجل استخدم
الاحتياطي الأخير الذي يملكه، حين ذهب
الى الايرانيين ليعطي حديثا للتلفزيون
الايراني عشية لقاء جنيف يعلن فيه رفضه
المسبق للقرارات الدولية المتعلقة
بسورية. الأسد الابن سوف يخوض
المعركة الى النهاية، ومهما كان الثمن.
والنهاية في عرف النظام هي نهاية سورية
التي تحمل في طياتها ايضا نهاية النفوذ
الروسي فيها. هنا يبدأ المأزق
الروسي في الظهور بشكل واضح. ما يريده
النظام هو الانتقال الى حرب اهلية
شاملة، وهذا ما اعلنه الرجل بعد تشكيل
حكومته الجديدة، وهو ينفذّه بلا هوادة. ماذا سيفعل الروس
بحليفهم الذي يتداعى؟ السياسة الروسية
امام امرين احلاهما مرّ: الأول هو اعلان
التخلي عن النظام، ما يعني بداية تفككه
الشاملة، وانهيار المؤسسة العسكرية
التي تشكّل مركز نفوذها الوحيد في
البلاد. الثاني هو الاستمرار
في دعم خياره الجنوني الذي سيعني حربا
قد تطول، لكنها ستقود في النهاية الى
هزيمة النظام وتفكيك جهازه العسكري
وضرب بنى الدولة السورية، ما يعني ان
الروس سيفقدون آخر موطىء قدم لهم في
سورية. هذا هو الفخ الذي
تحاشى الامريكيون، حتى الآن، السقوط
فيه في مصر، عندما تدخلوا بقوة لمنع
المجلس العسكري من تزوير نتائج
الانتخابات الرئاسية المصرية، وبذا
نشأ توازن جديد للقوى في مصر، يحافظ
مؤقتا ربما على النفـــوذ
الامريكــــي الذي يتجســــد في الجيش
اساسا، كما انه بدأ يمتد الى الاخوان
وان بشكل اكثر خفراً. الروس غير قادرين
الآن على اجتراح حلّ سوري مشابه، وهذا
ناجم عن طبيعة نظام المافيا العسكرية-
الاقتصادية- السياسية التي ابتدعها
الاسد الأب من جهة، وعلى جنون الابن
وسذاجته واصرار العائلة الحاكمة التي
تستعد للتصرف على الطريقة القذافية،
من جهة ثانية. الحلّ المصري او
اليمني يشكل خلاصا للأمريكيين والروس
من المجهول، لكنه ليس متوفرا، وثمن عدم
توفره لن يُدفع الا من الجيب الروسي،
لأن اي تداع لآلة الدولة السورية سوف
يعني نهاية النفوذ الروسي بشكل كامل،
بينما تمتلك الولايات المتحدة
الاحتياطي الاسلامي المعتدل من
الاخوان الى الاتراك، كي لا يتخذ سقوط
النظام السوري شكلا افغانيا. الكرة اذا في الملعب
الروسي. والسؤال الوحيد اليوم هو هل
يمتلك الروس ما يكفي من النفوذ والقدرة
على اقناع الأسد الابن بأن عليه ان
يرحل، او اطاحته بأدوات النظام نفسها
تمهيدا للدخول في تسوية تحفظ لهم الحد
الأدنى من النفوذ؟ ام انهم سقطوا في فخ
لا مخرج منه؟ وفي الجانب الآخر
الذي يعنينا اساسا، اي الجانب الذي
تصنعه الثورة السورية المجيدة
ببطولاتها الاسطورية، فان الثورة
مستمرة بصرف النظر عن المناورات
الدولية، وهي تعيش اليوم مرحلة
الانتقال من الصمود الى رسم ملامح
النصر، وستكون هي من يعلن رحيل النظام
بعدما اعلنت سقوطه. ================= باسل أبو حمدة 2012-07-02 القدس العربي ما لم تتمكن آلة
القمع أن تحققه على الأرض في سوريا،
تتكفل به المبادرات والاتفاقات
السياسية العربية منها والدولية على
حد سواء، وتقدمه على طبق من ذهب لنظام
حاكم يظن هو وحلفاؤه في المنطقة
والعالم أن جل ما يحتاجه لمعالجة ما
يطلق عليه خطأ أزمة هو الوقت والوقت
فقط، فقد راحت محاولات وقف تغول تلك
الآلة في الجسد السوري تتكسر على صخرة
عقلية استبدادية لم تدرك بعد أو حتى لا
يهمها أن تدرك أنها كلما استمرت في
طيشها وكلما أمعنت سكينها في عضد
المجتمع، فتحت شهية المزيد من
الطامعين ووضعت الوطن الذي تتباكى
عليه لقمة سائغة في فمهم. هل أصبح الشعب السوري
يتيما إلى هذه الدرجة التي تعطى فيها
الفرصة للجميع كي ينصب نفسه وكيلا عنه
وناطقا باسمه بحيث يحضر القاصي
والداني طاولات الحوار التي تناقش
قضيته بينما يستثنى الشعب السوري نفسه
منها ويغــــيب عنها ممثلوه الحقيقيون
ويغيب معهم أي طرح حقيقي يمكن أن يقود
السفينة السورية إلى بر الأمان، لا
لشيء إلا لأن شعبا انتفض وقدم كل هذه
التضحيات الجسام في سبيل نيل حريته لن
يكتفي بأنصاف الحلول ولا بأنصاف
الثورات وسيمضي في طريقه قدما إلى
نهاية المشوار ولن يتوقف قبل أن ينتزع
حقوقه الطبيعية في الحرية والكرامة
والعيش الكريم التي كفلتها له ولبقية
شعوب الأرض القوانين السماوية
والوضعية كافة. يتعين على مطلقي تلك
المبادرات الســــياسية فهم المعادلة
السياسية السورية واستيعاب ما يجري
على الأرض وفــــي أي اتجاه تسير عجلة
التاريخ وعليهم أن يصمـــموا
مبادراتهم وتحليلاتهم على هذا الأساس،
فعجلة التاريخ ماضية إلى الأمام مهما
حصل ولن يتراجع الشعب السوري قيد أنملة
عن مسيرة الحرية التي عمدها بدماء
أبنائه على مدار عام ونصف العام، ثم
ألا يشـــعرون بالخجـــل عندما
يقاربون مصالح شعـــب بأكمله وتضحياته
ومعـــاناته وآلامه وآماله بمصالح فئة
صغــــيرة متكسبة أعمتها الثروات
الطائلة والسلطة المطلقة عن رؤية ما
لغيرها من مصالح وراحت تستأثر بقدرات
وطن وتستفرد بمصير شعب، ضاربة بعرض
الحائط مروحة واسعة من حقوق الناس
السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ما لم تتمكن جحافل
الشبيحة من إنجازه في الميدان، تقدمه
المحافل السياسية مجانا للنظام الحاكم
في سوريا متعامية عن المعطيات التي
يقدمها ذلك الميدان بصورة يومية حيث
بات معدل القتل اليومي الذي تقترفه آلة
الحرب النظامية في سوريا يفوق المائة
شهيد، بينما تدمر مدن وقرى وبلدات على
رؤوس أصحابها وعلى مسمع ومرأى الجميع
ويشرد مئات الآلاف ويهيمون على وجوههم
داخل الحدود السورية وخارجها، وعلى
الرغم من كل ذلك يأتي مسؤولا دوليا مثل
كوفي عنان ليقدم موعظته وينبؤنا، على
سبيل المثال، بأن إيران رقم صعب في
المعادلة السورية لا يمكن تجاوزه ثم
يدعو إلى اجتماع دولي في جنيف لمناقشة
القضية السورية يحضره الجميع ما عدا
السوريون أنفسهم. الأدهى من كل ذلك أن
يتصدر الموقف الروسي والصيني مشهد
مؤتمر جنيف العتيد حيث بدا وزير
الخارجية الروسي متبخترا متعجرفا في
غيه واثقا من قدرته على تعويم
القضــــية السورية وإعطــــاء
النظام السوري مهلة أخرى قـــد تطول
هذه المرة لانهاء الثورة السورية، حيث
بات من المعروف أن هذا المؤتمر انطلق
من مبادرة كوفي عنان ذات البنود الستة
والتي تنــــص أولا على وقف القــــتل
ثم تدعو في بندها السادس والأخير أطراف
الصراع في سوريا للحوار وليس العكس،
ومع ذلك تمكن الروس والصينيون ومن
خلفهم الإيرانيون من فرض البند الوحيد
في المبادرة الذي لا يخدم إلا النظام
السوري، لا لأنه سيشق طريقه إلى حيز
التطبيق، بل لأنه من المستحيل تطبيقه
لا في الداخل ولا في الخارج ولا
بمشاركة النظام ولا بدونها قبل أن تطبق
البنود الخمسة الأولى من مبادرة عنان
والتي تنص على وقف القتل وسحب الآليات
الثقيلة من المدن والأرياف وإطلاق
سراح المعتقلين السياسيين والسماح
بالتظاهر السلمي وبحرية الاعلام. تصب عملية تعويم
مبادرة عنان على هذا النحو وتعليقها من
عرقوب بندها السادس في قناعة النظام
السوري وأعوانه والتي تقول بأن العامل
الحاسم هو الميدان في الحرب التي يشنها
على شعبه، وبالتالي، فإنه لا يجد أي
ضير في الحديث عن مسائل تتعلق بالحوار
الوطني أو غيرها من المسائل التي لا
تمس المعطى الميداني بشيء، وذلك على
قاعدة قناعة أخرى بنى على أساسها
النظام السوري كل سياساته الخاصة
بالانتفاضة السورية وتقوم على الحل
الأمني والأمني فقط، وكل ما عدا ذلك
يندرج في إطار التكتيكات الخلبية التي
لا بد منها عندما يتعلق الأمر بمناورة
سياسية هنا وخدعة سياسية هناك أو حتى
بالمجاملة. النظام السوري رمى
بورقته الأخيرة في حربه ضد الشعب
السوري، وهي ورقة قائمة على الاستقواء
بالخارج وجلب إيران وروسيا
واستدعائهما للعب الدور الرئيسي في
المعادلة السورية، ما يضع كل هذه القوى
في مواجهة مباشرة مع الشعب السوري نفسه
والقوى والدول المساندة له على
المستويين الاقليمي والدولي بما فيهما
العربي أيضا، مع الأخذ بعين الاعتبار
أن عملية الاستدعاء هذه لم يعد من
الممكن إدراجها في سياق العلاقات
الدولية الطبيعية أو حتى وضعها في إطار
التدخل الخارجي، لأن تدخلا من هذا
النوع يرقى إلى مستويات أعلى بكثير لا
نريد القول بأنها ترقى إلى مستوى
الاحتلال ولكن سنكتفي بوصفها
بالاستعمار في هذا المقام، مع أنه هناك
الكثير من المؤشرات والمعطيات
والأرقام التي تشي بما هو أخطر من ذلك
بكثير، وتقول إنه في حال استمر التدخل
الإيراني في سوريا على هذا النحو
التصاعدي، فإن سوريا لن تكون بمنأى عما
آلت إليه اوضاع العراق. يذكر مسؤول إيراني في
الأمم المتحدة بالنفوذ الإيراني في
سوريا ويهدد ويتوعد كل من لا يأخذ ذلك
النفوذ بعين الاعتبار، لا بل إنه يتهمه
بأنه لا يعرف شيئا عن الملف السوري،
بينما لا يذكر في تهديده ووعيده لا
النظام ولا الشعب السوريين، ما يوحي
بأن الإيرانيين لم يعودوا يعتبروا
أنفسهم طرفا خارجيا في المعادلة
السورية بل محركها وبيضة القبان فيها،
وكذلك الروس الذين وجدوا في الملف
السوري الدجاجة التي تبيض لهم ذهبا في
أطماعهم الخارجية، بينما بات الموقف
الغربي بقيادة الولايات المتحدة
مكشوفا بتبعيته للموقف الإسرائيلي،
الذي ينطلق في الملف السوري من خيارين:
إما بقاء النظام حارسا لخاصرته
الشمالية الشرقية أو إدخال سوريا في
فوضى سياسية عارمة من شأنها تكبيل
المجتمع السوري وشل حركته إلى أجل غير
مسمى. النظام السوري زائل
لا محال، لكنه يسعى قبل زواله إلى
تكبيل سوريا بقيود داخلية وخارجية
يصعب الفكاك منها، ألم يرفع شبيحة
النظام شعارات من نوع 'الأسد أو لا أحد'
'الأسد أو يحرق البلد'، لكن الشعب
السوري سيبقى يدفع ثمنا باهظا بين
مقولة 'الصراع على سوريا' من جهة وحقيقة
أن ما يجري على الأرض حول صراع على
السلطة من أجل الديمقراطية. ================= الرأي الاردنية 3-7-2012 صالح القلاب كل المؤشرات باتت تدل
على أن الأزمة السورية ذاهبة وقريباً
الى تطورات حاسمة وإن مؤتمر جنيف، الذي
انعقد يوم السبت الماضي بمشاركة الدول
دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي
بالإضافة الى تركيا وثلاث دولٍ عربية
هي قطر والكويت والعراق، قد انتهى الى
فشل ذريع كفشل خطة كوفي أنان نفسها
التي، كما هو معروف، تضمنت ست نقاط لم
ينفذ منها ولا نقطة واحدة رغم مرور
شهرين منذ بداية وضع هذه الخطة موضع
التنفيذ التي بات واضحاً ومؤكداً أن
مصيرها سيكون مصير المبادرة العربية
البائسة والشؤومة. أمس الإثنين انعقد
مؤتمر جديد في القاهرة وبدعوة من
الجامعة العربية للمعارضة السورية بكل
فصائلها وبكل رموزها حضره مائتان
وخمسون معارضاً سورياً بهدف توحيد
صفوفها وتوحيد مواقفها والخروج برؤية
مشتركة تجاه هذه الأزمة التي تحولت الى
حرب شاملة نظراً لإصرار نظام بشار
الأسد على حلول العنف والقوة العسكرية
ورَفْضِ كل محاولات وسطاء الخير وآخر
هؤلاء كوفي أنان الذي جاء بالخطة
المعروفة باسم العرب وباسم مجلس الأمن
الدولي والأمم المتحـدة. في مؤتمر القاهرة
الذي حضره عدد من وزراء الخارجية العرب
وعدد من نظرائهم من المعنية دولهم
بالأزمة السورية والذي انعقد تحت شعار
:»توحيد قوى المعارضة والخروج برؤية
مشتركة تجاه أزمة سوريا الراهنة» قال
الأمين العام نبيل العربي :»الحكومة
السورية تتحمل مسؤولية حماية الشعب
السوري لا أن تقدم على قتله.. وإنه لا
يمكن مساواة ما تقوم به القوات
الحكومية من انتهاكات بما تقوم به
جماعات أخرى.. كما انه لا يمكن لجامعة
الدول العربية ومعها المجموعة
العالمية التغاضي عن عمليات القتل
اليومية». وهذا كلام لم يقله
نبيل العربي بكل هذا الوضوح وبكل هذه
الصراحة من قبل ولعل أخطر ما قاله هو :»أن
الوقت ليس لصالح الهدوء والاستقرار..
وأنه كلما زاد الوقت كلما زاد القتل..
كما أنه لا توجد إشارة صريحة للجوء الى
الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة
لمعالجة هذه الازمة.. كما أن اجتماع
جنيف لم ينجح بإصدار قرار ملزم وتحت
الفصل السابع كما يرغب العرب». وحقيقة أن كل هذه
التطورات المتلاحقة، من وصول مياه
الغرق الى ذقن النظام السوري الى أزمة
اسقاط الطائرة التركية بمشاركة روسية
الى فشل خطة كوفي أنان وقبل فشل كل
المبادرات وعلى رأسها مبادرة الجامعة
العربية الى تزايد التدخل الروسي في
الشؤون السورية الذي تجاوز كل الحدود
الى خروج معظم أراضي سوريا من قبضة
النظام، تدل على ان نهاية هذه «اللعبة»
باتت قريبة وان الختام قد يكون بافتعال
هذا النظام ومعه روسيا وإيران.. وأيضاً
الصين وللأسف لحرب إقليمية من غير
المستبعد أن تتحول الى حرب دولية سيكون
هدفها، إن هي اندلعت، إظهار بشار الأسد
على أنه أُسقط بتدخل أمبريالي صهيوني
وأن المعارضة الداخلية عبارة عن زمرٍ
عميلة للإمبرالية الأميركية
والصهيونية العالمية. ================= سعدو رافع * الثلاثاء ٣
يوليو ٢٠١٢ الحياة سبعة عشر جهازاً
أمنياً أنشأها حافظ الأسد كانت كفيلة
بتثبيت حكمه ونقل السلطة إلى ولده بعد
مماته من دون أن يعكر صفو هذه اللحظة
الحرجة شيء. نعم لقد استطاعت هذه
الأجهزة تثبيت حكم عائلة الأسد لما
يقارب الأربعين عاماً، لكنها أيضاً
وخلال سعيها لتثبيت الحكم ثبتت قيم
الرشوة والفساد والتبعية في كل مناحي
الحياة السورية. أولى المهمات التي
كان يعرف بها كبار رجال الأمن هو
ترشيحهم للأسماء التي ستتشكل منها
الوزارات وقيادات الحزب العليا. فلم
يكن لوزير أو أمين فرع لحزب البعث أن
يكون ما كانه لو لم يكن سجله «نظيفاً»
من وجهة نظر الجهاز الأمني المعني
بالترشيح. وكثيراً ما تداول السوريون
النكات حول أشخاص تم «شحطهم « من
منازلهم ليلاً بلباس النوم ليبلّغوا
أنهم سيكونون غداً ضمن تشكيلة الوزارة
الجديدة أو مديرين عامين لإحدى مؤسسات
الدولة، ولم تكن مهل الاستشارات
لتشكيل الحكومة أو قرارات تعيين
المديرين العامين المذيلة بتواقيع
الوزراء سوى لزوم ما لا يلزم لإعطاء
العملية طابعاً بروتوكولياً حرص
النظام على عدم الإخلال به أمام
الإعلام و «الجماهير الكادحة». كان الجميع مرتهناً
للأجهزة الأمنية، وكل المسؤولين
يعلمون أن من «شحطهم» ليبلغهم
بمناصبهم الجديدة قادر على «شحطهم»
مرة أخرى لجزهم في أقبية الأمن بتهمة
الفساد وزعزعة أمن الوطن. لذا فقد كانت
طلبات رجال الأمن (وهي شفاهية دائماً)
بمثابة الأوامر ذات الضرورة القصوى
والأولوية لتنفيذها، بدءاً بطلبات
تعيين الموظفين، وليس انتهاءً
بالتوقيع على المناقصات والعقود التي
لا بد أن لأحد رجال الأمن المصلحة
الكبيرة فيها. وبالمقابل فإن كل عقد
وكل إجراء قام به مسؤول، وزيراً كان أو
مديراً عاماً، هو بحد ذاته وثيقة دامغة
لدى الأمن بتورطه بالفساد وباستخدام
منصبه للتربح والمنفعة الخاصة وبإهدار
المال العام. ولم يكن أمام هؤلاء
المسؤولين سوى خيار القبول، فمنهم من
قبل بتنفيذ الطلبات من دون أن تمتد يده
«للمال العام» وهم قلائل، ومنهم من
سارع للتنفيذ، وبدأ «بلحس أصبعه» من
مغانم الصفقات. كانوا جميعهم
متورطين وغالبيتهم مستفيدين. أما بالنسبة للأمن
فقد كان هؤلاء المسؤولون أشبه «بخراف
العيد» المعتنى بها لساعة الحاجة.
وساعة الحاجة هذه موقوتة على ساعة رأس
النظام، الذي بيده وحده قرار تبييض
الوجه الحكومي وتبييض السجون. لقد عرفت سورية على
مدار حكم الأسد الأب ومن بعده الابن،
الكثير من حالات محاكمة مسؤولين وعزل
مسؤولين والحجز على ممتلكاتهم
وأموالهم، وحتى انتحارهم بعد أن بان «فسادهم»
كما حصل مع رئيس الوزراء الأسبق محمود
الزعبي، الذي عاش في كنف النظام طيلة
عمره المهني وكان رئيس المؤسسة
التشريعية والمؤسسة التنفيذية بعدها
لقرابة العشرين عاماً. لكنها نادراً ما
سمعت عن عزل مسؤول أمني أو محاكمته
بتهمة الفساد أو الإفساد. ومن باب التكامل فقد
كان لا بد من ربط العمل الحكومي
بالاقتصادي من وجهة نظر أمنية، ضماناً
وحماية من أي تحالف قد يشذ عن نظرة «القائد». لا يعمل مع هذه
الشريحة سوى رجال الأمن المحظوظين
والمرضي عنهم من القيادة في شكل كامل،
فهنا المال والمتعة، هذا المكان هو
مكان حصد نتائج الولاء، وبناء مستقبل
زاهر للأولاد بعد ضمان تقاعد يشبه
تقاعد الأمراء. كان على كل رجل أعمال
أن يبني أفضل العلاقات مع رجال الأمن
فهم حماة أعمالهم وهم الجهة الوحيدة
القادرة على طي ملفات هيئة الرقابة
والتفتيش أو فتحها حسب الحاجة، وهم من
يحدد الفائزين بالمناقصات الكبيرة. بل إن دائرة نفوذهم
قد توسعت بعد ولوج سورية في ما بات
يُعرف اقتصاد السوق الاجتماعي وانفتاح
الاستثمار في قطاعات الاتصالات
والمصارف وشركات التأمين، التي كانت
جميعها تحت رقابة الأجهزة الأمنية تحت
ما يسمى هيئة مكافحة غسيل الأموال
وتمويل الإرهاب. وخلال سنوات قليلة
تحول ضباط الأمن إلى مستثمرين وشركاء
لكبار رجال الأعمال مقابل خدماتهم
التي لا تعدو كونها درء الأذية عن
العاملين في هذا القطاع. وبمراجعة بسيطة نجد
أن معظم ضباط الأمن الكبار، أصبح
أبنائهم هم رجال الأعمال الجدد، حيث
شكلوا أقوى تحالف مع النظام تحصد سورية
وشعبها نتائجه اليوم في ظل الثورة،
وقدرة النظام على الاستمرار حتى الآن. أما الشريحة الأكبر
عدداً والأوسع انتشاراً وهي شريحة «الكادحين
وصغار الكسبة» حسب أدبيات البعث في
تعريفه لشرائح المجتمع، فقد كان يكفي
لقمع هذه الطبقة من قبل الأمن هو تركها
لتماثيل «القائد» والمخبرين وأمناء
الفرق والشعب الحزبية. فقد كانت هذه
التشكيلة قادرة على حبس أنفاس
المواطنين إلى أبعد حدود، وفي حالات
الضرورة يمكن لجهاز الأمن أن يتدخل
مباشرة. والأمن في هذه
الحالات لا يتدخل إلا لهدفين، الأول
تأديبي عقابي يطاول الشخص المعني،
والثاني هو منفعة (على مستوى العناصر
وصف الضباط) قد يحصلون عليها بطرق
ابتزازية. ومن المفارقات
الغريبة في سورية هو أن معظم المخبرين (إن
لم يكونوا كلهم) الذين يعينهم الأمن،
معروفون من قبل الأهالي. إذ لم يكن
الأهم هو ما يقوم به هؤلاء المخبرين من
كتابة التقارير عن كل شاردة وواردة، بل
كان هو إظهار حضور السلطة الأمنية في
كل زاوية وتحت كل حجر في سورية. في كل ما ذُكر فإن
الجهة الوحيدة التي كانت معفية من
الملاحقة والعقوبة (إلا بعد موافقة
القائد) هم «طبقة الأمن» ولا أحد
غيرهم، وفق قانون سنّه لهم «القائد»
تعزيزاً لدورهم الرائد في بناء نظامه
المغلق، نظام «سورية الأسد». ================= سلامة كيلة * الثلاثاء ٣
يوليو ٢٠١٢ دار الحياة النغمة التي بدأت
تسود هي أن سورية دخلت مرحلة الحرب
الأهلية. فهل دخلت سورية مرحلة الحرب
الأهلية؟ الموفد الدولي أشار
إلى ذلك، وقالها بان كي مون الأمين
العام للأمم المتحدة، وباتت العنوان
الرئيس في كبريات الصحف العالمية،
ويروّج لها في الإعلام العربي. أولاً مطلوب أن نعرف
معنى الحرب الأهلية، حيث كما يجري عادة
تلقى الكلمات من دون تحديد المعنى
المقصود، أو يجرى تداولها بمعانٍ
مختلفة. فالحرب الأهلية عادة ما ترتبط
بالصراع ليس بين الشعب والسلطة
الحاكمة بل بين فئات الشعب ذاتها.
الحرب الأهلية اللبنانية كانت بين
طرفين قيل إن كلاً منهما يمثّل طائفة (مسيحيون/
مسلمون)، والحرب الأهلية الإسبانية
كانت بين من هم مع الجمهورية ومن هم مع
الملكية من الشعب ذاته. بمعنى أن الحرب
هنا تتحوّل من حرب بين فئات من الشعب
والسلطة الحاكمة إلى حرب بين فئات من
الشعب ذاته، أو تبدأ أصلاً بصراع بين
فئات من الشعب. في سورية، كل ما يشار
إليه هو أن الصراع يتحوّل من صراع بين
الشعب والسلطة الحاكمة إلى صراع بين
فئات من الشعب ذاته. والقصد هنا هو أن
الصراع يتحوّل إلى صراع طائفي (سنّي/
علوي) بالتحديد. والمبرر الذي يجرى
الاستناد إليه هو المجازر التي
ترتكبها «قوى» من السلطة (الشبيحة)،
وردود الفعل عليها. آخرها مجزرة الحولة
(ومجازر أخرى لحقتها). أو تجرى الإشارة
إلى توسّع نشاط الجيش الحرّ للقول إن
الصراع يتحوّل إلى حرب أهلية. على الأرض لا يزال
الصراع بين الشعب والسلطة مستمراً،
حيث توسعت الفئات المشاركة في الثورة
وأصبحت السلطة بلا قاعدة شعبية، أو حتى
اجتماعية بعد أن تحوّل التجار من داعم
للسلطة، وبعضهم ممول للشبيحة، إلى
مقتنع بضرورة رحيل السلطة التي ظهر
أنها عاجزة عن حسم الصراع وتحقيق
الاستقرار الضروري للحركة الاقتصادية.
ومن ثم انتقل بعضها خطوة عبر اعلان
الإضراب. وعلى رغم كل محاولات السلطة
تسعير الصراع الطائفي منذ أشهر،
خصوصاً في حمص، فقد ظلت ردود الفعل
الشعبية تتسم بالتركيز على الصراع مع
السلطة وليس مع طائفة تريد السلطة
زجّها في صراع طائفي (وأقصد العلويين)
من أجل ضمان تماسكها حول هذه السلطة
نتيجة أن «البنية الصلبة» التي تعتمد
عليها هي من هذه الطائفة تحديداً. ولم
تحدث سوى ردود أفعال لحظية تجاوزت ذلك.
لهذا ظل الصراع مركزاً على الأشكال
التي بدأت الثورة بها واستمرت، ولم
تنحرف نحو صراع طائفي تريده السلطة. في المقابل، لا
نستطيع أن نقول إن العلويين يخوضون
صراعاً طائفياً. هناك شبيحة يمارسون
القتل، وهم مدربون في إطار شبكة
المافيا التي تأسست مع جميل الأسد
وورثها رامي مخلوف وماهر الأسد،
بالتالي فهؤلاء جزء مافيوي عسكري
مرتبط بمصالح من يتحكم بالسلطة. أما
العلويون، وعلى رغم ما يبدو من تمسك
بالسلطة من جانبهم، فإنهم في كثير من
القرى والبلدات يميلون للانكفاء خوفاً
من ردود الأفعال التي يمكن أن تنتج من
مجازر السلطة وممارسات الشبيحة. بهذا، لا نلمس أن
الوضع قد وصل إلى مرحلة الحرب الأهلية،
ولا يبدو أنه سيصل نتيجة تمحور الصراع
حول مطالب الشعب ومواجهة السلطة التي
أوصلته إلى الوضع الذي هو فيه. لهذا
تستمر التظاهرات، ويتوسع نشاط الجيش
الحر ضد السلطة، ويبقى الهدف المركز
حاضراً، أي إسقاط السلطة وليس التوهان
في صراع طائفي. الشباب الذي يلعب الدور
المحوري في الثورة يعي أن صراعه هو مع
السلطة، ومع هذا يدافع عنها فعلياً،
وأن هدفه هو إسقاط السلطة. لهذا، وعلى
رغم حدوث تجاوزات، فإن الصراع ظل صراع
شعب ضد سلطة. وسيظل كذلك نتيجة وعي
هؤلاء. لهذا يمكن القول ان
كل الكلام عن حرب أهلية هو إما نتيجة
سوء فهم (وأحياناً نتيجة تشوش
المفاهيم، أو استعجال الأحكام) أو
نتيجة سعي لتحويل الصراع إلى حرب أهلية.
هذا الأخير يبدو واضحاً في سياسة بعض
البلدان التي تقول انها تدعم الثورة،
وتدفع نحو التسليح لتحويل الثورة
الشعبية إلى حرب مسلحة مختلّة القوى
منذ البدء، وتقوم على أكتاف قوى أصولية
ربما تسعى للانجرار إلى حرب طائفية على
أمل استجرار التدخل الإمبريالي.
وبالتالي، فإن الكثير مما ينشر في
الإعلام الغربي والعربي ليس بريئاً،
ولا هو نتاج رؤية واقعية أو خطأ «معرفي».
فما يبدو واضحاً هو أن هناك من لا يريد
للثورة السورية أن تنتصر، ويعتقد أن
أفضل الطرق لإفشالها هو تحويلها إلى
حرب مسلحة تتخذ منحى طائفياً. وهذا ما
أرادته السلطة منذ البدء. ليس في سورية حرب
أهلية، ولا أظن أنها ستكون، لأن الشعب
صمم على إسقاط النظام. ================= الثورة
الباهظة الدم ... أوباما الذي يتفرج الرأي العام 3-7-2012 أصبح جليا لغالبية من
السوريين والعرب بعد سقوط نحو عشرين
الف شخص برصاص ونيران قوات الأمن
والجيش وعناصر الشبيحة الموالين
للرئيس بشار الاسد، وبعد فشل كل
الاجتماعات واللقاءات الديبلوماسية
بين القوى الكبرى المتعلقة بالأزمة
السورية لوضع حد لإراقة الدماء
وللنظام المتمادي في القتل والوحشية
ضد شعبه، اصبح واضحا ان السوريين
سيبقون لوحدهم لفترة من الزمن قد تكون
طويلة، بانتظار ان تحسم الامور على
الارض اما لصالح الشعب الذي خرج هاتفا
«الموت ولا المذلة» او للنظام الذي رفع
شبيحته شعار «الاسد او نحرق البلد»...
حقا لا يوجد في سورية اليوم سوى هذين
الطريقين في ظل عالم وقوى كبرى عاجزة
عن المساعدة في التوصل الى حل حاسم
يوقف إراقة الدماء. مع بدء موجة الثورات
العربية في تونس ومصر وليبيا واليمن،
كان السوريون قد تأخروا قليلا وسط
استغراب الكثير من المراقبين، ووقتها
قال البعض انه من شبه المستحيل ان
ينتفض السوريون على نظام شبه حديدي
يراقب مواطنيه في غرف نومهم ويعد عليهم
أنفاسهم، لكن ما هي الا اشهر قليلة حتى
بدأت الهتافات تعلو هنا وهناك، في سوق
الحميدية وسط دمشق ثم درعا فبانياس
واللاذقية ثم إدلب وحمص وجسر الشغور
وداريا ودوما وصولا الى غالبية
المناطق والبلدات السورية، طبعا كان
يترافق مع خروج السوريين السلمي الى
الشوارع عمليات بطش وتنكيل رهيبة بحق
المتظاهرين الذين قرروا رغم كل ذلك
البطش والقتل ان يستمروا في خيارهم
السلمي. وما هو محزن ان
الرئيس الاميركي باراك اوباما احتاج
الى اكثر من خمسة اشهر ليطلب من الرئيس
السوري التنحي رغم مقتل الآلاف من
المنتفضين، ومنذ تلك اللحظات التي
طالب بها أوباما الاسد بالتنحي، لم تقم
الولايات المتحدة بخطوة جدية او حاسمة
تساعد في التخلص من النظام السوري او
تعجل في إسقاطه، وبدت روسيا تلعب دورا
يفوق دور وقوة الولايات المتحدة، وبدت
ايضا انها تتحكم في مجلس الأمن الدولي
وتفرض رأيها وتقرر ما تريد في الشأن
السوري، وسط ذهول كثير من المراقبين
الذين عادوا واستذكروا كيف ان
الولايات المتحدة قادت الحملة الدولية
لوقف حرب الإبادة الصربية ضد
البوسنيين في اوائل ومنتصف التسعينات
ووقتها لم يكن من بد امام روسيا سوى
القبول والإذعان لما يحصل على مقربة من
حدودها وضد حليف اقرب اليها من بشار
الاسد ونظامه بكثير. قد يقول قائل ان
الولايات المتحدة فرضت كثيرا من
العقوبات الاقتصادية ضد النظام السوري
ومسؤولين كبار فيه، نعم هذا صحيح، لكن
علينا ان نعرف انه لا توجد علاقات
اقتصادية ثنائية بين الولايات المتحدة
وسورية ولا يفضل المسؤولون السوريون
وضع أموالهم وارصدتهم في بنوك
أميركية، لا بل تكاد تكون العلاقة بين
البلدين شبه مقطوعة. اما بالنسبة للدول
الاوروبية وغير الاوروبية التي فرضت
مثل تلك العقوبات، فيمكن القول انها لم
تؤثر ولن تؤثر كثيرا على النظام الذي
يوجد من الدول الحليفة والمجاورة ما
يجعله يتجاوز تلك العقوبات ويلتف
عليها، بدءا من الحكومة والسوق
العراقية ومرورا بالمصارف اللبنانية
وانتهاء بالتمويل الإيراني والتسليح
الروسي. وعليه فإنه وان كان هناك متضرر
من تلك العقوبات فهو الشعب السوري نفسه
الذي كان يعتمد على بعض المنتجات
الغربية التقنية والطبية ربما. لقد كان لافتاً للنظر
كما اسلفنا ان الرئيس الاميركي باراك
أوباما احتاج اكثر من خمسة اشهر ليطلب
من الرئيس بشار الاسد التنحي رغم قتله
للآلاف من السوريين، وقد كان لافتاً
اكثر تلك العبارات الديبلوماسية
الأنيقة والمحسوبة جيدا للمسؤولين
الأميركيين حين تناولهم للمسألة
السورية وقضية الحرية في سورية، لقد
كانوا يتحدثون عن التعقيد والخطر
الاقليمي الذي يلقي بظلاله على التدخل
لصالح المنتفضين بعكس ليبيا حيث كانت
جميع الدول الغربية متحمسة لمساعدة
الثائرين فيها ضد نظام القذافي، ثم من
ناحية اخرى كانوا يتحدثون عن ضعف
المعارضة السورية وعدم وحدتها وعن
ضمانات يجب ان تعطى للأقليات وعن
الفراغ الذي سينجم عن مرحلة ما بعد
سقوط النظام السوري، وايضا كانوا
يتحدثون عن قوة الجيش ودفاعاته الجوية
وعن الديموغرافية السورية والحدود
الاسرائيلية والاستقرار الاقليمي
وغيرها الكثير من الحجج والذرائع في
وقت كان فيه النظام يفتك بمعارضيه
ويقتلهم بوحشية. واليوم وعلى الرغم من
ان المحتجين تخلوا عن سلميتهم
والتفتوا لحمل السلاح لحماية انفسهم
من قوات وشبيحة النظام ودباباته
ومدفعيته ومروحياته، فإن الولايات
المتحدة وغيرها من الدول الغربية لم
تفعل شيئا سوى التأكيد على ان نظــــام
الاســــد «ســيــسقط عاجلا ام
آجـــلا» او انـــها «مسألة وقت»... حتى تركيا التي اسقط
لها النظام السوري طائرة حربية لم تفعل
شيئا سوى التلويح والتهديد والتحذير... حلف الناتو أيضا،
ورغم ان تركيا تعتبر عضوا أساسيا فيه،
الا انه لم يفعل ولم يرد على ما حصل الا
بالشجب والاستنكار والإدانة. ومنذ صرخة «الموت ولا
المذلة» وحتى مؤتمر جنيف للقوى
الكبرى، ما زال الشعب السوري وحيدا
لكنه مصمم على المضي الى نهاية الطريق
رغم فداحة الثمن ورغم صمت وعجز
الولايات المتحدة والعالم الغربي الذي
لطالما تشدق وتغنى بدعمه لقضايا
الحريات وثورات الربيع العربي. لقد صدق من قال ان
الولايات المتحدة غير مستعجلة للهرولة
الى سورية طالما لا توجد فيها حقول نفط
تُسِيل لعاب الادارة الاميركية والدول
الغربية. ================= خيرالله
خيرالله / تركيا والنظام السوري ...
والحسابات القديمة الرأي العام 3-7-2012 هناك حسابات قديمة،
من نوع الحسابات الجارية، بين تركيا
والانظمة المختلفة التي توالت على
الحكم فيها من جهة والنظام السوري
الحالي، المقيم في دمشق منذ العام 1970،
من جهة اخرى. الجديد في هذا المجال انّه
للمرّة الاولى، منذ خلف والده رئيسا
للجمهورية العربية السورية، يصف
الرئيس بشّار الاسد الوضع في بلده على
حقيقته وذلك انطلاقا من اسقاط الجانب
السوري لطائرة عسكرية تركية. اخيرا، قال الرئيس
السوري ان سورية في حال «حرب حقيقية».
نعم ان سورية في حال حرب حقيقية ولكن
ليس مع تركيا، كما يريد تصوير الامر.
انها حرب بين الشعب السوري الذي يرفض
الذل والاستعباد من جهة ونظام عمره
اثنان واربعون عاما من جهة اخرى. هذا
كلّ ما في الامر. هناك حرب بين نظام
يرفض الاعتراف بانّه انتهى بعدما ادى
الغرض المطلوب منه وشعب يعتبر ان من
حقه استعادة حرّيته وكرامته ليس الاّ. يسعى النظام منذ بدأت
الثورة الشعبية في سورية، وهي امّ
الثورات العربية وذروة الربيع العربي
وجوهرته، الى تصوير الامر بأنّه
مؤامرة على سورية. هناك بالفعل مؤامرة
على سورية. يقف خلف هذه المؤامرة
النظام القائم الذي حرم السوريين من حق
العيش بكرامة واخذهم من عملية هروب الى
الأمام الى اخرى تفاديا للتعاطي مع
الواقع المتمثل في حقوق المواطن
السوري. انها الحقوق الطبيعية التي
يفترض بأيّ مواطن في اي بلد كان التمتع
بها او بالحد الادنى منها. يعطي تطور العلاقات
السورية- التركية في السنوات الاربعين
الماضية فكرة عن عجز النظام السوري عن
التعاطي مع الواقع، اضافة بالطبع عن
العالم الخاص الذي يعيش فيه هذا النظام
والذي يجعل منه حالة فريدة من نوعها
على الكرة الارضية. لا يزال الدخل
الفردي في سورية يتراجع باستمرار منذ
تولي حافظ الاسد السلطة في العام 1970 من
القرن الماضي، في حين ان تركيا قصة
نجاح اقتصادي جعلها بين الدول العشرين
الاولى في العالم، في المقابل ان دخل
الفرد السوري دون دخل الفرد اللبناني
او الاردني. يحصل ذلك فيما لبنان بلد
فقير بكلّ المقاييس بينما الاردن من
بين افقر دول العالم نظرا الى افتقاره
لأي ثروات طبيعية باستثناء ثروة اسمها
الانسان... بدل استفادة النظام
السوري، الذي يتمتع بثروات كثيرة، من
حال الجوار مع تركيا اذا به يسعى في كلّ
وقت الى ابتزاز هذا الجار بكلّ الوسائل
المتاحة وكأن الدور الاقليمي لسورية
يمكن ان يتحقق على حساب تركيا ومن
القدرة على الاساءة اليها. ولذلك، كان
رئيس الوزراء التركي رجب طيّب اردوغان
في غاية الصراحة والوضوح في خطابه
الاخير الذي تطرّق فيه الى حادث اسقاط
الجهات السورية للطائرة التركية. لم
يخف اردوغان خيبته من عدم حصول تغيير
في السياسة السورية تجاه تركيا في عهد
الاسد الابن. بدا كأنّ التاريخ يعيد
نفسه وان النظام السوري لم يتعلّم شيئا
من تجاربه السابقة مع تركيا التي تعرف
جيّدا طبيعة هذا النظام وكيفية
التعاطي معه واللغة الوحيدة الصالحة
لذلك. الاكيد ان اردوغان
اعاد فتح ملفّ الدعم السوري لما يسمّى
«الجيش الارمني السري» الذي كان يعمل
ضد تركيا انطلاقا من الاراضي السورية
واللبنانية وبلدان اخرى. الاكيد ايضا
ان رئيس الوزراء التركي استعاد سجلّ
العلاقات السورية- التركية ابان الحرب
الباردة. على سبيل المثال وليس الحصر،
وقعّت سورية معاهدة صداقة وتعاون مع
بلغاريا في ابريل من العام 1985 بعدما
توترت العلاقات التركية- البلغارية
لاسباب مرتبطة باجبار النظام الشمولي
في بلغاريا ابناء الاقلية التركية في
بلغاريا على تغيير اسمائهم. بدا وكأنّ
لا هدف للسياسة السورية في تلك المرحلة
سوى تطويق تركيا وانهاكها بكلّ
الوسائل الممكنة. لنفترض انّ الحملة
السورية على تركيا كانت مرتبطة بالحرب
الباردة، لماذا استمرّت هذه الحملة
بعد انتهاء تلك الحرب وانهيار الاتحاد
السوفياتي الثابت انه لم تكن لدى
النظام السوري في ايّ يوم من الايام
سياسة اخرى يمارسها مع جيرانه من عرب
وغير عرب سوى الابتزاز وتصدير الارهاب
الذي يسميه «الامن». لم يتغيّر شيء في
طريقة التعاطي مع تركيا او العراق او
لبنان او الاردن...او البحرين. تركيا
ادركت ذلك اواخر التسعينات من القرن
الماضي. ما ادركته خصوصا انه كان عليها
توجيه تهديد مباشر الى دمشق في حال كان
مطلوبا الانتهاء من عمليات «حزب
العمال الكردي» الذي كان يتزعمّه
عبدالله اوجلان المقيم بين سهل البقاع
اللبناني والعاصمة السورية. كان التهديد المباشر
كافيا كي ينتهي اوجلان في سجن تركي.
اكثر من ذلك، تخلت سورية نهائيا عن «اللواء
السليب»، اي لواء الاسكندرون. اعتقدت
تركيا ان النظام السوري تغيّر وانّه
على استعداد لسلوك نهج مختلف يقوم على
الانفتاح والتعاون والحوار والمصالح
الاقتصادية المشتركة وليس على استخدام
العلاقة مع تركيا للتفرّغ للبنان في
مرحلة معيّنة ثمّ لقمع الشعب السوري،
خصوصا منذ اندلاع الثورة الشعبية قبل
ستة عشر شهرا. ما اكتشفه المسؤولون
الاتراك اخيرا يتمثّل في ان النظام
السوري غير قابل للاصلاح بأيّ شكل. تلك
خلاصة الخطاب الاخير لاردوغان. لو كان
ذلك ممكنا، لكان الرئيس السوري اعترف
بانّ الحرب الدائرة في سورية لا علاقة
لها بالخارج وانّ كلّ ما عليه عمله هو
الرحيل اليوم قبل غد، لا لشيء سوى
لانّه ليس في استطاعة نظام، ايّ نظام،
الانتصار على شعبه. لو كان في استطاعة
ايّ نظام الانتصار في حرب على شعبه،
لكان النظام البلغاري، بزعامة تودور
جيفكوف، الذي وقّع معه الرئيس الراحل
حافظ الاسد معاهدة الصداقة والتعاون
منتصف الثمانينات من القرن الماضي
حيّا يرزق. ربّما كان الامر الوحيد
الذي تختلف فيه سورية عن غيرها انّ
تأخّر النظام في اعلان نهايته ستكون له
انعكاسات على الكيان السوري بشكله
الحالي... وهذا ما تدركه تركيا قبل
غيرها! ================= أميركا
وروسيا وبورصة الدم السوري! راجح الخوري الحياة 2012-07-03 انتهى مؤتمر جنيف حول
الازمة السورية بمفارقة فاجعة لأنها
تعطي فرصة طويلة لاستمرار القتل،
لكنها على ما يبدو فرصة تم التفاهم
عليها بين الاميركيين والروس في لقاء
باراك أوباما وفلاديمير بوتين في
المكسيك ثم في محادثات هيلاري كلينتون
وسيرغي لافروف في سان بطرسبرج. ما حصل في جنيف هو
الاتفاق على "الانتقال السياسي"
الذي تقول كلينتون انه يمهد الطريق لما
بعد الاسد، بينما يرى لافروف انه يجب
ان يأتي على يد الشعب السوري. لكن عندما
يتحدث كوفي أنان عن الحاجة الى سنة
لتنفيذ هذا الانتقال، فذلك يعني "وصفة
متوحشة"، فاذا كان معدل عدد القتلى
قد وصل الى مئة في اليوم الواحد فقد
يسقط أربعون ألفاً في تلك السنة
الكارثية! بعدما قرأ أنان نص
البيان الذي يدعو الى "وجوب تشكيل
حكومة انتقالية تملك كل الصلاحيات
التنفيذية للعمل على تطبيق النقاط
الست والتي يمكن ان تضم أعضاء في
الحكومة الحالية والمعارضة على قاعدة
التفاهم المتبادل بين الاطراف"،
لاحظنا ان السيدة كلينتون صفّقت في
حماسة لافتة بينما انطلقت أسئلة مؤلمة: مَنْ سيتفاهم مع مَنْ
لتشكيل هذه الحكومة بعد سقوط ما يقرب
من 19 ألف قتيل وعشرات آلاف الجرحى
وتدمير المدن على رؤوس أهلها؟ بشار
الأسد الذي أعلن انه يخوض حرباً ضد "الارهابيين"
وسينتصر فيها أم المعارضة التي تكرر
منذ شهور أنها لن تفاوض إلا على رحيل
نظام القتل؟ هذا السؤال وغيره كان
محور نقاش طويل وحاد بين رئيس وزراء
قطر الشيخ حمد بن جاسم ووزير خارجية
تركيا أحمد داود أوغلو من جهة ولافروف
من جهة اخرى، على خلفية انه من غير
المعقول إعطاء سنة لحل غير قابل
للتنفيذ ستتحول فرصة للقتل وحمامات
الدم! كثيرون ومنهم وزير
خارجية العراق هوشيار زيباري اشتمّوا
رائحة تفاهم ضمني بين الروس
والاميركيين سبق لقاء جنيف، فحواه ان
الطرفين متفقان على حتمية التغيير بما
يعني ان موسكو تخلت أخيراً عن الأسد
شرط ان يتم بطريقة مدروسة. واضح ان في خلفيات
الموقف الغربي رغبة آنية في عدم التدخل
لوقف المذابح، وخصوصاً في ظل الموقف
الروسي الذي يوفّر ذريعة لأميركا
والدول الأوروبية لعدم التدخل
بانحيازه الغبي الى جانب النظام،
فأميركا الغارقة الآن في السبات
الانتخابي تحتاج الى سنة تقريباً
لتعيد تحريك ماكينتها الخارجية،
والدول الأوروبية غارقة في أزمة
اقتصادية ثقيلة.حكومة انتقالية تملك
كل الصلاحيات [بما فيها صلاحيات الأسد
المطلقة؟] تشكل بالتفاهم بين النظام
والمعارضة؟ لكن لو كان من الممكن حصول
هذا التفاهم هل كان السوريون في حاجة
الى خطة أنان وقد باتت مجرد جثة لكنها
توفر تغطية ديبلوماسية لمسلسل المذابح
المتنقلة في سوريا؟ ================= مصير
سوريا تحسمه الثورة قبل المؤتمرات علي حمادة النهار 3-7-2012 بين اجتماع مجموعة
الاتصال الدولية حول سوريا الذي عقد
يوم السبت الفائت في جنيف، والاجتماع
الموسّع لفئات المعارضة السورية الذي
عقد امس الاثنين برعاية الجامعة
العربية في القاهرة، ومؤتمر اصدقاء
سوريا الثالث المفترض انعقاده في
الخامس من تموز الجاري في باريس، رابط
أساسي يجمع بين هذه التظاهرات الدولية
الكبيرة والأزمة السورية المستعصية:
انها الثورة التي أثبتت رسوخها على أرض
الواقع بحيث صار البحث على المستوى
الدولي (حتى بوجود روسيا الاتحادية
وقبولها الشكلي) بما يسمى المرحلة
الانتقالية في سوريا، وهي تعني من
الناحية العملية ان النظام في سوريا
انتهى وان بشار لم يعد جزءاً من مستقبل
سوريا، وان يكن جزءاً من حاضرها الدموي
المقيت. هذه نقطة مهمة تسجل للثورة
وللثوار الى اي جهة انتموا. فالصمود
الاسطوري للشعب في كل مكان من سوريا
أنهى عملياً كل إرث لحافظ الأسد، ودفن
جمهوريته، ودمّر كل رموزه الحيّة
والصنمية. انطلاقاً مما تقدم،
يمكن القول ان الثورة التي يواجهها
بشار وبطانته بالحديد والنار والمجازر
وقتل الاطفال واغتصاب النساء، أثبتت
أنها لن تتوقف قبل إسقاط النظام بكل
رموزه. وما الانقسامات الظاهرة على
مسارات الثورة والثوار بالامر الذي
يمكن ان يهدد بتغيير قدر النظام
المحتوم، أي السقوط المدوّي. نقول هذا
وكلنا ايمان بأن الشعب الذي خرج من
البيوت لن يعود إليها قبل إخراج بشار
من القصر الجمهوري، كما أن الذين حملوا
السلاح رغماً عنهم بعد سقوط عشرة آلاف
شهيد لن يلقوا البندقية قبل اللقاء
الكبير في دمشق على جبل قاسيون في ما
يسمى "قصر الشعب"، الذي كان رفيق
الحريري بناه وقدمه للشعب السوري في
تسعينات القرن الماضي قبل أن يفجره
بشار و"حزب الله" في قلب بيروت
بطنّين من المتفجرات! بالعودة الى
الحراك الدولي المكثّف حول سوريا،
نعتبر ان ما يحصل معناه ان القضية
السورية باتت بيد المجتمع الدولي، وان
قول حاكم القرداحة انه لا يقبل سوى بحل
يأتي من سوريا نفسها، لا قيمة له،
اللهم الا اذا كان يريد القول ان الحسم
العسكري هو الحل الوحيد الذي يرتئيه
للأزمة. والحال ان الواقع يشير بما لا
يقبل الشك الى ان التفوّق العسكري
للنظام لم يمكنه حتى الآن من حسم
المعركة في أي بقعة من البقاع الساخنة
من سوريا. والثوار يدقون أبواب دمشق
نفسها. وبالرغم من فداحة الثمن الذي
يدفعه الشعب السوري، فإن البطولات
الأسطورية التي نشهدها ويشهدها العالم
بأسره لا تدع مجالاً للشك في المآل
النهائي للصراع في سوريا. بهذا المعنى
يمكن القول ان الحل لن يكون الا سورياً
ما دام المجتمع الدولي يحجم عن التدخل
ضد سفاح الأطفال، فالثورة آيلة الى
انتصار في ساحة المعركة، ومن يدعمون
النظام مثل "حزب الله" مدعوون الى
التواضع، لان ما بعد سقوط حاكم
القرداحة لن يكون كما قبله، إن في
سوريا أو لبنان. ================= المسألة
السورية... أهي "لعبة أمم"؟ تاريخ النشر:
الثلاثاء 03 يوليو 2012 طيب تيزني الاتحاد يُلاحظ أن المسألة
السورية أخذت تتجلى في الفترة الأخيرة
كأنها حالة من حالات "لعبة الأمم". والمقصود بذلك أنها
تحوّلت إلى لعبة يظهر اللاعبون فيها
أطرافاً لكل طرف منها سهْم فيها من
ناحية، وأنها من ثم تجسّد وليمة كلُّ
واحد من أولئك يعمل على أن تكون حصته
الأكبر والأنسب في المنظور الدولي من
ناحية أخرى. ومن هذا المنظور، من الحق
أن يُقال إن سوريا تمتلك من الخصائص ما
يسمح لها تجسيد الحالة المعنية هنا.
أما ما يسمح بتكريس هذه الأخيرة، أو
بالأحرى ما يسمح بتقبّلها كفرضية
فيفصح عن نفسه في كون النظام السوري
نفسه ابتدأ بإحداث اضطراب في الداخل
السوري، حين رفض الاستجابة لمطالب
الشباب المتظاهرين من حرية وكرامة
وإصلاح حقيقي، ثم حين أطلق الرصاصة
الأولى في مدينة درعا وتلتها الثانية،
لتقود إلى استخدام الحل العسكري
الأمني القائم حتى الآن. ونحن هنا سنغضّ النظر
عن المصالح المادية الاقتصادية
والعسكرية، التي تكمن وراء المواقف
السياسية والدبلوماسية والإيديولوجية
والأخلاقية التي تستخدمها دول حِيال
المسألة السورية، لنتحدث عن هذه
الأخيرة، فعلى صعيد تلك المواقف، تظهر
الدول الوالفة في دم الشعب السوري، وفي
مقدمتها روسيا الفيدرالية، بصفة قدّيس
حريص كل الحرص على هذا الدم، ولكنها- في
حقيقة الأمر- تمارس دوراً قد يرقى إلى
مستوى الجريمة الجنائية: إنها تسعى إلى
توريد السلاح الخطر إلى سوريا، كي
يُستباح به دم السوريين، وفي الوقت
نفسه تُظهر حرصاً غريباً ومشكوكاً فيه
على هذا الدم. إن مثل هذا الموقف، الذي
لا يتفرد به الروس. عجزت البشرية حتى
الآن، ومعها منظمة الأمم المتحدة، عن
إيجاد عقاب مناسب له. لنتفكّرْ في
المشهد الهائل التالي: حمص مدينة
التسامح والمحبة والمودة إلى درجة
أنها أنتجت طبقة وسطى ربما كانت الأهم
فيما أنتجته مدن سورية أخرى من طبقات
وسطى، عمقاً وسطحاً: في إنتاج منظومة
سواء ثقافية وأخلاقية وجمالية، إن حمص
هذه جرى قصفها بأساليب تجد مرجعيتها في
عصور البربرية والهمجية والظلامية
الهوجاء. ومع ذلك، تسكت روسيا سكوتاً
مروّعاً، مع أنها عاشت مثل هذه الحالة
في مدينة "ستالينجراد" على أيدي
النازية الهتلرية. مع ذلك كله، كان عقاب
القتلة يغيب تحت أقدام الروس، حين
رفعوا "الفيتو" مرتين في وجه
الدعوة إلى ذلك العقاب. فلقد اتضح بما
لا يتصل إليه الشك بأن القانون فوق
الضمير الأخلاقي، وبأن هذا القانون
إنما هو - في الحال التي نحن بصددها -
تكريس وحشي لقتل الأطفال وحرقهم
ولاستباحة النساء والرجال (نعم الرجال)
وحرقهم بعد ذلك، إضافة إلى حرق البيوت
بعد نهبها، إنه- والحال كذلك - تقصير
بحق البشرية كلها، يعادل الكون كله.
ومن شأن هذا أن يضع يدنا على حقيقة
مضمَّخة بالدم والنار، وهي إن قوانين
المنظمة إيّاها، الدولية - الأمم
المتحدة أصبحت تحت الأقدام. بل لعلنا
نسير مع الشيطان، حين نتابع التشكيك في
المنظمة الدولية، التي تُصدر المبادرة
تِلوَ المبادرة تغطية للأحداث
المتلاحقة، لنكتشف في نهاية المسار أن
ذلك كله لا يمكنه أن يزعزع الوهم
القاتل القائم على أن الصوت الذي تتخذه
أربعة من البلدان الدائمي العضوية
والذي يقف في وجه الصوت الخامس، ربما
كان أكثر الحلول عبثية وخطورة في تاريخ
منظمة الأمم. ودون الإطاحة بمعادلة
الأكثرية والأقلية، تقف البشرية
المعذبة أمام ظلم البيروقراطية
والنزعة القانونية العابثة، باحثة عن
"ما هو أكثر صواباً لأنه أكثر إنس ================= الرياض يوسف الكويليت 3-7-2012 في حال سوريا، ضرورة
اللقاءات والاجتماعات، مكملة لنضال
الشعب السوري، لكن ما هي حسابات
الأرباح والخسائر بين اجتماعات دولية
تحاول أن تخترع الحلول بالتوافق،
وتتجاهل الواقع المر للشعب، ولأن
المعركة بين الروس والصينيين، مقابل
دول حلف الأطلسي، خلقت تصوراً بأن كل
طرف يريد حماية أفكاره وأهدافه، من
خلال ابتزاز الآخر، فالحلول لن تكون
ناجزة وسريعة.. فالروس يدفعون
بإمكاناتهم السياسية والعسكرية حتى لا
يسقط النظام، وإنما يتم ترميمه بتشكيل
حكومة وحدة وطنية، اعتبرها أنان
المخرج الوحيد، لكن الاقتراح لن يدخل
مرحلة التنفيذ لأنه لا يتطابق مع رغبات
المعارضة، والدولة تراه فرصة لاعطائها
الوقت لقهر معارضيها بالقوة، وبالتالي
فالاقتراح ميت في مهده، لأنه لا يعطي
ضمانات للشعب، ولا يدين السلطة أو
يفترض اقتلاع رموزها من أجل احلال
حكومة وطنية.. المعارضة السورية
عجزت أن توحد صفوفها، مما أعطى للنظام
قوة الاستقواء بسلاحه والرهان على أن
من يدير المعركة من الشعب هم إرهابيون
لا يمثلون إلا النسبة الضئيلة من
المواطنين، متكئاً على انقسام
المعارضة وضعفها وتشتتها، وبين وجهتي
نظر أعضاء المجلس الوطني الذين
يعالجون خلافاتهم من خلال مزايداتهم.. النظام حتى لو تقوى
بحلفاء كبار أو متوسطي القوة، فأي تغير
في توحيد صفوف المعارضة، سيقوي موقف
الجيش الحر، ويعطي الأمان لمن سوف
يتخلون عن السلطة بدون محاسبة على
أخطاء غيرهم، ما يمهد لانشقاقات أكبر
وأهم، قد تضعف قبضة الحكومة على المدى
البعيد، وحكاية حل دولي لتشكيل حكومة
وحدة وطنية تعطي مهلة عام كامل تحتاج
إلى رأي مقابل من قبل المعارضة في
تحليل المشروع، وفيما إذا كان فيه نقاط
ايجابية تخدم مصلحة المعارضة، وتفوت
الفرصة على السلطة التذرع بأنها قبلت
ما رفضه الطرف المقابل.. العقدة ليس تفاوت
الأفكار والمواقف بين المجتمع الدولي
والمعارضة والحكومة السورية، لكن على
الدور الضعيف جداً عربياً بالتحديد،
ثم تركيا التي لديها رؤيتها، ولكنها
ظلت أقل من اتخاذ قرارات استراتيجية،
وقد يعود السبب انها أسيرة عضويتها في
حلف الأطلسي الذي لا يعطي رخصة لأي عضو
التصرف منفرداً، ومع أن اسقاط طائرتها
من قبل القوات السورية، حشد الحلف ضد
هذا التصرف، إلا أن الرد جاء
دبلوماسياً بلغة ساخنة، ومن يعرف نظام
الأسد يدرك أنه لا يهتم بهذه
الاجراءات، ليس لأنها لا تخافها،
لكنها في طبيعة تصرفاتها، اتخذت موت
الشعب مقابل تفردها بالحكم، وهذا سبب
يجعلها تأخذ كل الاحتمالات بأن زوالها
بأي واسطة داخلية مدعومة من عدة أطراف،
أو تدخل دولي، فإن القاعدة التي
انتهجتها تبقى المعادل الذي يناسب
تصرفاتها ودوافعها لاتخاذ التصرف
المضاد لكل من له علاقة بالأوضاع.. الذي طور هاجس الموت
المتبادل والقسوة الهائلة التي خرجت
إلى حدود الجريمة المطلقة، تنامي
إرادة الشعب وأخذ الجيش الحر قدرات
اتجهت أن تصد هجمات قوى السلطة فمسار
هذا الاتجاه يعني أن اجتماع القاهرة
إذا ما خرج بقرارات توحد المعارضة، فإن
تغيراً شاملاً سوف يقلق السلطة ويضعها
في مأزق جديد.. ================= د. صفوق شمري
الرياض 3-7-2012 لن أتكلم عن المأساة
السورية فجميع العبارات لن تشرح جزءاً
من السواد الحالك الذي يغلف أسوأ ما
يمكن للإنسان صوره من وحشية وهمجية ولا
إنسانية! حتى الحجر لو تمكن لبكى على ما
نشاهده من جزار دمشق وعصابته!كما أنها
تفضح كل الشعارات والنفاق السياسي
العالمي وعدم المبالاة بالروح البشرية! سأتكلم من منطوق
استراتيجي فربما لقي ذلك بعض الاهتمام
لأن الروح البشرية يبدو أن ليس لها
قيمة في حساب الدول! إن التدخل الدولي في
سوريا أصبح أمراً لا مناص منه لعدة
أسباب (غير إنسانيةأولا: سوريا تملك
مخزوناً هائلاً من الأسلحة الكيميائية
وإذا بقي الوضع على ما هو عليه فربما
ينهار النظام فجأة وتصبح المخازن
الكيمائية مشرعة الأبواب لكل من أراد
الحصول عليها! وربما يأتي أفراد من
القاعدة في العراق أو يتم إرسالهم من
إيران ولا يمكن تصور مدى الضرر الذي
سيحدث لو شنت القاعدة هجوما كيماويا
على بعض الأهداف الغربية! أو ربما تهرب
بعض تلك الأسلحة لبعض المتشددين في
جمهوريات السوفيت السابقة أو الشيشان
وتنكوي أصابع روسيا بأسباب مساندتها
لحليفها النظام المجرم السوري! السبب الثاني ان عدم
التدخل الآن سيؤدي إلى حصول سقوط فجائي
للنظام (والمتفق عليه انه ساقط لا
محالة) مما يسبب حرباً أهلية ومجازر
كبيرة خصوصا أن الشبيحة قاموا بأعمال
حتى الحيوانات تأنف منها والثأر سيكون
أحد المطالب المعروفة بعد سقوط النظام
لكن إذا تم التدخل فهذا يعطي الفرص إلى
النظام الجديد بعد جزار دمشق لوضع
قوانين ومحاكم لمعاقبة المجرمين دون
عقاب شامل للطائفة ككل،السبب الثالث
وهو مهم للغربيين جدا (وليس للدول
العربية) وهو أمن إسرائيل! هو صحيح أن
النظام السوري حمى حدود إسرائيل أكثر
من 3 عقود لكن بما انه ساقط فالأفضل
التدخل الآن وهيكلة نظام جديد يستطيع
الغربيون التعامل معه بدل أن يصبح
السقوط غير مرتب وسيسبب كوابيس
للغربيين ولعشيقتهم إسرائيل. السبب الرابع أن
الأزمة السورية بدأت تؤثر على استقرار
المنطقة ككل وربما بقاء النظام السوري
لوقت أطول سيؤدي إلى زعزعة واختلال في
الدول المجاورة خامسا التخلص من
النظام السوري سيضعف إيران وسيليّن
موقفها في المباحثات النووية وربما
يؤدي إلى تفادي حرب أخرى في المنطقة لو
قامت إسرائيل بمهاجمة إير سادسا سقوط النظام
السوري سيؤدي إلى بزوغ عصر من السلم
الأهلي لدول كلبنان مثلا والتخلص من
الدسائس والفتن والاحتكام للعقل بدل
السلسابعا التخلص من كثير من المنظمات
الإرهابية التي كان يدعمها النظام
السوري عملياً ومالياً. مما سبق نرى أن فائدة
التدخل فوراً لا تقارن بسياسة
الانتظار والمراقبة الحالية! فبعد سنة
ونصف على الثورة أصبح النظام هشاً وفي
أسوأ حالاته وكل ما يحتاجه هو دفعة
تطيح به وتنقله إلى مقبرة التاريخ! إن اجتماع جنيف وما
صدر منه يذكر بالمقولة الشهيرة (نقول
ثور يقول احلبوه!) السفاح لم يتوقف عن
المجازر وهؤلاء يدعون لحكومة وطنية! هو
حتى رفض اقل المعقول وهو التوقف عن
مهاجمة المدنيين وهؤلاء يريدون منه
تسليم السلطة لحكومة أخرى!!هل نخدع
أنفسنا! إن هولاكو الشام لا
يفهم لغة المؤتمرات بل لغة القوة!
انظروا كيف تغير الوضع على الأرض بعد
وصول أسلحة بسيطة للجيش الحر! ولو تم
ذلك مبكرا لم وصل العدد إلى قتل 20 ألف
نفس زكية! مشكلة الغرب انه يستغبي نفسه
وهو يعرف أن كل هذه المؤتمرات لا تساوي
الحبر الذي كتبت به، فالسفاح لن يتوقف
عن مجازره إلى أن يرأى الدائرة تضيق
حول عنقه وعندها يمكن التحدث عن
مبادرات العهر السياسي التي تتكلم
عنها روسيا !! مما قيل هذا الأسبوع :كتب
أستأذنا يوسف الكويليت من الرياض
وسلمان الدوسري من الاقتصادية وخلف
الحربي من عكاظ وصالح الشيحي من الوطن
وغيرهم كثير عن حادث بل فضيحة قطارنا
اليتيم فلن أزيد عما كتبوا وأستعير
كلمة علي الموسى (اخجلوا!) فعلا يا
مؤسسة الخطوط الحديدية شيء من الخجل لو
سمحتم ! ================= جامعة الدول
العربية عليها أن تصدر قرارا ملزما
بطرد جميع السفراء الصينيين والروس من
جميع الدول العربية إذا استمرتا في دعم
نظام الأسد ووقف التعاملات التجارية
والاقتصادية د. سلطان عبد
العزيز العنقري الثلاثاء 03/07/2012 المدينة من ينظر إلى
المؤتمرات والاجتماعات ومؤتمرات
أصدقاء سوريا في كل مكان يقل ان العرب
والمسلمين عاجزون عن عمل أي شيء لشعب
يذبح بل هم فقط يتفرجون على المجازر
والإهانات لبني آدم في سوريا!!جامعة
دول عربية تعطي المقاولات بالعظم
للجنرال السوداني الفاشل الدابي، ثم
بعد فشله تسلم المقاولات لكوفي عنان
الفاشل الآخر بالمفتاح لتترك دولاً
فاشية كالصين وروسيا، لا تضع في الأصل
وزناً لحقوق الإنسان في بلادها، تفعل
بنا ما تشاء بل قامت بتركيع الشعب
السوري حتى يرجع إلى بيت الطاعة؟!!هذا
هو التفسير الحقيقي لمهازل المجتمع
الدولي الذي يتحمل المسؤولية بالكامل
لشعب ينحر كالخراف.ولنكن أكثر دقة فإن
المجتمع الدولي هو من يملك المقاعد
الخمسة في مجلس الأمن الذي يعنى بالأمن
والسلم العالميين وتحديدا الصين
وروسيا اللتين كشفتا عن وجهيهما
القبيح كمتحدثتين رسميتين باسم الدول
الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن
والتي بإمكانها في أقل من دقيقة واحدة
إيقاف حمامات الدم التي يرتكبها نظام
بعثي فاشي مذهبي عنصري لم يشهد التاريخ
لا القديم ولا المعاصر على الإطلاق
وحشية مثله.روسيا الفاشية يتبختر فيها
مختطف الرئاسة الروسية من صندوق
انتخابات عصفت به وحزبه.فلاديمير
بوتين نجح بامتياز بإشغال الرأي العام
العالمي به بعد أن أطاح بشعبه بضربة
كاراتية التي يجيد استخدامها . بوتين
زعيم الكي جي بي في عهد الاتحاد
السوفيتي سابقا المنحل نجح في إشغال
شعبه حتى ينسوا تزويره لانتخابات
بشهادة ميخائيل جورباتشوف الذي دمر
الاتحاد السوفيتي بنظريته الفاشلة «البروستوريكا»،أي
نظرية التحول من النظام الشيوعي
الفاشل إلى النظام الرأسمالي في يوم
وليلة.جورباتشوف هو من خلف تركة ثقيلة
أتت بعدها عصابات الكي جي بي المنحل
لكي تدير روسيا والعالم بزعامة بوتين
وفق مفهوم لعبة الكاراتية التي يفترض
أنها لعبة للدفاع عن النفس وليست لعبة
للهجوم على الآخرين!! .بوتين أتى بزيارة
خاطفة لإسرائيل لقبض الثمن السياسي
والاقتصادي وغيره من الأثمان الباهظة
من حكام إسرائيل بعد أن خسرت إسرائيل
أنظمة كانت تدعمها بل إنها أنظمة
تنفيذية لإسرائيل التي تشرع لتلك
الأنظمة. واقع الحال يقول لنا أن
إسرائيل تتخبط وتعيش أزمة حقيقية لا
قبلها ولا بعدها وبخاصة بعد ما يسمى
بالربيع العربي وفوز الإخوان المسلمين
في مصر والأحزاب الإسلامية الأخرى في
تونس وليبيا والأدوار قادمة. إسرائيل
وروسيا والغرب يعرفون جيدا أن من يوحد
الشعوب هو عقيدتهم الدينية وليست
الأنظمة.ثم يأتي بوتين لزيارة محمود
عباس ليقدم له الوصايا العشر بعدم
القيام بأية إجراءات أحادية الجانب
تضر بإسرائيل، أي عدم القيام من جانب
واحد بإعلان دولة فلسطين ودخولها كعضو
في منظومة الأمم المتحدة ولم نر هذا
الروسي المسمى بوتين ينصح إسرائيل
بإطلاق سراح المعتقلين
الفلسطينيين،وهم بالآلاف،وبوقف
الاستيطان وبناء المستوطنات في القدس
والضفة الغربية، والتوقف عن تهويد
القدس وإزالة معالمه العربية
والإسلامية هذا هو الإجراء أحادي
الجانب من قبل إسرائيل الذي نافقها
بوتين عند ساحة البراق (حائط المبكى)
وقال: «هنا نشاهد كيف أن التاريخ
اليهودي محفور في حجارة القدس» متحديا
لمشاعر العرب والمسلمين؟!!.روسيا وشرها
لم يطل فحسب الشعب السوري من أجل
الإبقاء على مصالحها ووجودها العسكري
وقاعدتها البحرية في طرطوس بسوريا
وغيرها من المصالح الخفية والعلنية بل
طال شرها الشعب الفلسطيني. توقيت زيارة
بوتين أتت قبل مؤتمر جنيف بعدة أيام
لكي يسأل إسرائيل المتورطة ماذا تريد
بالضبط؟!! والتي ورطت روسيا وجعلتها
تكسب عداوات العالمين العربي
والإسلامي وتخسر مصالح لها في الشرق
الأوسط لا يمكن تعويضها .نعود إلى
مؤتمر جنيف الذي يعارض التنين الصيني
والدب الروسي انتقال سلمي للسلطة
وتشكيل حكومة وحدة وطنية يستبعد منها
رموز النظام والظلام ومصاصو الدماء في
حزب البعث الفاشي الدموي .جامعة الدول
العربية عليها أن تصدر قرارا ملزما
بطرد جميع السفراء الصينيين والروس من
جميع الدول العربية إذا استمرتا في دعم
نظام الأسد وحزب بعثه الذي يذبح شعبه
بل ووقف التعاملات التجارية
والاقتصادية بل أن الشعوب العربية
والإسلامية عليها عدم شراء أية منتجات
صينية أو روسية فآخر دواء هو الكي
للتنين الصيني والدب الروسي .إنها
بالفعل مهزلة اسمها المؤتمرات. ================= د. عبد العزيز
حسين الصويغ الثلاثاء 03/07/2012 الراية اعتبرت في تغريدات
على صفحتي في موقع التواصل الاجتماعي
"تويتر" (22/06/2012) إن نجاح سوريا في
اسقاط طائرة تركية كان رسالة بأن
دفاعاتها الجوية قادرة على حماية
الأجواء السورية، كما أنها من ناحية
أخرى رسالة من الحليف الروسي بأنه لن
يتخلف عن مساندة حليفته العتيدة
بالسلاح، بالإضافة إلى الخبراء الروس
الموجودين على الأراضي السورية.. وهي
إشارات تؤكد ما كان بوتين قد أعلنه
مراراً "أن عهد تغيير الأنظمة في
الشرق الأوسط قد انتهى"، وأن "الروس
مستعدون لمواجهة ما يقوم به الناتو من
تهديد للأمن القومي الروسي سواء في
الشرق الأوسط أم في أوروبا". ولقد كنت وإلى فترة
قريبة أعتقد أن هناك إمكانية كبيرة
لإستمالة الجانب الروسي للوقوف مع
الجهود الدولية للضغط على النظام
السوري لإيجاد حل يتخلى فيه رئيس
النظام وجلاوزته عن السلطة مقابل "ممر
آمن" لهم يعفيهم من أي مُساءلة
قانونية مستقبلية. وذلك من خلال
التلويح بالمخاطر التي يمكن أن تُحدق
بعلاقات روسيا ومصالحها بالعالم
العربي من جهة، وإعطاء الجانب الروسي
إغراءات من الدول العربية ودول الخليج
على وجه الخصوص بأن تخليها عن حليفها
السوري قد يُفقدها حليفاً واحداً،
لكنه سيُكسبها حلفاء جُدداً. غير أن السياسة
الروسية في الشرق الأوسط تبدو، كما
يقول تقرير من داخل روسيا، غير قابلة
للتراجع - أقلّه في المدى المنظور
والمتوسط - ويتحدث الروس عن إرث من
الغدر العربي بهم، مؤكدين أن المعركة
الحاصلة على أرض سورية هي قضية أمن
قومي روسي، وأن الاعتبارت
الاستراتيجية تطغى على كل ما عداها من
مصالح مشروعة أو غير مشروعة على الساحة
الدولية. وإذا كان كل ما مضى
ليس كافياً للحكم على اتساع الهوة بين
الكرملين والعالم العربي فإن زيارة
الرئيس فلاديمير بوتين إلى اسرائيل،
ولحائط البراق هو مسمار جديد في نعش
العلاقات العربية الروسية. فقد كان
مشهد بوتين وهو يعتمر القلنسوة
الدينية اليهودية فى باحة المسجد
الأقصى (أمام حائط البراق) رسالة جارحة
ليس للعرب وحدهم، انما للمسلمين أيضا
بمن فيهم بالطبع مسلمو الاتحاد الروسى. وهكذا ورغم مواقف
موسكو السابقة الداعمة للمواقف
العربية، فإن تفضيل الكرملين وضع كل
خياراته إلى جانب نظام بشار الأسد،
التي تشير دلائل كثيرة بحتمية زواله،
قد أسقط كل المواقف التاريخية لروسيا
مع العرب. فقد اختار قادة الكرملين
الاحتفاظ بعصفور في اليد خشية من فقد
كل العصافير على الشجرة العربية برمية
حجر طائشة. لكن المؤكد أن خسارة
الكرملين ستكون فادحة حسب كل التوقعات. v
نافذة صغيرة: [إن موسكو لن تسمح
بتكرار تجربة كل من العراق وليبيا
واليمن في سورية، سواء في مجلس الأمن
أو خارجه، ناهيك عن أن هناك ثقة روسية
بتماسك الجيش العربي السوري، ومرد هذه
الثقة هو أن الرئيس الأسد يتمتع بثقة
شعبية واسعة..] ؟!! ..جريدة النهضة –
25/06/2012 ================= رأي
الراية ... إخراج سوريا من محنتها الراية 3-7-2012 يأتي تأكيد دولة قطر
دعمها الكامل لكل ما من شأنه إخراج
سوريا من محنتها الأليمة الحالية
استمراراً لمواقفها المعلنة منذ بداية
الأزمة السورية بضرورة وقف العنف وسفك
الدماء والحفاظ على مستقبل سوريا
وأمنها واستقرارها. لقد أكّد سعادة وزير
الدولة للشؤون الخارجية خالد بن محمد
العطية في الكلمة التي ألقاها في
اجتماع المعارضة السورية بالقاهرة أن"دولة
قطر عملت منذ بداية الأزمة مع كل
الفرقاء من الشعب السوري أو الفاعلين
الدوليين من خلال الجامعة العربية
والأمم المتحدة وذلك لحقن الدماء
والحفاظ على أمن واستقرار الشعب
السوريلقد انطلقت كل الجهود
والمحاولات القطرية المتواصلة من مبدأ
الحرص على وحدة سوريا وأمن واستقرار
شعبها الشقيق، وتجنب وقوع شبح الحرب
الأهلية التي لا يمكن معرفة مداها ولا
الآثار التي قد تنتج عنها. إن المهمة الأساسية
لاجتماع المعارضة السورية التي تجتمع
في القاهرة توحيد رؤى المعارضة بشأن
استشراف مستقبل سوريا ولصالح الشعب
السوري وهو الأمر الذي ينبغي أن يكون
هدفاً للجميع وهذا ما ينتظره الشعب
السوري من كافة أطياف وفئات المعارضة. لقد دعا سعادة
الدكتور العطية أطراف المعارضة إلى
التخلي عن اختلافاتهم ووضع خريطة طريق
تحدد ملامح المرحلة المقبلة تبنى على
قرارات الجامعة العربية والأمم
المتحدة لإخراج سوريا من أزمتها
ولمساعدة الشعب السوري على تحقيق
أهدافه المشروعة في الأمن والاستقرار
الازدهوحدة رؤى المعارضة السورية
للواقع السوري وكيفية الخروج من
المحنة التي يمر بها الشعب السوري
أصبحت قضية إستراتيجية ومسؤولية
تاريخية تقع على عاتق كافة أطراف
المعارضة السورية بلا استثناء فوحدة
الرؤية والهدف لم تعد خياراً ولكن
أصبحت ضرورة إذا ما أرادت المعارضة أن
تكسب ثقة الشعب في سوريا وأن تكسب ثقة
المجتمع الدولي بقدرتها على تمثيل
الشعب السوري وتحقيق مطالبه التي ضحى
وما زال من أجلها. لا بد من التأكيد على
أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق
المجتمع الدولي الذي يجب أن يتحلى
بالوازع الأخلاقي ووضع حساب المصالح
جانباً للضغط على النظام السوري تحت
طائلة الفصل السابع من ميثاق الأمم
المتحدة لوقف حمام الدم في سوريا
وتنفيذ مبادرة المبعوث العربي والدولي
المشترك كوفي عنان والانصياع إلى
إرادة الشعب السوري وتنفيذ مطالبه
بالحرية والكرامة والتغيير. ================= أردوغان
والأسد من صديقين إلى عدوين الراية بقلم / سمير
عواد - مراسل
الراية في
برلين :\ بوسع
الأتراك الاعتراف بأن "استراتيجية
العمق" التي يعمل بها رئيس الوزراء
التركي رجب طيب أردوغان وأدت إلى
انفتاح بلاده على العالم العربي، نجحت
في بلدان عربية باستثناء سوريا. قبل
بزوغ شمس الربيع العربي كانت علاقات
تركيا مع الجار السوري قد شهدت تحولا
جذريا. خلال عهد الرئيس السوري السابق
حافظ الأسد، كانت العلاقات متوترة بين
البلدين متوترة باستمرار، من ضمن
الأسباب دعم السوريين لحزب العمال
الكردستاني التركي الذي ما زال يخوض
حربا مع النظام التركي، بالإضافة إلى
الخلاف حول منطقة"اسكندرون" على
حدود البلدين التي تقول سوريا إنها
تابعة لها، وكذلك الخلاف حول مياه نهر
الفرات الذي يشكل عصب الحياة بالنسبة
للسوريين، حيث تشيّد تركيا السدود كي
تضمن لنفسها حصة الأسد من مياه النهر
المذكور وهذه نقطة ضغط على سوريا. كما
كان البلدان على وشك الدخول في حرب في
عام 1999 بسبب غضب الأتراك من الدعم
السوري لمقاتلي حزب العمال الكردستاني.
خلال الحرب الباردة بين الشرق والغرب
كانت سوريا تعتمد مثل اليوم على دعم
سياسي وعسكري من الروس، بينما تركيا
منذ عام 1952عضو في حلف شمال الأطلسي(ناتو). العلاقات بين
البلدين تغيرت فجأة مع بدء القرن
الحالي، بعد أن حل بشار الأسد مكان
والده في عام 2000، بدت العلاقات وكأنها"فجر
جديد" وأمل بمستقبل واعد بين بلدين
متجاورين. وكان أردوغان بعد وصوله إلى
السلطة في عام 2002 قد وضع سياسة خارجية
جديدة لتركيا شعارها"لا نزاعات
إطلاقاً مع الجيران"وهي التي قادت
إلى تقارب كبير بين أردوغان والأسد
وأصبحا أصدقاء ما انعكس بصورة خاصة على
التبادل التجاري بين البلدين وتم
إلغاء التأشيرات وتم فتح الحدود كما
معمول به بين الدول الأوروبية المنضمة
لاتفاقية"شنغ لكن شهر العسل التركي
السوري انتهى مع بزوغ شمس الربيع
العربي، ذلك أن أردوغان الذي قاد عملية
ديمقراطية في بلده أنهت نفوذ
الجنرالات الأشداء، تعاطف منذ اللحظة
الأولى مع الشعوب العربية ورأى أنه من
حقها أن تنتفض على الحكام، بينما حصل
تغيير في تونس ومصر وليبيا فإن الربيع
العربي يقف أمامه عراقيل كبيرة في
سوريا. في تلك الفترة وتحديدا في مارس
عام 2011 كان أمل الحكومة التركية أن
يسمح الأسد بعملية تغيير ديمقراطية
والتجاوب مع مطالب الشعب السوري، لكن
أردوغان بدأ يفقد صبره حيال الأسد
بعدما كان رد الأخير هو العنف المفرط
ضد معارضي نظامه وأمام البرلمان
التركي بتاريخ 21 يونيو عام 2011 قال
أردوغان إن الرئيس السوري وعده بحصول
تغيير وإصلاحات في سوريا لكنه برهن أنه
كاذب. بالنسبة لأردوغان لا يمكن قبول
سوريا بقبضة الأسد ونظامه. وأصبحت تركيا أكبر
حليف للمعارضة السورية والمجلس الوطني
السوري الذي أسسه معارضون في الخارج
وفتحت أراضيها للسوريين الهاربين من
العنف وفي الغضون وصل عددهم إلى أكثر
من 15 ألف نازح يعيشون في مخيمات أقامها
الأتراك في مناطق متاخمة للحدود مع
سوريا. رد النظام السوري بوضعه تركيا
على قائمة "دول محور الشر" كما
تقول وسائل الإعلام السورية الرسمي بعد أن أسقطت وسائل
الدفاع الجوي السوري طائرة حربية
تركية فوق أراضيها حسبما تصر دمشق، بلغ
التوتر بين البلدين أعلى مستوى، ولما
طلبت تركيا حسب ميثاق حلف الناتو عقد
اجتماع لبحث"الاعتداء السوري"
تبين لها أن الحلف لا يرغب في التدخل
بهذا النزاع وأنه اكتشف أن لإمكانياته
حدود خلال الحرب التي خاضها في ليبيا
وأدت إلى سقوط نظام معمر القذافي،
نتيجة لسياسات التقشف في دول الحلف
بسبب الأزمة المالية العالمية خفضت
إنفاقها على الأسلحة لذلك فإن خزينة
المال الخاصة بالناتو خاوية كما ليس
لديه أنظمة سلاح متطورة، علاوة على أنه
لا يريد إطلاقا الدخول في مواجهة غير
مباشرة مع روسيا، القوة الحامية للأسد
وليس مع إيران أيضا. منذ سقوط الطائرة
التركية أصبحت الحكومة التركية تعتبر
سوريا خطرا على أمنها وكل بلد يحاول أن
يستفز الآخر. بينما أردوغان يعتمد على
القدرات العسكرية الكبيرة لبلده
ومساندة الناتو فإن النزاع الجديد مع
تركيا دفع الأسد أكثر من أي وقت مضى إلى
أحضان موسكو. وارتجت أعصاب قادة الناتو
حين سمعوا أردوغان يحذر الأسد من أن أي
نشاط عسكري قرب الحدود التركية سوف
تعتبره أنقره بمثابة تهديد. ويخشى
الناتو أن يؤدي النزاع إلى طلب الأتراك
من الحلف العسكري الغربي التدخل حسب
المادة 5 من ميثاق الحلف التي تدعو إلى
تضامن الحلف عسكريا في حال تعرض أحد
أعضائه إلى اعتداء خارجي، مثلما طلبت
تركيا منه في بداية الغزو الأمريكي
للعراق في مارس عام 2003 حين قام بنشر
صواريخ"باتريوت" في الأراضي
التركية وأرسل طائرات استطلاعية من
نوع"أواكس" خوفا من انتقال حرب
العراق إلى تركياويشير بعض المحللين
السياسيين إلى أن لجوء أردوغان إلى
الناتو بغض النظر عن تحذيراته القوية
للأسد التي هي موجهة للاستهلاك
الداخلي ولغرض حفظ ماء الوجه، خير دليل
على رغبته في حل الأزمة السورية
دبلوماسيا وليس عسكريا، وذلك لعدة
أسباب أولها أن داخل تركيا من يؤيد
سياسته الجديدة تجاه بشار الأسد، ومن
يعارضها. إذ هناك المعارضة والتيار
المؤيد لإيران الذين يتهمون أردوغان
بالتورط في الأزمة السورية بتحريض من
"الإمبرياليين الغربيين". ويحظى
أردوغان بتأييد مؤيديه الذين يتعاطفون
بقوة مع المعارضة السورية. وهناك موجة
الغضب في المنطقة والعالم التي تزداد
مع كل مجزرة ضد مدنيين واستمرار محاصرة
ودك مدن مثل حمص وإدلب بالقنابل
والصواريخ. النزاع التركي
السوري لم يعد في ظل الأوضاع الجديدة
مجرد نزاع بين بلدين جارين، صحيح أن
علاقاتهما ساءت جدا وأصبحت كما كانت في
عهد الرئيس السوري السابق، إلا أن
أردوغان حريص على عدم التورط عسكريا،
إذ إن حكومته استطاعت أن تكتسب شعبية
واسعة بسبب سياساتها التي أدت إلى
ازدهار الاقتصاد التركي بشكل غير
مسبوق، ودخول بلاده في حرب سوف يهدد
هذا الازدهار، ثم إن نظام الأسد سوف
يساعد مقاتلي حزب العمال الكردستاني
في فتح جبهة ثانية غير شمال العراق،
لمقاتلة الجيش التركي وسوف تصبح
إنجازات أردوغان في الداخل أمام خطر
حقيقي. ================= جنيف
السورية خارج نطاق التغطية عيسى الشعيبي الغد الاردنية 3-7-2012 بدت مجموعة الاتصال
الدولية التي أنهت أعمالها في جنيف
مؤخراً، أقرب ما تكون إلى ابتكار
دبلوماسي مراوغ، ابتدعه كوفي أنان في
لحظة استعصاء شديد، هددت بفشل مهمة
المبعوث الدولي-العربي المترنحة،
وإسدال الستار النهائي على تلك الجهود
اليائسة لإحداث اختراق سياسي في جدار
أزمة سورية طاحنة، كونت لنفسها منطقاً
داخلياً مستقلاً، راح يملي قانونه
الخاص ويبرر ذاته على ساحة مجريات خرجت
عن السيطرة. إذ فيما كانت المساومات
والمقايضات تدور بين عدد من العواصم
الكبيرة بحذر بالغ وبطء شديد، بهدف
إنجاز صفقة سياسية تتوازن فيها مصالح
الدول النافذة، وتتقاطع عند الحد
الأدنى المشترك بين مواقفها المعلنة،
كانت الثورة السورية تجتاز نقطة
اللاعودة، وتتقدم بوتيرة منخفضة نحو
تخوم وضع تزداد فيه عناصرالتكافؤ
النسبي باطراد حثيث على الأرض كل يوم،
وترسي المواجهات الميدانية اللافتة حقائق لم تكن
من قبل في حساب أحد.كان عامل الزمن يلعب
لعبته الصارمة ضد نظام أمني مغلق، أفرط
كثيرا في التعويل على فائض
قوته لإنهاء موجة احتجاجات شعبية
عارمة، آلت على نحو متدرج إلى حالة
تمرد عسكري مسلح شامل، تجاوز فيه
المنتفضون مطالب الإصلاحات المبكرة،
واخترقوا دفعة واحدة سقوف الشعارات
المطلبية الأولية، ومن ثمة انتظموا
جميعاً، رغم تبايناتهم الفكرية، وراء
هدف جامع، ينصب على إسقاط النظام بكل
رموزه، وتحقيق الدولة المدنية
الديمقراطية العادلة. وإذا ما أجزنا
لأنفسنا تصور الحالة السورية كعربة
رباعية الدفع تسير على طريق زلقة
متعرجة، فإنه يمكن لنا رؤية الجهود
الدبلوماسية المبذولة من هنا وهناك،
بما في ذلك مجموعة الاتصال الدولية،
على هيئة عجلتين خلفيتين تدوران بسرعة
سلحفائية، فيما بدت الأماميتان تعملان
بقوة طاقة دفع متجددة، وتسيران بسرعة
نمر مجرد من غريزة الخوف الفطرية،
الأمر الذي خلق حالة من عدم التوازن
والاتساق بين تروس ماكينة هذه العربة
المتخيلة. على هذا النحو بدت جهود
الجامعة العربية أولاً، ومن ثم جهود
لجنة أنان الدولية فيما بعد، تعالج
وضعاً سورياً كان في طور التفاعل
المستمر، إذ راحت هذه وتلك تحاول
الإمساك بالمتغيرات الداخلية
المتسارعة، وتسعى بجهد جهيد إلى كبح جماح
التطورات الدامية، فيما كانت حركة
الانشقاقات المتعاظمة عن الجيش،
وأعداد المتطوعين المتزايدة في ركابه،
تتمخض رويداً رويداً عن لاعب جديد، اخذ
يفرض حضوره الباذخ في قلب معادلة صراع
داخلي انفلت عقاله، وتغيرت قواعده،
وانفتحت حدوده أمام سائر التدخلات
الخارجية، بما في ذلك ممكنات التسليح
والتمويل والخدمات اللوجستية. هكذا بدت لجنة
الاتصال الدولية في اجتماعها الذي قد
يكون يتيماً، وكأنها في وضع من هو خارج
تغطية شبكة الهواتف المحمولة، أو قل
كمن لديه خط تلفون منزلي مفصول عن
الخدمة، الأمر الذي بدت فيه نتائج
مؤتمر جنيف كفقرة مرتجلة من خارج النص، حتى لا
نقول إنها بدت كخبز تعفن في وعاء
متروك، لن يقبل عليه نظام آيل للسقوط
يحارب تحت شعار "الأسد أو خراب البلد"،
ولن يشتهيه في المقابل ثوار صنعوا
بدمائهم وعذاباتهم ما يشبه المستحيل،
وحققوا في زمن الربيع العربي
إعجازاً يماثل المعجزات الأسطورية في
الميثولوجيا الإغريقية. وعليه، فإن
الابتسامة الضارية التي أطل بها
الوزير الروسي سيرجي لافروف من
المنتجع السويسري الشهير عقب الاجتماع
اليتيم، وكاد يؤطرها في برواز من الخشب المعشق بماء
الذهب العتيق، من المرجح لها أن لا
يطول بها المقام كثيراً حين يدرك
المؤتمرون والمتآمرون في جنيف، أن
قطار الثورة السورية قد عبر معظم
المحطات، وشارف خط النهاية الوشيك،
دون أن يحفل بهذا الهذر السياسي هنا، وتلك
الرطانة الدبلوماسية هناك، ومن غير أن
يتوقف برهة في مساره المستقيم عند
أنصاف الحلول مع أكبر قاتل للأطفال في
التاريخ الحديث. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |