ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أمل عبد العزيز
الهزاني الشرق الاوسط 6-7-2012 عندما انشق الطيار
السوري حسن مرعي حمادة عن سلاح الجو
السوري بطائرته الحربية إلى الأردن،
كان - كما أبانت التقارير - قد خطط مسبقا
للقيام بهذه الخطوة الشجاعة منذ
أسابيع وربما أشهر، كونه رتب لخروج
أسرته من سوريا وضمن سلامتهم قبل أن
يعبر الحدود إلى الأردن، مما يدلل على
أن عسكر النظام يراودون أنفسهم فعليا
كل يوم بشأن الخروج عن طاعة بشار الأسد
في أقرب الفرص المتاحة. كان بود إعلام النظام
إخفاء نبأ الحادثة، لولا أن مثل هذه
الأخبار لا يمكن إخفاؤها، فأداة
الفرار هي طائرة «ميغ 21»، وليست عصفورا
سيختفي بين الأشجار. كما أن جهة الفرار
- أي الأردن - ليست من حلفاء بشار الأسد،
بل إنها من المنددين بسوء أعماله، وكان
من المتوقع أنها ستبادر بإعلان
الحادثة، وحصل وأعلنتها، بل ومنحت
الطيار اللجوء السياسي في موقف إنساني
يحسب لها. ولأن النظام وقع في حرج أمام
العالم، فقد تجرأ على إسقاط طائرة
تركية دخلت أجواءه من دون أن يوجّه لها
إنذار كما هو الإجراء المتعارف عليه،
ليقول للعالم إن الطيران السوري لا
يزال يقظا رغم فرار طياريه الذين
يتزايد عددهم يوما بعد آخر، وأن
بإمكانه مقارعة واحد من أقوى الجيوش في
المنطقة. وربما راهن بشار الأسد
ودائرته المقربة على أن تركيا التي
تراخت كثيرا في موقفها ضد النظام
السوري - على الأقل مقارنة بموقفها
بداية الأزمة - لن تتخذ موقفا ضده مهما
استفزها، لأن أنقرة دأبت على التهديد
بالكلام وليس الفعل. أول ردود الفعل التي
اتخذها النظام السوري ردا على حوادث
الانشقاقات العسكرية الخطيرة التي
بدأت بعد 3 أشهر من الثورة، ومن كل
المراتب والقطاعات العسكرية المختلفة
بدءا من الجنود وحتى مرتبة عميد، هو
فرز العسكر الذين يتولون تنفيذ
توجيهاته بضرب المدن السورية،
فاختارهم من المقربين الموثوق في
ولائهم، وأبقى على مراقبة عوائلهم أو
احتجاز أفراد منها لضمان ولاء أبنائها.
لذلك فإن انشقاق الطيار حمادة ينظر له
من الناحية العسكرية على أنه أكبر
خسارة مني بها النظام السوري منذ بداية
الثورة عليه قبل عام ونصف العام، لأنها
خطوة جريئة، كونه فر بطائرة قيمتها 25
مليون دولار عبر حدود دولته، وهو مؤشر
على حالة انشقاق داخلية أشمل مما يبدو
في الظاهر. القوات العسكرية
السورية، سواء برية أو جوية، لا ينقصها
الأفراد الذين تجاوز عددهم نصف مليون
مجند، بل ينقصها ولاء هؤلاء للنظام،
لذلك استعان الأسد بمقاتلين من إيران
وحزب الله لتنفيذ المجازر والمذابح
على الأرض، ولتقليل حالة الانشقاق
التي تحرجه أمام السوريين المترددين
أو الخائفين من اتخاذ خطوة الانشقاق أو
الفرار، أو تحرجه أمام الرأي العام
العالمي، وتسبب الأمر نفسه لحلفائها
الروس والإيرانيين. منذ بداية الثورة
السورية توقع المراقبون حصول انشقاقات
لمسؤولين سياسيين كبار، خاصة
الدبلوماسيين خارج سوريا، مماثلة لما
حدث في الوضع الليبي. لكن لم تحصل سوى
حادثة واحدة في يونيو (حزيران) 2011، اتضح
أنها مفبركة، حينما سجل تلفزيون قناة «فرنسا
24» اتصالا من سيدة ادعت أنها سفيرة
دمشق في باريس لمياء شكور، تعلن
استقالتها احتجاجا على ممارسة النظام
عنفا غير مبررا ضد السوريين المدنيين،
ثم ظهر لاحقا أنها تمثيلية من النظام،
لتخرج سفيرتهم على «قناة العربية» بعد
ساعات منكرة انشقاقها، ومؤكدة على
ولائها لبشار الأسد. كان الهدف من هذه
الخدعة أن يستبعد الناس من أذهانهم
احتمال حصول أي انشقاق في المستقبل. تطورت الأحداث بعد
ذلك بشكل لم يعد يقبل بمثل هذه
المسرحيات الهزلية الهزيلة، وأصبح
النظام اليوم محاصرا في مواجهة جدية
على أكثر من جبهة؛ داخليا من الثوار
الذين لم تخب عزيمتهم يوما، وكذلك
تزايد عداد العسكر المنشقين، وخارجيا
من حلفاء الشعب السوري، من العرب
والغربيين. ============== سوريا:
عالم الأسد الخيالي الخطير أمير الطاهري الشرق الاوسط 6-7-2012 في الوقت الذي تتصاعد
فيه دوامة العنف في سوريا، هناك سؤال
يستحق أن نفكر فيه بجدية: فبعيدا عن
كونه جزءا من حل ممكن، ألا يعد الرئيس
بشار ال أسد إحدى المشكلات الجوهرية في
سوريا الآن؟ فحتى روسيا بدأت في
إعادة النظر في دعمها لهذا الطاغية؛
حيث تؤكد حساباتها أن فرص الأسد في
البقاء في السلطة تبدو قليلة. وفي
اجتماع جنيف في الأسبوع الماضي حول
سوريا، ترك وزير الخارجية الروسي
سيرغي لافروف الباب مفتوحا أمام
إمكانية استبعاد الأسد من عملية
التحول في البلاد. ربما فكرت روسيا أيضا
في القوة الموازنة التي بدأت في الظهور
بمنطقة الشرق الأوسط مع انتخاب مصر
للرئيس الجديد محمد مرسي، والذي انضم
إلى تكتل الدول العربية التي تدعم
الثورة في سوريا، مما ترك الأسد من دون
أي حليف إقليمي، ما عدا طهران. وعلى الرغم من ذلك،
فالمشكلة مع الأسد تتجاوز الاعتبارات
السياسية بكثير؛ حيث يبدو أن الأسد
يفقد التواصل مع الواقع ويقوم بنسج
عالم بديل من خياله الخاص، مما يجعله
سجينا لهذا البيت الواهن من خيوط
العنكبوت التي نسجتها أوهامه. كان من الجدير
بلافروف سؤال مستشاريه الذين يتحدثون
العربية أن يقوموا بتحليل المقابلة
التي أجرتها القناة الرابعة في
التلفزيون الحكومي الإيراني مع الأسد
في الأسبوع الماضي؛ حيث يجد المرء شخصا
مستنزفا من الناحية العاطفية لا تربطه
أي صلة بما يحدث في العالم الحقيقي،
رجلا يتشبث بأوهامه الخاصة، لدرجة
يبدو معها أنه ليس لديه أي رغبة في
معرفة الأوضاع الحقيقية. ينبغي على لافروف
التفكير مليا في سؤال بسيط: هل يتسنى
لرجل لا يعرف حتى ما هي المشكلة أن
يشارك في حلها؟ ومن دون أي مبالغات
خطابية، فإن نظرة الأسد إلى الموقف قد
تكون كالتالي: منذ أكثر من عقد من
الزمان، في الوقت نفسه الذي خلف فيه
الأسد والده تقريبا، بدأت الولايات
المتحدة في تسويق مشروع «الشرق الأوسط
الجديد»، ثم قام الأسد بإطلاق «عملية
الإصلاح» الخاصة به، والتي جاءت
متوافقة مع روح العصر، إن جاز التعبير. وعلى الرغم من ذلك،
ولأسباب غير محددة، أدى وقوع بعض
الأحداث الأخرى، مثل الانتفاضة
الفلسطينية وهجمات الحادي عشر من
سبتمبر (أيلول) على الولايات المتحدة
والغزو الأميركي للعراق، إلى إبطاء
وتيرة «عملية الإصلاح» الخاصة بالأسد.
ولكن فيما عدا ذلك، استمر الأسد في
القيام بالأشياء التي كان ينبغي عليه
القيام بها، مثل سحب جيشه من لبنان،
حتى جاءت الحرب التي شنتها إسرائيل على
الوجود الإيراني المسلح في جنوب لبنان
(حزب الله) في عام 2006، ثم تبعتها الحرب
الإسرائيلية على غزة في عام 2009. وعلى نحو مفاجئ، أدرك
الأسد أن ما يريده الأميركيون لم يكن
الإصلاح وإنما الإطاحة به من السلطة؛
حيث إنه قد قام بكل ما في استطاعته
لإرضائهم ولكنه فشل في ذلك. يكمن السبب الحقيقي
في ذلك - حسب الأسد - في وقوف الولايات
المتحدة ، مدفوعة من «طبيعتها
الاستعمارية»، ضد الأسد بسبب دعمه لـ«المقاومة».
ولم يخبرنا الأسد ماذا يعني بكلمة «المقاومة»؟..
أو من يقاوم من ولأي سبب؟.. ولكنه يصر
على أنه البطل الحقيقي لهذه المقاومة. يعد دعمه لـ«المقاومة»
أحد أسباب ثلاثة وراء تحدي «القوى
الاستعمارية» لنظام حكمه؛ حيث يتمثل
السبب الثاني في «الموقع الجيوسياسي»
لسوريا. يقول الأسد، بنبرة أشبه بمعلمي
المدارس، إن سوريا «تقع على الصفائح
التكتونية الموجودة في الشرق الأوسط»،
وأن أي تغيير يحدث هناك سوف يرسل
بالموجات إلى شتى أنحاء الإقليم، ولكن
الأسد لم يقل لماذا قد يرغب أي شخص في
تنشيط هذه «الصفائح التكتونية»؟ أما السبب الآخر في
المشكلات التي يتعرض لها الأسد فهو
دعمه للبرنامج النووي الإيراني، على
الرغم من أنه لم يخبرنا، للمرة
الثانية، بالنفع الذي سيعود عليه في
حال تمكن أتباع الخميني من امتلاك
القنبلة النووية. هل الأزمة الحالية
التي تواجهها سوريا تعزى فقط للعوامل
الخارجية؟ اعترف الأسد على مضض
بأن الأمر ليس كذلك، ولكنه على الرغم
من ذلك، يؤكد أن الأسباب الداخلية لهذه
الأزمة تعد ثانوية. وفي إجابة كوميدية،
ادعى الأسد أن معارضيه في سوريا «يصل
عددهم إلى 64.000 شخص» فقط في بلد يصل عدد
سكانه إلى 22 مليون نسمة. ولكن من أين
حصل الأسد على هذا الرقم المحدد؟ هل
كان لديه إحصاء للمعارضين في سوريا؟
ولماذا لم يكن الرقم 64.123 أو حتى 65.000؟ إذن، من هؤلاء الناس
التي تقوم قواته بقتلهم بصورة يومية؟
كان جواب الأسد قاطعا: «إنهم عبارة عن
أعضاء في تنظيم القاعدة فضلا عن مجموعة
صغيرة من المجرمين الذين يعملون من أجل
المال». وبعبارة أخرى، فلا توجد أي
مشكلة سياسية في سوريا من وجهة نظر
الأسد؛ حيث إن ما تواجهه سوريا ما هو
إلا مشكلة أمنية يمكن حلها فقط عن طريق
«القضاء على الإرهابيين». يقول الأسد: «من
واجبنا قتل الإرهابيين»، مضيفا: «مع كل
إرهابي نقتله، ننقذ حياة العشرات
والمئات بل الآلاف من الناس». يمكن وصف
فلسفة الأسد ببساطة بأنها الاستمرار
في الحكم عن طريق القيام بالمزيد من
المذابح، فليس هناك حاجة للمفاوضات أو
التسويات أو التحول أو الانتخابات أو
غيرها من الأمور، فقط الاستمرار في
القتل. ولكن من هو الإرهابي؟
الإرهابي هو أي شخص قتل على أيدي كتائب
الموت الخاصة بالأسد، التي تدعى «الشبيحة».
وبعد كل هذا، يضيف الأسد على الفور
بأنه دعم «خطة السلام» الخاصة بأنان،
وأنه أمر بوقف إطلاق النار، ولكن «الإرهابيين»
هم من قاموا بانتهاك وقف إطلاق النار «500
مرة»، رقم آخر دقيق من أرقام الأسد،
مما أسفر عن قتل خطة أنان. لا يعلم المرء ما إذا
كان الأسد يعيش في أوهامه بالفعل أم
أنه يلعب الدور المسند إليه من جانب «الأشخاص
الأقوياء» في نظامه الذين يوجدون في
الظل؟.. ولكن الأمر المؤكد هو أنه شخص
محتال آخر لا يتمتع بأي من صفات الخيال
أو المرونة أو الاعتدال التي يجب أن
يتحلى بها الزعماء المؤثرون في أوقات
الأزمات. وبدلا من ذلك، يبدو الأسد في
هيئة رجل في حاجة ماسة لمساعدة طبيب
نفساني. ولكي تنجح أي عملية
تحول في سوريا، من الضروري أن يتنحى
الأسد أو حتى يتم تنحيته، ففي أبسط
السيناريوهات، سوف يمثل حدوث «تغيير
داخل النظام» بدلا من تغيير النظام
مشكلة حقيقية للبلاد. ربما يكون حديث الأسد
عن «الحرب الشاملة»، في الوقت الذي
يحاول فيه توريط جيران سوريا في هذه
الدراما الدموية، بمثابة التلميح
لإمكانية لجوئه إلى «خيار شمشون»؛ حيث
أعطانا إسقاط الطائرة الحربية التركية
غير المقاتلة تصورا مسبقا عن هذه
الاستراتيجية. سوف يقوم الأسد بكل
ما يستطيع لقراءة قصة شمشون بصورة أكثر
عناية؛ حيث سيكتشف أن شمشون المنحوس قد
لجأ إلى هذا الخيار المشهور بعد أن تم
تجريده من قوته وفقأ عينيه كعقاب على
تحديه للإرادة الإلهية. لم يتعد خيار شمشون
كونه شكلا من أشكال الانتحار مع بعض
الرتوش التي تمت إضافتها كمؤثرات
درامية. ============== سورية
وحرب التسليح والاستخبارات الجمعة ٦
يوليو ٢٠١٢ وليد
شقير الحياة لم يعد إحصاء عدد
القتلى والموقوفين عشوائياً في سورية
ولا نسبة الدمار في المدن والقرى،
الشغل الشاغل للمنظمات الإنسانية
وللإعلام، كما كان يحصل في الأشهر
الأولى لانتفاضة الشعب السوري، حين
كان ينشر كل أسبوع تقريباً رقم جديد
لارتفاع عدد الضحايا. والأرجح أن إطالة أمد
الأزمة وتحولها لأشهر مضت وأخرى ستأتي
مسألة روتينية بفعل غياب التوافق
الدولي على صيغة لمعالجتها، ولّدت
حالاً من عدم الاكتراث لعدد الذين
يموتون يومياً وتحوّل إزهاق الأرواح
نتيجة مسلّماً بها بصرف النظر عن حجم
المأساة. والأرجح أيضاً أن
العدد الفعلي لحصيلة الفظائع التي
يرتكبها النظام لن تظهر إلا عند انتهاء
الأزمة لتتكشف عن أرقام خيالية بعشرات
الآلاف. عندها سيكون الرأي العام
العربي والعالمي اعتاد على الفظاعات
التي تظهر على شاشات التلفزة وسيتعامل
مع الأرقام الفعلية ببرودة ما بعدها
برودة. وليس صدفة أن يدلي
رئيس بعثة المراقبين الدوليين في
سورية الجنرال النروجي روبرت مود
بشهادته في هذا المضمار، حين يقول إن
هناك شعوراً بأن الكثير من الكلام يقال
من قبل المجتمع الدولي في الفنادق
الفخمة والاجتماعات اللطيفة، في
تعليقه على اجتماع جنيف آخر الأسبوع
الماضي الذي انتهى الى وضع خريطة طريق
لانتقال سياسي من قبل مجموعة العمل
الدولية الممثلة للدول الخمس الدائمة
العضوية في مجلس الأمن والجامعة
العربية ودول أخرى. فالرجل بات يدرك أن
العجز الدولي عن وقف العنف، يعني أنه
في انتظار تحقيق اتفاق فعلي بين الدول
الكبرى، فإن ما هو متاح ليس أكثر من
إدارة الأزمة. وعلى رغم تبرمه مما
يسببه ذلك من تصاعد في العنف والقتل،
هو في النهاية موظف وعليه انتظار ما
سيقرره مجلس الأمن في 20 الجاري بالنسبة
الى مهمة المراقبين، التي على ما يبدو
هي المهمة الأساسية التي توافق على
استمرارها الأميركيون والروس. وعلى رغم أن الخطة
التي قررتها دول مؤتمر جنيف للانتقال
السياسي في سورية تسمح بالاستنتاج أن
روسيا أقرت بأن الانتخابات التي نظمها
الرئيس السوري بشار الأسد وأن الدستور
الجديد الذي اعتمده والاستفتاء الذي
أجري عليه... كلها خطوات غير معترف بها،
فإن محاولة الدول الغربية «جرّ» روسيا
الى البحث في مصير الأسد قوبلت بالنفي
الكامل من قبل موسكو للتصريحات
والتسريبات عن أنها تبحث مع واشنطن
تنحيه عن السلطة. ومع أن جوهر خطة
النقاط الست للمبعوث الدولي كوفي أنان
هو أن تؤدي خطوات الانتقال السياسي الى
رحيل الأسد، لكن من دون الإعلان عن ذلك
مسبقاً، فإن النفي المستمر للقيادة
الروسية للتخلي عن الأسد لا يعني سوى
أن أوان الحل لم يأت بعد. أرادت الدول الكبرى «تقنين»
الصراع بينها على سورية ووضع سقف له
بحيث يكون أقل من حرب باردة، من دون
استبعاد حصول صفقة حولها، عندما يجري
التوافق على قضايا دولية وإقليمية
أخرى. ولا تقتصر آثار
محدودية الاتفاق الدولي على التسبب
بمزيد من القتل الذي تشهده الأرض
السورية. فتَحت سقف الاتفاق الدولي
المعلّق، لغياب آلية واضحة وجدول زمني
لتحقيق ما نصت عليه خطة جنيف، تختبر
القوى الدولية والإقليمية إمكاناتها
وقدراتها فتخوض اختبارات تتعلق
بالتسليح والاستخبارات لها علاقة
بقضايا متصلة بصراعاتها في ميادين
أخرى غير الميدان السوري. ومثلما شكّل هرب
الطيار السوري بطائرة ميغ 21 الى الأردن
فرصة لاختبار الغرب المدى الذي ذهب
إليه التسليح الروسي ونوعيته لسلاح
الجو السوري، فإن إسقاط الطائرة
التركية من نوع إف – 4، فضلاً عن أنه رد
على تهريب الطائرة السورية، يشكل
اختباراً لأسلحة الدفاع الجوي الروسي
لسورية، ورسالة روسية الى الجانب
التركي ومن ورائه حلف الناتو عن
الإصرار الروسي على سياسة مواجهة خطة
إقامة الدرع الصاروخية وإشراك تركيا
فيها عبر تركيز رادارات الصواريخ على
أراضيها. ولا يقل الاهتمام الإيراني
بوجود خبرائه وبعض قادته العسكريين
الرئيسيين على الأراضي السورية حرصاً
على استباق أي تطويق لطهران عبر
البوابة التركية لحلف الأطلسي، عن
الحرص الروسي على الاحتياط إزاء تمدد
الدور الإقليمي لتركيا، مع تهاوي
النظام السوري... مع الحرب
الاستخباراتية والتسليحية التي
تخوضها الدول الكبرى والمحاور
الإقليمية على الأرض السورية وفي
محيطها في سياق التنافس على جغرافية
المنطقة السياسية، قد لا يكون غريباً
أن يطل مجدداً أسلوب الاغتيالات برأسه
في لبنان مع اكتشاف محاولة اغتيال
النائب بطرس حرب... ============== في عقم
الحلول الدولية حيال سورية... بكر صدقي * الجمعة ٦
يوليو ٢٠١٢ الحياة لنفترض أن الروس
اقتنعوا أخيراً بإيجاد «تسوية للأزمة»
في سورية تقوم على تنحي بشار الأسد
وترحيله وعائلته من البلاد مع ضمانات
قانونية بعدم محاسبته على الجرائم
التي ارتكبها، أو ما بات يسمى بـ «الحل
اليمني». سنكتشف منذ تلك اللحظة أن «النظام»
ليس هو بشار الأسد وعائلته، بل شبكة
معقدة من القطعات العسكرية والأجهزة «الأمنية»
والمافيات العائلية القوية، إضافة إلى
ميليشيات مدنية من العلويين بصورة
رئيسية تسمى الشبيحة. ليس هذا وحسب، بل
يجب أن نضيف إلى ما سبق شبكة من
الإداريين في مختلف مؤسسات الدولة،
مصالحهم مرتبطة بالنظام البائد. سيدافع كل هؤلاء عن
مصالحهم بكل ما يملكون من امكانات.
ستكون أي حكومة انتقالية عاجزة عن
ممارسة مهماتها بسبب امتناع مؤسسات
الدولة وأجهزة الأمن والجيش عن تنفيذ
أوامرها. ستواصل تلك الأجهزة معاملتها
الكيدية للمواطنين فتقوم باضطهادهم
بمختلف الذرائع، وقد يضطر رئيس
الحكومة إلى العمل كمحام مدافع عن حقوق
الإنسان، فيلاحق بنفسه الانتهاكات، في
الوقت الذي يحتاج البلد فيه إلى حل
مشكلة مليون ونصف من النازحين في
الداخل والخارج، وبناء ما تهدم من
عمران في عمليات قصف المدن والبلدات،
وتأمين موارد الطاقة ودفع أجور
الموظفين والعمال، وتأمين الخبز
لملايين السوريين. في الوقت نفسه، سيتخذ
الشبيحة المسلحون من القرى والأحياء
العلوية متاريس لهم للدفاع عن أنفسهم
في مواجهة القوات الحكومية التي تريد
تسليمهم للقضاء، أو في مواجهة مجموعات
سنية مسلحة تريد الثأر للمجازر التي
ارتكبها الشبيحة. سيحتاج الأمر في
الحالة الأخيرة إلى جيش مؤهل للفصل بين
مجموعات متقاتلة، غير موجود عملياً في
سورية. فقسم من الجيش الواقعي هو
امتداد عسكري للشبيحة، في حين أن القسم
الآخر إما أنه انشق سلفاً والتحق
بالجيش الحر غير المجهز لأي مواجهة
خطيرة، أو أنه يفتقد أصلاً للتدريب
والتجهيز المطلوبين. وسيكون كبار حيتان
الطبقة الفاسدة المحيطة بعائلة الرئيس
قد هربت أموالها خارج البلاد، فضلاً عن
قسم كبير من أصحاب رؤوس الأموال
العاديين هرباً من الأوضاع غير
المستقرة. في المقابل سنشهد حركة كبيرة
من الهجرة المعاكسة تتضمن عودة أشخاص
مغامرين ركبوا موجة الثورة حين كانوا
خارج البلاد، سيسعون إلى قطف الثمار من
سقوط النظام. أتحدث عن طبقة جديدة من
الفاسدين ستفعل كل شيء لتحل محل الطبقة
الفاسدة التي فقدت امتيازاتها. نستخلص مما سبق أن ما
نسميه «النظام» في اللغة الدارجة ليس
العائلة الحاكمة وحدها، ولا الأجهزة
الأمنية وبعض قطعات الجيش وحدهما،
وليس الشبيحة وحدهم، وليس طبقة
المافيات المنتفعة وحدها، وليست طبقة
الإداريين الفاسدين وحدهم. إنه كل ذلك
معاً وأكثر. باختصار شديد: نحن لا نملك
في «سورية الأسد» ترف التمييز بين
النظام والدولة. بل إن النظام هو
الدولة زائد أشياء أخرى كثيرة (مثلاً
الشبيحة). إسقاط النظام يعني إسقاط
الدولة وأشياء أخرى كثيرة، لبناء دولة
جديدة من الصفر تقريباً. وهي مهمة تفوق
طاقة السوريين وتتطلب جهوداً عربية
ودولية متناسقة، مع صفاء النيات. الواقع أن اجتماع
جنيف الأخير الذي جمع، بمبادرة من كوفي
أنان، مجموعة الاتصال الدولية الخاصة
بالملف السوري، انتهى إلى «خريطة طريق»
أدنى بكثير من الحل اليمني الموصوف
أعلاه. فالاجتماع هذا وإن دعا «جميع
الأطراف» إلى وقف العنف والانخراط في
عملية سياسية نواتها حكومة «وحدة
وطنية» تضم المعارضة إلى النظام، لم
يقل لنا شيئاً عن سبب فشل خطة أنان ذات
النقاط الست في وقف العنف قبل الانتقال
إلى أي بند آخر من الخطة. فلا نعرف ما هو
الجديد في سلوك النظام مما يشجع على
التفاؤل بنجاح الخطة الانتقالية
الجديدة بعد فشل خطة أنان الأولى.
الواقع أن الجديد النوعي في سلوك
النظام هو القصف المنهجي للمدن
والمناطق المحررة من بعد، ذلك القصف
المدفعي والجوي الذي تحول إلى السمة
الأبرز لقمع النظام منذ دخول خطة أنان
حيز التطبيق. يعبر هذا القصف من
بعد عن انحسار سيطرة النظام المتفاقمة
على الأرض. فحيثما خرجت مدن وبلدات عن
سيطرته وفشل في اقتحامها، لجأ إلى
القصف من بعيد الذي يؤدي بدوره إلى
نزوح السكان وبقاء الجيش الحر وجهاً
لوجه أمام قوات النظام. والنتيجة
المألوفة لهذا المسار هو ما يسميه
الجيش الحر بـ «الانسحاب التكتيكي».
يليه اقتحام قوات النظام المكان،
الفارغ من السكان والحياة، وبقاؤها
فيه بضعة أيام. بعد ذلك تنسحب قوات
الأسد لأن بقاءها لم يعد يفيد في شيء،
وتنتقل إلى مدينة محررة أخرى لتقصفها
طوال شهر ثم تقتحم الفراغ مجدداً،
وهكذا... كلف هذا التكتيك
العسكري في الحرب بين الجيش الحر وقوات
الأسد نحو أربعة آلاف قتيل ومئات
الآلاف من النازحين، منذ بدء تطبيق خطة
أنان في العاشر من نيسان (أبريل) الماضي. من المحتمل أن روسيا
التي تحولت إلى ناطق باسم نظام دمشق،
رأت في انحسار سيطرته على الأرض،
وتصاعد وتيرة تفكك قواته المسلحة،
وتزايد عدد قتلاه من الجيش والأمن
والشبيحة، نذر شؤم بقرب تفكك النظام
نفسه وسقوطه. وما «خطة جنيف» إلا
محاولة جديدة من روسيا لإنقاذ النظام
الذي نجح نجاحاً باهراً في تحويل
التظاهرات السلمية إلى ثورة مسلحة
أخذت تدق أبواب دمشق والمحيط القريب
لقصر المهاجرين. ============== تفاهم
دولي على خروج الاسد واقاربه وبقاء
النظام الجمعة ٦
يوليو ٢٠١٢ راغدة درغام الحياة اختصر أحد المشاركين
في اجتماع جنيف الجمعة الماضي حول مصير
الوضع في سورية ما حدث بأنه سجّل نقطة
تحول بين مرحلة «اللاعمل واللاقرار»
ومرحلة الإنذار عبر «إعطاء الفرصة
الأخيرة». وقال: «إنها مرحلة بناء جسر
العبور». هذا المصدر الرفيع المستوى
وصف الاجتماع الذي ضم وزراء خارجية
الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس
الأمن ووزراء خارجية العراق والكويت
وقطر وتركيا والأمين العام للأمم
المتحدة وجامعة الدول العربية إلى
جانب المبعوث الأممي والعربي كوفي
أنان بأنه كان اجتماعاً صعباً ومهماً
في آن. وقال: «أجزم أنه حصل تفاهم روسي
أميركي على معالجة الأزمة السورية من
دون مواجهة وإنما من خلال التعاون.
واتفق الطرفان على مبدأ عدم عسكرة
الصراع». مشارك آخر في
اجتماعات جنيف وصف الأجواء بالعكس
تماماً. وقال إن كل طرف تشبث برأيه وإن
وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف كان
عنيفاًَ في مواقفه وفي اللهجة التي
خاطب بها الآخرين لا سيما نائب رئيس
الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن
جاسم ووزير خارجية تركيا. وبحسب هذا
المصدر، لم يسفر اجتماع جنيف عن جديد
وإنما كشف أكثر فأكثر اعتزام روسيا على
شرعنة حقها بتزويد النظام السوري
بالسلاح تنفيذاً لصفقات أُبرِمَت بين
الحكومتين وإصرارها في الوقت ذاته على
عدم شرعية تسليح المعارضة من قِبَل
الدول التي تدعمها. الرأيان المتناقضان
يعكسان الواقع الروسي في محاولته
إتمام «الصفقة الكبرى» Grand Bargain بما
فيها ضمان تميّزه دولياً كلاعب يتساوى
مع الدولة العظمى الوحيدة، الولايات
المتحدة الأميركية، يعلو على اللاعبين
الإقليميين. يعكسان أيضاً فنّاً في
التفاوض لا يأبه بالصورة التي يتركها
الدب الروسي لدى الرأي العام بقدر ما
يدرك أن التمادي بالارتباط دموياً
بمجازر وقمع سيرتد عليه. يعكسان مزيجاً
من القوة والضعف في المواقف الروسية
يترك آثاره في ذلك النمط من إنصاف
الخطوات. الخلافات الحادة
التي برزت في اجتماعات جنيف كانت
ثنائية حيناً وكانت ذات نزعة فوقية من
جهة الدول الخمس الدائمة العضوية في
مجلس الأمن. فلقد نقلت المصادر أن هذه
الدول اتفقت على صيانة تميزها وتفوقها
ودعمت الدول الغربية روسيا والصين
عندما تعالتا على قطر وتركيا
وخاطبتاهما بفوقية على أساس أنه لا يحق
لهذه الدول أن «تتدخل» في شؤون
وإجراءات مجلس الأمن لتطالب بفصل سابع
أو لترفض تعديلات روسية وصينية. إنما الفكرة
الأساسية وراء توجيه الدعوة إلى رؤساء
مجموعات إقليمية، مثل وزير خارجية
العراق هوشيار زيباري بصفته رئيس
الدورة الحالية لجامعة الدول العربية،
كانت من أجل العمل على إيجاد لغة
توفيقية وتفادي الصدامات. وبحسب
المصادر، وصل النقاش مرحلة حرجة بين
الدول الخمس، وبين روسيا والصين من جهة
وقطر وتركيا من جهة أخرى. وأوشك
الوفدان الروسي والصيني على المغادرة
مهددين بأنه إذا لم تؤخذ تعديلاتهما في
الحساب فإنهما على استعداد لمقاطعة
الاجتماع. وقالت المصادر إن الروس
بالذات استاؤوا جداً من تركيا وقطر على
أساس أنه «لا يحق» لهما التدخل في نص
لمشروع قرار يخص مجلس الأمن وأن عليهما
ألا يتصرفا وكأنهما عضوان في المجلس. لكن الخلافات
الأساسية كانت بالقدر نفسه من الحدة لا
سيما عندما أدخلت روسيا عنصراً جديداً
على إحدى النقاط الست في خطة كوفي أنان
التي تطالب بسحب القوات العسكرية
الحكومية والآليات المسلحة التابعة
لها من المدن. فلقد وضع الوزير الروسي
أكثر من دولاب في العجلة على نسق
تساؤله: مَن يضمن جانب المعارضة في
المعادلة وهي تحتل مدناً كاملة؟ ومن
يقوم بتنسيق الانسحاب المتزامن؟ وكان هناك جدال طويل
حول الحكومة الانتقالية في سورية ومَن
سيكون المفوّض حكومياً للحوار، وهو
أمر أوضح ممن سيكون مفوّض المعارضة
المشتتة للحوار. فالمحاور الحكومي
أسهل إيجاده من محاور المعارضة. المصادر قالت إن
الكلام في جنيف لم يتطرق صراحة إلى
بقاء أو ذهاب الرئيس السوري بشار الأسد
إنما الانطباع كان جليّاً لدى الجميع
بأنه لن يشارك في الحوار الذي ستبدأ به
الحكومة الانتقالية وإنما سيفوّض
المهمة إلى الشخص المناسب. وكان هناك
خلاف حول تشكيلة الطرفين ومَن يخضع
لموافقة مَن وتم التفاهم على التوافق
الثنائي المتبادل بالتراضي. كان هناك أيضاً خلاف
جذري حول استصدار قرار عن مجلس الأمن
بموجب الفصل السابع من الميثاق يضع
تنفيذ خطة كوفي أنان في مرتبة الالتزام
ومحاسبة مَن لا ينفذ بنودها. ما تم
التوصل إليه في جنيف كان خطوة حل وسط
انتقالية اتكأت إلى صدور بيان متفق
عليه يلقيه وزير خارجية بريطانيا
وليام هيغ باسم الدول الخمس الدائمة
العضوية يعلن فيه التمسك بخطة أنان
واعتزام مجلس الأمن النظر في ضمانات
تنفيذها. وفي حال فشلت الجهود الجارية
خارج المجلس، تتم العودة إلى مجلس
الأمن نحو الفصل السابع. خلاصة ما خرج به
المشارك العربي الرفيع المستوى هو أنه
«للمرة الأولى، لمست في جنيف تفاهماً
روسياً وأميركياً تعدى الخطوات
المتراكمة حتى قمة العشرين التي جمعت
الرئيسين باراك أوباما وفلاديمير
بوتين وتعدى زيارة وزيرة الخارجية
الأميركية هيلاري كلينتون إلى موسكو
وزيارة بوتين إلى إسرائيل». وأضاف المصدر: «قد لا
يكون الاتفاق واضحاً بحذافيره، إنما
هناك تفاهم على أن يخرج الرئيس السوري
وأقاربه من سورية، إنما الدولة تبقى.
أي تبقى قيادات علوية لتتحكم بالأمور
على نسق النموذج المصري» في إشارة إلى
دور المجلس العسكري في الحفاظ على
الدولة بعد تفكيك العائلة والنظام. الحذافير مهمة،
والشيطان في التفاصيل. وحتى الآن، ما
زال الحسم والجزم في قنوات المقايضات
والشكوك المتبادلة. أحد السياسيين
المخضرمين في منصب عالٍ في حكومة عربية
قال: ما هو الذي تريده روسيا ولم تحصل
عليه بعد؟ هذا سؤال في محله لأنه طالما
الوضوح بعيد المنال، هذا يعني أن هناك
شيئاً ما تريده روسيا من طرف أو أطراف
ما، ولم تحصل عليه بعد. المعارضة السورية
تبدو وكأنها لا تستوعب معادلة المواقف
الدولية والترابط بين الاستراتيجيات
والمصالح العالمية للدول الكبرى. إنها
مشتتة وضائعة أحياناً وهي ذات فكر
سياسي ينصّب على مسائل محددة مثل إقامة
مناطق حظر وممرات آمنة ووعود طيران
وحماية بالقوة. واقع الأمر أن أميركا
لا تريد هذه الإجراءات وهي وافقت روسيا
على ضرورة عدم عسكرة النزاع. هذا لا
يعني أن واشنطن تريد بقاء الرئيس أو
النظام. إن أسلوبها يعتمد أكثر على
الحث الدؤوب على انشقاقات في صفوف
الجيش وعلى التفاهم مع روسيا على
رعايتها العملية الانتقالية السياسية
في سورية ضمن تفاهمات أكبر. ما حدث في اجتماعات
المعارضة في القاهرة يدل على تقصير في
الوعي السياسي لدى أطراف في المعارضة.
مبدأ المقاطعة لاجتماعات كالتي
استضافتها جامعة الدول العربية في
القاهرة يدل على قصر النظر. ومعارضة
الداخل تحتاج وعياً أكثر لكيفية قراءة
مواقف الدول الكبرى. أخطاء على نسق حرق
الأعلام الروسية كما حدث سابقاً يجب
ألاّ تُرتكب. مقاطعة اجتماع للم شمل
المعارضة يجب ألا تحدث. روسيا لديها مصالح
كبرى بغض النظر عن قصورها أخلاقياً
تجاه الشعب السوري وإخضاع تطورات
سورية لمعادلات المصالح الروسية.
الروس خائفون على مصالحهم وخائفون من
التطرف الإسلامي وخائفون من الإرهاب
وخائفون من الانتفاضات العربية
وخائفون من تدخل الأمم المتحدة في
قضايا داخلية قد تؤدي إلى تدخلها في
الشيشان. الروس ثاروا ضد إهانة
استبعادهم عن رسم النظام الإقليمي
الجديد واعترضوا على قرارات غربية
انفرادية. إنما هذا لا يعني أن روسيا في
وضع تُحسد عليه. إنها في موقع يستحيل
عليها الاستمرار به، ولذلك إنها تستعد
للمقايضات الكبرى. الاتفاق في جنيف على
تشكيل حكومة انتقالية في سورية لم تلوث
يدها خطوة مهمة لروسيا قابلة للتطوير.
المشكلة الأكبر قد لا تنحصر في العلاقة
الروسية – الأميركية وماذا تحصل عليه
موسكو من واشنطن. لعل أحد أهم جوانب
المشكلة أو العثرة هو في علاقة روسيا
مع تركيا ومع دول مجلس التعاون الخليجي.
وفي صلب هذا الخلاف أو الاختلاف سورية
وكذلك إيران، استراتيجياً كما نفطياً
كما في مجال العقود الثنائية التجارية
والسياسية. فالحظر النفطي
الأوروبي على إيران يرافقه رفع
الإنتاج النفطي السعودي. رفع الإنتاج
حفاظاً على انخفاض الأسعار يغضب موسكو
ليس فقط من ناحية الضرر بإيران وإنما
أيضاً من ناحية الضرر الاقتصادي
لروسيا. ثم انه لا يوجد تبادل تجاري أو
استثمارات بين روسيا ودول مجلس
التعاون الخليجي. هناك تحالف خليجي –
غربي (ومصري أيضاً اليوم) ليس من مصلحة
روسيا أن تكون خارجه. موسكو تعترض على
هذا الواقع في مجلس الأمن وفي سورية
عبر سياسة «التعطيل» المعهودة في
العصر السوفياتي. أحد المخضرمين وصف
الفارق بين الصين وروسيا بقوله إن
معارضة الصين صامتة ومعارضة روسيا
صاخبة. المواقف بين دول الخليج وروسيا
متباعدة جذرياً في ناحيتي سورية
وإيران، إنما هناك حاجة الآن إلى البدء
بإصلاح العلاقة مع ابتداء موسكو
بالموافقة على حكومة سورية جديدة «ومن
خارج النادي» بحسب قول مراقب. فموسكو
بدأت إجراءات لها دلالة على الآتي إلى
سورية، من ضمنها استضافة أطراف
المعارضة السورية لإجراء حوار. العراق قرأ هذه
العناوين كما بدا واضحاً من خلال خطاب
وزير الخارجية هوشيار زيباري في
اجتماع المعارضة السورية في القاهرة
الذي تحدث بلغة «التصدي لأنظمة القمع
الشمولية» وأوضح «الالتباس» بأن
العراق «لم يكن محايداً» و «لم نكن مع
النظام ضد المعارضة والثورة السورية». هذه مواقف تعكس قراءة
لافتة للعراق قرر على ضوئها أنه يجب أن
يحسب حساب المستقبل الآتي إلى جيرته.
وبحسب مسؤول عراقي اشترط عدم ذكر اسمه
«استنتجنا، من خلال اتصالاتنا الدولية
ومراقبة الأوضاع ميدانياً، أن الوضع
الميداني يتغير لغير مصلحة النظام.
محافظات كاملة خرجت عن سيطرة السلطة
وباتت الحكومة حكومة شبيحة وعسكرية.
روسيا تحاور المعارضة وحتى إيران تفتح
قنوات للتحاور مع المعارضة. كل هذا أدى
بنا إلى اتخاذ مواقف أوضح وأقوى». متى الحسم؟ لا أحد
يملك الجواب القاطع. إنما الأكثرية
تقول إن الحل السياسي آتٍ قبل نهاية
السنة. هذا إذا لم تنسفه تطورات تفرض
العسكرة. ============== رأي القدس 2012-07-05 القدس العربي انشقاق العميد مناف
طلاس نجل وزير الدفاع السابق مصطفى
طلاس يشكل ضربة قوية للنظام السوري،
ليس لانه كان يتولى قيادة اللواء 105 في
الحرس الجمهوري فقط، وانما لانه
وعائلته واشقاءه يعتبرون من الدائرة
الضيقة الموالية للرئيس بشار الاسد. المتحدثون باسم
النظام كانوا يتباهون دائما بان
النظام متماسك بدليل عدم حدوث
انشقاقات كبيرة لسفراء وقادة عسكريين
ووزراء على غرار ما حدث في ليبيا
واليمن بعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية
المطالبة بالتغيير الديمقراطي، ولكن
اذا تأكدت المعلومات التي تفيد
بانشقاق العميد طلاس فان هذا فأل سيىء
لهؤلاء وللنظام في آن. من الطبيعي ان تلجأ
الآلة الاعلامية الرسمية السورية الى
بذل جهود كبيرة للتقليل من حجم هذا
الانشقاق واهميته، مثلما قال موقع 'سيريا
ستيبس' المقرب من النظام وأول من اعلن
هذا النبأ، ان هذا الفرار جاء 'بعد
تأكده من ان المخابرات السورية تمتلك
المعلومات الكاملة عن اتصالاته
الخارجية' واضاف انها اي المخابرات 'لو
شاءت احتجازه لفعلت'. هذه الرواية تستعصي
على الفهم مثلما يصعب القبول بها، لان
المخابرات السورية لا يمكن ان تسمح
لرتبة عسكرية قيادية في حجم العميد
طلاس بالفرار الى تركيا العدو الاكبر
للنظام السوري، والمقر الابرز لقيادة
المعارضة السورية. السؤال الذي يطرح
نفسه بقوة هو عن الخطوة المقبلة للعميد
الهارب، فهل سينضم الى المعارضة
السورية وينشط بالتالي في صفوفها، ام
انه سيفضل الانزواء بعيدا عن اي نشاط
سياسي معارض، خاصة ان اسرته ثرية تملك
اموالا طائلة، وربما ايضا لتجنب الحاق
اي اذى باسرته واقاربه الذين بقوا في
سورية. العماد مصطفى طلاس
وزير الدفاع السابق المخلص للرئيس
الراحل حافظ الاسد، والد العميد
المنشق يقيم حاليا في باريس الى جانب
ابنته، حيث تمكن من مغادرة دمشق تحت
ذريعة اجراء فحوصات طبية ولم يعد، حسب
المعلومات المتوفرة، وهي الطريقة
نفسها التي استخدمها السيد عبد الحليم
خدام نائب الرئيس السوري، مع فارق
اساسي وهو ان الاول، اي العماد طلاس لم
ينخرط في اي نشاط سياسي معارض للنظام
انطلاقا من العاصمة الفرنسية. الامر المؤكد ان
العميد طلاس الفار سيشكل صيدا ثمينا
لاجهزة الاستخبارات العربية
والاجنبية الداعمة للمعارضة، لانه
يملك كنزا من المعلومات العسكرية
والامنية التي لا تقدر بثمن بحكم موقعه
ورتبته وقربه من دائرة صنع القرار في
النظام السوري، ولكن من السابق لاوانه
الجزم بانه سيتعاون مع هذه الاجهزة،
طالما انه لم يعلن انشقاقه رسميا، ولم
يؤكد نواياه في معارضة النظام الذي
خدمه ووالده طوال السنوات الاربعين
الماضية. انشقاق العميد مناف
طلاس اذا تأكد خطوة على درجة كبيرة من
الخطورة، ليس لانه قد يؤشر الى وجود
شرخ في الدائرة الضيقة الموالية
للنظام، وانما ايضا من حيث كونه سابقة
ربما تشجع آخرين للسير على الدرب نفسه. من المؤكد ان الرئيس
بشار الاسد يعاني من صداع قوي منذ
سماعه بنبأ انشقاق العميد مناف الذي
يعتبر من اقرب اصدقائه، ان لم يكن صديق
عمره. ============== عامر أرناؤوط عكاظ 6-7-2012 حمل مؤتمر المعارضة
السورية المنعقد برعاية الجامعة
العربية مفاجأتين ومؤشرا بارزا؛ أما
المؤشر فكان حضور هيئة التنسيق
المعارضة من داخل سورية، وما يحمله ذلك
من دلالات بالغة الوضوح على التغير
الاستراتيجي في مسار الحضور الروسي
على خط نتائج لقاء جنيف.أما المفاجأتان
فشكلتهما كلمتا وزيري خارجيتي تركيا
أحمد داوود أوغلو، والعراقي هوشيار
زيباري الذي وصف أفعال النظام السوري
بجرائم الحرب منطلقا من خبرات
العراقيين في التعامل مع النظام
البعثي الذي حكم لعقود العراق، وأذاق
أهله الويلات معتبرا أن المسؤولية
الكبرى تقع على قوى التغيير التي لا بد
لها من صياغة تصوراتها المشتركة
لمستقبل سورية الحرة والديمقراطية
مذكرا بالمخاضات التي عاشتها
المعارضات العراقية قبيل سقوط النظام
هناك .الكلام الجريء غير المسبوق
للوزير العراقي عززه الوزير التركي
بضرب موعد للحاضرين بأن يكون اللقاء
المقبل في دمشق. ما ألهب مشاعرهم
وأعطاهم جرعة من الأمل بغد يحمل التحرر
والعزة لشعبهم وقواه الحية .هذا
المؤتمر الحاضر والفاعل في توقيته
وأجندته يشكل استكمالا واضحا لآليات
خطة جنيف التي تفترض وجود معارضة موحدة
على مستوى الرؤية السياسية؛ ما يؤدي
إلى صياغة عملية سياسية متكاملة تحقق
ثلاثة أمور أولا: استدراج روسيا إلى
المربع السوري من زاوية الإجماع
الدولي، وإنهاء حالة المواجهة الساخنة
معها المرتبطة مع خيارات مواجهة
حضورها المتجدد على الساحة الدولية
والإقليمية كلاعب أساسي لا يمكن القفز
فوق رغباته، أو تجاهل مصالحه. وثانيا:
تكريس المعارضة السياسية في المرحلة
المقبلة كلاعب شرعي دائم الحضور في
النسخ المتعددة التي قد تطرح على طاولة
إنهاء الأزمة السورية. وثالثا وأخيرا:
إرغام النظام السوري على تجرع الكأس
المرة بالجلوس على طاولة الحوار، وهو
ما سيحدث تشققات وصدوعا في جسم الحالة
الأمنية والنفوذية حول الرئيس الأسد
غير القابلة للمرونة أو الحياة مع
الحالات السياسية العميقة ما سيجعل
موعد أحمد داوود أوغلو في دمشق قريبا
جدا وغير بعيد. ============== مؤتمر
جنيف .. والبازار الروسي !؟ محمد بن حمد
البشيت عكاظ 6-7-2012 كان من المتوقع أن
ينتهي مؤتمر جنيف الأخير، عن «مجموعة
العمل» حول سوريا، دون الوصول إلى أي
إيجابية ملموسة تبشر بإيقاف جرائم
طاغية دمشق، ولكن رغم فشله، إلا أن
براعة السيد كوفي عنان، استطاع جمع
كبار الفرقاء المتخاصمين حيال سوريا،
وأن يجر الروس إلى عدم الممانعة من
رحيل الأسد، وإقناعهم بأنه من الصعب
استمرار بقائه في الحكم، لذلك بدأت
روسيا بالتقدم بالمفاوضة من أجل بقاء
مصالحها مع الدولة السورية القادمة،
بمعنى أن البازار الروسي بدأ العد
التنازلي للمقايضة على الأسد
..!!. فما أتى في مداولات
مؤتمر جنيف، وإن شابها المماطلة
والتسويف دون حسم، فإن الخطة
الانتقالية للسلطة أخفت في طيها
الكثير من الأمور المهمة، التي لم تعلن
بموجب التقرير الصادر عن «مجموعة
العمل» والتي تركت غامضة. فقال بعض
المؤتمرين: إن الأسد سيزاح من السلطة
وسيبقى في الأراضي السورية والقليل من
كوادر حزبه النافذين سيسمح لهم
بالمشاركة في العملية الانتقالية
للسلطة، وفق رغبة روسيا والصين !!
تماهيا مع الرغبة الإيرانية للحفاظ
على مكتسباتها الآنية مع حليفها
السوري، فيما لو تمت إقامة دولة علوية
بالساحل السوري، وربما لأجل ذلك ما
يقوم به النظام في عملية التفريغ للمدن
السورية كحمص وحماة واللاذقية. التناغم الغربي حيال
عدم حل المشكلة حاليا، هو الهروب
للأمام، من ناحيتين، الأولى: أن أمريكا
لا تريد حل المشكلة إلا فيما بعد
الانتخابات الأمريكية وما يصدر عن
هيلاري، (عبارة عن تصريحات مطاطية)
كقولها سترحل تقرير اجتماع جنيف للأمم
المتحدة.. ثانيا: روسيا،
والصين، وإيران ولو من بعيد، راغبون في
إطالة أمد الحرب الدائرة على أمل أن
ينتصر الأسد على المتظاهرين بالقضاء
عليهم.. ولكن كما يقول المثل «حساب
الحقل لم يتوافق مع حساب البيدر» فقد
زلزلت الثورة السورية الصامدة زهاء
سنة ونصف، قلاع الطغيان الموشكة على
السقوط.
============== د. جلال فاخوري الرأي الاردنية 6-7-2012 يعيش العالم المعاصر
بتناقض وتعقيد ملئ بالأزمات
والصراعات، ورغم أن العالم المعاصر
حقق للبشرية مالم تكن تحلم به من تقنية
ورفاهية إلا أنه اقترب كثيراً من كارثة
الفناء الجماعي حيث فقد السيطرة على
مصيره وتزايد إحساسه بالتلاشي أو
التهميش وأصبحت أزمته بالحفاظ على
الاستمرار في الحياة ونقل هذه الحياة
إلى الاجيال القادمة. إن المشكلة السياسية
العالمية تتضمن مشكلة أساسية هي
التعايش العالمي على اختلاف الانماط
والاشكال والالوان وربما كان من أهم
مستلزمات التعايش والبقاء الوعي على
العالم المعاصر والوعي على أزماته ومن
ثم التعامل مع تطوراته. وتعتبر الازمة
في سوريا أحد أهم وأعقد الازمات
والصراعات لكونها تجسد اتجاهين يصعب
تلاقيهما وهما إما التبعية أو التحرر
أو كما يقال إما السير باعوجاج أو
السير باستقامة. لقد أثبتت الازمة في
سوريا أن للسياسات المتصارعة والمصالح
والاهداف بشكل عام القدر نفسه من
الحضور والفاعلية على مجمل التطورات
والاحداث العالمية. ولم يشهد التاريخ
يوماً توترات وتصارع مصلحي وأهدافا
متعارضة كما تشهدها الحرب على سوريا.
ونظراً لفقدان العدالة الدولية
والتساوي في التعامل الدولي بين دولة
وأخرى فقد تحركت دول باتجاه الانتصار
للعدل والحرية كان يعتقد أن انهيار
منظوماتها قد عصف بها وأفقدها القوة
على الحركة. يقول الباحث فريدريك
واتكنز ان اختلاف الايديولوجيات
والنظرة إلى البشرية استطاع أن يصبح
قوة هائلة واستطاعت أن توقف تدهور
العربة أو الحد من سرعتها، ولذا فهي
قادرة على ايقاف بعض الصراعات أو تبرير
تصاعدها. فأميركا كزعيمة
القطب الواحد في العالم تواجه اليوم
أزمة عميقة وكبيرة ليس من السهل
التخفيف من حدتها وهذه الازمة تتمثل في
أمرين احدهما الأزمة المالية التي
تعصف بها وثانيهما وقوف روسيا والصين
كدولتين عملاقتين في مواجهة النظرة
الاميريكية لسوريا. والمراقب المحلل
والمتطلع جيداً على المناكفات
الاميريكية من جهه والروسية والصينية
في المحافل الدولية والمتابع
للتصريحات الروسية والصينية بخصوص
الازمة في سوريا يخرج بتحليل عميق هو
ان القطبية الاحادية بدأت تخرج عن
سكتها باتجاه التوازن العالمي وأعني
بروز دول كبرى كأقطاب عالمية تحد من
سلطة القطب الواحد. ومن يستمع
للتصريحات الروسية حول التوازن
العالمي من خلال الازمة في سوريا يدرك
بداية تغير الوجه العالمي إذ يقول
فلاديمير بوتن ان الازمة في سوريا
مرتبطة بتغير وجه العالم. وبذلك ربط حل
الازمة في سوريا بإعادة التوازن
العالمي. إن ربط الازمة في
سوريا بالتغير العالمي يؤشر بعمق
وصراحة على أن الازمة في سوريا ليست
عابرة أو يمكن تغيير الوضع في سوريا
بالسهولة التي يتمناها الكثيرون. وحين
قيل أن سوريا ليس كبقية ما يجري في
الارض العربية فان المقصود به وزن
سوريا في المنطقة ومدى تأثيرها
الاقليمي والدولي. واللافت للانتباه في
الوضع الدولي حول سوريا أن الذهن
الاميركي الذي كان يرغب باستمرار
الهيمنة قد بدأ يتغير بل وربما تتغير
سياسته أمام قوى دولية بدأت تبرز وتملك
حق إيقاف الطموح لامتلاك الشعوب
والحريات وتفصيل العالم على رغبتها
كما ظهر واضحاً في مؤتمر جنيف. السؤال المطروح بقوة
وإلحاح: هل كان العالم بحاجة إلى ثورات
عربية لتقلب وجه العالم؟ سؤال نضعه
برسم الإجابة عما يجري في سوريا. حيث لم
تستطع أي دولة عربية جرت فيها احتجاجات
وتمرد أن تغير وجه العالم كسوريا. وهل
تملك سوريا روحاً اسطورية للاستمرار
في الصمود لتغيير العالم؟ الايام
القادمة ستشهد. ============== راجح الخوري 2012-07-06 النهار خرج سيرغي لافروف من
مؤتمر جنيف على خلاف مضمر وتناقض صارخ
مع انداده وزراء خارجية اميركا وفرنسا
وبريطانيا. ظهر هذا جلياً في التصريحات
التي سمعناها تقول ان الاسد انتهى، في
حين حافظ لافروف على لغته الخشبية التي
تموّه الحقائق بالقول ان اي تغيير يجب
ان يأتي على يد الشعب السوري، هذا في
وقت تستمر موسكو اولاً في شحن الاسلحة
الهجومية الى النظام السوري المنهمك
في تدمير المدن والاحياء على رؤوس
اهلها، وثانياً في تعطيل الموقفين
الدولي والعربي عبر استعمال "الفيتو"
في مجلس الامن. رغم فشل "مؤتمر
جنيف" يرى لافروف الشيوعي المتزمت
سابقاً والذي برع في محاولات تمويه قمع
فلاديمير بوتين الثورة والمعارضة في
روسيا، ان لا معنى لمؤتمر اصدقاء سوريا
الذي يعقد اليوم في باريس والذي يتغيب
عنه في سعي واضح الى جعل الازمة
السورية "مسؤولية روسيا حصرية"
فهي ترى ان ما يجري هو مجرد شيشان جديدة
لا ينفع فيها غير سحق المعارضة
بالدبابات والطيران، وحتى عندما
تستقبل موسكو عناصر من المعارضة
فستسعى الى شرذمة صفوف المعارضين! تحدثت الانباء امس عن
ملاسنة جرت في جنيف بين لافروف والشيخ
حمد بن جاسم ونبيل العربي اللذين طالبا
بوضع اي اتفاق في المؤتمر تحت الفصل
السابع من ميثاق الامم المتحدة وهذا
ليس بجديد، لكن لافروف رد في مطالعة
محاولاً اتهام "بعض الدول" بتحديد
مصير المنطقة في اشارة ضمنية الى قطر،
ما دفع الشيخ حمد بن جاسم الى سؤاله:
وهل توجه الكلام الى قطر كونها دولة
صغيرة؟ وهنا تجاوز لافروف حدود
الفظاظة بالقول ان الدول متساوية إلا
في كبر العقل وصغره! هذا صحيح تماماً
وخصوصاً بعدما برهن مسار "الربيع
العربي" ان ثمة دولاً صغيرة فيها
عقول كبيرة وسياسات كبيرة وان ثمة
دولاً كبيرة فيها عقول صغيرة وسياسات
صغيرة، يكفي في هذا السياق العودة
مثلاً الى بدايات الثورة الليبية
واجراء مقارنة بين سياسة موسكو وعقلها
"الكبير" عندما عارضت بقوة اي
تدخل لوقف هجوم قوات القذافي ضد بنغازي
ومصراتة والمدن الاخرى مستعملة
الدبابات والصواريخ والطيران، وبين
سياسة قطر وعقلها "الصغير" عندما
رفعت الصوت حماية للشعب الليبي وحركت
الجامعة العربية داعية الى وقف حمام
الدم. حتى لحظة سقوط
القذافي ظل عقل موسكو «الكبير» يعارض
التدخل، ولو نجح في ذلك لكان
الديكتاتور المهرج ذبح الشعب الذي
تتغنى موسكو بالحرص عليه، وحتى بداية
التدخل العسكري في ليبيا ظل عقل قطر
"الصغير" يحاول عبثاً اقناع
القذافي بوقف استخدام العنف القاتل ضد
الشعب. ولأن موسكو ترجح
مصلحتها مع الاسد على مصالحها مع
العالمين العربي والاسلامي أولم يحن
أوان طرد سفرائها من المنطقة لعل عقل
موسكو"الكبير" يستيقظ! =========================== الشعب
وجهاً لوجه مع «الصفقة الدولية» الخميس ٥
يوليو ٢٠١٢ الحياة علامَ
اتفقوا في جنيف؟ على الشروع في المرحلة
الانتقالية بعد النظام السوري. وعلامَ
اختلفوا؟ على تنحي/ رحيل الرئيس السوري.
فهل اتفقوا اذاً؟ لا، لم يتغيّر شيء
على الأرجح. والدليل: اللغة الخشبية
الروسية صامدة، لغة التمنيات
الاميركية مستمرة، ولغة بائع الأوهام
كوفي انان لم تتبدّل بل زادت سوءاً مع
اشارته الى أن «العملية» تحتاج الى «سَنَة».
فإما أنه واثق بما يقول وإمّا أنه يحلم.
لم يحصل على الجديد الذي أمل به من «مجموعة
الاتصال» هذه. كانت محطة جنيف
تمريناً آخر على الاختلاف ذاته بين
المعسكرين: الروسي - الصيني المستقوي
بمجازر النظام السوري، والاميركي -
الفرنسي - البريطاني المحرج بتضحيات
الشعب السوري وتصميمه. المساومة
الحقيقية لم تبدأ. التفاهمات
الاميركية - الروسية لم تبلغ النقطة
الحاسمة بعد. سُحبت من ورقة انان
الأعصاب والعضلات وكل ما يمكن أن يوضح
معالم الطريق الى «العملية السياسية».
لم يقل أحد أن هناك آليات عمل، أو جدول
زمني. استُبعد البند السابع من ميثاق
الأمم المتحدة. فلا إلزام للنظام، لكن
أحداً لن يستغرب اذا ابدى استعداداً لـ
«الالتزام»، على غرار ما فعل بمبادرة
الجامعة العربية وبـ «خطة انان»، ما
يمنحه هامش الوقت والمناورة لجولات
دموية اخرى. ثم أنه مستعد لـ «الحوار»،
اذا توفّر المحاورون، حتى أنه جهّز
حكومته الجديدة بـ «وزير للمصالحة
الوطنية». جنيف كانت تعبيراً عن
تفاهم اميركي - روسي، يتجدد خطوة خطوة،
ويسير ببطء في اتجاه أن يصبح «صفقة» لا
تريد الولايات المتحدة أي كلفة فيها
لباراك اوباما في سنته الانتخابية. كل
من الطرفين بات يعرف حدود الآخر. أقصيا
ايران عن «مجموعة الاتصال»، اذ حاولت
موسكو ادخالها الى خريطة النفوذ
الاقليمي من الباب السوري، لكن واشنطن
ترفض الخلط بين الملفات، فلا اقحام
لقضية الشرق الاوسط وتعثر المفاوضات
مع سورية لئلا تطلب اسرائيل حق النظر
في التسوية الجاري طبخها، ولا تعاطي مع
طهران إلا بعد حل الأزمة النووية.
وتدرك موسكو أن انعدام المصالح
الاميركية في سورية يشلّ واشنطن، ما
يترك لها الساحة لتفرض شروطها، فتحاضر
بعدم التدخل وعدم فرض أي شيء لكنها
تتحدث من موقع تدخلي جداً وتستهزئ بدم
الشعب السوري بلهجة فرضية جداً.
وبمقدار ما يبدو الاميركيون مسلّمين
للروس بأن اللعبة لعبتهم بمقدار ما
يتعاملون مع الوضع السوري بمجرد تمني
التغيير من دون تبنيه. لكن طالما أن
الأمر في يد الروس فلماذا لا يتحركون،
وهل باتوا حقاً مستعدّين للإقدام، وهل
لديهم الارادة، والأهم هل يستطيعون؟
هنا، ثمة شكوك، لأن نقطة قوتهم
المتمثلة بالنظام صارت هي نفسها نقطة
ضعفهم، ثم أن موقفهم المفضوح ضد الشعب
أوجد هوة شاسعة بينهم وبين الأرض مع
إدراك الجميع واعترافهم الآن، بمن
فيهم المعارضة في الخارج والداخل، بأن
قرار الثورة في يدها ولا يمكن لجمها
حتى بحجب السلاح أو المساعدات عنها. وكانت جنيف أيضاً
فرصة لرصد العراق وقد حسم موقفه
أخيراً، فرئاسة القمة العربية (التي
يمثلها) في موقع، والأمانة العامة
للجامعة العربية في موقع آخر. العراق
كان مؤيداً لعدم «فرض الحل»، من قبيل
الاستقلالية والحياد، كما قيل، لكن
الحياد لا يستقيم بين القاتل
والمقتول، بين الطاغية والضحايا. نسي
العراقيون من أين أتوا، وكيف ومن أجل
ماذا، فأصبحوا في صف المدافعين عن
النظام السوري الذي يدّعون أنه «نقيض»
النظام العراقي الحالي، إلا اذا وجب
تصديق من يقولون أنه توصل بدوره الى
انتاج «ديكتاتورية جديدة». ومن جنيف الى القاهرة
حيث التأمت أطياف المعارضة وكان
مطلوباً منها أن «تتوحّد» في «وثيقة
عهد» تكون بمثابة دستور للحكم المقبل.
أي أن تضع «تصوراً لنظام تعددي
ديموقراطي لا يميز بين السوريين»، وأن
تحدد الأولويات وتبعث برسالة طمأنة
الى الشعب السوري في الداخل والى
المجتمع الاقليمي والدولي بأن المرحلة
الانتقالية «ستستجيب تطلعات الشعب
السوري وآماله». بل المطلوب من
المعارضة أن تطمئن روسيا (بموجب
تفاهمات كلينتون - لافروف) وايران (بموجب
تضامن موسكو - طهران)، من دون أن يكون
لديها ضمان واحد بأن الروس
والايرانيين في صدد التخلي فعلياً عن
النظام. صحيح أن واشنطن تحدثت عن «ضمانات
صلبة» لدى المعارضة بأن الاسد لن يشارك
على الاطلاق في أي حكومة يتفق عليها،
إلا أن هذه الضمانات الاميركية لا قيمة
لها ويلزمها من يضمنها هي الاخرى.
فالشعب السوري سمع الكثير من الكلام
الدولي خلال الشهور القاسية الطويلة،
ولم يرَ سوى مساومات على دمه لا علاقة
لها بـ «الضمانات» المتوقعة منه. كانت
المعارضة تعرف، ولعلها عرفت أكثر، من
خلال الحضور العربي والتركي والمواكبة
الدولية المباشرة للقاء القاهرة، أنها
مدعوة الى قرار صعب لا يكمن في الوثيقة
المطلوبة منها وإنما في الموافقة على
اجتراع أكثر من كأس سم واحدة في آن، ولا
ضمانات لديها. والأخطر أنها قد تواجه
رفض صارماً من الثوار في الداخل. هناك رابط بين جنيف
والقاهرة، بين جمع المعارضات ولقاء «مجموعة
الاتصال»، ويُفترض أنهما متكاملان تحت
مظلة «خطة انان». اذ يمكن المبعوث
الدولي - العربي أن يتأبط «اتفاق»
الدول الخمس الكبرى و «وثيقة»
المعارضة ليبلغ الرئيس السوري أن
الظروف تأمنت للبدء بـ «عملية سياسية».
قبل ذلك ينبغي أن تكون روسيا مهّدت
الطريق بإحاطة بشار الاسد بمضمون
تفاهمها مع الولايات المتحدة، وإلا
فإن انان لن يتمكن من التحرك ولو خطوة
واحدة. اذ أن الخطوة الأولى بالغة
الأهمية، وهي الكفيلة بكشف حقيقة ما
حصل في جنيف وهل كان «اتفاقاً» يستبطن
تنحي الاسد أم يستبقيه ليرعى تشكيل «الحكومة
التعددية الانتقالية» المرتقبة من «الحوار»
المزمع اطلاقه. وفي حدود ما أمكن فهمه
عن النيات الروسية فإنها ستبقى لفترة
طويلة بحاجة الى النظام بما فيه رأسه،
وهي ليست مستعدّة للعب النظيف خلال «الحوار»
اذا قدّر له أن يحصل. ذاك أن عقدة
العُقد ستبقى الأمن وأسلحته وأجهزته
وبالأخص مستقبله الذي ترى روسيا أنها
معنية به على نحو خاص. لم يرد في «اتفاق
جنيف»، رغم اقترابه من «السيناريو
اليمني» ولو مموّهاً، أي اشارة الى آلة
العنف النظامي سواء بإعادة هيكلتها أو
بضبطها. فكيف يتصوّر «المتفقون» في
جنيف أن تكون هناك «حكومة انتقالية
تملك الصلاحيات التنفيذية كاملة» في
ظل جحافل البطش والإجرام، فهل تشمل تلك
الصلاحيات تغيير القادة الأمنيين
جميعاً، واذا لم تشمله فكيف لحكومة
كهذه أن تعمل؟ أسئلة كهذه لا بد أن
تُطرح جدلاً وإن كان الواقع لا ينبئ
بأن «الحوار» نفسه بات ممكناً. ================= المسألة
السورية في حسابات الصين رغيد الصلح * الخميس ٥
يوليو ٢٠١٢ الحياة كلما طالت الازمة
السورية وغرقت البلاد في المزيد من
الدماء والعنف، تعمق طابعها الدولي
ودور القوى الكبرى فيها. وحيث ان سورية
بلد مهم في المنطقة العربية، فإن
التدويل المتفاقم للازمة السورية يفتح
الباب امام تحويل المنطقة وبخاصة في
المشرق الى مسرح للصراع الدولي برمته.
وفي الآونة الاخيرة بدا وكأن اللعبة قد
اقتصرت على لاعبين اثنين: الحلف
الاطلسي بزعامة الولايات المتحدة الذي
يدعم المعارضة السورية، وروسيا التي
تدعم النظام السوري. هذا ما جعل البعض
يناقش موقف موسكو وكأنه هو العامل
الحاسم في استمرار الازمة السورية او
نهايتها. ينطوي التشديد على
اهمية الموقف الروسي تجاه الازمة
السورية على الكثير من الصحة. فلا ريب
في ان موسكو تملك الكثير من الوسائل
والاوراق التي يمكنها استخدامها
للتدخل في سورية. فباستثناء التدخل
بصورة مباشرة عبر ارسال السفن الحربية
الى مرفأ اللاذقية وتزويد القوات
السورية بطائرات الهليكوبتر، تستطيع
موسكو ممارسة ضغط غير مباشر على واشنطن
لتعديل موقفها تجاه المسألة السورية.
تستطيع موسكو، على سبيل المثال لا
الحصر، ان تقفل خطوط الاتصال والإمداد
التي تستخدمها الادارة الاميركية
لإسناد قواتها في افغانستان. هذا العمل
يضع القوات الاميركية الباقية هناك في
وضع صعب، ويساعد مقاتلي «طالبان» على
محاصرة هذه القوات وتسديد ضربات قوية
لها. قد تضطر روسيا الى
استخدام هذه الارصدة التي تملكها ضد
الولايات المتحدة واستطراداً ضد الحلف
الاطلسي، لو انها تقف وحيدة ومعزولة في
لعبة الدفاع عن مصالحها الحيوية في
سورية، وإذا استعر الصراع بينها وبين
واشنطن وحلفائها حول المسألة السورية.
بيد ان التباعد بين موسكو وواشنطن حول
هذه المسألة لم يصل الى حده الاقصى، ثم
ان موقف موسكو تجاه الازمة السورية هو
في الحقيقة موقف روسي-صيني. فللبلدين
وليس لروسيا وحدها، مصالح ضخمة في
المنطقة. وزعماء البلدين يدركون ان
الصراع على المنطقة هو، في الحقيقة،
صراع على مواقع في النظام الدولي. الصين حاضرة في ميدان
الصراعات الشرق اوسطية كما هي روسيا
ولكن مع اختلاف في نقاط التركيز
وأساليب العمل وأدوات التأثير. فروسيا
القريبة من مسرح الصراع على سورية
تستطيع التدخل بصورة مباشرة في
المنطقة، اما الصين البعيدة عن الشرق
الأوسط فليس من السهل ان تقوم بالدور
نفسه... اخذاً في الاعتبار هذا الفارق،
فإن المؤثرات الصينية في المسألة
السورية والشرق اوسطية تتجلى عبر
المسالك الآتية: اولاً: معارضة مشاريع
التدخل الغربي العسكري في سورية مع دعم
الجهود التي يقوم بها مندوب الامم
المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي
انان. ومن الملاحظ هنا ان موقف بكين
اتجه الى المزيد من التشدد بعد ان وصفت
وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري
كلينتون استخدام الصين وروسيا حق
الفيتو ضد مشروع غربي بصدد المسألة
السورية بأنه «يستحق الازدراء». فمنذ
شهر شباط (فبراير) الفائت تصاعدت حدة
التعليقات في الاعلام الصيني ضد
الولايات المتحدة وضد سياستها الشرق
اوسطية. في سياق هذه الحملة انتقدت
وكالة «شينخوا» الرسمية في مقال
افتتاحي الموقف الاميركي قائلة انه
بينما يتظاهر الاطلسيون بأنهم يتحركون
استجابة لاعتبارات انسانية، فإنهم في
الحقيقة يعملون «من اجل بسط هيمنتهم
على المنطقة». وساهمت صحيفة «الشعب»
اليومية الصينية الرسمية في هذا
المنحى التصعيدي حين نددت بالموقف
الاميركي قائلة انه تعبير عن سياسة
تفتقر الى اي مسوغ اخلاقي وأنها تتسم
بالطابع العدواني والمغرق في
الاستعلاء والغرور. ثانياً: تنمية
العلاقات الصينية-الروسية. ويمكن
القول هنا ان المسألة السورية لعبت
دوراً مهماً في التقريب بين الطرفين
بخاصة ابان الزيارة التي قام بها
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى
الصين خلال شهر حزيران (يونيو) المنصرم.
ففي هذه الزيارة بحثت تلك المسألة، كما
صرح سفير الصين في موسكو، في اطار دولي
اوسع ألا وهو تنمية وتطوير العلاقات
بين البلدين في اطار منظمة شنغهاي. وفي
اعقاب هذه الزيارة اتسعت التوقعات حول
مستقبل المنظمة بخاصة لجهة تحولها في
المستقبل الى ما يشبه ناتو اوراسياً. على وقع هذه
التطورات، ارتقت العلاقات الى «مستوى
غير مسبوق بين البلدين المتفقين على
المصالح الجوهرية والمقاربات
المشتركة للسياسة الدولية»، كما صرح
سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي.
وألمحت المصادر الديبلوماسية في
البلدين الى أن المشاورات التي تمت
خلال الزيارة شملت المسألة السورية
والاتفاق على خطوات عملية لدعم خطة
انان وتفعيلها في المستقبل. ثالثاً: تنمية
القدرات الصينية. ان بكين لم تتدخل على
نطاق واسع في الشرق الاوسط وفي المسألة
السورية تحديداً، ولكنها فعلت ما هو
اكثر من ذلك عندما اضطرت الولايات
المتحدة الى نقل ميدان الصراع الدولي
الرئيسي برمته الى شرق آسيا. فالصين
التي تسير بخطوات عملاقة على طريق
التنمية، تسعى بموازاة الصعود
الاقتصادي الى تحديث قواتها المسلحة.
ووفق معهد دراسات السلام (سيبري) في
استوكهولم، فإن موازنة الدفاع الصينية
تضاعفت خمس مرات بين عامي 2000 و2012 بحيث
باتت اليوم تقارب 160 بليون دولار. وعلى
رغم ان واشنطن تنفق ما يفوق اربعة
أضعاف ما تنفقه الصين اليوم، إلا ان
الاحصاءات التي قام بها معهد «سيبري»
ومراكز دراسات استراتيجية اخرى تقدر
ان الصين ستنفق اكثر مما تنفقه
الولايات المتحدة عام 2035. ما هي الغاية الرئيسة
من هذه السياسة الدفاعية؟ وأي علاقة
بينها وبين المسألة السورية؟ يجيب
اميركيون معنيون بالعلاقات الصينية-الاميركية
عن السؤال الاول بأن الصين تطمح الى
الاضطلاع بدور «القوة الاقليمية
المهيمنة على منطقة جنوب شرقي آسيا»،
وبأن هذا الطموح يتناقض مع مصالح
الولايات المتحدة الامنية الحيوية.
لمعالجة هذا الخطر الصيني المتفاقم،
اصدر الرئيس الاميركي اوباما وثيقة «الارشادات
الاستراتيجية» بصدد اعطاء الاولوية
لآسيا. تسترجع هذه الوثيقة المبادئ
العامة التي جاءت في وثيقة اصدرها
مساعد وزير الدفاع الاميركي بول
وولفوفيتز عام 1992. وتضمنت الوثيقة
تعهداً من الادارة الاميركية بالتحرك -
حتى المسلح - ضد اي تكتل اقليمي يتعارض
مع مصالح الولايات المتحدة. ولقد ندد
الكثير من الاميركيين الليبراليين
والديموقراطيين آنذاك، ومنهم جوزف
بايدن نائب رئيس الجمهورية الاميركي
الحالي، بهذه الوثيقة وبطابعها
العدواني. بيد ان الرئيس اوباما الذي
كان يقف مع الذين انتقدوا بقوة سياسات
بوش الخارجية، لا يجد اية مشكلة في
تنفيذ هذه السياسة. كما اثار قانون
وولفوفيتز انتقادات واسعة في الولايات
المتحدة، فإن السياسة التي تعتمدها
ادارة اوباما ضد الصين تثير انتقادات
موازية. لقد اعتبر نائب رئيس اركان
الحرب الاميركي السابق جيمس كارترايت
في محاضرة ألقاها خلال شهر ايار (مايو)
الفائت ان الغرض الرئيس منها هو «ابلسة
الصين، وهذا هدف مضر بالجميع». هذه السياسة ستطلق
سباق التسلح في آسيا وتفتح الباب امام
تجدد الحرب الباردة. فالولايات
المتحدة عازمة على ارسال ست حاملات
طائرات والكثير من السفن الحربية الى
السواحل القريبة من الصين، وعلى تعزيز
وجودها العسكري في الدول المجاورة،
وعلى اقامة حلف يضم الهند واليابان
واندونيسيا وكوريا الجنوبية وفيتنام
بغرض احتواء الصين ومنعها من التحول
الى عملاق اقليمي، ناهيك بالطبع عن
عملاق عالمي. وبديهي ان الصين لن تسكت
عن هذا التحدي وسترد عليه وإن اقتضى
الامر بعض الوقت. انه صراع دولي جديد
لن تنحصر آثاره في شرق آسيا فحسب، بل
سوف تطاول غرب آسيا ايضاً. واذا كان
تيودور روزفلت قد اعلن عندما دخل البيت
الابيض عام 1901 ان الصين وجوارها هي
منطقة حيوية بمعيار المصالح
الاميركية، فإنه لن يكون من الصعب على
زعماء الصين الصاعدة في عالم الاقتصاد
والسياسة والدفاع ان يعلنوا ان
المنطقة العربية، بما فيها سورية
بالطبع، الغنية بالثروات الطبيعية
وبالممرات الاستراتيجية، هي منطقة
حيوية في الحسابات الصينية. تبقى
الحسابات العربية وهي ضائعة حتى إشعار
آخر. ================= أكرم البني * الخميس ٥
يوليو ٢٠١٢ الحياة فشلت
المبادرة العربية، ولم ينفذ بند واحد
من خطة كوفي أنان، مثلما لن يتأخر
الوقت حتى يلقى مؤتمر جنيف لمجموعة
الاتصال حول سورية المصير نفسه. نجاح الحل السياسي
المقترح للصراع الدائر في سورية يتطلب
واحد من احتمالين، إما قبول الأطراف
الداخلية المعنية به وأولها وأكثرها
تأثيراً، النظام السوري، قبولاً جدياً
يضع الحل موضع التنفيذ، وإما، في حال
تعذر ذلك، أن تتكفل قوى خارجية بإكراه
النظام على ذلك، عبر استخدام مختلف
الضغوط، السياسية والاقتصادية من دون
استبعاد القوة العسكرية أو التلويح
بها. لا يدل المشهد
السوري، حتى اليوم، على وجود فرصة لأحد
الاحتمالين، فالنظام ليس بوارد
التراجع خطوة واحدة عن خياره الأمني
والعسكري، بل يتضح للعيان وبعد خمسة
عشر شهراً من تجريب مختلف وسائل القمع
بأن لغة القوة والعنف وسياسة التدمير
والتنكيل هي اللغة السائدة، بل هي
خياره الوحيد للحفاظ على سلطته ولسحق
ما يعتبره مجموعات مسلحة متآمرة،
بخاصة أنه خير من يعرف مخاطر السير في
الطريق السياسي ويدرك أن الدخول في
أجواء هذه اللعبة سوف يقضي على ما تبقى
من مظاهر هيبته وقوته، ويفضي خلال فترة
قصيرة إلى تفكيك بطانته وتعديل سريع في
توازن القوى شعبياً ولنقل إلى حضور
كثيف للناس في الساحات لتقرر مصيرها. «لا للحل السياسي» هي
عبارة تكثف موقف السلطة السورية
الحقيقي، ليس فقط بسبب بنيتها
المعجونة بمنطق القهر والغلبة، بل
لإدراك بعض رجالاتها بأنهم وصلوا إلى
نقطة اللاعودة، وإنهم بعد ما ارتكبوه
يخوضون معركة حياة أو موت، والأهم
لأنها تستند إلى اطمئنان خارجي مزدوج،
من الحلفاء والأعداء على حد سواء، فهي
مطمئنة بأن مصالح أصدقائها لن تسمح لهم
بتركها وحيدة في الميدان، فموقف ايران
وأنصارها في لبنان والعراق واضحة بما
يكفي لتجعل النظام متيقناً بأنه ضرب من
المحال التفريط به أو بموقعه لأنه
تفريط بما راكمته إيران من نفوذ طيلة
عقود. أما روسيا فقد تمثلت درس ليبيا
جيداً وتخوض غمار صراع دولي دفاعاً عن
النظام كي تحسن أوراقها التفاوضية ومن
دون أن لا تخسر آخر موقع نفوذ لها في
المشرق العربي. وبديهي أن تذهب إيران
إلى آخر الشوط وتدفع موقفها إلى
النهاية، لكن تبدو روسيا أقرب إلى
البحث عن مخرج سياسي، فهي تتحسب من
الغرق في الملف السوري، وتزداد حرجاً
من الأوضاع المأسوية التي تخلفها آلة
الدمار وتمادي النظام في القتل
والتنكيل، ومع ذلك تبقى موسكو حريصة
على أن لا يتجاوز جديدها السقف الذي
يفقدها التحكم بخيوط اللعبة، فهي تعرف
الحجم المتواضع لتأثيرها على النظام
السوري وحدود قدرتها لإجباره على قبول
تسوية سياسية، بخاصة إن تضمنت تنحية
الرئيس السوري. صحيح أن روسيا دخلت
بقوة على الخط السوري وبدت صاحبة
القرار في أهم المنعطفات لكنها تبقى
عاجزة عن فرض موقفها على النظام، ويصح
القول إن الكلمات التي يكررها الاعلام
الرسمي عن رفض الرضوخ لأية حلول تفرض
من الخارج تعني موسكو أيضاً كما تعني
غيرها. من جهة أخرى يبدو
النظام مطمئناً أيضاً إلى السياسات
الغربية التي لا تزال مترددة وتحجم عن
الدخول بقوة على الصراع السوري كما في
ليبيا واليمن، والأسباب متعددة، منها
التحسب من ردود أفعال أطراف المحور
الإيراني الداعمة للنظام، ومن حسابات
التكلفة في بلد لا يمتلك موارد
للتعويض، ومنها تفهم الهموم
الإسرائيلية وخشيتها من وصول سلطة
جديدة إلى الحكم في سورية تهدد أمنها
واستقرار المنطقة، عوضاً عن سلطة
خبرتها جيداً وأظهرت وفاء بعهودها،
ولا يمكن هنا إغفال الوقت الضائع قبل
الانتخابات الأميركية، لجهة حرص
أوباما على دخول مرحلة التجديد من دون
التباسات قد يجرها التصعيد في سورية،
أو لجهة الفائدة من تأخير المعالجة
السياسية لاستنزاف النظام وحليفه
الإيراني أطول مدة ممكنة. الاطمئنان المزدوج
يقفل باب السياسة ويطلق أيادي النظام
قمعاً وتنكيلاً ويزيد إصراره على
الحسم العسكري، وآخر دليل توظيف حادثة
إسقاط الطائرة التركية لتأكيد جدوى
المواجهة وللاستهزاء بالتصريحات
النارية لغير مسؤول تركي أو غربي
وللسخرية من المجتمع الدولي العاجز عن
الرد والتدخل. ويبقى أن استمرار
الثورة هو العامل الحاسم في فتح طريق
المعالجة السياسية، فعجز النظام عن
محاصرتها وكسر شوكتها سيزيد من تفكك
مؤسساته وآلته الحربية وأعداد
المنشقين واتساع المناطق التي تخرج عن
السيطرة، ومن حصول تحول نوعي في موقف
الفئات السلبية، وما سيعطي هذه
الظواهر أبعادها السياسية، تنامي
فاعلية قوى المعارضة التي تخطو هذه
الأيام خطوات جدية نحو رص صفوفها أو
على الأقل توحيد إيقاع سياساتها
وممارساتها. وهنا لا يغيب عن
البال احتمال حصول تغير في موقف بعض
أطراف السلطة، فالفشل في إخماد
الاحتجاجات، وحالة الإنهاك للقوى
العسكرية والأمنية، وتسارع التدهور
الاقتصادي، وتصاعد حدة الضغوط العربية
والدولية الراغبة في مخرج سياسي، يمكن
أن تفضي إلى تبلور قوى من داخل تركيبة
النظام نفسه تزداد قناعة بعجز الحل
الأمني وبضرورة المعالجة السياسية،
وتتنطح بداية ربما للمنازعة والمشاركة
في اتخاذ القرارات ثم المبادرة عند
اللزوم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. تكرار المشهد السوري
المأسوي لم يعد ممكناً، ولم يعد الهامش
أمام النخبة الحاكمة واسعاً كي تتصرف
بحرية وتتصدى للاحتجاجات بكل ما تملكه
من وسائل قهر وتدمير، متكئة إلى ردود
أفعال بطيئة ومترددة ولا ترقى إلى
مستوى الحدث ومعاناة الشعب السوري،
مثلما لم تعد بعيدة لحظة سقوط أوهام
العقل الأمني ولنقل لحظة إدراكه بلا
جدوى هذا العنف والتنكيل البربري
وبأنه قد يزيد التكلفة والأثمان،
وربما يؤخر موعد الخلاص، لكنه آتٍ على
أية حال. *
كاتب سوري ================= أمجد ناصر 2012-07-04 القدس العربي
النظام السوري يخيف
السوريين بكثرة الدم المسفوك، وكثرة
الدم القادر على سفكه بعدُ، وهو يخيف
العالم بهذه القدرة غير المسبوقة
لنظام (حتى بمعيار الثمانينات السوري
نفسه) على الولوغ في دم شعبه، إضافة الى
تهديده بأشباح 'القاعدة' وأشباهها التي
جلبها، بعنفه وتطرف حلوله العسكرية،
الى الساحة. لم تنجح سياسة الدم
الغزير والمزيد من الدم في الداخل
لكنها تنجح، للأسف في الخارج. فالعالم
الذي بدا غير مستعد لبقاء حسني مبارك
في السلطة (وهو الذي لم يسفك طوال أيام
الثورة المصرية ما يسفكه بشار الأسد في
يومين أو ثلاثة) يبدو مستعدا لبقاء
الأسد الابن. العالم نفسه الذي أرسل
طائرات الأطلسي كلها لتحطيم القذافي
وآلته العسكرية (ولا بأس، طبعاً بتحطيم
البنية التحتية الليبية في طريقها) لا
يني يقول لبشار وعائلته: ليس هناك تدخل
عسكري في سورية! لقد كرَّر الأطلسيون
هذا الكلام حتى بدا أن لا وظيفة
لراسموسن غير تكرار هذه الاسطوانة
المشروخة التي تقول للنظام، على نحو
غير مباشر، اطمئن.. فلن ترى طائراتنا
تحلق فوق رأسك.. هكذا يبدو أن لا أحد
في العالم بمقدوره وقف جيش بشار الأسد
عن استخدام كل أنواع الأسلحة ضد شعبه
الذي دفع ثمنها من عرقه ودمه وأنينه،
الأسلحة التي لم توجَّه قط الى اسرائيل
العدو المفترض لجمهورية آل الاسد. عدم قدرة العالم عن
وقف المذبحة اليومية ضد الشعب السوري
الممعن في ثورته مهما كان الثمن ليس
بسبب تشبيحات لافروف ومعلمه بوتين
وخططهما لاستئناف حرب باردة جديدة على
حساب دم السوريين، كلا ليست تشبيحات
روسيا هي السبب، بل انعدام الرغبة
الغربية، في فعل ذلك. ليست هناك رغبة
أوروبية ـ أمريكية في وقف بشار الأسد
عن قتل شعبه، ولدى الغرب طرق لفعل ذلك
من دون التدخل العسكري الذي يصل عنده،
اليوم، إلى حد 'التابو'. لم يبلغ بشار
الأسد هذا الحد من الإجرام إلا لمعرفته
أن ليس للدم السوري وكيل عالمي. لا وكيل
لدم السوريين، كما بدا للأعمى
والبصير، الا السوريون أنفسهم ولن
يكون. فلم تشجع بشار الأسد على استخدام
كامل ترسانته العسكرية صلابة الموقف
الروسي خلفه..لا .. ليست 'صلابة' الروس بل
رخاوة الغرب.. وللغرب، بالطبع، أسبابه.
فكيف يمكن للغرب أن يكون عونا للثورة؟
لقد كان الغرب، دائماً، عونا للثورات
المضادة، للأنظمة التي تديم مصالحه
وتبقي عليها.. لم نعرف يوما أن قوة
أعانت من يهددها! أيُّ مغفل يفعل ذلك. الغرب، المؤسسة
الغربية أعني، ليس جمعية خيرية، لذلك
فهو لن يتدخل ما لم تكن مصالحة مهددة.
وهي، الآن، ليست كذلك. فلا نفط يُخشى
عليه في سورية، ولا يوجد تهديد فعلي
لحلفائه في المنطقة وعلى رأسهم
اسرائيل. قد يقول قائل إن بعض
حلفاء واشنطن العرب منخرطون في مساعي
اطاحة نظام عائلة الأسد، وهذا صحيح،
بالطبع، ولكن هذا الانخراط لم يصل حدَّ
قلب موازين القوى داخل سورية لمصلحة
الثائرين. هناك كلام كثير. هناك
فضائيات مفتوحة. هناك استخدام للجامعة
العربية. هناك ذهاب وإياب الى الامم
المتحدة. هناك شبه مقاطعة اقتصادية.
ولكن كل ذلك لا يفتُّ، فعلياً، في عضد
نظام الاسد الذي يزج بكل أسلحته في
الميدان من أجل البقاء في السلطة. طبعا
تلك الاجراءات تزعج نظام عائلة الاسد،
تضيق عليه، لكنها لا تهدد وجوده. سيقول قائل أيضا:
وماذا عن الأسلحة التي تتدفق الى 'المعارضة
المسلحة' في سورية؟ سنقول إن الوقائع
تظهر أنها ليست من النوع 'القاتل' على
حد التعبير الامريكي. لو كانت تلك
الأسلحة من النوعية التي قدمها
الامريكيون والسعوديون لـ 'المجاهدين'
الأفغان لما تحركت دبابات الأسد داخل
المدن وحولها ولما حلَّق طيرانه
الحربي فوق رؤوس المتظاهرين. لا تتجاوز مساعي عرب
واشنطن للاطاحة بنظام عائلة الأسد
حدود 'الزكزكة' كما يقول اللبنانيون،
وهي 'زكزكة' تنتقم من نظام الأسد لاسباب
عديدة، تاريخية وراهنة، ولكنها لم
تتحول الى سياسة جدية لاسقاط النظام،
كأنَّ المقصود من وراء هذه 'الزكزكة' أن
يأتي اليهم بشار الأسد صاغرا، مطأطئ
الرأس، طالبا الصفح عن طول رقبته وزلات
لسانه! ولكن ماذا عن أوثق
حليف للغرب في المنطقة، بل الخندق
المتقدم للغرب في المنطقة، على ما كانت
تقول أدبياتنا اليسارية، من قبل، أقصد:
اسرائيل؟ نعرف، من دون الحاجة
الى شواهد، أن نظام عائلة الأسد لم
يشكل تهديداً وجودياً لاسرائيل، في
عهدي الأب والابن، وأن عداءه اللفظي
ومقاومته لها، عن طريق الآخرين، يمكن
لاسرائيل احتواؤهما والتعايش معهما
كما فعلت منذ سقوط هضبة الجولان عام 1967
وحتى اليوم. قواعد لعبة 'الاحتواء'
و'التعايش' هذه هي المهددة بالتغير،
وربما بالانقلاب، في حال نجحت الثورة
السورية في اسقاط نظام عائلة الأسد
وأرست نظاما لن يكون، على الاغلب، أقل
عداء (جدياً وفعلياً) لاسرائيل من نظام
بشار. أهذا هو السرُّ
المعلن في أطواق النجاة التي تلقى الى
بشار الأسد على نحو متواصل؟ في ظني، وظن كثيرين،
أن هذا هو مربط الفرس. وعلى هذا النحو
فقط يمكن فهم استراتيجية 'إدارة الأزمة
السورية' وإطالتها ما أمكن، كي تصل
سورية، نظاماً وشعباً ومعارضة..
ومصيراً، الى الدرك الأسفل.. ثم بعدها
تأتي 'الأطراف المتصارعة' خائرة الى ما
يشبه اتفاقية الطائف اللبنانية.. أو في
أفضل الأحوال الى ما يشبه 'الحل اليمني'.*** على الثورة السورية
في الداخل (لا المعارضة المتنابذة في
الخارج) أن لا تترك الأمور تصل الى هذا
الحدّ. لا بد من كسر ظهر نظام بشار
الأسد، ولكن ليس من خلال أوهام التدخل
العسكري الخارجي ولا حقيقته، ولكن من
خلال استعادة زخم الحراك الشعبي
السلمي وتحويل الكتلة المتردِّدة، أو
الصامتة، الى كتلة فاعلة في برنامج
اسقاط النظام وفتح أفق للتحول
الديمقراطي في سورية ما بعد عائلة
الأسد. ================= سورية:
خمسة وأربعون صحافيا قتلوا منذ بدء
الثورة بينهم اربعة
وعشرون في حمص وحدها 2012-07-04 القدس العربي لندن 'القدس العربي':
بحسب رابطة الصحافيين السوريين فقد
ارتفعت حصيلة شهداء الثورة السورية من
الصحافيين، والنشطاء الإعلاميين،
والصحافيين المواطنين إلى خمسة
وأربعين صحفياً منذ آذار مارس 2011.
وكانت حصيلة شهر حزيران الأعنف في هذه
الثورة، وقد وثقت لجنة الحريات
الصحافية في رابطة الصحافيين السورية،
والمعنية برصد الانتهاكات التي تطال
الصحفيين والنشطاء الإعلاميين في
سورية هذه الأرقام وسجلت استشهاد
ثمانية صحافيين في شهر حزيران 2012 نصفهم
من محافظة حمص ليرتفع بذلك نصيب
المحافظة إلى أربعة وعشرين صحفياً
وناشطاً إعلامياً منذ اندلاع الثورة. وقد ادانت رابطة
الصحفيين السوريين استمرار استهداف
النظام السوري الصحفيين والنشطاء
الإعلاميين، ومراسلي الثورة. معتبرة
ذلك 'سياسة ومنهجاً لمنع نشر أية
معلومة من داخل سورية، وكتم أصوات
السوريين التواقين إلى الحرية،
والاستمرار في قمعهم وقتلهم'. واشارت
رابطة الصحافيين السوريين الى ان
سوريا ما تزال ممنوعة من دخول الصحافة
العالمية، 'في ظل ارتكاب مجازر ومذابح
بحق أبناء الشعب السوري'. وطالبت
الرابطة المجتمع الدولي والمنظمات
الدولية التدخل لحماية الشعب السوري،
وحماية مراسلي الثورة والعاملين في
المجال الإعلامي، 'الذين لا ذنب لهم
سوى أنهم ينقلون الحقيقة كما هي،
وينشرون للعالم أجمع ما يجري على طول
البلاد وعرضها'، كما قال بيان الرابطة. واوردت الرابطة
اسماء آخر من قتلوا من الصحافيين في
سورية وهم خالد البكر، مصور مواطن وقتل
خلال قصف على مدينة القصير في محافظة
حمص، وحسن أحمد أزهري، الذي قتل تحت
التعذيب في فرع المخابرات العسكرية في
دمشق، وذكرت الرابطة ان أزهري كان
مصوراً تواصل مع عدة مؤسسات إعلامية
منها وكالة رويترز، وعدد من الصحف
والمجلات العالمية، وبسيم بركات
درويش، مصور مواطن صحفي الذي أصيب خلال
تصويره للطيران الحربي وهو يقصف مدينة
الرستن، وأحمد حمادة، مصور ومواطن
صحفي وقد قتل أثناء تصويره للقصف وحاول
زميله عبد الهادي القوملي إنقاذه لكن
هو أيضاً قتل بنيران قناصة في حي بابا
عمرو في مدينة حمص بتاريخ 16-06-2012. حمادة
كان أحد أهم المصورين في حمص حيث قام
بتصوير مئات الفيديوهات في حي بابا
عمرو تحت القصف والنار وفي أصعب
الظروف، ومن ثم انتقل إلى حمص القديمة
ليتابع من هناك نشاطه الإعلامي. حمادة
صور الفيديو الشهير الذي تتهاوى فيه
بناية مؤلفة من 12 طابقاً في حي
الخالدية في مدينة حمص بتاريخ 06-06-2012،
وحمزة محمود عثمان،'مصور مواطن وقتل
برصاص قناص في حي السلطانية في حمص
بتاريخ 21 -06 2012، ورامي إسماعيل إقبال،'مصور
مواطن: مات في المعتقل متأثراً بجراح
أصيب فيها في 21-12-2011 في بلدة داعل في
درعا. لم يتم تحديد تاريخ الوفاة،
وغياث خالد الحمورية، مصور مواطن: قتل
أثناء قيامه بتصوير عملية للجيش الحر
في دوما بريف دمشق بتاريخ 25-6-2012، ووائل
عمر برد، مصور مواطن قتل بطلق ناري في
بلدة جرجناز في ريف إدلب بتاريخ 26-06-2012. ================= عندما
يتكلم لافروف بلسان وليد المعلم طاهر العدوان الرأي الاردنية 5-7-2012 من مؤتمر مجموعة
العمل في جنيف الى مؤتمر أصدقاء سوريا
في باريس غداً، النتيجة واحدة وهي منح
بشار الاسد وقتا إضافيا لارتكاب مجازر
جديدة. وسواء كان وزير الخارجية
الروسية لافروف حاضرا ام غائبا عن مثل
هذه المؤتمرات فلقد اصبح جزءا من
الصورة الوحشية التي يصنعها نظام
دمشق، الدور الروسي يوفر غطاء لتقاعس
المجتمع الدولي عن القيام بما يلزم
لردع وحشية الديكتاتور وهو تقاعس
مطلوب أمريكيا ومرحب به إسرائيليا
لانه يؤجل انهاء الوضع الى ان يفرغ
الاسد من تدمير سوريا وانهاك شعبها
وربما تقسيمها حتى لا تقوم للبلد قائمة
لربع قرن قادم. استمعت لوقائع
المؤتمر الصحفي الذي عقده لافروف في
جنيف يوم السبت بعد انتهاء اجتماع
مجموعة العمل الدولية، في المحصلة
انضم الوزير الى مواقف دول المجموعة
التي تبنت خطة كوفي عنان باقامة حكومة
انتقالية لانتقال السلطة في سوريا،
لكن هذا التطور في الموقف الروسي
الناجم عن اتفاق أوباما-بوتين في قمة
العشرين، لا يعكس تغييرا جوهريا في
موقف موسكو. كمواطن عربي أعيش في
بلد يشهد مزيدا من تدفق اللاجئين
السوريين وهم يحملون معهم شهادات عن
وحشية النظام، استغربت الحماس الذي
أبداه لافروف في الدفاع عن حرب الاسد
وعن آلته الإعلامية، لقد أسهب في
الترويج لأكاذيب الاعلام السوري وتصدى
لمهمة مهاجمة وسائل الاعلام العربية
والدولية التي تلاحق بالصوت والصورة
المجازر اليومية التي يرتكبها جيش
الاسد، في الاسبوع الماضي بثت (
العربية ) تقريرا ميدانيا لشاب سوري من
حمص يظهر فيه الأوضاع المأساوية في
المدينة الواقعة تحت القصف منذ شهور
طويلة، في البداية تم التنويه بان هذا
الشاب قتل برصاص جنود النظام بعد ان
اعد التقرير، واضح ان لافروف المدافع
عن النظام بهذه الطريقة المستهجنة
يذكرنا بالمؤتمرات الصحفية لوزير
الخارجية السورية وليد المعلم الذي
اختفى عن الأنظار هو ومسرحياته
المضحكة المبكية. وكان على الوزير،
الذي يجلس على احد المقاعد الدائمة
لمجلس الأمن كمسؤول عن السلم العالمي،
ان يقرأ بحيادية وتمعن مقال نشره
المبعوث الدولي كوفي عنان في صحف
أمريكية وعربية في نفس اليوم الذي عقد
ت فيه مجموعة العمل اجتماعها في جنيف. يصف عنان ما يقوم به
النظام السوري بانه «الوحشية المرعبة
التي قابلت بها الحكومة المتظاهرين»
ويضيف «لقد استعرت المعارك في المدينة
تلو الاخرى، تعرضت أحياء للقصف فتحولت
الى أطلال وذبحت عائلات، قُتلَ واعتقل
آلاف الاشخاص وفر عشرات الآلاف من
منازلهم». لكن لافروف فضل ترديد مزاعم
قيام النظام بالإفراج عن المعتقلين في
نفس الوقت الذي كانت فيه قوات الاسد
تقتل المدنيين بالجملة في شوارع دوما
ودرعا بما يبدو انه حل لمشكلة اكتظاظ
السجون والمعتقلات والمدارس بعشرات
آلاف المعتقلين الذين تقول مصادر
سورية مختلفة بانهم تجاوزوا الـ (٧٠)
الفا. كل هذا يرقى الى
الجرائم ضد الانسانية، لكن من يقف
حائلا دون تصدي المجتمع الدولي لها، هي
موسكو التي يمثلها لافروف. وبات معروفا
ان مجلس الامن لم ينجح في وضع النقاط
على الحروف بالنسبة لجرائم الاسد
ترضية لروسيا، من أجل الحفاظ على ما
يسمى بالإجماع داخله او لذرائع اخرى
يوفرها لافروف لمن يريد. لايوجد اي مبرر سياسي
وأخلاقي يستطيع تفسير وفهم موقف
موسكو، والاغرب من ذلك ما ذكر بان كوفي
عنان يراهن على عامل الضغط النفسي الذي
يقع على بوتين نتيجة ما ينشر يوميا في
وسائل الاعلام العالمية عن فظائع
النظام وجرائمه، والاعتقاد بان ذلك
سيحرجه أخلاقيا وسياسيا أمام الرأي
العام العالمي ويجبره على تغيير موقفه.
مشكلة مثل هذا الرهان الخاسر هي ان
قناعات الدبلوماسية الروسية مبنية على
أكاذيب النظام السوري وهو ما اظهره
رئيسها في مؤتمره الصحفي في جنيف وكما
يقول المثل (حبال الكذب طويلة). ================= تفاقم
المأساة السورية والحل العربي الغائب *
علي السنيد الدستور 5-7-2012 لم يعد الوضع في
سورية يحتمل السكوت عنه، او ان يبقى
الحل العربي غائبا، والامة تشهد مأساة
شعب شقيق يذبح، ويتم تجريده من
انسانيته بمثل هذه القسوة. ورفض دعوة
التدخل الاجنبي في الوضع السوري لا
يعفي العرب من مسؤولياتهم امام شعب
يقتل يوميا وبمثل هذه الوحشية، وقد
يستمر القتل الى امد غير معلوم في ظل
عدم قدرة النظام مهما بلغت ضراوة الالة
التي يستخدمها على الحسم العسكري امام
حالة شعبية متزايدة، وهوما يشي بضرورة
التحرك العربي، والاسلامي الرسمي لوضع
حل سياسي للازمة، ومواصلة التحرك وان
لا يتسرب الوهن وفقدان الامل الى هذه
الجهود، وذلك تجنبا لاستمرار المأساة
السورية، ومنعا لسفك مزيد من الدماء
التي انعكست بدورها على صفو الحياة
العربية، وهي تضغط الضمير العربي فضلا
عن الانساني، وتستصرخ لايجاد حل لهذا
الفصل المريع من قتل شعب من قبل نظامه
الوطني بكافة الاسلحة المتاحة. والنظام السوري الذي
قد يكون الرئيس بشار الاسد يمثل الحلقة
الاضعف فيه ربما يفضل الاستمرار
بالقتال الى اخر نقطة على ان يفقد
المكتسبات السياسية المتحققه من خلال
السلطة، وقد يضع الشعب السوري برمته
رهين مصالحه، وهنا مكمن عقدة القضية
فلم يعد عاقل في هذه الدنيا يصدق ان
رئيسا يمكن له ان يستمر في الحكم بعد
هذا السيل من الدماء التي جرت بينه
وبين شعبه، الا ان اركان النظام السوري
ربما تظل متمسكة بالسلطة، وقد تقاتل
الى اخر لحظة كي لا تفقدها وتفقد
امتيازاتها، وبعد ذلك تتعرض للتصفية،
والابادة على يد النظام الجديد. والشعب السوري بدوره
قطع شوطا مهما في نضاله وفقد طريق
العودة، ومن المستحيل ان يتراجع عن
مهمته التاريخية في التحرر، وتحقيق
اهدافه الوطنية، ولم يعد باستطاعته ان
يعود الى مربع خنوعه الاول، وسيظل
مستمرا في حراكه، وينتظر ان تسفر
الاحداث الدامية عن تغييرات جوهرية في
الموقف العربي والدولي لصالحه. وهكذا تكون الحالة
السورية محكومة بمعطيات اكثر قسوة
بالمقارنة مع عدد من البلدان العربية
التي خاضت ذات التجربة، وهو ما يضع
النظام العربي امام مسؤولياته في
ايجاد تسوية داخلية تضمن خروجا امنا
لعناصر النظام، وتفكيك المنظومة
الدولية التي تدعمه، ومحاولة نقل
السلطة الى جهة انتقالية تعمل على
التهدئة، والتهيئة لاجراء انتخابات
رئاسية تفرز رئيسا منتخبا، ومؤهلا
لقيادة البلد في سياق وقف نزيف الدم
السوري، ولوقف التناحر الداخلي بين
الاطراف المتصارعة، وبما يجنب ذلك
الشعب العزيز على قلب كل عربي المزيد
من الخسائر، والدمار الاقتصادي،
والتخريب الذي طال البنية التحتية
لكافة القطاعات، وربما ان النموذج
اليمني هوالاقرب الى التطبيق في الوضع
السوري من حيث نقل السلطة، والتهيئة
لتحولات سياسية تأخذ مطالب الشعب بعين
الاعتبار، وهذا الخيار يتقدم على
احلام النظام السوري في البقاء،
وامكانية سحقه لحراك شعبه، على ان تكون
هنالك جهات ضامنة تمنع وقوع التصفيات
وسيادة نزعات الانتقام، وبروز الروح
الثأرية نظرا لسقوط هذا الكم من
الضحايا في المواجهات الدائرة منذ ما
يربو على العام ونصف العام في كافة
مناطق سوريا. تحرك رسمي عربي جاد
ينتظره الانسان العربي الذي فقد
اعصابه من هول ما يرى من منظر الدماء
التي تسفك يوميا في سوريا، ويمكن ان
تكون هنالك مبادرة جماعية للدول
العربية، او ان يصار الى فرض حل سياسي
عبر المنظمات العربية والاسلامية
والانسانية، وعدم الانتظار اكثر، على
ان يبتعد الموقف العربي جذريا عن
المحاولات المحمومة التي ابدتها بعض
الدول العربية في طلب التدخل الاجنبي
العسكري، وهو ما ادى الى تعقيد الموقف،
واوصلنا الى ما نحن عليه اليوم. التاريخ : 05-07-2012 ================ طارق الحميد الشرق الاوسط 5-7-2012 تنشر صحيفة «جمهورييت»
التركية هذه الأيام حوارا من ثلاثة
أجزاء مع طاغية دمشق بشار الأسد، وهو
الحوار الثاني له في بحر أسبوع، حيث
كان الأول مع التلفزيون الرسمي
الإيراني، والآن يأتي الحوار الثاني
المطول والمليء بالمغالطات مع الصحيفة
التركية، وفي الحوار الأخير هذا عدة
نقاط تستحق التوقف عندها والرد عليها. أولى تلك النقاط أن
حوار الأسد مع الصحيفة التركية يأتي
بعد انتقاده على حواره مع التلفزيون
الإيراني الرسمي؛ مما يعني أن الأسد
يريد موازنة تلك الخطوة من ناحية، كما
يريد في الوقت نفسه أن يلعب على أوتار
المعارضة الداخلية التركية، ويريد
تعزيز تباين موقفها تجاه الموقف من
الثورة السورية. والنقطة الثانية أن
الحوار الأسدي مع الصحيفة التركية
يشير بلا جدال إلى أن بشار الأسد هو
نفسه من يدير الأزمة في سوريا؛ فالمنطق
والمغالطات واللغة الإعلامية هي نفسها
التي نراها منذ اندلاع الثورة السورية
سواء على مستوى أداء النظام السياسي،
أو الدبلوماسي، أو الإعلامي، وحتى
الجرائم الأمنية، فكل ما قاله الأسد هو
عبارة عن مغالطات في مغالطات. فالأسد يقول إنه يأسف
لإسقاط المقاتلة التركية ويقول إنها
عبرت المجال الجوي الذي تعبر منه
طائرات إسرائيلية، وهو يتذاكى بذلك
ليقول إن الأتراك متحالفون مع
الإسرائيليين، والحقيقة أن الطائرات
الإسرائيلية سبق لها أن حلقت على
ارتفاع منخفض فوق قصر الأسد في عام 2006،
وعلى أثرها قامت موسكو ببيع مضادات
طائرات للأسد لكن النظام الأسدي لم
يتصد لذلك الاختراق، أو تلك الطائرات
الإسرائيلية، وقيل وقتها، وسمعتها
بنفسي من أحد المسؤولين الروس في موسكو
حينها، إن صوت الطائرة كان يسمع فوق
غرفة نوم الأسد! كما قام الإسرائيليون
بعدها بضرب ما اعتبر نواة لمفاعل نووي
في دير الزور، ولم يرد النظام الأسدي،
وقام الأميركيون بعملية إنزال واختطاف
لإرهابيين مطلوبين، من داخل الأراضي
السورية على مناطق الحدود السورية
العراقية، ولم يقم نظام الأسد بالرد
على ذلك أيضا! ولذا فمع وزير الخارجية
التركي كل الحق حين يقول إن ما يقوله
الأسد عن عملية إسقاط المقاتلة
التركية هو أكاذيب! والمغالطات لا تقف
هنا فقط، فعندما يقول الأسد: أين تركيا
من القتل في الخليج، فعن أي خليج
يتحدث؟ هل يقصد البحرين؟ فلم يحدث في
البحرين ما يمكن مقارنته بحجم الجرائم
في سوريا. فعدد القتلى كان محدودا، ومن
الطرفين؛ الشرطة والمتظاهرين، كما أن
ما حدث في البحرين كان تدخلا إيرانيا،
بينما ما يحدث في سوريا - ومنذ عام ونصف
العام - هو جريمة أسدية تشارك فيها
إيران وموسكو. والأهم من كل ذلك أيضا أن
نظام الأسد نفسه اعتبر ما يحدث في
البحرين وقتها شأنا داخليا حين اندلعت
المواجهات هناك. فهل نسي الأسد ذلك، أم
أن موقف نظامه من البحرين وقتها كان
محاولة شراء صمت دول الخليج على جرائمه
في سوريا؟ ولذا، فإن مقابلة
الأسد الأخيرة مع الصحيفة التركية
تقول لنا إنه في حفرة، ولا يزال يحفر،
خصوصا أن النار تقترب من أطراف ثوبه
مما يعزز احتمالية الانهيار المفاجئ
في سوريا، كما حذر وزير خارجية
بريطانيا بالأمس! ================= صراع
إيران و«القاعدة» ينفجر في سوريا! هدي الحسيني الشرق الاوسط 5-7-2012 في السابع والعشرين
من شهر مايو (أيار) الماضي، صرح إسماعيل
قاءاني نائب قائد «فيلق القدس» أن «الحرس
الثوري» الإيراني يعمل داخل سوريا
لدعم نظام الرئيس بشار الأسد، وأنه «لولا
حضور الجمهورية الإسلامية هناك، لكانت
المجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري
أوسع بكثير». عن (وكالة أنباء «إيسنا»
الإيرانية شبه الرسمية)، وأكد في
تصريحه: «إن سوريا تشكل جغرافية
المقاومة». تعتبر تصريحاته
معلومات محددة حول كيفية استخدام
سوريا الآن مسرحا لصراع استراتيجي بين
النظام الإيراني وتنظيم القاعدة.
ويكشف ما يجري في سوريا، من نشاط
إيراني، كما في مناطق أخرى كثيرة من
العالم (آخرها كينيا حيث تم القبض يوم
الاثنين الماضي على إيرانيين مع
متفجرات كانا يخططان للهجوم على أهداف
أميركية وبريطانية وسعودية
وإسرائيلية في كينيا) أن إيران تحاول
إحكام سيطرتها على الجهاد العالمي. خلال الأشهر
الماضية، بذلت إيران جهودا حثيثة
لتهدئة التوتر الذي كانت تعاني منه مع
قيادة تنظيم القاعدة، وسبب التوتر
الخلافات بين الطرفين حول نظام بشار
الأسد في سوريا، ففي حين استثمرت إيران
الكثير لمساعدة الأسد في مواجهاته ضد
المعارضة، أمر زعيم «القاعدة» الجديد
أيمن الظواهري بأن يوسع التنظيم نشاطه
في سوريا. تصاعد الاحتكاك بين
طهران و«القاعدة» في سوريا عندما
أقدمت إحدى الخلايا التابعة لـ«القاعدة»
على تفجير سيارة مفخخة أمام مكتب الأمن
الإيراني في دمشق، وكان ذلك ردا على
تسليم إيران لمسؤول كبير في «القاعدة»،
كان من أكثر المقربين من مؤسسها أسامة
بن لادن، إلى موريتانيا. ورغم التوتر، لا
تستطيع إيران التخلي عن استخدام
الجهاد العالمي، كـ«وكيل» لها، لتنفيذ
هجمات في مناطق مختلفة من العالم،
ولهذا تسعى إلى تسوية النزاع مع «القاعدة»
حول توجه كل منهما بالنسبة إلى النظام
السوري، بهدف تشديد قبضتها على
التنظيم. لمدة سنتين على
الأقل، كانت إيران و«القاعدة» حليفين،
وتوصلا إلى اتفاقات فيما بينهما، مهدت
الطريق أمام تعاون لوجستي وعملي أوسع.
التعاون اللوجستي شمل تمويل إيران لـ«القاعدة»
والإفراج عن ناشطيها من السجون
الإيرانية، بينما ركز تعاونهما العملي
على هجمات شنت في الخارج، ومع هذا فإن
العلاقة بين قوتي «المقاومة» تدهورت
في الأشهر الأخيرة، بسبب أوامر
للظواهري، تكررت في توصيات علنية،
وبالصوت والصورة، لتكثيف نشاط التنظيم
في سوريا. قيادة تنظيم القاعدة
ترى في سوريا ساحة نشاط رئيسية، نظرا
للوضع الهش للنظام السوري، ولعدم
صلابة وحدة المعارضة السورية، ثم إنها
تستثمر الكثير من الجهود لتجديد
نشاطها الإرهابي في سوريا. وكجزء من
هذه الجهود، أنشأت تنظيما جديدا
لسوريا «جبهة النصرة». هذه الجبهة تلقت
مساعدات كثيرة من عناصر تنظيم القاعدة
الذين يعملون انطلاقا من إيران وتحت
رادار السلطات الإيرانية. أبرز نشطاء «القاعدة»
«المقيمة» في إيران والذي ساعد «جبهة
النصرة»، من داخل إيران، محسن الفضلي
الذي هو في الواقع رئيس تنظيم القاعدة
في إيران، وبسبب انكشاف نشاطه الأخير،
من المتوقع أن يغادر إيران إلى سوريا
قريبا، على أن يحل مكانه أحد الذين لم
تنكشف هوياتهم بعد، وهم كثر، من أجل
استمرار تنسيق نشاط «القاعدة» في
سوريا من داخل إيران. إيران التي فعلت
وتفعل الكثير لمساعدة وإنقاذ نظام
بشار الأسد، تعارض أي نشاط لـ«القاعدة»
ضد حليفتها الأساسية دمشق، بما في ذلك
أي عملية إرهابية داخل سوريا. حاولت وزارة
الاستخبارات والأمن الإيرانية
المسؤولة عن علاقة إيران بـ«القاعدة»،
وعبر أساليب كثيرة، الضغط على قيادة
التنظيم لحملها على وقف العمل في سوريا.
وكان دليل الضغط الأكبر، تسليم محفوظ
ولد الوليد إلى موريتانيا في الثاني من
شهر أبريل (نيسان) الماضي، بعد سنوات
قضاها في سجن إيراني. تسليم ولد الوليد،
الذي كان يعتبر من المقربين من أسامة
بن لادن، كان خطوة غير متوقعة وهدفها
توجيه رسالة إلى تنظيم القاعدة. أبلغت قيادة «القاعدة»
إيران أن التسليم يتناقض مع بنود
الاتفاق الذي أبرم بين وزارة
الاستخبارات والأمن الإيرانية وقيادة
تنظيم القاعدة في باكستان عام 2009. وحسب
الاتفاق، فإن أي مسؤول كبير في «القاعدة»
يفرج عنه من السجون الإيرانية يتم
تسليمه إلى شبكة «القاعدة» في إيران. ردا على تسليم ولد
الوليد، بعدما طلبت موريتانيا
استرداده، أوعزت قيادة «القاعدة» إلى
فرعها السوري «جبهة النصرة»، بتوجيه
رسالة خاصة وارتكاب هجوم إرهابي ضد هدف
إيراني في سوريا. تلقت «جبهة النصرة»
الأوامر، وخلال ثلاثة أسابيع، في 24
أبريل، شنت هجوما بسيارة مفخخة خارج
مكاتب «الملحق الثقافي» الإيراني وسط
دمشق (يومها قال رئيس المراقبين
الدوليين الجنرال روبرت مود إن تنظيم
القاعدة وراء ذلك التفجير، ولحقت به
واشنطن وعدة دول أوروبية). في الثلاثين من أبريل
أعلنت «جبهة النصرة» مسؤوليتها عن
التفجير الذي استهدف ممثلية للأمن
الإيراني تعمل تحت غطاء «المركز
الثقافي». بهذه الطريقة أشارت
قيادة «القاعدة» لإيران بأنها لن تغض
الطرف عن السياسة الإيرانية، وحذرتها
من أن لا تأخذ أي تدابير إضافية ضد نشاط
«القاعدة». وكما تبدو الأمور
الآن، لا يبدو أن الإيرانيين ارتدعوا،
لا، بل هم مستمرون في بذل كل الجهود
الرامية لبسط سيطرتهم على «القاعدة»
لا سيما داخل سوريا. ولوحظ أن «جبهة
النصرة» توقفت عن إصدار البيانات.
وتعتمد طهران سياسة تجمع ما بين تحذير
التنظيم، إضافة إلى جهود لتحسين
العلاقات بينهما. على سبيل المثال،
أبلغت وزارة الاستخبارات والأمن
الإيرانية، سوريا، أن إيران تدرس
تسليمها ياسين السوري، أحد كبار
النشطاء في «القاعدة» المحتجز في سجن
انفرادي في طهران منذ شهر ديسمبر (كانون
الأول) الماضي. وتوصلت أجهزة
الاستخبارات الإيرانية والسورية إلى
تقييم مشترك مفاده أن تسليم ياسين
السوري إلى سوريا قد يكون بمثابة تحذير
قوي إلى «القاعدة» لوقف عملياتها داخل
سوريا. ورغم كل التطورات، لم
تستبعد إيران خيار استخدام نشطاء
الجهاد العالمي، كوكلاء لعمليات
إرهابية في الخارج، وتحاول في الوقت
نفسه تعزيز سيطرتها ونفوذها على تنظيم
القاعدة. وبالنسبة إلى
الاستخبارات الإيرانية، فإن الخلاف مع
«القاعدة» مؤقت ويمكن تجاوزه. لن إيران عازمة على
مواصلة التعاون مع تنظيم القاعدة،
لأنها ترى في هذه الشبكة الإرهابية
أداة استراتيجية، يمكنها استخدامها
وإخفاء تورطها في الهجمات التي
ترتكبها. في الوقت نفسه، تعزز
طهران تعاونها مع عناصر جهادية أخرى
تعمل في إيران. في الأسابيع الأخيرة
وقعت الاستخبارات الإيرانية على عناصر
جهادية إضافية، وتتعامل معها تحضيرا
لعمليات مستقبلية، خصوصا مع تشديد
الحصار الاقتصادي والنفطي العالمي
عليها. بعيدا عن تنظيم
القاعدة، هناك منظمات أخرى كثيرة غير
عربية، تعمل أيضا في إيران، وتستطيع
إيران أن تطلب مساعدتها، ومن بين هذه
التنظيمات، هناك التركية، والأوزبكية
والكردية. انكشاف الصراع ما بين
إيران و«القاعدة» داخل سوريا، يكشف
أولا ضيق الهامش أمام «القاعدة»
للتحرك في سوريا، كما يدعي النظام،
بسبب «وجود الجمهورية الإسلامية
الإيرانية وفيلق القدس» كما أكد
إسماعيل قاءاني، ويكشف أيضا أن النظام
السوري الذي يرفض أي تسوية ليست «سورية
الصنع»، صار هو «غير سوري الصنع» بسبب
المحركات الروسية والإيرانية! يبقى السؤال، هل يعود
العراق مسرحا لعمليات انتقامية لـ«القاعدة»،
تعويضا عن المسرح السوري! ================= «جنيف»..
هل تصبح بوابة لحرب إقليمية يريدها
الروس والأسد؟! صالح القلاب الشرق الاوسط 5-7-2012 لم يكشف النقاب عن كل
أوراق واتفاقيات مؤتمر جنيف الأخير
الذي تمثلت فيه الدول دائمة العضوية في
مجلس الأمن الدولي، الولايات المتحدة
وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا،
بالإضافة إلى تركيا وثلاث دول عربية هي
قطر والكويت والعراق وغُيَّبت عنه
إيران، ويقال إن المبعوث العربي
والدولي كوفي أنان أعد صيغة بديلة في
حال فشلت خطته لانتقال السلطة في
سوريا، تقترح تشكيل مجلس عسكري، على
غرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة في
مصر، يدير الأمور في مرحلة انتقالية
تجري خلالها انتخابات تشريعية ورئاسية
لإخراج البلاد من هذا المأزق الذي إن
استمر فإنه سيأخذها إلى المزيد من
العنف والحرب الأهلية الطائفية
والتمزق. وإذا كان صحيحا أن
أنان قد أعد مثل هذه الصيغة البديلة في
حال فشل الاتفاق المعلن الذي أسفر عنه
مؤتمر جنيف الأخير وهو قد وُلد فاشلا
في كل الأحوال - فإن المؤكد أن الأمور
ذاهبة إلى حرب إقليمية قد تتحول إلى
حرب دولية، فالرئيس السوري الذي أعلن
رفضه لأي حلول من الخارج لا يمكن أن
يقبل بالانسحاب والخروج من الحكم
واللجوء هو وعائلته إلى دولة تقبل به
وببعض أقاربه لحساب مجلس عسكري، على
غرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة في
مصر، على رأسه ضابط علوي كبير لطمأنة
الطائفة العلوية ولتشجيع ضباط هذه
الطائفة على التخلي عن بشار الأسد ووضع
حد لربط مصير طائفتهم بمصيره. والمشكلة هنا أن بشار
الأسد لا يمكن، كما هو واضح، أن يقبل
بإخراج سوريا من هذه الأزمة الطاحنة من
خلال قبوله بالتخلي عن السلطة حتى
لحساب مجلس عسكري على رأسه ضابط علوي
كبير من غير الملوثة أيديهم بدماء
أبناء الشعب السوري ومن الذين لهم
مكانة بين زملائهم من كبار ضباط القوات
المسلحة والذين يحظون بسمعة جيدة لدى
الدول العربية وغير العربية المعنية
بهذه المشكلة السورية. وحسب بعض المعلومات
المتداولة في الأوساط الضيقة لمتابعين
للشأن السوري من الداخل، فإن المشكلة
الثانية التي تواجه أي صيغة لحل الأزمة
السورية على أساس الانتقال السلمي
للسلطة أن بشار الأسد، ورغم كل هذا
الذي يحصل ورغم أنه بات ينام في كل ليلة
على أصوات الانفجارات التي تهز سكون
دمشق، لديه قناعة بأنه في وضعية التفوق
ميدانيا وسياسيا وأنه مع الوقت
والمزيد من الوقت قادر على حسم الأمور
عسكريا لمصلحته وقادر على إلحاق
الهزيمة بالجيش السوري الحر وجعل مصير
هذه الانتفاضة كمصير انتفاضة «حماه»
في عام 1982 التي قمعها والده بالحديد
والنار وبسقوط أكثر من أربعين ألف قتيل
فضمن لنفسه هدوءا استمر منذ ذلك الحين
وحتى منتصف مارس (آذار) من العام الماضي
2011. والمؤكد أن الرئيس
السوري يستمد هذه الثقة وهذه القناعة
بأنه قادر على الصمود وعلى الانتصار في
النهاية، ليس من مجريات الأمور في
الميدان وعلى الأرض، حيث باتت السيطرة
لـ«الجيش الحر» على أكثر من خمسين في
المائة من البلاد، وإنما من الحَقْنِ
المعنوي الذي تقوم به إيران ومن
التطمينات التي دأبت روسيا على إغراقه
بها وحيث سيكتشف ذات يوم قريب أن
حسابات الإيرانيين والروس ومعهم الصين
أيضا هي غير حسابات الشعب السوري وغير
حسابات المنطقة، ولعل ما يجب أن يتذكره
بشار الأسد كيف أن إرادة الشعب
الإيراني قد أسقطت شاه إيران محمد رضا
بهلوي الذي كان محميا بسطوة «السافاك»
وبجيوش جرارة كانت معدة لمواجهة
الاتحاد السوفياتي، وكيف أن إرادة
شعوب المنظومة السوفياتية قد أسقطت
نظام حزب بائس كحزب البعث هو الحزب
الشيوعي، الذي كان عدد أعضائه يزيد على
اثني عشر مليون، لم يسقط أي واحد منهم «شهيدا»
دفاعا عن حزبه.. «حزب العمال والفلاحين»!! لو أن بشار الأسد،
الذي يعتبر نفسه ويعتبره المحيطون به
منظرا كبيرا واستراتيجيا لم يجُد
الزمان بمثله، يراجع أحداث التاريخ
البعيدة والقريبة لوجد أن الثوب
المستعار «لا يقي لا من قرٍ ولا من حرّ»
ولَتيقَّن من أن الدعم الإيراني
والروسي والصيني أيضا، وللأسف، لن
يجنبه المصير المحتوم طالما يعتمد على
هذا الدعم الخارجي لمواجهة غضبة شعب من
المفترض أنه شعبه وأن إرادته فوق كل
شيء حتى بما في ذلك رغبة التشبث
بالسلطة والتمسك بحكم بات يغوص في
الدماء والركام، ليس حتى الرُّكب وفقط
بل حتى الأعناق. في كل الأحوال، إنه
غير متوقع أن يستجيب بشار الأسد لا لما
جاء في مقررات مؤتمر جنيف العلنية ولا
لما جاء في خطة كوفي أنان السرية
البديلة التي تقترح انقلابا عسكريا «أبيض»
يتم بموجبه انتقال الحكم إلى مجلس
عسكري على غرار المجلس الأعلى للقوات
المسلحة المصرية، فهذا الرجل لديه
استعداد أن يذهب بسوريا إلى التقسيم
والانقسام وأن يقتل نصف الشعب السوري
من أجل أن يبقى في سدة الحكم الذي يحلم
بإيصاله إلى ابنه «حافظ الصغير»، وهنا
فإن الواضح من خلال متابعة مجريات
الأمور في الفترة الأخيرة أن الروس،
وبالطبع معهم إيران، غدوا جادين في
خيار افتعال حرب إقليمية، ليس لديهم أي
ممانعة أن تصبح حربا دولية، لإنقاذ
الرئيس السوري من مصير غدا واضحا
ومحتوما، ولإظهاره حتى بعد سقوطه كبطل
قومي واجه العدوان الخارجي
والإمبريالية الأميركية والصهيونية
العالمية. وحقيقة أن مسألة مثل
هذه الحرب الإقليمية «الإنقاذية» كانت
واردة لدى بشار الأسد ولدى الروس
والإيرانيين منذ اللحظة الأولى، وكانت
الفكرة أن يتم افتعال مواجهة محدودة مع
إسرائيل ليظهر الرئيس السوري على أنه
يواجه عدوانا خارجيا وأن المعارضين
الداخليين هم مجرد عملاء للصهيونية
والدولة الإسرائيلية المعتدية وأنه
يُسْتهْدفُ على هذا النحو ومن الداخل
والخارج، لأنه «يشكل شوكة في حلق
الإمبريالية الأميركية ولأنه ممانع
ومقاوم ويرفض إملاءات أميركا والقوى
الخارجية»!! لكن هذا التوجه ارتطم
بالمخاوف من الإسرائيليين إن هم
استُدرجوا للحرب فإنهم لن يكتفوا
بمناوشات استعراضية وأنهم قد يحتلون
دمشق نفسها ويسقطون النظام نفسه. لكن مع تطورات
الأحداث ومع وصول قبضة الشعب السوري
إلى عنق بشار الأسد، تجدد خيار افتعال
حرب إقليمية لا مانع من أن تتطور إلى
حرب دولية ليظهر، إن هو سقط وأُسقط،
كبطل قومي وكضحية لعدوان خارجي
ومؤامرة داخلية، وهنا فإن حادثة إسقاط
الطائرة التركية تأتي في هذا الإطار،
وإن نهر الأسلحة الروسية المستمر في
التدفق بغزارة غايته هي هذه الغاية،
وكذلك فإن التحرش المستمر بالأردن هو
استكمال لاستدراج مثل هذه الحرب التي
قد تندلع في أي لحظة في ظل هذه الأوضاع
المتوترة رغم استبعادها من قبل
الكثيرين. لقد ثبت أن الروس هم
الذين كانوا وراء إسقاط الطائرة
التركية، وكان الهدف أن يكون هناك رد
سريع من قبل الأتراك ومن قبل حلف شمال
الأطلسي (الناتو) واستدراج هؤلاء إلى
مواجهة هي في حقيقة الأمر لا تزال
واردة وفي أي لحظة، والواضح أن روسيا
وإيران اللتين لهما مصالح كثيرة في
إغراق المنطقة في حرب جديدة مصرتان على
الاستعجال في نشوب مثل هذه الحرب،
وبخاصة أن كل المؤشرات وكل الوقائع على
الأرض باتت تدل على أن سقوط بشار الأسد
غدا مؤكدا وأنه لا إمكانية لإنقاذه إلا
بإشعال المنطقة كلها ليظهر كبطل قومي
وليعطي سقوطه طابع المؤامرة الخارجية. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |