ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 17/07/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

هل فقد الأسد الصلة مع الواقع ؟

بقلم /  سمير عواد

مراسل الراية  في برلين

الراية

16-7-2012

مع الكشف عن مجزرة"التريمسة" بعد مدة قصيرة على مجزرة"الحولة" وتقارير دولية ذكرت أن أكثر من خمسة عشر ألف قتيل سقطوا في سوريا منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لا أحد ينتظر دون تدخل عسكري دولي أن تتوقف آلة القتل الأسدية المدعومة سياسياً من روسيا والصين. وعلى الرغم من أن تصعيد جرائم العنف ضد الشعب السوري الذي دخل في مواجهة مصيرية مع نظام الأسد، والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، والمجازر التي يتحمل مسؤوليتها النظام السوري، فإن بشار الأسد متمسك بالسلطة مادامت روسيا والصين تريدان ذلك.

 وخلافاً للتقارير الدولية التي تؤكدها الصور وأقوال شهود عيان بينهم بعض الصحفيين الغربيين الذين دخلوا سوريا سراً بمساعدة معارضين سوريين، وعدم قدرة نظام الأسد على إخفائها خاصة أنه رفض منذ بداية الانتفاضة دخول صحفيين دوليين لنقل صورة حقيقية للأحداث، ويعرقل تحركات المراقبين الدوليين المبتعثين من قبل الأمم المتحدة، فإنه عندما ظهر مؤخراً على شاشة التلفزيون الألماني، تحدث عن صورة أخرى للأحداث وكأنه فقد صوابه أو أن معاونيه يقدمون له تقارير مجملة لا تمت للواقع بصلة.

غير أن هذا أمر مستبعد لأن الأسد معروف بأنه عاشق الإنترنت وتصله باستمرار من والد زوجته الطبيب المقيم في لندن رسائل ونصائح وكذلك من بعض الدبلوماسيين السوريين الذين ما زالوا موالين له، كما يقرأ تقارير في الصحف الإنجليزية. إلا أن الأسد أراد إعطاء صورة مغايرة عما يجري في بلده ودافع عن نظامه بقوة، وحمّل مسؤولية العنف والقتل المفرط ضد المدنيين بمن فيهم الأطفال لمعارضيه الذين وصفهم بالإرهابيين وقال إنهم ينفذون مؤامرة مدبّرة من الخارج.

الغريب أن الأسد كرر هذه العبارة خلال المقابلة المثيرة للجدل التي أجراها معه في قصره بدمشق الكاتب الألماني يورغين تودنهوفر الذي سلم مكتب الأسد قائمة الأسئلة وتم التصوير بكاميرات تلفزيون الأسد، وهو سياسي السابق في الحزب المسيحي الديمقراطي والذي أصبح يؤيد الكثير من وجهات نظر الأسد ويدعو الغرب إلى الحوار معه، وذلك رغم أن أصابعه باتت ملطخة بدماء شعبه. قال الأسد خلال المقابلة: إن غالبية الضحايا هم في الحقيقة من مؤيدي الحكومة والقتلة من تنظيم"القاعدة" وجماعات متطرفة أخرى ويتحملون مسؤولية مجزرة"الحولة"!.

ولأن مصير الأسد بيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبات من المستحيل أن تصطلح الأمور مع الإدارة الأمريكية، قال الأسد إن الولايات المتحدة أصبحت جزءاً من النزاع فهي تشيع التوتر وتوفر الحماية السياسية لمن وصفهم بالعصابات ليعبثوا بالاستقرار في سوريا. كما لم يعر أهمية لتهديد الغرب بفرض عقوبات ضد بلاده ورداً على سؤال إذا كان سيستقيل إذا كان ذلك يخدم السلام في سوريا رفض وقال: لا يجب أن يهرب الرئيس من التحديات الوطنية وسوريا تواجه الآن تحديات وطنية، ولا يمكن أن يدير الرئيس ظهره لها. ثم أكّد الأسد أن غالبية المواطنين في سوريا يساندونه ! ولذلك لا يمكنه الاستقالة من منصبه.

من وجهة نظر برنهارد تساند مراسل"دير شبيغل" الذي عمل سنوات طويلة في منطقة الشرق الأوسط وزميله يورغ آرمبروستر مراسل القناة الأولى للتلفزيون الألماني ard الذي زار سوريا بعد اندلاع الانتفاضة ضد الأسد، فإن تصريحات الأسد التي أدلى بها في التلفزيون الألماني علامة واضحة على أن الأسد فقد الصلة مع الواقع، فقد حاول أن يضحك على الرأي العام الألماني وقال تساند إن المقابلة "وثيقة" تتطلب التفكير بإمعان، وبمعنى آخر هي دليل على أن الرجل فقد صوابه ولا يدرك ما يجري حوله وحقيقة أن نظامه بدأ في ينهار.

من وجهة نظر آرمبروستر الذي رافق الثورات العربية من تونس ومصر وليبيا فإن تصريحات الأسد خلال المقابلة هي مزيج من فقدان الصلة مع الواقع، والسخرية، وقال إن الأسد لم يعد يعرف ماذا يجري في بلده، وقد فقد كل صلة مع المواطنين السوريين. أضاف: لكن لا بد من أن يكون قد سخر من الرأي العام لأنه قادر على معرفة ما يدور في سوريا من خلال الإنترنت ومصادر المعلومات من الخارج.

بالنسبة للصحفيين الألمانيين فإن النزاع أصبح مسلحاً بعدما بدأت المعارضة سلمية تطالب بإصلاحات وفي الغضون تستخدم قوات النظام الدبابات والطائرات وراجمات الصواريخ في انتهاكات حقوق الإنسان ويمكن اعتبار مهمة كوفي عنان بأنها قد فشلت. وتبدو صورة المستقبل قاتمة وقال الصحفيان إنه إذا قررت روسيا يوماً التخلي عن الأسد كما تخلت في عام 1989 عن نظام إيريش هونيكر في جمهورية ألمانيا الديمقراطية، أي دولة في العالم ستكون مستعدة لإرسال قوات إلى سوريا: الولايات المتحدة ؟ فرنسا؟ بريطانيا؟ ألمانيا؟ وقال آرمبروستر إن هذا السيناريو يحتاج إلى نقاش. ويتوقع الصحفيان ازدياد أعمال العنف وقال آرمبروستر إن سوريا دخلت في نفق مظلم طويل.

وما يزيد من تشاؤم الصحفيين الألمانيين هو استمرار انقسام المعارضة السورية وعدم وجود شخصية قيادية فيها.

خلافاً لما كان الرئيس السوري يتوقعه فإن ظهوره في التلفزيون الألماني لم يمنحه مصداقية وإنما هناك من قارنه بالقذافي قبل انهيار نظامه، لم يتمكن من إقناع أحد في ألمانيا بأنه صادق في كلامه وإنما قدم بنفسه صورة عن رئيس يحرق بلده ويفتك بمواطنيه مثلما فعل نيرون بروما.

=================

سوريا: التسليح و"شطرنج طلاس"

الإتحاد الاماراتية

16-7-2012

في الصراعات الدولية هنالك دائماً حلول ما لهذه المشكلة أو تلك تخدم هذا الطرف أو ذاك، وهي إمّا أن تكون حلولاً ظاهرةً سهلةً يكفي الاتكاء عليها ودعمها أو تكون خفيةً صعبةً تحتاج لصناعةٍ ورعايةٍ، والكارثة السورية -لا الأزمة- واحدة من تلك الصراعات المعقدة دولياً وإقليمياً وداخلياً، وحلها يجب أن يصنع بكل العناية والرعاية.

يبدو النظام الدولي معاقاً تجاه أي تحركٍ مجدٍ تجاه سوريا في ظل التعنّت الروسي الصيني تجاه الأوضاع هناك، وتبدو الولايات المتحدة معاقةً عن اتخاذ مواقف متقدمة لوضعها الاقتصادي، ولحالة التنافس المعيقة القائمة بين الحزبين، ولأنّ إدارة أوباما المقبلة على انتخاباتٍ جديدةٍ مشغولة بالوفاء بوعدها السابق للناخب الأميركي بسحب الجيوش لا نشرها، وهو ما دفعها سابقاً للانسحاب من عمليات حلف الأطلسي بليبيا.حين يبدو المشهد الدولي معاقاً يتحتم أن يتجه التفكير السياسي أو التحليلي للبحث عن مخارج مختلفةٍ لكارثةٍ تتجلى فيها كل صراعات السياسة والتاريخ، وتتقاطع كل أدواء التخلف والأيديولوجيات من قديمة ومحدثة، وكلها تغلي في مرجل الواقع السوري الذي توقده جثث المجازر، وتحترق فيه دماء شعبٍ ينشد الخلاص ليتحول كل بخاره ونكهته لمغذٍ مستمرٍ للرفض السلمي والعسكري لنظامٍ دمويٍ طائفيٍ يجتاح كافة الرقعة السورية.

=================

انشقاق النظام من مناف إلى الفارس

2012-07-16 12:00 AM

الوطن السعودية

ضربتان أصابتا النظام السوري بمقتل: انشقاق العميد مناف طلاس ومغادرته الأراضي السورية، وانشقاق السفير السوري في العراق نواف الفارس.

وإذا كان العميد طلاس لم يعلن موقفه حتى اليوم من النظام سلبا أو إيجابا والتزم الصمت، إلا أن النظام السوري عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي اعتبره بـ"دبلوماسية" "فارا من الخدمة"، أما السفير الذي يعتبر من المقربين من رأس النظام وشغل مناصب حزبية وقيادية هامة في الحزب والدولة، فقد أعلن انضمامه إلى الثورة ودعا الدبلوماسيين والمسؤولين إلى أن يحذوا حذوه بالانضمام إلى ثورة الشعب.

بدأ عقد الدولة ينفرط من حول النظام الأسدي، وباتت الانشقاقات شبه يومية في صفوف الجنود والضباط الكبار، وباتت أيام النظام معدودة من وجهة نظر المعارضة.

ولكن هذه الانشقاقات يقابلها النظام بمزيد من التشدد، يترجم كمجازر بحق المواطنين المدنيين، غير آبه بالتقارير التي تبرزها المنظمات الإنسانية الدولية وحتى بعثة المراقبين الدوليين التي يتسنى لها الوصول إلى مواقع المجازر، وفي ذلك رسالة إلى من يسعى إلى الانشقاق بأن أهله وبنيه وذويه سيتحملون وزر أفعاله، وأنهم سيكونون ضحايا الأيام المقبلة.

17 ألف ضحية سقطت حتى الآن منذ انطلاق الثورة السورية في 15 مارس العام الماضي، وهذا العدد من الضحايا كاف لإقناع النظام بالدرجة الأولى أن الشعب مصمم حتى النهاية باستمرار ثورته، وإقناع القوى الدولية بأن الكلام لا يجدي، وأنه لا بد من خطوات عملية لنصرة الشعب السوري وإنقاذه من قتلته، كما أن الضحايا يستصرخون داعمي النظام السوري وخاصة روسيا والصين وإيران للنظر بواقعية إلى مصير هذا النظام، لأن مصالح هذه الدولة تحميها الشعوب وليست الأنظمة المتخاصمة مع شعوبها.

عندما يصبح الفارق بين النظام وشعبه بهذه الحالة، لا بد من الفراق والانفصال، فإما النظام يرحل، وإما الشعب، وفي هذه الحالة يحدث الفراغ، والحل الوحيد يكون برحيل النظام.

=================

علي محمد الفيروز / إطلالة / الأزمة السورية ... إلى متى؟!

الرأي العام

16-7-2012

انه لمن العجب العجاب ان يُذبح الشعب السوري يوما بعد يوم والعالم بأجمعه يتفرج ولا يحرك ساكنا! فاليوم سورية ليست مثل الامس ومناورات النظام الحاكم ضد شعبه لاتزال مستمرة، والشعب السوري يُقتل في عمليات قصف دموية عنيفة ومبرمجة تتركز على احياء كثيرة من المدن في حين يتدفق السلاح والمسلحون في سورية من كل جانب، والوضع الامني غير آمن وغير مستقر، لا نعلم الى اي مدى ستستمر تلك الاوضاع المأسوية هناك.

نعم انها أسوأ ظروف تمر بها الازمة السورية وسط حالة من الغموض تحيط بالمواقف الدولية حيال الشعب تارة، وحيال مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد تارة اخرى، فيما كان الامل كبيرا في خطة المبعوث الأممي كوفي عنان للوصول الى مخرج آمن حول الازمة السورية القائمة، ولكن بعد اعلان فشله اصبحت الامور السياسية والامنية يغلب عليها الاحباط واليأس والاستسلام العربي للامر الواقع، اي ان الازمة السورية دخلت في مرحلة خطرة جدا وهي ابادة شعب كامل من دون حساب والعالم لايزال يتفرج على اراقة الدماء في المدن والاحياء والشوارع من دون ان نرى موقفا ايجابيا وشجاعا من مجلس الامن الدولي ولا حتى تحركا عربيا جماعيا يشفي غليلنا.

ولعلنا لاحظنا كيف وقف المجتمع الدولي عاجزا تماما عن تنفيذ اي قرار يصب في أمن الشعب السوري أولا، بل بالعكس مازال يمهل النظام المزيد من الوقت والمماطلة، وكأنه يبعث اليه رسالة اطمئنان لكي يستمر في طغيانه الدموي ضد شعبه الذي ينادي ويطالب بتغيير النظام السوري بأي شكل من الاشكال، حاله حال الدول العربية الاخرى التي عاشت أياما من الربيع العربي، فلماذا يستحيل ان يتحقق للشعب السوري؟! فأي المبادرات وحسن المناقشات التي تتحدثون عنها اليوم والشعب السوري يُقتل ويُعذب في كل يوم، نعم انها كارثة دموية... أين ذهبت القلوب العربية والاسلامية وأين دور جامعة الدول العربية وقراراتها الركيكة؟! لقد تخلت الامة العربية والاسلامية عن شعب يُباد بأبشع طرق الاجرام يوميا للشيوخ والاطفال والرضع، فهل ذهبت الشفقة والرحمة من هؤلاء، ام ان هناك من يستمتع بمشاهدة المزيد من اراقة الدماء العربية المسلمة؟!! كيف يسكت مجلس الامن الدولي على هذه المذابح التي هي جزء من استعراض العضلات من نظام حاكم مستبد يحاول بين حين وآخر ان يظهر بمظهر البطل القوي الذي لا يموت.

ولكن يجب ان يعلم بشار وأعوانه ان نظامه زائل ولن يستمر إن شاء الله بسواعد الجيش السوري الحر مهما طال الزمن.

نرى ان الغالبية الكبرى من الدول قد طالبت برحيل الرئيس السوري غير انه يكابر ويستمر في طغيانه ويرفض الاستسلام وكأن لا احد فوقه، لذا علينا ألا نلومه إن كان العالم يقف عاجزا عن اتخاذ اي قرار أممي ضده ليضع حدا لما يجري في سورية من أعمال عنف وقتل، اننا نتساءل عن موقف مجلس الامن الدولي من الفصل السابع من اجل وقف سفك الدماء ووضع حد لدمار البنية التحتية في المدن السورية، فأين جمعيات الهلال الاحمر الدولية والمنظمات العالمية لحقوق الانسان من هذه المجازر الوحشية؟ كلها أصبحت بالونات وفقاعات ما إن تنطلق حتى تتبخر في الهواء والعالم يتفرج ويتفرج ولا نجد نصيرا.

لقد كشفت منظمة هيومن رايتس ووتش النشطة في تقريرها الاخير عن مدى طغيان هذا النظام الحاكم في سورية من خلال اعتقال آلاف السوريين في شبكة من مراكز التعذيب حيث انهم يتعرضون لسوء المعاملة في نمط ممنهج من التعذيب والتنكيل وتعتمده الدولة السورية ويمثل جريمة ضد الانسانية، وذكرت ان عددا من المعتقلين السابقين والمنشقين عن النظام تمكنوا من تحديد المواقع والجهات المسؤولة، وأساليب التعذيب المستخدمة، وفي كثير من الاحيان اسماء القادة المسؤولين عن 27 مركزا من مراكز الاعتقال تديرها المخابرات السورية بعد ان أجرت أكثر من 200 مقابلة، كما أكد مصدر رفيع من المنظمة ان اجهزة المخابرات تدير شبكة مراكز تعذيب متناثرة في كافة انحاء المدن السورية وبعد التأكد من هوية المسؤولين عنها فإن المنظمة تقوم بإرسال إخطار تحمل المسؤولية عما يجري من جرائم بشعة الى هؤلاء المتهمين، وتضاف مراكز الاعتقال هذه الى القواعد العسكرية والملاعب الرياضية والمدارس والمستشفيات المستخدمة لهذه الغاية!!

وقد أكد شهود عيان للمنظمة عن تعرض الموقوفين الى الضرب المبرح لمدة طويلة ويتم استخدام أدوات التعذيب ضدهم كالعصي والاسلاك واستخدام الكهرباء والأسيد والاعتداء والاذلال الجنسي وانتزاع الاظافر والاعدام الوهمي، وبينوا ان مراكز التوقيف مكتظة بالموقوفين، فضلا عن عدم كفاية الاطعمة لهم، وحرمانهم من المساعدة الطبية الضرورية عند الحاجة، اي ان هناك أشخاصا موقوفين يموتون تحت التعذيب ومن هنا يجب التأكيد على ان تقرير المنظمة يسلط الضوء على فظاعة ما يحدث في سورية، ومدى حجم الاعمال الوحشية التي يمارسها هذا النظام الحاكم في سورية ضد شعبه، والخافي أعظم!!

لذا ينبغي ان يكون هذا بمثابة تحذير واضح بألا يكون هناك إفلات من العقاب لهؤلاء المتهمين. فالنظام السوري الحالي هو الوجه الثاني لعملة النظام الصدامي البائد، وأعماله شبيهة بأعمال الرئيس المقبور صدام حسين، والفرق بينهما ان الرئيس بشار الأسد مازال باقيا في حكمه رغم دمار سورية الى ان يأتيه القضاء والقدر ليعرف نهايته، فلكل طاغية نهاية، وكما انتهى صدام حسين سينتهي بشار الأسد وأعوانه الى مزبلة التاريخ... نعم انها مسألة وقت لا أكثر... ويبقى السؤال هنا: بالله عليكم ماذا ينتظر مجلس الامن والمجتمع الدولي بعد مقتل آلاف الشهداء السوريين، وبعد ان اصبحت يد بشار الأسد ملطخة بدماء الشهداء، وبعد فشل خطة كوفي عنان لرأب الصدع، ماذا ينتظر هؤلاء... ماذا؟ ماذا؟ ماذا؟!! ولكل حادثٍ حديث.

=================

نظام الأسد: انشقاق آخر

تاريخ النشر: الإثنين 16 يوليو 2012

الاتحاد

يمثل انشقاق مسؤول سوري سني رفيع آخر في ظرف أسبوع، مؤشراً إضافياً على ازدياد مشاعر القلق على هامش نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي تهيمن عليه الطائفة العلوية.

غير أن نواة النظام مازالت على ما يبدو متحدة ومتماسكة ولا تُظهر مؤشراً على انهيار وشيك، مما يوحي بأن المواجهة ستزداد طولاً وستتخذ طابعاً طائفياً أكثر في القادم من الأسابيع والأشهر.

فيوم الأربعاء الماضي، أعلن نواف فارس، الذي كان سفيراً لسوريا في بغداد منذ عام 2008، عن استقالته من حزب "البعث" الحاكم، مشيراً إلى أنه سينضم إلى صفوف معارضة نظام الأسد، حيث قال في مقابلة تلفزيونية بعد توجهه إلى قطر: "إنني أدعو جميع أعضاء الحزب للقيام بالشيء نفسه، لأن النظام حول هذا الحزب إلى وسيلة لقمع الشعب وتطلعاته الحقيقية إلى الحرية والكرامة".

ورداً على ذلك، أعلنت وزارة الخارجية السورية أن فارس "أُعفي من مهامه" بسبب إدلائه بتصريحات "تتنافى مع واجبه"، مضيفة أنه يمكن أن يخضع للمتابعة القضائية ويتعرض لـ"عمل تأديبي".

والجدير بالذكر هنا أن فارس، الذي ينتمي إلى السنة، هو رئيس قبيلة العقيدات القوية التي تغطي المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق. وهو أيضاً محافظ سابق لدير الزور، وهي بلدة كبيرة تقع في شرق سوريا وتشهد اشتباكات دورية بين قوات النظام والمعارضة.

انشقاق نواف فارس العلني جاء بعد أن قام ضابط عسكري كبير هو مناف طلاس، الذي يعتبر جنرالاً كبيراً في الجيش وصديقاً مقرباً من بشار الأسد منذ الطفولة، بمغادرة سوريا متوجهاً إلى فرنسا.

لكن، وخلافاً لفارس، لم يدلِ الجنرال طلاس بأي تصريح علني يشرح فيه أسباب مغادرته سوريا أو يكشف فيه عن مخططاته المستقبلية. غير أن بعض التقارير تقول إن ثقته في النظام انهارت عقب الهجوم الذي شنه الجيش السوري على مدينة حمص والمناطق المحيطة بها، والتي تشمل الرستن، المدينة التي تنتمي إليها عائلة طلاس.

والجدير بالذكر أيضاً أن بعضاً من أقوى وحدات "الجيش السوري الحر" المتمرد تنشط في منطقة حمص. ومن بينها كتيبة الفاروق التي يرأسها عبد الرزاق طلاس، ابن عم مناف طلاس، ما يبرز ربما صراع الولاءات الذي يوجد فيه.

ومع ذلك، فإن فرار مناف طلاس من سوريا يعتبر مهماً بغض النظر عما إن كان الأمر يتعلق بانشقاق سياسي للانضمام إلى صفـوف المعارضـة أو مجرد خطوة تهدف إلى حماية نفسه وعائلته في حال انهيار نظام الأسد.

والجدير بالذكر هنا أن والد مناف هو مصطفى طلاس، الذي شغل منصب وزير الدفاع لوقت طويل في عهد الرئيس السابق حافظ الأسد وكان من المقربين منه.

كانت عائلة طلاس ترمز إلى التحالف بين السنة، التي تشكل الأغلبية، والعلويين، وهم فرع من الشيعة لا يُعرف عنهم الكثير وينتمي إليهم الأسد.

لكن، وعلى غرار عدد من الشخصيات السورية الرفيعة من عهد حافظ الأسد، فقد تم إخراج مصطفى طلاس من السلطة تدريجياً عقب صعود الأسد إلى الرئاسة عام 2000. والعام الماضي، وبعد وقت قصير على بدء الانتفاضة ضد حكم الأسد، سافر مصطفى طلاس إلى باريس لأسباب صحية حسبما أعلن، ويُعتقد أنه مازال في العاصمة الفرنسية. ومن جانبه، قام فراس طلاس، شقيق مناف، بمغادرة سوريا أيضاً قبل عدة أشهر.

الجزء الأعظم من المعارضة السورية سني، ينتمي بشكل رئيسي إلى المناطق الريفية والطبقات العاملة في المدن. ويمثل رحيل مناف طلاس وفارس المؤشرين الأولين على أنه حتى أنصار النظام السنة البارزين أخذوا ينشقون عنه.

ومن المرجح أن تقوي مثل هذه الانشقاقات الانطباع بأن الصراع على سوريا أخذ يتحول إلى نزاع طائفي يجمع بين المتمردين السنة في معظمهم، ونخبة علوية مترسخة في الحكم، في حين تراقب أقليات أخرى بخوف، مثل المسيحيين والدروز والأكراد، من على خط التماس. الوحدات الجوهرية للجيش السوري مازالت متماسكة وصامدة على الرغم من أن الانشقاقات العسكرية قد ازدادت خلال الأسابيع الأخيرة، بينما بدأ عدد متزايد من الضباط الكبار يفرون إلى الأمان النسبي الذي توفره تركيا المجاورة.

وقد أدت الانشقاقات الأخيرة إلى رفع معنويات "الجيش السوري الحر" المتمرد الذي أظهر تحسناً في المهارات العسكرية، إضافة إلى إمدادات أكبر من الأسلحة والذخيرة.

لكن، وفي مؤشر على تصاعد العنف ربما، أعلنت منظمة "هيومان رايتس ووتش" لحقوق الإنسان، والتي يوجد مقرها في نيويورك، يوم الخميس الماضي، أن أدلة فيديو أظهرت أن الجيش السوري يستعمل ذخيرة قنابل عنقودية تعود إلى العهد السوفييتي ضد التلال التي يسيطر عليها المتمردون بالقرب من مدينة حماه في وسط البلاد.

وفي هذا الإطـار، قال ستيف جوس، مدير قسم الأسلحة في "هيومان رايتس ووتش"، إنه إذا ما تأكد ذلك، فـ"سيكون أول استعمال موثق لهذه الأسلحة الخطيرة جداً من قبل القوات المسلحة السورية خلال النزاع".

نيكولاس بلانفورد

بيروت

ينشر بترتيب خاص مع خدمة

«كريستيان ساينس مونيتور»

=================

مهمة أنان وخطورة إضاعة الوقت

خيرالله خيرالله

المستقبل

16-7-2012

أسوأ ما في مهمة المبعوث الدولي والعربي الى سوريا أنها طالت أكثر مما يجب. فالواضح أن كوفي أنان غير قادر على اتخاذ موقف من المجزرة التي يتعرّض لها الشعب السوري يومياً. إنه يضع القاتل والضحية عند قدم المساواة ويذهب حتّى الى تبرير الفظائع التي يرتكبها النظام والتي جعلت شخصاً مثل العميد مناف طلاس يتخلّى عن بشّار الأسد.

هل إضاعة الوقت جزء من مهمة كوفي أنان؟ ذلك ليس مستبعداً نظراً الى أن طبيعة الرجل الذي شغل في الماضي موقع الأمين العام للأمم المتحدة تؤهله للعب مثل هذا الدور. لو لم يكن الأمر كذلك، لما زار المبعوث العربي والدولي طهران سعياً الى "تسوية سياسية" في سوريا، علماً أن إيران متورطة الى ما فوق أذنيها في الصراع الداخلي السوري إن بشكل مباشر أو عبر أداتها اللبنانية المسمّاة "حزب الله". إيران لا يمكن أن تكون جزءاً من أي تسوية نظراً الى أن مستقبل وجودها الطاغي في سوريا مرتبط ببقاء النظام أو رحيله.

مع رحيل النظام، لا يمكن لإيران أن تكون موجودة في سوريا. ولأنّها باتت مقتنعة بذلك، لم يعد أمامها سوى دعم النظام السوري الى النهاية. إنه الخيار الوحيد الباقي أمام النظام الإيراني الذي يسعى في الوقت ذاته الى إغراء روسيا باتخاذ مواقف متصلبة حيال كلّ ما من شأنه إطالة عمر النظام وإغراق الشعب السوري في مزيد من الدم. ليس سرّاً أيضاً أن إيران تلعب دوراً محورياً في جعل العراق، المنقسم على نفسه، ممرّاً لجزء من المساعدات التي تصل الى النظام السوري من منطلق طائفي ومذهبي ليس إلاّ...

ماذا ذهب أنان يفعل في طهران؟ هل يستطيع إقناع المسؤولين الإيرانيين أن لا مصلحة لهم في زيادة التورط في الصراع القائم في سوريا، وهو صراع بين شعب يريد استعادة حريته وكرامته لا أكثر ونظام يعتبر البلد مزرعة والسوريين عبيداً لديه لا أكثر؟

لا مخرج في سوريا ولسوريا في غياب موقف واضح يأخذه المجتمع الدولي كلّه انطلاقاً من الواقع المتمثل في أن النظام انتهى وأن على الرئيس بشّار الأسد وأفراد عائلته والقريبين منه ترك السلطة. لا مفرّ من مرحلة انتقالية تتولاها قيادة أو حكومة وحدة وطنية لا علاقة للنظام القائم بها من قريب أو بعيد. كلّ ما عدا ذلك مجرد إضاعة للوقت وزيادة لعذابات الشعب السوري الذي أثبت أنه لا يمكن أن يخرج من الشارع قبل سقوط النظام.

المؤسف، في ضوء تصرّفات أنان، أقلّه الى الآن، أنه لم يستوعب تماماً ما يجري على الأرض السورية. الأهمّ من ذلك أنّه لم يقرأ في كتاب ما بعد الثورات العربية التي أطاحت زين العابدين بن علي وحسني مبارك ومعمّر القذافي. لم ينجو منها إلاّ علي عبدالله صالح الذي عرف كيف يساوم من أجل البقاء في صنعاء ولكن خارج دار الرئاسة... أي السلطة.

يفترض في الأمين العام السابق للأمم المتحدة إدراك أن ما يدور في سوريا هو أمّ الثورات العربية. لا عودة عن الثورة في سوريا إلا بإسقاط النظام. هناك شعب يقدم يومياً عشرات الشهداء من أجل استعادة حرّيته. وهناك حاكم يرفض أخذ العلم بذلك ويتصوّر أن الشعب لا يزال معه. إذا لم يكن في استطاعة كوفي أنان عمل شيء من أجل وقف العنف ليعلن صراحة أن المجتمع الدولي مقصّر وليسمّ الأشياء بأسمائها، بما في ذلك الاعتراف بأنّه كلّما طالت الأزمة السورية، زادت مخاطر تفتيت البلد. هل هذا ما يسعي اليه الذين اختاروا كوفي أنان مبعوثاً دولياً- عربياً الى سوريا؟ هل المطلوب إضاعة الوقت ولا شيء غير ذلك من أجل الوصول الى انهيار داخلي في هذا البلد العربي المهم؟

كلّما مرّ يوم يقترب موعد معركة دمشق. ستكلّف تلك المعركة الكثير من الضحايا. ستزداد درجة العنف. كلّ ما يفترض بأنان عمله هو التخلي عن دور الموظف الإداري الذي يتقنه والانتقال الى السياسة.

في السياسة، لم يكن انتقال مناف مصطفى طلاس الى الخارج حدثاً عابراً. الرجل نفسه ليس مهمّاً. لكن انتقاله يعني أوّل ما يعني أن النظام القائم لم يعد يمتلك سوى فرق "الشبيحة" تدافع عنه. شئنا أم أبينا، كانت عائلة طلاس التي ارتبطت بعلاقة تاريخية مع آل الأسد، بصفة كونها عائلة سنّية من خارج المدن الكبرى، جزءاً من النظام. كانت تشكّل بالنسبة اليه آخر غطاء سنّي...

يفترض بشخص مثل كوفي أنان إدراك هذا الواقع وإبلاغ كلّ من يعنيه الأمر أن العنف في سوريا لن يتوقف ما دام بشّار الأسد في السلطة وأن البحث يجب أن يتركز على كيفية خروجه. الحلّ اليمني فات أوانه إلاّ إذا كان وارداً إنشاء دولة علويّة يلجأ اليها بشّار ومن معه.

ولكن مرّة أخرى، هل يبحث كوفي أنان عن مخرج في سوريا ولسوريا أم أن كلّ مهمّته تتلخّص بالرغبة في إضاعة الوقت؟ مثل هذا السيناريو ليس جديداً. حدث قبل ذلك في العراق. كان في استطاعة التحالف الدولي الذي حرّر الكويت في بداية العام 1991 استكمال مسيرته الى بغداد. فضّل التوقف عند نقطة معيّنة. انتظر ثلاث عشرة سنة قبل الإقدام على خطوة إسقاط النظام العراقي بالقوة. كان مطلوباً حصول تآكل للعراق من داخل كي لا تقوم للبلد قيامة يوماً. هل هذا هو الهدف من مهمّة أنان بغض النظر عن نيات الرجل... التي قد تكون طيبة وقد لا تكون كذلك؟

=================

مجزرة جديدة في انتظار التالية!! * ياسر الزعاترة

 الدستور

16-7-2012

لم يعد بوسعنا بعد التعب الذي أصابنا من إحصاء الشهداء والجرحى، فيما نجهل تماما أعداد المعتقلين الذي يزيدون عن عشرات الآلاف يعيشون الموت يوميا في سجون بشار الأسد، لم يعد بوسعنا غير إحصاء المجازر لأن إحصاءها يبدو أسهل، فيما شعرنا بالتعاطف مع السيد كوفي أنان!! بسبب “الصدمة” التي تعرض لها نتيجة المجزرة الأخيرة في بلدة التريمسة التابعة لمدينة حماة، وهي التي تمكن مراقبوه من دخولها بعد 13 ساعة على ارتكاب المجزرة ليشاهدوا الحقيقة التي اضطرته للحديث صراحة عن عدم التزام قوات بشار بوقف استخدام الأسلحة الثقيلة في قصف المناطق السكنية، مع أن المجزرة تمت بمشاركة الطيران هذه المرة، فيما أكمل الشبيحة مهمة الذبح على الأرض.

من الطبيعي أن يخرج علينا شريف شحادة الذي كوفئ على “جهوده الجبارة” في الدفاع عن النظام عبر الجزيرة وسواها بعضوية مجلس الشعب، من الطبيعي أن يخرج علينا موضحا أن الجماعات الإرهابية هي التي ارتكبت المجزرة، مشددا على التزامن التقليدي للمجازر مع جلسات لمجلس الأمن، مع أن الجماعات إياها ليست من النوع الذي يهتم بجلسات مجلس الأمن ولا يتابع بالضرورة مواقيتها ولا قراراتها!!

ربما كان محقا في السؤال عن مصلحة النظام في ارتكاب مجازر من هذا النوع، لكنه ينسى أن المجاميع العسكرية التي تمارس القصف والقتل لم تعد تملك غير ذلك بعد أن أصبحت كلفة الاقتحامات المباشرة كبيرة بسبب استبسال الثوار، فيما يتجاهل أن جحافل الشبيحة المعبئين بالحقد الطائفي لا يُستغرب عليهم أن يفعلوا أكثر من ذلك، هم الذي ينتمون في الأصل إلى حثالة البشر.

والحال أن إسكات المدن والبلدات الثائرة بشتى أنواع الأسلحة لم يعد مجرد خيار بالنسبة للنظام، وإلا فإن المناطق التي يفقد سيطرته عليها ستواصل الاتساع يوما إثر آخر، وهو يعول من خلال مضاعفة أدوات العنف على إسكات المناطق الثائرة وإخراج الثوار منها وإعادتها إلى سيطرته. وعندما يضطر، للمرة الأولى يوم الخميس الماضي إلى تنفيذ سياسة الأرض المحروقة بحق بساتين في ضواحي دمشق من أجل إخراج عناصر الجيش الحر منها، فهو إنما يدافع عن حصنه الأخير الذي يتعرض لمحاولات يومية لاقتحامه من قبل الثوار.

صحيح أن قلب مدينة دمشق لا يزال هادئا بعض الشيء، تماما كما هو حال قلب مدينة حلب، لكن ذلك لا يحدث إلا بسبب ضخامة الحشد الأمني داخلهما، وتبعا لوجود علويين إلى جانب أقليات أخرى تصطف إلى جانب النظام، مع قلة من المنتفعين من أبناء السنة.

حين يدقق المراسلون الأجانب في المشهد، فإنهم يرون عاصمة “حبلى بالغضب” كما عبر مراسل “واشنطن بوست”، مستدلا على ذلك بجدران المدينة التي تزدحم بالشعارات المعادية للنظام، وبالمسيرات “الطيارة” التي تبدأ وتختفي سريعا خشية الاعتقال الذي يُعد في ذاكرة السوريين أسوأ كثيرا من الموت. ويشير إلى أن أهل المدينة يعيشون المأساة بأم أعينهم عبر عشرات الآلاف من الهاربين إليها من الضواحي فرارا من الموت، وأكثرهم من النساء والأطفال.

نعود إلى المجزرة البشعة التي تعلمنا من سابقاتها أنها تستجلب قدرا من التعاطف الدولي الذي ما يلبث أن يتبخر بمرور الوقت ليعود الكلام التقليدي عن الحل السياسي، وحيث يميل المجتمع الدولي، وغالبا مجاملة للطرف الإسرائيلي إلى إطالة أمد المعركة من أجل تدمير البلد وإشغاله بنفسه لعقود، وصولا إلى الحل “السياسي” الذي يفترض أن يسبق الحسم العسكري بفترة قصيرة حتى لا يقع البلد بيد فئات تصعب السيطرة عليها.

نقول ذلك لأن حشر الأزمة فيما يفعله كوفي أنان ينطوي على تجاهل لحقيقة أن الرجل لا يتحرك من تلقاء نفسه، حتى حين يزور طهران وبغداد بعد موسكو، بل يتحرك بالتنسيق مع الوضع الدولي والعربي الذي يعمل مبعوثا له لحل الأزمة السورية.

هو نفاق استثنائي لا يكسره سوى الموقف التركي الذي يميل إلى الحسم العسكري، مع دعم قطري سعودي، مع أن عموم الموقف العربي لا يبدو مريحا تبعا لاستمرار منحه الغطاء لمهمة أنان التي لم يعد لها مكان في المشهد خارج سياق التآمر من أجل سرقة الانتصار لحظة التأكد من قرب تحقيقه، وهو يبدو قريبا بالفعل في ظل توالي الانشقاقات في صفوف النظام (عسكريا وسياسيا) وفقدانه السيطرة على أجزاء كبيرة من البلاد.

لذلك كله لا يبدو أمام السوريين غير استمرار الجهد والجهاد من أجل الحسم الثوري، ولن يتم ذلك من دون مزيد من تفعيل العمل العسكري، والأهم استمرار العمل الشعبي، بخاصة في مدينتي حلب ودمشق اللتين ينبغي أن تنخرطا أكثر فأكثر في الاحتجاجات وصولا إلى عصيان مدني شامل يسقط النظام الذي يزداد ترنحا يوما إثر آخر، فيما يزداد اعتماده على طائفته كملاذ أخير في المواجهة.

=================

«التريمسة» ليست مجزرة.. بل مجرد شغب ملاعب !؟

رجا طلب

الرأي الاردنية

16-7-2012

هذا العنوان ليس نكتة سمجة بل هو كلام سوري رسمي اقل ما يقال عنه انه منفصم تماما عن الواقع ويعبر افضل تعبير عن ازمة اخلاقية وسياسية كبرى يعيشها النظام بعد تعدد المجازر التي اخذ يوقعها بحق شعبه الاعزل، الحقيقة لم اصدق ما اسمع عندما خرج علينا جهاد المقدسي الناطق الرسمي باسم الحكومة السورية ليكذب العالم كله ويقول ان ما جرى في قرية التريمسة لم يكن الا مواجهة بين الجيش والارهابيين او الجماعات المسلحة، وليقول ما هو افظع من ذلك من ان القتلى الذين سقطوا في هذه المواجهة هم 37 مسلحا ومدنيين وبشهادة «رجل فاضل» لاحظوا التعبير، الدولة السورية تاخذ ارقامها الرسمية في مجزرة رهيبة كالتريمسة من «رجل فاضل» اي بمعني لو ان الارقام كانت اكثر من ذلك لكان رجل كاذب.. اي استخفاف بعقول الناس هذا الذي يمارسه الاعلام السوري والخطاب الرسمي للنظام؟

لو لم اسمع الرجل بنفسي لما صدقت، لقد كان خطابا استفزازيا منقطع النظير حاول خلاله الناطق باسم الدولة السورية تقزيم كل شيء وتكذيب اي شيء واختلاق احداث وسيناريوهات لتبرير الاجرام والدموية اللذان يمارسان ضد العزل، وحتى انشقاق العميد مناف طلاس تحول وحسب منطق المقدسي الى كونه مجرد «ضابط في الجيش السوري اختار ان يغادر البلاد بدون اذن»، وهو بهذا المنطق كان افضل له لو اعتبر ما جرى في التريمسة مجرد مواجهة قاسية بين مشجعي فريقين متنافسين في كرة القدم او شغب ملاعب.

المقدسي يقول هذا الكلام وبدم بارد وهو يعلم ان العالم يعلم انه لا ينطق بالحقيقة، فهو بكل تاكيد استمع الى تصريحات المراقبين الدوليين الذين اكدوا ان القرية قصفت بالطيران وان اعداد القتلى فيها زاد عن 150 قتيلا لكن منطقه الغريب في النفى دفعه الى القول ان القرية لا تستحق قصفا جويا لان مساحتها لا تتعدى كيلو متر واحد بمعني لو كان اكبر لكان مبررا قصفها بالطيران.؟!

هذا الخطاب يدلل مجددا على النظام السوري غير عابئ بالعالم كله ويستخدم هذه اللغة التي تستخف بارواح ابناء شعبه وبعقول العالم لانه لم يُعاقب بعد ولانه مازال يعتقد انه محصن من هذا العقاب بسبب انتهازية ولا اخلاقية الموقف الروسي وبسبب ضعف مبعوث الامم المتحدة كوفي عنان الذي كان يحتم عليه واجبه الاخلاقي وبمجرد وصول التقارير الاولية عن المجزرة الى مكتبه الى الاعلان عن فشل عمل المراقبين الدوليين في سوريا الذين مضى على عملهم دون اي نتيجة تذكر اكثر من ثلاثة اشهر.

من الملفت اكثر هو ذلك الصمت العربي الرسمي والشعبي على هذه المجزرة وعلى مجزرة الحولة قبلها وغيرهما من المجازر، حيث تحول خبر قتل الاطفال والنساء والعشرات من الرجال في المدن والقرى السورية الى خبر عادي وهو امر مرعب بحد ذاته حيث بات العالم يتعايش مع هذا الاجرام المنظم.

=================

نهاية العذاب السوري

عبد الحليم قنديل

2012-07-15

القدس العربي 

إلى أين ينتهي العذاب السوري الراهن، وأي مخاطر يمكن تصورها عند خط النهاية، ومتى تنتصر ثورة الشعب السوري الباسلة، والتي صارت أطول الثورات العربية المعاصرة عمرا، وأكثرها بذلا للتضحيات؟، فقد سقط قرابة العشرين ألف شهيد في المعركة الرامية لخلع نظام بشار الديكتاتوري الدموي.

وبالطبع، يتصور نظام بشار أن بوسعه البقاء، وأن آلته العسكرية الجبارة تكفل له تحقيق النصر على شعبه، واختزال معنى الثورة في حكاية العصابات المسلحة، وأن القضاء عليها بات قريبا، وتلك أوهام دعاية ممجوجة تكررت طوال الوقت، ودون أن تؤدي لإطفاء نار الثورة، بل زادتها اشتعالا وتصميما، وأضافت إلى جغرافيا الثورة، والتي لم تعد مقصورة على مدن في الأطراف، أو في ريف دمشق، بل دخلت المدن الكبرى طرفا مباشرا في الثورة، وبدأت الأرض في دمشق وحلب تتزلزل تحت أقدام النظام، ودخلت فئات اجتماعية جديدة إلى حلبة المواجهة، ولم يعد ممكنا تصور أن يبقى النظام حتى لو أفنى السوريين جميعا.

ويحاول النظام البائس تمديد أجله، وعلى طريقة 'أنا أو الفوضى'، ويشعلها حربا طائفية مسعورة، ويصور لطائفته العلوية أنها ستذبح لو سقط بشار، كما يحاول استقطاب الفئات المسيحية بدعوى الخوف على مصيرها من صعود التيار الإسلامي، ولا يزال يحاول استقطاب نسبة ما من السنة الذين يشكلون غالبية التكوين السوري، وفي البداية بدت هذه الفئات متحمسة للدفاع عن بقاء النظام، ومتخوفة من تبعات التغيير، لكن إيغال النظام في دم السوريين، وقتل عشرات الألوف من الرجال والنساء والشباب والأطفال، وتحطيم قرى ومدن بكاملها, وتشريد قرابة المليوني سوري، واتباع النظام لسياسة 'الأرض المحروقة'، كل ذلك جعل الفئات المؤيدة للنظام تستريب في جدوى موقفها، فلم يعد من أساس أخلاقي للدفاع عن جرائم القتل الوحشي اليومي، ولم تعد من ثقة في فعالية القوة الباطشة، خاصة أن مدن الثورة الأولى راحت تدافع عن نفسها، وتحمي التظاهرات السلمية، وتنقل عدوى التظاهر الحميدة إلى مدن القلب السوري، وتبني جبهة مقاومة صلبة تكسب أرضا كل يوم، فقد أدت دموية النظام المفرطة إلى عسكرة الثورة، وتنمية قدراتها في الدفاع الميداني، صحيح أن عصابات مريبة دخلت على الخط، ومن نوع جماعة 'القاعدة' وأخواتها، وبدت كأنها تؤدي خدمة مريحة للنظام الهالك، لكن هذه الظواهر لم تفد النظام كثيرا في إدعاء تصديه للإرهاب، فالمئات الذين يقتلون كل يوم من سواد الشعب السوري، هؤلاء ليسوا من جماعات الإرهاب التي تقتل لمجرد القتل، وقد فاقها سلوك النظام الإرهابي، والذى لا يتورع عن قتل المتظاهرين المسالمين، وتزداد همجيته بإطراد، ويبدو كذئب جريح تتزايد شراسته مع اقتراب لحظة طلوع الروح.

ويخطئ الذين يتصورون أن النظام سيبقى، حتى لو انتقلت كل الترسانات الحربية الروسية والإيرانية إلى سوريا، فلا توجد قوة في التاريخ هزمت شعبا مصمما على نيل حريته، وما تبقى من النظام السوري مجرد قوة احتلال، تعاني شعور الغربة، وينحسر عنها تعاطف من تبقى نصيرا ومؤيدا، وتشعر بالإنهاك البدني المتزايد يوما بعد يوم، وتتلطخ الأيادي بعار الدم المسفوك، ومع الإنهاك يتزايد الارتباك، ويتحول الصداع في الرأس إلى صدع في الجسد، وهو ما يفسر التطورات التي طرأت على حالة النظام السوري، فقد بدا صلبا متماسكا في شهور الدم الطويلة المريرة، وبدت الانشقاقات الأولى جانبية أو قاعدية محدودة، كان الذين ينشقون في البداية جنودا أو ضباطا برتب صغيرة، لكن الانشقاقات الأخيرة صعدت السلم، وبدا نوع جديد من الانشقاقات العسكرية والدبلوماسية، انشقاقات في الكادر الأساسي، وتصدعات بالقرب من النواة الحاضنة للديكتاتور وعائلته، وما جرى الإعلان عنه مؤخرا مجرد إشارة لما يجري وسيجري، فسوف تتزايد الانشقاقات في محيط القيادة، فقد آن أوان الهروب من سفينة بشار الغارقة الموحولة بالدم، وكثير من معاونيه سوف يعلنون انشقاقهم , إما توقيا لمصائر محاكمات متوقعة مع سقوط نظامه، أو طمعا في مقاعد متقدمة في النظام الذي يليه، وربما تتطور حوادث الانشقاق ـ في لحظة بذاتها ـ إلى تمرد فعلي بالجيش، يأخذ غالب القيادة إلى صف الثورة، ويحفظ لسوريا الجديدة تماسكا تحتاجه في فترة الانتقال، ويحفظ جغرافيا البلد من التمزق، ويعزز وحدتها الوطنية الداخلية , وينزع هواجس القلق من انفجارات طائفية مفزعة، فانتقال الجيش ـ بصلب قيادته ـ إلى موقف داعم للثورة يبدو أقصر الطرق إلى النهاية السعيدة.

وكما يحدث في كل بلد وكل ثورة، تبدو حسابات الحصاد غير حسابات البذار، وهو ما يدعو للتوقف قليلا عند قصص أطراف المعارضة السورية، وفيها الصالح والطالح، والأصيل والدخيل، والمتسق والمرتزق، وإن كانت صورة فصائلها جميعا لا تتطابق ـ في ظني ـ مع صورة الحكم البديل المتوقع بنهاية بشار، والأغلب ـ فيما نظن ـ أن تكون الصورة مختلطة، وأن يضم التكوين الانتقالي قسما من المعارضة مع قسم آخر ينشق عن النظام، وليس مستبعدا حدوث توافق أمريكي ـ روسي عند نقطة معينة، وأن تكون تركيا هي الراعية الأولى لترتيبات وراثة بشار، وتواتر الأمارات والإشارات يبدو ظاهرا، فخطة عنان التي فشلت ميدانيا، تنتقل الآن إلى أولوية الحل السياسي، والانشقاقات السياسية والعسكرية تمضي بالتوازي، والتدخل العسكري الدولي تتباعد أشباحه، فيما تتزايد أمارات التدخل السياسي ومفاوضات الكواليس.

=================

سوريا: هل يسبق تآكل النظام من الداخل مناورات المجتمع الدولي؟

اياد ابو شقرا

الشرق الاوسط

16-7-2012

«محاولة الحوار مع شخص تخلّى عن التعقل، تشبه إعطاء الدواء لميت».

(توماس باين)

من جسر الشغور وحي بابا عمرو الحمصي، ومن الحولة إلى القُبير، ووصولا إلى التريمسة، يواصل «جرّاح» دمشق، الدكتور بشار الأسد، «عملياته الجراحية» الدموية لإنقاذ الشعب السوري.. من نفسه!

انطلاقا من أقوال الرئيس السوري وأفعاله، على امتداد الأشهر الـ17 الماضية، يغدو من العبث مواصلة الكلام. ومن واقع الإخفاق التام لمهمة الوسيط الدولي - العربي كوفي أنان، سواء من حيث التصوّر أو الممارسة، حان الوقت لكي يكف المجتمع الدولي عن العبثية الدبلوماسية.

في هذه الأثناء، ثمة شبه إجماع على أن سوريا ما زالت بعيدة عن نهاية النفق. ويقوم شبه الإجماع هذا، بجانب العنصرين المذكورين آنفا - أي مواقف الأسد وانهيار مهمة أنان - على بقاء المواقف الدولية للأطراف الدولية الفاعلة على حالها. ففي ظل انعدام الجدية بتبنّي استراتيجية الردع، وعلى الرغم من الأرقام المفزعة لعدد الضحايا وانتشار المآسي الإنسانية الموثقة بالصورة والأرقام، سيواصل كل فريق صاحب مصلحة ابتزاز منافسيه على حساب الشعب السوري.

ولئن كانت الولايات المتحدة تسعى جهدها لتحاشي اعتماد الحسم لاعتبارات انتخابية وإسرائيلية، ينشط في دول غربية فاعلة تياران متناقضان فكريا.. ما زالا مستعدين (بل متحمسين) لتجاهل آلام الشعب السوري والظن خيرا بقاتليه، هما:

1 - تيار اليمين العنصري، الذي يرى أن الشعب السوري (مثله مثل أي شعب عربي أو مسلم) لا يفهم الديمقراطية ولا يستحقّها، وهو إذا مارسها فسيمارسها بطريقة خاطئة، وسيصوت حتما لقوى اليمين الأصولي والديني. وبالتالي، لماذا يورّط الغرب نفسه في مأزق ليس له فيه أي مصلحة؟

2 - تيار اليسار المتطرّف، الذي تدفعه مراهقته السياسية بصورة تلقائية أحيانا إلى التعاطف مع أي خطاب، صادقا كان أم كاذبا، يدعي الثورية والنضال والعداء للإمبريالية والولايات المتحدة. ومع الأسف، هذا التيار موجود ومتحرك حتى في بعض وسائل الإعلام الجاد في دول كبريطانيا وألمانيا وفرنسا.

في الجهة المقابلة على المسرح الدولي، تقف القوتان الشيوعيتان سابقا؛ روسيا والصين، اللتان تتصرفان بعد انهيار الشيوعية، تماما كما تصرفت الإمبرياليات عبر التاريخ. وهما عندما تتآمران اليوم على مصير الشعب السوري، وتتواطآن مع قاتليه، فهما لا تستهدفانه مباشرة كشعب سوري، بل كانتا ستتصرفان بالأسلوب المتغطرس واللاأخلاقي نفسه مع أي شعب في أي مكان آخر من العالم تتعارض فيه مصالحهما الوطنية مع مصالح قوة كبرى منافسة. وبالتالي، كما شهدنا على امتداد الأشهر الـ17 الأخيرة، لم تغير موسكو وبكين مقاربتيهما من الأزمة السورية قيد أنملة، بل ذهبتا بعيدا في عداء مفتوح مع الشعب السوري، ومن خلفه شعوب العالم العربي التوّاقة إلى التحرر والعيش بكرامة. والمرجح أن انعدام حماسة واشنطن والعواصم الغربية للحسم والردع، وعجز الدول العربية عن المعاقبة - أو حتى المساءلة - كانا عاملين مؤثرين في إقناع القيادتين الروسية والصينية.. ليس فقط بعرقلة أي مسعى دبلوماسي من قلب مجلس الأمن، بل بمواصلة تقديم الدعمين السياسي والتسليحي لنظام الأسد كي يواصل محاولات إخماد الثورة الشعبية بالحديد والنار.

بعد كل مجزرة ارتكبها النظام السوري تكاثر الكلام وتطايرت الاستنكارات الجوفاء، ولكن في كل مرة همدت الأمور.. وكأن شيئا لم يكن. وهذه المرة أيضا بعد مجزرة قرية التريمسة بمحافظة حماه، بدأت باكرا محاولات لتجهيل الفاعل، تمهيدا لتمييع القضية وإلباس ما حصل غلالات من الشك، علها تساعد النظام على الاحتفاظ بزخم عملياته القمعية الدموية، وتمنحه متنفسا جديدا يستبق نوبة أخرى من التفكك البطيء في بنيته العسكرية والسياسية.

إن الرهان على مجلس الأمن، ولا سيما بعد الحصيلة الفارغة المتوقعة للقاءات المعارضة السورية في موسكو، إمعان في إضاعة الوقت وخذلان السوريين. وتوقّع حدوث تغير جدي في الموقف الأميركي المفرط في سلبيته، على الأقل قبل أن تدب الحرارة في الحملة الانتخابية الرئاسية للحزب الجمهوري، سذاجة سياسية تقارب الغباء. ولا يبدو أقل سذاجة التفاؤل بقرار عربي شجاع بتجميد العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والثقافية مع روسيا والصين.

كل هذا يعني أن قدر الشعب السوري هو ربحه معركته في أرضه.. وليس في عواصم القرار الدولي.

الشعب السوري يدرك اليوم أنه سيربح معركته، طال الزمن أم قصر، لأنه ما عاد أمامه من خيار غير ربح المعركة ضد قاتليه، وليس لأنه مدعوم من الخارج. فهو في حقيقة الأمر لا يتلقى ولو جزءا بسيطا من الدعم الذي يستحقه صموده ونضاله. وهذه القناعة هي نقطة التحول التي ستؤثر في أولئك الذين اختاروا الرهان على مرور الوقت، أو انتظار انهيار الثورة، من دون أن يشاركوا في التآمر عليها.

بعض راصدي الوضع السوري يشيرون إلى «قوة دفع» أخذت تميز حركة الانشقاقات، سواء من قبل الشخصيات المدنية (سياسية ودبلوماسية) أو العسكرية - الأمنية، ولا شك في أن تطورات الأسبوع الفائت المتعلقة بالعميد مناف طلاس والسفير نواف الفارس تستحق أن يُنظر إليها بإيجابية، بصرف النظر عن مدى جديتها. غير أن طبيعة النظام، القائمة على التمويه والتضليل، لا تشجع كثيرا على الاطمئنان إلى تنامي «المعارضين» من أوساط كانت حتى الأمس القريب من رموز النظام وفي قلب أجهزته ومنظوماته السياسية، وإن كان هذا ليس سببا كافيا للتردد في تشجيع الانشقاقات وتسهيل حدوثها وفسح المجال لأي منشق لإعادة تأهيل وضعه. إن القصد من هذا الكلام هو اعتماد الحد المقبول من الواقعية والحصافة لكي لا ترتكب الثورة السورية مزيدا من الأخطاء التكتيكية التي ارتكبتها حتى الآن؛ إما نتيجة سلامة طويتها أو لتحمسها للتغيير السريع.

ولقد شاهد السوريون كيف ظهر بعض الأشخاص مدعين صفة «المعارضة» في أول «لقاء مفتوح» دعا إليه النظام تحت رئاسة نائب الرئيس فاروق الشرع، خلال فترة قصيرة من اندلاع الثورة. بل ألقى بعضهم خطبا عصماء خلال ذلك اللقاء يصعب تصديق جرأتها من «معارض».. مشارك بشخصه أو بتنظيمه ضمن «الجبهة الوطنية التقدمية» التي يرعاها النظام. ومن ثم، بعد مرور بعض الوقت، نشط هؤلاء «المعارضون» أكثر، وصاروا يعقدون اجتماعات في عواصم أجنبية وعربية كـ«معارضين»، قبل أن تنكشف الكذبة، عندما خاضوا «الانتخابات - المهزلة» التي أجراها النظام أخيرا، وفازوا فيها بمقاعد جنبا إلى جنب مع «شبّيحة» النظام وأدواته المفضوحين. بل إن اثنين من «المعارضين» المندسين دخلوا الحكومة الجديدة.. بل وتولى أحدهم منصب نائب رئيس وزراء!

«معارضون» من هذه النوعية.. من مصلحة الثورة السورية كسب عداوتهم لا تأييدهم.

===============================

ماذا بقى لنظام الأسد فى سورية؟

محمود حمدي أبو القاسم

مركز الأهرام للدراسات السياسية والأستراتيجية

وصف الرئيس السورى بشار الأسد الوضع فى سورية فى الاجتماع الأول للحكومة الجديدة فى 26 من يونيو 2012 بقوله أن "سورية تعيش حالة حرب حقيقية" ولم يحدد ضد من تكون هذه الحرب، وأضاف بقوله "عندما نكون فى حالة حرب، كل سياساتنا وكل توجهاتنا وكل القطاعات تكون موجهة من أجل الانتصار فى هذه الحرب"، وأكد على أن سورية ستنتصر فى النهاية، فهل النظام السورى من الناحية العملية قادر على حسم الصراع لصالحه وضمان بقائه؟، أم أن الوضع يشير إلى عكس ذلك؟. الواقع يشير إلى امتلاك النظام السورى أرصدة متراكمة مهمة فى إطار صراعه من أجل البقاء لكن مستقبله مرهون بمدى احتفاظه بهذه المصادر أو دعمها كضمانة لاستمراره، ويمكن الإشارة إلى بعض هذه العوامل والمصادر وتحديات استمرارها على النحو الآتى:

أولا: القدرة على مواجهة الحراك الداخلى

1- استطاع النظام بناء تحالفات وعلاقات زبائنية مع شرائح واسعة من رجال الأعمال والتجار وأصحاب المصالح والنفوذ خصوصا فى مدينتى حلب ودمشق والذين لا يزالون يؤمنون بأن مصالحهم مرتبطة بالأساس ببقاء النظام هذا على جانب، وعلى جانب آخر استغل النظام تعقيدات بنية المجتمع وتعددياته كفزاعة فى مواجهة الداخل والإقليم بل والعالم، وبناء على ذلك أصبح هناك حاجز من الخوف بين هذه القوى وبين الثورة خوفا على وجودها أو مصالحها، وهذا الانقسام فى بنية المجتمع الاقتصادية والاجتماعية بل والمؤسساتية أعطى للنظام فرصة أطول للبقاء لأن النظام ولعقود طويلة لم يعمل على بناء مجتمع يقوم على المواطنة والاعتراف بالتنوع الغني للهويات الاجتماعية والدينية والإثنية والإقليمية والسياسية في سورية بل قام بفرض قيود على الفضاء السياسي وجعل الحوار السياسي خاصا ومحصورا إضافة إلى توليد العداوات الطائفية واستمالة بعض عناصر وكسب ولائها بتسكينها فى التركيبة الاجتماعية فى مراكز السلطة والثروة.

2- لكن فى الواقع مع دخول جيل جديد من المحتجين من خارج الفضاء السياسى المنظور ومن خارج شبكة المصالح وبراعتهم وقدراتهم على الحشد وعلى تصدير صورة المشهد إعلاميا، وذلك فى مواجهة ضعف قدرة النظام على التكيف مع المستجدات وغلبة المعالجة الأمنية على نية الإصلاح الحقيقية، كل ذلك أدى فى النهاية إلى اتساع نطاق ونوعية الاحتجاجات وسقوط آلاف الضحايا الذين بدورهم يعطون تغذية عكسية للاحتجاجات، التى يبدو أنها كسرت حاجز الخوف تماما وشجعت الجماهير على تحدى السلطة، التى لم تتورع فى ارتكاب مجازر وجرائم استفزت بعض القيادات والجنود ودفعتهم للانشقاق عن الجيش، والذين كانوا بدورهم النواة الحقيقية للمعارضة المسلحة وبفضل الحصول على بعض الدعم الخارجى تمكنت من توجيه ضربات موجعة للنظام وأجهزته، ويمثل إصرار معارضتا الداخل بشقيها السلمى والمسلح ومعارضة الخارج على خيار سقوط النظام ورفض التفاوض معه أو الاستجابة لخطواته الإصلاحية العقبة الاولى أمام بقاء الأسد الابن ونظامه، ولا شك أن تواتر دخول شرائح جديدة من الطبقات الوسطى والوسطى/العليا من حلفاء النظام فى المدن الكبرى خصوصا حلب ودمشق يمثل دفعة مدينية قوية للثورة فى الداخل، وربما يدفع باتجاه تقويض تحالفات نظام الأسد الابن وإنهاء مفعول فزاعته الطائفية وفزاعة الهيمنة الإسلامية على سورية فى مرحلة ما بعد الثورة.

ثانيا: ولاء الجيش والأجهزة الأمنية للنظام

1- يدين غالب قادة الجيش والأجهزة الأمنية منذ وقت ليس بقريب بالولاء للنظام/الطائفة، وذلك بالنظر إلى التغير الذى طرأ على بينة الجيش السورى بعد انقلاب 1966 الذى أدى إلى صبغ الجيش وأجهزة الأمن بصبغة طائفية بسيطرة العلويين على مفاصلهما ولم تظهر سلبيات هذا التحول فى بنية الجيش السورى فى ظل حالة الحشد والتعبئة السياسية فى إطار الإيديولوجية القومية العروبية التى رفعها النظام، إلا أن موقف الجيش من الأزمة كشف عن طبيعة هذا التحول ومدى تأثيره، وخصوصا ما يعرف بفرق النخبة وهى الحرس الجمهورى والفرقة المدرعة الثالثة والرابعة والقوات الخاصة، والتى دخلت المدن وضربت الأحياء السكنية وشاركت فى قمع التظاهرات فى كل أنحاء سورية وذلك إلى جانب أجهزة الأمن التى تتبع الرئيس الأسد مباشرة وكذلك الاستعانة بما يعرف بالشبيحة وقد تورطت هذه القوى فى جرائم بحق الشعب السورى وهى تقود معركتها إلى جانب النظام حتى النهاية وهو الأمر الذى يجعل معادلة الصراع فى الداخل لازالت فى صالح النظام. وقد اتجه النظام إلى تجنيب وحدات الجيش التى يغلب على تكوينها الجنود السنة المشاركة فى قمع الاحتجاجات، حيث أظهرت خبرة الاستعانة بهذه الوحدات فى كل مرة حدوث حركات انشقاق واسعة، لهذا يعول النظام على وحداته الخاصة والتى تتكون أغلبيتها من العلويين والتى تتحدث التقارير عن أعدادها الضخمة وذلك بجانب الأجهزة الأمنية وفرق الشبيحة التابعين مباشرة لنفوذ عائلة الأسد.

2- لكن يواجه تماسك الجيش معضلة تزايد الانشقاقات بين عناصره وخصوصا على مستوى القيادات الوسيطة والعليا والتى كان أخرها هروب احد ضباط القوات الجوية بطائرته الى الأردن وطلبه اللجوء السياسي فى 21 من يونيو 2012، وكذلك انشقاق العميد فى الحرس الجمهورى مناف طلاس فى 5 يوليو 2012، وهو ابن وزير الدفاع السورى السابق مصطفى طلاس والمقرب من الرئيس السورى وذهابه الى فرنسا والذى تروج دوائر غربية لإمكانية قيادته المرحلة الانتقالية بعد رحيل الأسد، كما تتحدث بعض التقارير عن تعاظم عدد وقوة الجيش السورى الحر وسيطرته على 40 % من الاراضى السورية خصوصا على امتداد الشريط الحدودى مع تركيا، التى يبدو أنها منفذ مهم للدعم المادى واللوجيستى وتوفير الحماية لعناصر الجيش الحر، هذا علاوة على وصول حركة الانشقاقات الى ضباط الامن الداخلي السوري وإعلانهم عن تشكيل قيادة لقوى الأمن الداخلي تابعة للثورة السورية، بالإضافة الى انشقاق عناصر من جهاز المخابرات التابع لنظام الاسد. وبالطبع تصب كل هذه الانشقاقات فى إضعاف جبهة النظام ، لكن فى الواقع يبقى النظام فى هذا الإطار متماسكا الى حد يمكنه من وقف تمدد حركة الاحتجاجات ومواجهة المعارضة المسلحة وإن كانت تطورات المعركة على الأرض تشير إلى أن عمليات الجيش الحر بدأت تدخل مرحلة مهمة من حيث جغرافيتها ونوعيتها حتى أنها شجعت على انخراط فئات فى مناطق متعددة من حلب ودمشق على الانضمام للثورة.

ثالثا: الدعم الدولي والإقليمي

1- يمثل استمرار توفير الدعم المادى وتوفير الغطاء السياسى للنظام السورى سواء على المستوي الدولى من جانب روسيا والصين أو على المستوى الاقليمى من جانب إيران وحلفائها فى المنطقة أحد أهم عوامل بقاء النظام، فمنذ البداية تراهن روسيا على بقاء النظام وكان واضحا أن هناك إصرارا روسيا على مواجهة اى قرار لا يأخذ بعين الاعتبار رؤيتها كاملة، وعدم استعدادها لأي تغيير فى موقفها تجاه الأزمة لأن عملية التغيير فى سورية صعبة ومكلفة بالنسبة إلى حجم مصالحها، خصوصا أن روسيا تدير جزءاً من سياستها الخارجية فى الشرق الأوسط من خلال علاقتها المتطورة مع النظام السورى فى السنوات الأخيرة، وهى على غير استعداد لخسارة وجودها العسكرى على السواحل السورية وترك الساحة للمخططات الأمريكية والأوروبية حيث تمثل خسارتها لسورية نهاية لوجودها فى الشرق الأوسط ككل. ويرتكز الموقف الروسى على معارضة أية قرارات دولية تحمل النظام بمفرده المسئولية عن العنف فى سورية، وترفض دعوة الرئيس السورى للتنازل عن السلطة من أى طرف، كما تعارض فرض أى عقوبات على سورية أو فرض أى حظر على الأسلحة المتجهة إلى سورية بالإضافة إلى استبعاد استخدام القوة ضد سورية، مع التأكيد على ضرورة فتح حوار سياسى بين النظام والمعارضة كحل وحيد للازمة، هذا فى الوقت الذى تقدم فيه الدعم العسكرى للنظام السورى وتمده باحتياجاته من الأسلحة.

أما الصين فقد بنت موقفها من الأزمة السورية بناء على رفض استخدام القوة فى معالجة الأزمة، لأنه ينتهك الأعراف الأساسية المنظمة للعلاقات الدولية، كما تعارض الصين تغيير النظام السورى بالقوة، ومن هنا تتكفل روسيا والصين بتوفير غطاء دولى لحماية النظام كما توفر له روسيا الدعم المادى اللازم لبقائه. ويمثل هذا الموقف عودة لأجواء الحرب الباردة، بل إنه ربما يكون بداية لتحولات كبرى فى هيكل النظام الدولى ربما لن تتوقف ساحات المواجهة فيها عند الأزمة السورية.

وعلى المستوى الاقليمى تلعب إيران وحزب الله دورا مركزيا فى دعم النظام السورى بالسلاح وتحدثت بعض أطراف المعارضة عن وجود عناصر من الحرس الثورى الإيرانى وعناصر حزب الله تقدم الدعم إلى النظام داخل سورية، حيث تعتبر ايران سورية خط دفاع اول عن وجودها باعتبارها نافذة مهمة لمد نفوذها فى المنطقة بجانب حزب الله ومنظمات المقاومة الفلسطينية فى مواجهة الضغوط الاقليمية والدولية ومحاولات عزلها وتقويض قدرتها على امتلاح السلاح النووي وهيمنتها على الاقليم وخصوصا الخليج العربى.

وبفضل موقعها الجيوسياسي فى المنطقة يمتلك النظام السورى رصيدا كبيرا من المناورة وقدرة فعلية على التأثير من خلال استغلال تقاطع هذه المصالح الإقليمية والدولية فى المنطقة بما يسمح له بالبقاء لفترة أطول، خصوصا أن التغيير فى سورية أصبح يستلزم عند البعض ضرورة تدخل خارجي أو تسليح للجيش السورى الحر وهو أمر صعب حيث لا زال الغرب يستبعد هذان الخياران ويكتفى بمحاولة خلق اجماع دولى حول خروج الأسد من السلطة وبداية مرحلة انتقالية وهو ما تعارضه روسيا والصين وإيران بشدة. كما أن هناك مخاوف كبيرة من انفجار الوضع التعددى فى المنطقة وتأثيره على استقرار الاوضاع فى لبنان والعراق ومن ثم المنطقة ككل.

2- لكن فى مواجهة هذا العامل نجد هناك دفع من بعض القوى الإقليمية والدولية باتجاه تغيير النظام كحل للأزمة من جانب وتحقيقا لمصالحها فى المنطقة من جانب آخر، وتأتى هذه الضغوط على المستوى الاقليمى من جانب دول الخليج وجامعة الدول العربية، حيث قادت قطر والسعودية التفاعلات الخاصة بسورية على مستوى مجلسى التعاون الخليجى وجامعة الدول العربية وصولا إلى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان وكذلك تشكيل مجموعة أصدقاء الشعب السوري، مع محاولة الضغط على روسيا والصين لتغيير موقفهما المساند للنظام، وكذلك دعم المعارضة والاعتراف بها ممثلا عن الشعب السورى..الخ، هذا علاوة على الموقف التركى الذى يعد محورا رئيسيا فى التفاعلات الخاصة بسورية من منطلق تأييد عملية التغيير فى سورية خصوصا بعد حادث إسقاط الطائرة التركية فوق المياه الإقليمية السورية، وعلى مستوى آخر يأتى الموقف الامريكى والغربى الذى يضغط على الرئيس السورى للابتعاد عن السلطة وبدأ عملية إصلاح داخلية حقيقية، وقد ساهمت كل هذه القوى فى عزلة النظام ومحدودية حركته والضغط عليه عبر سلسلة من القرارات والإجراءات والعقوبات وبالفعل شلت قدرته على الحركة الخارجية وقوضت كثير من علاقاته التى كان لتوه قبل الثورة قد بناها سواء على مستوى الاقليم او على المستوى العالمى.

وربما يمثل تطور هذه الضغوط فى مرحلة ما إلى توافق حول تدخل عسكرى ضد النظام السورى على غرار الحالة الليبية، أو إقامة منطقة عازلة لحماية المدنيين، أو تنحية الرئيس عن المشهد وتنازله عن السلطة على شاكلة النموذج اليمنى تهديدا حقيقيا لعامل القوة الثانى الذى يستند إليه النظام لكن حتى الان يبقى الموقف الروسى الصينى صلبا ويبقى احتمال التدخل خارج إطار الشرعية الدولية مستبعدا.

وفى النهاية يمكن القول أن مصادر قوة النظام السوري قد بدأ بعضها فى التآكل وبعضها لازال يمثل مصدرا من مصادر قوة النظام وضمانة لبقائه، فعلى المستوى الداخلى يفقد النظام بعضا من مصادر قوته مع مرور الوقت، ومن المرجح أن يمثل أى تحول فى موازين القوة بين الأطراف فى الداخل المتغير الأهم فى حسم الصراع لكن يبقى خطر تمزق البنية الاجتماعية مع طول أمد الأزمة أو تقسيم سورية على أساس قومى أو مذهبى أو طائفى ...الخ الخطر الأكبر، أما على مستوى الإقليم فإن حلفاء سورية التقليديين إيران وحزب الله لا يملكان سوى البقاء مع النظام إلى النهاية، أما على المستوى الدولى فرغم تعرض الصين وروسيا لضغوط شديدة أخلاقية وسياسية فإن موقفهما لازال يدعم النظام، ورغم الحديث بعد اجتماع جنيف فى 30 يونيو 2012 عن تغير الموقف الروسى والموافقة على رحيل الأسد لبداية مرحلة انتقالية جديدة غير دقيق ودليل ذلك مشروع القرار الروسى الذى يسمح بتمديد عمل بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سورية الذي ينتهي في 20 يوليو لمدة ثلاثة شهور وذلك دون أن يتضمن مشروع القرار اي تهديدات بعقوبات محتملة، ومن ناحية أخرى وزعت بريطانيا بالنيابة عن الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا مشروع قرار بموجب الفصل السابع وما يترتب عليه من آثار، وبهذا نكون أمام عودة لمأزق الدبلوماسية الدولية فى سورية حيث الخلاف هو سيد الموقف والفيتو هو خيار روسيا فى مواجهة أى حل دولى حاسم للأزمة فى سورية، ومن ثم نكون أمام أزمة يلعب فيها عامل الزمن دورا مهما بحيث يمثل توقيت حدوث تغيرات كبرى فى العلاقة بين اي من هذه المتغيرات المتباينة بداية مرحلة فاصلة فى تاريخ سورية وربما الإقليم بأسره، ولا شك أن الأسد الابن ونظامه لن يكون طرفا مهما فيها.

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ