ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
لافروف
"الرؤوف".. يرفض العقوبات على "الأسد"! 2012-07-17 الوطن السعودية يبدو أن وزير
الخارجية الروسي سيرجي لافروف، لا
يريد أن يكون لروسيا دور إيجابي في
إنهاء الأزمة السورية، وحقن دماء
الشعب، ذلك أنه يصر على أن خيار بقاء
الأسد خيار شعبي سوري، وذلك حينما صرح
بأن مطالبة روسيا بإقناع بشار الأسد
بالتنحي غير واقعية، لأنه لن يقبل
بالرحيل، قائلا: "إنه أمر غير واقعي
ببساطة.. لن يتنحى عن السلطة. هذا ليس
لأننا نحميه، بل لأن قسما كبيرا جدا من
الشعب السوري معه". إن مثل هذا التصريح،
وبهذه الصياغة، يعني أحد أمرين: أولهما؛ أن يكون
لافروف متعمدا تجاهل الحقيقة الماثلة
في كون الشعب السوري يريد الخلاص من
بشار الأسد ونظامه بكل رموزه وتاريخه
الدموي القامع. وثانيهما؛ أنه يسير
خلف التغرير الإعلامي السوري القائم
على الإيهام بأن هناك تأييدا شعبيا
كبيرا للنظام، غاضا الطرف عن أن الخطاب
الإعلامي السوري الرسمي يقوم على
الإكراه، وأن الكثير من المتشدقين
بالتأييد إنما يفعلون ذلك خوفا من
انتقام النظام منهم أو من أسرهم، لأنهم
يعرفون أساليبه، ويحفظون تاريخه
القمعي كما يحفظون أسماء من ذهبوا
ضحايا الصدع بكلمة الحق، فهل انطلت حيل
النظام السوري على لافروف، أم إنه يريد
لها أن تنطلي عليه، انطلاقا من توهم أن
بقاء الأسد يحقق مصالح روسية واضحة؟
لعل أبرزها "تصريف" السلاح الروسي
المتكدس الذي كان يحتاج إلى أزمة
كالأزمة السورية؟ أمس، لم يبد لافروف
أي مؤشر يدل على تغير موقف روسيا بشأن
الصراع الدائر في سورية، وذلك في
تصريحاته التي سبقت محادثاته مع كوفي
عنان، المبعوث الخاص للأمم المتحدة
وجامعة الدول العربية، وكرر معارضة
روسيا لمشروع قرار يناقشه مجلس الأمن
بشأن تمديد مهمة المراقبة في سورية،
والذي من المتوقع أن يتضمن تهديدا بفرض
عقوبات، بل إنه تجاوز المتوقع حين وصف
التهديد بفرض عقوبات بأنه ينطوي على
"قدر من الابتزاز"، ثم إنه أمعن في
التحدي حين حث شركاء روسيا في مجلس
الأمن على تأييد مشروع القرار الذي
تتبناه موسكو، والذي لا يتضمن أي تهديد
لدمشق في حالة عدم الإذعان. ================= رأي
الراية ... غطاء سياسي روسي للقتل الراية 17-7-2012 استبق وزير الخارجية
الروسي سيرغي لافروف لقاءه بالمبعوث
الدولي والعربي المشترك كوفي عنان
الذي يزور روسيا ليتهم المجتمع الدولي
بممارسة الابتزاز ضد موسكو لحملها على
الموافقة على قرار يدين العنف والقتل
في سوريا ويدعو لوقفه فوراً تحت طائلة
البند السابع. تصريحات لافروف نزعت
ورقة التوت عن الموقف الروسي الداعم
لنظام الأسد سياسياً وعسكرياً من خلال
وضع العصي في دواليب مجلس الأمن لمنعه
من إصدار قرار يدين حليفه النظام
السوري الذي ادعى أن رئيسه بشار الأسد
لن يرحل لأن قسماً كبيراً من الشعب
السوري يدعمه وهو الزعم الذي يفتقر إلى
الأدلة والبراهين وتكذبه أحداث الثورة
السورية المطالبة بالحرية والتغيير
المتواصلة منذ أكثر من ستة عشر شهراً
والتي انتشرت وتوسعت في معظم إن لم يكن
جميع المدن والبلدات السورية. الغريب في تصريحات
لافروف أنها جاءت في الوقت نفسه الذي
أعلنت فيه اللجنة الدولية للصليب
الأحمر الدولي أن أعمال العنف في سوريا
باتت تنطبق عليها تسمية الحرب الأهلية. حيث ساهم الفيتو
الروسي الذي استخدم مرتين ضد مشروع
قرار لمجلس الأمن يدين عنف النظام
ويطالب بوقف عمليات القتل في تزايد
الأعمال المسلحة في سوريا وتحول
الثورة السورية من طابعها السلمي
المدني الذي حافظت عليه لشهور إلى ثورة
مسلحة نتيجة لقيام النظام بمواجهة
الثورة السلمية بالقتل وارتكاب
المجازر. كما أن تصريحات
لافروف جاءت في الوقت الذي تصاعدت فيه
حدة المواجهات حيث وصلت إلى العاصمة
السورية دمشق التي تشهد بعض إحيائها
منذ يومين اشتباكات عنيفة بين القوات
النظامية والجيش الحر، هي الأولى بهذه
الحدة منذ بدء الأحداث قبل 16 شهراً. الموقف الروسي ومعه
الموقف الصيني في مجلس الأمن وفرا غطاء
سياسياً للنظام السوري على مدى أكثر من
عام ونصف العام سمح للنظام بمحاولة
إخماد الثورة السورية بالقوة مطمئناً
إلى المساندة الروسية الصينية وحينما
فشل في ذلك بات يستخدم المجازر لإيقاع
الرعب والهلع في نفوس أبناء الشعب
السوري وهو ما فشل فيه أيضاً ودليل ذلك
وصول المعارك والمواجهات المسلحة إلى
العاصمة دمشق نفسها. إعلان لافروف أن حل
الأزمة السورية يكمن في تطبيق خطة عنان
وأن روسيا تدعم هذه الخطة لا يستقيم مع
إعلان مدير العمليات في مركز تنسيق
الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة أن
الحكومة السورية تعتمد "سياسة عرقلة
كثيفة" تحول دون وصول المساعدة إلى
حوالي 850 ألف شخص يحتاجون إليها في
سوريا وهو ما يؤكد أن النظام السوري
ومن ورائه روسيا يحاولان استغلال هذه
المبادرة لشراء الوقت لإخماد الثورة
لا غير. ================= سورية
ورائحة الموت .. ألا يندى جبين العالم؟! د. زهير فهد
الحارثي الرياض 17-7-2012
صفوة القول، طالما أننا لا نعول
على تغير الموقف الروسي، فالمؤمل من
الغرب-إن ارتهن للمنطق والحق والواجب-أن
يتمسك بمبادئه في حماية حقوق الإنسان
والدفاع عن الشعوب ولو بالقوة إن وجب
الأمر كما فعلها من قبل في كوسوفو،
فحماية الشعوب من الفتك بها تستوجب
التدخل ولو بشكل انفرادي ما يحدث في سورية
أصبح يعكس وبلا مواربة مثالا حيا إلى
أي مدى يمكن أن تصل فيه وحشية ودموية
الإنسان. مجازر غير مسبوقة في التاريخ
حيث بزت ما سبقها من جرائم إبادة من حيث
أساليبها ونهجها ودمويتها وعنفها. وهل
بقي لنا من وصف نقوله ما بعد مجزرة
التريمسة؟ جز رقاب وقتل أطفال وتشويه
جثث واغتصاب نساء وقصف مبان بالطائرات
والأسلحة الثقيلة. معجم عفن ممقوت
وبغيض مليء بكل ألوان القمع وصنوف
الإجرام والتعذيب. نظام مستبد ودموي
يقتل شعبه ويجتاح المدن ليحولها إلى
مدن أشباح، مكرساً آلة القتل والقهر
والتدمير. وهنا ثمة تساؤل حارق
يصرخ من أعماق كل من يشاهد مسلسل الموت
الدامي اليومي: تُرى أين صحوة الضمير
العالمي،والى متى يستمر هذا الصمت
المريب الخانع، وذلك التردد المفضوح؟ وهل من المعقول أن
مجلس الأمن، الذي يفترض أن تقع عليه
مسؤولية ترسيخ الأمن في كوكبنا، لم
يستطع إلى هذه اللحظة من الاقتراب
لإصدار قرار تحت الفصل السابع بسبب
التواطؤ الروسي والصيني؟ أليست كافية تلك
الأكوام من الجماجم والجثث والمناظر
البشعة،التي لايمكن لكائن بشري من
تحملها، بأن تُفيق الضمير العالمي من
سباته وتصيبه بقشعريرة الخزي والعار
ليبادر بإيقاف آلة القتل؟ وأين تلك
الدول التي ما فتئت تتشدق بحماية حقوق
الإنسان أمام تلك المشاهد الإجرامية؟
وهل ذهبت أدراج الرياح كل تلك القوانين
والمواثيق الدولية والالتزامات
الأدبية والأخلاقية التي وضعها
المشرعون لحماية الشعوب؟! لقد كان محقاً خادم
الحرمين الشريفين عندما طالب بإصلاح
الأمم المتحدة، التي تجاوز عمرها
الستة عقود، معلقاً الجرس حول مستقبل
المنظمة العتيقة لاسيما وان أقواله
أكدت اهتزاز الثقة بها،لافتا إلى ان
العالم لا يحكمه عدة دول بل يُحكم
بالعقلانية والإنصاف والأخلاق. ولعل الموقف الذي
نراه في سورية الآن يعطي زخما لانتقاد
الملك حول أهمية إعادة النظر في هيكلية
الأمم المتحدة ودور مجلس الأمن وآلية
اتخاذ القرار فيه،كونه يطالب بإصلاح
جذري يعالج الجوهر لا الشكل. وينشط
الذاكرة الإنسانية في أن الغاية من
إنشائها تكمن في حماية الأفراد
والشعوب وليس مؤسسات الدول التي تفتك
بشعوبها. بمعنى آخر أن مفهوم الأمن
الإنساني هو حماية الأفراد داخل
الحدود وليس فقط امن الحدود. على أن التذمر يأتي
عادة بسبب آلية العمل الإجرائية في
المنظومة الأممية،وابرز مثال على ذلك
نظام الفيتو الذي بات يُستخدم كأداة
صراع وهو ما يتعارض مع نص صريح في ميثاق
الأمم المتحدة الذي ينص صراحة على "مبدأ
المساواة بين الأعضاء". ناهيك عن
تعطيل بعض القرارات الصادرة عن مجلس
الأمن لتأثره بموازين القوى
ومفاعليها، بدليل الفيتو الروسي-
الصيني الذي جاء كترجمة واقعية لهذا
الخلل ما يعني أن القواعد المرجعية
التي يستند إليها مجلس الأمن تفتقر إلى
الوضوح. مع أن ميثاق الأمم
المتحدة جعل مهمة تولي تبعات اختلال
الأمن والسلم الدوليين لمجلس الأمن
وذلك وفقا لأحكام الفصل السابع من
الميثاق والتي تجيز له استخدام القوة
عند الضرورة، وهي استثناءات كحالات
الدفاع عن النفس، كما يحدث الآن في
سورية،لكن تبقى هناك إشكالية التطبيق
وتداخل المصالح. وإذا كانت روسيا
وإيران والصين شركاء في جريمة العصر،
فان ذلك قطعا لا يعفي الغرب من تحمل
المسؤولية وفي مقدمتهم الولايات
المتحدة، فالتلكؤ والخذلان فضلا عن
البيانات المكرورة التي لم تعد
تجدي،كلها باتت تُصيبنا حقيقة
بالاشمئزاز والتقزز والقرف، بدليل
المجازر المروعة التي نشاهدها تُرتكب
يوميا وقد وجدت لها مسوغا شرعيا لشراء
الوقت من خلال المُهل الزمنية التي
استفاد منها النظام السوري أيما
استفادة في المماطلة والتسويف! إن المتابع
للتصريحات الغربية يشعر بأنها ما هي
إلا ذر الرماد في العيون،أو بمعنى أدق
إعطاء ضوء اخضر للنظام السوري للمضي
قدما في دمويته وهمجيته. هذا عدا أن
بقاءه يعني دخول دول الإقليم في نفق
الفوضى والانتقام من قبل دمشق وهذا
بمثابة إشعال لصدامات وصراعات
ومماحكات، ولذا فإسقاطه بات ضرورة
لأمن شعوب المنطقة. إن دمشق تعرف أبعاد
اللعبة، وتجيد فنونها مع حليفتها
طهران،وقد استماتتا كما نلمس محاولتين
توسيع نطاق الصراع وتوريط دول أخرى في
المواجهة. فدمشق على يقين بأن سلوكها
الدموي هو بمثابة انتحار سياسي، وان
النتيجة ستؤدي إلى أفول النظام في
نهاية المطاف،ومع ذلك تشعر بأن الهروب
إلى الإمام وشراء الوقت هما المخرج
الأخير لأنه لم يعد بيدها حيلة، معولة
على تحولات سياسية أو ربما متغيرات
دولية قادمة. على أن عدم حماس
الغرب لمسالة التدخل العسكري في
سورية، كما يبدو لانشغال البيت الأبيض
بالانتخابات، ولقناعتهم بعدم وجود
بديل،وكذلك خشيتهم من انتماءات الثوار
السوريين، التي قد تصل للحكم وهي
مناهضة للسياسات الغربية فضلا عن ضغوط
تل أبيب في أفضلية بقاء النظام الحالي.
ناهيك عن الاصطفاف بين معارضة الداخل
والخارج. كما أن هناك من أبدى خشيته من
مواجهة أميركية-روسية، وذلك بأن يتحول
التراشق السياسي فيما بينهما إلى
مواجهة عسكرية في أية لحظة، فالأسطول
الروسي في طرطوس والقوات الأميركية
متواجدة في الجهة المقابلة. صفوة القول، طالما
أننا لا نعول على تغير الموقف الروسي،
فالمؤمل من الغرب-إن ارتهن للمنطق
والحق والواجب-أن يتمسك بمبادئه في
حماية حقوق الإنسان والدفاع عن الشعوب
ولو بالقوة إن وجب الأمر كما فعلها من
قبل في كوسوفو، فحماية الشعوب من الفتك
بها تستوجب التدخل ولو بشكل انفرادي
وذلك من باب ترسيخ الأمن الإنساني.
فالحل يجب أن يأتي ولا يهمنا أن يكون
على شاكلة الأزمة الليبية أو أسلوب
النموذج اليمني، بقدر ما أن المهم هو
إنقاذ الشعب السوري من مسلسل الإبادة.
فهل يصحو الضمير العالمي وينتصر
للعدالة والحرية والكرامة الإنسانية؟ سؤال ربما يرهقه
انتظار الإجابة..!! ================= يوسف الكويليت الرياض 17-7-2012
أن تكون المواجهة بين روسيا
تحديداً مع الشعب السوري ووقوفها مع
جلاده، يعني أنها راحلة برحيله، ومن
يتابع تصريحات ومؤتمرات (لافروف) وزير
خارجية روسيا يجده أكثر كلاماً يدافع
به عن الأسد، وحتى من المقربين له، لكن
هل هذا الموقف يخدم مستقبل العلاقة مع
بلد سوف يحكم على رحيل الأسد بقوة
قانون الوجود، والذي يضع الشعب القوة
المطلقة مهما كانت نسب القتلى
والتدمير؟ الجديد في الركض خلف
السراب توجه الأمين العام للأمم
المتحدة (بان كي مون) لبكين، وعنان
لموسكو وهما مجرد متجولان يعرضان
بضاعة لا تغري أي مشتر، لأن أياً من
البلدين صرحاء في أفكارهما ومواقفهما،
وعنان شخصياً ليس ذلك الرجل المؤتمن
على اتجاهه المنحاز لهما وللنظام،
وهذا لا يعني أن دول أوروبا وأمريكا
لهما الرغبة في الحل وإنما يجدان في
موقف خصومهما على الطرف الآخر هروباً
من أي مسؤولية، وإلا متى كان للروس
والصينيين الوزن الذي يعوقهما عن أي
تدخل في دولة تحقق لهما مصالحهما، أو
تهدد أمنهما؟ التطورات الأخيرة في
تحرك العاصمة دمشق بالاضرابات، والقتل
المتبادل تضعف قول (لافروف) من أن الشعب
السوري، أو قطاع كبير منه مؤيد للأسد،
وهي ليست تخرصات، وإنما وقائع على
الأرض بتزايد النقمة عليه وهذا يدفع
بالعديد من العاملين بأجهزة الأمن
والجيش للانشقاق، وروسيا أكثر من يدرك
هذه الحقيقة، ولعل ما تشير له بالتخويف
بحرب أهلية، ستكون هي السبب المباشر
لها وتتحمل مسؤوليته الأخلاقية
والسياسية، لأن من يدفع بالمعركة إلى
حرب إبادة وبسلاح روسي متقدم يتدفق على
النظام لا يوفر للروس إقناعه الرأي
العام العربي والعالمي، بسلامة موقفهم
مهما كانت حربائية الطروحات التي لا
تستقيم مع المنطق.. ليس للسياسة ثبات
عندما تتعارض أو تتلاقى المصالح
الاستراتيجية للدول الكبرى، فقد
انتشرت الحروب بين الدول المتخلفة مثل
الصومال، وأفغانستان ودول أفريقية
وآسيوية، وسوريا رغم أهمية موقعها
وحساسيته، إلا أنها تندرج ضمن تنازع
القوى، لكن لو شعر الغرب على سلامة
إسرائيل مما يجري بها، لتغيرت
المعادلات، لتصبح المسألة متجاوزة
الروس والصينيين، إلى التأثير على
حليف لا يقبل التراخي في أي خطر يحيط
به، لكن طالما الأمور تتجه إلى الداخل
السوري فقط، أو حتى لو امتدت الأزمة
للبنان، فالقضية تعتبر عربية بحتة.. لن تحسم المسألة
السورية بسهولة، لأن الموقف العربي
بلا غطاء أو تأثير مباشر إلا بدعم حياة
اللاجئين، أو مساعدة جيش التحرير ببعض
الأسلحة التي لا تخل بميزان القوى مع
السلطة، وتبقى الأهمية بتوافق دول
مجلس الأمن والذين يديرون اللعبة وفق
منطقهم وتلاقي مصالحهم، ويظل الشعب
السوري المعادل الأهم في كل ما يجري
ويدور، ومن هنا تأتي أهمية صلابته في
هذه الحرب المعلنة عليه، لأن إطالة عمر
المعركة، مهما كانت التضحيات، ستدير
البوصلة باتجاهه وهو ما تفهمه السلطة
وتتعامى عنه.. ================= الجيش الحر
والمعارضة عليهما الحذر والحرص من مثل
هذه الألاعيب والتمثيليات من قبل
النظام د. سلطان عبد
العزيز العنقري الثلاثاء 17/07/2012 المدينة غريب أمر هذا الرجل
الذي انشق بسرعة البرق وهرب أيضا بسرعة
البرق.اللغز المحير أنه إلى الآن لا
نعرف كيف فلت من نظام دكتاتوري يلاحق
قادته باستخباراته وزبانيته إلى
مراحيض المياه.فانشقاق العميد مناف
طلاس، ابن وزير الدفاع السابق مصطفى
طلاس، هو في ظاهره ضربة قوية للنظام
وفي منظومة حرسه الجمهوري وقوات جيشه،
كونه هو ووالده من المقربين جدا لنظام
حزب البعث ورئيسه،ولكن في باطنه، وهنا
مربط الفرس، هذا الانشقاق والهروب هو
تمثيلية حبكها نظام الأسد بكل عناية
للحيثيات التالية: فأولا والد مناف هو
وزير دفاع سابق لحزب البعث، بل معروف
عنه أنه من أعمدة الحزب وعرابيه، ولديه
ولاء حتى النخاع، بل تشير التقارير
بأنه هو مهندس عملية انتقال السلطة
لبشار الأسد بعد وفاة والده الدكتاتور
حافظ الأسد. ثانيا أنه بعد
انشقاقه السريع، وهروبه السريع إلى
فرنسا، لم ينضم إلى الجيش الحر في جبهة
القتال، على الحدود التركية، المكان
الذي تم تهريبه منه، مثله مثل غيره من
الضباط الذين أعلنوا انشقاقهم
وانضمامهم للجيش الحر للدفاع عن
مواطنيهم من خلال تسخير خبرته
العسكرية الطويلة، والمعلومات القيمة
والثمينة التي لديه لدعم الجيش الحر،
كونه عسكريا متنفذا في السلطة ووالده
من قبله، وكان من المفترض أنه كقائد
مقرب في الحرس الجمهوري أن يكون في
خندق المنشقين لدعمهم بل ويخطط لهم
ويزودهم بالمعلومة التي يحتاجها الجيش
الحر ولكن بدلا من ذلك ذهب يتبطح في
الشارع الباريسي الشهير الشانزيليزيه
وفي مقاهيه المخملية؟ إنه بالفعل نفذ
بجلده بضربة معلم؟ فهل يعقل أن ينشق
ابن موالٍ للنظام مثل أبيه؟ فسفره على
وجه السرعة كان الهدف منه تهريبه
للالتحاق بعائلته في باريس بعد أن أبلى
هو ووالده بلاء حسنا في خدمة النظام،
فهذه مكافأة له ولوالده،أما الشعب
السوري والوقوف بجانبه في محنته فهي
آخر اهتماماته، فالمهم لم الشمل مع
عائلته في باريس؟!!ويبدو أن هذه
التمثيلية انطلت حتى على وزير خارجية
فرنسا،إلا إذا كان يعرف هذه التمثيلية
مسبقا !!والذي بشرنا في أثناء اجتماع
أصدقاء سوريا في باريس أنه سليم معافى
في الجو قادما ولله الحمد والمنة
لباريس؟! ثالثا أنه لم ينشق
إلا بعد أن رأى النظام يتداعى، فأين هو
قبل ستة عشر شهرا ،وهي عمر انتفاضة
الشعب السوري ضد نظام حكم قمعي دموي؟!!. رابعا أنه يريد تنظيف
يديه الملطختين بالدماء من خلال هذا
الهروب والانشقاق المزيف. خامسا ولكي نثبت أنها
تمثيلية، وكيف أن النظام الذي هربه
يريد تجهيزه مرة أخرى للامساك بالحكم،
كامتداد لحكم حزب البعث، وتفويت
الفرصة على المعارضين داخل سوريا، قام
أحد ممن يسمون أنفسهم بالمعارضين في
الخارج، المندسين من قبل النظام في
صفوف المعارضة،وهم كثر،بترشيحه رئيسا
للحكومة الانتقالية المقبلة؟!! والذي يثبت أن هناك
مندسين في المعارضة في الخارج هو عدم
التوحد فيما بينهم حتى هذه اللحظة مما
جعل أمد النظام يطول وبالتالي هم من
يتحملون مسؤولية إطالة عمر النظام،
والمجازر التي ترتكب بحق شعبهم. سادسا أنه إذا كان
مناف طلاس منشقا حقيقة عن النظام لماذا
النظام هو أول من أذاع نبأ انشقاقه في
وسائل إعلامه ، فالعادة جرت أن المنشق
هو من يعلن انشقاقه وليس النظام الذي
يتكتم دائما على أي انشقاق حتى لا تحصل
انشقاقات أخرى؟ وأخيرا لم نر طلته
البهية بحلته العسكرية والأوسمة
والنياشين التي منحها إياه حزب البعث
على صدره في وسائل الإعلام لكي يفضح
أسياده في النظام الذين هربوه وجعلوا
منه منشقا فهو مازال صامتا ويبدو أنه
في هذه المرة فقط يطبق حديث الرسول
عليه الصلاة والسلام «استعينوا على
قضاء حوائجكم بالكتمان...» ؟! نخلص إلى القول أن
الجيش الحر والمعارضة في الداخل عليها
الحذر والحرص من مثل هذه الألاعيب
والتمثيليات من قبل نظام لا يفرق بين
الحجر وبني آدم ،وكذلك الانتباه من
البعض من المعارضين المندسين الذين
ينفذون أجندات النظام.وفي المقابل
فإنه يجب دعم الجيش الحر الذي يدافع عن
مواطنيه بالسلاح المتطور وبالخبرة
العسكرية لإسقاط النظام بشكل سريع.
إنها بالفعل تمثيلية بل مضحكة ومسخرة
ولكن لن تنطلي علينا فهذا النظام
الفاشي مدعوم من قبل أنظمة فاشية لا
تقيم للإنسان وزناً ولا احتراماً
لآدميته وحقوقه كالصين وروسيا وإيران
وإسرائيل ومن معها من الغرب والشرق . ================= في سوريا
.. الدماء تدق النوافذ !! إبراهيم علي
نسيب الثلاثاء 17/07/2012 المدينة • اعتقد أن العالم ما
يزال يتعامل مع شعب سوريا من خلال
مسلسل باب الحارة وحلقاته تلك التي
نقلت للمشاهدين صورة جميلة للحارة
ورجالاتها (الأبضايات) الذين كانوا
يقاتلون بطريقة تدل على أنهم أناس
يعشقون الموت ويركضون من اجل الكرامة
وكلنا عاش مع المسلسل حكايات كانت بكل
أمانة أجمل من كل ملامح الجمال, وحين
انتهت حلقاته جاءت الحقيقة الفاجعة في
حكاية ثورة فرضت عليهم مأساة اكبر من
ان تنتهي في كلمات ذلك لأن النظام أخلص
جدا في قتلهم وانتقى كل الحيل ليحاصرهم
بالموت وأي موت هم يواجهون اليوم
والعالم وبكل أسف ما يزال يتفرج
بأنانية مفرطة وهو ينتظر من (كوفي عنان
) وخططه الفاشلة من بداياتها حتى
اللحظة الفرج , بينما هو يظل يصر على
المضي في مباشرة حلول وبمشاركة من
ايران في الحلول !! وهي احد أهم أسباب
المشكلة ويظل العالم يتفرج وروسيا
تعارض كل قرارات العقل والمنطق ليحاصر
الموت السوريين في هيئة كريهة للموت
الجماعي كان آخرها مجزرة ( تريمسة) وكأن
دماء السوريين عطر.. وسؤالي لماذا يحدث
كل هذا ؟؟ لست ادري !! لكني على يقين أن
من يقدم لهم اليوم مآسيهم هو حتما سوف
يكون في الغد الآتي عدوهم( الأول)
وقاتلهم ( الأول) الذي ظن أن مصالحه هي
في موت الآخرين بثمن بخس من صفقات بيع
السلاح وأن مهمته هي ليست سوى الوقوف
مع نظام مجرم دون ان يعي ان خطأه أكبر
من أن يغفره التاريخ . وبحزن أبكي معهم موت
العروبة التي باتت ترقص في الريح وتمضي
والأمل أدنى من أن يحمل للسوريين ملامح
حياة ليقف أو يكون معهم ضد قاتلهم
ليبقى النظام الظالم وتبقى المآسي هي
اللغة الرائجة ويبقى الأمل في الله
القوي العزيز الذي بيده النصر ...،، • وفي حضور الموت
تغازلني قصائد الشاعر السوري ممدوح
عدوان وديوانه (الدماء تدق النوافذ)
وفي ذاكرتي بعض من قصيدة تقول ...قف يا
نسيمي اين تمضي يا رجل !! ...قف وانتبه
لخطاك خلف خطاك دم !!..ما عاد في الأيام
متسع لكبح ( اللا ) وإيماء ( النعم )..
وأكاد أشك أن يقف هذا القائد الجبان
والقاتل الشرس وجنوده الذين لبسوا
صفات الأنذال حين قتلوا الأبرياء
والنساء والأطفال بجبن وخسة ليلبسوا
بذلك صفة الأنذال للأبد والتاريخ أذكى
من أن يسقط الأحداث لكن من يسمع من ؟ومن
يقنع من؟ طالما ان العالم ما يزال
يتفرج وينتظر (كوفي عنان ) وكأن جثث
وأشلاء السوريين لا تستحق أبدا من أن
نسرع الخطى ونتقدم في اتجاه الحل
الحاسم وكأني أموت معهم بموت العروبة
أين العروبة يا أبي !!! • ( خاتمة الهمزة) ....يا
وطنا جف حتى تشقق ..دع لي بقية..فكيف
تبدل أُمٌ بنيها !! وكيف يبدِّل أبناؤها
دمهم !! هي جزئية من شعر ممدوح عدوان وهي
مني اليوم في خاتمة الهمزة لكل أبناء
سوريا الذين يحملون السلاح ليقتلوا
أمهاتهم وبناتهم وأبناءهم وإخوانهم
وأخواتهم أقولها لهم الدماء تدق
النوافذ فاحذروا ان تصعد للأعلى ليخنق
سوريا الموت للأبد وهي خاتمتي ودمتم ================= المصدر: صحيفة «تشاينا
ديلي» الصينية التاريخ: 17
يوليو 2012 البيان في إطار جهد يبذل
لإحياء الأمل في إمكانية التوصل إلى حل
سياسي للأزمة السورية، قام كوفي أنان
المبعوث الخاص للأم المتحدة والجامعة
العربية، بإعلان أنه قد توصل أخيراً
إلى نهج جديد مع الرئيس السوري بشار
الأسد لإنهاء العنف هناك، وأنه سيطلع
قوى المعارضة السورية على تفاصيل هذا
النهج. وينبغي على مجتمع
دولي يحب السلام، الاعتزاز بمثابرة
كوفي أنان، ففيما تحتدم التوترات في
سوريا، يظل إبقاء الحوار مستمراً هو
الأمل الوحيد للحيلولة دون مزيد من
الكوارث الإنسانية في البلاد التي
وقعت في وهدة العنف على امتداد شهور
طويلة، ويظل هذا اللقاء فرصة أخرى
للوصول إلى السلام. بتعين على المجتمع
الدولي أن يلتف حول مبادرة أنان
الجديدة، على نحو ما حدث عندما اقترح
خطة من ست نقاط لوقف إطلاق النار في
إبريل الماضي. وينبغي له أن يضغط عل كل
القوى السياسية في سوريا، لقبول غصن
السلام. طالما أن هناك
إمكانية للتوصل إلى حل سلمي للأزمة،
فإن المجتمع الدولي ينبغي أن يقدم دعمه
الكامل لوساطة أنان، ويتعين العلم أن
المضي قدماً بنهج أنان الجديد، لن يكون
أمراً سهلاً وخالياً من الصعوبات. فلكي
يتم البدء بحوار جديد وإطلاق عملية
سياسية، يتعين على الأطراف المتصارعة
التوقف عن القتال. لقد فشل وجود 300 مراقب
دولي في كبح جماح العنف المنطلق في
البلاد، والأمر الأساسي هو أن
المواجهة الدائرة بين القوات الحكومية
السورية وجماعات المعارضة المسلحة قد
تصاعدت. إن النهج الجديد لن
يكلل بالنجاح إلا عندما تصل القوى
السياسية في سوريا إلى حلول وسط، غير
أن اجتماع «أصدقاء سوريا» الذي اختتم
أعماله في باريس مؤخراً، قد أسفر عن
التعهد بمزيد من الدعم للمعارضة
السورية المسلحة، وهدد بفرض مزيد من
العقوبات على الحكومة السورية، الأمر
الذي لن يؤدي إلا إلى تصاعد حدة الصراع. وبينما قامت وزيرة
الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون
بتشجيع، أو على الأقل بالسماح بتدفق
المزيد من الأسلحة من الغرب إلى قوى
المعارضة السورية، فقد شنت هجوماً
عنيفاً على روسيا والصين في ذلك
الاجتماع، واتهمتهما بـ«عرقلة التقدم». إن تصريحات كلينتون
مجافية للواقع، فالصين قدمت مساهمة
مهمة في دعم ميثاق الأمم المتحدة، الذي
يعد العرف الأساسي الذي يحكم العلاقات
الدولية والسلام والاستقرار في
المنطقة. إن التقدم الحقيقي في سوريا
هو بالعمل من أجل إقرار حل سلمي دائم،
يقوم على أساس خيار الشعب السوري نفسه،
الأمر الذي يقتضي التزاماً بنهج أنان
الجديد. ويأتي ذلك في وقت
وزعت فيه روسيا على شركائها الـ14 في
مجلس الأمن الدولي، مشروع قرار يمدد
تفويض بعثة مراقبي الأمم المتحدة في
سوريا، لكنه لا يتضمن أي تهديد بعقوبات. وينص مشروع القرار
على التمديد ثلاثة أشهر لتفويض بعثة
المراقبين، مع الأخذ في الاعتبار
التوصيات التي قدمها الأمين العام
للأمم المتحدة بان كي مون، والتي تقترح
خفض عدد المراقبين العسكريين
الثلاثمائة، وإعطاء بعثة مراقبي الأمم
المتحدة في سوريا دوراً سياسياً أكبر. ================= تاريخ النشر:
الثلاثاء 17 يوليو 2012 د. طيب تيزيني الاتحاد منذ الرصاصات الأولى
التي أُطلِقت على المتظاهرين العزَّل
في سوريا، كنا نراهن على رجاحة العقل
والحكمة، التي ستكون المدخل إلى
الحفاظ على الوطن السوري. ونذكر أن
حواراً راح يتسع بين جموع من الفئات
الاجتماعية (مثقفين وفلاحين وتجار
وعمال وشباب وطلاب من كلا الجنسين)...إلخ،
وتركّز الحوار على السؤال التالي: بعد
الإعلان الرسمي عن إلغاء قانون
الطوارئ خصوصاً، ألم يعد التظاهر
المباشر في شوارع سوريا وارداً
مسموحاً به؟ والإجابة على هذا السؤال
الخطير تعادل مصداقية السلطة في سوريا
كلياً. وتطور الأمر بكيفية محشوَّة
بالقنابل الموقوتة. وتعاظم الموقف
الداخلي والخارجي اضطراباً، حين فشلت
خطة عنان، وانفجرت المجازر هنا وهناك
من بقاع سوريا، إلى أن حدثت الزلازل
الكبرى الأخيرة، التي يبرز منها
الاثنان الهائلان في الحولة وتريمسة،
وحتى ذلك الحين كنا نطالب بالكفّ عن
استخدام السلاح بمقاييسه المختلفة،
وبالعودة إلى لحظة العقل والحكمة،
ولكن دون فائدة بالحد الأدنى. لقد اتضح أن
الاستمرار بذلك الطريق سيقود إلى
المآل الكارثي في الوطن. أما هذا المآل
فراح يُفصح عن شخصه بصيغتين اثنتين،
ظهرت أولاهما في الدفع إلى الأمام
باتجاه تدخل خارجي، سواء كان عسكرياً
أو اقتصادياً ودبلوماسياً وغيره. بيد
أن الصيغة الثانية أخذت تعلن عن نفسها
في مناطق محدّدة مختارة، على أساس
إنتاج صراعات وحروب ذات طابع طائفي أو
إثني أو جهوي أو أهلي، وأرِيد لهاتين
الصيغتين الإثنتين أن تتكاملا في
قدرتهما على إشعال البلد بكامله. فيبقى
مَن يبقى مِن المغامرين في النظام
القائم، ومَن تجمّع حوله مِن حملة
السلاح والساعين إلى البقاء في السلطة
إلى آخر لحظة. وإذا كنا في فترات سابقة
ليست قصيرة نراهن على سحب السلاح من
حقل القتل والذبح والحرق، وعلى
الاستمرار بتطبيق خطة عنان عبر
الانتقال إلى المحاور الخمسة المتبقية
(إخراج السجناء المعنيين والبدء
بمحاكمة المتسبّبين...إلخ)، فإننا
أخذنا نلاحظ أنه ليست هنا رغبة ولا
إرادة في إنجاز ذلك. ورحنا نشعر بأسى
وغضب عميقين، حين أدركنا أنه ليس ثمة
في الأفق -بالنسبة إلى المعْنيّين في
السلطة- سوى الاستمرار في الخيار
العسكري الأمني وبكل الأهوال التي قاد
إليها وما يزال يقود. ها هنا بالضبط، وجد
الناس أنفسهم أمام خيار قسري وحيد: إما
القبول بالموت في هذه المجزرة أو تلك،
درءاً لمخاطر التدخل الأجنبي، وإما
الانتقال إلى خيار الدفاع عن النفس عن
طريق كيفية أو أخرى من التدخل الخارجي (ربما
عدا العسكري المباشر). وقد تعمق هذا
الخيار وتكرّس في وعي ملايين
السوريين، حين اكتشفوا ما "يكمن
وراءه). واتضح أن "الفصل السابع"
يمكن ضبطه على أساس استخدامه حتى الحد
الأقصى ما قبل "السلاح المباشر".
وحين يحدث ذلك، فإن من قاد ويقود إليه
إنما هو أولئك الذين يضعون
استراتيجياتهم وهمومهم خارج "الشأن
الوطني السوري". وبهذا الاعتبار "تغير
الأحكام بتغيّر الأزمان". فحماية
النساء والأطفال والشباب والكتاب هي،
أيضاً، استحقاق يفرض نفسه على من يعلن
أنه يقوم بحماية سوريا وشعبها. وحينذاك
سيكون هنالك ما هو أعظم بالنسبة إلى
سوريا، ذلك هو حمايتها والدفاع عن
مستقبلها. ================= تاريخ النشر:
الثلاثاء 17 يوليو 2012 أحمد المنصوري الاتحاد رغم أنه أقر قبل
أسبوعين بفشل جهود وساطته لمدة عام
كامل كمبعوث لكل من الأمم المتحدة
والجامعة العربية بشأن حل الأزمة في
سوريا، لا يزال كوفي عنّان يعتقد أن
بوسعه أن يقدم حلاًّ لوقف نزيف الدم
المستمر في سوريا. وبدلاً من أن يحترم
سمعته وسمعة المؤسسة الدولية التي
ينتمي إليها والأطراف التي وثقت
بمساعيه، وقبل كل شيء يحترم الشعب
السوري الذي لم يَجْنِ من وساطته طوال
هذه المدة إلا مزيداً من القمع
والمجازر، انحاز عنان إلى النظام
السوري وأمهله مزيداً من الوقت
مراعياً مصالحه ومصالح الروس
والإيرانيين الشركاء في إبادة
السوريين. لا يبدو أن عنان
يتحرك من أجل مصالح الشعب السوري، كما
يظهر أن آخر همومه هو إظهار الحزم مع
نظام الأسد! فما الفائدة المرجوة من
وساطته إذا كان النظام يستخف بخطته
ومبادراته، وطالما أن الضحية التي
تحرك عنان لإنقاذها لا تزال تواجه كل
صنوف القتل والترهيب تحت سمع وبصر عنان
وبعثة مراقبيه. من حق السوريين أن
يتساءلوا عمّا قدم كوفي عنان هو وبعثة
المراقبين منذ أن قدِموا للوساطة
ولتقصي الأوضاع في سوريا؟ وما الفائدة
التي جناها الشعب السوري سوى مزيد من
المجازر التي لم يستطع عنان وفريقه
إيقافها وآخرها مجزرة تريمسة بريف
حماه، والتي قد لا تكون الأخيرة!
المستفيد الوحيد من هذه الوساطة
الدولية هو نظام بشار الذي استفاد منها
أيماً استفاده بأن أطال أمد بقائه،
واستطاع أن يروج لنظريته بوجود "مقاتلين
من القاعدة" و"إرهابيين" حسب
زعم النظام السوري. لكوفي عنان، الحاصل
على جائزة نوبل للسلام، تاريخ مهني
عريق في العمل الدولي لكنه لا يخلو من
الأخطاء والشوائب. فقد شغل الدبلوماسي
الغاني منصب أمين عام الأمم المتحدة
لدورتين متتاليتين منذ عام 1997 حتى عام
2007، كما ترأس عمليات حفظ السلام قبل
ذلك عندما كان مبعوثاً خاصاً للأمم
المتحدة إلى يوغسلافيا ورواندا.
ووجّهت بعض الجهات والمنظمات انتقادات
مباشرة إليه لأنه كان المسؤول الرئيسي
عن تخاذل الأمم المتحدة لمنع جرائم
الإبادة الجماعية بحق المسلمين في
البوسنة والهرسك على يد الصرب، وأيضاً
في إيقاف المجازر في رواندا الذي راح
ضحيتها مئات الآلاف من المدنيين
الأبرياء. كما أن عنان هو من وضع
خطة برنامج "النفط مقابل الغذاء"
لإضعاف القدرات العسكرية لنظام صدام
حسين إلا أن البرنامج كان له أثر عكسي
على الشعب العراقي الذي عانى لسنوات
طويلة من سوء التغذية ونقص الأدوية،
فيما ثارت شبهات حول ضلوع عنان في
قضايا فساد وتكسب غير مشروع من هذا
البرنامج. مشكلة عنان في مهمته
لحفظ السلام في سوريا، أنه أخطأ في
تشخيص الداء بأن ساوى في بعض الأحيان
بين الجاني والضحية، وأخطأ عندما
استمر في مهمته بعد إقراره بالفشل.
وأخطأ بشكل أكبر عندما تغيّب عن مؤتمر
أصدقاء سوريا الذي عقد في جنيف الأسبوع
الماضي. أما توجهه إلى طهران ومن ثم إلى
بغداد وغيرها من العواصم التي تدعم
النظام القمعي في دمشق، فقد كانت خطيئة
فادحة في حق الشعب السوري وثورته. ثم ماذا بعد يا عنان
وقد أفرغت ما في جعبتك من خطط استخف بها
كما قلت النظام السوري؟ أليس من الأجدر
بك أن تحفظ ما بقي من ماء وجهك وتغادر
بعد أن عجزتَ عن إقناع النظام بوقف
نزيف الدم؟ إن إيمان السوريين بعدالة
ثورتهم وتمسكهم بإنجاز مطالبهم لن
يتزعزع إذا غادرت أنت وفريقك. ================= محمد أبو رمان الغد الاردنية 17-7-2012 تصريحات رئيس
الوزراء فايز الطراونة، من التشيك،
حول الوضع في سورية، بالرغم من غموضها،
إلاّ أنّها تشي بإرهاصات تطور جديد في
الموقف الرسمي الأردني تجاه العلاقة
مع النظام السوري والثورة السورية. الطراونة (وفقا لخبر
وكالة الأنباء الفرنسية)، بعد لقائه
بنظيره التشيكي، قال "إن الحوار لم
يعد الحل للأزمة السورية وعلى مجلس
الأمن التدخل". واقعياً، لا تخرج
تصريحات الطراونة عن حدود المواقف
الأردنية خلال الفترة الماضية، والتي
بقيت ملتزمة بالأجندة الدولية
والعربية، ودعمت كل قرارات الجامعة
العربية ضد النظام السوري. مع ذلك،
فإنّ المطالبة بتدخل مجلس الأمن،
تمثّل –في نظر المراقبين- خطوات جديدة
تجاه حسم الأردن رهاناته نحو الوضع
السوري. خلال الفترة
الماضية، حاول صانع القرار الأردني
الإبقاء على "شعرة معاوية" مع
النظام السوري، برغم الحملة الإعلامية
والسياسية السورية، بل بدأ بعض
المسؤولين في مواقع القرار العليا،
قبل أشهر قليلة، ومع تراجع فرضية
التدخل العسكري الخارجي، يدفعون نحو
إعادة ترميم العلاقات بنظام الأسد،
وبالدعوة للتضييق على المعارضة
السورية في الأردن، وعلى نشاطاتها
المختلفة، وهي قراءة سرعان ما تصدّعت
أمام تصدّع المؤسسة العسكرية
والأمنية، وارتفاع منسوب الانشقاقات
النوعية هناك. اليوم، ما يدفع إلى
الشعور بأنّ هنالك إرهاصات لتطور في
الموقف تجاه سورية، سياسياً
ودبلوماسياً في المرحلة الأولى على
الأقل، هو تصريحات الطراونة الأخيرة،
التي تتزامن مع طرد السفير السوري من
المغرب، وانشقاق السفير السوري في
العراق، وتزايد حركة الانشقاقات داخل
الجيش السوري، والأخطر من ذلك اتهامات
رئيس هيئة أركان القوات المسلحة
الإيرانية لكل من الأردن وتركيا
بالسماح بتسلل المسلحين إلى سورية،
وهي تصريحات تستبطن النظرة الحقيقية
لدى طهران وسورية نحو الأردن، ما يعني
أنّ ما يجري على السطح من محاولات تجنب
المواجهة المباشرة سياسياً
ودبلوماسياً، لا تخفي ما يضعه الطرفان
في بطنيهما تجاه الآخر! بالضرورة، لا نتوقع
تحولات دراماتيكية في العلاقة بين
الدولتين، بقدر ما ستشهد تصعيداً
سياسياً وإعلامياً متبادلاً، ونتوقع
حسماً من صانع القرار الأردني
لرهاناته تجاه ما يحدث في الشمال، من
دون التورط في احتكاك أو مواجهة عسكرية
مباشرة معه. وهو موقف كان من الطبيعي أن
نصل إليه ضمن دائرة التحالفات
الإقليمية والدولية التقليدية، لكن
دلالته الأساسية أنّه يحمل في طياته
قناعة جديدة لدى مطبخ القرار في عمان
بتلاشي فرص نجاة النظام السوري أو
بقائه على قيد الحياة مدّة طويلة! إنسانياً وأخلاقياً،
نأمل أن ينعكس ذلك على ملف التعامل مع
الضيوف واللاجئين السوريين، وتحديداً
بعد سياسة وقف التدفق الهائل، إذ أصبح
الأردن خلال الأشهر الماضية المنفذ
الوحيد للأشقاء، بعد أن أغلقت أغلب
السفارات العربية والغربية أبوابها
أمامهم، فلا بد من الموازنة بين
الاعتبارات الاستراتيجية والإنسانية. إلى اليوم، يبدو عدد
اللاجئين السوريين في ازدياد، فهنالك
من يتحدث عن 135 ألفا، ومن يتحدث عن
مائتي ألف، فيما تشير التقديرات
الرسمية أنّ ارتفاع منسوب الفوضى
والعنف والقتل والتدمير سيضاعف عدد
اللاجئين إلى قرابة مليون نسمة! من الواضح أنّ
الحسابات الأردنية بدأت تختلف تجاه
سورية، وضغوط ما يحدث لدى الجارة
الشقيقة تزداد سياسياً وإنسانياً
واقتصادياً. ولعلّ ما يميز الموقف من
الأوضاع في سورية هو تقارب السياسات
الرسمية مع الرأي العام، حتى إن اختلفت
الدوافع والأسباب وراء ذلك! ================= أحمد فيصل
الخطاب 2012-07-16 القدس العربي حين خرجت رواية
الروائي الامريكي الشهير: أرنست
همنغواي إلى النور تحت عنوان لمن تقرع
الأجراس؟ كانت الحرب الأهليه
الإسبانية قد وضعت أوزارها حيث
الرواية تدور حول متطوع امريكي في هذه
الحرب إلى جانب الثوار المنتفضين على
حكم الجنرال فرانكو والفاشيين الإسبان
وهي تطرح أسئلة عديده حول لعبة الموت
والحياة وجسر العبور من الموت أو
الموات الروحي إلى الحياة الحقيقية
والمتمثل بكلمة واحده الحرية. لم يقدم همنغواي
جوابا محددا في روايته على السؤال: لمن
تقرع أجراس النعي أو الموت أو النهاية
؟ تاركا عبء ذلك على
القراء والنقاد والمفسرين، وكان
إختيارنا لهذا العنوان المثير لأنه
يطرح بكل بساطة في مشهد الحرب الدائرة
في سوريا حاليا أسئلة مشابهة - وليست
مطابقة - للأسئله التي طرحت من قبل في
مشهد الحرب الأهلية الإسبانية. أجراس النهاية منذ اللحظة الأولى
التي تجرأ فيها أطفال درعا على القول
بأن 'الملك عار' كاشفين بذلك عن حقيقة
طالما تهيب الكبار في الخوض فيها، بدا
واضحا للعيان أن عالما قديما ينهار وأن
عالما جديدا يولد. 1 - إنها إعلان موت أو
نعي الإنسان السوري القديم الخائف
الخاضع الخانع، وولادة الإنسان السوري
الجديد الحر والثائر.' 2 - نهاية حقبة
العبودية في سوريا وبدء عصر الأنوار
والحرية. 3 - نهاية سوريا
القديمة المهترئة الفاسدة، المستبدة
المتكلسة، المتفسخة، وبدء ولادة سوريا
جديدة بكل المعايير والقيم. إنها حقائق سطرها
تاريخ الإنتفاضة السورية والتي تزداد
رسوخا مع الإيام مهما حاولت الطبقة
المسيطرة اليوم المعاندة والمكابرة
هذه الطغمة التي ستكتشف عاجلا أم آجلا
أن الحسم في الأخير ليس للمدفع وإنما
للحقائق الإجتماعية و فعلها في مسيرة
الإنسان.' لقد كان النظام
السوري في ممارساته القمعية وعلى مدى
أكثر من أربعين عاما،يشكل مزيجا غريبا
من المكارثية والستالينية والفاشية
حيث تجلت المكارثية بمذبحة اليــسار
السوري (وحتى اللبناني) في فترة
السبعينات والثمانينات وتبدت
الستالينية في الفترة ذاتها بآلاف
الرفاق من الحزب ذاته الذين قضوا سنوات
طويلة في المعتقلات ليخرجوا بعد ذلك
بعاهات مستدامة، أو فورا إلى العالم
الآخر. كما ظهرت الفاشية بأسوأ صورها
في التعامل مع التيار الإسلامي خاصة
ومع الشعب بصورة عامة. وكانت المفاجأة
التاريخية أنه من تحت كل هذا الركام :
ركام المكارثية والستالينية
والفاشية، بعث في سوريا جيل جديد، كما
ينبعث طائر ألفينيق من رماده.جيل من
اليمين والوسط واليسار موحد ليس حول
أيديولوجية معينة وإنما حول قيم
إنسانية رفيعة: قيم الكرامة والحرية
والعدالة الإجتماعية. لكن إذا كان من
المؤكد أن أجراس النهاية قد قرعت في
سوريا بشأن إنهيار العالم القديم فإنه
لا يزال من المؤكد وحتى هذه اللحظة على
الأقل'أن هناك ضرورة للإنتباه لأجراس
الخطر المحيط بالوليد الجديد وعلى
مستويات عدة. أجراس الخطر 1- مستوى الحراك
الشعبي: لقد بات من المؤكد اليوم أن
الثورة السورية لم يخطط لها من قبل أي
شخص أو حزب أو فئة وإنما كانت 'هبة
شعبية عفوية' في وجه نظام ظالم، تحولت
إلى إنتفاضة وطنية عامة. لكن إذا كان
هذا الطابع العفوي دليل نقاء وطهارز
فإنه مع إستمرار الزمن والقمع الوحشي
يهدد بأن يتحول إلى عامل سلبي. إن المتتبع للشأن
السوري يلاحظ بسهوله تفاوت المشهد من
مدينة إلى مدينة: فهذه المدينة تبدو
نائمة اليوم في حين أن مدينة أخرى في
حالة تظاهر وأن ثالثة في وضع إضراب
شامل أو جزئي. هذا التبعثر
والتداخل ليس في مصلحة الثورة على
المدى البعيد، ولقد آن الأوان لأن تكون
هناك قيادة مركزية واحدة في كل مدينة
للحراك الشعبي وقيادة مركزية واحدة
للحراك الشعبي على مستوى القطر كله. قياده تضع
استراتيجية موحدة من مراحل ثلاث
أساسية:' مرحلة التظاهر،
والإنتقال بعدها بشكل موحد إلى مرحلة
الإضراب العام في كافة المدن السورية،
وإنتهاء بإعلان العصيان المدني الشامل
والذي هو سلاح رهيب أثبت فعاليته في
غير ثورة في العالم. 2- على صعيد الجيش
الحر: سوف يقول التاريخ ربما يوما أن
ظاهرة الجيش السوري الحر هي أنبل ما
أفرزته الثورة السورية، حيث يفضل -
وفضل كل فرد فيه أن يتعرض لخطر الموت بل
يفضل أن يموت هو فعلا، على أن يكون
السبب في موت طفل سوري أو شيخ أو امرأة
أو رجل مسالم. لكن المشكلة هي في مكان
آخر فقد بدا وبعد مرور كل هذه المدة، أن
كل منطقه عسكرية حرة تتصرف على هواها
وأن هناك مجموعات دون أي تنسيق بينها.
وبدا واضحا أن كل قائد عسكري حر يتصرف
بحرية في منطقته دون تنسيق حقيقي مع
الآخرين. لقد آن الأوان اليوم
ودفعا لأية أخطار مستقبلية محتملة، أن
يكون للجيش الحر في الداخل قيادة
مركزية واحدة، وأن يكون له مثل هذه
القيادة المركزية في الخارج، وأن يتم
التنسيق التدقيق وعلى أعلى مستوى بين
هاتين القيادتين، على أن يراعى في كل
ذلك 'التراتبية العسكرية' وقيم الجندية
الحقيقية في الإنضباط والتضحية والشرف
العسكري.' وبكلمة فإن الصورة
التي يتعين على الجيش الحر أن يقدمها
عن نفسه يجب أن تكون الصورة النقيض
للجيش الإنكشاري التابع للنظام
والمؤلف اليوم بشكل رئيسي من برابرة
جدد تغذيهم عصبياتهم القبلية، ومن
الآلاف من عناصر الأخطبوط الأمني
الرهيب الذي أنشب براثنه على مدى عقود
إستبدادا وفسادا في جسد المجتمع
السوري الجريح وأخيرا وليس آخراً، من
الآلاف من الشبيحة المرتزقة، لطخة
العار المشينة في التاريخ السوري
الحديث.' 3- على مستوى المعارضة
السياسية هنا يبدو المشهد مختلطا،
ملتبسا، وحتى أحيانا مشبوها. لقد برز مع بدء
الثورة معارضون جدد حقيقيون إلى جانب
المعارضين التقليديين الصادقين، لكن
مع هؤلاء برز في مقدمة المسرح أحيانا
بهلوانات ومشعوذون وباعة أوهام وأحلام
وأشخاص ليسوا أكثر من 'بالونات إعلامية
منفوخة' لا تمثل في الشارع السوري أي
وزن حقيقي أو رصيد شعبي. والأخطر من كل
ذلك وجود جيش صغير من المرتزقة يحاولون
كسب المال على ظهر الثورة وبإسم الثورة
لكل حرب ضحاياها: 'ضحايا الحروب' لكن
لكل حرب كذلك تجارها: أثرياء الحروب
ويبدو وأن 'الحرب السورية' ليست
أستثناء في هذا المجال. إن عملية فرز حقيقي
في المعارضة لا بد أن تتم الآن وقبل
فوات الأوان. ولا بد من التوصل على
مستوى الداخل كما على مستوى الخارج إلى
تشكيل قيادة مركزية موحدة 'نوع من
الجبهة' تمثل أمام الرأي العام السوري
والدولي الغطاء السياسي الحقيقي
للثورة السورية. إن الصوت بلا صدى هو
كمن يصرخ في البرية وإذا كان الحراك
الشعبي مع الجيش الحر هو صوت الشعب
السوري الحي، فإن المعارضة عليها أن
تكون الصدى الصادق لذلك الصوت الهادر
وحين يتساوق الصدى مع الصوت، تصبح
الرسالة واضحة للعالم أجمع، تصبح
الرساله مبلغة بأمانة. إذا كان البعض وصف
الثورة الدائرة حاليا في سوريا 'بالمعجزة
السورية' ورآى فيها البعض الآخر 'عجيبة
ثامنة' سوف تضاف مستقبلا إلى عجائب
الدنيا السبع فإن مهمة أخيرة لا تزال
بإنتظار الثوار السوريين، وربما تكون
الأصعب وهذه تتطلب عبقرية خاصة. إن عبقرية الشعب
السوري سوف تتجلى بشكل كامل، فيما إذا
تمكن في النهاية، من دفع منظومة الفساد
والإستبداد والإرتداد في سوريا وحدها
نحو الهاوية وإنقاذ سوريا الوطن
والشعب والتاريخ والمستقبل. خاتمة أخيرا وفي هذه
المعمعة، في هذه السمفونية المختلطة،
التي تتقاطع فيها اليوم أصوات أجراس
النهاية بالنسبة للعالم القديم مع
أصوات أجراس الخطر المحدق بالوليد
السوري الجديد بقي أن تمتد يد حانية
وقوية في آن لتوقف هذه الأصوات وتطلق
صوتا واحدا فقط :' رنين أجراس الفرح
وبشائر الولادة، بتباشير عيد ميلاد
جديد ومجيد، لشعب سوريا شعب المعجزات
الباهرة. ' معارض سياسي سوري -
باريس ================= باسم الجسر الشرق الاوسط 17-7-2012 كل شيء يدل على أن
الربيع العربي قد تباطأت خطاه عند
أبواب دمشق، وأن الصراع الدامي الدائر
في سوريا خرج عن كونه معركة بين الشعب
والنظام وتحول إلى حرب باردة - ساخنة
بين الدول الكبرى والدول الإقليمية لا
يستطيع أحد التحكم بمآلاتها، التي
يرجح المراقبون بأنها ستكون مختلفة عن
مآلات الانتفاضات الشعبية في كل من
تونس ومصر وليبيا واليمن. لقد فوجئ العالم
بالموقف الروسي الصلب الذي شل يدي مجلس
الأمن الدولي وأمد، مع الدعم الإيراني
والمساندة الصينية، نظام الحكم السوري
بالقوة السياسية والعسكرية التي مكنته
من مواصلة قمعه بالعنف للانتفاضة
الشعبية، كما استفاد النظام من انقسام
الدول العربية حول مصيره، ومن تأييد
قسم من الشعب السوري له، خوفا مما أو
ممن سيأتي بعده، كما استفاد من بقاء
القيادات العسكرية (العلوية في أكثرها)
إلى جانبه، حتى الآن. ولكن هذا كله لم
يضع حدا للمظاهرات الشعبية ولا
للمقاومة المسلحة ولا لمراهنة الدول
الأوروبية الكبرى والولايات المتحدة
ودول عربية وإسلامية هامة على سقوطه
بشكل أو بآخر. رغم أن هذه الدول لم تقرن
مراهنتها بأي تدخل عسكري حاسم. إننا نكتب هذا المقال
في الوقت الذي يطالب فيه كوفي عنان
بإشراك إيران - ولماذا ليس العراق التي
عرج عليها قبل التوجه إلى نيويورك - في
المؤتمر الدولي لحل الأزمة السورية،
وفي الوقت الذي تقترح فيه روسيا على
المعارضة السورية عقد مؤتمر في موسكو
مع ممثلي النظام السوري، وبعد أن تكشفت
عدة خلافات في صفوف المعارضة السورية
داخل سوريا وخارجها، وبعد أيام من
زيارة الرئيس الروسي بوتين إلى
إسرائيل - وهي زيارة ذات دلالة وأبعاد
لم يتوقف عندها المراقبون كما يجب -
والسؤال هو: هل ستنجلي هذه الغيوم
وتتجه الأمور نحو حل ربيعي عربي آخر؟
أم أن الكلمة الأخيرة ستكون لروسيا
وإيران والرئيس السوري وقواته
المسلحة؟ وهل من السهل على الولايات
المتحدة والدول الأوروبية والدول
العربية والإسلامية والشعب السوري
ابتلاع هذه الهزيمة؟ وما هي حقيقة موقف
إسرائيل مما يجري في سوريا، والجميع
يعرفون أن مصلحة إسرائيل ورأيها لهما
ما لهما من تأثير على السياسة
الأميركية في الشرق الأوسط! إن وراء التصلب
الروسي أسبابا تكتيكية وأخرى
استراتيجية، من مناوأة المصالح
الأميركية في الشرق الأوسط، إلى
استعادة دور الاتحاد السوفياتي سابقا
فيه، إلى المصالح الاقتصادية
والعسكرية في سوريا، إلى خوفها من
امتداد الموجة الإسلاموية من الشرق
الأوسط إلى القوقاز والشيشان
والجمهوريات الإسلامية السوفياتية
سابقا، إلى الحنين الروسي -
الأرثوذوكسي للدور الديني القديم الذي
قامت به في زمن الإمبراطورية
العثمانية، كوريثة للإمبراطورية
البيزنطية وكحامية للأرثوذوكس في
العالم. أضف إلى ذلك إدراك
موسكو بأن يدي الرئيس الأميركي
مكبلتان نوعا ما في هذه السنة
الانتخابية، وأن التدخل العسكري
الأميركي والأوروبي غير وارد بعد
تجربتي العراق وأفغانستان. من هنا بات الكثيرون
يعتقدون بأن حل المحنة السورية سياسي
ودولي بامتياز، لا بنتائج المواجهة
بين شعب منتفض على نظام سلطوي،
وبالتالي مختلف عما آلت إليه الأمور في
الدول العربية الأخرى. ولكن هذا المنطق
تطبيقه يحتاج إلى اقتناع وموافقة
الطرفين الأساسيين في النزاع، أي
النظام السوري الحاكم والمعارضة -
المقاومة السورية. وكل شيء حتى الآن
يدل على أنهما غير مقتنعين أو مسلمين
به، وأنهما ماضيان بالقتال والتقاتل،
وأن الأطراف الدولية والإقليمية
الداعمة لكل منهما مستمرة في دعمها.
وأن سوريا متجهة نحو الحرب الداخلية
بخطى واسعة. لقد تكدست واختلطت في
المجابهة والقتال الدائرين في سوريا
العوامل الداخلية بالنزاعات
الإقليمية وبالمصالح الدولية، بحيث
بات من الصعب جدا إمساك طرف خيط فك شباك
هذه المعركة، إن لم نقل هذه الحروب
الصغيرة والكبيرة، الساخنة والباردة
الدائرة على أرض سوريا وعلى مستقبلها
السياسي، والرهان الحقيقي لم يعد عمن
سيكسب المعركة، بل عن الثمن الذي على
كل طرف فيها أن يدفعه لكي يتراجع الطرف
الآخر عن موقفه. هل تكون صفقة أميركية -
روسية جديدة؟ أم مؤتمر دولي؟ أم تصعيد
المجابهات إلى تصعيد الأمور إلى حرب
أهلية تغذيها دول إقليمية وخارجية
كبرى، على غرار الحرب الإسبانية
الأهلية في الثلاثينات من القرن
العشرين؟ وهل تمتد شراراتها إلى دول
أخرى في المنطقة؟ إن سيناريوهات تغيير
الأنظمة التي عرفتها تونس ومصر وليبيا
واليمن غير مرشحة للتطبيق في سوريا
طالما أن القسم الأكبر من قيادات الجيش
السوري ما زالت موالية للنظام. وما
دامت روسيا والصين تدعمان هذا النظام
وتمنعان مجلس الأمن من القيام بدور
أكثر تأثيرا عليه. ولكن الأمور ستتغير
إذا تغير موقف القيادات العسكرية – أو
حدث انقلاب عسكري – أو إذا غيرت أو
لينت موسكو وبكين موقفهما. وفي انتظار كل ذلك
يستمر سفك الدماء وقصف المنازل وتنجرف
سوريا كل يوم أكثر نحو الحرب الأهلية. ================= ميشيل كيلو الشرق الاوسط 17-7-2012 لا أستطيع منع نفسي
من الابتسام كلمة قرأت تعليقا على جملة
قلتها أمام وزارة الخارجية الروسية،
تحدثت فيها عن رجل لم تتلوث يداه بالدم
السوري، يمكن أن يتولى قيادة حكومة
انتقالية لفترة قصيرة لا تتخطى الأشهر
الثلاثة، هو العميد مناف طلاس. عندما قلت هذا، كنت
أرد على صحافي سألني إن كان هناك من لم
تتلوث يداه بالدم من أهل النظام، وهل
المعارضة على استعداد للتعاون معه؟
تذكرت ما تقوله المعارضة بإجماع
أصواتها، وهو أنها تريد التعاون خلال
المرحلة الانتقالية مع أشخاص من داخل
النظام لم يلطخوا أيديهم بدماء
السوريين، عسكريين كان هؤلاء أم
مدنيين، وتذكرت أن المجلس الوطني يعد
في مسودة برنامجه السياسي بتشكيل
حكومة وحدة وطنية – وليس مرحلة
انتقالية - تجمعه مع المؤسسة العسكرية،
وأن اختيار من يمثل هذه المؤسسة، التي
تتلطخ أيدي ممثليها وقادتها بالدماء
حتى الأكتاف، لن يترك للمجلس أو لغيره
من فصائل المعارضة. تذكرت أخيرا أن
مناف طلاس رفض منذ يوم الانتفاضة الأول
الحل الأمني، وقال بحل سياسي يقوم على
إصلاح النظام وإنجاز مصالحة وطنية،
وبالتالي على تغيير في النظام والسلطة
تقبل به المعارضة، وأنه زار مناطق
مختلفة وحاور مثقفين كثيرين من هذا
المنطلق، ولم يتخل عن موقفه عندما تبين
له أن بشار الأسد ذاهب في العنف إلى حده
الأقصى، وإنما قعد في بيته أو أقعد
فيه، حيث كان تحت رقابة دائمة وبعيدا
عن السلطة وأهلها. ذكرت اسم مناف طلاس
انسجاما مع فكرة عدم تلوث الأيدي
بالدم، وفكرة وجود عسكر في الحكومة
الانتقالية، وقلت في نفسي: هو ذا عميد
في الجيش لم تتلوث يداه بدماء مواطنيه،
ورجل إصلاح وتسوية سياسية أراد لها أن
تحدث تبدلا في النظام، فلماذا لا يكون
شريكا في حكومة مرحلة الانتقال،
انسجاما مع ما تقبل به المعارضة؟ هكذا، لم يكن ما قلته
خارج أي سياق معارض، بل كان ترجمة
لأفكار أجمعت فصائلها كلها عليها. لكن
الدنيا قامت ولم تقعد، فمن قائل إنني
نصبت حكومة عسكرية بعد أن ثار الشعب
على حكم العسكر، ومن قائل إن بشار
الأسد أرسل مناف طلاس إلى باريس كي
يراني وأنني ذهبت إلى موسكو لإقناع
الروس بحكومة يتزعمها، وأن كلامي يؤكد
نجاح الخطة الأسدية، ومن قائل إن طلاس
لطخ يديه بدماء السوريين، ومن قائل
إنني قبضت أموالا منه لأعمل معه رئيس
وزراء... إلخ. الغريب أن من قالوا هذا
الكلام ضد حكم العسكر ينتمون في معظمهم
إلى الجانب الذي يريد تشكيل حكومة وحدة
وطنية مع المؤسسة العسكرية، التي تقتل
السوريين منذ عام ونصف العام، كي تشرف
معه على مرحلة نقل سوريا من الاستبداد
إلى الديمقراطية! أو أنهم من أبطال
المؤامرة الأبدية، التي جعلتني قادرا
على تعيين حكومة وتنصيب رئيس وزراء من
قفا يدي، كما يقال، بعد أن اتصلت ببشار
الأسد والروس في وقت واحد وأقنعتهما
بقراري، كما جعلتني رجلا بلا ذمة
وسوبرمانا ما إن يقبض بعض الدريهمات من
أحد حتى يعينه رئيس وزارة في بلد لا
يعرف أحد فيه رأسه من قدميه، ينخرط
مئات الآلاف من مواطنيه في قتال لا
يعرف الرحمة، وليس فيه من يمون في
أحيان كثيرة حتى على نفسه! إذا كان ما قلته
ينسجم مع خط المعارضة، فلماذا شنت علي
حملة طالب بعض المنخرطين فيها بقتلي
قبل أن أقتل الثورة؟ أنا أفهم أن يقول
الجيش الحر إنني لم أنسق معه، لأن هذا
القول صحيح. وأتفهم صرخات الاستنكار
التي تدين حكم العسكر، فأنا نفسي لن
أوافق على هذا الحكم تحت أي ظرف،
وأوافق على بقاء أعين الشعب مفتوحة علي
وعلى غيري، لمحاسبتنا على كل كبيرة
وصغيرة، لكنني لا أفهم ولا أقبل الكلام
عن الخيانة، فمثل هذا القول يستحيل أن
يكون ردا على اقتراح ينسجم مع ما تفكر
المعارضة بأكثر وأخطر منه بكثير، دون
أن يرفع أحد من المستنكرين صوته
احتجاجا على حكم العسكر وقبض الأموال
والخيانة! هل شنت الحملات لأن
السوريين خافوا حقا أن يكون ما قلته هو
الحل؟ إذا كان هناك من صدق ذلك، فلسبب
وحيد هو أنه يفتقر إلى الوعي السياسي
والقدرة على المحاكمة الصحيحة. لو كانت
لديه حدود دنيا من هذه القدرة، لضحك من
الذين أوهموه بأنني عينت رئيس وزراء في
موسكو، ولقال لنفسه: من أين لفرد معارض
أن يفرض شخصا على أطراف متحاربة ودول
متناحرة بينها قوى عظمى، ومعارضات
متنافسة، بينما يعجز العالم عن الوصول
إلى أي تسوية بين أطرافه أو عن بلوغ أي
حل وسط يمكنه، ولو من بعيد، تهدئة
الأوضاع السورية المتزايدة التفجر
والخطورة والانتشار؟ مهما يكن من أمر: لم
يصبح مناف طلاس رئيس وزارة، ولم تقم
حكومة انتقالية، ولم يتوقف القتال،
ولم يوافق العالم على التهدئة، ولم يكن
الأمر غير جواب على سؤال: كلاهما
افتراضيان. لماذا إذن شنت
الحملات الكلامية الضارية وأطلقت
التهديدات المرعبة؟ أعتقد أن الجواب
يكمن خارج قضية مناف طلاس. إنه ذلك
الاستقبال الذي خص به وفد «المنبر
الديمقراطي السوري»، وذلك الاهتمام
الكبير به كطرف مستقل عن المال السياسي
والأجهزة الأجنبية، اللذين قد يكونان
أزعجا بعض من يتوهمون أنهم يمثلون شعب
سوريا! لو انتظر هؤلاء قليلا ليقرأوا
ما قاله النظام عن تصريح موسكو، وهو أن
ترشيح طلاس للحكومة ليس غير مؤامرة
حبكتها أيدي الصهيونية، فلربما كانوا
صمتوا ووفروا على أنفسهم الشعور
بالإحراج، الذي لا بد أن تسببه لهم خفة
وضعتهم في صف غير بعيد عن نظام يريدون
أن يكونوا في موقع يناقض موقعه! يا إخوتنا الأعزاء:
لا تبددوا رصيدكم لدى الشعب، واجعلوا
الحوار سبيلكم إلى توضيح وتحديد
المواقف، عندكم وعند غيركم، وإلا
بدوتم في صورة غير كريمة ولا تليق بكم،
تقوض صدقيتكم عند الناس، بينما أنتم
بأمس الحاجة إلى الموقف الكريم
والاحترام! ================= عن
الخطاب السياسي للمعارضة السورية سلامة كيلة الثلاثاء
١٧ يوليو ٢٠١٢ الحياة لكل ثورة خطابها
السياسي، ولقد حاولت الثورة السورية
أن تنتج خطابها، رغم طابعها العفوي
واعتمادها على شباب كان الاستبداد
الطويل قد فرض عليهم «الخواء الفكري»
بعد أن أصبحت «خطابات الرئيس» هي
الفلسفة والتاريخ والسياسة وكل فروع
العلم. من يتابع خطاب
المعارضة على الإعلام يلحظ أنه يتخذ
سياقات ثلاثة: الشتم وتقريع السلطة و «كشف»
جرائمها، الندب على الشهداء، واستجداء
العالم من أجل التدخل لـ «وقف المجزرة». لقد أصبحت الثورة
السورية مجزرة، وباتت الإدانة ضرورية
للسلطة التي تمارسها، وبالتالي تجب
استثارة «النخوة» العالمية من أجل
التدخل لوقفها. كيف يمكن أن تتحوّل
ثورة إلى مجزرة، ويصبح الندب هو
الوسيلة الوحيدة للتعبير عنها، ويكون
تحليل اسبابها هو التركيز على «فواحش»
السلطة من دون أي مسٍّ للواقع الذي فرض
حدوثها؟ ثم يجري بعدها الانطلاق من
الإقرار بالعجز الذاتي، بما يفرض
بالتالي دعوة العالم للتدخل. كل ذلك يؤشر إلى غياب
الخطاب السياسي، ويوضّح أن هذه
المعارضة لا تمتلك تحليلاً للواقع
السوري، ولطبيعة الثورة، وتلتمس
مشكلات عاشتها وتعيشها من أجل الوصول
إلى انتصارها، أضف إلى ذلك تحكُّم
سطحية مذهلة في الفهم، جعل الأمر يتعلق
بتبيان استبدادية السلطة وقمعها فقط،
دون تلمس التكوين الذي أوجدته في
الواقع، وجعل كتلاً أساسية تعيش تحت خط
الفقر. لقد رأت السلطةَ وممارساتها
القمعية ضد العمل السياسي، لكنها لم
تلحظ آثار النهب الذي مورس وفَرَض
تمركزَ الثروة بيد أقلية عائلية
حاكمة، وبالتالي إفقار كل هذه الكتلة
البشرية وتهميشها. ومن هنا، فقد فشلت
في تلمس ظروفها، ومن ثم فشلت في توقّع
إمكانية ثورتها، حيث ألقت عليها كل
الأحكام السيئة، من الخضوع والخنوع،
إلى قدرة البعث على فبركة وعيها
وإخضاعها، إلى جهلها وما إلى ذلك. ولهذا مازالت لا ترى
إلا السلطة وممارساتها، ولهذا السبب
تكرِّر كل الكلام الذي يقال منذ عقود
حول الاستبداد والحاجة إلى
الديموقراطية، دون تلمّس مطالب
الطبقات الشعبية التي انتفضت، وفهم
مقدرتها وقدرتها، وبالتالي العمل -كما
يفعل كل حزب حقيقي في وضع ثوري- على
تنظيم نشاطها وبلورة برامجها، وتحديد
السياسات والتكتيكات الضرورية لتوسع
الثورة وتطورها، وصولاً إلى كيفية
انتصارها، وتحقيق ذلك عبر العمل مع
الشعب المنتفض وليس في الهواء
الإعلامي. الثورة تحتاج إلى
خطاب قوة وعنفوان وليس إلى خطاب ندب،
إلى خطاب فهم وتفهيم السياسات
الضرورية لتطورها ولمس كل التفاصيل
اليومية التي تتعلق بالنشاط على
الأرض، وليس إلى خطاب ردح واستجداء،
خطاب يوضح المطالب والشعارات التي
تساهم في توسع الثورة عبر كسب
المترددين وشل المؤيدين. ولقد كان همّ
السلطة طيلة الفترة الماضية يتركز على
إبقاء المترددين مترددين لكي لا
ينضموا إلى الثورة، وتركّز خطابها
الإعلامي على ذلك، ومع الأسف كان
ناجحاً. أما خطاب المعارضة (وهنا يمكن
القول إنني أقصد معارضة الخارج
خصوصاً، او القوى الأساسية فيها)، فقد
أفضى إلى نتيجتين، الأولى دفع قطاعات
مجتمعية إلى الالتصاق بالسلطة،
والثانية إبقاء تردد المترددين. ولقد
تحقق ذلك عبر تركيزها على التدخل
الخارجي الذي كان يخيف قطاعات مجتمعية
مهمة، و «النفس الأصولي» الذي كان يخيف
الأقليات الدينية وقطاعات من
العلمانيين، في وضع كان لانضمام هؤلاء
أهمية كبيرة في تسريع انتصار الثورة،
نتيجة المواقع المفصلية لأفراد من
بعضها (وهنا العلويون)، وبالتالي تسريع
إضعاف السلطة وتفكيكها. ما يبدو هو ان
المعارضة ظلت «خارجية»، ليس بالمعنى
المكاني فقط بل بمعنى فهم الثورة ومسك
بنيتها وصوغ الخطاب الذي يعبّر عنها،
فلا الندب يفيد، حيث باتت السلطة
مكشوفة إلى أبعد حدّ حينما يقرر الشعب
إسقاطها، من ثم لا حاجة لمزيد من
مراكمة «الكشف» و «الفضح» لتاريخها
وممارساتها، خصوصاً بعد أن اصبحت
تشاهَد بالعيان، ولا رثاء الشهداء
بصفتهم قتلى يفيد، بعد أن اصبحوا
أبطالاً، وبات من الضروري توضيح
جرأتهم وقوتهم. وليس المطلوب أن تُستغل
الثورة من أجل مطلب «سخيف» يتعلق
بالتدخل «العسكري من أجل الوصول إلى
السلطة بغض النظر عن انعكاس هذا التدخل
على الثورة، وعلى سورية ككل. لقد توسعت الثورة من
دون فعل «سياسي»، وشملت سورية كلها من
دون تأثير المعارضة، اللهم سوى
التأثير السلبي الذي كان يؤخّر توسعها
نتيجة تخويف فئات اجتماعية كان يجب ان
تنخرط سريعاً فيها. هي تفكِّك السلطة
بقوتها وليس بفعل سياسي، وينشا فيها
شباب يمتلك المقدرة على القيادة من دون
الحاجة إلى أحزاب تعيش في «عالم آخر». بالنسبة لهذه
المعارضة، يمكن أن أكون تحدثت «سانسكريتي»،
فمن لم يدرس الكيمياء لا يستطيع فهم
معادلاتها. أقصد من لم يفكّر في
الثورات، وكيف تحدث وما هو دور الفعل
السياسي فيها، لن يفهم ما أقول. * كاتب سوري ================= الثلاثاء
١٧ يوليو ٢٠١٢ الحياة الياس حرفوش ها هي المعركة بين
النظام والمعارضة السورية تبلغ أحياء
العاصمة. وكلما تقدمت المواجهة، يتعزز
معها الشرخ الطائفي العميق الذي بات
يميز الثورة. نظام يُغرق نفسه ويُغرق
معه الطائفة العلوية بادعائه الحرص
على المحافظة على مصالحها وبتخويفها
مما ستتعرض له بعد الثورة، فيما تأخذ
المعارضة اكثر فأكثر اللون الذي تنتمي
اليه اكثرية السوريين. وهكذا يضاف الى
صورة حكم الاقلية المذهبية التي كانت
للنظام منذ انقلاب حافظ الاسد على صلاح
جديد عام 1970 صورة اخرى هي افتقاره الى
الاكثرية الشعبية وبقاؤه على رأس
الحكم رغماً عن ارادة معظم السوريين. تصبح هذه الصورة اكثر
وضوحاً مع اتساع الانشقاقات العسكرية
والديبلوماسية عن النظام، وهي
انشقاقات لعشائر وعائلات وشخصيات
بارزة من الطائفة السنّية، دعمت
النظام على مدى عقود. وتتضح الصورة
اكثر مع هوية المدن المنتفضة على
النظام، والتي راهن طويلاً على
اغرائها بالمنافع الاقتصادية في مقابل
قبولها بحالة الجمود السياسي وحرمانها
من أي رأي له تأثير في ادارة البلد.
ينطبق ذلك بشكل خاص على حلب ودرعا،
مثلما ينطبق على عائلات حمص والرستن،
التي ناصرت الرئيس الراحل وسكتت على
مضض على وراثة ابنه له، وهي فعلت ذلك
على أمل ان يتسع الافق السياسي للنظام
مع رئيسه الجديد الشاب وان تتسع معه
قاعدة الولاء المذهبي التي اختار ان
يتحصن بها. وبعد غالبية المدن
السورية التي انتفضت على النظام وعانت
من بطش آلته العسكرية وما خلفته من
خسائر كبيرة في الارواح ودمار لا يعوض
في الممتلكات وخسارة لجنى العمر لمعظم
العائلات، يصل الدور الآن الى الاحياء
السنّية في دمشق. ومن الدلالات التي
لها مغزى كبير ان حي الميدان مثلاً،
الذي كان من بين احياء العاصمة التي
شهدت اعنف المعارك امس، لم ينتفض اهله
ضد النظام الحاكم منذ انتفاضتهم ضد
الاحتلال الفرنسي في العشرينات، والتي
انتهت بتدمير بيوتهم كما يحصل لها الآن.
هكذا بات اهل دمشق يقاتلون النظام «القومي»
اليوم كما قاتلوا الاحتلال الاجنبي في
الماضي، ويظهرون الاستعداد لدفع
الكلفة العالية للتخلص منه مثلما
فعلوا لكسب معركة الاستقلال. في وجه التطورات
المتسارعة والمتلاحقة في سورية يثير
الاستهجان كلام وزير الخارجية الروسي
سيرغي لافروف في مؤتمره الصحافي امس عن
«الدعم الشعبي الكبير» الذي لا يزال
يتمتع به الرئيس السوري. من الصعب ان
يكون وزير خارجية روسيا جاهلاً بحقيقة
ما يجري على الارض وهو الذي باتت بلاده
متورطة مباشرة في دعم الاسد. ومن الصعب
ايضاً ان لا يكون لافروف على دراية
بحقيقة المسرحية التي ابتدعها النظام
السوري بتعيين «وزير دولة للمصالحة
الوطنية» للتفاوض مع المعارضة، وهي
المسرحية التي لم تنطلِ على كوفي انان
نفسه خلال لقائه الاخير مع الرئيس
السوري. غير ان الحقيقة ان موسكو، في
محصلة الامر، لا تقدم أي خدمة بموقفها
هذا لا لنفسها ولمصالحها، ولا للنظام
السوري. على العكس، هي تدفعه الى
التصلب في مواقفه، من خلال رفضها أي
تحرك جدي ضده في مجلس الامن. ولن يؤدي
ذلك سوى الى اتساع رقعة الحرب الاهلية
ومعها ارتفاع معدلات القتل، وبالتالي
الى التعجيل في السقوط الدموي للرموز
الكبيرة في النظام، بعد ان فوتت على
نفسها اي فرصة للتسوية او للمصالحة مع
شعبها. ================= خالد غزال * الثلاثاء
١٧ يوليو ٢٠١٢ الحياة وسط المأساة الدائرة
في سورية، لا بد من تسجيل علامات تدعو
الى التفاؤل، أولها الإصرار العنيد
على استمرار التظاهرات الشعبية، التي
لم تتوقف يوماً رغم النيران المسلطة
على المتظاهرين، ورغم إدراك المشاركين
فيها أن مقرّهم قد يكون في نهاية اليوم
إما القبر أو المستشفى أو السجن. لم يسجل التاريخ
الحديث في العالم كله مثيلاً لحجم
البطولات التي يقدمها الشعب السوري
منذ العام ونصف العام، في وقت راهن
كثيرون في النظام والمجتمع الدوليين
على تعبٍ سيصيب الشعب المنتفض نتيجةَ
اليأس وعدم القدرة على اسقاط النظام.
هذا الحراك في الشارع سيظل يشكل نقطة
القوة الأساسية للانتفاضة السورية،
والامل شبهَ الوحيد الذي تمكن
المراهنة عليه لإسقاط النظام. النقطة الإيجابية
الثانية تتمثل في مقدرة الانتفاضة على
الاتساع والسيطرة على اكثر من نصف
مساحة سورية، وفق ما يرد في تقارير
محلية وعربية ودولية. هذا الاتساع
يساهم في انهاك قوى النظام الامنية،
ويتسبب في عجزها عن السيطرة على الارض
وقمع الانتفاضة، كما يساهم في تأمين
ممرات للمساعدات، العسكرية منها
والامنية. وإلى جانب هذا
الاتساع، لا بد من تسجيل أهمية
الانشقاقات المتوالية في صفوف الجيش
والانفكاك عن النظام. إن ما يظهر من هذا
الانفكاك لا يشكل سوى نزر يسير مما هو
حاصل فعلاً، ويتخذ شكل انكفاء من دون
إعلان الانشقاق. ليس في الامر غرابة،
فالنظام السوري مارس ويمارس القمع على
كل مَن يشتبه في معارضته، وينسحب الامر
على أسرة المعارض، بل ومجمل عائلته. في المقابل، ليست
قليلةً العثراتُ والتعسّرات في وجه
الانتفاضة السورية، فبداية لا بد من
تسجيل الخيبة من واقع المعارضة
السورية في الخارج. صحيح ان هذه
المعارضة قد جرى تكوينها «على عجل» مع
بداية الانتفاضة، وأنه كان مهماً جداً
انخراط كمية كبيرة من المعارضين في
هيئات وتنظيمات، على الرغم من مشاربهم
الفكرية والسياسية المختلفة،
وخلافاتهم حول الاهداف المرحلية
والنهائية للانتفاضة... لكن مرور هذه
الفترة الزمنية كان يجب ان يؤدي الى «نضج»
هذه المعارضة والتوافق على الاهداف
الأساسية في إسقاط النظام، وذلك قبل ان
تصل إلى السلطة وتستشري عندها
صراعاتها. كان منظراً مزعجاً ما نُشر
وعُرف عن مجريات النقاش في مؤتمر
القاهرة واندلاع الصراع بين مكوناتها،
وكأنها قد حققت انتصارها واستلمت
السلطة، وهي تخوض معركة الإقصاء
المتبادل بين اطرافها. أما في المقلب
الدولي، فلم يكن مفاجئاً اعلان الموفد
الدولي كوفي انان فشل خطته في وقف
العنف وإحلال السلام، ومنذ البداية
كان معروفاً ان النظام السوري يتحدث
بلغتين، لغة كاذبة عن استعداده لتسهيل
مهمة المراقبين وإنجاح خطة انان، ولغة
حقيقية، يمارسها عبر الإفادة من الزمن
المعطى في المراوغة الدولية، لممارسة
مزيد من القتل والتدمير، عسى ان ينجح
في إنهاء الانتفاضة. لذا، كان مفاجئاً
هذا التجديد في مهمة انان وتوسيع دائرة
اتصالاته، مكرراً الاقاويل السابقة
نفسها، فيما يستمر النظام في كلامه
السابق اياه، قولاً وقتلاً. اما على
صعيد المؤتمرات الدولية والصلات
الديبلوماسية بين الولايات المتحدة
وأوروبا من جهة، وروسيا من جهة ثانية،
فإن الشكوك وسوء النية ضرورية تجاه
الأطراف جميعاً. يبدو ان روسيا قد رفعت
سعر النظام عالياً، وباتت تريد ثمناً
باهظاً للدخول في صفقة على حساب حليفها
السوري. اما بالنسبة للمعسكر الغربي،
فلا يظهر ان الإستراتيجية التي
اعتمدها منذ البداية، والقاضية بتشجيع
الحرب الأهلية ومنع التدخل لإسقاط
النظام في آن، وذلك بهدف إنهاء الموقع
الذي تحتله سورية في الجغرافيا
السياسية للمنطقة، الذي جعل منها
لاعباً قوياً يحمل مخاطر تهديد
للمصالح الإستراتيجية الغربية، لا
يظهر ان هذه الإستراتيجية قد تبدّلت،
بل ان سوء الظن يذهب الى القول إن
المطلوب هو إنهاء سورية جيشاً وقوة
اقليمية، وتفكيك نسيجها الاجتماعي،
وإدخالها في حرب طائفية طاحنة... ما
يعني ان جميع الحلول المطروحة ليست سوى
«تقطيع وقت» من اجل الوصول الى سورية
ضعيفة جداً، بما يسمح عندها بجلوس هذه
القوى على طاولة تقدِّم للسوريين ما
جرى تقديمه للبنانيين عام 1989، اي انجاز
تسوية على غرار «اتفاق الطائف». لا يبدو ان رحلة
العذاب السورية سائرة قريباً الى
نهايتها، بل يتوقع المزيد من العنف،
مقابل المزيد من الصمود الشعبي. هذا
الصمود هو الأمل، والنقطة المضيئة في
النفق السوري العميق، الذي سيصل الى
خاتمته السعيدة في نهاية المطاف. ====================== أسلحة
الدمار الشامل هاجس إسرائيل في «الربيع
العربي» ماجد الشّيخ * الحياة - السبت
١٤ يوليو ٢٠١٢ يحدد تقرير إسرائيلي
هو عبارة عن دراسة جديدة، أعدها
البروفيسور إفرايم عنبار من مركز بيغن
– السادات للدراسات الإستراتيجية،
التابع لجامعة بار إيلان، عدداً من
الاتجاهات العامة لما يسود المنطقة في
أعقاب تفجر ثورات «الربيع العربي»
أهمها: تراجع نفوذ الولايات المتحدة في
الشرق الأوسط - وضعف الدول المتحالفة
مع الغرب في المنطقة، فضلاً عن تضاؤل
قوة العرب لمصلحة غير العرب (تركيا
وإيران)، كما أن المشهد الإقليمي
الجديد، يحمل معه مخاطر لا تعد، أبرزها:
مزيد من عدم اليقين حول سلوك قادة
الدول المجاورة تجاه إسرائيل، زيادة
الأنشطة الإرهابية، انخفاض قوة الردع
الإسرائيلية والعزلة الإقليمية
المتنامية، التهديدات المتصاعدة في
شرق البحر المتوسط، واستمرار التحدي
النووي الإيراني. أما بالنسبة الى
سورية، فهي الآن في خضم انتفاضة دامية
منذ سنة ونيف، ولم تظهر أي علامات
للهدوء بها، وفي هذا السياق تُحذر
الدراسة من أن بشار الأسد لا يمكن
إسقاطه بسهولة. على هذه الخلفية وفي
أعقاب تحذيرات أخرى أكثر تخصصاً في
المجال العسكري، جاء تحذير رئيس
الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
من أن يؤدي تردي الأوضاع الأمنية في
سورية إلى «وصول أسلحة متقدمة؛ بما في
ذلك تلك الكيماوية إلى «حزب الله»
اللبناني والقاعدة». وأشار نتنياهو في
سياق جلسة للجنة الخارجية والأمن
البرلمانية في الأول من تموز (يوليو)
الجاري إلى أنه «لولا مساعدة إيران
ومنظمة «حزب الله» النظام السوري من
خلال إرسال مقاتلين ليحاربوا إلى
جانبه، لما كان قد صمد الرئيس السوري
بشار الأسد». في الفترة ذاتها، قال
نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس
أركان الجيش السابق موشيه يعلون، إن
إسرائيل تعتقد انه لا يوجد خطر مباشر
من أن تقع أسلحة سورية الكيماوية في
أيدي المتشددين، على رغم المخاوف
المتزايدة بشأن القتال هناك، ما دفع
إلى إطلاق دعوات إسرائيلية للتدخل
العسكري الخارجي. وإسرائيل التي كانت
حذرة في البداية في الحديث عن أي تغيير
للنظام في سورية، خرجت في الآونة
الأخيرة بدعوات قوية على نحو متزايد
لوضع نهاية لحكم الرئيس السوري بشار
الأسد. حيث يكمن القلق الرئيس من أن
ينقل النظام أسلحة سورية الكيماوية،
التي تعتقد القوى الغربية انها
المخزون الأكبر في العالم، لـ «حزب
الله» اللبناني حليفها السياسي
المدعوم من إيران، في محاولة يائسة
للبقاء في السلطة، من طريق نشر
الترسانة العسكرية السورية. وعلى رغم
ذلك، فإن احتمال سقوط هذه الترسانة في
أيدي المقاتلين الأجانب المنتمين الى
تنظيم القاعدة، يشكل مصدر قلق ثانوياً. وفي وقت أبكر (كانون
الثاني / يناير الماضي)، قال رئيس شعبة
التخطيط في الجيش الإسرائيلي اللواء
أمير إيشل، إن إسرائيل قلقة على مصير
الأسلحة الكيماوية والبيولوجية
السورية واحتمال وقوعها بأيدي «حزب
الله» في حال سقوط النظام. ونقلت وسائل
إعلام إسرائيلية عن إيشيل قوله في
محاضرة ألقاها في «مركز القدس للشؤون
العامة»، أن «القلق الأساسي هو من
المخزون العملاق للأسلحة الكيماوية
والبيولوجية والقدرات الإستراتيجية
التي ما زالت تصل إلى سورية وغالبيتها
من أوروبا الشرقية». صمت غريب وهكذا في ظل استمرار
إضعاف الانتفاضة الشعبية لقبضة
النظام، تشعر القوى العالمية بالقلق،
لأنه قد يفقد السيطرة على مخزون سري من
الأسلحة الكيماوية، ما يتيح للمتشددين
قدرة الحصول على غازات قاتلة. علماً أن
سورية هي واحدة من ثماني دول من بينها
إسرائيل ومصر رفضت التوقيع على
اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية لعام
1997، مما يعني حرمان الهيئة العالمية
المعنية بالرقابة على الأسلحة
الكيماوية من الاختصاص بالتدخل هناك.
وتعتقد القوى الغربية أن دمشق لديها
أكبر مخزون متبق في العالم من الأسلحة
الكيماوية غير المعلن عنها، من بينها
غاز الخردل وغاز الأعصاب القاتل الذي
يحتفظ به النظام لتحقيق التوازن مع
ترسانة إسرائيل النووية غير المعلنة. وقال مسؤول في منظمة
حظر الأسلحة الكيماوية: «هناك صمت غريب
جداً في أروقة منظمة حظر الأسلحة
الكيماوية بشأن سورية، ومع ذلك هناك
دول عدة منفردة أبدت مخاوف حذرة». ولكن
«الصمت لا يعني أنه لا يوجد قلق...
فسورية مصدر طاغ للقلق في العالم، في
الوقت الحالي، بسبب الأسلحة الكيماوية».
ونظراً لأن يدي منظمة حظر الأسلحة
الكيماوية مقيدتان، سيكون مجلس الأمن
الدولي هو الهيئة الدولية الوحيدة
القادرة على بحث قضية الأسلحة
الكيماوية السورية. بينما يقول
مسؤولون في المجلس «إن هذه القضية لم
تطرح بعد». وتأسست منظمة حظر
الأسلحة الكيماوية ومقرها لاهاي،
للإشراف على حظر انتاج هذا النوع من
الأسلحة وتخزينها واستخدامها. وانضمت
188 دولة للمنظمة، التي تواجه صعوبة في
إقناع دول في الشرق الأوسط بالانضمام
إليها. واستخدم الغاز السام مراراً في
المنطقة منذ الستينات. وقد يواجه
النظام السوري صعوبة بعد إضعافه في
إبقاء الأسلحة الكيماوية بعيدة من
أيدي جماعات أخرى، وقد يدفعه يأسه إلى
أن يصبح أكثر ميلاً لاستخدام هذه
الأسلحة أو نقلها الى حلفاء. وأخيراً اظهر تحليل
اجرته القناة العاشرة في التلفزيون
الاسرائيلي، تزايد القلق من مستقبل
الترسانة العسكرية السورية، التي تضم
صواريخ سكاد بعيدة المدى، والقادرة
على حمل رؤوس كيماوية. ووفق القناة،
فإن الخوف في اسرائيل يتزايد من
امكانية نقل الصواريخ السورية الى «حزب
الله» اللبناني، خصوصاً بعد حصول
القناة على صور فيديو تظهر هذه
الصواريخ وهي تنقل الى جهة غير معروفة،
أو يتم نقلها من مواقعها إلى مواقع
جديدة. وقال مراسل القناة
العسكري الون بن دافيد ان اهمية هذه
الصور التي التقطت في دمشق، أنها تعزز
المخاوف الاسرائيلية التي جرى الحديث
عنها عن مستقبل الاسلحة السورية. على أهبّة الاستعداد ولهذا يلاحظ في
الآونة الأخيرة أن حكومة نتانياهو،
تواصل التصعيد في تصريحاتها حول ما
يجري في سورية، التي اعتبر وزير الدفاع
ايهود باراك أنها تستوجب وضع الجيش
الاسرائيلي على أهبة الاستعداد، فيما
قال نائب رئيس الأركان الجنرال يائير
نافيه إن سورية تمتلك «أكبر ترسانة
أسلحة كيماوية في العالم». وصرح
الجنرال نافيه لإذاعة الجيش
الاسرائيلي ان «سورية جمعت اكبر
ترسانة من الاسلحة الكيماوية في
العالم، وتمتلك صواريخ قادرة على
الوصول الى اي منطقة في الاراضي
الاسرائيلية». ورأى نافيه ان «السوريين
لم يتغيروا ولن يترددوا في اغتنام أي
فرصة للاعتداء على إسرائيل»، معتبراً
أنه يتوجب على الجيش الاسرائيلي «التعامل
مع تهديدات وجودية تواجهها دولة
اسرائيل». وكان مسؤولون
عسكريون إسرائيليون آخرون، أكدوا في
الأشهر الأخيرة أن سورية تمتلك اهم
مخزون من الأسلحة الكيماوية، معربين
عن تخوّفهم من وصول هذه الأسلحة الى «حزب
الله» اللبناني حليف النظام في دمشق.
ويقول خبراء عسكريون إسرائيليون ان
سورية بدأت منذ اربعين عاماً إنتاج
غازات السارين و «اكس في» والخردل التي
يمكن استخدامها مع الصواريخ. وكان قائد
المنطقة العسكرية الشمالية يائير
جولان قال في مطلع حزيران الماضي، إن
اسرائيل ستدرس امكانية مهاجمة قوافل
محتملة تنقل أسلحة متطورة في حال
اكتشفها الجيش الاسرائيلي في الوقت
المناسب. اما رئيس اركان الجيش
الاسرائيلي الجنرال بني غانتز فأعرب
عن قلقه إزاء تزايد مظاهر زعزعة
الاستقرار في هضبة الجولان، وذلك بسبب
ضعف النظام السوري. وحذر الجنرال
الإسرائيلي في كلمة امام لجنة الشؤون
الخارجية والدفاع في الكنيست «من
تداعيات الاحداث في سورية على هضبة
الجولان، لجهة تزايد مظاهر زعزعة
الاستقرار، وحتى في المنطقة الفاصلة
على الحدود». وتابع الجنرال
الاسرائيلي قائلاً: «نحن قلقون اليوم
اكثر من اي وقت مضى، ازاء تهريب
الاسلحة من سورية الى «حزب الله»،
خصوصاً في حال سقوط النظام السوري».
ويعتبر الجنرال غانتز انه مهما كانت
نتيجة النزاع في سورية، فهي ستكون سيئة
بالنسبة الى اسرائيل. هكذا هي إسرائيل، ما
كان لها أن تخرج من جلد قلعتها
الأمنية، فالأمن بالنسبة اليها يأخذ
مركز الاهتمام الأول، وهاجس الأمن هو
الوحيد الذي لا يحتمل التراخي أو
الإهمال في النظر إليه، أو في بناء
الخطط لمواجهة أي احتمالات ولو ضئيلة،
بوجود مخاطر قد يعرض الكيان برمته
للدمار، خصوصاً إزاء أسلحة غير
تقليدية من قبيل النووي الإيراني أو
الأسلحة الكيماوية السورية وغيرها من
أسلحة قد تكون قد وصلت إلى قوى ليست في
عداد الدول. * كاتب
فلسطيني ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |