ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
دمشق: أنس حداد
2012-07-20 12:37 AM
الوطن السعودية لم يتوقع أبو مصطفى
الشامي السوري المقيم في دولة خليجية،
حجم التغيير والدمار الهائلين اللذين
أصابا بلده نتيجة لمكابرة نظام الأسد
وقواته المسلحة وكذلك رجال أمنه الذين
يبدؤون بمراقبة الزائر من باب الطائرة
حتى بلوغه باب منزله، وكل ذلك ليحافظ
على بقائه. ما بناه السوريون في
عقود دمّره الأسد في 11 شهرا في كثير من
المدن التي تحولت إلى مدن أشباح "مزنرة"
بالدمار والخراب ودوي المدافع المرعب
ليلاً. الطرق تشغلها أرتال الدبابات
والحواجز. والناس يتطلعون إلى الحصول
على لقمة عيشهم يوما بيوم، مستخدمين
الوسائل البدائية ليبقوا على قيد
الحياة. تردد أبو مصطفى
الشامي صاحب الشهادات العليا والمقيم
في دولة خليجية، كثيرا قبل أن يحزم
حقائبه لزيارة أهله في سورية، حيث كانت
تتقاذفه مشاعر الحنين والشوق إلى
أطفاله وأفراد عائلته، والخوف من
الأوضاع الأمنية في بلده في ظل ما
يتناهى إليه يوميا من أخبار القتل
والاعتقال وسواها من ممارسات ينفذها
نظام الأسد ورجاله. ويروي أبو مصطفى لـ"الوطن"
التي التقته في دمشق، تفاصيل رحلته وكل
ما لاحظه من متغيرات شهدها بلده خلال
أقل من سنة هي فترة غيابه. ويقول: "عزمت
على المجيء إلى سورية برا بسيارتي، لكن
أصدقاء لي نصحوني بعدم المجازفة
بحياتي ودخول سورية بسيارة تحمل لوحات
خليجية مما قد يعرضني لمخاطر وربما
الموت على أحسن حال". ويضيف: "كان
البديل الوحيد هو السفر جوا بواسطة
الخطوط السورية التي أصبحت الناقل
الوحيد إلى دمشق بعدما توقفت رحلات
الخطوط العربية والأجنبية". ولاحظ
أبو مصطفى لدى دخوله إلى مكتب الخطوط
السورية في المدينة الخليجية، أن صور
الأسد التي كانت تملأ الجدران، أزيلت
كلها. وما لفت نظره أيضا أن سعر تذكرة
السفر ارتفع بنسة تزيد عن 25%. درعا مهد الثورة في المطار الذي قصده
أبو مصطفى قبل 3 ساعات من موعد الرحلة،
سأله موظف الميزان: "هل الأوضاع لا
تزال سيئة في سورية؟ وهل ما نسمعه
صحيح؟ فقال له: يا رب فرج الهم عن بلدي،
والله من سمع ليس كمن رأى. ما ترويه لي
عائلتي عن الوضع هناك لا يسر صديقا ولا
عدوا. الله المستعان. وأضاف الموظف
سائلا: "كيف تسافر والأوضاع هكذا؟
ألا تخاف على نفسك؟" فأجابه: "بلادي
وإن جارت علي عزيزة وأهلى وإن ضنوا علي
كرام. لا نخاف الموت حتى لو كان من
جلاد، فالموت سنة على كل مسلم، وهناك
في بلدي من هم أغلى مني، هناك أبي وأمي
وإخوتي وزوجتي وأولادي". فأردف
بسؤال حازم: وهل بلادكم من جارت عليكم؟"،
فأجابه: "بل هو نظام فرقنا منذ أكثر
من أربعين سنة، وها هو يقتلنا الآن. لكن
أملنا بالله كبير".. سلمه حقائبه
وشكره على مشاعره تجاه بلده واتجه إلى
صالة الانتظار، وجلس قرب شاب أبيض طويل
القامة في العقد الثالث من العمر،
فبادره بالتعارف سائلاً عن حاله
وأعماله، وعندما سأل من أين أنت؟ أجاب
مبتسما: "أنا من درعا". فرد من دون
شعور: "مهد الثورة". فابتسم الشاب
ابتسامة فخر قائلاً: "نعم مهد الثورة
المنتصرة بمشيئة الله". فسأله: وكيف
الأوضاع في درعا، هل هدأت؟ فأجاب
وابتسامة ساخرة تعلو خديه: "هل يهدأ
أب فقد ابنه، أو زوج فقد عائلته
وأولاده؟ درعا لن تهدأ حتى تنتصر ويرحل
بشار الأسد أو يموت كل أهلها". فقال
له: "والله إنك شجاع، كيف تستطيع أن
تتكلم بمثل هذا الكلام؟". فأجابه:
"يا أخي، القتل الذي شهدناه قتل كل
شيء حتى الخوف". وسأله عن النساء
والأطفال كيف هو حالهم، وهل هم باقون
في بيوتهم؟ فأجابه: "وهل بقي أحد في
درعا؟ كلهم لجؤوا إلى المناطق الهادئة
أو إلى الأردن، إلا المساكين الذين لا
يجدون ما يأكلونه ففضلوا الموت تحت
القصف على الموت من الجوع". نظرات مريبة وفئة
رمادية أثناء حديثهما نودي
بمكبرات الصوت للصعود إلى الطائرة. عند
بابها استقبل الركاب أحد رجال
المخابرات السوريين الذين يمتازون
بالشوارب الكثيفة والنظرات الغريبة
التي لا تخفى على أي سوري، وكان يرتدي
لباس موظفي الخطوط ويحمل بيده عصا
تفتيش أمنية. وكان يفتش الركاب بدقة
ويطلب جوازات سفرهم ويسألهم عن مكان
إقامتهم بسورية. كان الركاب خائفين من
نظراته المريبة. وجوه الركاب كانت
مكفهرة كأنما تترقب حدوث أمر سيئ. بعد
برهة رحب كابتن الطائرة بالركاب وطلب
من مجموعة من المسافرين على الرحلة
التعريف عن أنفسهم لطاقم الطائرة وعن
أماكن تواجدهم في سورية. وبعد خمس
دقائق من التحقيق معهم أقلعت الطائرة. كان الصمت سائدا،
وكأن الركاب أصابهم شعور غريب، إذ لم
يعد هناك مجال للعودة وأنهم واصلون إلى
دمشق شاؤوا أم أبوا.. بعد نصف ساعة من
الإقلاع بدأت أصوات الحديث تتعالى في
الطائرة ولم تكن السياسة مدارا للبحث
خلال الرحلة. فما زال خوف السوري من أن
يتكلم أمام السوري موجودا عند من
أصبحوا يعرفون بـ "الفئة الرمادية"
التي لم تحدد اتجاهاتها السياسية علنا
بعد. التجسس على الركاب كثيرون من المسافرين
لاحظوا أن أشكال المضيفين وسلوكهم لم
يكونا يوحيان بأنهم من العاملين في
مجال الضيافة الجوية، فكانت لهجتهم
واحدة (لهجة الساحل السوري) وكانوا
يسترقون السمع للأحاديث الجانبية
للركاب لعلهم يسمعون شيئا يريدونه.
كانت الطائرة مزينة بأعلام سورية.
وهبطت الطائرة بعد قرابة ساعتين من
السفر مع ظهيرة يوم حار في دمشق. كان في
استقبال الركاب عند باب الطائرة عنصر
من المخابرات وبحوزته عصا تفتيش فتش
الواصلين بها.. اصطف المسافرون لختم
جوازاتهم بختم الدخول، وكانت العناصر
الأمنية تراقبهم. موظف الجوازات يطلب
جواز السفر ويتفرس في وجه المسافر أكثر
من مرة، ثم يطلب منه تفاصيل دقيقة عن
عمله في الخارج وأصدقائه ومكان إقامته
التفصيلي في سورية، كما يسأل عن بعض
أسماء الأشخاص في الأماكن المجاورة،
ويدون كل ذلك على جهاز الحاسب، ثم يختم
الجواز.. كانت صور بشار الأسد ووالده (حافظ)
وعلم سورية تملأ زجاج المكتب، حتى إن
بعضها بدا جديدا، كما كانت شعارات
الولاء تتدلى على لافتات من سقف المطار.
كآبة المنظر لدى استلام أبي مصطفى
حقائبه، بدت الكآبة جلية على منظر
موظفي المطار من المدنيين الذين
اعتادوا على خمسة أضعاف أعداد
المسافرين. فها هي الآن قاعات المطار
فارغة إلا من ركاب رحلات قليلة بعدما
فقد السياح جرأتهم على القدوم إلى
سورية، باستثناء بعض الإيرانيين
والعراقيين. وبعد استلامه حقائبه جدد
رجال الأمن تفتيشه آليا ويدويا. خرج
إلى صالة الانتظار ليجد زوجته ووالده
وأمه في انتظاره، خلافا لكل المرات
التي كان يعود فيها إلى وطنه، إذ كان
معظم أفراد عائلته يأتون لاستقباله. حمل سائق التاكسي
الحقائب بسيارته وانطلقوا في رحلة لا
تزيد عن 60 كيلومترا للوصول إلى بيته.
أول الحواجز الأمنية الطارئة كان على
بعد كيلومتر واحد من المطار، وكانت
مؤلفا من متاريس رملية على ارتفاع متر
ونصف المتر أو أكثر قليلاً، وحواجز
معدنية وبلاستيكية، وكان رجال الأمن
فيها مدججين بالأسلحة الخفيفة
والمتوسطة، وخلفهم دبابة أو مدفع
لحماية الحاجز. لطف مقنع استوقف أحد رجال
الأمن الموجودين على الحاجز وكان
يرتدي درعا واقيا من الرصاص السيارة
وطلب الإثباتات الشخصية من هويات أو
جوازات سفر، مستفسرا عن مكان القدوم،
"كان أسلوب تعامله استخباراتيا لكنه
لطيف، وهذا الأمر جلب إلي ارتياحا
داخليا"، على حد وصف أبي مصطفى. وطلب
أن يفتش حقائب السفر والسيارة. . يقول
أبو مصطفى: "بعد انتهائه تمنى لنا
إقامة سعيدة، فشعرت بأن الآتي أفضل"،
لكن سائق التاكسي قطع هذه الأفكار
بقوله: "إنهم يضحكون على الناس، هنا
لأن الحاجز قريب من المطار تعاملهم
راق، ولكن بعد قليل سترى كيف التعامل
الصح!". فوجئ أبو مصطفى من كلامه
وسأله: "هل أنت جاد أم تمزح؟"،
أجابه السائق قائلاً: "اصبر وسترى".
ثم سأله عن أحوال البلد، فأجابته أمه
قائلة: "كل شيء تمام". فقال لها
السائق: "يا حاجة قولي الصدق، لا
تخافي على ابنك فهو ليس أغلى من أولاد
الناس". وأضاف: "والله لم نر وضعا
اقتصاديا أسوأ من هذا، الناس ما معها
تاكل". مدينة أشباح خلال الرحلة التي لم
تتجاوز 60 كيلومترا، نصب أكثر من 8
حواجز، وكان التعامل يسوء كلما اقتربت
السيارة أكثر إلى وسط البلد. كانت آثار
الدمار واضحة في كل مكان، فريف دمشق
الذي كان سابقا غوطة غناء يزورها سكان
دمشق كل جمعة للاستمتاع بجمالها أصبح
مدينة أشباح يعم أرجاءها الدمار، وقد
هجرها الكثير من أهلها. حجم الدمار
هائل وغير متوقع. كانت أسقف الشقق
مدمرة بشكل كامل أو جزئي كأنما "تسونامي"
أو كارثة حلت بها. هل من المعقول لسوري
أن يفعل هكذا بأخيه، وكل هذا من أجل
ماذا؟ لا جواب مقنعا. استوقف أبو مصطفى
شابا ليسأله عن الطريق الذي يسلكه
للوصول إلى منزل أحد زملائه الذي أرسل
معه أمانة لأهله. كانت معالم الطريق
متغيرة إذ أقفلت قوات الأمن كل الطرق
المؤدية إلى مقراتها وأنشأت طرقا
بديلة. تماثيل محطمة وعلى مشارف البلدة
كانت أرتال دبابات تسير متجهة نحو إحدى
المناطق المشتعلة بالثورة، وكان
الجنود يهتفون للأسد ويوجهون بنادقهم
باتجاه المارة، لكن الشوارع العامة
نفسها كانت مزينة بشعارات الثورة: "الشعب
يريد إسقاط النظام"، و"الله،
سورية، حرية وبس". وكان لافتا أيضا
أن تماثيل حافظ الأسد وابنه بشار لم
تعد موجودة عند تقاطعات الطرق
والدوارات، فسأل أبو مصطفى السائق
عنها ومن أزالها وهل فعلت ذلك الحكومة؟
وأجابه: "أزالها الناس الذين لم
يعودوا قادرين على النظر إلى تماثيل
جثمت على قلوبهم أكثر من أربعين سنة..
لم تبق صورة لبشار إلا ومزقها الناس".
وسأله: "ألم يحاسبهم الأمن؟".
فأجابه: "إن استطاع الأمن أن يسجن
الشعب السوري كله فليفعل! هل تعرف أنهم
سجنوا الناس في ملاعب كرة القدم وبعض
دور العجزة، لأن السجون لم تعد تكفي،
لكن الناس لم تركع بعد". انعدام الأمن..
والخوف بعد رحلة استمرت نحو 3
ساعات وصل أبو مصطفى إلى منزله في رحلة
اعتاد أن يقطعها في أقل من ساعة.. دخل
سائق الأجرة معه ليبارك لأهله وصوله
بخير وسلام، ونصحه بألا يحمل معه مالاً
إلا مصروف جيبه "لأن الوضع الأمني
أصبح منعدما تقريبا، ومن المحتمل أن
تقتل لمبلغ لا يتجاوز 10 آلاف ليرة
سورية (أقل من 600 ريال سعودي) ولا حسيب
ولا رقيب". وأضاف السائق: "أنصحك
أيضاً بأن تحافظ على عملك في الخارج،
فالموظف هنا بات غير قادر على إيفاء
أقساط بيته ومعيشته اليومية، إذ
ارتفعت الأسعار أكثر من ضعفين أو ثلاثة".
وقال: "الناس التي كانت على الحياد
في وقت سابق أصبحت من قادات الثورة
الآن بسبب انعدام الخوف من الأمن وعدم
الرضا عن قتل الناس وعن الوضع
الاقتصادي"، مؤكداً أن "الجيش
الحر أصبح يسيطر على مناطق عدة ويمنع
الجيش النظامي من دخولها وساهمت
سيطرته على تلك المناطق بحماية
المدنيين من القتل العشوائي الذي
كانوا يتعرضون له". وتابع: "نحمد
الله أن ما كان محظورا أن تتحدث به في
وقت سابق أصبح حديث الساعة هذه الأيام".
صمت وخوف وبينما كان أبو مصطفى
يتفكر في كلام السائق وبما رآه وشاهده
خلال تلك الرحلة، تمهيدا ليحكم على
الأمور بمنظوره الخاص، انقطعت
الكهرباء، فما كان منه إلا أن سأل أمه
عن السبب وعن وقت عودة التيار، وأجابته
قائلة: "ربما تعود الكهرباء بعد 5
ساعات. فالتيار يقطع يوميا 10 ساعات على
فترتين مساء وصباحا"، ثم سألته: "ماذا
تريد أن أطبخ لك"؟ فقال: "ما ترينه
مناسبا". فخرجت من المنزل وأشعلت
موقدا من الحطب لتعد الطعام، واستغرب
أبو مصطفى ذلك أيضا وقال لها: "ماذا
تفعلين؟ أين فرن الغاز؟". فأجابته:
"لا نجد غازا منذ أكثر من شهرين ونصف
الشهر، وسجّلنا اسمنا منذ تلك الفترة
لنحصل على قارورة لكن لم يأت دورنا بعد.
أما إذا أردنا أن نشتري واحدة من السوق
فهي نادرة وسعرها يتجاوز 2000 ليرة، فكيف
لنا أن نشتريها وقد كانت بـ 250 ليرة
فقط؟". جلست العائلة على
الغداء وراحت تتبادل الأحاديث عن
الغربة، وكذلك عما آلت إليه الأمور في
سورية وكيف أعيد الناس إلى القرون
الوسطى.. حتى بلغ مسامع الجالسين دوي
انفجارات قوية فساد صمت وخوف كبيرين. ================= مخاطر
الانتقال غير المنظم في سورية 2012-07-20 12:00 AM الوطن السعودية أثارت تطورات
الأحداث المتسارعة في دمشق وباقي
المدن السورية بشكل عام، مخاوف من وجود
مخاطر حقيقية من مفاجآت كبيرة قد تدفع
بالبلاد إلى دوامة الفوضى الشاملة
التي لا يمكن لأي جهة إقليمية أو
عالمية التحكم بها أو إدارتها، والتي
قد تدفع بسورية إلى منزلق حرب طائفية
شبيهة بتلك التي اشتعلت في العراق بعد
سقوط نظام صدام في 2003، والتي لا تزال
رحاها تطحن البلاد منذ ذلك الوقت
بدرجات متفاوتة من الشدة. هذا الانتقال غير
المنظم للسلطة الذي يبدو أكثر احتمالا
اليوم يثير مخاوف كثيرة لدى الدول
الإقليمية والمجتمع الدولي. فرغم
القناعة التامة بضرورة تنحي بشار
الأسد عن السلطة في سورية كخطوة أساسية
أولى لإيجاد حل للأزمة السورية ووقف
نزيف الدم في هذا البلد الجريح، لا بد
من التأكيد على ضرورة أن يتم ذلك دون
المساس بالدولة السورية. ولعل أكثر ما
يقلق المجتمع الدولي في حال حدوث فلتان
أمني في سورية هو مصير المخزون الهائل
من الأسلحة الكيماوية، وخشية أن تقع
تلك الأسلحة أو جزء منها في يد جماعات
قد تستخدمها للقيام بعمليات بشعة في
المستقبل. لقد وصلت الفوضى
المسلحة في سورية إلى درجة جعلت أحد
المسؤولين الأميركيين يشبهها بالنسخة
الشرقية لـ"الغرب الأميركي المتوحش"،
في إشارة لحالة الفوضى وسيادة السلاح
التي كانت تسود الغرب الأميركي في
بدايات تأسيس ذلك البلد. ولمنع الأمور
من التدهور أكثر وزيادة فرص السيطرة
على مجريات الأحداث بعد سقوط النظام
السوري يتوجب على المعارضة السورية أن
تلعب دورا مسؤولا يطمئن المجتمع
الدولي على مستقبل الأسلحة الكيماوية،
وحتى التقليدية المتطورة، الموجودة في
سورية، ويطمئن الأقليات السورية، مثل
العلويين والمسيحيين والدروز
والأكراد، بأنهم سيكون لهم تمثيل هام
في مرحلة ما بعد بشار الأسد. إن مخاطر مرحلة ما
بعد الأسد، التي تتمثل باحتمال حدوث
حرب أهلية طائفية قد تنتقل إلى دول
الجوار من ناحية، والخوف من وقوع
الأسلحة الكيماوية في أيادي منظمات
إرهابية، هي مخاطر حقيقية يجب التعامل
معها بحذر وحكمة لتجنيب سورية
والمنطقة من تطورات قد يكون من الصعب
التحكم بها والسيطرة عليها. ================= الراية 20-7-2012 للمرّة الثالثة أخفق
مجلس الأمن الدولي بسبب الفيتو الروسي
والصيني في الانتصار لقضية الشعب
السوري والخروج بقرار يُدين العنف
والقتل في سوريا ويُلزم النظام السوري
بتطبيق مبادرة المبعوث العربي والدولي
كوفي عنان. لقد أطلقت موسكو
وبكين من خلال استخدامهما للفيتو ضدّ
مشروع القرار الجديد رصاصة الرحمة على
خطة كوفي عنان التي اتفق المجتمع
الدولي على أنها الفرصة الأخيرة
والوحيدة لإيقاف شلال الدم السوري
والخروج بسوريا من عنق الزجاجة. بات من الواضح أن
انقسام المجتمع الدولي بشأن ما يجري في
سوريا واستخدام موسكو وبكين للفيتو
ضدّ مشروع القرار البريطاني يجعل من
العبث بمكان استمرار مهمّة المبعوث
العربي والدولي كوفي عنان الذي لم ينجح
في تحقيق اختراق حقيقي على الأرض يسمح
بتطبيق مبادرته ويُوقف القتل اليومي
المتربّص بأبناء الشعب السوري على يد
النظام وأجهزة أمنه وشبيحته. كما أن
هذا الفشل يُلقي بظلال من الشك على
جدوى استمرار وجود المراقبين الدوليين
في سوريا وجدوى استمرار مهمّتهم. الخاسر الأكبر من
الفشل الأخلاقي الذريع لمجلس الأمن
الدولي الذي ثبت أنه عاجز عن حماية
الأمن والسلم الدوليين هو الشعب
السوري الذي سيدفع الثمن غاليًا من
أرواح أبنائه ودمائهم في وجه نظام أصرّ
ولا يزال على استخدام القمع والقتل في
وجه المُطالبين بالحريّة والتغيير
والكرامة. العجز الدولي الذي
ظهر واضحًا في مجلس الأمن أمس يُمثّل
فرصة أخرى للنظام السوري لممارسة
المزيد من القتل ضدّ أبناء الشعب
السوري ومحاولة إخماد الثورة وهو ما
فشل فيه طيلة الفترة الماضية من عمر
لثورة وسيفشل فيه لا محالة لأن الشعب
السوري لم يعد لديه ما يخسره. دليل ذلك
المنعطف الخطير الذي وصلت إليه الأمور
في سوريا بعد أن وصلت النار إلى عرين
الأسد "دمشق "التي كان يُعتقد
أنها عصيّة على الاختراق والاختراق
الأمني الكبير الذي تمثّل في مقتل "
العقل المفكر للنظام" المتمثل بخلية
الأزمة وهو ما يُهدّد مستقبل النظام
وبقاءه وما لجوؤه إلى قصف أحياء مدينة
دمشق بالطائرات والدبابات ما تسبّب في
ارتفاع حصيلة الضحايا إلاّ مؤشّر على
أن النظام فقد السيطرة على الأمور وبات
يتخبّط. إن على أصدقاء الشعب
السوري والدول التي أدانت ورفضت منذ
اللحظة الأولى القمع والقتل الذي
يتعرّض له أبناء الشعب السوري على يد
نظامه الدموي السعي للعمل من خارج مجلس
الأمن الدولي والبحث عن البدائل
الممكنة لتوفير الحماية للشعب السوري
وتأمين وصول المساعدات الإنسانية
والطبية لنحو مليوني لاجئ شرّدتهم
الحرب الدموية التي يخوضه النظام ضدّ
شعبه وأفقدتهم الأمن والأمان ================= .. وبدأت
المساحات تضيق على الأسد!! يوسف الكويليت الرياض 20-7-2012
أقاويل وتخرّصات وافتراضات حول
تفجير مبنى الأمن القومي السوري،
والذي يعد أهم القلاع الحصينة للنظام،
وبصرف النظر عن من قام بالحادثة، أو
خطط لها، فهي الهزة الكبرى بعد نشوب
قتال بين جيش النظام والحر، داخل
العاصمة دمشق.. من يقول إن التصفية
تمت من قبل أركان النظام لأن المقتولين
كانوا يهمون بانقلاب ضد السلطة، فإن
هذا القول لا يتفق مع المنطق، لأنه ، لو
جاء أي وريث من تركة النظام فهو محسوب
عليه ومرفوض من الشعب السوري شكلاً
وموضوعاً، ومن يرجح أن للجيش الحر
دوراً باختراق أجهزة الأمن وتدبير
المذبحة بمساعدة رصد قوى خارجية أعطته
المعلومات، فذلك جزء من ظن مقبول، ومن
يرى أن من قام بالفعلة مواطن هزه ضميره
وتصرف بفردية، فهو أيضاً احتمال قابل
للتصديق.. وفي كل الأحوال،
فالهزة كبيرة وقاتلة، استدعت ،كما
يعتقد، هروب الأسد من دمشق، وإدارته
المعارك من خارجها، إذا كان بالفعل
لازال يملك السيطرة على المواقع
الحساسة في المدن والقرى السورية،
وحتى مع هذه الفرضية، ستنهار معنوياته
وقادته، لأن الحادث لم يخطر ببال أفضل
المتفائلين، لأن نتائجه غيرت خارطة
العمليات برمتها، وسقف التوقعات ارتفع
بنهاية النظام، من مؤيديه والمتحالفين
معه.. والأمر الأهم أن مجيء
وزراء وقادة من الصف الثاني لن يجعل
الأمور مستقرة، لأن الإحلال من أشخاص
عاشوا في الظل، سيطرح الشكوك بقدراتهم
من أقرب العاملين معهم، سواء
بكفاءتهم، أو ربط عجلة العمل بالنظام،
بل إن الثقة ستنعدم بفعل الضغط النفسي،
والخوف من ضربات متتالية ومماثلة
بأساليب وخطط أخرى، ثم إن الحادثة،
أياً كان دور الفاعل، فهي ضاعفت من
الثقة بالنفس عند الجيش الحر،
والمعارضة، ما يدفع بالموالين للنظام
التفكير، بجدية، حول المصير القادم،
وطرح خيارات البقاء، في صف النظام،
مجهول المستقبل، أو الهروب لصف الشعب
لضمان السلامة الذاتية والعائلية.. قد تدفع عوامل اليأس
أن يتصرف الأسد بحماقات تجره إلى
مواجهة دولية، كأن يستخدم الأسلحة
الكيميائية أو غيرها، وحتى روسيا لو
تبنت معه مشروع إقامة دولة الساحل
العلوية، فهي ستدخل المعركة مع
السوريين جميعاً، لأنها ستصبح نموذجاً
لدولة عدوانية تريد تمزيق كيان بلد
خارجي، وقد يجد الغرب فرصته في استنزاف
الروس عسكرياً ومادياً، وكسبهم عداءً
عربياً وعالمياً.. الخاسرون من الأحداث
يواجهون مأزق المستقبل، فحتى لو طال
عمر النظام، فالصورة انقلبت من
التفاؤل للتشاؤم، ولم يعد للحلول
السياسية موقع أساسي، لأن ورقة
المساومة بيد الجيش الحر والمعارضة
كبرت، وعنان سيفاوض رئيساً خاسراً،
ولن يجد من يصغي إليه، إلا الروس
والصينيين، وهما في موقف الانتظار
للنتائج الصعبة، ويبقى الشعب السوري
سيد الموقف، لأنه ناضل ضد أشرس حكم،
وقدم التضحيات الهائلة، وعزز قدرته
بحشر النظام في المساحات الضيقة
عسكرياً وأمنياً.. ================= روسيا
العناد وثقافة الاستبداد! الروس يفهمون
الديمقراطية بعقلية رموز الاستبداد
كستالين وهتلر وغيرهم، ذلك الفهم الذي
يحول الشعوب إلى عبيد لحزب حاكم واحد! د. صالح الورثان الجمعة 20/07/2012 المدينة روسيا التي تحلل
نظامها الشيوعي، وانهارت امبراطورية
اتحادها السوفيتي أصبحت في زمننا تلعب
دور القوي وهي في واقعها هشة وضعيفة من
الداخل ولاسيما على صعيد الديمقراطية
التي تريد أن تحدد بسياساتها الفاشلة
مفهومها « الجديد» بكتابة وثقافة
بعثية خالصة دعماً لنظام بشار الأسد
البعثي الذي يدعي حماية الأمة وهو يسفك
دماء الأبرياء من شعبه شيوخاً ونساء
وأطفالاً في مجازر مروعة ومرعبة! إن التماهي الروسي مع
النظام القمعي في سوريا له ما يبرره،
فلروسيا سجل أسود في انتهاك حقوق
الإنسان من أفغانستان إلى الشيشان،
ودورها في دعم مجرمي الحرب في
يوغسلافيا السابقة؛ إذن لاغرابة على
صناع الحرب في العالم أن يهددوا
ويتوعدوا ويعطلوا مسارات السلام
والديمقراطية في العالم، فالروس
يفهمون الديمقراطية بعقلية رموز
الاستبداد كستالين وهتلر وغيرهم، ذلك
الفهم الذي يحول الشعوب إلى عبيد لحزب
حاكم واحد! هذه هي كرامة الإنسان في
نظرهم، ولعل روسيا الآن التي تتحدث عن
حقوق الإنسان في دول إسلامية معتدلة
كالسعودية مثلا تتناسى متعمدة دعمها
المفضوح للأنظمة الاستبدادية في كل
مكان، ويبدو أن ديمقراطية الروس هي
القتل والترويع والتهجير والحكم تحت
وطأة الدبابات والطائرات؛ يجب على
الحكومة الروسية أولا أن تعيد النظر في
سياساتها الخاطئة تجاه الدول العربية
والإسلامية قبل أن تتحدث عن حقوق
الإنسان؛ فهي آخر دولة في العالم يحق
لها أن تنبس ببنت شفة عن حقوق الإنسان
وهي صانعة الحروب، وقاهرة الشعوب! إن الشعب العربي
السوري الحر لن ينسى موقف روسيا الداعم
للنظام المجرم في بلادهم، كما سيضيف
التأريخ لطخة سوداء في الرداء الروسي
المخضب أصلاً بالقمع والاستبداد وقهر
الإنسان وحرمانه من حقه في العيش بأمن
وسلام. نقول لروسيا إن
السعودية ليست دولة مراهنة ولن تكون،
فهي دولة قوية بدينها وبقيادتها
وبشعبها الذي يرفض الظلم منذ بزغ نور
الإسلام حتى عهدنا هذا، ونقول للحكومة
الروسية إن خشيتها على حقوق الإنسان في
الدول المعتدلة مرفوض وهي التي أعطت
القاتل بشار الأسد الضوء الأخضر
لممارسة أبشع أنواع الجرائم الإنسانية
التي عرفها التأريخ وربما لن يعرف أبشع
منها! ويجب على روسيا ترك
التدخل في شؤون الدول والالتفات
لشعبها الجائع، الشعب الذي يجبر على
حكم مجموعة يقودها بوتين الذي مرة يكون
رئيس وزراء ومرة رئيساً..!! نعم، إنها
الديمقراطية «الرائعة والجميلة» التي
يريد الروس تصديرها لدول العالم! الأمر يدعو إلى الضحك
والسخرية في نفس الوقت!! ================= لم يشهد تاريخ
تلك الحروب إجرامًا يضاهي إجرام
النظام السوري الوالغ في دماء شعبه فاطمة البكيلي الجمعة 20/07/2012 المدينة في أول يوم من أيام
رمضان المبارك أعاده الله علينا وعلى
الأمة الإسلامية بالأمن والسلام أبدأ
مقالتي بكلمة الحق ..الله أكبر منذ حرب العراق التي
بدأت عام 2003م وبلغت مدتها تسع سنوات
قتل فيها عشرات الآلاف من العراقيين،
ومنذ الإبادة الجماعية في عام 1994التي
ارتكبت في رواندا خلال مائة يوم أودت
بحياة أكثر من مليون شخص من أبنائها،
ومنذ الحرب على كوسوفا التي بدأت عام
1988م واستمرت أحد عشر عامًا قتل وشرد
منهم الكثير ،لم يشهد تاريخ تلك الحروب
إجرامًا يضاهي إجرام النظام السوري
الوالغ في دماء شعبه فقد فاق في عام
ونصف ما حدث في شعوب تلك الدول مجتمعة ..
والله أكبر هناك في أول يوم من
رمضان حين انقطعوا من كل شيء إلا
إيمانهم بالله،يقف العالم الآخر في
المقابل ينظر ليشجب ويستنكر
وينتظرأحداثًا أكبروأكبر !!..والله
أكبر. في أول يوم من رمضان
أصبح البارود فانوسًا للصغار ، ورصدت
عيونهم ميادين نارٍو دخانٍ ومآذن
انحنت فوق ركام المساجد تدعو.. الله
أكبر في أول يوم من رمضان
انقلب الحال فلامكان للفرح ، ولايُسمع
إلا نحيب الثكالى ، والبكاء خوفا وجوعا
ومرضًا . والله اكبر. في أول يوم من رمضان
يواصل المتشدقون إتقان الصمت لتضيع في
عتمة الجور الفصول الأربعة وتنقلب
موازين الكون فيختنق الهواء وتنطبق
السماء على الأرض ولايستنشق بنو
البشرفي سوريا إلا رائحة الدم
والأجساد المحترقة . والله أكبر أقبل عليهم رمضان فيه
عشر وعشر وعشر..اليوم يمر كألف دهر،
ورغم الموت حرقا والموت ذبحا والموت
وأدًا.. لاتفترحناجر الصائمين تصدح
تراتيل من نور الله ..والله أكبر. ================= الأزمة
السورية أمام مفترق مفصلي المصدر: صحيفة «روسيسكايا
غازيتا» الروسية التاريخ: 20
يوليو 2012 البيان الأزمة السورية،
بلغت مرحلة متقدمة من السخونة على
مختلف الصعد. فعلى الصعيد الداخلي،
يحاول الجيش النظامي إخراج المسلحين
من المدن. وهو في محاولاته تلك، تارة
يحقق نجاحات، وتارة أخرى يتعرض
لإخفاقات. وعلى الصعيد
الخارجي، تشهد أروقة مجلس الأمن معارك
سياسية لا تقل سخونة، حيث إن الغرب
يمارس ضغوطاً مكثفة على روسيا والصين،
لاستصدار قرار يحمل النظام وحده، كامل
المسؤولية عن إراقة الدماء، ويمهد
لتدخل عسكري في سوريا، ذلك أن مشروع
القرار الغربي، يطلب من السلطات
السورية وقف العمليات العسكرية
نهائيا، وإخراج الجيش من المناطق
السكنية خلال عشرة أيام. وفي حال رفض نظام
الأسد تنفيذ هذه المطالب، فسوف تفرض
ضده عقوبات اقتصادية ودبلوماسية صارمة.
أي أن الغرب يطلب من دمشق عمليا
الاستسلام تحت طائلة الغزو العسكري،
إذ لا يعترف الغرب بوجود قوات مسلحة
كبيرة ضد النظام. وأن هذه القوات ترتكب
مذابح بشعة ويتهم فيها النظام السوري.
ومن المفارقة أن الذين يطالبون بوقف
العنف، هم أنفسهم من يسلح المعارضة،
وهذا ما دفع روسيا إلى وصف الأمر بأنه
"غير أخلاقي"، لأنه يخلق أوضاعاً
على الأرض لا يمكن حلها، وتهدف ليس فقط
لإسقاط النظام، بل أيضا إلى تفتيت
الدولة، وذلك على أشلاء وجثث أبناء
الشعب السوري. واضعو مسودة القرار
الذي يدين النظام السوري وحده، ولا
يدين المعارضة المسلحة، عللوا صياغته
على هذه الطريقة برغبة المبعوث الخاص
للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي
عنان، الذي يرى ضرورة صدور قرار عن
مجلس الأمن، ينص على معاقبة الطرف الذي
يخل ببنود خطته للتسوية السلمية. غير أن زيارات عنان
إلى دمشق وطهران، أثبتت أن السلطات
السورية مستعدة لتطبيق "خارطة
الطريق" التي يقترحها المجتمع
الدولي. وفي المقابل فإن
المعارضة السورية تنتقد بشدة مبادرات
عنان، التي تضع عراقيل أمام التدخل
الأجنبي في سوريا. وإذا كان هناك داع
لإرغام طرف ما على قبول الحلول
الدبلوماسية، فإن هذا الطرف هو
المعارضة المسلحة ومن يمولونها. من جهتها قدمت روسيا
مقترحاً بتمديد التفويض الممنوح
للمراقبين الدوليين في سوريا لمدة
ثلاثة أشهر، دون التطرق إلى إمكانية
فرض عقوبات، لكن هذا الخيار الذي يمنح
مزيداً من الوقت لتسوية النزاع
بالوسائل الدبلوماسية، لا يناسب مؤيدي
الأساليب الحازمة، علماً بأن واشنطن
لا تعارض تمديد مهمة المراقبين
الدوليين، ولكنها لا تريد أن يتجاوز
التمديد مدة الـ45 يوماً. ومن الواضح أن هذه
الفترة لا تكفي لإقناع الأطراف
المتنازعة بالجلوس إلى طاولة
المفاوضات، سيما وأن الشروط التي
تقدمت بها المعارضة لإجراء حوار، وفي
مقدمتها تنحية الرئيس، لا يمكن لدمشق
أن تقبل بها. وفي
النهاية فإن فشل المباحثات خلال 45
يوماً، سيشكل ذريعة لسحب بعثة
المراقبين الدوليين بالكامل، وشن حملة
عسكرية يقودها حلف الناتو ضد نظام بشار
الأسد. لذلك فإن الدول الغربية الأعضاء
في مجلس الأمن، تسعى بشكل متعمد لتقليص
الفترة الزمنية المنصوص عليها، بهدف
إفشال المساعي الدبلوماسية. ================= أزمة
سوريا: الشرعية والتدخل الخارجي تاريخ
النشر: الجمعة 20 يوليو 2012 د. عادل
الصفتي الاتحاد كثيراً ما كانت تعقد
المقارنة بين حافظ الأسد، والد الرئيس
السوري الحالي بشار الأسد، ورجل
الدولة الأوروبي "بسمارك" الذي
استطاع بفضل دهائه السياسي وأسلوب
الواقعية السياسية توحيد ألمانيا
أواخر القرن التاسع عشر. وبالرجوع إلى
الرئيس الراحل حافظ الأسد، فهو كان قد
وصل إلى السلطة في انقلاب عسكري أبيض
عام 1970، عقب تدخل كارثي للقوات السورية
إلى جانب الفلسطينيين أثناء مواجهتهم
مع قوات الملك حسين في الأردن خلال ما
بات يعرف بـ"أيلول الأسود". لكن ما
أن وصل إلى السلطة حتى سارع إلى
تركيزها في يده، مغلقاً الباب أمام
المعارضة، مانعاً إجراء انتخابات،
وفارضاً حالة الطوارئ. وهكذا تمكن حافظ
الأسد من فرض نظام شمولي ضمِن له
الاستمرار في السلطة ثلاثين عاماً،
مستخدماً القمع الوحشي في إخراس
الأصوات المعارضة، والتلاعب
بالأصدقاء كما الأعداء، وعندما توفي
سنة 2000 خلفه نجله بشار الأسد. لكن الأسد الابن يبدو
بعيداً كل البعد عن خصال "بسمارك"
وعن مميزات والده، فقد تمت تنشئته
ليكون طبيب عيون، لذلك لا دراية له
بأمور السياسة. وإذا كانت إحدى
الخصال الأساسية التي ميزت الأسد الأب
هي تمكنه الكبير من الواقعية
السياسية، فإن أهم ما يميز الأسد الابن
هي القدرة على خداع النفس. فلفترة
وجيزة أعقبت توليه السلطة، تعاظمت
الآمال في إجرائه تغييرات جوهرية في
بنية النظام القمعي، وقيامه بإصلاحات
سياسية واقتصادية تفكك الأسلوب القديم
في الحكم. ومع أنه تأكد من رغبة الشعب
في الإصلاح، فإن استجابته جاءت مخيبة
للآمال، حيث لجأ إلى التسويف للالتفاف
على مطلب الإصلاح. ورغم بعض الخطوات
التي قام بها في اتجاه الانفتاح
الاقتصادي، فإن نتائجها ظلت محصورة في
أيدي قلة قليلة من النخبة المستفيدة،
لذلك فقد تم تأجيل المطالب الجوهرية
المتعلقة بالعدالة الاجتماعية
والإصلاح السياسي، إلى ما لا نهاية،
مؤججة بذلك غضب الجماهير الذي ظل
مكتوماً إلى أن انفجر مؤخراً. فبعد هبوب رياح "الربيع
العربي" على المنطقة واجتياحها دول
الشرق الأوسط أوائل 2011، استلهم الشعب
السوري تجارب الشعوب العربية الأخرى
لينزل إلى الشارع معبراً عن سخطه،
ومطالباً بالإصلاح السياسي والعدالة
الاجتماعية. لكن الرئيس السوري، وبدلا
من الاستجابة لمطالب الشعب ومواكبتها،
أثبت فشله الذريع في التقاط نبض الشارع. ورغم النموذجين
التونسي والمصري اللذين كان ماثلين
أمام بشار الأسد، فقد أقنع نفسه بلا
شرعية الحركة الاحتجاجية التي بدأت
تنتشر في جميع أنحاء سوريا، بل اعتبر
طيلة الفترة السابقة، وكما صرح لإحدى
الصحف التركية، أن الحركة الاحتجاجية
ليست أكثر من "حادث عارض" تتلقى
الدعم من خارج سوريا ويحركها
المتشددون الإسلاميون، واصفاً إياهم
"بالإرهابيين" الذين يمتلكون
سلاحاً متطوراً! لكن إذا كان الأسد
قادراً على خداع نفسه والاقتناع بفكرة
المؤامرة الخارجية، فكيف يمكنه إذا
تفسير مقتل العدد الكبير من أبناء
الشعب، الذين أغلبهم من غير المقاتلين. وبصرف النظر عن
استمرار الأسد في خداع نفسه، وإصراره
على عدم رؤية حقيقة نظامه القمعي،
وركونه إلى مسوغات واهية لتبرير عنف
النظام... فإنه يتعين عليه الإصغاء
جيداً لما يقوله المجتمع الدولي. وهنا
لابد من الإشارة إلى تصريحات أوباما
التي أدان فيها أكثر من مرة فظائع نظام
الأسد ضد شعبه، فقد سبق له أن قال: "أدين
بشدة الهجوم الوحشي للحكومة السورية...
ويتعين على الأسد وقف حملة القتل
والجرائم التي يرتكبها بحق الشعب".
كما أن آخر تقرير لمجلس حقوق الإنسان
الدولي أشار إلى ارتكاب جرائم ضد
الإنسانية في سوريا، وإلى التعذيب
الممنهج الذي يخضع له النشطاء. وقد مرر
المجلس قراراً يصف فيه الوضع السوري
بأنه "كارثة إنسانية من صنع البشر". وحتى الجامعة
العربية لم تقوَ على تحمل الفظائع،
فعمدت إلى تجميد عضوية سوريا، فيما
خفضت العديد من الدول العربية
علاقاتها الدبلوماسية مع النظام، أما
الأمم المتحدة فصوتت جمعيتها العامة،
حيث لا تستطيع روسيا والصين استخدام حق
النفض (الفيتو)، على قرار يدين العنف
الذي يرتكبه النظام السوري، وعبر
القرار الذي صوتت عليه 137 دولة عن تأييد
المبادرة العربية التي تدعو الأسد
للتنحي عن السلطة وتنظيم انتخابات
عامة وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وعلى الصعيد
الجيوسياسي أنتجت الأزمة السورية
اصطفافات إقليمية تهدد بزعزعة استقرار
المنطقة بين إيران وسوريا و"حزب
الله" من جهة، وتركيا وقطر
والسعودية وأوروبا والولايات المتحدة
من جهة أخرى. واللافت أن هذا النوع من
التوازن الإقليمي الدقيق هو ما برع فيه
حافظ الأسد وأجاد التعامل معه طيلة
سنوات حكمه، فيما يبدو نجله الآن يصارع
للبقاء في السلطة دون أن يكون مهيئاً
للخروج الآمن من الأزمة. وبينما يقف بشار
الأسد عاجزاً عن وقف حمام الدم، ترتكب
إحدى أبشع الجرائم ضد الشعب السوري
ليصبح النظام فاقداً لشرعية تمثيل
الشعب والدفاع عن مصالحه كما يفترض في
جميع الأنظمة الوطنية، لذا يبقى الحل
الوحيد تنحيه عن السلطة وإعطاء الفرصة
للشعب كي يختار ممثليه بكل حرية. ورغم وجود المادة
الثانية في ميثاق الأمم المتحدة التي
تحرم التدخل في الشؤون الداخلية
للدول، فإنه في حال تدهور الوضع في
سوريا لن يكون أمام المجتمع الدولي سوى
التدخل لإنقاذ الشعب السوري. ================= من
الاشتباكات المتقطعة إلى القتال
المتواصل الثورة
السورية... بوادر الحسم في دمشق تاريخ
النشر: الخميس 19 يوليو 2012 الاتحاد أعلنت فصائل
المعارضة في سوريا أن المقاتلين
المناوئين للنظام السوري بدؤوا يطبقون
على العاصمة دمشق ويشتبكون مع قوات
النظام في الأحياء والمناطق داخل
العاصمة، وذلك وسط تساؤلات عن قدرة
الحكومة بسط سيطرتها على أرجاء دمشق،
التي بدأت تهتز تحت هجمات الثوار لليوم
الثالث على التوالي. فرغم القوة
العسكرية الكبيرة للنظام والعدد المهم
للجنود النظاميين المدججين بالسلاح،
يبدو أن الثوار تمكنوا من الحفاظ على
مواقعهم، والدفاع عنها بشراسة،
والسيطرة على عدد من الأحياء التي شهدت
أعنف المواجهات حسب ما ينقله أعضاء في
المعارضة. وتشكل المواجهات
الأخيرة التي اندلعت في أحياء العاصمة
السورية المرة الأولى، التي يشاهد
فيها سكان دمشق الثورة التي اجتاحت
مدناً ومناطق سورية أخرى تقترب منهم،
بل وتكسر سكينة دمشق بعد 15 شهراً على
انطلاق الثورة وسقوط أكثر من 14 ألف
قتيل، كما أن الجرأة التي أبدتها قوات
المعارضة في اشتباكاتها مع القوات
النظامية كانت لافتة للعديد من
المراقبين الذين استصعبوا على
المقاتلين المسلحين مواجهة قوات الجيش
النظامي المسلح على نحو جيد، والذي
يستخدم أسلحة ثقيلة، مثل الدبابات
والمدفعية والطائرات المروحية، لكن
ذلك لم يمنع على ما يبدو الثوار من
الزحف نحو العاصمة والاشتباك مع
النظام في عقر داره. وفي هذا السياق، يشير
العديد من المراقبين الذين تابعوا
الثورة السورية على مدار الأشهر
الماضية إلى الوتيرة المرتفعة للهجمات
التي ينفذها الثوار، مقارنة بالسابق
والعدد الكبير من الضحايا في صفوف
القوات النظامية قياساً إلى ما كان
عليه الحال قبل شهر فقط. ففي شهر يونيو، وصل
عدد المواجهات إلى مستوى قياسي بحوالي
256 مواجهة، أي بمعدل 8.5 مواجهة في
اليوم، وهو ما يؤكده "جيفري وايت"،
المحلل السابق في وكالة الاستخبارات
العسكرية الأميركية، مستخلصاً هذه
الأرقام من معطيات توفرها اللجان
التنسيقية للثورة السورية، بالإضافة
إلى ما توفره المنظمات الإنسانية التي
ترصد عدد الضحايا. ويضيف "وايت"
الذي يعمل حالياً باحثاً في معهد "واشنطن
لسياسة الشرق الأدنى" أن "المواجهات
بين الثوار وقوات النظام انتقلت من
مرحلة الاشتباكات المتقطعة إلى قتال
متواصل في المحافظات السورية الرئيسية"،
ولأول مرة أيضاً في مسار المواجهات مع
النظام أعلنت المعارضة عن إسقاط
الثوار لطائرة مروحية تابعة للجيش
السوري في حي "القابون" بدمشق،
وهو الخبر الذي نقلته وكالة "رويترز"
للأنباء ولم يتسنَ بعد التأكد من صحته،
وفي حال تحقق الخبر فإن ذلك يثير
العديد من الأسئلة حول القدرات
التسليحية الجديدة للثوار وما إذا
كانوا قد تلقوا شحنات من السلاح قادمة
من قطر، أو السعودية، لا سيما وأن
الثوار كانوا منذ فترة يستحثون الدول
المتعاطفة معهم على مدهم بالسلاح
الثقيل لمواجهة الآلة العسكرية للنظام
وحماية المدنيين. وفي هذا الصدد يقول
"وايت" إن قوات الثوار باتت أفضل
تسليحاً مما كانت عليه قبل أسابيع
قليلة فقط بكميات كبيرة من الذخيرة دلت
عليها الاشتباكات الممتدة مع قوات
النظام، والقدرة على خوض معارك طويلة
تستلزم وجود كميات كافية من الذخيرة،
هذا بالإضافة إلى ما لوحظ على الثوار
من امتلاكهم رشاشات حديثة وقذائف "آر.
بي. جي"، والنتيجة المباشرة لذلك،
حسب المراقبين، تصاعد عدد ضحايا الجيش
السوري خلال الأسابيع القليلة الماضية
إلى حوالي 150 بين قتيل وجريح في اليوم
الواحد، والأكثر من ذلك ما رصده
المراقبون من فعالية أكبر للثوار في
تدمير الآليات العسكرية التابعة
للنظام ومصادرة الأسلحة من القوات
الحكومية، أو المليشيات التي يستخدمها
النظام لاقتحام المناطق والأحياء
المناوئة له، ولعل ما يزيد من احتمال
وقوع مواجهة كبرى في الأيام القليلة
المقبلة، وقلق النظام مما يحمله
المستقبل إقدامه على تحريك قوات
عسكرية من مرتفعات الجولان إلى دمشق،
وذلك وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء
الفرنسية. وحسب المرصد السوري
لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا
مقراً له، يحاول الثوار الالتحاق
بدمشق للمساعدة في إنجاح المعارك التي
يخوضها البعض منهم في دمشق وتضييق
الخناق على النظام، وهو ما أكده نائب
القائد الأعلى للجيش السوري الحر في
مكالمة هاتفية من أن الاشتباكات
الأخيرة في قلب العاصمة ليست سوى بداية
الزحف الكلي على العاصمة، وانتزاعها
من يد النظام، وأضاف العقيد مالك
الكردي أن الاستراتيجية التي يعتمد
عليها الجيش الحر في هذه المرحلة "تقوم
على استنزاف القوات الحكومية،
والسيطرة على المقرات الرسمية
والأماكن الحيوية في العاصمة"، لكنه
في الوقت نفسه نفى تلقي المعارضة أي
نوع من أنواع الأسلحة الثقيلة. وفي ظل الضغوط التي
تواجهها الحكومة السورية سواء من
المجتمع الدولي، أو التحرك الميداني
المتصاعد للثوار الذين دخلوا دمشق
يتساءل العديد من المحللين عن قدرة
النظام على حماية نفسه وتحصين دمشق، بل
هناك من أثار سيناريوهات كارثية قد
يلجأ إليها النظام في حال اشتداد
الخناق عليه مثل استخدام ترسانته
الكبيرة من السلاح الكيماوي مثل غازي
السارين والخردل، ففي حوار أجراه
المنشق السوري والسفير السابق لدى
العراق، نواف الفارس، مع محطة "بي.
بي. سي" قال إن الأسد اليوم مثل "الذئب
الجريح" الذي قد يلجأ إلى الأسلحة
الكيماوية. وتأتي هذه التكهنات
وسط تقرير نقلته صحيفة "وول ستريت
جورنال" في الأسبوع الماضي من أن
سوريا بدأت تحرك ترسانتها الكبيرة من
السلاح الكيماوي؛ وفيما تفادى المتحدث
باسم البيت الأبيض، "جوش إيرنست"،
التعليق في مؤتمر صحفي عقده يوم
الثلاثاء الماضي على احتمال استخدام
الأسد للغازات السامة لمواجهة الثوار،
أكد من جانب آخر أن "ما يشاهده
العالم من ممارسات يقدم عليها نظام
الأسد هو في حد ذاته لا إنساني وهو كاف
لإثارة قلقنا". لكن رغم الخسائر
المهمة التي تكبدتها القوات النظامية
في الأسابيع الأخيرة ووصول الثوار إلى
دمشق والانشقاقات المتوالية في صفوف
النظام، يقر المسؤولون الأميركيون
والخبراء المستقلون أن نهاية النظام
ليست مؤكدة بعد، والسبب أن النظام نجح
حتى اليوم في الحفاظ على الفرق
العسكرية المهمة دون أذى، وبخاصة قوات
النخبة التي تهيمن عليها الأقلية
العلوية الموالية لعائلة الأسد. ويبدو أن العلويين
وباقي الأقليات الموالية للنظام تنظر
إلى الصراع على أنه مسألة حياة، أو موت
بالنسبة لهم بعدما ربطوا مصيرهم بنجاح
محاولات الأسد سحق الثورة عن طريق
القوة العمياء، هذا الأمر يؤكده
الخبير في شؤون الدفاع بمعهد الدراسات
الاستراتيجية والدولية، "أنتوني
كوردسمان"، قائلاً: "طالما قرر
النظام الاستمرار في السلطة فإن
الطريقة الوحيدة لذلك هي ضرب المقاومة
والتصعيد ضدها مهما كلف الأمر، فلا
وجود لمخرج سهل من هذه الأزمة"،
وربما لهذا السبب يواصل النظام دك
الأحياء المناهضة له حتى داخل العاصمة
والاستمرار في قصفها فيما يقوم الجيش
بنشر الآليات المصفحة والطائرات
المروحية في محاولة لاجتثاث الثوار من
تلك الأحياء. وتأكيداً لحدة العنف
والقصف المتواصل حملت المعارضة أشرطة
فيديو على الإنترنت تُظهر دخاناً أسود
كثيفاً ينبعث من حي ميدان الذي يعتبر
الأكثر تعرضاً للقصف في العاصمة دمشق.
ورغم التطورات المتلاحقة تظل رواية
النظام هي نفسه ترددها وسائل الإعلام
الرسمية التي وصفت ما يجري في دمشق على
أنه ملاحقة "المجموعات الإرهابية"
التي قامت، حسب وكالة الأنباء
السورية، بالهجوم على محطة لتحويل
الكهرباء في حي "القابون"، كما
نقل موقع إلكتروني موال للنظام مقتل
نائب قائد الشرطة في دمشق خلال
المواجهات بين الثوار في حي الميدان. وعلى الصعيد
الدبلوماسي، تواصلت محاولات المبعوث
المشترك للأمم المتحدة والجامعة
العربية إلى سوريا كوفي عنان بزيارته
يوم الثلاثاء الماضي إلى روسيا ولقائه
الرئيس بوتين، حيث عبر في ختام اللقاء
عن أمله في توافق أعضاء مجلس الأمن
الدولي على لغة واحدة حول الوضع في
سوريا، والتوصل إلى اتفاق بشأن قرار
دولي يسهم في حل الأزمة. وكانت كل من روسيا
والصين قد عطلتا قرارين سابقين في مجلس
الأمن، مع تخوف موسكو من تدخل عسكري
غربي على غرار ما تم في ليبيا، معتبرة
أن نظام الأسد ما زال يحظى بتأييد فئات
من الشعب، وبالتالي يتعين عدم الإطاحة
به من السلطة من خلال القوة. وتحذر روسيا أيضاً من
استفحال الأزمة، انطلاقاً من أن هذا
يفتح المجال للقوى الإسلامية المتشددة
من سيطرتها على الساحة، داعية الطرفين
معاً إلى وقف العنف. باباك ديجانبيش
وجوبي واريك ================= سوريا
صورة الرئيس والخطاب الرمزي للاستبداد معتز الخطيب () المستقبل 20-7-2012 في منتصف
الثمانينيات من القرن الماضي، اختفى
أخي الأكبر الذي كان قد ذهب للتو لأداء
خدمة التجنيد الإلزامية؛ بسبب تعليق
هازل على صورة "السيد الرئيس"
التي كانت تملأ كل الأمكنة في مقر
خدمته بمناسبةٍ (وطنية) لم أعد أذكرها.
لم يكن فعلُه - إن ثبَتَ أمرًا هيّنًا،
ولذلك لم يجرؤ أحدٌ على التوسط له أو
حتى السؤال عن مكانه!. شكّل ذلك الحدثُ
مُفتَتَحَ وعيي السياسي العام الذي
أدركتُ من خلاله تلك القداسة القهرية
لصورة السيد الرئيس التي يُحظرُ
الاقتراب منها أو التساؤل عنها. كَبُرَ
جيلنا وهو يرى صور الرئيس تملأ كل
الأمكنة، بمناسبة وبغير مناسبة، حتى
شكّلت لازمةً، كثيرًا ما كانت تُشَبّه
"بالحجاب" الذي يستعمله السحرة
والمشعوذون لطلب الحماية والعناية
ودرء أعين الحساد، ولكن تعليق صورة
الرئيس كان يُحيل إلى جملة معانٍ
سياسية، أقلها التعبير عن الولاء
والطاعة للنظام ممَثَّلاً بشخص
الرئيس، فضلاً عن أنها كانت تعبيرًا
مستترًا عن فعل استباقيّ يقوم به
المواطنون لقطع الطريق على التقارير
المُفَبْرَكة والكيدية للجواسيس
والمخبرين، فكانت الصورة الحاضرة
دومًا في المحلات والمكاتب والمدارس
وحتى البيوت تعبيرًا عن استدعاء
الحماية وإيثارًا للسلامة. وحين زرت القاهرة في
النصف الثاني من التسعينيات، تطفّل
عليّ أحد ركاب الميكروباص، فلما عرف
أني سوريّ عيّرني بالقهر الذي نعيشه في
سوريا، وشتم بأعلى صوته الرئيس حسني
مبارك، على حين لم أنبس ببنت شفة!.
صدمني الموقف الذي كان أول تحدٍّ خارجي
يضغط على معضلة قداسة "السيد الرئيس"
التي أرّقتنا نحن السوريين لعقود شكلت
لنا صورة الرئيس فيها ثابتًا مركزيًّا
في كل شارع ومكتب وغرفة ومناسبة!. تعودُ ظاهرة انتشار
صور الرئيس إلى عام 1970 مع وصول حافظ
الأسد إلى السلطة إثر انقلاب عسكري
سُمي "حركة تصحيحية"، فلم يكن
المطلوب وقتها تدعيم سلطة القائد
الجديد وتثبيت شرعيته قهرًا فحسب، بل
كانت أيضًا محاولة لشخصنة جديدة
للسلطة بعد شهر واحد من وفاة الرئيس
جمال عبد الناصر، ومع حرب 1973 التي
اعتبرت (رسميًّا) نصرًا عظيمًا ارتفعت
وتيرة حضور الصور في المجال العام مع
إضفاء صفات عديدة على شخص الرئيس، كان
أبرزها "المناضل". ومع دخول حافظ
الأسد في غيبوبة ومحاولة أخيه رفعت
الأسد الاستيلاء على السلطة في 1984 تم
تكثيف الصور وإضفاء هالة من القداسة
عليها، وأخذت بعدًا رمزيًّا مصحوبًا
بوصف الخلود في لحظة كان شخصه أبعد ما
يكون فيها عن الخلود فضلاً عن الحضور
المادي، وتحيل الباحثة الأميركية "ليزا
وادين" ظاهرة انتشار تماثيل الرئيس
في الشوارع العامة إلى تلك الفترة
نفسها؛ فقد ظهر أول تمثال في دمشق سنة
1984م. خروجُ الأسد من
غيبوبته الذي جاء بعد صراع مع الإخوان
المسلمين ثم مع أخيه، استدعى توفير
إطار شعبي لعودته، تم تسويقه تحت مسمى
"البيعة" بإيحاءاتها الدينية
وبدلالتها على شخصنة السلطة وشكل
علاقة الحاكم بالمحكومين، فضلاً عن
تحديدها لطبيعة السلطة وشكلها في
كونها مدى الحياة. ولكن صفة البيعة لم
تكن لتفي بتطلعات رأس السلطة
والعائلة، فظهرت بوادر التوريث في
أواخر الثمانينيات حينما ظهر تعبير
جديد على الخطاب السياسي الرسمي
يَكنّي الرئيس باسم ابنه (أبو باسل) في
محاولة للتهيئة لعملية توريث السلطة،
في حين جرى التركيز على صفة "الأبدية"
ممثَّلة بالوراثة. ومع وفاة الابن
الأكبر سنة 1994 تم استدعاء الابن الآخر
على عجل بعد منتصف التسعينيات وإدخال
صوره إلى المجال العام لتثبيت حضوره
السياسي. لم تنفك ظاهرة حضور
الصور وإسباغ الكثير من الأوصاف
المتفردة عليها عن صفة القداسة التي
تجعل من شخص الرئيس مقدسًا يكاد يقترب
من مرحلة النزاهة والتعالي والحضور في
كل مكان، وحَظْر النيل منه أو التشكيك
بإنجازاته أو حضوره، أو محاولة إزالة
صورته التي كان يعاقَب عليها بالقانون
عقوبةً قد تصل إلى دفع الحياة ثمنًا
لذلك، وهي تهمة تكاد توازي تهمة "الزندقة"
تاريخيًّا، ما أضفى طابعًا شبه إلهي
على شخص الرئيس!. وفي ظل نظامٍ يُقَدّس
الحاكم الفرد لا يُسمح بنقده فهو فوق
النقد والمساءلة، وكلُّ تصرفاته "حكيمة"
وصائبة، ومن هنا اعتاد نظام الأسد أن
يُحيل كل المشاكل إلى قوى ومؤامرات
خارجية، ولكن القائد الفرد يستطيع -
على الدوام - التغلب على كل تلك القوى
والمؤامرات. ظاهرة عبادة الفرد في
الخطاب السياسي السوري تجلت أكثر ما
تجلت في اختزال سوريا التاريخ
والجغرافيا في شخص الأسد وعائلته من
خلال الشعار المتداول بكثرة في أماكن
مختلفة من سوريا والذي يحمل عنوان (سوريا
الأسد)، وهذا ما يفسر عملية توريث
السلطة التي مرت بمنتهى السلاسة، ولكن
لدواعي تظهير الرئيس الشاب المثقف
الإصلاحي تم حجب صوره خلال الأشهر
الأولى من حكمه مع الوعود الإصلاحية
الكبيرة التي فسحت المجال لإطلاق ما
سمي بربيع دمشق سنة 2000 الذي لم يلبث أن
انقلب خريفًا. من هذه الزاوية تشكل
الثورة السورية الحالية حالةً من نزع
يد الطاعة السياسية، وكفرًا بعبادة
الفرد، وسعيًا لدَنْيَوَة الحياة
السياسية والسلطة السياسية، وهذه "الدَّنيَوَة"
أخذت مظاهر عديدة منها اللافتات
والشعارات الساخرة من شخص الرئيس
وخطاباته، أو عبر هتافات لعن روح
الرئيس الأب، بل إن تلك الظاهرة تفسر
لماذا بدأت الثورة في سوريا بهدم الصور
والتماثيل للأسد الأب والابن معًا منذ
أسبوعها الأول، على حين أن ثورة مصر -
مثلاً - انتهت إلى ذلك، فقد عكس ذلك
كفرًا بسياسة عبادة الفرد الرمز
الخالد. كفرٌ التقطته الفنانة مي سكاف
حينما تجرأت من داخل دمشق وكتبت
تعليقًا حمل العنوان التالي: (إنها
سوريا العظيمة وليست سوريا الأسد)
انتقدت فيه عودة انتشار صور بشار الأسد
بكثرة في الأماكن العامة وعلى زجاج
السيارات، معتبرة ذلك وسيلةً لترهيب
الآخرين وليس تعبيراً عن الحب والولاء!.
وهو توجهٌ أكده بعد ذلك بيانٌ لجميع
تنسيقات الثورة نص على ضرورة إسقاط اسم
(الأسد) من على المباني والمنشآت
العامة كمكتبة الأسد ومشفى الأسد،
ووضع كلمة (الوطني) مكانها، في محاولةٍ
لاستعادة الوطن من أسر الفرد/العائلة. وإذا كان الأسد الأب
امتلك بعض الخصائص الفردية التي جعلت
تقديس الحاكم هو الخاصية الوحيدة
المميزِّة لقوة نظامه، فإن افتقار
الأسد الابن لذلك هو سر تأزم المنظومة
التسلطية في سوريا وتَضَعضُعها؛ لأن
توريث السلطة لم يعنِ أبدًا توريث
مقومات الوراثة التقديسية!. وقد حاول
صانعو خطاب التقديس هذا أن يتغلبوا على
هذه المشكلة، فانتهجوا في بادئ الأمر
سياسة رفع صور بشار الأسد من الأماكن
العامة في أوائل فترة حكمه، ثم لم
يلبثوا أن أعادوها وبكثافة غير
معتادة، مع ابتكار عبارة "منحبك"
لاحقًا لإعادة تعريف العلاقة بين
الرئيس (الشاب) ورعاياه على قاعدة (الحب)،
في علاقة تغيب فيها السياسة
ومُستتبعاتها بالكلية!. إن ظاهرة تقديس شخص
الرئيس بكل صورها وتجلياتها، تشكل
مدخلاً مهمًّا لفهم التاريخ السياسي
السوري المعاصر خلال العقود الأربعة
الماضية، فلم تكن هناك ظاهرة تقديس
سياسي مدعوم من السلطة قبل مجيء الأسد
الأب، وتعكس كثافة استخدام الرموز
جملة من الأمور، أبرزها أن افتقار
النظام إلى الكاريزما يدفعه إلى
الإفراط في الرموز لإنتاج سلطته
السياسية وضمان احتفاظه بها، كما أن
هذه الظاهرة تحيل إلى أبعاد أخرى
للسياسة، فهي لا تتركز على المصالح
المادية فقط، بل هي أيضًا سعيٌ من قبل
الأنظمة الشمولية إلى الاستحواذ على
عالم الرموز والمعاني، وفرض الوضوح
الأخلاقي والعبث بالمعايير والمضامين
لتزييف الوعي بهدف الاحتفاظ بالسلطة. وتوظيف الرموز يأتي
لتحوير الانتباه عن المعاني الحقيقية
والفعل السياسي الحقيقي وعن الأداء
السياسي والاقتصادي المتعثر إلى
مساحات هامشية أو ألفاظ بلاغية،
فتوظيف الرموز يعزز السلطة السياسية
ويوضح مفاهيم الطاعة والسلطة
والمشاركة ويعيد تعريف العضوية
الوطنية حتى يصبح من ينتقد الرئيس
خائنًا. إن أحد أهداف العروض ضبط الناس
والتحكم بهم وفرض الطاعة السياسية
عليهم، وهي غير معنية إطلاقًا
بالمقدرة الإقناعية، أو بأن تكون
أطروحاتها منطقية أو متماسكة ومنسجمة،
فهي قد تقول الشيء ونقيضه، وهي تخلط
بين الاعتقاد القائم على المراءاة
والاعتقاد الحقيقي. صحيحٌ أن النظام
استطاع لعقود أن يفرض "الامتثال"
لإكراهاته، ولكنه لم يستطع أن يفرض
القناعة، فقد أتت الثورة لتكشف عن
البعد العميق والحقيقي للوعي
والاعتقادات بعد عقود من القهر. ================= راجح الخوري 2012-07-20 النهار اقتلاع الرأس الأمني
للنظام السوري زلزال لا يمثل منعطفاً
حاسماً في مسار الازمة ومستقبل سوريا
فحسب، بل يفتح الابواب على انقلاب جذري
في مستقبل المواجهة الاستراتيجية التي
تحكم الاقليم، وكذلك على التوازنات
الدولية في هذه المنطقة الحساسة من
العالم. من المبكر الحديث
جزماً عن نوع العملية التي نسفت "مكتب
الامن القومي" وقتلت ابرز الرموز
الامنية في نظام الاسد، فما توافر من
المعلومات حتى الآن يكتنفه الغموض: هل كانت عملية تفجير
عبوة أدخلت كما قيل، في حقيبة الى مكان
لا يمكن ان تدخل اليه الحقائب قبل ان
تخضع لتدقيق حازم؟ ام انها عملية
انتحارية نفذها احد المرافقين "الموثوقين"
وفي مكان حساس الى درجة لا يسمح نظام
امني عالي المهنية، بدخول حتى أصحاب
الثقة اليه من دون تفتيش؟ ام انها محاولة
انقلابية كما قيل ايضاً، تمت تصفية
أبطالها في المهد وهم من عصب النظام
والعائلة ولهذا وحفظاً للمعنويات قيل
انها عملية تفجير؟ وفي انتظار معرفة
الحقيقة النهائية، لا يغالي المراقب
في القول ان بين القتلى ما هو اهم حتى
من القيادات التي سقطت، والمقصود هنا
سقوط الثقة بقوة النظام ومناعته
وانعدام اليقين بعد الآن عند النظام
وحلفائه والمراهنين على انه كان من
الممكن ان يخرج من الازمة! ما حصل زلزال كبير
ومنعطف اكبر في مسار الازمة السورية
وكذلك في التوازنات على المستوى
الاقليمي والدولي، وهذا تحديداً كان
محور النقاش "الفوري" بين باراك
اوباما وفلاديمير بوتين ولو لم يتم
الاعلان عن المحتوى، الذي انتهى
بتأكيد الاتفاق على حل سياسي سريع
ومراقبة مصير ترسانة الاسلحة
الكيميائية الجرثومية التي يملكها
النظام وهي من الأكبر في العالم، ولهذا
اوفد اوباما امس احد اهم خبرائه الى
اسرائيل للبحث في هذا الموضوع المقلق،
وخصوصاً اذا انهار النظام كلياً
وتسربت هذه الاسلحة الى "القاعدة". انه زلزال جعل
بالتأكيد الارض السياسية تميد في
موسكو، التي ترى الآن وبالعين المجردة
ان الصفعة التي اصابتها في ليبيا قد
تصيبها في سوريا رغم مكابرات بوتين
ولافروف، وهو زلزال يضرب في عمق
الحسابات السياسية الايرانية التي
تكاد تخسر قاعدة الجسر الاستراتيجي
السوري الذي ينقل نفوذها الى شواطئ
المتوسط عبر "حزب الله" و"حماس".
ومع انهيار قاعدة الجسر في سوريا سرعان
ما قد ينهار جسر الرهان الايراني في
العراق. وعندما يحذر السيد
حسن نصرالله الفلسطينيين اول من امس من
ان عودة قضيتهم الى الانظمة العربية
تعني "ضياع هذه القضية"، فهذا
دليل قاطع على ان ايران بدأت تتحسس
فرضية خسارة "منبر" فلسطين
والمقاومة الذي جعلها تقفز فوق العالم
العربي لتتولى هذه المسألة القومية
المهمة! ================= إنتقال
الثورة الى دمشق يؤشر إلى النهاية؟ سركيس نعوم 2012-07-20 النهار تلقيت في الأسابيع
الماضية معلومتين من صديق أميركي
يتابع أوضاع سوريا والمنطقة
وسياسات بلاده حيالهما. الاثنتان
متناقضتان، لكنه ربما حَرِص على
اطلاعي عليهما اولاً ليلفتني إلى
استمرار غموض ما ستفعله اميركا ازاء
الأزمة السورية، وإلى تكاثر الشائعات
عن اقتراحات اميركية غير نهائية ولكن
مع التعامل معها على أنها ثابتة.
وثانياً لكي يأخذ رأيي فيهما ربما.
المعلومة الأولى اشارت الى اقتناع
روسيا وايران الاسلامية بأن نظام بشار
الأسد سيسقط في النهاية، والى
انزعاجهما من ذلك. واشارت ايضا الى الى
ان وزيرة الخارجية الاميركية حملت
معها الى زعيم روسيا، في اثناء زيارتها
الاخيرة لموسكو، عرضاً يتضمن استعداد
ادارتها لقبول قيادة روسيا عملية جدية
لإنهاء الأزمة في سوريا مع ما يعيده
هذا الأمر الى روسيا من هيبة فقدت
الكثير منها عند انهيار الاتحاد
السوفياتي. ويتضمن العرض ايضاً طلباً
واحداً، هو رفض اميركا استمرار بشار
الأسد على رأس الدولة السورية، ولكن مع
تطمين الطائفة العلوية التي ينتمي
اليها، وذلك بتعيين أحد ابنائها
نائباً لرئيس الجمهورية. أما رئيس
الجمهورية فلا بد أن يكون من الغالبية
الشعبية السورية السنّية المعارِضة.
ولم تتضمن المعلومة نفسها اي شيء عن
الجيش والأجهزة الأمنية وقوى الشرطة و"الشبّيحة"
في سوريا، وتحديداً عن هوية الجهة، أو
الجهات التي ستقودها. وهل تبقى قيادتها
"القديمة" أو تُعيّن لها قيادة
جديدة منسجمة مع الواقع السوري
الجديد، أي واقع ما بعد بشار ونظامه
وحزب البعث. وهذا أمر صعب جداً. ذلك أن
الاعتماد على القديم او السابق قد لا
يستقيم مع "المجازر" التي ارتُكبت
والتي لا بد من مجابهة مرتكبيها. اما المعلومة
الثانية فكانت ان آب المقبل سيكون
شهراً حاسماً على صعيد سوريا وأزمتها
الدموية ونظامها وشعبها الثائر عليه.
طبعاً لم يفصح لي الصديق الأميركي
المشار اليه اعلاه عن اسم مصدر معلومته
هذه، لكنه أكد ثم كرّر التأكيد أنه ذو
صدقية عالية وواسع الاطلاع. أي من المعلومتين
أقرب الى الصحة؟ لا أمتلك جواباً
واضحاً وحاسماً عن ذلك. لكنني أكثر
ميلاً الى الأولى وخصوصاً بعدما لفت
صحافي غربي معروف قبل مدة غير طويلة
الى تفاهم توصلت اليه اميركا وروسيا
يحل الأزمة السورية خلال سنتين، وتكون
الانتخابات الرئاسية عام 2014 المرحلة
الأخيرة من الحل. علماً اني لا أزال
مقتنعاً بأن الصراع أو الحرب أو الأزمة
أو الثورة في سوريا طويلة، ولن تنتهي
الا بعد تفاقم الفوضى وانتشار سفك
الدماء. وهذه أمور يمكن أن تنتقل الى
لبنان وخصوصاً اذا شعر النظام "بحشرة"
كبيرة، أو اذا احتاج الثوار الى
اللبنانيين، أو اذا قرر حلفاء الأسد في
لبنان النزول الى الساحة اللبنانية
لمساعدته عبر ضرب أعدائه فيه، وفي
الوقت نفسه لمساعدة انفسهم. علماً أن
قراراً من هذا النوع لا بد ان تكون له
خلفية ايرانية. في اختصار ما هو
تقويم الاميركيين اليوم للأوضاع في
سوريا؟ يشير الصديق
الأميركي المتابع نفسه في جوابه الى أن
حوادث دمشق في الايام القليلة الماضية
تدل على أن جهة قادرة ما أعطت الثوار
السوريين نصائح استراتيجية منها نقل
المعركة الى العاصمة. ويشير ايضاً الى
ان عدد القوات المسلحة (أي الجيش) قد
انخفض بنسبة النصف تقريباً. وتحديداً
الوحدات المنتمية الى الغالبية (السنّية)،
في حين بقي المنتمون الى الأقلية على
نسبتهم وهي 40 في المئة من الجيش. انطلاقاً من كل ذلك
يلخّص المتابع اياه تأثير نقل الثورة
الى دمشق بالآتي: 1- إجبار النظام على
نقل القوات الثابت تأييدها له الى
العاصمة، الأمر الذي يحرّر الارياف
ومدن عدة، وربما يدفع الثوار الى
إدارتها. 2- شلّ العاصمة دمشق
ودفع الكثيرين من سكانها الى الانتقال
اما الى لبنان (مسيحيين مثلاً) أو الى
مناطق الثوار. 3- لن يستطيع الثوار
السيطرة على دمشق، لكنهم يستطيعون
انزال ضربات مهمة وقاسية بقوات النظام
داخلها. وقد يؤدي تزايد الضحايا
المنتمية الى عصبية الأسد الى نوع من
النقمة عليه. 4- سيثير القصف
المتكرر للعاصمة من قوات الأسد غضب
الغالبية السنّية في البلاد، ولا بد أن
يدفعها الى مطالبة اميركا وتركيا
بالنزول على أرض سوريا لانقاذها. 5- ان عرض ايران
استضافة حوار بين نظام الأسد ومعارضيه
يشير الى اقتناعها بأن الرئيس الأسد في
مشكلة. 6- يؤشر انتقال الثورة
الى العاصمة السورية الى ان نهاية نظام
الأسد صارت قريبة. ================= نشر :
20/07/2012 منار
الرشواني الغد
الاردنية في خطابه يوم أول من
أمس، لم يخرج أمين عام حزب الله
اللبناني، حسن نصرالله، عما هو متوقع
منه سلفاً بشأن الوضع في سورية. فبعد أن
قطع مبكراً جداً نقطة اللاعودة في دعم
نظام بشار الأسد الاستبدادي في مواجهة
شعب يطالب بالحرية والكرامة واستئصال
الفساد، لا يبدو غريباً أن يعتبر
نصرالله الشركاء في ارتكاب الجريمة
والمذبحة بحق الشعب السوري، والذين
قضوا في تفجير مبنى الأمن القومي في
دمشق، "شهداء" و"رفاق سلاح". لكن ما يستدعي التوقف
في الخطاب هو العودة إلى الحديث عن دور
نظام الأسد (وليس سورية والسوريين) "الممانع
المقاوم!" (بالوكالة طبعاً من خلال
حزب الله، وعلى الجبهة اللبنانية فقط
دون جبهة الجولان المحتل منذ العام 1967).
فنصرالله يدرك أكثر
من غيره أن هكذا حديث بات في نظر أغلبية
السوريين، والعرب عموماً، ليس أكثر من
أسطوانة مشروخة، وكذب فج مفضوح، بل
وأكثر من ذلك مدعاة للأسى والحقد على
نظام ربما قتل من السوريين، وكذلك من
اللبنانيين والفلسطينيين، أكثر مما
قتلت إسرائيل من العرب منذ وجودها. مع
ذلك، فإن مثل هذا الكذب المكشوف، والذي
لم يعد ينفع حتى في استغفال السذج، قد
يبدو ذا فائدة لنصرالله وحزب الله من
ناحيتين. تظهر الناحية الأولى
في التأكيد على أن "جل الأسلحة"
التي استخدمها الحزب في حرب تموز (يوليو)
2006، بما فيها الصواريخ التي دكت
إسرائيل طوال تلك الحرب، قد تم الحصول
عليها من "سورية بشار الأسد"
مباشرة. فهل يحاول نصرالله بذلك تبرير
تأييده لنظام الأسد من باب رد الجميل
أثناء مواجهة العدوان الصهيوني؛ وأن
هذا التأييد، الذي يتأكد يوماً بعد يوم
أنه أعمى، ليس مبعثه، بالتالي، الولاء
الطائفي، وخلفه الخضوع التام للولي
الفقيه في إيران بما يمنع حتى إسداء
نصيحة صادقة خلف الأبواب المغلقة
لنظام ألقى بنفسه إلى التهلكة؟! لغة الخطاب المنفعلة
أكثر من أي وقت مضى منذ اندلاع الثورة
السورية، لا تصب في صالح هذا التفسير،
وأهم من ذلك اعتقاد السوريين خصوصاً،
بغض النظر عن الحقيقة، بتورط عناصر من
حزب الله (وجنود إيرانيين) في قتل
المتظاهرين السوريين، كما تعقب
المنشقين واعتقالهم وقتلهم في لبنان. هنا تظهر الناحية
الثانية المرتبطة أيضاً بالسلاح
المقدم إلى حزب الله خلال حرب تموز (يوليو)
2006، إنما تحديداً في كون هذا السلاح هو
صناعة سورية وطنية كاملة. وتبدو الغاية
المقصودة هنا ليس أكثر من تحذير للخارج
من محاولة التدخل لوقف مجازر النظام،
لاسيما تلك المتوقعة انتقاماً لأعضاء
خلية الأزمة. فمثل هذا التدخل سيستجلب
صواريخ تصب على إسرائيل، تماماً كما
حصل في حرب تموز (يوليو). لكن هل يمكن أن
يفهم ذلك على أنه صفقة مبطنة يعرضها
حسن نصرالله وحزب الله بالوكالة عن
نظام الأسد، مضمونها: نحمي إسرائيل
مقابل حماية هذا النظام؛ أو بعبارة
أخرى، وكما قال ماهر مخلوف ابن خال
الرئيس، مع بداية الثورة، بأن أمن
إسرائيل من أمن الأسد؟ مؤسف ومخز ما وصل
إليه نصرالله الذي كان يوماً زعيماً
عابراً للحدود والطوائف باسم الحرية
والكرامة اللتين يطالب بهما أبناء
الشعب السوري أيضاً، لكن أمين حزب الله
يبارك قتلهم خونة وعملاء للإمبريالية
والصهاينة! manar.rachwani@alghad.jo ================= ياسر أبو
هلالة الغد
الاردنية 20-7-2012 ينتظر السوريين كثير
من الدموع والدماء، بعد كل تضحياتهم
التي زادت على خمسة عشر ألف شهيد،
وأضعافهم قضوا في مواجهات الثمانينيات.
فالنظام يفتقد العقل والخلق معا، وهو
لن يتورع أن يكرر مجازره في أي مكان،
فكيف وقد انتقلت المواجهات العسكرية
إلى قلب دمشق؟ وها هو سفيره المنشق في
العراق يخبرنا بأنه مستعد لاستخدام
السلاح الكيماوي. رحلة شاقة لكنها في
آخر محطاتها؛ فالجيش الحر يضرب في قلب
دمشق التي لم تكن يوما غائبة عن
الثورة، بل هي تنافس درعا في لحظة
البداية؛ فيها كانت أول مظاهرة في 15
آذار 2011، وفي درعا سال أول الدم في 18
آذار 2011. وبموازاة ضربات دمشق، يضيق
الخناق الدولي على عنق بشار، ولم يعد
العالم قادرا على تحمل "الفيتو"
الروسي، وسيبدأ تحركا دوليا آخر بمعزل
عنه. وإيران تحاول بكل الطرق فتح حوار
مع المعارضة، وخصوصا مع الإخوان
المسلمين، تحضيرا لاستبدال الأسد الذي
أيقنت أنه لن يكمل العام، حسب ما صرح
قاسم سليماني، المسؤول عن سورية
ولبنان والعراق وفلسطين في الحرس
الثوري، لقادة حزب الله. في الأثناء التي
يحاول الإيرانيون تقليل خسائرهم "لساحة
أساسية من ساحات الصراع مع العدو
الصهيوني"، تسعى روسيا إلى رفع
سعرها. وهي ستبيع بشار لكن ليس بأبخس
الأثمان. ذلك كله ليس مهما؛
المهم هو الصمود الملحمي لشعب سورية،
وإبداعه في الثورة سلما ومقاومة مسلحة.
وشعب كهذا لن يهزم، ولولا وجود إسرائيل
على حدوده لنجحت ثورته في الأشهر
الأولى. كل سوري يدرك أن دماء أبنائه
تسفك بسبب تمسك إسرائيل بنظام الأسد
الذي لن يوجد من يحمي حدود إسرائيل
مثله. ويدرك السوريون أن إسرائيل
وحلفاءها يريدون تدمير سورية قبل
التغيير، حتى تنشغل بنفسها ولا يكون
لها دور فاعل مستقبلا. دمشق تتحرر، ومن يملك
العاصمة يملك سورية. وبإمكان العصابة
الحاكمة أن تهرب إلى الجبال، لكنها لن
تجد مكانا لها في دمشق. ليس مثل أهل دمشق
يشعرون بالاغتراب في ظل النظام
الطائفي الشمولي، وقد تعرضت مدينتهم
للاغتصاب والتشويه في ظل سياسة منهجية
ظاهرها الاشتراكية والعدالة، وباطنها
حقد طائفي وطبقي. ولم تسلم حتى جامعة
دمشق العريقة من التطييف البغيض. تلك
الجامعة التي خطب عصام العطار فيها بعد
انقلاب البعث في العام 1963، في نبوءة
تصف اللحظة الراهنة: "إنّني أُعلن
لكم، ولشعبنا كله، بغاية الصراحة
والوضوح، رفضيَ لهذا الانقلاب، ولأيّ
حكم دكتاتوريّ عسكريّ أو مدنيّ ينشأ
عنه، واستمساكي بالحكم الديمقراطي
الدستوري. وأقول لأصحاب الانقلاب
القائم ومَنْ وراءهم، ولكل مواطن عاقل
شريف: إنّ الذين يسلبون شعوبهم حريّتها
وإرادتَها وقرارَها، يسلبونَها
روحَها وحياتَها وكرامَتها وقدرتَها
على التحرّر والتقدّم وبناء أيّ
مستقبلٍ كريم، ويقتلونَها، ويقتلون
حاضرَها ومستقبلها، وإن ادّعَوْا -واهمين
أو كاذبين مخادعين- أنهم يُريدون لها
الحياة". تحققت نبوءة العطار، لكن
أهل دمشق قادرون على تصحيح التاريخ.
وقريبا، ستتزين المرجة للفاتحين
المحررين، ولا عزاء لأيتام بشار. yaser.hilila@alghad.jo ================= ما
هو وجه سوريا الجديد؟ * باتر محمد علي
وردم الدستور 20-7-2012 بشكل حتمي يتسارع
منحنى التغيير في سوريا بعد وصول
القتال إلى دمشق، والضربة النوعية
الهائلة في قتل نخبة صناعة القرار
الأمني في النظام السوري. واهم من
يعتقد أن النظام السوري سيبقى أكثر من
بضعة اسابيع بالحد الأقصى، وعلى
الجميع منذ الآن الاستعداد لمرحلة ما
بعد نظام الأسد بكافة تداعياتها
والسيناريوهات المتوقعة منها. منذ بداية الثورة
السورية لم يكن الرهان على الدعم
الخارجي كبيرا لأن الثمن باهظ ولأن
الاهتمام قليل بعكس ما حدث في ليبيا،
وكان واضحا أن الشعب السوري والفئات
التي قررت التسلح منه هي التي سوف تدفع
الثمن الأكبر في عملية إسقاط النظام
الذي استباح كافة المحرمات الأخلاقية
والإنسانية في جرائمه ضد شعبه.
العاملان الأساسيان كانا وصول
الانتفاضة إلى دمشق وهذا ما تأخر لمدة
450 يوما، وانشقاق عدد كبير من الضباط
المؤثرين وتزايد قوة وتسليح الجيش
الحر وهذا ما يحدث حاليا. بالنسبة
للتدخل الخارجي فلن يحدث لأن بقاء نظام
الأسد أكثر سلامة لدى القوى الغربية
وحتى إسرائيل من قيام نظام مجهول
المعالم، وكذلك الحال لمعظم الدول في
المنطقة. باستثناء إيران ذات
الدعم الطائفي، وروسيا والصين فقد
النظام السوري كل قنوات الاتصال مع
العالم ولم يعد خطابه البائس حول
المؤامرة الخارجية الإمبريالية
الصهيونية...الخ يجدي نفعا أمام حمام من
الدم جعل كل ما ارتكبته إسرائيل في
جرائمها ضد الفلسطينيين واللبنانيين
لا يقارن بالمذابح التي ارتكبها
النظام السوري ضد شعبه. ما يحدث حاليا
في سوريا هو بوابة مفتوحة على التغيير
ولكن التخوف هو من العواقب. السؤال الأول والأهم
هو حول الجهة التي ستمسك بمقاليد القوة
بعد السقوط الحتمي لنظام الأسد. الجيش
السوري الحر هو الذي يقود المعركة
حاليا على الصعيد العسكري وهنالك ايضا
المجلس الانتقالي على الصعيد السياسي
وليس واضحا مدى التنسيق بين الطرفين في
كيفية إدارة مرحلة ما بعد السقوط.
احتمال آخر قد يزداد منطقية هو قيام
انقلاب عسكري من داخل مؤسسة الجيش (يفضل
أن يكون سنيا-علويا مشتركا) يزيل فيه
نظام الأسد وعصابته الطائفية ويسيطر
على الأمن وربما يتفاوض مع الجيش الحر
ومع المجلس الانتقالي لضمان الأمن. الخوف الأكبر هو من
الفوضى الأمنية ومن عمليات انتقام
واسعة ضد العلويين نتيجة إرث 40 سنة من
القمع الطائفي الذي وصل ذروته في
الأيام والاسابيع الماضية، وكذلك
انتشار السلفيين الجهاديين على
الأراضي السورية. سيكون من العجيب أن
حكومات دول مثل إيران والعراق قد تنقلب
مواقفها تجاه سوريا بعد سقوط النظام
وتفضل وجود سلطة مدنية سنية أفضل من
فوضى تنتشر فيها الجهادية السلفية
السنية. بالنسبة لنا في
الأردن، كانت إدارة الأزمة مع سوريا
متميزة إذ وضعت الأردن في موقف سليم
أخلاقيا وسياسيا بحيث تم الدمج ما بين
دوره في منح المساعدات الإنسانية
للأشقاء السوريين وحماية المصالح
الأردنية من خلال الحد المطلوب من
الاتصال الدبلوماسي مع النظام السوري
وعدم السماح بعمل عسكري من الأراضي
الأردنية ولكن في نفس الوقت بقاء
الجاهزية الأمنية والعسكرية قائمة في
حال حاول النظام السوري نقل الأزمة إلى
الخارج. وجه سوريا سيتغير،
ونتمنى أن يتحول إلى دولة مدنية
ديمقراطية مستقرة لجميع مواطنيها كما
يستحق الشعب السوري بعد عقود طويلة من
الاستبداد والفساد. batirw@yahoo.com التاريخ : 20-07-2012 ================= سلطان الحطاب الرأي الاردنية 20-7-2012 يجب أخذ كلام الملك
عبد الله الثاني حول الأسلحة غير
التقليدية في سوريا بجدية كما يجب
التوقف عند دعوة رئيس الوزراء فايز
الطراونة بخصوص الحالة السورية
وامكانية الحل السياسي بعد وقف نزيف
الدم لأنه من المستحيل الذهاب الى
الحوار الآن بعد أن تخطى
النظام بدمويته والمعارضة
بتسليحها كل الخطوط الحمراء وقد يكون
المطلوب احداث تغييرات أساسية في بيئة
النظام الحاكم قبل التوجه لحل سياسي ..فمن
ينقذ سوريا من التفتت والدم اولاً أما بخصوص المقتلة
الاخيرة وتصفية رموز عسكرية وأمنية
اساسية فإن السؤال يبقى معلقاً الى
فترة قد تطول قبل العثور على اجابة له.. من قتل القيادة
العسكرية والأمنية السورية هكذا «قلم
قايم» ودفعة واحدة طالت أعلى الرؤوس
وأكثرها مسؤولية عن الذبح وقيادة
القتال وتصفية الثورة التي سميت بأزمة
لاكثر من سنة ونصف؟؟ وسؤال معترض هل جرى
الاستفادة من المعلومات التي سرّبها
مناف طلاس؟ وهل كان هروبه بداية
التصفيات؟ هل القتلى كانوا يجتمعون
لمواصلة القتال أم لاعادة انتاج موقف
آخر بعد أن اقتربت العقوبات الدولية
وتكثقت بعد المذبحة السورية الأخيرة
في بلدة التريمسة؟.. اين ماهر الاسد ؟ هل
له علاقة بالمذبحة؟ ولماذا الانشقاق
في الفرقة الرابعة المكلفة بحراسة
الرئيس والقصر والنظام ؟ هل هو انشقاق
قائم من الخلاف في معالجة القضية
السورية بين متطرف وأشد تطرفاً؟.. أين الرئيس الأسد من
ذلك ؟ لماذا لم يظهر؟ ولماذا لم يكن
ماهر الأسد في الاجتماع ؟ هل انشق ماهر
الأسد عن شقيقه وكان قتل القادة
العسكريين والأمنيين هو أولى ثمار
الانشقاق الذي سوف يظهر في الأيام
القادمة؟ وإلا لماذا جرى الاعلان
فوراً عن العملية ونتائجها؟ ما
المقصود بذلك؟ والذين سقطوا قتلى هل هم
جماعة الرئيس بشار أم جماعة ماهر
الأسد؟ هل كانوا بصدد انقلاب أم بصدد
ارتكاب المزيد من المجازر؟ أين جسم
العملية..صور المبنى..صور الجثث
والاصابات وكيفية القتل وتفاصيله من
وجهة نظر النظام وليس الثورة أو
بياناتها المتناقضة؟ هذه عملية حاسمة
وصفها الملك عبد الله بأنها ضربة قوية
للنظام.. نظام بشار الآن يفقد
أحد أبرز أذرعته بل ذراعه الرئيس في
أقرب الحلقات اليه وردات الفعل التي
قامت بعد قتل القادة الأربعة ومن معهم
من مرافقين وحراس ومستشارين واتباع قد
يصلون الى (22) شخصية منها ما هو مهم انما
هي نزعة الموت أو ردته التي ستخبو الآن
بعد يومين أو ثلاثة..فالنظام فقد
الكثير والتداعيات ستحسم حالة
المترددين من القادة والمسؤولين
وسيبدأ «كر المسبحة» من السياسيين
وأعضاء القيادات القطرية والقومية
والسفراء وحتى الوزراء .. القيادة السورية
بدأت بالانهيار والبرجوازية والتجار
وطبقة النظام في دمشق وحلب سوف تبدأ
اعادة قراءة حساباتها فورا اما
الاصوات التي ما زالت تعزف معزوفة
النظام من الوجوه التي ادمنت الظهور في
الفضائيات ووسائل الاعلام فقد عرفنا
مثلهم اثناء نظام القذافي حيث التشبث
بالقشة والغرق مع الغريق .. ربع الساعة الأخير من
حياة النظام والتي قد لا تمتد الى بعد
عيد الفطر هي الاخطر . فقد يقوم بضرب «هواة
المقفي» قد يستعمل اسلحة فتاكة ضد شعبه
.. قد يصدّر ازمته الى دول الجوار
ويفتعل صراعا، لذا وجب الاستعداد
والتأهب والتأكد ان الاطفائية جاهزة
لاخماد النار . ورد كيد المعتدي
وعدوانه ان حصل !! ================= عبد الباري
عطوان 2012-07-19 القدس العربي
استخدام الصين
وروسيا حق النقض 'الفيتو' ضد مشروع قرار
تقدمت به بريطانيا الى مجلس الأمن
الدولي يعطي النظام السوري مهلة لمدة
شهر ونصف الشهر لسحب اسلحته الثقيلة من
المدن والاّ اخضاع الأزمة السورية تحت
البند السابع من ميثاق الامم المتحدة،
هذا الاستخدام يؤكد مجددا ان الدولتين
ملتزمتان كليا بدعم هذا النظام،
وانهما تملكان ثقة عمياء بقدرته على
الاستمرار في السلطة، وربما سحق
الثورة المسلحة التي تريد الاطاحة به. لا نعرف من اين جاءت
هذه الثقة، والأسباب التي تدفع روسيا
والصين الى استخدام الفيتو ثلاث مرات
في اقل من عام، خاصة ان التفجيرات
والهجمات التي تشنها قوات الجيش
السوري الحر وصلت الى قلب العاصمة
دمشق، بما في ذلك مراكز امنية
استراتيجية مثل مقر مجلس الأمن القومي. لا بد ان الروس
والصينيين يملكون معلومات غير تلك
التي تبثها محطات التلفزة العربية،
حول بدء العد التنازلي لسقوط النظام،
والاّ ما كانوا اتخذوا هذا الموقف الذي
اغضب 'أصدقاء سورية' بزعامة الولايات
المتحدة الامريكية ومعظم الدول
العربية، وقرروا دعم نظام على وشك
الانهيار، فلا نعتقد انهم على هذه
الدرجة من الغباء. أن يأتي هذا الدعم
بعد اغتيال ثلاثة جنرالات من ابرز
اعمدة النظام، وفي عملية اختراق
نوعية، وداخل مقر مجلس الامن القومي،
فهذا قد يفسر على انه نوع من الانتحار
الاستراتيجي، اللهم الا اذا كان
النظام نفسه هو الذي اقدم على تخطيط
عملية الاغتيال هذه، وبالتالي تنفيذها
كضربة استباقية لإحباط محاولة انقلاب
دبرها هؤلاء، بالتعاون مع قوى غربية
لإطاحة رأس النظام وبعض الموالين له. الضربات الاستباقية
من اختصاص حزب البعث بفرعيه في العراق
وسورية، فالرئيس العراقي صدام حسين
اقدم على تصفية خصومه عام 1979، وبعضهم
من اعضاء مجلس قيادة الثورة ومن اقرب
المقربين اليه، بحجة تآمرهم عليه مع
القيادة السورية في حينها. ' ' ' الفيتو الروسي ـ
الصيني المزدوج قد يؤدي الى تفاقم
الأزمة وتصعيد الحرب بالوكالة التي
تزداد اشتعالا يوما بعد يوم بين انصار
امريكا وحلفائها العرب (المعارضة)،
وبين النظام المدعوم من روسيا والصين
الى جانب ايران وحزب الله وبعض دول
تكتل البريكس، خاصة بعد اعلان
الولايات المتحدة عن موت مهمة كوفي
عنان، وتصميمها على العمل بشأن الأزمة
في سورية خارج اطار مجلس الأمن الدولي. عندما تقول الولايات
المتحدة انها ستعمل خارج اطار مجلس
الامن فإن هذا يعني ان لديها خطة جاهزة
في هذا الإطار، لأنها تعرف مسبقا ان
المندوبين الروسي والصيني يقفان حجر
عثرة في طريق اي عمل تحت مظلة الشرعية
الأممية، ولذلك فإن السؤال هو حول
نوعية هذا العمل الامريكي المتوقع
وطبيعته. الإدارة الامريكية
لم تكشف اوراقها في هذا الإطار، ولكن
تزايد الاحاديث عن مخاطر المخزون
الهائل من الأسلحة الكيماوية السورية،
وامكانية وقوعه في ايدي تنظيمات
متشددة مثل تنظيم القاعدة، او نقل بعضه
الى حزب الله اللبناني قد يسلط بعض
الاضواء على الخطط الامريكية المقبلة. العاهل الاردني
الملك عبدالله الثاني حذر في مقابلة مع
محطة 'سي ان ان' امس من وقوع الترسانة
الكيماوية السورية في ايدي تنظيم 'القاعدة'،
الذي بات يوجد بقوة على الاراضي
السورية، واكد وجود معلومات قوية لديه
تؤكد هذا الوجود. ومن المفارقة ان
تصريحات مماثلة لتصريحات العاهل
الاردني صدرت امس عن باتريك فانتريل
المتحدث باسم الخارجية الامريكية ،
وتزامنت في الوقت نفسه مع تقارير
صحافية امريكية قالت ان امريكا
واسرائيل تبحثان القيام بهجوم عسكري
للسيطرة على مخزون الاسلحة الكيماوية
السورية، في حال انتشار حالة الفوضى،
وللحيلولة دون حصول جماعات اسلامية
متشددة عليها. ايهود باراك وزير
الدفاع الاسرائيلي تجول يوم امس على
طول الحدود السورية، واعرب عن مخاوفه
من نقل النظام السوري اسلحة كيماوية
ومعدات عسكرية ثقيلة الى حزب الله في
لبنان، وقال ان اسرائيل قلقة من حال
الفوضى الزاحفة الى سورية. نخلص من كل ذلك الى
القول بأننا قد نفاجأ في الايام او
الاسابيع او الاشهر القليلة المقبلة
بهجوم امريكي ـ اسرائيلي على سورية تحت
عنوان او ذريعة تأمين اسلحة الدمار
الشامل في حوزتها، في تكرار للسيناريو
الامريكي في العراق. هذه الترسانة
الكيماوية السورية هي ملك للعرب
جميعا، وليس للنظام السوري، وهي
موجودة في الاساس كقوة ردع في مواجهة
اي هجوم اسرائيلي بأسلحة نووية او
اسلحة كيماوية تزدحم بها الترسانة
العسكرية الاسرائيلية. وربما يفيد
التذكير بأن الدول العربية لم تستخدم
مطلقا اي اسلحة كيماوية ضد اسرائيل،
بما في ذلك حزب الله اللبناني، وما حدث
هو العكس تماما، اي ان اسرائيل هي التي
استخدمت قنابل الفوسفور الابيض
الحارقة ضد العزّل والاطفال اثناء
غزوها لقطاع غزة في نهاية عام 2008. ' ' ' الشعوب العربية، او
معظمها، تقف مع الشعب السوري الذي
يطالب بأبسط حقوقه المشروعة في
الكرامة والتغيير الديمقراطي، في
مواجهة نظام ديكتاتوري قمعي، ولكن
عندما يكون خيارها بين هذا النظام وغزو
اسرائيلي ـ امريكي لسورية فإن الوضع قد
يختلف كليا، ولا نعتقد ان الشعوب
العربية قاطبة التي عارضت بشدة غزو
العراق، ستقبل بتكرار السيناريو نفسه
في سورية وبمشاركة اسرائيلية غير
مسبوقة فيه. الاوضاع في سورية، بل
وفي المنطقة بأسرها، تنزلق نحو
سيناريوهات خطرة للغاية، واحتمالات
الحرب الاقليمية، بل وربما الدولية
العظمى، باتت الاكثر ترجيحا. سورية
غرقت في الحرب الاهلية، وفي طريقها
للانتقال الى حرب اقليمية تمهيدا لحرب
عالمية موسعة تشمل المنطقة بأسرها. من الصعب الجزم بأن
من تورطوا في ملف الأزمة السورية سواء
النظام بقمعه وحلوله الامنية الدموية،
اوالدول العربية الداعمة لتسليح
الثوار، او القوى الخارجية في
المعسكرين الغربي او الشرقي، التي
تخطط وتدعم وتسلح بشكل مباشر او غير
مباشر، قد توقعوا جميعا هذا التدهور
الخطير والنهايات المفتوحة على كل
الاحتمالات. ابواب جهنم قد تفتح على
المنطقة انطلاقا من سورية، نقولها وفي
الحلق مرارة، وفي القلب خوف بل رعب مما
يمكن ان يترتب على ذلك من كوارث يصعب
التنبؤ بها. ================= د. عبدالوهاب
الأفندي 2012-07-19 القدس العربي
(1) لم يكن العقلاء
يحتاجون إلى تأمل ما وقع في دمشق من
نوازل أمس الأول لكي يتخيلوا المصير
الأسود الذي ينتظر بشار الأسد وحاشيته
وأزلامه. ولكن الواقعة التي حصدت في
لحظة رؤوس وأقطاب 'الحل الأمني' (أو
الإجرامي بالأحرى) تستحق التأمل، حتى
لمجرد النظر في عجز قادة الأجهزة
الأمنية عن حماية أنفسهم، فضلا عن
حماية النظام المتهاوي. ولكن العبرة
الأهم هي للدول الأخرى والأنظمة
الشبيهة الباقية، لأن وقت العبرة
لنظام الأسد قد فات. (2) بالنسبة لدولة تعتبر
فيها الأجهزة الأمنية الحاكم بأمره،
وتتحكم في كل أمر وشخص وشيء بدعوى
الحفاظ على أمن النظام، فإن الفشل، حتى
في أبسط المهام، له دلالات بعيدة. ففي
العشرين من مايو الماضي، أوشكت بعض
قيادات الجيش الحر أن تكشف أسرار هذه
العملية حين أعلنت عن تنفيذها ومقتل
نفس هذه الشخصيات. وعندها لم تفعل
الأجهزة الرسمية شيئاً سوى نفي الخبر،
ووصفها الشبيح الإعلامي إياه بأنها
فكرة 'أبعد من الخيال'. ولو كانت هناك
أجهزة أمنية احترافية، لكانت استقصت
حول هذه المسألة وتساءلت عن مبعث ثقة
الجيش الحر في مصادره. ولكن... (3) مهما يكن فإن الحل
الإجرامي لم يكن جريمة في حق الشعب
السوري فحسب، بل وكذلك في حق أنصار
النظام، لأنه سيودي بهم إلى التهلكة.
يكفي أن نستقرئ تطور الأحداث حتى هذه
الساعة، حيث بدأت الأزمة الحالية
بتحرك لأطفال قاموا بكتابة شعارات على
الجدران في درعا، وانتهت اليوم بوقوف
ثوار مسلحين على أعتاب القصر الرئاسي
في دمشق. فإذا كان هذا هو 'الحل'، فكيف
تكون المشكلة؟ فحتى من وجهة نظر
النظام، فإن ما يقوم به لم يحقق شيئاً،
بل العكس. فالأخبار تنقل كل يوم انتقال
الصراع إلى مناطق جديدة، وتجدده في
مناطق كان الجيش الرسمي قام باقتحامها.
فكم مرة سمعنا باقتحام الرستن وإدلب
ودوما، إلخ؟ (4) كان من المفترض أن
يدرك من بيدهم الأمر في سورية الطريق
المسدود الذي قادتهم إليه هذه
السياسات، وبالتالي التخلص ممن تولى
كبر هذه السياسات قبل أن يهلك الجميع.
وقبل ذلك كان ينبغي للعقلاء أن يتعظوا
بمصير سابقيهم، وينظروا كيف كانت
عاقبة المجرمين. ولكن يبدو والله أعلم-
أن الكتاب سبق على هذه الفئة، وأحاطت
بها خطيئتها فلم يعد لها من المستنقع
الذي أردت نفسها فيه مخرج. ولكن، هل
يتعظ الآخرون ممن ما زالوا ينتظرون
الدور؟ (5) في عام 2008، عين
الاتحاد الافريقي 'لجنة حكماء' لمعالجة
قضية دارفور برئاسة رئيس جنوب افريقيا
السابق تابو امبيكي، وعضوية رئيسين
سابقين، هما عبدالسلام أبوبكر من
نيجيريا وبيير بويويا من بوروندي.
وبخلاف أمبيكي، فإن كلا الرئيسين
السابقين جاء إلى السلطة عبر الجيش،
واختار في النهاية تسليم السلطة
لحكومة منتخبة. وكنتيجة لهذا، أصبح كل
هؤلاء مكان احترام محلي ودولي، بحيث
أصبحت توكل إليهم المهام الصعبة.
فلنقارن هؤلاء مع أمثال بن علي ومبارك
والقذافي، ممن قرروا التشبث بالسلطة
حتى الموت، فكان مصيرهم التشريد
والقتل والسجن، وقبل ذلك وبعده احتقار
العالمين. (6) ماذا ياترى كان يضير
هؤلاء لو قال قائلهم وهو يخرج إلى
الشعب: 'لقد حكمت هذه البلاد عقوداً
طويلة، واجتهدت وسعيت في خدمة الشعب.
وقد تقدمت بي السنون، واشتعل الرأس
شيباً، والأمر إليكم فانظروا من
تختارون لخلافتي. فالبلاد بحمد الله
عامرة بالمصلحين، غنية بالقدرات
والمواهب.' فلو اتخذ الزعيم هذا
الخيار، لخلد اسمه في المحسنين، ولغفر
له الشعب ما ارتكب في حقه من كبائر. ولو
زاد فسادهم في تأمين سلاسة انتقال
السلطة عبر ترتيبات تتضمن الحوار بين
القوى السياسية، والتوافق على دستور
يوحد الناس ويضمن الحقوق، ويحقق
الاستقرار، فسيكون محل الاحترام
والتقدير كحكيم من الحكماء. فهل الأفضل
لمبارك اليوم مقامه في السجن، أم أن
يكون رئيساً سابقاً محترماً موقراً؟ (7) هذا الأمر ينطبق على
الأسر الحاكمة في البلدان العربية،
فهي كذلك بالخيار بين أن تتحول إلى
ممالك دستورية، كما هو حال العائلات
المالكة في أوروبا وتايلندا وغيرهما،
وبين أن تواصل احتكار السلطة والنضال
من أجل ذلك، وبنتائج معروفة، ومآلات لا
تغيب عن عاقل. (8) ولكن الأحوج إلى هذه
الموعظة هي الأنظمة التي بدأت تواجه
سلفاً تحدي الانزلاق نحو الهاوية، كما
هو الحال في السودان والبحرين، وإلى
درجة أقل الأردن والجزائر. فمن الحكمة
في هذه الدول ألا ينتظر القادة الوصول
إلى نقطة اللاعودة حتى يبدأ التحرك نحو
الإصلاح. فمن يصل إلى المرحلة التي
وصلها الأسد، لا يمكن أن يقبل منه صرف
ولا عدل. فلو أن الأسد أعلن اليوم
تنازله على السلطة فوراً، ورد كل ما
سلب وذووه من مال إلى الشعب، وصرح
بالتوبة والاستغفار، لما أنجاه ذلك من
غضبة الشعب. ولكنه لو كان وفى بوعوده
التي بذل حين وصل إلى السلطة، لكان
شأنه اليوم شأنا آخر. (9) كنا نرجو ونأمل أن
تدرك التوبة كذلك قيادات حزب الله، ممن
كانوا بدورهم من ضحايا التعامل مع هذا
النظام. فربما كان لهم بعض العذر فيما
مضى، حين كان جرائم النظام مستورة
نوعاً ما، وإن لم تكن خافية على الله
تعالى، ولا عن قيادات تتعامل مباشرة مع
الأجهزة الأمنية. ولكن بعد أن ظهر لكل
ذي عينين أن إجرام الأسد وشيعته قد
تجاوز كل حدود، وشهدنا كيف أنه لم
يتورع عن كبيرة، ولم يعد له من سند من
خلق أو شعبية، فإن التضامن معه يصبح
تضامناً مع الإجرام. أما حين نسمع من
زعيم الحزب خطاباً يصف فيه كبار
المجرمين بأنهم رفاق سلاح، ويصنفهم من
الشهداء، وهو يعلم ونعلم حجم ما
ارتكبوا من جرائم، فإننا لا نملك أن
نقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، ونرجو
ألا يحشر مع هذه الزمرة يوم القيامة،
فإن المرء مع من أحب. ================= هل
هي مؤشرات صفقة سرية بين روسيا وأمريكا
وإسرائيل ضد سوريا؟ د. عبد
الواسع الحميدي 2012-07-19 القدس
العربي ما الذي يجعل روسيا
تساند نظام الأسد ضد ثورة شعبية؟ لماذا
تخلت عن نظام صدام حسين بسهولة على
الرغم انه كان من أقوى حلفائها في
المنطقة ومرتبطة معه بمصالح اقتصادية
بمليارات الدولارات؟ لماذا سلمت نظام
القذافي بطريقة غير متوقعة مع أنها
كانت لها مصالح اقتصادية كبيرة معه؟...ما
الذي تبدل في الموقف الروسي لكي يصمد
بجانب بشار الأسد في مواجهة الرأي
العام الدولي والعربي والسوري مع أن
مصالحها الاقتصادية مع سوريا اقل من
مصالحها التي كانت مع العراق وليبيا؟
هل هو فخ وضع لروسيا لكي تخسر ما تبقى
لها من ارث الاتحاد السوفيتي في
المنطقة العربية؟ إذا كان الأمر كذلك
هل السياسة الروسية بهذه السذاجة حتى
يبتلعها فخ دون أن تتفطن إليه؟ استبعد
هذا الأمر لأن روسيا تدرك العالم الذي
تتعامل معه،وليس الساسة الروس مبتدئين
لكي يتعثروا في فخ منصوب ...ثم الم يكن
الأفضل لروسيا لو كانت فعلا تهتم
بالشأن السوري وتراعي مصالحها الظاهرة
كما نقرأها نحن العرب وفقا لما يسوقه
الإعلام الروسي أن تنصح الأسد بسلوك
اقرب الطرق وأسهلها لتحقيق تطلعات
الشعب السوري بالتغيير بما يكفل بقاء
مقدرات سوريا فاعلة وبالذات العسكرية
منها؟وتجنيبها مأزق حرب تستنزف مستقبل
سوريا كما هو قائم حاليا ؟ الم يكن مثل
هذا الموقف كفيل بإبقاء المصالح
الروسية مصانة مع النظام السوري
الجديد؟ علامات الاستفهام
كثيرة حول الموقف الروسي وهذا لا يعني
تنزيه مواقف الدول الأخرى وبالذات
أمريكا المناهضة لنظام الأسد منذ مدة
طويلة فمواقفها معروفة ولا تحتاج الى
تفسير لسلوكها الحالي الذي يبدو في
ظاهره مساند للثورة السورية وفي باطنه
تاريخ طويل من العداء.. في حين أن السلوك
الروسي مريب سواء كان ذلك لسوريا كشعب
أو لبشار كنظام. فالجميع الآن يحلل من
خلال الصورة الظاهرة لكن لا يفترض أن
الظاهر في السياسة هو المخادع أو
المحتال وهي الغالبة في السياسة
الروسية والغربية... دعونا نختبر ذلك،
إذا أخذنا الموقف الأمريكي من الثورة
المصرية كمقـــــياس يـــمكن البناء
عليه لتحليل الموقف الروسي من نظام
بشار لوجدنا أن الـــسياسة الأمريكية
لم تعاد ثوار مصر بالقدر الذي لم تساند
فيه بــــقاء حسني مبارك مع أن هذا
الأخير كان من اخلص أصدقائها في
المنطقة لكنها دعته إلى تحقيق تطلعات
الشعب المصري واستطاعت أن تحتوي
المتغير في مصر وتحافظ على مصالحها على
الأقل لحد الآن. لماذا لم تسلك روسيا
هذا الطريق مع بشار الأسد إذا كان لها
مصالح حقيقية مع الشعب السوري؟ الم اقل
أن الموقف الروسي مريب؟ نعم انه مريب
لأنه لا يوجد دليل واحد يجعلنا نصدق أن
روسيا ستصمد للنهاية مع بشار، أو أن
أمريكا ومريديها سينتصرون للثورة.. ألا
تجعلنا هذه الريبة نرجح مسالة وجود
صفقة سرية بين كل من روسيا والولايات
المتحدة وإسرائيل وربما دول أخرى...
جوهرها إسقاط نظام الأسد بطريقة
تدريجية لا تربك المنطقة ليس خوفا على
المنطقة وإنما لإعادة صياغة مصالحهم،
إذ أن ترك بشار وحيدا يواجه خيار
السقوط الحتمي ستكون له مخاطر جمة،قد
تدفعه لاستخدام كل أسلحته لإشعال
المنطقة برمتها، والعالم غير مهيأ
لهذا المعطى، إذاً فإن مساندة روسيا
للأسد ستكون في هذه الحالة ذات بعد
ظاهري في حين أنها بالعمق لممارسة دور
مزدوج احدهما تقليل مخاطر انزلاق
المنطقة عبر التحكم بقرارات النظام
السوري من خلال تلك المساندة التي تأتي
في وقت تخلى عنه العالم، ولنا أن نتخيل
حجم الجميل الذي سيطوق رقبة بشار تجاه
روسيا ،الأمر الذي سيتيح للأخيرة
توجيه قرارات النظام السوري لأنها
ستكون محل ثقته بما يتيح لها تهيئة
الأرضية لهبوطه بعد أن تكون غنائم
المنطقة قد تم تحديد مآلها ، بالمقابل
يقوم الطرف الأخر المعادي ظاهريا
لروسيا باحتواء اندفاع الثورة بالصورة
التي تمكنه التحكم بطبيعة وشكل النظام
البديل . وإذا لم تكن هناك
مقدرة على التحكم بالنظام البديل فإن
إفقاده أدوات القوة سيكون هام وحيوي
وبالذات العسكرية، عبر تأجيج الصراع
بين الطرفين عوض بذلهما جهودا للحل
وفقا لتطلعات الشعب السوري بالحرية
والعدالة لأن الحل على هذه الطريقة لن
يحقق الغرض الذي يسعى له الطرفان روسيا
وأمريكا، هل لمستم جهودا للحل؟ لا. لأن
المطلوب من وجهة تلك الأطراف ليس تحرر
السوريين إنما إضعاف النظام الجديد
عبر الزج بالنظام الحالي بمقامرة
الحرب المدمرة للجيش السوري وتمزيق
النسيج الوطني السوري مع كل قطرة دم
تسيل تحت تأثير وهم المساندة الروسية
الخادعة التي ستجعل الطرف الآخر يلجأ
للتسلح دفاعا عن النفس وبالتالي توسيع
دائرة التدمير لسوريا وسيجد من يمد له
العون، تخيلوا بعد ذلك أي نظام يستطيع
لملمة الجراح وحل التناقضات الداخلية
التي أنتجها بالضرورة بشار الأسد
ونظامه، بل كيف يمكن تخيل مستقبل نظام
بشار بعد كل هذه الدماء؟ وماذا تريد
روسيا أن تحققه عبر دعمها نظام الأسد ؟
. أظن أن ما تسعى له روسيا لا يختلف عن
ما تطمح له أمريكا وإسرائيل فجميعهم لا
يخشون فقط من إغراق المنطقة بأنظمة
إسلاموية إنما يحاولون ترتيبها جذريا
وفقا لما يحقق مصالحهم. إن أسوأ الاحتمالات
لإمكانية بقاء هذا النظام تعني انه
سيكون بقاء الضعيف الهزيل المدان
داخليا وخارجيا، ونظام مثل هذا لن يفيد
روسيا إطلاقا ولن يفيد سوريا ذاتها. سوريا جديدة يتم
بلورتها بالتواطؤ مع أن بشار يدرك ذلك
أو دون أن يدرك، معزولة عن محيطها
منشغلة بمشاكلها وجراحها معلقة
بالخارج أكثر من تعلقها بعروبتها كما
يريد الشعب السوري وكما تطمح ثورته. قد يخطر سؤال حول
موقع إيران من هكذا احتمال؟ أقول انه
بالقدر الذي يحضر التأثير الإيراني في
سوريا أو على روسيا فإنها بالضرورة
ستكون ضمن مواضيع تلك الصفقة. لا احد ينكر على
الشعب السوري ثورته الصادقة التي تكاد
تكون الأكثر إلحاحا من مثيلاتها في
البلاد العربية، لكن التباسات الموقف
الروسي المريبة لا توحي بالبراءة...قد
يقول البعض أن مثل هذه الصفقة مستحيلة
بالصورة التي ذكرناها ،ثم ما الذي يجعل
روسيا تمارس هذا الدور؟ أقول أن روسيا
اليوم ليست الاتحاد السوفييتي في
الخمسينات أو السبعينات، كما أن مسائل
الصفقات السرية في العلاقات الدولية
ليست حديثة بل قديمة ومستمرة، هل
تتذكرون اتفاقية سايكس بيكو الشهيرة؟
ثم دعونا نستحضر دورها في العراق، وفي
ليبيا، فروسيا حاولت أن تكرس في
سياستها الخارجية الجانب النفعي فقط
القائم على الصفقات السريعة العالية
المردودية ذات الطابع السري... الم
تستخدم ذلك في العراق؟ الم يحدث في
ليبيا؟ اذاً ما الذي يمنع تكراره إذا
توفرت المغريات فالمهم بالنسبة للغرب
استدراك التحكم بمسار التحولات في
المنطقة وسوريا تتيح مثل هذا
الاستدراك خاصة إذا استحضرنا نظرية
الأقطاب الموجبة والسالبة في العلاقات
الدولية، فمن زاوية المصالح الغربية
فان تجاذب الأقطاب بين نظام مصر الجديد
ونظام سوريا القادم خطر على
استراتيجيات الغرب في حين أن التنافر
هو الذي سيحقق جزء من تلك الإستراتيجية. وإذا عدنا إلى مفاجأة
الثورة التونسية ثم انتقالها السريع
إلى مصر بصورة لم تمكن بعض الأطراف
الغربية من فهم المتغير أو التنبؤ به
فإن تلك الأطراف حاولت أن تتلافاه في
ليبيا واليمن، اذاً كيف سيكون الأمر مع
سوريا هل سيشبه اليمن أم ليبيا؟ لاشك
انه ليس هذا أو ذاك فسوريا مفتاح في
مسار الشرق الأوسط وبالتالي ستطرح تلك
الأطراف سؤالها المتوقع ما العمل
والبديل المحتمل للأسد هم الإخوان
المسلمون. في حين أن الأخوان يحكمون
مصر ويهيمنون في تونس، لنتخيل
قليــــــلا أو لنفترض أن الأخوان
المسلمون اعتلوا هرم السلطة في سوريا
وتسلموا جيشا بكامل مقدراته والشعب
محتفظ بتعايشه مع اعتلاء إخوان مصر
للسلطة كيف سيكون انعكاس ذلك على
المنطقة؟ تخيلوا انتم؟ وتخيلوا ردة
فعل بعض الدوائر الإقليمية والدولية؟
هل تعتقدون أن الروس لا يخشون الأخوان
المسلمون؟ تجربتهم في أفغانستان قريبة
وفي الشيشان لا زالت مستمرة ... لا أريد
أن اذهب في مزيد من الافتراضات لكن أي
متابع يلمس أن الموقف الروسي بدأ حالة
الهبوط التدريجي فهو الآن يتحدث عن
حوار غير مشروط في سوريا وفي الكواليس
عن إمكانية إجراء انتخابات وفق
اشتراطات بما يعني تنحي الأسد ،ماذا
حقق؟ لن أتحدث عن حزب الله وحماس فهما
ايضا مرتبطان بما ذكرناه وكلاهما غير
مرحب بهما في الغرب وروسيا. أومن قطعـــياً أن
نظام الأسد زائل بالقدر الذي أدرك فيه
أن السلوك الروسي ملتبس فلا هو موقف
ولا هو دور معلن انه سلوك غامض ستبدأ
تجلياته في الفترة القادمة راقبوا
السلوك الروسي بدقة. ' أستاذ جامعي متخصص
في القانون الدولي والعلاقات الدولية ================= عيون
وآذان (أي تغيير لن يتوقف عند الحدود) الجمعة ٢٠
يوليو ٢٠١٢ جهاد الخازن الحياة منذ عقود والنظام
السوري يستهدف خصومه. لم يتعوَّد أن
يكون الهدف، وأن تنجح عملية تفجير في
قتل بعض أهم أركان النظام. أزعم أن النظام
السوري لا يملك القدرة على الرد. لا
توجد أهداف في صفوف المعارضة بحجم داود
راجحة وآصف شوكت وحسن التركماني ومحمد
الشعار. حتى لو وُجِدَ مثل هذه الأهداف
لما استطاع النظام قتلها، لأن
المعارضة منقسمة على نفسها، وأركانها
لن يوجدوا تحت سقف واحد كما وُجِد رجال
النظام حول طاولة في غرفة في مبنى
الأمن القومي. كنت بعد مذبحتَيْ
الحولة والقبير كتبت في هذه الزاوية أن
النظام وصل الى نقطة اللارجوع مع
المعارضة، فالمواجهة المسلحة ستنتهي
بفائز وخاسر. اليوم أستطيع أن أقول
إن النظام سيخرج خاسراً في النهاية،
فإيران لن تفرض على السوريين نظاماً لا
يريدونه، والفيتو الروسي والصيني في
مجلس الأمن من دون فعالية على أرض
الواقع السوري. لا أعرف متى سيسقط
النظام، وهل سيكون ذلك بعد يوم أو شهر،
فأنا لا أملك كرة بلورية، ولا أحد
يملكها ليعرف المستقبل. وفي حين نعرف
جميعاً أن محمد بن عبدالله بن
عبدالمطلب آخر الأنبياء والمرسلين،
فإن في الصحافة العربية عدداً من «الأنبياء»
الذين نسمع «نبوءاتهم» بعد الحدث
والواحد من هؤلاء توقع سقوط حسني مبارك
باليوم والساعة والتفاصيل المملة،
وكان توقع قبل ذلك سقوط معمر القذافي
وكيف سيعذّبه المسلحون، وطريقة
استعمال العصا في تعذيبه. لا أملك مثل هذه
القدرة، ولكن أستطيع أن أبدي رأياً على
أساس التطورات الأخيرة هو أن الوضع في
سورية خرج عن نطاق السيطرة، من دون أن
نحتاج الى وزير الدفاع الاميركي ليون
بانيتا ليؤكد لنا ما هو واضح كشمس
الظهيرة. أرجو لسورية
مستقبلاً أفضل مما رأت في نصف القرن
الأخير، وهذا ليس صعباً، ثم أرجو أن
يقوم فيها نظام متنوّر، ولا يهمني بعد
ذلك أن يكون إسلامياً أو علمانياً أو
خليطاً من هذا وذاك. سورية تستطيع أن تصبح
سنغافورة الشرق الأوسط، كما كتبت في
هذه الزاوية يوماً، ولم أكن صاحب
الفكرة الأصلية، وإنما سمعت شرحاً لها
من الصديق نمير قيردار، رئيس بنك
الاستثمار انفستكورب، وهو من أنجح
رجال المال والأعمال العرب. كل المطلوب
هو حكم قانون مستقل ولا فساد. الصديق
الآخر، السياسي والمفكر الجزائري محيي
الدين عميمور كان الوحيد بين 20 مسؤولاً
عربياً سألتهم قرب نهاية السنة
الماضية هل يسقط بشار الأسد وقالوا نعم
واختلفوا على التاريخ وهو قال لا، وطلب
أن أعيد عليه السؤال عندما تثور دمشق
وحلب، وقد فعلتا الآن. طبعاً أي تغيير في
سورية لن يتوقف عند حدودها، وإنما
سيؤثر في لبنان والعراق والأردن
والمنطقة كلها، ومرة أخرى أجد أن
التغيير يمكن أن يتطور إيجابياً في
لبنان فتتقدم السياسة على السلاح، و «حزب
الله» مثلاً بدأ حركة مقاومة ضد
اسرائيل والتفَّ حوله أكثر
اللبنانيين، وانتهى حزباً سياسياً
قاعدته من الشيعة وحدهم. ولعل إغلاق
أنبوب المساعدات الايرانية عبر سورية
سيعيد «حزب الله» حركة مقاومة لها
قاعدة شعبية عريضة في لبنان وخارجه. العراق سيكون تحت ضغط
لخفض تعاونه، بل حلفه غير المعلن، مع
ايران، فالنظام الايراني، على رغم
صبغته الدينية، فارسي النزعة ينطوي
على أحلام امبراطورية مستحيلة، وهو قد
ينتهي كالنظام السوري إذا لم يتدارك
الأمر بالكفِّ عن محاربة جيرانه
والعالم. ولا بد من أن النظام
في الأردن سيتنفس الصعداء، فيتوقف سيل
اللاجئين، وينتهي التهديد الأمني
الدائم عبر الحدود، وتُستأنف العلاقات
الاقتصادية في بلدين يكمِّل أحدهما
الآخر. ما سبق يذكرني بالحلف
الاقتصادي الذي أطلقه رجب طيب أردوغان
مع سورية ومصر، ثم رأى أحلامه
الاقتصادية تتحول الى كوابيس. إحياء
هذا الحلف ممكن مع النظام الجديد في
مصر ونظام جديد في سورية. ما أستطيع أن أقول
اليوم بثقة ومن دون حاجة الى كرة
بلورية، هو أن علاقات أي نظام سوري
قادم ستكون أفضل وأوثق، وأكثر فائدة
للطرفين، مع دول الخليج العربي ومصر،
وأكثر توتراً مع اسرائيل، فالصمود
والتصدي والمقاومة كانت خطابية فارغة
من أي محتوى. في غضون ذلك، لا أريد
شخصياً سوى حفظ الدم السوري، فهو أهم
لي من الأنظمة كلها. (رحم الله اللواء عمر
سليمان. سأكتب عنه الأسبوع المقبل بعد
أن أجمع أوراقي الخاصة عنه المتناثرة
بين بيروت ولندن). =================== الجمعة ٢٠
يوليو ٢٠١٢ حسام العيتاني الحياة خطران كبيران حملهما
خطاب السيد حسن نصرالله أمس الأول:
صدوره من خارج سياق الراهن العربي.
ومحاولته اخراج جزء كبير من
اللبنانيين من نسيجهم الاجتماعي
التاريخي. جاء الكلام المتوتر
والانفعالي من مكان يبعد كثيراً عن
الهموم العربية الحالية. لقد تجاهل
الاستبداد والقهر والديكتاتوريات
العسكرية وفشل التنمية في العالم
العربي بأسره والبطالة والهجرة، أي
مجمل الأسباب التي فجرت الثورات من
تونس الى اليمن والبحرين. وانكفأ الى
تفسير ثنائي للعالم المنقسم بحسبه بين
خير وشر، وبين غرب (يضم اسرائيل
والانظمة العربية) وشرق مجهول
العناصر، وبين شتامين ومصفقين، بين
مقاومين وخونة، من دون ان يكلف صاحب
الكلام نفسه عناء التدقيق في
التعقيدات الشديدة للمجتمعات العربية
التي تتجاوز أزماتها الصراع مع
اسرائيل او الاستلاب للغرب. وتنطوي الرؤية هذه
على إهانة للشعوب العربية المتطلعة
الى غد افضل والتواقة الى كسر كل انواع
القيود المكبلة لها، ومن بينها قيود
الاحتلال الاسرائيلي والتبعية
لأميركا. فالشعوب العربية في حساب
نصرالله تقاد بواسطة الألاعيب
الاميركية والاسرائيلية وليس من عاقل
واحد من بين هذه الملايين التي نزلت
الى الشوارع في القاهرة وتونس وبنغازي
وتعز وصنعاء وحمص ودمشق، ينتبه الى ما
يقول السيد عن المؤامرة الاميركية
المسماة «الربيع العربي». إن اعتقاداً كهذا
يبخس أيما تبخيس وعي الشعوب العربية
وقدرتها على تحديد مصالحها ورسم
مستقبلها ويردها الى سوية القطيع
المنتظر للقائد الملهم والمستبد
العادل الآتي من وراء الحجب (أو على متن
الدبابات «الممانعة»، لا فارق)، ليقود
الشعوب التائهة الى جنة الانتصارات ضد
العدو الاسرائيلي. والانتصارات هذه لا
تُصنع إلا على أيدي «قادة» من صنف آصف
شوكت وحسن توركماني وداود راجحة. فهل
يتوقع ممن اعتُقلوا وعُذبوا واهينت
كراماتهم من لبنانيين وسوريين
وفلسطينيين على ايدي عسس هؤلاء
وجنودهم ومن هم من طينتهم، ان يصدقوا
هذا الكلام؟ أي استخفاف بالعقول ابعد
من هذا؟ الخطر الثاني في كلام
نصرالله، هو سعيه الى رفع سور يحيط
بالجماعة التي يقود ويدعوها الى
الانخراط في صراع أبدي مع «الغرب»
واسرائيل والانظمة العربية. صراع لا
تفسير له في عالم السياسات والمصالح
والعلاقات الدولية والاجتماع سوى نزعة
الشر المحض التي تحرك قوى هذا العالم
الذئبي المتوحش وتدفعها الى الهيمنة
على بلادنا وثرواتنا ومقدساتنا. وعلى
الجميع الثقة بـ «قيادة المقاومة»
المرشدة لنا في زمن الانتصارات هذا، من
دون اعتبار لما يقرره اصحاب القضية،
الفلسطينيون، وخياراتهم وما يمكن ان
يطرأ من تعديلات على اولوياتهم. يظهر هنا الوجه
الصريح بل الفج للخطاب الطائفي. وجه
اللاعقلانية وأسطرة التاريخ والسياسة
واحالتهما الى أقدار يرسمها الغيب. ولا
خلاص للمؤمن فيها ومنها إلا بالاحتماء
بعباءة الجماعة وسلاحها. ومما يدل على
ذلك، تلك الفكرة الغريبة عن «ميثاق شرف»
تتولى فيه كل طائفة إسكات الصحافيين او
الكتّاب او المحرضين من ابنائها الذين
يسيئون الى الطوائف الأخرى. بكلمات
ثانية، لا مكان للتعبير عن الرأي ولا
للحرية الفردية اذا خالفت قوانين
الانتظام الطائفي. وبداهة، لا يحق
التساؤل عمن يضع هذه القوانين ومن
يستفيد منها ومن يدير العلاقات مع
الطوائف الأخرى وكيف. ومؤسف جداً هذا
الانحياز الى جانب الطغاة العرب،
ومؤلم ذاك الاستسلام لرؤية ضيقة قرر
أصحابها مواجهة التاريخ وشعوب المنطقة
بأجساد جماعاتهم التي قد تتشارك في
خسائرها مع باقي ابناء المنطقة، إذا لم
تُعد النظر في المسارات التي تُدفع
اليها دفعاً. =================== هل تغير
موسكو سياستها بعد تفجير دمشق؟ الجمعة ٢٠
يوليو ٢٠١٢ رغدة درغام الحياة تسارع التطورات
النوعية والحاسمة على الساحة السورية
أعاد اللاعبين الدوليين إلى طاولة رسم
الاستراتيجيات، بعضهم حائراً وبعضهم
غاضباً والبعض الآخر متلهفاً للحصاد
أو للتأقلم مع الأوضاع الجديدة. روسيا
تقف في واجهة الهزيمة والإهانة
الممزوجتين بالحيرة. صعوبة الخيار بين
المجابهة والمواجهة من ناحية وبين
صفقة أضعف مما ساومت عليه قبل أحداث
اليومين الماضيين قد يجعل الدب الروسي
أكثر عنفاً في مواقفه وهو ينتفض غاضباً
في ما يعتبره إهانة وهزيمة قومية. إنما
الواقعية السياسية لدولة كبرى مثل
روسيا قد تقودها إلى الكف عن الرهان
الخاسر وإلى التوقف عن مساومات لربما
انتهى مفعول بعض أوراقها. كل شيء وارد
الآن بما في ذلك بطلان كل ما يتطرق إليه
هذا المقال بسبب التحول الميداني الذي
قد يأخذ الأمور إلى «معارك حاسمة»، كما
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي
لافروف، أو إلى انشقاقات في الجيش تحسم
بصورة غير متوقعة، أو إلى مفاجآت أكثر
دموية وباستخدام أسلحة غير اعتيادية،
أو إلى توصل القيادة الروسية إلى
الاستنتاج بأنه حان وقت «شد البراغي»
على الصفقة الكبرى بحلول سياسية. كل
شيء تغيَّر بعدما فجّر مسلح نفسه يوم
الأربعاء الماضي في مبنى الأمن القومي
قتل فيه صهر الرئيس آصف شوكت نائب وزير
الدفاع السوري وهو من أهم أركان
النظام، إلى جانب مقتل قياديين أمنيين
كبار بينهم وزير الدفاع داود عبدالله
راجحة ورئيس خلية الأزمة، وإصابة وزير
الداخلية وقياديين أمنيين آخرين.
الجميع يراقب رد فعل الرئيس السوري
وأركان النظام الآخرين ويراقب أيضاً
الموقف الإيراني من هذه التطورات.
الأنظار توجهت إلى الدول المجاورة
لسورية، لا سيما لبنان المنقسم في
موقفه من النظام السوري ومن إيران.
مجلس الأمن انحسر قليلاً في أعقاب
الحدث الضخم فأجّل ما كان يفترض أن
يكون جلسة تصويت على مشاريع قرارات
هدفها إحراج روسيا لتكف عن توفير الوقت
والذرائع للنظام في دمشق. إنها الآن
مرحلة التقاط الأنفاس في انتظار
القرارات والإجراءات الحاسمة. وموسكو
في الصدارة وتحت المجهر. ضخامة ما حدث في
تفجير مبنى الأمن القومي يكمن في كون
العملية «عملية داخلية» بمعنى أن
الخلل الأمني مكّن المعارضة المسلحة
من اختراق شكّل نقطة تحول. مثل هذا
التطور يشير إلى تفكك داخل النظام
وفقدان السيطرة داخل صفوفه.
الانشقاقات في صفوف الجيش تصبح في حالة
كهذه إفرازاً طبيعياً ينذر إما
بانقسام داخل مؤسسة الجيش، أو بإعداد
لانقلاب من داخل الجيش. السؤال البديهي
الأول يصب في اتجاه الرئيس بشار الأسد
ونوعية القرارات التي سيتخذها إزاء
هذه التطورات النوعية. فهذه ضربة مدمرة
للنظام أصابته في الصميم لا بد من أن
تكون أدت إلى سقوط المعنويات. بالطبع هناك كلام زعم
أن النظام القوي هو الذي قام بهذه
العملية ضد زمرة كانت تخطط لانقلاب.
ولقد كان تسرب كلام عن رغبة أميركية
ببقاء آصف شوكت كجزء من بقاء أركان
النظام في الحكم بعد تنحي ومغادرة بشار
الأسد السلطة والبلاد. وهذه التسريبات
لربما لها أثر على اقتناع البعض بأن
قصة القضاء على زمرة انقلابيين قد تكون
صحيحة. إنما هذه مجرد إشاعة - حتى كتابة
هذه السطور - الأرجح أن لا علاقة لها
بما حدث حقاً. لربما يتوصل الرئيس
الشاب إلى استنتاج بأن لا حاجة به إلى
أن يقف وحده شامخاً في وجه مصير رديء
إما على أيدي ثائرين غاضبين ينزلون به
ما أنزلوا بالزعيم الليبي معمر
القذافي ببدائية ودموية بالغة، أو
أمام محاكم دولية تتهمه بارتكاب جرائم
ضد الإنسانية. لعله يتوصل إلى قرار بأن
أركان النظام تتهاوى وأن الفرصة ما
زالت مؤاتية له ليغادر مع عائلته سراً
بأمان متنحياً عن السلطة كما فعل قبله
الرئيس اليمني السابق علي عبدالله
صالح. هكذا، يمكن أن يكون
بشار الأسد جزءاً من معادلة سياسية
يتفق عليها قادة الدول الكبرى تسفر عن
تغيير سياسي عبر عملية انتقالية تجنب
البلاد حرباً أهلية أو طائفية. هامش
المغادرة الآمنة بدأ يضيق وكذلك هامش
الإعفاء من المحاسبة. فإذا اتخذ بشار
الأسد هذا القرار، ليس أمامه وقت طويل
أو مساحة للمساومة. مثل هذا الخيار بات
آنياً، إذا كان له اتخاذه. إنما قد يقرر الرئيس
السوري أن هذا ليس وقت الحلول السياسية
وإنما هو وقت الحسم العسكري بأية وسائل
متاحة لديه، قصفاً بالطائرات كان أو
عبر أسلحة كيماوية. قد يرى أن ما حدث
مجرد محطة عابرة وأن الموازين
العسكرية لمصلحته ويقرر على ضوء ذلك أن
المستقبل له وليس عليه. قد يحسب
المواقف الروسية بأنها مظلة حماية له
ولنظامه وقد يقنع نفسه بما يتردد بأن
روسيا قررت أن سورية هي «إسرائيلها»
على نسق العلاقة التحالفية العضوية
بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وهذا
يعني أن بقاءه في السلطة بات حيوياً
لسياسة دولة كبرى مثل روسيا لأن تنحيه
يعني إحباط مشروع كهذا - إذا كان
واقعياً حقاً. واجب روسيا كدولة
كبرى هو ألا تخدع بشار الأسد وألا تخدع
الشعب السوري وتستخدمه كأداة انتقامية
تعويضاً عن إهانة وطنية أو هزيمة قومية.
فالقواعد الشعبية التي أشار إليها
سيرغي لافروف ليست جلية في دعمها
استمرار نظام بات في حرب مع نصف شعبه.
على الأقل التظاهرات الممتدة في جميع
أنحاء سورية المنادية بإسقاط النظام
هي أيضاً قاعدة شعبية. وإذا كان لافروف
يعتقد أن ما يحدث من سورية هو ثورة لا
شأن لمجلس الأمن بها، ليتذكر هو أيضاً
أنها ليست من شأنه وشأن رئيسه وشأن
روسيا، في هذه الحال. سيرغي لافروف
ديبلوماسي قدير لربما سقط في نشوة
السلطة فأصبح يتحدث بلغة متضاربة ليست
من مقامه ولا من مقام روسيا. بل إن
اللافت هو أن الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين ووزير خارجيته يتصرفان بقومية
روسية وليس بالضرورة بتفكير عميق في
المصلحة الروسية البعيدة المدى عندما
يفرطان في فن المساومة والانتقام.
بالطبع، لروسيا مطالب منطقية، ومصالح
حيوية، ومواقف احتجاجية لها مبرراتها.
لكن التعطيل في مجلس الأمن ليس سياسة،
ولا التكابر على انتفاضة شعبية سياسة.
الرهان على نظام يتهاوى ليس
استراتيجية تليق بدولة كبرى، لا سيما
إذا رافق ذلك 18 ألف قتيل. أمام القيادة
الروسية إما الإصرار على المواجهة
والمجابهة بما يترتب على ذلك من تكاتف
مع طرف في حرب أهلية ومن خسارة وزن
الدولة الكبرى في صوغ نظام إقليمي
جديد، أو أمامها الإسراع إلى الاتفاق
مع دول المنطقة والدول الغربية
الفاعلة كي لا تبقى خارج النظام
الإقليمي الجديد وتخسر كل ما كانت
ستجنيه في تلك الصفقة الكبرى. خروج الأمور في سورية
عن نطاق السيطرة أمر يقلق جميع دول
المنطقة والدول الأعضاء في مجلس الأمن.
التشرذم داخل النظام حدث والمعارضة
ازدادت ثقة بنفسها ويصلها السلاح. أمام
مجلس الأمن مسؤولية ضبط الأمور كي تتم
العملية السياسية الانتقالية المنظمة
وكي لا يخطر في بال المعارضة المسلحة
أن سورية باتت هدية جاهزة لمصادرة
الإخوان المسلمين لها وللمعارضة
المدنية التي بدأت التغيير. اللقاء بين الرئيس
الروسي فلاديمير بوتين ورئيس وزراء
تركيا رجب طيب أردوغان كان لافتاً حين
تحدث أردوغان عن المجازر غير المقبولة
وبجانبه بوتين في مؤتمر صحافي في موسكو.
كلاهما أكد أهمية ما تم الاتفاق عليه
في جنيف حول عملية سياسية انتقالية
منظمة وحول عدم عسكرة النزاع أو عسكرة
الحل. فمن بالغ الأهمية أن يكون هناك
إجماع على تفسير خريطة الطريق التي
أقرها اجتماع جنيف بلا المراوغة أو
المماطلة أو المكابرة التي ساهمت في
اللجوء إلى عملية عسكرية أمنية ضخمة
غيرت الموازين إذ أتت تلك العملية رداً
أيضاً على القيادة الروسية وليس فقط
رسالة للقيادة السورية. هذا الحدث لا بد أخذ
أيضاً بالقيادة الإيرانية إلى التفكير
في خياراتها التي باتت محدودة بعدما
بدأ تفكك النظام الذي شكّل لها نقطة
وصل مهمة. فانهيار النظام في دمشق
ستكون له إفرازات على طهران، داخلياً
وإقليمياً وفي مفاوضاتها مع الدول
الكبرى في الشأن النووي. تطورات سورية ستجبر
الجمهورية الإسلامية الإيرانية على
النزول من أعلى سلم المطالب والشروط
التي أملتها على الدول الـ5 + 1 بدءاً من
شرط البند الأول بإزالة العقوبات
وانتهاء بشرط الإقرار بدور محوري
ومركزي لطهران خارج حدودها وبالذات في
سورية. ثم إن الدول الأوروبية مضت
قدماً في تطبيق الحظر النفطي على إيران
فيما صعّدت الولايات المتحدة وحلفاء
لها توظيف التكنولوجيا التخريبية
لإفشال المشروع النووي الإيراني. حدث سورية الأخير
يضعف الأوراق الروسية التفاوضية في
الشأنين الإيراني والسوري. ما أصرت
عليه موسكو بالأمس ليس بالضرورة
وارداً اليوم. حتى رهان موسكو على ورقة
عدم استعداد الرأي العام الأميركي
للتدخل العسكري في سورية باتت ميتة
بعدما أخذ جزء من الرأي العام السوري
مصيره بيديه وقلب الطاولة على السياسة
الروسية. لربما تسجل الأحداث
انتكاسة محرجة تسبب الخجل للقيادة
الروسية وتدفعها إلى التطرف غضباً من
الهزيمة والإهانة. ولربما أيضاً تدفع
هذه الأحداث القيادة الروسية إلى أخذ
زمام الأمور كي تبقى راعياً من رعاة
الحل السياسي ولاعباً في صوغ النظام
الإقليمي الجديد. فهناك الكثير من
القواسم المشتركة بين روسيا والصين من
جهة والدول الغربية الأعضاء في حلف
شمال الأطلسي (ناتو) من جهة أخرى. صعود
الإسلاميين إلى السلطة قد لا يكون مصدر
قلق مشترك، إنما تفشي قوى الإسلام
المتطرفة - أو ما تسميه روسيا الإرهاب
الإسلامي - في جوار روسيا والصين ليس
مطلباً غربياً على رغم ما يجول في
أذهان الروس من استعادة ما فعلت واشنطن
في أفغانستان عندما صنعت الأصولية
الإسلامية هناك من أجل إسقاط الشيوعية
وبالذات الاتحاد السوفياتي. إنها مرحلة شد الحبال
وحبس الأنفاس ليس فقط في سورية
والمنطقة وإنما أيضاً في العلاقات
وموازين المصالح الدولية. =================== سوريا
في العلاقات التركية الروسية محمد علي
بيراند الشرق الاوسط 20-7-2012 اتجه رئيس الوزراء
التركي إلى موسكو أول من أمس، حاملا
معه ملفين. الأول والأضخم يتعلق
بالعلاقات الثنائية بين البلدين. أما
الآخر فمتعلق بالشأن السوري. افترض
العديد من الصحافيين أن تباين الآراء
إزاء الشأن السوري سوف يتحول إلى نوع
من النزاع، وأن القائدين سوف يتحدثان
عن بشار الأسد. تجذب أنقرة الانتباه
إلى حقيقة أن العلاقات مع الروس تتحول
تدريجيا من «علاقات مع جيران مخلصين
جدا» إلى «علاقات مع شركاء». بالتبعية،
تشكل القضايا الثنائية أهمية بالغة.
يقول مسؤول رفيع المستوى: «تحتل سوريا
جزءا صغيرا جدا من العلاقات التركية
الروسية».في واقع الأمر، سوف يحاول
أردوغان إقناع بوتين بشأن سوريا. وعلى
الرغم من ذلك، فإن الروس، في هذه
المرحلة، ليسوا مؤيدين للإطاحة بالأسد.
فضلا عن ذلك، فإنهم على وعي بأن الموقف
يزداد تدهورا. وعلى الرغم من ذلك فإنهم
سوف ينتظرون لفترة. فبالنسبة لهم، لا
تعتبر سوريا دولة يمكنهم فجأة أن
يديروا ظهرهم لها، أو يتركوا مصيرها
لما يأتي على لسان الولايات المتحدة.
إنهم لا يرغبون في خسارة مكانتهم كقوة
عظمى. بالنظر إلى الزيارة
من تلك الزاوية، يتضح أنها ستكون أكثر
نفعا للعلاقات الثنائية بين البلدين. ولا يزال من غير
المعلوم سبب سقوط الطائرة التي تحطمت
في سوريا. تحدث «المسؤولون» كافة، بمن
فيهم الأركان العامة، كثيرا جدا إلى حد
أن ذهن عامة الشعب بات في حالة من
التشتت الشديد. أضف إلى هذا الولع
الاجتماعي بـ«وضع نظريات مؤامرة»،
لتخرج الأمور بعد ذلك عن نطاق السيطرة.
وقد اكتسحت هذه الموجة من التشكيك شتى
أنحاء البلاد إلى حد أن لسان حال البعض
كان يقول «أعتقد أننا قد أسقطنا
طائرتنا ونلقي باللوم الآن على سوريا». أصدرت أنقرة تصريحات
غير مجدية على الإطلاق بهدف الإثارة.
ومع ذلك فإنك عندما تتحدث إلى أشخاص
راقبوا الحادثة عن كثب، تصل إلى مشهد
مختلف.. دعوني أشرككم انطباعاتي نقطة
بنقطة: لا تمتلك أي دولة
أجنبية أخرى معلومات بدرجة دقة
معلوماتنا. ولا تملك الولايات المتحدة
أو روسيا أو إسرائيل أي أدلة مادية.
ولدى القوات الجوية التركية تسجيلات
للطائرة في كل ثانية. وقد توصلت دول
أخرى إلى نتيجة بعد تحليل ما رأته في
راداراتها. لا تختلف السيناريوهات
التي توصلوا إليها عن تلك التي توصلت
إليها القوات الجوية التركية. بعبارة
أخرى، لا يجوز توجيه اهتمام للتصريحات
المعتمدة على الخارج المحملة بمعان. وقد قضت البيانات
التي تم جمعها حتى الآن والمحادثات
التي جرت بين الطيارين والمواقع
الرئيسية وبيانات الرادار والأجزاء
الخارجية من الطائرة على الاحتمالين
التاليين: - كانت هناك أسفل
الطائرة قذيفة موجهة. - تم قصفها من قبل
مدفعية مضادة للطائرات. أثناء رحلة الطيران،
كانت الظروف المناخية جيدة جدا. على
سبيل المثال، لم تكن هناك اضطرابات.
وإن حدوث مشكلات فنية تسببت في سقوط
الطائرة أمر غير وارد. الافتراض الوحيد
المتبقي هو أنها تعرضت لقصف من قبل
قذيفة موجهة بالحرارة. وبهدف الوصول
إلى نتيجة محددة، يجب إخراج الحطام
بأكملها على السطح، وسوف يتم ذلك
بنهاية أغسطس (آب). في حقيقة الأمر، ليس
من المهم معرفة كيف سقطت الطائرة، لأن
الحادثة قد وقعت بالفعل وأصبحت أمرا
واقعا. لن تتغير سياسة تركيا، بصرف
النظر عما إذا كان سقوط الطائرة قد حدث
نتيجة توجيه قذيفة أو نيران مضادة
للطائرات. يتم السعي لإيجاد إجابة عن
ذلك السؤال لإرضاء عامة الناس،
وبالطبع أيضا لمنع نظريات المؤامرة. تأكد من أننا قد
دخلنا في جدال عقيم لمدة 25 يوما. وإذا
ما كان المسؤولون في أنقرة، بمن فيهم
الأركان العامة، قد شكلوا قنوات اتصال
أفضل ولم يدلوا بتلك التصريحات غير
اللازمة والتي تعتبر في غير أوانها، لم
يكن عامة الشعب ليغرقوا في حالة من
الحيرة والشك إلى هذا الحد. أيا كان الأمر، فإن
الحادث أصبح الآن أمرا واقعا. وسوف
تظهر الحقيقة مع نهاية شهر أغسطس. * بالاتفاق مع صحيفة «حرييت
ديلي نيوز» التركية ============================= 2012-07-19 12:00 AM الوطن السعودية لم يتوقع المراقبون
أن تسير الأمور في سورية بهذه السرعة،
ذلك أن التفجير الذي استهدف مبنى الأمن
القومي في دمشق خلال اجتماع وزراء
ومسؤولي عدد من الأجهزة الأمنية،
عملية معقدة عند النظر إلى شدة
الإجراءات الأمنية وكثرة الحواجز التي
تحول دون الوصول إلى مكان بهذه
الأهمية، مما يدل على أن العملية كانت
من الداخل، أي من الحراسات، وفي ذلك
دلالة على تخلخل الولاء الذي يتشدق به
إعلام النظام، ويستخدمه مؤيدوه
الخارجيون إعلاميا وسياسيا، للترويج
لفكرة أن القسم الأكبر من الشعب السوري
مؤيدون للنظام، بينما تقول جميع
المعطيات غير ذلك. التفجير الذي ذهب
ضحيته وزير الدفاع داود عبدالله
راجحة، ونائبه رئيس الاستخبارات
العسكرية السابق وصهر بشار
الأسد آصف شوكت، ومعاون نائب رئيس
الجمهورية رئيس "خلية إدارة الأزمة"
حسن تركماني، يعني إنهاء ما كان يسمى
بـ "خلية إدارة الأزمة"، وهي
المسؤولة عن جميع العمليات العسكرية
التي استهدفت المدنيين في أنحاء سورية. هذه العملية النوعية
تعد أهم تقدم تحرزه الثورة السورية منذ
اندلاعها سلميا قبل ما يزيد على 15
شهرا، بل إنها تحول حقيقي في مسار
العمليات العسكرية المضادة للنظام،
بعد أن باتت الأمور على الأرض مهيأة
لمثل هذا التحول، عقب اندلاع القتال في
أحياء مهمة في دمشق منذ 4 أيام، مما جعل
قصر الرئاسة على مرمى البصر مما يحيط
به من عمليات. هذه التطورات تؤكد
على أن الجيش السوري لم يعد يسيطر
سيطرة حقيقية على الأمور، فضلا عن أن
الكثير من ضباطه وقياداته يبحثون عن
طرق آمنة للخلاص، ويخططون للانشقاق
بطرق تضمن سلامتهم وسلامة عائلاتهم،
وكل ذلك ينبئ بأن الأيام القليلة
القادمة ستشهد مفاجآت جديدة تزيد في
أسباب خلخلة النظام أمنيا، وقد تتحول
الانشقاقات الفردية إلى انشقاقات
جماعية تشمل وحدات عسكرية كاملة. إن رهان النظام
السوري على الحل العسكري العنيف كان
رهانا خاسرا منذ البدء الأول، لكن
العقل الحاكم في هذا البلد غير قادر
على استيعاب وسائل أخرى للحل، ولن يكون
قادرا، لأن تاريخه قائم على مثل هذه
الأساليب الدموية التي تجاوزتها
المرحلة، ونفت الثورات العربية جدواها. المعطيات كلها تشير
إلى "معركة دمشق"، فهل يطول أمدها
أم يقصر؟ الجواب مرهون بقدرة
المعارضة المسلحة على ترتيب صفوفها. ================= يوسف الكويليت الرياض 19-7-2012
هل تطور الأحداث في دمشق مقدمة لما
قبل حسم النهايات للنظام، خاصة وأن
استراتيجية الثوار سوف تدخل مرحلة حرب
الشوارع في مدينة مكتظة بالسكان وذات
جغرافية معقدة على أي سلاح تقليدي مثل
الدبابات وراجمات الصواريخ والمصفحات
وغيرها، ولعل ذكريات بورسعيد في مصر
أثناء حرب 1956م وكيف قهرت الغزاة (وستالينقراد)
في روسيا التي حسمت المعركة في
المقاومة ضد النازية، تعيدان الذكريات
لدمشق، وهنا ماذا سيكون خيار السلطة لو
حاصرت قوات الجيش الحر المواقع
الحساسة القريبة من قصر الرئاسة؟ نظام ينتحر لابد أن
يقود المعركة إلى حدود أخرى، فقد
يستخدم مخزونه من الأسلحة الكيماوية
في عملية إبادة شاملة، وهنا سيجري
السيناريو على موقف مختلف من التباطؤ
باتخاذ قرارات دولية من مجلس الأمن،
إلى تدخل مباشر، وسيكون الموقف الروسي
- الصيني ضعيفاً، ويعيد روسيا إلى واقع
جديد، فلا تستطيع أن تكون أمام إدانة
دولية في استخدام سلاح محرم، قادرة على
التبرير أو رفع الصوت أمام معارضيها،
وربما تواجه وضعاً عربياً يقتضي قطع
العلاقات معها، لأنها لا تستطيع حماية
دولة خارجة عن القانون.. بالنسبة لحكومة
النظام فالخيار قد يكون الهروب من دمشق
إلى مناطق أو منطقة توفر الحماية، لكن
أن تصبح العاصمة خارج السلطة،
فالتطورات اللاحقة ستعني المزيد من
المنضوين للجيش الحر، وفتح الطرق مع
دول مجاورة، وحتى في حال إغلاق
المنافذ، فإن تشتت الجيش النظامي بين
المدن والقرى الثائرة ستجعله غير قادر
على امتلاك الحركة، بل ان الدعم
الخارجي سيكون مستمراً، يضاف إليه
الانشقاقات التي ستحدث، والتي ستبقى
رافداً للثورة وجيشها، وانتقال السلطة
من العاصمة يعني تأكيد تراجعها
وهزيمتها مما يغري مدينة مثل حلب أن
تقتفي خطى العاصمة.. المعروف أن
العلويين، وقبل جلاء المحتل الفرنسي،
حاولوا إنشاء دولتهم على الساحل، وقد
يكررون الرغبة في إحداث تغيير جغرافي
يؤدي إلى تمزيق سوريا إلى دويلات، لكن
هل تركيا ستسمح بمثل هذه الدولة، لتكون
نواة لدولة كردية تتجه بنفس الأسلوب،
ثم كيف ستقبل واقعاً جديداً يخل بأمنها
من نظام ينشأ على قاعدة طائفية،
ومتحالف مع إيران وروسيا، ثم هل تقف
الدول الكبرى ذات المصالح
الاستراتيجية في المنطقة مع هذا
السيناريو، وكذلك إسرائيل التي تراقب
الأحداث بقلق مختلف، وما تأثير ذلك على
وحدة لبنان وأمنه؟! اسئلة لن تجد
الأجوبة، لأن طبيعة الصراع الداخلي
سيدفع بنفسه لتخطي الواقع وإدخال
القوى الخارجية بقوة قانون التصرفات
اللامقبولة من النظام نفسه للداخل
السوري، ولعل ما يعد من قرارات خارجية،
حتى لو ساد خلاف بين أطراف أعضاء مجلس
الأمن فالمداخل والمخارج كثيرة لتقرير
المصالح العليا وحمايتها. ================= من
الاشتباكات المتقطعة إلى القتال
المتواصل الثورة السورية...
بوادر الحسم في دمشق تاريخ النشر:
الخميس 19 يوليو 2012 الاتحاد أعلنت فصائل
المعارضة في سوريا أن المقاتلين
المناوئين للنظام السوري بدؤوا يطبقون
على العاصمة دمشق ويشتبكون مع قوات
النظام في الأحياء والمناطق داخل
العاصمة، وذلك وسط تساؤلات عن قدرة
الحكومة بسط سيطرتها على أرجاء دمشق،
التي بدأت تهتز تحت هجمات الثوار لليوم
الثالث على التوالي. فرغم القوة
العسكرية الكبيرة للنظام والعدد المهم
للجنود النظاميين المدججين بالسلاح،
يبدو أن الثوار تمكنوا من الحفاظ على
مواقعهم، والدفاع عنها بشراسة،
والسيطرة على عدد من الأحياء التي شهدت
أعنف المواجهات حسب ما ينقله أعضاء في
المعارضة. وتشكل المواجهات
الأخيرة التي اندلعت في أحياء العاصمة
السورية المرة الأولى، التي يشاهد
فيها سكان دمشق الثورة التي اجتاحت
مدناً ومناطق سورية أخرى تقترب منهم،
بل وتكسر سكينة دمشق بعد 15 شهراً على
انطلاق الثورة وسقوط أكثر من 14 ألف
قتيل، كما أن الجرأة التي أبدتها قوات
المعارضة في اشتباكاتها مع القوات
النظامية كانت لافتة للعديد من
المراقبين الذين استصعبوا على
المقاتلين المسلحين مواجهة قوات الجيش
النظامي المسلح على نحو جيد، والذي
يستخدم أسلحة ثقيلة، مثل الدبابات
والمدفعية والطائرات المروحية، لكن
ذلك لم يمنع على ما يبدو الثوار من
الزحف نحو العاصمة والاشتباك مع
النظام في عقر داره. وفي هذا السياق، يشير
العديد من المراقبين الذين تابعوا
الثورة السورية على مدار الأشهر
الماضية إلى الوتيرة المرتفعة للهجمات
التي ينفذها الثوار، مقارنة بالسابق
والعدد الكبير من الضحايا في صفوف
القوات النظامية قياساً إلى ما كان
عليه الحال قبل شهر فقط. ففي شهر يونيو، وصل
عدد المواجهات إلى مستوى قياسي بحوالي
256 مواجهة، أي بمعدل 8.5 مواجهة في
اليوم، وهو ما يؤكده "جيفري وايت"،
المحلل السابق في وكالة الاستخبارات
العسكرية الأميركية، مستخلصاً هذه
الأرقام من معطيات توفرها اللجان
التنسيقية للثورة السورية، بالإضافة
إلى ما توفره المنظمات الإنسانية التي
ترصد عدد الضحايا. ويضيف "وايت"
الذي يعمل حالياً باحثاً في معهد "واشنطن
لسياسة الشرق الأدنى" أن "المواجهات
بين الثوار وقوات النظام انتقلت من
مرحلة الاشتباكات المتقطعة إلى قتال
متواصل في المحافظات السورية الرئيسية"،
ولأول مرة أيضاً في مسار المواجهات مع
النظام أعلنت المعارضة عن إسقاط
الثوار لطائرة مروحية تابعة للجيش
السوري في حي "القابون" بدمشق،
وهو الخبر الذي نقلته وكالة "رويترز"
للأنباء ولم يتسنَ بعد التأكد من صحته،
وفي حال تحقق الخبر فإن ذلك يثير
العديد من الأسئلة حول القدرات
التسليحية الجديدة للثوار وما إذا
كانوا قد تلقوا شحنات من السلاح قادمة
من قطر، أو السعودية، لا سيما وأن
الثوار كانوا منذ فترة يستحثون الدول
المتعاطفة معهم على مدهم بالسلاح
الثقيل لمواجهة الآلة العسكرية للنظام
وحماية المدنيين. وفي هذا الصدد يقول
"وايت" إن قوات الثوار باتت أفضل
تسليحاً مما كانت عليه قبل أسابيع
قليلة فقط بكميات كبيرة من الذخيرة دلت
عليها الاشتباكات الممتدة مع قوات
النظام، والقدرة على خوض معارك طويلة
تستلزم وجود كميات كافية من الذخيرة،
هذا بالإضافة إلى ما لوحظ على الثوار
من امتلاكهم رشاشات حديثة وقذائف "آر.
بي. جي"، والنتيجة المباشرة لذلك،
حسب المراقبين، تصاعد عدد ضحايا الجيش
السوري خلال الأسابيع القليلة الماضية
إلى حوالي 150 بين قتيل وجريح في اليوم
الواحد، والأكثر من ذلك ما رصده
المراقبون من فعالية أكبر للثوار في
تدمير الآليات العسكرية التابعة
للنظام ومصادرة الأسلحة من القوات
الحكومية، أو المليشيات التي يستخدمها
النظام لاقتحام المناطق والأحياء
المناوئة له، ولعل ما يزيد من احتمال
وقوع مواجهة كبرى في الأيام القليلة
المقبلة، وقلق النظام مما يحمله
المستقبل إقدامه على تحريك قوات
عسكرية من مرتفعات الجولان إلى دمشق،
وذلك وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء
الفرنسية. وحسب المرصد السوري
لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا
مقراً له، يحاول الثوار الالتحاق
بدمشق للمساعدة في إنجاح المعارك التي
يخوضها البعض منهم في دمشق وتضييق
الخناق على النظام، وهو ما أكده نائب
القائد الأعلى للجيش السوري الحر في
مكالمة هاتفية من أن الاشتباكات
الأخيرة في قلب العاصمة ليست سوى بداية
الزحف الكلي على العاصمة، وانتزاعها
من يد النظام، وأضاف العقيد مالك
الكردي أن الاستراتيجية التي يعتمد
عليها الجيش الحر في هذه المرحلة "تقوم
على استنزاف القوات الحكومية،
والسيطرة على المقرات الرسمية
والأماكن الحيوية في العاصمة"، لكنه
في الوقت نفسه نفى تلقي المعارضة أي
نوع من أنواع الأسلحة الثقيلة. وفي ظل الضغوط التي
تواجهها الحكومة السورية سواء من
المجتمع الدولي، أو التحرك الميداني
المتصاعد للثوار الذين دخلوا دمشق
يتساءل العديد من المحللين عن قدرة
النظام على حماية نفسه وتحصين دمشق، بل
هناك من أثار سيناريوهات كارثية قد
يلجأ إليها النظام في حال اشتداد
الخناق عليه مثل استخدام ترسانته
الكبيرة من السلاح الكيماوي مثل غازي
السارين والخردل، ففي حوار أجراه
المنشق السوري والسفير السابق لدى
العراق، نواف الفارس، مع محطة "بي.
بي. سي" قال إن الأسد اليوم مثل "الذئب
الجريح" الذي قد يلجأ إلى الأسلحة
الكيماوية. وتأتي هذه التكهنات
وسط تقرير نقلته صحيفة "وول ستريت
جورنال" في الأسبوع الماضي من أن
سوريا بدأت تحرك ترسانتها الكبيرة من
السلاح الكيماوي؛ وفيما تفادى المتحدث
باسم البيت الأبيض، "جوش إيرنست"،
التعليق في مؤتمر صحفي عقده يوم
الثلاثاء الماضي على احتمال استخدام
الأسد للغازات السامة لمواجهة الثوار،
أكد من جانب آخر أن "ما يشاهده
العالم من ممارسات يقدم عليها نظام
الأسد هو في حد ذاته لا إنساني وهو كاف
لإثارة قلقنا". لكن رغم الخسائر
المهمة التي تكبدتها القوات النظامية
في الأسابيع الأخيرة ووصول الثوار إلى
دمشق والانشقاقات المتوالية في صفوف
النظام، يقر المسؤولون الأميركيون
والخبراء المستقلون أن نهاية النظام
ليست مؤكدة بعد، والسبب أن النظام نجح
حتى اليوم في الحفاظ على الفرق
العسكرية المهمة دون أذى، وبخاصة قوات
النخبة التي تهيمن عليها الأقلية
العلوية الموالية لعائلة الأسد. ويبدو أن العلويين
وباقي الأقليات الموالية للنظام تنظر
إلى الصراع على أنه مسألة حياة، أو موت
بالنسبة لهم بعدما ربطوا مصيرهم بنجاح
محاولات الأسد سحق الثورة عن طريق
القوة العمياء، هذا الأمر يؤكده
الخبير في شؤون الدفاع بمعهد الدراسات
الاستراتيجية والدولية، "أنتوني
كوردسمان"، قائلاً: "طالما قرر
النظام الاستمرار في السلطة فإن
الطريقة الوحيدة لذلك هي ضرب المقاومة
والتصعيد ضدها مهما كلف الأمر، فلا
وجود لمخرج سهل من هذه الأزمة"،
وربما لهذا السبب يواصل النظام دك
الأحياء المناهضة له حتى داخل العاصمة
والاستمرار في قصفها فيما يقوم الجيش
بنشر الآليات المصفحة والطائرات
المروحية في محاولة لاجتثاث الثوار من
تلك الأحياء. وتأكيداً لحدة العنف
والقصف المتواصل حملت المعارضة أشرطة
فيديو على الإنترنت تُظهر دخاناً أسود
كثيفاً ينبعث من حي ميدان الذي يعتبر
الأكثر تعرضاً للقصف في العاصمة دمشق.
ورغم التطورات المتلاحقة تظل رواية
النظام هي نفسه ترددها وسائل الإعلام
الرسمية التي وصفت ما يجري في دمشق على
أنه ملاحقة "المجموعات الإرهابية"
التي قامت، حسب وكالة الأنباء
السورية، بالهجوم على محطة لتحويل
الكهرباء في حي "القابون"، كما
نقل موقع إلكتروني موال للنظام مقتل
نائب قائد الشرطة في دمشق خلال
المواجهات بين الثوار في حي الميدان. وعلى الصعيد
الدبلوماسي، تواصلت محاولات المبعوث
المشترك للأمم المتحدة والجامعة
العربية إلى سوريا كوفي عنان بزيارته
يوم الثلاثاء الماضي إلى روسيا ولقائه
الرئيس بوتين، حيث عبر في ختام اللقاء
عن أمله في توافق أعضاء مجلس الأمن
الدولي على لغة واحدة حول الوضع في
سوريا، والتوصل إلى اتفاق بشأن قرار
دولي يسهم في حل الأزمة. وكانت كل من روسيا
والصين قد عطلتا قرارين سابقين في مجلس
الأمن، مع تخوف موسكو من تدخل عسكري
غربي على غرار ما تم في ليبيا، معتبرة
أن نظام الأسد ما زال يحظى بتأييد فئات
من الشعب، وبالتالي يتعين عدم الإطاحة
به من السلطة من خلال القوة. وتحذر روسيا أيضاً من
استفحال الأزمة، انطلاقاً من أن هذا
يفتح المجال للقوى الإسلامية المتشددة
من سيطرتها على الساحة، داعية الطرفين
معاً إلى وقف العنف. باباك ديجانبيش
وجوبي واريك بيروت ينشر بترتيب خاص مع
خدمة «واشنطن بوست
وبلومبيرج نيوز سيرفس» ================= علي حماده (مدريد) 2012-07-19 النهار كان من المقرر ان
احتفل ليلة امس في مدريد بالحلقة
الاخيرة لبرنامج "الاستحقاق"
الذي استمر اكثر من ثمانية اعوام
متتالية شكل خلالها منبرا اساسيا من
منابر الاستقلاليين في لبنان الذين
قاوموا الوصاية الاحتلالية، بدءا من
التمديد وصولا الى احتلال بيروت بغزوة
"حزب الله" وانقلاب القمصان السود
مرورا بالاغتيالات، ولكن الاحتفال
بالانتقال الى مواقع استقلالية اخرى
تحول احتفال زاوج بين انهاء برنامج "الاستحقاق"
والاحتفال المبكر بقرب نهاية النظام
في سوريا - فبين "زوايا ودوائر"
النهار و"الاستحقاق" الذي تحول في
السنة المنصرمة منبرا للثوار في
سوريا، يمكنني ان ارفع الرأس وانظر الى
السماء لاقول: انها عدالة السماء. انها عدالة السماء
لنا نحن الاستقلاليين اللبنانيين ان
نرى ثوار سوريا يهمون باقتلاع آخر
ديكتاتورية دموية مافيوية في هذا
المشرق العربي، من غير ان ينتظروا
قرارا من مجلس الامن، ولا تغييرا في
الموقف الروسي المشين، او حتى تدخلا
عسكريا من "الناتو". ان ثوار سوريا
يحررون بلدهم بأيديهم ويستحقون منا
جميعا ان نقف لهم اجلالا. ويستحقون من
شهدائنا في عليائهم تحية والف تحية: من
رفيق الحريري وجبران تويني وبيار
الجميل وسمير قصير وجورج حاوي وكل
رفاقهم في الشهادة الذين قضوا في
الصراع من اجل الحرية والاستقلال
والسيادة والعروبة المنفتحة. انهم
يستحقون من اول شهدائنا كمال جنبلاط
وردة حمراء كتلك التي دأبنا نضعها على
ضريحه منذ ثلاثة عقود ونيف، ومن بشير
الجميل ابتسامة، ومن المفتي حسن خالد
تبريكات وكذلك من كل الذين قضوا على
درب الحرية. بالامس انتقلت سوريا
من مرحلة الى مرحلة. فالتفجير الذي قضى
على مجموعة اساسية من اركان النظام
الامنيين والعسكريين اصاب نخاعه
الشوكي، وادى الى زعزعته بشكل
دراماتيكي لا لبس فيه، وسيشكل تاريخ
الثامن عشر من تموز ٢٠١٢
علامة فارقة اخرى في تاريخ سوريا،
باعتباره فتح الباب مشرعا امام مرحلة
السقوط النهائي لجمهورية حافظ الاسد،
وقد تأكد مع هذا الانفجار وتوسع رقعة
القتال في العاصمة وتضاعف حالات
الانشقاق في كل مكان، ان بشار الاسد
فقد كل سيطرة على سوريا، حتى على
المربع الامني المحيط به. اذا، نحن امام مرحلة
جديدة كليا عنوانها كيفية اسقاط
النظام بأسرع وقت ممكن وتجنيب البلاد
مزيدا من الدم، ولكن، كيف؟ هذا هو
السؤال! تسوية دولية تقضي بخروج عاجل
لبشار الاسد وبطانته ودخول فوري في
المرحلة الانتقالية، ام عمليات اخرى
للتخلص مما تبقى من الرؤوس الحامية في
النظام، ام انقلاب عسكري مفاجئ هدفه
انقاذ ما تبقى من الماكينة العسكرية
على خلفية الحفاظ على الاستقرار في
المنطقة؟ ================= الجيش
السوري من الجولان إلى دمشق!! * ياسر
الزعاترة الدستور 19-7-2012 يوم الثلاثاء
الماضي، وقف رئيس جهاز الاستخبارات
العسكرية الإسرائيلية (أمان) الجنرال
أفيف كوخافي أمام لجنة برلمانية في
الكنيست الإسرائيلي ليكشف عن “نقل
بشار الأسد كثيرا من القوات التي كانت
في مرتفعات الجولان إلى مناطق الصراع”،
قائلا إن الأسد “ليس خائفا من إسرائيل
في هذه المرحلة بل يريد أساسا تعزيز
قواته حول دمشق”. لا ننقل هذه المعلومة
التي نقلتها وكالة “رويترز” كي نشير
إلى تناقضات النظام السوري، ولا إلى
أولويات الصراع في عقول رموزه، فتلك
حكاية أخرى يتحدث عنها كثيرون كل يوم،
لكنا ننقلها كي نشير إلى تطور مهم بات
محور المتابعة السياسية خلال الأيام
الأخيرة، ويتمثل في انتقال الاشتباكات
من الأطراف إلى قلب العاصمة دمشق، مع
أن المعارك في المناطق المحيطة
بالعاصمة مما يعرف بريف دمشق، والذي
يُعد عمليا من العاصمة بعد تمددها، لم
تبدأ قبل أيام، وإنما منذ أسابيع طويلة. والحال أن الهدوء
النسبي في قلب المدينتين الكبيرتين (حلب
ودمشق) لا يعود إلى رضا السكان عن نظام
الأسد، ولا إلى انحيازهم ضد الثورة، بل
يعود بدرجة أساسية إلى الحضور الأمني
الكثيف فيهما، والذي يعني إطلاق النار
على أي تجمع حتى لو بلغ أربعة أشخاص كما
ذهب العميد المنشق مناف طلاس، من دون
أن يكون بوسعنا تجاهل التأييد الذي
يحظى به النظام من قبل الأقلية
العلوية، وبدرجة أقل المسيحية
والدرزية، وجميعها لها حضور في
المدينتين. يشعر المرء بالمرارة
وهو يتحدث عن معركة تحرير دمشق كما لو
كانت محتلة، وهو وضع اضطر إليه
السوريون اضطرارا بعد أن باتوا بالفعل
أسرى بيد نظام يرفض منحهم حريتهم التي
سرقها منذ عقود. إنه نظام لم يرقب
فيهم إلا ولا ذمة، وعندما خرجوا يطلبون
الحرية كما فعل إخوة لهم في عواصم أخرى
واجههم بالرصاص على نحو أسوأ من
المحتلين الصهاينة. ونعتذر للتشبيه،
لأن الصهاينة لم يقتلوا خلال
الانتفاضتين ما قتله النظام السوري
خلال عام ونصف. حمل السوريون السلاح
تحت وطأة الاضطرار؛ هم الذين خرجوا إلى
الشوارع يهتفون “سلمية .. سلمية”، كما
هتفوا للوحدة الوطنية “واحد واحد واحد
.. الشعب السوري واحد”، وكان طبيعيا أن
يتطور نضالهم يوما إثر آخر وصولا إلى
يحشر النظام في الزاوية الضيقة. لا حاجة لاستعادة
ملامح ترنح النظام التي تحصيها وسائل
الإعلام كل يوم، فما نحن بصدده الآن
يؤكد أن الحرية قد بدأت تدق أبواب
دمشق، وأن بشار الأسد يسمع بأذنيه من
شرفات قصره أزيز الرصاص وأصوات
التكبير التي يطلقها الثوار. في هذا السياق تشير
المعلومات الإسرائيلية التي تراقب
الوضع جيدا إلى أن الروس يستعدون
لإجلاء رعاياهم من سوريا خلال
الأسابيع القريبة، الأمر الذي يؤكد
أنهم باتوا على قناعة بسقوط النظام،
ولا ندري ما إذا كانت هذه المعلومات
سابقة على معارك الأيام الماضية في
دمشق أم قبلها، لاسيما أن الأخيرة قد
زادت المخاوف الإسرائيلية من سقوطه
بشكل أسرع. هنا ينهض البعد
السياسي الذي بدأ يتحرك سريعا من أجل
إنقاذ الوضع على الطريقة الإسرائيلية (إخراج
عائلة الأسد كما ذهب وزير الحرب
الإسرائيلي إيهود باراك)، والإبقاء
على النظام، وهو ذاته السيناريو
اليمني، أو خطة الحكومة الانتقالية
التي يروجها كوفي عنان. ويبدو أن زيارة
الأخير لروسيا والصين، ولقائه في
الأولى مع بوتين وليس لافروف إنما يشير
إلى شعور الجميع بضرورة التحرك لإنقاذ
الوضع، وهنا تحديدا يلتقي بوتين مع
الغرب وأمريكا التي لا تأخذ قرارا في
الملف الشرق أوسطي دون التشاور مع تل
أبيب. ما يأمله المخلصون أن
يتمكن الثوار من حسم المعركة في دمشق
قبل تمكن الدبلوماسية الدولية من
إحكام خطتها للمرحلة الانتقالية التي
تحدث عنها مناف طلاس أيضا، الأمر الذي
عزز بعض التكهنات حول خروجه المبرمج من
أجل لعب دور في المرحلة المذكورة. مساعي سرقة انتصار
الشعب السوري وفق الطريقة اليمنية،
دون استبعاد تدخل ما في اللحظة الأخيرة
يقيد خيارات السوريين، كل ذلك ينبغي
التصدي له من قبل قوى المعارضة، فالنصر
صبر ساعة، وساعات الأسد تقترب من
نهايتها كما تؤكد أكثر الشواهد. ولا شك
أن تصعيد العمل الشعبي وصولا إلى
العصيان المدني سيسرع الانتصار ويقلل
الخسائر. التاريخ : 19-07-2012 ================= منعطف
في تفجير دمشق وحرب شوارعها أيام حاسمة بعد
استهداف النواة الحاكمة روزانا بومنصف 2012-07-19 النهار تسارعت التطورات
الامنية في سوريا على نحو خطير بحيث لا
يمكن ان يبقى مسار الامور بعد تفجير
مبنى الامن القومي وانتقال المعارك
الى شوارع دمشق كما كان قبلها بل لعلها
تشكل منعطفا اساسيا في تحول مسار
الامور. اذ فجأة بدا الجدل الدولي بين
الدول الغربية من جهة وروسيا من جهة
اخرى حول اعتماد الفصل السابع وفرض
عقوبات دولية على النظام السوري او
الاكتفاء بالتمديد لمهمة الموفد
الدولي كوفي انان وخطته بمثابة جدل في
جنس الملائكة ولا قيمة له في السياق
الجاري فيما ينتظر المجتمع الدولي كيف
ستتطور الامور ميدانيا. وتقول مصادر
ديبلوماسية ان ما حصل في الساعات
الاخيرة يكتسب دلالات كبيرة علما ان
هناك تساؤلات جدية حول مدى اهمية
المسؤولين الذين قتلوا في التفجير
وموقعهم من النظام على رغم مسؤولياتهم
او مراكزهم المعلنة اي معرفة مدى قربهم
من القرار او عدمه اذ ليس واضحا اذا كان
جزءا من النواة الحاكمة قد هوى بهذا
التفجير ام لا، علماً انه ليس واضحا
بالنسبة الى البعض اذا كان آصف شوكت
قتل بالامس في التفجير ام انه قبل ذلك
حين شاع خبر تسميمه او اذا كان حافظ
مخلوف من ضمن من قتل. لكن ما حصل يوجه
رسالة قوية في اتجاهات عدة ولو انه ليس
كافيا لان يسقط النظام وان تسبب له
باهتزاز عميق ايا تكن اهمية
المستهدفين. فهو اولا رسالة قوية الى
داعمي النظام من الدول الكبرى وفي
مقدمها روسيا والصين ان هذا النظام بات
يفقد سيطرته على العاصمة وأهم المراكز
التي تحظى بحماية كبيرة. وان يكون
النظام عاجزا عن حماية اركانه يفيد
بانه بدأ يصاب باعطاب اساسية لا عودة
عنها. وبحسب هذه المصادر فان
التفجيرالذي استهدف مقرا امنيا واودى
باركان امنيين ربما يكون حاسما جنبا
الى جنب مع حرب الشوارع في العاصمة
السورية في دفع روسيا الى تغيير موقفها
علما انه لم يمض يومان فقط على اعلان
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف
قبيل لقائه الموفد الدولي كوفي انان ان
الرئيس السوري لن يرحل وهو لا يزال
يتمتع بدعم جزء كبير من الشعب السوري.
فروسيا في ضوء التطورات الاخيرة التي
تشكل منعطفا خطيرا في الأحداث قد لا
تكون ترغب في ان تكون الخاسرة الاساسية
كليا من خلال دعمها للنظام حتى اللحظات
الاخيرة وربما تتقدم من اجل المساعدة
عند هذا الحد بتقديم مخرج له في حال
باتت مقتنعة بان الحرب باتت في قلب
دمشق ولم تعد على ابوابها وان الاسد لم
يفقد سيطرته على معظم البلاد فحسب بل
انه بات يدافع عن المعقل الاخير والاهم
لسلطته اي العاصمة او ان تتقدم ايضا
بصيغة من اجل تطبيق ما اتفق عليه في
لقاء جنيف حول حكومة انتقالية بات
واضحا انها لا يمكن ان تحصل على البارد
بل في ظل وضع ميداني يحتم تنازل النظام
عما رفض التنازل عنه. فلا الفصل السابع
لا يزال هو المشكلة ولا ايضا خطة انان
التي فقدت غالبية بنودها صلاحياتها
ولم تعد صالحة في ضوء التطورات
الميدانية. وتعتبر هذه المصادر
ان التفجير الذي استهدف الامنيين يفقد
النظام ركائز اساسية يتكىء عليها في
مواجهته الثورة الحاصلة على الارض من
دون ان يعني انه سيسقط او ينهار في
الساعات او الايام المقبلة. لكن
انهياره بات محتوما او مكتوبا باحرف
كبيرة واضحة في ظل انشقاقات رمزية ولكن
مهمة حصلت اخيرا من القائد العسكري
مناف طلاس الى السفير نواف فارس كان
مغزاها ان القيادات السنية في الحكم
بدأت تسحب الغطاء السني عن النظام ،
هذا الغطاء الذي استند اليه حكمه وحكم
والده طوال اربعين عاما مما اشر الى
جملة انشقاقات حصلت ولا تزال على مستوى
عال. كما ان انتقال المعارك الى شوارع
دمشق سيصعب على النظام اعتماد
المواجهات العسكرية من عمليات قصف
وسواها كما حصل في بعض المدن والقرى
الاخرى ما لم يدمر العاصمة وانه وفي
حال عجزه عن اخراج الثوار من شوارع
العاصمة في خلال ايام فهذا يعني انه
اصبح بحكم المنتهي ويفضل ان يكون بدأ
التفاوض على مخرج له قبل ان تتفاقم
الامور جنبا الى جنب مع التفاوض على
مرحلة انتقالية. ولذلك تبدو الايام
المقبلة حاسمة في دلالاتها على اكثر من
مستوى. ================= زلزال
يضـرب دمشق * عريب الرنتاوي الدستور
19-7-2012 الثامن عشر من تموز،
يوم فارق في مسار الأزمة السورية
المشتعلة منذ ستة عشر شهراً، ضربة
قاصمة تعرض لها النظام ومؤسستاه
العسكرية والأمنية، لا نعرف حتى الآن
كيف ستكون تداعياتها وآثارها على
مستقبل المواجهة، والحقيقة أننا نجد
صعوبة في تتبع خيوط الحدث السوري،
فالإعلام السوري لا يغني ولا يسمن من
جوع ونهم للمعرفة، والفضائيات “إياها”
باتت جزءاً لا يتجزأ من “آلة الحرب
النفسية والدعائية” ضد النظام، لا
يمكن الوثوق بأخبارها ولا بتقاريرها،
نعم، لقد بتنا نهباً للفراغ الذي
يحيلنا إلى مزيدٍ من التشتت والالتباس. تفجيرات دمشق التي
استهدفت قلب النظام العسكري والأمني،
تعلن رسمياً ونهائيا، مرة واحدة وإلى
الأبد، فشل الخيار الأمني الذي اتبعه
النظام منذ اليوم لاندلاع الأزمة،
فالأمن الذي يعجز عن حماية نفسه وعقله
وقيادته، أعجز من أن يوفر الأمن
والاستقرار للشعب السوري، وأعجز من أن
يخرج بالبلاد من عنق الزجاجة، هذا درس
الأزمة السورية الأول، على أنه درس
عربي بامتياز كذلك. والتفجيرات في دمشق،
التي أعقبت يومين من القتال المتنقل
بين أحياء العاصمة وحواريها، تشي بأن
الأزمة في سوريا قد تخطت كل الحلول
السياسية والدبلوماسية، هي الحرب
المفتوحة التي لن تنتهي إلا بقاتل
وقتيل، غالب ومغلوب، لقد “فات القطار”
على الدبلوماسية وحلولها ومبادراتها
وموفديها، الصوت الآن للسلاح، والكلمة
العليا للرصاص والمدافع، والمنتصر في
الميدان، هو من سيكتب “الفصل” الخاص
بهذه الحقبة في تاريخ سوريا الحديث. والتفجيرات في دمشق،
بصرف النظر عمن نفذها (والأرجح أنها
ومعارك دمشق المتنقلة من تنفيذ جهة
أصولية، تستمرئ العمل “الاستشهادي”
الذي لم يعتد على الجيش السوري، لا
النظامي منه والحر الذي انبثق من رحم
الأول)، الأرجح أن هذه التفجيرات، سوف
تشجع المعارضة المسلحة على المضي في
طريقها، ظناً منها، أو بالأحرى رهاناً
منها على “جدوى” و”جدية” خيارها
المسلح، وإيماناً منها بأن لحظة النصر
الأخيرة باتت قوسين أو أدنى. أما النظام، فسيجد
صعوبة فائقة في إعادة لملمة صفوفه
وترتيب أوراقه، فلا شك أن وصول
الانتحاري أو الانتحاريين، إلى قلب “خلية
الأزمة” وتمكنه من الإطاحة بكل تلك
الرؤوس دفعة واحدة، سوف يضعف من
معنويات هذه قواته المسلحة وأجهزته
الأمنية، وسنرى قريباً حالات تمرد
وعصيان وانشقاق، تزداد عدداً وترتفع
من حيث نوعية المنشقين ورتبهم، وفي
المجالين المدني والعسكري. التفجيرات الأخيرة،
ستعضف ثقة حلفاء دمشق بالأسد ونظامه،
فالرجل لم يطلب منهم سوى المزيد من
الوقت لإنجاز الحسم مع المتمردين
والمنشقين، لقد أخذ أكثر ما طلب من
وقت، لكنه بدل التخلص من الثورة
والمسلحين و”الإرهابيين”، يجد نفسه
الآن، وجهاً لوجه معهم في كفر سوسة
والميسات والتضامن وشارع بغداد
والميدان والبرزة والقابون وحرستا
ودوما، في قلب دمشق، وليس في أريافها
فحسب. التفجيرات الأخيرة،
ستعطي دفعة إضافية لخصوم النظام
الإقليميين والدوليين، الذين سيكثفون
دعمهم للمعارضات المسلحة، وسيعززون
مطالبهم بتنحي الأسد أو تنحيته،
وسيجري العمل على تسريع خطة الانتقال
بسوريا إلى مرحلة ما بعد الأسد، وهذا
ما ستتضح تفاصيله خلال الأيام وليس
الأسابيع القليلة القادمة. قبل “معركة دمشق”
وقبل تفجيراتها الأخيرة، كان واضحاً
تماماً أن النظام “آيل إلى سقوط”، وأن
الأسد لن يبقى في موقعه، المسألة كما
قال رئيس شعبة الاستخبارات
الإسرائيلية أمام الكنيست، مسألة متى
وكيف وبأي ثمن، وقد حدد للعملية مسافة
زمنية تمتد من بضعة أشهر إلى سنتين
ونصف السنة، بعد أحداث الأيام
الأخيرة، التقدير ما زال على حاله، لكن
الآجال الزمنية، يبدو أنها ستُختصر
وقد تتقلص إلى ما دون تقديرات الجنرال
أفيف كوخافي بكثير. يكنها ستكون فترة
قاسية جداً على السوريين جميعا،
النظام سيضرب بقسوة، والمعارضة
المسلحة سترفع من منسوب عملياتها
وسيرتفع منسوب جرأتها، وسيراق خلال
الفترة القادمة شلال من الدم، المعركة
في سوريا وعليها، تقترب من لحظة الحسم،
والطرفان ما زالت لديهما من الأوراق
الشيء الكثير، مع فارق واحد، أن مرور
الزمن يحرق الكثير من أوراق النظام
ورموزه وداعميه، فيما المعارضة
المسلحة وخصوم النظام، فيراكمون
المزيد من الأوراق. أمس، دخل تاريخ
الأزمة السورية بوصفها يوماً فارقاً
وعلامة على الطريق، ما بعده لن يكون
كما قبله، لكن من السابق لأوانه،
التكهن بما ستكون عليه أشكال المواجهة
وساحاتها ومفاجآتها، سوريا حبلى
بالمفاجآت والمزيد منها، خصوصاً مع
اقتراب قطار الأزمة من محطته الأخيرة. التاريخ : 19-07-2012 ================= نهاية
رجل غير شجاع! * حلمي الأسمر الدستور 19-7-2012 ضربة قاصمة تلقاها
نظام بشار الأسد بالأمس، من داخل
مؤسسته الأمنية، ما يشكل منعطفا بالغ
الأثر في مسار الثورة السورية، التي
صمدت بقواها الذاتية تقريبا، وهي
تجربة فريدة في سياق ثورات الربيع
العربي، حيث الخذلان العربي والدولي
على أشده، ما دفع الثوار لرفع شعار «ما
لنا غيرك يا الله» وهو شعار مؤثر وبالغ
الدلالة! وفيما تـُرك الثوار
وحدهم في الساحة، مع كثير من الصداقة
بالمراسلة من قبل دول «أصدقاء سوريا»
ومع كثير من «التشجيع اللفظي» من قادة
عرب وأجانب، تلقى النظام دعما غير
محدود من إيران وحزب الله وروسيا، فضلا
عن الصين، وهو موقف يلطخ سمعة هذه
الأطراف، ويلحق بها عارا لا يزول، خاصة
أولئك الذين يتحدثون عن الصورة
الهزلية لنظام «الممانعة والمقاومة!»
فيما العالم كله يشهد وحشية غير مسبوقة
يمارسها نظام ضد شعبه، تأملوا معي ما
قاله الهالك آصف شوكت نائب وزير الدفاع
وصهر رئيس النظام لشبيحته: أفعلوا ما
شئتم من قتل أو اغتصاب أو نهب، ولكن
شيئا واحدا لا تفعلوه: الرحمة! ها نحن نشهد قريبا
نهاية رجل غير شجاع، قدم نموذجا أسود
لزعيم عربي، لطخ بالسواد مؤسسة
الرئاسة العربية، وألحق العار بنادي
الدكتاتوريات العربية.. التي بدأت
تتداعى أركانها تحت ضربات المنادين
بالحرية، رغم الثمن الباهظ الذي
يدفعونه.. وفق الرؤية
التحليلية المحايدة، تفجيرات الأمس في
سوريا تشكل بداية حقيقية لتحلل النظام
وتفككه من الداخل، وربما تتلوها
تفجيرات أخرى مفاجئة، ومتلاحقة، وهي
دليل دامغ على أن النظام بدأ رحلة قد
تطول وقد تقصر إلى السقوط والانهيار،
والأيام القادمة قد تحمل مفاجآت
صاعقة، ما دامت الثورة وصلت إلى الغرف
السرية للنظام. مسار الثورة السورية
حتى الآن يفاجىء كل السيناريوهات التي
تحدثت عن تماسك النظام ومنعته، وتبعث
الكثير من السخرية باتجاه من يتحدثون
عن «حل سياسي للأزمة السورية»، فنحن لا
ندري عن أي حل سياسي يتحدثون عنه، ولا
ندري كيف تسمى ثورة مشبعة بالدم مجرد «أزمة»!! نشعر بالأسى والحنق
من هؤلاء الذين يتحدثون عن حل سياسي،
ينقذ نظاما أجرى بحارا من الدم في
شوارع سوريا، وقد لا يتورع عن استخدام
غازات سامة، ضد شعبه، وفق ما يتوقع بعض
المراقبين والخبراء! نهاية رجل غير شجاع،
هي الآن أقرب من أي وقت مضى، فلنستعد
لمرحلة ما بعد هذا القاتل، ولننتظر اين
تكون المحطة التالية لقطار الثورة
العربية!. ================= لم يعد
سوى الحرب الشعبية طريقا لتحرير سورية د. بشير موسى
ناف 2012-07-18 القدس العربي
لا الشعب السوري، ولا
قيادات قوى المعارضة، التقليدية منها
أو الجديدة، ولا القوى العربية
والإقليمية التي ساندت وتساند حركة
الشعب، أراد أن تتطور أوضاع سورية إلى
الحرب. لشهور طوال، حتى باعتراف متأخر
من الرئيس الأسد، اقتصرت الحركة
الشعبية السورية على تظاهرات سلمية،
أكدت، مراراً وتكراراً، على سلميتها
في الهتافات التي رفعتها. استخدم
النظام القوة المسلحة منذ الأسبوع
الأول للحراك الشعبي؛ وحاولت أجهزته
تسويغ الاستخدام الفج والبشع للقوة
بدعايات ساذجة، مثل انتشار جماعات
إرهابية، لم يصدقها حتى أنصار النظام.
ومنذ نهاية آذار/مارس 2011، بعد أقل من
أسبوعين من المظاهرات، أصدرت الأوامر
بانتشار الجيش في كافة أنحاء البلاد.
ولكن الشعب صمم على سلمية ثورته، حتى
وهي تصل إلى القرى والبلدات المعروفة
باحتفاظ أهلها التقليدي للسلاح. لم
يسجل وجود لمسلح في تظاهرات السوريين،
ولمسلح واحد فقط على الأرجح، حتى
الأسبوع الثالث من آب/أغسطس من العام
الماضي، أي بعد مرور أكثر من أربعة
شهور على اندلاع الثورة. منذ صيف العام
الماضي، وقد أوغلت أجهزة النظام
الأمنية، وحدات الجيش الموالية،
وعصابات الشبيحة، في دماء السوريين،
بدأت الانشقاقات الأولى عن الجيش
ولجأت أعداد متزايدة من الأهالي إلى
السلاح. مع نهاية 2011، وقد
ازدادت أعداد الضحايا بمعدلات كبيرة،
وأصبح واضحاً أن النظام لم يكن جاداً
في طرق أبواب التفاوض مع قوى المعارضة،
ارتفعت أصوات عسكريين منشقين وسياسيين
مجربين تقول بأن هذا النظام لن يذهب
بغير القوة. بعضهم، مثل ضباط الوحدات
الأولى للجيش الحر، نادى بتسليح واسع
النطاق للعسكريين المنشقين وأفراد
الشعب، وآخرون دعوا إلى تدخل عسكري
دولي، تصوروا أنه سيساعد على تجنيب
البلاد ويلات حرب دموية وطويلة. كانت
آلة النظام العسكرية، منذ نهاية تموز/يوليو،
الذي وافق بداية شهر الصوم، تقوم
بحملات اقتحام دموية، الواحدة منها
تلو الأخرى، للمدن والبلدات الثائرة؛
بينما قيادة النظام تتصرف وكأن لا شيء
يستدعي القلق يحدث في سورية؛
والسوريون ينظرون باستغراب بالغ إلى
التباين الفادح بين إجراءات الإصلاح
التي يتخذها النظام وما يجري في بلادهم
فعلاً. ولكن تراكم الشواهد على عنف
النظام وهمجيته، على افتقاده لأي شعور
بالمسؤولية تجاه شعبه والعالم، لم
يغير كثيراً في توكيد أغلبية السوريين
والعرب على النهج السلمي للثورة. لم
يتقدم طرف لتسليح وحدات الجيش الحر،
التي أخذت، ببسالة منقطعة النظير،
تتشكل في أنحاء البلاد للوقوف أمام
بربرية قوات النظام. وحتى المجلس
الوطني، الإطار الأبرز لقوى المعارضة،
الذي كان تشكل في تشرين أول/اكتوبر،
امتنع بصلابة عن طلب التدخل الدولي،
وتردد طويلاً في إعلان دعمه لفكرة
الجيش الحر. كان الجميع، من
سوريين وعرب، وبالرغم من أرقام
الضحايا المتصاعدة يومياً، يدرك ما
تعنيه سورية في الخارطة
الجيواستراتيجية العربية وتوازنات
المشرق، ويدرك ما تعنيه الحرب الشاملة
وعواقبها. تحتاج سورية، أكثر من أي بلد
عربي آخر، الحفاظ على مقدراتها
العسكرية، تحتاج أن تتجنب سفك الدماء
بين عناصر شعبها المتنوعة، وأن ينجز
فيها هدف التغيير السياسي بأقل قدر
ممكن من اختلال قواعد الدولة. لم يكن
ثمة وهم حول التماهي بالغ الضرر بين
جهاز الدولة ونظام الحكم، والخراب
الذي أوقعته عقود من الاستبداد في
مؤسسات الدولة السورية، المدنية
والعسكرية على السواء، وضرورة أن
يتعهد السوريون مشروع إصلاح عميق
وواسع للدولة. ولكن الأمل كان في أن
تنجح سورية، كما نجحت تونس ومصر، في
تحقيق الانتقال إلى نظام حر وديمقراطي
بأقل خسائر ممكنة للشعب والدولة، وأن
تبدأ عملية إصلاح تدريجية وهادئة بعد
ذلك. ولكن الأمور لم تسر كما تمنى
كثيرون، وبعد مرور أكثر من ستة عشر
شهراً على انطلاق الثورة، لم يعد من بد
من الاعتراف بأن هذا النظام لن يذهب
بغير قوة قاهرة، بغير حرب شعبية وشاملة
لتحرير سورية من الاستبداد والعنف
وسيطرة القلة. اختار النظام من البداية
طريق الحرب على الشعب، ولا يبدو أنه
على استعداد للتراجع أن التنحي بدون
حرب مقابلة. ثمة عدد من الأسباب
التي تضع الثورة السورية اليوم،
والعرب جميعاً، أمام هذا المنعطف.
يتعلق الأول منها بالنظام نفسه،
وبالسياسات التي يلتزمها، بدون أن
يحيد عنها بوصة واحدة منذ اندلاع
الثورة. كان هدف النظام الأول والأخير
المحافظة على بقائه وعلى سيطرته
وتحكمه، مهما بلغت التكاليف؛ وقد
استخدم آلة العنف الرسمية، الأمنية
والعسكرية، ونشرت على نطاق واسع منذ
أحداث درعا في آذار/مارس من العام
الماضي، وبلا تحفظ أو اكتراث بمعارضة
قيادات في الجيش السوري وفي أعلى هرم
الحكم. ولأن البقاء واستعادة السيطرة
كان هو الهدف، فقد كانت الإصلاحات التي
تعهدها النظام، بما في ذلك الدستور
الجديد، شكلية إلى حد كبير، ولا تمس
سلطات الرئيس وهمينته على شؤون الدولة
والحكم. ولم تختلف العروض التي مررها
حلفاء النظام الإقليميون، كإيران،
مثلاً، كثيراً؛ كلها استندت إلى تصور
واحد، يؤسس لتعددية سياسية، تجعل
التدافع السياسي مقصوراً على منصب
رئاسة الحكومة، بينما يحتفظ الرئيس،
الذي هو الرئيس الحالي نفسه، بكافة
سلطاته العسكرية والأمنية. تمحورت
سياسة النظام، باختصار، حول خيارين لا
ثالث لهما: إما القبول باستمرار جوهر
النظام على ما هو عليه، أو الموت. ولم يزدد عنف النظام
في مواجهة الشعب وحركته طوال شهور
الثورة إلا عنفاً، ليس فقط لأن حركة
الثورة أصبحت أكثر اتساعاً وتصميماً،
ولا لأن مقاومة الجيش الحر لآلته
العسكرية أصبحت أكثر جدية، ولكن أيضاً
لأن بنية النظام أخذت في الانهيار،
والانهيار في صورة تمس أسس الشرعية
الزائفة والهشة التي استند إليها طوال
عقود. هذا نظام طائفي بالتأكيد، ليس
لأنه يخدم مصالح الطائفة العلوية، بل
لأنه يستخدم الطائفة للحفاظ على وجوده
واستمراره، ولأنه صنع لدى قطاع واسع من
أبناء هذه الطائفة قناعة مزورة بأن
وجودها ومصيرها مرتبط بوجوده ومصيره.
ولكنه نظام طائفي بصورة معقدة، وليس
بفجاجة أنظمة طائفية أخرى في المشرق.
وليس ثمة شك في أن واحدة من أبرز
إنجازات هذا النظام أنه اعتمد،
خارجياً، سياسة قومية عربية،
وداخلياً، سياسة علمنة ظاهرية، من
جهة، وتحالفات مع أعداد ملموسة من
السوريين السنة، سواء في قيادة حزب
البعث، في أجهزة الدولة، في المؤسستين
العسكرية والأمنية، أو في دوائر المال
والأعمال، لإخفاء طائفيته وثلم حدة
هذه الطائفية ووقعها على المجتمع
السوري. ما حدث خلال أشهر الثورة أن هذه
السياسات أخذت في الانهيار، الواحدة
منها تلو الأخرى. انتهى التوجه القومي
العربي إلى تحالفات إقليمية، تحمل
شبهات طائفية؛ وتحت قصف الوحدات
المدرعة التي توقع الدمار والموت في
أحياء المدن والبلدات السورية، لم يعد
هناك لادعاءات العملنة من معنى. ولكن كارثة النظام
الأكبر كانت في حركة الانشقاق متصاعدة
الوتيرة، في أوساط رجال الأعمال
والصناعة وفي الجيش. ولأن الثورة
السورية، أردنا أم لم نرد، هي في
خارطتها الأغلب ثورة المدن والأحياء
والبلدات السنية، فإن الأغلبية العظمى
من الانشقاقات تقع في القشرة السنية
التي ساهم وجودها في دائرة النظام طوال
عقود في تعزيز صورته القومية
والعلمانية. كما لوح من الثلج، يقول
أحد الزملاء من دارسي سورية الحديثة،
تنهار طبقات شرعية النظام، الواحدة
تلو الأخرى. وبتعري دائرة النظام
الصغرى وانكشاف صورتها الأصلية، تصبح
أكثر عنفاً ووحشية؛ ولم يعد يستبعد أن
تذهب إلى خيارات انقسامية مجنونة. من جهة أخرى، كان ثمة
أمل، سواء في الأوساط الغربية
والعربية أو أوساط المعارضة السورية،
في إحداث تغيير ملموس في الموقف الروسي
من المسألة السورية، وأن تضطر موسكو
أخيراً للانحياز إلى الشعب السوري
والمحافظة على علاقاتها بالشعب والقوى
السياسية الممثلة له. ولكن ذلك لم
يتحقق. روسيا، هي بالطبع، القوة الأهم
والأبرز في دائرة حلفاء النظام، التي
تضيق بصورة حثيثة. بدون روسيا، التي
تعتبر مصدر التسليح الأول للنظام،
والتي تمتلك من الدور ما يمكنها من
تعطيل المنظمات الدولية من اتخاذ
إجراءات مناسبة ضد النظام وأجهزته،
فإن مساهمة حلفاء آخرين، مثل إيران، ما
كانت ستستطيع إطالة عمر النظام طوال
إلى هذا الوقت. الصين، من جهة أخرى، ليس
العامل الرئيسي في التدافع الدولي حول
سورية. توالت الجهود التي بذلتها دول
عربية وغربية باتجاه روسيا، وجهود
أخرى من قوى المعارضة السورية، طوال
العام الماضي تقريباً. ولكن الموقف
الروسي، لأسباب تتعلق بمخاوف من
متغيرات في نظام العلاقات الدولية، أو
بطموحات إثبات الذات في وقت لم يعد
لروسيا من تأثير كبير على الشأن
العالمي، أو لخلافات مع الولايات
المتحدة حول مناطق النفوذ والخارج
القريب لروسيا، لم يتغير بأي درجة
ملموسة. لم تزل السياسة الروسية من
القرارات الدولية حول سورية على ما هي،
وما يزال السلاح الروسي يرسل إلى دمشق.
وربما كانت زيارة وفد المجلس الوطني
لموسكو مؤخراً، آخر الجهود التي يجب أن
تبذل في هذا المجال. بالتزام روسيا دعم
وحماية النظام في سورية، أغلق باب
التسوية السياسية وتغيير النظام
بالتفاوض، وأغلق إلى أمد غير محدود. الذين ينظرون إلى ما
يحدث في سورية باعتباره قدراً إلهياً،
والذي يرونه مأساة إنسانية، أو الذين
يعتبرونه حقاً شرعياً للشعب السوري في
تغيير نظام الحكم وتحرير البلاد من
الاستبداد والسلطة الفاشية، عليهم
جميعاً أن يصبوا جهودهم من أجل تعزيز
القوة المسلحة للشعب ومقاومته. والقوى
السياسية السورية المعارضة، التي بذلت
جهوداً لا يمكن التقليل من أهميتها
طوال الأشهر الماضية من أجل تمثيل
الشعب السوري وتعظيم الدعم السياسي
العربي والدولي لقضيته، عليها أن
تراجع استراتيجيات عملها منذ اليوم،
وتكرس عملها من أجل تعظيم مقدرات الشعب
العسكرية. لن يحسم الصراع على مستقبل
سورية وشعبها بدون حرب. وفقط عندما
توشك هذه الحرب على إطاحة النظام،
سيصبح للحراك السياسي معنى ما. ' كاتب وباحث عربي في
التاريخ الحديث ================= سورية:
الاحتكام للمواجهة على الأرض ولا جدوى
من أنان الخميس ١٩
يوليو ٢٠١٢ عبدالوهاب
بدرخان الحياة هذا قائد يائس يفلت
قطعان قتلته المتعطشين للدماء الجوعى
للجثث. من أين جاؤوا الى التريمسة، من
عمق أي غاب، من ظلمة أي كهف، من قعر أي
مستنقع؟ غيلان وذئاب متنكّرة في أجساد
بشرية أغارت على البلدة بكامل
وحشيتها، قتلت وذبحت وافترست، ولديها
المزيد. ثم قال الكاذب الرسمي أن لا
مجزرة ارتكبت في التريمسة. انه يواصل
جهاده المقدس في تغطية الجرائم
وتبريرها. عائلات قضت، نساء وأطفال
وشيوخ، وهو يقول إنها كانت «عملية
نوعية». أي جنس من البشر هذا النظام
ليستبيح الأرواح على هذا النحو، وأي
جنس من البشر هذا الايراني الروسي
الصيني لكي يسوّغ مثل هذه الهمجية؟ ما يسمّى المجتمع
الدولي مات. نعاه الشعب السوري ولم يعد
يتوقع منه شيئاً. الولايات المتحدة
وأوروبا مغلولتا الأيدي لكن الشعب
السوري لا يهتم. روسيا والصين تذكّرتا
أخيراً أن ثمة ميثاقاً للأمم المتحدة
يمكن تعطيله لإفساح هامش بضع مجازر
اضافية لكن الشعب السوري لا يتوقف. انه
يتجاوز الجميع ويهزمهم ويدهشهم بثباته
وإصراره، بصموده وتشرّده، بتظاهره
وهتافه، بحرمانه وجوعه، بمعاناته
وصبره على الألم، وبعشرات آلاف من
الضحايا والمفقودين والمعتقلين
والمعذّبين. هذا شعب ينبعث كل لحظة من
رماده ليحيا. وذاك نظام يقتل كل لحظة
ليعلن موته الحتمي. أيام حاسمة؟ ربما،
راقبوا ما يجري على الأرض، فليس مهمّاً
ما يشهده مجلس الأمن وأروقته، بعد
تدحرجه من فشل الى فشل. المهم ان دمشق،
العاصمة، صارت محور «معارك المصير»
وقلبها. هذا يناقض تظاهر النظام بأنه
لا يزال بكامل عافيته. المجازر ليست
دليل قوة، وبالتأكيد ليست مؤشراً لحكم
مطمئن الى غده. الدمشقيون لا ينامون،
كذلك سكان قصر الرئاسة، ليلةً بعد ليلة
يسيطر المعارضون على معظم الأحياء
لفترة طويلة ثم ينسحبون في ما يحاكي
إرهاصات المعركة النهائية. النظام
يضغط لحسم الوضع في حمص - ولو بالدمار
الشامل أو حتى بالأسلحة غير التقليدية
- ربما تمهيداً لانكفائه الى مناطق
الساحل، الى «الدويلة» التي يحلم بها.
لم تعد المواجهات المباشرة ترجّح
كفّته لذا يكثر من الاعتماد على سلاح
الجو وعلى القصف الصاروخي والمدفعي. مع
تحسّن اداء المعارضين وتسليحهم
وظهورهم في كل مكان لم تعد القوات التي
يستطيع النظام التعويل عليها تكفيه
لتغطية المناطق كافة، أصبحت تهاجم هنا
وهناك و «لا تحتل» (كما عبّر أحد
السوريين) كما كانت تفعل قبل شهور،
فنحو ثلثي قوات الجيش محتجز في الثكن،
لا هو في حال قتال ولا هو في حال
انشقاق، وانما في حال احتجاز وحصار
كحلٍ وسط لانعدام الثقة. وفي الأثناء
يتلاشى يوماً بعد يوم دور الدولة على
مختلف المستويات، خصوصاً في ما يتعلق
بالخدمات كافة. أصبح مؤكداً أن
القتال الداخلي هو الذي سيقرر مصير
الصراع، وليس «الصفقات» الدولية، حتى
لو تطلب الأمر مزيداً من الوقت
والتضحيات. لا شك في أن القوى الخارجية
حاضرة في هذا القتال، الذي لا يزال غير
متكافئ، لكنه يتطوّر في شكل سريع
وسيزداد فاعلية من جانب مناوئي النظام.
فالدعم التسليحي كان يجب أن يستغرق
وقته الطبيعي، تنظيماً وتدريباً
وتخطيطاً، لأن قوات المعارضة لم تكن
مجهزة ولا جاهزة. ومثلما فوّت النظام
فرصة الحل السياسي في الشهور الأولى،
يبدو ماضياً في إفقاد حلفائه الروس
والايرانيين ورقة هذا الحل. أما «أصدقاء
الشعب السوري» الذين استبعدوا باكراً
التدخل العسكري لأن حلفاء النظام
أقفلوا دونه كل السبل، والذين تمنوا
دائماً تسوية سياسية، فأدركوا تدريجاً
ثم أخيراً بعد لقاء جنيف أن الحلفاء
يزكّون هذا الاحتمال تحديداً من أجل
ابقاء النظام ببناه الأساسية من دون أي
تنازلات جوهرية، ما يعني عملياً أنهم
باتوا والنظام عاجزين عن تسهيل حل
حقيقي. وفي المقابل لا تحتمل المعارضة
السورية - الحقيقية لا المزيفة - أي
شبهة حوار مع نظام ذهب في اجرامه الى
أقصى حد. حتى كوفي انان، لو
سئل اليوم، لن يستطيع القول إنه يصدّق
أن ثمة حلاً سياسياً. قصد موسكو ليشتري
بعض الآمال، بعد الإحباط الذي سيطر
عليه بسبب ما يعتبره «خديعة» كان ضحية
لها في محادثاته الأخيرة مع بشار
الاسد، والأكيد أنه تأخر في اكتشاف أن
الآخر كان يخدعه منذ لقائهما الأول.
لكن المبارزة الدائرة في مجلس الأمن
حول مصير بعثة المراقبين قلّصت
احتمالات حصول انان على أي معطىً جديد
ينعش «العملية السياسية» المحتضرة قبل
ولادتها. ثم أنه علم مسبقاً بأن لقاءات
الروس مع مختلف أطياف المعارضة لم تحرز
أي جديد يمكن الركون اليه. وبديهي أنه
تلقى مجزرة التريمسة بمثابة ضربة
معوّقة لأي حل سياسي. لم تكن تلك
الرسالة الأولى التي تصله، فهو سعى الى
ايصال «ورقة جنيف» الى رأس النظام قبل
فترة طويلة من عرضها على «مجموعة
الاتصال» واختار الاسد أن يرد عليها في
مناسبة ذات دلالة متعنتة هي افتتاح
أعمال «مجلس الشعب» اذ ظلّ خطابه
تكراراً للغّو السابق ولم يستغلّه،
مثلاً، لطرح مبادرة تلتقي مع أطروحات «الورقة».
بل قدّم، على العكس، نسخة اخرى تعيسة
لرواياته عن «الارهابيين» وللتمييز
بين تيارات المعارضة وكأن أحداً لا
يزال يقيم وزناً لما يحاضر به. منذ ذلك الوقت، اذاً،
يعرف انان ما يمكن أن يتوقعه، ورغم ذلك
جازف بإظهار انحياز غير مبرر للنظام
وحلفائه، لاهثاً وراء دور لإيران
يتوهم أنه يمكن أن يغيّر الأمر الواقع
الحالي. وبعد زيارته دمشق تأكد له أن
خطّته لن تقلع، خصوصاً اثر ابلاغه
مهزلة اختيار «وزير المصالحة الوطنية»،
والأغرب أن هذا الوزير يدلي في أحاديث
صحافية بما يفيد أنه يصدّق الكذبة -
الحقيبة التي أوليت اليه. لكن انان
أضحى بدوره كذبة يتقاذفها الجميع،
فمهمته لم تتمكن من وقف العنف، ولا
مجال أمامها لإحداث اختراق سياسي. هي
مهمة أوهمت السوريين بأنها وجدت من
أجلهم فإذا بالنظام والاطراف الدولية
تستخدمها على سبيل الاختبار والتجريب،
فمعسكر «أصدقاء الشعب» احتاج الى وقت
لتجهيز المعارضة وتفعيلها، ومعسكر
حلفاء النظام أراد أن يختبر نتائج
البطش والمجازر. وفي اللحظة الراهنة،
رغم الحراك الذي يحاوله انان والتوتر
بين القوى الدولية، لم يعد هناك احتكام
إلا للموجهات على الأرض. ================= اكرم البني الشرق الاوسط 19-7-2012 لم يعد مقبولا أي
تمييع أو تأجيل لواجب حماية المدنيين
السوريين أمام تكرار المجازر المروعة
والأعداد المخيفة من الضحايا التي
تسقط يوميا، وليس من مبرر بعد اليوم
لرفض تدخل أممي يوقف هذا العنف
المنفلت، في ظل عجز النظام - أيا تكن
رواياته وادعاءاته - عن حفظ الأمن
وحماية أرواح الناس وممتلكاتهم، فكيف
الحال وهو الذي يعتبر نفسه طرفا في حرب
ضروس، يجب أن يسخر لها ما يملكه من
وسائل الفتك والتدمير، ودون اعتبار
لما تخلفه من آثار ونتائج مأساوية؟! المساهمة الأممية في
حماية المدنيين السوريين لا تزال غير
جدية، وتصطدم ليس فقط بالفيتو الروسي،
بل ربما بتواطؤ غربي ضمني، ولعل غزارة
الضحايا واتساع شدة العنف مع وجود
المراقبين الأمميين يثبتان عدم جدية
خطة كوفي أنان وعدم جدواها كما هو حال
اجتماع جنيف ومؤتمر أصدقاء سوريا. هو أمر لم يعد يقبله
عقل أو منطق، أن تمتلك بعض الدول
الكبرى كلمة الفصل في قرارات مجلس
الأمن تجاه مسألة أخلاقية وحساسة
تتعلق بحق الناس في الحياة، وأن يجري
التلاعب بالقانون الدولي ومعايير حقوق
الإنسان تبعا لحسابات المصالح ولتحقيق
أهداف سياسية ومنافع ذاتية. وهو أمر
مؤسف ومرذول، أخلاقيا وإنسانيا، أن
يقف العالم كله متفرجا على ما يجري في
سوريا، وكأنه لا يكترث لأعداد الضحايا
والمجازر والصور المروعة لطرائق العنف
والقهر والتدمير، وأيضا هو أمر مؤسف
ومحزن في آنٍ، أن تجد إلى اليوم من
يستقوي بشعار السيادة الوطنية وموجبات
عدم التدخل في شؤون الدول كذريعة
للتحايل على الالتزامات الدولية بحقوق
الإنسان والتنصل من واجب احترامها
وتمكينها، وتبرير إطلاق الآلة القمعية
على مداها في إخضاع البشر! صحيح أن العلاقات
الدولية تستند إلى مبدأ السيادة
الوطنية التي تمنح كل سلطة الحق المطلق
على أراضيها وثرواتها ومواردها، لكن
الصحيح أيضا أنه لم يعد بالإمكان النظر
إلى مفهوم السيادة الوطنية دون السؤال
كيف يعيش الناس في ظل هذه السيادة،
خصوصا أن العالم أصبح اليوم قرية صغيرة
تحكمها منظومة من القيم والحقوق
الإنسانية لا يمكن لأحد التهرب منها،
بل واجب الجميع احترامها! والمشكلة ليست في أن
تكون السيادة الوطنية منطلقا لفكر
سياسي ما ومستقره، بل في وضع إشارة
مساواة بين الوطن والسلطة، ثم اعتبار
أن أي مساس بمقومات سيادة هذه السلطة
وأسس سيطرتها هو مساس بمقومات البنية
الوطنية واستقلالها. والقصد أنه لا يصح
فهم مسألة السيادة الوطنية على أنها
سيادة الاستبداد وإطلاق يده كما يشاء،
بل سيادة شعب يجب أن يكون متحررا من كل
قيد ومنعتقا من القمع المسوغ
بالأطروحات الآيديولوجية المتزمتة،
ويمارس حقوقه في التعبير والتنظيم
واختيار ممثليه للحكم! والواضح أن التمثل
الصحيح للسيادة الوطنية لا يجوز في
سوريا أن يعلو على الالتزامات
العالمية بحقوق الإنسان. فسوريا التي
انضمت إلى الأمم المتحدة ووقعت على
الشرعية الدولية لحقوق الإنسان
وملحقاتها قد تنازلت طوعا وبكامل
إرادتها الوطنية - إن صح التعبير - عن
جزء من «سيادتها» للمجتمع الدولي،
وأخضعت نفسها لشروط لا تستطيع الخروج
عليها، وأهمها السماح للمنظمة الأممية
بالتدخل لمراقبة أوضاع حقوق الإنسان
وحرياته، والأهم لحماية أرواح
المواطنين المدنيين أيا كانوا. أمر مفهوم أن تكون
ثمة حساسية من الدور الأممي لحماية
المدنيين وتخوفات مشروعة من أن ينحرف
عن هدفه النبيل. لكن أقصر الطرق لإزالة
هذه المخاوف ولإبعاد شبح التدخل
الخارجي أيا تكن حدوده، ولنقل لإعطاء
معنى حقيقي للسيادة الوطنية، هو
ببساطة احترام حقوق الإنسان وتمكين
آليات الحماية والرقابة الداخلية من
أخذ دورها، وبداية إلغاء لغة العنف
والغلبة وإعادة الاعتبار لدور المجتمع
المدني في بناء الثقافة والمؤسسات
التي تحترم كرامة الإنسان وحقوقه
وتراقب الانتهاكات وتحاصرها. والأهم أن ما يفترض
أن يخفف الحساسية والمخاوف من الدور
الأممي هو إلحاح الحاجة إليه، في هذه
اللحظة من تطور الصراع، كطرف خارجي
يمكن الرهان عليه لوقف انزلاق البلاد
إلى حرب أهلية صارت مؤشراتها تزداد مع
كل يوم يمر، وأيضا كونه يشكل عنصر
حماية من ذهاب البلاد إلى استبداد
جديد، فإن احتاج المجتمع السوري إلى
نوع من التدخل الخارجي لنصرة مطالبه
حول حقوق الإنسان وحماية أرواح
المدنيين، فسيكون بداهة ملزما أخلاقيا
باحترام هذه الحقوق وأضعف من الارتداد
عليها. وأيضا ما يخفف أكثر من تلك
الحساسية هو صعوبة حماية المدنيين في
الخصوصية السورية إذا تعاطينا مع هذه
المهمة كشأن داخلي محض، كما يذهب بعض
الناشطين والمعارضين، حين يعولون في
حماية أهلهم على القدرات الذاتية، على
مجموعات شبابية مسلحة ومنشقين عسكريين
انضموا إلى الجيش الحر، إذ غالبا ما
شكل الركون إلى هذه القدرات وحدها سببا
إضافيا لتشديد بطش النظام في بعض
المناطق والأحياء، وتوظيف كل أدوات
الفتك والتنكيل ضدها، مستندا إلى
توازن قوى عسكري يميل على نحو كاسح
لمصلحته. والحال، فإن حماية
المدنيين السوريين باتت واجبا أخلاقيا
وإنسانيا عاما يزداد إلحاحا مع تصاعد
حدة العنف والقتل والمجازر، وللشعب
السوري حق على شعوب العالم التي تشاركه
العيش على سطح هذا الكوكب وتعاهدت معه
عبر مواثيق الأمم المتحدة على التكافل
والتعاضد لحماية الناس من بطش حكامها.
والنتيجة، كما يرجح أن تكون الثورة
السورية ثورة مفصلية في تاريخ المشرق
العربي، يرجح أيضا أن تشكل بمعاناتها
المتميزة وعظمة ما تقدمه من تضحيات
حافزا قويا لتصحيح الفهم الخاطئ في
العلاقة بين مبدأ سيادة الدولة
الوطنية وواجب احترام مبادئ حقوق
الإنسان، وربما لإنضاج الدعوات من أجل
بناء ركائز أممية تبيح مراقبة وتصويب
العلاقة الواجبة بين أية سلطة سياسية
ومجتمعها بما ينسجم مع معايير حقوق
الإنسان، أو ربما من أجل انبثاق مركز
أممي يختص بحماية أرواح المدنيين
وممتلكاتهم، مستقل عن مجلس الأمن
ويتجاوز حق «الفيتو» وتوفر له
إمكانيات حيوية وفعالة للتعامل مع أي
طرف يهدد الحياة الإنسانية وقيمها
العامة. ================= طارق الحميد الشرق الاوسط 19-7-2012 بعيدا عن جدلية ما
إذا كان التفجير الذي وقع في مبنى
الأمن القومي السوري أمس وقتل فيه عدد
من القيادات الأمنية الأسدية الكبيرة
التي تعتبر الخلية الأمنية لطاغية
دمشق، انقلابا، أم تصفية، من قبل الأسد
لرجاله، أم أنها عملية قام بها الجيش
الحر، فإن المؤكد اليوم هو أن الأسد قد
تلقى ضربة قاصمة، حيث بات الطاغية
كالمارد الذي يقف مقطوع الأيدي! فمقتل وزير الدفاع
الأسدي، وصهر الطاغية، وقيادات أمنية
كبرى أخرى، يعني أن بشار الأسد بات
اليوم وحيدا، ولم يبق له من الرموز
الأمنية سوى شقيقه ماهر، وسواء كانت
عملية الاغتيال تلك إحباطا لانقلاب
كان يعد له، أو خلافه، فهي ضربة عنيفة
للأسد، وتجعله يسير على خطى القذافي
الذي عاش آخر أيامه وحيدا حيث قتل من
قتل من معاونيه، وانشق من انشق. فما حدث أمس في مقر
الأمن القومي في دمشق يمثل ضربة معنوية
مذهلة للقوات الأسدية، وكل حلفاء
الطاغية، فالعملية استهدفت الدائرة
المقربة جدا من الأسد، حيث قضى أقرب
الرجال لديه، وفي توقيت عصيب من عمر
الثورة. فإذا كان ما حدث
بالأمس هو تصفية الأسد لرجاله فهذا
يعني أن أيام الأسد معدودة، حيث بات
انعدام الثقة في أقرب دوائر الحكم،
خصوصا أن من ضمن القتلى صهره زوج
شقيقته، وهذا يعني صراعا في أسرة
الأسد، وليس دوائر الحكم وحسب، أما إذا
كانت العملية من صنع الجيش الحر الذي
تبنى العملية فعلا، وهو الأقرب
للواقع، وقال إنها عملية نوعية
استهدفت رموز النظام الأسدي، فهذا
يعني أن أيام الأسد قد باتت معدودة
أيضا، حيث باتت دوائره المقربة هدفا
سهلا للجيش السوري الحر، ومن هنا
نستطيع أن نفهم ازدياد حجم الانشقاقات
في قوات الطاغية، وفور الإعلان عن مقتل
القيادات الأمنية الأسدية. عليه، فإن كل
المؤشرات تقول اليوم إن الأسد بات
وحيدا في معركته الخاسرة، فالمواجهات
اليوم ليست في حمص أو حلب أو درعا، بل
هي في قلب دمشق، وهي معركة شبيهة
بمعركة طرابلس أواخر أيام القذافي حين
فتحت أبواب العاصمة الليبية بشكل
مفاجئ وسريع للثوار الليبيين. وهو ما
حدث، ويحدث، اليوم في العاصمة السورية
دمشق، حيث انتشر الجيش الحر بشكل سريع،
ومذهل، أربك أركان النظام الأسدي، بل
وعصف بها. وكما قلنا بالأمس، فإن النار
قد وصلت لأطراف ثوب الأسد، وها هم
رجاله يكرون كحبات السبحة، بل إن الأمر
قد وصل إلى حد أن بعض عمليات الجيش الحر
ضد مراكز القوات الأسدية كانت تبث
تلفزيونيا يوم أمس على الهواء من
العاصمة دمشق، التي باتت وكأنها من غير
سلطة مركزية! لذا، فليس مهما الآن
من قام بماذا.. المهم هو أنه بات من
الواضح أننا أمام الفصول الأخيرة
لنظام الطاغية الذي بات يتلقى الضربات
ليس في أطراف سوريا، بل في عقر داره،
وفي أقرب الدوائر المقربة منه، وهي
ضربات مهولة معنويا، وسياسيا بالطبع.
وعليه فإن السؤال اليوم ليس: هل يسقط
الأسد أم لا؟ بل إن السؤال الملح هو:
متى؟ ================= عبدالرحمن
الراشد الشرق الاوسط 19-7-2012 بعد دراما أمس
المثيرة، قد لا يعيش النظام حتى يحتفل
بالعيد بعد شهر من الآن، وقد لا يطول به
فيكمل شهر رمضان، ومن يدري ربما لا
يعيش الليلة! كنا البارحة نطالع الشاشة
ولا نسأل عمن مات، لكننا نتساءل عمن لا
يزال حيا، ماذا حدث للرئيس نفسه، بشار
الأسد، الذي - حتى كتابة هذه السطور - لم
نر له أثرا، في الوقت الذي قتل فيه كبار
وزرائه وقياداته، ولم يظهر للرئيس أثر
بعد، ولا بقية الأحياء من رجاله،
اختفاء الأسد يعني أنه إما قتل مع من
قتل، وهذا محتمل، لكنه احتمال بعيد، أو
أنه حي وقابع في قبو في مكان سري، وحتى
لو ظهر وألقى كلمة فإن جميع أتباعه
يشعرون بأنه المسؤول تماما عن كل الفشل
المتتالي، الرجل الذي لا يتعظ أبدا من
كل هزائمه المتعددة لسنوات، لقد جرهم
إلى أزمات، وقاد إلى المحرقة في
الثورة، ورغم كثرة الحبال التي مدت
إليه فإنه لعب دور نيرون ليحرق سوريا. بعد المقتل الجماعي
لقيادات النظام في دمشق، نتساءل: هل
بات عمر نظام الأسد ساعات أم أسابيع؟
لم يعد أحد يسأل إن كان سيبقى أم سيسقط،
فالإبادة، التي تعرض لها قادة النظام
العسكري الأمني السوري، أكبر من أن
يشفى منها معنويا وعضويا. نتيجة لما حدث أمس،
سيهجم على العاصمة معظم المقاتلين،
مدركين أن القبض على لحظة الانتصار
ممكن اليوم في ظل تخبط النظام وضعف
قواته المكسورة معنويا وعضويا، وعلينا
أن نتذكر معارك بداية هذا الأسبوع في
العاصمة، كان هناك اختراق سريع ومفاجئ
برهن على أن عناصر الجيش الحر أكبر من
كل ظنون المحللين، هجومهم السريع من
داخل أحياء القدم والميدان اضطر قوات
النظام إلى استخدام المروحيات
والأسلحة الثقيلة، وأثبتت تلك
المواجهات أن النظام هش، وجيشه مرهق،
بعد أن عارك بعيدا وطويلا عن العاصمة
لأكثر من عام، وأعتقد أن اقتحام
المقاتلين دمشق أربك النظام وأخاف
أتباعه، وربما هو الذي قاد إلى مذبحة
القادة في اليوم الثالث من الاقتتال. وسواء ما حدث كان
انفجارا أو انقلابا مضادا، أي تصفيات
داخلية، فإن النظام أصيب إصابة لا يمكن
أن يشفى منها، ويبدو أن دمشق الأسد قد
تنتهي مثل بغداد صدام، التي سقطت فورا،
كيف قاتلت قواته في حمص وتقاتل منذ
أكثر من عام، والآن تنهار سريعا في
دمشق؟ إنها عزيمة الثوار السوريين،
وإصرارهم الذي لم نر له مثيلا في
تاريخنا المعاصر دلل منذ البداية على
أنهم قادرون على الزحف باتجاه العاصمة
وإن ببطء، ورغم إمكانياتهم البسيطة،
ووفقا لذلك، فإن الجميع، من حكومات
وقوى إقليمية ودولية، ستعيد حساباتها. ما الذي نفع الروس
عندما تمسكوا برئيس فاشل في قدرته على
إدارة معاركه السياسية والعسكرية؟
فعليا ورطوا أنفسهم مع نظام دموي،
ومكروه عربيا، ومهزوم هزيمة منكرة. ================= «سر»
تصاعد الموقف الأردني تجاه الأزمة
السورية!! صالح القلاب الشرق الاوسط 19-7-2012 لم يفاجئ بعض كبار
المسؤولين الأردنيين، الذين يتابعون
الأوضاع السورية عن كثب، التصريح
التصعيدي الذي أطلقه رئيس الوزراء
الأردني فايز الطراونة من براغ حيث كان
في زيارة رسمية إلى العاصمة التشيكية،
والذي قال فيه: «إن الحوار لم يعد مجديا
في سوريا، وإنه لا بد من دور أكثر
فاعلية للمجتمع الدولي» وإن هو فاجأ
بعض الدول العربية وغير العربية
المعنية بالشأن السوري ومتابعته عن
قرب. وجاء هذا التصريح،
الذي يرى كثيرون أنه سيدفع العلاقات
الأردنية - السورية المتأزمة أساسا إلى
المزيد من التأزم وربما إلى
الاشتباكات والمواجهات العسكرية
الحدودية، بعد أقل من 48 ساعة من إعلان
الحكومة الأردنية عن إدانتها الشديدة
للمجزرة التي أودت بحياة العشرات من
الأبرياء والأطفال والنساء في بلدة
التريمسة بريف حماه ورفضها المطلق
لاستخدام القوة والعنف ضد المدنيين
العزل. ولعل من لا يعرفون
حقائق الأمور قد ساورهم اعتقاد
وساورتهم شكوك بأن الموقف الأردني
الرسمي المفاجئ، سببه إما تزايد الضغط
الشعبي الرافض لهذه المذبحة والمندد
بها أو أن الحكومة الأردنية قد أدركت
أن الولايات المتحدة ومعها الدول
الأوروبية الرئيسية والمؤثرة، بعد كل
هذه المذابح التي ارتكبها النظام
وآخرها مذبحة «التريمسة»، لم تعد
قادرة على الاستمرار بالموقف المائع
الذي بقيت تتخذ، وأنها بعد هذه المذبحة
البشعة فعلا قد حسمت أمرها وغدت عازمة
على إسقاط هذا النظام بالقوة وفي أقرب
فرصة ممكنة. وحقيقة أن ما جعل
الأردن يبقى واضعا نفسه، قبل هذا
التطور الأخير، في ما يسمى المساحة
الرمادية بالنسبة لكل هذه التطورات
العاصفة في سوريا أنه لمس ميوعة
أميركية وترددا أوروبيا وعدم وحدة
موقف عربي لجهة مسألة إسقاط نظام بشار
الأسد. فالأردن لا يستطيع المجازفة
والذهاب فورا بالنسبة لما يجري في هذا
البلد المجاور إلى أصعب الخيارات
وأخطرها من دون طول تأن نظرا لأن
أوضاعه الاقتصادية هي هذه الأوضاع
المتردية ونظرا لأن موقعه الجغرافي
ووضعه الداخلي يفرضان عليه عدم التهور
ويمليان عليه أن تكون حساباته دقيقة. وهنا فإن هناك ضرورة
للتأكيد على عدم صحة كل ما قيل عن أن
الأردن قد بادر إلى وضع نفسه في
المساحة الرمادية منذ بداية تفجر
الأوضاع في سوريا خوفا من انتقال ظاهرة
الربيع العربي من هذه الدولة المجاورة
والمتداخلة معها جغرافيا وديموغرافيا
إليه. فالمعروف أن الملك عبد الله
الثاني كان قد أرسل عبر رئيس ديوانه
السابق بنصيحة إلى بشار الأسد بأن عليه
ألا يلجأ إلى الحلول العسكرية
والأمنية وأن عليه ألا يعزل نفسه عن
شعبه كما وأن عليه أن يبادر قبل أن
تتعقد الأمور أكثر وأكثر إلى
الاستجابة لمطالب الشعب السوري
الإصلاحية بكل جدية، وبعيدا عن عمليات
شراء الوقت، وعن المناورات
الاستهلاكية التي يشير عليه بها بعض
مستشاريه، وبعض الدول التي ترى أن أي
إصلاح جدي في هذا البلد سوف يفقده
مكانة استراتيجية في الشرق الأوسط كله. هذه مسألة من المؤكد
أن بعض الدول العربية الشقيقة تعرفها
تمام المعرفة وتعرف أيضا أن الأردن مع
الإصلاح وأنه بدأه مبكرا وأنه قطع
مسافة طويلة على طريقه. ثم إن هناك
مسألة أخرى، وهي أن هذا البلد ربما هو
الأكثر رغبة في حقيقة الأمر في زوال
هذا النظام السوري الذي لم يتعامل مع
الدولة الأردنية على مدى الأربعين سنة
الماضية على أساس الأخوة وحسن الجوار
والمصالح المشتركة، وأنه في عهد هذا
الرئيس وفي عهد والده حافظ الأسد ظل
يتعامل مع المملكة الأردنية الهاشمية
كتعامله مع لبنان، وظل يحاول فرض دوره
الإقليمي عليها كما فرضه على الدولة
اللبنانية. لقد وصلت الأمور في
ذروة تطلع حافظ الأسد إلى فرض نفوذه
على الإقليم كله، وهذا كان في بدايات
ثمانينات القرن الماضي، إلى إرسال
قطاعات من جيشه إلى المناطق الحدودية
لتهديد الأردن باجتياح كاجتياح لبنان
إن لم يقبل الأردنيون بأن يكون بلدهم
تابعا لمنظومة المصالح السورية ولقد
وصلت الأمور سابقا ولاحقا وحتى الآن،
أي حتى هذه اللحظة، إلى السعي لاختراق
الأردن مخابراتيا وإرسال مجموعات
مسلحة من حزب الله وفي فترة سابقة من
حركة حماس وأيضا من «القاعدة» من
جماعات «الزرقاوي» لإنشاء خلايا نائمة
على الأراضي الأردنية وفي المدن
الأردنية لتكون عبارة عن ألغام موقوتة
يلجأ إلى تفجيرها في اللحظة التي
يريدها. لم تكن العلاقات
الأردنية - السورية في أي يوم من الأيام
هي العلاقات المفترضة بين الدول
العربية الشقيقة وخاصة المتجاورة
منها، ولذلك وعلى الرغم من صمت الأردن
وحرصه على تجنب أي مواجهة سياسية وغير
سياسية مع دولة عربية مجاورة يتداخل
معها جغرافيا وديموغرافيا فإن ما هو
غير معروف ربما للأشقاء والأصدقاء
وغيرهم، هو أن هذا النظام السوري - إن
في زمن بشار الأسد وإن في زمن والده
حافظ الأسد - ظل يواصل تعدياته على
الحدود الأردنية، وظل يرفض ترسيم
الحدود مع الأردن، وظل يمتنع عن تنفيذ
كل اتفاقيات المياه بين الدولتين
الشقيقتين المتجاورتين، وظل يحول دون
وصول الحصة الأردنية من مياه نهر
اليرموك إلى سد الوحدة الأردني، وكل
هذا بينما الأردنيون بقوا يواجهون شحا
مائيا خلال الأعوام العشرة الأخيرة. هذا هو واقع العلاقات
بين الأردن وسوريا إن سابقا وإن حاليا،
ولكن على الرغم من ذلك فقد بقي
الأردنيون يكظمون غيظهم، وبقوا يعضون
على الجرح، ويتحاشون أي تصعيد بينهم
وبين هذه الجارة الشقيقة حتى بعد
انفجار الأحداث السورية ولجوء نظام
بشار الأسد إلى افتعال بعض الاشتباكات
الحدودية شبه اليومية التي يرى
العسكريون أن سبب افتعالها ليس منع
السوريين الهاربين بأرواحهم من الوصول
إلى الأراضي الأردنية، وإنما لمعرفة
مدى حقيقة ما يقال عن دور مرسوم سلفا
لتدخل عسكري أردني في إطار خطة عربية
دولية موضوعة سلفا لإسقاط هذا النظام
السوري لمصلحة قوى المعارضة والثورة
السورية. لكن ومع ذلك فإن هذا
الموقف الأخير التصعيدي، الذي اتخذته
الحكومة الأردنية، ليس سببه كل هذا
المشار إليه آنفا، وإنما هو تهديد
النظام السوري بأنه سيبادر إلى طرد كل
اللاجئين الفلسطينيين في سوريا الذين
يقدر عددهم بنصف مليون لاجئ في اتجاه
الأردن، في حال شعر باقتراب سقوطه بحجة
أن الأردنيين لا بد أن يكون لهم دور غير
معلن في هذا السقوط. ومن هنا فإن ما جعل
الأردنيين يأخذون هذه التهديدات بعين
الاعتبار هو أن نظام بشار الأسد كان قد
أبعد ومن دون أي أوراق ثبوتية خلال
الشهور الأخيرة أكثر من خمسين لاجئا
فلسطينيا إلى الأراضي الأردنية، وهو
أيضا أن هذا التصعيد ضد المخيمات
الفلسطينية وضد اللاجئين الفلسطينيين
بدأ في الأيام الأخيرة يأخذ طابعا جديا
وخطيرا، ولذلك فقد كان لا بد من هذا
الموقف التصعيدي الذي اتخذته الحكومة
الأردنية خلال الأيام الأخيرة وذلك
لإفهام هذا النظام أن هذه اللعبة
الخطرة التي بدأ يلعبها لا يمكن السكوت
عليها، وأن الأردن لا يستطيع استقبال
ولا تحمل كل هذه الأعداد من اللاجئين
بسبب أوضاعه الاقتصادية
والديموغرافية المعروفة، ولا يمكن أن
يسكت على استهداف مخيمات الفلسطينيين
في سوريا، وعلى هذا النحو وحتى وإن
اضطر إلى اللجوء إلى القوة العسكرية،
وقد يكون هناك لجوء قريب إلى القوة
العسكرية إذا كان لا بد من ذلك. ===================== مقتل
عدد من أركان النظام السوري في تفجير
للجيش الحر .. تفجيرات مبنى الأمن
القومي السوري....هل دقت ساعة الصفر؟ أكد
التلفزيون السوري مقتل كل من وزير
الدفاع العماد داؤود راجحة ونائبه
العماد آصف شوكت، فيما أصيب قادة آخرون
منهم وزير الداخلية، في تفجير استهدف
مبنى الأمن القومي في دمشق، التي تشهد
معارك عنيفة. مراجعة:
عبده جميل المخلافي المصدر:
موقع قنطرة 18.07.2012 بعد
تأكيده مقتل وزير الدفاع العماد داؤود
عبدالله راجحة أعلن التلفزيون السوري
عن مقتل العماد آصف شوكت، نائب وزير
الدفاع، ورئيس الاستخبارات السابق،
صهر الرئيس بشار الأسد، وذلك في "التفجير
الإرهابي" الذي استهدف كبار مبنى
الأمن القومي، اليوم الأربعاء(18يوليو/
تموز 2012) أثناء اجتماع لقادة أمنيين
ووزراء. وأشار التلفزيون السوري إلى أن
وزير الداخلية السوري محمد الشعار لم
يمت بعد أن ذكرت أنباء وفاته في
الانفجار. وأصيب في الانفجار رئيس مكتب
الأمن القومي هشام بختيار، وذكرت
الأنباء أنه يخضع الآن لعملية جراحية
إثر إصابته في انفجار دمشق. وتوعدت
سوريا بمعاقبة المسؤولين عن التفجير
قائلة إنها ستقوم "ببتر كل يد يفكر
صاحبها بالمساس بأمن الوطن"، وفق
بيان عسكري تلي في التلفزيون السوري
الرسمي وجاء فيه إن "القيادة العامة
للجيش والقوات المسلحة... تؤكد إصرارها
على القضاء المبرم" على من أسمتها
"عصابات القتل والإجرام وملاحقتهم
أينما فروا." وتابع "وإذا كان هناك
من يظن أن باستهداف بعض القادة يستطيع
لي ذراع سوريا فانه واهم." وقال وزير
الإعلام السوري (وفقا لقناة العربية)
أن "ما حدث اليوم يتحمل مسؤوليته كل
من أرسل طلقة واحدة إلى سوريا". مسؤولية
من؟ وأعلنت
جماعتان سوريتان مسؤوليتهما عن تفجير
دمشق اليوم الأربعاء الذي أسفر عن
مقتلمسؤولين سوريين كبار وقالت
جماعة تطلق على نفسها "لواء الإسلام"
المعارضة في بيان نشرته على صفحتهاعلى
فيسبوك إنه تم "استهداف مكتب الأمن
القومي والذي يضم مكتب ما يسمى خلية
إدارة الأزمة في العاصمة دمشق". وأكد
متحدث باسم الجماعة إعلان المسؤولية
عبر الهاتف. من
ناحيته أعلن العقيد قاسم سعد الدين،
المتحدث باسم الجيش السوري الحر في
الداخل، مسؤولية جماعته أيضا عن
الهجوم، مضيفا أن هذا هو "البركان
الذي كانوا تحدثواعنه وأنه بدأ للتو".
من ناحيته أعلن وزير الخارجية الروسي
سيرغي لافروف أن معارك حاسمة تدور في
سوريا الآن، مجددا موقف بلاده من أنها
لن تسمح بتبني مشروع قرار في مجلس
الأمن يساند "حركة ثورية" في هذا
البلد. وفي
باريس أعلن المتحدث باسم وزارة
الخارجية الأربعاء أن باريس تعتبر أن
تشبث الرئيس السوري بشار الأسد
بالسلطة "غير مجد" ودعت آخر جهات
داعمة للنظام السوري "إلى أن تنأى
بنفسها عن القمع". وقال برنار فاليرو
ردا على سؤال عن المعارك العنيفة
الدائرة في دمشق "على بشار الأسد أن
يدرك بان تشبثه بالسلطة غير مجد وان لا
شيء سيوقف مسيرة الشعب السوري نحو
مستقبل ديموقراطي يتماشى مع تطلعاته.
وعلى آخر الجهات الداعمة للنظام أن
تدرك بان القمع لا يؤدي إلى نتيجة
وندعوها إلى أن تأخذ مسافة من القمع
الدامي المستمر منذ 16 شهرا". لمتابعة
آخر أخبار الاشتباكات في وسط دمشق
الرجاء النقر على الرابط التالي
لدويتشه فيله باللغة العربية. http://www.dw.de/dw/0%2C%2C9106%2C00.html دويتشه
فيله/ وكالات ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |