ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
هذه
المرة.. شكرا لروسيا والصين! 2012-07-21 12:00 AM الوطن السعودية على عكس المرتين
السابقتين، أصابت كل من روسيا والصين
هذه المرة ـ من حيث لا تعلمان ـ
باستخدامهما حق النقض "الفيتو" في
مجلس الأمن على القرار الخاص بسورية
تحت الفصل السابع، في تخبط يأتي
امتدادا لتخبط نظام الأسد، وخصوصا بعد
فقده 4 من قياداته في عملية نوعية هي
الأضخم والأهم منذ نحو 17 شهرا، ذلك أن
أي تحرك دولي الآن من الممكن أن يؤخر
الحسم على الأرض في سورية. تأجيل جلسة مجلس
الأمن من الأربعاء إلى الخميس، كان
محاولة ذكية لإظهار غباء كل من موسكو
وبكين، اللتين اعتقدتا بأن تعيين وزير
دفاع جديد للنظام الأسدي من الممكن أن
يبقي الأمور على الأرض تحت سيطرة
النظام المهترئ، لتأتي المفاجأة
كالصاعقة على الروس والصينيين بسيطرة
الجيش الحر أمس الأول على منافذ برية
حدودية مهمة مع كل من العراق وتركيا،
وهي المكاسب التي قد ترجح موازين القوى
لكفتهم. وبالأمس، وبغض النظر
عن النفي السوري وعما إذا كان مسعى
روسيا لـ"جس النبض"، فقد ثبت
قطعيا عمق الأزمة التي يعيشها نظام
الأسد، بعد أن أعلن سفير موسكو لدى
باريس استعداده للتنحي بصورة حضارية. الواقع على الأرض،
يشير وبكل وضوح إلى بسط الجيش الحر
سيطرته على رقع جغرافية مهمة من
الأراضي السورية، في وقت يعزز من تقدمه
في العاصمة دمشق والتي سقط أحد أهم
أحيائها في يده، وسعيه للسيطرة على
مطار دمشق الدولي، مقابل أنباء غير
أكيدة تتحدث عن فرار عائلة الأسد إلى
القرداحة وهي منطقة ذات غالبية علوية. ومن دون النظر إلى
المواقف السياسية الغربية التي أدانت
استخدام روسيا والصين للفيتو بوجه
المشروع الخاص بسورية تحت الفصل
السابع واعتباره منحة إضافية من الوقت
لاستمرار حصد الأرواح البريئة من
الشعب السوري، يتعين القول إن الوضع
على الأرض لم يعد بحاجة إلى تدخل دولي،
وليس من المبالغة الإشارة إلى أن
الانشقاقات الأخيرة التي حدثت في صفوف
الجيش النظامي بعد مقتل أهم أركان نظام
الأسد كافية لترجيح كفة الجيش الحر
الذي تشير المعلومات إلى تخطي مقاتليه
حاجز الـ200 ألف مقاتل غالبيتهم من
المنشقين. والآن، تبدو الفائدة
معدومة جدا من التشبث بخطة المبعوث
العربي الأممي المشترك كوفي عنان،
والذي تحدث عنها مندوب سورية لدى مجلس
الأمن بشار الجعفري في خطابه أمام
المجلس مساءَ الخميس وكأنها أمنيات
وردية، وذلك بعد تلكؤ الأسد في تطبيقها
طيلة الأشهر الماضية، فهو لم يعتمد
الحل السياسي، ولم يوقف العنف، ولم
يسمح للمساعدات الإنسانية بالدخول،
ولم يطلق سراح جميع المعتقلين، ولم
يؤمن حركة حرة للصحفيين، ولم يحترم حق
التجمعات والمظاهرات السلمية، ولن
يفعل. ================= رأي
الراية ... مرحلة ما بعد الأسد الراية 21-7-2012 لا شك أن التطورات
الميدانية الأخيرة في سوريا تتطلب
الاتفاق على رؤية موحدة للأزمة
السورية خصوصا وأنها بلغت مستوى
خطيراً، فبعد وصول الاشتباكات إلى
العاصمة دمشق ودخولها في مرحلة حاسمة
من الصراع المستمر منذ 16 شهراً،
بالإضافة إلى العملية النوعية للجيش
الحر الذي تسلل إلى مركز القيادة
السورية واستطاع أن يغتال أربعة من
كبار قادة النظام تحتم على العرب جميعا
تدارس الأوضاع بجدية أكثر، حتى تخرج
بقرار موحد قادر على التعامل مع
التطورات الأخيرة. الأزمة السورية لا
تخص سوريا وحدها، بل هي هم يؤرق جميع
العرب، وعليه فإن دولة قطر كانت من
أوائل الدول التي تحدثت عن الأزمة
بجدية بل إنها سعت إلى حل جذري وشامل
للأزمة منذ بداية تفجرها، ولكن النظام
السوري أجهض تلك المساعي عبر تصلبه في
مواقفه المعتمدة للحل الأمني والقمعي
لطلاب الحرية في سوريا والذي أدخل
البلاد في نفق مظلم تفوح منه رائحة
الدم والبارود والموت. الجيش السوري الحر
استطاع فرض نفسه على الواقع السوري
بصفته الجيش الذي يدافع عن المدنيين
السوريين العزل ضد جرائم النظام،
وبوصوله إلى دمشق وتوجيهه ضربات مؤلمة
للنظام تحتم على العرب جميعاً مدارسة
كل التداعيات الميدانية الأخيرة
والعمل على إجراء عملية تقييم للجهود
التي تبذل سواء على مستوى الأمم
المتحدة، أو مجلس الأمن ومشاريع
القرارات التي تعرض عليه، لكي يذهب
القرار العربي إلى الأروقة الدولية
وهو موحد قوي دون خلافات، فالموقف
الموحد يفرض نفسه في الأروقة الدولية
كوسيلة ضغط على الموقف الدولي تجاه
سوريا. السوريون ينتظرون
موقفا عربيا صارما يلجم النظام دون
مجاملات أو مصالح جانبية، تجنى على
حساب الشعب السوري، وهذا هو الموقف
الرسمي القطري الذي أكد في أكثر من مرة
وفي شتى المحافل الدولية التي ناقشت
الوضع السوري أن النظام فقد صلاحيته
منذ القتيل الأول من المدنيين في
الاحتجاجات، فنظام لا يرى مطالب شعبه
إلا من فوهة البندقية لا يتوجب وجوده
بعد اليوم في المشهد السوري، لأن
السوريين بالفعل بدأوا التحضير لمرحلة
ما بعد الأسد بعد الهزائم الكبيرة التي
تلقاها النظام في الآونة الأخيرة. ================= خيرالله
خيرالله / ماذا بقي أمام بشّار الأسد
يفعله؟ الرأي العام 21-7-2012 ما نشهده في سورية
نهاية طبيعية لنظام غير طبيعي. هذا كلّ
ما في الامر. هناك نظام قرّر، من اجل
البقاء في السلطة، الانتهاء من شعبه.
تبيّن بكلّ بساطة ان الشعب السوري ليس
مستعدا لقبول الذلّ الى ما لا نهاية.
قرّر هذا الشعب المقاومة على غرار ما
يفعله اللبنانيون منذ سنوات عدة في
مواجهة آلة القتل السورية التي
استهدفت كبار رجالات البلد من كمال
جنبلاط الى الى الرئيس رفيق الحريري
ورفاقه مرورا بالمفتي حسن خالد
والرئيسين بشير الجميّل ورينيه معوّض
وعشرات آخرين وصولا الى سمير قصير
وجورج حاوي وجبران تويني ووليد عيدو
وبيار امين الجميّل وانطوان غانم
ووسام عيد. بالطبع، لا يمكن ان ننسى
الشهداء الاحياء الذين صمدوا في وجه
آلة القتل على رأسهم مروان حمادة
والياس المرّ ومي شدياق. في مثل هذه الايّام
لا يمكن الاّ ان نتذكر ايضا شهداء
لبنان وهم بعشرات الآلاف. كذلك
المعتقلين في السجون السورية. نتذكّر
شهداء طرابلس وصيدا والدامور والقاع
والعيشية والاشرفية وكلّ قرية من
القرى ومدينة من المدن التي تعرّضت على
مرّ السنوات لوحشية النظام السوري
الذي رفع منذ ما يزيد على اربعين عاما
شعار الانتصار على لبنان بديل من
الانتصار على اسرائيل. اتخذ الشعب السوري
قراره وقرّر اخراج النظام من دمشق.
ماذا بقي امام بشّار الأسد يفعله بعدما
صار الوضع السوري خارج السيطرة؟ هل
يصدّق ان روسيا وايران تستطيعان ان
تفعلا شيئا؟ هل يصدّق ما يقوله سيرغي
لافروف وزير الخارجية الروسي عن ان
هناك قطاعا من الشعب السوري لا يزال
يدعم النظام؟ لو كانت روسيا قادرة على
فعل شيء، لكانت انقذت نيكولاي
تشاوشيسكو عندما كان الاتحاد
السوفياتي لا يزال حيّا يرزق. تبدو نهاية النظام
السوري مزيجا من نهايتين. نهاية
تشاوشيسكو ونهاية معمّر القذّافي. انه
يدفع ثمن العجز عن فهم انّ الجرائم لا
تحلّ اي مشكلة وأنّه لا يمكن تغطية
جريمة بأخرى اكبر منها. جرّب ذلك في
لبنان مرارا. حاول تغطية جريمة التمديد
لاميل لحّود بجريمة محاولة اغتيال
مروان حمادة. لمّا عجز عن ارهاب
اللبنانيين هو وعملاؤه المباشرون
الذين يعملون لدى ايران، جاءت جريمة
اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري
ورفاقه. ولمّا نزل اللبنانيون الى
الشارع واخرجوا بصدورهم العارية
القوات السورية من الاراضي اللبنانية،
سعى الى ارهابهم عن طريق مزيد من
التفجيرات والجرائم مستعينا بالادوات
الايرانية وادوات الادوات من مستوى
النائب المسيحي ميشال عون بطل المعارك
الخاسرة سلفا التي هجرت عشرات آلاف
اللبنانيين من لبنان، خصوصا المسيحيين
منهم. ورث بشّار الأسد
السلطة وليست لديه سوى فكرة واحدة تقوم
على القراءة من كتاب قديم اسمه حافظ
الأسد. لم يدرك ان العالم تغيّر وان
الشرق الاوسط كلّه تغيّر وان السياسة
التي اتبعها حافظ الأسد كانت سياسة
جوفاء تعكس عمق الازمة التي يعاني منها
النظام السوري، وهي للمرّة الالف ازمة
نظام وكيان في الوقت ذاته. ماذا بقي امام بشّار
الأسد يفعله. هل يستخدم الاسلحة
الكيميائية ضدّ شعبه؟ الارجح انه
سيلعب ورقته الاخيرة وهي ورقة الدولة
العلوية بعدما لفظته دمشق ولفظته قبل
ذلك حمص وحماة وحلب. السؤال الآن، هل لا
يزال مجال للعب ورقة الدولة العلوية؟ ما لا بدّ من ملاحظته
ان العلويين ليسوا جميعا مع بشّار
الأسد. لقد عانت الطائفة العلوية دائما
من آل الأسد. قتل حافظ الأسد محمد عمران
وسجن صلاح جديد... حتى الموت. وفتك
بعشرات الضباط الآخرين الذين رفضوا ان
يكونوا مجرّد خدم عنده. لا شكّ ان القصف
العنيف الذي تعرّضت له كلّ من حمص
وحماة والمناطق الحيطة بهما استهدف
اوّل ما استهدف توسيع المجال الحيوي
للدولة العلوية. ولكن مما لا شكّ فيه
ايضا ان مثل هذه الاستراتيجية فشلت
فشلا ذريعا في ضوء صمود حمص ورفض عدد
كبير من العلويين التجاوب مع هذا
التوجّه. من يستطيع اقناع بشّار الأسد
بانّ هذا الخيار فاشل وبات افقه مسدودا
تماما كما فشل قبل ذلك خيار الحلّ
الامني. ليس أمام بشّار الأسد
سوى الخروج من سورية اليوم قبل غد. ليس
أمامه سوى الذهاب الى روسيا... أو ايران
مع افراد عائلته في انتظار مثوله امام
المحكمة يوما. في ما عدا ذلك، لا خيارات
أخرى أمام رجل كان يظنّ ان التخلّص من
رفيق الحريري يحلّ اي مشكلة من مشاكل
النظام ويمكّن هذا النظام من تجاوز
ازمته العميقة. اخطأ بشّار الأسد في
لبنان، اخطأ في حق اللبنانيين. لم
يتعلّم شيئا من خروجه من الوطن الصغير.
ها هو الآن يخطئ في سورية ويخطئ في حقّ
السوريين. كنّا نعتقد، بعد الذي فعله
في لبنان والجرائم التي ارتكبها عن
سابق تصوّر وتصميم انه لا يعرف شيئا عن
البلد الجار. نكتشف اليوم انه لا يعرف
شيئا لا عن سورية ولا عن السوريين.
ربّما ذلك عائد الى انه جاء الى السلطة
عن طريق الخطأ واعتقد انه عالم في كلّ
المواضيع وانه تكفي القراءة من الكتاب
القديم كي يمضي حياته رئيسا لسورية. ما انتهى يوم الثامن
عشر من تمّوز- يوليو 2012 هو نظام لم يدرك
يوما ان الهروب الى امام لا يمكن ان
يكون سياسة... وان لا بدّ من يأتي يوم
يقول فيه السوريون، مثلما قال قبلهم
اللبنانيون: لا وجود لشيء اسمه الأسد
الى الابد! كاتب وصحافي لبناني
مقيم في لندن ================= يوسف الكويليت الرياض 21-7-2012
يسيطر على ملالي وساسة إيران
هستيريا يختلط فيها الوهم بالمغامرة
بالذات، وقد صدقوا أنفسهم بأنهم
الإلهام للثورات العربية التي خرجت من
رحم ثورة الخميني ولابد من اقتفاء
أثره، وقد حاولوا الركض خلف السراب
بإرسال مبعوثين وتقديم دعوات غايتها
أنها المحور الذي تدور حوله كل
المتغيرات الجديدة في الربيع العربي.. وحتى نصل إلى فهم عام
بين العلاقات الدولية التي تنبني على
مصالح محددة، وبين من يريد احتواء غيره
بقوة وهمية كبديل عن الدبلوماسية
المرنة التي تتجاوز عقدة القومية
والمذهب، حاولت إيران اختراق الجدار
العربي بأنها مصدر الثورات، بينما
الحقائق تخالف هذا النمط من التفكير.. فثورة إيران قادها
الملالي ضد ملكية تقليدية، بينما
ثورات العرب قامت ضد عساكر سيطروا على
السلطة من خلال الثكنة، وقادة ثوار
العرب شباب لا ينتمون لتيار وحزب، حتى
لو خطفها الإسلاميون باعتبارهم الأكثر
تنظيماً وقدرة على تحريك الشارع
وكسبه، فبناؤها مصدره شباب لا يعرفون
حتى اسم الخميني.. إيران كسبت تحالفها
مع سوريا لأنها حبل السرة في الجغرافيا
العربية، لكن المشكل أن هذه العلاقة
قامت على مذهبية ضيقة، تعلن العداء
للغرب، والمطالبة بإنهاء حالة السلام
مع إسرائيل، في حين أن إيران متداخلة
مع السياسة الإسرائيلية أيام الخميني،
وما بعده، ولأن سوريا تدور وتتأثر
بمحورها العربي، شملتها عاصفة الثورات
العربية، فكانت الصدمة الهائلة،
والقاتلة لإيران وحزب الله، لأن من
تناصرهم من العلويين هم الضد للثورة،
وهذا ما يؤكد أن إيران لم تكن مؤثرة
بتصدير ثورتها المزعومة للعرب أو
غيرهم، وسوريا أكبر شاهد على ذلك.. إذن ما العمل؟.. هذا
ما يطرحه الملالي الذهاب بعيداً مع
الورطة السورية أم البحث عن منفذ آخر،
هنا بدأ رسم خطة احتواء الحوثيين
باليمن باعتبارهم المعوض عن سوريا.
ونجاح العمل قد يقوم على دعم مادي
وعسكري، وهي علاقة قائمة منذ عدة
سنوات، ورغم تعارض الزيدية مع الأثني
عشرية الإيرانية، إلا أن الحوثيين
وجدوا فيها منفذاً لبناء دولتهم
الشيعية، وقطعاً الأمور لا تسير
بالاتجاه الذي ترغبه إيران فالثورة
غيرت المعالم كلها، ولم يعد الخلاف بين
بعض القبائل والمذاهب مع الحكومة
السابقة قائماً، وهي ثقرة قد لا تبرر
نزعة الحوثيين الجعفرية، طالما
التشكيل القبلي والمذهبي يتقاطع مع
هذا المذهب الجديد على تاريخ اليمن.. استهداف اليمن من قبل
إيران يذهب إلى تطويق المملكة ودول
الخليج العربي من الجنوب، وليصبح
العراق نقطة الحصار الأخرى باعتباره
يسبح في فلكها، لكن الوضع المختلف،
سواء بسوريا أو الدول العربية الأخرى،
التي حاولت إيران جذبها إلى ساحتها،
وجدت أن الحواجز أكبر من مفهوم مذهب،
لأن المعادلات السياسية ذاتها انقلبت،
وأصبح اللاعب، سواء قوة عظمى، أو
إقليمية، تواجه مداً شعبياً لا يجعل
السلطات مطلقة التصرف بعقد الصفقات،
ومع إيران تحديداً فالمسألة طائفية
تحت ستار قومي فارسي، وهذا الإدراك
العام العربي جاء صدمة لها إلى جانب
الحصار الدولي الذي تشهده، والذي جعل
مناوراتها مجرد حلم يضيع مع سراب
الصحراء العربية.. ================= أ. نجيب الخنيزي عكاظ 21-7-2012 الأحداث والتطورات
المتسارعة التي شهدتها وتشهدها الساحة
السورية في الآونة الأخيرة، في
مفاصلها الداخلية، وفي تشابكاتها
الإقليمية والدولية، تنبئ عن دخول
سوريا مرحلة جديدة سيتحدد خلالها إلى
حد كبير، ليس مصير ومستقبل نظام بشار
الأسد فقط، بل ومجمل التوازنات
والمواقف الإقليمية والدولية. على
الصعيد الداخلي يبدو أن القبضة
العسكرية / الأمنية للنظام آخدة
بالتراخي والضعف (رغم استمرار وتصعيد
عمليات القمع والمجازر الوحشية) في
مواجهة اتساع وامتداد الحراك الثوري،
ليشمل مناطق ومدنا وقطاعات رئيسية
ومهمة كانت مشاركتها حتى الأمس القريب
محدودة إن لم تكن شبه معدومة، ونذكر
هنا دمشق (العاصمة السياسية) وحلب (التي
تعد العاصمة التجارية) حيث تتزايد في
المدينتين الحركات الاحتجاجية
كالمظاهرات والإضرابات، ناهيك عن
تصاعد المواجهات العسكرية المباشرة
بين القوات والكتائب الأمنية التابعة
للنظام، وبين عناصر الجيش السوري الحر
والمجموعات المسلحة المعارضة حيث
تتواصل لتشمل أحياء مهمة في دمشق
العاصمة التي تعد المعقل وتصفية قادة
النظام. إزاء هذه التطورات
الدراماتيكية المتسارعة فإن القاعدة
الاجتماعية للنظام ومكوناته الأمنية
آخذة بالتفسخ والاضمحلال التدريجي،
وليس أدل على ذلك حالات الانشقاق
لشخصيات سياسية وعسكرية بارزة، نذكر
من بينها انشقاق السفير السوري في
العراق نواف الفارس، والذي كان يشغل
مناصب رفيعة في أجهزة الاستخبارات
السورية وكذلك العميد مناف طلاس نجل
وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس. كما لا نستطيع إغفال
التبدلات (على محدوديتها حتى الآن) في
مواقف حلفاء دمشق على الصعيدين
الإقليمي والدولي، ونقف هنا أمام
دلالة استقبال العاصمة الروسية موسكو
مؤخرا لشخصيات معارضة رفيعة المستوى
في المجلس الوطني، وفي المنبر
الديمقراطي السوري حيث التقت مع وزير
خارجية روسيا ومسؤولين كبار آخرين
لمناقشة المرحلة الانتقالية في سوريا،
وفي إقرار روسي ضمني، بأن التطورات
الأخيرة قد تخرج الأسد من المعادلة
نهائيا صرح وزير الخارجية الروسي
سيرجي لافروف بأن روسيا غير متمسكة
بالأسد، غير أنه أضاف بأن مصيره يقرره
الشعب السوري فقط، وعلى نفس الخط دعت
طهران فصائل المعارضة السورية
لزيارتها، وأبدت استعدادها لرعاية
مفاوضات بين المعارضة والنظام. من كل
ذلك يبدو بأن مبادرة المبعوث الأممي
والعربي كوفي أنان ببنودها الستة في
ضوء التطورات الأخيرة، باتت في حكم
الميتة، وبأن المدخل الوحيد للمقاربة
السياسية لحل الأزمة السورية
المستفحلة بات يتطلب رحيل رأس النظام
ومعه دائرته الضيقة الفاسدة والملطخة
أيديهم بدماء الشعب السوري. أي تلكؤ والتفاف على
هذا المطلب الوطني من شأنه ليس إطالة
معاناة الشعب السوري فقط بل انزلاق
سوريا فعليا نحو الحرب الأهلية
الشاملة في حرب الجميع ضد الجميع أو
المأكلة الكبرى وفقا للفيلسوف
البريطاني توماس هوبز، بل وستصل
تداعياته المرعبة إلى عموم المنطقة.
وفي المقابل يتعين على المعارضة
السورية تجاوز خلافاتها وانقساماتها
المزمنة، ونبذ الخطاب والتجاوزات
والممارسات الطائفية المقيتة على
الأرض، وذلك عبر تقديم خطاب وطني جامع
وجاد يطمئن القطاعات المترددة أو
الخائفة على مستقبلها، بما في ذلك
جمهور ومؤيدو النظام (وهم قطاعات مهمة
وواسعة) الحالي، وهو ما يتطلب رسم
خارطة طريق للبديل الوطني، يتمثل في
قيام دولة مدنية / ديمقراطية تسع
المكونات (الاجتماعية والسياسية
والدينية والمذهبية والأثنية) السورية
كافة، وذلك على قاعدة دولة المواطنة
المتساوية في الحقوق والواجبات للجميع.
================= التاريخ: 21
يوليو 2012 البيان حين أعلنت اللجنة
الدولية للصليب الأحمر، منذ أيام
قليلة، أن سوريا تعيش الآن حالة حرب
أهلية، بدت وكأنها توضح ما هو واضح
بالفعل. ورغم كل الجهود التي بذلها
الأمين العام السابق للأمم المتحدة
كوفي عنان، فإن العنف الذي كانت تهدف
مهمته إلى إخماده لم يتراجع بعد.
وأخيرا، توجه عنان إلى موسكو مجددا، في
محاولة لإقناع روسيا بضرورة التوقيع
على تشديد العقوبات، والانضمام إلى
القوى الغربية للمساعدة في الإشراف
على انتقال الحكم من الرئيس السوري
بشار الأسد. ولعل هناك نوعا من
العزاء في رصد الخطوط العريضة لأحد
الحلول النهائية، وإن كان بعيدا جدا.
فإذا وجد عنان أن الأمر يستحق إجراء
المزيد من المحادثات في موسكو، فقد لا
يكون موقف الكرملين إذن بالثبات الذي
يبدو عليه. وإذا وجدت اللجنة
الدولية للصليب الأحمر أن سوريا قد
تردت الآن إلى حرب أهلية شاملة، فإن
القواعد الدولية المتعلقة بسلوك
المتحاربين وحماية المدنيين يمكن أن
تعتبر إذن قابلة للتطبيق. وحينها، قد
يكون هناك احتمال محاسبة الرئيس الأسد
ووزرائه وقادته العسكريين عبر المحكمة
الجنائية الدولية، بصرف النظر عن مدى
بعد هذا الاحتمال اليوم. إلا أنه من الواقعية
بدرجة أكبر ألا نرى، على المدى القصير،
الخطوط العريضة لحل ما، ولكن لصراع
يصبح اكثر رسوخا. وفي حين أن روسيا قالت
أخيرا إنها لن تبرم أي صفقات أسلحة
جديدة مع سوريا، فإنها لم تغير موقفها
العلني من الأسد. وبدا وزير الخارجية
الروسي سيرغي لافروف متشبثا برأيه قبل
وصول عنان، متهما الغرب باستخدام "عناصر
ابتزاز". وقد يعكس تصلب روسيا مصلحة
ذاتية معينة أو نوعا من البراغماتية،
أو كلا الأمرين معا. ولكنها تصر على
اعتبار مصير الأسد مسؤولية السوريين
أنفسهم، والنظر إلى تغيير النظام دون
أي يقين حول ما سيحدث بعد ذلك باعتباره
أكثر زعزعة للاستقرار من الأخطار
الحالية. وينبغي لأي تقدم دبلوماسي في
سوريا أن يأخذ وجهة النظر تلك بعين
الاعتبار. لا لأنها تخص روسيا، ولكن
لأن أي خطة للانتقال يجب ألا تأخذ في
الحسبان الرغبة في إنهاء حكم الرئيس
الأسد فحسب، ولكن أيضا خطورة ترك فراغ،
أو منطقة حرب، في وسط هذه المنطقة
شديدة التقلب بالفعل. والحقيقة التي يجب أن
تشغل العقول هي أن الوقت اللازم لأي
انتقال منظم ومدعوم دوليا ينفد شيئا
فشيئا. إذ يمكن لسوريا أن تكون أو لا
تكون في حالة حرب أهلية حيث إن العنف لا
يزال مركزا على مراكز المقاومة غير أن
المناطق المتنازع عليها تأخذ في
التوسع، والعنف يأخذ في الانتشار،
بالغا مشارف دمشق . وسواء كانت المذبحة
التي شهدتها قرية تريمسة أخيرا ارتكبت
من قبل ميليشيات متحالفة مع الأسد، كما
حدث في الحولة في مايو الماضي، أو نجمت
عن اشتباك مباشر بين القوات الحكومية
والثوار، فإنها تعزز واقع أن جهود
السلام التي بذلها عنان باءت بالفشل
حتى الان. لا يستطيع الأسد إلا
أن يعترف بأن الحظ ليس حليفا له. ================= تاريخ النشر:
السبت 21 يوليو 2012 د. سعد بن طفلة
العجمي الاتحاد أجمع المراقبون على
أن انتقال القتال في سوريا إلى العاصمة
بهجوم "بركان دمشق"، هو بداية
النهاية للتخلص من النظام نهائياً،
لكن مقتل قادة نظام الرئيس السوري بشار
الأسد ومسؤوليه الأمنيين، هي الضربة
الموجعة وقشة قصم ظهر البعير التي يتفق
المراقبون على أنه لا يمكن للنظام أن
يستمر بعدها طويلًا. فمقتل وزير
الدفاع، ووزير الداخلية والمسؤول عن
إدارة الأزمة ومقتل آصف شوكت- الرجل
الدموي وصهر الرئيس وأحد أهم أعمدة
النظام، تعني أن المسألة مسألة وقت قد
لا يطول كثيراً، لا أحد يملك إجابة كم
ستطول، ولكن الحتمي أن سقوط النظام بات
وشيكاً. والسؤال الذي يشغل
بال السوريين بالدرجة الأولى، وجميع
من يتابع ويهتم بهذا البلد المنكوب
بالبطش والديكتاتورية هو: ماذا بعد
سقوط النظام؟ هناك توقعات بأن يقوم
النظام، وهو يعاني سكرات موت السقوط
بارتكاب مجازر جديدة قد تستهدف
المناطق السُنية تحديداً، في محاولة
يائسة لخلط الأوراق وتدمير المعبد على
من فيه، اعتقادا منه أن ذلك هو السبيل
الوحيد للبقاء على قيد الحياة في بلد
أصبحت تسوده الفوضى والاقتتال
الطائفي، وهو ينشد بذلك حشد صفوف
الطائفة العلوية، التي قد يرتكب شبيحة
النظام في حقها مجازر متزامنة مع مجازر
السُنة، والأمر نفسه قد يطال
المسيحيين والدروز وغيرهم، وهو
سيناريو شيطاني لا يستبعد على نظام لم
يستثن سلاحاً لقمع شعبه إلا أسلحة
الدمار الشامل-حتى كتابة هذه المقالة.
والأخطر من جرائم النظام، هو انسياق
الطوائف جميعاً لهذا المخطط الجهنمي
الذي قد يطيل من بقاء رئيس النظام
لفترة بتحصنه في مناطق الساحل بعدما
يحرق الأخضر واليابس. والحقيقة التي لا
يمكن إخفاؤها هو أنه إلى جانب جرائم
ومذابح الشبيحة وأجهزة النظام، تورطت
بعض العناصر الثائرة غير المنضبطة في
خروقات وقتال طائفي في مناطق متفرقة،
وهي عناصر تدعي الانتماء للثورة أو
ترفع علم الجيش السوري الحر، وقد لا
تكون منضوية تحت لوائه. لقد نجح النظام إلى
حد كبير، في إثارة الهلع بين المسيحيين
السوريين، ونزح كثيرون منهم نزوحاً
داخلياً هربا من الاقتتال ومن شائعات
التصفية التي يبثها النظام وأجهزته
ضدهم، بل ومن بعض انتهاكات ارتكبت ضدهم
في حماة وحمص من قبل عناصر تدعي
انتمائها للثورة. ويخشى كثير من
العلويين أن يكونوا هدفاً لقوى ما بعد
النظام، وبينما تتزايد أعداد من يخرج
ضد النظام بينهم، يتصايح العقلاء على
ضرورة اللجوء للحل "العلوي"
بالتخلص من النظام قبل خراب البصرة.
وهو ما يتطلب تحركاً سريعاً من قبل
عقلاء ووجهاء الطائفة العلوية للتبرؤ
من نظام الأسد والنأي بالطائفة من
جرائمه. كما يخشى الحريصون
على سوريا بعد بشار من تلاشي الجيش
بتلاشي قياداته الدمويين، ويحدو
المحبون الأمل أن تبادر فرق ووحدات
عسكرية ممن لم يتلوثوا بدماء شعبهم
بالانشقاق المبكر لضبط الأوضاع وحفظ
الأمن خوفاً من الانفلات المطلق
للأمور، وهو أمر يتمناه بقايا نظام
بشار. ومما لا شك فيه، أن
مرحلة الانفلات الأمني يرافقها دوماً
تغلغل استخباراتي لدول معادية لسوريا
الحرية، ولن تقبل لسوريا الاستقرار
وستعمل على إشعال الاحتراب الداخلي
فيها. تفيد المعلومات أن
التركيز على مناطق الشمال والشمال
الغربي ومحافظات حمص وحماة وإدلب، هو
تحضير لفرز طائفي مناطقي، حيث يخطط رأس
النظام للتحصن في الساحل والجبال
الغربية، كمحاولة يائسة أخيرة
للاستمرار كلورد حرب في بلد يتمنى أن
تعمه الفوضى والحرب الأهلية. دمر بشار ونظامه
سوريا، والأمل ألا تقع سوريا القادمة
في براثن مخطط الحرب الأهلية،
فمصائبها لن تقل بشاعة عن مجازر نظام
الأسد ومذابحه. ================= طريق
الحرّيّة العربيّ والسوريّ تاريخ النشر:
السبت 21 يوليو 2012 حازم صاغية الاتحاد في مواجهة الحجج
النقديّة، بل الاتّهاميّة، التي
يسوقها خصوم "الربيع العربيّ"
وثوراته، جاءت نتائج الانتخابات
الليبيّة الأخيرة تعلن أنّ الخيارات
التي باتت متاحة أمام الشعوب ليست
أبداً من لون واحد، وأنّ هناك فرصاً
جديدة للتدخّل والتأثير الإنسانيّين
في المجريات العامّة. صحيحٌ أنّ وصف الذين
فازوا في الانتخابات الليبيّة بـ "الليبراليّين"
ينطوي على قدر من المبالغة وعدم
الدقّة، لكنّ الصحيح أيضاً أنّ
الإسلاميّين إنّما حُرموا انتصاراً
سبق أنّ توقّع الجميع حصوله وضمنوه.
وهذا يعني أنّ السياسة بدأت تجد لها
موقع قدم في البلد الذي كان معمّر
القذّافي قد حكمه منذ 1969 فعزله عن
العالم وأحكم عزلته كما أعدم سائر
احتمالاته وممكناته. هكذا تبيّن أنّ
وراء "الجماهيريّة" وسيّدها
العقيد اللذين حجبا كلّ شيء آخر
عداهما، توجد قوى وتيّارات وآراء
ومصالح مختلفة، وبالتأكيد توجد عشائر
وقبائل وإثنيّات سوف تجهد كلّها بعد
اليوم كي تتدبّر أمر تعايشها، على هذا
النحو أو ذاك. ومن ليبيا إلى مصر،
وبغضّ النظر عن النتائج التي سوف ينتهي
إليها النزاع الإسلاميّ – العسكريّ –
الشبابيّ، يمكن القول إنّنا للمرّة
الأولى، منذ انقلاب 1952 الناصريّ، نسمع
بوجهات نظر مختلفة في أمور الدنيا
والدين، وفي العلاقة بينهما، كما
نجدنا أمام محكمة دستوريّة تصدر
الأحكام، وأمام حجج يعترض أصحابها
قانونيّاً على الأحكام تلك. ووراء هذا الضجيج
كلّه يتبدّى كم أنّ السياسة صارت ترتبط
بالقوانين وبالنقاش العامّ، وهو ما لا
سياسة من دونه بتاتاً. ومؤخّراً، وعلى هامش
مؤتمرها، زوّدتنا الأخبار بوجود
تناقضات بين أجيال حركة "النهضة"
الإسلاميّة في تونس، وبتأثّر كلّ واحد
من تلك الأجيال بما عرفه وعاشه في زمنه
ممّا لا يصحّ في جيل آخر. وهذا إنّما
يشي بأنّ الكتل الحزبيّة الإسلاميّة
هي نفسها ليست كتلاً صلدة صمّاء، بل
تجوز عليها التمايزات والانشقاقات
التي تُغني الحياة السياسيّة وتغيّر
وجهاتها المفترضة. ويمكن العثور على عدد
لا يُحصى من الأمثلة والشواهد
المشابهة في تلك البلدان العربيّة
المذكورة، كما في سواها، ممّا يعزّز
القول بأنّ الواقع الذي كان ممسوكاً
حديديّاً قد انهار لمصلحة واقع جديد
متعدّد، تصنعه جهود البشر وإراداتهم
ومسؤوليّاتهم، وأنّ رؤوس الملايين
بدأت تظهر من وراء الرأس الواحد الذي
كان يحجب المشهد كلّه باسطاً هيمنته
الثقيلة. وليس من المبالغة
القول إنّ سيولة الحرّيّة هي التمهيد
الذي لا بدّ منه لسيولة السياسة، بل
لكلّ العناوين المتبقّية والكثيرة على
أجندة الحداثة والدمقرطة. فمن دون
حرّيّة يستحيل طلب أيّ مكسب آخر، من
غير أن يعني هذا أيّ طريق سهلة معبّدة
تتفادى المخاطر والسلبيّات. وإذا ما
جاز لنا القياس بتجربة الثورة
الفرنسيّة، أمكن القول إنّ الحرّيّة
التي وفّرتها كانت الشرط المسبق
والشارط لإنجازات الحداثة الأخرى التي
استلزمتها عقود ونضالات ودماء قبل أن
تستقرّ على حالها الراهنة. بيد أنّ هذه المهمّة،
طلب الحرّيّة، أصعب ما تكون في سوريّا
على ما يبدو. فالنظام في دمشق مصرّ على
الذهاب أبعد ما يمكن كي يمنع شعبه من أن
يقرّر مصيره بنفسه وأن يصنع مستقبله
بيديه. وإذا ما صدّقنا نوّاف فارس،
السفير السوريّ السابق في العراق،
الذي انشقّ مؤخّراً، في حديثه إلى
تلفزيون "بي. بي. سي"، فإنّ النظام
المذكور قد لا يتردّد في استخدام
السلاح الكيماويّ إذا ما استدعى بقاؤه
ذلك! والصعوبة السوريّة
الاستثنائيّة هذه، إنّما ترجع إلى
عوامل يتفرّد بها النظام الأسديّ
قياساً بسواه من الأنظمة المشابهة: فهو، بلا أيّ قياس،
أشرس من تلك الأنظمة التي حكمت كلاًّ
من مصر وتونس واليمن. ولئن كان النظام
الليبيّ السابق يشبه زميله السوريّ في
الشراسة، إلاّ أنّه أكثر منه
اعتباطيّة وأقلّ منه منهجيّة في
ممارسة العنف على شعبه. إلى ذلك فإنّ النظام
السوريّ أشدّ ارتباطاً بشبكات مصالح
إقليميّة ودوليّة من سائر الأنظمة
السابقة. فهو، وكما بتنا نعرف جميعاً،
وثيق الصلة بروسيا وإيران، وإلى حدّ ما
بالصين، لكنّه، إلى هذا، متداخل مع قوى
ومصالح فعليّة في كلّ من العراق ولبنان
والأردن وبين الفلسطينيّين، فضلاً عن
تحكّمه بقراري الحرب والسلم مع
إسرائيل. وهنا يلعب الموقع الجغرافيّ
المحوريّ لسوريّا دوراً كبيراً في
ارتسام الأمور على النحو هذا. والنظام الأسديّ،
استطراداً، إنّما يضع في جيبه ورقة
الممانعة و"القضيّة"، بما يراد له
أن يوحي أنّ الصراع معه ينطوي على "انحراف"
عن "الثوابت الاستراتيجيّة للأمّة"
وعلى ملاقاة أعدائها في منتصف الطريق. هذا، في مجموعه، يعني
أنّ الطريق إلى الحرّيّة والخيار
الحرّ ستكون في سوريّا أطول الطرق
وأشدّها عذاباً وألماً، لا سيّما في
ظلّ عنصرين اثنين يزيدان الطريق طولاً
وعذاباً: فمن جهة، هناك أحوال المعارضة
التي لا تسمح بتوقّع قدرتها على حسم
الصراع مع النظام لصالحها، وإن كانت
تسمح بالجزم بأنّها كافية لمنع النظام
من الانتصار، خصوصاً إذا ما تعاظمت
حركة الانشقاق عن الجيش الرسميّ وزادت
قوّة "الجيش السوريّ الحرّ"
تالياً. ومن جهة أخرى، هناك التخاذل
الإقليميّ والدوليّ حيث لا تزال
التصريحات والمواقف اللفظيّة أقوى بلا
قياس من الأعمال الفعليّة الوازنة
والمؤثّرة. وقد لا يكون من المبالغة
القول، في هذا المجال، إنّ الثورة
السوريّة تشكّل اليوم الامتحان الأبرز
كونيّاً لمدى شلل النظام الدوليّ
الراهن في ظلّ أوباما، وفي موازاة
الأزمة الاقتصاديّة الضاربة، فضلاً عن
كونها المحكّ الكاشف لمحدوديّة النظام
الإقليميّ وانخفاض عتبة التوقّعات
المتّصلة به. لكنّ السوريّين،
كائناً ما كان الأمر، نجحوا في البرهنة
على شيء واحد كبير جدّاً: أنّ ما خرجوا
من بيوتهم طلباً له، هو ما لن يعودوا
إلى بيوتهم قبل تحقيقه. وهذا هو
الحرّيّة. ================= كشفت
بداية تداعي البنية القمعية للنظام تفجيرات دمشق...
المعركة في عرين الأسد! تاريخ النشر:
السبت 21 يوليو 2012 الاتحاد أدى تفجير جريء
استهدف قلب الأجهزة الأمنية السورية
وسط العاصمة دمشق، إلى مصرع أربعة
مسؤولين رفيعي المستوى، مزعزعاً بذلك
قبضة الرئيس بشار الأسد على الحكم،
والتي بدت أكثر ضعفاً واهتزازاً من أي
وقت مضى منذ اندلاع الثورة السورية قبل
16 شهراً ضد حكم عائلة الأسد. ومباشرة عقب التفجير
النوعي الذي هز العاصمة واعتبره بعض
المحللين ضربة قاصمة لنظام الأسد،
شوهدت تعزيزات أمنية تنتشر في شوارع
دمشق يوم الأربعاء الماضي، بعد أربعة
أيام متتالية من الاشتباكات بين
الثوار وعناصر القوات النظامية في
العاصمة التي ظلت حتى الأيام القليلة
الماضية بمنأى عن العنف المستشري في
البلاد. والحقيقة أن الهجوم
الذي طال مقر الأمن القومي في العاصمة،
هو دليل واضح على الزخم المتحول الذي
تشهده الثورة السورية وانتقاله إلى
أيدي الثوار، كما دلل الهجوم أيضاً على
أن الثوار بما هم عليه من جماعات
منفصلة عن بعضها البعض وقوات مهلهلة
انخرطت في معارك شرسة مع النظام في
المحافظات البعيدة لأشهر ممتدة، نجحوا
هذه المرة في نقل المعركة إلى عقر دار
الأسد كما سبق لهم أن تعهدوا بذلك
مراراً. هذا بالإضافة إلى ما كشف عنه
الهجوم من عجز ذريع للجهاز الأمني
السوري، الذي طالما اعتُبر واحداً من
أشرس الأجهزة في الشرق الأوسط وأكثرها
إثارة للرعب، في حماية قادته
الرئيسيين، ناهيك عن قدرته على إخماد
الثورة الشعبية التي تعيش البلاد على
وقعها منذ حوالي عام ونصف العام. لكن رغم تلك الضربة
القاسية التي تعرض لها النظام،
وتداعياتها المحتملة على تماسكه، فإنه
لا أحد يتوقع انهياراً سريعاً أو سهلا
لنظام الأسد. وفي التفاصيل؛ فقد
أسفر الهجوم عن مقتل وزير الدفاع داوود
راجحة، ونائبه الجنرال آصف شوكت
المتزوج من الشقيقة الكبرى للرئيس
الأسد وأحد أعضاء الدائرة الضيقة
للحكم في سوريا. كما قُتل في التفجير
الجنرال حسن تركماني وزير الدفاع
السابق الذي شغل أيضاً منصب مساعد
للرئيس، هذا بالإضافة إلى وزير
الداخلية محمد الشعار. وفي خضم التطورات
الأخيرة التي هزت دمشق، سرت العديد من
الشائعات حول مغادرة الرئيس الأسد
العاصمة، واستعداده لإعلان حالة
الطوارئ. ولعل ما غذى هذه التكهنات عدم
ظهور الأسد لفترة طويلة على شاشة
التلفزيون، إلى أن نقلت صور التلفزيون
الرسمي مراسم تعيينه وزير الدفاع
الجديد، الجنرال فهد جاسم الفريج، بعد
إصدار مرسوم بهذا الشأن مباشرة عقب
هجوم يوم الأربعاء الماضي. ولاحقت
الشائعات عقيلة الرئيس، أسماء الأسد،
التي قيل إنها غادرت البلاد في اتجاه
موسكو. وقد أعلن "الجيش السوري الحر"،
الجماعة الأساسية التي تمثل الثوار
عسكرياً، مسؤوليته عن التفجير، محذراً
من أن هجمات أخرى ضد النظام جاري
التخطيط لها حالياً، لكن الجيش الحر لم
يكشف تفاصيل اختراقه الجهاز الأمني
للنظام وزرعه لقنبلة، رغم أن الكيفية
التي تم بها الهجوم ما زالت غامضة، بين
من يقول إنها نتيجة تفجير انتحاري،
وبين تقارير أخرى تذهب إلى أن التفجير
لم يكن انتحارياً. وفي تعقيبه على
الهجوم، صرّح بثقة أحد القادة
الاستراتيجيين في "الجيش السوري
الحر" للتلفزيون المصري أن حكومة
الأسد في طريقها إلى الانهيار "في
غضون شهرين"، وإن كان من الجماعات
الأخرى التي أعلنت مسؤوليتها عن
التفجير جماعة "لواء الإسلام".
وللمرة الأولى منذ اندلاع الثورة،
أوحت الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها
العاصمة بالتزامن مع التفجير النوعي
الذي أودى بحياة مسؤولين كبار، بأن
الأسد ربما يكون فعلا يفقد السيطرة على
البلاد، وأن البنية القمعية التي
اعتمد عليها النظام للبقاء في السلطة
طيلة الأربعين سنة الماضية والحفاظ
على حكم العائلة، قد بدأت في التداعي. وفي واشنطن، صرّح
وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا،
بأن التفجير يمثل "تصعيداً حقيقياً
في العمليات القتالية"، معتبراً بأن
الوضع في سوريا يسير "نحو الانفلات
والخروج عن السيطرة". كما صرّح مسؤول
آخر بارز في إدارة أوباما، رفض الكشف
عن اسمه، قائلا: "كان صهر الأسد الذي
قُتل في التفجير من أقوى العناصر
المتشددة في النظام السوري. وإذا كان
الجيش السوري الحر قادراً على
استهدافه في قلب دمشق، فذلك أمر مذهل،
ولو كنت أنا واحداً من أركان النظام
وأفكر في المستقبل، لبدأت أقلق من
الآتي". لكن رغم الزخم الذي
اكتسبته المعارضة بعد التفجير الأخير،
يقر العديد من النشطاء والمعارضين أن
المعركة ما زالت طويلة وقاسية، وهو ما
عبّر عنه المعارض والناشط السياسي
السوري، ياسين حاج صالح، قائلا: "أعتقد
أننا نقترب رويداً رويداً من النهاية،
إلا أننا سنعاني الكثير من الألم في
الأيام والأسابيع المقبلة". فرغم الخسارة
الكبيرة التي تكبدها نظام الأسد
بفقدانه خيرة رجاله المقربين، تبقى
معظم الدائرة الضيقة للحكم متماسكة،
وعلى رأسها شقيق الرئيس، ماهر الأسد،
الذي يقود فرقة أساسية في الجيش السوري.
وربما يرجع هذا التماسك، حسب العديد من
المحللين، إلى أن كبار الضباط ينتمون
إلى الطائفة العلوية التي ينحدر منها
الأسد، ويواصل العديد من العلويين
موالاتهم للنظام خوفاً مما ينتظرهم في
حال سقوطه. هذا بالإضافة إلى
انضمام أقليات أخرى للدفاع عن النظام،
مثل المسيحيين الذين يخشون وصول
الإسلاميين إلى السلطة بعد سقوط الأسد.
ويذكر أن وزير الدفاع الذي قتل في
التفجير، داوود راجحة، كان أعلى مسؤول
مسيحي في السلطة، هذا في الوقت الذي
يهيمن فيه على الثورة أفراد من
الأغلبية السنية. وميدانياً، ما زال
الجيش النظامي يتفوق عسكرياً ومن
ناحية قوة النيران على الثوار
المسلحين في أغلبهم بالبنادق. ولعل ما
نقلته التقارير من استخدام قوات
النظام للسفن الحربية لقصف البلدات
المنتفضة، ونشر الآليات الثقيلة،
واللجوء إلى المروحيات... يدل على البون
الشاسع في القوة بين الطرفين. غير أن استمرار
الانشقاقات في صفوف الجيش أضعف الروح
المعنوية للقوات النظامية، بحيث يحمل
كل يوم أخباراً عن انشقاقات جديدة
غالباً ما تتعلق بمجندين وضباط من
السنة. ويؤكد المنشقون أن الروح
المعنوية للجيش النظامي أصبحت في
الحضيض بسبب استمرار المعارك مع
الثوار وانتشارها خلال ظرف وجيز في
جميع أنحاء البلاد. وحتى بعد تفجير
الأربعاء الماضي تصاعدت حدة المواجهات
المسلحة وسط العاصمة، تلك المواجهات
التي رصدها الإعلام الرسمي السوري
باعتبارها ملاحقة يقوم بها الجيش ضد
"فلول الإرهابيين" في حي الميدان
المتاخم لأسوار المدينة القديمة في
دمشق. ورغم تأكيد الثوار
قرب "تحرير" دمشق والإطاحة
بالنظام، لا تشي المواجهات المنفصلة
في أنحاء متفرقة من العاصمة، أن هناك
تنسيقاً ما يوجد بين الكتائب التابعة
للجيش السوري الحر. وتأتي هذه التطورات
الميدانية في الوقت الذي طُرح فيه
الموضوع السوري مجدداً على مجلس الأمن
الدولي، مع مطالبة الغرب بتوقيع
عقوبات اقتصادية على النظام ضمن البند
السابع للأمم المتحدة الذي يسمح
باستخدام القوة. لكن المقترح أُسقط
الخميس الماضي بواسطة استخدام الفيتو
من قبل روسيا والصين اللتين ترفضان حتى
هذه اللحظة فكرة تنحي الأسد من السلطة،
أو حتى الضغط في اتجاه إسقاطه باستخدام
سلاح العقوبات. وكانت كل من موسكو
وبكين قد استخدمتا مرتين قبل ذلك حق
الفيتو لتعطيل قرارين لمجلس الأمن
الدولي بشأن الأزمة السورية. ولا يبدو
أن المكالمة التليفونية التي أجراها
الرئيس أوباما مع نظيره الروسي بوتين
يوم الأربعاء الماضي حول الأزمة
السورية، بمبادرة أميركية، قد نجحت في
التوصل إلى تفاهم أميركي روسي، أو
تليين موقف موسكو، بل إن روسيا سارعت
إلى التنديد بالتفجير الذي استهدف مقر
الأمن القومي السوري، متهمة القوى
الغربية بالتحريض ضد نظام الأسد
وتسليح المعارضة السورية. باتريك ماكدونيل
وألكسندرا سانديلز بيروت ينشر بترتيب خاص مع
خدمة «إم. سي. تي.
إنترناشونال» ================= علي حماده (برشلونه) 2012-07-21 النهار لم يعد من شك في ان
النظام في سوريا سقط. صحيح ان بشار ومن
بقي حوله من البطانة والمستشارين
الروس والايرانيين يديرون معركة بلا
هوادة ضد الشعب السوري، ولكن كل الجهود
التي يبذلها فلاديمير بوتين لمنع سقوط
النظام ليست بكافية لإنعاش جثة شبه
جامدة. أما الايرانيون الذين تقول
معلومات شبه مؤكدة انهم هم من يدير
المعركة على الأرض بكل ما أوتوا من قوة
وإمكانات، فليس في وسعهم ان يغلّبوا
بشار على أكثر من عشرين مليون سوري
ثاروا عليه وعلى جمهورية حافظ الأسد. لقد فات الأوان، وما
عاد موضوع مجلس الأمن والمناورات
الروسية والصينية بالأمر الأهم في
المعركة، باعتبار ان الساحة هي التي
تحسم الصراع في كل مكان. وعلى الرغم من
تمتع النظام بقوة عسكرية واضحة، فإن كل
يوم، بل كل ساعة تمر يتآكل فيها النظام
ومعه قواه العسكرية. الانشقاقات
تتوالى بوتيرة أكبر، وقدرة بشار على
الحسم أصبحت مجرد أوهام، ومثلها قدرته
على فرض سيطرته في مطلق أي منطقة ثائرة.
وكما قلنا منذ اليوم الأول فإن هوامش
النظام كانت ضيقة في الأساس في حين ان
هوامش الثورة كبيرة وتتسع مع الوقت على
مستوى الاستقطاب الشعبي، أو على مستوى
تنظيم الرد على المجازر والقتل
المتعمد. ان من يراقب الحراك
الديبلوماسي يلاحظ ان موسكو تخسر يوما
بعد يوم الورقة التي أرادت ان تطرحها
في بازار عربي - دولي، واليوم نرى ان
الورقة (مصير النظام) تخسر من قيمتها
بشكل متسارع ودراماتيكي. وما بقي صالحا
للبازار هو اختصار عمر النظام على
الأرض، بمعنى ترحيل بشار لخفض
الفاتورة البشرية وإسقاط نظام ساقط
بأسرع ما يتصوره أحد. ماذا عن الإيرانيين؟
إنهم يعيشون زمن انهيار جسر عبورهم الى
قلب المشرق العربي. إنهم يخسرون عمقاً
استراتيجياً لذراعهم العسكرية
والأمنية في لبنان (" حزب الله")،
تنقطع طرق تواصلهم المفتوحة منذ ثلاثة
عقود مع غزة، دون ان ننسى ان نفوذهم في
العراق آيل الى اهتزازات كبيرة بفعل
سقوط الجسر السوري الاستراتيجي
والحيوي. سوف يقاتل بشار ومن
تبقّى من البطانة، ولكنه خسر المعركة
قبل ان يوقف القتل والقتال. الموجة
التي لطالما تحدثنا عنها منذ الأسابيع
الأولى للثورة أكبر من بشار، وقوتها
انه ان مشى معها ابتعلته، وان وقف
بوجهها جرفته. إنه واقع ميؤوس منه، شرط
ان يواصل الثوار ضغطهم في كل اتجاه
للتعجيل في النهاية. ان المهمة العاجلة
عربيا ودوليا اليوم ينبغي ان تكون
للبحث في تنظيم مرحلة ما بعد النظام. لم
يعد ثمة مبرر للتأخير في المسألة لأن
بشار الذي لا يزال يقصف برا وجوا،
ويقتل مزيدا من السوريين، يمكن ان
يفاجئنا بانهيار سريع جدا. ================= السفير
الروسي عن إرادة الأسد بالتنحي رسالة للنظام
أم تهيئة لمبادرة مختلفة؟ روزانا بومنصف 2012-07-21 النهار حين سئل السفير
الروسي في فرنسا الكسندر اورلوف في
الحديث الصحافي الذي ادلى به الى اذاعة
فرنسا الدولية ما اذا كان يعتقد ان
بقاء الرئيس السوري بشار الاسد لم يعد
محتملا وان بقاءه بات مسألة وقت ليس
الا قال " انا شخصيا اشاركك الرأي (
متحدثا الى محاوره الفرنسي ) اذ من
الصعب ان يبقى( اي الرئيس السوري ) بعد
كل ما حصل . على كل هو وافق " .. وقاطعه
المحاور الفرنسي لسؤال آخر اجاب عنه
السفير الروسي وعاد ليكمل فكرته التي
قوطعت اي انه لم يتجاهل ما اراد قوله في
الاساس او غض النظر عنه بعدما تمت
مقاطعته كأنما كان رده عفويا على
السؤال ، بل هو استعاد الفكرة قائلا ان
البيان الختامي للقاء جنيف الذي انعقد
في 30 حزيران تحدث عن حكومة انتقالية
مكتملة الصلاحيات وان الرئيس الاسد
وافق عليه واقترح محاورا للمعارضة على
هذا الاساس مستنتجا ان ذلك يعني ان
الرئيس السوري مستعد للتنحي انما
بطريقة حضارية . واذ سارعت دمشق الى نفي
التفسير الروسي لتبني الاسد نتائج
لقاء جنيف لم تلبث الخارجية الروسية ان
سارعت بدورها الى اعتماد النفي السوري
على اساس ان كلام السفير الروسي في
باريس قد تم تحريفه اي ان الرئيس
السوري لم يوافق على التنحي نظرا لما
يمكن ان يتركه ذلك من تداعيات يمكن ان
تتسارع بقوة على الارض في سوريا غداة
خسارة اركانه في تفجير استهدف مبنى
الامن القومي ورحيل آلاف السوريين عن
دمشق فضلا عن الانشقاقات الكبيرة في
قوى الجيش فتسبب بفوضى هائلة . فهل بدأت
اتصالات في الكواليس لتأمين رحيل
الاسد ام ان المسألة بدأت عبر ارسال
رسائل في هذا الاتجاه خصوصا ان التفجير
الذي اودى بأركان النظام وبدء المعارك
في شوارع العاصمة وحول المقار
الحكومية اعطى مؤشرات بالغة الاهمية
عن اتجاهات حاسمة للمعركة؟ يقول مراقبون معنيون
ان كلام السفير الروسي في فرنسا كان
لافتا من زوايا عدة ابرزها انه ناقض
التفسير الذي كان اعطاه وزير الخارجية
الروسي سيرغي لافروف لنتائج لقاء جنيف
الذي رأت فيه الولايات المتحدة والغرب
تنحيا قسريا للرئيس السوري كما ان كلام
السفير الروسي يعني انه ترجم قبول
الاسد نتائج لقاء جنيف على غير ما
ارادها الرئيس السوري الذي يعتقد كثر
انه وافق شفهيا على نتائج اللقاء من
اجل كسب الوقت ليس الا وليس لاقتناعه
به . كما كان لافتا من حيث اعتقاد
السفير الروسي ان لا مستقبل محتملا
للرئيس السوري في السلطة وهو ما لقي
اهتماما لدى المراقبين حول ما اذا كان
ما قاله السفير هو بالون اختبار على
اساس ان روسيا تدفع بالرئيس السوري الى
تبني هذه الفكرة وبدء العمل على
تنفيذها انطلاقا من اقتناع بأنه متى
وجدت او بالاحرى متى نضجت هذه الفكرة
فان روسيا وحدها ستكون قادرة على
تنفيذها فتحفظ بذلك لنفسها دورا يقيها
بعض الخسارة التي ستواجهها برحيل
الاسد ولا تترك للاميركيين وحدهم ان
يرتبوا المرحلة الانتقالية في سوريا
وفق مصالحهم . كما لقي كلام السفير
الروسي اهتماما ، ولو بعد نفيه من
الخارجية الروسية باعتبار ان النفي لا
يعني انتفاء وجود الفكرة اصلا اقله لدى
الجانب الروسي او في دوائر القرار
الروسية مع احتمال وجود انقسام في
الرأي حول هذا الامر انما قد تكون وقعت
في التوقيت غير الملائم مع تزامنه
وتشييع النظام اركانه العسكريين
واعتزامه الانتقام لهم ومحاولة
استعادة بعض احياء العاصمة السورية .
الا انه ومع الانباء عن ارجاء روسيا
تسليم شحنة من المروحيات القتالية الى
سوريا كانت اوقفت سابقا عند الشواطئ
البريطانية وعادت روسيا وتحدت الغرب
في تصميمها على اعادة شحنها الى دمشق،
فان هذا الموقف الروسي بدا متجاوزا
بكثير من حيث دلالاته الفيتو الروسي
والصيني في مجلس الامن على قرار في
مجلس الامن يفرض عقوبات على النظام
السوري في حال عدم التزامه وقف العنف
وسحب آلياته الثقيلة خلال بضعة ايام .
اذ ان هذا القرار عمليا لا اهمية كبيرة
له في السياق الجاري للاحداث
المتسارعة والتي باتت تفرض ايقاعا
مختلفا من التعامل الدولي معها يتخطى
مسألة الحصول على عقوبات دولية ضد
النظام كما يقول الغربيون او انه لا
يتناسب مع المخاوف الروسية والصينية
من ان تستفيد الدول الغربية من هذا
القرار للتدخل في سوريا على غرار ما
حصل في ليبيا . اذ ان العقوبات في حال صح
ما يرغب فيه الغربيون لم تعد مهمة في
اضافة ضغوط اضافية على النظام فيما لم
تعد الدول الغربية في حاجة الى اي تدخل
من جانبها في ما يجري مع التقدم الذي
احرزته المعارضة المسلحة ضد النظام في
ضوء الاكتفاء بتقديم المساعدات لها . لذلك يقول هؤلاء
المراقبون ان دلالة الامور باتت عند حد
الاقتناع بانه يجب الاعداد لمرحلة
رحيل الاسد في حال اراد خروجا لا يزال
متاحا كما الاعداد لما بعد هذه المرحلة
كون التطورات تتسارع على الارض وباتت
اتجاهاتها محسومة النهايات او
التوقعات اقله وفق ما تخلص الى ذلك
معظم المعلومات والتحليلات المرافقة
للوضع في سوريا . ================= راجح الخوري 2012-07-21 النهار هل
بدأت روسيا النزول خطوة خطوة عن شجرة
النظام السوري وبشار الاسد؟ الدافع الى هذا
السؤال سؤال آخر: فمن يكون الكسندر
اورلوف سفيرها في باريس لكي يجرؤ في
هذه الساعات العصيبة، بعد التفجير
الذي اقتلع الرأس الامني للنظام
السوري، وبعد انتقال المعارك الى داخل
دمشق، وبعد انهيار المساعي الدولية
للتفاهم في مجلس الأمن، على الإدلاء
بتصريحه الذي قال فيه ان "الرئيس
الاسد ينوي التنحي بطريقة حضارية"،
وهو ما سارعت دمشق الى نفيه. وهل يمكن ان يقع
السفير في هذا التصريح المثير لو لم
تكن موسكو تريد ان تبدأ التمهيد
للتراجع عن مسارها السياسي الخاسر مع
الاسد، الذي سينعكس في النتيجة ضرراً
كبيراً على مصالحها وعلاقاتها مع
العالمين العربي والاسلامي، وخصوصاً
بعدما اكدت التطورات الميدانية
استحالة الحل العسكري، لا بل على العكس
فالقتال يدور في دمشق والحدود تهوي في
ايدي المعارضين؟ قبل الانفجار الذي
اقتلع الرأس الامني للنظام كانت
الحسابات السورية الروسية في مكان
وبعده صارت في مكان آخر. وإنني هنا اكرر
القول ان انقلاباً تراجيدياً في
المعادلة السيكولوجية للقتال الدائر
منذ 16 شهراً قد حصل، وستكون له نتائجه
السريعة على العمليات الميدانية. في
كلام اوضح كانت المعارضة على اقتناع
غير معلن بأن طريقها الى الانتصار طويل
وصعب وربما مستحيل دون وقوع البلاد في
حرب اهلية سعى النظام جاهداً لارساء
مبرراتها. الآن
حصل انقلاب حاسم في الحوافز
والسيكولوجيا فالمقاومة انتقلت الى
الهجوم والنظام يذهب الى الدفاع،
والدليل ان المعارك تجري في محاذاة قصر
المهاجرين وفي وقت صار انشقاق
العسكريين مغرياً اكثر بعد سقوط
الرؤوس الكبيرة وفي ظل الحديث عن
التمكن من استهداف موكب الرئيس الاسد
بالنار! وعندما تصبح المعابر
الحدودية السورية مع العراق وتركيا في
ايدي المعارضين، فهذا يعني تدفق
المزيد من السلاح والمسلحين. اما عندما
يمعن النظام في إرسال الدبابات
والمروحيات الهجومية الى الاحياء
الدمشقية ويدكها بالقذائف، فانه يكون
في طريق استعجال الخسارة ! كان مضحكاً لا بل
مبكياً، ان يقف روبرت مود ليدعو وسط
دوي القنابل التي تنهال على العاصمة
دمشق، الى الحوار بين السلطة
والمعارضة في وقت سقطت مهمة المراقبين
الدوليين الذين لن يحصلوا من مجلس
الامن على اكثر من مهلة لترتيب
انسحابهم، كما انسحب قبلهم الجنرال
السوداني محمد احمد الدابي والمراقبون
العرب. وبعدما شبعت مبادرة كوفي انان
موتاً يجوز السؤال: هل ضرب العمى الروس
الى درجة المقامرة بآخر مصالحهم في
المنطقة خدمة لنظام كان حليفاً كبيراً
لكن صلاحيته الى انهيار، ام انهم بدأوا
التمهيد للنزول عن شجرة الاسد؟!؟ ================= سميح صعب 2012-07-21 النهار كلما اتخذت الاحداث
في سوريا منحى تصعيدياً زادت احتمالات
التفجير في المنطقة على نطاق واسع.
ومخطئ من يظن ان إسقاط نظام الرئيس
بشار الاسد سيأتي بنظام ديموقراطي
يحترم الحريات ويصون حرية التعبير
بمعايير لا تقل عن تلك السائدة في
الولايات المتحدة واوروبا. ان مرحلة ما
بعد النظام الحالي هي مرحلة التفتيت
لسوريا من دون الاستطراد كثيراً في
وجود مؤامرة وإنما لحسابات تاريخية
تتعلق بالنسيج الاجتماعي للبلد. وحتى
الوحدة الاسمية القائمة في العراق ما
بعد الغزو الاميركي لن تكون قابلة
للتحقق في سوريا. تقول واشنطن ان تنحي
الاسد هو اقرب الطرق الى تجنيب سوريا
الحرب الاهلية. فيما الواقع ان الحرب
الاهلية باتت واقعاً بعدما اقدم العرب
وتركيا والغرب على تسليح المعارضة
باسم الدفاع عن نفسها في ابتعاد واضح
عن بداية حركة الاحتجاج التي رفعت
مطالب اصلاحية كان اقصاها رفع حال
الطوارئ والغاء المادة الثامنة من
الدستور. ومنذ رفع شعار اسقاط
النظام دخلت سوريا منطق الحرب الاهلية.
لم يعد الموضوع موضوع اصلاحات وانما
باتت المسألة مسألة تغيير الموقع
الجيوسياسي لسوريا. وهذه فرصة الغرب
وبعض العرب لتغيير موقع سوريا
وإبعادها عن ايران و"حزب الله" (ولم
يعد مهماً إبعادها عن "حماس" لأن
"حماس" هي التي ابتعدت عن سوريا
والتحقت بالانظمة الاسلامية الناشئة). وما كانت تحاول
واشنطن والعرب وتركيا ان تفعله طوال
الاشهر الاخيرة هو احداث تغيير في
سوريا من دون حرب اهلية. أما روسيا
فكانت وجهة نظرها ان ثمة استحالة
لتغيير النظام من دون حرب اهلية، فكان
رد الغرب على موسكو ان سحب دعمها للاسد
سيعجل في عملية اسقاطه وتالياً تتجنب
سوريا الحرب الاهلية. ومن ضمن هذا
المنطق تحمّل الولايات المتحدة الاسد
مسؤولية كل الدماء التي تراق في سوريا
لأنه لم يرحل عن السلطة بملء ارادته. ولكن لا الولايات
المتحدة ولا العرب يقولون كيف يمكن
تجنيب سوريا الحرب الاهلية اذا سقط
الاسد، وهل المعارضة السورية المشرذمة
مؤهلة لقيادة سوريا؟ هنا يصير الأمر
وكأن ليس مهماً من يحكم سوريا بعد
الاسد، المهم هو اسقاط هذا النظام وليس
مهماً ما سيلي ذلك من تداعيات. والحرب الاهلية في
سوريا غيرها في ليبيا المؤلفة من قبائل
تملك آباراً للنفط من غير أي وزن سياسي.
فسوريا بموقعها كانت دوماً الأكثر
جذباً للصراع والمواقف. وللتذكير في 24
تموز 1920 خاض وزير الدفاع السوري يوسف
العظمة معركة ميسلون ضد الجيش الفرنسي
بمدفع واحد وعشرات البنادق، وكان يعرف
انه لن يعود من المعركة، لكنه خاضها. ================= جميل النمري الغد الاردنية 21-7-2012 الموقف في سورية
يتدهور سريعا. فبعد الضربة القاصمة
للقيادة، وانفضاض المزيد من القيادات
من حول النظام، وانشقاق المزيد من
الوحدات العسكرية، تنتشر المعارك في
أحياء دمشق، وتفقد السلطة السيطرة على
المعابر الحدودية العراقية والتركية،
وربما غدا الأردنية، وهي أهم مظاهر
السيادة لأي دولة. وهكذا، لم يعد من
مكان لأي مكابرة تعتقد بتوقف الثورة أو
انحسارها، بل إن سقوط النظام المركزي
بات مسألة أيام أو أسابيع، والأمل أن
لا تنهار الدولة وتنفتح حرب أهلية
مواقعية، سنية علوية. وأفضل سيناريو هو
هروب الأسد وجماعته، ومصالحة وطنية
سريعة تقطع الطريق على الثارات
الدموية. وهنا، على الأردن
مغادرة موقف الترقب السلبي، والتحول
إلى دور نشط ومتعاون، ليس فقط في سبيل
تأمين انتقال السلطة، بل ومنع الردود
الانتقامية التي قد تأخذ شكل المجازر
ضد العائلات العلوية، وهو ما يتطلب
السرعة في بناء الجسور مع الثورة
والجيش الحر للتأثير إيجابيا عليهما. ومحليا، يجب بالطبع
العودة إلى جادة الصواب، والكف عن
التلاعب بقضية الإصلاح. ويجب حسم
القناعة بأنه لا مجال للهروب من تغيير
حقيقي. المنطقة تتغير، والشعوب تصبح
شريكا حقيقيا، ولن نكون الاستثناء.
والقلة القليلة التي تصر على إدارة
الظهر للجميع، وركوب الرأس، تقودنا
للاصطدام بالحائط. إنهم يعرفون أن
اللجنة القانونية في مجلس النواب
استمعت إلى جميع شرائح ممثلي الشعب،
ولم تجد أحدا يريد بقاء الصوت الواحد،
فلم الرعونة؟ وما الخطر في العودة إلى
الأصوات الثلاثة (صوتين محليين وصوت
وطني) وقوائم مفتوحة، وهو بديل الحد
الدنى الذي قد يكون الأفضل منه العودة
إلى مقترح لجنة الحوار الوطني. هناك بوادر مراجعة
بعد أن ثبت أمام جلالة الملك أن زيادة
المقاعد العشرة لم تحل المشكلة، وأن
الانتخابات ستواجه بالمقاطعة
الواسعة، بل إن الوضع مع المناخ السائد
من السخط وعدم الرضى قد يقود إلى
العصيان الانتخابي، كما حدث مع
الانتخابات البلدية التي ركبت الحكومة
رأسها في حينه وأصرت على إجرائها بدون
إصلاح القانون وفي ظل الدمج. نحن لم نحذر من فراغ،
بل انطلاقا من رؤية موضوعية مدققة
للموقف، وحرص صادق على مسار سلمي آمن
للتقدم في ظل نظامنا السياسي. وكما في
كل مكان، كلما تمنع النظام عن التجاوب
زاد الرفض المقابل جذرية. ونحن نلاحظ
كيف ترتفع شعارات الحركات باتجاه
تجاوز السقوف جمعة بعد جمعة. لقد حان الوقت لحسم
الأمر وحزم القرار بالإصلاح الحقيقي،
ابتداء بقانون انتخاب توافقي فعلا، ثم
إشراف حكومة ائتلاف وطني انتقالية،
تمثل فيها جميع التلاوين، على
انتخابات نيابية نزيهة. jamil.nimri@alghad.jo ================= منار الرشواني الغد الاردنية 21-7-2012 لم تكن زلة لسان، ولا
تصريحات أخرجت من سياقها، تلك التي
أدلى بها السفير الروسي في فرنسا
ألكسندر أورلوف لإذاعة فرنسا الدولية.
فحتى روسيا، ورغم استخدامها حق النقض
"الفيتو" للمرة الثالثة يوم أول
من أمس حماية لنظام بشار الأسد، لم تعد
قادرة على إنكار البدهية المعروفة
تماماً أنه "بات من الصعب" على
الأسد "البقاء بعد كل ما حدث" كما
جاء في تصريحات أورلوف. ومع مقتل أعضاء خلية
الأزمة، وخروج مساحات واسعة من
الأراضي السورية عن سيطرة جيش النظام
وشبيحته؛ وكذلك بعد قرابة سنة ونصف
السنة من اندلاع الثورة السورية،
وسقوط آلاف القتلى والجرحى من
المواطنين المدنيين، واختفاء أضعافهم
ربما في السجون وأقبية التعذيب؛ يبدو
التحول الأكبر في الوضع السوري
متمثلاً في أن بشار الأسد لم يعد يخوض
معركته الرئيسة في مواجهة الشعب
السوري؛ فتلك معركة معروفة محسومة.
معركة الأسد الحقيقية اليوم هي في
مواجهة الطائفة العلوية التي ينتمي
إليها، بعد أن بات استمراره في الحكم
التهديد الأخطر لها، حاضراً ومستقبلاً. فاليوم، يتم تقديم
أحد أهم أسباب استمرار الأسد رغم ما
يلحقه من هزائم وانشقاقات، بالدعم
المقدم من الطائفة العلوية التي يسيطر
أفراد منها على المواقع والمفاصل
الحساسة في المؤسسات العسكرية
والأمنية الأهم التي تتولى قمع الثورة
وقتل المدنيين، الأمر الذي ينطبق أيضا
على أغلبية "الشبيحة" المسؤولين
عن مذابح جماعية باستخدام السلاح
الأبيض كما الأسلحة النارية. لكن إذا
كان بشار الأسد وأركان نظامه يسيرون
إلى الزوال، فإن الطائفة العلوية
السورية ليس لها إلا قدر البقاء في
وطنها. ولا يبدو مبرراً، بالتالي، أن
تسمح الطائفة لفئة من المستبدين
الساديين الفاسدين، من أمثال بشار
الأسد ومن يحيطون به، بإجبارها على دفع
الثمن مضاعفاً من مستقبلها. الجانب الآخر من هذا
الواقع، هو أن مستقبل الطائفة العلوية
في سورية ليس إلا جزءا لا يتجزأ من
مستقبل سورية ككل ما بعد نظام الأسد.
بعبارة أخرى، فإن الفصل بين بشار الأسد
وطائفته ليس مصلحة علوية فقط، بل هو
حتماً مصلحة وطنية سورية تشمل كل مواطن
سوري بمن في ذلك المواطنون السوريون
العلويون، بحيث لا يكون انهيار النظام
تهديداً لوجود الدولة ككل. وهذه الحقيقة، تجعل
المستهدف بالوعي والإدراك والحرص على
الوطن السوري بأقل الخسائر بعد
الثورة، ليس السوريون من العلويين، بل
وكل السوريين بغض النظر عن الدين
والعرق والطائفة. فإذا كان مطلوباً من
الطائفة العلوية أن تواجه من استغلوها
ومارسوا باسمها الاستبداد والفساد
عقوداً، فإن على بقية السوريين،
ولاسيما من عانوا بسبب تلك الممارسات،
أن يواجهوا رغبة الانتقام والثأر
لديهم، لأجل وطن جامع لكل السوريين،
ولكل الأجيال.. إلى الأبد. manar.rachwani@alghad.jo ================= هل تغير
الموقف الأردني من الأزمة السورية؟ فهد الخيطان الغد الاردنية 21-7-2012 ما بدا للمراقبين من
تضارب في تصريحات رئيس الوزراء فايز
الطراونة ووزير الخارجية ناصر جودة
بشأن الأوضاع في سورية، خلق انطباعات
مشوشة حول حقيقة الموقف الأردني من
الأزمة، ودفع بإعلام النظام السوري
إلى شن هجوم عنيف وغير أخلاقي على
الأردن، استنادا إلى قراءات مغلوطة. المدخل الصحيح لفهم
الموقف الأردني من الأزمة السورية
وتطوراتها المتسارعة، هو بالفصل بين
رؤية الأردن للأحداث الجارية في سورية
وتداعياتها الدولية، وبين الإجراءات
العسكرية والأمنية التي يتخذها على
حدوده الشمالية. في المسائل المتصلة
بالسياسة الخارجية للأردن، لا تلتفتوا
كثيرا إلى تصريحات المسؤولين
الحكوميين، وما عليكم سوى التطلع إلى
ما يقوله الملك عبدالله الثاني، فهو من
يقرر السياسة الخارجية ويحدد الموقف
من مختلف القضايا الإقليمية والدولية. فيما يتعلق
بالتطورات في سورية، جاءت مقابلة
الملك مع محطة (CNN)
في الوقت المناسب لتبديد الغموض الذي
اكتنف الموقف الأردني، والمخاوف من
دور أردني محتمل في الأزمة السورية. من إجابات الملك عن
أسئلة مقدم برنامج "غرفة الحدث"
وولف بلتزر، يتضح ما يلي: أن الاردن ما يزال
يؤمن بالحل السياسي للأزمة السورية،
لكنه يخشى من أن رفع مستوى العنف قد لا
يجعل منه خيارا متاحا في المستقبل، ما
يهدد بحرب أهلية طويلة المدى في سورية. تنحي بشار الأسد لن
يحل المشكلة في سورية، وهناك "حاجة
إلى صيغة انتقالية تشعر النظام أن له
مساهمة في المستقبل، وتشعر الطائفة
العلوية أن لديها مستقبلا وحياة
تعيشها". الأردن ما يزال على
موقفه الرافض لتسليح المعارضة السورية.
وقد رد الملك على سؤال مقدم البرنامج
بسؤال: "لمن سترسل هذه الأسلحة
بالتحديد؟". وفي الموقف من التدخل
العسكري، يتمسك الملك برفضه لهذا
الخيار، لكن ماذا سيحصل لو أن النظام
السوري لجأ إلى استخدام مخزونه من
الأسلحة الكيماوية؟ هنا يمكن رصد تحول
في الموقف الأردني. إذ يعتقد الملك أن
رد المجتمع الدولي سيكون فوريا،
وسيكون من الصعب على روسيا عندها
معارضة قرار أممي. عند هذا الحد، يمكن
التنبؤ بدور أردني محتمل في أي عمل
عسكري تنفذه قوات أجنبية للسيطرة على
المخزون السوري من السلاح الكيماوي.
وحسب أنباء شبه مؤكدة، فقد أجرى
الجانبان الأردني والأميركي ترتيبات
عسكرية مشتركة للتعامل مع هكذا تطور.
لكن الأوساط الرسمية الأردنية تستبعد
لجوء النظام السوري إلى هذا الخيار،
نظرا لكلفته الباهظة عليه. أما بخصوص التدابير
العسكرية والأمنية على الجبهة
الشمالية، فهي إجراءات احترازية
متوقعة من طرف أي دولة مجاورة لسورية،
الهدف الرئيس منها هو التعامل مع
التداعيات المحتملة للأزمة هناك،
واحتمالات انهيار الوضع الأمني والحرب
الأهلية، وما يترتب عليها من عمليات
نزوح واسعة وغياب الأمن عن المعابر
الحدودية بين البلدين، وتسلل مجموعات
مسلحة إلى الأراضي الأردنية. بمعنى آخر، فإن نشر
قوات إضافية، وتكثيف التواجد الأمني
في المناطق الشمالية، هو إجراء داخلي
لحفظ الأمن الوطني الأردني، وليس
استعدادا للتدخل العسكري في سورية،
كما تردد في وسائل إعلام عربية وأجنبية. إذا كانت دول كبرى،
مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، وحلف
دولي كالناتو، لم تقدم بعد على خيار
التدخل العسكري في سورية، فهل من عاقل
يعتقد أن الأردن سيقوم بمثل هذا العمل؟! fahed.khitan@alghad.jo ================= سلطان الحطاب الرأي الاردنية 21-7-2012 علينا ان نلبس دروعنا
وان نبقي فيها نوافذ صغيرة ليس لمرور
الرصاص والشظايا الى جسمنا الملاصق
للجسم السوري وانما لمرور الهاربين من
جحيم النظام السوري ورصاصه وقذائفه ..
انهم ملهوفون ونحن نرد لهفتهم في هذه
المخيمات الطارئة التي نتمنى ان لا
تتحول الى مخيمات طويلة المدى او ان
تتزايد عددا وحاجات .. النظام في فزعة الموت
الاخيرة بعد قتل او اغتيال قياداته
العسكرية وقد تصيبه ردة فعل مؤقتة أو
قد تطول ليستعمل فيها آخر كل قوته التي
قد تعبر عن فقده لصبره أو صوابه .. قد يستعمل هواة
المقفى كما نقول بالعامية، قد يطلق آخر
رصاصاته وقذائفه..قد ينتقم أكثر من
أبناء شعبه..قد يبيد مناطق مأهولة
بالسكان ان هي انفصلت بالكامل أو تمردت
أو لم يستطع الدخول اليها.. قد يشعر أن دول
الجوار مهددة له ودول الجوار هي تركيا
والأردن ولبنان والعراق..كيف ينظر
النظام السوري الى لبنان المنقسمة بين
من يؤيد نظام الأسد وبين من يقاومه؟..هل
يقصف طرابلس السنية أو يسمح لحزب الله
بقصفها؟ وهل يقتحم حزب الله بيروت ان
هي تمردت كما اقتحمها من قبل؟ وازاء
تركيا..هل يقصف مواقع على حدودها
الجنوبية مع سوريا ؟ هل يقصف مخيمات
الهاربين من جحيمه؟ هل يقصف باتجاه
الأردن؟ ولمن سيكون القصف؟ هل على
مخيمات اللاجئين السوريين أم على
مواقع أردنية؟ وما هي طبيعة هذه
المواقع المستهدفة بالقصف؟ هل هي
مدنية أم عسكرية وبأي الاسلحة؟ هل
بأسلحة تقليدية أم غير تقليدية؟ ربع الساعة الاخير من
عمر النظام السوري يقتضي الحذر خاصة
حينما يبدأ هذا النظام في تصدير أزماته
أو البحث عن ذرائع ومشاجب لتعليق هذه
الازمات أو نسبتها.. هناك اخبار مغرضة
يجري تسريبها عن نية الأردن التدخل في
سوريا وهو ما نفاه بقوة رئيس الوزراء
فايز الطراونة وفي أكثر من مناسبة..وهناك
أخبار يجري تسريبها أيضاً من مصادر
مشبوهة وبعضها قريب من النظام السوري
عن اسلحة تعبر الى سوريا عن طريق
الأردن لتبرير تصدير أزمة النظام
السوري وتسويغ ذلك.. ما الذي يمكن أن يحدث
؟ هذه السيناريوهات لا بد أنها حاضرة
في ذهن المسؤول الأردني وأن تكون
اجابات متوفرة على عديد من الأسئلة في
هذا المجال.. فهل سيغلق السوريون
بعد هذه العملية القوية التي استهدفت
قيادته العسكرية والأمنية الحدود مع
الأردن؟ هل يضيف المزيد من التوتير
لهذه الحدود ؟ هل سيكثف اطلاق النار
عبر الحدود مع الأردن بحجة مطاردة
الارهابيين وهو ما يحذر منه الأردن منذ
فترة حين طارد رصاص النظام السوري
الهاربين من اللاجئين السوريين.. هل تنفصل محافظة درعا
أو تنشق بالكامل على يد الجيش الحر وان
كان ذلك هل تصبح قاعدة تدخل وخلفية
ومركزا محررا للثورة يحط فيه ثوار
ومناصرون من الخارج وعندها كيف سيكون
التعامل ؟ وما هي التداعيات؟ ..هي أسئلة
تؤرق لا يتوفر لها اجابات واضحة مما
يلزم الاستعداد والحذر!! ================= خيارات
الأزمة السورية : حرب أهلية أو حرب
أهلية طاهر العدوان الرأي الاردنية 21-7-2012 كنت في دمشق
عام ١٩٨٠ عندما وصلت
حرب الاسد الاب ضد الاخوان المسلمين
ذروتها بمجزرة حماة الذي ذهب ضحيتها
اكثر من ٣٠ الفا ، رد الفعل جاء من
تجار دمشق وحلب الذين اعلنوا
استجابتهم للدعوة الى اضراب شامل مما
دفع المواطنين في العاصمة الى التزاحم
على شراء وتخزين المواد التموينية حتى
خلت رفوف المحلات . غير ان التجار
تراجعوا عن الإضراب عندما ظهر كبارهم
الى جانب الرئيس في نشرة المساء
الإخبارية ، تردد انذاك حديث
في الشارع السوري عن صفقة عقدت بين
الطرفين ، يلغي التجار الإضراب مقابل
التزامات من الدولة تخفف عنهم ( قيود
الاشتراكية) خاصة إجراءات تحويل
العملة الاجنبية والتجارة الخارجية . بعد ايام من تلك
الحادثة زارني احد الأصدقاء السوريين
الذي قال بان أخاه يعمل ضابطا في مكتب
الأمن التابع لسرايا الدفاع ، الشهيرة
في السبعينات والثمانينات ، وقبل ان
تتحول الى مسماها الجديد ( الحرس
الجمهوري ) عندما أقيل قائدها رفعت
الاسد بعد محاولة انشقاق فاشلة ضد
شقيقه حافظ الاسد في منتصف الثمانينات
والتي روى فصولها فيما بعد وزير الدفاع
الأسبق مصطفى طلاس ، اخبرني ذلك الصديق
نقلا عن أخيه بانه لو نفذ التجار
الإضراب وتطور الامر الى ما يشبه احداث
حماة فان خطة وضعت من قبل سرايا الدفاع
التي تحيط بدمشق كالسوار ، قسمت
بموجبها العاصمة الى
مربعات لتكون هدفا لقصف مركز من كافة
انواع الاسلحة، فالسرايا تملك احدث
الاسلحة من صواريخ ودبابات بالاضافة
الى قاعدة المزة الجوية . اذكر هذه القصة فيما
تحولت دمشق منذ الأربعاء الماضي الى
ساحة رماية للمدافع والصواريخ
والمروحيات . وهو ما يدفع بالأزمة
السورية الى خيارين أحلاهما مر : اما
حرب اهلية محدودة وقصيرة او حرب اهلية
طويلة وخطيرة قد تتورط فيها اطراف
اقليمية رغما عنها مثل لبنان واخرى من
مصلحتها اشعال النار مثل ايران .والسبب
في حصر مسار الازمة
بهذين الاتجاهين هي طبيعة الجيش
الذي اعاد الاسد الاب بناءه منذ عام
١٩٧٩على اساس ان الهدف
الثابت له هو
حماية النظام الأسدي من الشعب وليس
تحرير الجولان ، الذي لم يشهد طلقة
واحدة خلال ٣٨ عاما ، ولم يكن
خفيا على السوريين بشكل خاص ان الاسد
قسم الجيش الى قسمين ، جيش كثير
الافراد قليل العتاد يعتمد على
التجنيد الاجباري ويملك اسلحة قديمة
غير متطورة ، وجيش اخر اقيمت قواعده في
منطقة الساحل وفي المزة بدمشق يملك
قواعده الجوية المتطورة من طائرات
وصواريخ ودبابات وقوات خاصة . ويلاحظ
ان الانشقاقات تاتي من الجيش الاول . هذا الواقع المؤلم
لحال الجيش يرجح احتمالات الحرب
الاهلية فإذا توسعت الانشقاقات وظهر
ضباط وطنيين من الساحل السوري لحسم
الوضع باتجاه إجبار الاسد على الرحيل
عن السلطة فان مظاهر الحرب الاهلية
ستكون محدودة ، اما اذا نفذت خطة تدمير
دمشق فان سوريا ستشهد حربا طويلة ( سواء
حدث تدخل دولي ام لم يحدث ) لان الثورة
السورية ستزداد اشتعالا وتصميما على
اقتلاع حكم عائلة الاسد من جذورها ،
ولان وحشية النظام تجعل كل الاحتمالات
مطروحة ، مثل الانسحاب الى الساحل
وسعيه الى تصدير العنف الى لبنان بشكل
خاص ، لتوسيع دائرة الصراع واطالة مدته
بهدف الوصول الى تقسيم سوريا بإقامة
دولة الساحل الذي يروي بعض المقربين من
اللبنانيين للنظام بانها تستهدف
الجغرافيا الممتدة من جنوب
الاسكندرونه الى الخط الأزرق في جنوب
لبنان . ================= سورية
وفضائيات 'الدمار الشامل' عبد
الباري عطوان 2012-07-20 القدس
العربي في احدى مقابلاته
التلفزيونية قال الرئيس السوري بشار
الاسد 'إنهم يسيطرون على الفضاء ولكننا
نسيطر على الارض'، في اشارة الى ان قوات
جيشه وأمنه لها الكلمة الاولى
والاخيرة على طول بلاده وعرضها، ولكن
يبدو، ووفق الاحداث الاخيرة في
العاصمة دمشق والاطراف الحدودية، ان
هذه السيطرة بدأت تتآكل تدريجيا بفعل
النجاحات التي حققتها قوات المعارضة
بانتماءاتها كافة. الرئيس الاسد حاول ان
يقلل من اهمية خسارة 'الفضاء' لمصلحة
تعظيم اهمية السيطرة على الارض، وكان
مخطئا في ذلك في تقديرنا، لأن اشرس
الأسلحة التي استخدمت لتقويض نظامه هي
اسلحة الدمار الشامل الفضائية، وهي
أخطر بكثير من كل الأسلحة الاخرى، فمن
تقف محطات تلفزة من الوزن الثقيل ضده
من الصعب ان ينتصر في نهاية المطاف،
خاصة تلك التي حققت رصيدا عاليا لدى
الشارع العربي، وظّفته في خدمة
أجنداتها. الفضائيات المدعومة
ماديا بشكل مهول هي التي سرّعت بهزيمة
نظام العقيد القذافي، وربما كانت لا
تقل فاعلية عن غارات طائرات الناتو،
وزحف قوات المجلس الوطني على الارض،
ولم يكن من قبيل الصدفة ان يتم ضرب
محطات التلفزة الليبية التابعة للنظام
في اللحظات الحرجة من المواجهات،
وشلّها بالكامل رغم بؤس تغطيتها
وبرامجها، وعندما تتم كتابة تاريخ
ثورات الربيع العربي في مرحلة لاحقة،
ستظهر حقائق مفاجئة، بل ربما مرعبة، عن
الدور المبرمج والموجّه لمحطات
التلفزة في هذا الاطار، وفي ليبيا
وسورية على وجه الخصوص. ولا بدّ من الاعتراف
بأن حلول النظام الأمنية الدموية،
وتاريخها الحافل في سحق كرامة الشعب
واذلاله لسنوات طويلة واستفحال
الفساد، والتعاطي بفوقية ودموية مع
الانتفاضة الشعبية في بداياتها
السلمية، في انعكاس واضح لسوء ادارة
الأزمة، بالاضافة الى تخلف وسائل
الاعلام المحلي وانعدام مهنيتها
وحشوها بالموظفين عديمي الكفاءات ومن
لون واحد مع وجود استثناءات قليلة،
كلها عوامل سهّلت مهمة هذه الفضائيات
لتعبئة الرأي العام السوري ضد النظام
ولمصلحة المعارضة السلمية، ومن ثم
المسلحة. اغتيال اربعة ضباط
كبار في عملية ما زالت غامضة، وجّه
ضربة قوية للنظام السوري دون ادنى شك،
ولكن الخسارة الاكبر جاءت معنوية
قاتلة، تمثلت في سقوط المعابر
الحدودية السورية في ايدي قوات الجيش
السوري الحر، وبعض وحدات تابعة
لتنظيمات اسلامية متشددة، مثل تنظيم
القاعدة، فهذا التطور سيؤدي حتما الى
حالة من الفوضى في البلاد، وتعدد
الجبهات والجهات المقاتلة والمتقاتلة. من الواضح ان النظام
في سورية، وقد ادرك حجم التحديات التي
تواجهه والقوى التي تريد اسقاطه،
عربية كانت ام دولية، بدأ يتبع
استراتيجية جديدة بالتخلي عن الاطراف،
او بعضها، من اجل احكام، او بالأحرى
الدفاع عن العاصمة، وبعض المدن
الرئيسية الاخرى لأطول مدة ممكنة. لا نعتقد ان الرئيس
الاسد سيرضخ للضغوط المتعاظمة، من
الداخل والخارج، التي تريده ان يتنحى
ويغادر البلاد، ولا نستبعد ان يقاتل
والمجموعة الموالية له حتى اللحظة
الاخيرة، وإلاّ لما استخدم حلفاؤه
الروس والصينيون حق النقض 'الفيتو'
ثلاث مرات في مجلس الامن الدولي لمنع
فرض اي عقوبات دولية على نظامه. الرئيس الاسد حسم
أمره بتبني الخيار الجزائري، اي
القتال بشراسة ضد الثورة المسلحة التي
تريد اسقاطه، وهو الخيار الذي ادى الى
سقوط اكثر من 200 الف قتيل، في حرب اهلية
استمرت ثماني سنوات انتهت بانتصار
النظام. الظروف التي اندلعت
فيها الحرب الجزائرية مختلفة كليا عن
نظيرتها الحالية في سورية، وابرز اوجه
الخلاف ان النظام الجزائري كان مدعوما
من الغرب ،بطريقة او بأخرى، لمواجهة
معارضة اسلامية متشددة، بينما يحدث
العكس تماما في سورية، فالغرب يعادي
النظام ومعه عرب الخليج وتركيا، ومصمم
على اسقاطه، ويدعم هذا المعسكر
المعارضة بشكل شرس، ماديا وعسكريا
واعلاميا. *** سورية تتحول وبشكل
متسارع الى حرب شوارع في المدن الكبرى،
وهي حرب مرشحة للاستمرار لسنوات، هذا
اذا لم تحدث حرب اقليمية تقلب كل
الموازين، لأن النظام السوري يحظى
بدعم دول اقليمية (ايران، العراق، وحزب
الله)، ودولية روسيا والصين، وهناك من
يريد التخلص منه للانتقال الى الهدف
الأخطر، وهو حليفه الايراني وذراعه
العسكرية في لبنان اي حزب الله. تعاظم الحديث عن
اسلحة النظام السوري الكيماوية يصب في
هذا الاطار، ولا نستبعد ان تكون
الولايات المتحدة ،ومعها اسرائيل،
تخطط لإحداث الفوضى العسكرية في سورية
لتبرير تدخلها في عملية خاطفة
للاستيلاء على هذه الاسلحة مبكرا، حتى
لا يستخدمها النظام او حزب الله ضد
اسرائيل في حال بدء الهجوم الاسرائيلي
ـ الامريكي على ايران، وهو يبدو قد بات
وشيكا. لم يكن من قبيل
الصدفة ان تجرى مناورات عسكرية على
الحدود الاردنية ـ السورية قبل شهرين،
تحت اسم 'الاسد المتأهب' بمشاركة 19 دولة
بقيادة امريكية، وتتمحور حول السيطرة
على ترسانة الاسلحة السورية
الكيماوية، في حال فقدان النظام
لسيطرته على الأوضاع في البلاد. صحيفة 'الفايننشال
تايمز' البريطانية تحدثت بالأمس عن
اتصالات اردنية ـ امريكية ـ اسرائيلية
لبحث موضوع هذه الترسانة، وكيفية
الاستحواذ عليها، وجاء هذا الحديث بعد
يومين من تصريحات ادلى بها العاهل
الاردني لمحطة 'سي ان ان' اكد فيها وجود
تنظيم القاعدة في سورية، وحذر من
امكانية وقوع اسلحة سورية كيماوية في
قبضته. اي عملية للاستيلاء
على هذه الاسلحة غير مضمونة النجاح،
كما ان النظام الذي يتابع هذه
المناورات والاتصالات في هذا الاطار
ليس على درجة من الغباء بحيث يتركها في
العراء، وفي عناوين معروفة، ولا
نستبعد ان يكون اخفاها في اماكن عدة،
او سرّب بعضها الى 'حزب الله' ليستخدمها
في الساعة الحاسمة، وهذا ما يفسر تكرار
حديث السيد حسن نصر الله زعيم الحزب عن
مفاجآت كبيرة في اي حرب قادمة ضد
اسرائيل. سورية تتحول بسرعة
الى دولة فاشلة، ولن يكون غريبا اذا ما
فلتت الأمور من ايدي النظام والقوى
العاملة على اسقاطه في المستقبل
القريب، لمصلحة قوى فاعلة لا تحتكم الى
معايير او قيود دولية، او قانونية (Non
state actors). *** اذا صحت التقارير
الاستخبارية الاردنية التي تقول بأن
هناك ستة آلاف عنصر تابع لتنظيم
القاعدة موجودون حاليا في سورية، فإن
علينا ان نتوقع ان يكون هؤلاء كتائب
المقاومة الجديدة التي ستزلزل
اسرائيل، سواء في حال انكمش النظام
السوري او سقط. اسرائيل ستكون
الخاسر الأكبر من جراء ما يحدث في
سورية من تطورات، فالمقاتلون على
الارض السورية، سواء في النظام او
المعارضة، او المنظمات الاسلامية
المتشددة قد يختلفون مذهبيا او
عقائديا او في الاهداف، ولكن هدفا
واحدا سيوحدهم جميعا، وهو ان اسرائيل
هي العدو الاول، وستبقى كذلك. التغيير الذي يحدث في
سورية حاليا، وايا كانت نتائجه، لن
يتوقف عند الحدود السورية، وهي دون
حارس على اي حال حاليا، وانما سيمتد
الى دول الجوار، وسيحرق اصابع وربما
اجساد الكثيرين، انه 'تسونامي' كاسح. تنحي الاسد او عدمه
ليس هو المشكلة، فالأحداث والتطورات
ربما تجاوزت هذه المسألة، نحن امام تحد
من نوع مختلف، نحن امام منطقة تتغير،
ويعاد رسم خريطتها من جديد، تصحح خرائط
سايكس ـ بيكو، ولا نعتقد ان امريكا
التي انهزمت في العراق وافغانستان
ستكون المنتصر هذه المرة، وان كانت
الوقائع على الارض السورية تشير الى
عكس ذلك. سورية ليست ليبيا وليست
افغانستان، سورية شهدت قيام اول
امبراطورية اسلامية عربية في التاريخ. ================== السبت ٢١
يوليو ٢٠١٢ جمال خاشقجي الحياة سيستيقظ قادة
المنطقة ذات صباح قريب على شرق أوسط من
دون بشار الأسد، وعلى سورية متفتحة
عليهم، من دون نظام قمعي شمولي، خطفها
بعيداً عن عالمهم وأغلق أبوابها
عليهم، وحوّلها من شريك إلى تهديد،
كلهم يعلمون أن ذلك سيؤثر في بلدانهم
بشكل أو بآخر. إنه عالم جديد يطلون عليه
في ذلك الصباح بكل ما فيه من فرص ومخاطر
وتحديات. أخيراً سقط النظام
ومن الداخل، ومن دون تدخل منهم،
يتنفسون الصعداء، فلم يكونوا يرغبون
في التدخل مباشرة حيث مخاطر حرب لا
تضمن عواقبها على دولهم. كان رأي خبراء
الأمن عندهم أن لا داعي للتورط فيها
طالما أن السوريين يقومون بواجبهم،
اكتفوا بالدعم المالي وبعض من السلاح
والسماح للمعارضة بحرية الحركة،
ولكنهم قلقون الآن من تداعيات الوضع
المنهار في سورية. بالكاد نجت من حرب
أهلية ماحقة. لقد انهار الجيش النظامي،
تفرق بين منشق وهارب، لم يقم بشبه
انقلاب كالجيش التونسي أو يحافظ على
الدولة ويسمح بالثورة كما فعل المصري.
حارب حتى الرمق الأخير، تفكك بين منشق
التحق بـ «الجيش الحر»، وفار ألقى
بسلاحه والتحق بعشيرته لتحميه،
باستثناء أفراده العلويين الذين
انسحبوا بشكل منظم الى جبالهم وقراهم
بكامل عتادهم وعتاد غيرهم، وهنا مساحة
تدعو للقلق وملف خطر لم يغلق بعد في
سورية الجديدة. لم تنجح المعارضة في
توحيد «الجيش الحر» فلا توجد غرفة
سيطرة واحدة، كي ترث وزارة الدفاع
السورية وبقية أجهزة الدولة الأمنية،
وتقودها. الجميع ينظر إلى ما تبقى منها
بعد انهيار النظام كأعداء الثورة.
إعادة بناء الجيش السوري ستكون من أصعب
مهام القادة الجدد الذين لم يستقر
أمرهم بعدُ ولا يزالون منقسمين بين
مجلس وطني يزعم الشرعية ويدعو إلى
اجتماع للقوى الوطنية خلال أيام يعقد
في البرلمان السوري، وسط أصوات
معارضة، يتساءل زعيم دولة قدرها أن
تكون معنية بالشأن السوري استيقظ
مبكراً ذلك الصباح. أنى له أن ينام
وأحداث قرن كامل تحدث بجواره؟ ينظر من
نافذة قصره نحو الحديقة، كيف نستطيع أن
نوحد صفهم؟ ربما نلجأ إلى الجامعة
العربية بهذه المهمة. المعركة مع العلويين
لم تُحسَم بعد، ما زال بعضهم يقاوم،
هناك خشية من مذابح ينتقم فيها
السوريون السنّة مما فعله العلويون
بهم ليس خلال الأربعين سنة الماضية
فقط، والذي كان سيئاً جيداً، وإنما
زادوا قبحهم قبحاً في الأشهر الأخيرة
للثورة عندما ارتكبوا سلسلة من
المذابح في حق بضعة قرى سنية حول قراهم.
لعل مذبحة جرت البارحة، تستمر تساؤلات
الزعيم، الذي استيقظ مبكراً ذلك
الصباح غير العادي، بينما يسمع صوت
مذيع الأخبار يقول إن سورية مرت بليلة
قلقة. البارحة اختلط فيها الفرح بسقوط
النظام والقلق من المستقبل. ما الذي
يمكن أن نفعله؟ هل نرسل قواتنا الآن؟
لقد وعد المجلس الوطني السوري وقيادات
من الداخل ظهرت فجأة أنها ستحمي
الأقلية العلوية وناشدوا الثوار
بالترفع عن الانتقام. ما الذي يضمن أن
يلتزم سوري غاضب رأى أسرته تذبح أمامه
قبل أسابيع بهذا التوجيه؟ إرسال قوات
لحماية العلويين ليس بالقرار «الصحيح
سياسياً» وسوف ينتقد حتى من شعبه. إذا
اضطررنا إلى التدخل سنقول إنه لحفظ
الأمن، سننتظر ونرى، لعل السوريين
يكونون قادرين على معالجة أمرهم من دون
تدخل أجنبي. قلقه ليس حباً بالعلويين
وإنما خشية من هجرة بعضها سينتهي في
بلاده، وقلاقل لا تنتهي في سورية. سورية غير مصر،
التحول فيها لن يكون داخلياً فقط،
وإنما يفيض نحو الخارج. ثمة بضعة مئة
ألف سوري يقيمون ما بين الأردن
والسعودية ودول الخليج ممن سيعود
بعضهم الى وطن لم يروه من قبل، معظمهم
قريب من حركة «الإخوان المسلمين»،
لأنهم خرجوا من سورية خلال سنوات
صراعهم مع النظام في السبعينات
والثمانينات، سورية الديموقراطية
تحتاج أحزابها إلى كل صوت، وعودة بضعة
مئة ألف الى الوطن واستعادتهم لجنسيته
سيعززان فرص «الإخوان» في أول
انتخابات تجرى هناك. لن يكون لمغادرتهم
من الأردن والخليج مثلاً ذلك التأثير
الكبير، فكل هذه الدول لديها بطالة،
فلا بأس إذاً من غياب بعض من الأيدي
العاملة الأجنبية، أما الأردن فلقد
تعود على الهجرات، الأثرياء منهم
سيبقون، أو على الاقل سيعيشون بين بلاد
هجرتهم والوطن، فيكونون جسوراً تعزز
العلاقة مع سورية الجديدة. هل ستفتح عودة سورية
إلى عالمها وعروبتها وانفتاحها على
جيرانها مسألة «سورية الكبرى»؟ وهي
التي أغلقت بفضل رغبة النظام البعثي
الشمولي في الانغلاق على نفسه وتحوله
إلى مهدّد لجيرانه فبادلوه توجساً
بتوجس. ليس بالضرورة، فالجميع يعلم أن
بلدانهم صنعت في ظروف استثنائية بعيد
الحرب الأولى وسقوط الدولة العثمانية
وكان للاستعمار الفضل الأول في
تشكلها، ولكن على رغم هذه البداية
السلبية، إلا أن الجميع متفق على أن
ليس في الإمكان أحسن مما كان. ستبقى
الحدود والدول كما هي. لا مجال لشام
كبير أو لبنان أكبر. كان هذا حديث القرن
الماضي في زمن التأسيس، ولكن عودة
سورية إلى عالمها الطبيعي جغرافياً
وسياسياً، وعودتها أيضاً إلى اقتصاد
السوق التي يجيدها السوريون، ستفتحان
حدودها مع جيرانها. قد تصبح حلب
والشمال السوري امتداداً للاقتصاد
التركي، بينما ستتداخل المصالح
الأردنية السورية اللبنانية امتداداً
إلى السعودية. في الأيام الأولى بعد
سقوط بشار ستختفي الحدود تماماً مع
الأردن لأسباب إنسانية تلقائية. أسر
تتزاور، مؤن ومساعدات، ولكن لا بد من
اليقظة. ثمة أسلحة كثيرة في سورية ولا
يريدها الزعيم في بلاده، يحاول ألا
يفكر في خطر مخزون النظام الهائل من
الأسلحة الكيماوية، ولكن لا بد من أن
يهتم به. موضوع شائك يخص حتى
الإسرائيليين، وهو كغيره لا يحب
الحديث معهم، فهم كالضيف الثقيل الذي
يحرص على فتح ملفات أخرى فلا يلتزم
بموضوع البحث فقط. يجب أن تراقب المملكة
وباهتمام لبنان. سيحتفل اللبنانيون
السنّة بحماسة شديدة بسقوط بشار، وهو
ما قد يقلق بعض الموارنة، ويجدد
مخاوفهم القديمة جداً من فكرة سورية
الكبرى، ولكن سيتوقف رد فعلهم على
تصريح أو مقال، ولكن الخوف من رد فعل من
«حزب الله» المتوتر بداية. إنه نمر
جريح، يريد أن يثبت للسنّة «المنتصرين»
انه لا يزال قوياً وإن خسر سورية،
الأفضل تركه يكتشف الحقيقة المرة
تدريجاً، وفي النهاية سيعدل الحزب
مساره ويدرك حجم خسارته، ولكن يتطلب
ذلك رعاية سعودية تلجم السنّة عن
استفزاز الحزب، وتذكر الحزب بهدوء
أنها هي القوة القادمة في لبنان. إيران المنهزمة في
سورية، ستحصن موقعها في العراق، خشية
امتداد ربيع السنّة إليه، وستدعم
المالكي وحكومته بشكل فج قد يثير أزمة
مع سنّة العراق الذين سيتواصلون
بحماسة مع إخوانهم في سورية، مباركين
مهنئين في البداية، مخططين لعودة قوية
لهم في النهاية. تجب مراقبة الوضع هنا،
فثمة أزمة قادمة في الطريق، قد تجد
المملكة فرصة لها في إخراج إيران من
العراق، ولكن هل ستساعدها الولايات
المتحدة في ذلك؟ أكراد العراق
سيكونون شريكاً في تحرك كهذا، وسيجدون
في سورية امتداداً آخر لهم، فالأكراد
هناك خرجوا من معركة سقوط بشار بحقوق
أكثر ومواطنة كاملة، ويريدون بعضاً من
الازدهار الذي يتمتع به إخوانهم في
العراق. العوائد الاقتصادية ستغري
أكراد العراق بالاقتراب أكثر من
العالم السنّي القادم في المنطقة
القائم على الحريات واقتصاد السوق،
وهو ما يشجعهم على التخلي عن تحالفهم
مع الأحزاب الشيعية الأصولية لتشكيل
عراق ديموقراطي جديد. الوقت لا يزال مبكراً
على انتخابات في سورية يفوز فيها «الاخوان
المسلمون» ويشكلون حكومة ويصيغون
دستوراً مثلما يفعل اخوانهم في مصر،
ولكن سنشهد لهم نشاطاً واسعاً وعلنياً
هناك، وهو ما سيشكل تحدياً للنخبة
الحاكمة في الأردن، فـ «إخوان» سورية
والأردن متداخلون، ويؤثر أحدهم في
الآخر، فهل سيغري انتصار «إخوان»
سورية، «إخوان» الأردن بتصعيد مطالبهم
السياسية؟ أتخيل ذلك الزعيم
ينظر من نافذته في ذلك الصباح القريب،
وهو يستعرض شتى التحولات والتحديات
والفرص التي طرأت على المنطقة فور سقوط
بشار، ليقول: «كم كانت سورية بعيدة
مغيبة، تحت حكمكم يا آل الأسد؟». ===================== عمّار ديّوب * السبت ٢١
يوليو ٢٠١٢ الحياة لم تتوانَ السلمية
والقامشلي والسويداء وأفراد ومجموعات
من قرى اللاذقية وطرطوس ومصياف
وصافيتا، ومئات الناشطين، عن الانخراط
في الثورة، لأنّها برأيهم ثورة على
نظام إفقاري استبدادي، لطالما أذاق
الطبقات الشعبية كل صنوف الذل والهوان.
وهذا عدا الإفقار العام، كواقعٍ نتج عن
السياسات الليبرالية «الاحتكارية»
وبخاصة في السنوات الاثنتي عشرة
الأخيرة. لذلك، انخرطت تلك البلدات
وهؤلاء الناشطون، في التظاهرات
اليومية، وفي تقديم كل أشكال الدعم
الإغاثي والطبي، وقد فتح «السلامنة»
منازلهم «للحموية» منذ الهجوم الشرس
للنظام في آب (أغسطس) 2011، وبالمثل فعل
أهالي السويداء مع أهالي درعا وعموم
السوريين، وذلك في سابقة عمقت التلاحم
المجتمعي، وأظهرت عمق اللحمة الوطنية،
وأوضحت أن النزعات الطائفية لا أساس
لها في سورية، وما محاولات النظام وبعض
القوى الطائفية الدفع نحو ذلك، سوى
محاولات يحاصرها الشعب، بنزعته
الوطنية الجامعة. هذا الفعل كان فعلاً
شعبياً، وليس فعلاً سياسياً مقصوداً
يقف خلفه كسبٌ سياسيٌّ ما. في المناطق التي فيها
غالبية علوية، تراجعت نزعة التأييد
للنظام، بعجره وبجره. فقد شهدت دمشق
توقف الأحياء التي كانت ترفد الشبيحة
بأفراد منها، وبدأت تظهر علامات تململ
واسعة في أحياء حمص كالأرمن وغيرها،
وفي غير حمص، وقد اتخذ أهالي القرى
المحيطة بالحفة في اللاذقية، موقفاً
شجاعاً، ضد ممارسات النظام، مما تعرضت
له تلك المنطقة من قصف مدفعي، بل احتضن
سكان القرى المجاورة أهالي الحفة،
حالما هُجروا من مناطقهم، وهناك
استياء متنام في كامل المناطق
المحسوبة على النظام. الخشية الآن تتمثل في
انفلات مجموعات أوغلت بالدماء، إزاء
أية مجموعة تخرج بتظاهرة من الأحياء
والمناطق المحسوبة على النظام، لأنهم
بدأوا يشعرون بتطور الثورة وتوسعها
المتنامي، وبالتالي الوصول إلى لحظة
عزلهم، وإخراجهم من المناطق التي
أسروا أهلها فيها منذ بداية الثورة.
هذه الأجواء كانت خافتة، ولكنها
تصاعدت بفعل الضعف المتزايد للنظام. طبعاً، هناك شرائح
اجتماعية لا تزال على عادتها السابقة
المؤيدة لكل ما يقوم به النظام، ولا
تزال تثير الهلع والخوف والذعر في
المناطق التي يوجدون فيها، ولكنها
كظاهرة ستزول حالما، ويتبين للغالبية
الشعبية في كل سورية ومنها هؤلاء
السكان، أن التغيير صار وشيكاً. لقد اعتمد النظام
سياسة الضبط الأمني الخفيف مع مناطق
الأقليات في بداية الثورة، بما فيها
المناطق التي يتكاثر فيها الأكراد
والأشوريون، بل كانت محاولته الدائمة
عزل أبناء الأقليات عن الثورة، وهو ما
جرى مع من اعتقل منهم كافة، ولا يزال
مستمراً بالسياسة نفسها في تلك
المناطق، ولكنه في الشهر الأخير ومع
سياسة التدمير الشامل للمدن، التي
اعتمدها كتعبير عن إفلاسه، ليس لجهة
الخيار الأمني - العسكري، بل لجهة
إفلاسه كنظام من النواحي كافة، فإنه
لجأ إلى سياسة القتل لناشطين في كل من
السويداء والسلمية وقبلهما في المناطق
الكردية، وهو ما عمق الثورة في تلك
البلدات ودفع بأعداد جديدة من الناس
للمشاركة، وقد توسعت رقعة التظاهرات
والاحتقان الشعبي العارم، وكعادة
النظام زاد من الوجود الأمني الكثيف في
تلك المناطق. لكنْ، تبين بوضوح أن هذا
النظام لا يحمي سوى نفسه، وأن الثورة
السورية شعبية بامتياز، وأن توسعها
أصبح عارماً. * كاتب سوري ===================== عبدالله
بن بجاد العتيبي الشرق
الاوسط 21-7-2012 أسبوع ساخن شهده
الصراع المحتدم في سوريا، كان فيه
تصعيد من النظام، ثم تحوّل الجيش
السوري الحر لأخذ زمام المبادرة
واستطاع بشكل مفاجئ نقل المعركة لقلب
دمشق العاصمة وأحيائها، وأدار تلك
الاشتباكات بقوة، وكان يتقدم في بعض
الأماكن ويبادر بالهجوم على المقرات
الأمنية ويجبر قوات النظام على
التراجع والدفاع، فقد أصبح في بعض
الأحياء يفرض طريقته وأسلوبه. لم يكتف الجيش الحر
بذلك فحسب، بل قام بأكبر عملية نوعية
منذ بدء الثورة من حيث براعة التخطيط
وأسلوب التنفيذ وصعوبة المكان المحصن (مقر
الأمن القومي)، حيث مقر قيادة الأزمة
الواقع في منطقة شديدة الحراسة،
ورمزية الهدف حيث القيادات الكبرى
لجيش النظام وقوّاته الأمنية التي قضى
عليها في هذه العملية الكبرى. إن معرفة مناصب هؤلاء
القتلى يعطي للحدث معناه الكبير؛
فداود راجحة هو وزير الدفاع ونائب
القائد العام لجيش الأسد ونائب رئيس
مجلس الوزراء، واللواء آصف شوكت هو
نائب رئيس الأركان وصهر بشار الأسد،
وحسن توركماني هو رئيس خلية الأزمة،
ومحمد الشعار هو وزير الداخلية (إن صحت
أنباء مقتله) كما أن الجيش الحر نفذ
تفجيرات استهدفت الفرقة الرابعة، وهي
الفرقة التي يقودها ماهر الأسد
والمعروفة بأنها أقوى تشكيلات الجيش
السوري وأعنفها، وتسربت أنباء لم
تتأكد بعد عن تعرضه لإصابة. بشار نفسه لم يزل
مختبئا، فلم يوجه أي خطاب لقواته بعد
مقتل قياداتها، واكتفى بخطاب للوزير
الجديد الذي عينه، وقد أربكت هذه
العمليات الناجحة للجيش الحر جيش
الأسد، فتوالت الانشقاقات بالعشرات في
عدد من محافظات سوريا، وأحسب أن الأسد
الذي استدعى بعض قواته من الجولان التي
لم تطلق تجاه إسرائيل طلقة واحدة خلال
أربعين عاما لتوجه مدافعها ودباباتها
لتفرغ ذخيرتها على رؤوس الشعب السوري
في دمشق سيقوم باستدعاء بعض قواته
الأخرى المنتشرة في كامل سوريا لحماية
العاصمة، وسيكون على الجيش الحر قطع
الطرق الموصلة للعاصمة، وتكثيف
عملياته فيها لدفع بقايا جيش الأسد
المنهارة للانشقاق أو الاستسلام. إن العصيان المدني
وضرب المطارات وتعطيلها واستهداف
المقار الأمنية ومستودعات السلاح
ستوفر للجيش الحر إمكانات أكبر، وبعض
المنشقين الجدد يمتلكون أسلحة ثقيلة،
كالدبابات والمدافع التي يمكن
استخدامها في حسم المعركة. كالعادة، ومع تحولات
ضخمة كهذه، يبدي البعض مخاوف وشكوكا
مستحقة، ولكنه يزيد عليها نظريات
مؤامرة لا يحتملها المشهد؛ فلن يقوم
النظام تحت أي ظرف بجدع أنفه، ويقضي
على الصف الأول من قياداته وهو يعلم
مدى أثر ذلك على معنويات جيشه، الذي
يخسر كل شيء ويخضع ضباطه وجنوده لحصار
قسري يمنعهم من مغادرة مقارهم ويمنعهم
حتى من وسائل الإعلام. من يرصد تصرفات الأسد
يعلم أنه سيستخدم كل ما بيده لإيقاف
هذا المد، وقد تناقلت بعض وسائل
الإعلام تصريحات غربية عن تحريك الأسد
لأسلحة كيماوية يمتلكها، وهو ما أكده
بعض المتحدثين باسم الجيش السوري من
تركيا، وكأن الأسد المحاصر يسعى
لصناعة حلبجة جديدة يكون مقرها دمشق
هذه المرة، بناء على خيار شمشون «علي
وعلى أعدائي». هذه العمليات
النوعية والانشقاقات الواسعة وتغيير
المعادلة على الأرض ستجبر القوى
العالمية على مراجعة مواقفها، واتخاذ
مواقف أكثر إيجابية وعملية في نصرة
الشعب السوري ضد آلة القتل الأسدية
الوحشية، التي لو تمكن النظام ووجد
الفرصة سيعيد تشغيلها بأعتى مما كانت
عليه بدافع إضافي هذه المرة، هو دافع
الانتقام ومحاولة استعادة شيء من
الهيبة المهشمة. إنها أخبار سارة تأتي
من دمشق بعد طول انتظار، وهي بداية
موفقة لمعركة الحسم التي تدور رحاها
هناك، وبقدر ما تبعث على التفاؤل فإن
من سيحكم على استمرار هذا التفاؤل
وزيادته هو الشعب السوري عبر عمليات
نوعية أخرى للجيش الحر في كامل التراب
السوري، وعبر العصيان المدني في كل
المحافظات. لقد انتهى نظام
القذافي وتداعى سريعا بعملية نوعية
تجاه باب العزيزية بعد دخول الثوار
لطرابلس، وهو ما على الجيش الحر أن
يخلق مثله في دمشق، مع استحضار فارق
كبير؛ أن تلك العملية تمت مع تدخل قوي
لقوات حلف الناتو، والجيش الحر يعتمد
على قدراته الذاتية والدعم الشعبي
العارم الذي يحظى به. منذ بداية الأزمة،
اعتمد الأسد الحل الأمني والعسكري
وحده، وركن إلى الحماية الروسية له
دوليا وإلى الدعم الإيراني اللامحدود
سواء من إيران نفسها أم من العراق أم من
حزب الله، وإلى قدرات جيشه العسكرية
التي تقتل شعبا أعزل لم يلبث أن خلق
وسائل دفاعه الذاتية عبر الجيش الحر،
وبما أنه أوصد الأبواب أمام الحلول
السياسية منذ البداية، فإنه سيتبنى
موقفا مبنيا على العناد لا على العقل
لمواصلة الحل الأمني والعسكري على
الرغم من التغيرات الكبرى، أو الهرب
نافدا بجلده. لا يمكن تشبيه نظام
الأسد بنظام آخر؛ فنظام القذافي لم يكن
يمتلك جيشا حقيقيا وصلبا يسلطه لقتل
شعبه مع بشاعة ما صنع القذافي، ولا
يشبه نظام الأبارتهايد العنصري السابق
بجنوب أفريقيا، فهو يقوم على مبدأ
طائفي يوازي في مقته المبدأ العنصري
هناك، ولكنه يزيد عليه، ودون أي مقارنة
في مستوى الدموية والعنف والبطش
الأعمى. لن تكون مرحلة
الانتهاء من الأسد ونظامه يسيرة، ولكن
يبدو اليوم أن الرهان على الشعب السوري
نفسه كان رهانا محقا، فهو شعب استجاب
للوقائع التي حاول النظام فرضها، وكان
يطوّر من رفضه فانتقل من المظاهرات
السلمية إلى تكوين جيش حر يقوم بعمليات
متفرقة لتأمين المدنيين واستهداف جيش
الأسد، ولم يجد فرصة إلا وعبر من
خلالها عن مواقفه بصراحة ووضوح؛ فحين
جاء الدابي لم يدب معه، وحين جاء عنان
لم يرخ له العنان، وحين خانته موازنات
القوى الدولية فرض خياراته التي ستغير
وجه المنطقة. مؤشر آخر على اهتزاز
النظام بقوة، ألا وهو خروج نصيره حسن
نصر الله ملقيا خطابا يتحسر فيه على
فقد رفاق السلاح الذين كانوا يقتلون
الشعب السوري، وبدا حزينا منكسرا
محبطا، وفضح كل شعارات الممانعة
والمقاومة التي خدع بها كثيرا من
المثقفين العرب في السابق وأظهرها
كأكذوبة صلعاء، ولا يلام فإيران تخنق
اقتصاديا والأسد يفتش عن مهرب. ===================== عبدالرحمن
الراشد الشرق الاوسط 21-7-2012 أثارت تصريحات
السفير الروسي في باريس سخرية الجميع،
قال إن الرئيس بشار الأسد مستعد للتنحي
بطريقة «حضارية»، بعد الدماء والمجازر
التي ارتكبتها قواته. وفي الوقت الذي
أسرّ فيه الأسد للروس عن استعداده
للهرب، هناك آلاف يفرون عبر معابر
الحدود. إلى بوابة حدود لبنان فر من هو
محسوب على الأسد، ومنهم من يخاف من
أيام ما بعد سقوطه، في حين كان معظم
اللاجئين السابقين، ولأكثر من عام،
يفرون من قوات الأسد. كل شيء يتبدل
وسريعا جدا، سياسيون وعسكر ودبابات
وسياسات دول. الإسرائيليون قالوا
إن القوات السورية التي ترابط في
الجولان أخلت مواقعها واتجهت نحو دمشق
لأول مرة منذ نحو أربعين عاما. ومع هذا،
ستبقى الجبهة هادئة كما كانت منذ أربعة
عقود، وسيكتفي الإسرائيليون بالفرجة
من خلال مناظيرهم على ما يدور وراء
الحدود. وكذلك فعل حزب الله،
مخلب القط الإيراني. هو الآخر نقل
ميليشياته من الجبهة الإسرائيلية إلى
الجبهة السورية استعدادا لمواجهة
النظام السوري الذي سيرث نظام حليفه
بشار الأسد. ويروي مصدر خاص أن حزب الله
بدأ حفر أنفاق في المناطق الوعرة على
طول خط الحدود مع سوريا. وقام بنقل
منصات صواريخ ومرابض مدفعية ثقيلة من
جبهة إسرائيل إلى التلال والمرتفعات
المشرفة على مناطق الحدود لا سيما في
الهرمل، القريبة من الحدود السورية
والمشرفة على مناطق القاع المتاخمة
تماما للحدود السورية. لا أحد يبالي بموضوع
إسرائيل الآن، فالمعركة اليوم هي على
حكم دمشق، العاصمة التي قد تغير مسار
التاريخ في شرق العالم العربي. سقوط نظام الأسد هو
الأمر الوحيد شبه المؤكد، إنما ملامح
الحكم السوري المقبل لا تزال غامضة جدا.
لذا علينا أن نقرأ في أي اتجاه ستتغير
رياح المنطقة بعد إسقاط آخر أسوأ ثلاثة
أنظمة عرفها العرب في تاريخهم
المعاصر، عراق صدام، وليبيا القذافي،
والآن نظام الأسد في سوريا. ستتبدل
اتجاهات الريح، ومعها تعريف العداوات
والتحالفات. إيران، منذ الثمانينات،
تصنف إسرائيل خصما منافسا، ومعطلا
لمشروعها الوحيد في المنطقة العربية،
وهو مشروع مد نفوذها. لهذا قامت كل
سياستها على بناء محور تحالفي تحديدا
مع سوريا، وسخرت مخلبها، حزب الله،
تماما، لهذا الهدف حتى بعد خروج
إسرائيل من كل الأراضي اللبنانية
باستثناء مزارع شبعا، وهي منطقة أصلا
متنازع عليها مع سوريا التي أبقتها تحت
مسؤولية لبنان، للإبقاء على حجة «المقاومة»
في يد حزب الله، ولكن رفضت سوريا في
الأمم المتحدة الاعتراف بشبعا على
أنها لبنانية! إيران استخدمت مخالب
عديدة، جماعات ثورية وإسلامية أخرى،
لهدفها بالضغط على إسرائيل والولايات
المتحدة لدفعهما إلى القبول بنفوذها
في المنطقة. أما تحرير فلسطين فهو مجرد
شعار استخدمته إيران، وسبق أن رفعه
الأسد، وكذلك صدام والقذافي وغيرهما،
لأهداف سياسية لا تتطابق مع العنوان. هل بعد إسقاط نظام
الأسد سيسقط عمود خيمة ما كان يسمى
جبهة الأسد للمقاومة والممانعة؟ عمليا
انتهت. حزب الله سيكون حليفا صامتا
لإسرائيل، ولبنان سيغلق جبهته معها
نهائيا، وقد تفتح جزئيا جبهة ضد النظام
المقبل في سوريا. مع أني لا أتصور أن
حزب الله سيدخل في معارك ضد دمشق إلا
إذا قامت دويلات انفصالية حليفة له،
علوية مثلا، أو حال نشوب حرب أهلية. أما المسألة
الفلسطينية نفسها فليست قضية صراع
إقليمي فقط، بل مسألة احتلال لا تنتهي،
جبهاتها تتبدل بحسب التحالفات، وستبقى
قضية مركزية يدور حولها صراع متعدد وإن
كان بلعبة الكراسي الموسيقية. ===================== طارق الحميد الشرق الاوسط 21-7-2012 مع إعلان النظام
الأسدي أمس عن وفاة رئيس المخابرات،
والذي يعتبر الشخصية الرابعة التي
سقطت نتيجة تفجير مبنى مقر الأمن
القومي بدمشق، يتضح أن الضربة التي
تلقاها نظام الطاغية كانت كبيرة جدا،
ولذا فإن النظام بات يتعامل معها
بالقطارة، كما يقال، أي أن النظام يقدم
الأخبار للسوريين بشكل مفرق، للتخفيف
من هول الضربة التي يبدو أن النظام لم
يفق منها بعد. وهذا ما يتضح خصوصا
مع التقدم الميداني الذي بات يحققه
الجيش السوري الحر، وخصوصا الاستيلاء
على النقاط الحدودية مع العراق
وتركيا، ناهيك عن السيطرة على بعض
الأحياء بدمشق، وحلب، وغيرها، فالواضح
اليوم أن الأسد نفسه، ونظامه، في ربكة
شديدة، بل وحتى حلفاؤه. فرغم استخدام
روسيا والصين لحق الفيتو للمرة
الثالثة في مجلس الأمن، فإن السفير
الروسي في باريس قد صرح بأن الأسد يقبل
التنحي ولكن «بطريقة حضارية»، ثم ما
لبث أن عاد وصحح تصريحه ذلك، رغم أن
السفير الروسي قد أقر بأنه مع التطورات
على الأرض في سوريا فمن الصعب تخيل
بقاء الأسد، وبالطبع فإن ذلك بات واضحا
مع ازدياد وتيرة الانشقاقات، وبأعداد
كبيرة. كل ذلك يقول إن الأسد
اليوم بات معزولا في الداخل وجريحا،
خصوصا أنه تعرض لضربات مهينة وصعبة،
ليس أمام الخارج، أو السوريين، بل
وأمام دائرته الضيقة، وأمام أعين
قواته. بل ها هو الأسد، مثله مثل
القذافي، يرى الجيش الحر وهو يسقط
صوره، ويدوسها بالأقدام، فكيف سيتصرف
الأسد الجريح الآن؟ هل يهرب؟ هل يواصل
الصمت؟ أم يلجأ للجنون أكثر، ويقترف
جرائم أكبر بحق السوريين؟ بالطبع كل
ذلك وارد، لكن الخطأ الكارثي هو
الانتظار لنرى كيف يتصرف الأسد، خصوصا
أن أعداد القتلى في سوريا في تصاعد
خطير، وعلى يد قوات الأسد. ولذا، وبعد
الفشل الذريع لمجلس الأمن بسبب وقوف كل
من موسكو وبكين مع النظام المجرم، فإن
المفروض اليوم - كما قال السيد وليد
جنبلاط - أن يتم دعم الجيش السوري الحر
أكثر من أي وقت مضى، بالسلاح والمعدات
والمعلومات الاستخباراتية، وذلك لطي
الصفحة الأخيرة من صفحات طاغية دمشق. فالواضح اليوم أن
الأسد يترنح، وسقوطه بات حتميا، وقد
يأتي فجأة، لكن المؤكد أن ذلك سيكون
مكلفا جدا على السوريين، وهذا ما كنا
نقوله منذ أن نحت الأوضاع في سوريا
المنحى المسلح، وذلك بسبب النظام
الأسدي، وليس بسبب الثورة كما يردد
البعض. فالأسد هو الذي أمعن في استخدام
الحل الأمني، وهو من تسبب بمقتل قرابة
17 ألف سوري إلى الآن. ولذا فإن تأخير
تسديد الضربة القاضية للأسد اليوم
سيكون مكلفا على الجميع، السوريين
ودول الجوار، والمنطقة كلها. فلا بد
الآن من زيادة الدعم للجيش الحر، من
خلال تسليحهم، وتزويدهم بالمعلومات
الاستخباراتية، فالقضية ليست قضية
تصعيد، بل هي قضية طي صفحة نظام إجرامي
سيئ حان وقت اقتلاعه، لأنه ساقط فعليا،
وتأخير القضاء عليه يعني مزيدا من
المعاناة والمخاطر التي تهدد الجميع،
ومن دون استثناء. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |