ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ماذا بعد
فشل مجلس الأمن في سورية؟ 2012-07-22 12:00 AM الوطن السعودية
هناك شعور كبير بأن
ساعة الحسم في سورية اقتربت، فبعد
العملية النوعية التي استهدفت مقر
الأمن الوطني السوري وخلية الأزمة
وانتهت بمقتل أربعة من كبار رجال
الدولة. اهتز النظام السوري بشدة،
ويبدو أن دمشق وحلب باتتا على خط
المواجهة الرئيس مع اشتعال الصراع بين
الجيش السوري الحر والقوات النظامية
في عدد من أحياء دمشق وحلب وهما
المدينتان اللتان مثلتا قلعة النظام
السوري. اليوم الوضع في سورية يتصاعد
ساعة بعد ساعة، وفي ظل تواتر أنباء عن
أن الرئيس بشار الأسد هرب للاحتماء في
اللاذقية بدلا من دمشق وعدم خروج
مسؤولين سوريين بالشكل الذي كان
معهودا في السابق كلها دلائل على أن
الوضع السوري على الأرض صعب جدا. في ظل هذه التطورات
فشل مجلس الأمن في أن يكون له دور فاعل
فيما يحدث في سورية، وربما يسجل
التاريخ سورية كمثال على فشل مجلس
الأمن وضرورة إصلاح نظامه وإصلاح
الأمم المتحدة. يوم الجمعة عاد مجلس
الأمن بعد الفيتو الروسي والصيني
بالإجماع على قرار يتضمن تمديد مهلة
فريق المراقبين الدوليين لثلاثين يوما
أخرى، وهذا القرار موقف مستغرب من مجلس
الأمن الذي يغرد خارج السرب تماما فيما
يتعلق بسورية، وكأن الحرب الدائرة في
شوارع سورية أمر آخر، وكأنه لا يزال
هناك أمل في أن يلتزم النظام السوري
بخطة عنان وأن تقبل الأطراف التفاوض! مجلس جامعة الدول
العربية الذي يجتمع اليوم في الدوحة
سيناقش رفع الغطاء العربي عن مهمة وخطة
عنان، وهذا الأمر بات مطلبا عربيا في
ظل الفشل الواضح للخطة وفي ظل كون مجلس
الأمن مجرد شكل لا أكثر فيما يتعلق
بسورية في الوقت الذي باتت الأحداث على
الأرض أسرع وتيرة وأكثر تأثيرا على
اتجاه الأحداث من مواقف الدول ومجلس
الأمن تجاهها. دعوة وزير خارجية فرنسا
ربما هي الأكثر واقعية، حيث دعا
المعارضة السورية لتنظيم صفوفها
والتحضير للمرحلة الانتقالية، وهذه
دعوة مهمة، لأنه من المهم التنبه إلى
أنه كما لم يكن لمجلس الأمن دور خلال
هذه الفترة، فعلى الأغلب لن يكون له
دور فعال في مستقبل سورية أيضا، وعليه
يجب أن يعي السوريون أهمية توحيد
صفوفهم، كون التحديات الأمنية
والسياسية لمرحلة ما بعد الأسد ستكون
كبيرة وخطيرة، وقد تلعب فيها أطراف
خارجية عديدة، ولأن التجربة الحالية
تشير إلى أن مجلس الأمن عاجز في سورية،
فإن التوقعات يجب أن تبنى على اعتماد
السوريين على أنفسهم في المرحلة
المقبلة. ================= الوطن السعودية 22-7-2012 مع أنه كثيرا ما كان
ينتقد سلبيات النظام، إلا أن المسلسل
السوري الناقد "بقعة ضوء" لم
يتطرق لأحداث الثورة السورية خلال
عرضه في رمضان الماضي مع أنه كثيرا ما كان
ينتقد سلبيات النظام، إلا أن المسلسل
السوري الناقد "بقعة ضوء" لم
يتطرق لأحداث الثورة السورية خلال
عرضه في رمضان الماضي، رغم كثرة
المفارقات التي يمكن الاستفادة منها
من غير انحياز لطرف بعينه، وننتظر ذلك
في نسخته التاسعة التي تعرض حاليا،
فالبقع الضوئية كثيرة.. ومنها ما شد
اهتمامنا طوال الأيام الماضية. بعضها
قابل لأن يكون دراميا، وبعضها هو "الدراما"
ذاتها.. ومن هذه الأخيرة أنه ولأول مرة
منذ بداية الثورة سيطرت الأزمة
السورية على شاشات تسمر أمامها الناس
لمتابعة أحداث تفجير مبنى الأمن
القومي في دمشق. ولأول مرة في تاريخه
يقوم التلفزيون السوري ببث الحقائق
والاعتراف بها مع ملاحظة تأخره عن
الآخرين في ذكر أسماء القتلى في
الأخبار التي كانت تأتي على دفعات.
ورغم أنه بادر ببث خبر تفجير المبنى
بعد دقائق من حدوثه، إلا أن الحقيقة
ظلت غائبة والأمور ضبابية، إذ لم يبث
صور موقع التفجير الذي نسبه إلى
انتحاري، ولعله ضرب الرقم القياسي في
زمن اكتشاف أسباب الأحداث. كذلك، ضاعت أخبار
الفيتو الروسي والصيني الثالث في زحمة
أخبار سيطرة الجيش الحر على منافذ
حدودية، وفيما كانوا ينقلون على
الهواء مباشرة الجدل حول إصدار قرار
تحت الفصل السابع لميثاق الأمم
المتحدة، كانت الأخبار تشير إلى أن
الجيش الحر بدأ على أرض الواقع بتطبيق
الفصل السابع، وثمة من قال إن الدب
الروسي "طلع دب بالفعل". ولأول مرة أيضا لم
ينقل التلفزيون السوري من الشارع
الأفراح "العفوية" للجماهير وهي
تحتفل بالفيتو الثالث، وهو الذي كان قد
نقل الاحتفاليات في المرتين
السابقتين، لأن "العفوية" غابت
هذه المرة بسبب انشغال موجهي
احتفالاتها في أمور أخرى فلم ينزل أحد
إلى الشارع بصورة "عفوية". من جهته، أخفق حسن
نصر الله في سحب الأضواء يوم الأربعاء
الماضي، في كلمته التي نقلت بعض
الفضائيات قسما منها، كلمة صرخ فيها
حتى احمرّ وجهه.. ومجّد النظام السوري
وقتلى مبنى الأمن القومي في دمشق، ولم
ينسَ في حديثه أن يمجّد "خامنئي".
لتثور الأسئلة عن علاقته وعلاقة جماعة
"قم" بما يجري في سورية من أحداث؟ كثيرة هي بقع الضوء..
أترك الباقي لكم. مازن العليوي
================= الراية 22-7-2012 تؤكد دعوة وزير
الخارجية الفرنسي لوران فابيوس
المعارضة السورية إلى "تنظيم صفوفها"
من أجل أن "تشكل بسرعة حكومة مؤقتة
تكون ممثلة لتنوع المجتمع السوري". على حقيقية مفادها أن
المجتمع الدولي قد نفض يديه تماما من
النظام السوري الذي فشل تماما في
الالتزام بتعهده بتطبيق خطة المبعوث
العربي والدولي كوفي عنان واستمر في
مواصلة العنف والقتل وقصف المدن
والبلدات السورية بالطائرات والأسلحة
الثقيلة ما ساهم في عسكرة الثورة
السورية التي كانت سلمية ووضع البلاد
في أتون حرب أهلية مدمرة. إن التطورات
الميدانية المتصاعدة على الأرض تؤكد
أن النظام بدأ يعد ساعاته الأخيرة وأنه
قد حان الوقت للمعارضة السورية التي
باتت تسيطر على أجزاء من سوريا إلى
تنحية خلافاتها جانبا وتبدأ بالتحضير
لمرحلة ما بعد انهيار نظام الأسد
لحماية البلاد من تداعيات سقوط النظام. لقد أثبت الشعب
السوري الذي قدم أعظم التضحيات ولا زال
من أجل نيل حريته وإسقاط النظام
الديكتاتوري الاستبدادي في دمشق أنه
شعبٌ عصيٌّ على الكسر وأن إرادته صلبة
و قوية وقادرة على تحقيق الانتصار على
حكم الحزب الواحد الذي حكم سوريا منذ
أربعة عقود. إن انقسام المجتمع
الدولي وفشله في الحديث بصوت واحد وعجز
مجلس الأمن على الخروج بقرار يدين
العنف في سوريا ويجبر النظام السوري
على وقف قتل شعبه ساهم في إطالة عمر
النظام واستمراره في قمع شعبه إلا أن
ذلك لم يفت من عضد الشعب السوري في
مواصلة ثورته التي امتدت لتشمل جميع
المدن والبلدات السورية التي رفعت
مطلبا واحدا لم تتراجع عنه يتمثل
بضرورة إسقاط النظام. إن مواصلة النظام
السوري أعمال العنف والقتل يضع على
المجتمع الدولي مسؤولية جماعية لتطبيق
ميثاق الأمم المتحدة والتحرك طبقا
لمبادئه. خاصة أن المعركة لم تنته بعد
ولا زال النظام يواصل محاولته
المستميتة إعادة عقارب الساعة إلى
الوراء وما زالت أعداد القتلى والجرحى
واللاجئين في ارتفاع مستمر. الشعب السوري الذي
يخوض معركة تحرره وحيدا يحتاج من
المجتمع الدولي الآن وبعد أن نجحت
المعارضة السورية في السيطرة على بعض
المعابر الحدودية إلى سرعة تقديم
المساعدات الطبية والغذائية
والإنسانية إلى اللاجئين الآخذة
أعدادهم في التزايد سواء من هم في داخل
سوريا وعددهم يناهز المليوني لاجئ أو
من هم خارجها في دول الجوار فالانقسام
الدولي في كيفية معالجة الأوضاع في
سوريا لا يعفي الجميع من مسؤولياتهم
الإنسانية والأخلاقية في تقديم العون
والمساعدة للشعب السوري والبحث في
الوسائل الممكنة لتوفير الحماية لهم
ومنع النظام السوري من استهدافهم
بالقتل والترويع. ================= بشار
وعصابته ... هل يعيشون الرمق الأخير؟! بينة الملحم الرياض 22-7-2012
تختلف التكهّنات والتوقعات للحدث
السوري، وذلك بسبب قوة الحدث وقسوته.
الثورة السورية تصارع النظام بكل قوة.
والمراقب يدرك أن الأسبوعين الأخيرين
كان مستوى المعارضة ممثلةً بالجيش
الحر قوياً على أصعدةٍ كثيرة. يكفي أنه
بدأ يلعب على أوتار المعلومة. أن يخترق
الصفوف الأولى للنظام السوري ومن ثم
يجهز على قادة أساسيين في النظام وفي
خلية الأزمة. بل إن العملية الأخيرة
التي استهدفت مبنى الأمن القومي كانت
نوعية وهي أخطر عملية في كل الثورة
السورية. إنها عملية توضح كم أن الجيش
الحر استطاع أن لا يعتمد فقط على
السلاح وإنما أيضاً على قوة المعلومة
الاستخباراتية، كما أن السلاح الذي
يستخدمونه قد استطاع أن يشكل خطراً
حقيقياً على النظام السوري بأكمله. شتّتَتْ العملية
العسكرية الأخيرة الذهن السوري. بشار
الأسد الذي يحيط نفسه بهالةٍ من الغموض
يبدو أنه يعيش حالاتٍ صعبة، الشيء
الوحيد الذي يستطيعه هو المزيد من قتل
المدنيين. لكنه لا يمتلك أي حل سياسي.
لديه السلاح المتقاطر من إيران وروسيا
والصين، لكن ليس لديه أي استراتيجية،
يعيش على الفيتو الذي يحييه رغم مرضه
من قبل روسيا والصين. والفيتو لا ينقذ
النظام من الجيش الحر. البسالة التي
يواجه بها الجيش الحر كل قوة الجيش
السوري الغاشمة منقطعة النظير، رغم
المسافة بين القوة العسكرية لقوات
بشار الأسد وبين القوة الأقل قوةً لدى
الجيش الحر إلا أن المعنويات العالية
لدى الجيش الحر مكنت الثورة من الحياة
على طول مدة بدئها. إذا قسنا المعايير
بين الجيش الحر وقوات الأسد سنجد أن
الأول يتصاعد قوةً والثاني ينهار، مع
أن الفارق لصالح قوات الأسد، لكن
المؤشر يقول إن النظام السوري يعيش
أيامه الصعبة للغاية. العملية النوعية هذه
ليست مفبركةً من النظام السوري كما
يحلل البعض، بل هي من صنع الثوار. لأن
أي عملية تصفية لايمكن أن تتم ضد هذه
الخلية الأقوى، ثم إن هذه الخلية هي
التي تمسك بالأمن من عروقه فمن يقتل
من؟! التحليل الذي يعتمد
على أن بشار هو من صفى خلية الأزمة خارج
سياق التحليل المنطقي، لأن هذه الخلية
هي التي تدير بشار نفسه. ثم إن تهاوي
النظام وتساقطه يمنع هكذا عملية من
الأسد ضد خلية الأزمة. بل هي عملية
نوعية من الجيش السوري الحر الذي يريد
للثورة السورية أن تتم. لاشك أن النجاح
للثورة السورية يلوح بالأفق، لكن
الثمن كان باهظاً جداً، لكنه خيار
الناس الذين ذاقوا مرارات الكبت
والحرمان والطغيان لمدة جاوزت
الأربعين سنة. التحدي الأكبر لدى
الناس، لدى المجتمع السوري. الصراع بين
السنة والعلويين يجب أن يتوقف إذا أراد
المجتمع السوري أن يكون منسجماً بعد
سقوط النظام وأن يكون متفاهماً
وعصرياً. النبرة التي تتصاعد بين فترةٍ
وأخرى بين السنة والعلويين ليست
مطمئنة. التقارير الدولية تشير إلى
وجود صراع أهلي بين الطوائف في سورية،
وهو صراع أشعله النظام السوري نفسه
ليبقى. والفخ المنصوب ضد السوريين
والمجتمع السوري من الضروري أن يُكشف
وأن لا ينطلي على الناس. المسؤولية المجتمعية
للسوريين بعد الثورة أن يخالفوا ما
أراده لهم النظام. أراد لهم العنف
والحرب الأهلية وتشويه الثورة، كل ما
أراده النظام يجب أن يخالَف، هزيمة
النظام السوري اجتماعياً أهم من
هزيمته عسكرياً، لا انفصال بين الحرب
على النظام عبر التسامح والتأزر
والتآلف، وبين الحرب العسكرية على
النظام السوري الغاشم. نتمنى المزيد من
الحرية والأمن والتسامح لسورية، أما
الأسد الظالم فإن ساعة رحيله قد دنت.. ================= دعم
الثورة السورية خيار ضروري!! يوسف الكويليت الرياض 22-7-2012
الاعتماد على مجلس الأمن لحل
قضايانا العربية أمر كشف فشله مع
فلسطين، وخلاف الصحراء بين المغرب
والجزائر، وقضايا الجزر المحتلة مع
إيران، وبالتالي فالاعتماد عليه لحل
الحالة السورية تفكير يناقض الواقع،
لأن النزاع بين دول حلف الأطلسي وروسيا
والصين، لعبة أتقنها الطرفان للتحلل
من أي مسؤولية أدبية وأخلاقية، وحتى
المساعدات الإنسانية شحيحة جداً للشعب
السوري الذي يعاني الموت وإغلاق حدود
بعض الدول المجاورة. الآن الجيش الحر أخذ
بعداً مؤثراً على السلطة، وصار يحتل
مناطق وممرات ليكسر حاجز الخوف، مما
أعطى اليقين للشعب أن يكون أكثر تحمساً
وانخراطاً في الجيش، إذا عرفنا أن
الشعب كله مجيّش وتحت خدمة أي طارئ،
ولذلك فهو جيش احتياطي مدرب مما يعزز
دور هذا الجيش، والمشكل الآن ليس تخطي
العجز بالأفراد، لكن بالظروف التي
يواجهها الشعب السوري بالعجز المادي
والتمويل العسكري. فالعراق، وبصورة
علنية، أعلن غلق حدوده وعدم استقباله
أي لاجئ بمعنى تغلّب السياسي والمذهبي
على الإنساني، وربما تم ذلك بتنسيق مع
الحكومة الإيرانية للضغط على الشعب،
وهو موقف غير ودي، ولا أخلاقي، إذ سبق
لسوريا، ومنذ أزمنة طويلة، استقبال
العراقيين والذين عانوا من الانقلابات
والحروب، ولبنان الذي تضغط عليه ظروف
غير طبيعية، ومع أنه استقبل العدد
الأكبر، إلا أن الامتناع عن معالجة
الجرحى، سبب غير مبرر، وبالتأكيد فإن
حزب الله يلعب دوراً واضحاً بالضغط على
الحكومة اللبنانية، حتى لا تكون
منحازة للحكومة السورية وعلى الأقل
تبقى محايدة، ولا تدعم الجيش الحر أو
المعارضة. الدول العربية
اعتدنا على مواقفها السلبية في
الأحداث الصعبة، وسوريا لن تكون
استثناءً، لكن بمعايير الواقع الراهن،
فحكم الأسد سيبقى خطراً على الأمن
القومي العربي برمته، سواء بتحالفه
المكشوف مع إيران، وحزب الله، ثم
العراق، أو سكوته التام عما يدعيه أنه
بلد مواجهة وممانعة مع إسرائيل، ثبت أن
الأخيرة لا تزال تلعب دوراً مع الغرب
بعدم إزالة هذا النظام باعتباره أكثر
اهتماماً بحراسة حدوده مع إسرائيل من
إسرائيل نفسها. تبقى الدول
الخليجية، والتي تعاني من الأنظمة
المتحالفة الثلاثة، أن تختار تقوية
إيران بسوريا والعراق وحزب الله، أو
قطع الطريق على هذا الهلال بأخذ
المبادرة بدعم الجيش الحر والمعارضة
بكل الوسائل المتاحة، وهي فرصة لحماية
أمن هذه الدول من خطط موضوعة بين تلك
الأطراف لزعزعة أمن الخليج، وفتح
ثغرات لإيران مع اليمن، لإحكام الطوق
عليها من عدة جهات. سوريا عمق
استراتيجي، وتأثيرها هائل على جوارها
العربي، والتركي، والوقوف مع ثورتها
الجديدة، لا تفرضه الاشتراطات
السياسية فقط، بل الوجودية، لأن الكل
عانى من النظام السابق، كيف تلاعب
بقضية المعارض الكردي (أوجلان) والتي
كادت تتسبب في حرب سورية - تركية، ثم ما
يشبه الاحتلال للبنان وقتل رموزه
والتلاعب بموارده، وتوريطه في حروب مع
إسرائيل، وحتى الأردن عاش القلق ذاته،
وكذلك العراق والذي لا يخفي كيف أن
عناصر القاعدة كانت تتدرب داخل سوريا
وتدفع للعراق، وكان أبو مصعب الزرقاوي
وغيره أحد أجنحة القوة لسوريا في
العراق، وبهذه الصورة فإزالة النظام
مطلب تاريخي وضروري تحتمه هذه الوقائع
والممارسات العدوانية. ================= معنى الأحداث إبراهيم عباس الأحد 22/07/2012 المدينة عندما نستذكر قصص
التاريخ التي تحدثت عن الطغاة منذ عهد
فرعون موسى وهيرود (اللذين تخصصا في
قتل الأطفال) وحتى هتلر وموسوليني و
سالازار وفرانكو وموبوتو سيسيسكو
وتشاوشيسكو وبوكاسا وبول بوت
وميلوسيفيتش ودوفالييه وبينوشيه وحتى
الزعماء المستبدين الذين أطاحت بهم
ثورات الربيع العربي مؤخرًا ، سنجد أن
مصيرهم واحد تقريبًا : الإعدام أو
السجن المؤبد أو النفي ، فإلى جانب حكم
الشعب الذي أسقطهم في نهاية المطاف
هناك أيضًا حكم التاريخ الذي لا يرحم . لذا فكم يكون الرئيس
السوري بشار الأسد غبيًا لو ظل يعتقد
أنه سيتمكن من قمع ثورة الشعب السوري
العارمة والاستمرار في الحكم، لا سيما
بعد حادثة تفجير مقر الأمن القومي
السوري مؤخرًا التي أودت بحياة فريق
مساعديه الأمنيين وعلى رأسهم وزير
الدفاع داوود راجحة ونائبه آصف شوكت،
والمسؤول عن إدارة الأزمة التركماني
وإصابة وزير الداخلية محمد الشعار .
ولست مع الرأي القائل بأن الرئيس الأسد
نفسه كان وراء حادث التفجير لعلمه بأن
الفريق كان يخطط لانقلاب عسكري ،
لتعارض مثل هذا السيناريو مع المنطق لا
سيما وأن من بين المستهدفين صهر الأسد
نفسه ، إلى جانب توارد الأنباء بأن
يكون ماهر الأسد – شقيق الرئيس- من بين
القتلى . فالمرجح أن يكون الجيش السوري
الحر هو المنفذ لتلك العملية التي تدل
على اختراق في صفوف الجيش . لكن يبدو أن
الأسد ليس وحده الذي يراهن على
المستحيل ، فقد راهنت معه روسيا والصين
عندما استخدمتا للمرة الثالثة حق
الفيتو بعيد تلك الضربة الموجعة ، وهو
ما يدعو إلى التساؤل : كيف سيكون موقف
موسكو وبكين عندما ينتهي نظام الأسد
الذي أصبح وشيكا ويحل محله نظام لابد
وأن يكون له موقف جديد إزاء الدولتين
اللتين سعيتا إلى دعم الأسد سياسيًا
ودبلوماسيًا ومعنويًا إلى جانب جسر
الأسلحة المتواصل التي يستخدمها
النظام في قتل أبناء سوريا وتدمير
مدنها وريفها؟ الأرجح أن يزيد الدعم
اللوجستي الروسي الصيني (وأيضًا إيران
التي يوجد العديد من عناصرها العسكرية
والأمنية في سوريا) لنظام الأسد وتزداد
معها عمليات القمع في محاولات إنقاذ
مستميتة لنظام انهارت دعائمه بالفعل
وأصبح في الرمق الأخير . لكن اللافت أن
عمليات الإبادة الجماعية والدمار
الشامل الذي ألحقه سفاح سوريا بالبلاد
لن يؤدي إلى تراجع الثورة ، بل إن العكس
هو الحاصل ، وهي الرسالة التي يعجز
النظام السوري عن استيعابها حتى الآن. ================= تاريخ النشر:
الأحد 22 يوليو 2012 د. رضوان السيد الاتحاد تأثر الجانب الروسي
أكثر من الجانب الإيراني بالحدث
السوري الهائل. فقد قال لافروف إنها
معركةٌ حاسمةٌ تلك التي تجري الآن في
دمشق وعليها. أما أمين عام "حزب الله"
فقال "إنّ المقتولين شهداء، وقد
ساعدونا جميعاً في صراعنا مع إسرائيل"،
و"النظام لن يسقط ولا حلَّ إلاّ
بالحوار"! لكنه لم يخبرنا ما الرأي
ما دام القَتَلة شهداء، فما شأن
المقتولين العشرين ألفاً، وما هو حكمه
الفقهي فيهم؟! خُلاصة الأمر أنّ الوضع
السوري بالنسبة للروس هو ورقة في
الصراع على المشاركة العالمية مع
الولايات المتحدة. وهناك، إضافةً
للوضع السوري، عدة مجالات للتجاذُب؛
مثل الدرع الصاروخي وجورجيا وشرق
أوروبا وآسيا الوسطى والقوقاز.. إلخ.
لكنْ هناك مشتركاتٌ أو ملفّاتٌ يعمل
فيها الروس مع الأميركيين بالتكافُل
والتضامُن ومنها الملف النووي
الإيراني، وأمن إسرائيل. وهو يريد أن
يعود –كما كانت ورسيا القيصرية
الأرثوذكسية- حامياً للأقليات
المسيحية الأرثوذكسية، والأرثوذكس
يشكّلون أكثريةً بين المسيحيين العرب.
والولايات المتحدة لا تختلف معه بهذا
الشأن، بل هو يتنافس مع إيران التي
تريد أيضاً القيام بدور حامي الأقليات
في وجه السُنّة بلبنان وسوريا تحديداً.
والأمين العام لـ"حزب الله" انصبّ
خطابه مساءَ الأربعاء بعد الأسى على
آصف شوكت وزملائه، على تأكيد التحالُف
مع الجنرال عون، ولام بطريقةٍ خفيةٍ
بعض الشيء نبيه بري لأنه ينهمك في
الجدال مع عون، الذي يحرص الأمين العام
على استمرار رضاه، وهذه مهمةٌ صعبةٌ إن
لم تكن مستحيلة! ولنُعدْ إلى روسيا
والملف السوري. فقد أسرفت روسيا في
استفزاز الغرب والعرب بشأن سوريا،
ومنعت عملياً عن السوريين المصابين
بنظامهم كلَّ مساعدةٍ دوليةٍ فعّالة.
فإذا كان الصليب الأحمر الدولي يعلن
أنّ في سوريا حرباً أهلية، وأنّ طرفي
النزاع على قدم المساواة في المسؤولية
أمام القانون الدولي الإنساني، فكيف
يكون بُوسع روسيا التنكُّر لهذه
الحقائق بعد عامٍ ونصفٍ على سفك الدم،
وتهجير الملايين وقتلهم؟! ويقال إنّ من أسباب
"تصلُّب" الموقفين الروسي
والصيني، أنّ البلدين يملكان مشكلات
مع أقلياتهم الإسلامية وطلائعها
المتشددة في الشيشان وداغستان
والقوقاز وسينكيانغ، وهم مقتنعون أنّ
أمثال متشدديهم سيصلون للسلطة بسوريا.
ولا غرابة في هذا الاقتناع، فقبل ثلاثة
أشهر اقتنع الأميركيون أنّ القاعدة
"تسللت" من إيران إلى سوريا
ولبنان، وبدون علم النظام السوري ولا
موافقته. وأبدت استعداداً للتعامل مع
الأجهزة السورية واللبنانية (التابعة
للنظام السوري) في مكافحة "القاعدة"
والإرهاب! إنما العجب من أين تأتي هذه
"القناعة"، ومن أي معطيات: أنّ
المتطرفين والإرهابيين سيخلفون الأسد
المتنور والمسالم في حكم سوريا؟! وعلى
أي حالٍ؛ فإنّ الملف السوري المُشْكل
والمعقَّد يظل موضوعاً للتجاذُب بين
روسيا والغرب، وإن لم يكن بالغ الأهمية
للطرفين بحيث يؤثّر على متانة العلاقة.
ولنلاحظ أن الولايات المتحدة تضع
البريطانيين والألمان في الواجهة في
الصراع مع روسيا، لكي يظل هناك خط
رجعةٍ بين الطرفين. ويقول الأميركيون
إنهم مستعدون لصفقة مع الروس بشأن
سوريا، ومن مصلحة الروس التجاوب منذ
أكثر من ستة أشهر، ولن تعود لهذه
الورقة التي بيدهم أية قيمةٍ مع تزايُد
ضعف الأسد وتزايد احتمالات انهيار
نظامه! ويختلف الأمر مع
الإيرانيين لأربعة أسباب: استراتيجية
تصدير الثورة ونشر مناطق النفوذ –وتكتيك
التعويض عن المشكلات الداخلية
بالانتصارات الخارجية- وتكتيك استخدام
فلسطين والمنطقة العربية للتجاذُب
والتلاقي مع الولايات المتحدة- وإظهار
رفض الحصار والتمرد عليه الآن! فقد
أقامت إيران خطاً استراتيجياً أيام
بوش الابن يصل العراق بسوريا بلبنان
وإلى البحر المتوسط وحدود إسرائيل.
والخط هذا شديد الأهمية بالمعنى
الاستراتيجي. ولكي تزيد إيران في عيون
شعبها من الاقتناع بهذا الخطّ فقد
اعتبرته هلالاً شيعياً، دونما
اعتباراتٍ كثيرةٍ لتشيع العلويين أو
عدم تشيُّعهم! وكان هذا الخطُّ في
العقد الماضي كثير المكاسب، وكلما
هدَّدت إيران الولايات المتحدة
وإسرائيل عن طريقه، كانت تكسب وتحصل
على المزيد من التنازُلات. ثم انسحب
الأميركيون من العراق، وغيروا
سياساتهم بالمنطقة، واتجهوا لاستخدام
القبضة الناعمة في مواجهة إيران!
وتمثّلت المشكلة لإيران بأنها- وبسبب
قيام الثورة وفي سوريا تحديداً- ما
عادت قادرةً على استخدام هذا المحور في
التجاذُب مع الأميركيين، إلا مع
احتمال التعرض لأفدح الأخطار. فقطاع
غزة ما عاد استعماله ممكناً بعد مغادرة
"حماس" لسوريا وإيران، واستعمال
لبنان يعني القضاء على "حزب الله"
أخيراً أو إنزال أضرار هائلة به
وبلبنان. ولا تستطيع إيران إغلاق مضيق
هرمز بالفعل، وإلا ازدادت احتمالات
الضربة لها وهذه المرة من جانب
الولايات المتحدة. ولذلك اعتبرت إيران
منذ اللحظة الأُولى للثورة السورية أن
الدفاع عن النظام السوري هو مثل الدفاع
عن طهران أو عن المالكي بالعراق. بل إن
هناك من يعتقد أن انهيار النظام السوري
سوف يهدد النظام العراقي المتزعزع
الآن بسبب ثوران الأكراد وتغييب السنة.
ولذلك فقد تحدث نصر الله عما حدث ويحدث
بسوريا منذ أكثر من عام، كأنما هو وصي
على النظام، والإيرانيون الآن هم كذلك
بالفعل. وإذا كانوا يخشون على خطهم
الاستراتيجي، وعلى وكيلهم بالعراق من
انهيار الأسد، فلا شك أنهم يخشون أكثر
على قدرة نصر الله على الاستمرار أو
السيطرة أو تشكيل تهديد إن توارى
النظام المُمانع هناك. وقد كان عجيباً
أن يتحدث الأمين العام للحزب عن الصمود
في وجه إسرائيل لمدة ثلاثة وثلاثين
يوماً في حرب عام 2006، لأن السياق الذي
كان يتحدث فيه هو سياق الدفاع عن نظام
بشار: فهل المطلوب الآن الصمود في وجه
الثورة السورية والشعب السوري كالصمود
في وجه الجيش الإسرائيلي؟ تُواجه إيران إذن
وضعاً جديداً بالمنطقة بعد الثورات
العربية، وتغير السياسات الأميركية،
وسقوط الراية الفلسطينية من يدها. وإذا
كان هناك من يعتبر نظام الأسد المتصدع
بمثابة الذئب الجريح الذي يمكن أن يكون
مؤذياً؛ فإنّ النظام الإيراني يكاد
يتردَّى في وضع مُشابه. لقد كان يصارع
في السابق بأدوات تقع خارج حدوده. أما
اليوم فالحصار شديدُ الإحكام عليه،
والأدوات خارج الحدود تتحول إلى أعباء
ومسؤوليات. لذلك فقد يلجأ للإيذاء
العاجل من خلال تحريك التنظيمات
الموالية له بالمشرق العربي والخليج.
ويوم الأربعاء الماضي، يوم الملحمة
بدمشق، اتهمت إسرائيل أجهزة إيران و"حزب
الله" بقتل سبعة إسرائيليين
ببلغاريا، وذكر الرئيس اليمني أن
تنظيماً إيرانياً اكتشف باليمن يعمل
مع الانفصاليين الجنوبيين، وربما مع
جهاتٍ أُخرى. وتبقى احتمالات التحرش
بإسرائيل أو بالأميركيين بالخارج
واردةً رغم خطورتها على ما تريد إيران
تحقيقه أو رفْضَه. وستظلُّ إيران تدعم
الأسد لحين اختفائه نهائياً، وقد تعمد
بعدها إلى العمل على نشر الفوضى كما
حدث أن فعلت بالعراق قبل الانسحاب
الأميركي وبعده. ولذا يصحُّ القول
المأثور بشأن ما حدث بسوريا: إنه يومٌ
له ما بعده! ================= على
واشنطن و«الناتو» دعم الثوار سوريا: مهمة
دولية لا تحتمل التأجيل تاريخ النشر:
الأحد 22 يوليو 2012 الاتحاد القنبلة التي قتلت
أعضاءً في الدائرة الداخلية للرئيس
السوري يوم الأربعاء الماضي يفترض أن
تهز أيضاً سياسة الولايات المتحدة
تجاه سوريا. فموت صهر الأسد والمؤتمن
على أسراره آصف شوكت، إلى جانب ضباط
أمنيين كبار آخرين، يشكل بداية
النهاية بالنسبة لنظام ذبح 15 ألف شخص
على الأقل. وهي لحظة تدعو إلى عمل غربي
حاسم. ولكن قبل قنبلة الأربعاء، كان
المجتمع الدولي منشغلاً بشيء غير ذي
أهمية -ما إن كان ينبغي تجديد مهمة بعثة
الأمم المتحدة للمراقبين في سوريا
التي انقضت يوم الجمعة، علماً بأن
الجهد الأممي، الذي يقوده كوفي عنان،
يفتقر إلى أي سلطة لإرغام الأسد على
التوقف عن قتل المدنيين أو التنحي
لصالح حكومة انتقالية واسعة. وفي هذه الأثناء،
أكدت كل من روسيا والصين أنهما
ستستعملان حق النقض "الفيتو" ضد
منح المهمة الأممية قوة من خلال فرض
عقوبات في حال رفض الأسد التعاون.
والحال أنه بدون سلطة حقيقية، فإن مهمة
عنان غير ذات أهمية. ويقول الصحفي السوري
في المنفى إياد شوربجي، الذي يجري
اليوم حوارات يومية عبر "سكايب"
من واشنطن: "إنني على اتصال مستمر
بالقادة على الميدان"، مضيفاً: "وفي
ما يتعلق بـ(المقاتلين)، فإنهم تجاوزوا
دبلوماسية كوفي عنان. ذلك أن القرارات
الحقيقية لن تتخذ في نيويورك، ولكن على
الأرض أو في دمشق". وهذا صحيح. كان
شوربجي نجماً شاباً صاعداً في سوريا،
وكان يملك مجلة ودار نشر قبل الثورة؛
بل سبق له أن أجرى حواراً صحفياً مع
زوجة الأسد، أسماء، مرتين. غير أنه
عندما بدأت الانتفاضة، وكتب حول القمع
الوحشي الذي يرتكبه النظام في حق
المدنيين، اعتقل وتعرض للضرب. وبالكاد
تمكن من الهرب حياً إلى الأردن
المجاورة. وتظهر قصته الشخصية لماذا
تحولت انتفاضة سلمية إلى العنف تحت
القمع الحكومي. واليوم، يقول
شوربجي، "يشعر الثوار بأنهم لا
يستطيعون تحقيق أهدافهم من خلال
المعركة". كما أنهم ينظرون إلى مهمة
عنان كستار يمكِّن الحكومات الغربية
المترددة من تأخير أي قرار بشأن ما إن
كان ينبغي منح مساعدة عسكرية للثوار.
والحال أنه لم يعد ممكناً إرجاء هذا
القرار. والواقع أن ثمة
العديد من الأسباب التي يمكن تفهمها
والتي تفسر لماذا تتردد إدارة أوباما
في مساعدة الثوار عسكرياً. ذلك أن
الأميركيين، الذين ما زالوا عالقين في
أفغانستان، وبالكاد انسحبوا من
العراق، لا يرغبون في التورط في نزاع
آخر في الشرق الأوسط. وعلاوة على ذلك،
فإن المعارضة السورية منقسمة وغير
منظمة، ولا أحد يعرف من سيمسك بدفة
الحكم بعد الأسد. كما أن المسؤولين
الأميركيين يترددون في تسليح المعارضة
بسبب حالة عدم اليقين حول من سيتلقى
الأسلحة؛ ذلك أن القتال قد يجذب
جهاديين أجانب، وحتى أعضاء في تنظيم
"القاعدة". غير أن الدبلوماسية،
التي تعرقلها موسكو، وصلت إلى طريق
مسدود. وكلما ترددت الولايات المتحدة
في مساعدة المعارضة، كلما ازداد
احتمال تحول الحرب إلى نزاع طائفي دموي
ينتج حكومة مناوئة للولايات المتحدة،
وربما تكون حكومة إسلامية. ولذلك، فإن
الأمل الوحيد لتجنب ذلك الكابوس يتمثل
في إقناع الأسد (والروس) بأنه لا أمل له
في هزيمة الثوار، ومن ثم فإن عليه أن
يلجأ إلى موسكو. وفي الوقت الراهن،
تتلقى المعارضة أموالاً (غير كافية) من
أجل اقتناء الأسلحة. وأولئك الذين
يمنحون الأموال لديهم أكبر تأثير على
الوجهة التي يصل إليها المال. ولكن
العديد من القادة الميدانيين السوريين
يشتكون من أن المقاتلين الإسلاميين
يتم تفضيلهم على العلمانيين. وعلى رغم
أن لدى الولايات المتحدة عدداً صغيراً
من مسؤولي الـ"سي آي إيه" في تركيا
الذين يساعدون -على ما يقال- في تحديد
من ينبغي أن يحصل على المال داخل
سوريا، إلا أن نشطاء سوريين يقولون إن
ذلك الحضور محدود جداً إلى درجة لا
يتوقع أن يُحدث معها فارقاً. والواقع أن تفجير
دمشق يتيح فرصة مواتية للغرب من أجل
تغيير الاتجاه؛ ذلك أن تغييراً في
سياسة الولايات المتحدة يمكن أن يشجع
المزيد من المسؤولين داخل النظام على
مغادرته. وقد سألتُ الصحفي شوربجي عما
تحتاجه المعارضة الآن، فقال لي: "لا
أحد يريد جنوداً أميركيين على الميدان".
ولكن الثوار يريدون تحركات أميركية
ملموسة، وليس خطابات فقط، تُقنع الأسد
(وموسكو) بأن واشنطن تسعى فعلاً إلى
خلعه. وفي هذا الإطار، تريد
المعارضة من حلف "الناتو" خلق
مناطق يحظر فيها الطيران داخل سوريا،
بمحاذاة الحدود التركية، مناطق لا
تستطيع المروحيات والدبابات السورية
مهاجمتها مخافة أن يتم إسقاطها. وفي
حال قاوم "الناتو" التحليق في
الجو، فهناك خيارات أخرى وفي مقدمتها:
ضمان حصول قادة الثوار على الأسلحة
التي يحتاجونها، وخاصة الصواريخ
المضادة للدبابات والمضادة للطائرات.
وإذا وفرت الولايات المتحدة الأموال
وكثفت الاتصالات مع قادة الثوار، فإن
الأسلحة سيتم توزيعها بشكل أكثر عدلاً
وستصل إلى عدد أكبر من المقاتلين
العلمانيين. أما في ما يتعلق بالمخاوف
من أن تصل هذه الأسلحة إلى الأيادي
الخطأ، فإن المتمردين يشيرون إلى أن
الدبابات والمروحيات السورية متقادمة
أو آخذة في التقادم وأنهم لا يحتاجون
إلى أسلحة متطورة لإسقاطها. ويقول شوربجي إن "رفض
الولايات المتحدة تقلد دور قيادي"
يُقنع الأسد بأن واشنطن لا ترغب في
رحليه في الواقع. كما أنه إذا قام
الأميركيون بإحالة الأسد على المحكمة
الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم
حرب، فإن ذلك سيكون له تأثير كبير. وخلاصة القول إنه
كلما استمرت هذه الحرب، كلما ازدادت
نتيجتها المحتملة سوءاً، ومن ذلك خطر
أن يعمد الأسد من فرط يأسه إلى استعمال
أسلحة كيماوية ضد شعبه. ولذلك، فقد حان
الوقت لتقوم واشنطن بتقصير أمد هذا
النزاع عبر منح الثوار دعماً ملموساً
وقوياً. وإذا كانت الإدارة الأميركية
تريد أن يكون لها رأي في شكل حكومة ما
بعد الأسد، فعليها أن تتدارك الوقائع
على الميدان بسرعة! ترودي روبن محللة سياسية
أميركية ينشر بترتيب خاص مع
خدمة «إم سي تي
إنترناشيونال» ================= دمشق ـ عمر قدور المستقبل 22-7-2012 سيكون تفجير مقر
الأمن القومي في دمشق حدثاً فارقاً بكل
تأكيد، مع أن تفاصيل العملية النوعية،
التي أودت حتى لحظة كتابة هذه السطور
بثلاثة من القادة الأمنيين، غير متاحة
بعد. لقد خطف الحدث الأنظار عن جدارة،
ولم يقلل من قيمة أولئك القتلى سوى
إعلام النظام الذي كابر على مصيبته
بادّعاء عدم أهمية الأشخاص بما أن
النظام تتوفر لديه البدائل، وربما
يكون صادقاً في تعاطيه هذا لجهة عدم
احترامه حتى للدائرة العليا المقرّبة
من أتباعه. لكن ما لن يستطيع النظام
إنكاره طويلاً هو فقدانه السيطرة
المطلقة على العاصمة، وأن أتباعه لن
يجولوا ويعبثوا بها كما اعتادوا، حتى
مع وجود المروحيات التي لم تتوقف عن
قصف دمشق بُعيد التفجير، وحتى مع أرتال
الجيش القادمة من الحدود مع إسرائيل،
دعماً لممانعة النظام. أن يلغي أنصار النظام
مسيرة تأييد، كانت مقررة في دمشق يوم
الثلاثاء 17/7/2012، فهذه دلالة على مدى
الضعف الذي وصلوا إليه، مع أن المسيرة
لو انطلقت فعلاً لأعطت صورة عن قدرة
النظام على حشد أنصاره، وهي قدرة آخذة
بالتلاشي، ومن المتوقع أن تقتصر على
الشبيحة ممن ربطوا مصيرهم به نهائياً.
كان من المقرر أن يتجمع أنصار النظام
في ساحة "السبع بحرات" الواقعة في
مركز العاصمة، وذلك احتفالاً بأداء
بشار الأسد لليمين الدستورية قبل اثني
عشر عاماً، لكن الساحة شهدت اشتباكات
بين قوات النظام وعناصر من الجيش الحر
الذي أعلن عن بدء معركة دمشق. ساحة
السبع بحرات ظلت لمدة طويلة من عمر
الثورة ميداناً للموالين، يتوالى على
المنصة المنصوبة فيها خطباء لا تعوزهم
الركاكة والابتذال اللذين يميزان
نهاية الاستبداد، وأن يضطر هؤلاء إلى
تركها في مناسبة عزيزة على قلوبهم،
فتلك قد تكون رسالة للموالين عموماً كي
يقفزوا من الساحة إلى قوارب النجاة. بحسب ناطق إعلامي
رسمي، تسلل إرهابيون إلى دمشق، وتم
القضاء على بعض منهم بينما سلّم البعض
الآخر نفسه إلى "الجهات المختصة".
وبحسب الإعلام الموالي فإن دمشق تشهد
إطلاقاً للألعاب النارية احتفاء بقدوم
شهر رمضان، مثلما حدث قبل أكثر من سنة
عندما احتشد أهالي حي الميدان لا
للتظاهر وإنما ليؤدوا صلاة الاستسقاء!!
يومها أيضاً تعرض أهالي الميدان
لإطلاق الألعاب النارية جرياً على
عادة النظام بالاحتفال بشعبه. أما
الوقائع على الأرض التي يشهدها سكان
دمشق، أو يسمعون دويها، فهي قصف ما لا
يقل عن خمسة أحياء من العاصمة دفعة
واحدة، من دون أن يتوقف القصف على
ضواحيها القريبة والبعيدة. ولو أتى
زوار "الممانعة" من البلدان
المجاورة، الذين طالما تحدثوا عن
الحياة الطبيعية في دمشق، لاحتاجوا
قدراً أكبر من الكذب، وانعدام
الحساسية ليكرروا أضاليلهم السابقة؛
هذا إن بقيت حجوزاتهم في أفخم الفنادق
سارية. لم تأتِ معركة دمشق
الراهنة مفاجئة إلا للذين لم يقرأوا
تطورات الأشهر الأخيرة، وبخاصة نجاح
الإضرابات المتتالية التي شملت نسبة
كبيرة من أسواق المدينة وأحيائها،
فرغم الطوق الأمني المحكم لم تتوقف
حركة التظاهر في مركز المدينة، وبدءاً
من تظاهرة المزة الحاشدة (على مقربة من
القصر الرئاسي)، ومن ثم الاشتباكات
العنيفة التي استمرت ليلة كاملة بين
قوات النظام والجيش الحر في المنطقة
ذاتها، ظهر بجلاء أن الشام حزمت أمرها،
وأن التراجع لم يعد ممكناً. لم تتقدم
المدينة سريعاً، كما حصل في درعا وحمص
وحماة ودير الزور، لكن الثقل الذي
تتمتع به، والذي ربما أخّرها قليلاً،
هو ذاته الذي يجعل حركتها راسخة. هنا
تسقط أوهام النظام وأبواقه، التي تم
ترويجها في بداية الثورة عن موالاة
دمشق وحلب، فالنار كانت تتقد طوال
الوقت في المدينتين الكبريين، تدل على
هذا السوية العالية من التنظيم والوعي
اللذين يميزان تحركهما واللذين قد
يكون لهما الأثر الأكبر في المسار
الأخير للثورة. هذه دمشق؛ يقول
الناشطون بفخر لا يعني انتقاصاً من
أهمية المدن الأخرى، لكن اعتزازهم
بأقدم عاصمة مأهولة في التاريخ، يختلط
بيقينهم من أن المعركة ستُحسم فيها،
وأن كسب أمتار في العاصمة له من الأثر
المعنوي ما يعجّل سقوط النظام بأشواط.
لقد فعل النظام أقصى ما يستطيع لعزلها
حتى عن محيطها القريب، وطوال مدة
الثورة كانت الحواجز الأمنية تمنع
أهالي الضواحي من القدوم إليها، وكانت
الخشية الأكبر أن يتمكن المتظاهرون من
الوصول إلى الساحات الرئيسية
والاعتصام فيها؛ ذلك كله لم يمنع
المصير المحتوم، فدمشق التي انطلقت
منها أول تظاهرة هي التي أعطت الإشارة
للجميع بهتاف لم يتوقف السوريون عن
ترداده: "الشعب السوري ما بينذل". طوال سنة تحملت الشام
عبء الحل العسكري الذي اعتمده النظام،
فالنازحون من المدن الأخرى وجدوا
الملاذ فيها، وربما باتت تؤوي من
الحماصنة أكثر مما في حمص نفسها. بصمت
وبدأب وفّر الناشطون للأسر المنكوبة
مستلزمات الحياة، وفي كثير من الأحيان
شكّل العمل الإغاثي مدخلاً للتعرف على
بطش النظام وانضمام العاملين فيه إلى
جمهور الثورة. لا بد من الإشارة هنا إلى
رحابة المدينة التي سبق لها استضافة
مئات الألوف من النازحين العراقيين،
وسبق لها على نحو شديد العناية أن
استضافت الأسر الهاربة من القصف
الإسرائيلي أثناء حرب تموز في لبنان،
ولم تحصد سوى الخيبة من جمهور
الممانعة، الذي تنكر لمئات الشابات
والشباب الذين تطوعوا لأعمال الإغاثة
حينها، الشباب الذين يُقتلون الآن
بينما تُذرف دموع المقاومة بسبب مقتل
جلاديهم. ولأنها أصلاً قبلة
الكثيرين من الشباب السوري، فإن دمشق
تمتاز بتنوع أكبر من المدن الأخرى؛
شباب وشابات من مختلف المنابت
المناطقية والطائفية والدينية جمعتهم
الثورة على أهدافها، وبقي أغلبهم
صامداً رغم أشد أساليب التنكيل. هنا
يجد الخارجون عن طوائفهم، وروابطهم
التقليدية فسحةً أكبر للتعبير الوطني،
وإلى هنا أيضاً التجأ الهاربون من
شبيحة طوائفهم فامتزجوا بالهاربين من
الطوائف الأخرى للسبب ذاته، وليس
مستغرباً ما يُشاع من أن النظام بدأ
يجلب شبيحته من مدن أخرى لملاحقتهم،
ففي المدينة نفسها لم يتمكن النظام من
خلق شبيحة "أصلاء" على غرار
النجاح الذي لاقاه في بعض المدن الأخرى.
دمشق مدينة مخادعة، هكذا يصفها من لم
تفتح له بيوتها وأسرارها، وطوال عهده
لم يتمكن النظام من التسلل إلى عمقها
ليفهم أن سيطرته عليها لم تتجاوز ذلك
السطح الذي تجري من تحته المياه. هنا يتقرر الحسم، هذا
ما يدركه النظام مثلما يدركه الجميع،
وعلى ذلك لن تكون معركة دمشق سهلة
أبداً، وليس من المستغرب أن تتعرض
المدينة لقصف بالمروحيات لم تشهده
أيام الفرنسيين أو في أثناء الحروب مع
إسرائيل، ففيما عدا التعزيزات التي
تصل أخبارها تباعاً هناك فرقة خاصة هي
"الفرقة الرابعة" مكلفة حصراً
بالسيطرة عليها، وهناك ألوية، الحرس
الرئاسي فضلاً عن الحشد الهائل من
الأجهزة الأمنية. لذا قد لا يأتي الحسم
سريعاً، ولكن من المؤكد أن دمشق ستخفف
بعض الضغط عن مدن أخرى وستمرغ ادعاءات
النظام وصورته بالحضيض، وكما أعطت
إشارة البداية ستعطي إشارة السقوط. بعد
السقوط السياسي والأخلاقي سيبدأ من
هنا السقوط الميداني الأخير، ورغم
الشراسة التي لاحت نذرها والتي قد
تكلّف دماراً وقتلاً رهيبين لن يجد
النظام بعد الآن موطئ قدم هنا.. هنا
دمشق! ================= أسئلة
سوريا اليوم هي ذاتها العراقية بالأمس شاكر الأنباري المستقبل 22-7-2012 في الثامن من آذار
ألف وتسعمائة وثلاث وستين استولى حزب
البعث على السلطة في سوريا، وفي السنة
ذاتها استولى ذلك الحزب على السلطة في
العراق. ورغم انه لم يحتفظ بها في
العراق طويلاً، إلا أنه عاد الى السلطة
مرة ثانية بعد خمس سنوات، وبقي في
الحكم حتى يوم سقوطه على أيدي القوات
الأميركية في التاسع من نيسان ألفين
وثلاثة. حزب البعث في سوريا ما زال في
السلطة لكنه يقترب من نهايته بسرعة
برقية، قد لا يكون الفارق بينها وبين
نهاية بعث العراق عقد واحد فقط من
السنين، على أقصى تقدير. حكم البعث في
الدولتين انطبع بصفات متقاربة، تصبح
بعض الأحيان متطابقة. على سبيل المثال سيرة
صدام حسين وعائلته تشبه سيرة حافظ
الأسد وعائلته. الرئيس لديه أخ اسمه
برزان، ولديه ولدان هما عدي وقصي، أعدّ
الأول في البداية لكي يكون خليفته لكنه
تعرض لمحاولة اغتيال وأخرج من دائرة
التوريث. اتجهت الأنظار الى قصي الذي
أصبح يمتلك اليد الطولى في العراق،
وكان يعد كي يكون الرئيس القادم. حافظ
الأسد لديه أخ اسمه رفعت، وإبنان
واعدان أولهما باسل الأسد دُرّب لكي
يرث الحكم لكنه قتل بحادث سيارة على
طريق المطار، فتم تأهيل الطبيب بشار
لكي يصبح رئيساً بعد موت والده، وهذا
ما حصل. وإذا توسعنا برؤية
المتشابهات في نمط الحكم نجد أن بغداد
ودمشق، البعثيتين، بنتا السلطة على
مبدأ تحالف مع أحزاب ضعيفة، تابعة،
فيما سمي بالجبهة الوطنية. في بغداد تم
ضرب تلك الجبهة وإزالتها في نهاية
السبعينيات من القرن الماضي، بينما
استمرت في دمشق حتى اليوم، لكنها وكما
يعرف الجميع عبارة عن تجمع، تافه،
نفعي، متحجر، تابع لسلطة البعث ليس إلا.
وطغمة الجبهة ما هي إلا طغمة الحكم
ذاتها، لكن تحت يافطات شيوعية وقومية. اعتمدت السلطة في
العراق على أجهزة قمعية مخيفة، مدنية
وعسكرية، مارست التعذيب، والتصفيات،
لكل من يعارض نمط الحكم، ومدت أذرعها
الى الخارج فكان العراقي يخشى من دخول
حتى مكاتب الخطوط الجوية العراقية
فكيف بالسفارات! والسفارات ذاتها
عبارة عن واجهات مخابراتية لتعقب
المعارضين في الخارج، وعقد الصفقات
العسكرية، والترويج لوجه افتراضي كاذب
لنظام قبيح وبربري. في سوريا الحقيقة
ذاتها، ربما لهذا السبب لم ينشق أي من
الدبلوماسيين السوريين عن النظام، حتى
بعد أن أصبح واضحاً أنه يذبح شعبه
ويبيد مدنه على المكشوف. نواف الفارس
سفير بشار في بغداد قد يكون استثناء
حتى هذه اللحظة. ورغم وجود حزب يعرف
بنفسه على انه علماني، أي فوق الميول
الطائفية والدينية والمذهبية، سواء في
العراق أو سورية، إلا أن الواقع يقول
ان سلطة البعث في العراق اعتمدت في
المفاتيح المهمة، والركائز الأساسية
من الحكم على السنّة، وفي سورية على
العلويين، الأمر الذي سيؤدي لاحقا الى
نتائج كارثية للطائفتين، وهذا ما جرى
للعراق بعد إزالة النظام، وربما سيجري
ذلك في سورية بعد اليوم الأول من إسقاط
نظام الأسد. الجيش العراقي الذي بُني
ليكون مدافعا عن الوطن، ومن أجل تحرير
فلسطين، حسب اليافطة الآيديولوجية
لحزب البعث، استخدم من قبل النظام لا
للدفاع عن الحدود أو تحرير فلسطين، بل
لشن حروب دموية على الأكراد أولاً،
ولاحقاً على إيران، ثم احتلال الكويت
لإلحاقها بالعراق، وتوغل في الأراضي
السعودية، ثم ليتمزق شذرا على يد قوات
التحالف في حربين كونيتين، ليصبح بعد
ذلك جيشاً منحلاً، تُباع دباباته
ومدافعه وطائراته في الأسواق العالمية
كخردة رخيصة. الجيش السوري الذي
أعد لتحرير الجولان، وفلسطين، والدفاع
عن شرف الأمة كما تقول الآيديولوجيا
البعثية في دمشق، انقلب بدباباته
وطائراته وقواته الخاصة لا ليحارب
دولاً خارجية انما ليفتك بحمص، ودرعا،
ودير الزور، والرستن، وإدلب، ومخيمات
الفلسطينيين، في أغرب حرب يقوم بها جيش
وطني ضد مدنه وقراه وشعبه. وكما أحرق
الجيش العراقي بلدة حلبجة بغاز
السارين ذات مرة، وسدّ ينابيع كردستان
بالخرسانة، وهجّر آلاف القرى من
السفوح والوديان، أحرق جيش الأسد
غابات اللاذقية، وأحراش نهر العاصي،
وتلال سهل الغاب، ودمر الأوابد
التاريخية في الحصن والسويداء وبصرى
الشام وحمص، الأوابد التي كانت حواضر
عالمية علّمت البشرية كتابة هواجسهم،
وفنونهم، وأيامهم. لكن الصورة بين
البلدين تمتلك اختلافاتها الجوهرية
أيضاً. أسقط بعث العراق على يد مئات
آلاف الجنود الأمميين حين تحالفت ضده
أكثر من خمسين دولة. أسقط هو وجيشه
ودولته البوليسية، ومفاتيحه
الطائفية، في حرب خارجية لم يكن للشعب
دور فيها، مع التذمر الكبير الذي كان
يختزنه، والمآسي الاجتماعية التي حصلت
خلال عقود من الحكم. وضع سوريا سيكون
مختلفا على الأغلب، فالشعب هو من سيسقط
جلاديه، وهو من سيؤسس لنظام حكم جديد.
ومن خلال الفيسبوك، والندوات،
والمؤتمرات التي يناقش فيها المثقفون
والمفكرون السوريون لأسئلة الحاضر
والمستقبل، يمكن ملاحظة تشابهات كثيرة
للأسئلة التي كان العراقيون يطرحونها
بعد سقوط النظام. لعل سؤال من هو السوري
اليوم واحد من أهم الأسئلة المثارة في
وجه الثورة السورية. هل هو العلوي،
الكردي، الدرزي، السني، الإسماعيلي،
المسيحي، المسلم، الخ، وما هو نمط
الحكم القادم في ضوء هذا التنوع وتضارب
الآراء والأهواء والطموحات، قومية
ودينية ومذهبية؟ هل يكفي القول الشعب
السوري واحد؟ هل يؤمن النظام القادم ان
الشعب السوري واحد فعلاً؟ ومن هي هذه
القوة التي تؤمن بهذا فعلاً لا قولاً
فقط؟ وماذا عن الاستحقاقات المذهبية
والقومية وحتى المناطقية؟ ما هو مصير
البعثيين الذين وقفوا مع القتل والذبح
حتى اللحظة الأخيرة؟ كما في العراق فرض
النظام البعثي هوية سورية واحدة على
الجميع، لكنه فرضها بالقوة، والشعار،
والعنف الفكري، فتمت مصادرة الحقوق
القومية للأكراد على سبيل المثال،
بحجة الهوية العربية السورية، ورتب
البيت الداخلي للحكم على أساس طائفي،
بينما تم تدمير الذاكرة السابقة للشعب
على ضوء قراءة البعث للتاريخ القريب
لسورية، وذلك تمهيدا لترسيخ الحكم
الشمولي العسكري القائم على فكرة
ارعاب الخصوم. ذلك الواقع وما يثيره من
أسئلة تم اختصاره في العراق بهيمنة
الاسلام السياسي على السلطة، وهذا ما
جعل الحلول لتلك الأسئلة المستعصية
شبه مستحيل. ولكن الاسلام السياسي في
العراق جاء عبر عملية قيصرية قامت بها
قوة محتلة، عكس ما سيحصل في سورية في
القريب العاجل. وخطورة وصول اسلام
سياسي الى بلد متنوع مذهبياً،
وقومياً، ودينياً، تتجلى في ترسيخ
التناقضات، وربما تأجيجها بدلاً من
حلها. وقد تكون هذه البديهية واحدة من
اشكالات ثورات الربيع العربي قاطبة. مشكلة الاسلام
السياسي في العراق انه لم يستطع الخروج
من عباءته المذهبية، وهنا تكمن خطورة
الاسلام السياسي السوري أيضاً، فسوريا
متنوعة الأديان والمذاهب، وامكانية
وصول الاسلام السياسي الى السلطة
ستكون كارثية هي الأخرى، وهو درس عراقي
بامتياز ينبغي عدم الاستهانة به، مع كل
ملابساته السابقة. في الدرس العراقي
كان المفكرون، والمثقفون، والمحللون،
يعتقدون ان رحيل نظام صدام حسين سيؤسس
ليوتوبيا ديمقراطية معاصرة، وتبين
لاحقا ان هذه المقاربة كانت مقاربة
رومانسية بامتياز. سقوط نظام البعث فتح
الباب لشرور كامنة، تاريخية وبنيوية
وواقعية، وهذا على الأغلب ما سيحصل في
سورية. المركب الجديد سيكون سابحا على
ثارات، وجرائم، ومئات آلاف القتلة،
ومآس اجتماعية لها أصداء كبيرة في
أرواح الملايين، وخراب شامل لمدن وقرى
وبنية تحتية. سيكون الثمن باهظاً حقاً،
لكن الذنب يقع على نظام رفع شعاره منذ
البدء: إما الأسد أو نحرق البلد، وهو
الشعار ذاته الذي رفعه بعثيو صدام، وإن
كان بصيغة أخرى. ================= مجزرة
التريمسة: نذير تطهير عرقي المستقبل 22-7-2012 انه أسوأ
السيناريوهات الممكنة، ذاك الذي يبدو
أنه يستوطن في سوريا، ومن دون رجعة.
مجزرة التريمسة أحد فصول هذا
السيناريو، تلك القرية الصغيرة التي
لا يتجاوز عدد سكانها الـ 10000 نسمة، قتل
منهم 150 شخصا، حسب احدى الجمعيات
السورية لحقوق الانسان. تقع القرية في واد
زراعي يمتد الى شمال مدينة حماه.
سكانها كلهم من السنة، تحيط بها ستة
قرى تقع على هضاب محيطة بها، كل سكانها
من العلويين. والتريمسة بحسب المجلس
الثوري لمدينة حماه حاصرها الجيش
السوري لمدة ستة أشهر. وفي يوم الخميس
الماضي، شنت قواته هجوماً عليها،
فألقت نيران دباباتها ومدفعيتها
وطوافاتها العسكرية. ثم هاجمت هذه
القوات القرية، فدخلت في معركة قاسية
مع قوات المنشقين، دامت سبع ساعات. بعد ذلك، وكما حصل من
قبل في مجزرة الحولة، تدفّق "الشبيحة"
على القرية، من أجل النهب والقتل
والتدمير("الشبيحة" هم رهط من
الزعران حوّلهم النظام إلى ميليشيات).
وتبعاً لما قاله المجلس الثوري، فان
سكان القرى العلوية المجاورة ساعدوا
"الشبيحة" على تنفيذ مهماتهم على
أثر هذا الاقتحام. قُتِل أربعون شخصا
من سكان القرية ميدايناً، وأحرق
ثلاثون وأبيدت ثلاث عائلات قتلا
بالفأس. بالإضافة الى ذلك،
أكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان 150
شخصا قتلوا، من بينهم عشرات المنقشين،
بنيران القذائف والمعارك، وأُعدم 17
آخرون ميدانيا من بينهم نساء وأطفال،
كانوا يحاولون الهرب من القرية. بما
اننا لا يمكننا التثبّت من هذه
الأرقام، يصعب علينا تقدير العدد
الدقيق لضحايا المجزرة، وإن كنا لا
نستبعد حصولها. من جهتهم، أعضاء
القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة
الذين تمكّنوا من الوصول الى القرية
يوم السبت الماضي، أشاروا الى برك
الدماء في غرف غالبية المنازل،
ولاحظوا أيضاً إحراق احدى مدارس
القرية. وأشارت البعثة أيضا الى ان
الهجوم على التريمسة يأتي في سياق
القصف القاتل الذي قام به الطيران
السوري ضد قرى تمتد من خان شيخون وحتى
سوران: أي المناطق والبلدات الواقعة
شمال حماه، قريبا جدا من مدينة
اللاذقية الساحلية والمناطق العلوية،
حيث لا يستبعد المراقبون ان النظام،
المنبثق بالأصل من هذه الأقلية
الدينية، قد يلجأ إليها في حال فقدانه
السيطرة على المنطقة. الواقع انه كَثُر
الحديث مؤخراً عن خلق هذا الجيب
العلوي، وإن دحضه معظم المحلّلين. قد يكون إنشاء هذا
الجيب حقيقة وقد يكون وهما؛ الا ان
استحضار هذه الفكرة، التي هي بمثابة
"الخطة ب"، هو أيضا إشارة الى ان
النظام السوري بدأ يفقد السيطرة على
الأرض. ديبلوماسي أوروبي مقيم في بيروت
يقول: "ان صفحة جديدة سوف تفتح الآن
في سوريا، وإن كان أحد لا يعلم متى
بالضبط". ديبلوماسي آخر، يعمل في
دمشق يحكي عن الليالي التي يستفيق فيها
بسبب اصوات اإنفجارات آتية من أطراف
العاصمة، منذ عدة أسابيع. ولكنه يضيف
مدققاً: "لا أشعر بأن المعارضة
تمكّنت حتى الآن من زعزعة النظام. لقد
أربكته، ليس إلا. ولكن صحيح ايضا انني
عالق في العاصمة، ولا استطيع ان أعرف
بالضبط ماذا يجري في بقية أنحاء البلاد".
بول سالم، مدير مركز
كارنغي في بيروت ليس من الرأي نفسه، اذ
يقول: "بين النظام والمعارضة لم يعد
الوضع ثابتاً. فتوازن القوى اليوم اختل
لصالح المعارضة. حتى دعم أنصار النظام
تقلص في المدة الاخيرة. ويشعر المرء
بالضيق الذي أصابهم. المعارضة اكتسبت
في الايام الاخيرة زخماً؛ فقد أصبحت
أكثر تسليحاً، أكثر تنظيما وفعالية،
وزادت ثقتها بنفسها، وغيرت تكتيكاتها.
لذلك توسعت رقعة القتال. بالمقابل يبدو
النظام مثل سفينة حرب من غير قيادة
ومشرفة على الغرق، استراتيجتها
الوحيدة الاستمرار بالقتل. يمكننا
التقدير بأننا نشهد اليوم المرحلة
النهائية من القتال. وكل ما يفعله كوفي
عنان هو السماح لبشار الأسد بكسب
المزيد من الوقت". ويضيف الباحث
اللبناني: "ان الاقتصاد السوري
ينهار. والذين يرغبون بدوام هذا النظام
باتوا يدركون بأنه، أي النظام، جرّ
البلاد إلى حرب أهلية...". الشعور ذاته تلاحظه
لدى المثقف اللبناني سمير فرنجية، أحد
الوجوه البارزة لثورة الارز عام 2005،
التي أفضت الى إنسحاب القوات السورية
من الأراضي اللبنانية. وهو العارف
الدقيق بتفاصيل النظام السوري الذي
حاربه، يقول: "الواقع ان النظام سقط
بعد مجزرة حماه التي ارتكبها عام 1982
وقتل فيها بين 15 و20 ألف سوري؛ صار
اختصاصه القمع، بل القمع الأكثر دموية.
وصار من الواضح ان هذا القمع لم يعد
ينفع، وانه لم يقضِ على الإنتفاضة التي
اشتعلت بوجهه". تبقى روسيا وايران.
الحليفان الأكثر صلابة للنظام السوري،
واللذان بفضلهما تمكّن بشار الأسد حتى
الآن من رفع رأسه فوق سطح الماء. بول
سالم، من كارنيغي، يعتقد بأن هاتين
الدولتين لم تعودا على قدر نفسه من
الدعم السابق غير المشروط. يقول: "يعمل
الروس على إقناع حلفائهم من داخل
النظام بأنه عليهم إيجاد الظروف
لمرحلة انتقالية. ما يريدونه هو
الإبقاء على أجهزة الدولة الحالية. هم
مقتنعون بأن مرحلة انتقالية جديدة سوف
تنقذ النظام. ولذلك يؤكدون على تضامنهم
معه. ولكنهم انتبهوا خلال الأشهر
الأخيرة بأن إنقاذ النظام يتطلب
تغيرات هامة، منها قيام الجنرالات
السوريين بإقناع بشار الأسد بترك
البلاد". وايران؟ يجيب بول سالم: "حتى
في طهران، هناك سجال بين كبار الرسميين
وعلى الشبكة الالكترونية، أي انه نقاش
علني... يدور كله حول معرفة ما اذا كان
بشار قادراً على البقاء في السلطة أم
لا". جان بيار بيران ================= الخوف
الأكبر على لبنان بين دول الجوار
السوري التطورات
المتسارعة تفرض التزاماً جدياً لإعلان
بعبدا روزانا بومنصف 2012-07-22 النهار فاجأت التطورات
المتسارعة في سوريا الاسبوع الماضي من
حيث دلالتها النوعية دول العالم
والمنطقة واستنفرت المخاوف من استحقاق
كان حتى الامس القريب
في اطار التوقعات البعيدة المدى
بعض الشيء اي احتمال انهيار النظام
السوري. وهذا الاهتزاز كان أشبه بهزة
أرضية تردّد صداها ليس في لبنان فحسب
حيث برزت مخاوف حقيقية متفاوتة تبعاً
لمواقف الافرقاء، بل في كل الدول
المجاورة والبعيدة مما استدعى الاخذ
في الاعتبار معطيات جديدة دخلت على
المشهد السياسي السوري، وباتت تفرض
احتمال متغيرات كانت حتى الامس القريب
في اطار التكهنات ليس إلاّ. وتعتبر
مصادر ديبلوماسية في بيروت ان لبنان
شأنه شأن دول الجوار السوري ولا
سيما الاردن والعراق دخل مع تطور الوضع
في سوريا مرحلة من اللايقين حول طبيعة
ما يمكن ان تؤدي اليه مرحلة خطرة يتعين
عليه حيالها توفير كل جهد ممكن من اجل
تمرير العاصفة التي تهب عليه من الجانب
السوري بأقل الاضرار والخسائر الممكنة.
ويشكل موضوع تدفق النازحين من سوريا
بكثرة الى لبنان في الايام القليلة
الماضية على نحو يطرح تحديات كبيرة
أمامه موضوع قلق كبير في الدرجة الاولى
جنباً الى جنب مع المناوشات المستمرة
على الحدود الشمالية والتي تثير مخاوف
من تحفيز ردود من الجانب اللبناني على
المستوى الشعبي. لكن هذا الأمر لا يبدو
وحده ما يشغل المصادر المعنية التي
اثارت بعض المواقف والتحركات التي
حصلت الاسبوع الماضي مخاوفها الكبيرة
على احتمال استيراد اللبنانيين الازمة
السورية الى لبنان في مقابل المخاوف
القائمة أصلا من تصدير النظام السوري
ومنذ بدء الازمة في سوريا ما يجري على
اراضيه الى لبنان بناء على ما كان صرّح
به الرئيس السوري نفسه في هذا الاطار،
اكثر من مرة، ولو انه قال ذلك على سبيل
التهديد او التحذير من اطاحته بحيث ان
اهتزاز سوريا على نحو خطير سيؤدي الى
اهتزاز المنطقة. ذلك ان بعض اداء
المسؤولين وتحركاتهم ونقل مشاكلهم الى
الشارع بدا مترجماً للاضطراب الذي بدأ
يصيب حلفاء النظام في لبنان من احتمال
انهياره اكثر من اتصاله بحمى
الانتخابات النيابية المعلقة في واقع
الامر على مصير الوضع السوري. ولم تخف
هذه المصادر انزعاجاً كبيراً من
محاولة توريط الجيش اللبناني في لعبة
داخلية واستدراجه الى الشوارع والطرق
الضيقة في الوقت الذي تنذر فيه تطورات
المنطقة، ولا سيما السورية بمخاطر
كبيرة غير واضحة المعالم يحتاج فيها
لبنان بقوة الى الجيش بكامل جهوزيته من
أجل منع محاولة استدراجه الى اي ازمة
مع الاقرار بأنه في حال حصل ذلك فإن
الامر يتخطى قدراته فعلاً.
فهناك مخاوف كبيرة
بدأت تسري جدياً على دول الجوار السوري
مع دخول الازمة في سوريا منعطفاً
خطراً، لكن كثراً يعتبرون ان لبنان
يمكن ان يكون اكثر من يتشظى بفعل
الفوضى التي يسببها استعار الحرب
الجارية في سوريا على نحو مصيري
بالنسبة الى النظام
لاعتبارات متعددة من بينها كون
لبنان أكثر هشاشة بين كل دول الجوار
السوري من ناحية انقساماته واصطفافاته
مع الثورة السورية وضدها، او مع
النظام، خصوصاً مع التأكيدات المتجددة
للامين العام لـ"حزب الله" السيد
حسن نصرالله عن استمرار الالتصاق
بالنظام على نحو بدا متوازناً مع رفض
البحث في اي استراتيجية دفاعية حول
سلاح الحزب. فيما كانت هذه المصادر
تفضل ان يستمر تحصين لبنان من خلال
طاولة حوار يعرف الحزب، كما خصومه،
انها لن تؤدي راهنا الى اي نتيجة في شأن
السلاح وهو يدرك ان اعلان رفضه البحث
في سلاحه سيحفز رفضاً لاستمرار طاولة
الحوار، علماً ان مساعي درء الفتنة عن
لبنان تفترض جهداً من هذا النوع، كما
في محاولة عدم الانسياق الى الشارع
أقله من جانب الحزب من دون حلفائه.
وخلال ما يزيد على سنة ونصف السنة من
الازمة السورية حتى الآن مر لبنان
بقطوعات متعددة كانت تنصب فيها الجهود
الخارجية في شكل خاص من اجل عدم السماح
باستيراد هذه الازمة، على رغم
الانتكاسات التي عرفها لبنان خلال هذه
الفترة، وترى هذه المصادر، ان يستمر
هذا الجهد بقوة باعتبار ان سوريا أدخلت
المنطقة في مرحلة خطرة جداً وليس
ضروريا التضحية بلبنان جنباً الى جنب
مع ما يجري في سوريا. فالحرب التي يمكن
ان تتفشى في شكل فوضى أمنية متعددة
الوجه تطغى على كل التوقعات السياسية
والاعلامية خارجياً على الاقل في ظل
غياب اي ملامح لآلية في شأن توافق دولي
حول عملية انتقالية سلمية بين
الولايات المتحدة وروسيا حتى الآن. اذ
تخشى المصادر المعنية انه إذا لم تحشد
واشنطن وروسيا جهودهما من أجل تأمين
عملية انتقال سياسي بهدوء وتوافق
الافرقاء المعنيين، فان المجال قد
يكون مفتوحاً على حرب مفتوحة يتداخل
فيها الوضع السوري الداخلي من خلال
ثورة الشعب على النظام المستمر منذ
أكثر من اربعة عقود مع صراع سني شيعي
يتفاعل في المنطقة ويترجم حالياً في
أشكال متعددة في سوريا، كما في اماكن
ودول عربية اخرى، وربما يشتد في
المرحلة اللاحقة مع الرفض الايراني
للتخلي عن الاسد، وما يمثله بالنسبة
اليها في حال استمر هذا الاخير متشبثاً
بالسلطة، ورافضاً اي تسوية تضع نتائج
لقاء جنيف موضع التنفيذ في موازاة
الاندفاع الخليجي من اجل انهاء حكم
الاسد، وكذلك الامر على مستوى الدعم
الغربي لهذا الطرف او ذاك. وتقول
هذه المصادر انه من الصعب تخيل عدم
وجود اتصالات كثيفة فعلية بين
الدول الكبرى من اجل تجنب الوصول الى
هذه المرحلة او ان الدول الغربية
المعنية التي توقعت انتهاء حكم الاسد
ولو من دون تحديد توقيت، لذلك لا تملك
تصوراً لمرحلة ما بعد الاسد، ولو انها
تفاجأت بالتفجير الذي اودى بحياة بعض
الاركان المدنيين والعسكريين للنظام
والذي شكل منعطفاً مهماً جنباً الى جنب
مع انتقال المعارك الى دمشق. اذ ان هناك
دوماً التطورات المفاجئة التي يمكن ان
تغير المعطيات والوقائع، لكن تسارع
هذه الاخيرة يفرض تسريعاً في وضع مخارج
للأزمة في مرحلتها الحالية، إلاّ انها
تلح على لبنان وضع "اعلان بعبدا"
الذي صدر بتوافق الافرقاء موقع
التنفيذ الفعلي وتحمل الحكومة
مسؤولياتها في محاولة توفير كل
العناصر التي يمكن ان تساعد في تخفيف
التشنجات على الارض او منعها كليا بحيث
يعبر لبنان العاصفة الآتية بأقل
الخسائر المفترضة. ================= احمد عياش 2012-07-22 النهار ألوف السوريين الذين
تدفقوا من دمشق الى لبنان قبل أيام
فرارا من جحيم القتال هناك يعيدون الى
الواجهة مشهداً مماثلاً في مثل هذا
الشهر أي تموز قبل ستة أعوام عندما فرّ
الجنوبيون من جحيم الحرب التي شنتها
اسرائيل على لبنان. لكن النزوح السوري
الذي بدأ في آذار عام 2011 عندما هب
السوريون بانتفاضة سلمية آنذاك لا
يزال مستمراً باعداد هائلة في حين ان
النزوح الجنوبي كان محصوراً بـ33 يوماً
استغرقتها الحرب الاسرائيلية وانتهت
فعاد النازحون الى ديارهم وتدفقت
عليهم مليارات الدولارات من دول
الخليج العربي فأعادت أعمار ما تهدم
وبأفضل مما كان. في الشكل تبدو الحرب
الاسرائيلية أخف وطأة من حرب النظام
السوري. أما في المضمون فهي أشد وطأة
بنتائجها التي أورثت لبنان حديثاً
وسوريا قديماً مصيبة كبرى. فبعد حرب
لبنان عام 2006 خرج "حزب
الله" الذي جرّ البلاد الى تلك
الحرب ليتحدث عن "انتصار إلهي" هو
كناية عن بقاء الحزب على قيد الحياة
فيما دفع اللبنانيون ألوف الضحايا
ومليارات الخسائر. وفي سوريا وبعد حرب
1973 التي أدت الى احتلال الجولان حتى
اليوم خرج النظام البعثي بقيادة حافظ
الأسد ليتحدث عن انتصار يستأهل أن يبقى
فيها الديكتاتور رئيساً الى الابد
وحتى ولد الولد. على امتداد العصر
الاسرائيلي منذ نكبة فلسطين عام 1948
نبتت ديكتاتوريات بذريعة عروبة فلسطين
فكانت النتيجة تهويد فلسطين وعبودية
العالم العربي. ولا يزال "حزب الله"
المثال الاحدث والنظام السوري المثال
الاوضح. ومن استمع الى الأمين العام
للحزب يؤبّن قتلى اركان النظام السوري
يدرك تماماً كيف لا تزال ذريعة فلسطين
بضاعة الطغيان الذي كلف لبنان وسوريا
ولا يزال أفدح الخسائر في البشر والحجر.
فـ"الانتصار الإلهي" الذي حرّر
بضعة أسرى من سجون اسرائيل أدخل لبنان
الى أسر النظامين السوري والايراني
وحوّل هذه البلاد ساحة مؤامرات
واغتيالات وتجارة مخدرات وتبييض عملات.
أما "انتصار قائد الى الأبد" فقد
حوّل سوريا الى سجن كبير الداخل اليه
مفقود والخارج منه مولود. الشعلة التي أضاءها
استشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط
2005 توهجت قبل أيام عندما أنزل ثوار
سوريا القصاص العادل بالدفعة الاولى
من الذين سفكوا دماء اللبنانيين
والسوريين بلا رحمة منذ أكثر من 40
عاماً. وهنا سبقت عدالة الطفل حمزة
الخطيب أول شهداء الثورة السورية
عدالة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان
التي لا تزال تجهّز ملفاتها فخُتِمَ
أحدها بمقتل آصف شوكت. النازحون السوريون
في تموز 2012 سيعودون الى ديارهم
بالتأكيد ومعهم سيتحقق انتصار بشري
يدفن الى غير رجعة سلطة "قائد الى
الابد". والأمل معقود في لبنان على
تفكيك "الانتصار الإلهي" الذي
يتبرأ الله من نتائجه. ================= الدم
الرخيص من سورية إلى بورما ياسر أبو هلالة الغد الاردنية 22-7-2012 من السهل القول إن
العالم يتآمر على المسلمين، فالتغاضي
عن دماء المسلمين في سورية وفي بورما،
يقدم حججا لنظريات المؤامرة. فعندما
تمس تماثيل بوذا يهتز العالم، وعندما
يباد المسلمون على يد البوذيين في
بورما يكون التحرك باهتا ومن باب رفع
العتب. مع أن رئيس وزراء بورما يصرح
رسميا بأن المكان الوحيد للمسلمين هو
مخيمات اللجوء. ولم يبق عليه غير تمييز
المسلمين بدمغة ورقم وسوقهم لمعسكرات
الإبادة.
في الواقع، لا توجد مؤامرة، يوجد
عالم يتحرك وفق منطق موازين القوى
والمصالح. ولذا فتكت
المجازر والمجاعات بملايين البشر
من غير المسلمين في أفريقيا وفي غيرها
ولم يتدخل العالم إلا بعد أن تعب
القتلة. فوق ذلك فإن تحرك العالم لا
يكون وفق أمانينا، ومجلس الأمن ليس
الخليفة الذي يلبي صرخة وامعتصماه.
يتحرك العالم بمنطق الدول، وهو
منطق لا يستطيع أن يواجه عصابة، سواء
كانت في سورية أم بورما. الدول تخشى على
سمعتها، وفي ظل أي قرار دولي ولو كان
إدانة لفظية تتحرك لتحسين صورتها
وتدارك أخطائها. العصابة غير معنية
بالسمعة داخليا وخارجيا، وما يعنيها
استمرار وجودها.
في بورما كما سورية لن يكون العالم
أكثر ملكية من الملك، في ظل عجز وتردد
إسلامي لن يتحرك العالم، في سورية
أكثرية تباد من أقلية وفي بورما العكس،
وفي الحالين تمتد المأساة. من اليوم
الأول وجد بشار من يتبنى جرائمه ويقول
له إمض إلى النهاية. إيران وحزب الله
وفرا الغطاء الإقليمي وروسيا والصين
الغطاء الدولي. وبعدها ترك الشعب
السوري وحيدا ليواجه أكثر الطغاة
وحشية.
خلال عام ونصف من الثورة الملحمية
في سورية قدم السوريون دماء عشرين ألفا
من أطفالهم ونسائهم ورجالهم، وما
زادهم خذلان العالم إلا تصميما على
النصر واتكالا على الله. وما من سوري
إلا ودفع كلفة الثورة قتلا وتعذيبا
واعتقالا وتشريدا، سواء بنفسه أم
بعائلته. وعندما يعتذر السوريون في
مظاهراتهم لمسلمي بورما فلأنهم يشعرون
بوحدة الحال معهم ومرارة الخذلان.
كم بقي من حساب الدم السوري لتسديد
قيمة الحرية؟ الله وحده يعلم. تحليلا
يمكن القول بقي القليل، فالثورة اليوم
لم تعد مستضعفة، وما حققته بضربة الأمن
القومي أظهر قدرة فائقة على التخطيط
والتنظيم والتنفيذ. فالنيل من آصف شوكت
وبقية عناصر خلية الأزمة يعادل النيل
من بشار نفسه. وحتى الآن لا يعرف كم خسر
فيها النظام وحلفاؤه، لكن بكائية
نصرالله على رفاق السلاح تشي بوجود
مسؤولين إيرانيين ومن حزب الله في
الاجتماع. وهم لم يتغيبوا عن
الاجتماعات من بداية الثورة.
في عملية الأمن القومي أظهرت
الثورة أنها تستهدف رؤوس الظلم لا عامة
الناس، فمن ضرب بهذا العمق ولم يسقط
مدنيين، ليس إرهابيا. وإلا بإمكانه أن
يرتكب مجازر مروعة بحق القرى والأحياء
العلوية. وفي الوقت الذي تقصف فيه
المساجد على رؤوس المصلين لم تستهدف
حسينية ولا كنيسة ولا سينما ولا خمارة،
هل هو عجز من الإرهابيين الذين وصلوا
للأمن القومي أم أنهم ليسوا إرهابيين؟
تلك الدماء لم تكن رخيصة، ومهر
الحرية غال. والدم الإنساني مصان بمعزل
عن العرق، وسيأتي يوم ليس ببعيد، يقدم
فيه المجرمون الذين أراقوا دماء
الأبرياء لعدالة الأرض قبل عدالة
السماء. ان الاّراء المذكورة
هنا تعبر عن وجهة نظر أصحابه ================= محمد أبو رمان الغد الاردنية 22-7-2012 بالضرورة ما يحدث في
سورية يمسّ أمننا الوطني في الصميم، من
جميع الزوايا. فعلاقتنا وتداخلاتنا
تتجاوز الجوار الجغرافي، هي نسيج
مشترك، إنسانياً وتاريخياً وجغرافياً.
الدم نفسه،
والمصالح لا تنفصم. خلال الخمسة عشر
شهراً الماضية (منذ انبلاج الثورة)
اختلفنا –
أردنياً- في قراءة الثورة والتفاعل
معها، فكان للدولة قراءتها، ولكلٍّ من
أنصار الثورة والنظام قراءتاهما. لم
يكن الاختلاف بيننا على الأهداف ولا
المبادئ، عموماً، فلا أحد – مثلاً- ضد
الشعب السوري الشقيق، ولا مع انهيار
"الدولة" (وليس النظام، فجوهر
الاختلاف هو: فيما إذا كان هذا النظام
قابلاً للإصلاح أم لا؟ وفيما إذا كان
يمكن لنا أن نستهين بشلالات الدماء
والإهانات والبنية الأمنية له خشية من
تداعيات الانهيار والحرب الأهلية
والأجندات الغربية أم لا)! بعيداً عن
المتطرفين، غلّب اتجاه نخبوي واسع
كفّة المؤامرة الدولية على سورية،
ليقف مع الأسد، واستذكر "محور
الممانعة" ودوره في القضية، وضرورة
حماية "السمة العلمانية" من شبح
"الأصوليين". في المقابل؛ غلّب
كلٌّ من التيار الإسلامي والشريحة
الواسعة في الشارع حق الشعب في تقرير
مصيره، وتجريم الأساليب اللاإنسانية
في تعامل النظام مع المطالب المشروعة،
ورفض المقايضة بين "الممانعة"
والديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات
العامة وبكرامة الإنسان السوري
والقبول بحكم "الأمن الفاسد"
الحديدي. أمّا اليوم، فينفتح
المشهد السوري على وقائع وتطورات
جديدة؛ صراع مسلّح، فوضى، ونذر حرب
أهلية، ومجازر همجية، ولغة طائفية
تؤجج المخاوف المتبادلة، ما ينذر بـ"السيناريو
الأسوأ"، الذي يشكّل أخطر تهديد
للسلم الأهلي للأشقاء ولأمنهم الوطني،
وللمنطقة، وسنكون هنا، من أكثر
المتأثرين بما يحدث في دمشق. اختلافنا على النظام
السوري لم يعد مجدياً، فالبُنية
الحالية انهارت، والحل العسكري فقد
توازنه، واستمرار الحال بات من
المحال، والأسد راحل لا محالة، لكن
المهم هو اليوم التالي؛ كيف سيبدو
المشهد السوري؟! لم يعد السؤال المطروح:
فيما إذا كنا مع الثورة أم النظام؟
إنما حول خطورة الفوضى ونذر الحرب
الأهلية، والدماء والمجازر البشعة،
ووضع اللاجئين الفلسطينيين المقلق
جداً، واللاجئين السوريين لدينا،
وأخيراً تداعيات ذلك على الأردن. في هذه اللحظة
الفاصلة سيكون العامل الحاسم قدرة
الثورة على الإمساك بأهدافها الكبرى،
في التحرر والحرية والديمقراطية
والعدالة الاجتماعية والكرامة
الإنسانية، وألا تنجرف إلى خطاب طائفي
للانتقام من المجازر المروّعة
الأخيرة، وأن يكون الأفق حلاًّ وطنياً
سياسياً. أحسب أنّنا - بما
نملكه من علاقات وثيقة ومصالح مترابطة
مع القوى السورية المتصارعة والمتنوعة-
يمكننا إن قرّبنا المسافات فيما بيننا
وخرجنا من الاستقطاب إلى بناء موقف
مشترك لمجتمعنا المدني وقوانا
المختلفة أن نخاطب السوريين بلغة
الوطن والدولة والأهداف العليا، بعد
أن استطاعت الثورة تقديم نموذج
استثنائي غير مسبوق. يمكننا - على الأقل-
المساهمة في أدوارٍ جانبية مرتبطة
بتعزيز الفتوى الدينية في السلم
الأهلي، والصوت المشترك للتحذير من
الصدام الطائفي (مستقبلاً)، والقيام
بوساطات بين الطوائف والقوى السورية،
لتجنب الاقتتال، عبر العلاقات الوثيقة
اجتماعياً وسياسياً، ويمكننا القيام
بأدوار لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين
على تجنب مصير مقلق. في الشمال زلزال
كبير له ارتداداته على المنطقة
بأسرها، والشرط الرئيس لبناء الخيار
الأردني الجيّد هو صلابة الجبهة
الداخلية وتماسكها. ذلك يلقي بالكرة -
في الساعات القليلة- في ملعب الدولة،
إذ من المفترض أن يتم إقرار قانون
الانتخاب المعدّل، غير المقبول شعبياً
وسياسياً، ما سيفجّر الأزمة الداخلية
ويفاقمها، وهذا ما لا نحتاجه، تحديدا
هذه الأيام، مع تداعيات الثورة
السورية التي أثبتت، كذلك، أنّ
المنظور الأمني - من دون أفق إصلاحي
وتوافقي عام- لن يصلّب الجبهة
الداخلية، بل سيمزّقها! ان الاّراء المذكورة
هنا تعبر عن وجه ================= سلطان الحطاب الرأي الاردنية 22-7-2012 لم ينقطع التأثير
السوري على لبنان بعد رحيل القوات
السورية عن ارضه بأوامر امريكية لم
تجادل سوريا فيها طويلا وان كانت مررت
في صيغة دولية اذ تم الانسحاب بلا
ابطاء .. في حين لم تمارس الولايات
المتحدة نفس الضغط على سوريا ازاء قتال
جيشها الرسمي ضد الشعب .. التأثير السوري في
لبنان ما زال مستمرا بشكل مباشر وغير
مباشر فهنا انصار واتباع وحلفاء
ومؤيدون للنظام السوري وخاصة في بيروت
العاصمة. وحلفاء النظام السوري هم
انفسهم حلفاء لايران وابرزهم حزب الله
وزعيمه الذي اغضبه كثيرا قتل القادة
العسكريين والامنيين السوريين فأعلن
النفير بعد تصريحاته الاخيرة التي جدد
فيها تأييد نظام بشار الاسد .. احياء
عديدة هنا مستنفرة لصالح حزب الله الذي
بدأت مظاهر استعراضاته تظهر في اكثر من
حي ودوارة وضيعة ومعسكر وخاصة في مناطق
الحدود الشرقية والبقاع لابقاء خط
التطوع والاعداد اللوجستي سالكا .. للقادة الامنيين
والعسكريين السوريين الذين قتلوا في
حادث التفجير الاخير في قيادتهم بدمشق
اتباع ومجندون لبنانيون ولعل ابرز من
عملوا منهم في الساحة اللبنانية اصف
شوكت الذي كانت غرفة عملياته في عنجر
على طريق لبنان سوريا . وقد قال لي احد
اللبنانيين في المطار ان شوكت شرب من
نفس الكأس التي شرب منها الحريري
وشخصيات لبنانية أخرى وان «الهامة»
التي خرجت من راس الحريري ما زالت تصرخ
قبل مقتل القادة السوريين وما زالت
تصرخ محذرة من ردة فعل النظام السوري
على جزء من العائلة اللبنانية التي لم
تشعر باستقلالها حتى الان .. الحدود السورية
اللبنانية صعبة والعبور منها واليها
في قبضة الجيش السوري باستثناء بعض
المداخل المؤدية الى طرابلس حيث
المعارضة السورية التي تعلن عن وجودها
بالتظاهر ومساعدة اللاجئين السوريين
في منطقة وادي خالد والحدود والذين ما
زال النظام السوري يروّعهم ويطلق
عليهم الرصاص بل ويدخل مجنديه وعملاءه
لقتلهم أو خطف اطفالهم.. التأثير السوري على
الجوار اللبناني أقوى منه على الجوار
الأردني وان كانت مظاهر الحدود تدفق
اللاجئين السوريين الذين قفز عددهم
على الأرض الأردنية عن (160) ألفاً وهم
مرشحون لزيادة كبيرة اذا ما استمر
الوضع السوري أو انفجر على شكل حرب
اهلية.. كل لبنان يحس مباشرة
بالحالة السورية من الناحية الامنية
لان حلفاء نظام سوريا يتحركون
بالاسلحة ويقفون على الحواجز وأحياناً
يسألون ويفتشون على الهوية ويمشطون
المناطق وهناك خلل أمني ملموس تحس به
الدولة المركزية لكنها تخفي الكثير من
جوانبه بحكم
العلاقة الحساسة مع سوريا مباشرة ومع
الداخل اللبناني المؤيد للأسد... في الحالة الأردنية
فإن التاثير غير مباشر وباستثناء
مناطق الحدود الاردنية السورية في
الشمال والى الشرق من الرمثا ومناطق في
المفرق حيث تجمعات اللاجئين السوريين
قبل بناء مخيماتهم المدارة من
المفوضية السامية للاجئين وحتى بعد
ذلك لوجود ارقام كبيرة لاجئة خارج هذه
المخيمات وفي بيوت الأردنيين أو في
بيوت مستأجرة..باستثناء ذلك فإن
الأردنيين لا يحسون بوجود اللاجئين
السوريين الا اذا ذهبوا لمناطق الشمال
كما أن وجود اللاجئين السوريين على
الأرض الأردنية منضبط ولا يخل بالأمن
مباشرة.. دول الجوار تتأثر بما
يجري في سوريا وهذا التأثير مرشح لمزيد
من التفاقم والخطورة رغم ان درجة حرارة
الحالة اللبنانية كما لمستها في
زيارتي الان لبيروت لا تقارن بالحالة
الأردنية أو حتى بالتركية ولا
العراقية التي دخلت على الخط أخيراً .. ================= سيرفعون
الغطاء عن «أنان».. أضحكتمونا ! محمد خروب الرأي الاردنية 22-7-2012 أطرف ما في المشهد
الدولي الراهن الذي تتصاعد فيه حدة
التوتر بين موسكو وواشنطن, وتوالي
التصريحات المحذّرة من مغبة الاقدام
على خطوة غير مدروسة من خارج مجلس
الامن (كما حذر الرئيس الروسي بوتين) أو
باعتبارمجلس الامن قد فشل تماماً (على
ما قررت سوزان رايس السفيرة الاميركية
في الأمم المتحدة) التي اضافت ان
حكومتها ستزيد من عملها مع مجموعة
متنوعة من الشركاء من خارج مجلس الامن
للضغظ على نظام الاسد.. نقول اطرف ما في هذا
المشهد المحتقن والمفتوح على احتمالات
كارثية, اذا ما خرجت الامور على نطاق
السيطرة ولاح في الافق شبح التدخل
العسكري الخارجي, هي الانباء التي رشحت
عن الاجتماع الوزاري العربي الذي
سيُعقد اليوم في الدوحة, حيث سرّبت
مصادر مطلعة (كالعادة) أن هناك نية لدى
المجتمعين لـ»رفع الغطاء» عن مهمة
أنان والعودة الى الجمعية العامة بسبب
عدم قدرة مجلس الامن على التحرك . هنا يمكن للمرء أن
يدقق في طبيعة وحجم الدور الذي تنهض به
جامعة الدول العربية التي خرجت الامور
من يدها ولم تعد ذات تأثير أو وزن في
الازمة السورية, وكل ما تفعله هو ردود
افعال كلامية لا يلتفت اليها أحد, وحتى
حضور امين عام الجامعة لأي اجتماع دولي
او اقليمي لا يعدو كونه بروتوكولياً
أكثر منه مطلباً من قبل الدوائر
الدولية, التي انتظرت قرارات الجامعة
بتدويل الازمة السورية (هل تذكرون ما
فعله عمرو موسى اذ كان أميناً عاماً
للجامعة عندما غسل يديه من الملف
الليبي وسلّمه لمجلس الامن؟) ثم ركلت
الجامعة وباتت الاخيرة مغلولة اليدين
مشلولة, بعد أن اختارت الانخراط كطرف
غير محايد في لعبة الامم الدائرة الان
في سوريا وعليها, ما افقدها الدور
الطبيعي, الذي كان بمقدورها الانطلاق
اليه وفي وقت مبكر جداً من الازمة
لتوفير حل توافقي يرضي اطراف الازمة
ولا يقصي احدا عن طاولة الحوار. هل قلنا الحوار؟ نعم فخطة كوفي انان
ترتكز, في جملة ما ترتكز عليه, الى مبدأ
الحوار بين النظام والمعارضات السورية
غير الموحدة حتى اللحظة, لكن عرب
الجامعة «نعوا» خطة كهذه, لانهم يريدون
رأس النظام السوري ولا يهم اغلبيتهم
حال الفوضى وسفك الدماء التي تعصف
بسوريا بل هم يؤججون نارها عندما
يوفرون لكل مجموعة متمردة فاتحة على
حسابها، المال والسلاح واجهزة الاتصال
والدعم السياسي والاعلامي، ما يعني ان
الجامعة باتت غير قادرة على لعب أي دور,
وهي بذلك تضحك على نفسها عندما تسعى
لخطف الاضواء وعقد اجتماعات متأخرة
تماما كالذاهب الى الحج بعد انتهاء
الموسم، وخصوصا بعد المواجهات
الدبلوماسية والاعلامية الصاخبة في
قاعة مجلس الامن وفي خارجه بين اصحاب
الدور الحقيقي في المشهد الدولي
الراهن. ثمة محاولة مكشوفة
غربية على وجه الخصوص للخلط بين مهمة
انان ومهمة المراقبين الدوليين
باعتبار ان القرار الذي صدر الجمعة
ويحمل الرقم 2059 يعني انهاء مهمة انان
وهذا غير صحيح لان مهمة الرجل سياسية
فيما مهمة المراقبين ميدانية وهنا
سيقع عرب الجامعة في الخطأ ذاته اذا ما
رفعوا الغطاء عن مهمة انان وابقوا
الازمة السورية في يد واشنطن التي تكاد
تستنسخ السيناريو العراقي عندما عملت
من خارج مجلس الامن والنتيجة معروفة
للجميع لكن تداعيات أي تدخل عسكري في
سوريا سيكون مختلفا فأيدي الجميع على
الزناد، رغم «وحدة» الموقف الغربي هذه
المرة, وليس مزحة او مجرد كلام عابر هذا
الذي صدر عن الرئيس الروسي بوتين عندما
قال ان أي محاولة للتحرك خارج مجلس
الامن الدولي ستكون غير مجدية وستؤدي
فقط الى تقويض سلطة المنظمة الدولية. صحيح ان اوباما ليس
برعونة بوش, إلا ان اميركا المولعة
بالحروب والقائمة فلسفتها على «تأديب»
الخارجين عن طاعتها لن تتردد في شن حرب
على سوريا إذا ما شعر المرشح
الديمقراطي (الحائز على جائزة نوبل
للسلام حتى لا ننسى) انه قد يزيد من فرص
بقائه بالبيت الابيض لولاية ثانية،
لكن ربما عليه هذه المرة ان يتذكر ان
روسيا 2003 ليست هي روسيا 2012 حتى لو كان
الرئيس يحمل الاسم نفسه (بوتين) فثمة
مياه كثيرة تدفقت تحت جسر العلاقة بين
موسكو وواشنطن. kharroub@jpf.com.jo ================= المطلوب
من «المعارضة» والجيش الحر ! صالح القلاب الرأي الاردنية
22-7-2012 حتى لا تتمزق سوريا
وحتى لا تتحقق أماني الذين غدوا
يراهنون على مثل التمزق للإدعاء بأن
نظام الأسد الأب والإبن هو الذي حافظ
على وحدة هذا البلد وهو الذي حال دون
اقتطاع جزء منه لإقامة الدويلة
الطائفية التي ازداد الحديث عنها بعد
كل هذه التطورات الأخيرة فإنه على
المعارضة السورية أن تضع وحدتها ليس
التنظيمية وإنما وحدة برنامجها
السياسي ووحدة قرارها الوطني فوق كل
الإعتبارات الحزبية وفوق كل النزعات
السلطوية التي عرفتها ثورات كثيرة
سابقة ولاحقة إن في منطقتنا العربية
وإن في بلاد الله الواسعة. وهذه المناشدة موجهة
أولاً الى الجيش السوري الحر الذي هو
الاقدر على ضبط الأمور وقطع الطريق على
فوضى متوقعة كانت مرَّت بها كل ثورات
العالم الناجحة والفاشلة ومنع أي بروز
سياسي لكل هذه «الألوية» التي نسمع
عنها ونسمع تصريحات المتحدثين
بأسمائها فإستشراء مثل هذه الظاهرة
يسهل للذين يريدون تقسيم هذا البلد
والذين باتوا يرفعون شعار :»إما أن
تكون سوريا الأسد وإلاّ فلتذهب وحدتها
الى الجحيم والى الأبد» ولهذا فإن
الضرورة تقضي بالإسراع لضبط الأمور
منذ الايام الأولى لأن ضبط الأمور على
أبواب دمشق سيكون ثمنه مكلفا جداً ولأن
النزعة السلطوية وقتها قد تتغلب على كل
التوجهات الوطنية. ربما يعرف الثوار
السوريون ،وهم يعرفون هذا بالتأكيد،
أن الثورة الجزائرية قد منعت الظاهرة
الفصائلية في صفوفها وباللجوء الى
القوة في أحيان كثيرة وذلك لأن أكثر ما
كانت تخشاه هذه الثورة العظيمة هو أن
تتدخل الرغبات الخارجية في صفوف
ثوارها وأن تأخذ النزعة الفصائلية
نزعة إنشقاقية وانقسامية تنعكس على
مستقبل الجزائر الحرة المستقلة التي
كانت ولا تزال مستهدفة بوحدتها والتي
كادت تقع فريسة التمزق والتشظي لو لم
يدخل هواري بومدين على رأس جيش التحرير
من منطقة «الحرَّاش» في اتجاه «القصبة»
و»حيدرة» في العاصمة ويجسد وحدة
البلاد على أرض الواقع مدعوماً بصيحات
الجزائريين :»تسع سنوات مباركات». وربما يعرف الثوار
السوريون أيضاً والمؤكد أنهم يعرفون
هذا أن هذا النظام السوري الذي أوصلوه
الى مشارف السقوط كان يتسلل ليفرض
أجنداته على الثورة الفلسطينية
وبالتالي على الشعب الفلسطيني من خلال
عدد كبير من الفصائل التي تم انتاجها
في أقبيته التي
أفرزت لها قيادات تابعة لها وهؤلاء هم
الذين قاتلوا ياسر عرفات في بيروت
وقاتلوه لاحقاً الى جانب الإسرائيليين
في طرابلس اللبنانية كما ان هؤلاء هم
الذين شكلوا ما كان يسمى «جبهة الرفض
الفلسطينية» لصاحبيها حافظ الأسد
ومعمر القذافي لتعطيل البرنامج الوطني
لمنظمة التحرير الفلسطينية. ولهذا فإنه على الجيش
السوري الحر وعلى المعارضة السورية
ككل ضبط الأمور منذ الآن وإنه يجب ألاّ
تفكر أي جهة وأي حزب بالإنفراد بالحكم
فالشعب السوري ،مثله مثل الشعب الليبي
والشعب التونسي والشعب المصري وسابقاً
الشعب العراقي، كان قد ذاق الأمرّين من
سلطة الحزب الواحد ومن حكم القائد
الأوحد والمؤكد أن هذا الشعب بعد كل
هذه التضحيات العظيمة بات يريد فترة
لإلتقاط الأنفاس وعدم زجه في صراعات
جديدة بينما هو بحاجة وبأمس الحاجة أن
يبدأ وعلى الفور التأسيس لنظام تداولي
وتعددي مرجعيته صناديق الإقتراع يساوي
بين كل أبناء شعبه بغض النظر عن
طوائفهم المتعددة وعن انتماءاتهم
العرقية الكثيرة. ================= الأحد ٢٢
يوليو ٢٠١٢ الحياة في الخطاب الأخير
للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن
نصر الله، ضمرت الاعلانات المتكررة عن
ضرورة الاصلاحات في سورية لمصلحة
التأييد المطلق لنظام الرئيس بشار
الأسد. يتجاوز هذا الضمور
الاستفزاز الذي يثيره لدى السوريين
الذين ينالون على مدار الساعة من
التدمير والقتل على يدي هذا النظام الى
تأكيد الارتباط العضوي بين طبيعة
الحكم في سورية وظاهرة «حزب الله» في
لبنان، وإن كان شعار «المقاومة»
حالياً هو الغطاء الذي يُقدم لتبرير
هذا الارتباط. كان لافتاً ان يشدد
نصر الله على انه منهمك في القضايا
الكبرى في المنطقة، اي ما يتعلق بإيران
ومصير الحكم السوري، تاركاً القضايا
الصغيرة في لبنان ليتسلى بها خصومه
الداخليون، من حكومة ونقابات الخ... وفي
هذا الاهتمام تنكشف، وربما للمرة
الأولى بهذا الوضوح، طبيعة العلاقة
التي تجمع طهران والنظام في دمشق و «حزب
الله». وكان لافتاً ايضاً ان زعيماً
شيعياً لبنانياً هو رئيس البرلمان
وحليف «حزب الله» الرئيس نبيه بري حذر،
في اليوم التالي لخطاب نصر الله، من
انعكاسات التقسيم في سورية على لبنان.
ودعا بري الى تحصين الساحة الداخلية من
اجل تفادي الارتدادات السلبية عليها،
اي الانعكاسات على طبيعة علاقات
الطوائف اللبنانية في ما بينها. تحدث نصر الله عن
الدور السوري في تسليح «حزبه» ودعمه
بالصواريخ خلال حرب تموز، لكنه لم يشر
الى ان النفوذ الكبير الذي حصل عليه
هذا الحزب، في الحياة السياسية
اللبنانية وداخل الطائفة الشيعية، لم
يكن على النحو الذي نعرفه لولا قدرة
الضغط الاستثنائية التي مارسها النظام
السوري على السياسيين اللبنانيين،
وإرغامهم على الوقوف خلف «حزب الله»،
منذ انطلاقته على يدي الرئيس الراحل
حافظ الاسد. ويعتقد بأن هذا الدور
السوري في رعاية «حزب الله» هو الخسارة
الفعلية للحزب وليس الصواريخ السورية
الصنع. لم يقلب «حزب الله»
ميزان القوى الحكومي في لبنان، عبر
اطاحة حكومة سعد الحريري، بالصواريخ
وانما بالنفوذ السوري على سياسيين
لبنانيين غيّروا مواقفهم بفعل الضغط
من دمشق. واليوم، يترنح
النظام السوري الذي يعتقد بأنه لن يكون
قادراً، بعد الآن، على حكم سورية
الموحدة. وهو فشل في انهاء الحركة
الاحتجاجية، رغم ما يملكه من ترسانة
عسكرية وصواريخ. يعني ذلك ان
الترسانات القتالية، مهما كانت متطورة
لا تحمي نظاماً استبدادياً وقهرياً.
وهذه خلاصة ينبغي ان يتوقف عندها «حزب
الله»، بصفته تنظيماً شيعياً. فهو، رغم
التهديد والوعيد والقمصان السود، لن
يكون قادراً على الاستمرار في نهجه
الحالي، عندما يسقط النظام في دمشق. فسقوط الحكم السوري
سيحرر كثيرين، في لبنان وفي الطائفة
الشيعية خصوصاً، من عبء الضغط السوري،
بما يعيد تركيب التحالفات على قواعد
مختلفة. وعندها لن يكون «حزب الله»
قادراً على الحفاظ على الاستقطاب
الحالي حوله، ولن تكون الصواريخ
مفيدة، حتى لو جرى تغليفها بالنزاع مع
اسرائيل. ستترتب على سقوط
الحكم في سورية تغيرات كبيرة، ليس فقط
في النهج السياسي للحكم السوري المقبل
ازاء لبنان وشؤونه وبما لا يتناسب مع
مصلحة «حزب الله»، وانما ايضاً على
مستوى المنطقة ايضاً. بما يعيد طرح
اسئلة حول الادوار التي انتهى اليها
الغزو الاميركي للعراق وتمدد النفوذ
الايراني. وبمقدار ما يسرع «حزب
الله» في الانخراط الجدي كطرف شيعي في
الحياة السياسية اللبنانية والتخلي عن
استراتيجته التي تربطه بالنظام
السوري، بمقدار ما يخفف من وطأة
التغيرات المقبلة على الشيعة في لبنان.
اما الاستمرار في توظيف فائض القوة،
فسيكون عرضة لاختبار صعب بعد انهيار
التركيبة القائمة في دمشق حالياً. ================ وفيق السامرائي الشرق الاوسط 22-7-2012 منذ تفجير مقر الحزب
الجمهوري الإيراني، الذي تسبب في مقتل
أكثر من سبعين مسؤولا قبل ثلاثة عقود،
لم يتلق نظام في العالم ضربة قاضية كما
تلقاها نظام بشار. والتفجير السوري يعد
الأخطر على الإطلاق، لأنه أصاب
القيادة العسكرية والأمنية إصابة
مدمرة، ولأنه حدث في يوم تمكن الثوار
من نقل المعركة إلى قلب دمشق، ولأن
بشار وأخاه ماهر بقيا وحيدين في إدارة
صراع حسمت مقوماته لصالح الثوار،
خصوصا بعد فقدانهما العماد آصف شوكت
القائد المؤثر في التشكيلات العسكرية
والأمنية، ولأن التفجير وقع في أهم
موقع لإدارة الصراع، ولأنه سيؤدي حتما
إلى فقدان ثقة أدوات القتل وانهيار
معنوياتهم. بمعزل عن التفجير،
فقد حققت الثورة السورية مفاجأة كبرى
باقتحامها «المبكر» لمدينة دمشق، وهو
ما سيدفع النظام إلى سحب تشكيلات
قتالية من المحافظات البعيدة، التي
بدأها بسحب وحدات مدرعة من جهة
الجولان، لمحاولة إعادة السيطرة على
الوضع في دمشق. وسيتسبب قرار كهذا في
انهيار شامل لقوات النظام في كل
المحافظات، مما يدعم انتفاضة شعبية
شاملة تطرد بقاياه إلى مناطق تبعثر غير
مسيطر عليه. ومن الناحية
الأمنية، فإن التطورات المثيرة
الأخيرة تثبت الحقائق التالية: أولا: انهيار قدرة
الاستخبارات على متابعة حركة
المعلومات، وفشلها في التوصل إلى خطط
ونيات وتحركات الطرف المقابل. وفي حالة
كهذه، تصاب القيادة العسكرية بالشلل
والتخبط وعدم القدرة على اتخاذ قرارات
صحيحة، فتتلقى ضربات متتالية غير
متوقعة، تفقدها توازنها. ثانيا: انهيار قدرة
الأمن على حماية المواقع المهمة.
فالفشل في حماية مكتب الأمن القومي،
الذي يشرف عليه أحد أبرز جنرالات
المخابرات القدامى، يعطي انطباعا
واضحا عن أن الاختراقات الأمنية وصلت
إلى كل مكان. ثالثا: فشل قوات
النظام في منع تدفق السلاح والعتاد إلى
قلب دمشق وعلى مقربة من مقار القيادة
والسيطرة والأمن. وهذا يعني أن
المقاتلين سيتلقون دعما كبيرا يساعد
في تغيير المعادلات خلال فترة وجيزة. رابعا: وجود ارتباطات
عميقة لقوى المعارضة مع العاملين في
المواقع الحساسة، مما يجعل تحركات
النظام مكشوفة. وما يقوله المعارضون عن
هذه الارتباطات أصبح واضحا وذا
مصداقية عالية. وفي ظل الاضطراب الذي
ساد في اليوم الرابع لاقتحام دمشق، خرج
وزير الإعلام السوري على شاشة
التلفزيون الحكومي، مدعيا القدرة على
تجنيد خمسة ملايين مقاتل خلال 48 ساعة،
وأشار إلى أن ما استخدم من القوة
البشرية للجيش لم يتجاوز الثمانية في
المائة. وهو ادعاء مضحك تماما، تثبت
بؤسه العمليات الميدانية في كل أجزاء
سوريا، التي شهدت زج آلاف المدرعات. ولمحاولة استمالة
الغالبية العظمى من الشعب، صدر قرار
بتعيين العماد فهد الفريج نائبا
للقائد العام ووزيرا للدفاع. وهو شخص
سيكون معزولا عن مناطق انتمائه
الثائرة، ومعزولا عن القيادة الفعلية
للجيش، لأن النظام لا يمكن أن يسلم
القيادة العسكرية بيد شخص من أغلبية
ثائرة. وما قيل عن انسحاب
قوات النظام من بعض أحياء دمشق، فإن من
المتوقع أن يتم اللجوء إلى أسلوب تفادي
المجابهة المباشرة، لعدم كفاية القوات
لإدارة معارك واسعة ومباشرة وحامية. مع
تزايد فرص الانشقاقات العسكرية. وإن
مدينة دمشق لا يمكن تغطيتها بالفرقة
الرابعة وقوات الحرس الجمهوري، بل
ستحتاج السيطرة عليها إلى أضعاف هذه
القوات. وهو ما لم يعد متاحا، إلا على
حساب المحافظات الأخرى. وهذا يسوق إلى
احتمال مطروح يشير إلى أن النظام كان
يخطط للانتقال مع عناصر قوة من العاصمة
إلى منطقة الساحل، للتمترس هناك
تمهيدا لإعلان دولة الطائفة. ووفق كل
الحسابات فإن خطوة كهذه ستكون محكومة
بالفشل لأنها ستتعرض لضغوط شديدة
متواصلة، لا سيما في ظل حالات التداخل
السكاني. ويستدل مما يقوله
المعارضون، على أن ثوار المعارضة
سيديمون ضغطا «تعرضيا» شديدا - حسب
اللغة العسكرية – على دمشق والمحافظات
الأخرى. ووفقا للمستجدات الحالية،
يفترض أن تتضاعف أعداد الانشقاقات
العسكرية لتصبح بالآلاف يوميا. ويبدو
أن الثورة السورية مكتوب لها الحسم من
دون تدخل عسكري دولي. وها هم قادة
الكرملين وقادة مخابراتهم باتوا
يدركون سذاجة تقييمهم للثورة السورية،
عندما قالوا إن المعارضين ليسوا
قادرين على قهر الجيش الحكومي حتى لو
حصلوا على السلاح اللازم. والآن بدأت
مرحلة سقوط بشار، التي يفترض أن تكون
قصيرة للغاية. ================ طارق الحميد الشرق الاوسط 22-7-2012 بدأت إيران تشعر الآن
بأن «الربيع العربي» ليس إلا نقمة
عليها، بعد أن كانت ترى فيه «هبة من
الله»، حيث باتت طهران تستشعر الهزيمة
في سوريا، وهو الأمر نفسه الذي بات
يشعر به حزب الله في لبنان، وهو ما فضحه
خطاب حسن نصر الله الأخير. فطهران التي هللت لـ«الربيع
العربي» بالمنطقة، واعتبرته صحوة
إسلامية كبرى، باتت اليوم ترى أن ما
يحدث فيه مجرد مؤامرة، لأنها باتت
تستشعر قرب نهاية الحليف الأساسي في
المنطقة، الأسد. مما يعني أن سوريا، بل
والمنطقة كلها، ستتخلص من أسوأ
الأنظمة العربية على الإطلاق، وطوال
العقود الأربعة الأخيرة. فخسارة
إيران، ومثلها حزب الله، باتت حقيقة
واقعة، لأن طهران فقدت ما كانت تتمتع
به من شعبية في المنطقة العربية بعد أن
انكشف نفاقها، وزيف ادعائها، وخصوصا
عندما هللت للثورة في مصر، وتونس،
ودعمت التحرك الشيعي في البحرين،
لكنها وقفت ضد الثورة الحقيقية في
سوريا، رغم كل المعاناة والقتل الذي
يتعرض له السوريون على يد الطاغية
الأسد. والأمر نفسه ينطبق
على حسن نصر الله الذي فقد صوابه
وأعصابه، حين شن هجوما على الجميع من
أجل الدفاع عن الأسد، ومن وصفهم بـ«الشهداء»
من خلية الرعب الأسدية التي تمت
تصفيتها في مقر الأمن القومي بدمشق على
يد «الجيش السوري الحر»، بل إن نصر
الله هاجم حتى الإخوان المسلمين في
مصر، وهو الذي كان يمتدحهم بالأمس،
ومضى أبعد من ذلك حين حذر الفلسطينيين
قائلا إن ارتهانهم للنظام العربي يعني
ضياع القضية الفلسطينية، ولا ندري هل
يريد نصر الله من الفلسطينيين
الارتهان للنظام الإيراني، مثلا، أم
أن نصر الله نفسه يعترف، ودون أن يشعر،
بأنه ليس عربيا، وغير معني بالعالم
العربي أصلا! كل ذلك يفضح النفاق
الإيراني، وحزب الله، وكل من يدعون
أنهم أنصار «الممانعة» و«المقاومة»،
وكل من يدورون بفلكهم، من أنصار ارتهان
القرار العربي في اليد الإيرانية. وهذا
النفاق اتضح اليوم، بالنسبة للرأي
العام العربي، وتحديدا المغرر به من
قبل، حيث كان يرهب بكل من يحذر من
النفوذ الإيراني، وما يسمى «محور
الممانعة»، لكن الآن انفضح المعسكر
الإيراني مع اهتزاز قبضة الأسد، مما
يجعل المرء يتساءل: كيف سيكون حال
طهران، وعملائها، بعد سقوط الأسد؟
فبالتأكيد إن المشهد في المنطقة سيكون
مختلفا تماما، وأهم اختلاف فيه هو قطع
يد إيران عن المنطقة، ولأول مرة منذ
قرابة الأربعة عقود، مما سيترتب عليه
ضربة كبيرة للسياسة الخارجية
الإيرانية. وهو ما ذكرناه منذ عام،
وستكون مضاعفاته ليست في المنطقة
وحسب، بل وفي الداخل الإيراني نفسه،
حيث سيجد النظام الإيراني المتطرف
نفسه أمام حقيقة واحدة وهي خسارته لأهم
مشروع قام بإنجازه منذ الثورة
الخمينية وهو السيطرة على سوريا،
وتحويلها إلى مقر مخابرات تابع لطهران
مهمته القيام بأسوأ العمليات بمنطقتنا.
وهذا ما تشعر به إيران وعملاؤها الآن،
حيث اقتربت لحظة سقوط طاغية دمشق، وهو
ما يستوجب حذرا عربيا كبيرا، وفي كل
المنطقة. ================ الشرق الاوسط فايز سارة 22-7-2012 صارت دمشق تحت النار.
هذه هي الخلاصة الأساسية، التي
أفرزتها الأيام الأخيرة في واقع
الأزمة السورية، والتعبير الأساسي لما
حدث، يتمثل في قيام القوات المسلحة بشن
أوسع عمليات برية وجوية على أحياء
دمشق، حيث شملت العمليات - إضافة إلى
القصف الجوي والبري وعمليات قنص
الأشخاص - عمليات اجتياح بالقوات لعدد
من الأحياء على نحو ما حصل في القابون
ودف الشوك والميدان والتضامن وكفر
سوسة. وقد أوقعت تلك العمليات خسائر
بشرية ومادية كبيرة، إلى درجة أن محصلة
تلك العمليات من حيث الخسائر البشرية
في ثلاثة أيام، تجاوزت سقوط خمسمائة
شخص، وبالتأكيد فإن هناك أشخاصا،
قتلوا لم يتم إحصاؤهم، وهناك آخرون من
الجرحى الذين يمكن أن يموتوا متأثرين
بجراحهم. ولا يحتاج إلى تأكيد
القول، إن ما حدث ويحدث في دمشق من
انتقال لعنف السلطة من مستواه المحدود
إلى العنف الشامل، يمثل تطورا مفصليا
في مسار الأزمة الراهنة، وسيكون له
تأثير قوي على ما يمكن أن تتطور إليه
الحالة اليوم وفي المستقبل. والأساس في
ذلك، يكمن في أن دمشق عاصمة الدولة
ومركزها السياسي والإداري
والاقتصادي، وهي الحاضنة الأهم لأكبر
تجمع سكاني، يجمع مختلف تلوينات الطيف
القومي والديني والطائفي، وهي فوق ما
تقدم المركز الرئيس للنظام بأجهزته
العسكرية والأمنية، وهذا بعض ما يؤشر
إلى خطورة النتائج، التي تترتب على
مجريات وتطورات أحداث دمشق. إن الحجة الأساسية
لما يقوم به النظام من عمليات عسكرية -
أمنية في دمشق كما في محيطها، يستند
إلى ذريعة مواجهة «الجماعات المسلحة»
و«الإرهابيين» الذين لا يتعدى عددهم
المئات، كما تشير معلومات يجري
تداولها في أوساط رسمية. وهي ذريعة لا
تغطي الهدف الرئيس للعملية، وهو إعادة
إحكام السيطرة على مدينة بأهمية دمشق
بعد أن ذهبت إلى الأبعد في مخالفة
النظام، وتأييد معارضيه على نحو عام من
خلال عدة مؤشرات، من بينها توسيع
انتشار المظاهرات وشمولها أكثر أحياء
المدينة، ثم انخراط فعالياتها
وأسواقها في حركة الإضراب العام، حيث
تكررت عمليات إغلاق أسواق دمشق كليا أو
جزئيا في الآونة الأخيرة، وفوق ذلك
قيام دمشق باحتضان النازحين إليها من
الريف والمناطق الأبعد ومساعدتهم،
والأهم مما سبق ظهور نزوع لدى قطاعات
دمشقية بتأييد واحتضان «الجيش الحر»،
وكلها مؤشرات، تؤكد خروج المدينة من
تحت سيطرة النظام، وتوجهها نحو مسار
جديد في مناهضته، وهذا هو السبب الرئيس
لقيام النظام بشن الحملة العسكرية -
الأمنية الواسعة والهادفة إلى إرجاع
دمشق إلى بيت الطاعة، بعد أن كان قد
استمر في السابق على عمليات محدودة في
بعض أحياء دمشق الساخنة. غير أن العملية
العسكرية - الأمنية في دمشق بوصفها
عملية إخضاع للمدينة وإعادة للسيطرة
عليها، لها نتائج أخرى، قد يكون الأهم
فيها، أنها نقلت الصراع بين السلطة
ومعارضيها من الأطراف إلى المركز، حيث
إن دمشق مركز السلطة المعبر عن قوتها،
لم تعد تحت السيطرة الكاملة للسلطات،
بل إن سيطرة الأخيرة صارت موضع شك، وأن
تلك العمليات التي استهدفت كل
الأحياء، سوف تؤثر في تغيير مواقف بعض
«المحايدين» والانتظاريين من سكان
دمشق، وهي ستؤثر على موقف بعض أنصار
النظام ممن سقطت أو سوف تسقط القذائف
فوق رؤوسهم، لأن القذائف عمياء، لن
تميز بين الذين تسقط على بيوتهم
وممتلكاتهم باعتبارهم مؤيدين أو
معارضين. وصيرورة دمشق تحت خط
النار، خلقت ظروفا معقدة في المستوى
الداخلي ولا سيما في علاقة السلطة
بالشعب، وفي علاقات الفئات السورية
المختلفة مع بعضها. لكن تلك الصيرورة،
فرضت وتفرض تداعياتها في المستوى
الخارجي، ذلك أن ما حصل ويحصل في دمشق
يترك أثره على مكانة النظام وعلاقاته
الخارجية، خاصة لجهة ظهور النظام
بمظهر المرتبك المتوحش وغير القادر
على بسط سيطرته على المدينة التي
تتمركز فيها قوته، وهو من جهة أخرى
يتعرض لاهتزاز في صورته وسياسته،
وكانت طليعة الآثار على هذا المستوى
انخفاض قيمة العملة السورية اعتبارا
من اليوم الأول لاشتباكات دمشق، وتدفق
موجات اللاجئين السوريين إلى لبنان
بالتزامن مع تدفقات مماثلة إلى تركيا
والعراق والأردن هربا من القتل
والدمار، وكلاهما في جملة عوامل
تتفاعل يمكن أن تمهد لحرب إقليمية، لا
شك في أن سوريا حاضر أساسي فيها، مما
يعني أن صيرورة سوريا تحت خط النار،
تدفع البلاد نحو انفجار داخلي من جهة
ودخولها حربا إقليمية من جهة أخرى. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |