ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
نصرة
السوريين.. موقف إنساني خالص 2012-07-23 12:00 AM الوطن السعودية
منذ البدء الأول
للثورة السورية، كانت مواقف المملكة
داعمة لحق الشعب السوري، وداعية إلى
حقن الدماء؛ وقد كان ذلك واضحاً منذ
الخطاب التاريخي الذي وجهه خادم
الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن
عبدالعزيز، في رمضان الماضي، إلى
الشعب السوري، وتحذيره النظام السوري
من التمادي والاستمرار في إراقة
الدماء، ودعوته إلى تفعيل إصلاحات
شاملة سريعة، مشددا على أن مستقبل
سورية بين خيارين لا ثالث لهما: "إما
أن تختار بإرادتها الحكمة، أو أن تنجرف
إلى أعماق الفوضى والضياع". الخطاب التاريخي أكد
على أن "سورية الشقيقة شعباً وحكومة"،
تعلم مواقف المملكة منها في الماضي،
وأن المملكة تقف تجاه مسؤوليتها
التاريخية نحو أشقائها، وأنها مطالبة
بإيقاف آلة القتل، وإراقة الدماء،
وتحكيم العقل قبل فوات الأوان، لكن
النظام الحاكم في سورية، اختار الفوضى
وإراقة الدماء، مما حول الواقع السوري
إلى مأساة إنسانية حقيقية، يزداد
حجمها مع إمعان النظام في القتل
والتدمير، دون تمييز أو رأفة. وأمام هذا الواقع،
وما آلت إليه الأمور على المستوى
الإنساني، وتزايد أعداد النازحين
السوريين في الدول المجاورة، كان
توجيه خادم الحرمين الشريفين، بالبدء
الفوري، اعتبارا من اليوم، في حملة
وطنية لجمع التبرعات لنصرة الأشقاء في
سورية. إن هذا التوجيه هو
الموقف السعودي البدهي والمتوقع،
والقائم على خيرية هذا البلاد حكومة
وشعبا، فضلا عن أن توقيت هذه الحملة
الوطنية، وهو شهر رمضان، الذي يتسابق
الناس فيه إلى الخيرات، توقيت ينم عن
حرص خادم الحرمين الشريفين على أن تكون
الحملة فاعلة بالقدر الذي يسهم في
مداواة جراح الشعب السوري المكلوم،
ويشعرهم بأن أشقاءهم معهم في الضراء. هذه الحملة هي خير
تعبير عن الموقف الإنساني المجرد الذي
لا يختلف حوله اثنان، فمهما اختلفت
الرؤى، إلا أنها تتفق دائما على أن
للإنسان على الإنسان حقا واضحا. ================= بقلم /
سمير عواد - (مراسل
الراية في
برلين) : الراية 23-7-2012 يواجه النظام السوري
معركة مصيرية لا أحد يتوقع بعد
الانتصارات المفاجئة التي حققها جيش
سوريا الحر، أن نظام الرئيس السوري
بشار الأسد سوف يفلت من العقاب. دمشق
التي وصفت دائما باسم دمشق البطلة،
تحولت إلى ساحة حرب، والتلفزيون
السوري يبث منذ أيام صورا حية للقتال
الجاري على عتبات الوزارات ومؤسسات
النظام. وضع النظام السوري اليوم أشبه
بملاكم أوشك على خسارة النزال بالضربة
الفنية القاضية وبدأ يترنح، وهذا
نتيجة الصدمة التي مني بها الأسد
ونظامه عندما نفذ الثوار يوم الأربعاء
الماضي أهم وأجرأ عملية تفجير استهدفت
وقضت على مجموعة من أهم معاوني الأسد
أبرزهم وزير الدفاع وصهره آصف شوكت. وتقول
شائعات أن ماهر شقيق الرئيس السوري
وأهم رجل في النظام بعد أخيه، كان
موجودا عندما وقع الانفجار وأنه أصيب
بجراح حتى أن البعض تكهن بأن الأسد
نفسه كان موجودا أو أنه سيحضر هذا
الاجتماع. سيخلد التاريخ يوم عملية
دمشق مثلما خلد محاولة اغتيال الزعيم
النازي أدولف هتلر يوم العشرين من
يوليو عام 1944 عندما قاد ضابط ألماني
معارض لنظام الزعيم النازي اسمه كلاوس
شنك غراف فون شتاوفنبيرغ عملية تفجير
داخل غرفة اجتماعات كان هتلر يشارك في
نقاش مع أهم جنرالاته، ولو اغتيل هتلر
لما كان سقط ملايين البشر وربما تم
تجنب وقوع الحرب العالمية الثانية. لكن
العملية فشلت وتم إعدام فون
شتاوفنبيرغ ورفاقه ويخلد اسمه اليوم
أحد شوارع العاصمة الألمانية برلين. من
حسن حظ سوريا أن عملية دمشق نجحت
وأصابت النظام في قلبه وأذهلته بحيث
فقد التركيز، كما أسفرت عن تغيير أعداد
كبيرة من جيش النظام مكانهم في المعركة
إلى صفوف جيش سوريا الحر. بشار الأسد ظهر مع
زوجته أسمى بين الناس قبل الحرب في
شوارع دمشق ليقول للعالم أن الشعب
السوري يؤيده. منذ أيام يتساءل
المراقبون أين الرئيس الذي قال مؤخرا
في مقابلة مع التلفزيون الألماني
بالحرف الواحد عندما سُئل إذا هو مستعد
للتنحي عن منصبه إذا كان ذلك يحقق
السلام في سوريا: الرئيس لا يهرب من
مواجهة التحديات الوطنية وسوريا تواجه
اليوم تحديات وطنية. لقد أوضحت عملية
دمشق الجريئة يوم الأربعاء الماضي أنه
لا أحد في النظام يستطيع ضمان أمن بشار
الأسد بعد اليوم. ويلاحظ المراقبون
أنه بعد نصف ساعة فقط على مصرع أبرز
معاونيه قام بتعيين وزير جديد للدفاع
قبل أن يجري دفن سلفه، والملفت للنظر
أن الأسد نفسه لم يظهر منذ ذلك الوقت.
أين بشار الأسد؟ ولماذا لا يتحدث إلى
الشعب السوري في هذه المرحلة الحاسمة؟
المعروف أن بشار عندما يريد تقديم
رسائل إلى السوريين فإنه لا يختار
الصحافة المحلية البالية وإنما يختار
هيئة الإذاعة البريطانية أو مجلة"دير
شبيغل" الألمانية. مما لا شك أن دمشق
أصبحت خطرا عليه. منذ وقت لم يعد القصر
الجمهوري مقر إقامته وإنما منزله في
مدينة "قاسيون" الذي يبعد مسافة
قصيرة عن مكان وقوع عملية التفجير التي
استهدفت أبرز معاونيه الأمنيين. في "قاسيون"
أيضا تجري مواجهات مسلحة بين الثوار
ومؤيدي النظام، وتفيد معلومات أن طريق
المطار يشهد صدامات مسلحة فقد تم إغلاق
المطار بالكامل ساعات طوال بعد
العملية الجريئة في دمشق ويقول البعض
أن الوضع أشد خطورة إذا قرر الأسد
السفر عبر البر بسبب الانتشار المكثف
للثوار على محاور الطرقات المؤدية إلى
مواقع مؤيديه من طائفته العلوية. لذلك يعتقد الثوار أن
الأسد توجه بطائرة مروحية مساء
الأربعاء الماضي إلى مدينة اللاذقية
الساحلية حيث شاهد البعض طائرة الرئيس
المبغوض تقلع من مطار دمشق للمرة
الأخيرة كما يأملون وفي وقت لاحق قصف
الثوار أرض المطار بمدافع الهاون علما
أنه من عادة الأسد الطيران من المطار
العسكري في "المزة". يعتقد الثوار
وجود مؤيدين يحمونه في مدينة "اللاذقية"
هم من طائفته وأن الاستعمار الفرنسي
حين قسم سوريا قدمها إلى الطائفة
العلوية مثلما قدم مدناً وقرى في شرق
لبنان إلى المسيحيين. وانتشار الشائعات
حول احتمال وجود بشار الأسد في مدينة
"اللاذقية" أشاع الخوف في نفوس
سكانها أيضا من مسيحيين وعلويين يخشون
أن تحترق مدينتهم التي يعيش فيها كثير
من الناس الذين انتفعوا من نظام الفساد
والمحسوبية والهيمنة. يُذكر لجوء الأسد إلى
منطقة الموالين له بلجوء الدكتاتور
الليبي معمر القذافي في أيامه الأخيرة
إلى "سرت" لاعتقاده أنه سيحتمي
بآخر مؤيديه، علما أن قرية "قرداحة"
مسقط رأس الأسد تبعد مسافة 30 كلم فقط عن
"اللاذقية" حيث يُعتقد أن الرئيس
الهارب من مواجهة التحديات الوطنية
أقام غرفة عمليات في المدينة الساحلية
لإعطاء الأوامر لجنرالاته الذين لم
ينشقوا عنه حتى اليوم لاستخدام ربما
أسلحة كيماوية ضد الثوار. وتمتاز "اللاذقية"
عن "قرداحة" بأنها مدينة وليس
قرية يستطيع الأسد إذا اضطر إلى الهرب
بالطائرة أو ينقله الروس عبر البحر
الذين يستحوذون على قاعدة بحرية في
ميناء "طرطوس" تبعد بضعة مئات من
الكيلومترات عن "اللاذقية". المراقبون يتساءلون
أيضا عن مكان وجود أسمى الأسد زوجة
الرئيس السوري التي تجاهلت نداء من
سيدات عالميات طلبن منها أن تقنع زوجها
بوقف العنف ضد شعبه، ومكان وجود
أولادهما الثلاثة. بشار الأسد فعل كما
فعل القذافي الذي لم يصحب زوجته
وأولاده معه حين فر من طرابلس إلى"سرت"
فقد توجهت ابنته عائشة مع والدتها
وشقيقها هنيبعل برا إلى الجزائر،
والساعدي إلى النيجر حيث يعيش حياة
مترفة لكن تحت الإقامة الإجبارية في
منزله بعد محاولته السفر سرا إلى
المكسيك مستعينا باسم مستعار وجواز
مزور. ليس أمام أسمى الأسد
عناوين كثيرة للسفر، خلال الأزمة
السورية دمرت علاقاتها الوثيقة مع
أمينة دوغان زوجة رئيس الوزراء التركي
ومع سيدات عربيات طلبن منها التأثير
على زوجها ليوقف العنف ضد شعبه، وليس
هناك بلد عربي مستعد أن يستضيف أسرة
الرئيس السوري. أسمى الأسد المولودة
في لندن تحمل الجنسية البريطانية
وتعيش في دمشق منذ عام 2000، بوسعها
الاختيار بين اللجوء إلى بلد يؤيد
زوجها، إيران على سبيل المثال أو روسيا
التي يعتقد الثوار أن أسمى وصلت مع
أولادها إلى هناك وقد يتبعها زوجها إذا
نجا من قبضة الثوار. لكن أسمى بالتأكيد
لن تتمكن في المستقبل القريب من دخول
مسقط رأسها في لندن لأن الاتحاد
الأوروبي وضع اسمها في مارس الماضي على
قائمة الأشخاص المحظور دخولهم أراضي
دول الاتحاد الأوروبي. حتى اليوم لم
تعلق موسكو حول ما إذا أسمى وصلت إلى
أراضيها أم لا. العالم أصبح ضيقا
بالنسبة لأسرة الأسد وأتباعه. ================= سورية
والفصل الأخير لمسلسل الثورة د. علي الخشيبان الرياض 23-7-2012
نحن اليوم أمام نوع مؤثر من
الانشقاقات سيكون فتاكاً وهو الانشقاق
النفسي المعنوي وفقدان الثقة وعملية
قتل وزير الدفاع ومساعديه تقع تحت هذا
البند فكما يبدو أن الجميع يريد أن
يتخلص من النظام وخاصة فئات الجنود
وصغار الضباط وصل الثوار في سورية
إلى كل من كانوا خلف المذابح الدموية
فقتلوا وزير الدفاع ونائبه وكل القادة
في عملية شديدة التعقيد والغموض
وستكون تفاصيلها مثيرة للعالم عندما
يتم الكشف عنها لاحقا فقد تكون عملية
لها علاقة بتصفيات متعمدة وخوف من كشف
أسرار وطنية وخيانات دولية ليبقى
السؤال هل هناك عملية تفجير وقتل فقط
أم أن هناك قصة أخرى؟! هذه العملية مهما
كانت تفاصيلها فهي تعبر عن سيطرة ظاهرة
الانشقاق النفسي وهي مرحلة اشد تأثيرا
من الانشقاق الفعلي فهناك إكراه كبير
للجنود لكي ينفذوا التعليمات ولا
يستبعد استخدام نظام الأسد لمؤثرات
علاجية على الجنود لتنفيذ الأوامر هذا
بجانب التخويف والقتل لمن يمتنع عن
تنفيذ الأوامر وهناك الكثير من القصص
التي تروى حول عمليات تهديد بالقتل
والسجن يرويها الجنود والضباط كما
ظاهرة التهديد للدبلوماسيين وغيرهم هي
من القصص لهذا النظام. نحن اليوم أمام نوع
مؤثر من الانشقاقات سيكون فتاكاً وهو
الانشقاق النفسي المعنوي وفقدان الثقة
وعملية قتل وزير الدفاع ومساعديه تقع
تحت هذا البند فكما يبدو أن الجميع
يريد أن يتخلص من النظام وخاصة فئات
الجنود وصغار الضباط ويعملون بانشقاق
من نوع مهم وهو تسريب المعلومات
والحقائق حول قيادات النظام السوري
وما عملية قتل وزير الدفاع لتحدث لولا
أن خلفها أزمة ثقة وانشقاقا معنويا تم
استثمارهما . اليوم ودون شك النظام
القمعي والتسلطي الدكتاتوري في سورية
يتذوق نفس الطعم لمنهجه في الأساليب
الاستخباراتية ويحاول جاهدا أن يكون
متزنا ولكن كما تشير الأحداث فإن
النظام وقادته المتبقية تتساقط تباعا
ومؤشرات الحراك الثوري في دمشق تشير
إلى أن قوات الأسد السياسية وليس
العسكرية قد غادرت العاصمة دمشق. سورية أمام سيناريو
أشبيه بما حدث في ليبيا وإذا لم ينتقل
الأسد إلى دولة أخرى وهو لن يفعل فسيجد
نفسه في قبضة الثوار قريباً فالتطورات
الميدانية تتسارع بشكل كبير فلم يعد
هناك شك في أن النظام السوري انتهى وما
بقي هو قضية وقت لا أكثر كما أن العالم
العربي وخلال أربع تجارب من الثورات
العربية أدرك حقائق كثيرة حول لعبة
السياسة الدولية ويستطيع أن يفرق بين
ما يجري على الأرض، وبين ما يتم الحديث
عنه في الاجتماعات الدولية. الفراغ الذي قد يتركه
هذا النظام في منطقة شديدة الالتهاب هو
أكثر ما يخشاه العالم فهناك تجربة
سابقة في العام 2003 م عندما سقط العراق
وسقط الجيش العراقي وانتهى العراق إلى
فوضى لعبت فيها الطائفية والعرقية
دورا في إشعال حرب أهلية لازالت آثارها
قائمة حتى الساعة لذلك فإن السؤال
القائم هو : هل سيتمكن العالم من توفير
انتقال مناسب للسلطة في سورية وبقاء
الجيش النظامي ومؤسسات الدولة
الأساسية، لكي لا تتكرر قضية العراق..؟ كل الاحتمالات
مطروحة ولكن من المشاهدات على الأرض لا
يبدو الوضع كذلك هذا بالإضافة إلى عمق
التدخل الإيراني وحزب الله في سورية
والاعتماد على نظام العصابات من جانب
إيران وحزب الله، وإمكانية دخول عناصر
من القاعدة في خضم القضية كل هذه
الاحتمالات قائمة ستخلط أوراق اللعبة
هناك. اليوم تطرح الأسئلة
عن مستقبل سورية ما بعد الأسد وهل سيرث
الثوار دولة أم سيرثون أزمة..؟ هل
سيتمكن السوريون من الذهاب إلى صناديق
الاقتراع العام القادم بعدما دمر
النظام دولتهم بذات الجيش الذي بناه
الشعب..؟ وهل سيتم قتل كل السوريين
باستخدام الأسلحة الكيميائية التي قد
يستخدمها النظام ضد شعبه أو يفقد
السيطرة عليها كنتيجة طبيعية لتفاقم
الأحداث وسيطرة الثورا..؟ الفرصة الأخيرة لحل
سلمي قد تشرق بانقلاب قد ينفذه قائد
الجيش السوري الجديد ووزير الدفاع فهو
الفرصة الخيرة لوطنه سورية كي يساهم في
ايقاف نهر الدم الذي سيزداد جريانه إذا
ما كان وزير الدفاع الجديد يفكر جدياً
في انتهاج نفس الأسلوب السابق لداود
راجحة وزيره السابق. الوزير الجديد
العماد جاسم الفريج وهو من مواليد
مدينة حماة لديه الفرصة التاريخية لكي
يسطر إنقاذ وطنه في تاريخ سورية فالأرض
السورية مليئة اليوم بالأحداث،
والأوراق مختلطة بشكل كبير وهناك خوف
كبير وقادم فالفرق بين المجاهدين
السوريين المدافعين عن أعراضهم
ودينهم، وبين عناصر القاعدة الذين
يصفون حساباتهم مع النظام سوف يتلاشى،
والجميع قد يجد نفسه متهماً بالانتماء
إلى القاعدة ونشاطها. الجيش الحر قد يتحول
في مرحلة قادمة إلى مجموعات مسلحة،
والأقاليم الطائفية سوف تواجه مصيرا
مؤلما وخاصة إذا دخلت الأزمة مرحلة
التصفيات وبدأت عملية احتلال المدن
والمراكز ورفع الأعلام فوقها، وهناك
لن يكون تقسيم سورية هدفا كما يعتقد
الكثير بل سوف تندلع حرب أهلية مخيفة
هدفها إحراق سوري ولن تكون اقل في
تأثيرها من تلك الحرب التي دمرت لبنان
قبل عقود. النظام السوري يريد
أن يصل إلى هذا المشهد من الحرب
الأهلية بمساعدة دول ومنظمات لأن هناك
مصالح وأدوارا مشبوهة يراد تنفيذها
للسوريين ووطنهم، وسيكون الشعب السوري
ضحية هذه المخططات فالعالم اليوم ليس
أمامه سوى أن يتدخل أو ينتظر الفاجعة
المخيفة للحرب الأهلية القادمة لهذا
فالتساؤل اليوم يجب أن لا يكون كيف
سيسقط النظام..؟ لأن هذه المرحلة أصبحت
قريبة جدا بل إن النظام يفقد السيطرة
على مساحة واسعة من الأرض السورية،
ولكن الأزمة هي: من هو بديل النظام..؟ هل
هو استقرار ومحاولات ديمقراطية وبناء
دولة أم هو حرب أهلية وصراع أم تقسيم
سورية..؟ ما تشهده سورية هو
نتيجة طبيعية لتاريخ طويل من الشعارات
الزائفة، والمقاومة انتهت وانكشفت عبر
ثورة شعبية فلم يعد ينجح الاختفاء خلف
بوابات المقاومة لان ملف الخيانات
العربية والقومية يعمل على كشف نفسه
وتصفية رموزه واحداً تلو الآخر لأن هذه
المجتمعات تخلت عن العقلانية ومنهج
السياسة بالمصالح واستبدلتها بشعارات
أجرت من تحتها كل نواقض السياسة من
الخيانات للأوطان والشعوب. ================= الفلسطينيون...
والثورة السورية!! د.عبدالله
القفاري الرياض 23-7-2012
إذا لم تكن كل هذه الزلازل
والتوابع خلال عام ونصف كافية لقطع حبل
السرة مع الحليفين الايراني والسوري..
وإذا لم تكن كل هذه الدماء والتضحيات
في سورية كافية لأن تقول حماس كلمتها
بلا مواربة وبلغة صريحة.. فهي ستكون من
الخاسرين في مشهد التحول الأكبر في
تاريخ العرب الحديث لم تكن القضية
الفلسطينية لتغيب، رغم أننا خلال أكثر
من عام ونصف نعيش ولازلنا تطورات هائلة
بمقياس الزمن.. تتبلور من خلالها أنظمة
حكم جديدة وقوى جديدة بل وشعوب عربية
تجدد ذاتها.. خرجت من قمقم اليأس لفضاء
الحرية رغم الأثمان الباهظة التي
دفعتها ولازالت. خلال أكثر من خمسين
عاما.. وظفت نظم الانقلابات العسكرية
القضية الفلسطينية أسوأ توظيف. تلبست
شعار تحرير فلسطين من النهر إلى البحر..
لتبتلع اسرائيل ما تبقى من أرض فلسطين
في عدوان حزيران 1967.. وذلك في أوج حضور
نظم الانقلابات العسكرية المتمترسة
خلف القومية والعروبة والقضية
الفلسطينية.. ولا صوت يعلو فوق صوت
المعركة. لم يخلُ توظيف القضية
الفلسطينية في الصراع بين نظم القمع
والاستبداد. دعَم النظام العربي
الدكتاتوري العسكري منظمات وفصائل
فلسطينية واستخدمها في مهمات لا علاقة
لها بالتحرير. تأسيس حركة التحرير
الفلسطينية (فتح) كانت محاولة لإنقاذ
القرار الفلسطيني الذي رهنته نظم
الانقلابات العسكرية. إلا أن هذا
التطور لم يكن من السهولة عبوره في نظم
ظلت ترعى وتدعم فصائل فلسطينية
تستخدمها سواء في مواجهة حركة فتح أو
لأهداف اخرى لم تتورع عن تصيد
المعارضين، أو في عمليات خاصة تستهدف
الابتزاز وخدمة النظام الراعي. وليس عنا ببعيد حركة
"فتح - المجلس الثوري" جماعة صبري
البنا (ابو نضال) الذي اغتيل في بغداد
قبل اسابيع من الغزو الامريكي للعراق
عام 2003. ألم يكشف عاطف أبو بكر، عضو
المكتب السياسي لحركة "فتح - المجلس
الثوري" لصحيفة "الحياة" في
شباط 2011، عن أن عمليتي تفجير طائرة
بانام فوق لوكربي في اسكتلندا العام 1988
وطائرة يوتا فوق النيجر في 1989، تمتا
بالشراكة بين "جماعة ابو نضال" و"جماهيرية
القذافي" وأن المتفجرتين صنعتا في
لبنان. وأكد ان "جماعة ابو
نضال قامت لاحقاً بتصفية عدد من
العناصر الذين لعبوا دورا" في عملية
لوكربي، و"بينهم مسؤول الاستخبارات
في الجماعة. من جهته قام نظام القذافي
بتصفية عدد من العناصر بينهم مسؤول
سابق في الاستخبارات". أما نظام الأسد في
سورية، فهو من أكثر النظم العربية
تورطا في هندسة الانشقاقات بين
الفصائل الفلسطينية وتوظيفا لها.
ولسنا بحاجة للتذكير بالدور الكبير
الذي لعبه النظام السوري في ضرب
المقاومة الفلسطينية في لبنان وإخراج
ياسر عرفات من طرابلس بعد إخراجه من
بيروت.. أما البشاعات التي ارتكبها
النظام في تل الزعتر بالتعاون مع
حلفائه في لبنان آنذاك فيجب أن
تستعيدها الذاكرة الفلسطينية كثيرا
أمام مجريات البشاعة اليومية التي
يعانيها الشعب السوري اليوم جراء هذا
النظام المغرق في طغيانه وجبروته
ودمويته. ولذا ليس من الغريب
ان يظهر أحمد جبريل (الجبهة الشعبية
لتحرير فلسطين - القيادة العامة) ليصرح
منذ أيام أنه في حال تدخلت تركيا في
سورية عسكرياً فإن الجبهة الشعبية سوف
تنزل إلى الشارع وتحمل السلاح في
الدفاع عن نظام بشار الأسد. ليس من
الغريب أن يدافع عن النظام السوري، بل
ويرى في مظاهرات مخيم اليرموك
الفلسطيني في دمشق التي خرجت الاسبوع
الماضي احتجاجاً على قتل بعض
الفلسطينيين في المخيم من قبل شبيحة
نظام الاسد وأتباعه.. ليست سوى مؤامرة
على النظام السوري والقضية الفلسطينية..
التي فعلا شبعت مؤامرات من أمثال هؤلاء. لم يضر القضية
الفلسطينية أكثر من أمثال هذه
القيادات التي باعت القضية من أجل ثمن
بخس ورضيت الارتماء في أحضان الطغاة
والتحالف معهم حتى وهم يقتلون أعظم قيم
الانسان التي طالما تغنى بها
الفلسطينيون دفاعا عن كرامتهم وأرضهم
وحريتهم.. وإلا كيف يمانع هؤلاء - الذين
يطلبون التحرير- حرية الشعب السوري،
الذي احتواهم وحماهم وقدم الكثير من
أجل قضيته وقضيتهم فلسطين. لندع هؤلاء فهم
مكشوفون من فترة بعيدة. وليسوا سوى
قيادات صغيرة لأجهزة تتبع لنظام القمع
والطغيان تحت ادعاءات الممانعة الكذوب..
لندع اولئك ونذهب لمنطقة اخرى.. تشكل
فيها حركة المقاومة الاسلامية (حماس)
أهمية كبيرة في مسار المقاومة
الفلسطينية. وذلك للعديد من
الاعتبارات. أولها أنها حركة تملك
امتدادا معتبرا بين فئات الشعب
الفلسطيني. الأمر الآخر انها حركة
مقاومة فلسطينية ذات مرجعية اسلامية
يجب أن تضع حداً فاصلًا بين مفاهيم
الاسلام وقيمه الكبرى في إدارة
المجتمعات، وبين الانحياز لنظام القمع
والطغيان الذي تصادم سلوكياته أبسط
تلك المفاهيم وأكثرها تأسيساً لحق
الانسان بالحياة. وكما أن الحركة تراقب
تحولات الربيع العربي في دول مثل مصر
وتونس.. بل ويشارك اليوم قادتها في
العديد من المناسبات السياسية في تلك
الدول ولعل آخرها حضور خالد مشعل
لمؤتمري حزب النهضة في تونس، والعدالة
والتنمية في المغرب.. فهي معنية
بتغيرات هائلة يجب استثمارها في قطيعة
بائنة مع نظم ممانعة للحرية قاتلة
لشعوبها تتكئ على الطائفة وتحالفاتها. بعد هذه الكلفة
الكبيرة التي يدفعها الشعب السوري
والتضحيات التي يندر ان يتصدى لها شعب
محاصر تفتك به آليات القتل والبشاعة..
بعد هذه الثورة التي لم تعرف المستحيل
في مواجهة أخطر النظم وأكثرها دموية..
بعد انكشاف التحالفات الطائفية
والسياسية والاستراتيجية التي تستهدف
قمع ووأد ثورة الشعب السوري.. ألا يجب
على الحركة ان تعلن صراحة موقفها من
الثورة السورية وأن تقطع من النظام
بشكل لا لبس فيه، وأن تتخلى عن مصادر
الدعم الايراني شريك النظام السوري
وحليفه وداعمه الاكبر في قتل
السوريين؟ لقد حان الوقت لأن
تنجو الحركة من تلك الذرائعية القاتلة.
فهي في مشهد تحولات كبرى، إذا وقفت على
الحياد والتزمت الصمت، فهي لن تحمي
نفسها.. بل ستخسر الكثير خاصة وأن رياح
التغيير ماضية.. والتحولات الكبرى من
حولها تساعد في إعادة ترتيب موقعها..
فلا مستقبل للتحالف مع النظام
الايراني أو علاقات خاصة بحزب الله
اللبناني.. المعادلة اليوم
تغيرت تماما. هناك انكشاف كبير وواضح
لمواقع الصراع ستدفع المتعاطفين مع
حماس إلى وضعها في خانة الانتهازية
القاتلة في مرحلة لم تعد أنصاف المواقف
ممكنة. وبالمقابل على دول
الخليج العربية أن توظف المزيد من
قدراتها وإمكاناتها ودعمها لتوحيد
الصف الفلسطيني في مواجهة التوظيف
الايراني والسوري.. وأن تعمل على
مساعدة الحركة في التخلص من عذاب
الضمير وحسابات البقاء تحت عامل
الضرورات. إذ تتمخض عن هذه
المرحلة نظم وتغيب أخرى على وقع هزات
عنيفة لازالت توابعها تتحرك وسيكون
لها آثارها لعقود بعيدة.. فهي أيضا
الفرصة السانحة لتعيد حركة حماس قراءة
المشهد العربي الذي وصل فيه فريق سياسي
بالاقتراع الشعبي الحر إلى مواقع
القرار والمسؤولية.. وهو الأقرب إلى
حماس من سواه... الحرية والكرامة
والتحرير ليس لها سوى باب واحد مشروع
وما عداه سقوط في وحل التوظيف
الانتهازي. تحرير فلسطين لا
يتأتى الا بأحرار وأخيار يدركون أن
الإقرار بحق الانسان بالحرية والكرامة
والكفاية سيقود لا محالة لتحرير الأرض
من الغاصب الاسرائيلي بعد أن يتحرر من
الاستعمار الداخلي البشع. إذا لم تكن كل هذه
الزلازل والتوابع خلال عام ونصف كافية
لقطع حبل السرة مع الحليفين الايراني
والسوري.. وإذا لم تكن كل هذه الدماء
والتضحيات في سورية كافية لأن تقول
حماس كلمتها بلا مواربة وبلغة صريحة..
فهي ستكون من الخاسرين في مشهد التحول
الأكبر في تاريخ العرب الحديث. ================= تاريخ النشر:
الإثنين 23 يوليو 2012 عائشة المري الاتحاد اقتربت أصوات
الانفجارات من القصر الرئاسي،
واستهدفت تفجيرات الأربعاء الماضي
الدموية الدائرة الضيقة للرئيس السوري
بشار الأسد، وبدا وكأن العاصمة دمشق
على وشك السقوط في أيدي المعارضة
السورية، فمقتل ثلاثة من كبار القادة
الأمنيين ضربة موجعة للنظام السوري،
إلا أن مقتل نائب وزير الدفاع السوري
وصهر الأسد "آصف شوكت" يعتبر ضربة
شخصية للرئيس السوري، فهل دخل الصراع
في سوريا في"مرحلته النهائية" بعد
التفجير الانتحاري في دمشق؟ إن اغتيال أعضاء خلية
إدارة الأزمة سيضعف بالتأكيد النظام
السوري فيما يعتبر انتقال المعارك إلى
العاصمة مؤشراً خطيراً على تسارع
عملية الحسم وتصعيد الصراع، فانتقال
الصراع للعاصمة يعني بدء العد
التنازلي للنظام، فزلزال دمشق، دفع
الأسد إلى سحب قواته العسكرية من القرى
وإعادتها لحماية العاصمة. هذه العملية شكلت
دفعة معنوية للمعارضة السورية، وأظهرت
حجمها، فمن شأن هذه العملية أن تقوي
معنويات المعارضة السورية وتشجع
العديد من المسؤولين العسكريين على
الانشقاق عن نظام الأسد، ولاشك بأن ضعف
الثقة باستمرار نظام الأسد، وتصاعد
أعمال العنف، سيجعل من السهولة حسم
خيار المترددين من عسكريين أو
دبلوماسيين سواء لأسباب أخلاقية أو
لأسباب نفعية، وبالتالي ستسهل عملية
ضمهم لصفوف المعارضة ويصبح الانشقاق
عن النظام خياراً عقلانياً، قبل أن
يكون أخلاقياً مما سيسرع بوتيرة
انهيار النظام من الداخل. فانشقاق الضباط مكسب
عسكري لـ"الجيش السوري الحر"
وانشقاق الدبلوماسيين مكسب سياسي،
ولعل انشقاق سفير سوريا السابق لدى
العراق، كان ضربة موجعة للنظام السوري.
ومن المنتظر أن تتوالى الانشقاقات
الدبلوماسية والعسكرية، مما يشكل
تآكلاً متسارعاً في أجهزة النظام
وأجهزة الدولة. لقد أظهرت التطورات
الأخيرة تزايد قدرات الجيش السوري
الحر التسليحية وانتشاره داخل المدن
وصولاً للعاصمة دمشق، وتغيير
استراتيجية "الجيش الحر" من
الدفاع عن المتظاهرين الذين يستهدفهم
جيش النظام وشبيحته إلى الهجوم
واستهداف الحواجز والقواعد العسكرية
في المدن والضواحي، ومن ثم الاعتماد
على أسلوب العمليات الانتحارية
والتفجيرات واستهداف الحلقة الضيقة
للنظام. ولاشك أن استمرار
انشقاق كبار الضباط عن الجيش
وانضمامهم إلى صفوف المعارضة زاد من
قدرات الثوار عبر توظيف كفاءاتهم في
المواجهة، إضافة إلى زيادة القدرات
العسكرية عبر الحصول على أسلحة من
الداخل عبر مخازن أسلحة الجيش السوري
أو من غنائم المعارك، أو حتى من
الخارج، فتسليح "الجيش الحر" قلل
من الهوة بينه وبين الجيش النظامي في
المواجهات العسكرية، ولكنه زاد من
سرعة انزلاق سوريا إلى حرب أهلية. لقد حانت لحظة رحيل
الأسد، والحرب الأهلية على الأبواب،
والمعارضة لا تقدم بديلًا مقبولًا حتى
الآن، ستدخل سوريا في مخاض طويل من عدم
الاستقرار، وستدخل في مرحلة انتقالية
بعد أن يتفكك النظام، ورغم أن مجلس
الأمن لازال منقسماً حول سوريا بعد "الفيتو"
المزدوج الروسي والصيني، فإن
الاستعدادات لمرحلة ما بعد الأسد بدأت
حتى من حلفاء سوريا. سيسدل الستار قريباً
عن اثنين وأربعين عاماً من سيطرة نظام
الأسد - الأب والابن- وسيدخل الشرق
الأوسط مرحلة من إعادة تشكيل
التحالفات ومراكز القوى، وستبقى
اللوحة قاتمة حتى تستقر الأوضاع
وتنجلي عن شرق أوسط جديد. ================= منظمة «نصرالله»
باتت تتآكل أيديولوجياً
واستراتيجياً نهاية نظام
الأسد... هل تنهي «حزب الله»؟ تاريخ النشر:
الإثنين 23 يوليو 2012 الاتحاد بعد ساعات على وقوع
الانفجار الذي أودى بحياة مسؤولين
أمنيين سوريين كبار في دمشق، في الثامن
عشر من يوليو الجاري، خرج حسن نصر الله
زعيم "حزب الله" اللبناني ليعلن
تأييده لحليفه الرئيس السوري بشار
الأسد. لكن الحقيقة أن هذا التأييد لا
يخدم هذه المنظمة المسلحة، التي تعتمد
اعتماداً كثيفا على المساعدة السورية. والمناسبة التي ألقى
فيها أمين عام "حزب الله" الكلمة
التي عبر فيها عن تأييده للرئيس السوري-
والتي ألقاها من ملجأه الحصين في مكان
ما من لبنان- كانت هي الذكرى السنوية لـ"النصر
الإلهي" الذي حققه الحزب على
إسرائيل في الحرب التي خاضها ضدها عام
2006. مع ذلك، لم يكن هناك
انتصار في ظهوره المتلفز- وغير المباشر-
على الناس، وهو ما يؤكد بشكل لا يدعو
للبس أن "حزب الله" قد بات، وعلى
نحو متزايد، منفصلا عن نبض "الربيع
العربي"، الأمر الذي لابد أن يؤدي
للتعجيل بسقوطه. بعد حرب صيف عام 2006،
نظر الكثير من اللبنانيين وغيرهم في
الشرق الأوسط الكبير، إلى "حزب الله"
كمنظمة عسكرية وسياسية شرعية قوية،
وهو ما ساعد الحزب منذ ذلك الحين على
تعضيد صورته، وتعزيز مركزه، والحصول
على أغلبية المناصب في الحكومة
اللبنانية الائتلافية القائمة. لكن ولاء "حزب الله"
الذي لا يتزعزع لنظام الأسد الوحشي،
يضعه على الجانب الخطأ من التاريخ، وقد
يفقده ما يتمتع به من دعم في الوقت
الراهن، كما سيتسبب حتماً في تفاقم
الانقسامات الطائفية والسياسية في
لبنان. والنقاشات التي أجريتها في
لبنان وفي غيره من بلدان المنطقة وفي
وسائل الإعلام اللبنانية والشرق
أوسطية مؤخراً، تؤكد كلها ذلك. كما أن استطلاعات
الرأي التي أجراها مركز"بيو"
للبحوث، والتي نشرت نتائجها هذا
الشهر، تبين أن "حزب الله" يفقد
بريقه باستمرار، وأن الآراء الإيجابية
بشأن الحزب في مصر قد انخفضت على مدار
السنوات الخمس الماضية بنسبة 36 في
المئة، وفي الأردن بنسبة 25 في المئة. وفي برميل البارود
المعروف بـ"لبنان"، باتت الآراء
حول الحزب أكثر استقطاباً من ذي قبل،
حيث يعارضه 94 في المئة من الطائفة
السنيـة ويؤيده 94 في المئة من الطائفة
الشيعية التي ينتمي إليها. لكن أزمة الحزب تمضي
لما هو أعمق من ذلك؛ حيث يبدو الحزب
خارج نطاق الإحساس بجوهر خطاب "الربيع
العربي" ذاته، وهو ما يتبين بوضوح من
خلال دعوته للحداد على ضحايا أحداث
الثامن عشر من يوليو من المسؤولين
السوريين الكبار، في الوقت الذي يرفض
فيه الاحتجاج على قتل آلاف السوريين
على يد نظام الأسد. وفي الوقت الذي أنفقت
فيه حركة "حماس" رأس مال سياسي ضخم
في تحويل خطابها وتحالفاتها لتتناسب
مع فترة ما بعد "الربيع العربي"،
فإن رسالة "حزب الله"، وولاءاته
لم تعمل على إنجاز مثل هذا التكيف. بل
ويمكن القول إن معيارها المزدوج إزاء
الثوار المطالبين بالحرية، يبين أن
الحزب يمثل جزءاً من النظام القديم
الذي كان سائداً قبل مقدم ذلك الربيع. تاريخياً، كانت
سوريا تعمل كحلقة وصل بين إيران
ولبنان، حيث كانت تسمح بتدفق الأسلحة
والدعم اللوجستي لـ"حزب الله"،
كما كان حضورها الكثيف ونفوذها الضخم
في لبنان يضمنان أن أسلحة الحزب
وأجندته "المقاومة" لن تتعرض
للتحدي من الداخل. وفي الوقت الراهن،
حيث يبدو النظام السوري وكأنه ينفجر من
الداخل، وتحتدم فيه الحرب الأهلية،
فإن كلا الوظيفتين تتعرضان للتهديد. ما
هو أكثر من ذلك، أن سوريا ما بعد الأسد،
سوف تعمل حتماً على عكس اتجاه الشراكة
الحالية القائمة مع "حزب الله". ويشار في هذا السياق
إلى أن المعارضة السياسية في سوريا، قد
انتقدت دعم "حزب الله" لنظام
الأسد بعنف، وقام المحتجون بإحراق علم
الحزب، واتهموا حسن نصرالله مباشرة
بأن يديه ملوثتين بالدم. وتقدم واقعة اختطاف
مجموعة من الشيعة اللبنانيين في
سوريا، من قبل جماعة مناوئة لنظام
الأسد، مثالا نموذجياً على هذه
العداوة. ففي البداية طالب المختطفون
حسن نصر الله بتقديم اعتذار لهم كشرط
لإطلاق سراح أسراهم، ثم قاموا في نهاية
المطاف، ونتيجة لوساطات وتدخلات،
بالإفراج عنهم من دون تقديم هذا
الاعتذار. كما أن تغيير النظام في
سوريا يمكن أن يقدم مدداً متجدداً
وقوياً لأنصار "ثورة الأرز" في
لبنان عام 2005، والذين ثاروا على وجود
سوريا العسكري ونفوذها في بلادهم، وهو
ما سيؤدي لتقويض الوضع السياسي للحزب. وسوف تصبح الصورة
أكثر قتامة بالنسبة للحزب، إذا ما تبين
أنه قد تورط، بالمشاركة مع إيران، في
التفجير الانتحاري الذي استهدف حافلة
تقل سياحاً إسرائيليين في بلغاريا. وعلى الرغم من أن حسن
نصرالله قد أنكر أي دور لمنظمته في
الحادث، إلا أن الأدلة المتوفرة تشير
إلى احتمال تورطه. وإذا ما كان الأمر
كذلك، فإن قرار المنظمة بإظهار قوتها
من خلال مهاجمة أهداف إسرائيلية رخوة،
بعد أن فشلت على نحو متكرر بضرب أهداف
"رسمية"، مثل السفارات
الإسرائيلية على سبيل المثال، يمثل
دليلا على تراجع قوتها. ونظراً لما تقدم، يجد
"حزب الله" نفسه حالياً في وضع
أضعف على نحو متزايد، سواء من الناحية
الأيديولوجية أو السياسية أو
الاستراتيجية. ومع دخول نظام الأسد
لمرحلة جديدة من العنف الدموي الأكثر
شراسة، ومن عدم الاستقرار، فإن منظمة
حسن نصرالله تواجه تحدياً بالغ
الصعوبة، لأنها إن لم تقم بتغيير
مسارها الحالي، فإنها سوف تصبح عرضة
للمزيد من التهميش في كافة المجالات. بينديتا بيرتي محلل سياسي شارك في
إعداد كتاب «حماس وحزب الله... دراسة
مقارنة» ينشر بترتيب خاص مع
خدمة «كريستيان ساينس
مونيتور» ================= هل تقطع
دول العرب علاقاتها مع روسيا؟ سركيس نعوم 2012-07-23 النهار يثير موقف روسيا
السلبي من ثورة غالبية الشعب السوري
غضب غالبية الشعوب العربية المتعاطفة
مع الثوار والداعية الى موقف دولي حاسم
يساعدهم على الانتصار. فروسيا هذه
استعملت حق النقض ثلاث مرات في مجلس
الأمن منذ اندلاع الثورة، فحالت دون
صدور قرارات حاسمة تنهي مأساتهم
وتُريحهم من الظلم الذي "تعايشوا"
معه عقوداً عدة. وجعلت الرئيس الاسد
وأركانه يظنون أنهم "مدرّعون"
وانه قادر على وأد الثورة أو على منعها
من تحقيق أهدافها وذلك بادارة حال من
الفوضى العسكرية والامنية في البلاد
بواسطة جيشه المدعوم من موسكو وطهران.
طبعاً دفع الغضب المذكور الشعوب
العربية، استناداً الى متعاطي سياسة
وإعلام، الى مطالبة دول العرب بالضغط
على روسيا لاقناعها بتغيير موقفها.
وذهب بعض هؤلاء بعيداً اذ دعا الى قطع
العلاقات الديبلوماسية والاقتصادية
بل كل انواع العلاقات بروسيا. الا ان
اياً من الدول العربية لم تستجب حتى
الآن هذا النوع من الطلبات. ولا يعود
ذلك الى "ارتياحها" للموقف الروسي
الداعم للاسد ونظامه، هي التي تخوض ضده
حرباً سافرة منذ 15 آذار 2011. بل يعود الى
جملة اسباب، منها ان روسيا التي لم تعد
دولة عظمى لا تزال دولة كبرى قوية
عسكرياً واقتصادياً، ولا تزال تمتلك
امكانات ضخمة، ولا يزال المجتمع
الدولي بكل اطرافه في حاجة الى التعامل
معها وسلماً بغية حل مشكلات ونزاعات
اقليمية أو دولية عدة. ومنها ايضاً ان
روسيا، ورغم ثورات الدول العربية ورغم
المصالح الاقتصادية والاستراتيجية
التي قد توفرها لها علاقات منحازة مع
هذه الدول، ليست دولة فقيرة. واذا كانت
شهدت تعثرات اقتصادية مهمة ايام كانت
اتحاداً سوفياتياً او بعدما عادت
روسيا، فإن سبب ذلك لم يكن قلة مواردها
او فقرها. بل كان في المرحلة
السوفياتية نظاماً آثر الديكتاتورية
والانفاق على السلاح لمشاركة اميركا
زعامة العالم بدون توفير الراحة
الاقتصادية والمعيشية لشعوبه. وكان في
المرحلة الثانية الانتقال الفوضوي الى
اقتصاد السوق والى الحرية السياسية
الامر الذي سمح للحيتان باستغلال
المرافق والثورات والتحوّل في سرعة من
اكبر اثرياء العالم. ومنها ثالثاً ان
قرارات بحجم قطع العلاقات مع روسيا
تحتاج الى تشاور، كي لا نقول الى إذن،
من الدولة العظمى الحليفة لغالبية
الدول العربية أي اميركا. وهذا أمر لا
يبدو متوافراً اليوم. ولا أحد يعرف اذا
كان سيتوافر. ومنها اخيراً ان العرب لم
يقطعوا علاقاتهم مع اميركا رغم
استعمالها "حق النقض" مرات ضد
مشاريع قرارات تتعلق بقضية فلسطين
التي كانوا يؤيدونها، بل رغم
تبريراتها السافرة لاعتداءات اسرائيل
على الفلسطينيين والعرب. فلماذا
يقطعونها مع روسيا التي ناصرت قضيتهم
عقوداً أو كيف يبررون ذلك امام شعوبهم؟ في أي حال، لا يعني
ذلك ان دول العرب لن تفعل كل ما في
وسعها لمساعدة ثوار سوريا على نظام
الأسد. فالتطورات الكبيرة التي حصلت
منذ اندلاع الثورة اظهرت في وضوح
تأييداً عربياً شبه شامل لها. واظهرت
أيضاً التزاما خليجياً قوياً لتقديم
كل ما يلزم لمساعدة الثورة. واظهرت
ثالثاً ان المملكة العربية السعودية
المعروفة بتحفظها المزمن وبتحاشيها
المواجهات المباشرة مع خصومها أو
أعدائها، وبمحاولة رد خطرهم أو
ابتزازهم بالتي هي أحسن (الفلوس مثلاً)،
اظهرت ان هذه المملكة أخذت دور قيادة
الجهد العربي بل الإسلامي المناصر
للثورة سياسياً وتسليحاً وتدريباً
وتمويلاً ودولياً بغية تمكينها من
اسقاط الاسد ونظامه. ودافعها ليس الحرص
على مصالح غالبية الشعب السوري وحقوقه
وحرياته أو ليست الحرص على ذلك فحسب،
بل هو مواجهة الخطر الذي تتعرض له
وشقيقاتها الخليجية كما العالم العربي
من ايران الاسلامية الشيعية التي نجحت
في اختراق قلب العالم العربي، وباتت
تهدد فعلاً في رأيها عروبته ومذهبيته
ودوره. وقد لمس مَن يعرفون المملكة
اصرارها والتزامها هذين عندما عيّن
عاهلها الملك عبدالله بن عبدالعزيز
الأمير بندر بن سلطان رئيساً
للاستخبارات العامة بعد أشهر قليلة من
تسليمه رئاسة مجلس الأمن الوطني.
وبندر، لمن لا يعرفون، وهم قلة، كان في
السنوات الماضية قائد مدرسة التصدي
لسوريا في لبنان على الاقل منذ عام 2005،
وكان ولا يزال الأقرب الى الولايات
المتحدة التي امضى فيها 22 سنة سفيراً
لبلاده. ملاحظة: سقط سهواً من
"الموقف" يوم السبت الماضي ان
تغيير المواقع يشمل أيضاً قيادة الجيش
اذ تذهب الى الشيعة. وساعتها يصبح "تسليم
السلاح" الى الدولة ممكناً. ================= المرحلة
الانتقالية في سوريا تثير القلق التوتر يسود
وأسئلة عن "محور
الممانعة" روزانا بومنصف 2012-07-23 النهار لا يختلف سيناريو
المرحلة الانتقالية في سوريا على
الورق عن سيناريوات المرحلة
الانتقالية في الدول التي شهدت
انتفاضات شعبية من ضمن ما سمي بـ"الربيع
العربي". فحين يقتنع النظام السوري
بالتنحي وتنضج الفكرة لديه باعتبار ان
اي حل آخر غير محتمل او غير وارد في
المشهد السياسي حتى لو نجح الرئيس
السوري في
البقاء في موقعه لبعض الوقت، لن يكون
صعباً اخراج سيناريو المرحلة المقبلة
الى العلن، وبعض أفكار هذا السيناريو
وضعها المبعوث الأممي العربي الى
سوريا كوفي أنان وبعضها الآخر تم
تداوله في اجتماعات المعارضة السورية
اعدادا لما بعد سقوط الرئيس السوري، أي
ان تتسلم المسؤولية موقتا حكومة
انتقالية تضم جميع القوى وتجري
انتخابات تشريعية على أسس جديدة
وتنتخب رئيساً جديداً بناء على نتائج
الانتخابات. الا ان سوريا ستختلف
بقوة عن كل الدول الأخرى التي شهدت
تغييرات انطلاقاً على الأقل من كلام
حلفاء للنظام، وقد اصيبوا الاسبوع
الماضي بصدمة تسبب بها التفجير الذي
أدوى باركان امنيين اساسيين لدى
النظام، لأن ذلك التفجير اعطى ملامح
للمرة الاولى عن ان انهيار النظام قد
يغدو على نحو مفاجىء امرا واقعا،
خصوصاً ان مكاسب عسكرية للمعارضة
واكبته ميدانياً بعدما امتدت
الاشتباكات الى كل من دمشق وحلب اللتين
بقيتا رمزاً داعماً للنظام بالنسبة
الى حلفائه على الأقل. وكان عدم امتداد
الثورة الى المدينتين المؤشر الأبرز
الى ان الانتفاضة محصورة في قرى وارياف
ولم تمتد الى قلب المدن. واختلاف سوريا
عن بقية الدول العربية التي شهدت
انتفاضات شعبية يكمن في انها تقع من
ضمن معادلة اقليمية للصراع في المنطقة
على خلفية الصراع العربي الايراني
وتالياً الايراني الدولي. واذ يعتبر
حلفاء النظام ان ما يجري في سوريا هو
حلقة من حلقات المؤامرة الدولية عليها
لانها احد ابرز مواقع الممانعة
والمقاومة في المنطقة، على ما اورد
الامين العام لـ"حزب الله" أخيراً
وسائر الحلفاء الآخرين، فان انهيار
حكم الاسد ورحيله يفيدان بأن هذه
الحملة نجحت وان كان ثمة اقتناع سعى
الى ترويجه هؤلاء في اليومين الماضيين
باعادة لملمة النظام نفسه واستمرار
امتلاكه القدرة على الحسم. ويعني نجاح
حملة المعارضة على افتراض اعتماد
المنطق نفسه في ظل تغييب اي عامل داخلي
سوري كما حصل في الانتفاضات العربية
الأخرى ان محور الممانعة والمقاومة
مني او سيمنى بهزيمة كبيرة متى رحل
الاسد. وهذه التوقعات ليست جديدة بل
برزت من اليوم الاول للثورة السورية،
وقد أخذت في الاعتبار ان مآل الثورة في
سوريا لن يختلف عن مأل الثورات في
الدول العربية الأخرى وان كان اسلوب
الوصول الى ذلك قد اختلف مع الحرب
الداخلية التي اطلقها الرئيس السوري
ضد معارضيه. لكن تحول هذه التوقعات
واقعاً يعني ان تغييراً كبيراً ستشهده
المعادلة السياسية القائمة في المنطقة
على وقع التراجع الحتمي لمفهوم
الممانعة، لا بل لسقوطه في حال اعتبر
الاسد رمزاً لهذه الممانعة، الأمر
الذي سيترك ارتدادات كبيرة أقله في كل
من لبنان والعراق وايران ويؤدي الى
تغييرات بفعل ما يصفه حلفاء النظام
السوري الحلقة الاساسية في هذا
المحور، وما يعني سقوط هذه الحلقة
بالنسبة اليهم من خسارة استراتيجية
كبيرة ومصيرية. لذلك تلاحظ مصادر
معنية ان توترا كبيرا يسود دول المنطقة
المجاورة للعاصمة السورية. وهو توتر
مبرر ومفهوم للأسباب المذكورة، فضلاً
عن تدفق عدد هائل من النازحين السوريين
الى دول الجوار مما يلقي عليها أثقالاً
كبيرة في ظل مخاوف من استمرار حال
الحرب لأسابيع ان لم يكن لشهور، وذلك
في انتظار خاتمة الحرب الداخلية في
سوريا وعمليات الكر والفر بين النظام
ومعارضيه مع علامات استفهام كبيرة
يرسمها كثر حول احتمال ان يكون هناك
قبول ولو اضطراري وقسري لهذه المحصلة
في سوريا من جانب محور ما يسمى
بالمقاومة والممانعة، او عدم قبول هذا
المحور هذه المحصلة او الهزيمة اذا صح
التعبير ووفق الوصف الذي يعطونه لما
يجري في سوريا، وتاليا ما يمكن ان يكون
ردود فعل هذا المحور على رحيل الاسد؟
وهل يمكن ان يترجمها بتقديم المزيد من
الدعم الى النظام للتماسك وعدم
الانهيار ومواصلة الحرب وعدم التراجع
اياً كان الثمن، او استيعاب الخسارة
التي سيمثلها رحيله المحتمل؟ كما ان
التوتر هو رديف الغموض حول سبل الوصول
الى المرحلة الانتقالية من دون المرور
بمرحلة فوضى اجبارية عرفتها الدول
العربية الأخرى. علماً أن الفوضى في
سوريا قد تكون اكثر دموية نتيجة العدد
الكبير من الضحايا التي خلفها قمع
الانتفاضة خلال سنة ونصف السنة. وهذا
ما يزيد من عناصر التوتر الذي يخشى
تظهيره في شكل او في آخر بما يزيد
الخشية على لبنان في الدرجة الاولى،
أقله بالنسبة الى هذه المصادر. علماً
ان الجميع يستشعرون الخشية نفسها. ================= نصوح المجالي الرأي الاردنية 23-7-2012 لقد شكّل الاختراق
الامني الذي استهدف مقر الامن القومي
في دمشق, اختراقاً نوعياً نقل الحرب
والمواجهة الى قلب المؤسسة الامنية
وكشف مدى قدرة الثوار على اختراقها,
وما كان ذلك يحدث بدون مساعدة
استخبارية نوعية من جهة استخبارية
محترفة لأن الهدف كان عرين أجهزة الامن
من الداخل. غير ان التهويل
الاعلامي بأن النظام على وشك الانهيار
ضرب من المبالغة لإستثمار الحدث لرفع
المعنويات.فالاختراقات والمفاجآت
ستكون كثيرة في الجانبين فما زالت
البنية العسكرية والامنية الضاربة
للنظام متماسكة. فالنظام السوري قام
أساساً على تشكيل عسكري طائفي سيطر منذ
اربعين عاماً على الاسلحة الرئيسة
الضاربة في الجيش, وهي مع الاجهزة
الاستخبارية العديدة قلب النظام ومركز
القرار فيه. ولهذا لم تحدث
انشقاقات مهمة في هذه الاسلحة الا على
مستوى افراد, وقادة هذه الاسلحة هم
بمثابة المجلس العسكري السري الذي
يقود البلاد في الازمة, وارث الرئيس
حافظ الاسد الذي بنى هذا النظام
الستاليني, وجعل الاجهزة المدنية
الحزبية والحكومية واجهة سياسية لهذا
النظام. فما كان لبشار الاسد
ان يقبل عملية التغيير السياسي لأن هذا
النظام يحفظ مصالح اركانه الذين
يقاتلون للبقاء في الحكم بأي ثمن.. فالتحالفات الداخلية
والخارجية التي اقامها النظام تأخذ
على رأس اولوياتها موازنة الثقل السني
في سوريا كأهم مصدر للخطر لأنه الطيف
الوحيد المؤهل للثورة على النظام,
ولهذا شجع النظام على التشيع في اوساط
العلويين وتحالف مع ايران والشيعة في
لبنان. المعركة في سوريا
طويلة ورغم أن النظام السوري بدأ يخسر
من هيبته وصورته المعنوية وشعبيته, إلا
أنه ما زال لدى النظام السوري القدرة
على المواجهة الطويلة عسكرياً فهو
يتفوق بقوة النار ومطمئن انه لن يضرب
من الخارج ولديه تزويد عسكري منظم من
ايران وروسيا, ودعم مالي ولوجستي من
العراق وايران, الا ان الثورة على
النظام تتسع يوماً بعد يوم, وتزداد
جرأة كلما ازداد عنف النظام. من المبالغ فيه القول
ان ساعة الحسم قريبة فالجيش الحر
يستطيع تهيئة المناخ للثورة والعصيان
وهز شباك النظام باستمرار لكنه لم يصل
بعد الى درجة الحسم أو التنظيم الفائق
على الارض. غير ان المعركة
الاخطر على النظام السوري هي معركة
الاستنزاف الطويل وبخاصة الاستنزاف
الاقتصادي وكذلك استنزاف طاقة الجيش
السوري الذي يعيش حالة اشتباك وتنقل
وطوارئ وحرب داخلية مرهقة ومكلفة منذ
سبعة عشر شهراً, فالفوضى والعصيان
المدني واتساع دائرة العنف الداخلي
ستعطل المرافق الاقتصادية وستجعل من
الصراع الدائر صراعاً باهظ الثمن على
الدولة السورية وهذا هو الثمن الذي
ارتضاه النظام الحاكم لبقاء بشار
الاسد والمنظومة العسكرية والامنية
العلوية على رأس الحكم. واذا استشرت
المواجهة العسكرية في المدن الكبرى
فستكون المواجهة اكثر كلفة ودموية
وحرجاً للنظام السوري. لم يستوعب النظام
السوري أن اساس الازمة والثورة فساد
الحكم وطغيان اقلية على اكثرية ومهما
قيل عن تدخل جهات عربية او خارجية وهذا
يحدث في أي صراع اهلي, الا أن اغماض
العين عن الخلل الداخلي هو اساس الازمة,
فالصراع قد يطول وقد تأتي ساعة الحسم
بسبب التآكل الداخلي والاقتصادي
والفوضى والمقاومة الشعبية التي تقرض
النظام من اطرافه يوماً بعد يوم. ================= صالح القلاب الرأي الاردنية 23-7-2012 ربما أن الفرنسيين
بدعوتهم المُكرَّرة لتشكيل حكومة
سورية مؤقتة وانتقالية قد تسرعوا
كثيراً والخوف هو أن تقتتل معارضة
الخارج على جلْد الدبِّ قبل اصطياده
وأن تنشغل هذه المعارضة عن المعركة
الحقيقية الدائرة على الارض، التي
أخطر حلقاتها هي هذه الحلقة الأخيرة،
بالمحاصصات وتوزيع الغنائم وبخاصة
بوجود كل هذه الأعداد الهائلة من
التنظيمات التي بقيت تتوالد الى أن
وصلت الى كل هذه الأرقام الفلكية. لا يجوز إقحام
المعارضة السورية، الخارجية بالطبع،
التي تجاوزت أرقام فصائلها عدد نجوم
السماء في أمرٍ مثير للخلافات حتى في
الأحوال العادية وحتى عندما لا يتعدى
عدد فصائل هذه المعارضة عدد أصابع اليد
الواحدة.. فكيف الحال والمواجهة مع
النظام في أخطر مراحلها وبينما اعداد
الفصائل المُعارضة هي هذه الأرقام
الفلكية وبينما هناك كل هذا الاختلاط
للأمور بالنسبة لمن هو حقيقي وله وجوده
الفاعل على ساحة المواجهة في الداخل
ومن هو مجرد عنوان براق لمنظمة غير
موجوده إلاّ في أذهان أصحابها الذين
يرون أن عليهم أن يتسوقوا قبل أن ينتهي
موسم التسوق. إن كل قوى المعارضة
في كل البلدان قد مرت في مثل هذه الحالة
ولعل ما هو غير معروف للكثيرين أن
أعداد فصائل المعارضة العراقية لنظام
صدام حسين التي كلها كانت متواجدة في
دمشق مع بعض الإمتدادات في لبنان وفي
بعض العواصم الغربية قد وصلت الى أرقام
فلكية لا متناهية وأنها كانت تنشطر
إنشطاراً «بكتيرياً» ليس في كل شهر بل
في كل أسبوع وفي كل يوم وأن أصحابها بعد
ان استنزفوا كل الأسماء المتداولة في
دنيا المعارضات الكونية أخذوا يطلقون
على منظماتهم «المستولدة» أسماءً
غريبة ومستغربة ومضحكة كـ»جُود» و»جَوْدَقْ»
و»عرقْرَقْ» و»مَرقْرقْ»! لا شك في أن الجسم
الرئيسي للمعارضة السورية هو الجسم
الجديِّ والجاد والذي بالإضافة إلى
وجوده في الخارج له وجوده المؤثر في
الداخل ويشارك في المواجهات مع النظام
منذ لحظة انطلاقها وحتى هذه اللحظة
التي هي أصعب اللحظات وأخطرها لكن ومع
ذلك فيجب عدم التسرع في خطوة تشكيل
الحكومة الإنتقالية المؤقتة لأن
تشكيلها بينما الأمور لم تحسم نهائياً
بعد سيشكل عبئاً ثقيلاً على الذين
يخوضون المعارك اليومية على ساحة
الصراع الفعلية الداخلية والذين يجب
عدم إشغالهم بمسألة بالإمكان تاجيلها
الى أن تحسم الأمور وتستقر الأحوال. وهنا ولتجنب أي فراغ
ولتحاشي الفوضى، التي هي واردة في مثل
هذه الأوضاع السورية المتأثرة بأمراض
وسلبيات أكثر من أربعين عاماً من حكم
استبدادي قمعي دمَّر كل القيم النبيلة
للشعب السوري النبيل، فإن البديل لما
طرحه الفرنسيون واستجابت له بعض فصائل
معارضة الخارج هو أن يبادر الجيش
السوري الحر ويشكل مجلساً عسكرياً
يتولى الأمور في المرحلة الإنتقالية
التي يجب أن تكون محددة ويجب أن تأخذ
البلاد بدون خضات ولا صراعات الى
استقرار يبدأ بانتخابات حرة
وديموقراطية ترسي حجر الاساس لمسيرة
حضارية حقيقية. يجب أن يتحرك الجيش
الحر وبسرعة لتشكيل مجلس عسكري أعلى
يتولى ضبط الأمور قبل أن تعم الفوضى
وقبل أن تأخذ المناطق والمحافظات التي
جرى تحريرها أي أشكال تشطيرية
وانقسامية إن على أساس جهوي أو عشائري
وإن على أساس طائفي وعرقي.. إن هذه
المسؤولية الوطنية الكبرى هي مسؤولية
هذا الجيش ومسؤولية ضباطه وجنوده
الذين عليهم أن يدركوا أنه لو لم يكن
هناك المجلس الأعلى للقوات المصرية
المسلحة لكانت مصر تشهد الآن تمزقات
حزبية مرعبة ولكانت الآن تمر بظروف
أكثر خطورة من الظروف الخطيرة التي تمر
بها الآن! ================= عبد الحليم
قنديل 2012-07-22 القدس العربي
ربما لن يأسف أحد ـ
عاقل ـ على بشار الأسد وهو يواجه
نهايته التي يستحقها بامتياز. مبكرا جدا، وفي
متابعاتنا لما يجري في سوريا الحبيبة،
تحدثنا عن 'نهاية بشار' في مقال حمل
العنوان نفسه، وكان نظامه وقتها يبدي
قدرا لافتا من الصلابة والتماسك، ولم
تكن تحدث انشقاقات ذات بال، كان النظام
يبدو كقبضة يد واحدة، لايشذ فيها إصبع
عن جريمة الإمساك بسكين يذبح بها الشعب
السوري، وبغير تردد ولا رحمة، ولا تخوف
من العواقب، كان النظام يبدو كقبيلة أو
عائلة مغلقة، تتعــــامل مع الشعب
السوري كقبيلة معادية، وتريق دمه في
حماس جنوني، وترقص على الجثث، ودون أن
تغشاها نوبة ألم إنساني أو وخزة ضمير . وكثيرون ذهبوا لوقت
طويل إلى تفسير تماسك النظام بطابعه
الأيديولوجى، أو بكون الجيش وأجهزة
الأمن من النوع العقائدي، بينما لا
أيديولوجيا هناك ولا عقيدة، فقد تفكك
المعنى الحزبي البعثي للنظام منذ زمن
بعيد، وجرت عسكرة النظام بصورة مكثفة،
ومن حول دائرة عائلية نقلت الرئاسة
آليا من الأب إلى الإبن، وتحول تكوينه
السياسي إلى تشكيل عصابي بالمعنى
الحرفي للكلمة، وتكونت معادلة حكم
جديدة، وعقيدة بديلة قوامها 'السرقة
بالإكــــراه'، وأيديــــولوجيا
بديلة قوامها النهب العام استنادا
لعصـــا الكبت العام، وبدت الحــــلقة
العائلية الضيقة قابضة بيد من حديد على
التشكيلات الأمنية والعسكرية
المتعددة، وأضفت طابعا طائفيا مغلقا
على مفاتيح التحكم في حركة القوات، وهو
ما ضاعف من النزعة الوحشية للسلوك
الأمني، والتي جعلت القتل دينا
وعقيدة، وتصورت أن الترويع الدموي
وحده يكفل البقاء لملك العائلة، وأن
بروز الأنياب الملطخة بالدم هو الذي
يجعل (الأسد) ملكا للغابة. كان تفسيرنا لما
يبديه النظام من تماسك مختلفا،
فالتكوين العائلي القبلي العصابي ـ لا
الأيديولوجي ـ هو حجر الزاوية، وإغراء
الدم خدع النظام، وهيأ له أن القصة
بسيطة، وأن الثورة تنهيها مذبحة، ولم
يكن لديه مانع خلقي من ارتكاب ألف
مذبحة، فالذبح مجرد عمل مهني لنظام
تحول إلى تشكيل عصابي، وما عليه إلا أن
يمارس عمله بجد وإتقان، وأن ينافس
نفسه، وأن يتفوق عليها في حروب القتل،
وأن يدمر الحرث والنسل، ويهدم البيوت،
ويجتث المدن والقرى، وقد فعل، وتصور أن
بوسعه إطفاء نار الثورة، أو عزلها
بعيدا في الأطراف، وبعيدا عن مراكز
العصابة الكبرى في القلب السوري،
وبخاصة في دمشق وحلب، واللتان تشكلان
معا ـ بأريافهما ـ نصف التكوين السكاني
السوري، وقد بدت دمشق وحلب هادئتين
لوقت طويل، وهو الوقت نفسه الذى بدا
فيه النظام غاية في التماسك، ودون
خروقات أو انشقاقات أساسية، لكن
الصدام سرعان ما تطور، وبدا أثر
المذابح مختلفا، في البداية كانت
المذابح تؤدي إلى الترويع والفزع
والهروب الجماعي، ومع اعتياد السوريين
الثائرين على مذابح النظام، وكسر
حواجز الخوف بتطوير صور من الدفاع
الذاتي، مع الاعتياد والتكرار قل وضعف
الأثر القمعي للمذابح، وانتابت عصابة
النظام حالة من الملل الهائج، فهي تؤدي
عملها المهني الروتيني دون تحقيق
النتائج المرجوة، فهم لم يتوقفوا عن
الذبح والتدمير، لكن الشعب الثائر
توقف عن الخوف، وبدأ الشك في الجدوى
بزحف إلى رأس النظام، وإلى المفاصل
الكبرى في تشكيلاته العصابية، وأصيب
النظام بالإرهاق من كثرة القتل بغير
جدوى، وبدأت العضلات تتراخى، خاصة مع
بدء التململ والحراك الثوري في دمشق
وحلب، وزيادة الصداع في رأس النظام، ثم
بدأ الصداع في الرأس يتحول إلى صدع في
الجسد كما توقعنا مبكرا، وبدأت
انشقاقات من نوع مختلف، فلم تفلح مذابح
الأطراف في دفع الخطر عن القلب، بل هي ـ
أى المذابح بذاتها ـ هي التى جلبت
الخطر إلى المركز، وبدت مفارقة
التاريخ ظاهرة، فلم تحفر المذابح
قبورا للثائرين، بل حفرت القبر للنظام
نفسه، ودنت لحظة الحقيقة التي يعرفها
تاريخ الثورات، ولم يعد السؤال عن
نهاية بشار محلا لاحتمالات، بل صارت
النهاية أكيدة، وهو ما كنا نثق فيه
مبكرا، ونجزم بحدوثه عند لحظة إرهاق
وتعب وتشكك تصيب آلة القتل، وقلنا
بالنص : سوف ينتهي النظام بانشقاق في
الرأس، وهو ما تواترت علاماته
وأماراته في الأسابيع الأخيرة، فقد
بدأت العصابة تتفرق أياديها، وجرت
انشقاقات في قلب الحلقة العائلية
الضيقة، وبدأت المعركة في قلب دمشق،
وبدأ التحول الدرامي يصل إلى ذروته
بحادث تفجير مكتب الأمن القومي،
والقضاء ـ دفعة واحدة ـ على عدد من أهم
رؤوس التشكيل العصابي، وبعملية قالت
جماعة 'الجيش السوري الحر' أنها
المسؤولة عن تنفيذها، ونازعتها جماعة
أخرى أقرب إلى مزاج تنظيم القاعدة، وإن
كنا نعتقد أن القصة أكبر بكثير من
عملية عسكرية خططت لها جماعة من خارج
النظام، فقد راح ضحية العملية إثنان من
أصهار بشار الأسد هما العماد آصف شوكت
والعماد حسن التركماني، وسقط وزير
الدفاع ووزيرالداخلية بين القتلى،
وقيل أن رجلا من الحراسة الشخصية لبشار
الأسد هو الذي وضع العبوة الناسفة في
قلب المكتب الحصين، وهو ما قد يشي
بالصورة الحقيقية لما جرى، فقد تحولت
الانشقاقات الكبرى إلى تصفيات كبرى،
بدأت التصفيات الدموية الداخلية، بدأت
المذابح الداخلية، والتي ستفكك النظام
بوتيرة متسارعة جدا، وبطريقة غير
بعيدة عن تأثيرات ونشاطات لقوى
إقليمية ودولية، تريد أن تكتب نهاية
معينة للنظام السوري بعد تبين استحالة
البقاء، وقد بدأ صراع الأجنحة
المتحكمة في أجهزة كبرى، ولم يعد
السؤال عن فرص بشار في البقاء بالحكم،
بل عن فرص بشار في النجاة بحياته، وهي
الفرص التى تتضاءل بشدة، إلا إذا هرب،
أو أراد الآخرون منحه مكانا في المنفى،
وقد أصبحت المهمة أصعب بعد تواتر
الحوادث الدموية في دمشق، والتي تشهد
أيامها ولياليها معركة أخيرة. ================= رأي القدس 2012-07-22 القدس العربي
عندما تفقد دولة ما
السيطرة على حدودها ومعابرها فهذا
يعني في القاموس السياسي انها اصبحت
دولة فاشلة، وخير الامثلة في هذا
الخصوص الصومال وافغانستان والعراق في
ذروة تصاعد العمليات العسكرية ضد قوات
الغزو الامريكي وحلفائها. سورية خسرت معبرها
الرئيسي (باب الهوى) الى تركيا، مثلما
خسرت معبرين بريين آخرين على حدودها مع
العراق، ومن غير المستبعد ان تخسر
قريبا معبرها الرئيسي مع الاردن حيث
تعرض لعدة هجمات من قبل قوات المعارضة
المسلحة. وكالة الصحافة
الفرنسية بثت تقريرا لمراسلها ومصورها
على الحدود التركية ـ السورية اكد فيه
سيطرة مجموعة اسلامية متشددة من
جنسيات غير سورية على معبر (باب الهوى)،
في اشارة ضمنية الى تنظيم 'القاعدة'،
وقد اكد هذه الحقيقة، اي سيطرة تنظيم 'القاعدة'
على المعابر السورية على الحدود مع
تركيا والعراق المرصد الاسلامي الذي
يديره السيد ياسر السري، ويختص في
اخبار الجماعات الجهادية الاسلامية
منذ اكثر من عشرين عاما وتتسم اخباره
وتقاريره بالدقة. وجود عناصر جهادية
اسلامية على الارض السورية سيكون فألا
سيئا للنظام السوري اولا، ولاسرائيل
في مرحلة لاحقة ثانيا، ولدول الجوار
السوري ثالثا، والمقصود بدول الجوار
ليس الاردن وتركيا والعراق ولبنان فقط
وانما المملكة العربية السعودية ودول
الخليج العربي ايضا. لا نعرف ما اذا كان
النظام السوري قد قرر التخلي عن سيطرته
على هذه المعابر بسبب شدة ضربات
المعارضة المسلحة، والاستسلام للامر
الواقع ام انه فعل ذلك طوعا ولاسباب
تكتيكية. من المرجح ان يكون
النظام قد اجبر على ترك هذه المعابر،
وبعد ان وصل الى قناعة بان محاولة
الاحتفاظ بها، والسيطرة عليها، عملية
باهظة التكاليف البشرية لان اولوياته
باتت محصورة في الدفاع عن المدن الكبرى
مثل دمشق وحلب، بعد ان وصلت الهجمات
الى قلبها. لا جدال في ان سيطرة
جماعات اسلامية جهادية على المعابر
السورية مع العراق وتركيا لن تكون خبرا
سارا للدولتين وحكومتيهما، وهما
اللتان عانتا كثيرا من هجمات هذه
الجماعات على مدى السنوات العشر
الماضية. فاذا كانت هذه الجماعات تركز
حاليا على سورية والاطاحة بالنظام 'البعثي
الكافر' حسب ادبياتها، فانها ستلتفت
الى هذه الدول. وما بعدها، في مرحلة
لاحقة بعد تحقيق اهدافها المستعجلة
هذه، اي اسقاط النظام السوري. ويرفض البعض المقولة
التي تقول بان الجماعات الجهادية
الاسلامية ستهاجم اسرائيل اذا ما
اتيحت لها الفرصة، ووجدت لها قاعدة في
سورية، ويضربون مثلا بانها، اي هذه
الجماعات، والقاعدة على وجه الخصوص لم
تطلق طلقة واحدة ضد اسرائيل، وربما
تنطوي هذه الفرضية على بعض الصحة، ولكن
علينا ان نتذكر ان تنظيم 'القاعدة' هاجم
فندقا للسياح الاسرائيليين في مومباسا
في كينيا، واطلقت احدى وحداته صواريخ
لاسقاط طائرة محملة بهم. كما ان بعض
خلايا مرتبطة بالتنظيم هاجمت سياحا
اسرائيليين في منطقة شرم الشيخ،
واشارت اليها اصابع الاتهام في تفجير
خط انابيب الغاز المصري الى تل ابيب. اثناء الانتفاضة
الليبية، حاولت فصائل المعارضة
الليبية نفي اي وجود لتنظيم 'القاعدة'
او اي من الجماعات القريبة منه في
ليبيا، رغم ان هذه الجماعات كانت
الاكثر شراسة في قتال النظام الليبي
وكتائبه الى جانب وحدات اسلامية اخرى،
واتهموا من يتحدث عن هذا الوجود بانه
يخدم اهداف نظام الديكتاتور، لانه مثل
نظام الاسد، كان يحذر من وجود التنظيم
في ليبيا ويقول انه يقاتله نيابة عن
الغرب، وها هي الايام تثبت وجود
التنظيم بقوة على الاراضي الليبية
خاصة في الجنوب، وفي مدينة درنة التي
اصبحت امارة اسلامية تطبق فيها الحدود
الشرعية. العاهل الاردني عبد
الله الثاني كان آخر من اكد وجود تنظيم
'القاعدة' في سورية، حيث سبقه كل من
ليون بانيتا وزير الدفاع الامريكي،
وهوشيار زيباري وزير خارجية العراق،
ولا نعتقد ان هؤلاء الثلاثة وغيرهم
يرددون مزاعم النظام في دمشق ويعملون
على خدمته وطموحاته في البقاء من خلال
هذه التأكيدات. سورية تدخل مرحلة
مختلفة، وباتت معظم اطرافها خارج
السيطرة وليس حدودها فقط، ولذلك ستكون
مفتوحة لكل من يريد ان يحمل السلاح
ويقاتل النظام وما اكثرهم، مما يعني ان
الاوضاع فيها ستكون خارج السيطرة،
سيطرة الحكومة وسيطرة المعارضة، ولذلك
علينا ان نتوقع حربا اهلية طويلة المدى
وخسائر بشرية مضاعفة. ================= احتضار
النظام السوري سيكون مرعبا 2012-07-22 القدس العربي
' 'بدأ الانحدار نحو
الهاوية منذ هروب العميد مناف مصطفى
طلاس وما تلاه من انشقاقات واسعة لرتب
ومناصب كبيرة كان السفير السوري في
بغداد ابرزها ، الا ان تسارع الاحداث
صاعد من نيران الهواجس المرعبة في
اعقاب 'تفجير مبنى الأمن القومي ومقتل
الرؤوس المفكرة والمدبرة والمخططة
للنظام السوري وهي المسؤولة مباشرة عن
سيل الدماء التي سالت على الارض
السورية. كان الاثر عميقا
ومربكا ومفزعا على النظام نفسه سيما مع
مقتل وزير الداخلية محمد الشعار ومقتل
العماد داوود عبد الله راجحة وزير
الدفاع السوري ومقتل آصف شوكت صهر
الرئيس ونائب وزير الدفاع وكذلك رئيس
المكتب القومي هشام بختيار وكان على
رأسهم' معاون نائب الأسد للشؤون
العسكرية ورئيس خلية الأزمة حسن
التركماني، بالاضافة الى بقية
المجموعة المؤلفة من رؤساء وقيادات
الاجهزة الامنية وقادة الفرق المشاركة
في واجب حرب الشوارع والمدن في سورية
والتي قامت بعمليات القتل الممنهج
للشعب وتحديدا المغاوير والحرس
الجمهوري والفرقة الرابعة وكافة
المؤسسات الاستخبارية سيما المخابرات
الجوية. تصاعدت الهواجس
المرعبة مع غياب الرئيس بشار الغامض عن
الساحة السورية؛ سواء لتدني معنوياته
التي لا تسمح له بالظهور، اوالاختباء
لاعتبارات امنية تكتيكية بعد تفجير
مبنى الامن القومي في دمشق ومقتل اكبر
قادته العسكريين والامنيين التي تدير
الازمة وتشكل خلية متكاملة واستمرار
المعارك يعمق من تدهور المعنويات لدى
اتباع النظام وقادته، بالمقابل يعظم
من معنويات الثوار والجيش السوري
الحر، وكل ذلك يفاقم الوضع تعقيدا
ويدخل الساحة السورية في حالة الفوضى
وعدم الاستقرار مما يسارع من حالة
الانهيار الفوضوي غير المنظم وغير
المسيطر عليه. هذا اذ لم يكن الامر
يتعلق بهروب الرئيس بشار نفسه او
اختفائه الى حين ترتيب اجراءات هروبه
وهو ما ترجحه مراجع استخبارية غربية
سربت هذه التحليلات، مما يعمق ويصاعد
من حجم الهواجس اكبر واعظم والتي تتعلق
اولا: بالحرب الاهلية وتداعياتها،
وثانيا: وهوالاخطر؛ سوء استخدام اسلحة
الدمار الشامل، او وقوع هذه الاسلحة
بايدي منظمات متحمسة او مندفعة اوتجهل
استخدامها، سيما ان الملك عبدالله
الثاني اشار مؤكدا الى معلومات حول ذلك
سيما القاعدة وابدى تخوفه الواضح في
هذا الاتجاه. 'ولعل السيناريو
المتوقع والاخطر على الاطلاق هو قيام
النظام نفسه، باسلوب او بآخر، بتسليم
هذه الاسلحة من باب الانتقام وخلق حالة
هستيرية، قد يظن انها تخدمه، من خلال
تسليم او تسريب هذه الاسلحة الى اطراف
متهورة اومتطرفة تستخدمها كما يحلو
لها، وبما يعرض سورية والمنطقة الى
ابادة او كارثة حقيقية. كل السيناريوهات
مفتوحة، والثابت الوحيد ان النظام
يحتضر في حالة غير مسيطر عليها، ولا بد
من اجراءات فاعلة لتفادي التداعيات
الخطيرة والمرعبة. والامر جد خطير ولن
يتوانى النظام المحتضر من استغلال كل
الظروف باتجاه الانتقام، سيما انه
دائم الاستحضار لمفهوم البطولة ويعتبر
نفسه ممانعا ومقاوما، ولكن هذه المرة
سيستخدم الواقع ومفاهيمه بطريقة
عشوائية انتقامية هستيرية مدمرة لشعبه
وللاخرين، سيما انه سبق وهدد وتوعد على
نظرية 'عليا وعلى اعدائي.' ================= حسّان القالش * الإثنين
٢٣ يوليو ٢٠١٢ الحياة حالة النزوح
والتهجير التي عاشها السوريون في
الأيام الأخيرة، هرباً من دمويّة
النظام وبطشه، والتي طاولت مختلف
طبقاتهم الاجتماعية، يمكن القول إنّها
تساهم في عودة الجزء المتبقّي من الوعي
الوطني، الواقعي والحقيقي لهذا الشعب،
بعدما عبّر عن استعادة وعيه بكيانه
السياسي ومشكلاته الوطنيّة. ذاك أن
السوريين لم ينظروا إلى أنفسهم يوماً
على أنّهم شعب عادي وواقعي، يملك
أحلاماً عاديّة وواقعيّة، على أرض
وكيان نهائي. فنظام الاستبداد، بوجهه
البعثي، لعب على شعورهم القومي
التاريخي، فغذّاه ونفخ فيه وحمّله ما
لا يحتمل من أوهام العروبة
الاندماجيّة والنضالية، وجعلهم
يمجّدون قيم التضحية بالنفس والمصير
في مقابل قضايا كبرى، كان الشعب وحده
يدفع أكلافها الماديّة والنفسيّة،
فيستثمرها النظام في سياساته. وها هم سوريّو اليوم،
الذين تنتفض بلادهم على جلّاديها،
يكتشفون كذب تلك الأوهام التي
تماهــوا معها وصدّقوها. فـ «الأشقّاء»
أغلقوا الحدود دونهم وامتنعوا عن
إجارتهم واستقبالهم، بعدمـــا
امتنعــــوا عن نصرتهم في قضيّتهم
العادلة، وبعد كل ما قدّمــــه أولئك
السوريون لهؤلاء الأشقّاء. فعدا عن
استقبال السوريين مليوني عراقي،
اقتسموا معهم اقتصادهم الهشّ وشاركوهم
التعليم والطبابـــــة والخدمات
والمرافق القليلة، كانوا يروون عطش
الأردنيين ويمدّونهم بالمياه العذبة،
فضلاً عن صورتهم المشرقة في 2006، عندما
استقبلوا مهجّري لبنان، وجلّهم من
الشّيعة. يومها خَلَت المدارس الرسمية
التي قدّمتها الحكومة لإيواء
المهجّرين، وتوزّع هؤلاء، أينما وجدوا
في سورية، على بيوت السورييّن، وبخاصة
في دمشق وريفها، التــــي أظهر أهلها،
في فترة صعدت فيــــها الانقسامات
المذهبيّة وأيديولوجيّة الهويّات
الطـــــائفيّة في المشرق، انفتاحهم
على أبناء الطائفة الشيعيّة في لبنان.
وكانت تلك لحظة تاريخيّة مرّت بسرعة،
وضحّت بها السياسات المذهبيّة التي
أظهرها كل من إيران و «حزب الله»
وجماهيرهما، في سورية ولبنان... والتي
ما زالوا يمارسونها اليوم في تحقيرهم
لانتفاضة «أشقّائهم» السوريين. ولئن استغرب فقراء
السوريين وبسطاؤهم اللامبالاة
القاتلة التي أبدتها الحكومات
الشقيقة، فاستغراب طبقتهم الوسطى
سيكون أكبر وأكثر مرارة بدروه. ذاك أن
هؤلاء، ومنهم بقايا البرجوازيّة
التجارية والاقتصادية في البلاد، قد
امتلكوا في مخيّلتهم العامّة شعوراً
بمواطنة إقليميّة، إن صحّ التعبير،
ساهمت علاقاتهم باقتصادات الأشقاء
والجيران في خلقه. ومراراتهم هذه
جعلتهم في مواجهة صدمة قويّة سبّبتها
برودة بعضهم إزاء الانتفاضة وخوفهم
على مصالحهم الاقتصاديّة. فتمكّنوا،
أخيراً، من رؤية هذا النظام على
حقيقته، وتمكّنوا أيضاً، من التماهي
مع بقيّة مواطنيهم ومشاركتهم آلام
الظلم ومرارة التهجير. وقصارى القول إن
تهجير السوريين ونزوحهم، عن أريافهم
ومدنهم وعاصمتهم، يأتي ليكون درساً
قاسياً يساعدهم على استعادة شخصيتهم
الحقيقيّة كشعب واقعي لا يزعم تفوّقاً
ألبسه إيّاه نظام الاستبداد، بينما
يبني لنفسه تفوّقه الحقيقي الكامن في
انتفاضته على هذا الاستبداد. * كاتب وصحافي سوري ================= ناصيف حتي * الإثنين
٢٣ يوليو ٢٠١٢ الحياة شكل انفجار دمشق،
والبعض يصفه بالانفجار التأسيسي
لإسقاط النظام، ضربة قوية عسكرية
وأمنية وسياسية وسيكولوجية لنظام ذات
طبيعة امنية بامتياز. الى جانب التحول
النوعي في الحرب الدائرة في سورية، عكس
هذا الانفجار من جهة وكرس من جهة اخرى
مساراً عنفياً تصاعدياً هو نتاج
المعادلة المزدوجة التي استقرت في
المشهد المأسوي السوري وقوامها اولاً،
غياب الحل العسكري الداخلي او قدرة
الحسم الكلي من جانب النظام او
المعارضة ومعه ايضاً غياب الحل
العسكري من الخارج وفق النموذج الليبي
او اي نموذج متفرع عنه، وذلك لأسباب
سياسية دولية وعسكرية وديبلوماسية
ومجتمعية. تواكب ذلك مع تزايد عسكرة
الصراع حجماً ونوعاً. وثانيــاً، غياب اي
تقــــدم فعلي وملموس للتسوية على
اساس خطة كوفي عنان التي اغرقت فـــي
المربـــع الأول منذ ولادتها ومعها
مشروع الحل الانتقالي السلمي الذي
حمله ايضاً اعلان جنيف، ولو ان كل طرف
في تفاهم جنيف اعطاه تفسيراً مختلفاً
إن لم يكن متناقضاً، هذا كله ادى الى
قتل اي امكانية واقعية في اطار زمني
مقبول ومعقول لإطلاق حل تفاوضي يحظى
بتوافق دولي. دخلت سورية اذاً
مرحلة ما بعد التسوية السياسية
الانتقالية الممكنة وغرقت في الحوار
العنفي التصاعدي ذي الأوجه الكثيرة
المتداخلة والمتكاملة. فهنالك حرب
اهلية استقرت في المشهد السوري وحرب
تحرير شعبية بعد ان تحولت الانتفاضة
المطلبية من حراك سلمي الى عمل شبه
عسكري، وبدايات حرب طائفية تذكرنا
بالحرب الأهلية اللبنانية على رغم
محاولات طمس واحتواء هذا الوجه للحرب.
وبالطبع انعكست الحرب الباردة حول
سورية، حرب الكبار الدوليين والأقطاب
الاقليمية، حرباً دموية بالواسطة في
سورية. في مرحلـــــة تغييب
الحل السياسي يبدو «تفاهـــــم جنيف»
الذي أسس لمجموعة العمل حول سورية
كمتراس يطلق كل طرف من خلفه نار
التشكيـــك على الطرف الآخر محملاً
اياه مسؤوليــــة عدم التقدم، فيما
تبدو خطة كوفي عنان للحل بمثابة منصة
انطلاق في تغيير كلي انتقالي من قبل
القوى المؤيدة للمعارضة. والخطة في
الوقت ذاته تشكل اطاراً لفرض تقييد
موضوعي مفتوح في الزمان لمنع سقوط
النظام مع اجراء بعض التغييرات تحت
سقفه بالنسبة الى الأطراف الخارجية
المؤيدة للنظام. أمام ذلك كله ينفتح
المشهد المأسوي السوري على احد
احتمالين أساسيين: اولاً تبلور ما قد
يشبه النموذج المصري في مواكبة وإدارة
التغيير في التغيير على رغم اختلاف
الظروف والدور التاريخي والمؤسسي
والسياسي للعسكر، كأن يبدأ، بعد ضربة
الأمس، تبلور اطار قيـــادي عسكري
يمثل كل اطياف المجتمع السوري وذلك وفق
النموذج اللبناني، اطار يملك القوة
والشرعية ليمسك بالورقة العسكرية
وقادر على ان يخرج سورية من دوامة
العنف الذي تسقط فيه بشكل كلي عبر
تغيير السلطة بإخراجها سلمياً. وهذا مع
توفير الضمانات لها وإبقاء النظام
خوفاً من السقوط والفراغ الذي قد يحدثه
ذلك السقوط وإدارة مرحلة انتقالية
إشرافاً ومواكبة بغية انقاذ سورية
دولة ومجتمعاً. يتطلب هذا السيناريو
توافقاً دولياً بين الفاعلين تدفع
اليه من دون شك التطورات
الدراماتيكيـــة ولروسيا بسبب طبيعة
علاقاتــــها مع المــــؤسســــة
العسكريــــة والأمنيــــة السورية
دور خاص في هذا السيناريو. ويرى
الكثيرون ان هذا السيناريو يبقى
الأفضل بين الاحتمالات القائمة ولو
انه يبقى صعباً وليس مستحيلاً للتحقيق. ثانياً، الانحدار
نحو الهاوية فيما يعرف باستقرار نوع من
الصراع الاجتماعي الممتد في سورية ذات
الدرجات المختلفة والمتغيرة من العنف
والانتشار الجغرافي والذي يرى البعض
انه قد يرى حصول نوع من «حلبجة سورية»
وهو ما يعكس درجة التوتر والمخاوف
والسقف المفتوح للصراع، والذي قد يحمل
بوادر «افغنة» واحتمالات «صوملة» و «لبننة»
صراع وليس لبننة تسوية بحيث يصبح العنف
الوسيلة الوحيدة لإدارة الصراع
المتصاعد، مما يهدد مع الوقت الدولة
السورية من خلال إضعافها وتفريغها من
الداخل وفق النموذج الصومالي المشار
اليه وهو ما يستدعي في مرحلة لاحقة
البحث عن بلورة «طائف دولي» يسمح بدوره
لبلورة «طائف سوري» للحل. السيناريو الأخير
يؤدي ارتدادات زلزالية تطــاول دول
الجوار بأوقات وأشكال مختلفة ويؤدي
الى خلط الأوراق في المنطقة. فالصراع
في سورية والصراع حول سورية والتفاعل
بين الصراعين مع ما يحمله هذا التفاعل
من مآس هو في حقيقة الأمر صراع حول
مستقبل صوغ النظام الاقليمي في المشرق
في الأساس وفي الشرق الأوسط لاحقاً. * كاتب لبناني ================= الإثنين
٢٣ يوليو ٢٠١٢ عبدالله ناصر
العتيبي الحياة خلال الثورة الليبية
العام الماضي، نُشرت العديد من
التقارير في الصحافة الغربية عن
ترسانة الأسلحة الكيماوية التي
يمتلكها نظام معمر القذافي. وتحدث أكثر
من مسؤول غربي عن إمكان سقوط هذه
الأسلحة في ايدي الثوار، وبالتالي
خروجها عن سيطرة أخلاقيات وأدبيات
استخدام هذا النوع من الأسلحة. ووصل
الأمر ببعض المنظمات الغربية الفاعلة
في حقل محاربة الأسلحة الكيماوية
والبيولوجية إلى التحذير من حرب
كيماوية قد تؤثر في مستقبل العالم! لم تكن الثقة كاملة
بأهلية الثوار للتعامل مع هذه النوعية
من الأسلحة، ولم تكن التوقعات إيجابية
في طريقة رد فعل معمر القذافي عندما
تميد الأرض من تحت قدميه، ولم تكن
المعرفة كافية بالمخزون الكيماوي
الليبي. سقط النظام ودخلت
الأسلحة الكيماوية الليبية ظلام
المجهول وتبعتها كل الضجة الإعلامية
التي افتعلت حولها. واختصر الموضوع في
زيارات صغيرة قام بها بعض مسؤولي منظمة
حظر الأسلحة الكيماوية إلى منطقة
رواغة جنوب غربي ليبيا، حيث توجد (أو
قيل إنها توجد) مخازن غاز الخردل شديد
السمية. انتهت المسألة
الليبية ولم يستخدم القذافي أسلحته
الكيماوية لضرب شعبه، ولم يستول عليها
الشعب ويستخدمها في تصفية حساباته
المحلية والعالمية والجهادية! انتهت المسألة، لكن
الرسالة الغربية كانت وصلت إلى العرب
والليبيين، وصار لزاماً على من يخلف
القذافي، سواء أكان انتقالياً أو
منتخباً أن يتعامل مع الأذرع الغربية
الطويلة التي تستخدم المنظمات الدولية
التابعة للأمم المتحدة وغير التابعة
للأمم المتحدة في (كشف ستر) دول العالم
الثالث. سورية وقد اقترب سقوط
حكومة البعث، تسير على الطريق ذاته.
الصحافة الغربية هذه الأيام تتحدث عن
ترسانة الصواريخ التي بحوزة الجيش
السوري. وترسم دائرة تغطيتها وحجم
تأثيرها. وتنشر تقارير عن مخزونات
هائلة للأسلحة الكيماوية يتم تحريكها
من مكان لآخر في إشارة إلى إمكان
استخدامها من النظام في ردع الثوار
الذين تزداد قوتهم يوماً بعد يوم.
وتستضيف محللين سياسيين وخبراء في
شؤون الشرق الأوسط يوزّعون مستقبل
الأسلحة الكيماوية والبيولوجية
السورية على أربعة مسارات: وقوع هذا النوع من
الأسلحة في ايدي متشددين إسلاميين من
نوعية محاربي «النهر البارد»، ووصولها
إلى «حزب الله» في لبنان كمحطة نهائية،
واستخدامها من النظام كحل أخير
للحيلولة دون سقوطة، وبقاؤها في
مخازنها بانتظار حكومة انتقالية تأخذ
البلاد إلى واحة الديموقراطية! الغرب من خلال هذا
الضغط الإعلامي الذي أخذ في التزايد
أخيراً يرسل عدداً من الرسائل غير
المباشرة للسوريين والمجتمع الدولي
على حد سواء، والتي من شأنها تمهيد
طريق التدخل المباشر في صناعة
المستقبل السوري تحت غطاء شرعي حال
سقوط نظام بشار الأسد. الوضع السوري المعقد
الآن يشي بحل من الداخل، وفي هذه الحال
لن تتمكن قوى الغرب من فرض شروط السلام
(بصيغته الغربية) على المنتصرين
المحليين، وبالتالي فإن الأسلحة
الكيماوية والبيولوجية هي الورقة
الوحيدة التي يمكن اللعب بها لضمان
انتقال السلطة بشكل يضمن المصالح
الدولية في المنطقة. الوضع في سورية
يشير الآن إلى قرب انتهاء الأزمة
بمحركات الداخل وليس الخارج، وبالتالي
لم تعد هناك حاجة إلى جر روسيا والصين
إلى ربيع المعسكر الغربي، وتنفيعهما
اعتماداً على تأرجح المواقف الدولية.
الموقف الآن يستدعي من الغرب البحث عن
مداخل جديدة بخلاف «الفصل السابع»
لبسط سيطرته على العملية الانتقالية
في سورية. سنسمع الكثير من
التصريحات الغربية خلال الأسابيع
والأشهر القليلة المقبلة عن خطورة
البرنامج الكيماوي السوري كما كنا
نسمع عن أسلحة الدمار الشامل في العراق
والأسلحة المحرمة دولياً في ليبيا،
وستتزايد الضغوط الدولية باتجاه البحث
عن يد (موثوقة) تضع يدها على مفتاح الشر! المؤشرات الأولية
تقول إن هذه اليد ربما تكون يد «الإخوان
المسلمين»، لكن الأيام حبلى! =============== حمد الماجد الشرق الاوسط 23-7-2012 بالتأكيد أن الأسد
ذبيح ولو كان جريحا، فقد أكل الأسد بعد
أن أكلت ثيرانه الثلاثة في مقر الأمن
القومي، وبعد أن تآكلت نقاطه
الحدودية، وانشق ضباطه، وتشتتت
ثكناته، ويأس حلفاؤه، وتراخت قبضته
الفولاذية حتى أمست حريرية ناعمة
تتمايل أسلاكها مع كل عاصفة للجيش الحر
الذي مرغ كرامة الأسد وداس هيبته في
تراب الشهباء يستعد الجيش الحر
للمعركة الكبرى، ولو كان الأسد يحمل
حسا منطقيا وهاجسا فطريا في حب البقاء
لكان الهم الأكبر لفخامته في تحضير
حقائبه والسفر إلى روسيا للاستمتاع
بثروته المنهوبة مجاورا للمافيا
الروسية الشهيرة التي تتقاطع في بشاعة
الجرائم وروح اللصوصية مع المافيا
الأسدية التي أسسها أبوه. فهل يعقل أن الأسد
ومعاونيه صم بكم عمي فهم لا يعقلون
مسار الأحداث منذ اندلاع الثورة حتى
اليوم وهي تسير بصورة متسارعة إلى
هلاكه المحتوم؟ ربما وجدنا الإجابة في
اختفاء بشار بعد (غزوة دمشق الكبرى)،
عدا صورة يتيمة له وهو يستمع بشرود
وبرود إلى يمين القسم لوزير دفاعه
الجديد، فهذا الاختفاء لا يعني
ارتباكا تسبب فيه نجاح مذهل للجيش
السوري الحر في الوصول للدائرة الضيقة
لأعوانه والمقربين إليه فحسب، ولكنه
يشي أيضا بأن الأسد ربما تتجلجل في
صدره رغبة دفينة لتسليم ساقيه للريح،
لولا أن قرار الفرار لم يعد مرتهنا في
يده خلافا للحالات المصرية والتونسية
والليبية وحتى اليمنية. ففي هذه الدول كان
القرار، باستمرار مقاومة الثورة أو
حني الرأس لعاصفتها، بيد مبارك وبن علي
والقذافي وصالح، حتى ولو وجدت حاشية
منتفعة بوجودهم إلا أن هذه الحاشية
والدائرة اللصيقة به لا تصل في القوة
حد إجبارهم على المقاومة إلى آخر رمق،
أما في حالة بشار فقراره مكبل بقيود
روسية وصينية وإيرانية وإسرائيلية
وعراقية وطائفية وآيديولوجية وحزب
الله، هذا خلاف مجموعات شرسة من الذين
حوله من سدنة الحكم ورموز الطائفة
يتحدون مغادرته بلسان الحال لا
المقال، فهو أشبه برئيس عصابة محترف
لديه طاقم مرعب في الاغتيالات وتهريب
المخدرات قرر أن يترك وكر عصابته، إذ
لا يمكن أن يسمح له بالهروب ومعه كنز من
الأسرار، ولو سمحوا له اغتالوه وهو
يهرب. المؤكد أن (غزوة دمشق
الكبرى) في مقر الأمن بنتائجها
الكارثية على النظام السوري جعلت بشار
كالذي يتخبطه الشيطان من المس، وهذا
التخبط تسبب في سقوط عدد من نقاط
الحدود في يد جيش سوريا الحر، وهذا يدل
دلالة صارخة على ارتخاء قبضة النظام،
والأهم من هذا تمكين الجيش الحر من
تهريب السلاح إلى أفراده في الداخل،
وأما التحول الأخطر الذي يدل على أن
النظام يتهاوى ما ورد في تقارير تسربت
من داخل العاصمة السورية عن نقل بعض
فرق الجيش من القرى والبلدات السورية
إلى دمشق، ولعل هذا يفسر تراخي قبضة
النظام في الأطراف والبلدات. المهم في هذه المرحلة
ليس تركيز البحث على حال بشار فقط،
وإنما لا بد أيضا أن يشمل النقاش الحال
ما بعد بشار، كما يجب التنبه إلى أن
الدفع بالتحاور مع النظام في وقت تشتد
قبضة الثورة واندحار النظام يعني
تقديم تنازلات في التوقيت الغلط، وهذا
يذكرنا بوضع البوسنيين في المراحل
الأخيرة لصراعهم مع الصرب حين بدأوا
يحققون انتصارات حاسمة على الأرض،
حينها تدخل الغرب وعقد تسوية ساوت بين
الضحية والجلاد. ================= طارق الحميد الشرق الاوسط 23-7-2012 يبدو أن الروس باتوا
يسابقون الزمن بسوريا، وخصوصا بعد
تطور الأوضاع هناك، فبعد النفي الروسي
والأسدي لحديث السفير الروسي في باريس
عن أن الأسد يريد التفاوض على الرحيل
بطريقة حضارية، عاد السفير الروسي
نفسه في باريس للحديث عن رحيل الأسد
مجددا، وبنفس الصيغة التي نفيت من قبل!
فهل نحن نتحدث عن روسيا لافروف،
والمندوب الروسي لدى الأمم المتحدة،
أم أن هناك جناحا آخر بروسيا يرى أنه لا
مجال لحماية الأسد، خصوصا بعد
التطورات التي فرضها الجيش السوري
الحر على الأرض؟ فرغم استخدام موسكو لـ«الفيتو»
الثالث بمجلس الأمن، حيث عطلت اتخاذ
قرارات دولية حاسمة ضد جرائم الأسد،
عاد سفيرها في باريس ألكسندر أورلوف
للقول مجددا إنه «من الصعب تصور» أن
يبقى بشار الأسد في الحكم، معتبرا أنه
يتعين تنظيم رحيله «بطريقة حضارية»،
كما تم أثناء العملية الانتقالية
باليمن. وقال السفير في تصريح لصحيفة «لو
باريزيان»: «صحيح أنه من الصعب تصور
أنه سيبقى.. سيرحل. وأعتقد أنه هو نفسه
يدرك ذلك، لكن يجب تنظيم الأمر بطريقة
حضارية كما جرى في اليمن مثلا». وعليه، فإما أننا
أمام تباين بوجهات النظر الروسية،
وخصوصا أن السفير الروسي يتحدث في
العاصمة الفرنسية التي دعا وزير
خارجيتها الثوار السوريين للتعجيل
بتشكيل حكومة انتقالية ببلادهم، كما
أن باريس اليوم هي التي تلعب دورا مهما
ضد النظام الأسدي، وإما أننا أمام ربكة
روسية ناجمة عما يدور على الأرض
بسوريا، حيث سقوط المعابر الحدودية
السورية بيد الجيش الحر، واحتدام
المعارك بكل من دمشق وحلب، وإما أن
الروس يسابقون الوقت من أجل منح الأسد
فرصة جديدة بعد أن تلقى صفعة تصفية
منظومته الأمنية بتفجير مقر الأمن
القومي، والذي أودى بحياة أهم أفراد
خلية إدارة الرعب بسوريا! كل الاحتمالات
واردة، لكن الأكيد أن الوقت قد تأخر
لتنظيم رحيل الأسد «بطريقة حضارية»،
فليس أمام روسيا اليوم إلا جعل الأسد
يقوم بتسليم السلطة لنائبه، أو لقائد
الجيش هناك، وتحميل الأسد بطائرة
روسية وإخراجه من البلاد، ومن دون شروط
مسبقة، حينها ستضع موسكو الجميع،
بسوريا وخارجها، أمام الأمر الواقع.
أما التفاوض على خروج حضاري، وخلافه،
فهو أمر قد تجاوزه الزمن، لعدة أسباب:
أولها أن لا أحد، بسوريا أو خارجها،
يثق بروسيا أو الأسد اليوم، والأمر
الآخر أن لا أحد يكترث الآن بمصير
طاغية دمشق، والذي بات أقرب لمصير
القذافي، فالجميع يتحرك اليوم
استعدادا لمرحلة ما بعد الأسد، كما أن
الأوضاع على الأرض لا تمنح الأسد نفس
أوراق القوة التي كان يملكها، فوتيرة
الانشقاقات بالجيش الأسدي في ازدياد،
وسيطرة طاغية دمشق على سوريا، العاصمة
وحلب، اهتزت. ولذا، فإن الوقت الآن
لا يحتمل مزيدا من المناورات الروسية،
فإذا كانت موسكو تريد حفظ ما بقي من ماء
الوجه بالمنطقة، فعليها شحن الأسد
بأقرب طائرة لروسيا، وفضلا عن ذلك يجب
عدم التهاون بتسليح الجيش السوري الحر
من أجل أن يطوي آخر فصول هذا النظام
المجرم، ومواصلة ترتيب مرحلة ما بعد
الأسد. ================ عبدالرحمن
الراشد الشرق الاوسط 23-7-2012 لا أحد يستطيع أن
ينكر أن ما يحدث في سوريا مروع بكل ما
تعنيه الكلمة، الآن طائرات
الهليكوبتر، والدبابات، والمدفعية
الثقيلة تدك الأحياء السكنية في
الكثير من المدن، ومعظم ضحاياها أطفال
ونساء وشيوخ، هذه الفظائع يدري بها
المراقبون، والمنظمات، والحكومات في
أنحاء العالم، مذبحة بشرية مستمرة منذ
أكثر من عام والمجتمع الدولي لا يفعل
شيئا لمنعها، هذا أمر لا جدال فيه. مع ذلك، أعتقد أن
الفاعلين في قلب الثورة وعلى أطرافها
يخطئون عند التحريض ضد الجميع بحجة
أنهم لم يفعلوا شيئا، لأن الثورة
السورية ربما لم تصل إلى ما وصلت إليه
من تقدم لولا وجود شيء من المساندة
الخارجية لها، سياسيا ومعنويا وماديا،
دول مثل السعودية والإمارات وقطر
وتركيا وفرنسا وغيرها تناصرها منذ
البداية، لكنها رسميا لا تستطيع إعلان
ذلك لأسباب قانونية تضعها تحت طائلة
الملاحقة، وتفتح على نفسها أبواب
الانتقام من القوى الدولية الأخرى
المعارضة. ما كان سهلا على
المعارضة أن تعمل من دون تركيا التي
استضافت نشاط الجيش السوري الحر، وعلى
أرضها قام المجلس الوطني كحركة
سياسية، ومن حدودها تتم عمليات
التهريب المستمرة منذ عام، بالسلاح
والأفراد والمقاتلين والإعلاميين،
كذلك دول الخليج، هي منذ البداية تقدم
للثوار دعمها، تحت الطاولة، دعائيا
وماديا ودبلوماسيا وغيره، ولا يمكن أن
ننكر أن الفرنسيين يبذلون جهدا كبيرا
لجمع المعارضة، وترتيب العمل السياسي،
ومواجهة النظام السوري سياسيا، وحتى
نرى الأميركيين، ولهم مصلحة واضحة في
إسقاط نظام بشار، يقدمون مساعدة نوعية
من المعلومات الاستخبارية تساعد
المقاتلين على الأرض على التحرك، تمرر
لهم عبر وسطاء عرب، صحيح أننا لا نرى في
سماء سوريا ما رأينا في سماء ليبيا،
مقاتلات الناتو تقصف قوات الأسد،
وتدمر أسطوله الجوي ودباباته، الدعم
أقل بكثير، لكن هذا القليل ضروري،
ولولا تأييد الثورة لما استطاع الكثير
من قادة المعارضة والثوار الترحال،
وما استطاعت معظم وسائل الإعلام العمل
واستضافة المعارضين، ولو لم يكن معظم
المجتمع الدولي يتعاطف مع الشعب
السوري لاستطاع النظام خنق المعارضة
لسنين مقبلة، كما فعل نظام البشير بأهل
دارفور لسنين طويلة، مات نحو مليون
إنسان في حرب دامت سنوات، ولم تجد
استغاثاتهم سوى الدعم الكلامي من
المجتمع الدولي، والتجاهل العربي. لا يجب أن يظن أحد أن
إسقاط نظام حديدي، كنظام الأسد
المدعوم روسيا وإيرانيا، مسألة سهلة،
ومعظم المآسي المشابهة لم تحسم دوليا
إلا بعد معارك طويلة في دهاليز الأمم
المتحدة وغيرها، فالبوسنة استمرت
لعامين قبل تدخل الناتو وإسقاط نظام
ميلشوفيتش، عرف العالم بالكثير من
المآسي ولم يبال بها أحد في سيراليون
وكمبوديا وليبيريا ورواندا وغيرها،
إلا بعد أن دفنت آخر جثة. ولا يحتاج للمرء أن
يعمل في الحقل السياسي حتى يدرك أن
الأرض مليئة بالأنظمة الشريرة، وأن
الأمم المتحدة قلما تنجد المستغيثين
من المظلومين، ولا أدل على ذلك من قضية
الشعب الفلسطيني، حيث الظلم مستمر
لأكثر من سبعين عاما، دوافع التدخل
الدولي محدودة، فسوريا ليست الكويت
ولا ليبيا، حيث النفط فيها عامل
استراتيجي دولي، ويزيد الأمر تعقيدا
أن سوريا جزء من صراع الجغرافيا
السياسية بين القوى الكبرى، عندما
سألوا المندوب الروسي في الأمم
المتحدة لماذا استخدم الفيتو ضد قرار
منع مجازر الأسد، رد بسخرية: «كل
المسألة.. استهداف إيران»، أي أن
السفير لا يرى في انتفاضة السوريين إلا
أنها خطة لتطويق إيران! وهذا ما يردده
البعض خطأ مثل فهمي هويدي: «حكاية
المؤامرة على سوريا صحيحة ولا أحد
يستطيع أن ينكرها، لكن أحدا لا يستطيع
أن ينكر أيضا أن إذلال النظام السوري
للشعب مكن لمخططات التآمر أن تنفذ»!
طبعا هذا هراء، فهل أطفال درعا، الذين
بسببهم انتفض السوريون، جزء من
مؤامرة؟ نظام الأسد في كل تاريخه
إجرامي، هذه هي الحقيقة البسيطة، لا
يوجد متآمرون في ثورة سوريا، لكن قد
توجد مصالح متطابقة لدول مختلفة تريد
مساعدة الثوار. ومن صالح الفاعلين في
الثورة السورية أن يستفيدوا من كل دعم
مهما صغر، لأن ذلك يعجل بنهاية النظام،
والأهم أن أمامهم طريقا صعبا في الحفاظ
على سوريا، أرضا وقوى متحدة، وهنا يكون
الدور الدولي في غاية الأهمية. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |