ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
رهانات
البقاء: هل سيصمد النظام السوري بعد
تصدع أركانه؟ محمود
حمدى أبو القاسم تعريف
الكاتب: باحث
بمركز الأهرام للدراسات الاجتماعية
والتاريخية الأحد
29 يوليو 2012 المصدر
: السياسة الدولية / الأهرام هناك
جدل كبير متعلق بقدرة النظام السورى من
الناحية العملية على البقاء، وإلى أى
مدى قد يستمر النظام، وزاد هذا الجدل
مع تطورات الأحداث داخل سوريا فى
الآونة الأخيرة، حيث دخلت مدينتا حلب
ودمشق على خط الأزمة بعد سنة ونصف سنة
من الإحجام عن المشاركة فى الفاعليات
الثورية، وهما المدينتان اللتان عول
كثيرون على أن تغيير انحيازهما إلى
جانب الثورة أمر حاسم بالنسبة لمصير
النظام السوري، هذا علاوة على أن الجيش
السورى الحر قد طور عملياته العسكرية
إلى قلب حصون النظام وأجهزته السيادية
والأمنية، فى عملية أطلق عيها "بركان
دمشق". كما
سقطت قيادات بارزة فى بنية النظام فى
عملية تفجيرية نوعية استهدفت مبنى
الأمن القومى، حيث قتل وزيرا الدفاع
والداخلية، ونائب وزير الدفاع، ورئيس
خلية الأزمة، بالإضافة إلى تزايد
الانشقاقات فى صفوف الجيش النظامى،
وبعض الدوائر المقربة من الرئيس الأسد.لكن
الواقع يشير إلى أن النظام السورى لا
يزال يمتلك أرصدة تدعم قدرته على
البقاء ، في المقابل فإن هناك عوامل
أخرى مضادة بدأت تتطور في الساحة
السورية، وقد تؤدي إلى إسقاط نظام
الأسد. أولا:
عوامل صمود نظام بشار الأسد ثمة
مجموعة من العوامل التي تدعم صمود نظام
بشار الأسد بالرغم من وجود مؤشرات على
أن نظامه بات يعاني انشقاقات وتصدعات،
ومن أبرز هذه العوامل : 1-
البنية الاجتماعية والسياسية للنظام اعتمد
نظام الأسد (الابن) في بناء شرعيته
وشعبيته على معادلة اجتماعية وسياسية
شديدة التعقيد، وهي خطب ود الأغلبية
السنية عبر استرضاء مدينتي دمشق وحلب،
مع تعزيز قوة قطاعات محددة من الجيش
يرأسها ضباط يشاركونه الانتماء
الطائفي على حساب قوة المؤسسة
العسكرية ككل، تزامنًا مع تقوية وتضخم
أجهزة الأمن والمخابرات بشكل غير
مسبوق، والهيمنة عليها طائفيًّا.وعلى
جانب آخر؛ ابتدع النظام نوعًا من
المحاصصة غير المنظورة في المناصب
المدنية، طرفاها السنة والعلويون تحت
سيطرة مخابراته وفرقه الأمنية
والعسكرية الخاصة، ولا تزال هذه
المعادلة تبدي تماسكًا، وتعطي للنظام
فرصًا في البقاء. كما
استغل النظام تعقيدات بنية المجتمع
وتعددياته كفزاعة في مواجهة الداخل
والإقليم، بل والعالم لدعم وجوده،
وبناءً على ذلك أصبح هناك حاجز من
الخوف من تطور الوضع إلى حالة اقتتال
داخلي أو حرب أهلية، وهذا الانقسام في
بنية المجتمع أعطى للنظام فرصة أطول
للبقاء. أضف إلى ذلك حالة التشتت التي
تعيشها المعارضة السورية، فهناك
معارضات كثيرة ومتنوعة، وداخل هذه
المعارضات هناك تباين كبير يحول بين
قدرتها على الاتفاق حول متحدٍ عام، رغم
أن هذه المرحلة الاستثنائية كان يفترض
أن تفرض حالة من ذوبان الاختلافات التي
قد تعرقل عملية التحول مع تخفيف حدة
التناقضات للحفاظ على كيان الدولة
السورية، لكن خلاف المعارضة عميق
بداية من منظور كل طرف للآخر وهويته
ولطبيعة الدولة ومكوناتها، وهنا يمثل
هذا التشتت والخلاف مصدر قوة للنظام؛
حيث يبقى تعريفه لنفسه بأنه حامي وحدة
سوريا مأخوذًا في الاعتبار، ويكون بحث
بعض القوى الداخلية والخارجية عن بديل
للأسد الابن من داخل النظام وممن لم
يتورطوا في قمع الثورة ليقود المرحلة
الانتقالية ذا قيمة. 2-
استمرار ولاء الجيش للنظام موقف
الجيش النظامي والأجهزة الأمنية من
الأزمة كشف عن طبيعة التغير الذي طرأ
على بنيتهما وولائهما، وخصوصا ما يعرف
بفرق النخبة وهي الحرس الجمهوري،
والفرقة المدرعة الثالثة والرابعة،
والقوات الخاصة، والتي دخلت المدن
وضربت الأحياء السكنية، وشاركت في قمع
التظاهرات في كل أنحاء سوريا، وذلك إلى
جانب أجهزة الأمن التي تتبع الرئيس
الأسد مباشرة، وكذلك الاستعانة بما
يعرف بالشبيحة، وقد تورطت هذه القوى في
جرائم بحق الشعب السوري، وهي تقود
معركتها إلى جانب النظام حتى النهاية،
وهو الأمر الذي يجعل معادلة الصراع في
الداخل لا تزال في صالح النظام. وقد
اتجه النظام إلى تجنيب وحدات الجيش
التي يغلب على تكوينها الجنود السنة
المشاركة في قمع الاحتجاجات؛ حيث
أظهرت خبرة الاستعانة بهذه الوحدات في
كل مرة حدوث حركات انشقاق واسعة، لهذا
يعول النظام على وحداته الخاصة والتي
تتكون أغلبيتها من العلويين، والتي
تتحدث التقارير عن أعدادها الضخمة،
وذلك بجانب الأجهزة الأمنية وفرق
الشبيحة التابعين مباشرة لنفوذ عائلة
الأسد، ورغم اغتيال كبار قادة الجيش
والأجهزة الأمنية، أو ما يعرف بخلية
الأزمة مؤخرًا في تفجير مبنى الأمن
القومي، وهجوم الجيش الحر على دمشق؛
فإن النظام كما حاول البعض أن يصوره لم
يتهاوَ؛ بل عاد الجيش السوري وسيطر على
العاصمة دمشق إلى حدٍّ بعيد، وربما
ستحسم معركته لاستعادة حلب مدى قدرته
على الصمود. 3-
تحالفات النظام الخارجية يمثل
استمرار توفير الدعم المادي وتوفير
الغطاء السياسي للنظام السوري سواء
على المستوي الدولي من جانب روسيا
والصين، أو على المستوى الإقليمي من
جانب إيران وحلفائها في المنطقة أحد
أهم عوامل بقاء النظام. فمنذ البداية
تراهن روسيا على بقاء النظام لاستعادة
مكانتها الدولية، وحماية مصالحها في
المنطقة، خصوصا وأن روسيا تدير جزءًا
من سياستها الخارجية في الشرق الأوسط
من خلال علاقتها المتطورة مع النظام
السوري في السنوات الأخيرة، وهي غير
مستعدة لخسارة وجودها العسكري على
السواحل السورية، وترك الساحة
للمخططات الأمريكية والأوروبية؛ حيث
تمثل خسارتها لسوريا نهاية لوجودها في
الشرق الأوسط ككل. ويرتكز
الموقف الروسي على معارضة أية قرارات
دولية تحمل النظام بمفرده المسئولية
عن العنف في سوريا، وترفض دعوة الرئيس
السوري للتنازل عن السلطة من أي طرف،
كما تعارض فرض أي عقوبات على سوريا، أو
فرض أي حظر على الأسلحة المتجهة إلى
سوريا، إضافة إلى استبعاد استخدام
القوة ضد سوريا، مع التأكيد على ضرورة
فتح حوار سياسي بين النظام والمعارضة
كحل وحيد للأزمة، هذا في الوقت الذي
تقدم فيه الدعم العسكري للنظام
السوري، وتمده باحتياجاته من الأسلحة. أما
الصين فقد بنت موقفها من الأزمة
السورية بناء على رفض استخدام القوة في
معالجة الأزمة؛ لأنه ينتهك الأعراف
الأساسية المنظمة للعلاقات الدولية،
كما تعارض الصين تغيير النظام السوري
بالقوة، ومن هنا تتكفل روسيا والصين
بتوفير غطاء دولي لحماية النظام، كما
توفر له روسيا الدعم المادي اللازم
لبقائه. بناء على هذا استخدمت روسيا
والصين معا حق الفيتو منذ أكتوبر 2011
وحتى يوليو 2012 ثلاث مرات في مجلس الأمن
ضد قرارات تدين النظام السوري. وعلى
المستوى الإقليمي تلعب إيران وحزب
الله دورًا مركزيًّا في دعم النظام
السوري، وتحدثت بعض أطراف المعارضة عن
وجود عناصر من الحرس الثورى الإيراني
وعناصر من حزب الله تقدم الدعم للنظام
داخل سوريا؛ حيث تعتبر إيران سوريا خط
دفاع أول عن وجودها باعتبارها نافذة
مهمة لمد نفوذها في المنطقة بجانب حزب
الله ومنظمات المقاومة الفلسطينية،
وحليفًا مهمًّا في مواجهة الضغوط
الإقليمية والدولية ومحاولات عزلها
وتقويض قدرتها على امتلاك السلاح
النووي وهيمنتها على الإقليم، وخصوصا
الخليج العربي. ثانيا
: عوامل تقويض النظام السوري بجانب
هذه العوامل التي تعزز فرص النظام في
الصمود رغم اختلاف مقدار قوتها ومدى
استمراريتها؛ فإن هناك عوامل أخرى
تدفع باتجاه تقويض قدرة النظام وتآكل
مصادر قوته. وهي على النحو الآتي: 1-
تصميم المعارضة على إسقاط النظام يمثل
إصرار معارضتي الداخل بشقيها السلمي
والمسلح ومعارضة الخارج على خيار سقوط
النظام، ورفض التفاوض معه، أو
الاستجابة لخطواته الإصلاحية؛ العقبة
الأولى أمام بقاء الأسد الابن ونظامه،
ولا شك أن تواتر دخول شرائح جديدة من
الطبقات الوسطى والوسطى/العليا من
حلفاء النظام في المدن الكبرى وخصوصا
حلب ودمشق يعطي دفعة مدينية قوية
للثورة التي بدأت فاعلياتها في
الأطراف، وربما يدفع ذلك باتجاه تقويض
تحالفات نظام الأسد الابن، وإنهاء
مفعول فزاعته الطائفية، وفزاعة
الهيمنة الإسلامية على سوريا في مرحلة
ما بعد الثورة، لا سيما وأن الجهود
الإقليمية والدولية تركز في المرحلة
الراهنة على توحيد أطراف المعارضة،
وإعدادها لقيادة المرحلة الانتقالية. 2- قوة
الجيش السوري الحر وتأتي
مصادر قوة الجيش الحر من الدعم المادي
والعسكري واللوجستي من جانب كلٍّ من
تركيا وقطر والسعودية، وذلك في مقابل
تزايد الانشقاقات بين عناصر الجيش
النظامي والأجهزة الأمنية، وخصوصا على
مستوى القيادات الوسيطة والعليا، وقد
أدى تعاظم قوة الجيش السوري الحر إلى
سيطرته على بعض الوحدات العسكرية
والمعابر الحدودية، وخصوصًا على
الحدود التركية التي يبدو أنها منفذ
مهم للدعم المادي واللوجيستي، وتوفير
الحماية لعناصر الجيش الحر، وتطورات
المعركة على الأرض تشير إلى أن عمليات
الجيش الحر بدأت تدخل مرحلة مهمة من
حيث جغرافيتها ونوعيتها حتى إنها شجعت
على انخراط فئات في مناطق متعددة من
حلب ودمشق على الانضمام للثورة لا سيما
بعد ما أطلق عليه الجيش الحر عملية "بركان
دمشق.. زلزال سوريا" التي نقلت
المعركة بين النظام والمعارضة من
الأطراف إلى قلب دمشق، وتم إرباك
الوحدات الأمنية والعسكرية الخاصة
المنتشرة في مدن سوريا المختلفة، مما
ساهم في تخفيف الضغط عن بعض بؤر الثورة
الطرفية، هذا علاوة على أن تقارير
أمريكية أشارت إلى أن الولايات
المتحدة ستقدم الدعم التدريبي
والاستخباراتي بالتنسيق مع بعض القوى
الإقليمية للجيش الحر، وهو ما سيمثل
تحولًا مهمًّا على مسرح العمليات
العسكرية. 3-
الضغوط الإقليمية والدولية المتواترة حيث
تزايدت القناعات بحتمية تغيير النظام،
وتدفع بعض القوى الإقليمية والدولية
الرئيسية باتجاه تغيير النظام كحل
للأزمة، سواء كان هذا التغيير جذريًّا
بسقوط النظام لدى بعض هؤلاء، أو
جزئيًّا بتنحي أو رحيل الرئيس،
وتسليمه سلطاته لأحد رموز نظامه لدى
آخرين منهم. وتأتي هذه الضغوط على
المستوى الإقليمي من جانب دول الخليج
وجامعة الدول العربية، هذا علاوة على
الموقف التركي الذي يعد محورًا
رئيسيًّا في التفاعلات الخاصة بسوريا
من منطلق تأييد عملية التغيير في سوريا.
وعلى مستوى آخر يأتي الموقف الأمريكي
والغربي الذي يضغط على الرئيس السوري
للابتعاد عن السلطة، وبدء عملية إصلاح
داخلية حقيقية، وقد ساهمت كل هذه القوى
في عزلة النظام ومحدودية حركته،
والضغط عليه عبر سلسلة من القرارات
والإجراءات والعقوبات، وبالفعل شلت
قدرته على الحركة الخارجية، وقوضت
كثيرا من علاقاته التي كان لتوه قبل
الثورة قد بناها سواء على مستوى
الإقليم أو على المستوى الدولي. وفي
النهاية؛ يمكن القول إن مصادر قوة
النظام السوري قد بدأ بعضها في التآكل،
وبعضها لا يزال يمثل مصدرًا من مصادر
قوة النظام وضمانة لبقائه. فعلى
المستوى الداخلي يفقد النظام بعضًا من
مصادر قوته مع مرور الوقت لصالح
المعارضة الداخلية السلمية والمسلحة،
ومن المرجح أن يمثل أي تحول في موازين
القوة بين الأطراف في الداخل المتغير
الأهم في حسم الصراع، لكن يبقى خطر
تمزق البنية الاجتماعية مع طول أمد
الأزمة أو تقسيم سوريا على أساس قومي
أو مذهبي أو طائفي.. إلخ الخطر الأكبر. أما
على مستوى الإقليم فإن حلفاء سوريا
التقليديين إيران وحزب الله لا يملكان
سوى البقاء مع النظام إلى النهاية، حتى
ولو لم يبق للنظام سوى فرصة تكوين كيان
علوي على جزء من التراب السوري حال
حاصرته الثورة وقوضت أركانه، وهو أحد
خيارات النظام السوري النهائية. أما
على المستوى الدولي؛ فرغم تعرض الصين
وروسيا لضغوط شديدة أخلاقية وسياسية
فإن موقفيهما لا يزال يدعم النظام،
وبهذا نكون أمام عودة لمأزق
الدبلوماسية الدولية في سوريا حيث
الخلاف هو سيد الموقف، والفيتو هو خيار
روسيا في مواجهة أي حل دولي حاسم
للأزمة في سوريا. ومن ثم نكون أمام أزمة
يلعب فيها عامل الزمن دورًا مهمًّا
بحيث يمثل توقيت حدوث تغيرات كبرى في
العلاقة بين أي من هذه المتغيرات
المتباينة بداية مرحلة فاصلة في تاريخ
سوريا وربما الإقليم بأسره، ولا شك أن
الأسد الابن ونظامه لن يكون طرفًا
مهمًّا فيها. ========================== تصريحات
صالحي: الإيرانيون في الجانب الخطأ من
التاريخ وليد
جداع الحركة
الدستورية السورية. 2012/07/30 العلاقة
الخاصة بين إيران وآل الأسد في دمشق،
قديمة جدا وليست وليدة اليوم. كلنا في
سورية نعرف أن جماعة الخميني كانت تنسق
مع سورية تنسيقا تاما منذ أيام الشاه
المقبور في السبعينيات، وأن كثيرا من
قيادييها كانوا في دمشق أو قدمت لهم
دمشق كل التسهيلات في تلك الحقبة من
التاريخ. والعلاقة هذه غير خافية
البواعث والمسببات منذ البداية.
والحديث عن الصهيونية حديث خرافة لأن
الباعث المذهبي كان أحد أهم الأسباب في
التحالف الاستراتيجي بين طهران وآل
الأسد. وهذا أمر يمكن تفهمه لأن حافظ
الأسد لم يكن في الحقيقة إلا مشروعا
سلطويا مذهبيا طائفيا في المحصلة، وإن
تلطى خلف ألف جدار وجدار من البعثية
والعروبية والوطنية والقومية وباقي
هذه الشعارات . بطبيعة الحال هذا لا
يعني تطابقا تاما في كل موقف أو زمان أو
مسألة ، فهذا متعذر في العلاقات
الدولية مهما تطابقت مصالح الدول أو
انسجمت الأفكار والخلفيات. إنما
المسيرة التي تسهل متابعتها منذ
استلام الأسد الأب للسلطة، تظهر أن
التحالف بين طهران والأسد كان عميقا.
ولم يختلف الأمر مع الأسد الابن، بل إن
تحليلات عدة ترى أن بشار الأسد كان وما
يزال أكثر تنسيقا مع طهران وقم ، وأن
الالتزام الإيراني ببشار وآل الأسد من
خلفه سيظل متماسكا حتى ينتهي الأخير
إلى مصيره المشؤوم . ومع
انتفاضة الشعب السوري ، وقف الجانب
الإيراني في الجهة التي تنسجم تماما مع
معتقداتهم وأفكارهم ، فهم حموا الأسد
سياسيا وإعلاميا منذ البداية ،
وتعهدوا بحمايته بكل الوسائل المتاحة
أيضا. ولعل قراء موقعنا يذكرون جيدا أن
السيد خامنئي اعتبر ثورات مصر وتونس
وليبيا فيوضا إلهية ، واعتبر ثورة
الشعب السوري رجزا من عمل الشيطان! وهم
إلى اليوم يحمون الأسد بكل الوسائل،
إلى حد أنهم مستعدون للقتال معه حتى
النهاية في معركته ضد الشعب السوري.
وهم سيكونوا إلى جانب آل الأسد في
معركة الشعب السوري لإسقاط النظام كما
صرحوا منذ فترة قريبة، وكما يشير إلى
ذلك السيد صالحي وزير الخارجية
الإيراني. يستطيع
الإيرانيون اختيار ما يرغبون من موقف.
لكنهم يجب أن يفهموا أنهم في هذا
الموقف المتماهي مع الأسد حتى النهاية
إنما يختارون موقفا مضادا للشعب
السوري ورغباته وتطلعاته، وسيجدون
نتيجة هذا الموقف قريبا جدا. فالشعب
السوري هو المنتصر في النهاية ، وهو
يعرف جيدا من قتل أبناءه وبناته، ومن
دمر مدنه وقراه، ومن غطى الأسد القاتل
سياسيا وإعلاميا وفي كل المجالات.
والموقف الذي سيتخذه هذا الشعب من
جماعة قم وطهران لن يكون لغزا...إن
هؤلاء السفاحين المتوارين خلف شعارات
الممانعة والمقاومة ومعاداة شيطانهم
الأكبر المزعوم، لن يكون لهم مكان في
سورية إلى يوم القيامة، وسيكسر الشعب
السوري الرجل التي تفكر بالقدوم إلى
سورية من جماعة طهران وقم بعد انتصار
الشعب السوري بإذن الله. وموقف
الإيرانيين الأعمى هذا، مخالف لظاهر
العقيدة الإسلامية التي يعتقدون بها،
ومخالف أيضا لأبسط الأخلاقيات
الإنسانية. وإلا فأي خلق إسلامي أو
إنساني يرضى بالوقوف مع نظام يقصف شعبه
بالطائرات والدبابات وييستبيح أعراضه
وقيمه ومقدساته ، ويقتل الأطفال
والنساء، فضلا عن الرجال؟ وهو
موقف لا ينسجم مع مصالح الشعب الإيراني
أيضا. فالبون الذي حصل بين الشعبين
السوري والإيراني أصبح كبيرا، ولا
يمكن تصور إصلاحه بعد انتصار الشعب
السوري بإذن الله. لقد
اختار الإيرانيون في قم وطهران
الطاغية مقابل الشعب، والمذهبية
المنغلقة مقابل الإسلامية السمحة،
والقتل والدم مقابل السياسة والتسويات.
لقد اختاروا الجانب الخطأ من التاريخ،
وسيدفعون ثمن هذا الاختيار. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |