ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
اخيرا..
فهم التلفزيون السوري معنى "السلمية"
... مازن العليوي الوطن
السعودية بآخر
تحديث: الأحد 5 أغسطس 2012, 1:47 ص عد عام
ونصف العام من القتل المستمر للشعب
تنبه الإعلام السوري إلى أهمية نبذ
العنف، وبدأ التلفزيون الرسمي يدعو
المواطنين لأن يكونوا سلميين في
مطالباتهم، متجاهلا أنهم بدؤوا سلميين
أصلا، ولم يحمل أحدهم سلاحا ليواجه
القتل والهمجية والتعذيب والسحل
وغيرها من وسائل القمع.. وما زال صوت
المواطن وهو يلهث مرعوبا من الرصاص
المنهمر عليه وعلى أمثاله المتظاهرين
ويصرخ "سلمية.. سلمية" يقدم على
الفضائيات. حتى لتكاد سورية تكون
الدولة الوحيدة في التاريخ التي خرج
بها المتظاهرون وهم يهتفون بسلمية
مظاهراتهم ويحملون لافتات مكتوبا
عليها بالخط العريض "سلمية"، إما
لأنهم يعتقدون أن النظام سيتعامل معهم
بصورة حضارية شأن الدول الراقية
فينبهونه إلى "السلم"، أو لأنهم
يعرفون أنهم يواجهون نظاما لا يردعه
شيء، ويريدون إدانته أمام العالم. هذا
الإعلام الذي يدعو لـ"السلمية"
اليوم، هو نفسه الإعلام الذي ما زال
يعرض مشاهد خادعة عن الأحياء الملتهبة
بالثورة ليقدمها على أنها هادئة، وما
زال يصر على تسمية المتظاهرين
بالعصابات المسلحة الإرهابية.. ذلك
المصطلح الذي ظل التلفزيون السوري
يلوكه، حتى صار السلاح حقيقة على الأرض
بعد عام على الثورة لاضطرار العسكريين
من الشعب للانشقاق والدفاع عن أهاليهم
ممن يقتلهم النظام، وتلك نتيجة حتمية
لعمليات الإبادة التي انتهجت بحق
المتظاهرين السلميين وغير المتظاهرين
ممن ذبحهم أزلام النظام في بيوتهم. بعد
عام ونصف العام، أُجبر الإعلام السوري
بين أوقات احتفائه بالتصريحات الروسية
على نطق مفردة "السلمية"، متناسيا
أن المتظاهرين في حمص بداية الثورة
رفعوا لافتات في حمص تناشد جيشهم
الوطني باستخدام الرصاص المطاطي.
أولئك المتظاهرون وغيرهم في المدن
المدمرة هم أنفسهم من يلصق بهم ذلك
الإعلام جرائم النظام معتبرا أنهم "عصابات
إرهابية تدّعي الحرية". بعد
عام ونصف العام على استهتار رأس النظام
بالمتظاهرين "السلميين" في
الخطاب الأول وعدم اعترافه بهم، اكتشف
إعلامه أن هناك مفردة تعني "السلم"،
ونخشى أن يحتاج هذا الإعلام لزمن مماثل
ليكتشف معنى "التظاهر"، وعام ونصف
العام أخرى ليربط بين السلم والتظاهر،
ثم عام ونصف العام لفهم مفردة "الحرية"،
ثم الإصلاح... ثم... ثم.. لأن
العدّ سوف يطول، أترك لكم حساب السنين
بعد وضع المفردات التي يحتاج الإعلام
السوري لاكتشافها وفهم معناها. ================= 2012-08-05
12:00 AM الوطن
السعودية نجاح
القرار السعودي في الجمعية العامة
للأمم المتحدة حول سورية الذي يدين
استخدام النظام السوري للأسلحة
الثقيلة وينتقد عجز مجلس الأمن هو في
النهاية قرار يعبر عن فقدان الثقة من
أكثر دول العالم المصوتة لصالحه والتي
بلغت 133 دولة في النظام السوري، وأنه
فقد شرعيته، وعليه فإن القرار الذي دعا
لعملية انتقال سلمي للسلطة ورحيل
الأسد هو الخيار الأفضل اليوم لمعالجة
الوضع دون إراقة مزيد من الدماء، رغم
أن كل المؤشرات تقول بأن النظام السوري
يرغب في مزيد من التصعيد واستخدام كل
السلاح الممكن كما يحدث اليوم في حلب
والتي وصل فيها الأمر لاستخدام
الطائرات الحربية لشن غارات جوية. الجبهة
السورية مشتعلة اليوم وتشهد عدة
تطورات لعل أهمها على الصعيد الكردي
حيث إنه ومنذ بدء معارك حلب قامت قوات
كردية سورية بالاستيلاء على عدة قرى
كردية ومعابر حدودية مع تركيا، ولأن
التركيبة الكردية في سورية معقدة فإن
انعكاسات ما يحدث على الخط الكردي في
سورية باتت لها أهمية كبيرة. ففي حين
يبرز وجود تأثير قوي للزعيم الكردي
العراقي مسعود بارزاني على مجموعة من
أكراد سورية إلا أن تواجد حزب العمال
الكردستاني المكثف في سورية وهو
الورقة التي كان الأسد يستخدمها ضد
الأتراك، دفعت بتركيا للتصريح بكل
علني لأول مرة باتخاذ مواقف علنية ضد
أي تواجد عسكري معين للأكراد شمال
سورية. الخريطة الكردية معقدة،
فبارزاني كونه زعيما كرديا مهما وأحد
من يدفعون باتجاه إقامة الدولة
الكردية في تصريحاتهم المستمرة ففي
المقابل تربطه وتربط إقليم كردستان
العراق بتركيا علاقات اقتصادية وثيقة
جدا تجعل من بارزاني رقما صعبا في
المعادلة. إن
الوضع الكردي مرجح للاشتعال بقوة،
فالأكراد السوريون ربما يطمحون في
إقامة إقليم مستقل شبيه بالإقليم
العراقي، وبينما تمر الثورة السورية
بامتحان صعب يتصاعد الملف الكردي
ليزيد من تعميق الخلاف الذي ظهر أساسا
بين الجيش الحر والمجلس الوطني على
خلفية تشكيل حكومة انتقالية في الخارج.
هذه التطورات تقع على خلفية مشهد يجب
أن يكون موحدا لا منقسما، فالحديث عن
إقليم كردي يعقد المسائل في الوقت
الراهن هو طعم ألقى به النظام السوري
للأكراد لعلمه بحساسية الملف بالنسبة
إلى تركيا، بينما لا يزال القصف ووقوع
القتلى مستمرين في حلب. ================= رأي
الراية ... المطلوب عربياً وسورياً.. من
بديل عنان؟ الراية
5-8-2012 من
المؤكد أن استقالة المبعوث العربي
والدولي إلى سوريا كوفي عنان من منصبه
واعترافه بفشل مهمته يشكل تحدياً
جديداً للمجتمع الدولي ومصداقيته تجاه
ما يجري بسوريا خاصة بعدما رفض نظام
الأسد الخطة التي وضعها عنان كمخرج آمن
للنظام من الأزمة ولذلك فإن البديل عن
عنان يكون ذا صلاحيات واسعة ومحددة
ومعروفة ليست كالصلاحيات التي منحت
لعنان. وإن تأكيد معالي الشيخ حمد بن
جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء
وزير الخارجية على الرفض العربي
للمبعوث الجديد بنفس صلاحيات عنان يضع
المجتمع الدولي أمام تحد بعدما أعلن
العرب موقفهم الواضح والمتمثل في أن
يكون التفويض للمبعوث الجديد هو كما
أعلن حمد بن جاسم العمل على انتقال
سلمي للسلطة في سوريا. فالمجتمع
الدولي أدرك ومن خلال عنان أنه فشل في
التعامل مع الملف السوري بسبب تعنت
النظام وبسبب عدم وجود قرار دولي فعال
من مجلس الأمن ولكن بعد الموقف الذي
اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة
يوم الجمعة بتبني القرار العربي حول
سوريا فإن الأمر قد اختلف ويجب أن يأخذ
المبعوث الجديد التفويض من الجمعية
العامة لا مجلس الأمن الذي وضح أنه
معطل بسبب الخلافات بين الدول الكبرى
التي تراعي مصالحها فقط رغم أن المطلوب
ألا تكون هذه الخلافات على حساب الشعب
السوري الذي يواجه الإبادة تحت سمع
وبصر الجميع. إن
تأكيد معالي رئيس مجلس الوزراء وزير
الخارجية بأن العرب لن يقبلوا بمندوب
دولي مشترك يمثلهم في سوريا بنفس تفويض
عنان لموقفٌ إيجابي كان يجب أن يصدر
منذ وقت مبكر لمواجهة النظام السوري
الذي ظل يماطل ويرفض تنفيذ التزاماته
المحلية والعربية والدولية وأيضا
لمواجهة التسويف الدولي في مجلس الأمن
كما أن الموقف العربي الجديد الذي عبر
عنه معالي الشيخ حمد بن جاسم جاء في
وقته تماماً ويؤكد أن العرب جادون هذه
المرة لمواجهة النظام السوري وحماية
الشعب السوري خاصة أن الظروف على الأرض
قد تغيرت تماماً ولذلك فإن التفويض
الوحيد الذي يجب أن يمنح للمبعوث
الجديد هو الانتقال السلمي للسلطة في
سوريا وبشكل عاجل وسريع وملزم للنظام . لقد
قام عنان بكل ما يستطيع لحل الأزمة
سلمياً وبدعم عربي ودولي ولكن وضح
للجميع أن النظام السوري لم يكن جاداً
بل كان المعوق الأساسي لأي حل سلمي وظل
يماطل في تنفيذ الخطة وأوصل سوريا إلى
هذا الوضع غير المقبول وإن قرار
الجمعية العامة للأمم المتحدة جاء
ليؤكد رغبة أغلبية المجتمع الدولي في
حل يلبي تطلعات الشعب السوري وأن هذا
الحل يكمن فقط في الحل السياسي وذهاب
النظام وهذا ما يطلبه السوريون والعرب
من المبعوث الجديد ، فالقضية أصبحت
واضحة وأن على المجتمع الدولي التحرك
لتحقيق رغبة العرب والسوريين وإلا فلا
داعي لإرسال المبعوث من أساسه خاصة في
ظل فشل مجلس الأمن في تلبية رغبات
الشعب السوري الذي لجأ للمجتمع الدولي
ينشد الحماية. ================= لو
كان من أمري .. من يُعارِض «المعارضة
السورية»؟! .. بينة الملحم الرياض 5-8-2012
أخذت الثورة السورية الشكل الدامي
من بين الثورات أو الأحداث العربية
الأخرى. هناك تشابه بين الذي جرى في
ليبيا والذي يجري في سورية من بعض
الوجوه. الخطير في الموضوع أن تكون هذه
الدماء النازفة محل مقايضة سياسية
متبادلة، والخلافات بين المعارضة تصيب
المتعاطفين مع المجتمع السوري الذي
يتوق إلى حريته بالإحباط. هذا الاختلاف
الشرس وهذا التقاسم للدم السوري لا
يليق بالمعارضة السورية. الدماء التي
نزفت في سورية من المجتمع البريء
الأعزل على يد النظام القاتل الغاشم
يجب أن تحترم، وألا تدخل التحديات التي
ربما تعثر من المسيرة السورية نحو
الحرية بعد نصف قرن من الاستبداد
الخطير، والتحديات سأذكرها في هذا
المقال تباعاً وهي تأتي على قمة من
الأهمية أن يتنبه إليها لحماية
السوريين من الأطماع الآثمة من قبل
النظام السوري الفتاك أو من قبل قوى
أخرى تريد أن تلتف على سورية والشعب
السوري. من
أخطر التحديات التي تواجه الثورة
السورية الخطر الطائفي، النبرات
المتبادلة بين العلويين وبين أهل
السنة خطيرة. حاول النظام السوري على
مدى الأشهر الماضية أن يؤجج النعرة
الطائفية ليبين للعالم أن الحرب بين
طائفتين وليست ضد النظام السوري. وقد
فعل أن أخذ يموه للقبائل والقادة في
المجتمع السوري أن من قتل أبناء هذه
الطائفة هم من أبناء تلك الطائفة،
وربما أتى بوثائق تدين، أو أدلة يفتري
بها على المجتمع السوري ليضع الطائفية
شرارةً لإشعال الحرب الأهلية التي
ربما تبقيه إلى أطول فترة ممكنة، الخطر
الطائفي محدق ومخيف. كما أن
من بين المصائب التي تهدد الثورة
السورية أن تبدأ التيارات
الأيديولوجية بتخاطف القرار السياسي.
الثورة شارك فيها الجميع، من جميع
الطوائف والتيارات. الغريب أن الإخوان
في سورية يريدون تأسيس حزب سياسي
يخصهم، ولا أدري لماذا لا يشكلون
تياراً مدنياً يكون خارج الاصطفاف
الطائفي أو التحزب الأيديولوجي الضيق!
سورية لكل السوريين، وأن يميز أحد
الأحزاب بين المجتمع السوري بكل
طوائفه وفئاته فإن هذا الفعل محاولة
لإعادة الهيمنة على القرار السياسي
السوري من دون الثوار. حينها ينقلبون
على الثورة. النظام السوري يفرح كثيراً
بالخلافات والانقسامات، ولو قدر له أن
يدبر هذه الخلافات لما استطاع، لكن
المعارضة ومنذ بدء الثورة السورية
تجعل النظام السوري فرحاً مبهتجاً
وسعيداً. وهذا ما يريده أن يختلف
الجميع، يختلف الساسة في المعارضة،
ويختلف المجتمع ويلهو بالطائفية. صحيح
أن المنظمات الدولية تعتبر الحالة
السورية الآن ضمن شكل الحرب الأهلية،
لكن هذه الحرب أو القتال الدائر ليس
نهاية المطاف، النظام يخرب ويقتل
ويدمر المباني، وعلى طريقة القذافي
يفعل الأسد ما يفعل وشعاره "إما أن
أحكمكم أو أن أقتلكم" والقذافي الذي
قال أنا بنيت ليبيا وأنا من سيهدمها لم
يبتعد الأسد كثيراً عن هذا الشعار،
فالهدم قائم على أشده لكل ما هو مهم أو
ضروري، ويوهم النظام السوري العلويين
بأنهم ملاذه وبأن نهاية النظام تعني
نهايتهم التاريخية، وهذا ما يعزز من
وقود الطائفية في سورية. سورية
تحتاج إلى معارضة للمعارضة القائمة،
أو تحتاج إلى معارضة على مستوى
المسؤولية، لا إلى أحزاب متناحرة، ولو
أن المعارضة كانت قوية بمواقفها
وبتآلفها وتفاهمها لما تأخر الحسم إلى
الآن، الصمت الدولي كارثة بالتأكيد،
لكن لا ننسى كارثة التشتت الذي تعاني
منه المعارضة. أين هي الرؤية؟ وأين هي
الاستراتيجية؟ وكيف سيكون الشكل
للحكومة الانتقالية؟! وكيف سيكون
الأداء؟! أم هي مجرد أصوات واجتماعات
هنا وهناك والشعب السوري يئن من وطأة
النظام الغاشم الباغي الذي يقتل
العزل؟! ================= لنا
لقاء .. مع سوريا في السراء والضراء ...
عبدالرحمن بن عبدالعزيز الهزاع الرياض 5-8-2012 تاريخ
العلاقات السعودية السورية ضارب في
القدم منذ عهد الملك عبدالعزيز المؤسس
رحمه الله، وقد تواصل قادة البلاد من
بعده في دعم هذه العلاقات وتبادل
الزيارات وفتح آفاق جديدة ومتينة
لعلاقات نموذجية. خادم الحرمين
الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز
زار دمشق أكثر من مرة، واستقبل في
المملكة القيادة السورية وكبار
المسؤولين فيها. خلال هذه السلسلة من
الزيارات على مختلف المستويات كان
التأكيد السعودي ينصب دائماً على دعم
الجمهورية السورية، والوقوف معها أمام
كل مترصد بها أو ساعٍ لزعزعة أمنها. في
رمضان من العام الماضي وجه خادم
الحرمين الشريفين كلمة عن الأحداث وما
يجب على القيادة السورية عمله لتجنيب
البلاد تبعات هي في غنىَ عنها. خلال
كلمته - حفظه الله - دعا إلى تغليب
الحكمة وأكد أن " المملكة تقف تجاه
مسؤوليتها التاريخية نحو أشقائها،
مطالباً بإيقاف آلة القتل، وإراقة
الدماء، وتحكيم العقل قبل فوات الأوان.
وطرح، وتفعيل، إصلاحات لا تغلفها
الوعود، بل يحققها الواقع. ليستشعرها
أخوتنا المواطنون في سوريا في حياتهم
... كرامةً .. وعزةً .. وكبرياء. " ولو
استوعبت القيادة السورية آنذاك معاني
ومضامين كلمة الملك عبدالله واسترشدت
بها في تعاملها مع الأحداث ومواقفها من
أبناء الشعب السوري لما وصلت الأمور
إلى ما هي عليه اليوم. هكذا
عرف العالم موقف المملكة من سوريا،
وهكذا هي المملكة دائما؛ البلد الذي
يحرص على اللحمة العربية ورأب الصدع
والوقوف مع الأشقاء. المواطن العربي هو
أيضا محور اهتمام القيادة في المملكة،
ومن هنا يجيء التأكيد على أن يحصل هذا
المواطن في سوريا وغيرها على حقوقه
الإنسانية ولا يكون فريسة للقمع
والقتل والتشريد. خادم
الحرمين الشريفين، مع استمرار إدانته
وشجبه للممارسات الإرهابية التي يقوم
بها الأسد ونظامه ضد الشعب السوري لم
يغفل الاهتمام بهذا الشعب الذي شرد في
بلاده ونزح للدول المجاورة بعد أن
تقطعت به السبل وتعرض للقتل والتعذيب
بأبشع الوسائل. من هنا جاءت توجيهاته
بإقامة حملة تبرعات، هي الأكبر
والأطول، لنصرة الأشقاء في سوريا في
كافة مناطق المملكة، وقد افتتحها- حفظه
الله- بالتبرع بعشرين مليون ريال ثم
انهالت التبرعات لتصل إلى ما يقارب
النصف مليار ريال ناهيك عن التبرعات
العينية التى بدأت شاحناتها في التوجه
إلى مواقع اللاجئين السوريين في عدد من
الدول المجاورة. لقد أظهرت هذه الحملة
بكل جلاء مدى تعاطف المسؤول والمواطن
والمقيم مع أشقائه في سوريا وحرصه على
الوقوف بجانبهم في أحلك الأوقات
وأشدها. مضى
رمضان 1432 ه ورمضان الآن يوشك أن يودعنا
والأوضاع في سوريا تزداد سوءاً،
ومسلسل القتل والتشريد تتوالى حلقاته
في حق أبناء الشعب السوري. شدة الأزمة
واستفحالها يُعدّ، إن شاء الله،
مؤشراً على قرب انفراج الغمة في ظل
تداعي أركانات القيادة السورية،
وازدياد المنشقين، وصمود قوات الجيش
الحر، إلى جانب معارضة المجتمع الدولي
ووقوفه ضد كل ما يحدث من تجاوزات على
أرض سوريا الشقيقة. ================= كلمة
الرياض .. العالم يعطي صوته لأحرار
سوريا.. يوسف الكويليت الرياض 5-8-2012 استقال
«عنان» من مهمته في سوريا، لأنه سعى
لترضية الدول الأعضاء في مجلس الأمن
على حساب حل الأزمة السورية، وطبيعي أن
يواجه الموقف بالخروج منه، خاصة وأن من
أبدوا امتعاضهم منه في المنطقة
العربية وخارجها أكثر من مؤيديه. ثم جاء
قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة
والذي صوتت (١٣٣) دولة مقابل (١٢)
دولة معارضة من ضمنها الدول المتحالفة
مع سوريا، روسيا والصين وإيران،
وامتناع (١٣) دولة عن التصويت،
ويعد ذلك اختباراً لرؤية عالم يرفض
انتهاك حقوق الإنسان بدعم دول أعضاء في
مجلس الأمن، بل يعد رسالة ضغط على أن
الإنسانية لم تفقد وجهها الحقيقي إزاء
قتل شعب أعزل. نعرف،
سلفاً، أن لا مجلس الأمن، ولا المندوب،
ولا الأمم المتحدة لديهم الحلول
الجاهزة، لأن كل طرف معارض أو متفق على
إزاحة الأسد هم من يزاودون على سوريا
لتكون أنبوب الاختبار لمن يملك القدرة
على إزاحة الآخر، وحتى لو سلمنا أن دول
حلف الأطلسي بمقاطعتها النظام
اقتصادياً، وتحاصره سياسياً، فهي لا
تخفي أهدافها من أن المعركة مع الصين
وروسيا، كبداية لحرب باردة جديدة،
وهذه المرة سوريا ليتبعها في مواقع
أخرى صراعات قادمة مثل إيران وكوريا
الشمالية، وربما بؤر نائمة قد تنفجر
لأي سبب، ومع ذلك فكل من طرفي الصراع
يواجه الأوضاع بمبرراته، ومصالحه. لكن في
الحالة السورية هناك نمط من المواجهة
قد تخسرها روسيا والصين معاً لأن
رهانهما على رئيس فقد شرعيته الدولية،
يدعم مقولة أن الزمن يفرض حله، والشعب
السوري هو الذي يواجه نظامه، وشبح
الخسارة لروسيا، بشكل خاص، يقلقها،
لأن اقتلاعها من المنطقة كلها مرهون
بمن يحسم المعركة، وحتى لو فرضنا أن
الأسد قاوم لعام آخر، فالمعارضة هي من
تكسب كل يوم بعداً يضيف لها غطاءً
شعبياً في الداخل، وتأييداً عالمياً
في الخارج. الغرب
لم يرسل أساطيله عابرة البحار، وإنما
يدير المعركة على نمط أفغانستان أثناء
الاحتلال السوفييتي لها، بمعنى أن
المساعدات المادية والعسكرية، حتى مع
محدوديتها إذا كانت ذات نوعية تصلح
لحرب المدن والشوارع، فقد تصبح أكثر
كفاءة من الطائرة والدبابة، لأننا
نتذكر، كيف وصلت صواريخ «ستنجر» التي
كانت ذراع الأفغان في إسقاط العديد من
طائرات السوفييت، وهي ليست من الأسلحة
التي تخشى أمريكا انكشافها أو فتح
أسرارها، وقد تعيد الكرَّة مع سوريا
لنفس الهدف والغاية، حتى لو قال بعض
المسؤولين إنهم ضد تسليح المعارضة،
لأن ما تكشفه السياسة، غير ما يخفيه
الهدف الآخر. من يقف
متحدياً كل الظروف وبطش السلطة وتحمل
أعباء الحياة الصعبة لما يزيد على عام
ونصف، وهو صامد، هو من يحدد مصير وطنه،
وما حيّر السلطة وزاد من يأس روسيا
والصين، أن هذه القدرة على الاستمرار
بالثورة، معجزة وطنية، وهي بتداعياتها
تؤرخ مع الثورتين البلشفية والفرنسية،
بل لم تواجها سلاحاً مثل الذي يملكه
نظام الأسد، ومع ذلك فحتمية السقوط
يدركها مؤيدو النظام قبل غيرهم، غير أن
المكابرة الروسية ستجعلها في صورة
أكثر بشاعة عربياً وعالمياً، وأنها
بهذا التصرف لا تختلف عن نزعة الدول
الاستعمارية التي طالما نعتتهم بأبشع
الأوصاف وصور الإدانة. ================= معضلة
النظام السوري وإلايراني ... نجيب غلاب عكاظ 5-8-2012 يبدو
أن النظام السوري يدير المعركة
باستراتيجية الباحث عن السقوط المدمر
لوطنه، وإدخال المنطقة في نزاعات
طويلة الأمد. والهدف تنفيذ الأجندة
الإيرانية، وتحويل مآلات الفوضى التي
يعملون على إنتاجها إلى مدخل لحفظ ما
يمكن حفظه من مصالح الطائفة العلوية
عبر تشكيل دولة انفصالية محمية من
الروس وإيران، وفي الوقت نفسه زعزعة
أمن المنطقة عبر الصراع الطائفي
لتدعيم قوة إيران. فالصراع الطائفي
يمثل مصدر قوة لملالي طهران كبوابة
للتحكم بالتكوينات الشيعية وتحويلها
إلى أدوات عنيفة مدمرة. من
الواضح أن ملالي طهران لديهم خوف من
الحقبة الجديدة التي تمر بها المنطقة.
ففي ظل المشاكل التي يعاني منها الشعب
الإيراني قد يتولد ربيع إيراني أشد
وطأة. لذا يريدون سورية مدخلا لإعاقة
أي تغيير في معادلة القوة الإقليمية
وتحويلها إلى بؤرة لبناء جبهة داخلية
متماسكة مسنودة بتيار شيعي عربي مراهن
على ملالي طهران لا على مصالح بلدانهم. المؤشرات
الواضحة أن نظام الأسد سيسقط بشكل
مريع، وخوف نظام الملالي قد يدفعهم إلى
التهور واللجوء إلى فتح حروب محدودة في
أكثر من مكان إلا أن سياسة كهذه
ستنهكها وقد يدخلها في حرب شاملة مع
أطراف متعددة، وفي المآل النهائي
سيسقط النظام السوري، ويصبح ربيع
إيران أمرا حتميا ولو بعد حين. ما
يشجع النظام السوري وملالي طهران أن
المنظومة الدولية غير راغبة في التدخل
المباشر لتسريع إسقاط النظام السوري.
كما أن قوة النظام السوري وبنيته
الشمولية مازالت متماسكة نوعا ما.
ولكنها ستسقط في النهاية، إلا أن
الحسابات الإقليمية والدولية
المساندة للثورة يبدو أنها تقود معركة
تفكيك البنية الشمولية، وتنتظر تغيرا
في معادلة القوة داخل سورية، صحيح أن
هذا الأمر سينتج عنه ضحايا كثر. إلا أنه
سيجعل التدخل لاحقا مبررا وبإسناد قوي
على المستوى الشعبي والرسمي في
الإقليم والعالم، والأهم أن إيران
وروسيا والصين ستتحمل وزر الدماء التي
يسفكها الأسد يوميا. وهذا سيزيد من
عزلتها، ويبدون في الوعي العربي
والعالمي كداعمين للقتل والدمار. ================= تحديات
الثورة السوريّـة ... سعود الجراد عكاظ 5-8-2012 لاشك
بأن بشار الأسد ونظامه ساقط لا محالة،
وهي مسألة وقت لن تدوم طويلا، خاصة بعد
تلك الاختراقات الأمنية الكبيرة
والسياسية الأخيرة، ووصول أشلاء
القتلى إلى عرين الأسد. لكن الخوف كل
الخوف من تلك الفوضى والفراغ الأمني
الذي يحدث عادة عندما يسقط من بيده كل
خيوط الدولة واللعبة السياسية، ومن ثم
تكون سوريا وليمة شهية لنسور التطرف،
وبالتالي غير مستقرة وبؤرة توتر وصراع
دولي تلقي بظلالها على الدول المجاورة..
منذ بداية الثورة السورية التي انطلقت
بتاريخ 15/3/2011م، ومعظم أطياف المعارضة
السورية في الخارج وأهل المشهد الثوري
في الداخل لم يجتمعوا على كلمة سواء
وصوت واحد وأجندة وطنية واضحة
المعالم، تكون خارطة طريق للوطن
الجديد بعد سقوط النظام المرتقب، وهي
نقطة ضعف منذ بداية انطلاقة شرارة
الثورة التي جعلت الكثير من الدول
مترددة في دعم حق الشعب السوري في
الحرية والعيش بكرامة كالشعوب الأخرى.
ورأينا كم هي حجم الاختلافات وتضارب
الأقوال بين أعضاء الجيش السوري الحر
والمجلس الوطني وحتى بين أعضاء المجلس
الواحد. لاشك أن تلك الانشقاقات
السياسية والعسكرية التي حدثت وتحدث
مهمة، ولكن النظام السوري بما يملكه من
تاريخ استخباراتي ومؤامراتي قادر على
اختراق الصفوف وتلك المعارضة غير
المتناغمة!، وإيجاد نوع من البلبلة
وعدم الثقة!.. في وضع كهذا لا يمكن
للثوار أن يغلقوا الباب في وجوه من
نكصوا وقالوا أخيرا: للنظام السوري
الدموي لا.. ربما عن قناعة بعد انهيار
جدار الخوف. ربما بعد مراجعة حسابات
الربح والخسارة والنظام على وشك
السقوط. فالثائر السوري من أجل استمرار
ونجاح ثورته، عليه الأخذ بالظاهر وعدم
الركون إلى النيات. فالنيات لا يعلمها
سوى الله. وبالتالي يبقى هذا السؤال
الوطني والأخلاقي لأي معارضة كانت: هل
يمكن قبول وجوه تحولوا إلى الطرف
النقيض، وكانت إلى عهد قريب من أهل
الحل والعقد؟، بل من أهل السنام؟،
وربما أيديهم ملطخة بالدماء!.. وفي هذا
السياق، كتب الأستاذ أحمد رجب، منتقدا
البعض الذي كان يشكك في كل من عمل في
الدولة المصرية أيام الرئيس حسني
مبارك، فقال: ( هل كل من خدم الدولة
فلول؟ نفترض جدلا أنه فلول. ألم يكن
خالد بن الوليد من كفار قريش وقتل
المسلمين في (أحد) ثم أصبح سيف الله
المسلول). الشاهد: أن أشقاء وأصدقاء
الثورة السورية العظيمة، ومنذ
البدايات وحتى كتابة هذه السطور،
حاولوا ويحاولون توحيد صفوف الثوار
والمعارضين، وجعلهم يتكلمون بلسان
واحد، ولهدف واحد، ويؤمنون ببرنامج
مدني ديمقراطي، يراعي التنوع الديني
والعرقي السوري، ويكون بديلا إنسانيا
وحضاريا مغايرا، يحفظ حقوق وواجبات
الأغلبية والأقلية. ================= الأسد
في الجحر! ... خلف الحربي عكاظ 5-8-2012 بشار
يختبئ في مكان مجهول خائفا من شعبه!، لا
يستطيع الخروج على شاشة التلفزيون
فيوجه رسائل خطية إلى جيشه كي يهدم
البيوت على النساء والأطفال، فأي
شرعية بقيت له وهو لا يستطيع أن يسير
بموكبه من مقر إقامته المجهول إلى
مكتبه؟، أي أسد هذا الذي يختبئ في
الجحر رغم أنه يقود جيشا مجحفلا لم
تظهر (مراجل) قادته إلا على النساء
والأطفال؟!، لو كان قائدا حقيقيا لقام
بزيارات ميدانية لكتائب جيشه التي
ترتكب المجازر المخزية!، لو كان رئيسا
شرعيا للجمهورية لبقي في قصره
الجمهوري يستقبل الوزراء والسفراء..
فمن يحرص على التواري عن الأنظار ليس
رئيسا للجمهورية بل مطلوب للعدالة!. صدام
حسين لم يكن أقل بطشا من بشار ولكنه رغم
ذلك لم يختبئ خوفا من العراقيين بل
خشية من استهداف الجيش الأمريكي له بعد
احتلال العراق، ومعمر القذافي لم
يختبئ إلا خشية من استهداف طائرات
الناتو، بل وحتى حليف بشار السيد حسن
نصر الله لم يختبئ خوفا من اللبنانيين
بل توارى عن الأنظار خشية من الاستهداف
الجوي الإسرائيلي، ولكن في حالة بشار
لا توجد طائرات معادية تسيطر على
الأجواء بل هو الذي يوجه الطائرات
والدبابات والمدافع لقصف المدنيين..
فلأي سبب يختبئ هذا الزعيم (الأونطة)
الذي كان سيحرر فلسطين؟!. بشار
ديكتاتور مترف ورث الجيش والمخابرات
والبعث والشبيحة وفاروق الشرع عن أبيه!،
لم يجرب القتال في يوم من الأيام فظن أن
إصدار قرارات القتل الجماعي لا تكلف
أكثر من رفع سماعة الهاتف، وها هو
اليوم غير قادر على تأمين السلامة
الشخصية له ولأفراد عائلته رغم كل ما
يملكه من قوة عسكرية مدعومة بقطعان
الشبيحة وعناصر الحرس الثوري
الإيراني، أنه يقدم صورة جديدة
للديكتاتور العربي الناعم الذي يملك
سواد القلب ولكن تنقصه الصلابة. لو
قلبنا صفحات الذاكرة لوجدنا أنه حين
ألقت القوات الأمريكية القبض على صدام
حسين سمحت لبعض أعضاء المجلس
الانتقالي برؤيته للتأكد من شخصيته
فوجه أحدهم لوما شديدا إلى صدام بسبب
جرائمه بحق الشعب العراقي فلم يكن من
صدام إلا أن سأله: (أنت كاونت ؟) أي: هل
قاتلت في يوم من الأيام؟، وحين أجاب
العضو بنعم سأله صدام: (وين؟)، حيث لم
يكن صدام يعير اهتماما لمن ينتقده ما
لم يكن جرب القتال في يوم من الأيام،
وهذا قد يفسر ذعر بشار اليوم، فهو لم
يجرب القتال في يوم من الأيام بل كان
يتعامل وكأنه لعبة فيديو، ولذلك كان في
أيام الرخاء يتحدث بإسهاب عن المواجهة
والمقاومة ويحاول أن يعثر على الفوارق
السبعة بين الرجال وأشباه الرجال..
وحين جاء وقت الجد تحول الأسد
الافتراضي إلى فأر مذعور واختبأ في
الجحر!. ================= جدل
الأسلحة السورية ... محمد خالد الأزعر التاريخ:
05 أغسطس 2012 البيان وقفت
اسرائيل وعالم الغرب برمته على أطراف
الأصابع، لمجرد أن مسؤولا سوريا بارزا
ألمح الى حيازة بلاده أسلحة كيماوية
وبيولوجية، مؤكدا أن هذه الأسلحة لن
تستخدم سوى لصد أي عدوان خارجي. ردود
أفعال هذا التصريح تزاحمت، على نحو
عاجل ومتزامن ومتشابه، في كل من تل
أبيب وواشنطن ولندن وباريس وبرلين
وبروكسل (بصفتها عاصمة الاتحاد
الأوروبي).. وكانت محاورها تراوح بين
وصف النظام السوري بأقذع الألفاظ
وأكثرها دلالة على الوحشية
واللاإنسانية، وبين تحذير هذا النظام
بشدة وحزم من عواقب التفكير "ولو
لثانية" في تفعيل هذه الأسلحة تحت أي
ظرف. ولم
تفوت الماكينة الدبلوماسية والدعائية
الاسرائيلية غمرة هذا المشهد، وما
يتيحه من فرص يمكن عبرها اسقاط مزيد من
السلبيات على صورة بعض أعدائها
الألداء، فتحدثت مليا عن "احتمال
وصول هذه الأسلحة الفتاكة ؛المحرمة،
الى حزب الله، وربما الى خلايا نائمة
أو يقظة تنتمى لتنظيم القاعدة..".
وأشار أكثر من جنرال ووزير ومتحدث رسمي
في اسرائيل الى أن أمرا كهذا سوف "يجبر"
قواتهم على مهاجمة أية شحنة من هذا
القبيل فور التأكد من حدوثها. مطالعة
التصريح السوري وهوجة التعليقات
الغاضبة والتهديدات والتحذيرات التي
تدافعت على حاشيته، تستدعى ضفيرة من
التأملات والملاحظات.. فمن
ناحية، يثور التساؤل عما ان كان لهذا
التصريح الفارق علاقة باستشعار النظام
السوري وجود نية حقيقية للتدخل
الخارجي المسلح بذريعة حسم الأزمة
الداخلية، على غرار المثل الليبي؟..
ويلح هذا الفرض بالنظر الى الضغوط
الشديدة التي تتعرض لها موسكو وبكين
للعدول عن موقفهما الرافض لهكذا خيار
في مجلس الأمن. ترى هل
قصد نظام دمشق الايحاء بأنه لا يعتمد
في اصراره على وأد الانتفاضة
الداخلية، رغم التلويح الغربي باحتمال
اللجوء الى الخيار العسكري، على مجرد
الظهير الروسي الصيني، وأنه يدرك أن
هذا الظهير قد ينصاع لمساومة أو صفقة
يعقدها مع الغرب، تسوقه الى تغيير
قلبه، وأنه سوف يلجأ عندئذ الى حلول
دفاعية ذاتية شمشونية؟.. ومن
ناحية ثانية، لنا أن نلاحظ التلاقي الى
حد التطابق بين أصداء التصريح السوري
لدى كل من اسرائيل وعواصم الغرب.. وفي
ذلك بلاغ عن استمرار صلابة الاسناد
الغربي للشريك الإسرائيلي، بما يبرر
توقع توفير شبكة أمان غربية، لا تستثنى
البعد العسكري، في حال تعرض هذا الشريك
لأخطار أمنية. وفي
اطار مثل هذه الطمأنة، ليس من الحكمة
توقع أية مرونة اسرائيلية على جبهة
الحلول والتسويات السياسية مع
الفلسطينيين والعرب. ومن ناحية ثالثة،
تنطوي لغة الاشتباك والتراشق الموصولة
بقضية الأسلحة غير التقليدية السورية
على مزيج من خطابات الادعاء والتكاذب
والتغابي والاستحماق... فحين
يعلق النظام السوري اللجوء الى هذه
الأسلحة، التي يقال انه يمتلكها منذ
أربعة عقود، على وقوع عدوان خارجي،
فانه يبدو أقرب الى التهديد الدعائي
ضعيف الصدقية، باعتبار أن مثل هذا
العدوان واقع بالفعل على أرض الجولان
السورية منذ 1967.. اللهم الا ان كان
مفهوم العدوان في هذه الحالة لا يعني
غير تهديد النظام الحاكم. أما
مفردات التغابي والاستحماق وازدواجية
المعايير فتتجلى بحق في موقف القوى
الغربية، التي تجاهلت طويلا الدعوات
العربية الى اخلاء "الشرق الأوسط"
من الأسلحة غير التقليدية، بينما
استنفرت اليوم ضد الاعلان السوري، في
محاولة لاستغلال الغضب العربي والدولي
على ممارسات نظام بشار الأسد
الداخلية، وصولا الى احتمال تدويل
النظر في تجريد دمشق من هذه الأسلحة
؛بمعزل عن أية نيات مماثلة بحق
الترسانة الاسرائيلية الرابضة
بالجوار. ولعل أعصاب النظام السوري
العارية على أكثر من صعيد تسمح بوقوع
مثل هذا التصور. الى
ذلك، نكاد نقطع بأن كل الأطراف الذين
تصنعوا الاستفزاز والغضب المضري جراء
البوح السوري بحيازة اسلحة غير
تقليدية، كانوا على دراية بهذه
المعلومة التي لا يمكن اخفائها لأكثر
من أربعين عاما.. لكن
الأمر وما فيه أن كلا منهم سعى، ولن يكف
عن السعي، الى توظيفها بما يخدم أجندته
السورية الضيقة أو الشرق أوسطية
الأوسع. والمؤلم أن معظم هؤلاء
المعنيين عن قرب وعن بعد لم ينشغلوا
جديا بغير التفكير في السيناريوهات
الأمنية والحلول العسكرية، لما أرادوا
تصويرها كمفاجأة سورية تستحق المواجهة. ولأن
النخبة الحاكمة في اسرائيل عادة ما
تنتشى بمثل هذه الحلول وتحتفل بها، فقد
عجلت بالإعلان عن زيادة الاقبال على
اقتناء الأقنعة الواقية وتوفير
الملاجئ المجهزة، وراحت تسرب أخبار
الدورات التدريبية الرفيعة التي
تلقتها وحدات اسرائيلية خاصة بالحرب
الكيماوية في الولايات المتحدة. وفي
غضون تمثيل دور الضحية المرشحة
للمبادرة السورية بشن هذه الحرب،
يتناسى الاسرائيليون عموما أنهم كانوا
ومازالوا في طليعة القوى "الشرق
أوسطية" الحريصة على اقتناء كافة
أنواع الأسلحة غير التقليدية وأجيالها.
وأهم من ذلك أنهم يتجاهلون حقيقة كونهم
طرفا هو أقل طاقة وقدرة واستعدادا،
لوجستيا وسكانيا مثلا، من أن يواجه أو
يتحمل تبعات حرب كهذه ان وقعت. ================= إدانة
دولية لسوريا ... كارول جيه. ويليامز كاتبة
ومحللة سياسية أميركية ينشر
بترتيب خاص مع خدمة "إم. سي. تي.
إنترناشيونال" تاريخ
النشر: الأحد 05 أغسطس 2012 الاتحاد صوتت
الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية
كاسحة يوم الجمعة على إدانة الهجمات
الأخيرة التي شنّتها وتشنها الحكومة
السورية على مواطنيها، وانتقدت القوى
الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن
الدولي بسبب إخفاقها في اتخاذ إجراءات
أكثر حسماً لإيقاف العنف. وهذا
القرار رمزي لحد كبير لأن الجمعية
العامة لا تمتلك سلطة فرض قراراتها عن
طريق نشر جنود حفظ سلام أو الأمر بفرض
عقوبات، فذلك من سلطات مجلس الأمن
الدولي وحده. لكن
التصويت الذي تم بأغلبية يبعث رسالة
قوية للرئيس السوري مؤداها أن العالم
يرى أن حملته القمعية على خصومه تمثل
انتهاكاً لحقوقهم، ويمكن التأسيس
عليها لتوجيه تهمة ارتكاب جرائم حرب
ضده. وقال
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون
قبل التصويت إن الصراع في سوريا يمثل
اختباراً لكل ما ترمز إليه الأمم
المتحدة. وأضاف مشيراً لحوادث العنف
الأخيرة التي اندلعت حول مدينة حلب
ثاني أكبر المدن السورية: "إن
الأعمال الوحشية التي تُرتَكَب،
وتتناقلها وكالات الأنباء، تمثل جريمة
ضد الإنسانية أو حرباً بكل ما تعنيه
هذه الكلمة من معنى". وأردف الأمين
العام قائلا: "الأعمال التي وقعت
مؤخراً في تلك المدينة سوف يتم التحقيق
فيها ومعاقبة مرتكبيها". والقرار
الصادر من الجمعية العامة والمقترح في
الأساس من قبل المجموعة العربية، دعا
الأسد للتنحي عن السلطة، وفرض عقوبات
من جانب واحد على الحكومة السورية. لكن
تلك البنود حذفت من القرار بإيعاز من
روسيا والصين، وهما الدولتان العظميان
والعضوان الدائمان في مجلس الأمن
الدولي واللتان أحبطتا العديد من
محاولات فرض عقوبات على نظام الأسد
خلال فترة الستة عشر شهراً الماضية، أي
منذ اندلاع الانتفاضة على حكمه. وتضمن
القرار ذكراً لما قامت به قوات الحكومة
السورية من قتل وتمثيل بالجثث،
والاعتقال العشوائي للمواطنين،
وإساءة معاملتهم، بما في ذلك ارتكاب
العنف الجنسي ضدهم واستخدامهم كدروع
بشرية في المعارك ضد "الجيش السوري
الحر". وتضمن
القرار بنداً ينص على ضرورة قيام
الحكومة السورية باتخاذ الخطوة الأولى
لإنهاء العنف من خلال سحب الأسلحة
الثقيلة، وإصدار الأوامر بعودة القوات
لثكناتها، والانسحاب من محيط المدن،
وكذلك فرض السيطرة على مخزون البلاد من
الأسلحة الكيماوية والبيولوجية. وقالت"سوزان
رايس"، سفيرة الولايات المتحدة لدى
المنظمة الأممية، إن القرار أورد
المطالبة التي تقدمت بها الجامعة
العربية للأسد بالاستقالة وتشكيل
حكومة انتقالية، والأمر الذي يمثل في
رأيها رسالة تعتبرها انعكاساً مهماً
لرغبة المجتمع الدولي في رؤية الأسد
وقد غادر سوريا. وقبل
صدور القرار كان مكتب كبير مفوضي الأمم
المتحدة لشؤون اللاجئين قد سجل زيادة
كبيرة في أعداد السوريين الذين فروا من
العنف المتصاعد في حلب حيث تذكر تقارير
صحفية أن حوالي 600 سوري يعبرون الحدود
إلى تركيا يومياً، كما يقدر عدد
الفارين من ديارهم والنازحين إلى
أماكن أخرى داخل البلد الذي مزقته
الحرب، بمليون ونصف المليون نازح. ================= مرحلة
ما بعد بشار لبنانياً ... علي حماده 2012-08-05 النهار دخلنا
مرحلة ما بعد بشار،
ومهما فعل إن في دمشق أو في حلب، وسواء
بإعادة احتلال الاحياء الدمشقية او
بتجريد حملة دموية تدميرية همجية ضد
حلب، فإنه في طريقه الى السقوط. قد يكسب
بعضا من الوقت. و قد لا يكسب، لكنه يتجه
في كلا الحالين نحو السقوط. حتى
المناطق التي كانت الى اليوم خارج
النزاع المسلح (منطقة الساحل) سيتم
ادخالها عنوة، وسيضيق الخناق حول
معقله وبيئته الحاضنة التي ينبغي ان
تدرك جيدا ان حكم القلة لسوريا صار من
الماضي البعيد. فلا عودة الى ما كان، لا
الى مرحلة البعث، ولا الى مرحلة الضباط
العلويين الذين يعملون على تغليب
العنصر العلوي في الجيش والمؤسسات. بعد
اليوم لا حياة آمنة لأهل النظام لا في
دمشق ولا في حلب ولا في اللاذقية ولا في
اي مكان آخر من سوريا. ما
تقدم ليس موجها الى السوريين الذين
يعرفون اكثر منا حقيقة الوضع على الارض.
انه موجه الى الحلفاء في لبنان و هم
يشرفون على مرحلة يُتم سياسي ومرجعي.
انهم يشرفون على مرحلة تصحر ذاتي. فلا
النظرية "الخنفشارية" القائلة
بتحالف اقليات (موارنة – علويون) التي
راودت الرئيس الراحل سليمان فرنجية
وعليها بنى تحالفه مع آل الاسد تصلح،
ولا النظرية الطوفانية القائلة بتحالف
أعرض للأقليات (موارنة – علويون- شيعة)
يمكن ان تصمد امام عاصفة المنطقة التي
ستأخذ في دربها النظام في دمشق، وستحشر
المشروع الايراني في المشرق العربي في
زاوية ضيقة بين حارة حريك ومارون
الرأس، ولا هذا الرهان الركيك بفهمه
للمنطقة القائل بأن انظمة القتل
والديكتاتورية والاغتصاب هي التي تحمي
المسيحيين في الشرق و تحول دون تكرار
سيناريو العراق. التغيير
بدأ. التغيير يحصل في كل يوم. من هنا
ضرورة ان يعيد حلفاء بشار من "حزب
الله" الى سنة 8 آذار ومسيحييه،
قراءة المشهد وتغيير الرهان بنقله من
رهان على النظام في سوريا، والمشروع
الايراني عبر السلاح غير الشرعي الذي
بيد "حزب الله"، الى رهان على
التغيير في العالم العربي، وبالاخص
الى رهان على المشروع الوطني اللبناني.
كيف؟ اولا
وقبل اي شيء آخر بأن يتلبنن "حزب
الله" فيسقط المشروع الذي يحمله و هو
مشروع حروب دائمة مع الخارج والداخل
على حد سواء. ففي المرحلة السابقة كان
مشروع حرب داخلية مع غالبية
اللبنانيين، ومشروع اشتباك مع اسرائيل
نيابة عن ايران. اليوم اضيف الى كل ذلك
مشروع حرب مع العمق السوري في مرحلة ما
بعد بشار. ومن هنا فإن "حزب الله"
مطالب بأن يكف عن التورط في قتل
السوريين على ارضهم. وبأن يجلس الى
طاولة الحوار مع بقية اللبنانيين على
قاعدة تسليم سلاحه الى الدولة التي
وحدها تمثل خشبة الخلاص لنا جميعا. اما
لبقية حلفاء او ايتام نظام الاسد،
فنقول الا ترون قتل الاطفال وذبح
الرجال واغتصاب النساء؟ الى كم من
القتلى في سوريا تحتاجون لتدركوا انكم
تنامون مع جزار في سرير واحد؟ ================= الامم
المتحدة أقفلت أبوابها أمام حلّ
الازمة السورية .. حرب رهانات خارجية
تواكب حرب استنزاف طويلة ... روزانا
بومنصف 2012-08-05 النهار وافقت
الجمعية العمومية للأمم المتحدة قبل
يومين بغالبية 133 صوتاً من اصل 193 تتشكل
منهم الجمعية على ادانة الحكومة
السورية على ما تقوم به مطالبة بانتقال
سياسي في سوريا. ويأتي هذا القرار بناء
على مشروع اعدته المملكة العربية
السعودية من اجل وضع المجموعة الدولية
امام مسؤولياتها بعد فشل مجلس الامن
الدولي في الاتفاق على قرار يساهم في
وضع حد لما يجري في سوريا. وهذا اللجوء
الى الجمعية العمومية للامم المتحدة
هو الثاني الذي تقوم به الدول العربية
بعدما كانت الجامعة العربية قد تقدمت
بمشروع قرار يتضمن مطالبة الرئيس
السوري بشار الاسد بالتنحي في 16 شباط
من السنة الجارية ونتيجة عجز الدول
الكبرى عن التوافق في مجلس الامن نتيجة
الفيتو الصيني والروسي الذي استخدم
ثلاث مرات متواصلة في الموضوع السوري
واستمرارا لدعم النظام. والمفارقة في
القرار الثاني للجمعية العمومية انه
وبعد تعديل في بندين اساسيين فيه
يتعلقان بفرض عقوبات على النظام
والمطالبة الصريحة بتنحي الرئيس
السوري حصل على حجم التصويت نفسه
تقريباً الذي حصل عليه القرار السابق
قبل أشهر قليلة. اذ ان المعارضة للقرار
السابق كانت 12 دولة وبقيت مع التصويت
على القرار الأخير قبل يومين 12 دولة
وبعد مرور خمسة اشهر على القرار الاول
فيما صوت مع القرار في المرة الاولى 137
دولة لقاء 133 في القرار الاخير وامتناع
الدول الباقية من 193 اي حوالى 30 او 31
دولة. والمغزى من ذلك هو جملة امور من
بينها ان بقاء النظام او استمراره يحظى
بالقلة القليلة في المجتمع الدولي
التي لا تزال تدافع عنه وهو لم يربح اي
دولة الى جانبه على رغم كل ما قيل عن
اصلاحات اجريت، كما ان الفريق الحليف
الداعم له اي روسيا والصين لم يستطع ان
يؤمن له حشداً أكبر او انه لم يفعل في
الكباش الجاري دولياً حول سوريا
باعتبار ان القرار في الجمعية
العمومية يستهدف احراجهما معا واظهار
مناهضتهما للتيار الدولي الواسع وليس
للولايات المتحدة او للعرب فحسب. وقد
زاد الاحراج
ان كوفي انان قدم كخلاصة للمساعي التي
اجراها فيما ارادت له روسيا والصين ان
يستمر فيها "ان على الرئيس السوري
الرحيل عاجلاً او آجلاً" بما يشي
باتهامهما باطالة امد الازمة مع
استمرار دعم النظام.
ثم ان
الفرز على مستوى مجلس الامن في ظل
استمرار روسيا والصين على موقفهما
الداعم للنظام واستخدامهما الفيتو ضد
اي قرار في غير مصلحته ينسحب على الفرز
على مستوى الجمعية العمومية لجهة ما
يعنيه من استمرار الانقسام الدولي على
كل المستويات في الأمم المتحدة بما
يستمر في تعطيلها على رغم ان اهمية
قرار الجمعية العمومية رمزي ومعنوي
ليس الا، ويؤكد ان الكفة الدولية ترجح
ضرورة رحيل الرئيس السوري. هذه
التطورات الاخيرة شكلت
التوظيف الاقصى لمؤسسات الامم
المتحدة بما فيها للجمعية العمومية في
موازاة الشلل الذي أصاب مجلس الامن
الدولي وتقديم الموفد الاممي العربي
الى سوريا كوفي انان استقالته من مهمته
نتيجة الفشل في انجازها، على رغم انها
كانت "مكتوبة على الجدران منذ بعض
الوقت"، كما يقول مطلعون، باعتبار
ان مؤشرات الفشل كانت موجودة وهي تأخرت
ولم تكن مفاجئة وقد سبقه الى الاستقالة
مساعده جان ماري غيهينو. ومع ان
أياً من الدول لن يسلم صراحة بان
الطريق عبر الامم المتحدة بات مقفلاً
في ما يتعلق بالازمة السورية حتى اشعار
آخر يتمثل في تغيير جوهري في المواقف
الدولية ، فان ما تخشاه مصادر
ديبلوماسية معنية هو ان تدفع
الاستهانة بآلية الامم المتحدة
وبامكانات توظيفها لانهاء الامور
سلمياً في سوريا الرهانات
الخارجية الى
اقصاها على التطورات الداخلية على صعد
عدة من بينها في شكل اساسي: الرهان
على حسم احد طرفي المعركة الجارية على
الارض الحرب لصالحه علما ان كل
المعطيات والمعلومات تفيد بصعوبة كسب
النظام للمعركة لاعتبارات مختلفة
واساسية وعدم
قدرته حتى لو كسب المعركة على حلب
والعاصمة استعادة القدرة على الحكم او
السيطرة في أحسن الأحوال. لكن
التقديرات ترجح حرباً استنزافية طويلة
بخسائر كبيرة. والكلام على
"صمود" الرئيس السوري لا
يجعلها اقل تأثيرا بل على العكس من ذلك.
ولذا تتناول الاسئلة في شكل اساسي ما
هي الخطة "ب" في استراتيجية
الرئيس السوري حتى لو استطاع حسم
الامور في حلب لمصلحته باعتبار ان هذه
الخطة لم تتوافر لدى حسمه الامور
لمصلحته في بابا عمرو لا بل ان الوضع
ازداد سوءاً في حين ان استمرار امد
الحرب في الداخل بات واضحا انه في غير
مصلحته على كل الصعد. والكلام على
انسحاب الرئيس السوري مع اركان طائفته
الى المنطقة العلوية على الساحل
السوري لا يبدو محتوما، في رأي هذه
المصادر، على رغم امكان حصوله باعتبار
انه وصفة اخرى لحرب طويلة قد تمتد
لسنوات. لكن
الكلام عن احتمالات
التقسيم وامكان وروده يشبه الى حد
كبير ما مرت به الازمة اللبنانية على
هذا الصعيد خلال الحرب حين كان التقسيم
من بين الاحتمالات المتداولة بين مد
الحرب الطويلة وجذرها، علما ان لبنان
لم يكن يحتمل ذلك ليس لصغر حجمه قياسا
الى حجم سوريا لكن للتغييرات الجذرية
لمثل هذا الاحتمال في المنطقة. الرهان
على وعي النظام والمحيطين به لواقع
الامور على الارض او توسط الدول
المؤثرة عليه من اجل العمل
لاستراتيجية خروج عبر مبادرة من
المحيطين به من العسكر في شكل اساسي
وغير الملوثة ايديهم بالدماء، ويفضل
ان يكون هؤلاء من الطائفة العلوية، الى
الاقرار بانه لا يمكن متابعة الحرب
الداخلية على هذا النحو وان ما يجري هو
حرب لا يمكن ان يربح فيها فريق النظام
على المديين المتوسط والبعيد
لاعتبارات متعددة لا مجال للدخول فيها
لانه لا امكان للعودة الى الوراء كيفما
كانت الامور. واطالة امد الازمة ستجعل
الامور اكثر صعوبة من دون ضمان حصول
مكاسب في المقابل. وهذا الاقرار يمكن
ان يمهد لبدء الاعداد
لتسوية يكون الرئيس السوري خارجها
لكنها تساهم في حصر الاضرار التي اصابت
مؤسسة الجيش في شكل اساسي ويمكن ان
تستوعب ايضا الشرخ بين الطائفتين
السنية والعلوية. ================= ما
تبقى من حكم الأسد بعد أن أحرق البلد ...
ياسر أبو هلالة الغد
الاردنية 5-8-2012 يبدو
الشعب السوري كاستشهادي فجر نفسه
بعدوه، فقد تجاوزت قدرته على الصمود في
وجه السفاح ما تعارف عليه البشر. كان من
المتوقع أن يرحل الأسد بعد أن فشل في
قمع الثورة، وبعد أن امتدت في كل الأرض
السورية. لكن بشار الأسد أثبت أنه
الأسوأ في طغاة العالم، وهو بعد عام
ونصف من الثورة بر بوعيد أتباعه: "الأسد
أو نحرق البلد". واليوم لا تجد حيا في
سورية غير منكوب، وهو ما يجعلك تتساءل
هل يستحق مجرم كهذا كل هذه الدماء حتى
يزاح؟ يوم
الجمعة في درعا، مهد الثورة، كان هناك
18 نقطة تظاهر، في الوقت الذي لم
يتوقف قصف المدفعية والطيران
لبلداتها، والذي لم يوفر ملجأ ولا
مسجدا ولا طفلا ولا امرأة ولا جريحا.
وهذا حال كل المحافظات السورية
النازفة. والأسد مختبئ لا يظهر حتى في
مناسبة وطنية مثل عيد الجيش، وكان حريا
به أن يخاطب من ملجئه الحصين كاميرات
فيديو أو هاتفا جوالا يحث الجنود في
حلب على التقدم. خصوصا أنه عودنا على
ظهوره المديد الممل من أيام القمم
العربية الداثرة. عنوان
الثورة اليوم حلب، وهي المحطة قبل
الأخيرة دمشق. لقد طاف طائف الثورة
التي انطلقت في درعا على حماة وحمص
وريف دمشق ودير الزور وإدلب واللاذقية
وما من بلدة إلا ولها رصيد في الشهداء
والجرحى والمفقودين والأسرى
والمهجرين. ولو كنت مشاركا في صياغة
قانون انتخابي بعد الثورة لحسبت وزن
الشهداء في كل محافظة تماما كما يحسب
ميزان الجغرافيا والديموغرافيا
والطوائف والقوميات. في
معركة حلب تجلى بؤس النظام، وبدا جيشه
عاجزا مترهلا غير قادر على التقدم على
الرغم من الغطاء الناري المخيف بقصف
الطيران والمدفعية والمدرعات. وهذا كل
ما بقي للنظام. بقايا جيش وأجهزة لولا
الدعم الإيراني والروسي لما استمر
يوما واحدا. في المقابل يستبسل الجيش
الحر بسلاحه الخفيف ويسطر ملاحم
الفخار بأقصى تضحية وأقل أمكانيات. حتى
اليوم يرفض الأميركيون السماح للجيش
الحر بالتزود بالسلاح النوعي المضاد
للدروع والطيران. والذين يتحدثون عن
مؤامرة أميركية، يدركون أن بشار كان
سيغادر السلطة مع أول طلعة للطيران
الأميركي. ولو أن الجيش الحر سمح له
بالتسلح بمضادات الطيران لما بقيت
طائرة من الطيران الروسي المهترئ تدك
الآمنين. سنة
ونصف والشعب السوري يذبح من الوريد إلى
الوريد ولم يسمح له بالتسلح دفاعا عن
نفسه. في المقابل مخازن إيران وحزب
الله مع الخبراء والمقاتلين تفتح بغير
حساب للنظام، وفوقهما روسيا والصين. في
المقابل تقرر إدارة أوباما دعم
المعارضة بـ25 مليون دولار! هذا المبلغ
يحصله في أقل من شهر رامي مخلوف من
الشعب من خلال شركات الاتصال التي
يحتكرها. هذا دعم لغايات الإساءة
للثورة السورية باعتبارها تتلقى دعما
أميركيا. لم يبق
من حكم بشار غير السلاح الروسي المهترئ
وبقايا جيش محكوم بأجهزة الأمن. إن ما
ينقله المنشقون عن وضع الجيش يكشف "عبقرية"
عائلة الأسد في تصميم جيش خاضع للأوامر
الأمنية. الجنود عبارة عن معتقلين يطلق
عليهم الرصاص في أي شبهة. وهم غير
قادرين على الانشقاق ولا على عصيان
الأوامر. وفي ظل غياب مناطق آمنة فإن
الانشقاقات تظل تدريجية بطيئة لا
عمودية. في حال النجاح بفرض منطقة آمنة
ابتداء من حلب فإن الجيش سينشق بشكل
دراماتيكي. وهنا تكمن أهمية معركة حلب. ================= ماذا
بعد استقالة عنان؟؟ ...
رشيد حسن الدستور
5-8-2012 بعبارة
موجزة .. فان استقالة كوفي عنان ،
المبعوث العربي والدولي لحل الازمة
السورية، يعني اطلاق العنان للحرب ،
بكل معنى الكلمة، حرب لا تتهي ، ولن
تتوقف الا بانتصار طرف على أخر ، أو
باتفاق بين الدول المتصارعة ،ونعني
بالذات بين روسيا وأميركا . ومن
ناحية أخرى فان هذه الاستقالة غير
المفاجئة، الى جانب تصريحات عنان عقب
تقديمها، تؤشر وبجرأة على أسباب فشل
واخفاق المبعوث الدولي .. فتعنت النظام
، وتسليح المعارضة ، وانقسام الدول
الكبرى الى فريقين ، هي اسباب الفشل
الذريع، وهي أيضا الاسباب التي تشي
بدور الصراعات الدولية والاقليمية في
الازمة، فلولا هذه الصراعات، والمصالح
المتضاربة، لما استمرت الأزمة ، وقد
أنفجرت حربا بالوكالة ، على حد تعبير
عنان ، وهو وصف دقيق تماما ، فهذه الحرب
بكافة تجاذباتها ، وتداعياتها ، تعيد
الى السياسة الدولية ، اجواء الحرب
الباردة، التي لفظت انفاسها بعد سقوط
جدار برلين، وها هي تعود اليوم بعد
عودة روسيا ، الى موقعها الطبيعي هي
والصين الى جانب واشنطن ، لتنهيا تفرد
واشنطن بقيادة العالم ، وسياسة القطب
الواحد. لا
نريد أن نقف مطولا على ردود فعل الدول
المعنية مباشرة بالازمة، فالموقف في
حد ذاته يعكس الصراع وافتراق المصالح ،
فالدول المؤيدة للمعارضة ، رحبت بهذه
الاستقالة ، في حين أن الدول المؤيدة
للنظام اعربت عن استيائها ، “فهي تضرب
أي أمل بالحل السياسي” عل حد تعبير
نائب وزير خارجية روسيا. ومن
هنا فرضت الاستقالة على الجميع توجيه
الانظار.. كل الانظار الى حلب عاصمة سيف
الدولة ، والعاصمة الاقتصادية لسوريا
، ففيها يتقررمصير سوريا القادم ، لا
بل يرتسم مستقبل المنطقة ، وهي التي
ستقرر استمرار الحرب ، وكيف؟؟ وهي
بالنتيجة ستكشف الغطاء عن
السيناريوهات المتوقعة .. ومنها هل
ستبقى الحرب داخل سوريا ، ولا تمتد الى
الخارج، حيث ستركز المعارضة أو
بالاحرى الجيش الحر على حرب العصابات ،
وستستغرق وقتا طويلا، وأكثر مما يتوقع
البعض ، ما دام الروس والصينيون وايران
مصممين على دعم النظام وبقائه ،
باعتباره جزءا من استراتجية هذه
الدول، في مواجهة امريكا وحلفائها في
المنطقة ، والحلقة الاهم في مصالح هذه
الدول وتواجدها في المنطقة . ومن
ناحية أخرى يتوقع البعض ، في حال
اختلال موازين القوى بين القوى
المتصارعة ، أن يمتد لهيب الحرب الى
الدول المجاورة، وقد تتسبب في اشعال
حرب ، او حروب اقليمية تأكل الاخضر
واليابس . باختصار....استقالة
عنان ، تعني نهاية اي أمل بالحلول
السياسية، والتوجه لحل الازمة عسكريا
، ما يعني حربا طويلة جدا ، سيكون
وقودها مع الاسف الشعب السوري الشقيق ،
وستصل نيرانها الى الجميع . ================= «الإرهابيون»
في الثورة السورية!! ... ياسر الزعاترة الدستور
5-8-2012 لم
ننكر منذ شهور وجود مقاتلين إسلاميين
في الساحة السورية. لم ننكر ذلك لأننا
لا ننكر الوقائع على الأرض كما يفعل
شبيحة النظام داخل سوريا وخارجها. لم
ننكر ذلك رغم علمنا بأن النظام يستخدم
هذه الفزاعة لكي يثبت المؤامرة على “سوريا
المقاومة والممانعة”. لم يكن
سرا بأي حال من الأحوال أن الإرهابيين
الذين يتحدث عنهم النظام السوري هم
أنفسهم الذين تحالف معهم بعد احتلال
العراق، وهم أنفسهم الذين كانوا يحظون
بمديح شبيحة اليسار والقومجية الذين
يتحدثون اليوم عن المؤامرة الأمريكية
الصهيونية التركية القطرية السعودية
على نظام المقاومة. كنا
نتحفظ أحيانا على بعض نشاطات القاعدة
في الساحة العراقية، لكن الشبيحة
إياهم كانوا يبررونها، حيث كان بعضهم
يتحدثون كما لو كانوا عناصر في
التنظيم، وليسو أقواما لا يؤمنون
بالله ولا برسوله، أقله بعضهم حتى لا
نقع في مغبة التعميم. تحالف
النظام السوري مع عناصر القاعدة في
العراق، وكانت حلب تشحن المفخخات نحو
الأراضي العراقية. لم يعد ذلك سرا،
تماما كما كانت معبرا للقادمين منهم من
خارج العراق. ونحن هنا لا ننكر البتة
دور النظام السوري في إفشال الغزو
الأمريكي للعراق، وإن كان الإسلاميون
بشتى ألوانهم (قاعدة ومجموعات إسلامية
أخرى) هم أصحاب الإنجاز الحقيقي الذي
ضاع شق منه بسبب عوامل كثيرة تحدثنا
عنها مرارا ها هنا خلال السنوات
الماضية. ما إن
وقع العراق بيد إيران، حتى انقلب
النظام السوري على من كان يراهم
مجاهدين، حيث سلم بعضهم للأمريكان، بل
ولدول عربية أيضا، كما قتل بعضهم بطرق
شتى، في ذات الوقت الذي زج بكثير من
السوريين منهم في السجون. انتهت
مهمتهم بالنسبة إليه، مع أننا لا ننكر
إنها كانت مهمة مقدسة، لأنها أفشلت
أسوأ هجمة تعرضت لها الأمة منذ عقود
طويلة، ولو نجح مشروع الغزو لكان مشهد
المنطقة مختلفا على مختلف الصعد، ولما
كان بوسع حزب الله أن يحقق انتصار تموز
2006، فضلا عن هزيمة العدو في قطاع غزة
2009. ولأنهم
لم يكونوا عملاء للنظام السوري، ولا
لسواه، بل كانوا مجتهدين في طلب الحق،
بصرف النظر عن مسلسل الأخطاء التي
وقعوا فيها، ولا زالوا يقعون فيها مع
الأسف الشديد؛ لأنهم كذلك، لم يكن
مستغربا عليهم أن يشاركوا بهذا القدر
أو ذاك في الثورة السورية. لكن ما
ينبغي أن يقال هنا هو أن تدفق الشبان
الإسلاميين إلى سوريا لا يشبه بحال
تدفقهم إلى العراق ولا طريقة عملهم.
فهنا جاء أكثرهم فرادى لا ينتمي أكثرهم
لأي تجمع سياسي، تماما كما كان حال
الشبان الذي ذهبوا إلى العراق قبل
الغزو بأسابيع وانتهت مهمتهم بطريقة
درامية لأن أحدا في العراق لم يكن يريد
مقاومة الأمريكان في ذلك الوقت، ربما
بسبب الظلم الذي كانوا يشعرون به حيال
حكم صدام، ولا نستثني هنا أكثر السنّة،
وليس الأكراد والشيعة فقط. إن
تدفقهم هنا يشبه إلى حد بعيد نموذج
أفغانستان، مع فارق أن أحدا لا يشجعهم
هذه المرة، إذ يبادرون إلى ذلك
بأنفسهم، لأن أحدا لا يريد تكرار تجربة
الجهاد الأفغاني التي أعادت كثيرين
إلى بلادهم بخبرات معينة، وربما
بأفكار لا تناسب الأنظمة التي شجعتهم. من هنا
يبدو من العبث الحديث عن تشجيع من قبل
الأنظمة لظاهرة المقاتلين الإسلاميين
في سوريا، بل إن هناك ليبيين مثلا كان
لهم دورهم الكبير في الثورة وتركوا
موسم القطاف وجاؤوا للمساهمة في
الثورة السورية دون إذن ولا تشجيع من
أحد. اليوم
هناك تضخيم واسع النطاق لظاهرة
المقاتلين الإسلاميين القادمين من
الخارج، والسبب هو تكريس منطق
المؤامرة، مع أن القاصي والداني، بما
في ذلك الصحف والوكالات الأجنبية لا
زالت تقر (البنتاغون أقرَّ بذلك أيضا)
بأن نسبتهم محدودة، وأن غالبية الثوار
الساحقة هي من أبناء الشعب السوري (منشقين
عن الجيش وطلبة جامعات وحرفيين وأناسا
عاديين). لقد
نبعت الثورة من ضمير الشعب السوري، وهي
كانت ثورة سلمية قبل أن يرد عليها
النظام بالقتل والتدمير، ما اضطرها
إلى حمل السلاح، بل إن العمليات الأولى
كانت نتاج اختراق للنظام في مجموعات
خبر التعامل معها من أيام العراق. وقد
كانت الثورة طوال الوقت، ربما
باستثناء الأسابيع الأخيرة لا تملك من
الأسلحة ما يكفي للدفاع عن النفس، فضلا
عن الإثخان في الجيش والأجهزة الأمنية. إنها
ثورة سورية تطلب الحرية، ومن جاؤوا من
الخارج هم أحرار يريدون مساعدة الشعب
السوري، ولا تثريب عليهم، بل يستحقون
التحية والتقدير، اللهم إلا من حاول
منهم فرض شيء لا يريده السوريون، أكان
خلال الثورة أم بعدها، وهم قلة قليلة
لن تغير في مسار الأحداث. ليس
ذنب الشعب السوري أن تدخل بعض القوى
الإقليمية والدولية على خط الثورة، بل
هو ذنب النظام المجرم الذي تحرك وفق
شعار “أنا وبعدي الطوفان”، لكن
الطوفان سيجرفه دون شك، وستلملم سوريا
جراحها وتعود قوية عزيزة أكثر انتماءً
لأمتها وأكثر تعبيرا عن ضمير شعبها
الأبي، ولكن المنافقين لا يعلمون. التاريخ
: 05-08-2012 ================= الحكومة
الانتقالية: لحظة الحقيقة في الثورة
السورية ... د. وائل مرزا سيكون
نجاحُ المعارضة في تشكيل حكومة
انتقالية بالشروط التي تحقق أهداف
الثورة الحقيقية، وتقديمُ هذا العرض
إلى المجتمع الدولي، مدخلاً للضغط
عليه وإحراجه سياسياً وإعلامياً الأحد
05/08/2012 المدينة قد
يتسامح الشعب السوري مع أي ممارسةٍ
قامت بها المعارضة السياسية السورية
حتى الآن، لكنه لن يجد مجالاً للتسامح
إذا دخلت أطراف هذه المعارضة في مسلسلٍ
هزليٍ يتعلق بتأليف الحكومة
الانتقالية. أخطأت
المعارضة في كثيرٍ من مراحل الثورة.
وبغضّ النظر عن الدخول في ملابسات
الأخطاء وأسبابها ومقترفيها، إلا أن
الثوار في الداخل استطاعوا بتضحيتهم
وإصرارهم إيصال الثورة إلى هذه اللحظة
المفصلية في مسيرتها. وهي لحظةٌ بات
البحثُ فيها عن الحكومة الانتقالية
مشروعاً ومطلوباً مع تصاعد ملامح سقوط
النظام، وإقرار العالم بذلك، تجنباً
لحصول أي فراغٍ سياسي في سوريا. من هنا،
يُصبح الخطأ في التعامل مع مشروع هذه
الحكومة خطيئةً هي في حقيقتها أقرب
للخيانة العظمى للثورة السورية. يُخطىء
من يعتبر البحث في مشروع الحكومة
الانتقالية مجرد استجابةٍ لمطالب
خارجية. فبقراءةٍ سياسية للواقع
الراهن محلياً وإقليمياً وعالمياً،
يظهر أن تكوين الحكومة بات حاجةً ملحةً
للاستعداد لمرحلةٍ حساسةٍ قادمة، قد
لايستطيع أحدٌ التكهّن بتاريخ بدايتها
على وجه الدقة، لكنّ كثيراً من
المعطيات توحي بأنها باتت قريبة.
فالجيش الحر يخلق على الأرض واقعاً
جديداً في مختلف أنحاء البلاد، بدءاً
بالنقط الحدودية وصولاً إلى المدن،
مروراً بمساحاتٍ كبيرة من المناطق
المحررة خارجها. واستقالةُ كوفي عنان
تبدو مؤشراً على طيّ صفحة مبادرته التي
تحولّت إلى طوقٍ لإنقاذ النظام
السوري، وعلى إدراك مؤيدي النظام
لطبيعة الواقع الجديد الذي يحمل
دلالات انهياره بشكلٍ متسارع. من
هنا، أصبح ضرورياً إظهار جدّية
المعارضة السورية في العمل على تشكيل
حكومة انتقالية، وإلا فإن هذه
المعارضة بأسرها ستفقد صدقيّتها أمام
الشعب السوري أولاً، وأمام النظام
العالمي الذي يمكن أن يستعمل فشل
المعارضة في الاستجابة لهذا الطلب
ذريعةً لتأخير أي قرار يمكن أن يساهم
في حسم موضوع إسقاط النظام. إن رفض
تشكيل حكومة انتقالية لايُشكّل خياراً
سياسياً منطقياً الآن. فإضافةً إلى
استخدام هذا الرفض من قبل الآخرين
كذريعةٍ لاتهام المعارضة بالفشل
الكامل، قد يكون ممكناً لجوء بعض القوى
إلى وضع توليفة تشمل رموزاً منتقاةً من
النظام مع شخصيات هامشية من المعارضة
لتشكيل حكومة انتقالية، ثم محاولة
فرضها كأمرٍ واقع ربما يُصبح مقبولاً
من خلال مناورات سياسية ومالية على
مستوى دولي. وسيكون هذا طعنةً في ظهر
الثورة . لهذا،
سيكون نجاحُ المعارضة في تشكيل حكومة
انتقالية بالشروط التي تحقق أهداف
الثورة الحقيقية، وتقديمُ هذا العرض
إلى المجتمع الدولي، مدخلاً للضغط
عليه وإحراجه سياسياً وإعلامياً.
ويُصبح المجال أمامه ضيقاً للتلاعب
بمصير الثورة من هذا المدخل في لحظة
سقوط النظام. ويمكن من خلال مساعدة
الأصدقاء الحقيقيين للشعب السوري
وبالتنسيق معهم فرض التصور الذي تطرحه
المعارضة كخيارٍ سوريٍ عليه درجةٌ
كبيرةٌ من إجماع الداخل والخارج، ويجب
على الآخرين قبوله والتعامل معه،
أيضاً كأمرٍ واقع. لكن
التحدي الحقيقي أمام المعارضة يكمن في
تأمين شروط نجاح تشكيل الحكومة
واستمرارها وقدرتها على أداء مهماتها.
وتجنباً للتكرار، يمكن الإشارة في هذا
المجال إلى البيان الذي صدر عن (لجان
التنسيق المحلية) والذي يتضمن إشاراتٍ
هامة ينبغي أخذها بعين الاعتبار: «يجب
أن تأتي[الحكومة] نتيجة مشاورات متأنية
بين القوى السياسية والتنسيقيات
والجيش الحر، وأن لاتثير لدى أي قطاع
من السوريين شعورا بالاستبعاد
أوالتهميش ،وأن تنال أوسع إجماع وطني
ممكن. وهوما يقتضي أن تتشكل من شخصيات
ذات مصداقية تتحلى بأخلاقيات الخدمة
العامة.وفي ظروف الثورة السورية
الراهنة ،تقضي الحكمة بأن تكون حكومة
صغيرة، قليلة الكلفة،وقادرة على
التحرك الفعال داخليا وخارجيا.وللأسف
فإننا بين ملايين السوريين،نلحظ
تهافتا متسرعا من قبل هيئات
وشخصيات،على تشكيل الحكومة المأمولة.وهومايضرب
بعرض الحائط قيم الثورة، ويهين شهداء
الشعب السوري وتضحياته الكبرى،خلال
نحوعام ونصف من الثورة المجيدة،وقبلها
خلال عقود من حكم الطغيان. ثورة
الكرامة تتوقع الكرامة والنبل من
ممثلي الشعب السوري. ومن أول قيم
الثورة أن السوريين متساوون كرماء،وأن
العمل العام تكليف وليس تشريفا،وأن
طالب الولاية لايولى،على ما تقول
القاعدة الحكيمة من تراثنا.
والمعيارالعملي الذي نرى أن تكون له
المكانة الأولى في تسمية أعضاء
الحكومة الانتقالية هواستعداد
أعضائها للإقامة الفورية داخل
البلد،وأن يضعوا أنفسهم في مصاف جميع
السوريين المعرضين للمخاطرفي كل حين.
وأن تتجسد مبادئ المواطنة والكرامة
والمساواة في سلوك السياسيين الذين
تقدموا لأداء هذه المهمة. ومؤكدين من
جديد على أن الأولوية التي يتعين على
الحكومة تحقيقها،هي الإجماع
الوطني،بعيداعن روح التنافس السلبي
والتناحر،ومواجهة هذا الاستحقاق
السياسي بمسؤولية بعيداعن الأنانيات
الخاصة والضيقة». هذه
مبادىء عامة لن يختلف معها أحدٌ تهمه
مصلحة الثورة، وإذا لم تستطع المعارضة
العمل وفق ملامحها فسيكون هذا الفشل
مسماراً في نعشها قبل أي شيءٍ آخر. قد
يؤثر الأمر سلبياً على الثورة كما
ذكرنا، لكن كل ماعرفناه عنها على مدى
عامٍ ونصف يؤكد بأنها ستكون قادرةً على
أن تتجاوز هذا الظرف، وتُفرز قيادةً
تليق بها لتؤدي هذه المهمة في نهاية
المطاف. ================= سوريا..الحل
الأمني يأخذ مداه ! ... سلطان الحطاب الرأي
الاردنية 5-8-2012 الجرح
السوري الغائر أخذ يتلوث وها هي حروب
التدخلات والمخابرات القادمة من كل
بقاع الدنيا وهي تختلط بكل الفصائل
الجهادية وغير الجهادية المرّحلة من
جغرافيا أخرى وتلك التي «فقسّت» للتو
من حواضن الاسلاموية ترفع عقائرها
وتعلن حروبها وتصنع حروب الدول على أرض
سوريا بعد ان اختار النظام الحل الامني
الى أن فسد المكان وتعفن وها هي الثورة
السورية تمضي وهي تعلم أن باب جهنم
الذي فتحه النظام عليها قد أدخل الصالح
والطالح وحرق الارض في وجهها.. على
المستوى الدولي فإن الحرب الباردة
عادت من خلال الصراع في سوريا وعلى
سوريا وها هي الحرب الباردة تنتقل من
شد الحبل في مجلس الامن حيث روسيا
والصين في مواجهة أميركا والغرب
والعرب الى درجة من السخونة قد تصل
للانفجار بعد أن أرسل الاميركان أسلحة
تجاوزت ما يلزم المليشيات أو ما تقوى
على حمله المقاومة الى اسلحة أخرى وبعد
أن أرسل الروس بوارجهم المحملة
بالسلاح في طريقها الى قاعدتهم في
طرطوس لتفرغها للجيش السوري .. الخارج
السوري مستنفر ومتوتر..وهناك حشود
وقواعد وجيوش يتقاطر وصولها..ومنظمات
تتشكل باسم الجهاد وغيره بعضه وصل
وبعضه ما زال يواصل السير عبر طرق
مشروعة وغير مشروعة.. في
الجولان المحتل حشود اسرائيلية وغير
اسرائيلية وعلى الحدود مع الاردن يقظة
واستنفار ومحاولات منع تصدير العنف أو
التصدي للشظايا السورية المتطايرة أو
حتى اعادة القراءة لأوضاع مستجدة لا
نعلم المدى الذي تصله أو تصل بنا اليه
فقد «كركبت» الأزمة السورية أوضاعنا
وبدأت الحمى تسري نتاج سخونة جدران
الجيران.. من
الحدود العراقية الى سوريا تتدفق
المليشيات الشيعية والسنية التي تعبر
بترخيص والتي لا ترخيص لها فالعراق
الرسمي يغض النظر عن متطوعين ايرانيين
يعبرون من حدوده وغير الرسمي يرحل من
اشتبكوا مع مكوناته الاخرى ومع
الاميركيين..ويصل «الابوات» على
اختلاف القابهم الى مدن سوريا وقراها
وقد يسرقون الثورة ويغيرون اهدافها
وقد يمنعون الوصول الى الاستقرار حتى
بعد انتصارها فالجرح الغائر المفتوح
يتلوث والأسد لم يداو الجرح الذي سببه
في درعا وها هي سوريا تتداعى في حالة
تصل الى التقسيم والانهيار والانشطار
والتشظي حتى بعد رحيل الاسد وسقوط
نظامه.. ما كنا
نخشاه يقع فالأنظمة الدكتاتورية تخطف
شعوبها تحت حد السكين حين تشعر بالخطر
على استمرارها وهي تساوم على هذه
الشعوب فإما أن تقبل بها حاكمة عليها
ابد الدهر واما ان تزجها في حروب
وصراعات لا تخرج منها وقصة العراق ما
زالت ماثلة ولنا من ليبيا عبرة ودروس.. تضيع
العناوين الان في سوريا وتختلط
الاجندات والحابل بالنابل والشعارات
الثورية البريئة السلمية تختفي ليخرج
المسلحون والملثمون والاسلحة مختلفة
المصادر والصناعة ويواصل الوقود
اشتعاله من الشعب السوري نفسه الذي
سيفقد لاحقاً قدرته على التصنيف من مع
الثورة ومن ضد الثورة واين هي الثورة ؟
وهل ما زال النظام قائماً حتى بعد
رحيله اذ سيتولى وكلاء عنه صنعتهم
مخابرات الدول لمواصلة القتل والتفجير
وحينها ستكون اسرائيل هي الحل بعد أن
تدخل سباق التدخل متأخرة لتفوز
أجندتها.. هناك
في المنطقة من يملك المال ويبحث عن
متطوعين، وهناك من يملك الايديولوجيا
الجهادية أو الارهابية ويبحث عن
متطوعين أو يسوّق متطوعين في مقابل
النظام الذي قد لا يطاوعه جيشه الان
فيبحث عن العائلة والطائفة وأصحاب
المصالح في استمراره ..انها الحرب
الاهلية التي لا تبقى ولا تذر فهل
المتدخلون يريدون اطفاءها.. هل
جاءوا يأخذون ناراً أم يشعلون البيت
السوري ناراً..؟ ألم نقل أن هذه الأنظمة
لا يهمها الا الحكم اما الاوطان فلا ؟
ألم يقل النظام السوري عشية سقوط
الجولان واحتلاله المهم ان يبقى
النظام الوطني في سوريا..ها هو قد بقي
وهذه هي ثماره ..الاحتلال الاسرائيلي
باق والسوريون أهداف للقتل بيد النظام!!! ================= بعيداً
من دمشق، "كردستان السورية" شبه
المستقلة ... مارك سيمو صحيفة
"ليبراسيون" الفرنسية (27 تموز 2012) المستقبل 5-8-2012 في
المناطق الكردية السورية، يرفرف العلم
الكردي، بألوانه الثلاثة، فوق المباني
الرسمية؛ أو بالأحرى ترفرف مختلف
الأعلام الكردية التي تتنوع حسب المدن
والقرى والأحياء، مجسدة بذلك
الانقسامات السياسية التي تشغل كرد
سوريا، القاطنين في شمال سوريا. لكن
العلَم المهيمن هو علَم حزب الاتحاد
الديموقراطي القريب من العمال
الكردستاني التركي، المعروف بخوضه حرب
عصابات طويلة مع النظام التركي. ويعرف
عن حزب الاتحاد الديموقراطي انه أخذ في
بداية الثورة السورية موقف الترقب، أو
حتى التعاون مع النظام. هناك
علَم كردي آخر يرفرف أيضاً، يتوسط
ألوانه الثلاثة شمسٌ ساطعة؛ انه علم
كردستان العراق، المستقل عن حكومة
بغداد المركزية، يتزعمها رئيسها "الإقليمي"
مسعود برزاني، رمز النضال من أجل
الاستقلال الكردي ورئيس الحزب
الديموقراطي الكردي، الذي ينعم بنفوذ
واسع في كردستان سوريا. يصف أحد
المثقفين العائدين من المنطقة الوضع
الجديد: "ليست هي الحرية الحقيقية
حتى الآن؛ إذ ما زالت تتواجد بعض القوى
الأمنية التابعة للنظام السوري في بعض
المدن، ولكن عناصرها ملتزمون البقاء
في ثكناتهم. أما الحركات الكردية فهي
التي تقبض على السلطة الآن". الأقلية
الكردية السورية، البالغة نسبتها
العشرة بالمئة تعرضت للتمييز لزمن
طويل. مئات الآلاف من الكرد حرمهم
النظام البعثي منذ سنوات صعوده الأولى
من الهوية السورية، فعاشوا داخل
بلادهم من دون أوراق ثبوتية. هذا لم
يمنع دمشق من دعم متمردي الحزب العمالي
الكردستاني لسنوات، قبل ان تطرد قائده
عبد الله اوجلان عام 1998 (...). بعد
ستة عشر شهراً من بدء الانتفاضة
السورية، ها هو حلم الكيان الكردي
المستقل يتحقق؛ ومن دون اطلاق نار،
تقريباً. يقول ناشط كردي سوري في معرض
شرحه للحذر الكردي خلال الفترة الاولى
من الثورة السورية: "كان يصعب على
الكرد القتال في صفوف تمرد تدعمه كل من
تركيا والعربية السعودية وقطر".
فضلا عن ذلك فان المجلس الوطني السوري
المعارض لبشار الأسد بقي على درجة
عالية من الحذر تجاه أية فكرة تعطي
الكرد استقلالهم، على الرغم ان رئيس
هذا المجلس، عبد الباسط سيدا، هو كردي.
ودمشق من ناحية اخرى، التي تحتاج إلى
قواتها من أجل استعادة مدينة حلب، سحبت
هذه القوات من الشمال الكردستاني. الموظفون
الكرد في الدوائر الرسمية بقوا في
اماكنهم. وتجنبا لفراغ امني يتسبّب به
انسحاب هذه القوات، شرعت المنظمات
المختلفة في إقامة بنى إدارية موازية
في النقاط اللازمة. وأمام خطر اقتتال
كردي- كردي محتمل، بادر مسعود برزاني
منذ أيام إلى جمع حزب الاتحاد
الديموقراطي والمجلس الكردي السوري في
أربيل، من أجل ان يفرض عليهم صيغة
لسلطة سياسية وأمنية مشتركة. يقول أحد
المقربين من الملف: "كل الأطراف
وافقت على صيغة البرزاني: حزب الاتحاد
الديموقراطي وافق من أجل اكتساب
شرعية، ومن أجل تمويه مواقفه الملتبسة
تجاه النظام السوري. أما الحزب
الديموقراطي الكردي، فقد وافق على
صيغة البرزاني لأنه متأكد من الفوز في
أول انتخابات حرة في منطقة كردستان".
ولكن
كلا القوتان عازمتان على الاحتفاظ
بمناطق نفوذهما. فقد تدفّق مئات
المقاتلين التابعين للحزب
الديموقراطي الكردستاني، وعززوا بذلك
قوات حزب الاتحاد الديموقراطي التي
تسيطر على منطقة افرين، النقطة
الاستراتيجية الواقعة بين حلب والحدود
التركية. وللحزب الديموقراطي الكردي
نقاط تمركز قوية، في القامشلي خصوصا،
وهي المدينة الكردية السورية الرئيسية
التي تضم ربع مليون نسمة. وتقول
معلومات ان قوات هذا الحزب تغذت
بمقاتلي "البشمركة" الكرد
العراقيين. الخطران
الرئيسيان اللذان يحدقان بكردستان
سوريا هما الاقتتال الأخوي وهجوم
أبناء القبائل العربية المقيمة في
جيوب بعينها؛ كما في منطقة دريك، في
الأراضي الكردية، حيث تتركز الموارد
النفطية الأساسية لسوريا. النظام
البعثي الآيل الى السقوط أراد ان يخلق
تلك المنطقة المستقلة الكردية في
الشمال بغرض تعقيد المعطيات الإقليمية
وخلق المصاعب لتركيا، الداعمة للثورة،
والتي أصبحت قاعدة خلفية لتموين الجيش
السوري الحر. هناك 15 مليون كردياً في
تركيا، يعيش معظمهم في مناطق قريبة من
سوريا. "الحرب القذرة" التي خيضت
بين الجيش التركي وقوات حزب العمال
الكردستاني خلفت وراءها 40 ألف قتيل منذ
العام 1984. وعلى الرغم من ان حزب الاتحاد
الديموقراطي يتجنب التفوه بكلمة "استقلال"،
إلا أن علاقاته مع حزب العمال
الكردستاني تدفع بأنقرة إلى رفع صوتها.
أردوغان منذ ايام قليلة أعلن: "لنا
حق طبيعي بالتدخل في شمال سوريا". ================= نجاح
الثورة ... نجاح المعارضة ... كامل عباس المستقبل 5-8-2012 كتب
الأستاذ يوسف بزي مقالاً تحت عنوان:"
نجاح الثورة ..... فشل المعارضة" (المستقبل
ـ نوافذ 8/7/2012) افتتحه كما يلي:" في
بلدة حاس السورية حمل أهلها لافتة تقول:
أيها العالم لسنا معارضة، نحن شعب يريد
الحرية والكرامة"، واختتمه بالقول:"
بهذا المعنى، في سوريا ليس مصير الثورة
مناطا بمصير المعارضة، بل ربما يكون
فشل هذه الأخيرة معبرا لولادة الجسم
التمثيلي السياسي للثورة". ومع
احترامي وتقديري للكاتب وما كتبه عن
اجتماعات لا تحصى للمعارضة السورية في
اسطنبول وباريس والقاهرة وتونس،
وعجزها في تلك الاجتماعات عن ان تصل
الى وحدة فيما بينها ترتقي فيها الى
مستوى نضالات شعبها، إلا أنني أرى أن
المقال يحمل من لغة العواطف أكثر مما
يحمل من لغة العقل، وبكل الأحوال
السجال مفيد جدا للثورة السورية حول
هذا الموضوع، ولذلك كانت هذه الكلمات: بداية
كان من المؤمل أن نصل الى القرن الواحد
والعشرين وقد راكمت حضارة الانسان
ثقافة تجعل تطور المجتمعات يقوم على
الاصلاح بدلا من الثورة (الثورة هدم
وبناء، والإصلاح بناء على البناء) ولكن
وبكل أسف ومرارة نقول إن ربيعنا العربي
بدأ بثورات لا تقل دموية وهدما عن
الثورات القديمة، تتحمل مسؤوليتها
السلطات العربية المتخلفة والمستبدة
بسبب سلوكها الأرعن قبل وأثناء الثورة.
وإذا كانت الثورات العربية تشبه
الثورات السابقة في ما تقوم به من هدم
وحرق لكثير من المؤسسات بسبب غضب
الجماهير، فإنها لا تخلو من مسحة العصر
كلياً، فهي أقرب الى الاصلاح في
مطالبها وشعاراتها. ولذا، يصح وصفها
حقا بأنها ثورية التوجه، اصلاحية
الخطوات. والثورة،
اية ثورة، يشترك في تفجيرها عنصران:
عنصر عفوي هو الجماهير، التي تعمل وفق
عواطف ومشاعر وغرائز اكثر مما تعمل وفق
العقل. وعنصر سياسي، هو القوى السياسية
التي نطلق عليها اسم المعارضة. تحدث
الثورة بشكل عام نتيجة أزمة حادة في
البلد المعني، تؤدي الى انفجار
اجتماعي تنزل فيه الجماهير الى الشارع
لتواجه قمع النظام وبطشه، بما في ذلك
الرصاص الحي، كما هو حاصل في الثورة
السورية الآن، بصدورها العارية،
وأثناء ذلك تقوم الحركة السياسية
بتعبئة وتنظيم وقيادة الجماهير
المنتفضة نحو الهدف المنشود وهو اسقاط
السلطة القائمة. ولكن
يحصل في التاريخ ألا يكون مسار
الحركتين السياسية والعفوية متوازياً
ومتناغماً لأسباب يجب دراستها في كل
حالة على حدة. قد تخطئ الحركة السياسية
في مراهنتها على الشارع وتدعو الى
انتفاضة لا يتم التجاوب معها. وقد تسبق
الحركة العفوية الحركة السياسية في
النزول الى الشارع، كما حصل في الثورة
السورية، ما يضطر الحركة السياسية
للهاث وراءها. وقد تتناغم الحركتان
جنباً الى جنب كما حصل في الثورة
الروسية. تكاد
تكون الثورة السورية من أعرق الثورات
التي عرفها التاريخ. جماهير نزلت الى
الشارع تطالب بالحرية والكرامة، وقد
عجزت آلة القتل، رغم كل الدعم المقدم
لها، عن اعادتها الى بيت الطاعة،
الملفت للانتباه ان الثورة السورية
اندلعت في منطقة هي عصب الطاقة، والشرق
والغرب(في هذه اللحظة التاريخية)
متمثلا بمجلس الأمن لا يريد لثورة بهذا
العمق أن تنجح لتطيح بمصالحه، ولذلك،
اعطي النظام المهلة تلو الأخرى للقضاء
على الثورة، وصلت الوقاحة ببعض أعضاء
الفريق الدولي ان يقولوا للثوار:" لا
تخرجوا غدا في مظاهرات حتى لا يطلقوا
عليكم الرصاص" وبسبب طول المدة حتى
الآن أفرزت الثورة معارضة جديدة
متمثلة بالتنسيقيات، تعمل في ظروف
يصعب تصورها. فهنا لا يوجد سجون بل
تحطيم عظام وسحق جماجم بالدبابات. لا
يبدو في الأفق المنظور أن المجتمع
الدولي يريد أن يضع حداً لمعاناة الشعب
السوري. والمشكلة ستكون "ألعن وأدق
رقبة" بعد سقوط النظام، فالمجتمع
الدولي يريد أن تقوم في سورية دولة،
مثل بعض دول الجوار، قائمة على
المحاصصة الطائفية. ولمجابهة ذلك لا بد
من تلاحم المعارضة السورية القديمة
والحديثة من اجل الوصول الى دولة
تعددية ديموقراطية لها قرارها الوطني
المستقل كما كانت في الخمسينات. بهذا
المعنى يبدو القول بان" فشل
المعارضة قد يعني فرصة لولادة الجسم
التمثيلي السياسي للثورة" وليدة
قراءة مبنية على تعثر المعارضة
السياسية لا تأخذ بعين الاعتبار تكامل
طرفي الثورة: الجماهير والقوى
السياسية ناهيك عن تبعات القمع الوحشي
الذي تعرض له المعارضون والثوار ما
يجعلها قراءة متسرعة الى حد ما وضارة
وغير نافعة للثورة السورية. ================= سورية
دخلت مرحلة التفتت؟ ... عبدالله اسكندر الأحد
٥ أغسطس ٢٠١٢ الحياة أظهرت
التطورات السياسية والميدانية
المتعلقة بالأزمة السورية، خلال
الايام الماضية، ان الوضع يتجه ليس فقط
الى تصعيد عسكري مدمر وإنما الى انسداد
سياسي يزيد الاقتتال شراسة. وذلك على
نحو يدفع الى التساؤل ليس عن كيفية
احتمال الخروج من هذا المأزق الكبير
وانما بات التساؤل مشروعاً عن احتمال
تحول تاريخي في وضع سورية كوطن ودولة
موحدة. على
الصعيد الميداني والداخلي، انتقلت
العمليات النظامية من ما كان يسمى «حفظ
النظام» الى تدمير ممنهج لمناطق سكنية
وتهجير وقتل جماعي، عبر اعتماد
الاسلحة الثقيلة البعيدة المدى وسلاح
الجو. وهذا يعني ان توجه النظام هو الى
إنزال أكبر قدر من الخسائر البشرية
وتشريد السكان، وايضاً إلحاق اوسع قدر
من التدمير بممتلكاتهم. بما يشير الى
اعتراف ضمني بأن هؤلاء السكان خرجوا من
دائرة اهتمام النظام كمواطنين وتحولوا
أعداء. ويبدو
ان كثرة الانشقاقات على مستوى القوات
النظامية مؤشر الى تنامي الشعور لدى
المنشقين بأنهم باتوا أداة في تحويل
أهلهم الى اعداء، وبأنهم لا يرون كيفية
معاودة التعايش مع الاهل في ظل مثل هذا
النظام. في
المقابل، تأخذ عمليات المعارضة التي «تتعسكر»
اكثر فأكثر طابع الحرب الاهلية. بمعنى
ان هذه العمليات لم تعد تقتصر على
حماية المتظاهرين من بطش النظام،
وانما باتت تسعى الى اكتساب مزيد من
المناطق «المحررة»، مع ما يعنيه ذلك من
مضاعفات على النسيج الاهلي ومزيد من
تفتيته. وما الاعمال الانتقامية
الاخيرة في حلب الا نموذج لهذا التهديد.
ولا يقلل من حجم القلق كون المستهدفين
بالانتقام من السُنة او الادانة من
المعارضة. فالاقليات، بكل طوائفها،
تشعر بالقلق على المصير، ولم تتمكن
المعارضة المسلحة ان تعطي، ميدانيا،
ما يطمئن هذه الاقليات التي اضطر بعضها
الى اللجوء خارج مناطق المعارضة خوفاً
من تهديد فعلي او مفترض. وهذا يعني ان
المعركة، كما تفيد اسماء «الالوية»
التي تخوضها على الارض، تأخذ اكثر
فأكثر طابع القتال الطائفي الذي،
بطبيعته، يقضي على التعددية بكل
اشكالها، سواء الطائفية او السياسية. وفي
هذا الاطار لا تقدم المعارضة
السياسية، عبر كل بياناتها الكثيرة
والمتعارضة، أي ضمان لوحدة عمل في
اتجاه اهداف الحركة الاحتجاجية،
خصوصاً التعددية والديموقراطية وقبول
الآخر. على
الصعيد الاقليمي، وفي الوقت الذي بات
جلياً انهيار خطة انان، لوحظ ان القوى
المعنية بالازمة والفاعلة فيها اتجهت
هي ايضا الى التصعيد الى حدود تحريك
قطعات عسكرية، او التهديد بالتدخل
العسكري. وهذا ما لوحظ، خصوصاً،
بالنسبة الى تركيا وايران اللتين
تواجهتا تاريخياً من أجل النفوذ في
المنطقة، على أساس الإنشطار المذهبي. واضافة
الى المناوشات على الحدود السورية مع
كل من لبنان والاردن، تتحدث اسرائيل
علانية عن استعدادات في الجولان
وايضاً للتحرك في حال تعرض اسلحة
الدمار الشامل السورية لتهديد، سواء
عبر الاستخدام او الاستيلاء عليها من
مجموعات معارضة. ما يدخل اسرائيل في
الحلقة السورية، اضافة الى
استعداداتها لعمل ما ضد ما تعتبره
الخطر النووي الايراني. كل ذلك
يؤشر الى ان زمن الحديث عن الحلول بات
بعيداً اكثر من أي وقت مضى من عمر
الازمة السورية. خصوصا ان موقف الجامعة
العربية، المعبر عنه أخيراً بالقرار
الأخير للجمعية العامة للامم المتحدة،
يستبعد أي حل بوجود النظام الحالي. اما
على المستوى الدولي، فأفضل تعبير عن
عدم القدرة على الدفع بخطة قابلة
للتنفيذ استقالة الموفد أنان، يأساً
وإحباطاً. ولا يبدو في الافق أي مؤشر
الى احتمال تفاهم ما على مستوى مجلس
الامن، يفرض تراجعاً لعمليات القتل
اولاً ومن ثم الدفع في حل سياسي. لا بل
ما يجري هو العكس تماماً. ففي حين تزداد
المساعدات الغربية والعربية
للمعارضة، تنخرط روسيا اكثر فأكثر في
دفاع مستميت عن النظام وتزوده، مثلما
تفعل ايران، بأدوات الاستمرار في نهجه
الجديد. على اعتبار ان سورية هي
المختبر الراهن لحرب باردة تشعر موسكو
ان عليها ان تتقدم فيها، بعدما خسرت كل
مواقعها في العالم نتيجة خسارتها
الحرب الباردة السابقة. والامر
الخطير في هذا النهج، نهج الحرب
الباردة، انه انتهى في السابق بعد كل
حرب أهلية الى تقسيم للنفوذ وعلى الارض.
فهو يدفع الاطراف المحليين الى التخلي
عن أي رهان على الوحدة لمصلحة الرهان
على اقتطاع موقع. وهذا ما يهدد سورية
حالياً. ================ خالد
الدخيل ... ما هي خيارات الأسد الآن؟ الأحد
٥ أغسطس ٢٠١٢ الحياة عندما
ورث بشار الأسد رئاسة سورية عن والده
في العام 2000، تفاءل البعض بالشاب الذي
درس طب العيون في بريطانيا، والمغرم
بالعلوم والإنترنت. لم يكن الشاب
معروفاً خارج الدوائر المقربة، لكن
سنه وقيافته وتعليمه، جعلته يبدو
للبعض مختلفاً عن والده ضابط الجيش
الذي ولد في كوخ صغير في قرية القرداحة
في جبال العلويين، ونشأ في سورية وهي
تنتقل من استعمار فرنسي مرير إلى
استقلال مضطرب، وتربى في كنف البعث
والمؤسسة العسكرية، وينتمي لمرحلة
الحرب العربية الباردة في خمسينات
القرن الماضي وستيناته. زادت جرعة
التفاؤل بعد خطاب قسم الرئيس الشاب،
الذي وعد فيه بحزمة إصلاحات سياسية
واقتصادية أوحت بأن سورية مقبلة على
انفتاح غير مسبوق. على خلفية ذلك
انتشرت المنتديات والأنشطة السياسية
والثقافية في دمشق، وهو ما عرف لاحقاً
بربيع دمشق، ثم أثبتت الأيام أن شباب
الرئيس الجديد، وتعليمه، واختلاف
مرحلته التاريخية عن أبيه لم تغير في
الأمر شيئاً. اشتهر عن بشار أنه
أحياناً يقود سيارته مع زوجته وضيوفه
في شوارع دمشق. وجهدت آلة الإعلام
السوري في تركيز الانتباه على هذا
الجانب من شخصيته. لم ينتبه هؤلاء إلى
أن هذه تؤكد ما كانوا يريدون إخفاءه،
وهو أنه ليس لدى بشار ما يفاخر به كرئيس
لسورية إلا أنه يقود سيارته بنفسه. ما
عدا ذلك كل شيء يجب إخفاؤه. وقد أثبتت
أحداث الثورة أن الرئيس الذي كان
يتناول طعامه أحياناً في أحد مطاعم
العاصمة مستعد لدك هذه العاصمة
بالدبابات والمدافع. انحدر
النهج السياسي لسورية في عهد الرئيس
الشاب، سواء بالنسبة للداخل أو الخارج.
سوف يسجل التاريخ للرئيس الجديد
إنجازات ليس منها واحد له علاقة
بالمقاومة التي يدّعيها. الإنجاز
الأول أنه في عهده استشرى الفساد،
وحصلت أول ثورة ريفية في تاريخ سورية
الحديث على الأقل. فصلت سياسات النظام
الريف عن المدن، وتركت حياة الناس
تتدهور في الريف إلى أن انفجرت أخيراً،
وأشعلت الثورة. الإنجاز الثاني أنه
أدخل سورية في حلف إقليمي مغلق مع
إيران و «حزب الله»، الأمر الذي عزل
سورية عربياً وإقليمياً. والإنجاز
الثالث أنه أعاد سورية لتكون موضوعاً
للصراعات الإقليمية والدولية، كما
كانت في المرحلة الأولى من حكم البعث،
أيام رجل سورية القوي صلاح جديد الذي
انقلب والد بشار عليه في حركته
التصحيحية عام 1970. وأكثر ما عرفت به
فترة جديد أنها كانت «فترة اليسار
الطفولي». وقد لعب هذا اليسار المتطرف
والمنغلق دوراً في دفع المنطقة نحو حرب
حزيران (يونيو) التي خسرت فيها سورية
هضبة الجولان لإسرائيل. وبسبب ذلك
اليسار لم تكن سورية لاعباً مؤثراً،
وإنما كانت ميداناً للصراع. والمفارقة
أن الأسد الأب قام بانقلابه على صلاح
جديد لإنقاذ سورية وإعادتها لدورها
الإقليمي الذي تستحقه، وقد نجح في ذلك.
ثم جاء الوريث، الأسد الابن، ليعيد
الأمور إلى ما كانت عليه قبل والده.
والأرجح أن فترة بشار الأسد ستعرف
بفترة «المقاومة أو الممانعة الطفولية».
أما الإنجاز الرابع للرئيس الشاب فهو
أنه أول رئيس لسورية يدفع بلده دفعاً
إلى أتون حرب أهلية مدمرة. ربما يعتقد
الرئيس أن مثل هذه الحرب ستغير حظوظه،
وتسمح بتحقيق انتصار استعصى عليه.
الحرب الأهلية بطبيعتها قذرة، وعندما
يفكر رئيس دولة بالانتصار على شعبه،
فهذا هو الدليل القاطع والنهائي على
أنه يسير بقدميه نحو الهاوية. في مثل
هذه الحرب، وفي مثل ظروف سورية
الاجتماعية والسياسية، ومحيطها
الإقليمي، لا يمكن أن يكسب الرئيس.
سيكون الخاسر الأول، والخاسر الأكبر. ما هي
خيارات الأسد إذاً التي تقف وراء
إصراره على التصعيد العسكري؟ يفترض مع
قياداته العسكرية أن التصعيد كفيل
بكسر ظهر المعارضة ووقف الاحتجاجات.
لكن بعد ما يقرب من سنة ونصف من الثورة،
أصبح هذا الافتراض فاسداً، ولا يصح
البناء عليه. ورغم ذلك لا يملك النظام
أي مخرج سياسي. كل ما يملكه هو
الاستمرار في التصعيد العسكري. وهنا
تنكشف الطبيعة الحقيقية للنظام. وهي
طبيعة لا تستقيم إلا باستقامة جدار
الخوف وبقائه عند الناس. وعندما ينهار
الجدار لا يملك شيئاً أمام ذلك إلا
العنف، والمزيد من العنف. وقد انهار
الجدار. حتى طبقة التجار التي يعتمد
عليها تفقد سوقها بالتدريج، وبالتالي
تفقد سبب وقوفها مع النظام. هل
يفكر بشار الأسد بخيار الدولة العلوية
كملاذ أخير له ولعائلته؟ مثل هذا
الخيار يناسب إيران، فدولة علوية
معزولة في الجبال وإن ضعيفة وتابعة
لطهران سياسياً، ستحفظ للأخيرة على
الأقل شيئاً من دورها في المنطقة. لكن
لا أظن أن الأسد سيقبل بمثل هذا، لأنه
خيار بائس، يجعل من الرئيس السابق
لسورية في الظروف الحالية مجرد خفير
لحماية الدور الإيراني على شاطئ
المتوسط. هل يأمل بشار إذاً بتدخل
عسكري إيراني في اللحظة الحرجة لإنقاذ
نظامه من السقوط، انطلاقاً من أن إيران
تعتبر سقوطه انهياراً لدورها في
المنطقة، وأن تكلفة إنقاذه تستحق
المغامرة؟ لكن كيف سيكون هذا التدخل؟
وهل تملك إيران القدرات العسكرية
واللوجستية للقيام بهذه المهمة
الكبيرة؟ ربما ستحاول طهران إشعال
أزمة في الخليج العربي ظناً منها أن
هذا سيخفف الضغط على حليفها في دمشق.
يجب أن نتذكر أنه إذا كانت مصلحة إيران
قد تدفعها للتحرك، فإنها تتصادم رأساً
مع مصالح دول كثيرة إقليمية ودولية لن
تسمح لإيران بأن تقوم بمثل هذا التحرك
مهما كانت تكلفة ذلك. ومن بين هذه الدول
السعودية ودول الخليج، وتركيا، ومصر،
والأردن، وأميركا، وأوروبا. ولعل في
تولي السعودية مشروع القرار الأممي
الأخير بالإسراع في تحقيق الانتقال
السياسي في سورية دلالة لافتة،
فالموقف السعودي، وهو الأول في
تاريخها، يحمل في طياته، إلى جانب
الدعم الكبير الذي تحقق له في الجمعية
العامة للأمم المتحدة، إصراراً واضحاً
على مواجهة التداعيات التي قد تفرضها
عملية الانتقال السياسي أو سقوط
النظام في سورية. وقبل هذا وذاك تركز
السياسة الإيرانية حالياً على تفادي
مواجهة عسكرية مع الغرب على خلفية
برنامجها النووي. أيهما يحتل الأولوية
الاستراتيجية بالنسبة لإيران: إنقاذ
نظام الأسد؟ أم إنقاذ برنامجها
النووي؟ الموقف
الروسي هو الأكثر تأثيراً على الأحداث.
لكن روسيا لن تغامر عسكرياً بعلاقاتها
ومصالحها مع الولايات المتحدة
والاتحاد الأوروبي لإنقاذ النظام
السوري. وتعرف موسكو أن مستقبل بشار
الأسد صار خلفه، ونظامه معزول في
الداخل والخارج، ومن ثم فإن إمكانية
إنقاذ النظام يجب أن تكون بمعزل عن
الأسد. تصرّ موسكو على وضع مسافة بين
موقفها وبين وضع الأسد. وما يربك روسيا
أن السياسة الغربية حالياً تركز على
ترك النظام السوري يستنزف نفسه، وأن
هذا إذا لم يؤدِّ إلى سقوطه، أو
انفجاره من الداخل، فإنه سيصل به إلى
حالة من العزلة والضعف قد لا تتطلب
عملية عسكرية كبيرة تستفز الروس. في مثل
هذا الظرف الحرج، حصلت عملية دمشق التي
أودت بحياة أربعة من أهم القيادات
العسكرية والأمنية لنظام بشار. كيف
يتعامل بشار مع تداعيات هذه الخسارة
الكبيرة؟ اختفاؤه بعدها يؤكد أنها
كانت اختراقاً أمنياً كبيراً وخطيراً
لم يعرفه النظام منذ 1970. لم يعد الرئيس،
كما يبدو، مطمئناً لكفاءة أكثر من ستة
عشر جهازاً على حماية أمنه الشخصي.
يحتاج العزلة لإعادة ترتيب الأوراق. ما
هو الأثر الذي تركه عليه قتل زوج
شقيقته، آصف شوكت، وأبرز المؤتمنين
على أمن النظام؟ بماذا يفكر بشار وسط
الأزمة الخانقة التي تحيط به من كل
جانب؟ ما هي الخيارات التي يقلبها أمام
خطر داهم يقترب منه رويداً، وباضطراد
لا ينقطع؟ هل هو يراجع أوراقه،
وخياراته، وتحالفاته التي أوصلته إلى
حيث هو الآن؟ هل أدرك أن الجمع بين
ادعاء المقاومة والممانعة، وواقع
الاستبداد والقبضة الأمنية الحديدية
مع الشعب أمران لا يجتمعان إلا في
جمجمة سياسي أرعن وفاشل؟ ربما أدرك
الآن أن القدر اختاره دون غيره من
إخوته، ومن شركاء والده ليكون هو
الوريث، وأن يكون آخر رمز للاستبداد في
سورية، وربما في المنطقة. سوف ينسى
الناس خارج مصر حسني مبارك، وخارج تونس
زين العابدين، وخارج اليمن علي صالح،
لكنهم سيتذكرون لزمن طويل معمر
القذافي، وسيتذكرون أنه عندما ادلهمت
الأحداث في سورية لم يقدم بشار الأسد
لا لنفسه ولا لشعبه مخرجاً سياسياً
يليق باسم سورية وبتاريخها. سيتذكرون
أن اسم بشار اقترن بالشبيحة،
وبالمجازر المتنقلة، ودك الأحياء
والمدن. ================= المسافة
بين دمشق والقاهرة وروما ... طريف
الخياط الشرق
الاوسط 5-8-2012 بعد
أقل من شهر على مؤتمر توحيد رؤى
المعارضة في القاهرة، صدر «نداء روما
من أجل سوريا»، ليحدث زوبعة أثارت
المزيد من الغبار. على
الرغم من إجماع فصائل المعارضة
السورية في البيان الختامي لمؤتمر
القاهرة، على إسقاط النظام ممثلا
ببشار الأسد ورموز سلطته، كشرط لبدء أي
حل سياسي، وتأكيد دعمهم للجيش السوري
الحر، أتى نداء روما، الذي وقعته خمس
عشرة شخصية معارضة، ينتمون إلى أحد عشر
تجمعا وهيئة، في مقر جماعة سانت
إيجيديو في روما، مناقضا لبيان
القاهرة. فقد طالب النداء بحل سياسي،
يقوم على وقف فوري لإطلاق النار يفرضه
المجتمع الدولي، وصولا إلى «مفاوضات
شاملة لا تستثني أحدا»، وبذلك فإن
الأسد شريك في التفاوض، واعتقد
النداء، بعد إقراره بحق المواطنين
بالدفاع عن النفس، أن «السلاح ليس هو
الحل»، وفي ذلك رفض مبطن لدعم الجيش
الحر، ثم دعا المواطنين في الجيش
السوري الحر «للمشاركة في عملية
سياسية». يبدو
أن من صاغ النداء لم يجد الوقت الكافي
لتتبع شاشات التلفاز التي تنقل مشاهد
القصف والدمار والقتل والتهجير،
والحرب التي يشنها رأس النظام ضد شعبه،
معلنا في أكثر من مناسبة، أنه يخوض
حربا ضد عدو أصبح في الداخل، حسب وصفه.
ويبدو أن من كتب النداء، تجاهل فشل
جهود المبعوث العربي الأممي كوفي
أنان، في تنفيذ خطته ذات النقاط الست،
والتي شيعت إلى مثواها الأخير بعيد
ولادتها، وقبل أن يعترف هو بفشله في
تنفيذها. إن إنعاش الذاكرة القريبة،
يذكر بأن خطة عنان التزمت في بندها
الأول بإطلاق «عملية سياسية شاملة»،
وطالبت أيضا «بوقف مستمر لأعمال العنف
المسلح بجميع أشكاله من قبل جميع
الأطراف». بعد كل
الفرص الدولية والعربية التي أتيحت
سابقا، والتي أتت بظروف تميل فيها كفة
ميزان التفاوض لصالح الأسد، ألا يشكل
النداء تكرارا لمسلسل طويل وممل، تعج
مشاهده بالعنف الدموي؟ وهل النظام
وحلفاؤه على استعداد اليوم للدخول في
حل سياسي؟ لقد
طرقت فصائل المعارضة أبواب موسكو،
وتيقنت بنفسها من تعذر تبدل الموقف
الروسي المراوغ. الموقف الإيراني أشد
وضوحا، أعاد تأكيده تصريح لوزير
الخارجية الإيراني، بأن «الحديث عن
حكومة انتقالية في سوريا هو مجرد وهم».
إن أي مسعى للتفاوض مع النظام، لا
يشترط بشكل مسبق رحيل الأسد، قد يفسر
كمحاولة لبيعه مزيدا الوقت بنفس
الأسلوب الروسي، حتى لو كانت الدعوة
موجهة من قبل النظام نفسه. فعن أي نوع
من الحلول السياسية يجري الحديث، وما
الفائدة من هذا النداء؟ تفيد
بعض التسريبات، باحتمال أن تكون جماعة
سانت إيجيديو هي من صاغ النداء، الذي
وقعه أعضاء في هيئة التنسيق الوطنية
والمنبر الديمقراطي وحزب الاتحاد
الديمقراطي الكردي (حليف حزب العمال
الكردستاني - التركي) وآخرون، وأنه لم
يتسن للموقعين إلا إجراء بعض
التعديلات البسيطة. ويشير بعض
المدافعين عن النداء إلى أن لغته
سياسية وليست ثورية بسبب طبيعة
الجماعة المضيفة. فالجماعة هي أخوية
مسيحية، تختص في حل النزاعات والحوار
بين الأديان، وتشكل إلى جانب جمعية
الأوبس دي، أذرعا ضاغطة للفاتيكان في
أوروبا والعالم. قد
يكون إبقاء قنوات اتصال مفتوحة مع
جماعة من هذا النوع مهما، لكنه لا يبرر
التنكر لوثائق القاهرة من حيث هي
الأرضية التوافقية المشتركة لكل
الفصائل، ولا يفسر تبني مضمون النداء،
الذي واجه سيلا من الانتقادات، وأحرج
بعض الموقعين حتى أمام تياراتهم
السياسية. فالنداء «حيادي، ولا يحتوي
أي بند عملي ممكن التطبيق في هذه
اللحظة السياسية»، كما ورد في مقال
لحازم نهار،أحد قياديي المنبر
الديمقراطي. النقد الأعنف كان في بيان
أصدره المنبر الديمقراطي ووقعه عدد من
أعضائه البارزين، أدانوا به نداء
روما، واتهموه بتجاهل إدانة النظام
وتحميله كامل المسؤولية، بما يتعارض
مع نتائج مؤتمر القاهرة، ويساهم
بإحداث شرخ في صفوف المعارضة. يبدو
أن محاولة لاحتواء هذه الموجة، قد دفعت
بعض الموقعين للتأكيد على أنهم وقعوا
بصفتهم الشخصية، وهو ما توحي به لغة
النداء في أحد المواضع، إلا أن الإشارة
إلى انتماءات الموقعين السياسية في
صدر البيان، قد تحمل معاني مضادة، كما
أن وصف الاجتماعات بالسرية، يقطع
الطريق أمام المشاورات العلنية بين
الموقعين وتياراتهم السياسية، بما
يبقي الباب مفتوحا أمام التساؤلات. وبعيدا
عن حيثيات النداء، إلا أنه جزء من سيرة
ذاتية، تكاد تتشارك بها كل الجماعات
السياسية للمعارضة السورية، التي شهدت
على مدى شهور الثورة، مناسبات أعلن
فيها عن اتفاقات ومشاريع اتفاقات، تم
نقضها فيما بعد. ولا يعد مؤتمر القاهرة
استثناء، فقد خرج المؤتمرون برؤية
ووثائق وحدتهم إعلاميا، لتمضي بعده كل
جهة سياسية وربما كل شخصية بأجندتها
الخاصة. المهم في هذه المعادلة هو
الوزن الإعلامي، والأهم هو الطرف
الدولي الداعم. بصيغة مشابهة، ينتشر
اليوم طاعون الحكومات الانتقالية،
وبات بعض العسكريين يطالبون فيها
بنصيب الملك، في تطور قد ينذر بالأسوأ. تقاس
المسافة الأرضية بين القاهرة وروما
بمئات الأميال، في حين أن المسافة بين
العاصمتين ودمشق قد أصبحت كونية، تقاس
بالسنين الضوئية. إذ لم تدرك المعارضة
السورية، حتى الآن، أن ثورات الربيع
العربي هي ثورات على كل الأطر السياسية
التقليدية، ثورات غير مؤدلجة في
نشأتها، ولن تتمكن من احتوائها،
معارضة سياسية تشهد تفاعلا سلبيا،
انعكس على محصلة مواقفها، فبقيت
الثورة بلا غطاء سياسي، في بلد أصبح
ساحة دولية وإقليمية مفتوحة. ================= الإيرانيون
في دمشق! ... طارق الحميد الشرق
الاوسط 5-8-2012 في
الوقت الذي أعلن فيه مصدر بالنظام
الأسدي عن أن قوات الأسد قد سيطرت
سيطرة تامة على العاصمة دمشق، أعلن
مسؤول إيراني بالسفارة الإيرانية
بدمشق عن اختطاف ثمانية وأربعين
إيرانيا هناك، فما الذي يعنيه ذلك.. خبر
السيطرة الأسدية على دمشق، واختطاف
الإيرانيين؟ الخبران
يعنيان، وبكل بساطة، عدم مصداقية كل من
النظام الأسدي والإيراني، فلا نظام
الأسد قادر على السيطرة على دمشق، ولا
الإيرانيون صادقون في قولهم إن ليس لهم
يد بما يحدث بسوريا، فطهران متورطة
بشكل سافر في دعم الأسد، فلا يعقل أن
يكون هناك زوار إيرانيون لما قيل إنه
مزار شيعي، كما أعلن المسؤول
الإيراني، في الوقت الذي تشهد فيه
سوريا مواجهات مسلحة بين الثوار
والنظام، خصوصا أن المواجهات المسلحة
مستمرة بدمشق ولم تتوقف، فهل يعقل أن
يقوم الإيرانيون بالسفر إلى سوريا
الآن لزيارة أضرحة، أو خلافه؟ وخصوصا
بعد اغتيال مسؤول أمني بالسفارة
الإيرانية بدمشق قبل عدة أيام، هذا عدا
عن اعتقال مجموعة شيعية لبنانية في
سوريا قيل إنها محسوبة على حزب الله،
أمر لا يستقيم إطلاقا. ولذا؛
فإن الإعلان عن اختطاف الثمانية
والأربعين إيرانيا في العاصمة دمشق
ووقت إعلان مسؤول أسدي عن السيطرة
التامة على كافة دمشق يعني أن النظام
الأسدي لا يزال يخفي الحقيقة التي تقول
إنه بات يواجه صعوبات بالغة في فرض
سيطرته ليس على كل المدن السورية بل
على العاصمة دمشق، هذا ناهيك بحلب
وباقي المدن السورية الأخرى، ومن هنا
نستطيع أن نفهم خبر الإعلان عن زيارة
أمين المجلس الأعلى للأمن القومي
الإيراني، سعيد جليلي، للعاصمة
اللبنانية، بيروت، يوم الاثنين
القادم، حيث قيل إنه سيعقد لقاء وصف
بأنه «اجتماع أزمة»، ومن دون شك أن
جليلي سيبحث أزمة بلاده، وورطتها، مع
ترنح النظام الأسدي بسوريا. ولذا؛
فإن دلالات هذين الخبرين مهمة جدة،
فهما يقولان لنا إن الأسد بات غير قادر
على فرض سيطرته على دمشق، وإن التورط
الإيراني بسوريا بات أوضح، وبشكل
أكبر، مهما حاول النظام الأسدي
والإيرانيون نفي ذلك، أو محاولة صرف
الأنظار عن تدخلهم بسوريا من خلال
تحذير العرب، وغيرهم، من مغبة التدخل
في سوريا. فالحقائق
تقول لنا اليوم إن من يتدخل بسوريا،
ويدعم قمع الأسد للسوريين العزل هو
إيران، بينما التدخل العربي، أو
الدولي، فهو من أجل إنقاذ السوريين من
آلة القتل الأسدية المستمرة منذ
اندلاع الثورة وطوال قرابة السبعة عشر
شهرا، وبأسلحة روسية وإيرانية، بينما
التدخل الإيراني في سوريا هدفه طائفي
صرف، ومن أجل تمكين إيران، وعملائها،
بالمنطقة، استمرارا للمخطط الإيراني
القاضي بتصدير النهج الخميني
بالمنطقة، والتوغل لتوسيع النفوذ على
حساب المصالح العربية. فالقصة في سوريا
ليست قصة حرب بالوكالة كما يردد البعض،
ومنهم أمين عام الأمم المتحدة، بان كي
مون، بل هي قصة شعب ثائر يبحث عن كرامته
وأمنه، مقابل نظام مجرم يريد البقاء
بالسلطة ولو قتل الشعب ودمر البلاد
وبدعم إيراني صارخ. ================= أزمة
المجتمع الدولي! ... ميشيل كيلو الشرق
الاوسط 5-8-2012 مهما
كانت نتائج الصراع الدائر اليوم في
سوريا، وكائنا من كانت الجهة التي
ستخرج فائزة منه، ثمة حقيقة لا يمكن
تجاهلها هي أن النظام الدولي أثبت فشلا
ذريعا في مواجهة خروج صاخب على الشرعية
الدولية، تمثل في الطريقة التي تعاملت
سلطة النظام الحاكمة من خلالها مع شعب
طالبها بحقوق أقرت بأحقيتها في ردود
فعلها الأولى على حراكه السلمي، لكنها
لم تلبث أن أعلنت الحرب عليه، ولم تترك
وسيلة من وسائلها إلا واستخدمتها ضده،
بما في ذلك المدافع، والدبابات،
والصواريخ قريبة وبعيدة المدى،
والطيران الحربي المزود بأكثر الذخائر
فتكا وتدميرا، ولم توفر مكانا من أماكن
عيشه إلا واستهدفته بأشد الأعمال
الحربية المنظمة قتلا وتدميرا، حتى إن
سوريين كثيرين باتوا يعتقدون اليوم أن
وطنهم مستهدف بعملية تدمير منهجية
ومنظمة، تتخطى كثيرا مطالبه وإرادات
أطراف الداخل السوري الشعبية، إلى ما
لا يدركون بعد مراميه، ويثقون أن فيه
تدمير مجتمعهم ودولتهم. يؤمن
معظم السوريين بأن موقف العالم من
أزمتهم لم يكن اعتباطيا، وأن هناك قوى
كبرى كان لديها مصلحة حقيقية في شطب
وطنهم من خريطة القوى وعلاقاتها في
العالم العربي وما يتعداها إلى إقليم
الشرق الأوسط بأكمله. وهم يعتقدون أيضا
أن معركة العالم السورية أديرت بطريقة
كان القصد منها جعل التعايش بين البطش
المفتوح بشعبهم وبين سلبية الموقف
الدولي أمرا ممكنا ومقبولا، ليس فقط من
أجل التغطية على عجز المجتمع الدولي،
بل كذلك تحقيقا لأهداف وأغراض تتخطى
سوريا، لكنها تمر حتما من خلال صراعها
الداخلي، الذي بدا محكوما منذ اللحظة
الأولى بآليات حتمت إطالته، وزادت
بالتالي من قدرته على استنزاف دولة
سوريا ومجتمعها، وتغليب طرف إقليمي
ودولي على طرف آخر، ومصلحة خارجية على
مصلحة أخرى خارجية منافسة، بحيث يمكن
القول: إن ما يسمى النظام أو المجتمع
الدولي قد أشرف ليس على وقف العنف، بل
على إطالته وإدارته ونقله من مرحلة
أدنى إلى مرحلة أعلى، وأنه يتحمل لهذا
السبب مسؤولية جسيمة عما حل بالشعب
السوري ودولته على يد نظامه: الجهة
التي تولت تنفيذ عملية تحطيمهما
وتكسيرهما. ولأن
العالم لا يحاسب هذا «المجتمع الدولي»
ولا يحاكمه، فإنني أتحدث هنا عن أزمة
يواجهها العالم وما يسمى «المجتمع
الدولي»، الأول لأنه عجز عن وقف ما
يجري في سوريا من عنف ضد شعب أعزل وآمن،
والثاني لأنه أفاد منه ولعب دورا كبيرا
وخفيا في جعله ممكنا، مع أن مهمته
الرئيسية كان يجب أن تكون منع نشوئه،
ناهيك بالسماح باستمراره خلال عام
ونصف العام. عندما
وقعت أزمة رواندا، قال «المجتمع
الدولي»: إنه لن يسمح بتكرارها إطلاقا.
وها هو يتعايش بعد نيف وعقد مع أزمة
إنسانية وسياسية لا تقل سوءا عنها بأي
حال، تستمر منذ وقت جد طويل دون أن تعرف
أي نوع من الأعمال السرية أو تجري في
الخفاء، ومع أن وقائعها تبين كم هي
معلنة وكم تتحدث مجرياتها عنها بأصوات
صارخة تنطلق من أفواه رسميين ومعارضين
سوريين، بينما قال المجتمع الدولي في
حينه إن سرية أحداث رواندا وسرعتها
حالت دون تدخله، فما الذي يمنع اليوم
أن يكون له دور فاعل في وقفها ووضع حد
نهائي لها؟ هناك
من يعزو العجز الدولي إلى تضارب
الإرادات وتصارعها، وهناك من ينسبها،
بالمقابل، إلى تناقض خطط ومصالح
الأطراف المعنية بإدارة الأزمات
العالمية، وهناك من يرى أن الخاسر
والرابح منها يخشيان نتائجها على مجمل
علاقاتهما، وهناك.. وهناك. الحقيقة أن
المجتمع الدولي إما أن يكون قد أفاد من
الأزمة، أو أنه عجز عن وقفها، وفي
الحالتين يكون من الضروري التعامل مع
الحدث السوري بوصفه اختبارا محرجا
للشرعية الدولية، التي وقفت مكتوفة
اليدين وهي تتفرج على مأساة العصر
السورية، التي شن النظام خلالها حربا
مكشوفة على شعب أعزل، واستخدم خلالها
جميع أنواع الأسلحة، وأجبر مئات
الآلاف من مواطنيه على الدفاع عن
حياتهم وممتلكاتهم بواسطة السلاح، رغم
ما عرفوا به على مر التاريخ من اعتدال
ونزوع نحو السلوك السلمي. تبدو
أزمة النظام الدولي واضحة كعين الشمس
في الأزمة السورية. ويظهر قصوره عن
مواكبة تطورات غير عادية فاضحا إلى
أبعد حد، خاصة بعد أن توافقت جامعة
الدول العربية مع مجلس الأمن على
القيام بمهمة مشتركة بين فشلها عجز
النظامين العربي والدولي عن إجبار
النظام على وقف عنفه، وإلا فلي ذراعه.
صحيح أنه تم إخراجه إلى حد بعيد من نسيج
العلاقات والمؤسسات الدولية، لكن ذلك
لم يفض إلى قيامه بتنفيذ ما طالبته
الشرعية الدولية به، بل زاده عنتا
وعنفا، وجعله يمعن في تحدي القانون
الدولي والأعراف الإنسانية وكل ما يمت
إلى القيم الكونية الناظمة للمصالح
والعلاقات بين الدول والأمم، ويضرب
عرض الحائط بكل ما تقرر حول سبل
التعامل مع المأساة السورية من تدابير
وإجراءات. والآن:
ماذا سيحدث إن قام نظام أو أكثر بمثل ما
قام به النظام السوري من تحد للشرعية
الدولية، ومن إفادة من تناقضات
الكبار، لقطع طرق الملاحة الدولية على
سبيل المثال، أو لارتكاب مذابح جماعية
في مناطق حساسة من العالم؟ إن مجرد
وجود نظم يمكن أن تمارس سياسات تشبه ما
يقوم به النظام السوري منذ عام ونيف
يعني أن النظام الدولي، والشرعية
الدولية، مصابان بمرض عضال، وأن ما
فيهما من نواقص وعيوب يتيح لمن يريد
الخروج عليهما فعل ما يريده دون أن يرد
أحد على تحديه بأي قدر من الفاعلية. فهل
هناك مرض يمكن أن يصيب النظام الدولي
يفوق في خطورته هذا المرض؟ وهل يجوز
للعالم التعايش مع مرض كهذا، دون أن
يطور في المستقبل أدوات ووسائل احتواء
أوضاع كالوضع السوري، ربما عبر مؤتمر
دولي يعقد لهذه الغاية، يسد ما ظهر في
هذا النظام من عيوب وآفات تسمح بقتل
وتشريد وتدمير مقومات عيش ملايين
البشر على يد حكومتهم، لمجرد أنها قررت
عدم الامتثال للقانون الدولي والفتك
بمواطنيها بحجة ذرائع واهية كأن
تتهمهم بالتآمر عليها! لا بد
من وقفة جدية جدا مع النظام الدولي. ولا
بد من إعادة نظر فيه بما يجعله نظاما
فاعلا حقا، ولا مفر من تعريف السيادة
الوطنية في علاقتها مع الشرعية
الدولية، ومن تحديد الأولويات التي
يجب أن تنظم علاقاتهما. ومن الضروري أن
توضع تعريفات وحدود واضحة خاصة بسيادة
الحكومات على مجالها الداخلي، تتصل
بأولوية حق الشعوب في الحياة والحرية
على «حق» الحكومات في الخروج على عهود
دولية أقرت رسميا بأنها تحمي حقوق
مواطنيها وشعبها، ورغبتها في تقرير
مصيرهم دون إرادتهم أو رغما عنهم،
بالنظر لما ظهر خلال أزمتي رواندا
وسوريا من عيوب جسيمة في قدرة المجتمع
الدولي على ضبط المجال العالمي سلميا
وسياسيا، انطلاقا من قيم وأسس الشرعية
الدولية. ولا
بد، أخيرا، من أن تمثل الأزمة السورية،
نقطة مفصلية يجب أن تفيد الشعوب والدول
من دروسها المرعبة، كي لا يذهب العالم
إلى أنماط من الفوضى والعنف كتلك التي
تكاد تقضي اليوم على سوريا. وعلى
العالم التعلم مما يلقاه السوريون
اليوم من نظامهم، ومن نتائج أفعاله على
العالم، إذا كان يراد للبشرية أن تنجو
حقا من حقبة همجية وتوحش أثبت سلوك
نظام دمشق أن الإنسانية لم تتخطاها بعد! ================= تركيا
ومشكلتها مع أكراد سوريا ... فايز سارة الشرق
الاوسط 5-8-2012 ثمة
مخاوف جدية لدى تركيا من الوضع في
سوريا وفي الشمال الشرقي بشكل خاص.
وأساس هذه المخاوف لا يتركز فقط في
موضوع الخلاف القائم بين تركيا
والسلطات السورية حول الأزمة الراهنة،
التي تترك ظلالها على تركيا في جوانب
سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية،
وإنما يضاف إليه واحد من حيثياته
وتفاصيله، ارتقى ليصير موضوعا قائما
بذاته، وهو يصعد ليصير موازيا في
أهميته للموضوع الأساسي، والكلام يتصل
بموضوع الأكراد في سوريا. وأساس
الاهتمام التركي بالموضوع، يكمن في
تأثيراته على الداخل التركي من جهة،
وتداعياته الإقليمية من جهة أخرى، غير
أنه، وقبل الدخول في تلك التأثيرات
والتداعيات، فإن من المهم مقاربة
الوضع الكردي في سوريا على نحو ما تراه
تركيا. يؤلف
السوريون الأكراد نحو عشرة في المائة
من إجمالي السوريين، حسب أكثر
التقديرات شيوعا، وإن كان بعضها يرفع
أو يخفض هذه النسبة، وفي أغلب
التقديرات يتراوح عدد السوريين
الأكراد ما بين مليونين وثلاثة ملايين
نسمة، وهي أكبر كتلة قومية بعد الكتلة
العربية، ويتوزع القسم الرئيسي منها
على بعض مدن وقرى شريط الحدود السورية -
التركية التي تقارب الألف كيلومتر،
وهي أكبر حدود بين سوريا وواحدة من
جيرانها، وفي جزء كبير من هذه الحدود
يوجد على الجانب التركي، أكراد جنوب
وجنوب شرقي الأناضول الذين يشكلون
كتلة كبيرة في تركيا تقدر بنحو عشرين
مليون نسمة. السوريون
الأكراد بالنسبة لتركيا يشكلون هاجسا
سياسيا وأمنيا، والسبب في ذلك أمران،
أولهما صلات القربى التي تربطهم مع
أقرانهم من أكراد تركيا، وهو أمر طبيعي
نتيجة خط الحدود الذي رسمته اتفاقية
سايكس - بيكو بين تركيا وسوريا بداية
القرن الماضي، والذي لم يأخذ بعين
الاعتبار الانتشار القومي على
الجانبين. وقد استمرت تلك الصلات،
وتعززت في أوقات سابقة بفعل تطورات
سياسية عاشتها العلاقات السورية -
التركية، ولا سيما في الفترة ما بين
أواسط الثمانينات وأواخر التسعينات. والأمر
الثاني الذي يجعل السوريين الأكراد
موضع تدقيق واهتمام تركي، هو الهاجس
السياسي - الأمني، المستند إلى مخاوف
الأتراك من عودة المناطق التي يعيش
فيها الأكراد في شمال سوريا لتصير
قاعدة لنشاطات سياسية وعسكرية مضادة
لتركيا يقودها حزب العمال الكردستاني (PKK). ويدعم
هذا التصور التركي وقائع كثيرة، الأهم
فيها حضور تنظيم قوي وفاعل لحزب
الاتحاد الديمقراطي الذي هو التعبير
السوري عن حزب العمال الكردستاني (PKK)، ومعظم كوادره
هم أعضاء سابقون في (PKK)
الموصوف بتقاربه مع بعض أجهزة النظام.
والأمر الثاني، هو توجه السوريين
الأكراد نحو خلق إطار موحد لجماعاتهم
السياسية بدعم ومؤازرة مسعود بارزاني
رئيس إقليم كردستان العراق، وتشكيل
تحالف كردي واحد يجمعهم. والثالث تولي
التحالف الكردي الجديد، وقوته
الرئيسية المنظمة من حزب الاتحاد
الديمقراطي، إدارة مدن وقرى انسحبت
منها السلطات السورية، بينها عفرين
وعامودا، وقد رافق هذه التطورات تصعيد
في عمليات (PKK)
العسكرية في تركيا، مما جعل الأخيرة
تدخل بقوة دائرة التصعيد في نظرتها
وتعاملها مع الموضوع الكردي في شمال
سوريا. مشكلة
أكراد سوريا على نحو ما تراها أنقرة،
تتجاوز ما يمكن أن تقوم به قواتها ضد ما
تعتقد أنه قواعد (PKK)
وحواضنه الاجتماعية في تركيا، لتقوم
بنشاطات متعددة، أبرزها ثلاثة، أول
هذه الأنشطة إطلاق حملة سياسية دعاوية
ضد كل التحركات الكردية في سوريا، ولا
سيما التي تؤشر إلى لبنات يمكن أن يبنى
عليها كيان كردي مستقبلي في هذه
المنطقة من طراز تشكيل لجان محلية
وميليشيات توفر إدارة ذاتية في مدن أو
بلدات ذات أكثرية كردية، ومن طراز
تشكيل مجلس شعب غرب كردستان الذي تم
انتخابه قبل أشهر علنا برعاية حزب
الاتحاد الديمقراطي. والأمر الثاني
تحشيد ما أمكن من المعارضة السورية،
بمن فيهم سوريون أكراد، ضد توجهات
أكثرية الجماعات الكردية الهادفة إلى
بلورة عمل كردي مستقل عن عمل المعارضة
السورية أو موازٍ لها. والأمر الثالث
تحرك الأتراك نحو حكومة إقليم كردستان
في شمال العراق لإدخالها طرفا في
معالجة احتمالات تردي الأوضاع في شمال
سوريا، لا سيما أن رئيس إقليم كردستان
العراق مسعود بارزاني لعب ويلعب دورا
نشطا وفاعلا في موضوع أكراد سوريا. غير أن
الأهم من هذه النشاطات، هو إعلان تركيا
استعدادها للمضي إلى الأبعد في
التعامل مع الموضوع الكردي سوريا؛ ذلك
أنه في ظل إحساس الأتراك بالمضي نحو
مشروع كيان كردي على الجانب السوري من
الحدود أو باستخدام الفكرة، وفي ظل
استمرار وتصعيد العمليات العسكرية
لمقاتلي (PKK)
الأب المؤسس لحزب الاتحاد الديمقراطي،
فإن تركيا ستدفع قواتها عبر الأراضي
السورية بحجة ملاحقة «المسلحين
الأكراد» على نحو ما فعلت مرارا في
شمال العراق طوال سنوات كثيرة، بل إن
تصريحات القادة الأتراك تضمنت تهديدهم
بإقامة منطقة عازلة في الأراضي
السورية انطلاقا من ملاحقة «المسلحين
الأكراد» الموصوفين بأنهم عناصر (PKK). ومما
لا شك فيه أن الموضوع الكردي في شمال
سوريا، والتدخلات التركية في تفاصيله
وحيثياته، سوف يساهمان في زيادة
تعقيدات الوضع السوري، وثمة مخاوف
جدية من أن تؤدي التطورات هناك إلى
دخول تركي عسكري إلى هذه المنطقة، مما
سيوقع كثيرا من الخسائر البشرية
والمادية في هذه المناطق، كما أن هناك
مخاوف من خلافات وانقسامات بين سكان
تلك المناطق من عرب وأكراد وداخلهما،
حول ما تقوم به الجماعات الكردية هناك
من خطوات منفردة إدارية وتنظيمية وما
لها من دلالات سياسية، وهذان الأمران
على الأقل يفرضان إعادة التفكير في
الوضع الراهن، وإعادة بناء منظومة
سياسية، تضمن تجنيب تلك المنطقة
وسكانها من أكراد وعرب وآشوريين
وغيرهم نتائج غير محسوبة من التحديات
والخسائر البشرية والمادية والسياسية. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |