ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
تسمع مايقوله أحد الشباب في كلمة
افتتاح الاجتماع فتزداد ثقةً بأن
السوريين سيسقطون النظام الجائر،
وأنهم سيسقطونه دون منةٍ من أحد د. وائل مرزا الثلاثاء 21/08/2012 المدينة يُدرك السوريون أنهم بشر. يحلمون
بأن يقف إلى جانبهم في مسيرتهم نحو
الحرية إخوةٌ في الدين والعروبة
والإنسانية. ولأنهم بشر، يجهرون
بحلمهم ذاك بين آونةٍ وأخرى. لكنهم
يجدون أنفسهم كمن يصرخ في صحراء مُقفرة. لانريد التعميم بشكلٍ مُطلق في
هذا المقام، فثمة من يُقدّم بعض
المساعدة بصمتٍ وهدوء. لكنّ الوقائع
والأحداث تُظهر يوماً بعد يوم أن سقوط
النظام السوري بمعناه الحقيقي لن يحصل
في النهاية إلا بأيدي السوريين وجهدهم
الخاص. طالب ثوار سوريا بالحظر الجوي،
فقيل لهم أن هذا يحتاج لوجود مناطق
مُحرّرة. طلبوا دعمهم بالسلاح لإقامة تلك
المناطق، فقيل لهم أن العالم يخاف من
وقوع الأسلحة بأيدي (متطرفين). كان هذا نوعاً من الحصار الذي
يكفي لإيقاف مدّ الثورة، وهو أمرٌ
تمنّاهُ الكثيرون.. لكن الثوار، ومن
خلفهم شعبهم، حسموا أمرهم فحصلوا على
الأسلحة وحرروا مناطق واسعة من
البلاد، بشهادة رئيس الوزراء المنشقّ،
واعتراف الناطقة باسم الخارجية
الأمريكية. هل يفهم النظام الدولي العتيد
معنى أن يتمّ التحرير بأسلحة خفيفة في
مواجهة جيشٍ يستخدم المدافع والدبابات
والطائرات؟ هل يُدرك طبيعة الإنسان
الذي يحقق ذلك الإنجاز ومايمكن له أن
يقوم به في المستقبل؟ نشكّ في درجة
الفهم والإدراك لهذه الظاهرة
ودلالاتها، فالنظام المذكور لايزال
مصراً على ممارسة كل أنواع المماطلة
والتسويف والمراوغة، وعلى أن (يبيع)
الشعبَ السوري الكلام، ولاشيء غير
الكلام. تكثر التفسيرات وتتعدد لفهم
الموقف المذكور، ونعتقد أن ثمة أخطاء
كبيرة في الحسابات لايتم الانتباه
إليها فضلاً عن الاعتراف بها.. لكن
المهم في الموضوع أن ذلك الموقف، بغضّ
النظر عن تفسيره، يؤدي إلى نتيجةٍ
عمليةٍ واحدة: على الثورة السورية أن
تكمل المسيرة بنفسها إلى آخر الطريق،
تماماً كما بدأته بنفسها منذ اللحظة
الأولى. وهو مايجري على أرض الواقع في
الحقيقة. فرغم كل التحليلات التافهة عن
وصول الثورة إلى حالة جمود، تتقلص
مساحات نفوذ النظام السوري على الأرض
وسيطرته على الناس بشكلٍ كبير. وهناك
واقعٌ جديدٌ تظهر ملامحه تدريجياً على
الأرض لاينحصر في ازدياد سيطرة الثوار
والجيش الحر على الأرض، وإنما في ظهور
مؤشراتٍ على قيام الشعب السوري
باستلام زمام المبادرة في إدارة شؤونه
في أكثر من مجال. فبعد الانتخابات المحلية التي
شهدتها مدينة كفرنبل، يجتمع في مدينة
الباب في محافظة حلب منذ أيام شريحة من
الشباب المثقف لمناقشة شؤون الثورة
ومجموعة من القضايا المحلية المتعلقة
بالتنمية والإدارة المحلية للمدينة في
حضورأكثرمن 300 طالب من طلاب الجامعات
والأساتذة والمثقفين من مجموعة سمّت
نفسها (أسرة مثقفي مدينة الباب).تسمع
مايقوله أحد الشباب في كلمة افتتاح
الاجتماع فتزداد ثقةً بأن السوريين
سيسقطون النظام الجائر، وأنهم
سيسقطونه دون منةٍ من أحد. «لقد اجتمعنا هنا لنعمل» يقول
الشاب، ثم يكمل موضحاً: «سننسى شيئاً
اسمه كلام وتنظير. نريد أن يكون عملنا
ميدانياً جاداً ومنظماً. نحن جميعاً
ثوارٌ واعون، خرجنا من رحم الثورة
ونشكر هذه الثورة التي سمحت لنا بأن
نجتمع بهذا الشكل ونناقش هذه القضايا.
سنعمل يداً بيد ونكون أخوةً على هذا
الدرب. نحن على هذه المنصة لسنا
مسؤولين، ولاناطقين باسم هذا الجمع
الكريم، وإنما نحن بمثابة لجنة
تحضيرية مؤقتة، وأركز كثيراً على كلمة
مؤقتة. لأننا نعمل على أن تكون هناك
انتخابات بعد الاجتماع التحضيري
القادم. فقد خرجنا من رحم الثورة
مطالبين بالحرية والديمقراطية وسيكون
عملنا منسجماً مع هذه القيم»، علماً أن
كثيراً من الحضور أطباء ومهندسون، وأن
اللجنة التحضيرية تعمل لهذا المشروع
منذ شهرين. وفي حلب نفسها تقوم مجموعة أخرى
من الشباب بحملة لتنظيف شوارعها من
الدمارالذي تخلفه قوات النظام، ويحصل
هذا تحت الشعار التالي: «هذه البلد
بلدنا وماهي لبيت الأسد:العصابات
الإرهابية تسعى إلى أن تدمر كل شيء قبل
رحيلها، وهي التي عملت خلال قرابة نصف
قرن على توهين نفسية الأمة وإضعاف
الشعور الوطني لكل السوريين، فجاءت
الثورة لتنظّف قذارتهم في القلوب قبل
أن تنظفها من الشوارع. الحفاظ على
ممتلكات البلد، والحفاظ على نظافتها
وسير الحياة فيها، وحماية الأملاك
العامة والخاصة واجب على كل السوريين،
وجزء من مواجهة المخطط الإرهابي
لتدمير البلد والعودة بها إلى الخلف». وتقوم مجموعة ثالثة من الشباب،
أيضاً في حلب،بإنتاج مسلسل تلفزيوني
بعنوان (هيك صار معنا)يتحدث عن واقع
الثورة السورية وماتشهده من وقائع
وأحداث. وعلى وجه السرعة، يتم إنشاء جمعية
(من أجل حلب) لتقوم فعلياً بتقديم
المساعدات للهاربين من القصف،وجمع
وإحصاء أسماء جميع المدارس التي لجأت
إليها العائلات لتقديم الدعم الممكن
لها. ثمة معانٍ كبيرة تكمن في أن نرى
هذه المشاريع تحديداً في حلب، وأن يتم
إنجازها خلال الأسابيع الماضية،في
أجواء القصف والحصار الذي يعيشه أهلها. أما في دمشق، فتبادر مجموعةٌ
شبابية إلى إنشاء إذاعة(وطن إف إم) التي
تبث من قلب دمشق ناطقةً باسم الثورة
السورية. ويُصرّ شبابٌ آخرون على
استمرار مظاهر الحراك الثوري بأشكاله
المتنوعة، فيقوم المتظاهرون من مجموعة
(شباب دمشق لبناء الغد) منذ أسبوع برفع
علم كبيرللاستقلال في مساكن برزة،مع
أداء تحيةٍ للعلم ثم إلقاء منشورات
تندد بوحشية النظام وتطالب بالحرية. ثم
يخرج شباب المجموعة نفسها منذ يومين،
في مكان غير بعيد عن بيت رأس النظام في
حي المهاجرين، من جامع العفيف في
مظاهرة تتحدّى الوجود الأمني
المشدد،وتُلقى فيها المنشورات،مع كسر
صورةٍ كبيرة موجودة في المنطقة لرأس
النظام،كل هذا في ظل تكبيرات وهتافات
تعانق السماء يطلقها الشباب وهم
يقولون: «مافي عيد مافي عيد... لناخد تار
الشهيد». تستعصي الأمثلة على الإحصاء في
هذا المقام، لكنها تدلُّ بقوةٍ ووضوح
على وجود إرادةٍ تجاوزت النظام الدولي
وممارساته الفجّة في نفاقها، تمضي نحو
تحقيق أهدافها ومعالجة شؤونها ومراجعة
أخطائها وتجميع صفوفها بنفسها، وصولاً
إلى استقلالٍ كاملٍ جديد، ودون منةٍ قد
تصبح سبباً لتشويه ذلك الاستقلال. ===================== حزب الله وخلط الأوراق في
المنطقة؟! إن خلط الأوراق هو أسلوب المنهزم
الضعيف الذي ينم عن قلة حيلة وأزمة
يعانيها ويعيشها السيد نصر الله د. سلطان عبد العزيز العنقري الثلاثاء 21/08/2012 المدينة النظام السوري يترنح ولا يحتاج
إلا للقشة التي قصمت ظهر البعير.هذا
الترنح وهذا السقوط دفع بالنظام
الدموي الفاشي في سوريا إلى الاستعانة
بأصدقائه في الصين وروسيا وغيرها من
الأنظمة والأحزاب الفاشية والعملاء
لخلط الأوراق في المنطقة لجعلها أكثر
التهابا وسخونة.حزب الله في لبنان هو
أحد أصدقاء النظام البعثي الحاكم في
سوريا،والذي يقاتل عناصره وشبيحته إلى
جانب عناصر الحرس الثوري الإيراني
والباسيج والاستخبارات الإيرانية مع
النظام السوري لذبح شعب أعزل وإسقاط
المباني على رؤوس ساكنيها،وإتباع
سياسة الأرض المحروقة على غرار المثل
الشعبي القائل «إذا كنت رايح كثر
الفضايح»،»وأنا ومن بعدي الطوفان».فلا
شهر رمضان المقدس ردع النظام وشبيحته
من حقن دماء الأبرياء ولا غيره من
الشهور والنداءات والاستغاثات رحمت
شعبا أعزل.أنه بحق وحقيقة نظام مجرم
تخطى هولاكو التتري.حزب الله قام
بالإيعاز إلى عشيرة المقداد الشيعية
في لبنان،التي اختطف أحد أبنائها في
سوريا من قبل النظام السوري وألصق
التهمة كعادته وإعلامه المفلس بالجيش
الحر،مما جعل هذه العشيرة تقوم بقفل
الطرقات المؤدية للمطار وقطع الطرقات،
والتهديد بخطف رعايا من دول الخليج
وكأن رعايا دول الخليج هم وراء انتفاضة
الشعب السوري ضد نظامه البائس
المتخلف؟!غريب أمر هذا الحزب العميل
لإسرائيل،والذي أتت به إسرائيل وزرعته
في المنطقة لكي يعملوا قبضايات وعنترة
بن شداد،وأنهم هم المقاومة في لبنان
والممانعة وغيرهم عملاء وانبطاحيون
للغرب والشرق؟!!إسرائيل التي دمرت
لبنان،وزرعت فيه الطائفية والأحقاد
وأتت بحزب الله العميل لها،عليها
مسؤولية وضع عناصر هذا الحزب في السفن
الروسية التي تنقل شبيحة إيران وحزب
الله والأسلحة إلى سوريا ونفيهم إلى
سيبيريا لكي ترتاح لبنان وشعب لبنان
والمنطقة بأسرها من حزب ولاؤه للمرشد
الأعلى الملياردير في إيران،الذي شفط
هو وزبانيته في إيران والعراق ولبنان
وسوريا وغيرها جيوب أتباعه وأخذ الخمس
من الشيعة حتى لو كانوا فقراء ويضحون
بأنفسهم باسم ولاية الفقيه فهذا لا يهم
المهم هو أن هؤلاء الملالي والآيات
يتنعمون بأموال هؤلاء السذج
والمغفلين؟!عائلة واحدة أو حتى عشيرة
لا يمكن أن تقطع الطرق وتطبق قانون
الغاب في الشوارع،وتتحدى دولة وحكومة
عليها مسؤولية ضبط الأمن في الشارع
للمواطن والزائر والمقيم، لولا دعم
حزب الله،هذه حقيقة يعرفها الجميع
ولكن كالمعتاد يقوم السيد حسن نصر الله
بقتل القتيل والمشي بجنازته فهو ينأى
بنفسه عن هذه المهزلة؟!.هل يعقل أن
عشيرة لم يسمع بها أحد من قبل تقوم بهذه
الأفعال وتهدد باختطاف رعايا دول
الخليج الذين يأتون ويملأون الخزينة
اللبنانية بما لذ وطاب من جميع العملات
الصعبة في بلد صنف على أنه من أغلى
الدول في العالم تخطى سويسرا في ارتفاع
مستوى المعيشة؟!!رعايا دول الخليج يا
سيد نصر الله ليسوا إسرائيليين لكي
يختطفهم حزبك في جنوب لبنان لمبادلتهم
بأسرى حزب الله في إسرائيل، فدول
الخليج هي من قامت بإعمار لبنان وجنوب
لبنان بالتحديد كدولة قطر والسعودية
وغيرها من دول الخليج فماذا قدم لك
سيدك الخامئني في إعمار ما تسببت أنت
بتدميره بتصرفاتك الطائشة غير المحسوب
عواقبها؟ نحن لا نرى على مرشدك الأعلى
الخامئني إلا وشاح فلسطين على كتفيه؟!وهذا
ليس هو مطلب الشعب الفلسطيني الذي
يحتاج إلى دعم مادي ومعنوي وأسلحة
وشبيحة لمقاومة إسرائيل على غرار
شبيحتك وإيران في سوريا الذي يبطشون
بشعب عربي أعزل في سوريا؟! السيد نصر الله في خطاباته
الرنانة وزيف ما يقول ويدعي سقط وقناع
المقاومة سقط كذلك ولم يتبق له إلا أن
يفكر ويشغل نفسه كيف سوف ينفذ بجلده
ويتخلص من المأزق والورطة التي أوقع
نفسه وحزبه فيها.السيد سمير جعجع قام
بفضحك وقال إن السلفيين والقاعدة التي
كنت وغيرك تستخدمهم كفزاعة انكشفوا
الآن وتم تعريتهم كما يقول جعجع. فأنت
وحزبك في لبنان أفسدت ديمقراطية في
دولة من أول وأكثر الدول العربية
ديمقراطية وأتيت أنت وإسرائيل من أجل
تقسيم لبنان وإقامة دولة مذهبية
فارسية تابعة لولاية الفقيه في إيران
كما فعل نوري المالكي وجعل العراق
تابعة للفرس في طهران؟!إن خلط الأوراق
هو أسلوب المنهزم الضعيف الذي ينم عن
قلة حيلة وأزمة يعانيها ويعيشها السيد
نصر الله، فانظروا إلى التشنج
والإحباط على وجه نصر الله في خطاباته،
والسترة الواقية من الرصاص على صدره
واضحة وضوح العيان ولا تحتاج إلى تعليق..
===================== أكرم البني الشرق الاوسط 21-8-2012 ثمة جديد بدأ يسم الثورة السورية،
حيث باتت قعقعة السلاح تعلو على أي
صوت، وتواترت الهتافات المؤيدة للجيش
الحر، كما صارت أخباره في الدفاع عن
بعض المناطق تحتل الحيز الأكبر من
الاهتمام الإعلامي. أسباب هذا التحول متعددة
ومتضافرة، وتتحمل السلطة الحاكمة
المسؤولية الأولى والرئيسية، من خلال
إصرارها على إنكار مطالب الناس
وإظهارهم كأدوات تآمرية وطائفية يحل
سحقهم واستمرارها في القمع العنيف
والمعمم واستخدام أشنع الممارسات
الاستفزازية لشحن الغرائز
والانفعالات وردود الفعل الثأرية،
والغرض إجبار الناس على تهميش الحقل
السياسي والتخلي عن السلمية لصالح
منطق القوة والغلبة، كي تسوغ لنفسها
خيار العنف وتشرعن القهر والقمع
بذريعة مواجهة الإرهاب وعصاباته
المسلحة وبدعوى الحفاظ على الأمن
وحماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم،
وهو ما تقصدته حين زجت الجيش في
المواجهة وورطت كتائبه في قمع
المحتجين، مما أضاع فرصة الرهان على
دور حيادي له، ومهد الطريق لنشوء الجيش
السوري الحر كإطار جديد يضم الضباط
والجنود المنشقين أو الفارين الذين
وقفوا مع الحراك الشعبي ورفضوا إطلاق
الرصاص على أهلهم. نعم، لقد تراجع النهج السلمي
للثورة تحت وطأة الخسائر الفادحة التي
تكبدها الناس، من دون أن يقطفوا ثمارا
مستحقة أو نتائج ذات مغذى لقاء رهانهم
على هذا النهج، ولكن إضافة إلى مسؤولية
النظام ثمة عوامل عديدة شجعت اللجوء
إلى السلاح من أهمها: أولا، عدم حصول تحول حاسم لقطاعات
مهمة من المجتمع لا تزال خائفة ومترددة
لأسباب عديدة ومحجمة عن الانخراط في
عملية التغيير وتستسلم لتشويش
ومبالغات في قراءة أحوال الثورة
ومآلاتها، عززها تأخر مشاركة بعض
المناطق جراء تفاوت المعاناة وتباين
الاستعداد لكسر جدار الخوف، زاد الطين
بلة تنامي مخاوف بعض الأقليات من فوز
الإسلاميين بعد تجربتي تونس ومصر،
وتحسبها من مظاهر التضييق والتنميط
المرافقة لهذا النوع من الحكومات،
التي تحاول عادة فرض أسلوب حياتها
وثقافتها على المجتمع، وتهدد هوية هذه
الأقليات وحقوقها وطرق عيشها! ثانيا، واقع المعارضة السورية
التي لم تستطع كسب ثقة الناس وطمأنة
الرأي العام، ولا تزال ضعيفة التأثير
على الحراك الشعبي ومقصرة في إبداع
أشكال وخطط من النضال السلمي كفيلة
بتبديل المشهد والتوازنات القائمة،
وهي ثغرة كبيرة في ثورة كالثورة
السورية، جاءت مفاجئة وعفوية، ونهضت
من دون قوى سياسية تقودها، وطبعا لم
يشف الغليل السلمي للثائرين النجاح
الجزئي لخطة الإضراب العام ثم إضراب
التجار في مدينتي دمشق وحلب والذي
يفترض البناء عليه لإيصاله إلى عصيان
مدني شامل. ثالثا، فشل الرهان على دور النضال
السلمي في استجرار دعم خارجي عربي أو
أممي قادر على التدخل لوقف العنف
والقمع المعمم وفرض مسارات سياسية
لمعالجة الأوضاع المتفاقمة، ولا يغير
هذه الحقيقة بل يؤكدها فشل المبادرة
العربية وخطة كوفي أنان، وعجز مجلس
الأمن عن اتخاذ قرار لحماية المدنيين
السوريين بسبب تكرار «الفيتو» الروسي -
الصيني، فضلا عن النتائج الهزيلة التي
توصلت إليها مؤتمرات أصدقاء الشعب
السوري، مما أفقد المحتجين صبرهم وهز
ثقتهم بجدوى البحث عن داعم لهم، ومع
عدم جدوى المناشدات لحماية المدنيين
وفرض حظر جوي أو منطقة آمنة، صارت
الإشادة بالجيش الحر تتواتر ويتواتر
معها الحرج الأخلاقي والصمت الحزين في
نقد دعوات الرد على العنف الأعمى
والمفرط بعنف مضاد. والحال، إذ يعي الجميع خطورة
دوامة العنف وأنها ببساطة الذهاب نحو
إخضاع المجتمع لقواعد لعبة مدمرة، فهم
يدركون بلا شك أن اللجوء إلى السلاح
يعني تنحية الحقل السياسي وبدء إخلاء
الميدان لصالح منطق القوة العارية على
حساب دور الناس، وهو ما تكرسه حالات
النزوح الجماعي التي تصل كل يوم إلى
عشرات الألوف من المناطق الساخنة
تاركين أحياءهم وبيوتهم وممتلكاتهم
كساحات للصراع وجبهات للحسم العسكري! إذا كانت أهم نتائج الثورة
السورية هي إعادة المجتمع إلى السياسة
بعد غياب دام أكثر من أربعة عقود، فإن
الصورة التي يكرسها العنف حين يغطي
المشهد تهدد هذا التحول النوعي وتعجل
بإعادة الأمور إلى المربع الأول.
والمعنى أنه مقابل حضور طرائق القوة
يفترض من جانب الثورة أن تحافظ على
أهمية السياسة وعلى تمكين الحضور
الشعبي ودوره المقرر، مما يتطلب
الحفاظ على استمرار المظاهرات
والاحتجاجات وتوسيعها وتمكين شعارات
الثورة في الحرية والكرامة، بما يعني
النأي عن الشعارات الفئوية والإسلامية
المتطرفة، وخلق نمط من التعايش الصحي
بين مكونات المجتمع في المناطق التي
تراجعت فيها سيطرة السلطة، والأهم
الحد الحازم من التجاوزات والخروقات
التي يمكن أن تنشأ في ظل غياب دور
الدولة ومؤسساتها الرادعة، والغرض كسب
فئات متعاطفة مع الثورة لا تزال سلبية
ومترددة، تخيفها لغة السلاح ويصعب
كسبها من دون إظهار صورة إيجابية لثورة
تستمد على النقيض من الماضي شرعيتها
ليس من منطق القوة والإرهاب بل من
ممارسات حضارية تنسجم مع شعارات
الحرية والكرامة والديمقراطية التي
تتبناها، وهنا يقع على عاتق المعارضة
السياسية دور كبير من خلال تعزيز دورها
في المناطق الساخنة وبذل جهد ضوري
لإظهار الوجه السياسي للثورة وطموحها
في بناء دولة المواطنة المتساوية،
لحفز المشاركة في إنجاز المرحلة
الانتقالية بأقل الآلام. والحال، ينهض السؤال: هل لا يزال
ثمة رهان على دور خارجي يوقف دوامة
العنف ويضع الحالة السورية على سكة حل
سياسي، أم لا بد ذاتيا من اجتراح الروح
السلمية للثورة من أتون العنف وأصوات
الرصاص والمدافع، والارتقاء باستعداد
المعارضة السياسية لتحمل المسؤولية في
تمكين الاحتجاجات الشعبية، وفي بلورة
خطاب واضح حول الأفق الديمقراطي
للتغيير يساهم في طمأنة جميع مكونات
المجتمع ويسرع انتشار الثورة في
صفوفها، مما يعزز ثقة الناس بوحدتهم
وبجدوى نضالاتهم السلمية وبقدرتهم على
نقلها إلى أطوار مدنية جديدة تحقق لهم
أهدافهم وتبعدهم عن مخاطر سيادة لغة
العنف والإكراه؟! ===================== رأي القدس 2012-08-20 القدس العربي من المفترض ان يتوجه الى نيويورك
في اليومين القادمين السيد الاخضر
الابراهيمي الدبلوماسي الجزائري
المخضرم لتسلم مهامه رسميا كمبعوث
عربي واممي الى سورية، خلفا لكوفي عنان
الذي استقال يأسا وقرفا وفضل العودة
الى التقاعد المريح بعد ان ذاق الامرين
اثناء توليه لهذه المهمة الصعبة بل
والمستحيلة. السيد الابراهيمي واجه المتاعب
حتى قبل ان يبدأ مهمته، وبمجرد ان فتح
فمه للحديث الى وسائل الاعلام، وارتكب
الخطيئة الكبرى عندما قال 'ان الوقت
مبكر للغاية للتعليق على ما اذا كان
يتعين على الرئيس بشار الاسد التنحي
لانه ليس لديه معرفة كافية بما يجري'. هذه الكلمات العفوية، اغضبت
السلطة والمعارضة في سورية، واكد هذا
الغضب ان المبعوث الجديد يسير وسط حقل
من الالغام شديدة الانفجار قد ينفجر
احدها فيه ومهمته في اي لحظة. المجلس الوطني السوري المعارض شن
هجوما شرسا على السيد الابراهيمي،
وطالبه بالاعتذار عن هذه التصريحات،
وقال في بيان له انه، اي السيد
الابراهيمي، 'يمنح الرئيس الاسد فيما
يبدو وقتا لمواصلة حملته لقمع الشعب
السوري مثلما يمنحه رخصة لقتل عشرات
الآلاف الاضافية من السوريين، وتدمير
ما تبقى من سورية المنكوبة بحكامها
ومجتمع دولي لا يريد ان يرى حجم
مأساتها'. النظام السوري في المقابل ادان
التصريحات نفسها واعتبرها تدخلا في
الشأن السوري، وقال ان مصير الرئيس
السوري ليس من مسؤولية المبعوث الدولي
وانما هو من اختصاص الشعب السوري نفسه'. السيد الابراهيمي حاول ان يتراجع
عن تصريحاته هذه تحت عنوان تفسيرها
وازالة ما لحق بها من سوء فهم في مقابلة
مع قناة 'الجزيرة' الفضائية قال فيها 'ان
ما قاله هو من المبكر للغاية بالنسبة
له ان يقول اي شيء بشأن مضمون مهمته'
واضاف 'انا لم اعين في هذا المنصب الا
منذ يومين فقط. لم اذهب لا الى القاهرة
او نيويورك.. سابق علي ان اقول اي شيء
بشأن مضمون مهمتي'. توضيحات السيد الابراهيمي جاءت
متأخرة وغير مقنعة، فقد كان عليه ان
يتريث ولا يدلي باي تصريحات للصحافة
قبل ان يتسلم مهمته رسميا وطبيعة الدور
الذي سيقوم به، ويطلع بالتالي على جهود
المبعوث السابق كوفي عنان والتقارير
والتوصيات التي اعدها اثناء وفي ختام
قيامه بمهمته وزياراته للعواصم
المعنية في دمشق واسطنبول وبغداد
والقاهرة ونيويورك وغيرها. الدبلوماسية هي فن الصمت
والتأني، والحديث في الوقت المناسب
وبالاسلوب المناسب، ولا نعتقد ان هذه
البديهيات قد فاتت على دبلوماسي مخضرم
مثل السيد الابراهيمي تقلد مناصب
دولية عديدة، وتوسط في العديد من
النزاعات الاقليمية مثل الحرب الاهلية
اللبنانية، ومرحلة ما بعد الاحتلال
الامريكي للعراق، وانتقال السلطة في
جنوب افريقيا الى جانب توليه حقيبة
وزارة الخارجية في بلاده الجزائر لعدة
سنوات. السيد الابراهيمي جلب على نفسه
غضب طرفي المعادلة السورية، الحكومة
والمعارضة، قبل ان يخطو خطوته الاولى،
فكيف سيكون الحال عندما يغرق في رمال
الازمة السورية المتحركة والملتهبة؟
انها مهمة صعبة كان على رجل حكيم مثله
الاعتذار عن قبولها استجابة لنصائح
الكثيرين من اصحابه، ولكنه لم يفعل. ===================== الثلاثاء ٢١ أغسطس
٢٠١٢ حازم صاغية الحياة إذا عدّدنا القوى والمرتكزات،
الداخليّة والخارجيّة، التي تدعم
النظام السوريّ، وجدنا أنّها تصطفّ في
خانتين عريضتين: الانتساب على نحو أو
آخر إلى «التحرّر الوطنيّ» وزمنه،
كائناً ما كان معنى التعبير هذا،
والصدور عن الخوف. ففي «التحرّر الوطنيّ» وُلدت
ونمت العلاقة العربيّة بروسيا (السوفياتيّة
آنذاك) وبالصين. وعلى رغم أنّ روسيا
تخلّت عن شيوعيّتها، والصين عن
عالمثالثيّتها، بقيت العلاقة بهما
تندرج في سياق التكتّل ضدّ «الغرب»
والولايات المتّحدة أو «القطب الأوحد». ثمّ في «العداء للإمبرياليّة»،
وهو فرع من فروع «التحرّر الوطنيّ»،
وُلدت ونمت العلاقة بإيران الخمينيّة
منذ نشأتها في 1979. وهذا، بالمناسبة، لا
يعود إلى «فارسيّة» إيران بقدر ما يعود
إلى انقلابها على «فارسيّتها». لكنْ
أيضاً تحت قشرة «التحرّر الوطنيّ»
ولفظيّته، وُلدت ونمت العلاقة بـ»فصائل»
من طينة «الجبهة الشعبيّة - القيادة
العامّة» الفلسطينيّة لأحمد جبريل وما
يشاكلها من فرق لبنانيّة «قوميّة
وإسلاميّة»، ثمّ بـ «حزب الله»
اللبنانيّ في العصر الذي صارت فيه
إيران، بدلاً من الاتّحاد السوفياتيّ،
فصيل الصدام المتقدّم مع «الغرب». وهذه
جميعاً تقدّم خدمات متفاوتة الأهميّة،
في سوريّة ولبنان وبين الفلسطينيّين،
للنظام الأسديّ. ولا نبالغ إذا قلنا إنّ الجيش
السوريّ وأجهزة الأمن، وهي الركيزة
الداخليّة الأولى والمباشرة لبقاء
النظام، من تركة «التحرّر الوطنيّ»
إيّاه. فالجيش، في كونه «جيشاً
عقائديّاً»، كما في تضخّمه العدديّ،
وكذلك الأجهزةُ الكثيرة في إحكامها
السيطرة على المجتمع وصبغه بصبغتها،
هي من معالم زمن «التحرّر الوطنيّ»
وثقافته ونظرة قواه إلى الحكم والسلطة.
وحتّى الأمس القريب كان الحزب الواحد
ومنظّماته، وهو هنا حزب البعث، ركيزة
للسلطة وثيقة الصلة بـ «التحرّر
الوطنيّ» وشعاراته المعلنة. بيد أنّ الجيش تحديداً يقع أيضاً
في الخانة الثانية، خانة الخوف بوصفه
مصدراً في دعم النظام الأسديّ. فلم يعد
سرّاً أنّ هذا الجيش إنّما يتماسك
بالخوف الذي يضعه في موضع التضادّ مع
أهله ومع تركيبته نفسها. والخانة
إيّاها تضمّ أيضاً الأقليّات الدينيّة
والمذهبيّة، والحسّ الأقلّيّ تالياً.
وهنا، كذلك، تُحمل الأقليّات على
الوقوف في مواجهة مع مجتمعها الأعرض،
بل أيضاً مع الجوهر الديموقراطيّ
والمساواتيّ للوعي الأقلّيّ ذاته. لكنّ المفارقة في هذه الحال أنّ
المسألة الأقلّيّة لم تتفاقم كما
تفاقمت في ظلّ «التحرّر الوطنيّ»
وقواه المستبدّة والصاهرة للمجتمع بما
يذيب كلّ خصوصيّة. وانعقاد التحالف
الراهن بين المخيف والخائف فيه الكثير
من الكذب ومن تزوير الوعي طبعاً، لكنّ
فيه أيضاً أنّ زمن «التحرّر الوطنيّ»
وغيره من الشعارات الفضفاضة إنّما
تحلّل في عصبيّات أهليّة، دينيّة
وطائفيّة وإثنيّة. ومن معالم ذاك
التحلّل أنّ النظام المدعوم هو نفسه
تحوّل استطالةً لعصابة عائليّة
وطائفيّة بطّاشة. هكذا بات من الجائز القول إنّ
الرواسب التاريخيّة، وقد بلغ بها
التحلّل مبلغاً، هي التي تسند نظاماً
منهاراً متداعياً، على نطاق يمتدّ من
مجلس الأمن إلى القنص المتنقّل في
الأحياء والحارات. وهو ما يستدعي، في
مواجهته، وعياً متحرّراً من ذاك
الماضي الكئيب، على رقعة تمتدّ، هي
الأخرى، من مجلس الأمن إلى الأحياء
والحارات ذاتها. ===================== روسيا.. وحيلة التعويل على
الأمم المتحدة 2012-08-21 12:00 AM الوطن السعودية يحذر وزير الخارجية الروسي سيرجي
لافروف، من التدخل العسكري لإنهاء
الوضع في سورية، إلا عبر مجلس الأمن
التابع للأمم المتحدة، والسبب يعرفه
الجميع بالطبع، وهو حق النقض الذي
تتمتع به روسيا، مما يعني استحالة
التدخل العسكري، ولو صوت المجتمع
الدولي بأكمله لهذا الحل العسكري من
أجل إنقاذ الشعب السوري، فإن روسيا لن
تقبل. وفي ذات الوقت يصرح أحمد داود
أوغلو، وزير الخارجية التركي أنه "في
حال زيادة عدد اللاجئين إلى 100 ألف،
فإننا لن نكون قادرين على إيوائهم في
تركيا". ويطلب الوزير التركي من
الأمم المتحدة إنشاء مخيمات للاجئين
داخل الحدود السورية، لمواجهة تزايد
أعداد السوريين الذين يفرون من جحيم
القتل والتشريد، من بداية الثورة
السورية قبل أكثر من 18 شهرا. لا أحد يستطيع تحميل تركيا أكثر
من طاقتها، وأن تكون مسؤولية معالجة
أوضاع النازحين من العائلات السورية
على عاتقها وحدها، فالمجتمع الدولي
يتحمل تبعاته أيضا فيما يخص اللاجئين
السوريين، وها نحن نرى أن الجميع يرمي
الكرة في ملعب الأمم المتحدة، والتي
يظهر فشلها واضحا في معالجة الأزمة
التي يمر بها الشعب السوري، فما الذي
خرج به السوريون من مهمة كوفي عنان
التي انتهت قبل فترة وجيزة؟ وما الذي
خرجوا به من بعثة المراقبين الذين
غادروا سورية أمس، مثلما أتوها قبل
أشهر وهي تسيل أنهارا من الدماء، وتئن
تحت وطأة النظام الوحشي، الذي لا تفرق
رصاصاته وأسلحته البيضاء بين أطفال
ونساء وشيوخ وشباب؟ إصرار روسيا عن عدم التخلي عن
نظام الأسد، يأتي للمكاسب التي تحققها
كل يوم بسبب ضعف المجتمع الدولي، الذي
يبدو أن أقطابه تتعدد، على اعتبار أن
الصين أيضا تبدو وكأنها أوكلت إلى
روسيا وإيران مهمة الدفاع اللوجستي عن
نظام الأسد، إضافة إلى إمداده بالمال
والعتاد. إن كلا من روسيا وإيران والصين،
تريد حبس الملف السوري في الأمم
المتحدة، وتداوله ما بين جلسة وأخرى،
وإرسال مبعوثين أمميين في كل حين،
فالأمور لن تتغير ما لم يعالج المعسكر
الغربي هذه الأزمة بطريقته المعروفة،
كما استطاع حلها في البلقان. ===================== لا نحتاج دروساً جديدة من
السويد!! يوسف الكويليت الرياض 21-8-2012 بعد ألمانيا التي أجازت
إحدى محاكمها إعادة نشر الصور المسيئة
للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، جاءت
السويد لتعطي دروساً في نظم الحكومات
وتعريض المملكة لحملة مرتبة سلفاً
وبروح عرقية تماثل بروز النازيين
الجدد في ألمانيا، ولا نعرف الغاية من
هذا الهجوم بينما لم تتعرض لأي نقد أو
هجوم من قبل المملكة، والسويد رغم
تمتعها بنظام ديموقراطي وازدهار
اقتصادي، لا نجد لها مواقف مؤثرة في
أزمات منطقتنا، أو نقد ممارسات
إسرائيل التي لا تجرؤ أي جهة أوروبية
على توجيه أي لوم على ممارساتها.
والمحير في هذه الأمور أن كل بلد
أوروبي يريد أن يكون النموذج السياسي
والاجتماعي لغيره دون مراعاة للفروق
الدينية والتقاليد والأعراف، وحتى
البيئة التي شكلت تلك المجتمعات،
والتي لا يمكن أن تتطابق مع الغرب الذي
يبيح الزواج بين الجنس الواحد ذكر مع
ذكر، وأنثى مع أنثى، وهو الذي لا نجده
جائزاً في مملكة الحيوان، ونحن هنا لا
نركز على النموذج السلبي بالغرب، فله
انجازات عظمى لا يمكن التغافل عن
تأثيرها في الحضارة الكونية الراهنة.. السويد لم تقفز على التاريخ،
وتتجاوز حياتها البدائية بين يوم
وليلة، فقد مرت بعصر همجي، فديني،
فديموقراطي، ولم تتعرض لما حدث في
المنطقة العربية من مآسٍ وحروب
استهدفتها باعتبارها مركز الديانات
ومنبت الحضارات القديمة، وهي الآن تمر
برحلة التطوير والتقدم، ونذكر
السويديين أن ما تقدمه المملكة للعالم
الفقير من معونات مادية وغذائية ودعم
للتعليم، والقضاء على الأوبئة وغيرها،
يفوق ما تقدمه السويد البلد الأغنى في
أوروبا، وهي التي ظلت بعيدة عن أي عطاء
واضح، ولا نرى لها دوراً يؤكد حجمها في
التأثير في مسار السياسة العالمية، أو
انجازات تساوي ما تقوم به وتقدمه كوريا
الجنوبية مثلاً.. الدبلوماسية الواقعية تدار على
مفهوم المصالح، لا الدخول في شؤون
الغير ونحن والسويد لدينا علاقات
وصلات اقتصادية ودبلوماسية، ومراعاة
هذه المصالح لابد أن تقوم على الاحترام
المتبادل، لأن لكل بلد كرامته، وإذا
كنا بدأنا ولم ننته في عدم الدخول
باشكالات الدول وشؤونها، فمن باب
اللياقة السياسية أن نبقي العلاقة
قائمة على قيم ثابتة.. وإذا كانت دساتير الغرب تعطي
الحرية في كل شيء، فهذا شأن يخصها، لكن
لا تتحول هذه الحرية إلى إهانة
لموروثنا الديني والثقافي والأخلاقي،
وإلا أصبحت هذه الحرية قانوناً يفرض
على الآخر، والسويد جزء من عالم كبير
له قوانينه التي لا يرضى أن يتدخل بها
أحد.. نحن نحترم شعب السويد، ولا نراه
عدواً، ونجد فيه نموذجاً راقياً،
ونرحب بالخلاف وفق أسس موضوعية، أسوة
بعلاقاتنا مع الدول الأخرى التي بقيت
محوراً للحوار والتفاهم، ولا نجد
مصلحة لأي طرف للهجوم غير المبرر على
بلد يملك قراره وحريته، ولا يحتاج إلى
دروس أو عظات من أحد، والحكم على رضاك
وغضبك من أي نظام لا يعطي لأحد حق
الاتهام مهما كانت الأسباب.. ======================= الأخضر
الإبراهيمي : الابتداء من نهايات أنان وليد
جداع الحركة
الدستورية السورية 20/8/2012 يربط
السوريين بالجزائريين شعبيا ، رباط
وثيق من المحبة التاريخية. ورفات
الأمير عبد القادر الجزائري التي بقيت
فترة طويلة في دمشق ليست سوى شاهد واحد
على ذلك. والجزائريون يعرفون جيدا كم
كانت القضية الجزائرية حية في الوجدان
السوري...إن النشيد الوطني الجزائري
كان يحفظ في المدارس الابتدائية
السورية كما النشيد الوطني السوري
تماما...نعني أن السيد الإبراهيمي قريب
جدا عاطفيا من الشعب السوري أو هكذا
يفترض، وهو لابد يعرف التفصيلات
العاطفية والثقافية والدينية
والسياسية السورية، أفضل بكثير مما
يعرفه الوسيط السابق السيد أنان... وهذه
الخلفية المعرفية بالإضافة إلى
الخبرات المتراكمة في المنطقة
العربية، تعطي السيد الإبراهيمي ميزات
عدة ، تجعل مهمته أقل صعوبة.... ومع ذلك
فإن تحليلا دقيقا لمهمة السيد أنان منذ
بدايتها إلى إعلان استقالته ، يشير إلى
ملاحظات أهمها، أن على السيد
الإبراهيمي لكي يحظى بقدر معقول من
النجاح أن يبدأ من حيث انتهى السيد
أنان وليس من بدايات جديدة. إن أبرز
ما انتهى إليه السيد أنان كما في
مقالته الأخيرة التي لخص بها مهمته في
دمشق، هو أن على بشار الأسد أن يرحل عن
السلطة في سورية رحيلا نهائيا...وهذا ما
ذهب إليه الجنرال مود رئيس فريق
المراقبين الدوليين أيضا، بعيد
مغادرته دمشق. هذا الشرط اللازم وليس
الكافي هو عنوان المرحلة القادمة في
تحرك السيد الإبراهيمي. إن مجرد تفكير
السيد الإبراهيمي في أنه يستطيع إنجاز
مبادرة ما أو اختراق، دون أن يضع هذا
الهدف نصب عينيه، يعني الإخفاق الفوري
لمهمته. لا بد من رحيل الأسد عن سورية
أولا، ليمكن للشعب السوري أن يثق بأن
هناك خطوات فعلية قد تجعل سورية على
الطريق الصحيح. وثاني
هذه الحقائق، أن وجود تدخلات إقليمية
أو دولية، كبيرة أم صغيرة، ظاهرة أو
خفية، إيجابية لصالح الشعب السوري أو
سلبية مناهضة، لا تغير من واقع أن
الشعب السوري هو المحرك الأول للأحداث
، وأن كفاح الشعب السوري وتضحياته التي
بذلها وما يزال، تحجم وستحجم أي تدخلات
سلبية على وجه الخصوص. إن الشعب السوري
الذي أمضى عقودا عديدة تحت حكم آل
الأسد والبعث، مخنوقا مهانا محروما من
أبسط حقوقه، يخوض اليوم معركة انعتاق
كبرى قد لا يضاهيها إلا معركته من أجل
الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي. وعلى
السيد الإبراهيمي أن يرى جيدا وأن
يتأمل كثيرا ، كم هذا الشعب السوري
عظيم وحر ومقاوم ، وكم أن هذا الشعب
مستعد للمضي في درب الشهادة والكفاح
حتى تحقيق أهدافه في الحرية والكرامة
ولن تثنيه عن تحقيق هذه الأهداف
التدخلات الدولية والمساومات .. نريد أن
نقول إن على السيد الإبراهيمي إذا أراد
لمهمته النجاح، أن يضع نصب عينيه
مساعدة الشعب السوري في محنته هذه
وملحمته الكبرى هذه ، للوصول إلى
أهدافه المشروعة . وأن يقول للآخرين
بالفم الملآن إن الشعب السوري هو الذي
ينبغي أن يقرر مصيره بنفسه، وإن
تدخلاتهم مهما كبرت أو تفاقمت، لن تغير
من الحقيقة شيئا: إن هذا الشعب العظيم
قرر أن ينال حريته كاملة غير منقوصة،
مهما كانت التضحيات. وإن الاخرين إذا
أرادوا لهم مستقبلا في سورية، فإن
الطريق واحدة : الوقوقف إلى جانب الشعب
السوري ظاهرا وباطنا! والسيد
الإبراهيمي يستطيع-ثالثا- أن يقول
لطغاة دمشق إن حبل المشنقة يلتف حول
أعناقكم أكثر فأكثر، وإن رهانكم على
إيران وروسية وحزب الله وما خفي من
مؤامرات على الشعب السوري، لن يصمد
أمام قوة هذا الشعب وإرادته. وإنه من
مصلحتهم اليوم قبل الغد أن يبادروا إلى
تسويات ما ، تسهل الحل على الجميع.
وكخطوة أولى ، فإن على طغاة دمشق، أن
يلتزموا بالتنفيذ الفوري للمبادئ
الستة لخطة عنان رغم إخفاقها السابق،
دون تأخير أو تحايل أو مؤامرات. إن على
السيد الإبراهيمي مطالبة طغاة دمشق
بخطوة أولى ليثبتوا حسن نيتهم تجاهه،
هي وقف الغارات الجوية الجهنمية على
الشعب السوري، وسحب الأسلحة الثقيلة
والمتوسطة من أرجاء سورية كافة وحفظها
في ثكناتها فقط. وإطلاق سراح الأسرى
والمعتقلين دون قيد أو شرط، وتمكين
الناس من العودة إلى بلدها دون أدنى
مضايقة.. بعدئذ يمكن للسيد الإبراهيمي
أن يتقدم خطوات للأمام . إنه ما لم
تتوقف آلة الإجرام الدموية عن قتل
الشعب السوري، وتسحب الأسلحة كلها
بشكل كامل من المدن والبلدات والقرى
وتعود إلى ثكناتها فلا أمل بخطوة تالية
إلى الأمام. إن تنفيذا كاملا حقيقيا ،
دون أكاذيب أو خيانات ، لشروط أنان ، هو
المدخل الأول لأي حل مستقبلي. لا نقول
كما قال بعض الفضلاء إن السيد
الإبراهيمي سيتحمل وزر القيام بمهمة
قذرة، ولا نقول إن مهمته محكوم عليها
بالإخفاق، كما قال كثير من المحللين
الذين لا يثقون أبدا بطغاة دمشق-على حق-
... نحن نقول إن السيد الإبراهيمي سينجح
إذا كان إنقاذ سورية من الطغيان
والقمع، وتحرير شعبها من الدكتاتورية
والعسف، هو الهدف الأسمى الذي
سيستبطنه في كل خطوة ودرب. نحن لا
نصدق أبدا أن يقبل السيد الإبراهيمي أن
يكون ألعوبة في يد النافذين الدوليين،
يمررون بها مخططاتهم، أو يختبؤن
وراءها ليسوغوا عجزهم وخذلانهم للشعب
السوري المنكوب. لا نعتقد أبدا أن
السيد الإبراهيمي سيمرر الوقت تلو
الوقت، والفرصة تلو الفرصة، معطيا
طغاة دمشق فرصا أكثر للقتل. إنه إن فعل
ذلك فلن يغير من واقع المعركة الكبرى
للشعب السوري أبدا. ولكنه سيفقد احترام
الشعب السوري واحترام أمم الأرض التي
لا نقبل أن يترك شعب حي تحت رحمة
القنابل والقذائف والحمم، دونما
اكتراث أو خجل. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |