ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 28/08/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

الأخضـر الابراهيمي بين خطايا السياسة وتراكمات المحنة * عبدالمجيد جرادات

الدستور

27-8-2012

يقول مبعوث هيئة الأمم الجديد ( الأخضر الابراهيمي) والذي سيخلف السيد كوفي عنان في محاولة التوصل لمقاربات تقلل من معاناة الشعب السوري وتمهد للدخول في حوارات تتسم بالروح الوطنية على مختلف المستويات، وتترفع عن المضي في ممارسة الحدة التي وصلت إلى( كسر العظم) وتجاوزت حدود الوصف: إن أكثر ما يتطلع إليه هو: المصالح العليا للشعب السوري.

يُعرف عن السيد الابراهيمي، بأنه دبلوماسي عريق، وتحتوي سيرته الذاتية على خبرات واسعة في ميادين فض النزاعات، بمنهجية تحتكم إلى قوة المنطق، ومن صفاته أنه يرحب بقبول (المهام الشائكة)، ربما لأنه يتقن فن الوقوف على مسافة واحدة بين المتخاصمين، وهو مطلع على تعقيدات المشهد في سوريا، ويدرك بأن تداعيات المحنة هناك، جاءت نتيجة لخطايا السياسات الخارجية التي بثت سمومها في الداخل السوري، وتقاطعات المصالح بين الدول العظمى والصناعية، وتلك التي تبحث عن صون أهدافها التجارية أو أنها بصدد الابقاء على ديمومة نفوذها في المنطقة.

من أين سيبدأ الأخضر الابراهيمي مهمته ؟ : وهل سيكون بوسعه الطلب من جميع حملة السلاح في سوريا، إخلاء المدن والأماكن الآهلة بالسكان، تمهيدا للشروع بمفاوضات تقرب وجهات النظر، وتنأى عن الأفعال التي توقع المزيد من الخسائر في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة ؟: وكيف سيخاطب العواصم الأوربية التي تستقبل رموز المعارضة المسلحة وتحثهم على مواصلة مشاغلة النظام السوري لحين إنهاكه، وزعماء الدول الشرقية الذين لا يخفون دعمهم لنظام الرئيس بشار الأسد، لأن رحيله سيحول دون تدفق منتجات بلدانهم لدول المنطقة، وبالتالي التأثير على حيوية دورهم خارج حدود دولهم.

نعول على تحيز المبعوث الأممي الجديد للشعب السوري الذي أنهكته الصراعات والفتن، وفي الوقت الذي نلمح فيه أن السيد الابراهيمي يتحلى بسمة التفاؤل تجاه هذه المهمة، مثلما يقف على شرفة الحذر، فلا بد من تذكيره بأن تجربة البعثة التي اختارتها جامعة الدول العربية، برئاسة الجنرال السوداني (الدابي)، في بدايات المحنة السورية، لم تكن موفقة، إذ أعلن الرئيس بشار الأسد آنذاك، بأنه مصمم على ملاحقة من يختلف معه بالرأي، وفرض النظام بالقوة، في حيناإرتأت المعارضة إشهار سلاحها بوجه النظام، وبحكم هذه المعادلة، فإن خطاب الوسيط الذي يدعو إلى كلمة سواء، لم يكن مرغوبا من قبل أحد طرفي الصراع.

من المعروف بأن مهمة السيد كوفي عنان، اصطدمت بمعوقات ( التدخلات الخارجية بالشأن السوري) حيث استمر وصول معدات وأدوات القتل التي تستبيح دماء الأبرياء وتزهق الأرواح، ومن دون أن تلوح في الأفق احتمالية إضاءة شمعة داخل نفق محنة الشعب السوري، وتأسيسا على هذا الواقع المر، نتمنى أن يتنقل السيد الابراهيمي بين العاصمة دمشق والمدن السورية، ويقترح على أبناء الشعب السوري، التوقف عن تبادل لغة الرصاص، حرصا على مستقبل سوريا الشعب والدولة والحضارة، ومن المؤكد بأن نجاحه في هذا المسار، سيشجع أساتذة التاريخ لتوثيق ما سيقوم به من جهد، لأنه سيمهد لحقن الدماء، إلى جانب الحرص على هوية الشعب السوري.       

am_jaradat@yahoo.com

التاريخ : 27-08-2012

=================

 الأسد يردّ أمنياً وللسعودية ثلاثة أهداف

سركيس نعوم

2012-08-27

النهار

بعد تفجير مقر جهاز استخباراتي مهم في دمشق أسفر عن مقتل اربعة من كبار المسؤولين الأمنيين السوريين روّج حلفاء للأسد في لبنان وخارجه مواقف تحمّل الدول العربية الساعية الى القضاء على نظامه وفي مقدمها المملكة العربية السعودية وقطر وحليفها الأميركي مسؤولية هذا "العمل الارهابي". كما روّجت تهديدات تفيد ان النظام السوري سيردّ على التفجير في الدول التي قررته وخططت له ونفذته. بعد ذلك بمدة وجيزة نشر موقع اعلامي الكتروني اسرائيلي معلومات عن حصول تفجير في السعودية أودى بحياة معاون للرئيس الجديد للاستخبارات فيها الامير بندر بن سلطان، واعتبرت انه رد "سوري على تفجير دمشق"، يؤكد ما يقوله قادة النظام السوري عن يدهم "الطايلة" وقدرتهم على إلحاق الأذى بكل من يؤذيهم وفي عقر داره. الا ان الموقع الاسرائيلي نفسه عدّل بعد أيام روايته مؤكداً ان المستهدف كان الأمير بندر نفسه وانه قضى في العملية. ومعروف ان نظام الأسد المتمتع "بكفاءات" متنوعة وصاحب العلاقات الخارجية المهمة، حمَّله ومنذ سنوات مسؤولية تردي العلاقات بين دمشق والرياض، بل مسؤولية تحريض العاهل السعودي على الرئيس السوري، ومسؤولية دفع الوضع اللبناني في غير مصلحته، ومسؤولية التخطيط لعمليات "ارهابية" داخل سوريا وتنفيذها. طبعاً لم تُعلق السعودية على معلومات المركز الاسرائيلي، الأمر الذي دفع البعض القريب من سوريا آل الأسد الى التساؤل بجدية عن صحتها، وخصوصاً بعدما غاب بندر عن سمع الاعلام وبصره. لكن هذا التساؤل بقي من دون جواب. علماً ان اصحابه وغيرهم يعرفون ان في الإمكان اخفاء خبر مهم عن الناس والاعلام مدة طويلة. لكنه في النهاية سيعرف. اما خبر الوفاة أو الموت فإن أحداً لا يستطيع ان يخفيه، ولا سيما في مملكة تعتبر وفقاً لتقاليدها بل لدينها ان الموت حق، أياً يكن العمل الذي تسبب به.

هل يعني ذلك ان النظام السوري وحلفاءه لم يردّوا على من اتهمهم بالتحريض على عمليات ارهابية، ليس فقط لانشغالهم بمواجهة التحديات الخطيرة لهم في الداخل، بل ايضاً لعجزها عن نقل عدم الاستقرار الأمني الى الدول التي تستهدفهم وخصوصاً العربية منها؟

تؤكد مصادر ديبلوماسية عربية، استناداً الى معلومات جدية، ان نظام الأسد "رعى" محاولات ارهابية في اكثر من دولة عربية واقليمية بعضها نجح وبعضها الأخير فشل. فالاجهزة الامنية الاردنية المعروفة بفاعليتها وقدرتها ألقت القبض على اكثر من "ميشال سماحة" واحد كانت سوريا ارسلتهم الى الاردن لتنفيذ تفجيرات عدة. والاجهزة الأمنية السعودية ألقت القبض على عشرات الخلايا الارهابية التي ارسلتها سوريا آل الأسد الى المملكة او حرَّكت الخلايا الموجودة فيها من أجل تنفيذ عمليات ارهابية بقصد ضرب موسم الحج، بعد انطلاقه بين اواخر تشرين الأول واوائل تشرين الثاني او قبل ذلك. والاجهزة الأمنية التركية لم تستطع كشف الخلية التي نفذت عملية التفجير في مدينة غازي عينتاب غير البعيدة كثيراً عن الحدود السورية. لكن ما كشفته التحقيقات في شأنها وجه أصابع الاتهام أولاً الى الأجهزة السورية ولاحقاً الى ايران الاسلامية حليفة نظام الاسد بل حاميته.

وتستنتج المصادر الديبلوماسية العربية اياها من كل ذلك ان سوريا آل الأسد تريد تفجير الأوضاع في المنطقة، بل توسيع ساحة الحرب الدائرة فيها بحيث تشمل معظمها، وهي تعتبر ان لبنان أحد أبرز "الساحات" المستهدفة بهذا الأمر. واذا كان "افلت" من هذا الأمر حتى الآن، رغم المحاولات الكثيرة التي يعيشها اللبنانيون يومياً ساعة في طرابلس وساعة في عكار وساعة في البقاع الشرقي وساعة في صيدا وساعة في العاصمة وعلى طريق مطارها الدولي، فلأن "حزب الله" يرفض الانجرار الى حرب أهلية – مذهبية بقرار منه ومن ايران في وقت واحد.

لكن المصادر نفسها تستنتج امراً آخر، ودائماً استناداً الى معلومات جدية، هو ان المملكة العربية السعودية ومن معها من الدول العربية تخوض مواجهة مثلثة الأهداف. الأول، التخلص من نظام الأسد في سوريا. والثاني، التخلص من هيمنة "حزب الله" الشيعي بسلاحه وحلفه مع سوريا وايران على لبنان وشعوبه الأخرى. والثالث، التخلص من ايران الاسلامية الشيعية ذات الاهداف المذهبية والتوسعية. واذا تحققت هذه الاهداف فإن الهدف الرابع وهو العراق يتحقق كـBonus أي كربح اضافي. وبذلك تعود المنطقة العربية سنية.

كيف تحقق السعودية هذه الأهداف؟

=================

النظام السوري ومدرسة سيّاد بري...

خيرالله خيرالله

المستقبل

27-8-2012

ليس لدى النظام السوري سوى الرهان على الوقت. ولكن هل الوقت لمصلحته كي يجوز مثل هذا الرهان؟ يبدو انه يظن ان عامل الوقت يمكن ان يساعده في التحكم مستقبلا بجيب علوي على الساحل السوري وذلك عن طريق متابعة الحملات العسكرية الهادفة الى تهجير اكبر عدد ممكن من سكان حمص من جهة والتوسع في اتجاه حلب والمناطق القريبة منها من جهة اخرى. وهذا ما يفسّر الى حد كبير هذا الحشد الكبير من القوات الموالية للنظام في دمشق نفسها وذلك بغية اطالة معركة العاصمة قدر الامكان في انتظار ترتيب الاوضاع في المنطقة الساحلية ذات الاكثرية العلوية.

يبدو واضحا ان الكلام الذي صدر عن نائب رئيس الوزراء السوري السيّد قدري جميل، وهو كردي، يندرج من حيث يدري او لا يدري، في هذا السياق، سياق كسب الوقت ليس الاّ. تحدث قدري جميل من موسكو، بعد محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن حوار وطني وعن امكان طرح مسألة استقالة الرئيس بشّار الاسد في سياق هذا الحوار. اراد ان يقول ان ليس هناك ما يمنع احد المشاركين في الحوار من طرح مسألة استقالة الاسد. كاد ان يقول ان من سيطرح مثل هذا الكلام سيجد من يردّ عليه بكلام آخر وليس برصاصة ولن يكون مصيره مثل مصير اطفال درعا الذين تجرّأوا في بداية الثورة على كتابة شعارات معادية للنظام على الجدران!

مثل هذا الكلام الصادر عن وزير كردي، صهر لخالد بكداش، كان شيوعيا، وربّما لا يزال، والذي أعارته بعض وسائل الاعلام أهميّة، لا يقدّم ولا يؤخّر. انه كلام تجاوزه الزمن لا علاقة له بالواقع السوري، اي بما يدور على الارض حيث لم يعد امام النظام سوى خيار واحد هو الدولة العلوية...

ان المسؤول العربي الوحيد الذي تجرّأ على طرح المسألة العلوية بكلّ أبعادها وما ينوي بشّار الاسد عمله بشكل صريح هو الملك عبدالله الثاني الذي اشار في مقابلة تلفزيونية أجريت معه قبل اقل من شهر، الى "الجيب العلوي". هذا هو الخيار الوحيد الباقي امام الرئيس السوري. وهذا الخيار هو الذي يدفعه الى الرهان على عامل الوقت وعلى متابعة السير في الحلّ الامني الى النهاية اعتقادا منه ان ذلك سيساعد في رسم خطوط الدفاع عن "الجيب العلوي".

هل ينجح النظام السوري في مخططه؟ الجواب الاقرب الى الواقع ان مثل هذا الخيار تجاوزه الزمن. وهذا عائد الى ان حجم الجرائم التي ارتكبها النظام في حق السوريين لن يسمح بانتقال آل الاسد والمحيطين بهم الى المنطقة العلوية والعيش بأمان فيها. اكثر من ذلك، هناك ثارات قديمة بين العلويين انفسهم يمكن ان تحول دون تمكين آل الاسد من المكوث طويلا في القرى والبلدات التي يمتلكون نفوذا فيها. هل نسيت عائلة محمد عمران من قتل الرجل الذي كان ضابطا كبيرا ومن رفاق حافظ الاسد؟ هل نسيت عائلة صلاح جديد من سجن الرجل...حتى الموت؟ حتى عائلة غازي كنعان، يمكن ان تكون لديها اسئلة تطرحها على بشّار الاسد.

لا يمكن في اي شكل الاستخفاف بالخلافات العلوية- العلوية وبالعراقيل التي يمكن ان تحول دون قيام "جيب علوي" يمكن ان يحتمي به آل الاسد. ولذلك، يبدو رهان النظام السوري على الوقت في غير محله. الرهان الوحيد الباقي امام اهل النظام يتمثّل في ايجاد صيغة تؤمن انتقال كبار المسؤولين السوريين الى الخارج، الى روسيا او ايران تحديدا.

اما سوريا نفسها، فتبدو دولة قابلة للانفجار من داخل في حال عدم التوصل الى حل سياسي في القريب العاجل يؤمن قيام مرحلة انتقالية، لا يكون للاسد الابن ومن معه علاقة بها لا من قريب او بعيد. في حال عدم حصول ذلك، هناك خوف كبير من صوملة سوريا. نعم صوملة سوريا. كان هناك في الماضي القريب خوف من صوملة اليمن، ولكن يبدو حاليا ان الخوف على سوريا صار اكبر بكثير من الخوف على اليمن. هذا لا يعني ان اليمن في امان، بمقدار ما يعني ان البلد تجاوز، ولو موقتا، مرحلة صعبة توجت بخروج الرئيس علي عبدالله صالح من السلطة وبدء مرحلة انتقالية قد تنتهي بصيغة جديدة تدار من خلالها شؤون البلد...وأزماته.

قد يكون الفارق بين بشار الاسد ومحمد سياد بري، آخر رئيس للصومال الموحّد، ان الاخير استطاع بعد خسارته السلطة في العام 1991 الانتقال الى مسقط رأسه والعيش، حتى وفاته، في حماية اهل عشيرته. وهذا امر لن يتمكن الرئيس السوري من عمله. كلّ ما يستطيع عمله هو ان يفعل ما فعله سياد بري، اي تأمين عدم قيام بلد موحّد طوال اكثر من اربعة عقود.

قبل واحد واربعين عاما، رحل سياد بري عن مقديشو. هناك الآن محاولات لانتخاب رئيس جديد للصومال. قد تنجح هذه المحاولات كما قد تفشل. الشيء الاكيد كلّ الصومال مدمّر. هل سيكون علينا الانتظار طوال اربعة عقود، بعد خروج بشّار الاسد من دمشق كي يصبح في الامكان البحث عن رئيس جديد لسوريا؟ انه سؤال اكثر من جدّي في ضوء الاصرار الذي يبديه النظام السوري على تدمير كل قرية ومدينة سورية من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب ومن الساحل الى دير الزور وآخر قرية على الحدود مع الاردن. من قال ان محمد سياد بري ليس صاحب مدرسة سياسية تقوم على فكرة "عليّ وعلى اعدائي يا ربّ"؟!.

=================

مبعوث دولي جديد من أجل تسجيل هدف ذهبي في الملف؟!

مصطفى إسماعيل

المستقبل

27-8-2012

انسحب المبعوث الدولي كوفي أنان من ماراتون الأزمة السورية مكللاً بهزيمة تضاف إلى رصيده في البلقان ورواندا، فالهاجس الأوحد لأنان في مهمته السورية المستحيلة هو كيفية الحفاظ على عظامه بين فكي كماشة النظام المجرم والكوكتيل المعارض المسلح.

الأوضاع الميدانية في سوريا تؤكد تجاوز الأزمة لأي حل سياسي، فلا النظام يريد تطبيق أي من البنود العملية لخطة عنان قبل الجلوس بشكل مهذب على طاولة الحوار كخاتمة مطاف الخطة، ولا المعارضة السياسية والمسلحة كانت ولا تزال في وارد قبول الحوار مع نظام دموي تنكيلي بشعبه الأعزل، وأمام طرفي أزمة متوازيين لا يلتقيان ليس هنالك متسع أمام أي حل، سيما وأن المجتمع الدولي لا يريد استخدام العصا السحرية.

بناء على استقالة كوفي أنان وانسداد الأفق السياسي للأزمة السورية، لم يك هنالك ما يستوجب تعيين مبعوث دولي آخر، فلا إمكان لنجاح أي حل سياسي، ويبدو أن الحل الوحيد المرحب به في أوساط غالبية معارضة أو منخرطة في الثورة هو رحيل النظام ورأسه.

النظام كما هو واضح لا يريد مراقبين ولا مبعوثاً دولياً، وهذا الحقيقي المضمر بخلاف معلنه المرحب، والجيش الحر أوضح أكثر من مرة : لا لأي حل سياسي توافقي بناء على ما تريده روسيا والصين.

المبعوث الدولي الجديد المرشح لخلافة أنان هو الديبلوماسي الجزائري الأخضر الابراهيمي وهو صاحب باع طويل في ملفات أزمات دولية معقدة كما يوصف، لكنه في الأزمة السورية لن يتقدم سنتيمتراً واحداً، فمهمته في سوريا مستحيلة وتؤدي إلى حائط شاهق، وليس هنالك أدنى احتمال للنجاح في ظل الوضع العسكري المتفاقم والكارثي، ولأن الوضع السياسي الذي يحيط بالملف السوري ليس أقل كارثية ظل تردد يحكم تصرفات المجتمع الدولي، وقد أشار السلف الدولي الصالح كوفي عنان إلى عدم تمتع مهمته بدعم دولي كاف، وهذا ما خلى الابراهيمي على مقاعد التردد، معلقاً قبوله للمهمة بشروط تمت الموافقة عليها.

تبدأ مهمة الإبراهيمي في ذروة متغيرات العامل الموقفي الأميركي، لا سيما بعد زيارة الوزيرة كلينتون إلى تركيا، حيث تصاعدت إشارات الحسم الأميركية النظرية في انتظار انقلابها إلى متجسد فعلي، حيث بدت الإشارات الأميركية دالة على تغير السياسة الأميركية (تلميح إلى التدخل العسكري، وأحاديث عن فرض منطقة حظر جوي وفتح ممرات إنسانية) مضافاً إليه السير نحو تكوين غرفة عمليات عسكرية أميركية تركية لمتابعة الوضع السوري عن كثب، كما أن اجتماع كلينتون مع قيادات في الجيش الحر يعني أن هنالك تحولاً لافتا في سياق الأزمة، وأن الرهان الأميركي على الحل لم يعد سياسياً، والأخبار المتواترة تشير إلى بدء تسليح أميركي للجيش الحر.

ما تقدم يكبل المبعوث الأممي الجديد ويقيد مساعيه ويجرده من أي إمكان لإحداث تحول مفارق وتسجيل هدف ذهبي في الملف، ناهيكم عن أن البحث عن حل للأزمة السورية تجاوزت كثيراً أي أفق لحل سياسي يبدو من قبل المتابعين والمراقبين مجرد بطر سياسي أو تفكه سياسي.

التصريحات الأولى للابراهيمي تؤكد أنه متشكك في مهمته، لكنه سيعمل بناء على مبدأ شرف المحاولة، وشرف المحاولة الأممي يعني الموت الإضافي لآلاف السوريين.

=================

أكاذيب آل الأسد: لبنان محافظة سورية!

المحاضر تثبت ترسيم 85٪ من الحدود وشبعا لبنانية * "سايكس بيكو" وزعت النفوذ بين فرنسا وبريطانيا و إنشاء الدول تم في "سان ريمو"

بيروت: فاطمة حوحو 2012-08-27 1:28 AM

الوطن السعودية

27-8-2012

مع اندلاع الثورة ضد النظام في سورية، اشتعلت تصريحات المسؤولين السوريين ضد لبنان، بدءاً من وزير الخارجية وليد المعلم، إلى المستشارة الرئاسية بثينة شعبان، وصولاً إلى سفير دمشق في بيروت علي عبدالكريم علي، وكأن اللبنانيين هم من أشعلوا الثورة ضد الأسد، مع أنهم عانوا منذ استقلال بلادهم وحتى اليوم، لاسيما خلال حكم آل الأسد نتيجة الرؤية بعين واحدة وهي مصالح نظام "البعث" وجعل لبنان ورقة رابحة في يده، إذ إنه تحت شعارات "الممانعة" كاد لبنان يصبح محافظة سورية، لولا مقاومة مواطنيه الذين أرادوا بالحسنى التعامل مع جار وشقيق كما فعل البطريرك نصرالله بطرس صفير، وكما فعل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكما حاول بين الحين والحين رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط. إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل الذريع وكان الثمن باهظاً، اغتيالات وقتل واعتقالات ولبنانيين مجهولي المصير.

في عام 2005 ومع اغتيال الرئيس رفيق الحريري، تحرك اللبنانيون وأطلقوا ثورتهم وطالبوا علناً بانسحاب الجيش السوري، بعد انكشاف مصالح النظام التي كان يسوقها عبر وحدة المسارين والعلاقات المميزة والتكامل. وعلى الرغم من نجاح اللبنانيين في خوض معركة سياسية طويلة النفس لإخراج الجيش السوري من بلادهم، بعد أن انتفى مبرر وجوده مع تحرير الجنوب، وحتى انفجار الشارع اللبناني بوجه من سمحوا باغتيال الحريري ومن غطاهم في جريمتهم، فإن العلاقات لم تعد إلى مجراها الطبيعي.

فسلوك النظام السوري وتهربه من إقامة علاقات طبيعية كان واضحاً في كل المحطات من خلال الاجتماعات الرسمية المشتركة بين الفريقين وعلى مستوى التمثيل الدبلوماسي، ولعل أكثر الإشكالات التي لا تزال تسبب توتراً شديداً هي مسألة ترسيم الحدود بين البلدين.

حماية النفس

مع تفجر الثورة السورية توالت اتهامات النظام بتهريب السلاح من لبنان، وقد أثار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الهواجس الدولية إزاء وضع الحدود، داعياً إلى ضبطها سواء عبر إعادة طرح فكرة الترسيم أو نشر قوات دولية.

وقد احتل ملف ترسيم الحدود أهمية بارزة عند معظم البعثات الدبلوماسية في لبنان، حيث تركت أحداث الداخل السوري آثارها على الجهة اللبنانية، لا سيما في قرى وادي خالد وفي منطقة عرسال (قضاء الهرمل)، وبهذا الشكل أو ذاك في البقاع الغربي، فالتعاطف الشعبي الإنساني اللبناني مع العائلات السورية، وإيواء الهاربين من بطش "الشبيحة" من أطفال ونساء وشيوخ أزعج النظام السوري، فلجأ إلى ممارسات إرهابية عبر إطلاق النار واصطياد اللاجئين العابرين، وخطف لبنانيين من بحر لبنان، حتى صارت للحدود حكاية في كل يوم. حكايات تولد انفجاراً شعبياً واسعاً بوجه حكومة تخجل من مواجهة الحقائق الساطعة وتتخفى خلف مبادئ النأي بالنفس، ولو كان ذلك على حساب مواطنيها الممنوعين من كسب قوتهم في البحر والبر، ومن النوم بأمان نتيجة الاعتداءات بالرصاص.

حدود واضحة

ويشرح أستاذ القانون الدولي شفيق المصري مفهوم الحدود بين البلدين حسب القانون الدولي، "إنها متروكة عادة لاتفاقيات ثنائية بين الدول، وتصبح هذه الحدود معترفاً بها عندما يقوم المجتمع الدولي، لاسيما من خلال الدول بالاعتراف بهذه الدولة. بالنسبة إلى لبنان، الحدود اللبنانية وردت في المادة الأولى من الدستور اللبناني وقد تحددت جغرافياً، جنوباً وشرقاً وشمالاً وغرباً، ولكن تفاصيل هذه الحدود لم ترد كخط حدودي كامل في هذا التوصيف الدستوري".

ويضيف "الحدود الجنوبية، وافقت عليها إسرائيل في اتفاقية الهدنة في المادة الخامسة عندما أعلنت أن وقف خط إطلاق النار هو الحدود بين لبنان وفلسطين. أما بالنسبة للحدود الشرقية والشمالية فقد جرت محاولات منذ الاستقلال لترسيمها على الأرض، وتم تشكيل لجنة فنية مشتركة بين لبنان وسورية لترسيمها. وقامت هذه اللجنة بخطوات عملية في هذا الترسيم، ومن ثم توقفت لأسباب لا تعود إلى خلاف بين الدولتين إنما إلى ظروف أخرى، إلا أن الخطوط العامة لهذه الحدود معروفة ومتفق عليها".

وعن الحدود الشرقية والشمالية يرى أن "الأمور معروفة ومستقرة على أساس النهر الكبير فهو الخط الفاصل الذي يقطع الحدود الشمالية بين سورية ولبنان، والمنحدر الغربي لسلسلة الجبال الشرقية، أي الخط المستقيم الذي يصل رؤوس سلسلة الجبال الشرقية هو الخط الفاصل، فلا خلاف في المبدأ إطلاقاً ولكن تبقى عملية الترسيم التفصيلية".

القرار 1680

كان لبنان حريصاً على الترسيم، وكان ثمة موجب أقرت به الأمم المتحدة لترسيم هذه الحدود ومنع التهريب والتسلل"، وفي هذا الإطار يذكر المصري بـالقرار 1680 الذي أكد على مقررات لجنة الحوار الأولى بين اللبنانيين التي أكدت وجوب ترسيم الحدود بين لبنان وسورية ومنع التسلل والتهريب. فالمسعى يقترن ليس فقط باللجان الفنية التي أنجزت القسم الأكبر من ترسيم هذه الحدود التفصيلية وإنما هناك مطالبة دولية بترسيم الحدود بشكل نهائي ومنع التسلل والتهريب.

وعن التوصيف الحالي لوضع الحدود، وعما إذا كانت الظروف تسمح بذلك، قال المصري: "هناك لجنة فنية أنشئت وكان محافظا البقاع والشمال قد رعيا الأعمال الأولى لهذه اللجنة، والمطلوب هو تفعيل هذه اللجنة لكي تنجز عملها. الحدود مفتوحة واللجان لم تستطع ضبط الحدود تماما، ولكن هل يمكن للأمم المتحدة التدخل؟ معلوم أن قوى الأمن والسلطات الأخرى المرافقة لها في عملها هي المسؤولة عن جانب كل من الدولتين في ضبط هذه الحدود، وبالتالي يجب أن يكون هناك تعاون. وقد حدثت محاولات عدة لهذا التعاون لضبط الحدود من الجانبين. لبنان منذ الحكومة السابقة قرر أن لا يستعين بالقوات الدولية في ضبط حدوده الشمالية والشرقية نظراً إلى العلاقات الخاصة بين لبنان وسورية، الذي يبقى هو الاستعانة بالقوات الدولية على جانب الحدود بالنسبة إلى كل دولة في إقليمها".

ضبط التهريب

التخوف من تفجير الوضع الأمني على الحدود أمر واقع، إلا أنه لا يمكننا الاعتماد على وسائل الإعلام لتقرير هذه الأمور، فلم يعتقل أي شخص، ولم يصدر عن الجيش اللبناني أي معلومة تشير إلى تهريب من لبنان إلى سورية.

ولدى سؤالنا ما إذا تغير النظام في سورية عن المطلوب من الجانب السوري والنظام الجديد بالنسبة لحل مشكلة الترسيم، قال المصري "المسألة تكمن في أن ضبط الحدود مسألة يُطالب بها الجانبان. إذاً، الحل الوحيد هو التعجيل في تفعيل اللجان الفنية من أجل ترسيم الحدود وحفظها على جانبي الخط الحدودي، ولا حل آخر بصرف النظر عن النظام وماذا يريد النظام، اليوم هناك حاجة أمنية وحاجة سياسية لهذا الموضوع".

أكاذيب وترهات

من جانبه يعيد الباحث في تاريخ لبنان عصام خليفة مشكلة الحدود بين البلدين إلى نشأة كل منهما بعد انهيار السلطنة العثمانية، موضحاً أن "القيادات السورية بنسب متفاوتة ومنذ المؤتمر السوري الذي انعقد في آذار 1920 تعتبر بشكل أو بآخر أن كل الدول التي قامت على أرض ما تسميه "سورية الكبرى" هي دول غير شرعية اصطنعها الاستعمار، وبالتالي لا تعترف بالدولة اللبنانية. وهذا يظهر جلياً في كلام الرئيس حافظ الأسد للرئيس أمين الجميّل حين قال له "لبنان محافظة سورية، ونحن من باب رفع العتب نتكلم عن دولة لبنانية أمام الرأي العام الخارجي، أما أنتم فعليكم أن تتصرفوا كمحافظة سورية".

ثم إن وزير الإعلام السوري أرسل إلى "مؤسسة نعمان" توضيحاً حول الأطلس التاريخي الذي جاء فيه أنه يحد سورية من الغرب البحر المتوسط ولبنان، فكان توضيح وزير الإعلام السوري أنه لا يحد سورية من الغرب سوى البحر المتوسط، هذا هو جوهر مشكلة الحدود، هذا لا يعني أنه من وجهة نظر القانون الدولي لا يوجد حدود بين لبنان وسورية".

ويؤكد "لبنان دولة معترف بها من عصبة الأمم في مرحلة الانتداب، ومن الأمم المتحدة وهي عضو مؤسس في الجامعة العربية والمادة الرابعة من بروتوكول الإسكندرية فيها نص خاص بلبنان، وأنه دولة مستقلة ضمن الجامعة العربية"، وسورية وافقت على بروتوكول الإسكندرية وعلى ميثاق الجامعة العربية وهي بذلك وافقت ضمناً على هذه الحدود، ورغم ذلك بقيت استراتيجيتها مزدوجة، في الظاهر تسليم بالأمر الواقع، وفي الباطن محاولة إلغاء هذه الحدود.

محاضر التحديد

ويضيف خليفة "حدث تفاوض بين لبنان وسورية في ظل الانتداب وفي ظل الاستقلال وأصبحت 85% من الحدود اللبنانية - السورية مرسمة. فهناك محاضر تسمى محاضر التحديد والتحرير بين الحكومتين اللبنانية والسورية، وهناك لجنة ترأسها قاض عقاري سوري وقاض عقاري لبناني على امتداد فترة الانتداب والاستقلال وتم التوصل من خلالها إلى نتائج. ورغم توصل البلدين في كثير من النقاط إلى اتفاق ووضع محضر مع خريطة وفي ظل هيمنة دمشق قام السوريون بتغيير كثير من خطوط الترسيم المتفق عليها، لاسيما في منطقة معربون وبين معربون وسرغايا، إذ تقدم السوريون حتى قرية معربون بالقرب من منازل المواطنين اللبنانيين مما تسبب بمشكلات بين الأهالي". ويستغرب خليفة من تجاهل المسؤولين اللبنانيين اليوم لمسألة الحدود، ويتساءل لماذا يقوم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بطرح قضية الحدود، هل هو أكثر حرصاً على دولتنا وسيادتنا أم أنهم يتجنبون إثارة الموضوع؟

ويورد مثالاً حياً على ذلك "السوريون حفروا 12 بئراً ارتوازياً في منطقة دير العشاير، من أجل جر المياه إلى دمشق، وتقع الإشكالية في أن السوريين حفروا البئر قبل طلب الإذن من الدولة اللبنانية التي لم تسأل ولم تتحرك وتتحاشى فتح الموضوع. لماذا تخاف الدولة اللبنانية؟ هل لها سيادة على أرضها، وهذه مسألة مبدئية لا يجب اللعب فيها لا مع سورية ولا مع غيرها".

ويؤكد خليفة أن سورية لا تزال موجودة عسكرياً في لبنان، ويقول "في بعض الأماكن وضعوا مسلحين فلسطينيين وفي أخرى لم ينسحبوا، فالجيش السوري لم ينسحب من جرود عرسال. كما لم ينسحب تماماً من البقاع ومن رأس بعلبك وتحديدا من منطقة حورتا، وكذلك من بلدة معربون المقابلة لبلدة سرغايا السورية، بالإضافة إلى مزارع شبعا اللبنانية والتي هي وفق اتفاق لبناني - سوري موجود وموقع منذ عام 1946. الحدود عرفاً تكون بين الدول المحاذية لبعضها ودور الأمم المتحدة هو رعاية الاتفاقات والمصالح بينها، وأحياناً قد تكون هناك حالات معيّنة تتدخل فيها الأمم المتحدة مباشرة لفض نزاعٍ معين، كما حصل بين دولتي العراق والكويت"، لكنه مع ذلك، يستبعد إمكانية تكرار هذا الواقع في السيناريو اللبناني السوري، "في حال عمل اللبنانيون جدياً للتوصل إلى حل مع سورية، في المقابل في حال اعترفت سورية بأن لبنان ليس محافظة تابعة لها، بل هو كيان مستقل"، لافتا إلى أن "لبنان حسب ميثاق 1943 وحسب اتفاق الطائف هو حليف لسورية، وسورية عليها بموجب ذلك احترام ميثاق لبنان وليس لها حق التعدي على أراضيه وخرق سيادته".

قراءة التاريخ

وعن الخروق الحالية التي تحصل على الحدود وتفسير أهدافها، يشير خليفة إلى أنه "لا يمكن وقفها في الوقت الحاضر، هناك أشخاص من الطرف السوري يدخلون إلى لبنان بوسائل عدة ويهرّبون الأسلحة وربما يكون العكس صحيحا أيضا، ومثل هذه الخروق لا يسهل رصدها".

وبرأيه أن على الطرفين "أن يتوقفا عن هذه اللعبة"، مشددا على أن "ترسيم الحدود ليس معناه قطع العلاقات، فمن الواجب أن نرسم الحدود لتتضح حدود كل دولة. وتحفظ حقوقها وواجباتها.

وعن الوضع الجديد في حال تغيّر النظام في سورية يقول خليفة "نتمنى على النظام الجديد أن يأخذ عبرة من النظام السابق وأن يكوّن مع لبنان صداقة جديدة وترسيم الحدود من جديد، لاسيما أن اللجنة المكلفة بمتابعة هذا الملف مر عليها أكثر من 70 عاماً وهي تبحث في قضية رسم الحدود ولم تفلح حتى الآن".

=================

التشرذم لا يولد انتصارا

2012-08-27 12:00 AM

الوطن السعودية

27-8-2012

لا يمكن السكوت بعد اليوم عما يجري في سورية بعد أن قفز رقم الضحايا إلى أكثر من 400 شهيد يوميا.

إنها رسالة الشعب السوري موجهة إلى المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي وإلى دولة مصر ورئيسها محمد مرسي الذي دعا إلى مؤتمر لانتشال سورية من الانزلاق إلى الحرب الشاملة، وليكون الحل عربيا وإسلاميا بعد أن عجزت الدول الغربية عن تقديم الحلول وإنقاذ الشعب السوري، وإلى إيران وقمة دول عم الانحياز.

قرر النظام التخلص من شعبه، وهو قرار سياسي لا رجوع عنه بعد أن تصاعدت الثورة وشملت كافة أراضي سورية، وباتت المعارضة ندا قويا للنظام سياسيا وعسكريا وباتت أجزاء كبيرة من المدن الرئيسة تحت سيطرة الثوار، وبات الجزء الأكبر من الوطن حاضنا للثورة ونابذا لنظام البعث الأسدي.

العالم الغربي يقف مكتوف الأيدي حيال المجازر ولا يحرك ساكنا، وهو بفعلته هذه يورط الثورة في ما لا تستطيعه. فلا هو قادر على اتخاذ قرار دولي بالتدخل العسكري بفعل الفيتو الروسي والصيني الجاهز في مجلس الأمن، ولا هو قادر على تسليح الثورة بالأسلحة التي تجعلها تواجه صلف النظام، وكأن هناك قرارا دوليا بالإبقاء على الحال كما هو، لا بل سلب الثورة ما حققته من انتصارات سياسية عبر تيئيس عناصرها وصولا إلى الانفكاك عنها.

ولا يمكن لأحد أن يسامح قادة المعارضة السورية بعد أن جعلوا من الثورة مطية لطموحاتهم الفئوية، ومن الضحايا الذين سقطوا ويسقطون، جسرا لزعاماتهم الشخصية، فحولوا الثورة الناصعة النظيفة إلى بؤر لخلافاتهم الممتدة على امتداد عمر النظام.

ضحايا المجازر الأخيرة تستصرخ الضمائر العالمية والعربية والإسلامية، من أجل إنقاذ من تبقى من الشعب السوري، وإنقاذ من يعبر حدود بلده من أطفال ونساء وشيوخ.

وكما هو مطلوب من الثورة إنقاذ نفسها، فالمطلوب من العالم إنقاذها ليس عبر الكلام فقط؛ وإنما عبر الممارسات التي ترقى إلى وضع حد لجرائم النظام.

=================

رأي الراية ... جريمة داريا البشعة

الراية

27-8-2012

يؤشر تصاعد أعمال القتل والعنف ضد المواطنين المدنيين في سوريا والمجازر التي يواصل النظام في سوريا ارتكابها بحق أبناء الشعب السوري إلى النفق المظلم الذي وصلته الأوضاع في سوريا وحجم المأزق الذي يعيش فيه النظام الذي لفظه شعبه فرد على ثورتهم بارتكاب المجازر بحقهم.

لا يوجد مبرر أبداً للجريمة الجديدة والوحشية التي ارتكبتها عصابات النظام السوري ضد المدنيين في منطقة داريا التي تبعد كيلومترات قليلة عن العاصمة دمشق حيث استهدفت عصابات النظام المدنيين الذين احتموا بجامع " أبو سليمان الدارياني" وبينهم نساء وأطفال بعد اقتحام المدينة من قوات النظام وانسحاب قوات المعارضة منها.

لقد تخاذل المجتمع الدولي عن نجدة أبناء الشعب السوري واكتفى بالشجب والإدانة والاستنكار للجرائم التي ارتكبها النظام في العديد من المدن والبلدات السورية خلال الأشهر الماضية حسب تقارير منظمات دولية ما شجع النظام على اتباع سياسة الأرض المحروقة في مواجهة المعارضة المسلحة وارتكاب الجرائم والمجازر ضد المدنيين الآمنين لذرع الرعب والخوف في نفوس المواطنين ومنعهم من مناصرة الثورة وتأييد الثوار ودعمهم.

إن مجزرة داريا الجديدة تجسد الوحشية التي وصل إليها النظام ومليشياته المسلحة حيث جرى زرع الموت في شوارع البلدة وبساتينها من دون تمييز بين رجل أو امرأة أو طفل ما أدى إلى سقوط أكثر من 300 شهيد. إن النظام السوري الذي يتآكل وتتهاوى دعائمه يمارس إجراماً ممنهجاً ضد الشعب السوري يبدأ بفرض الحصار وقطع وسائل وسبل الحياة ليتبعه قصف عشوائي بالأسلحة الثقيلة والطيران ويتبع ذلك دخول القتلة لممارسة الإعدامات الميدانية ضد المواطنين.

الإدانة الدولية وحدها لا تكفي بالتأكيد للرد على جرائم النظام ضد شعبه وحملات الشجب والاستنكار لن توقف المجزرة المتنقلة التي ترتكبها قوات النظام ومليشياته وعصاباته المسلحة فالمجتمع الدولي بات مطالباً وبشدة باتخاذ إجراءات سريعة على الأرض تضمن حماية الشعب السوري وتمنع عنه القتل وتوفر لأبنائه إمكانية الدفاع عن أنفسهم في وجه جيش النظام ومليشياته.

إن فشل المجتمع الدولي في التحرك لوضع حد للعنف ولثقافة الإفلات من العقاب هذه، لا يعفيه من المسؤولية الأخلاقية في تحمل وزر هذه الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين ويؤشر إلى المنحدر الذي وصلت إليه صراعات المصالح التي يدفع ثمنها أبناء الشعب السوري من أرواحهم ودمائهم.

=================

هل الأسلحة الكيميائية خارج السيطرة في سورية؟

د.علي الخشيبان

الرياض

27-8-2012

 تشير معلومات وتقارير نشرت إلى أن تصريح الرئيس أوباما حول الأسلحة الكيميائية السورية مرتبط بمحاولة وضغط مباشر من إيران على الحكومة السورية وتحديدا بشار الأسد لأنه لم يعد هناك حكومة بل الموجود جهاز استخبارات يدير الأزمة سياسيا وإعلاميا ، هذه التقارير تشير إلى أن إيران ضغطت على دمشق من خلال لقاء تم في دمشق بين الأسد ورئيس مجلس الأمن القومي الإيراني.

المعلومات الخطيرة القادمة من دمشق والتي أثارت الرئيس أوباما تقول إن إيران ترغب في نقل السلاح الكيماوي إلى حزب الله في لبنان لذلك نلحظ عبارة نقل أو تحريك هي المفتاح في خطاب الرئيس أوباما، فلماذا تريد إيران أن تنقل سلاحا كيماويا إلى حزب الله في لبنان..؟

هل يدل ذلك على أن إيران أدركت نهاية الأسد وتخشي من نهاية حزب الله أيضا لذلك تريد أن تمنحه قوة تجعله قادرا على المساومة السياسية مع جيرانه وخاصة إسرائيل التي هي أيضا بحاجة إلى كمامات فيما لو حصل حزب الله على السلاح الكيميائي فليس لديها ما يكفي لنصف شعبها من الكمامات كما تقول ذات التقارير؟!

الأزمة السورية تتجه نحو عدم قدرة النظام هناك على السيطرة التامة، وهناك خوف إقليمي ودولي من أن تصل هذه الأسلحة الكيميائية المدمرة إلى الأيادي غير الصحيحة.. وتقول روسيا التي تزداد مواقفها تناقضا من النظام السوري إنها حصلت على ضمانات أكيدة من النظام حول سلامة الأسلحة الكيماوية، ولكن حتى هذه الضمانات لايمكن الوثوق بها فالنظام السوري يخسر يوميا في مقابل تقدم الجيش الحر والثوار السوريين وسيكون هناك اليوم الذي يفقد فيه النظام سيطرته شبه الكاملة على الأرض السورية وهناك تبدو المشكلة.

تصريح الرئيس أوباما يبدو جديا فالمعلومات شبه مؤكدة كما يبدو حول حقيقة امتلاك سورية للأسلحة الكيماوية، وسورية لايمكن أن يكون اتهامها مقروناً بهدف سياسي فقط حول امتلاكها سلاحا كيماويا لان موقعها قريب من إسرائيل الحليف الاستراتيجي لأمريكا أضف إلى ذلك أن حزب الله لو تمكن من حيازة هذه الأسلحة فسيشكل تهديدا حقيقيا للمنطقة بأسرها وسيكون الذراع الأطول لحليفته إيران.

المساحة التي تدور فيها حرب السيطرة على الأسلحة الكيماوية صغيرة جدا، وكلما اقترب الجيش الحر من دمشق سيكون هناك خطر قائم والتوقعات مفتوحة لكل السيناريوهات إذا ما قررت سورية نقل أسلحتها الكيماوية أو تحريكها نحو حزب الله الذي هو بلا شك لن يكون أكثر فرحاً في حال أرادت إيران إجباره لاستقبال الأسلحة السورية لأنه سيدخل في أزمة اكبر من حيث وجوده في المنطقة، ووجوده في لبنان تحديدا.

لم يعد العرب والخليجيون بشكل خاص يرغبون في وجود حزب الله في لبنان بل لا يرغبون حليفا طائفيا ينفذ أجندة إيرانية مقابل حفنة من الدولارات، المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط تحديدا وبعد رحيل بعض رموزها السياسيين أصبحت أكثر نقاء في مواقفها، وأصبحت الرؤية واضحة حول من يجب أن يبقى في المنطقة ومن يجب أن يرحل.

لم يعد هناك من شك في أن النظام السوري لم يكن حليفا سياسيا لإيران بقدر ما كان حليفا طائفيا، ولو كان حليفا سياسيا لكان هدف حزب البعث إنقاذ الشعب السوري عندما قامت الثورة بدلا من إقحامه في حرب طائفية حيث ترى إيران أن الأرض السورية مسرح لعملياتها الخيالية تحت عنوان المقاومة المزعومة والتي وضعت ذريعة للدفاع عن نظام يقتل الشعب السوري بدم بارد.

الحقيقة التاريخية أن إيران وعلى مدى عقود طويلة بل مئات السنين لم تطلق رصاصة واحدة في سبيل المقاومة لصالح فلسطين بل لم تخسر جندياً واحداً بل لا يوجد في إيران أي عمل سياسي أو اجتماعي أو ثقافي لصالح القدس أو الأرض الفلسطينية بل لا يوجد في مؤسسات التعليم في إيران موضوعات تخص فلسطين وتحريرها والمقاومة لأن هذه الفكرة هي شعارات سياسية يستخدمها السياسيون فقط.

لم يعد هناك من شك أن إيران تحاول اللعب بكل ما أوتيت من قوة من اجل تنفيذ مخططها العرقي والطائفي عبر شراء العاطفة الدينية للشعوب والطوائف التي انخدعت بإيران كما انخدع بها العالم فليس هناك من شك في أن هذه الدولة الثيوقراطية لن تكون دولة ديمقراطية بهذا الأسلوب من الحكم وتصدير الثورة.

السؤال المقلق هوماذا تريد إيران من سورية ؟ ولماذا تتفرج عصبة من رجال الدين في إيران على الشعب السوري وهو يقتل ويدمر وطنه؟

هذه معادلة صعبة ليس من بينها توازنات سياسية في المنطقة فمهما كانت رغبة إيران في وجودها على شريط حدودي قرب إسرائيل فيجب أن لا يكون ذلك على حساب الشعب السوري الحر.

ايران لن تنجح مهما طالت الحرب، والأسد لن يبقى طويلًا واختفاؤه دليل على بداية حقيقية لنهاية النظام هناك، ثم أضف إلى ذلك حقيقة أخرى وهي أن الشعب السوري والجيش الحر لم يعودا ينتظران الكثير من العالم فقد أدركا بكل وضوح وبكل اقتدار كيفية التكيف مع الوضع على الأرض وأنهما سوف ينتصران وهذه ليست أمنية ولكن التاريخ لا يكذب في نتائج حوادثه، فكل حوادث التاريخ المماثلة أثبتت أن الثائر بهذه الطريقة لايمكن هزيمته مهما كانت قوة الطرف المقابل.

المواطن السوري لم يعد لديه الكثير ليخسره فهو في مواجهة نظام ليس له انتماء وطني فهو يدمر ويجيد القتل لذلك لن يخرج الشعب السوري عن المقاومة وسوف يستمر فيها إلى أن يصل إلى بوابة الانتصار.

السلاح الكيماوي السوري ليس من اجل حماية سورية بل هو من اجل إيران التي تتدخل في هذا السلاح، وترغب في نقله إلى حزب الله لأنها أدركت أن معركتها في سورية خاسرة فهي تريد مزيدا من الأزمات في لبنان ولكن الحقيقة التاريخية الواضحة أن نهاية الأسد تعني بداية حقبة جديدة من النهايات المؤكدة لحزب الله ولإيران.

=================

آلام الشعب السوري بدأت مع الأب

منصور محمد مكين

عكاظ

27-8-2012

العالم اليوم يعيش الواقع السوري الحالي المؤلم ولم يعد إلى الخلف ليعيش أو يتذكر أوضاع أكثر إيلاما عاشها الشعب السوري بدأت مع نظام الرئيس الأب حافظ الأسد الذي أسس ليكون حزب البعث هو الذي بيده تصريف البلاد والعباد. وعن طريق هذا الحزب حل القهر بالشعب السوري وشكلت فرق القمع، وأول القمع الجماعي ما حل بمدينة حماة والمجازر التي حلت بسكانها آن ذاك، لم يرحم شيخا ولا طفلا ولا امرأة حتى المرأة الحامل كان يبقر بطنها لإخراج الجنين ورميه في الشارع.

وعلى هذا الأسلوب المرعب عاش الشعب السوري سنين حكم الأب، ولم ينقطع جبروت هذا النظام المؤسس على قهر الشعب. وتواصل النظام في أسلوبه الإجرامي مع الابن بشار الأسد وحزب البعث الذي بيده كل أمور البلاد والعباد.

تعامل العالم مع الوضع السوري يؤكد أنهم بعيدون جدا عن المآسي التي عاشها الشعب السوري إبان حكم الأب وبعده حكم الابن.. إن مآسي الشعب السوري السابقة نعرفها بكل تفاصيلها وأؤكد هنا أن ما يحصل الآن لا يعادل ماعانوه طيلة تلك السنين. لهذا فالشعب السوري مستعد أن يقدم الكثير للخروج مما عاناه من نظام فاسد مجرم..

العالم الذي لا يعرف جرائم النظام السابقة وكل ما يعرفه الجرائم الحالية يعرض الحل السياسي. لكن الشعب الذي عاش جبروت وطغيان هذا النظام لن يقبل بأقل من زواله والقبض على مجرميه وتقديمهم للعدالة.

=================

مهمة الإبراهيمي

عامر أرناؤوط

عكاظ

27-8-2012

هل ينجح الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي الجديد في إحداث اختراق في جدار الأزمة السورية وإنقاذ ما تبقى من كيانها وحماية شعبها من آلة القتل المدمرة التي تسحق أبناءها وتحرق الأخضر واليابس فيها.

وهل يستطيع هذا العجوز العربي المخضرم (المستغرب) فكرا وسياسة أن يوائم بين متناقضات مكونات الأزمة هناك ؟

الأزمة السورية تختلف في شكلها ومضمونها عن الأزمة في لبنان التي قاد الحل فيها آنذاك الأخضر الإبراهيمي، صحيح أن هناك تشابها في التنوع الطائفي والديني بين لبنان وسوريا، لكن سوريا تفقد هذا التوازن العددي الذي جعل من استمرار الحرب واقعا في لبنان بفعل عجز الأطراف جميعها عن حسم المعركة لصالحها وهو ما بات يشكل خطرا حقيقيا يفرض نفسه على سوريا المهددة بالتصفية العرقية ما يجعل مشهدها السياسي أشد تصلبا، محكوما بعقلية الخسارة والهزيمة التي تحمل أخطارا جمة أقلها فكرة تقسيم الوطن السوري وتجزؤ مكوناته.

الافتراق الثاني بين حالتي لبنان وسوريا أن الإبراهيمي في لبنان حمل مبادرة عربية دولية أحيطت بشبه إجماع عالمي على إخراج لبنان من دائرة الصراع ودخوله العملية السياسية، وهو ما لا يتوفر في الواقع السوري الذي أنتج انقساما حادا عالميا ينذر بأشد المخاطر (ويعسكر) الأطراف الفاعلة داخل المشهد السوري، ما يجعل مهمة الإبراهيمي برأينا صعبة جدا، وقد تكون محكومة بالفشل محاطة بالكثير من الأخطار والمحاذير ولعل الترحيب الواسع بهذه المهمة يعكس الثقة الكبيرة بحتمية فشلها، فليس من المنطق بعد مقتل 20.000 سوري وتهجير 400.000 واعتقال وجرح الآلاف أن يفطر السوريون (على بصلة)، وأن يحقق الإبراهيمي برمادية مبادرته ما عجزت نقاط كوفي الست الواضحة غير المنفذة على تحقيقه.

فهل العلة في عنان .. أم في العزم العربي والدولي؟.

=================

أوراق الأسد المحترقة !

رجا طلب

الرأي الاردنية

27-8-2012

تاريخيا كان النظام السوري لاعبا محترفا في استخدام الاوراق السياسية لصالحه ولمصالحه، فقد لعب في الورقة الفلسطينية الى ان حولها الى ورقة بائسة فاقدة القيمة ولولا حنكة ودهاء المرحوم ياسرعرفات الذي نجح في انتزاعها من يدي حافظ الاسد لبقيت الى الان في يد هذا النظام الذي تاجر بها على طريقة «تجار الشنطة»، اما الورقة اللبنانية فحدث ولا حرج، هذا علاوة على الورقة العراقية التي حاول اللعب بها من خلال تحالفه الطائفي مع نظام الملالي في ايران.

اليوم وبعد ازمته العميقة جدا والمتمثلة في الثورة الشعبية - المسلحة ضده فهو يحاول اعادة انتاج بعضا من هذه الاوراق في محاولة لاطالة عمره وكسب مزيد من الوقت وامتلاك مساحات سياسية للمناورة، ومن ابرز هذه الاوراق هي «الورقة الطرابلسية» حيث يحاول النظام السوري زيادة حدة المواجهة الطائفية بين علويي جبل محسن وسنة باب التبانة والاغلبية الطرابلسية في المدينة والاقضية والبلدات المحيطة بها، فالنظام باقدامه على اشعال هذه الحرب المرشحة لمزيد من الدموية يهدف الى امتلاك ورقة جديدة يساوم فيها امنه واستقراره بامن واستقرار «السلم الاهلي اللبناني» سواء في طرابلس الان او بيروت غدا والجنوب بعد غد وربما الشمال المسيحي في وقت لاحق ما بين حلفائه من ال فرنجية في زغرتا والبلدات المحيطة بها وما بين اعدائهم التقليديين من حزب الكتائب والقوات اللبنانية وتحديدا الدكتور سمير جعجع.

يعلم النظام السوري هشاشة الوضع الداخلي اللبناني امنيا وسياسيا ولذا فهو يعول على مساومة استقراره باستقراره هو، ويدرك حساسية الوضع اللبناني لدى عواصم مهمة مثل فرنسا والولايات المتحدة والسعودية وقطر، وهي كلها دول لها تاثيراتها المختلفة على مجريات التطورات في سوريا وستكون ردود فعلها اكثر قسوة في معاقبة النظام.

اما الورقة التي عاد النظام السوري الى اللعب بها بعد ان حرقها بنفسه عام 1996 هي ورقة حزب العمال الكردستاني، ففي ذلك العام وبعد عدة عمليات ارهابية قام بها الحزب داخل تركيا وجهت اسطنبول انذارا جديا لحافظ الاسد بانها ستقصف دمشق ان لم تطرد عبد الله اوجلان، والكل يعلم انه وخلال يوم واحد فقط كان اوجلان خارج سوريا ليقع بعدها في ايدى الاجهزة الامنية التركية، اليوم يعاود النظام نفس اللعبة من خلال احتضانه العناصر المقاتلة للحزب للانطلاق بعمليات عسكرية وتفجيرات ارهابية داخل تركيا وهي لعبة قد تدفع بتركيا التفكير جديا بالتدخل العسكري في منطقة الحدود السورية.

اما الورقة الثالثة التى يفكر النظام في استخدامها وعلى طريقة شمشون الجبار «علي وعلى اعدائي» فهي تصدير الارهاب، فهو الان يعتبر الارهاب وسيلة لعقاب كل من لم يقف معه، وبكل اسف فمازال النظام يملك ادواته الارهابية من فصائل تابعة له سواء اكانت فلسطينية او لبنانية او فصائل تابعة لايران ويستطيع استخدامها في هذه المهمة القذرة، ورغم العواقب الوخيمة المحتملة كرد فعل لدى الدول التى سيطالها الارهاب السوري الرسمي المحتمل الا ان العقلية الحاكمة في دمشق بدأت تنفيذ سياسة حافة الهاوية ومبدأ شمشون الجبار.

=================

لماذا الاستحياء العربي من دعم الجيش الحر؟

أمل وعمل

إبراهيم محمد باداود

الإثنين 27/08/2012

المدينة

تقدم روسيا والصين منذ بداية الثورة في سوريا دعماً غير مسبوق لنظام الأسد ، فتارة تتقدم بحق النقض لدى أي إجماع دولي في منظمة الأمم ، وتارة تعمد لإرسال بوارج بحرية وأساطيل لاستعراض قوة دعمها العسكري لنظام الأسد ، وتارة تسعى لتمويل نظام الأسد بالنفط لتزويد ترسانة الأسلحة السورية بالوقود ، ثم تقف سداً منيعاً ضد أي حل سياسي يقوم على تغيير النظام الظالم القائم وترفض أي مبدأ حوار يسعى للإطاحة ببشار على الرغم من تصريحات كثير من الدول حول العالم بفقد هذا النظام لشرعيته الدولية .

والسؤال الذي كثيراً مايتردد هو لماذا لايكون هناك دعم مادي ومعنوي صريح ومعلن لقوى الجيش الحر من كافة الدول العربية والإسلامية لوقف المجازر اليومية بحق الشعب السوري الأعزل كما تقوم روسيا بتقديم دعمها اليومي للنظام الظالم ، لماذا تستحي الدول العربية والإسلامية من أن تعلن دعمها من خلال مواقف جادة ومعلنة لتزويد الجيش الحر بالسلاح والعتاد كما تفعل روسيا .

إن الدماء التي تسيل منذ أكثر من عام ونصف العام لن تتوقف بالمحادثات ولابالحلول السياسية أو تغيير المبعوثين الدوليين أو الإستحياء من توضيح موقف حاسم لهذه القضية ، والحل الوحيد في حسم هذه المعركة هو من خلال إسقاط هذا النظام والقضاء عليه ، ولن يسقط هذا النظام إلا إذا تفانت الدول العربية والإسلامية في دعم الأحرار بالسلاح والعتاد وبشكل صريح ومعلن ، كما تتفانى روسيا اليوم في دعم ذلك النظام الظالم الغاشم بشكل صريح ومعلن ، وأخشى ماأخشاه أن تردد الدول العربية والإسلامية في اتخاذ مثل هذا الموقف سيجعل من سوريا فلسطين أخرى لايحتلها اليهود بل يحتلها الروس وعملاؤهم في إيران وحزب الله .

=================

صراع على سوريا»!

صالح القلاب

الرأي الاردنية

27-8-2012

من لا يقرأ التاريخ ولا يعرفه يتيه في الحاضر وتختلط عليه الأمور وتتداخل عنده الإتجاهات وأسوأ السياسيين والقادة هم الأميون تاريخياً فالجغرافيا باقية لا تزيد ولا تنقص ولكنها تتجزأ وتنقسم وفقاً للأحداث التاريخية التي هي صراع مصالح وامتدادات نفوذ واقتتال على المجالات الحيوية وأهمها المياه والمصادر الطبيعية وتزاحم على المواقع الهامة والاستراتيجية فمنطقة الشرق الأوسط بقي موقعها الجغرافي يعرضها لكل هذه الموجات المتلاحقة من الغزو والاحتلالات منذ فجر التاريخ وحتى هذه اللحظة.. وبالتأكيد الى الأبد.

الآن وبينما يجري في سوريا كل هذا الذي يجري نغرق ،أو يغرق بعضنا بل يغرق القادة السوريون أنفسهم ومعهم أيضاً بعض القادة العرب وبعض قادة الإقليم، في الجزئيات وفي القضايا الصغيرة فتتحول مشكلة إقليمية ودولية بكل هذا الحجم الى أحداث يومية ينهمك متابعوها في إحْصاء إعداد القتلى والجرحى والفارين بجلودهم الى الخارج وينشغلون في جدل «بيزنطي» حول مدى ما تسيطر عليه المعارضة من مناطق ومدن وما تحتفظ به الحكومة من نفوذ في هذه المناطق.

وكل هذا بينما أن مشكلة سوريا تكمن في موقعها سواء عندما كانت بإمتداداتها الطبيعية تشمل بالإضافة الى هذه الدولة القائمة الآن ،التي هي مثلها مثل غيرها من إنتاج سايكس-بيكو وما انتهت اليه الحرب العالمية الأولى من ظهور دولٍ جديدة واختفاء دولٍ قديمة، المملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية اللبنانية وفلسطين وفوق كل هذا جزيرة قبرص التي أعطاها أنطون سعادة إسم :»نجمة الهلال الخصيب» وعندما أصبحت دولة قُطْرية بحدودها الحالية.

فالمسألة الحقيقية التي أشار اليها الكاتب البريطاني باتريك سيل ،الذي يقال أنه من مواليد حلب، في كتابه :»الصراع على سوريا» ،الذي ظهر في منتصف ستينات القرن الماضي، هي مشكلة جغرافيا هذا البلد الواقع في أخطر منطقة حساسة بين الشرق والغرب والمحادد لتركيا الدولة العضو في حلف الأطلسي والمواجه لإسرائيل في أهم وأخطر جبهة عسكرية وسياسية والمحتضن للبنان الذي يعتبر نقطة المراقبة الشرق أوسطية الأساسية والمتاخم للدول النفطيّة ولهذا فإنه ،أي هذا البلد، قد شهد كل هذه الإنقلابات العسكرية التي شهدها منذ انقلاب حسني الزعيم في عام 1949 وحتى انقلاب حافظ الأسد في عام 1970 ولهذا فإنه ،أي هذا البلد أيضاً، قد بقي ساحة مواجهة ساخنة في فترة ما سمي الحرب الباردة التي بقيت محتدمة بين الإتحاد السوفياتي ومنظومته الإشتراكية وبين الولايات المتحدة ومنظومتها الرأسمالية منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية وحتى بدايات تسعينات القرن الماضي.

وهنا فإن الخطأ الرئيسي الذي ارتكبه بشار الأسد هو أنه في انحيازه الى إيران قد عزل سوريا عن محيطها العربي وأنه أضعف دورها في المنطقة ،والدليل هو إضطراره لإخراج قواته من لبنان مرغماً في عام 2005 بعد بقاء دام لنحو ثلاثين عاماً، وهو أنه لم يستطع الحفاظ على سياسة التوازن التي انتهجها والده في المعادلة الاقليمية الشرق أوسطية وفي المعادلة الدولية ثم ولأنه ،لعدم إدراكه لحقيقة ما يجري في بلده وما يجري حولها وما يجري في المنطقة والعالم كله، لم يستطع استيعاب حادثة درعا المعروفة في آذار (مارس) العام الماضي التي كانت الشرارة الأولى لكل هذه النيران المتأججة الآن فهو بدل أن يتعامل مع هذه الحادثة باللين والتسامح والعقلانية ذهب فوراً الى أقصى مستويات الطيش والتحدي واستخدام أقصى درجات العنف والقوة الغاشمة.. فكان ما كان.. وحصل ما حصل.

عندما تحتل سوريا هذا الموقع الجغرافي الذي جعلها دائماً وأبداً بوابة الغزو القادم من الشرق والغزو القادم من الغرب والذي جعلها أيضاً في زمن صراع المعسكرات والحرب الباردة في حالة عدم استقرار وتشهد كل تلك التقلبات التي شهدتها وكل تلك الإنقلابات العسكرية التي تتابعت عليها على مدى نحو ستين سنة فإن المفترض أن تبتعد قيادتها عن الطيش والمغامرات وعن التصرفات الداخلية والخارجية غير المحسوبة العواقب وهنا فإن الواضح أن مشكلة بشار الأسد أنه ربما لا يعرف هذه الأمور كلها وأنه لم يدرك أنه باتباعه العنف الأهوج مع شعبه منذ اللحظة الأولى قد استدرج كل ذئاب الأرض الى بلده وأنه أنعش حالة الصراع على هذا البلد الذي وصل الى ذروته في خمسينات وستينات وسبعينات القرن الماضي وأنه فتح أبواب سوريا لكل هذه التدخلات الخارجية ولكل هذه الصراعات عليها.. وأن مشكلته أيضاً أنه ربما لم يدرك حتى الآن لماذا يسانده الروس والإيرانيون كل هذه المساندة ولماذا يتسم الموقف الأميركي والغربي عموماً إزاء ضرورة الحسم المطلوب بكل هذه الميوعة!!

=================

نظام الأسد يصدر الفوضى لجيرانه

2012-08-26

القدس العربي

تشهد الإنتفاضة السورية تحوّلاً خطيراً طال الدول المجاورة لسورية في خطة مدروسة رسمها نظام الأسد وبدأ بتطبيقها منذ أسابيع مضت، ويبدو أن ماحذرنا منه سابقاً بأن المُهل المُعطاة إلى نظام الأسد لن تؤول إلّا لمزيد من الدمار وعدم الإستقرار للمنطقة وأن النتائج التي ستنطلي عليها كثرة المُبادرات المتكررة في الوقت الضائع ستكون أكثر دموية من أي تدخل غربي في فرض حظر جوي أو تأمين ممرات آمنة.

هي خطة دموية بلاشك مهّد لها أبواق النظام على الإعلام من سياسييه وشيوخه بتهديد استقرار المنطقة في حال إتخذت تلك الدول موقفاً ضد نظام الأسد، فقد وفّر نظام الأسد الأرضية الرطبة للمجموعات الكردية المسلحة وتسليمهم بعض المناطق القريبة من الحدود التركية لتنفيذ هجمات ضد مراكز الحدود التركية وخلق حالة من عدم الإستقرار، كذلك فقد قام النظام بلعب الدور المُخابراتي والتجسسي على الحدود الأردنية وداخل المملكة عن طريق تجنيد جواسيس وشبيحة داخل المملكة الأردنية لتعقب النشطاء واللاجئين وإفادة النظام بالمستجدات العسكرية والسياسية وحتى الإغاثية بالتعاون مع مؤيدي النظام المُغرر بهم من مواطني المملكة.

أما التحرك الأكثر خطورة فكانت في لبنان المُنهك عندما تم القبض على الوزير اللبناني السابق ومستشار الرئيس السوري وأحد داعمي الأسد في حربه على الشعب السوري ميشال سماحة أحد أبرز رموز 8 آذار اللبناني بعد تلقيه - حسب التسريبات الأوليه من التحقيق- متفجرات كان يحملها من القيادة السورية ماراً بها عبر الحدود من غير تفتيش إلى داخل لبنان لتنفيذ مخطط خطير كاد أن يجر البلاد إلى حرب أهلية طائفية بكل تأكيد لولا انقلاب الشاهد الملك ميلاد كفوري.

وإن كانت هذه الجريمة المُدبرة قد سبقتها أحداث جبل محسن وباب التبانة وتلتها عمليات الإختطاف والترهيب بالسلاح من قبل مجموعات مؤيدة لنظام الأسد من آل مقداد والقريبة من حزب الله مما استوجب على الجميع دق ناقوس الخطر على المنطقة بعدما برهن نظام الأسد سيطرته على مقاليد الحكم في لبنان وسيطرته عليها أكثر من سيطرته على أرض سورية نفسها والتي وثقها الأدرى بالحال والوضع الداخلي رئيس الوزراء السوري الأسبق المُنشق رياض حجاب.

حزب الله اللبناني 'الحاكم' كان أول من أدان اعتقال ميشال سماحة ثم قرّر وطلب من مسؤوليه وحركة أمل بعدم التعليق إعلامياً على القضية وهو أيضاً من نأى بنفسه وبغير العادة عن تصرفات آل مقداد فاضحاً بذلك غطائه الأمني والسياسي ودور 8 آذار في تطبيق خطة نظام الأسد بإثارة الفوضى وإثارة الفتن بين الطوائف كي يرسل رسالة للمجتمع الدولي بأن زوال هذا النظام لن يحدث إلّا بخراباً على المنطقة.

الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب لم تصرح ولم تفكر بالتدخل عسكرياً على الأرض حتى اللحظة ومع ذلك فهناك أصوات تطالب بعدم التدخل العسكري حفاظاُ على سيادة ومؤسسات الدولة التي تم تدميرها وكأن الشعب الذي يُباد ليس سيد الوطن وأساسه. تلك الأصوات والأقلام تتخوف عن أمر لاوجود له ورفَضه العالم حتى اللحظة وغاضين الطرف في المقابل عن التدخل الإيراني الروسي وأحزاب لبنانية عراقية أخرى بالمال والعتاد والجُند ودورهم الفاضح في قتل الأبرياء من الشعب الثائر الذي يذوق الأمرّين فمُرّ من نظام حكمه وقتله ومُرّ من أنظمة ادّعت صداقته فخذلته .. هؤلاء الأصوات لم تقدم حلّاً واحداً سياسياً غير مُجرّب.

إن فرض حظر جوي على سورية لن يكون أكثر دموية من ماتقوم به قوات الأسد عسكرياً حالياً والتي بحسب خبراء الحرب السابقين فإن النظام يرتكب فظائع لم تُرتكب من قبل ضد الإنسانية وضد المعالم التاريخية وضد الأماكن المقدسة وضد الثقافات والأعراق. وإن لعبة اللف والدوران الذي يقوم بها المجتمع الدولي والعربي في إطلاق عنان قوات الأسد بالهدم والتشريد بحجج التخوف والقلق من مابعد الأسد وعدم توحد المُعارضة لن تكون عواقبها إلّا وخيمة على أمنهم وتاريخهم وإقتصادهم وستكون علاقاتهم مع الشعوب العربية أكثر إلآماً لهم.

ربحي شعث

=================

المعلم عندما يتحول الى صقر

عبد الباري عطوان

2012-08-26

القدس العربي

ان تطلب مصر عقد اجتماع تشارك فيه دول اللجنة الرباعية التي اقترحها الرئيس محمد مرسي على هامش قمة مكة الاسلامية الاستثنائية، فهذا يعني أمرين اساسيين: الأول ان مصر بدأت تستعيد دورها الرائد في المنطقة، والثاني ان هناك قناعة تتبلور بشكل متسارع مفادها ان الحل للأزمة السورية يجب ان يكون اقليميا وليس دوليا.

الرئيس مرسي يطير في اليومين القادمين الى الصين في زيارة رسمية، يتوقف بعدها في طريق العودة في العاصمة الايرانية طهران، للمشاركة في اعمال قمة عدم الانحياز التي تستضيفها ايران في اواخر هذا الشهر.

ويأتي هذا التحرك المصري وسط انباء عن نوايا ايرانية بالتقدم بمشروع مبادرة لحل الأزمة السورية، وهذا يعني عمليا التناغم مع الجهود المصرية ودعمها بطرق مباشرة، في محاولة لقطع الطريق على الولايات المتحدة الامريكية وشركائها الاوروبيين، والحيلولة دون تفردهم بشؤون المنطقة.

كان لافتا قول السيد عمرو رشدي المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية ان مصر اجرت اتصالات مع الدول الثلاث الاخرى (تركيا وايران والسعودية) التي وصفها بأنها ذات تأثير حقيقي. ولعل ما كان لافتا اكثر هو اشارته الى ان 'ايران جزء من الحل وليست جزءا من المشكلة'.

السؤال المطروح بقوة هو عن طبيعة الحل الذي يمكن ان تتمخض عنه هذه التحركات المصرية ـ الايرانية، فهل سيكون في ظل وجود الرئيس بشار الاسد ولو لفترة مؤقتة في السلطة خلال مرحلة انتقالية، ام بتنحيه تماما؟

الرئيس الاسد حسم الجدل يوم امس عندما قال اثناء لقائه السيد علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني 'إن سورية لن تسمح بنجاح المخطط الذي يستهدفها مهما كان الثمن'، فيما اكد المبعوث الايراني على استعداد بلاده للمساعدة في اجراء حوار بين النظام السوري والمعارضة، مشددا على اهمية 'الحل السياسي'.

من الواضح وبعد مجزرة داريّا التي راح ضحيتها حوالى 300 سوري اثناء اقتحام قوات الجيش لها، ونجاحه في استعادة السيطرة عليها، ان النظام لا يريد حلا سياسيا يقدم فيه تنازلات عن الكثير من صلاحياته للمعارضة ، وانه وبعد تحقيقه تقدما في كل من حلب وريف دمشق بات عاقدا العزم على اتباع الاسلوب الروسي في غروزني عاصمة الشيشان، اي تدمير الاحياء التي تسيطر عليها قوات الجيش السوري الحر بكل قوة وشراسة، ومهما بلغت الخسائر البشرية من فداحة.

' ' '

السيد وليد المعلم وزير الخارجية السوري الذي يصنّف عادة في خانة حمائم النظام فاجأنا بالتخلي عن ردائه الدبلوماسي الناعم الذي عُرف به، وتحوّل الى صقر ذي انياب ومخالب، عندما قال بعد لقائه مع المبعوث الايراني نفسه 'ان دمشق لن تبدأ المفاوضات مع المعارضة الا بعد 'تطهير' البلاد من 'المجموعات المسلحة'.

ولا نعرف كيف ستكون هذه المفاوضات مثمرة، وما هي قيمتها الفعلية، اذا جاءت بعد اكمال 'عمليات التطهير' هذه، واعادة جميع المناطق التي سقطت في ايدي الجيش السوري الحر الى سيطرة الجيش العربي السوري الرسمي.

النظام السوري بات يستعيد ثقته بنفسه وامكانياته العسكرية بصورة ملحوظة، والسبب هو تراجع احتمالات التدخل الاجنبي، ومن قبل الغرب خاصة، خوفا من الخسائر البشرية والمادية، وامتداد الصراع الى دول الجوار السوري. فتركيا التي كانت تعلن بأن ايام الاسد معدودة تراجعت عن صقوريتها خوفا من الاكراد واستفحال العامل الطائفي في نسيجها الاجتماعي، والمملكة العربية السعودية بدأت تتودد الى ايران خوفا من تجدد الاضطرابات الشيعية في منطقتها الشرقية، واعلنت امس عن اكتشاف خليتين 'ارهابيتين' واحدة في جدة والثانية في الرياض العاصمة، اما الغرب، والولايات المتحدة على وجه الخصوص، فبدأ يخشى من الجماعات الاسلامية المتشددة التي اكدت تقارير صحافية وجودها بقوة على الاراضي السورية.

ارقام القتلى والجرحى باتت فلكية في الايام الاخيرة، فلا يمر يوم دون سقوط مئتين او ثلاثمئة قتيل، ويبدو ان هذه الارقام المرعبة التي لم تعد تثير شهية الصحافة، مثلما كان عليه الحال في بداية الانتفاضة، مرشحة للتصاعد في ظل عمليات 'التطهير' التي تتكثف يوما بعد يوم.

الشعب السوري تعرض لأكبر خدعة في تاريخه والمنطقة، فقد صعّدوا توقعاته بالخلاص القريب، واكدوا له اكثر من مرة وعلى اكثر من لسان، ان ايام النظام معدودة قبل عام على الاقل، وان المجتمع الدولي سيقف الى جانبه وسيحميه، وها هو يجد نفسه يقف وحيدا امام آلة الموت والدمار الجبارة.

ضللوه بقصص الانشقاقات السياسية والدبلوماسية بل والعسكرية، ولكنها رغم وقعها النفسي الكبير على النظام، ظلت اعلامية، تبخّر مفعولها بعد ايام، واضافت عبئا اضافيا على المعارضة عندما زادت من انقساماتها وكثرة الرؤوس المتطلعة للقيادة في صفوفها.

' ' '

ولعل الخدعة الاكبر التي جرى حبك خيوطها بإحكام، وسقطت الفضائيات العربية في مصيدتها وهي مفتوحة العينين، تلك المتمثلة في مسرحية انشقاق السيد فاروق الشرع نائب الرئيس منزوع الصلاحيات، فها هو مسلسل الانشقاق الرمضاني الاكثر تشويقا ينتهي امس، عندما ظهر بهدوء على شاشة التلفزة الرسمية وهو يستقبل مسؤولا ايرانيا، سواء كان ذلك باختياره، او رغما عنه.

بعد 18 شهرا من صمود الشعب السوري الاسطوري، وفشل ذريع لجامعة الدول العربية وقياداتها ووزراء خارجيتها وأمينها العام، ومعها الامم المتحدة ومبعوثوها، في حقن دماء الشعب السوري، نأمل ان يأتي الحل السياسي على ايدي اللجنة الرباعية التي اقترحها الرئيس مرسي، فهذه الدول هي الوحيدة صاحبة التأثير الفعلي، فعندما يصر رئيس الدبلوماسية السورية ان لا مفاوضات الا بعد التطهير الكامل، وتصر المعارضة انه لا حوار الا بعد تنحي الرئيس الاسد. فهذا يعني اننا امام طريق مسدود يحتاج الى معجزة لفتحه، ولعل المفتاح السحري في يد الرباعي مرسي ونجاد واردوغان وعبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ولا نملك غير التحلي بالتفاؤل في وجه هذا الجو المفعم بالتشاؤم!

Twitter:@abdelbariatwan

=================

حروب أهلية و... «سايكس-بيكو» جديد؟

الإثنين ٢٧ أغسطس ٢٠١٢

جورج سمعان

الحياة

إذا صح أن النظام في دمشق مستعد للبحث في استقالة الرئيس بشار الأسد في إطار مفاوضات مع المعارضة، كما أعلن من موسكو نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية قدري جميل، فلا حاجة به إلى التعميم على وحداته العسكرية وجوب رفع وتيرة القتال والضغط لتحقيق مكاسب حاسمة على الأرض قبل حلول نهاية هذا الشهر... إلا إذا كان يريد تعزيز موقعه التفاوضي عشية انطلاق الأخضر الإبراهيمي في مهمته الأسبوع المقبل، حاملاً مشروع مرحلة انتقالية «لا تشمل الأسد». ولكن إذا كان النظام قادراً على الحسم فلماذا يقبل بمثل هذا المشروع أصلاً؟ ولماذا يتأخر في إلحاق الهزيمة بخصومه؟ وأي عسكر سيكون له دور في المرحلة المقبلة وقد باتت الأرقام اليومية للضحايا والمجازر تفوق الوصف؟

بخلاف ذلك، تعتقد دوائر عسكرية بأن زج النظام القوات الجوية يومياً في الحرب الدائرة، لا يمثل ذروة العنف الذي يمارسه على شعبه فحسب، بل يؤشر أيضاً بوضوح إلى عدم قدرة القوات البرية بمختلف قطعاتها وفروعها وتشكيلاتها على توفير وحدات كافية لرد التحدي في طول البلاد وعرضها. ولو كانت له القدرة على الحسم لما تأخر في استعادة كل المعابر الحدودية التي تربط سورية بدول الجوار من أيدي «الجيش الحر» والمجموعات المسلحة التي يواجهها. ولو كان قادراً على الحسم لما لجأ إلى القفز خلف الحدود: إلى طرابلس عاصمة شمال لبنان، وإلى مناوشات فوق الخطوط الأردنية، وإلى استخدام الأجواء العراقية لضرب خصومه، وإلى إخلاء الساحة في مدن الشمال للحركات الكردية التي تناصب تركيا العداء وتحلم بإقامة «كردستانها» السورية.

التوازن العسكري القائم بين النظام والمعارضة منذ اندلاع الثورة لم تفرضه الترسانة العسكرية للطرفين. كان التفاوت ولا يزال واضحاً وفاضحاً، فرضته معطيات على الأرض، أولها وآخرها تصميم المعارضة على المضي حتى النهاية في إسقاط النظام، مهما بلغت التضحيات وأياً كانت المواقف الإقليمية والدولية، وفرضه أيضاً تصميم روسيا وإيران على منع انهيار النظام أياً كانت نتائج المواجهات، وإن تحمّلا نصيباً وافراً من المسؤولية عن القتل والتدمير اللاحق بسورية وما قد يجره من تفتيت للبلاد، كما فرضه تصميم خصوم دمشق، من أميركيين وأوروبيين وأتراك وعرب، على منع انهيار المعارضة اياً كان الثمن.

خصوم النظام، وإن امتنعوا حتى الآن عن التدخل المباشر، كما كانت حالهم مع نظام القذافي، يريدون إسقاطه مهما طالت الأزمة، وحلفاء النظام يستميتون في الدفاع عنه وإن أدى ذلك إلى تدمير سورية أو تفتيتها، لأنهم يدركون أنه عاجز عن الحسم أو استعادة سيطرته على البلاد، لذلك قد تكون هناك مبالغة في أن يتوهم النظام القدرة على الحسم... وفي خلال أسبوع أو اثنين، مثلما هناك مبالغة في أن يتوقع بعضهم سقوطه غداً أو بعده، فلا الدائرة الصلبة المقاتلة انفكت عنه ولا الدعم الإيراني والروسي توقفا، لا في مجلس الأمن ولا في الميدان العسكري، بل هناك من يعتقد بأن فقدانه أركان خلية إدارة الأزمة واتساع رقعة المواجهات على مساحة البلاد كلها سهَّلا تدخل موسكو وطهران في إدارة مسرح العمليات مباشرة.

هذه كانت المعادلة التي دفعت كوفي أنان إلى الاستقالة، فهل دفع خروجُه الأطرافَ المتصارعين إلى إعادة النظر في مواقفهم ومحاولة الخروج من هذا المأزق بتسوية ترضي الجميع يتولى رسم خطوطها الإبراهيمي، أم أن كل هذه المواقف لا تعدو كونها مناورة جديدة يفيد منها الجميع؟ فلا تبدو روسيا وإيران شريكتين أساسيتين في ما يحل بسورية وشعبها، ولا تبدو الولايات المتحدة وشركاؤها عاجزين عن رفع التحدي، كأنهم جميعاً يحتاجون مرحلة جديدة من كسب الوقت.

الواقعية السياسية أو البراغماتية تقتضي أن تكون الولايات المتحدة تعلمت من تجربة العراق، الذي بات تحت اليد الإيرانية، وربما انتقل لاحقاً إلى الروسية... فضلاً عن النظام السياسي الهش الذي لا ينقصه سوى إعلان التقسيم رسمياً، لذلك رفضت ولا تزال ترفض التدخل العسكري، وتفضل حلاًّ يحفظ هياكل الدولة، ولا سيما العسكرية منها.

أما تركيا، التي أطلقت ولا تزال تطلق كل يوم سيلاً من التهديدات والتحذيرات، فلم تُبْدِ لحظةً رغبتها في تدخل لا يمكنها التحكم بتداعياته وارتدادته على الداخل التركي، ولا حاجة إلى التذكير بمواقفها التي عارضت وتعارض فكرة الهجوم على إيران، لأنها لا تريد ببساطة خسارة كل ما بنت طوال عقد من علاقات سياسية وتجارية وأحلام باستعادة دور مفقود، مثلما لا تريد أن تكون كبش محرقة في الصراع الدولي المحتدم حول سورية.

أما الدول العربية، والخليجية خصوصاً، التي تخوض صراعاً مريراً مع إيران في أكثر من ساحة، فلا أحد فيها يرغب بالتأكيد في حرب رابعة في الخليج.

خطا باراك أوباما، منذ وصوله إلى البيت الأبيض، خطوات لإعادة الاعتبار إلى العمل الدولي والتعاون تحت مظلة الأمم المتحدة، بعدما كانت الإدارة السابقة خرجت إلى حربين من دون أي تفويض أممي، الأمر الذي رتب أعباء وأيقظ أعداء، وتُرجم هذا التوجه في محطات كثيرة، كان آخرَها التدخلُ في ليبيا ولكن استناداً إلى تفويض من الأمم المتحدة. وأبعد من ذلك، دفعت واشنطن باريس ولندن والجامعة العربية إلى الواجهة، وهي إلى اليوم لم تتحرك في الأزمة السورية إلا في إطار مجلس الأمن. وهذا ما سهل ويسهل على روسيا والصين الاعتراض على أي قرار لا يروقهما في هذه الأزمة. وقياساً على هذا النهج ربما، لا يُتوقع أن تخرج أميركا إلى الحرب على إيران، في حال أصرت على انتاج قنبلتها النووية، من دون قرار دولي، فضلاً عن أسباب أخرى كثيرة تدفعها إلى التردد في خيار الحرب.

وعملاً بهذا النهج، لا تخفي الإدارة الأميركية حاجتها إلى دور روسي في المواجهة الدائرة حول الملف النووي الإيراني، ولم تتردد في دعوتها الصين إلى «شراكة» في المحيط الهادئ، حتى وإن كانت تجدد قواعدها من فيتنام إلى استراليا وبحر الصين! وقد أفادت كل من موسكو وبكين من الصراع الأميركي-الإيراني في «الشرق الأوسط الكبير»، ولم تصلا إلى حد التحالف مع طهران، كما لم تصلا إلى حد الانخراط في مواجهة مع واشنطن. أفاد البلدان في ترتيب جملة من المصالح مع الطرفين، وهو ما يعرفه الطرفان المتصارعان، لكن حاجتهما إلى هاتين القوتين كانت ولا تزال ضرورية.

واشنطن يهمها العمل مع موسـكو وبكـين فـي إطار النـظام الدولـي القـائـم، من أجل تبـادل مصالح في أقاليم شتى، فضلاً عن حاجتها إليهما في حلحلة كثير من المشكلات التي تهدد الـسـلم والأمـن في هـذا الإقليم أو ذاك، كما وتشابك المصالح التجارية والمالـية والاقتصادية بين الصين وأميركا، وهذه تحتل الموقـع الأول في العلاقة بين الدولتين، ولا تقل حاجة موسكو وبكين إليها أيضاً. إنه تفاهم الضرورات، لذلك وافقتا بلا تردد على كل حِزَم العقوبات التي اتخذها مجلس الأمن لكبح جماح الجمهورية الإسلامية ودفْعِها إلى وقف برنامجها النووي، لكنهما عارضتا وتعارضان أي عمل عسكري غربي لوقف هذا البرنامج بالقوة، علماً أن أميركا التي تطالب بإسقاط نظام الأسد لم تدع إلى إسقاط النظام في طهران، بل ما زالت تطرح مقاربات ومشاريع تسويات للتفاهم معه!

ما سعت وتسعى إليه الولايات المتحدة، هو ضرب «المواقع الخارجية» لإيران، وعلى رأسها سورية، وهي تدرك سلفاً أن روسيا والصين لن يتخليا عن هذين البلدين، لأنهما يشكلان ورقة مساومة ثمينة لها ثقلُها في أي صفقة أو ترتيبات لها علاقة بالشرق الأوسط وآسيا الوسطى ومستقبل الطاقة وأمنها في هذين الإقليمين، وإذا كانت واشنطن تجهد لتطويق إيران في المنطقة بالاعتماد على تركيا وحلفائها العرب وما أنتجه «ربيعهم» من أنظمة جديدة، فإن موسكو وبكين تجهدان لمواجهة المد الغربي من المتوسط إلى آسيا الوسطى، ولمواجهة... المد السني أيضاً، الذي سيخلف آثاره على مسلمي روسيا والصين وعلى البلدان الإسلامية التي تشكل فضاء حيوياً لأمنهما القومي ومصالحهما الاستراتيجية.

والسؤال أمام هذه المواجهة الكبرى: هل اقتنع المتصارعون في سورية وعليها، بأن الحسم العسكري مستحيل، وأن لا بد من تفاهم ما يتولى نسجه الإبراهيمي؟ هل اقتنع هؤلاء بأن استمرار لغة السلاح قد تُغرق المنطقة كلها في حروب أهلية يستميت النظام في دمشق لتصديرها خارج الحدود، إلى لبنان والأردن والعراق وتركيا؟ وإذا لم يكن الإبراهيمي أوفر حظاً من أنان هل تودع سورية وهلالها «سايكس-بيكو» القديم ليستقبلا آخر جديداً؟

====================

الأسد الإيراني والعجز الدولي!

طارق الحميد

الشرق الاوسط

27-8-2012

عشية تصريح حسين طائب رئيس دائرة استخبارات الحرس الثوري الإيراني أول من أمس بأنه على إيران مسؤولية دعم حكومة الأسد، وعدم السماح بـ«كسر خط المقاومة»، شهدت سوريا مجزرة مرعبة ارتكبتها قوات الأسد وراح ضحيتها قرابة 440 قتيلا سوريا، فما معنى ذلك؟

الإجابة واضحة، وهي أن إيران شريكة في دماء السوريين العزل، حيث تقوم طهران بدعم الأسد، أهم عميل لها في المنطقة، والذي بسقوطه يسقط أهم خط إمداد للمشروع الإيراني في المنطقة، منذ ثورة الخميني، وأهمية خط الإمداد هذا تساوي قرابة العقود الأربعة من التآمر، والتسليح، والتمويل، لعدة مشاريع إيرانية سواء بلبنان أو سوريا، وهي مشاريع مختلفة إعلاميا، وثقافيا، واقتصاديا. ولذلك فلا غرابة في أن يقول رئيس دائرة استخبارات الحرس الثوري الإيراني إنه على طهران حماية الأسد، كما أنه لا غرابة في أن نرى حجم الجرائم الأسدية في تزايد كبير. فالواضح أن لحظة سقوط الأسد قد اقتربت، ولذا نجد أن النظام قد جن جنونه، كما أن التحركات الإيرانية تجاه سوريا باتت تفوق التحركات الروسية، بشكل ملحوظ، حيث تنوي إيران الآن طرح خطة خاصة بسوريا ضمن جدول أعمال قمة عدم الانحياز.

وعليه، فلا غرابة في أن تدعم إيران الأسد، عميلها الأبرز، فبسقوطه يسقط المشروع الإيراني بالمنطقة.. لكن الغريب، والمريب، هو العجز الدولي أمام جرائم الأسد، وخصوصا أن المجتمع الدولي يعي أن الأسد يقترب من لحظات السقوط، وأنه من الممكن اختصار المعاناة السورية، وتجنيب سوريا الدولة الدمار والانهيار الكامل، لكن الغرب، وعلى رأسه أميركا، لا يفعلون شيئا يذكر، فكل المطلوب اليوم، وبشكل ملح، هو تسليح المعارضة بأسلحة نوعية تمكنها من إيقاف وصد الطائرات والدبابات الأسدية، والقصة لا تقف هنا فقط، بل وضرورة التحرك لفرض حظر الطيران، والمناطق الآمنة داخل الأراضي السورية على الحدود التركية، والأردنية، ولا حاجة للجوء إلى مجلس الأمن ما دام الروس والصينيون يريدونه لحماية المجرمين، فمن الضرورة التحرك الآن عبر قوات الناتو، وحتى القوات العربية الراغبة في المشاركة، وبجميع أنواع المشاركة، علما أن عدد قوات الجيش السوري الحر لا يستهان به على الإطلاق، وكل ما يحتاجون إليه هو الأسلحة النوعية، وحظر الطيران، وفرض المناطق الآمنة. وأيا كانت كلفة مثل هذه الخطوات فإنها ستكون أقل بكثير من كلفة الانهيار المفاجئ في سوريا، فمسؤولية المجتمع الدولي حماية العزل، والسلم الاجتماعي، وأمن المنطقة ككل، وذلك لا يتحقق إلا بإسقاط الأسد، وهو أمر اقترب، وبات قاب قوسين أو أدنى، وكل المطلوب للتعجيل بذلك هو التسليح النوعي، وحظر الطيران، وفرض المناطق الآمنة، فحينها ستكون الانشقاقات العسكرية بنحو كبير قد يقود لهروب الأسد نفسه.

وهذا الأمر سيكون أقل كلفة من الانهيار المفاجئ، أو إطالة أمد الأزمة، وعندما نقول «أقل كلفة»، فالمقصود إنسانيا، وأمنيا، وسياسيا، خصوصا عندما يطرد الأسد الإيراني من سوريا، حيث تعود طهران لحجمها الطبيعي، وتعود سوريا، بكل مكوناتها العرقية والدينية، لعمقها العربي بعد أن أطالت الغياب بالفلك الفارسي.

ولذلك فقد حان وقت التحرك الثلاثي.. حظر الطيران، والمناطق الآمنة، والتسليح النوعي للجيش السوري الحر.

==================

ما بعد سقوط الأسد

حمد الماجد

الشرق الاوسط

27-8-2012

يجب ألا نشغل أنفسنا بالسؤال: هل سيسقط نظام بشار أو لا؟.. فكل المعطيات المحلية والإقليمية والدولية توحي بالسقوط الحتمي حتى لو تأخر، ويكفي لأي محلل محايد أن يقارن بين الرسم البياني المتصاعد للثورة والرسم البياني المتهاوي للنظام حتى يخلص إلى نفس النتيجة. باختصار، فإن الصراع الدائر بين الثورة السورية ذات الامتداد الشعبي القوي وبين نظام بشار المتداعي يشبه الصراع بين ملاكمين، أحدهما شاب قوي البنية ذو معنوية عالية، والآخر كهل مهدود القوى والمعنويات يقتات على تاريخه غير واع بعوامل التعرية الزمنية على جسده وقوته وإمكاناته.. نعم الملاكمان في الظاهر يتعاركان ويسجلان نقاطا لصالحهما، لكن الأغلبية الساحقة للمتابعين المحايدين تتوقع ضربة خطافية قاضية أي لحظة ينهار فيها الملاكم الكهل فجأة. ومن يرقب ويسبر سير الأحداث يلاحظ قوة لكمات الثوار مقارنة بالنظام، فتفجير الخلية كان حقا لكمة خطافية ضاربة لكنها لم تكن قاضية، ويستمر الصراع والخطافية القاضية تنتظر اللحظة المناسبة لينهار كل شيء.

لماذا إذن يصر النظام وحلفاؤه - إيران وحزب الله وروسيا والصين - على الاستمرار في معركة خاسرة، خاصة أنهم يرون النظام يتداعى يوما بعد يوم وتزداد عزلته العربية والإسلامية واقتصاده على حافة الانهيار، بل بدأ فعلا مرحلة الانهيار، والثوار يسيطرون فعليا على أغلبية الأرض السورية ويسيطرون على عدد من منافذها الحدودية؟! لم أجد في التحليلات سببا مقنعا إلا سببا واحدا، ويبدو بليدا جدا، وهو الرغبة في إطالة فترة البقاء لا أكثر.

إذن، يجب على المعنيين بشأن الملف السوري ألا ينجروا إلى فخ السؤال عن سقوط النظام من عدمه، وإنما المرحلة تتطلب تركيزا ملحا على تحليل السيناريوهات المحتملة بعد سقوط نظام بشار، والإعداد الجيد لهذه السيناريوهات، وكما يقول نظام بشار - وقد صدقنا وهو كذوب - إن سوريا ليست تونس ولا ليبيا ولا مصر، غير أنه كذب في قصده أن النظام غير قابل للسقوط كما حصل للأنظمة الأخرى، والصحيح أن أوضاع سوريا المحلية والإقليمية والدولية المتشابكة والمعقدة مختلفة تماما عن تلك الدول، وهذا بالتأكيد ما ساهم بصورة فاعلة في إطالة أمد الصراع، فالوعي العميق في هذه التشابكات المعقدة يمهد الطريق لرسم ملامح حقبة ما بعد سقوط النظام.

إن تشابكات المعارضة السورية لا تقل تعقيدا عن تشابكات الوضع الدولي والإقليمي للأزمة السورية، فالعمل على تقليص الفوارق بينها أو محاولة دمجها هو من أولى الأولويات التي يجب أن تسير بالتوازي مع عملية تحرير الشعب السوري من نظامه الوحشي، فنجاح مرحلة ما بعد سقوط النظام مرتبط بنجاح الجهود في تقليص الفجوة والجفوة بين الأطراف المؤثرة في المعارضة السورية: هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي، والمجلس الوطني السوري، والجيش السوري الحر، والأخير بالذات سيكون له موقف مؤثر وقوي في رسم مرحلة ما بعد سقوط الأسد.. فمقاومة نظام شرس دموي من الداخل ليست كمقاومته من ردهات الفنادق وتحت أضواء فلاشات الإعلام العالمي، ثم إن الجيش السوري الحر سيكون نواة الجيش القادم، وبالتالي ستكون له كلمته في الشأن السياسي.

الملف الطائفي هو ما يجب أن يوجه له كامل العناية هذه الأيام، فأحد السيناريوهات المتوقعة بعد سقوط نظام بشار، وإن كانت مرجوحة، أن يعمد إلى تقسيم البلاد تقسيما طائفيا وعرقيا، فيضغط على الطائفة العلوية للجوء إلى معاقلها في الجبال الساحلية الغربية ليقيم هناك دولة تسيطر على معظم الساحل، وهذا السيناريو الماكر المدمر يتطلب من القوى الثورية السورية ضرورة العمل على تفويت الفرصة على النظام، وذلك بطمأنة الأقلية العلوية على أوضاعها في مرحلة ما بعد سقوط النظام، والبعد عن الخطاب الطائفي، فليس كل الطائفة العلوية تؤيد بشار، وإن وجد من المؤيدين لبشار من غير المنتفعين من طائفة العلويين، فهو بسبب القلق الطبيعي من مرحلة ما بعد سقوط النظام.

==========================

هآرتس: إيران وإسرائيل حلف أبدي              

الجزيرة نت26/8/2012

المصدر:الصحافة الإسرائيلية

قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن إسرائيل بحاجة إلى إيران بقدر حاجة إيران إليها, مشيرة إلى أن "إسرائيل هي ترياق النظام الإيراني" على حد قول الصحيفة.

وفي تعليق على إمكانية توجيه ضربة إسرائيلية إلى إيران على خلفية برنامجها النووي-قالت الصحيفة في مقال نشرته اليوم تحت عنوان "إسرائيل وإيران: حلف أبدي" إن في إيران وإسرائيل نظامين فاشلين مدينين بالبقاء بعضهما لبعض, ولولا إدراكهما لهذا الحاجة لسقطا منذ زمن.

 

وأضاف المقال الذي كتبه عنار شيلو أن إيران محتاجة إلى إسرائيل بصورة يائسة, إذ "لو لم توجد إسرائيل لاحتاجت إيران إلى إيجادها, لأن إسرائيل هي ترياق النظام الإيراني، الذي يجب أن يشترى، وهو باقٍ بفضلها منذ سنين طويلة".

 

وقال الكاتب إن الخطاب المعادي لإسرائيل "مكّن نظام الملالي القاسي في إيران" من صرف انتباه الشعب عن مشكلاته الحقيقية وعن أزمته الاقتصادية وعن غلاء المعيشة الذي يرتفع إلى مستويات لا تحتمل, وعن القمع السياسي وقتل المتظاهرين، وعن غياب الحرية.

وأضاف أن هذه التهديدات بشن هجوم قريب على المنشآت النووية الإيرانية "هي بمثابة الزيت الذي يسكب في دواليب نظام الملالي المتعثر"، وهي طوق نجاة تطرحه القيادة الإسرائيلية لهذا النظام في آخر لحظة.

وقال إن بنيامين نتنياهو وإيهود باراك يخدمان مصلحة المرشد والرئيس الإيرانيين علي خامنئيومحمود أحمدي نجاد "عندما يرتديان قناع المعتدي وهو ما يساعد على ترسيخ تشبيه إسرائيل بالشيطان في إيران، ويكرس تعريفها بأنها ورم سرطاني في الشرق الأوسط".

ويشير الكاتب إلى أن تهديدات إيران لإسرائيل كانت هي الأخرى بمثابة "الزيت في دواليب حكومة نتنياهو المتعثرة, التي انقضت عليها كأنها غنيمة كبيرة", وبذلك نجحت غيوم الحرب التي أنتجها باراك ونتنياهو في خنق الاحتجاجات الاجتماعية الواسعة جدا في إسرائيل التي كانت تمثل تهديدا جديا للحكومة حسب قوله.

حقائق جديدة

ومن جانبها نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت مقالا للمحلل العسكري أليكس فيشمان بعنوان "كشف الأكاذيب", توقع فيه أن يكشف مراقبو الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الأسبوع عن حقائق جديدة تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني, منها زيادة المئات من آلات الطرد المركزي, ومنشآت أخرى لا يمكن زيارتها وأسئلة لا يُجاب عنها.

وأضاف أنه في إطار تبادل الآراء والمعلومات بين إسرائيل والولايات المتحدة توصلت الدولتان في المدة الأخيرة إلى اتفاق مبدئي آخر في الشأن الإيراني وهو أن الإيرانيين يكذبون.

وقال إن النظام الإيراني كذب على المراقبين في ما يتعلق بكمية قضبان اليورانيوم التي أنتجها, وكمية اليورانيوم الذي تم تخصيبه, فضلا عن كون الإيرانيين لم يقدموا جوابا مقنعا لسؤال "لماذا يحتاجون إلى نحو 60 ألف آلة طرد مركزي؟ كما أنهم يخفون ما يجري في منشأة برتشين حيث يشتغلون ببناء الرأس الحربي حسب قوله.

وحسب فيشمان فإن التقرير الدوري للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي سيُعرض هذا الأسبوع يقول إن إيران تتابع برغم العقوبات الثقيلة المفروضة عليها برنامجها النووي بصورة منتظمة وبحسب الخطط الموضوعة.

 ويرى المحلل الإسرائيلي أن عقوبات إيران تسبب معاناة للشعب الإيراني، وتنشئ احتكاكات في قيادة النظام العليا لكن مصاريف البرنامج النووي لم يُقتطع منها دولار واحد, وليس لدى القيادة الإيرانية العليا أي اعتراض عليه أو إعادة التفكير في جدواه.

من جانبه يرى المستشار السابق في الحكومة الإسرائيلية زلمان شوفال في مقال له بصحيفة "إسرائيل" تحت عنوان "الولايات المتحدة تعمل لمصلحة إيران" أن الإدارة الأميركية تعمل لمصلحة إيران من خلال عدم تهديدها رغم قدرتها على ذلك, وعدم مساعدة إسرائيل في هذا المجال.

وأضاف أن الفشل القريب في التعاطي مع الملف السوري, سيزيد في تصميم طهران على التقدم والتعجيل أكثر في جهودها لحيازة سلاح نووي، معربا عن أسفه للطريقة التي اتبعتها الولايات المتحدة وأوروبا إلى حد الآن لمواجهة هذا التهديد.

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ