ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
حل مشاكل
اللاجئين السوريين أولوية هامة 2012-08-31 الوطن السعودية لا شك أن تفاقم أوضاع
الأزمة السورية له انعكاسات خطيرة
جدا، أهمها نزيف الدم الذي لا يتوقف في
كافة أرجاء الأراضي السورية، وانعدام
الأمن والأمان لجميع أبناء الشعب
السوري، لدرجة أن التنقل بين حي وآخر
في مدينة حلب مثلا، ناهيك عن التنقل
بين المدن والبلدات السورية، يحمل في
طياته مخاطر كبيرة تصل إلى القتل أو
الخطف. لكن مشكلة اللاجئين السوريين
أيضا تعد من أهم المشاكل التي يجب
إيجاد حل سريع لها بسبب خطورتها وما
يمكن أن تسببه من ردود فعل وأضرار
جانبية في حال لم يتم الالتفات إليها
بشكل جدي، خاصة أنه ليس هناك حل في
الأفق المنظور للأزمة السورية،
وبالتالي فإن وجود اللاجئين السوريين
في الدول المضيفة قد يطول قليلا. المشكلة الأساسية
التي يعاني منها عشرات الآلاف من
اللاجئين السوريين في شتى الدول
المضيفة هي عدم وجود سكن مناسب. فهناك
عوائل كاملة تعيش في خيمة واحدة منذ
أشهر طويلة، دون مراعاة أهم المتطلبات
الصحية والنفسية والإنسانية. كما أن
هناك جزءا من اللاجئين يعيشون في مدارس
كان يفترض أن تؤويهم بشكل مؤقت في فترة
الصيف خلال الإجازة الصيفية للطلاب.
أما الآن، ومع قرب فصل الشتاء وأمطاره
وأجوائه الباردة، ومع بداية الدراسة
وضرورة إعداد المدارس لاستقبال الطلاب
في العام الدراسي الجديد، تكتسب مشكلة
مسكن اللاجئين السوريين أهمية إضافية
تستوجب إيجاد حل سريع لها. إحدى المشاكل الأخرى
التي يعاني منها اللاجئون هي الغذاء.
فرغم التبرعات السخية التي قدمتها
شعوب ومنظمات ودول إقليمية ودولية،
إلا أن انعدام التنسيق الجيد منع حتى
الآن وصول هذه التبرعات إلى مستحقيها،
وبالتالي على المنظمات الإنسانية
والخيرية الإقليمية والدولية أن تضع
خطة محكمة تضمن إيصال الغذاء والكساء
والغطاء للمستحقين من اللاجئين في
جميع الدول المضيفة. تقييد الحريات ومنع
اللاجئين من الخروج من المخيمات مشكلة
أخرى يواجهها اللاجئون، فقد تحولت
المخيمات مع الزمن إلى سجون كبيرة تقيد
حركة اللاجئين وتضيف إلى معاناتهم،
مما يجعل استمراره أمرا صعبا لأنه قد
يؤدي إلى اضطرابات داخل المخيمات
تتسبب في مشاكل للدول المضيفة. هذه مجرد أمثلة من
المعاناة التي يواجهها اللاجئون
السوريون والتي تنتظر حلا سريعا قبل أن
تفرز مشاكل أخرى تتجاوز حدود المخيمات
وأسوارها. وبما أن حل الأزمة السورية
لا يبدو قريبا، فإن الواجب بالدرجة
الأولى إيجاد حلول تحفظ للاجئين
كرامتهم وإنسانيتهم بعد أن أجبرتهم
الظروف على ترك ديارهم حفاظا على
أرواحهم وأرواح أسرهم. ================= الأزمة السورية...
تداعيات على الساحة التركية تاريخ النشر:
الخميس 30 أغسطس 2012 الاتحاد اللاجئ السوري"عبد
الحفيظ عبد الرحمن" يتذكر الأيام
التي كان لديه فيها العديد من الأصدقاء
من أهالي مدينة أنطاكية التركية، وهو
يشعر في قرارة نفسه بأنها لن تعود
ثانية. ويقول"عبد الرحمن"،
وهو منشق سياسي، وصل إلى هذه المدينة
الحدودية قبل اندلاع الانتفاضة على
نظام بشار الأسد العام الماضي، بعدة
أشهر:"كان لدي العديد من الأصدقاء
العلويين هنا". والعلويون ينتمون
لطائفة تشكل فرعاً من فروع الإسلام
الشيعي ينتمي إليه قسم كبير من سكان
المدينة. وهم في ذات الوقت الطائفة
التي ينتسب إليها نظام حكم بشار الأسد
في سوريا، الذي أدت الانتفاضة
المستمرة منذ ثمانية عشر شهراً
تقريباً ضده، إلى شق ذلك البلد على أسس
طائفية بين الأقلية العلوية التي تحظى
بكافة المزايا، والأغلبية السُنية. وفي أنطاكيا حيث يحظى
نظام الأسد العلوي بدعم كبير، تتفاقم
مشاعر العداء ضد الثوار، والمنشقين
السوريين الذين اتخذوا من المدينة
قاعدة مؤقتة لهم. وفي المحافظة بأسرها
تساهم المساندة التركية الواضحة
للمعارضة السورية في هز أسس التوازن
العرقي الحساس القائم. يعبر عبد الرحمن عن
هذه الحقيقة بقوله:"فيما مضى عندما
كنت أقول إنني لاجئ كنت أقابل
بالاحترام، أما الآن فلم يعد أحد يهتم
حتى بالسلام علىّ في الشارع". والمخاوف الآن هي أن
يؤدي الإحباط الذي يشعر به سكان
المدينة في الوقت الراهن، بسبب قرار
الحكومة التركية الواضح للمنشقين
والمقاتلين السوريين بالعمل من
أراضيها، إلى إشعال فتيل توترات عرقية
أوسع نطاقاً في البلاد. في السادس والعشرين
من أغسطس، اتهم رئيس حزب "الشعب
الجمهوري"، وهو حزب المعارضة
الرئيسي في تركيا، حكومة"أردوغان"
بتدريب المقاتلين السوريين المناوئين
لنظام الأسد بعد منع وفد من الحزب من
الدخول إلى معسكر لاجئين سوري على
الحدود. في مقابلة صحفية
أجريت معه قال"كمال كاليكدار أوجلو"
رئيس الحزب المذكور: "لقد أرسلت
مندوبين من حزبي للتدقيق على ذلك
المعسكر، الذي يقال إنه يعج بالعملاء
والجواسيس، ولكن السلطات منعتهم من
الدخول". وأضاف"كاليكدار
أوجلو":" أتوقع الآن إجابات من
الحكومة عن عدد من الأسئلة: ما الذي
يوجد في ذلك المعسكر؟ من الذين يدربوهم
بداخله؟ هل يعدون الرجال لإراقة دم
المسلمين؟". من جانبها، تنفي
أنقرة أنها تقدم الدعم للمعارضة
السورية المسلحة، أو تسمح لها بالعمل
من دون قيد من الأراضي التركية، ولكن
عندما قمنا بزيارة المعبر الحدودي
بالقرب من أنطاكيا، قال لنا أحد قادة
المتمردين إن السلطات التركية تسمح له
بعبور الحدود من دون معوقات على الرغم
من أنه لا يمتلك جواز سفر. إلى ذلك نقلت وكالة
"رويترز" عن مصدر في العاصمة
القطرية الدوحة قوله إن أنقرة قد أقامت
قاعدة سرية بالقرب من الحدود السورية،
لتقديم الدعم ومساعدات في مجال
الاتصالات الخاصة بالثوار السوريين. في غضون ذلك، يتصاعد
التوتر في أنطاكيا: ففي الأسبوع الماضي
على سبيل المثال نظم بعض السكان مسيرة
احتجاجية مطالبين بطرد السوريين من
المدينة، في نفس الوقت الذي صرح فيه
بعض الناشطين السوريين أنهم قد دعوا
لاجتماع مع العسكريين الأتراك وموظفي
البلدية حيث أخبروا أنهم سيضطرون
لمغادرة المدينة "من أجل المحافظة
على سلامتهم". ولكن المسؤولين
الأتراك ينكرون أن يكون هذا الاجتماع
قد عقد، ويقول "محمد علي أديبوجلو"
العضو بحزب الشعب "الجمهوري"
وممثل المحافظة في البرلمان التركي: "إن الذين يأتون
إلى أنطاكية ليسوا لاجئين وإنما هم
مقاتلون سوريون يتم تسليحهم من قبل
الحكومة التركية، كي يعودوا مرة أخرى
لسوريا كي يحاربوا الحكومة هناك". واتهم "أديبوجلو"
الحكومة التركية بانتهاج سياسة خارجية
طائفية، حيث لا تقدم مساعدتها لحركات
المعارضة العلمانية، وإنما للطائفة
السُنية التي تنتمي إليها الغالبية
العظمى من الشعب التركي، والمناوئة
لحكومة الأسد العلوية. ولكن مصادر حزب "العدالة
والتنمية" الحاكم في تركيا تؤكد أن
معارضتها لنظام الأسد، سببها انتهاك
نظامه لحقوق الإنسان في الأساس، ولا
تنطلق من التضامن مع المعارضة السورية-السنية
في معظمها. بصرف النظر عن
الدوافع وراء دعم تركيا للمعارضة
السورية، فإن البعض يخشى من أن ترد
دمشق على الخط المتشدد، الذي تتبعه
تركيا تجاهها من خلال السعي لتحريك
مشاعر العداء ضد حكومة أردوغان في
أوساط الأقليات العرقية التي جاهدت
تلك الحكومة التركية طويلاً من أجل
قمعها وخصوصاً الأكراد الذين يبلغ
تعدادهم في تركيا حوالي 20 مليون نسمة. في تاريخ سابق من هذا
الشهر أدى انفجار سيارة مفخخة في مدينة
"غازي عنتاب" الحدودية التركية
إلى مصرع تسعة أشخاص من بينهم صبي يبلغ
من العمر13 عاماً. وعقب الحادث وجهت
الحكومة التركية أصابع الاتهام لحزب
العمال الكردستانى، وإن كانت أمرت في
نفس الوقت بإجراء تحريات حول ما إذا
كانت هناك أي روابط سورية أو إيرانية
بالهجوم. وقد أدى ذلك الحادث
إلى ازدياد التوتر بين الأتراك وبين
الأقلية الكردية المتذمرة، في الشهر الماضي ردت
تركيا بشراسة، بعد أن تخلت دمشق عن
سيطرتها على جزء كبير من المنطقة التي
تسكن فيها الأقلية الكردية في سوريا،
لميليشيات مرتبطة بالمتمردين الأكراد
الذين يعملون في تركيا. ففي تصريح شديد
اللهجة قال "أردوغان" إنه إذا تم
استغلال الأراضي السورية لشن هجمات
عبر الحدود على الأراضي التركية،"
فإن التدخل في سوريا سوف يصبح في هذه
الحالة حقاً طبيعاً لبلاده". في أنطاكيا اليوم،
انتقد "محمد سيلاليتين ليكيسيز"
محافظ المدينة عدداً من التقارير
الأخيرة التي أذاعتها وسائل الإعلام
التركية قائلاً إن السوريين في
المدينة لا يتم تسليحهم ولا مساعدتهم
من قبل الدولة، كما لا يتم اضطهادهم من
قبل السكان المحللين. وقال المحافظ في
مؤتمر صحفي إن تلك المزاعم كانت جزءاً
من"حملة ممنهجة" لتقويض السلام في
محافظته، وأنها عبارة "عن محاولات
لاختلاق قصص تفتقر إلى الأخلاقية
والمعقولية ويجب علينا أن نكون حريصين
على عدم المساهمة في نشر مشاعر العداوة
بين الناس هناك". ويعتقد "كوراي
كاليسكان" أستاذ العلوم السياسية في
جامعة "بوجازيسي" إنه مع قيام
أنقرة بحملة من أجل الإطاحة بنظام
الأسد، فإن الأمر المحتم هو أن دمشق
سوف تسعى من جانبها لإشعال فتيل عدم
الاستقرار في تركيا. وأكد"كاليسكان عن
اعتقاده كذلك بأن تركيا"، لو انخرطت
في سياسات خطرة مثل السعي لتغيير
الأنظمة في الدول المجاورة، فإن تلك
الدول ستنخرط في أنشطة تخريبية مماثلة
فيها في المقابل". الكسندر كريستي -
ميلر انطاكية - تركيا ينشر بترتيب خاص مع
خدمة «كريستيان ساينس
مونيتور» ================= جاسوانت سنغ السفير 31-8-2012 خلّفت الأزمة
السورية مجموعة من ردود الفعل غير
المفيدة، منها الإدانة الكلامية لبعض
تجاوزات نظام الرئيس السوري بشار
الأسد، والخلافات بشأن الحكمة من
التدخل العسكري، والارتباك العام حول
إمكانية إيجاد حل قابل للبقاء عل المدى
البعيد. والأسوأ في كل ذلك، هو ان
العالم قد يكون مشرفا على مستقبل في
غاية البشاعة. وإذا كانت سوريا تحرم
شعبها من الحرية السياسية، فإنها، في
كل الأحوال، تمنحه من هذه الحرية أكثر
بكثير مما تفعل دول عربية أخرى، وخاصة
المملكة العربية السعودية التي تقود
حملة إسقاط الأسد. فسوريا، التي تحكمها
الأقلية العلوية الشيعية، تضم العديد
من الأقليات الدينية والعرقية مثل
العرب والأرمن والكرد والمسيحيين
والدروز والإسماعيليين والبدو. وهذا
الاعتدال والتنوع الثقافي والديني هو
الذي يتعرض اليوم للخطر إذا نجحت
الثورة التي يقودها السنة، في اكتساح
البلاد. ففي بلد تاريخي وقديم
مثل سوريا، لا يمكن تفحص مشاكل الحاضر
بدون الرجوع إلى الماضي. ففي النهاية،
التاريخ هو أم الحاضر، فيما الجغرافيا
هي أبوه. المؤرخ «ديفيد
فرومكين» يقول إن الشرق الأوسط اليوم
يعكس عجز القوى الأوروبية عن تدعيم
الأنظمة السياسية التي فرضتها هي، حيث
إنها أنشأت كيانات، ونصّبت حكاما،
ورسّمت حدودا، وأقامت أنظمة للحكم غير
قادرة على العمل. ولكن في ضوء الحروب
التي قادتها الولايات المتحدة في
العراق وأفغانستان، والتدخل في ليبيا،
ألا تتكرر التجربة عينها، تقريبا، بعد
مضي قرن من الزمن؟ هذا هو السؤال الذي
يجب على صناع السياسة أن يطرحوه على
أنفسهم في الوقت الذي يفكرون بما يجب
فعله في سوريا. في العام 1919، أوجز
وزير الخارجية البريطاني، أرثر بلفور،
روحية المعضلة التي تواجه صناع القرار
السياسي في الوقت الراهن، بالقول: «إن
الحقيقة المؤلمة هي أن فرنسا وإنكلترة
وأميركا قد وضعت نفسها في ورطة كبيرة
أصبح من المستحيل عليها الخروج منها». إن المزيج المكون من
مخاوف إثنية ومذهبية، ومن العداوات
القديمة والخصومات المزمنة، والتعامي
الواضح من جانب القوى الخارجية، يبدو
أنه قد أُعدّ مسبقا بغية زعزعة استقرار
الشرق الأوسط بكامله، مرة ثانية.
فتركيا تشهد تنمية قوية، لكنها تعاني
من اضطرابات، والعراق تعرض للاجتياح
ثم ترك ليواجه مصيره وحده، وإيران
معزولة وتتعرض للتهديد، وإسرائيل
خائفة ومتحفزة للحرب، فيما أفغانستان
وباكستان تعانيان من الاضطراب الداخلي
والهشاشة السياسية. ويبدو أن القوس
العظيم الممتد من القاهرة إلى
الهندوكوش، يتجه ليصبح بؤرة للاضطراب
الكوني. فهل هناك حل للخروج
من هذا المأزق الحرج؟ - بالتأكيد، ثمة
حل، لن يكون مرتكزا على المزيد من
القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة،
الأمر الذي يفسر الاعتقاد بأن الرئيس
الأميركي باراك اوباما يؤيد «انتقالا
سلميا» للسلطة في سوريا يمكن معه
الحفاظ على المؤسسات القائمة في
الدولة السورية. لقد كشفت الأزمة
السورية عن ان هذه هي اللحظة المناسبة
التي ينبغي خلالها للغرب أن يدرك أن
العالم قد انقسم فعلا إلى قسمين. الأول
يتكون من تحالف مطاطي من
الديموقراطيات الغربية المتنازعة، في
مواجهة كل من روسيا والصين. ومن المؤكد
أن المصالح القومية للدول الغربية لن
تحدد بعد اليوم التوجهات الأخلاقية
والسياسية للمجتع الدولي الحالي.
ومهما كانت النتيجة، فإن الحرب
السورية قد شكلت خرقا إضافيا، غير قابل
للرجوع عنه، في مجال إضعاف الدور
الغربي على الساحة العالمية. جاسوانت سنغ وزير سابق للخارجية
والمالية والدفاع في الهند ترجمة: جوزيف حرب ================= مجزرة
أخرى ويعلنون وفاة العرب! نادر رنتيسي الغد الاردنية 31-8-2012 صباحُ الخَيْر
حجارةَ "داريَّا"..صباحٌ لا
يُرَدُّ بـ "الياسمين والفُلِّ
والنُّور"..؛ فلا أحَدٌ هُنا سوى
مذيعة مِغْناجة تُحاوِرُ الموتى،
وتسألهم عن وجهتم المُقْبِلَةِ في
الحياةِ الأخرى. تتجوَّلُ بإحساسٍ
بارِدٍ بيْنَ الجُثَثِ بحماية "الجَيْش
العربيِّ السوريِّ" الذي يدخلُ
المدينة بعد مَجْزَرَةٍ أو قبْلَها،
ويكون "شاهد عيان" أثناءها. عند
المقبرة تماماً تصحو سيدة من موتها،
وتبرِّئُ "الجيش"..؛ فعلى "تلفزيون
دُنْيا" فقط يُمكنُ للقتيلِ أنْ
يشرَحَ بطلاقَةٍ ملابسات مقتلِهِ! كان هُناكَ شابٌ
أغلَقَ هاتفَهُ المحمولِ خوفاً من
والدِ فتاةٍ مُتَحَجِّرٍ أرسَلَ
إليْها رسالةً ضوئيَّةً تتضمَّنُ
مقطَعاً مِنْ قصيدَةٍ "فاحِشَةٍ "
لـ"نزار قباني". ماتَ الشابُ
برصاصَةٍ والفتاةُ بطعْنَةٍ ووالدُها
حزناً عليهما. ولم يزل الهاتفُ مغلقاً
لمَنْ بقيَ حيا في أطراف أخرى من "ريف
دمشق" قبلَ المجزرَةِ الأخرى، وفي
الرسائل المحفوظة لم تزلْ هناك مقاطع
من قصيدة لم تكتمل تحاوِلُ رسْمَ بلادٍ
"تُسمَّى مجازاً بلادَ العرب"! تقولُ القصيدةُ فيما
تقولُ إنَّ الموتَ العربيَّ حكايَةُ
الأطفالِ المُسلِّيَةِ قبلَ
النَّومِ، والنهايَةُ المتوقعَةُ لـ
"فيلم السهرة"، والخبرُ العاجلُ
في نشرَةِ أخبارِ يوم أمس؛ هو مكدَّسٌ
في كتبِ التاريخِ الحديثِ على هيئة
مجازر؛ فالموتُ هُنا في الشرق صورَةٌ
جماعيَّةٌ لا ينجو من كادرها أحدٌ إلا
لحكمة في "قلب" القاتل. وفي
المجزرة الأخيرة ماتت عائلة بأكملها،
وبقيَ "المكتوبُ له عُمْر":
سيُحُبُّ في يومٍ ما امرأةً دافئةً،
ويتزوَّجُ في عامٍ ما من قريبته
الطيِّبة، ثمَّ ينجبُ في زمن ما طفلا
مبتوراً من شجرة! في كتابِ العَرَبِ
كلُّ مجزرَةٍ لها شقيقَةٌ كُبْرى
وأخرى صُغْرى..؛ وثالثَةٌ ستكبَرُ
عمَّا قليل بعدَ صلاةِ الفَجْر بأعمار
خمسين طفلاً سرَّهم أنَّهم في
المَوْتِ لا يذهبونَ إلى المدارس، ولا
يضْطرُّونَ لتصديق أنَّ بلادَ
العُرْبِ "من الشام لبغدان"
أوطانهم التي يتبادلونَ فيها اللجوءَ
من مجزرة إلى أخرى، ولا يفترقونَ من
بعد كأبناء الخالاتِ في الحياة! المجزرَةُ انتهتْ
بدليلِ أنَّ المذيعَةَ المِغْناجَةَ
دخَلتْ واثقَةً من أنَّ الجناةَ
طيبونَ ويمكنُ التحالفَ معهم حتى
تصوير "الريبورتاج"، والانتهاء
من عمليَّاتِ المونتاج كافَّةِ،
وإحياء القتلى قبل أنْ يصبحوا رميماً!
المجزرة انتهت فيصحو طفلٌ شقي ما يزالُ
حياً..؛ يبتهجُ لأنَّ الموتَ كان في
مهمة أجدى، وهُنا تنتَهِزُ الأمُّ
خروجَها من كادَرِ الصورَةِ
المُتحرِّكَةِ لتقولَ حكمَةً لنْ
تخذِلَها:"القاتلُ يُقتلُ في
مجزرَةٍ أخرى"! ثمة موت سوري مباشرٌ،
وآخر ليبي مسجَّلٌ، وثالث عراقي
مؤرشَفٌ، ورابع فلسطيني موثَّقٌ..؛ و"العربيُّ"
أمين جامعة الموت. موتٌ على مدار
الوقت؛ مجزَرَةٌ أخرى ويُعلِنُونَ
وفاةَ العرَبِ في كُتبِ التاريخِ
الحديثَةِ، وتُصبِحُ المقابر مُدناً
رَديفَةً يُمنعُ فيها التجول، ويقتصر
التصريحُ فيها للقنوات المواليَةِ
التي تصدِّقُ "الكذبة" قبلَ
بثِّها. موتٌ لا يموتُ، ولا يُصدِّقُ
أنَّ موتَ القاتلِ عبادَة! المجزرَةُ انتهَتْ
ولم أمُتْ بعد..؛ هذه على ما يبدو
بادِرَةٌ سيِّئَةُ النيَّة من القاتلِ
لأسكنَ في الموت، وأصير أحد سكانه
الأحياء، ثمَّ أصابُ بالأمراض
النفسيَّةِ المُعقَّدَةِ التي تؤنِّب
مَنْ ينجو من المجزرة: كيف أحيا وكان
باستطاعتي الموت! ================= سلطان الحطاب الرأي الاردنية 13-82-2012 من شاهد الرئيس بشار
الأسد يتحدث لقناة دنيا الفضائية
يعتقد أنه يتحدث من منتجع أو يحاضر في
كلية جامعية وينظر في مسائل باردة عن
القوى البشرية والاعلام والادارة
وتعريف المقاومة..وهذه البرودة
الظاهرة التي تغفل غرق سوريا في الدم
اما انها تأتي من كون الرئيس السوري لا
يعلم ما يجري في سوريا من المجازر
والمذابح الجماعية وتدمير مقدرات
الجيش السوري واقتصاد سوريا واما انه
لم يرو بعد تعطشه للقتل والاقصاء الذي
احترفه النظام منذ عهد الأسد الأب الذي
أقصى رفاقه في الحركة التصحيحية والقى
بهم في غياهب السجون لأكثر من عشرين
سنة. وما زلنا نذكر
الأردنيين حاكم الفايز وضافي الجمعاني...في
ماخوس وزعين والأتاسي وغيرهم..وما زلنا
نذكر تدمير حماة واسلوب الحل الأمني
وطريقة عقد التحالفات التي كان من
ثمارها التحالف مع الموارنة
اللبنانيين في بيروت بداية وتدمير
مخيم تل الزعتر الفلسطيني والسكوت عن
احتلال شارون لبيروت وارتكاب مجزرة تل
الزعتر وحتى التاريخ الطويل الممتد من
الحفاظ على أمن الاحتلال الاسرائيلي
في الجولان..يعيد الرئيس الأسد مفهوم
تعريف المقاومة تعريفاً غريباً حين لا
يرى ضرورتها من الشعب رغم استمرار
احتلال الارض السورية ويجعل ذلك
مسؤولية الدولة حتى لو لم تقم الدولة
بذلك خلال خمس واربعين سنة.. ونظام بشار الأسد
الاقتصائي يرى أن عدوه هو شعبه أو أنه
يأتي من شعبه ويعترف بذلك ويدعو لسياسة
التطهير لهذا الشعب حتى لو أدى ذلك الى
قتل نصفه وهي نظرية نازية كما يرى في
مقابلته التي اتقنت هندستها الاعلامية
بوضع أسئلة جريئة لم تستدع الا أجوبة
متهافتة لافراغ حماسة المشاهد في
الأسئلة دون الالتفات للاجابات
والغريب أن الأسد يريد أن يبعد عن نفسه
ونظامه الغفلة أو ان يعترف بالضعف
والقصور ويحيل ذلك الى المجتمع والى
المتآمرين حين يدعي أنه يعلم
بالمنشقين ويسهل لهم الخروج بعد أن
يسميهم الهاربين وليس المنشقين في
تعريف غريب حين يرى أن الإنشقاق حالة
مختلفة.. يلغي الأسد ما كان
يعترف به سابقاً ويعيد انتاج المرحلة
الماضية برؤية أمنية جديدة حين يدعي أن
المقاومة المسلحة بدأت منذ اللحظة
الأولى من ربيع سوريا رغم أن الشعب
السوري أمضى قرابة سنة في مظاهرات
واحتجاجات مدنية غير مسلحة وأن
التسليح جاء بعد استشراء القتل
وتوسعته وقصف المدن وحصارها وتجويعها
واعدام المدنيين وتفجيرهم وادعاء أن
ذلك من عصابات تخريبية ومتآمرة..رغم أن
المسلحين المقاومين هم من الجيش
السوري نفسه وممن سموا الجيش الحر.. النظام السوري هو
المسؤول عن كل التداعيات اللاحقة في
الحالة السورية لأنه سبب جرح سوريا
الذي تعفن وتلوث وترك لحروب الآخرين ان
تدور على ارضها. وراح بعد ذلك يشجب
التدخل الخارجي على مختلف الأشكال في
حين يسمح به لصالح النظام من قبول
متطوعين واسلحة ودعم من ايران وحزب
الله وغيرهما..وهو لا يرى المناطق
العازلة منطقية ومعقولة ويطالب
بالتنسيق معه ان اراد الآخرون اقامتها
وهذا منطق ساذج ينم عن ادعاء لا أساس له
من القدرة على التحكم بالأمور.. أفعال نظام الأسد
وقتله ومطاردته لشعبه يبررها
بالمؤامرة عليه ولا يعترف بالربيع
السوري أو تطورات المنطقة وهو يسبب
الشقاء والمشاكل للسوريين جميعاً
ولدول الجوار التي تحملت وما زالت
تتحمل الكثير من اللاجئين السوريين
الذين لم يذكرهم ولم تستوقفه معاناتهم
بل انه لا يعترف بهم الان وحتى لاحقاً
وترك الأمر لدول الجوار التي اختلف في
تصنيفها وحاول ان يتحدث عنها بلغة
دافئة باستثناء تركيا.. حديث الاسد غريب عجيب
ينم عن جهل بالتطورات القادمة وعن دفع
سوريا الى الهاوية فهل نجح اعداء سوريا
في تحويل الأسد الى طعم يجري به اصطياد
سوريا وتدميرها طالما ظل متشبثاً
بالحكم وبأسلوب القتل! ================= أمير طاهري الشرق الاوسط 31-8-2012 بعد أن بدأت كثورة
شعبية ضد حاكم مستبد، تحولت الأزمة
السورية إلى حرب أهلية كاملة قد تكون
لها انعكاسات خطيرة على مستقبل الشرق
الأوسط. وعلى الرغم من أن التاريخ
نادرا ما يعيد نفسه، فإنه يمكن في بعض
الحالات استنباط أوجه تشابه بين
الأحداث المختلفة. وعلى هذا، من دون
تشبيه الأطراف المتصارعة في وقتها بمن
يتقاتلون اليوم، فإن الأزمة السورية
تشترك في بعض الخصائص والسمات مع الحرب
الأهلية الإسبانية التي دارت رحاها ما
بين عامي 1936 و1939. فكما كان الحال مع
الحرب الأهلية الإسبانية، فإن الحرب
الأهلية السورية اشتعلت بين بقايا
نظام منهار ووحدات منشقة من القوات
المسلحة النظامية. ففي إسبانيا، كان
النظام عبارة عن تشكيل يسيطر عليه
الشيوعيون ويحظى بدعم ستالين، وكان
ينشر العلمانية في تحد سافر لتبعية
إسبانيا للكنيسة الكاثوليكية، ونظام
الأسد في سوريا هو عبارة عن تشكيل فاشي
بدائي يلوح براية العلمانية ضد
الأكثرية السنية المسلمة. ومن المثير
للسخرية أن الأسد يحظى بدعم النظام
الخميني في طهران الذي يزعم أنه يقوم
على أسس دينية، وفلاديمير بوتين الذي
يأمل في أن تلعب روسيا دور حامل راية «المسيحية
الحقة» وأن تلعب موسكو دور «روما
الثالثة». وفي الحرب الأهلية
الإسبانية، تلقى الثوار - الذين كان
يقودهم في البداية الجنرالان خوسيه
سان خورخو وإيميليو مولا - دعم كل من
إيطاليا وألمانيا، وظلت الديمقراطيات
الغربية على الحياد باسم عدم التدخل في
الشؤون الداخلية للدول المستقلة.
وقالت بريطانيا العظمى - التي كانت
وقتها تحتل زعامة الديمقراطيات
الغربية - إنه لم تكن هناك أي اختيارات
جيدة في إسبانيا؛ حيث إن انتصار نظام
يسيطر عليه الشيوعيون سوف يقوي من موقف
الاتحاد السوفياتي، في حين أن فوز
الثوار سوف يعني انتصار موسوليني
وهتلر. واستخدمت فرنسا حجة أخرى لعدم
التدخل، وهي أن تورط الديمقراطيات
الغربية من شأنه أن يشعل حربا أوروبية
أكبر حجما. وكما أظهرت الأحداث بعد
ذلك، فإن قرار الديمقراطيات الغربية
بمشاهدة المأساة الإسبانية وهي تدور
أمامها من بعيد أحدث نفس الآثار التي
كانوا يخشونها. فعلى الرغم من خسارة
ربيبه في إسبانيا، صعد نجم ستالين
كحامل لراية الثورة في أوروبا، وفسر
موسوليني وهتلر من جانبهما انتصار
الثوار على أنه انتصار لهما وإقرار
بصحة نظريتهما «القوة هي الحق»، وساعد
افتقار الديمقراطيات الغربية إلى
الموقف الحاسم على إشعال الحرب
الأوروبية التي كانوا يأملون في
تجنبها. والحرب الأهلية
الإسبانية جذبت متطوعين من جميع أنحاء
أوروبا للقتال في صفوف كلا الجانبين
المتصارعين، وفي سوريا أيضا انضم
مقاتلون من مختلف البلدان العربية إلى
الثوار، في حين وقفت عناصر من حزب الله
اللبناني إلى جانب الأسد. وتكشف لمحة سريعة على
خريطة سوريا اليوم عن أوجه تشابه مثيرة
للدهشة مع خريطة إسبانيا في العام
الأول من حربها الأهلية. فبصورة عامة،
ما زال نظام الأسد يسيطر على نحو 25 إلى
30 في المائة من الأراضي السورية، من
بينها أجزاء من دمشق وحلب. وتشبه
المناطق الواقعة تحت سيطرة الأسد «أرخبيلا»
مكونا من 13 إلى 15 «جزيرة» تمتد من
السويداء على الحدود الأردنية حتى
إدلب بالقرب من الحدود مع تركيا، وأكبر
هذه «الجزر» هي المنطقة الواقعة بين
سلسلة الجبال الوسطى والبحر الأبيض
المتوسط، وهي المنطقة الخلفية لطرطوس،
ذلك الميناء الاستراتيجي الذي يشهد
وجودا عسكريا روسيا متزايدا. إلا أن السيطرة على
إقليم لا يعني حكمه، وبالتالي فقد شهدت
الوظائف الطبيعية للحكومة توقفا تاما
في بعض المناطق التي لا تزال واقعة تحت
سيطرة الأسد. وفي المناطق الأخرى،
تسيطر القوات المناهضة للأسد على «الأرخبيل»
الخاص بها والمكون من 10 إلى 12 جزءا من
الأراضي، يقع أغلبها في منطقتي الجنوب
والوسط، وهناك «جزيرتان» على الأقل
بالقرب من الحدود مع العراق وتركيا
يمكن اعتبارهما «مناطق محررة». وهنا
أيضا، فإن السيطرة لا تعني الحكم
الفعلي، بل إن أحد أكثر السيناريوهات
تشاؤما بالنسبة لسوريا، على غرار ما
حدث في إسبانيا في أواخر الثلاثينات من
القرن العشرين، هو الانهيار الممنهج
للدولة مما يحول البلاد إلى كومة
مختلطة من الأقاليم التي تسيطر عليها
الفصائل المتناحرة. وقد استمرت الحرب
الأهلية الإسبانية 3 سنوات تقريبا، فهل
ستمتد الحرب الأهلية السورية كل هذه
الفترة؟ إنه سؤال تصعب الإجابة عليه؛
لأنه يشبه السؤال عن «طول قطعة خيط»،
كما يقول الإنجليز. وكما هو الوضع
الآن، فإن معسكر الأسد قد يحصل على ما
يكفي من الأموال والأسلحة من إيران
وروسيا لمواصلة القتال بالمستوى
الحالي لبعض الوقت. ومن جانبهم، فإن
الثوار هم الآخرون يحصلون على ما يكفي
من الدعم للمحافظة على الإيقاع الحالي
لحملتهم. ويعد إعلان الأسد الأخير بأنه
سوف يفعل «كل ما هو مطلوب» تهديدا خفيا
باستعمال الأسلحة الكيميائية، وهو
أيضا علامة على اليأس. وبدون دعم خارجي، لا
يمكن لأي حرب أهلية أن تستمر لوقت
طويل، لا لشيء سوى لأن انهيار الاقتصاد
المحلي يجعل من الصعب إبقاء ماكينات
الحرب دائرة. وبقدر ما يتعلق الأمر
بسوريا، فإن هناك سؤالين مطروحين،
الأول هو: هل الديمقراطيات الغربية،
التي تقودها حاليا الولايات المتحدة،
جاهزة لتزويد الثوار بمستوى من الدعم
قد لا تكون روسيا وإيران قادرتين أو
مستعدتين لمجاراته؟ والسؤال الثاني:
هل من الممكن أن يتدخل الغرب وحلفاؤه
من أجل إيقاف تدفق الأسلحة والمساعدات
على الأسد؟ إن معارضي التدخل
الإنساني في سوريا يستخدمون بعض الحجج
التي استخدمها سابقوهم بشأن إسبانيا؛
حيث يزعمون أن التدخل الغربي قد يؤدي
إلى حرب أكبر تشمل روسيا وإيران
وإسرائيل، ناهيك عن تركيا والعراق
ولبنان والأردن. إلا أنني أرتاب في أن
تظل أي من إيران أو روسيا في اللعبة إذا
ما ازدادت المخاطر بدرجة كافية. ومع ذلك، فإن خطر
نشوب حرب إقليمية بفعل تأثير التنافذ
لا يمكن استبعاده، فالحرب مثل الحريق
من طبيعتها أن تنتشر من منطقة إلى التي
تجاورها، وكلما طالت الأزمة السورية
ازداد الخطر، ولن يستطيع الجبن الغربي
أن يمنع نشوب صراع إقليمي أكبر، لكن
تدخلا إنسانيا كبيرا ومصمما وفي وقته
يستطيع، ويجب ألا يسمح لهذه الأزمة بأن
تهدد هيكل الاستقرار الإقليمي في وقت
يحتاج فيه الشرق الأوسط إلى التركيز
على إنجاح ثورات الربيع العربي. ================= وفيق السامرائي الشرق الاوسط 31-8-2012 ليس واردا تاريخيا أن
تقوم ثورة ببناء جيش لإسقاط نظام يتمتع
بسيطرة أمنية شاملة وصارمة، ولديه
قوات مسلحة كبيرة متكاملة التسليح
والتدريب والتجهيز، وسخر إمكانات
الدولة لحماية هياكله، فتحقق ما حققته
الثورة السورية خلال سبعة عشر شهرا.
وهو ما يقود إلى القناعة بوجود دعم
خارجي مهم، لكنه غير كافٍ حتى الآن.
والدعم الخارجي هنا ضروري على كل
الاتجاهات، بعد أن فقد الحاكم مقومات
المواطنة بتدميره لبلده، واستناده إلى
دعم خارجي سافر. في مقال سابق، تطرقت
إلى الموقف الشيعي من الثورة السورية،
وتلقف البعض الوصف العلوي على أنه نمط
طائفي في التعبير، من دون الوقوف عند
العبارات الواردة. فما جرى التركيز
عليه هو أن «تتحكم حفنة من الطائفة
العلوية» في مصير الأمة السورية.
والطرح لا يتعلق بجهة أو طائفة دون
أخرى، حيث سجل الموقف الشعبي والرسمي
لمعظم الدول العربية تقصيرا كبيرا،
وحالات متدنية من التفاعل. فالموقف
الجزائري مثلا مثير لكل علامات
التعجب، بعد أن وقفت الدبلوماسية
الجزائرية ضد الثورة السورية، وغاب عن
الشعب الجزائري أي حماس لأبسط درجات
التأييد لنصرة المظلومين! ونتحول إلى مصر التي
لم نجد لها خلال 17 شهرا من عمر الثورة
السورية، موقفا يتفق مع ما تفرضه
الاعتبارات الموضوعية، من استحقاقات
على الدولة العربية الأكبر، للتحرك
الفوري لوقف جرائم الإبادة. إلا أن
خطاب الرئيس محمد مرسي في قمة عدم
الانحياز أمس، شكل تطورا إيجابيا يمكن
وصفه بالثوري إلى حد ما، واقترب كثيرا -
من الناحية السياسية والإعلامية – إلى
صقور التغيير. إلا أن المطلوب من مصر هو
خطوات عملية لتعزيز قدرة الثورة على
حماية المدنيين وتحقيق النصر. فالضغوط
السياسية وحدها لم تؤد إلا إلى زيادة
استهتار طاغية دمشق. والتعويض عن
المطالبة بالتدخل العسكري يمكن تفهمه،
في حالة تقديم الدعم اللازم لكبح هجمات
التدمير للقوات الجوية، ووقف المجازر
اليومية. لقد فازت تركيا خلال
السنتين الأخيرتين في تنافسها الطبيعي
مع الدور المصري، واستطاعت أن تقطع
شوطا كبيرا على طريق الاندماج في
المحيط العربي. وأعطت سياستها اهتماما
كبيرا للثورة السورية، انسجاما مع
تقييم الموقف الميداني. وما كان الجيش
الحر ليتطور إلى ما هو عليه لولا الدعم
التركي والتسهيلات اللوجيستية
والأمنية لتأمين وصول المساعدات
الدولية إلى ميادين الصراع من أجل
البقاء. فالجيوش تزحف على بطونها، فكيف
إذا كان معها عبء المدنيين؟ وباستثناء الدول
العربية الداعمة علنا للشعب السوري،
وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية
وقطر، والمسؤوليات الجسام التي ينهض
بها الأردن، قيادة ومؤسسات وشعبا،
تجاه أكبر موجات لجوء عبر الحدود
السورية، وتولي القوات الأردنية مهمة
حماية اللاجئين فور عبورهم الحدود،
وتوفير أقصى ما يمكن من الإمكانات
اللوجيستية، فإن الشعوب العربية
مطالبة بالتحرك السلمي - من موريتانيا
إلى اليمن - لتحفيز حكوماتها للوقوف
إلى جانب السوريين في محنتهم وثورتهم.
وحتى إذا انتهت مشاعر الربط التاريخي
بين الشعوب العربية، فالمشاعر
الإنسانية لا ينبغي أن تنتهي أو تتضاءل. قيل إن الثورة
الليبية أرسلت وسائل دفاعية متطورة
للجيش الحر ولم تصل إليه، ربما لأسباب
فنية. وعلى الرغم من أن المطلوب هو كل
شيء، بما في ذلك الخبز، فإن كسر شوكة
العدوان الجوي والمدرع ضروري للغاية،
والجيش الحر قادر على استيعاب كل
الوسائل المتقدمة المطلوبة لتحقيق هذه
الغاية. وطبقا لما نقل عن مسؤول رسمي
سوري فإن عدد من سماهم الفارين من
الخدمة العسكرية بلغ 65 ألف شخص، وهو
رقم يقل كثيرا عن الحقيقة التي دفعت
طاغية الشام إلى استخدام القوات
الجوية ونيران المدفعية عن بعد، لقصف
المدن، ونسبة كبيرة من هؤلاء التحقوا
بالجيش الحر، وسبق لهم تلقي تدريبات في
كل صنوف وإدارات القوات المسلحة
وأجهزتها. منظمة إسلامية،
وجامعة عربية، بلا إرادة، رغم قوة
الدفع من صقور الخليج المؤيدة للشعب
السوري! فالموقفان البريطاني والفرنسي
تحديدا، والأوروبي عموما، أكثر قوة
واندفاعا وشجاعة من مواقف معظم الدول
العربية والإسلامية. وسقطت الشعارات
القومية، في مرحلة اختبار تاريخي
حاسم، تدك فيه المدن السورية بقنابل
الحقد. وبعد أن فقد الشعب السوري الأمل
في وقفة رسمية عربية قوية، هل تفقده «الغفوة»
الشعبية العربية الثقة في كل ما رفع من
شعارات، غالبا ما كتبها مثقفوه؟ ======================== 2012-08-30 12:00 AM الوطن السعودية 30-8-2012 كثيرة هي المؤشرات
التي تنبئ بالخطورة التي من الممكن أن
يشكلها اللاجئون السوريون على دول
الجوار، إذا لم يتم استيعابهم بطريقة
تلبي كافة احتياجاتهم. ما حدث في الأردن من
مصادمات بين لاجئين سوريين وأجهزة
الأمن هناك على خلفية تراجع الخدمات
المقدمة لهم، أحد تلك المخاطر؛ ولكن:
ماذا عسى عمّان أن تفعل في ظل تزايد
أعداد اللاجئين الواصلين إليها
وتجاوزهم حاجز الـ180 ألفا؟ والسؤال
الأهم: على عاتق من تقع مسؤولية مساعدة
دول الجوار باحتواء اللاجئين. الواقع على الأرض،
يشير وبكل وضوح إلى خروج المناطق
الحدودية لسورية التي تشترك فيها كل من
الأردن وتركيا عن سيطرة الجيش
النظامي، وإلا بماذا يمكن تفسير
الأعداد الكبيرة من اللاجئين التي
تعبر نحو أراضي تلك الدولتين؟ وما يدعم
ذلك، الإعلان السابق للجيش الحر
بسيطرته الكاملة على منافذ حدودية
سورية مهمة مع دولتين، منها تركيا. فكرة إيجاد مناطق
عازلة وآمنة داخل الأراضي السورية
التي عاد لطرحها الرئيس الفرنسي
فرنسوا هولاند الاثنين الماضي، كانت
مطروحة منذ بداية الأزمة. صحيح أن فكرة
إقامة منطقة عازلة - في البدايات - كانت
أمرا صعبا بعض الشيء، ولكنها الآن أمر
عملي وعملي جدا، خلافا لما ذهب إليه
الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلته
التي بثت أمس، ذلك أن إقامة أي منطقة
عازلة وآمنة داخل الأراضي السورية
تعني بقعا جغرافية محررة بالكامل من
سيطرة نظام الأسد، وهو ما يخشى منه
النظام السوري الذي يزعم من خلاله
رئيسه أن الوضع في سورية صار أفضل من ذي
قبل. إقامة مناطق عازلة
داخل الأراضي السورية، يعني إعادة
إحياء المناطق المحررة مجددا من
ناحية، وتخفيف الضغط على دول الجوار من
ناحية أخرى، وبالإمكان الاستفادة في
ذلك من تجربة "صحوات" العراق أو
"اللجان الأهلية" في مصر، للحفاظ
على حالة السلامة العامة في تلك
المناطق، عبر إيكال المهمة إلى
الأفراد المنشقين من الجيش السوري
الموجودين بكثرة في أحد المخيمات على
الأراضي الأردنية أو المتواجدين على
الأراضي التركية، وهو ما سيعطي الجيش
الحر مساحة من الثقة على الأرض للتقدم
نحو تحرير بقية البقع الجغرافية التي
يسيطر عليها نظام الأسد. ================= المعتقلون
في سوريا النظام وسوريا الثورة غسان حجار 2012-08-30 النهار لا تقلل اعادة فتح
ملف المخطوفين والمخفيين قسراً
والمعتقلين في سوريا، من أهمية الـ11
المخطوفين أخيراً، وقد أطلق أحدهم. ولا
تحوّل الإهتمام عنهم لأهداف سياسية أو
مذهبية وطائفية. لكن العثور على احدهم
طليقاً بعد ربع قرن من الإعتقال، يكذب
السلطات السورية في ما أنكرته تكراراً
عن وجود سجناء ومعتقلين لبنانيين
لديها. والعثور على يعقوب شمعون يعيد
الأمل الى ذوي المعتقلين والمخفين
قسراً، ويضيء شمعة في الليل الحالك
لهؤلاء المعتصمين سلماً منذ زمن بعيد
في خيمة نصبت في حديقة جبران خليل
جبران قبالة بيت الأمم المتحدة في وسط
بيروت. هؤلاء الأهالي،
الذين ارتضوا التحركات السلمية
الحضارية لم يعمدوا الى قطع طريق
المطار على مواطنيهم، وحرق الإطارات
لزيادة نسبة التلوث في الأجواء
اللبنانية، ولم يقدموا على خطف أحد بما
يسيء الى الأمن الداخلي والى صورة
لبنان في الخارج، مما يحرمه سياحاً
وزواراً حتى من أبنائه. من حق المخطوفين
الحرية، ومن حق أهلهم المطالبة بهم،
ولا يمكننا ان نحس بما يشعرون به، لأن
الجمرة تحرق في مكانها، وتؤلم
المحترقين بها. لكن ردود الفعل
المتهورة، والميليشيوية، جعلتنا
نحترق جميعاً من الإرتدادات السلبية
لتلك التحركات، والتي لم تنفع حتى
تاريخه في إيجاد حل للقضية. واذا كانت الدولة
وضعت كل امكاناتها وطاقاتها في خدمة
هذا الملف، وألفت لجنة وزارية، وأوفدت
المدير العام للأمن العام اللواء عباس
ابرهيم بعد وزير الداخلية، للتفاوض مع
السلطات التركية في شأن العشرة، فإنه
من واجب الدولة اياها ان تعيد فتح ملف
المعتقلين في سوريا، ما دام الموقف
الرسمي الذي يعبر عنه وزير الخارجية
عدنان منصور، مصراً على أفضل العلاقات
مع دمشق. فكيف تكون العلاقة فضلى اذا لم
تطبق بنود معاهدة الأخوة والتعاون بين
البلدين؟ من وحي مقتل خليل
حجار سقط خليل حجار صريعاً
في الشارع. صدمته سيارة. ليس المهم
التعرف الى هوية صاحبها لبنانياً كان
أو سورياً أو غير ذلك، وهو سوري كما
تبين. المهم في الأمر ان عائلته خسرته،
ومثله العشرات يسقطون يومياً ضحايا
الفوضى والإهمال وعدم وجود قانون رادع. ليس خليل من أقاربي،
رغم التشابه في الأسماء، وليس من
بلدتي، بل اني لا أعرف مسقطه، رغم اني
عرفته في قناة "الجديد"، ولم تدم
علاقة المعرفة بيننا سوى أيام
لإنتقالنا كل واحد الى مكان عمل آخر. لكنني في الأمس شعرت
بالحزن عميقاً، وأسفت لرحيله. هذا
الرحيل الرخيص غالباً في بلد الموت
الذي لا يشبع من دماء أبنائه، تارة على
الطرق، وطوراً في أحداث وصراعات
مأسوية لا تنتج الا يتماً وترملاً
وقهراً وأسى. ومساء شاهدت عبر
التلفزيون والدة تنتظر ابنها المعتقل
في سوريا منذ 20 أو 25 سنة. ما زالت تنتظر.
كأنها تفتش في علم الغيب، لا تريد
ان تصدق ان الفراق ربما صار
نهائياً. وقد يعود نجلها فلا يجدها، اذ
ربما تقوى عليها الاعوام المثقلة
بالقهر، فتقتل الجسد المنهك قبل لقاء
مأمول. كلاهما ربما يموت على أمل
اللقاء الذي قد لا يحصل. هكذا دائماًَ في وطن
القهر. أناس يسقطون في محور التبانة
جبل محسن. من هناك تتحرر الشعوب
العربية وتندحر اسرائيل وتعود القدس
الى أهلها. محاور القتل والموت
العبثي كثيرة، ولا تجد من يحاصرها سوى
حفنة من السياسيين يتلاعبون بمصائر
الناس اذا ما اتفقوا أو اختلفوا، اذ
يندلع أحدها ويهدأ آخر بالتناوب.
ولكثرة الأحداث والمآسي، تطوى كل يوم
صفحة جديدة، ويطوي الزمن أخبار الأمس
القريب. ولا تبقى الذكريات الا في قلوب
البعض، تقتلهم بعد حين. ================= علي حماده 2012-08-30 النهار ما من شك في قوة
الكلام الذي صدر قبل أسبوع عن رئيس
الجمهورية ميشال سليمان على خلفية فضح
مؤامرة ميشال سماحة - علي مملوك
التفجيرية، والذي تناول فيه بشار
الأسد قائلا أمام زواره انه (سليمان) لا
يزال ينتظر اتصالاً من بشار الأسد
ليوضح له أسباب قضية سماحة وخلفياتها.
تبع ذلك إحجام الرئيس اللبناني للمرة
الأولى منذ أمد بعيد جداً عن الاتصال
بنظيره السوري ومعايدته بعيد الفطر
المبارك. وما من شك في ان محيط بشار
المخابراتي غير المباشر كان وراء
الكلام الذي صدر في مقال أحد كتاب
الزميلة "السفير" أول من امس
ومفاده أن من ينتظر مكالمة بشار عليه
ان ينتظر كثيراً فيه الكثير من التجبر
الذي يعود الى حقبات ماضية من التعامل
بين النظام في سوريا ولبنان في شكل عام.
لقد انطوى موقف ميشال سليمان على سعي
لتغيير قواعد العلاقة مع بشار ونظامه،
وخصوصا ان الواقع السوري المستجد لا
يبرر إطلاقاً لبشار وبطانته الاستمرار
في نهج التعامل الفوقي القديم. فبشار
أساسا ليس حافظ الأسد، وهو اليوم مجرد
طبعة مهترئة من بشار ما قبل
٢٠٠٥ ( تاريخ الانسحاب من
لبنان) وطبعة مهلهلة من بشار ما قبل
الخامس عشر من آذار ٢٠١١. بناء على ما تقدم ليس
على رئيس الجمهورية اللبناني ان يقدم
الطاعة الى رئيس النظام في سوريا حتى
لو استمد الأخير قوته عندنا من مخزون
"حزب الله". أكثر من ذلك ليس على
الرئيس اللبناني ان يتعامل بدونية مع
بشار الذي ضبط ومدير مكتب الامن القومي
التابع له علي مملوك ورجلهما ميشال
سماحة متلبسين بالجرم المشهود. وكانوا
يريدون تفجير منازل ومقار عامة ومآدب
إفطار شمالية. بالعكس ان موقف ميشال
سليمان هو أقل ما يمكن مع مواصلة سفير
بشار علي عبدالكريم علي تحركاته
الوقحة في بلادنا، ومواصلة وزير
الخارجية انتهاج سياسة التابع لـ"حزب
الله" وحركة "أمل" لا الوزير في
حكومة وطن اسمه لبنان. أضعف الايمان ان
يقابل رئيس الجمهورية بشار بصمت ثقيل
ليقول له ان موضوع سماحة كبير جداً،
وأن تورطه المباشر عبر علي مملوك لا
يمكن التعامل معه كأن شيئاً لم يكن.
أكثر من ذلك يفترض ان هذه القضية شكلت
مفترقاً في أسلوب إدارة العلاقات بين
الرئاسة اللبنانية وما تبقى من نظام في
سوريا في الأيام أو الأسابيع القليلة
المتبقية من عمره. وما تجبّر بشار سوى
بقايا إرث بدده، ومُلك فقده ليس فقط في
لبنان والحمد لله، بل وفي سوريا نفسها. لقد حاول بشار الأسد
في المقابلة مع الذات التي أجرتها معه
قناة نسيبه رامي مخلوف (الدنيا) ان يقلل
من الكارثة التي ينزلق نحوها، وحاول ان
يربط أزمته مع الشعب بكل أزمات الدنيا
ومحاورها. ولكنه ذكّر المراقبين
المخضرمين بآخر أيام الرايخ الألماني
في أيار ١٩٤٥ وكان هتلر
مؤمناً حتى اليوم الأخير بأنه سينتصر
ويعيد غزو العالم! فانتهى جثة مفحّمة
في فناء خلفي من الرايشتاغ المدمر في
قلب برلين! ================= شيء ما
يتغيّر بين النظام السوري وحلفائه روزانا بومنصف 2012-08-30 النهار باتت اطلالات الرئيس
السوري بشار الاسد الاعلامية المتصلة
بالعزم على "حسم الوضع" في سوريا
وشد عضد الداعمين له تفتقد قوة الاقناع
لدى غالبية حلفائه في لبنان الذين شهدت
مواقفهم في المجالس الخاصة، وان لم يكن
على نحو صريح وعلني حتى الان، اقرارا
بان استمرار الازمة في سوريا سنة ونصف
من دون اثبات النظام الفاعلية والقدرة
لحسمها قد افقد كل الامال والتوقعات
بالقيام بذلك في هذه المرحلة بعد النزف
الذي عاناه الجيش النظامي وانشقاقاته.
اذ لم يعد لكلام الرئيس السوري الوقع
الكبير كما في السابق حتى لو ان نظرية
المؤامرة تلقى رواجا بين هؤلاء حول
موقع سوريا وتحالفها مع ايران. وفيما
لفتت مراقبين سياسيين مواقف الرئيسين
نبيه بري ونجيب ميقاتي الاسبوع الماضي
عن ربط ما يحصل في لبنان بتداعيات
الوضع في سوريا ووجود من يرغب في نقل
الازمة الى لبنان على نحو قد يفسر
باتهام ضمني للنظام السوري أيضاً، فان
المواقف المتقدمة التي عبر عنها
الرئيس ميشال سليمان اظهرت تفلتا
اكبر، علما ان رئيس الجمهورية عبر عن
مواقف صريحة من النظام منذ بدء الازمة
على قاعدة "صديقك من صدقك وليس من
صدّقك"، وفق ما تقول مصادر معنية. ومع
الانزعاج السوري من مواقف رئيس
الجمهورية الذي جرى الحرص على ايصاله
الى لبنان اعلامياً فان حلفاء قلة
باتوا يأخذون على عاتقهم الاضطلاع
بهذا الدور كما في السابق حيث كان
هؤلاء يضطرون الى ايصال الرسالة
مباشرة وعلنا من دون انتظار الموقف
العلني السوري في هذا الاطار من خلال
شن حملات قاسية على رئيس الجمهورية.
فهؤلاء بدأوا يتهيبون الموقف ويحسبون
الحسابات على قاعدة ان التغيير الجذري
لا مفر منه وعدم انتصار الثورة السورية
حتى الان لا يعني ان النظام هو الذي
انتصر في المقابل. لا بل اخذ بعض هؤلاء
الحلفاء راحتهم اكثر في توجيه
الانتقادات للرئيس السوري امام
الاعلاميين اولا مقارنة بوالده الذي
استطاع قيادة سوريا على رغم تناقضاتها
واكسبها الكثير بدءا من سيطرته على
لبنان وثانياً في الاخطاء الكثيرة
التي ارتكبت وادت عمليا الى انهيار
سوريا وتدميرها وصولا الى التقليل
ضمنيا من اهمية انتصار "المقاومة"
على اسرائيل في 2006 على قاعدة ان
الشعوب، ايا تكن وايا يكن المعتدي، هي
التي تهزم دولا مدججة بالطائرات
والدبابات والجيوش المنظمة. ومن ذلك
وصولا الى موضوع الوزير السابق ميشال
سماحه، الذي قدم دلائل حاسمة ودامغة
حول تورط النظام في ما يحصل في لبنان
الى حد اربك كل الحلفاء في حين ان كل
الاتهامات السابقة بمسؤولية هذا
النظام عن احداث خطيرة في لبنان بقيت
طويلا من دون اثبات. ويشكل تقدم موضوع
سماحة قضائيا او عدمه بالنسبة الى
البعض مؤشرا مهما على مدى استمرار
النفوذ السوري في لبنان وممارسة
النظام سطوته على القرار اللبناني من
خلال قدرته على تجميد هذا الموضوع الى
اجل ان لم يكن العمل على اطلاق سماحة
بذريعة ما او من خلال فبركة قانونية
ما، في حين يقول البعض الاخر ان
التباطوء هو لتجنيب البلد الغرق في
المزيد من تداعيات الوضع السوري
وتبريد الامور وليس التراجع في شأنها
باعتبار ان اي تراجع في ضوء المواقف
التي اعلنت بناء على الاثباتات التي
عرضت للمسؤولين لن تنهك القضاء
اللبناني المنهك اصلا بقضايا من نوع
قضية فايز كرم وكل القضايا الاخرى
اللاحقة بل تنهك مواقع المراجع
الرئيسية والدولة باسرها. لكن حتى لو
حصل ذلك كون البيئة اللبنانية مفككة
اصلا وخاضعة لتجاذبات داخلية ايضا
سيكون فيها رابحون وخاسرون، يبدي
هؤلاء الحلفاء اقتناعا اكثر فاكثر -
ومن دون اوهام عن انتصارات بات صعبا
حصولها - ان مسألة بقاء النظام السوري
او المحافظة على استمرارية له من اي
نوع باتت في انتظار الصفقة الملائمة
للدول الكبرى على وقع البازار المتصل
بكل القضايا العالقة بين الولايات
المتحدة وروسيا او بغالبيتها على
الاقل وتلك المتصلة بايران ايضا. ================= راجح الخوري 2012-08-30 النهار إذا كان ما يجري في
سوريا "معركة إقليمية وعالمية ولا
بد من وقت لحسمها" كما يقول الرئيس
بشار الاسد، فان ذلك يعني انها ستبقى
في قبضة حرب استنزاف تستمر سنوات طويلة
فلا يبقى مكان لمقابر ولا حجر على حجر
في المدن والاحياء التي تدك بكل انواع
الاسلحة. كلام الأسد هذا جديد
وهو يشكل اعترافاً غير مسبوق بأن القصة
ليست قصة "مجموعات ارهابية" يسعى
الى تطهير البلاد منها، كما كان يعلن
قبل سبعة او ثمانية اشهر. لكن ما هو
اكثر اهمية واثارة في كلامه قوله "اننا
نتقدم الى الامام والوضع عملياً افضل
لكن لم يتم الحسم بعد"، فلكأنه بهذا
يقر ضمناً بسيطرة المعارضة الواسعة
على الاراضي السورية، او لكأنه يقود
حملة لـ "تحرير" البلاد من "احتلال"
يبسط سيطرته الواسعة عليها. ثم ان
حديثه عن "الحسم العسكري" يؤكد
تكراراً ان النظام يرفض كل الحلول
السياسية وان كل ما قيل عن الاستعداد
للحوار والاصلاح انما يقتصر على "المعارضة"
التي تنام في احضانه! ميدانياً،
لا يبدو ان التقدم الى الامام مسألة
سهلة، فعلى سبيل المثال ذهب الاسد قبل
اشهر الى حي بابا عمرو معلناً تحريره
من "الارهابيين" لكن المعارك
مستمرة الآن هناك في حمص المدمرة
طبعاً، وهذا الامر يتكرر في العاصمة
دمشق التي سبق للنظام ان اعلن عن "تنظيفها"
لكن المعارك متأججة فيها في هذه
الساعات، وهو امر ليس بالمستغرب، ففي
الحروب الاهلية داخل المدن تتحول
المواجهات استنزافاً طويلاً ومع كل
قتيل يسقط في هذا الجانب او ذاك "ينبت"
عشرة من الاشقاء والأقارب المستقتلين
وطالبي الانتقام. امام كل هذا لا داعي
الى التساؤل عما يمكن ان يفعله الاخضر
الابرهيمي ومن ورائه جامعة عربية
فاشلة ومجلس امن معطّل بـ "الفيتو"،
وخصوصاً مع رفض دمشق وطهران كل حديث عن
تنحي الاسد، ولهذا فان الخلاصة
الموضوعية هي ان سوريا واقعة في فشلين
كارثيين، فشل الحل العسكري وفشل الحل
السياسي، بما يعني انها ستبقى نهباً
للمزيد من حمامات الدم والدمار
والمآسي وسط عجز سياسي واخلاقي دولي
فاضح، بعدما تحول العالم مجرد عدّاد
للقتلى الذين يسقطون يومياً في حرب لم
تتوان هذه الزاوية منذ عام في وصفها
بأنها معركة "يا قاتل يا مقتول"! فها هي اوروبا تعلن
عجزها عن اقامة منطقة عازلة بينما
تحاول روسيا الإنسلال من الواجهة
لتترك ايران التي ترفض "كسر سوريا"
تنزلق أكثر فأكثر في معركة يراد لها
انهاك الجميع نظاماً وثوّاراً في
انتظار " ابانا" الجديد الذي
سيدير البيت الابيض! ================= اللاجئون
السوريون.. فخار لا عار ياسر أبو هلالة الغد الاردنية 30-8-2012 لم تحرك الحكومة
ساكنا إثر تصريحات وزير الصحة التي كشف
فيها عن وجود أكثر من مليون مهاجر غير
شرعي للأردن. هؤلاء، ومنهم جنسيات
آسيوية مثل الفلبين وسيرلانكا، دفع
المواطن الأردني أجور استقدامهم جوا
وإقامتهم، لينصبوا عليه ويعملوا
لحسابهم بلا ضرائب ولا رقابة قانونية،
منافسين ابن البلد والعمالة الشرعية
عربية وغير عربية. وما يثير الاستغراب،
بحسب تحقيقات نشرتها الصحافة ومنها
"الغد"، ومن معرفة شخصية، أن
هؤلاء معروفون لمراكز الأمن فردا فردا! هؤلاء تنفذ عليهم
قوانين الإبعاد وترتيب الأوضاع
قانونيا، بما فيها إعادة حقوق المواطن
ومكتب الاستقدام، ولا قضية سياسية ولا
إنسانية من ورائهم. في المقابل، وبشكل
مشين، يحاول بعض شبيحة النظام السوري
تقديم اللجوء السوري بالصورة السابقة.
وهذا عار لا يمثل الشعب الأردني الذي
وقف مع الثورة السورية من بدايتها،
واستضاف -دولة وشعبا- من أخرجوا من
ديارهم هربا من موت محقق. كُتبت قصة فخار
أردنية على مدى عام ونصف العام، توثق
عند من يجزي الجزاء الأوفى، ويضاعف
القروض، لا في المراكز الأمنية
ومفوضية اللاجئين والجمعيات الخيرية.
أسر فقيرة تقاسمت بيوتها مع أسر سورية؛
أثرياء سخروا عقاراتهم للاجئين، وعلى
سبيل المثال أذكر الشيخ سامي الفايز
ونضال البشابشة وغيرهما. وشخصيا، أعرف
عائلات أمضت رمضان والعيد مع العائلات
السورية، وتشاركت معها الإفطار والعيد. المشاكل تطفو مباشرة
إلى السطح، والنجاح يحتاج من يبحث عنه.
مصادفة، وأثناء البحث عن مكتب للجزيرة
في الرمثا، اكتشفت أن رجل الأعمال أبو
حسين الذيابات الذي يمتلك عمارة في
الوسط التجاري للرمثا قد تبرع بها
للاجئين السوريين، وتكفل بإعالتهم
ومتابعة شؤونهم، ورفض أن يتقاضى
إيجارا للمكتب لأنه يغطي شؤون
السوريين، وفاوضته أن يقبل الإيجار
باليمنى ويدفعه للاجئين باليسرى. هذا
واحد من آلاف الأردنيين، وليس حالة
معزولة. لا أعلم سابقة في
العالم استوعب فيها بلد بحجم الأردن
وإمكاناته أكثر من مئة وخمسين ألف لاجئ
في بيوت الناس وليس في الخيام. يسجل هذا
للمواطن كما للدولة التي تعاملت معهم
باعتبارهم أشقاء منكوبين. هذا الأصل،
والاستثناء هو مخيما سايبر ستي
والزعتري. ومقابل الأمثلة التي تدعو
للفخر أذكر مثالا يندى له الجبين حصل
في سايبر ستي في ليلة القدر. تبرع محسنون في إربد
بستمائة رغيف شاورما سحورا للاجئين
والعاملين معهم. لكن رفض المسؤول
الأمني إدخالها بحجة صحية. لو قام يومها
اللاجئون بالتظاهر طلبا لسحورهم،
وتصدت لهم قوات الدرك ماذا ستكون
النتيجة؟ هي ما كان أول من أمس في مخيم
الزعتري. فاللاجئون يتلقون وجبة واحدة
، ليس نقصا وإنما سوء تنظيم من طرف
المشرفين ومن طرف اللاجئين. وبالنتيجة
الزعتري تحول إلى ملف أمني يقرر فيه
رجال أمن لا خبرة ولا علاقة لهم بالعمل
الإغاثي والخيري. الحل وقد اقترب الفرج
في سورية أن تشكل لجنة لإدارة المخيم،
تقوم بالأساس على وجوه السوريين
ونشطائهم من داخل المخيم وخارجه، تمثل
أكثر من عشرين ألفا وتحل مشاكلهم
بالحسنى. وهم قادرون على اكتشاف
الخلايا النائمة وفرز الجيد من الرديء. من الظلم للأجهزة
الأمنية تحميلها مسؤولية عشرين ألف
لاجئ لا تنتهي مطالبهم وكلها محقة. ولا
يمكن فتح باب التكفيل كما كان في
البداية ولا يمكن إغلاقه كما اليوم. لا
بد من لجان متخصصة تدرس الحالات وتقرر
فيها. فالعائلات التي تضم أطفالا،
مثلا، يوجد عائلات أردنية مستعدة
لكفالتها، كما توجد عائلات من خارج
الأردن قادرة على ذلك، وجمعيات وهيئات
دولية وإسلامية وعربية وأردنية. بشار سيرحل وهؤلاء
الباقون في بلدهم لا عندنا. وعلينا ألا
ننقض غزلنا معهم ونكمل معروفنا لله لا
لغيره. ================= مذبحة
داريا و«وتشييع» سوريا! * حلمي الأسمر الدستور 30-8-2012 كلما ارتكب شبيحة
بشار مذبحة، قلنا كم كانت بشعة، وهي
أبشع ما ارتكب، ثم يفاجئنا القتلة
بمذبحة أكثر بشاعة ووحشية، ولم نكن
ندري على وجه الدقة لمَ يستهدف القتلة
مناطق بعينها ويخصونها بحقد خاص؟، إلى
أن استوقفتني مذبحة داريا، وتساءلت عن
سبب هذه الوحشية غير المسبوقة، التي
خصوا بها هذه القرية الوادعة المسالمة! لقد تبين لي بعد
البحث والتنقيب أن داريا تحديدا لها
قصة في سياق الحرب الشعوبية التي يشنها
شبيحة الأسد على أهل الشام، وخاصة أهل
السنة تحديدا، فهي تأتي في سياق ما
يمكن أن يسمى حركة «تشييع» الشعب
السوري بكل مقوماته السكانية والتي
يقال أن الذي يقودها هو الحرس الثوري
الإيراني ويتم الأمر على النحو الآتي:
مقام –لأحد الصالحين- يتم تبنيه من قبل
المرجعية الإيرانية العليا في دمشق
حيث يتم في المرحلة الأولى تكبير حجم
القبر بشكل لافت للنظر، وإلصاق اسم أحد
أهل البيت من أبناء أو بنات سيدنا علي
بن أبي طالب أو بنيه الحسن والحسين رضي
الله عنهم جميعاً. يتم إلصاق الاسم
بهذا القبر، ثم يجعلونه مزاراً
كبيرا،ً يتجه الحجيج الإيراني بالمئات
إلى هذا القبر، ثمّ يصبح الحجيج
بالآلاف، لإثارة ضجة كبيرة عن المكان،
والتأكيد على أنّه قبر لأحد أهل بيت
سيدنا علي رضي الله عنهم جميعاً. ثمّ
بعد ذلك وخلال بضع سنوات يتم شراء
الأراضي والبيوت المحيطة بالقبر، ليتم
إنشاء حسينية كبيرة (معبد الشيعة) على
القبر، وكذلك لبناء فنادق وأسواق
وأماكن سكن محيطة بالقبر والحسينية،
بحيث تكون مستعمرة إيرانية تحت غطاء
الدعوة الدينية للتشيع لأهل البيت! كان هذا ما حصل لأحد
القبور في مدينة داريا، حيث قدِم بعض
الإيرانيين إلى البلدة ليكتشف(!) أن في
وسط البلدة قبراً قديماً يعتقد أهل
البلدة أنه لأحد الأولياء الصالحين،
فيما بعد وفي بداية التسعينيات من
القرن الماضي يقوم الإيرانيون ببناء
قبر كبيرفوق القبر القديم، ثم يشترون
المكان المحيط بالقبر لإقامة ساحة
محيطة بالقبر، تحضيراً للزوار الذين
بدأوا يتوافدون بالمئات من الحجاج
الإيرانيين، ثمّ تكاثروا ليصبحوا
بالآلاف. ووضعوا على القبر اسم السيدة
سكينة بنت سيدنا علي كرم الله وجهه.
واشتروا المكان وبدأ الإيرانيون
يشترون الأراضي والبيوتات االمحيطة
بالقبر لبناء الفنادق والأسواق في
محيط القبر. وفي العام 2003 وبعد استكمال
شراء العقارات المحيطة في القبر بدأ
الإيرانيون بإنشاء حسينية ضخمة على
القبر باسم –مقام السيدة سكينة بنت
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما
السلام، والبناء الضخم ما زال تحت
الإنشاء، حيث تمّ بناء أسواق في محيطه
وعمارات سكنية وفنادق تمهيداً لإقامة
مستعمرة إيرانية في مدينة داريا،
ويبدو أن أهل المدينة شعروا بالمخطط
الإيراني الخطر على مدينتهم وعلى
قطرهم، فحاولوا الاحتجاج على ذلك
لرئيس البلدية، الذي تعاطف معهم، غير
أنهم جوبهوا بموقف متشدد من النظام
السوري ممثلاً بأجهزته الأمنية، التي
أقالت رئيس البلدية المتعاطف، وعيّنت
بديلاً عنه، الذي قال لأهل المدينة لا
أستطيع فعل شيء، لأنه تمّ تهديدي من
قبل الأجهزة الأمنية، وطلبوا مني أن
أدعم مشروع المستوطنة الإيرانية هذا.
أهل المدينة يقولون إن مدينتهم (داريا)
لا يوجد فيها أي عائلة شيعية، فلماذا
تبنى عندنا هذه الحسينية الكبيرة؟
أجهزة المخابرات السورية أحضرت
المحتجين من أهل المدينة، وتمّ
تهديدهم فرداً فرداً بسوء العاقبة إن
هم تابعوا احتجاجهم على المشروع
الإيراني! ويبدو أن ما وقع في
هذه القرية الوادعة ليس بعيدا عن هذا
الملف اللعين، فكانت المذبحة البشعة،
التي أودع الشبيحة فيها كل حقدهم، ولا
نستبعد أن يكون بينهم ممثلون عن الحرس
الثوري، لأن طريقة القتل التي رأيناها
في داريا لا يمكن أن يرتكبها سوريون
عرب أقحاح ضد أبناء جلدتهم! ================= رأي
الدستور الأردن متمسك بواجبه الإنساني
ودوره القومي الدستور 30-8-2012 لن يتراجع الأردن عن
واجبه الإنساني ودوره القومي، وستبقى
ذراعاه مفتوحتين، يستقبل الإخوة
السوريين، ويقدم لهم العون،
والمساعدة، للتخفيف من معاناتهم
وتهدئة روعهم، بعد أن هربوا من الموت
المحقق الذي يلاحقهم، وأدى لوفاة
وإصابة عشرات الألوف، وتهجير أكثر من
مليون الى دول الجوار، ومليونين في
الداخل فرارا من المحرقة التي باتت
تطبق عليهم. وها هي تحرق الأخضر
واليابس، وتحيل الشام ريحانة الله في
أرضه الى ارض محروقة، تئن تحت وطأة
الخوف والإرهاب والموت. ولن يضير الأردن
تصرفات وحماقات نفر من الشبيحة الذين
اندسوا بين اللاجئين، وسولت لهم
أنفسهم الاعتداء على رجال الأمن
والدرك الذين يعملون على حمايتهم
وتوفير الأمن والأمان لهم، ولن يضيرهم
تنكر البعض للدور الأردني الإنساني
النبيل، وجهود النشامى من أبناء قواته
المسلحة الباسلة وأجهزته الأمنية، وهم
يصلون الليل بالنهار لضمان سلامة وصول
الأشقاء، وتقديم كل عون ومساعدة لهم،
ونقلهم الى اماكن آمنة، ليذوقوا طعم
السكينة والأمان بعد خوف ومعاناة
شديدين على يد “زلم” النظام. نعرف، ويعرف العالم
كله حجم التبعات الهائلة التي يتحملها
هذا الحمى العربي عن طيب خاطر، وهو
يستقبل الآلاف من الأشقاء يوميا وقد
تجاوز عددهم “180” ألفا حتى الآن ولم
يعد مخيم الزعتري الذي امتلأ عن آخره
يتسع لتلك الأفواج المرعوبة، التي
تتدفق عبر الاسلاك الشائكة للنجاة من
الكارثة المحققة، وباتت الظروف
المأساوية تحتم فتح مخيم آخر لاستيعاب
الأعداد الهائمة على وجهها، تنشد
العطف والرحمة من الأشقاء وتوفير ادنى
مقومات الحياة والبقاء. لا ننكر مساعدة بعض
الاشقاء والاصدقاء، ووصول عدد من
المستشفيات الميدانية والمساعدات
العينية، ولكن كل ذلك لا يكفي في ظل
الكلفة العالية لإقامة المخيمات،
وتوفير الحياة الآمنة.. والطعام
والشراب، والمدارس لآلاف الأسر، ما
يفرض على المجتمع الدولي ان ينهض
بواجباته فوراً، ويعمل على دعم الأردن
دعماً مالياً حقيقيا، وبالسرعة
الممكنة، في ظل الأوضاع الاقتصادية
الخطيرة التي يمر بها، وفي ظل الكلفة
العالية جدا التي يتحملها لتقديم
الخدمات المطلوبة للاجئين، وقد تجاوز
عددهم 180 الفاً، ومرشح ان يتضاعف العدد
اذا ما استمرت الحرب الأهلية القذرة في
القطر الشقيق، واذا ما استمر ارتكاب
المجازر والمذابح الفظيعة والتي بات
يشتم منها رائحة الطائفية، والقتل على
الهوية. مجمل القول: سيبقى
هذا الحمى العربي الهاشمي بقيادة
جلالة الملك عبدالله الثاني وفياً
لواجبه الإنساني النبيل، ولدوره
القومي باستقبال الأشقاء، والعمل على
توفير الأمن والأمان والحياة الكريمة
لهم، ولن يتنكر لمبادئه العربية -
الإسلامية، رغم تصرفات شبيحة النظام
الحاقدة، الذين يعملون على نقل
المشاكل، لتفجير المخيمات من الداخل.
والأردن بقيادته الهاشمية وقواته
المسلحة وأجهزته الأمنية واع لهذه
المخططات، وقادر على اجهاضها، ليبقى
رأسه مرفوعاً وهامته عالية كما كانت،
وستبقى بعون الله تعالى . “فأمّا الزبد فيذهب
جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في
الأرض”. صدق الله العظيم ================= سينتصر
الشعب السوري .. طال الزمن أم قصر نصوح المجالي الرأي الاردنية
30-8-2012 جميع المدافعين عن
النظام السوري في الداخل والخارج
يتحدثون بلغة واحدة, سواء كانوا من
الطاقم الرسمي او الاعلام, او الفريق
الحزبي المساند, بأنها مؤامرة وليست
ثورة, وتقوم بها عصابات مسلحة مأجورة
وليس الشعب السوري, وتستهدف نظاماً
مقاوماً مناضلاً ضد اسرائيل
والاستعمار, والجيش السوري يطارد
العصابات ليحمي الشعب فيضطر لقتل
المواطنين بقصد حمايتهم أي يحميهم من
العصابات بالقتل والمجازر. والقتل اصبح المهنة
التي يجيدها جيش النظام السوري الذي
يسحق شعبه بالطائرات
والصواريخ والمدفعية,
ولا يتورع عن استخدام جيش من القتلة
الشبيحة, وهم فرق تابعة للأمن مهمتهم
الاجهاز على الجرحى وقتل كل من تصل
ايديهم اليه بدون سؤال ومعاقبة من يقدم
خدمة طبية لأي جريح. وجيش النظام يقوم
باعدامات ميدانية لمواطنين لمجرد شكّه
بأنهم ساندوا الجيش الحر, ويغتال اطفال
وعائلات الملتحقين بالجيش الحر ويهدم
الاحياء والمنازل والمساجد, ويترك في
اقبية المساجد والمنازل مئات القتلى
ويدعي ان العصابات هي التي تقتل
المواطنين الذين يستخرجون امام
الكاميرات من تحت الركام واثار شظايا
القصف التي قطعت اوصالهم واضحة للعيان. لله درّك يا عمر
الفاروق, القائل لو عثرت دابة في ارض
العراق لكان عمر مسؤولاً عنها, هؤلاء
الذين يشتمونك من فوق المنابر, في
ايران وانصارهم, يستسهلون ويحللون قتل
الشعب السوري. ها هو شعب كامل يتعثر
بهم ولا يزيدونه الا قتلا، لم يقتل
الناس في الشام بالجملة والسكاكين الا
في عهد هولاكو يوم قتل رجال دمشق
المسورة واستباح نساءها وهذا ما يفعله
قتلة وشبيحة بشار هذه الايام اغتصاب
الحرائر ونهب البيوت وهدم الاحياء على
ساكنيها لله درك ايها النظام المقاوم
لشعبك هلا فعلت ذلك في اعدائك الذين
احتلوا ارض سوريا والجولان اولئك
الذين هادنتهم قرابة نصف قرن وانت تدعي
انك ونظامك المقاومان الوحيدان في
الامة بينما تعد جيشك لمقاومة
الاغلبية التي اغتصبت الحكم منها
بالقوة واقمت حكما بوليسيا اخضع
الاغلبية للاقلية ودفع سوريا في مسار
ومطامع الدولة الفارسية, ولم يرحم
مدينة او قرية او ريف في سوريا من جبروت
وطغيان النظام. اربعون عاما ونيف من
حكم باطني تتسلل الى الحكم في عتمة
الزمان رفع شعارات قومية وثورية
وتقدمية بينما باطنه غاية في التخلف
والطائفية ومنطلقه ان يسود ويحكم
ويتحكم بالبلاد
بالحديد والنار. اذا كان دك المدن
بالطائرات والصواريخ والمدفعية ليس
ارهاب دولة فما هو الارهاب واذا كان
قتل ما يزيد عن عشرين الف سوري وسجن
عشرات الالاف ليس ارهاب دولة فما هو
الارهاب واذا كان تشريد ما يزيد على
ثلاثة ملايين ونصف مواطن سوريا من
منازلهم داخل سوريا ومئات الالاف
خارجها ليس ارهاب دولة وانتقام دولة من
شعبها فماذا يكون؟ واذا كان كل هذا الدم
والاستهتار بدماء الشعب السوري وارواح
ابنائه، ليست جرائم حرب ضد الانسانية
وابسط حقوق الانسان، فكيف تكون جرائم
الحرب واذا كان القتل بالجملة، ليس
جريمة حرب فما هي جرائم الحرب. ولماذا تصمت منظمات
حقوق الانسان، ويصمت معها العرب
ويبلعون السنتهم، ونظام الاسد وجيشه
يقتل جيلاً كاملاً من شباب سوريا،
ويلقي بتهمة العصابات القاتلة على
شعبه وهو يمارسها كل لحظة بدم بارد. لله در نظام البعث،
ما اظلمه، بدأ بشعبه في سوريا فقتله،
ثم ادعى ان الشعب خان نظامه واستحق
القتل، مع ان النظام قد حوّل البعث الى
يافطة وخرقة بالية لا تخفي طائفية
النظام ولا عوراته، لم نسمع من بعث
العرب، سوى ادانة للشعب السوري، وليس
ادانة من
يقتلون الشعب السوري. الانظمة والاحزاب
مواقف والشعب العربي لا يغفر لاحد
اخطاءه، وسيذهب الطغاة والمستبدون
وسيبقى الشعب السوري، وسيسقط القتلة
وادواتهم وادعياؤهم، وسينتصر الشعب
السوري على جلاديه طال الزمن أو قصر. ================= متجولون
في غاليري مخيف اسمه سوريا وجوه
المتظاهرين غيبتها القبور والمعتقلات
والموسيقار تخلى عن سلميته: 2012-08-29 القدس العربي
دمشق - 'القدس العربي'
- يارا بدر: دقت الساعة الثانية عشر،
وولجنا العام 2012 بتوقعاتٍ عالية في
مختلف أنحاء العالم، الغالبية ساورها
القلق حول الرؤى والدراسات التنبؤية
بنهاية العالم مع حلول عام 2012،
والحالمون استمروّا يبنون من الرمال
تصوراتهم عن عالمٍ أفضل بلا تدخين، ولا
أسلحة نوويّة، والعاديون كذلك فعلوا
لكنّ أحلامهم اقتصرت على أمل امتلاك
عمل أو راتب معيشّي افضل. إلاّ نحن
السوريون، فكانت أحلامنا فوق كل هذا
وذاك، ويومها حتى السياسيون ما كانوا
ليكترثوا كثيراً بجمع شعب يُغني في
الساحات، ويموت منه عشر أو عشرين شخصاً
في اليوم الواحد، وحدها لعبة
الانتخابات شغلت السياسيين من فرنسا
إلى روسيا حتى تونس ومصر وليبيا
ولازالوا ينتظرون القرعة الأمريكية. إلاّ أنّ السوريين
اقتحموا نشرات الأخبار وكلّ الساحات،
ولم يدخلوا في مجالات الآخرين، بقدر ما
سحبوهم إلى مجالهم الخاص. هنا، في
سوريا، نحن مجال مفتوح للعرض، للرؤية،
للحديث، وللذاكرة. ففي ذات مرّة وقعت
مجزرة، وهبّ العالم لالتقاطها، للبحث
فيها والحديث عنها، وتمّ لفظ اسم 'الحولة'
بأكثر من عشر لغاتٍ مختلفة في جلسة
خاصة لمجلس حقوق الإنسان في الأمم
المتحدة، وكان هذا كلّ ما كان ذات مرّة. أمّا البارحة، قبل
أسبوعين على وجه التقريب فوقعت مجزرة
في 'إعزاز' بريف حلب، ليست الأولى،
وليست الوحيدة، لكن أحداً لم يهتم،
فالجميع قد اعتاد أخبار الموت في بلدٍ
يودّع منذ قرابة الشهرين وبمتوسطٍ
يومي قرابة المئة والخمسين شهيداً. يقولون أنّ في بلادي
إسلاميين وسلفيين، واقول ربما. يقولون
أنّ في بلادي عصابات مسلحة ومندسين،
وأقول ربما. ويكثرون من الكلام عن
بلادي، يكثرون من التحليل والبحث عمّا
يثبت مقولاتهم الجاهزة مُسبقاً، وانا
أقول: هل فكرتم أننا ولدنا هكذا؟
مندسين وسلفيين؟ سوريا اليوم، غاليري
عام، جناحه الأكبر قد يكون مُخصّصاً
لحمص أكثر المدن السورية دماراً، ولا
أعلم هل هناك جناح خاص بالمجازر أم أنّ
كل مجزّرة في جناح المدينة التي وقعت
بها.. في سوريا نحن مجرّد صور بالنسبة
لجمهور الحضور الذي يبتدئ رحلته مع
الصور الأولى للساحات الممتلئة، كما
نشاهدها حين تعرض بعض الفضائيات
الإخبارية تقريراً مصوّراً عن 'حماة'
أو 'الرستن'، 'بابا عمرو' أو 'الخالدية'،
عن مكانٍ ما اجتمع فيه حشد كبير يُغني
ويهتف في الشهور الأولى من عمر الثورة
السورية، رجالاً ونساءً إلى جانب
بعضهم البعض، وإن دققنا في صور الوجوه
النابضة بالأمل فقلّما نجد ملتحيّاً،
ننظر إلى الأيدي الممدودة وقد رفعت
شعاراتها ليلاً بعد ليل، شعارات
السلميّة ووحدة الشعب السوري، ونبذ
الطائفية، وبعضها نادى للدولة المدنية.
في تلك الأيام كانوا كُثر، وكانوا
جميلين، لكن العالم أصرّ على أنهم
مسلحون، ومندسون، وسلفيون. اليوم إن
توقف أيّ مراقبٍ مع أيّ صورةٍ من تلك
الصور، لاستطاع عدّ العشرات وأكثر من
الوجوه التي غيّبها الموت، وأكثر من
الوجوه المدفونة حتى اللحظة في زنازين
الاعتقال. في جناح 'إعزاز'
للصور، نجد المرأة تضمّ صغيرها الذي
لعلّه لم يكمل عامه الأول واللون
الأسود يكتسيه، تضمه بيد وترفع يدها
الأخرى تصرخ إلى السماء، وبقربها رجل
يحاول سحب جثّة من تحت الأنقاض هي في
الغالب جثّة زوجها. في معرض 'إعزاز'
يتفرّج الحضور الكريم على صورة الرجل
الستيني، الشائب، جلس على حطام منزله
فاتحاً يديه إلى السماء، ودمعه يذهب
إلى الأرض. أمّا الرجل الآخر فلم يقوَ
على شيء. بجسده النحيل، بملابسه
الرثّة، جلس القرفصاء واسند رأسه إلى
يده، ينظر إلى الكاميرا وغضب محتقنٌ
يتفجّر من عينيه. علامة شفقة ترتسم على
ملامح المتجوّلين في المعرض، من مكانٍ
آخر حوّل الشباب عربة قديمة تُستخدم
عادة لنقل مواد البناء إلى عربة إسعاف،
فيبتسم العابرون لطرافة الفكرة. وهم لا
ينظرون إلى الجسد المرميّ في العربة،
فهو ليس بالشيء الجديد. ومن حمص، التي
لاتزال تحيا بأنفاس بعض المتمسكين
بأرضهم كجذور الزيتون، تُلتقط صورة
لثلاثة اخوة، الفتاة تقف تمسك عكازتي
أخوها المصابة قدمه، والأخ استراح على
عتبة المنزل ومدّ ساقه بلفافها الجبسي
الأبيض وقد احتضن أخاه الأصغر بيد
وبيده الثانية أغمض عينيه كي لا يرى،
فقد يكون في عدم رؤيته رحمة. في الغالب
أنّ الملل بدأ يتسلل إلى العابرين،
فوضعوا كؤوس شرابهم جانباً وخرجوا إلى
المقهى المجاور، وفي أثناء عشائهم
الخفيف انتقلوا بشكلٍ عفويّ تماماً من
هذه الصور إلى الحديث عن مسلماتهم حول
فظاعة الإسلاميين، وقسوّة العصابات
المسلحة التي يؤمنون بوجودها في
بلادي، لكنهم في النهاية نسوّا كلّ هذا
مع الخبر العاجل عن أحدث أشواط
الانتخابات الأمريكية، والفضيحة
المالية في أوروبا، وطلاق نجمي
هوليوود المحبوبين. إلا أنّ سرّ تحوّل
السوريين من السلميّة إلى العسكرة،
وكيف ارتفع الصوت الديني يوجد هناك، في
الزاوية العميقة من الغاليري، والتي
لا يتحمّل أغلب العابرون مشقّة الوصول
إليها، حيث تكمن في هذه الزاوية صورة
الموسيقار السوري 'مالك جندلي' وهو
يقرأ بيان تحوّله عن سلميته، وفي ذات
الوقت ينضح السرّ من كل صورة من صور
المعرض، لكنّ العابرين رفضوا رؤيته،
مكتفين بالتحديق السريع في شكل الصورة.
================= سهيل كيوان 2012-08-29 القدس العربي
في معظم الطرقات
الملتوية والمنحدرات القوية توجد
لافتة مكتوب عليها 'طريق للهرب'، هذا
الطريق يستخدم عندما ترتفع درجة حرارة
الكوابح ويفقد السائق سيطرته على
مركبته فيدخل في هذا الطريق الجانبي
مرغمًا كي ينقذ روحه وأرواح الآخرين،
هذا في حال كان يقظاً وأدرك قبل فوات
الأوان أن الدخول في هذا الطريق هو
الأسلم وأقل خطورة من الاستمرار في
المنحدر بتسارع حتى حصول الارتطام
الكبير أو الانقلاب والاحتراق في كثير
من الأحيان. الأسد يلتفت حوله
الآن بحثا عن'مسار للهرب'بعدما سخنت
الكوابح وتلفت تماما واشتعلت النيران
في مركبته، هذا المسار يسميه البعض 'المخرج
المشرف'، ولكن هل يمكن تسمية خروجه
خروجًا مشرفًا لو حصل الآن. كان يمكن لخروجه أو
تنحّيه أن يكون مشرفا لو أنه وقف بعد
سقوط أول موجة من القتلى واعترف بأن
رياح الربيع قد هبّت ووصلت إلى سورية،
وفهم أن الأمور ما عاد يمكن لها أن تدار
بالطريقة القديمة ذاتها، ولو أنه لم يغمض
عينيه ولم يملأ أذنيه طينا ولم يبحث عن
مخارج إنشائية لغوية بدلا من البحث عن
حل حقيقي واقعي لأزمة ماثلة أمامه بكل
وضوح، كان عليه أن يقول لشعبه 'أنا
فهمتكم' على طريقة بن علي وأن لا يؤجل
مثله بل يتنازل فورًا عن 'العرش
الجمهوري' وأن لا ينتظر حتى يضطر للبحث
عن مسلك للهرب، لكنه للأسف فضل البحث
في الإنشاء والشعارات التي اعتادها
طيلة فترة حكمه حتى صدّق أنه بإمكان
الإنشاء والشعارات أن تخفي الواقع،
فانشغل رجاله في البحث الإنشائي عن
مسميات أخرى للثورة، وكأن تسميتها
باسم غير الثورة يلغي ثوريتها،
متناسين أن الاسم يشتق من الفعل وليس
العكس، ولو أطلقوا على الثورة تسمية 'سطو
مسلح' لبقيت ثورة لأنها ثورة، والحقيقة
أنهم أبدعوا في تسمياتهم البذيئة
الكثيرة للثورة والثوار، ولكن الحقيقة
بقيت ماثلة أمام العالم بأسره, وهي أن
الثوار هم الثوار حتى لو أطلقت عليهم
تسمية مندسين ومرتزقة وجراثيم! كان عليه أن يتنازل
عن الأمل السادي بقدرته على قمع الشعب،
وأن لا يبني كثيرًا على قدرة التسميات
في إنقاذه مثل الخيانة والاندساس
والقبض من جهات خارجية مشبوهة،
وسخافات أخرى أكثر تسطيحا حتى من
الإنشاء مثل توزيع الكباب والدولارات
على المتظاهرين. لقد حاول النظام حرف
المعركة عن ساحتها الحقيقية، من معركة
بين نظام دكتاتوري قمعي ظالم مستبد
وبين شعب لم يعد قادرًا على التحمل
والصمت إلى معركة وهمية بين النظام و'الشعب
الملتف حول قيادته' وبين الفضائيات،
وتوهم بقدرته على إقناع العالم بأن
الناس في سورية يخرجون للموت في
الشوارع إرضاء للفضائيات 'التخريبية'،
والتخريب لغة إنشائية قديمة استخدمها
المستعمرون والمحتلون على مر العصور
وآخرهم إسرائيل في وصف أعمال الثوار من
العرب وغير العرب، ولم نتصور في يوم من
الأيام أن يستخدمها نظام 'ممانع' في وصف
انتفاضة أبناء شعبه، ومن ثم تحويل
المعركة الأساسية وحرفها لتصبح بين
النظام 'الممانع' وحلفائه من جهة وبين
أمريكا وإسرائيل وذيولهما من العرب
وغير العرب و'المخربين والخونة' من جهة
أخرى، كل هذا لدفع الثوار إلى خانة
الأعداء بدلا من تفهم أسباب ثورتهم
المشروعة والتنحي بصورة مشرفة. كان عليه أن يفهم
ضرورة الهروب إلى طريق النجاة قبل
اتخاذ القرار بقصف المدن السورية
والتعامل معها كأنها مدن معادية،
بمعنى الدوس أكثر على دواسة الوقود في
المنحدر الخطير. كان عليه أن يستوعب
ضرورة ما يجري وأن يصدّق بأنها ثورة
جذورها الفقر والقمع حتى قبل انتقالها
إلى العاصمتين الاقتصادية والسياسية. كان عليه أن يخرج إلى
'مسلك الهروب' فيعتذر عمّا فعل، وأن
يدعو لإعادة النظر بنفسه وبالمحيطين
به وليس كضريبة كلامية وبهلوانيات
لفظية قبل أن تتحول الثورة إلى السلاح
لحماية نفسها من بطش النظام ودمويته،
كان عليه أن يفهم أن العملاقين الصيني
والروسي قد يحميانه من هجوم خارجي أو
قرار في مجلس الأمن، ولكنهما غير
قادرين على حمايته من شعبه الجائع
للحرية والخبز... كان عليه أن يفهم
ويدرك أن هناك قوى معادية سوف تستغل
هذه الثورة وتحاول الركوب عليها تحت
شعار حماية مذهب من بطش مذهب آخر
لحرفها عن مسارها الأصيل، لقد كان
تصرّف النظام حقيرًا، بل حقيرا جدًا
عندما صوّر الأكثرية من أبناء شعبه على
أنهم 'قاعدة' وطائفيون ينوون البطش
بالأقليات وذلك لتأليب الرأي العام
المحلي والعربي والدولي على الثورة. تضحيات الشعب
والثوار باهظة جدا، وكذلك تضحيات
مؤيدي النظام ممن توهموا بقدرته على
تجاوزهذه المرحلة بالإنشاء والمماطلة
حتى إنهائها اللفظي على أمل أن تنتهي
فعلا بتعبير مثل 'خلصت خلصت'، ومن أولئك
الذين لم يكن أمامهم سوى خيارين إما
الإعدام أو مواصلة الانصياع لأوامر
النظام وضباطه حتى بدأت تظهر
الانشقاقات الكبيرة وبأوزان ثقيلة.. لم يعد هناك أي مخرج
مشرّف للأسد ونظامه، ويوما بعد يوم
يتفاقم حجم المأساة التي صنعها بيده،
بل ليته تعلم من بن علي وحسني مبارك
وعلي عبد الله الصالح الذين خرجوا بشكل
أو بآخر أقل بهدلة، ، فهو إن تنازل الآن
إنما يتنازل بعد أنهار من الدماء، وبعد
أن ضاق به ذرعا حتى أقرب حلفائه،
فمصالح أصدقائه في نهاية المطاف مع
الشعب وليست مع النظام السوري. هناك عشرات
الفيديوهات والصور التي تدين أعمال
بعض رجال الجيش الحر والثوار، بعضها
حقيقي ومستنكر ولا يحق لثوار لأي سبب
كان أن يفعلوه وبعضها أنتج خصيصًا
لتشويه وجه الثورة، ولكن رغم كل وحشية
ما يرتكب لا توجد فضيحة أعظم من بقاء
بشار الأسد ومن حوله من رجال النظام في
السلطة بعد كل هذه التضحيات، لأنهم هم
المسؤولون عن كل ما مرت به سورية من
أحداث كارثية منذ اليوم الأول للثورة
وحتى هذه اللحظة، ليس أمامهم سوى
الرحيل غير المشرف، والإنشاء عن 'الرحيل
المشرف' قد يكون لغة دبلوماسية ولكنه
لن ينقذهم، لأن التاريخ يسجل الوقائع
وليس الإنشاء، وسيذكرهم كمجرمين
وسفاحين، وعليهم الرحيل غير المشرف
لإتاحة المجال لكل مركّبات الشعب
السوري دون تجاهل أي حزب أو حركة أو
طائفة للتحاور للتوصل إلى طريقة
ينقذون بها البلاد من الدمار الذي بدأ
وما زال النظام مستمرا به. ================= رأي القدس 2012-08-29 القدس العربي
اكد الرئيس السوري
بشار الاسد في مقابلته المسجلة مع قناة
'الدنيا' المقربة من حكومته ان الوضع
يتحسن، ولكنه اعترف في الوقت نفسه بان
الحسم العسكري بحاجة الى المزيد من
الوقت، مما يعني ان عمليات القتل في
سورية التي تزايدت وتيرتها في
الاسابيع الاخيرة ستستمر. الرئيس الاسد لم
يتحدث عن حل سياسي، او بالاحرى لم يقدم
رؤية واضحة محددة لهذا الحل، تضع حدا
لسفك الدماء، وهذا امر مخيب للآمال،
لآمال السوريين اولا والعرب ثانيا
الذين يتطلعون الى مخرج سريع من هذا
المأزق الدموي. وعندما يقول الرئيس
السوري 'ان القضية هي معركة ارادات'
فهذا اعتراف آخر بان ارادة الطرف
الآخر، اي الثورة، قوية وليس من
السهولة بمكان كسرها بعد حوالي 18 شهرا
من الاحتجاجات السلمية قبل ان تتطور
الى مواجهات عسكرية بين قوات النظام
والجيش السوري الحر والجماعات
المنضوية تحت مظلته. نختلف مع الرئيس
السوري في قوله ان الوضع في سورية صار
افضل، فهناك مناطق سورية شاسعة في حلب
وريف دمشق وادلب بالاضافة الى معابر
برية رئيسية مثل البوكمال (مع العراق)
وباب الهوى (مع تركيا) خارج نطاق سيطرة
النظام بالكامل. ولعل ما هو اهم من كل
ذلك هو سقوط اكثر من خمسة وعشرين الف
شهيد سوري حتى الان، ومئات الآلاف من
اللاجئين في دول الجوار السوري، ولا
يمكن القول بعد كل هذا ان الوضع يتحسن. صحيح ان النظام صمد
طوال العام ونصف العام المنصرم، واثبت
ان كل الذين كانوا يتوقعون سقوطه في
غضون ايام معدودة كانوا مخطئين في
حساباتهم، ولكن الصحيح ايضا ان
المعارضة للنظام صمدت ايضا طوال هذه
الفترة واستعصت على محاولات اجتثاثها
من خلال الحلول الدموية. من الطبيعي ان يقلل
الرئيس الاسد من اهمية الانشقاقات
التي تلاحقت في الاشهر الاخيرة، وكان
محورها مسؤولون كبار في الدولة،
ابرزهم رئيس الوزراء رياض محجوب،
والعميد مناف طلاس قائد الفرقة
الخامسة في الحرس الجمهوري، وان يصفها
بانها كانت عملية 'تنظيف' للدولة اولا
وللوطن بشكل عام، ولكن هذه الانشقاقات
شكلت ضربة معنوية للنظام السوري،
ووفرت مادة خصبة للفضائيات التي تريد
ابراز ضعف النظام، بل والقفز الى
التنبؤ بقرب انهياره. مقابلة الرئيس الاسد
جرى بثها في يوم سقط فيه اكثر من 185
شهيدا اثناء المعارك المحتدمة بين
الجيشين الرسمي والحر في مختلف انحاء
البلاد، وفي وقت تطالب فيه تركيا
باقامة مناطق عازلة داخل الاراضي
السورية لاستيعاب تدفق اللاجئين
السوريين. لوران فابيوس وزير
خارجية فرنسا اعترف بصعوبة تنفيذ
الطلب التركي للتعقيدات التي تحيط به،
وضرورة صدور قرار به عن مجلس الامن
الدولي وهو امر مستحيل في ظل الفيتو
الروسي الصيني المزدوج، ولا بد ان
الرئيس الاسد كان على علم بهذه الامور
عندما قال ان مثل هذه الخطوة غير
واقعية. الرئيس الاسد عندما
يقول بان الحسم العسكري بحاجة الى
المزيد من الوقت، فان هذا اعتراف بان
الحلول الامنية التي اتبعها نظامه
طوال الاشهر الماضية لم تحقق اهدافها
في القضاء على هذه الثورة المسلحة،
ولهذا لا بد من اظهار استعداد جدي
للتخلي عنها والبحث عن حلول سياسية
تنقذ ما تبقى من الشعب السوري من
القتل، وما تبقى من المدن والاحياء
السورية من الدمار. ما ورد في مقابلة
الرئيس الاسد يدعو الى التشاؤم، ويعد
بالمزيد من الدماء والدمار وهذا امر
مؤلم بكل المقاييس. ================= الأسد
بين التنحي التلقائي والتنحية الحتمية الخميس ٣٠
أغسطس ٢٠١٢ عبدالوهاب
بدرخان الحياة لم تعد المجازر
اليومية لتستثير ردود الفعل الدولية
أو العربية. قال الشهود في داريّا إن
أطفالاً ونساء كثيرين بين مئات
الضحايا، وإن الجثث حملت آثار ذبح
بالسكاكين وتقطيع بالفؤوس، وإن عشرات
تلو عشرات من الرجال أُعدموا
ميدانياً، واحتاج العالم ثلاثة أيام
ليصدّق ويُصدم ويستنكر ثم يطالب بـ «تحقيق
مستقل» سيرحّب به النظام ليتفنن
كالعادة في تضليله. من ريف دمشق الى
ريفي ادلب ودير الزور الى مختلف
الأرياف، فيما باتت المدن والبلدات
جبهات قتال غير محسوم لقوات النظام،
أصبحت الاستباحة أكثر شراسة باستخدام
الطائرات الحربية ممهدة لغزوات
الإبادة المطلقة. تلقّى النظام نصيحة
حليفيه الايراني والروسي بأن ثمة
وقتاً ضائعاً يمكنه استغلاله بإظهار
أقصى الوحشية للانتقام من الشعب، لعل
في الانتقام ردعاً كافياً أو سحقاً
ماحقاً للثورة عشية التغيير المتوقع
في التعامل الدولي مع الأزمة، سواء عبر
مهمة الأخضر الابراهيمي أو من خلال
تنسيق متصاعد بين الولايات المتحدة
وحلفائها للعمل خارج مظلة مجلس الأمن. سبق للنظام أن جرّب
الحسم مراراً ولم ينجح، بل لم يعد
متاحاً له أن ينجح. ومهما بذل الحلفاء
لشدّ أزره، فإن نهاية مواجهته مع الشعب
ليست قريبة، على افتراض أنها متاحة أو
ممكنة. صحيح أن الايرانيين صعّدوا
متعهدين «حماية النظام»، وطمأنوه الى
أن أمنه من أمنهم، لكن ما الذي
يستطيعونه عملياً؟ انهم يضاعفون
حالياً مشاركتهم المباشرة في أعمال
القتل، ويهندسون مدّاً سلساً للأزمة
الى لبنان على أن يبدو «حزب الله» كأنه
بمنأىً عما يحصل «خارج سيطرته»،
ويشرفون على استجابات كريمة من بعض
فصائل الحكم العراقي لحاجات النظام،
بل يخططون لإرسال قوات برية عبر محافظة
الأنبار العراقية، ويطلقون انذارات
وتحذيرات لتركيا، ويحاولون اجتذاب مصر
الى ما يسمونه «مبادرة ايرانية لا يمكن
رفضها» لحل للأزمة... لكن النظام السوري
يعرف أن للحليف الايراني مصالح
وحدوداً لن يتجاوزها من أجل انقاذه
مهما بلغت تعهدات «الحرس الثوري». ثمة ثلاثة أوهام أقنع
النظام نفسه بها. الأول أن عسكرة
الانتفاضة الشعبية لمصلحته، وهو يعيش
الآن نتيجة حساباته الخاطئة، فالعسكرة
ثبّتت السعي الى تنحيته. والثاني أنه
قادر على حسم الأزمة - «المؤامرة» حين
وعد الروس بأن نهاية المتاعب ستكون في
حمص، ويعده الايرانيون اليوم بأن
النهاية ستكون في حلب. أما الثالث فهو
أن تصدير الأزمة الى الخارج سيمكنه
وحلفاءه من المساومة بـ «التهدئة
مقابل بقائه في الحكم»، ولا شيء
مضموناً في حسابات مواجهة كهذه، فقد
يجني الحلفاء مكاسب، أما النظام
فسيكون أول الخاسرين ولن يُمنح أي
مكافأة. ومع ذلك، لا يزال النظام يعتقد
بأن الهروب الى الخارج يعفيه من
التنازلات ومن حتمية التنحي. أما
الحساب الواقعي الوحيد الذي لا يزال
النظام السوري (وحليفاه الروسي
والايراني) يعوّل عليه، فهو تماسك
جهازه الأمني على رغم الانشقاقات
مقابل الفوضى العارمة في صفوف
المعارضة بشقّيها العسكري والسياسي.
وعلى رغم أن التفوّق الناري للنظام لم
يعد يؤمّن له سوى سيطرة محدودة وصورية،
إلا أنه يوفر له إمكان المحاججة بأن
لديه القدرة على ضبط الوضع وحصره في
الداخل، وبأن عرضه الحوار والتسوية
على أساس «الاصلاحات التي بدأها ويمكن
تطويرها» يبقى أقل كلفةً من استمرار
الأزمة واحتمالات امتدادها الى
الاقليم، وكذلك أقل كلفةً من الحرب
الأهلية وتسببها بتفكك البلد
ومجتمعاته، بل حتى أقل كلفةً من السقوط
الوشيك للنظام وما يستتبعه من صراعات
بين أطراف المعارضة ستعني سنوات من عدم
الاستقرار المرشح للامتداد أيضاً الى
دول الجوار. بهذه الذهنية تستعد
روسيا للتعامل مع أي مقاربة سياسية
جديدة للأزمة، خصوصاً اذا طرح
الابراهيمي «عملية انتقالية من دون
بشار الاسد». فالنظام يحتاج، لإدارة
مساومة كهذه، الى «عملية سياسية» لم
تعد متاحة منذ انتهاء مهمة كوفي انان،
لذلك فهو يستحثّ ايران لطرح أي مبادرة
نحوه تحت مظلة «مجموعة عدم الانحياز»،
كما استحثّ روسيا عبر مهمة «المعارض
الموالي» قدري جميل التي تعمّدت
التلويح بوضع «تنحي الرئيس» في
التداول، ولو مشروطاً، كـ «تنازل»
لإظهار «حسن نية ومرونة» غير متوقعين
منه. والسائد حالياً أن روسيا التي
انتقدت النظام لأنه لم يبذل جهداً
كافياً هي التي طلبت من الاسد وضع
تنحيه كـ «وديعة» لديها لمنحها هامشاً
أكبر للمناورة، فهي مدركة أن الصيغة
المطروحة للحوار لا تزال مطابقة لـ «اتفاق
جنيف»، وفقاً لتفسيرها، أي أن التنحي
لا يسبق الحوار بل ربما يأتي كنتيجة
له، وهو تفسير لم تقبله ويُستبعد أن
تقبله الدول الغربية والعربية اذ
تعتبر «اتفاق جنيف» خارج التداول، وأن
المطروح الآن هو «انتقال السلطة»
بدءاً بتنحي الاسد، وأي صيغة اخرى
ستعني تجاهلاً للقمع الدموي وضحاياه
وإعفاءً للرئيس من مسؤوليته عن
المجازر والتدمير. تريد روسيا من خلال
الإيحاء بأنها تملك «ورقة التنحي»،
استباق أي اقتراحات سياسية جديدة، وأي
مفاجأة من الابراهيمي، أما كيف
ستلعبها فهذه قصة اخرى. ذاك أن فسحة
التذاكي ضاقت، ثم أن ارتكابات النظام
على الأرض تسابق مناوراتها وتكذّب
مسبقاً أي ادعاء بالمرونة. لكنها تعتبر
أن ثمة رهاناً وعليها أن تخوضه، فالدول
الغربية والعربية تخيّر الأسد بين «التنحي
التلقائي» وهو غير وارد ولا يناسب
مصالح روسيا، وبين «تنحيته الحتمية»
وبالقوة، وهي غير ممكنة ولا متاحة
لخصومه. لذلك تعتقد موسكو أن المساومة
التي يتصورها النظام السوري لا تخلو من
الواقعية، خصوصاً أن مراقبتها «أصدقاء
الشعب السوري» طوال عام لا تزال تظهرهم
مترددين في التدخل، متلكّئين وبطيئي
الحركة وغير متحمسين للمبادرة،
يقصّرون استثمارهم لتضحيات الشعب
السوري على مواقف «أخلاقية» غير مقنعة
لأنها أولاً تتعارض مع سوابق «لا
أخلاقية» لدول الغرب وبالأخص الولايات
المتحدة، ولأنها ثانياً أتاحت للنظام
ولحلفائه الوقت الكافي للتجذّر في
استراتيجية تصعيد نحو مواجهة دولية -
اقليمية ربما لم تكن مقبولة لديهم قبل
عام. اذاً فلا بد من أن يهتمّوا بأي
مساومة سياسية تطرح عليهم. ربما لم يعد «أصدقاء
الشعب السوري» على الحال التي تراها
موسكو التي باتت متوجسة من بنائهم صيغة
تدخل خارج مجلس الأمن. صحيح أنهم
أخطأوا في التباطؤ حتى لو كانت لديهم
اعتبارات موضوعية حالت دون وثوقهم
بمعارضة لا يعرفونها ولم تكن لهم يد في
صنعها، وأخطأوا أكثر في مغازلة «حل
سياسي بقيادة النظام»، على رغم أنه
برهن لهم مراراً استهزاءه بحل كهذا،
إلا أنهم انتظروا تدهور مهمة كوفي انان
كي يفهموا، وعندئذ فقط بدأوا
اتصالاتهم بـ «الجيش السوري الحرّ»،
أي بعد مرور نحو عام على بداية
الانشقاقات، ليجدوا أن التردد
والإهمال والخذلان جعلت من هذا الجيش «جيوشاً»
يتدبّر كل منها أمره كيفما استطاع
معوّلاً على جرعات دعم ضئيل لا تساعده
بمجموعها على اقامة أي توازن مع النظام
وحلفائه الملتزمين. ومع ذلك استطاع أن
يحدث تغييراً في مجرى الأحداث. والأكيد
أن «الأصدقاء» تأخروا في استكناه صبر
السوريين وصمودهم، وفي فهم دينامية
الانتفاضة والمنطق الذي فرضته: إما
رحيل الاسد أو إسقاطه، التنحي أو
التنحية... ومع كل مجزرة، مع كل دم
يُراق، تبتعد احتمالات المساومة أو
التسوية التي يحلم بها النظام وحلفاؤه. ================= الخميس ٣٠
أغسطس ٢٠١٢ الحياة حسان حيدر سيذكر التاريخ عائلة
الاسد على أنها دمرت سورية مرتين:
الأولى سياسياً واقتصادياً ومعنوياً،
عندما عملت طوال فترة حكمها القائم على
مبدأ الترهيب، على خنق أي معارضة من أي
توجه كانت، وعلى تفكيك النسيج
الإجتماعي السوري وإعادة صوغه في خدمة
نظام أمني بالكامل، تتبعه وترتبط
باستمراره شرائح مستفيدة نفوذاً
ومالاً على حساب افقار غالبية الشعب
وتهميشها. والثانية مادياً، عندما لم
تتورع عن التدمير الفعلي للمدن والقرى
والاحياء المنتفضة ضد سلطتها باستخدام
القوات المسلحة التي هيأتها بدأب طوال
اكثر من اربعين عاماً لهذه المهمة، غير
عابئة بالنتائج الكارثية على حاضر
البلاد ومستقبلها. خلال عام ونصف عام من
الانتفاضة تصاعد عنف نظام دمشق،
وتدرجت مجازره المتنقلة الى ان وصلت
حالياً الى معدل مجزرة في كل يوم،
يشارك الطيران الحربي وسلاح المدرعات
في تنفيذها، وارتفع عدد الضحايا خلال
الشهرين الاخيرين الى درجة مخيفة لم
يسبق ان عرفتها أي دولة اخرى حتى تلك
التي شهدت اقسى الحروب الاهلية. وعلى
رغم ذلك، لا يخرج الأمر في رأي وزير «المصالحة
الوطنية» السوري عن كونه «سوء تفاهم
بين الشعب والحكومة». وتقدم المشاهد
المروعة للدمار الذي احدثته الغارات
الجوية على مدينة كفرنبل في درعا قبل
يومين، وصور مقتلة اهالي داريا بريف
دمشق، نموذجاً للمدى الذي وصلت اليه
وحشية النظام في رده على التحرك
المطالب برحيله، يوحي باستعداده
لاستخدام وسائل اخرى أشد فتكاً كلما
اشتد اطباق المعارضة عليه، وهو ما دفع
قادة العالم الى توجيه تحذيرات اليه من
مغبة اللجوء الى اسلحة محرمة. تسلم بشار الاسد بعد
رحيل والده دولة بوليسية فاسدة بكل
المعايير يطغى فيها هاجس الأمن، بمعنى
حماية النظام، على كل ما عداه، وتتغلغل
اجهزة الاستخبارات في مختلف
مستوياتها، وتتحكم في تفاصيل الحياة
اليومية للمواطنين الذين قتل الآلاف
منهم او أخفي من دون اي محاكمة او حتى
تهمة، في معتقلات هي عبارة عن دهاليز
للموت البطيء تحت وطأة التعذيب والمرض. وتبخرت بسرعة الوعود
التي حاول رشوة مواطنيه بها للتغاضي عن
التوريث المفضوح للسلطة في بلد يدعي ان
لديه انتخابات ومؤسسات واحزاباً،
علماً ان هذه الوعود كانت موجهة الى
الخارج فحسب، ولم يكن الداخل يعني
الكثير في حسابات الجهاز الحاكم. وأثبت الإبن بسرعة
انه اكثر بطشاً من أبيه، واتخذ من «التمثيل»
بلبنان وقياداته وسيلة لإبقاء حال
الفزع مسيطرة على السوريين ولمنعهم من
نسيان «درس حماة». لكن هؤلاء الذين
كانوا ينتظرون اللحظة المناسبة
للتعبير عن رغبتهم في الانعتاق من
النظام - الاكذوبة الرازح على صدورهم،
اثبتوا ان احتمال السجن والتعذيب
والقتل لم يعد يخيفهم. وأمام هذا التصميم
على التغيير، لم يجد الاسد الذي أكد
امس انه «يحتاج وقتاً للحسم»، سوى
التعنت ورفض المبادرات الداعية الى
مرحلة انتقالية، وغير اعتماد التصعيد
التدريجي للعنف، اولاً عبر زج المزيد
من القوات المسلحة في العمليات
العسكرية التي باتت تشمل سورية كلها
تقريباً، ثم بفتح الباب امام المزيد من
التدخل الايراني بالسلاح و «المتطوعين»،
واخيراً بإقحام سلاح الجو في المواجهة
مع مواطنيه. ولم يبق امامه ربما قبل
اللجوء الى السلاح الكيماوي والجرثومي
سوى استخدام ترسانة الصواريخ
الاستراتيجية لقصف المدن الخارجة عن
سيطرته. فهل يقدم على ذلك؟ سنعرف
الجواب قريباً. ================= الإبراهيمي..
«السعيد من اتعظ بغيره»! صالح القلاب الشرق الاوسط 30-8-2012 المفترض أن الأخضر
الإبراهيمي، السياسي والدبلوماسي
المخضرم، قبل القبول بهذه المهمة
الصعبة، التي كان سبقه إليها سلفه كوفي
أنان وفشل فيها فشلا ذريعا، قد حدد
سلفا من أين يبدأ وكيف سينتهي؟ فالأزمة
السورية التي انتدب لحلها بدأت كمجرد
حادث صغير كان بالإمكان تطويقه
واستيعابه بسهولة، لكنها انتهت إلى ما
هي عليه الآن، مشكلة دولية وإقليمية
شديدة التعقيد والتداخل ويحتاج حلها
إلى جمع ألف رأس على وسادة واحدة وإلى
إيجاد نقطة تلاق بين كل هذه المصالح
المتعارضة والمتناقضة. وقبل أن يضع «سي
الأخضر» قدمه في هذا المستنقع، فإن
المفترض أنه درس تجربة سلفه كوفي أنان
دراسة شافية ووافية، وأنه استنجد
بمشورة الدول الصديقة والشقيقة التي
لا تريد له، بعد كل النجاحات التي
أحرزها وحققها على مدى تاريخه النضالي
والسياسي الطويل، أن ينهي حياته
الدبلوماسية بفشل لا يستحقه وأن يغرق
في الرمال ذاتها التي غرق فيها من
سبقه، وكانت النتيجة أن سارع إلى تقديم
استقالته «لا يلوي على شيء»!! فالسعيد
من اتعظ بغيره، والشقي من اتعظ بنفسه. والمؤكد أن الأخضر
الإبراهيمي يختلف عن سلفه كوفي أنان في
أنه ابن هذه المنطقة، وأنه يعرف
ألاعيبها ومناوراتها، كما أنه بحكم
تجربته الطويلة، إن في ثورة المليون
ونصف المليون شهيد، وإن في الدولة
الجزائرية التي نهضت من تحت الأنقاض
بعد غياب 132 عاما، وإن في التعاطي
بكفاءة ونجاح مع الكثير من القضايا
العربية والدولية الشائكة، يعرف أيضا
أن هؤلاء الذين بقوا يحكمون هذا البلد
العربي الرئيسي منذ عام 1970 وحتى الآن
لا يصدقون في وعد ولا يلتزمون بعهد،
وأنهم يقولون شيئا ويفعلون شيئا آخر،
وأن الغاية عندهم تبرر الواسطة، وأنهم
أهل «تقية» لا يترددون في إدارة الظهر
لأي اتفاق يلتزمون به حتى قبل أن يجف
الحبر الذي كتب به. ولهذا فإنه لا شك
إطلاقا في أن الأخضر الإبراهيمي يعرف
أي مهمة صعبة هذه التي هو ذاهب إليها
ويعرف أن ترحيب نائب وزير الخارجية
السوري فيصل المقداد به هو كلام حق
يراد به باطل، وأنه عندما يقول إن
سوريا ستتعاون مع المهمة التي أوكلت
إليه، فإنه في حقيقة الأمر يقصد عكس
هذا، وإنه أيضا عندما يقول: إننا
سنتعاون مع الإبراهيمي وبعثته كما
تعاونا مع البعثة العربية – الدولية،
فإنه يؤكد أن الحكومة السورية ستفشل
هذه المهمة كما أفشلت بعثة كوفي أنان
وبعثة محمد الدابي التي انتهت إلى
نهاية مأساوية كما هو معروف. وهكذا، فإن ما يجب أن
يقال للأخضر الإبراهيمي، من باب الحرص
عليه وعلى تاريخه الناصع والنظيف، إن
عليه ألا يثق بهذه القيادة السورية
وألا يصدق كل ما تقوله، وإن عليه أن
يدرك أنه عندما يقول المقداد: «إن
سوريا بشعبها وقائدها وحكومتها هي
التي ستنتصر»، فإن هذا يعني أنه لا
جديد في مواقف الحكومة السورية، وأنها
لا تزال تقف في المربع الأول. إنه لا نية إطلاقا
لدى ما تبقى من هذه القيادة السورية،
بعدما قتل من قتل، واختفى من اختفى،
وفر إلى الخارج من فر، في أن تفكر حتى
مجرد تفكير بأن يبدأ الحل، الذي سيتولى
الأخضر الإبراهيمي الإشراف عليه
ومتابعته، بتنحي بشار الأسد أو على
الأقل إبداء الاستعداد للتنحي
والمغادرة. ولهذا، فإنه غير الجائز أن
يبدأ رجل، بكل هذا التاريخ المشرف،
وبكل هذه النجاحات التي حققها، مهمته
بالرهان على الأوهام وبأن بإمكان
المبعوث الجديد أن يأتي بما لم تستطعه
الأوائل ما دام الرئيس السوري لا يزال
لم يستوعب مستجدات الأزمة السورية،
ولا يزال لم يدرك أن التغيير الجذري
والشامل من قمة الهرم وحتى قاعدته بات
هو الحل الذي لا بديل له. سيحاول أصحاب هذا
النظام السوري أن يدخلوا المبعوث
العربي والدولي الجديد في الحلقة
المفرغة التي كانوا أدخلوا فيها سلفه
وسيحاولون أن ينهكوه في الجدل
البيزنطي الذي أنهكوا به «المبعوث»
السابق، ولهذا فإن المفترض أن يتجاوز
الأخضر الإبراهيمي خطة كوفي أنان
لأنها غدت وراء الأحداث التي استجدت في
سوريا خلال الشهور الأخيرة، وأن يأخذ
من بين بنودها الستة، هذا إذا أراد أن
يأخذ بشيء منها، البند الذي يتضمن
مطالبة الحكومة السورية بالوقف الفوري
للتحركات العسكرية نحو التجمعات
السكنية وإنهاء استخدام الأسلحة
الثقيلة وسحب القوات المسلحة إلى
مواقعها السابقة بعيدا عن المدن
والمناطق المأهولة. وكل هذا على أن
يتبعه فورا البدء بمفاوضات جادة يجب أن
تستند إلى نص واضح وإلى مهلة زمنية
محددة على تنحي بشار الأسد لتكون هناك
مرحلة انتقالية تفضي إلى انتخابات
ديمقراطية بإشراف دولي يستطيع الشعب
السوري من خلالها أن يقرر مصيره بنفسه،
وأن يختار نظام الحكم الذي يريده. لا ضرورة إطلاقا لأن
يدخل الأخضر الإبراهيمي نفسه في
اللعبة العقيمة التي أوصلت كوفي أنان
إلى النهاية المأساوية التي انتهت
إليها مهمته. فإقناع روسيا بتغيير
الموقف الذي بقيت تتمسك به وبقيت تصر
عليه منذ بداية هذه الأزمة، التي بدأت
بحجم كرة صغيرة وأصبحت بحجم جبل قاسيون
وبحجم الجبل «الأقرع» معا، وحتى الآن
يعتبر من سابع المستحيلات ما دام الوضع
على الأرض لم يحسم عسكريا، وما دامت
موسكو لم تتأكد باليقين القاطع من أن
الرهان على بقاء بشار الأسد بات بمثابة
رهان على حصان خاسر وبعد هذا، ما لم يتم
التوصل سلفا إلى نقطة يلتقي عندها
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس
الولايات المتحدة ورؤساء الدول
الغربية المعنية. سيضيع المبعوث
العربي والدولي الجديد وقته إن هو أشغل
نفسه بتنقلات مكوكية، كالتي كان كوفي
أنان أشغل نفسه بها، بين موسكو وطهران
ودمشق، فالأمور بعد تجربة سلفه
المريرة غدت واضحة وضوح الشمس، وقد بات
في حكم المؤكد أن هذه العواصم الثلاث
المتآخية والمتضامنة والمتكاتفة لا
تريد من كل هذه الوساطات الدولية إلا
عامل الوقت والمزيد من الوقت، وحقيقة
أنه لولا العامل الروسي والعامل
الإيراني لكانت الأمور في سوريا
مستقرة الآن وفي وضع أفضل كثيرا مما هي
عليه في مصر وفي ليبيا وفي تونس وفي
اليمن أيضا. إنه من غير الممكن أن
يحقق الأخضر الإبراهيمي نجاحا حتى ولو
بمقدار قيد أنملة ما دامت الأمور على
الأرض لم تدخل دائرة الحسم النهائي وما
دام الموقف الدولي يعيش حالة
الاستعصاء هذه، التي بقي يعيشها منذ
البدايات بسبب الموقف الروسي الأكثر
تشددا من موقف بشار الأسد نفسه، وما
دام الأميركيون ومعهم الاتحاد
الأوروبي يعيشون حالة الارتباك وعدم
وضوح الرؤية التي يعيشونها الآن. إنه من حقنا كأصدقاء
لهذا الرجل العروبي، الذي يعتبر من أهم
المتبقين من رموز الثورة الجزائرية
العظيمة والذي يشهد تاريخه على أن
مسيرته سابقا ولاحقا كانت مسيرة
عطاءات ونجاحات، أن نحذره ونواصل
تحذيره من مغبة الغرق في هذا المستنقع
الآسن، وأنه لا ضرورة أن يتمسك بهذه
المهمة الصعبة، إن ليس هناك اتفاق دولي
على إنهاء هذه المأساة على نحو يحقق
للشعب السوري ثمن الدماء التي نزفت منه..
إن الأخضر الإبراهيمي ليس كوفي أنان،
وإنه لا يمكن إلا أن يكون مع شعب سوريا
العظيم ضد نظام لا يشبهه في الكرة
الأرضية كلها إلا نظام بول بوت الشهير
البائد ولم يبق من نمطه إلا نظام كيم
جونغ أون في كوريا الشمالية. ================= عبدالرحمن
الراشد الشرق الاوسط 30-8-2012 عام الانتخابات،
شخصية أوباما، كوابيس العراق، موقف
الروس، وفوبيا الجهاديين.. كلها أسباب
قد تفسر التلكؤ الطويل في الموقف
الأميركي تجاه دعم التغيير الشعبي في
سوريا. آلاف السوريين
يحملون السلاح ويقاتلون ببسالة في
معركة مدهشة، بأسلحة بسيطة. ورغم أنهم
يقاتلون منذ عام، فإنهم لم يتمكنوا بعد
من إسقاط النظام، ولا حتى الاستيلاء
على مدينة رئيسية واحدة. السبب أنها
ثورة شعبية حقيقية لكنها يتيمة، تقارع
واحدا من أعتى الأنظمة القمعية في
العالم. بعيدا عن دمشق يحارب
الرئيس الأميركي على جبهة الانتخابات
الرئاسية التي لم يتبق عليها سوى تسعة
أسابيع، ويملك فرصة لإعادة انتخابه.
لذا لن يجرؤ على التورط في أي عمل خارجي
كلما اقترب يوم الانتخاب خشية أن يكون
ذلك سببا في هزيمته وخسارة حزبه. ثم إن
هناك شخصية أوباما، حيث يبدو للجميع
أنه يريد أن يميز نفسه ورئاسته بأنه
ليس سلفه جورج بوش، وأنه ضد التدخل
العسكري، وهو الذي سحب قواته من العراق
ويعمل على الخروج من أفغانستان، ولا
يريد أن يرسلها للقتال في سوريا أو
غيرها. أوباما شخصيته مختلفة عن بوش،
وحتى عن آخرين مثل بيل كلينتون الذي
غامر في يوغوسلافيا ونجح، وقام
بعمليات أقل ضد صدام في العراق وأخرى
في الصومال، وكذلك السودان وأفغانستان. يريد أن يذهب
الأميركيون إلى صندوق الانتخابات وهم
يتذكرون أن أوباما هو الذي جاء برأس
عدوهم بن لادن، لا أن تقف أرامل الجنود
في مظاهرات ضده. أيضا، فلسفته ليست
مبنية على توسيع النفوذ أو مواجهة
الخصوم في أنحاء العالم، فأوباما أقل
حماسا للسياسة الخارجية. ومع أن وزارة
الخارجية الأميركية تخوض حربا كبيرة
من التصريحات الكلامية ضد الروس، فإن
هناك فارقا كبيرا بين البلدين،
فالحكومة الروسية متحمسة لدعم الأسد،
وهي السبب في بقاء نظامه واقفا على
قدميه حتى الآن، بدعمها العسكري
والاستخباراتي والنقدي وكذلك بالوقود.
وهذه هي المرة الأولى، منذ نهاية الحرب
الباردة، التي نرى فيها الولايات
المتحدة تخشى إغضاب السلطات الروسية
رغم أهمية إسقاط النظام السوري لها (أي
لأميركا) في الحرب على إيران. وهناك «فوبيا
الجهاديين»، حيث كُتب الكثير عن
الجهاديين الذين تقاطروا على سوريا من
أنحاء العالم، ومن المؤكد أن بينهم
منتسبين لتنظيم القاعدة الإرهابي،
إنما هي فئة توجد في كل مكان يوجد فيه
فراغ وفوضى، في ليبيا والصومال وشمال
مالي واليمن. ومن الخطأ ترك الثورة
السورية لمثل أصحاب هذه الأجندات
السيئة التي لا علاقة لها بثورة
الإنسان السوري، الذي يبحث عن الكرامة
والحرية وليس تخريب العالم. أعرف أن العديد من
الأميركيين يجدون تناقضا صارخا بين
دعوات العرب للولايات المتحدة للتدخل،
ودعواتهم السابقة لرفض التدخل، وأنهم
سيقولون لنا «نحن لسنا كتيبة في الجيش
العربي مرة تقذفوننا بالأحذية ومرة
ترسلون لنا بطاقات الدعوة للدفاع عنكم».
التناقض مرده أن العالم العربي منطقة
كبيرة ومتعددة الرؤى تعيش مخاضا
تاريخيا رمت فيه الشعوب بأنظمة فاشلة،
بعضها كان سببا في تخريب العلاقة مع
الجانب الأميركي مثل نظام القذافي،
وصالح في اليمن، والآن الأسد في سوريا.
وهنا في سوريا المصالح متطابقة،
فإسقاط الأسد مطلب الشعب السوري
ويتطابق مع المصلحة الأميركية. وفي نظري أن
الأميركيين الذين يديرون ظهورهم
للثورة السورية يخسرون أهم قضية شعبية
في العالم العربي، والتي يمكن لها أن
تضيق الهوة بين الجانبين بعد تجربة
العراق الفاشلة. والسوريون لا يريدون
جنودا، بل سلاحا نوعيا لردع الطيران
والدبابات التي يواجهونها الآن
بالبنادق البسيطة في وقت يقصف فيه
النظام الأحياء المدنية بلا رحمة.
السوريون منذ عام يقاتلون بلا مشاركة
من الجيران، ولا دعم ذي قيمة من دول
كبرى، ورغم هذه النواقص وطول الطريق
تبدو النهاية واضحة.. سقوط النظام، لأن
حجم القتل والأذى الذي مارسته قوات
الحكومة ولد كراهية وتصميما على إسقاط
النظام. ومن يركب قطار الثورة السورية،
الذي لن يتوقف إلا في وسط العاصمة
دمشق، لن تنساه ذاكرة الأجيال الشابة،
هذه هي الحقيقة لمن يعرف مشاعر المنطقة. ================= طارق الحميد الشرق الاوسط 30-8-2012 تحدث مساعد وزير
الأمن الإيراني حجة الإسلام خزاعي قبل
يومين حديثا مهما عن أسباب دعم بلاده
لطاغية دمشق الأسد، وموقف إيران من
العراق، وما وصفه بمعجزة بقاء، وعدم
انهيار، النظام السياسي في بلاده منذ
الثورة الخمينية إلى اليوم، وعما سماه
كذلك بمركز الشيعة في منطقة الشرق
الأوسط. أهمية تصريحات خزاعي
تكمن في أنها تأتي مباشرة، ومن دون
مواربة، حول مصالح إيران في المنطقة
التي تقوم على توسيع، وترسيخ، النفوذ
الإيراني وفق منطق طائفي، وليس
التعاون، وحسن الجوار، واحترام سيادة
الدول العربية. فالوزير الإيراني يرى
أن أحد أهم أسباب دعم طهران للأسد
اليوم هو وقوف النظام الأسدي مع إيران
في ما سماه «الحرب المقدسة»، أي الحرب
العراقية - الإيرانية، وكيف أن بلاده
قاومت الأميركيين في العراق، ومنعتهم
من بسط النفوذ في بلاد الرافدين،
وأفسدت مشروعهم الديمقراطي هناك، لأنه
كان يعني تهديدا للمصالح الإيرانية
والأسدية. فخزاعي يقول، وبحسب
ما نقلته عنه وكالة «مهر» الإيرانية،
إن الأميركيين «كانوا يعتزمون السيطرة
على الشرق الأوسط التي تعتبر أكثر
مناطق العالم الجيوسياسية حساسية،
والتي تحتوي على 70% من مصادر الطاقة في
العالم، وتعتبر مركز الشيعة، حيث كان
موضوع الشرق الأوسط الجديد، والعراق
مجرد ذريعة، وصرحوا بأنهم جاءوا
لإقامة برج الديمقراطية في العراق
لتلقي ظلالها على إيران وسوريا»، مما
يعني أن إيران ترى الأسد من أهم
أدواتها لبسط النفوذ في المنطقة لا
أكثر ولا أقل! هكذا يتحدث المسؤول
عن ملف الأمن الإيراني، وبكل وضوح، حول
رؤية إيران للمنطقة، وأسباب دعمها
للنظام الأسدي، وطبيعة علاقة طهران
بالعراق، وعكس ما يردده اللوبي
الإيراني في منطقتنا. فالقصة كلها
النفوذ والطائفية لخدمة الثورة
الخمينية، فإيران لا تنظر إلى دولنا،
وتحديدا العراق، وسوريا، ولبنان، إلا
كونها مركز «الشيعة» فقط، ولا تحترم
سيادة دولنا، ناهيك باعترافها بحق
التنوع، والعيش المشترك. فالمهم
بالنسبة لملالي إيران هو ترسيخ نفوذ
المشروع الخميني وفق أدوات طائفية،
وتطويع الديمقراطية التي تعتبرها
إيران «برجا» أميركيا واهيا، لتنفيذ
ذلك المشروع! واللافت اليوم أن
أكثر من يتحدث عن الديمقراطية في
منطقتنا هم حلفاء إيران سواء في العراق
أو لبنان، وبعض دول الخليج، وحتى بعض
دول الربيع العربي، خصوصا من يتحدثون
عن ضرورة الانفتاح على إيران! نقول إن تصريحات
الوزير خزاعي هي أحد أهم التصريحات
الإيرانية لأنها تبين نوايا إيران
تجاه منطقتنا، ودولنا، بتوقيت حساس،
كما أنها تبين سذاجة بعض من تنطلي
عليهم الوعود الإيرانية، رغم كل ما
تفعله إيران بمنطقتنا. ولذا، فإن
الوزير خزاعي محق وهو يقول إن بقاء
النظام السياسي في بلاده إلى الآن،
وعدم انهياره، يعتبر معجزة. فذلك لأن
إيران تحقق مكاسب عدة بسبب استثمارها
بحلفاء طائفيين - للأسف - في منطقتنا،
كما أنها تستفيد من السذاجة
الأميركية، والعجز العربي، خصوصا في
الملف السوري. فالتعجيل بسقوط الأسد من
شأنه أن يعيد إيران إلى حجمها الطبيعي،
ويجعل مسؤوليها يواجهون استحقاقاتهم
الداخلية بشكل جدي ولأول مرة منذ
الثورة الخمينية.. وذلك بدلا من أن
تواصل طهران اللعب خارج أراضيها، وعلى
حساب مستقبلنا، ومقدراتنا. ========================= تزايد
إحتمالات التدخل العسكري .. هل ستطغى
طبول الحرب في واشنطن على فرص السلام
في سوريا بقلم
سامر عرابي وكالة
إنتر بريس سيرفس (آي
بي إس / 2012) واشنطن
, أغسطس (آي بي إس) تتزايد
إحتمالات التدخل العسكري الدولي في
سوريا يوما بعد يوم، وذلك في أعقاب
تصاعد أعمال العنف في سوريا. ففي وقت
سابق من هذا الأسبوع حذر الرئيس
الأمريكي باراك أوباما من "عواقب
وخيمة إذا بدأنا نشهد تحركات على جبهة
الأسلحة الكيميائية أو الإستخدام
الفعلي للأسلحة الكيميائية". وجاء
ذلك التحذير بعد مرور عام تقريباً على
أول نداء وجهه الرئيس باراك أوباما
للرئيس السوري بشار الأسد طالباً منه
التنحي. وعلى
الرغم من أن هذا التحذير لايشير إلى
تحول كبير في سياسة إدارة أوباما تجاه
الكارثة المتنامية في سوريا، إلا إنه
يمثل أحدث خطوة للتحول البطئ لرغبة
المسؤولين في الإدارة الأمريكية للنظر
في إستخدام القوة العسكرية المباشرة
ضد الدولة السورية. فجاءت
ردود الفعل الأولى لإدارة أوباما -وغالبية
الرأي العام الأميركي - معارضة بدرجة
كبيرة لتدخل عسكري أجنبي آخر. ولا يزال
مسؤولو الإدارة، التي ما زالت تعاني من
نكسات في العراق وأفغانستان، وقواتها
المنتشرة من اليمن إلى باكستان ومالي،
وغيرها، محبطون أيضاً بسبب عدم تحقق
مكاسب سياسية للتدخل المثير للجدل في
ليبيا. وهكذا
وقفوا ضد تورط الولايات المتحدة في
مسعى عسكري أخر في الشرق الأوسط، على
الرغم من تبني الصقور في كلا الحزبين
لشن حملة جوية فورية على نظام الأسد. لكن
واشنطن لم تكن تكتفي بالجلوس على
الهامش وإنتظار نتائج الصراع، وإنما
شملت نفسها بشكل معمق في جميع
المستويات الإنتفاضة -من العنف اليومي
للخطط الانتقالية- أملا في قولبة
العملية ونتائجها لتتناسب مع مصالحها
الإقليمية الجيوسياسية. وبدلاً
من توريط القوات الامريكية، اختارت
الإدارة تكتيكاً مختلفاً. فلعدة أشهر
الآن تقوم واشنطن بتسهيل تسليح وتنسيق
مهام الجيش السوري الحر، وهو المجموعة
الفضفاضة من أعضاء الميليشيات،
والمقاتلين الأجانب، والمنشقين عن
الجيش التي نمت بسرعة من حيث الحجم
والقدرة على مواجهة قوات الأسد
الأمنية. وكانت
وكالة رويترز قد كشفت مؤخراً عن تورط
المخابرات المركزية الأمريكية السري
مع الجيش السوري الحر في تركيا، وكيف
أن الإدارة سمحت لمنظمة أمريكية
بتحويل الأموال للقوى المعارضة
السورية. بيد أن
مثل هذه التحركات لا تضع الإدارة
الأمريكية إلي جانب كل فئات المعارضة
المناهضة للأسد، وإنما مجموعة فرعية
معينة من هذه الحركة المعارضة التي
أعطت الأولوية للصراع العنيف قبل أي
بدائل أخرى. فهي لا
تعتبر أن الإنتفاضة المسلحة للاطاحة
بالدكتاتور هي بالضرورة عمل غير شرعي،
فكثير من الثورات الناجحة والملهمة
اتبعت نهجاً مماثلاً. ومع ذلك، يمكن
القول إن الإنتفاضة المسلحة في سوريا
هي المكون الأقل شرعية للثورة التي
بدأت منذ سنتين في البلاد. فمنذ
البداية، اضطر "المتمردون"
للإعتماد على المعدات والتمويل وحتى
القوى البشرية من مصادر خارجية، وجاء
ذلك غالباً من الدول الإستبدادية
المجاورة التي لا تتوقع وجود
ديمقراطية في سوريا ما بعد الأسد، أو
من اللاعبين الدوليين ممن لهم سجلات
كارثية تتعلق بالمشاركة والتأثير في
شؤون الشرق الأوسط السياسية. وفي هذا
السياق، لا توجد مؤشرات على أن ذلك
سيكون مختلفاً بشكل جوهري عن
المحاولات الأخرى-التي لا تعد ولا تحصى–
والتي فشلت قبل ذلك. هذا
ويدرك أنصار التدخل العسكري الدولي في
سوريا جيداً هذه المخاطر، وإن كان
بعضهم قد اختاروا تجاهلها. ومع ذلك،
تدعي الأغلبية بأن هذه التعقيدات هي
ثمن ضروري في غياب أي بديل آخر. فبدون
التدخل الخليجي والغربي، كما يقولون،
فإن مصير المعارضة هو الهزيمة، وهو ما
من شأنه أن يؤدي حتماً إلى حمام دم لشعب
سوريا. هذا
الادعاء يناقض حقيقة أن العصيان
المسلح ليس هو الطريقة الوحيدة لإسقاط
نظام الأسد، وأن تعزيز الجماعات
المسلحة يقوض الطرق البديلة لحل
النزاع بشكل مباشر. وتشمل
المعارضة عدداً من الأشكال المختلفة،
مع تكتيكات متباينة على نطاق واسع،
واختلافات تتناسب مع الفعالية
والشرعية. فمن الواضح أن المظاهرات
الشعبية في سوريا قد إختفت مع تمكن
التمرد المسلح من السيطرة والبروز. ويشير
الحس الشعبي إلى خيبة الأمل لدى الكثير
من السوريين من العصابات المسلحة التي
"اختطفت" انتفاضتهم، والتي يحتمل
أن تكون لخدمة مصالح بعض القوى
الأجنبية التي تحمل خططاً خاصة بها
لسوريا. فقد حذر
تشارلز غلاس، كبير مراسلي الشرق
الأوسط السابق لوكالة إيه بي سي نيوز،
والذي عاد مؤخرا من سوريا، بأن
المعارضة السورية الشعبية
الديمقراطية "قد صمتت وسط أصوات
المدفعية ونيران البنادق". كما
هناك شعور بآثار الانتفاضة المسلحة في
جميع أنحاء المنطقة. فبالإضافة إلى
تدفق اللاجئين إلى تركيا ولبنان
والعراق بأعداد كبيرة، عملت الأزمة
السورية كمحفز لاشعال التوترات
الكامنة في الدول المجاورة لها، وهو
تطور خطير لا سيما على التوازن السياسي
الهش في لبنان. ففي
اشتباكات يوم 22 الحاري، قتل ما لا يقل
عن عشرة أشخاص في تبادل لاطلاق النار
بين الفصائل الموالية للأسد ومعارضيه
في طرابلس، وكانت لبنان موقعاً لعدد من
عمليات خطف الأفراد السوريين رداً على
خطف اللبنانيين في وقت سابق بسوريا. في هذا
السياق يعتبر تغير موقف واشنطن في
التعامل مع الأزمة أمر خطير بشكل خاص:
فالدعم الصريح للمعارضة المسلحة قد
غطى على جميع البدائل. وقد أدى
ذلك لإبعاد المعتدلين والنشطاء
السلميين، وجزء كبير من الشعب السوري
الذي لا يكن التعاطف مع بشار الأسد،
ولكن ليس له مصلحة في رؤية الدولة
السورية مستقبلاً تتبع رؤية دولة قطر،
والمملكة العربية السعودية أو أمريكا. الأهم
من ذلك، فقد شجع ذلك المتمردين على
مواصلة المسار الذي سيؤدي حتما إلى
مزيد من العداء وسفك الدماء والإنهيار
الإجتماعي. فالمسار
الحالي يعطي السلطة والشرعية السياسية
–دون داعي- للأطراف الفاعلة الخارجية
والتي لا يهمها ما يحدث من تدهور مستمر
في سوريا نحو المزيد من الفوضى، بل
التحمل والإنتظار لتحقيق أهدافها
المتطرفة لأنها ليست هي التي تتحمل
التكاليف الحقيقية. أما
النظام السوري فهو يتعرض أيضاً
لمحاولات الإلتفاف الروسي والإيراني
للحفاظ على مواقعهما الإستراتيجية،
فقد طرحتا علنا فكرة استقالة الأسد،
ودعتا إلى بدء حوار مع جماعات المعارضة. ====================== الثورة
متحررة من حلف الضرورة مع الغرب؟ مطاع
صفدي القدس
العربي 26/8/2012 ربما
كان علينا أن نشكر الرئيس أوباما
أخيراً أنه ترك لسانه ينطق بحقيقةٍ كان
يخفيها دائماً، وهي أن السياسة
الأمريكية أرادت لثورة سورية أن تنحرف
كلياً عن أهدافها الأصلية، وتتحول إلى
مجرد فوضى هدامة أو تصبح هي ضحية هذه
الفوضى، ومن ثم يعيش المجتمع السوري
كارثةَ النهاية في شتى مناحيه
الإنسانية والمادية. فقد
أصبحت حقيقة التعطيل الأمريكي لأي
قرار حاسم يضع حداً للتذابح في سورية،
أشبه بمسلمة واضحة في عين كل رقيب
نزيه، إذ كان يمكن أن يُسجن وحش العنف
في قفصٍ ضيق منذ بدايات التفجر الأعمى
لفصوله الدامية، كان يمكن أن يُنقذ
الشعب العربي السوري من أفظع محنه
المعاصرة لو أن هذا الذي يسمّى
بالمجتمع الدولي انصاع قليلاً إلى صوت
ضميره، لكن سياسة ما يسمّى بالتدخل
الدولي لا تتحقق إلا عندما يكون منطق
المصالح هو سيد التفكير والتخطيط
والتنفيذ، بما يضمن دائماً اختطاف
منجزات الشعوب في لحظاتها التاريخية
الحاسمة قبل أن تصل إلى وقائعها
المنتظرة؛ فإذا كانت روسيا هي المتهمة
الأولى بالتعطيل الدبلوماسي، كان يمكن
لبقية أبطال المجتمع الدولي الخرافيين
أن يبتكروا الطريقة المؤدية بأسرع وقت
إلى دحر مؤامرة تهديم سورية، وتحييدها
تاريخياً وسياسياً. أوباما
وضع شرطاً لتدخّله أخيراً، هو تحريك
الأسلحة الكيماوية من قبل النظام
الموشك على الانهيار كآخر وسيلة
دفاعية، بمعنى أن قتل آلاف الناس
وتشريدهم وتجويع أطفالهم وارتكاب أعنف
مجازر التاريخ المعاصر، كان أمراً
مباحاً بنظر أوباما ما دام لا يحرك
سلاحاً قد يعتبر خطراً فقط على
إسرائيل، وليس على الشعب الممنوع من
أبسط حقوقه الدفاعية عن ذاته ليس بفعل
عدوه المباشر فحسب، ولكن تحت تأثير
أبطال المجتمع الدولي، وعلى رأسهم هذا
السيد أوباما الذي من أجل أن يكسب
أصوات صهاينة أمريكا في الانتخابات
القادمة تبرع لشيطان القتل بجولات لا
تعد ولا تحصى في القضاء على الأبرياء.
فالنظام الموشك على الانهيار لم يعد
يحارب من يسميهم بالإرهابيين، أصبحت
مجتمعات القرى والمدن هي عدوه
المباشر، يمطرها بقنابله ليلاً
نهاراً، خسارته أمام عشرات أو مئات من
الشباب الثائر، يعوّض عنها بالانتقام
من الجماهير المسالمة، وتدمير بيوتهم
على رؤوس نسائهم وأطفالهم. إنه بكل
بساطة يحقق عملياً هذا الشعار
الشيطاني: 'الأسد أو لا أحد'، إنه مقبل
على إبادة ملايين من الشعب السوري، وهو
لن يتقاعس أبداً عن استخدام أفظع ما
لديه من أسلحة الدمار الشامل. لن
يستخدمها أبداً ضد حليفه الموضوعي
إسرائيل، بل هي معدة فقط للاستهلاك
المحلي، أي لابادة الشعب السوري،
فلماذا يخاف أوباما أخيراً على حبيبته
المدلّلة (دولة الصهاينة)، ما دام
النظام قد أخذ على عاتقه اجتثاث الدور
التاريخي الأساسي للشام وأهلها في
الدفاع عن فلسطين منذ قيام دولة
إسرائيل. سوف
يتحرك الغرب أخيراً ببعض التدابير
الجريئة التي يطالبه بها الرأي العام
في بلاده إزاء الظلم غير المعقول الذي
يلحق بالقطر السوري. في أوروبا تظهر
حركات الغضب ضد حكامها القادرين على
فعل كل شيء، ولكن العاجزين عن فعل أي
شيء حقيقي بالنسبة للظلامات الكبرى
التي تقع على عاتق الشعوب المعزولة عن
كل وسيلة دفاع حقيقية، والتي كان الغرب
هو السبب دائماً في جعلها ضعيفة
ومستكينة؛ منتصراً لطواغيتها، على
حساب آمالها الوطنية والقومية العادلة. هذه
الفئة من الحكام التي حان الوقت لسقوط
سلطانها، لكن ساسة الغرب لا يعرفون
ماذا يفعلون إزاء هذه الظاهرة
المحتومة، فهم واقعون بين المطرقة
المتمثلة في تحول التاريخ وسندانها
المتمثل بضرورات المصالح الاستعمارية
المتجددة دائماً. دأبت
أمريكا على نوعٍ من التدخل السلبي
عملياً بمنعها كل مساعدة حقيقية عربية
أو إسلامية تُمنح إلى ثوار سورية، ومع
ذلك فالكفاح لم يتوقف، وقد اكتشف لذاته
طرقاً كثيرة في التزود بما يمكنه من
وسائل الدفاع والهجوم الذكي على
زبّانية الطاغوت. كانت
سياسة الغرب طيلة هذه الأشهر الدامية
تتحدد في عدم الانتهاء من الثورة من
جهة، ولكن في تعجيزها عن بلوغ غايتها
في التحرر الكامل من جهة أخرى. صار
واضحاً أن الهدف كان هو الانتهاء من
أساسية الدور السوري في المنطقة،
وإغراق البلاد في بحر من الدماء
والفوضى، فأمريكا تكرر درس العراق
بطريقة أخرى. أوباما
يبدو أكثر ذكاء وحنكة من سابقه بوش،
إنه لا يلوث عسكره في الجحيم السوري،
بل يترك الناس في هذا البلد يتقاتلون
إلى مالا نهاية، حتى تنعدم كل نزعة نحو
المقاومة والممانعة الأصليتين
البعيدتين عن نفاق المساومة بين أيدي
الأنظمة الكاذبة. بالمقابل
صار أمراً محتماً أن تعيد المعارضة
النظر في أكبر خطيئة استراتيجية
ارتكبتها، وخاصة منها بعض فروعها
المغتربة خارج البلد، عندما سلّمت
أوراقها إلى هذا الغرب منذ البداية،
فهل كانت حقاً مضطرة إلى عقد هذا
التحالف الموصوف بالضرورة مع العدو
الأول لأي مشروع تغيير شعبي جذري يدخل
تاريخ العرب المعاصر، فلم يكن معقولاً
أبداً أن يتحالف الحمل مع الذئب وضد
الذئب الآخر، ومع ذلك لا يزال بعض هذه
المعارضة يعقد آماله العظيمة على تحقق
النصر بالاعتماد على أعدائها
التاريخيين، فالثورة قد تستعمل
الدبلوماسيات أحياناً، وقد تضطر إلى
التصالح مع صنف معين من الأعداء ضد صنف
آخر أخطر، لكن حرية الشعوب لن يتبرع
بها حراس السجون الكبيرة لضحاياهم
مجاناً. كان
يمكن للغرب أن يُوقف هذا العنف المجنون
قبل أن يقضي على هذا السيل العارم من
ضحاياه، وهذه حقيقة بسيطة لا تحتاج إلى
براهين استخبارية، فقد اختار الغرب
استراتيجية أن يستهلك الشعب السوري
ذاته، وأن يقنن الغرب مساعداتِه، حتى
يتفجر الجنون الدموي في أعنف فصوله. وهكذا
كان إلى درجة أن الشعب قد يصل به الأمر
إلى الكفر بكل شيء حوله. ومع ذلك يحدث
العكس، إذ تضاعف إيمانه بقدرته على
إنتاج حريته بيده، بلحمه ودمه. إنها
الثورة العربية الوحيدة اليوم التي
تستمد مشروعيتها الكلية من صميم
نضالها اليومي، من هذه القدرة العجيبة
على الصمود والتضحية. فالنظام هو الذي
يتهرّأ داخلياً، في حين أن الثورة
تتجذر روحياً ومادياً في حياة الشعب
وفي واقعه المؤلم، لكنه الواقع الشامخ
بكرامة الإنسان والعدالة. يجيء
الوسيط الجديد الأخضر الإبراهيمي إلى
الساحة متهيباً مما سوف يصادفه من
الأبواب الموصدة سلفاً في وجهه، لعله
يحصر جهده الآن في محاولة ابتكار هدنةٍ
ما يمكنها أن تفرض قانونها الخاص على
الطرف الظالم ليكفّ عن مسلسل قتل الناس
الأبرياء على الأقل. هل يمكنه حقاً أن
يُوقف هذا الوحش عن استخدام أنيابه في
نهش اللحم الحي؟ ذلك هو
السؤال الأصعب، فليس ثمة هدف عاجل مثل
المحاولة الجادة لمنع القتل، ماذا
يتبقّى لذلك الوحش من وسائله إن تمَّ
حرمانه من دباباته ومدافعه. فهذا
الوسيط الجديد تسبقه تجاربه الكثيرة
الناجحة في فضّ معضلات الحروب الأهلية
وأشباهها، ولكن يشعر أنه ربما يُصادف
أكبرها وأعقدها حيال الأزمة السورية
الراهنة، لعل ضميره الإنساني هو الذي
يحركه رغم وعيه الكامل بالصعوبات
المنتظرة. لا
يمكننا إلا أن نشجعه، آملين أن تكون له
القدرة على ابتكار الحلول، وأهمها ولا
شك، هو تحييد عناصر الشر الأولى
القائدة لمراحل العنف الراهن. ذلك أن
النظام وصل إلى الدرجة الأدنى من ثقته
بامكانية الاستمرار مع بعض من تبقى من
عقلائه، الذين يفكرون جدياً بابتكار
وسيلة لانقاذ ما يتوفر من أمنهم الشخصي.
وربما أصبح الحل السلمي شرطاً ضرورياً
حتى لبقايا هذا النظام كيما يتجنب
النهاية الأبشع. سورية
اليوم لا تريد انتقاماً بقدر ما هي
عازمة على تدمير سجونها بالخلاص من
مركّب الاستبداد/ الفساد، وثورتها هي
محاولةٌ مشروعة لانقاذ إنسانيتها
المسحوقة، همها الأخير هو توفير ما
أمكنها من إمكانيات شعبها من أجل إعادة
بناء ذاتها حرة كريمة عند نفسها أولاً،
وذلك هدف لم يعد بعيداً عن الظروف
الحالية ما دامت الثورة تعتمد أساساً
على قوتها الذاتية، ولن تسمح للغرب أو
سواه أن يستغل انتصاراتها القادمة،
فإنها هي الأوْلى أن تكون حرة في
سلامها القادم كما كانت حرة وقوية خلال
نضالها العظيم والدائم. '
مفكر عربي مقيم في باريس ========================= الشعب
السوري في محنته: المسؤولية العربية! وليد
جداع الحركة
الدستورية السورية 2012/08/29 كان
السيد بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي
والسياسة الخارجية في مجلس الشورى
الإيراني ، واضحا تماما في موقف إيران
من الشعب السوري: إن بشار الأسد جزء من
المنظومة الإيرانية السورية –حزب
الله .. وإن إيران مستعدة للقتال مع
الأسد مباشرة في معركته(ضد الشعب
السوري). وقد كانت قيادات إيرانية من
قبله قد أطلقت مجموعة متشابهة من
التصريحات الرسمية والبيانات تؤكد على
المعنى ذاته، مثل تصريحات السيد صالحي
وزير الخارجية الإيراني ونائبه وسفير
إيران في لبنان وأركان من القيادات
العسكرية والحرس الثوري الإيراني... تصريحات
كلها تعلن بالفم الملآن أن ما يجري في
سورية هو مؤامرة، وأن إيران ستمضي مع
الأسد حتى النهاية ، حتى إذا اقتضى
الأمر قتالا مباشرا مع قوات الأسد ضد
الشعب السوري. ....هذه المواقف المعلنة
والمفهومة والتي وطأة الواقع المعاش
والمتحقق والمنفذ فعليا منها أكبر
بكثير، في حجم وقوفها مع القتلة في
دمشق، لا تضيف جديدا إلى معلومات الشعب
السوري ومعارضته ، ولا تزيد كثيرا من
تأكيد أن إيران تقود المعارك هي نفسها
ضد الشعب السوري وانتفاضته. ...والشعب
السوري أدرك جيدا ومنذ اللحظة الأولى
لثورته وانتفاضته، أن إيران متورطة في
قتاله ومعاناته، وأن الخبرات والموارد
الإيرانية تتقاطر على آل الأسد ، ولا
ينسى السوريون تصريحات رأس النظام
الإيرني وولي الفقيه فيه السيد
خامنئي، التي تعادي الشعب السوري وترى
ثورته جزءا من المؤامرة المزعومة ضد
سورية. لكن هذه
المواقف الإيرانية ، لا تستهدف
التنكيل بالشعب السوري وحده والقضاء
على ثورته وانتفاضته فحسب. بل هي
تستهدف من وراء ذلك العرب والمسلمين
قطرا قطرا ومرحلة مرحلة! ويكفي فقط أن
نعيد للأذهان هنا تصريحات الإيرانيين
والسوريين واللبنانيين الموالين لهم ،
تجاه بعض الدول العربية والإسلامية ،
التي أظهرت شيئا من العطف على الشعب
السوري في محنته، لنرى حجم الكراهية
والحقد ، والعنصرية والوقاحة ، التي
تقف خلف هذه التصريحات والمواقف...هل
نذكر بأشباه الرجال والأعراب وعربان
الخليج والإمارات النفطية وغيرها من
مفردات وتعابير في غاية القبح والسوء،
كانت كامنة في الصدور ثم أطلقت دفعة
واحدة، حين دنت ساعة الحقيقة! وفي
مزيد من المصارحة والتبيين ، ينبغي
الموازنة قليلا بين التصريحات
الإيرانية اللبنانية الأسدية هذه،
وبين التصريحات العربية الخجولة التي
أعلنت مرات قليلة لصالح الشعب السوري،
لنرى التباين الهائل بين هاتين
المجموعتين من التصريحات والمواقف. إن
تصريحا وحيدا للأمير سعود الفيصل عن
تسليح المعارضة السورية، وتصريحا آخر
مشابها من وزير خارجية قطر عن حجم
معاناة الشعب السوري وضرورة التدخل
الدولي لإنقاذه من محنته.و تصريحات
قليلة جدا فقط من هذا النوع من تلك
الجهة العربية أو تلك، أثارت حفيظة
الإيرانيين وأقامت قيامتهم ولم
تقعدها، بينما هم مستمرون ليل نهار في
زياراتهم العلنية والسرية لسفاحي
دمشق، يؤكدون لهم في كل مكان ومجلس ،
أنهم معهم حتى النهاية، ويقومون
بحملات دعاية سياسية سوداء لا تنتهي
تعادي الشعب السوري ، وتمتهن كفاحه
ونضاله من أجل حريته. وإذا
انتقلنا إلى جانب أكثر مرارة وإيلاما،
وأكثر إحراجا ربما، فإن من الضرورة
الموازنة بين الدعمين الماديين
المقدمين من إيران وحزب الله للقتلة في
دمشق، والمقدم من الدول العربية
والإسلامية الشقيقة المتعاطفة مع
الشعب السوري! إن
الدعم الإيراني المادي معلن ومكشوف،
وإن الإيرانيين الذين يكذبون كثيرا في
دعواتهم لحل الأزمة السورية بالحوار،
إنهم هم أنفسهم يتحدثون عنه ويقرونه
وإن لم يذكروه بالتفصيل..وإذا كانت
التصريحات الرسمية تعلن عن الاستعداد
للقتال من أجل بقاء القتلة في دمشق
وترسيخ سيطرتهم على الشعب السوري،
فنستطيع أن نتوقع كل أنواع الدعم
المادي من مال وسلاح وذخائر وعتاد. أما
إذا انتقلنا للضفة الأخرى ، فسنصاب
بخيبة الأمل والمرارة دون شك، مع
احترامنا البالغ وتقديرنا لكل كلمة
وموقف ودعم مادي ومعنوي، فالشكر هو أقل
الواجب هنا . والشعب السوري لن ينسى أية
يد حانية ربتت على كف أم مكلومة فقدت
أبناءها بقنابل أطلقتها قنابل سفاحي
دمشق. أو دمعة حزينة ذرفت على طفل
اغتالته رصاصات قتلة دمشق وطهران وحزب
الله....لن ينسى الشعب السوري من آوى
نساءه الهاربات من جحيم القتل
والقذائف والاعتقال والاغتصاب ...ولن
ينسى قوافل الخير التي انطلقت من جهات
عدة صوب مخيمات اللاجئين السوريين في
منافي السوريين الجديدة على طوال
الحدود. ولن ينسى كل ليرة سورية أنفقت
عليه سرا أو علنا ، بليل أو نهار...كل
ذلك لن ينساه الشعب السوري، وسيكون
دينا في ذمته ...ولكن الحقيقة المرة
التي ينبغي التصريح بها للإخوة
والأشقاء والأصدقاء، أن معاناة الشعب
السوري ومصائبه ومرارته على أيدي قتلة
دمشق وإيران وحزب الله أكبر بكثير مما
قدم إليه حتى الآن. وأن الدور المقاوم
الذي يقوم به الشعب السوري من أجل
حريته، هو من أجل الشعوب العربية
والإسلامية أيضا، ولصالحها
ومستقبلها، وليس من أجل الشعب السوري
فقط. إن
الشعب السوري في مقاومته للقتلة في
دمشق وقم وطهران وحزب الله ، يدفع
الأذى عن شعوب عربية وإسلامية كثيرة...
إن حال بشار الأسد مع الشعب السوري أنه
سيحاربه حتى النهاية ولودمرت سورية عن
بكرة أبيها. أما حاله وحال محالفيه
تجاه من تعاطف مع الشعب السوري أو من
سكت ونأى بنفسه عنه، فهو أنهم سيعودون
إليهم ذليلين مهانين بعد جلاء المعركة
، وأن بشار الأسد سيستقبلهم على مضض في
القصر الجمهوري من جديد! على
الأشقاء العرب والمسلمين المتعاطفين
مع محنة الشعب السوري أن يعودوا قليلا
إلى تصريحات مجرمي دمشق وحلفائهم ، منذ
سنوات ليروا أن هؤلاء ينتظرون الفرصة
للانقضاض عليهم بلدا بلدا وقطرا قطرا
وشعبا شعبا...وإن من مصلحة هؤلاء العرب
والمسلمين ، إن لم يكن بدافع الأخوة
والإيمان والإنسانية، بل بدافع
المصلحة المحضة، أن يكون وقوفهم إلى
جانب الشعب السوري ومقاومته أكثر قوة
وعزيمة وإصرارا. إن على
الدول العربية والإسلامية جميعا ، أن
تدرك حجم الأخطار التي يمثلها قتلة
دمشق وطهران وحزب الله، وأن يبادروا
دون تردد أو تهيب أو وجل، إلى النزول
إلى ساحة المعركة بكل جدية ومسؤولية،
لانستثني من ذلك قطرا أو بلدا أو شعبا!
إن عليهم إمداد الشعب السوري بكل قواهم
من مال وسلاح وقدرات، فهي معركتهم
جميعا من أندونيسيا شرقا إلى المغرب
وموريتانيا غربا...وانتصار الشعب
السوري هو انتصار للحق والحرية
والكرامة أولا ، وهو انتصار للعرب
والمسلمين والإنسانية جميعا. إذا سقط
الشعب السوري، لا سمح الله، فإن سفاحي
دمشق وقم وطهران وحزب الله، لن يكتفوا
هذه المرة بالشماتة والشعور بالزهو
والانتصار..إنهم لا شك سيهيئون أنفسهم
لغزوة جديدة لشعب عربي أو مسلم جديدـ
وستكون سكاكينهم هذه المرة أمضى وأشد
فتكا! إن حكام دمشق وطهران وحزب الله،
الذين يتقاسمون الأدوار اليوم مع
العدو الإسرائيلي في تدمير سورية
وإركاع شعبها على مرأى من العالم كله
ومسمع، لن يضيرهم إعادة إنتاج هذه
الأدوار من جديد، بأكثر من إخراج
وطريقة وأسلوب.وستكون الساحة الدولية
حينها أكثر من مهيئة لهم وممهدة. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |