ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
رأي
الراية..شهادة مُفزعة من سوريا الراية 4-9-2012 أقلّ ما يمكن أن يقال
عن شهادة جاك بيريس أحد مؤسسي "أطباء
بلا حدود" - الذي طالب بمنطقة حظر جوي
في سوريا لمواجهة المجازر التي
يرتكبها النظام هناك- أنّها مُفزعة
ومُؤلمة وتُظهر المدى الذي انحدرت
إليه الأوضاع الإنسانيّة في سوريا
والمعاناة التي يعيشها الشعبُ
السوريُّ الذي يواجه نظامًا لا يرحم،
يستخدم الطائرات والأسلحة الثقيلة
لقتله. الطبيب الفرنسيّ-
الذي يعمل في مستشفى قرب خطّ الجبهة في
حلب كبرى مدن شمال سوريا- وصف ما يجري
في سوريا بأنه "عار" مُقدمًا
حصيلة مُفزعة عن عدد الضحايا في سوريا
ومُتحدثًا عن 50 ألف قتيل على الأقل
إضافة إلى المفقودين. جاك بيريس - جرّاح
الحرب الذي ساهم في تأسيس منظمة "أطباء
بلا حدود" ويقوم حاليًا بمُهمّة
إنسانيّة في حلب، بعد أن سبق أن قام
بمثلها في عدد من المدن السوريّة كحمص
وحماة وإدلب- يعتبر أن فرض منطقة للحظر
الجوي في سوريا أصبح ضرورة مُلحّة في
مواجهة العدد المتزايد لضحايا القصف
الجوي. هذه التصريحات عن
الواقع المُؤلم والمأساة التي يعيشها
الشعب السوريّ ترافقت مع تصريحات
سوريّة رسميّة على لسان وزير إعلام
النظام السوريّ الذي كرّر الأسطوانة
المشروخة عن مُؤامرة خارجيّة تستهدف
النظام مُتهمّا دولاً وأطرافًا دولية
في الأحداث التي تشهدها سوريا. النظام السوريّ -
الذي يقصف شعبه بالطائرات والدبابات
ويرتكب بحقّ المدنيّين مجازر يندى لها
جبينُ الإنسانيّة - يعيش في غيبوبة
عميقة فهو لا يرى في الشعب السوريّ
الذي يقتله عن سابق إصرار وتصميم سوى
"عصابات إرهابيّة"ولا يريد أن
يعترف أن الشعب السوريّ خرج عن بكْرة
أبيه في كل المدن والبلدات السوريّة
مُطالبًا بالحُرّيّة والتغيير وإن
أبناء الشعب السوريّ اضطروا أخيرًا
لاستخدام السلاح للدفاع عن أنفسهم وعن
عائلاتهم في وجه آلة القتل النظاميّة
التي لم ترحم صغيرًا أو كبيرًا طفلاً
أو امرأةً. ما يجب أن يدركه
النظام السوريّ - الذي يستعدّ لاستقبال
المُوفد الخاصّ المشترك للأمم
المُتّحدة والجامعة العربيّة الأخضر
الإبراهيمي الذي يرى في مهمّته أنها
شبه مستحيلة - أن الحديث عن أيّ حلّ في
سوريا يبدأ من اللحظة التي يوافق بها
على تسليم السلطة ويعترف بالمطالب
العادلة للشعب السوريّ وحقّه
بالحُرّيّة والديمقراطيّة ويكفّ عن
وصف ما يجري في سوريا بالمُؤامرة
الخارجيّة فلا يوجد شعب يتآمر على نفسه
وعلى وطنه، أمّا استمرار الإنكار ورفض
وقف العنف والقتل فذلك سيعمّق
المعاناة والمأساة الإنسانيّة في
سوريا إلا أنّ الشعب السوريّ قرّر
الانتصار في معركته.. وإرادة الشعوب
دائمًا وأبدًا هي المُنتصرة. ================= رأي البيان التاريخ: 04
سبتمبر 2012 البيان شهر كامل على غياب
المبعوث الأممي عن متابعة الشأن
السوري الغارق في بحر الدماء بلا ضوء،
أو فرج قريب، في نهاية النفق.. وها هو
المبعوث الجديد المشترك بين الأمم
المتحدة وجامعة الدول العربية الأخضر
الإبراهيمي، الذي ينتظر أن يبدأ رحلته
الاستكشافية الأولى إلى سوريا خلال
ساعات طال انتظارها، يصعق كل
المتأملين بحل ناجع وناجح ينهي عذابات
السوريين، بأن مهمته المرتقبة تقريباً
مستحيلة. البداية غير موفقة
لمهمة يرجو الآلاف أن تثمر وأن تنجز
سلماً ووقفاً لنزيف الدم، الذي أزهق
حتى الآن أرواح نحو 25 ألف سوري، ورغم
ذلك فالرهان كبير على خبرة وحنكة هذه
الشخصية العربية الدبلوماسية
الدولية، التي خبِرت الكثير من
المشاكل والأزمات المستعصية وفكّكت
عقدها وألغامها.. والأمل أن يكون
الإبراهيمي استخدم لغة دبلوماسية يرنو
فيها سبل النجاح والتوفيق في مهمته،
التي نعرف أنّها شائكة بعدما تعدّد
اللاعبون وتشعّب الوضع. ننتظر وصول
الإبراهيمي إلى دمشق لعرض الحل
الأممي، والذي نأمل أن يلقى آذاناً
صاغية وأن يتم التعامل معه بجدية أكبر
من سلفه كوفي عنان، الذي ترك هذه
المهمة بعدما حاصرته المراوغات ولم
يجد أي منفذ لتحقيق اختراق. ثقل هذه التصريحات،
وإن كان نابعاً من صدق الوسيط المجرّب
والدبلوماسي الحذر، في حد ذاته مرعب..
وعلى كلٍ، فإن الحكومة السورية ملزمة
أكثر من غيرها، سواء من الأطراف
اللاعبة في الداخل أو اللاعبين
الإقليميين أو الدوليين، بتحمّل
المسؤولية الأكبر في إنهاء الأزمة..
وهي ملزمة بالوفاء بالمطالب التي
أعلنتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن
والمنظمات العربية الفاعلة، ويكفي
آلاف الأرواح التي أزهقت حتى الآن. إن المجتمع الدولي
مدعو للضغط على النظام السوري وحلفائه
من أجل وقف آلة القتل بشكل عاجل، بكافة
السبل الدبلوماسية الممكنة، دون
المساس بوحدة التراب السوري. كذلك فإن
الجامعة العربية، مطالبة هي الأخرى،
رغم ما تبذله من جهود، بالمزيد من
آليات الضغط على دمشق، لوقف نزيف الدم
الذي أفادت تقارير بأن معدلاته في
الشهر المنصرم هي الأعلى منذ بداية
الأحداث الدامية في سوريا. ================= المطلوب
من الإبرهيمي النجاح أم شراء الوقت؟ الأزمة السورية
قد تكون مدخلا لحرب إقليمية اميل خوري 2012-09-04 النهار هل ينجح الممثل الخاص
المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول
العربية الاخضر الابرهيمي حيث فشكل
سلفه كوفي انان في التوصل الى حل
للازمة السورية التي تزداد تعقيدا، ام
ان الغاية من اسناد مهمة صعبة، ان لم
تكن مستحيلة، اليه سعيا للنجاح انما
لكسب مزيد من الوقت الى ان ينضج الحل
السياسي او يصبح الحل العسكري لا مناص
منه؟ الواقع، ان لا شيء
تغير حتى الآن في المواقف من الحلول
المقترحة، فمؤيدو النظام في سوريا هم
مع بقاء الرئيس الاسد في السلطة وللشعب
السوري وحده ان يقرر مصيره وليس اي
خارج على ان يتشارك المعارضون
الموالون في حوار لتحقيق الاصلاحات
المطلوبة وتدعم روسيا ومن معها هذا
الموقف، فيما خصوم النظام يصرون على
رفض الدخول في اي حوار قبل ان يتنحى
الرئيس الاسد، وتدعم موقفهم الولايات
المتحدة الاميركية ومن معها. فمن اين
يستطيع ان يبدأ الاخضر الابرهيمي
لايجاد حل وسط بين الموقفين؟ هل يبدأ
بالبحث في تشكيل حكومة وحدة وطنية حتى
اذا ما تم التوصل الى اتفاق على
تشكيلها تنتقل اليها صلاحيات الرئيس
الاسد ويتنحى، وهو ما يعتبره البعض حلا
وسطا يحول دون مواجهة خطر الفراغ اذا
ما تنحى الاسد ولم يحصل اتفاق مسبق على
البديل فتسود عندئذ الفوضى، مما يجعل
روسيا الخائفة من الصعود الاسلامي الى
السلطة في دول عربية لا تطمئن الى هوية
الحكم البديل من الحكم البعثي؟ ثمة من يرى انه من
الآن حتى نهاية السنة تكون الثورات
العربية التي انتقت منها انظمة جديدة
وحكام جدد قد هدأت واستقرت، وتكون
الولايات المتحدة الاميركية قد ارتاحت
من مشاغل انتخاباتها الرئاسية وباتت
الادارة الجديدة جاهزة للانصراف الى
معالجة المشكلات مع روسيا في اكثر من
منظمة ومنها المشكلات مع ايران ايضا،
كما المشكلة في سوريا تكون الحرب
الداخلية الدائرة في سوريا قد اقتربت
من نهايتها وذلك بتغلب طرف على طرف
آخر، او باستمرارها سجالا بحيث لا
يستطيع اي طرف حسمها. عندها قد يصير في
الامكان التوصل الى اتفاق على حل
بموافقة داخلية وخارجية وهو حل "التعب"
العسكري والاقتصادي. اما اذا كان لا حل
للازمة السورية الا ان اصبحت مفتوحة
على حرب اقليمية بين المحور الايراني
ومن معه والمحور الاميركي ومن معه، فان
نتائج هذه الحرب سوف تعطي لونا معينا
لوجه المنظمة او تنتهي الى تسوية
يتقاسم بموجبها المحوران المتحاربان
مناطق النفوذ في المنطقة على اساس
اتفاق جديد بديل من اتفاق "سايكس –
بيكو" وهو اتفاق قد يقيم انظمة "فيديرالية"
تضع حدا لحروب الاديان التي اخذت تحل
مكان الحروب السياسية والقومية
والعرقية. وفي معلومات لمصادر
ديبلوماسية ان روسيا ومن معها قد تخير
الولايات المتحدة الاميركية ومن معها
بين الدخول في حرب تحدد نتائجها مناطق
النفوذ وتكون حربا مدمرة لدول
المنطقة، او الاتفاق سلميا ورضائيا
على توزيع هذه المناطق بدءا من الازمة
السورية، وفي اعتقاد روسيا انها عندما
تضع الولايات المتحدة الاميركية بين
خيار الحرب او السلم فانها قد تختار
الاخير لانها ذاقت ما يكفي من حروب لا
تزال مشتعلة في افغانستان بعد العراق
ولا مصلحة لها في التورط بالمزيد منها.
حتى ان الرئيس الاسد يفضل ان يخسر في
حرب اقليمية ويتنحى على ان يخسر في حرب
داخلية امام من يسميهم "الارهابيين".
وقد كان لافتا ما جاء في محاضر التحقيق
مع الوزير النائب السابق ميشال سماحة
وقوله فيها: "في استحقاقات ضخمة، في
امكانية حروب كبيرة وفي امكانية قصص
كتير كبيرة شايفها هلّق. في حرب كبيرة،
صارت قصة كبيرة". والسؤال المهم
المطروح ويثير القلق هو: هل تنتهي
الازمة السورية بحل سياسي في وقت قريب،
ام ان لا حل لها الا بحرب اقليمية؟ ================= علي حماده 2012-09-04 النهار التقيت البارحة في
باريس زميلا اجنبيا، يعتبر من كبار
المراسلين في احدى اهم محطات
التلفزيونية العالمية وقد امضى ثلاثين
عاما من حياته في المهنة، متنقلا في
الشرق الاوسط والعديد من دول حوض البحر
الابيض المتوسط من فلسطين الى لبنان
فسوريا والعراق ومصر ويوغوسلافيا
السابقة وغيرها من البلدان التي شهدت
ازمات كبرى في المنطقة. ودار بيننا
حديث عن سوريا وازمتها التي تبدو حسب
الزميل المخضرم طويلة بمعنى ان النظام
مات ولكن احتضاره سيدوم مدة يمكن
قياسها بالشهور. فجأة سأل الزميل: في
رأيك ما مدى رؤية بشار للوحة المشهد
السوري برمته؟ اجبته هل تقصد انه منفصل
عن الواقع ام انه على صلة به؟ قال: نعم.
قلت: في المرحلة الاخيرة ولا سيما في
المقابلة الاخيرة التي اجرتها معه
قناة "الدنيا" شعرت انه يتحدث
امام المرآة. وقد كتبت ذلك في مقالة
سابقة. هنا بادر الزميل وقال: "انا
ارى ان بشار بدا في المقابلة الاخيرة
كأن نسبة انفصاله عن الواقع بلغت
مستويات قياسية". اضاف: "كان بشار
في المرحلة السابقة يعيش في شبه غربة
عما يحصل في سوريا، فقد كان يتصور ان
الشعب يحبه. اليوم بات يذكرني
بميلوسيفيتش عشية سقوطه عندما ارسلت
المخابرات الصينية الى بلغراد فريقا
من الخبراء لدرس سيكولوجيته وهو يشارف
السقوط وتوصل الخبراء الذين واكبوا
مرحلة سقوطه الى خلاصة علمية مفادها
انه كان في نهاياته لا يرى اكثر من
١٠ في المئة من المشهد
اليوغوسلافي وقد انفصل في شكل تام عن
الواقع المحلي والدولي الذي احاطه". ثم ذكرني الزميل
المخضرم بشعار للنظام اطلق قبل
٤٥ يوما ولفتته عبارة: "حلب ام
المعارك"! فقال: "الا يذكرك هذا
الشعار بشعار صدام عن ام المعارك قبيل
سقوطه؟ مع فارق الظروف. وشكل الحرب؟". كل الذين التقوا بشار
الاسد في العام الاخير يجمعون على قول
واحد: اما انه ممثل بارع يعرف حجم
الكارثة التي وقع فيها ويظهر ببراعة
متناهية النقيض، او انه فعلا لا يمثل
ولا يرى حقيقة ما يدور حوله، ولا يدرك
ان النظام انتهى، وان الخطة "باء"
التي تنسب الى الايرانيين وتقضي
بالانكفاء الى ما يسمى "الدويلة
العلوية" عبر رسم حدودها بالدم
والموت لن تنقذ النظام مهما صار لانها
ستصير بمثابة اسرائيل ثانية في زمن
بالكاد يتحمل وجود اسرائيل واحدة. ما مدى انفصال بشار
عن الواقع؟ تقديري ان من يعيد قراءة
مقابلته في ٣٠ كانون الثاني
٢٠١١ في "الوول ستريت
جورنال" يكتشف كم ان الرجل الذي رفض
رؤية موجة التغيير الآتية واعتبر ان
الشعب يحبه ولن يثور لأن النظام قريب
من تطلعاته كان يعيش في كوكب آخر. ويبقى
واقع لا لبس فيه هو ان بشار الاسد غارق
حتى رأسه في بحر من دماء السوريين وهذه
حقيقة لن يمحوها الزمن! ================= راجح
الخوري 2012-09-04 النهار انقلبت المعادلة
تماماً. فعندما قال بشار الاسد قبل
اشهر"انهم اقوى في الفضاء ونحن اقوى
على الارض" لم يكن يتوقع انهم
سيصبحون اقوى على الارض ليكون هو اقوى
في الفضاء، لكنه يبدو الآن وكأنه ينفذ
المهمة التي نفذها حلف شمال الاطلسي في
ليبيا! في ليبيا قامت
مقاتلات الاطلسي بضرب قوات القذافي
على الارض بينما تقوم مقاتلات الاسد
بقصف المدن والاحياء، حيث يبدو ان
المعارضة هي الاقوى على الارض. قوات
الاطلسي استخدمت الصواريخ ضد مراكز
القذافي ودباباته وقوات الاسد تستخدم
الصواريخ ضد المعارضة وحتى ضد الافران
كما اعلن امس بهدف التجويع في حرب
تجاوز عدد ضحاياها الـ200 يومياً
والعالم في صمت! وسط هذه المأساة
الكارثية يصل الاخضرالابرهيمي نهاية
هذا الاسبوع الى دمشق في مهمة تشبه
السيرعلى بيض في ارض متفجرة آخر ما
يلقيه النظام على مدنها واحيائها ما
سمّي "قنابل برميلية" هدفها توسيع
دائرة التدمير والقتل! والابرهيمي يقول انه
لا يملك إلا "الإلحاح على وقف العنف
وبدء عملية سياسية"، لكن هذا الكلام
لن يوقف المأساة لأنه لا يضيف شيئاً
الى خطة سلفه كوفي انان التي انتهت الى
فشل صارخ، فكيف وان روسيا قد تراجعت
الآن حتى عن تأييدها السابق لمبادرة
انان وتحديداً لجهة الدعوة الى سحب
الآليات الثقيلة من المدن وهذا يعني
استمرار غياب التوافق الدولي الذي
يراهن عليه الابرهيمي؟ وها هو سيرغي لافروف
ينسف مهمته بالقول: "ان من السذاجة
او الاستفزاز ان تعتقد الدول العربية
والغربية أن الاسد سيوقف النار اولاً
ويسحب قواته من المدن الكبرى"، في
حين يقول الابرهيمي "ان دور الحكومة
ومسؤوليتها أكبر في مسألة وقف استخدام
العنف". نعم يسير الابرهيمي
على بيض في ارض القنابل، فهو يرى ان
مهمته "مخيفة" ويحاول قرع باب
الاسد بالقول انه لا يحمل افكاراً
مسبقة "ومن المبكر الحديث عن تدخل
عسكري لأن التدخل يعني فشل العملية
السياسية"، لكنه بهذا يتناسى "النصيحة"
التي ارسلتها دمشق اليه عندما دعته الى
عدم سلوك طريق انان في مسألة "الانتقال
السياسي"، ولهذا لن يبقى اي معنى
لدعوته الاسد الى ان يدرك "ان الحاجة
الى التغيير أمر عاجل وضروري لأن
التاريخ لا يعود الى الوراء ويجب
الوصول الى عملية سياسية تمكن الشعب
السوري من تلبية طموحه عبر اطار سياسي
جديد". مجرد كلام بينما
يحاول الاسد وهو الاقوى في الفضاء ان
يحرر الارض السورية من سيطرة
المعارضين المتزايدة، تماماً كما حرر
الاطلسيون ليبيا من سيطرة القذافي
ولكن من دون "قنابل برميلية" على
الاحياء السكنية! ================= الياس خوري 2012-09-03 القدس العربي
ذكّرني الحوار الذي
اجرته قناة 'الدنيا' السورية مع بشار
الأسد، بالمقولة التي أطلقها مؤسس حزب
الكتائب بيار الجميل في بداية الحرب
الأهلية اللبنانية الطويلة. يومها وفي
مواجهة الخطاب الاصلاحي الذي تبنته
الحركة الوطنية، رفع الشيخ بيار شعار:
النظام = الكيان. اي ان قائد الحزب
الأكبر والأكثر تأثيرا في الوسط
المسيحي، وضع اللبنانيين امام أحد
خيارين، اما بقاء نظام الغلبة
الطائفية او اعادة النظر في الكيان
اللبناني، وهي دعوة مبطنة الى
التقسيم، و/او العودة الى لبنان
الصغير، اي الى حدود متصرفية جبل
لبنان، التي فرضتها الدول الأوروبية
على الباب العالي، بحجة 'حماية
المسيحيين'. الرئيس السوري
استعاد المنطق نفسه: الوطن = النظام
والنظام = الرئيس! فاذا اردت حماية
الوطن من 'المؤامرة'، فأنت تدافع عن
النظام البعثي، واذا وجدت نفسك في صف
النظام فأنت مع الرئيس الى الأبد، من
دون مناقشة. اما اذا اردت اسقاط الرئيس
فأنت تُسقط النظام، واذا سقط النظام
ضاع الوطن! المعادلة الأسدية
اكثر تعقيدا من المعادلة التي صاغها
بيار الجميل. فالزعيم الكتائبي الراحل
تكلم لغة طائفية صريحة، تستند الى خوف
اقلوي متوارث، وتحوله الى اداة لتخويف
الآخرين واخضاعهم. اما الرئيس السوري
فانه ينتمي نظريا على الأقل الى
ايديولوجية قومية عابرة للبني
الطائفية، تسعى الى ايصال 'الرسالة
الخالدة' التي بشّر بها مؤسس حزب
البعث، ميشال عفلق، وهي رسالة توحيد
الامة العربية وبعثها من السبات. اما
كيف تحولت الرسالة الخالدة الى حكم
ابدي متوارث، والى جحيم قمعي وسبات
سياسي، والى سلسلة من الهزائم
الوطنية، فتلك مسألة يجب البحث عن
اجوبتها في البذور الفاشية داخل
الايديولوجية البعثية نفسها من جهة،
وفي استيلاء العسكريين والأمنيين على
السلطة، الذي حوّل تلك البذور الى نظام
ممسوك من قبل رجل واحد او من قبل مجلس
العائلة من بعده، من جهة ثانية. يحمل التماهي الكامل
بين النظام والوطن التـــــهديد
بتدمير الوطن او تفكيكه، وهذا هو جوهر
خطاب الأسد، اما الكلام عن 'المؤامرة' و'الارهاب'
فهو مجرد تغطية ساذجة لم تعـــــد
تنطلي على أحد، فالديكتاتور
الســــوري هو اول من عــــــرف ذلك،
منذ اللحظات الأولى لاندلاع الثورة
السورية، حين نزل مئات الالوف الى
الشوارع في درعا وحماه وحمــص ودير
الزور وريف دمشق مطالبين بحريتهم
وكرامتهم، ومعلنين ان طريق الحرية
الوحيد هو اسقاط النظام. وكان جواب النظام هو
المراوغة الدموية، معتقدا انه يستطيع
من خلال قتل اكبر عدد من المتظاهرين
القاء الرعب في قلوب الناس. مرّ المشروع القمعي
للنظام في مرحلتين: المرحلة الأولى التي
سوف نطلق عليها اسم: المرحلة
الايرانية، امتدت من بدايات الثورة،
حتى قصف حمص واجتياح بابا عمرو، اما
المرحلة الثانية المستمرة الى اليوم
فسنطلق عليها اسم: المرحلة الشيشانية. في المرحلة الأولى
حاول النظام تطبيق الخطة الايرانية في
قمع 'الثورة الخضراء'، التي اندلعت في
ايران بعد 'اعادة انتخاب' احمدي نجاد
رئيسا. وقد فشلت هذه الخطة، لأنها
استلهمت نموذجا لا يمت بصلة الى الواقع
السوري. فالثورة الخضراء تركزت في
المدن، وخصوصا في طهران، وكانت غائبة
عن الريف الذي حافظ على ولائه للولي
الفقيه، كما ان السلطة الايرانية
استندت الى شرعية سياسية مستمدة من
شرعيتها الفقهية والدينية التي اسسها
الخميني. اما الثورة السورية فقد
اندلعت اولا في المدن البعيدة عن
المركزين السياسي والاقتصادي (دمشق
وحلب)، وقد جرّ القمع الوحشي للمظاهرات
في هذه المدن الى انخراط البلدات
الريفية في الثورة، محولا الثورة الى
ظاهرة عصية على السحق بالوسائل
الكلاسيكية التي اتبعت في ايران، وقاد
الى بداية الانشقاقات في الجيش والى
بروز ظاهرة الجيش الحر، والى التسلح
الشعبي الواسع. وبدلا من ان تُقمع
الثورة، قام الريف بتحفيز العملية
الثورية في المدن، حتى وصلت الى قلب
دمشق، ونجحت في السيطرة على اجزاء
واسعة من حلب. هذا من دون ان ننسى ان
النظام لا يستند الى اي شرعية اجتماعية
او سياسية او دينية. فشل النموذج
الايراني، قاد الى المرحلة الثانية من
القمع، فأستعان النظام بنموذج آخر، هو
نموذج سحق الشيشان وتدمير غروزني، وهو
النموذج الذي صاغه 'القيصر الروسي
الصغير' فلاديمير بوتين. نجح هذا
النموذج في روسيا الاتحادية عبر
اعتماده على القوة النارية الهائلة
للمدفعية والدبابات وسلاح الطيران،
وانتج تدميرا منهجيا للعاصمة
الشيشاتية غروزني. لجوء الآلة الأسدية
الى هذا النموذج والحماس الروسي له
يفتقد الى الحكمة، لأنه يتناسى
حقيقتين: الحقيقة الاولى هي ان
بلاد الشيشان صغيرة وعدد سكانها حوالي
مليون نسمة، وهي جزء من الاتحاد الروسي
الكبير الذي يطوقها من كل الجهات. وان
انتفاضتها كانت قومية للتحرر من
الهيمنة الروسية، وسعيا وراء الانفصال.
وهذا لا يشبه وعلى اي مستوى الثورة
السورية التي هي ثورة شعب بأغلبيته ضد
نظام حكم ديكتاتوري محلي. الثورة
السورية ليست مقاومة لحكم اجنبي بل هي
ثورة من اجل الحرية والتخلص من
الاستبداد. الحقيقة الثانية، هي
ان 'القيصر الصغير' في موسكو خاض معركته
ضد اقلية قومية ودينية ضعيفة
وممستضعفة، ونجح في تصويرها باعتبارها
معركة لحماية الروسيا واستعادة دورها.
اما 'المملوك الصغير' في دمشق، فإنه لا
يحارب شعبا آخر، ولا يجتاح مدينة صغيرة
اسمها غروزني لا يصل عدد سكانها الى
اربعمئة الف نسمة، بل يحارب كل المدن
السورية. الحل الشيشاني
يتهاوى اليوم، كما تهاوى الحل
الايراني في الأمس. واللافت ان
الدولتين الداعمتين للنظام: ايران
وروسيا، لم تكتفيا بتقديم نموذجيهما
القمعيين، بل اغدقتا على النظام كل
اشكال الدعم العسكري والمالي، ومع ذلك
فهما مصاباتان بالذهول امام عجزه عن
الحسم العسكري، ومحبطتان من تفكك
الكثير من عناصر آلته السياسية
والعسكرية. بعد فشل المرحلة
الثانية، وهي مسألة وقت ودم، سوف يُضطر
النظام الى الدخول في المرحلة
الثالثة، وسيكون لهذه المرحلة عنوان
واحد هو السقوط والتهاوي، وسنطلق
عليها اسم: المرحلة الشامية. لن ينجح
الأسد حيث فشل الشيخ بيار الجميل.
الادعاء الفاشي الليناني الذي روّج
للتقسيم، والمستند الى خبرة تقسيمية 'شُرعنت'
دوليا في القرن التاسع عشر عبر
المتصرفية، تهاوى لأنه خيار مستحيل
واحمق. اما تقسيم سورية او انشاء منطقة
طائفية فيها، (هذا ما يروّج له البعض في
الصحافة الغربية والعربية)، فهو خيار
اكثر حمقا واستحالة من الخيار الفاشي
اللبناني. تقسيم سورية مستحيل سورياً
واقليمياً ودولياً، حتى لو كانت هذه هي
الرغبة الاسرائيلية، ومشروع انشاء
دويلة طائفية فيها ليس سوى وصفة
للانتحار. لذا سوف يكون للمرحلة
الثالثة اسم واحد هو السقوط، ومع
اقتراب هذا السقوط سوف يحاول الأسديون
تطبيق شعارهم 'الأسد او نحرق البلد'،
وهم يقومون بذلك منذ فترة. هذا هو معنى التصرف
الأسدي الدموي الذي يقول إن
الديكتاتور لن يمضي قبل ان يدمّر البلد. وكما فشل النظام في
المرحلتين السابقتين فإنــــه سيفشل
في المرحلة الثالثة رغم بحـــر
الــــدم والدمـــوع الذي يصنعه في كل
يوم. ================= الابراهيمي
عندما يعترف بصعوبة مهمته رأي القدس 2012-09-03 القدس العربي
عندما يعترف السيد
الأخضر الابراهيمي المبعوث العربي
والدولي الجديد للازمة السورية بان
مهمته شبه مستحيلة في التوصل الى تسوية
سلمية، وذلك في حديث الى تلفزيون هيئة
الاذاعة البريطانية، فان السؤال الذي
يتبادر الى الذهن فورا هو عن الاسباب
التي دفعته لقبول هذه المهمة؟ اصدقاء كثيرون نصحوا
السيد الابراهيمي الذي عرض عليه قبول
هذا التحدي كخليفة لكوفي عنان، عندما
كان يقضي اجازة عائلية في باندونغ
باندونيسيا بالابتعاد عن هذا الملف
الشائك المعقد، ولكن يبدو ان الرجل
يريد العودة الى الاضواء مجددا ولا احد
يلومه على ذلك. الازمة السورية لم
تكن سهلة في اي يوم من الايام، وازدادت
تعقيدا بفضل التدخلات الخارجية فيها،
سواء من قبل المعسكر الداعم للنظام
بقيادة الثلاثي الروسي ـ الصيني ـ
الايراني، او المعارض له الساعي
لاسقاطه بزعامة الولايات المتحدة
وبريطانيا وفرنسا ومعظم دول جامعة
الدول العربية. السيد كوفي عنان كان
افضل حظا من خلفه الابراهيمي، لان
الاوضاع على الارض السورية كانت افضل
قليلا، فالانتفاضة الشعبية كانت في
طور الانتقال من طابعها السلمي الى
العسكري، وكانت هناك مبادرات عديدة
مطروحة على طاولة المفاوضات
المستقبلية مثل المبادرة للحل على
الطريقة اليمنية، ووجود استعداد، ولو
ظاهري، لدى كل من المعارضة والسلطة
للحوار، بدليل قبولهما نقاط عنان الست. السيد الابراهيمي
يأتي وجميع المبادرات قد تبخرت تماما،
وبات الحل العسكري هو القاسم المشترك
الذي يتفق عليه الجانبان، السلطة
والمعارضة، فالحديث الآن يدور حول
صراع بين جيشين، مع الفارق في التسليح
بينهما، وجماعات جهادية متشددة تضم
عناصر من مختلف انحاء العالم
الاسلامي، وتعطي الاولوية للجهاد من
اجل اسقاط النظام السوري، حتى ان بعضها
انسحب من جبهات المعارك في ابين جنوب
اليمن للتوجه الى حلب وادلب، مثلما جاء
في احد البيانات التي نشرت على مواقع
الكترونية جهادية. المعارضة السورية
تقول انها لن تتحاور مع نظام ملطخة
اياديه بدماء الشعب السوري، والنظام
يقول انه لا حل سلمي قبل تطهير البلاد
من كل الجماعات الارهابية وعناصرها،
وبالامس كرر السيد عمران الزعبي وزير
الاعلام السوري هذه المطالب، وقال لا
بد من وقف كل اعمال العنف قبل التفكير
في اجراء اي حوار، وزاد على ذلك بقوله
ان التلفزيون السوري مفتوح امام عناصر
المعارضة الداخلية والخارجية للادلاء
بوجهة نظرها بعد الغاء جميع القوائم
السوداء. استبشرنا خيرا
بمبادرة الرئيس المصري محمد مرسي التي
اقترح فيها حلا اقليميا من خلال لجنة
رباعية تضم الدول الكبرى وهي مصر
وتركيا وايران والمملكة العربية
السعودية، ولكن هذه المبادرة لم تعمر
الا بضعة ايام، سرعان ما نسفها، اي
الرئيس مرسي، اثناء خطابه الذي القاه
في قمة عدم الانحياز وهاجم فيه رأس
النظام السوري بقسوة ووصفه بانه رئيس
غير شرعي. السيد الابراهيمي
سيصل يوم السبت الى دمشق للقاء الرئيس
السوري بشار الاسد، ولا نعرف كيف سيكون
هذا اللقاء، وما يمكن ان يتمخض عنه،
مثلما لا نعرف ماذا سيطرح السيد
الابراهيمي من افكار لم يتم طرحها في
السابق من قبل سلفه كوفي عنان. انها مهمة ليست شبه
مستحيلة، بل مستحيلة، ولا نرى انها
ستتوصل الى اي حل، انها مجرد مادة
جديدة للاعلام يتسلى بها، ويسلي قراءه
ومشاهديه لكسر دائرة التكرار، تكرار
الاحداث وتقارير القصف، والتقدم
والتأخر لهذه القوات او تلك. ================= ماهر مسعود * الثلاثاء ٤
سبتمبر ٢٠١٢ الحياة ليست مجزرة داريا هي
الأولى من نوعها في سجل المجازر التي
يسجلها الأسد الابن في تاريخه منذ
بداية الثورة، وليست غريبة أيضاً عن
تاريخ العائلة الموقر والذي عاشه
السوريون في ثمانينات القرن الماضي
على يد الأب المؤسس، ويمكننا القول
أيضاً إن المجازر ليست غريبة على
الأنظمة الديكتاتورية في التاريخ
الإنساني أو على ثورات البشر ضد
استبدادها. لكن ما حصل في داريا
يسجل نقطة فارقة في تاريخ المجازر لا
يمكن، ولا يجب، أن تمضي من دون التوقف
عندها طويلاً، فإذا كانت المجزرة بحد
ذاتها حدثاً مكرراً وقابلاً للحكم
والقياس، فإن «المجزرة الإعلامية»
التي لحقتها هي حدث استثنائي فريد، ليس
ضحاياه موتى بل ما زالوا أحياء يرزقون. ليس القفز «الرشيق»
بين جثث القتلى لمذيعة بكامل زينتها هو
الحدث الوحيد، بل أن تُقدِم امرأة على
إجراء مقابلة مصورة مع طفلة تتكئ على
جثة أمها الميتة قربها، أن تستنطق
امرأة بكامل قسوتها طفلة بعينيها آلاف
الأسئلة وما لا يمكن احتماله من الخوف
والدهشة، ذلك هو الحدث الجسيم. أن تتخذ
امرأة من امرأة مثلها، لولا أنها جريحة
وكبيرة في السن، موضوع تصوير وفرجة
وتمثيل مشهدي بجثتها العائشة، فذلك ما
تعجز اللغة المعروفة عند البشر عن وصفه
أو هجائه بحروف صامتة، وذلك أيضاً ما
يحتاج إلى دراسة وبحث ليس لعلم النفس
التقليدي وضمن أدواته المعروفة أن
يجيب عنها. «مين هاي المرة اللي
ميتة جنبك؟... هاي أمي». لا نريد الحكم
على السؤال من وجهة أخلاقية أو
أيطيقية، ولكن لا بد من التوقف عند
طبيعة أو نوع القسوة الصادرة عن «المراسلة
الحربية» لقناة «الدنيا» بما تحمله من
إهانة وامتهان للتراث الثقافي السوري،
بل للتراث الإنساني الرمزي للمرأة عبر
التاريخ، والذي ترجمته البشرية بالخصب
والخلق والاحتواء والرعاية
والاهتمام، القسوة المجردة لامرأة
فارغة لا تشبه بشيء قسوة البدائي
الحسية أو قسوة الوحوش الضارية ولا
قسوة المتمدن الصناعي المغترب عن ذاته
والعالم ولا قسوة الآلة التي تحطم
الأشياء، هي قسوة من يرى ذاته في
المرآة فلا يرى سوى صورة تنظر إليه، هو
لا شيء، حركاته في الصورة هي هو،
القسوة في السؤال لا يمكن إدراكها إلا
بالتضاد، الحميمية والخوف والدهشة
وعدم التصديق والاستغراب وحدس الحقيقة
وجهلها المعرفي الذي بدا بعيون الطفلة
هو التضاد، وهو الجواب عن السؤال، بقدر
ابتعاد سؤال المراسلة عن الحياة بقدر
ما كان جواب الطفلة لصيقاً بالحياة،
ولكن... كيف لنا أن نفهم أو حتى نبرر
المعنى، معنى السؤال الذي تسأله امرأة
لطفلة. طبيعة السؤال بذاته هو مجزرة
للمعنى (مين، هاي، المرة، اللي ميتة
جنبك). ولّدت الحرب العالمية الثانية
كل أسئلة الفلسفة الوجودية؛ اليأس،
القلق، العدم، الموت... الخ، ولكن لا
شيء من ذلك، أو كلَّه، يعترينا ولا
يكفينا عندما نسمع سؤال المراسلة،
القطيعة التي يحدثها وقع السؤال مع كل
ما هو بشري فينا لا يشبهها سوى الدهشة،
دهشة البدائي أمام ظواهر لا يفهمها،
ننظر الى الموقف كنظرة البدائي، لا لغة
تسعفنا لنترجم الشعور، هيولى الشعور
بالغضب والحقد والعجز والألم، مادة
أولى من الصراخ، إنها طفلة تنام قرب
أمها الميتة أيتها المراسلة وأيها
العالم. السبق الصحافي الذي
حققته مراسلة «الدنيا» ليس سبقاً
صحافياً بالمعنى التقليدي للخبر
والصورة، بل هو سبق تاريخي في انتهاك
الحياة والموت، والمجزرة الإعلامية
التي ارتكبتها سابقة تاريخية في تاريخ
المشهد والصورة، هي تصنيع القتلة
المشاهدين من أي فئة كانوا، هي قتل
لهوية البشر، هي مجزرة للأحياء من خلف
الشاشة، تمسك الميكرفون كسكين حاد
وتطعن المشاهد أمام الكاميرا ثم يأتي
جواب الطفلة ليفتح الجرح ويقتلنا من
الجهة الأخرى للعالم المنسي في جوهر
بشريتنا. إن الانحطاط الذي
أبرزته «مذيعة داريا» هو خرق لجدار
الوعي، وفتح إعلامي من نوع جديد، وهو
مادة بحثية فريدة لعلم النفس الإعلامي
والجنائي والحربي، وهو مادة معرفية
وفلسفية تستدعي التأمل وإعادة النظر
بمصطلحات لم تعد تحتمل المعنى الذي
حملته من تاريخها، كالمرأة، الطفولة،
القسوة، الألم، الجريمة، ويحتاج إلى
هجاء شعري ليس متاحاً للشعراء بعد. إن تغطية الحدث
بالطريقة التي قدمتها قناة «الدنيا»
السورية يعرّي ويكشف أكثر بكثير مما
يغطّي، ويضعنا مباشرة في مواجهة كل
القيم الفلسفية والدينية والعلمية
والأخلاقية التي أنتجها الإنسان عبر
تاريخه الطويل، فإن لم نكن أمام حالة
شذوذ نفسي وأخلاقي من النوع الخطير
وغير المؤسس والممنهج، فنحن أمام
كارثة قيمية نتحمل جميعاً مسؤولية من
يبدأ بتصديرها إلى البشرية. ================= بين مؤيد
ومعارض.. لكن للجيش السوري الحر! طريف الخياط الشرق الاوسط 4-9-2012 لم يكن الجيش السوري
الحر مكونا أصيلا في الثورة السورية،
إنما فرضته الضرورة. ومع امتداد الثورة
على محور زمني طويل ودموي، تحول الجيش
الحر إلى مكون رئيسي، بل المكون الأبرز
والأكثر إشكالية. لقد ظهر السلاح في
الثورة السورية، بعد شرارتها الأولى
ببضعة أشهر، وبدا للكثيرين عنف يخدش
سلميتها، ويحرفها عن ثوابت متجذرة في
رهان انطلاقتها، فرافقه جدل، استمر
حتى اليوم. وبين التأييد مصحوبا
بالدعم المطلق، والاعتراض مصحوبا
بالتشكك، تحول الأمر إلى جدل بيزنطي،
إذ يرى طرف أن عسكرة الثورة قد شرعنت
للنظام استخدام قدرته التدميرية
المفرطة، ورفع عدد الشهداء اليومي،
عدا عن مخاطر جدية تمتد لمرحلة ما بعد
الأسد، ويرى آخر أن الجيش الحر قد أفقد
النظام قبضته الأمنية، وأخرج مساحات
واسعة من البلاد عن سيطرته، ونفذ
عمليات نوعية طالت شخصيات محورية من
النظام، فاهتزت أركانه، وتضاءل رهاب
سطوته. يتفق الطرفان على أن
الجيش الحر، اعتمادا على إمكانياته
الذاتية، غير قادر على الحسم العسكري،
رغم ما يحققه من أثر، وأن دوره ينحصر في
حرب استنزاف، قد تطيح بالأسد، في نهاية
المطاف، بثمن كبير. تعود جذور الجدل إلى
النشأة ومسوغاتها، فمبادئ الجيش الحر
تأسست على الدفاع عن النفس وحماية
المظاهرات السلمية، وتطورت لاحقا إلى
عمليات هجومية متعددة الأشكال،
لتتجاوز بذلك محدداتها الأولية. قد
يكون ذلك التطور أحد محاور الخلاف
البارزة، إذ يعتبره فريق المعترضين
تطورا بديهيا، يثير مخاوفهم من تبعات
انتشار السلاح، ويرى فريق الداعمين،
أن تصاعد عنف النظام قد حول المعركة
إلى صراع وجودي، فاستدرج رد فعل من جهة
الثوار، ولم يكن السلاح غاية بل وسيلة
اضطرارية. لكن، هل يمكن
الافتراض أن النظام دون انخراط المكون
العسكري في الثورة لم يكن ليلجأ إلى
الانتقام من الشعب الأعزل، عبر القتل
بالذبح والحرق ودفن الناس أحياء،
والتهجير وهدم البيوت، واغتصاب النساء
بما فيه من امتهان للكرامة الإنسانية،
وخصوصية ودلالة في مجتمعاتنا الشرقية،
أم أن الافتراض الأصح أن تلك الممارسات
هي بالضبط ما دفعت نحو استدعاء ظاهرة
العسكرة؟! ألم تتزامن بدايات
السلاح مع حالة استعصاء أصابت الحراك
السلمي المدني، من حيث فاعليته في
إسقاط النظام، وإمكانية توسعه أفقيا
وعموديا، تحت وابل من الرصاص الحي الذي
واجه المظاهرات السلمية؟ وحتى لو تطور
الحراك السلمي نحو عصيان مدني شامل على
كامل التراب السوري، وهو ما بدا
استحالة بسبب عامل المناطقية الذي
اتسم به تمرحل الثورة السورية، فإنه من
المعروف أن النظام يعتمد عقيدتين في
مواجهة أي خطر كياني يهدد أمنه
واستقراره، العنف المفرط المتجرد من
أي وازع أخلاقي، وتفعيل الصراعات
الطائفية والعرقية، وعلى ذلك شواهد
كثيرة راهنة وتاريخية، انتهجها
الأسدان، سواء في سوريا أو في دول
الجوار الجغرافي. إن الاعتراف بالجيش
الحر كمكون ثوري ودعمه، سواء كان ذلك
نابعا عن موقف مبدئي، أو موقف براغماتي
مستجد، لا ينفي ضرورة الإضاءة على
الواقع دون مساحيق تجميلية. فالجيش
الحر هو مسمى ضبابي تندرج ضمنه مجموعات
مسلحة، مائة على أقل تقدير، مناوئة
للنظام وتتبع ولاءات مختلفة، لبعضها
مآرب لا تنسجم بالضرورة مع أهداف
الثورة، ومن السهل أن تستغل اسمه
مجموعات أخرى تحترف الجريمة. وإن كانت
المعركة اليوم ضد النظام، إلا أن
التوصيف السابق يشكل خطرا، لا يمكن
تجاهله، على مستقبل استقرار البلاد،
سياديا وسياسيا. يطرح تطور المكون
العسكري إلى جسم لا مركزي التساؤلات عن
غياب دور مفترض للمعارضة السياسية،
التي يبدو أن تلكؤها في حسم وتوحيد
مواقفها من الجيش الحر، واحتوائه،
وتنظيمه، ناجم عن سوء تقدير لإمكانية
اتساع ظاهرة التسلح منذ بداياتها، عدا
عن مخاوف ومصالح لبعض الأطراف. وكان من
تفاعل الجدل حول الحر في تلك المرحلة،
ضمن أجواء الخلافات السياسية البينية
لتشكيلات المعارضة، أن اكتفت المعارضة
في محصلة الموقف بتوجيه النقد السلبي
لعموم مظاهر التسلح، مما أسهم بتحول
العلاقة بين السياسي والعسكري، مع
اشتداد عود الأخير، إلى تنافسية ندية. زاد من تعقيد الوضع،
انتقال عدوى التشرذم وآفة التخوين
المتبادل إلى العسكر، وتدخل المال
السياسي بأسوأ أشكاله، إذ تمول بعض
الجماعات السياسية كتائب، وتمول أطراف
غير رسمية بالضرورة كتائب ومجموعات
أخرى، بعضها ذو طابع متطرف، لا تنضوي
تحت مسمى الجيش الحر بشكل مباشر. ومع
عدم تبرئة ساحة أي من العسكريين
والسياسيين مما آلت إليه الأوضاع، فإن
صعوبة توحيد مصادر التمويل تطرح مخاوف
جدية حول صعوبة توحيد الجيش الحر،
وتفتح المجال أمام تسرب المزيد من
العناصر غير المرغوب فيها إلى العمل
المسلح، فتتضاءل الفرص في توفير مظلة
سياسية تحظى باحترام وقبول حملة
السلاح، تسمح بترجمة نتائج العمليات
العسكرية إلى مكتسبات سياسية حقيقية. لقد غيرت تيارات مهمة
في المعارضة موقفها المعلن من الجيش
الحر، واتفقت سياسيا على دعمه. إلا أن
المرحلة الراهنة تشهد تصاعدا متزايدا
لمشكلتين: الأولى، تحدث عنها تقرير
صادر من لجنة تحقيق أممية، وجه الاتهام
لقوات الأسد وميليشيات الشبيحة بجرائم
حرب وجرائم ضد الإنسانية، واتهم أيضا
مقاتلي المعارضة بجرائم حرب بسبب
إعدامات لبعض الأسرى. قلل التقرير من
أهمية انتهاكات المعارضة، إذ اعتبر
أنها «لم تصل إلى خطورة وتواتر ونطاق»
جرائم النظام، وأكد أن «الانتهاكات
ارتكبت تنفيذا لسياسة رسمية» للنظام
السوري، اللافت للنظر، أن شجبا وإدانة
من قيادات في الجيش الحر لممارسات بعض
الثوار قد سبق صدور التقرير، وأن الأثر
الملموس لتجاوب الثوار على الأرض، يدل
على وعي مبشر، رغم أن الوعي وحده غير
كاف، إن لم يقترن بضوابط. أما المشكلة
الثانية، فتتعلق بتململ بعض أهالي
المناطق التي يدخلها عناصر الجيش
الحر، حيث يلجأ النظام إلى أسلوب
العقاب الجماعي عبر التنكيل بالمدنيين
وتدمير مساكنهم ونهبها في تلك
المناطق، سعيا منه لفصم العلاقة بين
الثوار والبيئات المكانية
والاجتماعية الحاضنة لهم. التكلفة
العالية تجاه الأهالي تدفع إلى التشكك
في جدوى بعض العمليات في حال خضعت
لميزان المكاسب والخسائر. صحيح أن ذلك
شأن عسكري تكتيكي بحت، لكنه نتيجة
لغياب استراتيجية واضحة لعمليات الجيش
الحر، تجعل من الأمر بمجمله قضية
تستوجب النقد. معظم المشكلات
المطروحة على صلة مباشرة بهيكلية
الجيش الحر ونوعية تسليحه، فهو أقرب ما
يكون إلى فصائل مقاومة مسلحة، وتسميته
بـ«الجيش» أوحت بأنه مؤسسة عسكرية ذات
قواعد منضبطة وصارمة. فاللامركزية في
الجيش الحر وغياب هرمية صنع القرار
وصعوبة التواصل بين قياداته المختلفة
ومجموعاته المبعثرة تفتح الباب واسعا
أمام الأخطاء الفردية، وتتسبب بتشتت
الاستراتيجية وعبثية التكتيكات،
وتزيد من تفاقم مشكلات أخرى راهنة،
ومخاوف من تبعات مستقبلية. خلاصة القول، إن
للثورة دينامية تفاعلية في تطوير
أدواتها والاستفادة منها، سواء كانت
الأدوات سلمية أم عسكرية، والجيش الحر
مكون فاعل ورئيسي بحاجة إلى ضبط
وتنظيم، الرفض وإضمار العداء له هو رفض
للتعامل مع الواقع وإضرار بالثورة،
والدعم المطلق والتغاضي عن الأخطاء،
هو سير على عقيدة الولاء الأعمى التي
أفرزها النظام، وإضرار آخر بالثورة. يحضرنا هنا مصطلحان
للكاتب السوري المعروف ياسين الحاج
صالح في تناولهما لموقفين متجانبين من
المشكلة الطائفية: «أهل العفة» من
يتعففون عن الحديث الطائفي ويتشككون
به للالتفاف على بعض المخاوف، و«أهل
الإباحة» من يستبيحون التصريح
بالطائفية، لجني بعض المكتسبات. يصلح
الاصطلاح السابق لتوصيف معظم المواقف
المعارضة والمؤيدة للجيش الحر، ومع
استثناء المثاليين الذين يتصرفون كما
لو أن إدارة الظهر للجبل تعني اختفاءه،
فإننا نتفق مع الحاج صالح بأن «الإباحة
والعفة موقفان جزئيان، آيديولوجيان،
متورطان في مصالح ومواقع خاصة». ================= طارق الحميد الشرق الاوسط 4-9-2012 ما إن يقول أي مسؤول
عربي، أو غربي، أو حتى أممي، ولو كان
المبعوث المشترك إلى سوريا، السيد
الأخضر الإبراهيمي: «إن الأهم في سوريا
الآن هو وقف إطلاق النار». فإن على
المعني والمتابع أن يرتاب، ويعيد
حساباته جيدا، ولا يؤمل بشيء عملي
وملموس من الجهود المبذولة في التعامل
مع ملف نكبة الشعب السوري الثائر على
الطاغية بشار الأسد. فلا يمكن القبول بأي
حال من الأحوال بالقول في الحالة
السورية: إن السعي يجب أن يتركز من أجل
وقف إطلاق النار، حيث يجب أن يكون
السعي التام هو من أجل وقف القتل
الأسدي للشعب السوري. فما يحدث في
سوريا، وبكل بساطة ووضوح، هو أن النظام
القمعي المهيمن على السلطة هناك - وفي
دولة تدعي أن نظام حكمها السياسي هو «الجمهوري»
- يقوم باستخدام الطائرات الحربية،
والمدفعية، والصواريخ، من أجل تركيع
شعبه الثائر منذ قرابة الثمانية عشر
شهرا، الشعب الذي لم يحمل السلاح ضد
الطاغية الأسد، وعصابته، منذ أول يوم
في الثورة، على غرار ما حدث في ليبيا،
ولم يستخدم حتى قنابل المولوتوف، بل
كانت ثورة سلمية فعليا جوبهت بالقتل
والعنف المنظم من آلة القتل الأسدية.
وهذا ليس كل شيء، بل إن النظام الأسدي،
ومنذ اندلاع الثورة السورية وحتى
اليوم، لم يقدم جنديا واحدا، ناهيك عن
ضابط، للمحاكمة جراء قتل البشر، وهتك
الأعراض، وتدمير النسيج السوري ككل،
فكيف يقال اليوم بأن المطلوب في سوريا
هو وقف إطلاق النار؟ المفترض أن يقال إن
المطلوب هو وقف القتل الأسدي في سوريا،
وفي حال ما قيل ذلك، ومن أي طرف كان،
فحينها يشعر المرء بأن هناك من ينتصر
للشعب السوري الأعزل، وأن هناك من هو
حريص على سوريا الدولة، وحماية نسيجها
وسلمها الاجتماعي. وليس محاولة تصوير
الأسد على أنه طرف والثوار طرف آخر كما
يفعل وزير الخارجية الروسي الآن،
وخصوصا عندما يقول إن مطالبة النظام
الأسدي بوقف إطلاق النار من طرف واحد
تعد سذاجة، وأشبه بالاستسلام!
والسذاجة الحقيقية هي في تبرير جرائم
نظام - كنظام الأسد - يريد أن يحكم
بالقتل، والظلم، وهتك الأعراض، وتدمير
البلاد ككل، وليس حماية المدنيين،
ونسيج الدولة السورية فقط من أجل مصالح
بات من المستحيل اليوم الحفاظ عليها،
ناهيك عن مستقبل الأيام. فما سيتذكره
السوريون والعرب مطولا، هو أن إيران
وروسيا مكنتا بشار الأسد من قتل الشعب
السوري، وتهديد وحدة سوريا ككل. ومن أجل ألا يكون
الحريصون على الشعب السوري عرضة
للحيل، سواء من بعض دول المنطقة، أو
خلافها، فلا بد من التنبه، ورفض، تعبير
وقف إطلاق النار في سوريا. فالأصح،
والأكثر دقة، هو وقف القتل الأسدي
للشعب السوري الأعزل، خصوصا ونحن نسمع
وزير الإعلام الأسدي أمس يضع الشروط
لمهمة السيد الإبراهيمي، ويكيل
الشتائم والاتهامات لدول المنطقة
بينما قوات الأسد تعربد بلا رحمة، أو
رادع، في سوريا. ================= عبدالرحمن
الراشد الشرق الاوسط 4-9-2012 في مثل هذه الأيام من
العام الماضي استضاف سيف القذافي بضعة
صحافيين أمام باحة قصر العزيزية، في
العاصمة الليبية، وظهر عليهم بسيارة
رباعية الدفع بابتسامة عريضة زاعما أن
الأخبار التي تقول إن الثوار الليبيين
احتلوا العاصمة طرابلس مجرد أكاذيب
وسيصحبهم في جولة في أحياء العاصمة.
وعندما سأله أحدهم عن تصريح المدعي
العام للمحكمة الجنائية الدولية بأنه
سيقدم للمحاكمة التفت إليه ساخرا،
وقال «طز في المحكمة الدولية»، ورحل من
دون أن يأخذ الصحافيين معه في الجولة
الموعودة. ما حدث بعد ذلك
معروف، بعد يوم سقطت طرابلس، وفر سيف
ووالده العقيد وعثر عليه مختبئا في أحد
أنابيب تصريف السيول، أما سيف فقد قبض
عليه يحاول الفرار إلى النيجر. ومنذ
اعتقاله في نوفمبر (تشرين الثاني)
الماضي وهو يتوسل المحكمة الجنائية
الدولية أن تتولى محاكمته بدلا من أن
يحاكم في بلده ليبيا حيث يواجه عقوبة
الإعدام. بشار الأسد، الرئيس
السوري المحاصر في عاصمته دمشق، يشبه
كثيرا سيف القذافي، يسخر من مهمة
المبعوث الدولي الجديد الأخضر
الإبراهيمي ويعمل على إفشالها، مع
أنها حبل النجاة له اليوم، وسيأتي يوم
يرجو فيه تدخل الإبراهيمي وحلا دوليا
ينقذه. فقد أفشل من قبل مبعوث الجامعة
العربية رئيس المراقبين سيئ السمعة
الدابي، ثم أفشل مهمة المبعوث الدولي
كوفي أنان على الرغم من ميوله للموقف
السوري - الإيراني، ولم يستجب لأي من
النقاط الست لبدء التفاوض على حل سلمي.
لسان حال الأسد اليوم، لسان سيف
القذافي بالأمس «طز في الإبراهيمي
والأمم المتحدة». والمبعوث الإبراهيمي
استبق رعونة الأسد بإعلانه الخوف من
إخفاق مهمته ومعترفا بأنها مهمة شبه
مستحيلة، ونصح الرئيس السوري الذي
ينوي زيارته السبت المقبل، بأن عليه
مسؤولية أكبر بوقف عنف قواته من أجل
إتاحة الفرصة لمحادثات الحل السلمي. الإبراهيمي يمكن أن
ينجح فقط إذا نجح الثوار في التقدم نحو
العاصمة وضرب مراكزه الحيوية، سيشعر
أنها أيامه الأخيرة، وأن حبل النجاة
المتبقي ليفر من القصر هو المبعوث
الدولي، الذي قبلت به كل الأطراف
الدولية المعنية بالنزاع. حاليا، يشعر
الأسد أنه محمي روسيا وإيرانيا،
ويستطيع تحريك نحو ربع مليون من قواته
وشبيحته لضرب كل المناطق من دون تمييز
أو رحمة. وهذا وهم كبير، فقواته تتداعى
وسيتخلى عنه الروس كما تخلوا عن
القذافي. وعندما تأتي لحظة
الحقيقة لن يجد الأسد العون إلا من
الإبراهيمي الذي قد يكون فاته الوقت.
لن يقبل الثوار، ولا الشعب السوري، أن
يفلت أكبر مجرم في التاريخ العربي
الحديث من الحساب. الأسد سيجد أنه بلا
مخرج، ولا حل، يمكن أن يقبل به الأيتام
والأرامل والمشردون. فإن بقي عنده شيء
من الشجاعة عليه أن ينهي حياته كما فعل
هتلر، الذي تسبب في دمار ألمانيا، وقرر
في آخر أيام الحرب أن ينتحر وأمر بحرق
جثته. وإن لم يجد الأسد الشجاعة ليطلق
النار على رأسه أو يبتلع حبة سيانيد،
تنهي حياته وتنهي المأساة السورية،
سيكون مصيره مصير سيف القذافي حينها لن
ينجده الدابي ولا أنان ولا الإبراهيمي. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |