ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
2012-09-10 12:00 AM الوطن السعودية لا ريب أن اللاجئين
السوريين باتوا يشكلون عبئا كبيرا ليس
على الثورة السورية فقط، وإنما على
الدول المستضيفة لهم، خلال غياب شبه
تام لقضيتهم عن المشهد السياسي
العالمي، واقتصار الدعم الدولي على
تقديمات، هي في الحقيقة غير كافية من
الناحية المبدئية للثورة السورية،
ناهيك عن إهمال الجانب الإنساني. ليس هناك إحصاء رسمي
للاجئين الموزعين في دول الجوار
السوري: تركيا والأردن، والعراق
ولبنان، خاصة بعد أن اتخذ العراق
ولبنان، مواقف عدائية من الثورة
السورية على الصعيد الرسمي، وبات
اللاجئ يتحفظ على تسجيل اسمه لدى
المنظمات الإنسانية ومنظمات المجتمع
المدني، بعد أن بات السوري عرضة
للملاحقة والسجن، وحتى تسليمه إلى
السلطات الرسمية السورية، من قبل
سلطات هذين البلدين. باستثناء تركيا
والأردن اللتين تتعاملان مع اللاجئين
من منطلقات إنسانية، وربما وإلى حد
كبير هناك أرقام شبه رسمية عن أعدادهم،
فإن العبور إلى الأراضي اللبنانية
والعراقية يتم بصورة غير شرعية، أي ليس
عبر المنافذ الرسمية، وبالتالي، فإن
الأرقام الرسمية لتواجد اللاجئين في
هذين البلدين مشكوك بها، الأمر الذي
يؤكد أن الأربعين ألفا في لبنان،
والعشرين ألفا في العراق لا تعطي صورة
حقيقية عن أعداد اللاجئين السوريين. المقاتل الذي يمتشق
بندقيته، يكفيه موقف سياسي ليرفع من
معنوياته، ولكن الأعزل من أبناء الشعب
السوري المشرد، لا يرفع من قدره ولا
يزيده تمسكا بثورته إلا الدعم
بأشكاله، المادي والمعنوي. إن خطوة الطبيبات
السعوديات الثلاث اللاتي تطوعن للعمل
في مخيم الزعتري في الأردن، أعطت
اللاجئين، وقبلهم الثوار القابضين على
الزناد داخل الأرض السورية أملا كبيرا
بأن ثورتهم لا بد منتصرة. تجربة الطبيبات
الثلاث يجب أن تكون قدوة لآلاف
الأطباء، والشباب من كل الجنسيات
العربية، لمساعدة الثورة السورية التي
ستكون نهايتها سعيدة مهما طال ظلم
النظام. ================= هل ينجح
الإبراهيمي حيث فشل أنان؟ المصدر: صحيفة «غارديان»
البريطانية التاريخ: 10
سبتمبر 2012 البيان اعترف الأخضر
الإبراهيمي، المبعوث الجديد للأمم
المتحدة وجامعة الدول العربية إلى
سوريا، مؤخراً، بأنه يقف أمام جدار من
الطوب، وأنه لا يرى أي تصدعات فيه يمكن
النفاذ منها في الوقت الراهن، وأنه
يخشى ثقل المسؤولية الملقاة على
عاتقه، وقال لشبكة «بي بي سي» إن الناس
تقتّل و«نحن لا نفعل الكثير». فما الذي
يعنيه؟ هل يستطيع هو النجاح حيث فشل
سلفه كوفي أنان؟ أولاً، يعتبر وزير
الخارجية الجزائري الأسبق، إلى حد
بعيد، الشخص الأنسب لهذه المهمة،
فخبرته في الشؤون الدولية فذة. وحين
قابلناه للمرة الأولى قبل 30 عاماً، كان
قد عمل سفيراً لبلاده بالفعل على
امتداد 16 عاماً، بينها ثمانية في لندن،
حيث حقق نجاحاً كبيراً. ومنذ ذلك الحين، شغل
العديد من المناصب، في كل من الجزائر
والجامعة العربية والأمم المتحدة، بما
في ذلك دوره الرئيس، كمبعوث خاص لجامعة
الدول العربية إلى لبنان، عندما وضع
اتفاق الطائف لعام 1989، الذي شكل بداية
النهاية لحرب أهلية استمرت 15 عاماً.
وحين مثل الأمم المتحدة في العراق عام
2004 بعد الغزو الأميركي، تجاهل
الأميركيون مقترحاته بشأن تشكيل حكومة
عراقية، فكانت النتائج مأساوية. وشملت
مهمات صنع السلام وحفظ السلام التي
أوكلتها إليه الأمم المتحدة، كلاً من
جنوب إفريقيا وهاييتي وبوروندي
وأفغانستان. وبالعودة إلى
الماضي، فإنه من الواضح أن شهرة أنان
الدولية باعتباره أميناً عاماً سابقاً
للأمم المتحدة، أثارت آمالاً لم يمكن
تحقيقها. ولكن الإبراهيمي لا يثير مثل
هذه الآمال، لأنه أقل شهرة، وبسبب
أسلوبه الشخصي المتواضع، كما يتضح من
مقابلته مع «بي بي سي». ولكنه يعرف
أبطال الأزمة السورية بقدر ما يعرفهم
أنان أو أكثر، وهو يتمتع بميزة كونه
عربياً من الجزائر البعيدة، لذا فإنه
لا ينظر إليه تلقائياً على أنه ينحاز
لطرف معين. ولكن، ماذا عن جدار
الطوب الذي تحدث عنه؟ ما الذي يستطيع
هو فعله في الواقع؟ طالما أن السوريين
مصممون على مواصلة القتال، فإن
الحقيقة ـ مهما كانت غير مستساغة ـ
تقول إن أحداً لا يستطيع إيقافهم. ولكن
الحقيقة تقول أيضاً إنه حتى الحروب
الأهلية تصل إلى نهاية، إما لأن إراقة
الدماء تستمر إلى أن يعجز أحد الطرفين
أو كلاهما عن مواصلة القتال، أو لأن
الطرفين يدركان في الوقت المناسب
أنهما لا يستطيعان التوصل إلى حل
عسكري، ويحتاجان إلى حل وسط. وعلى الصعيد
الداخلي، هناك بعض المؤشرات التي تؤكد
أن الحكومة السورية وجماعات الثوار،
بدأت تدرك أن النصر العسكري بعيد
المنال. وعلى الصعيد الخارجي، اقترح
الرئيس المصري محمد مرسي تشكيل مجموعة
اتصال تضم كلاً من مصر والسعودية
وتركيا وإيران. ويمكن لهذه المبادرة أن
تكون مهمة، لأنها تشير إلى أن مصر قد
تكون مستعدة لاستئناف دورها كقوة
إقليمية بارزة. ولن تكون هنالك نتائج
سريعة، وسيقول المعلقون نافدو الصبر
إن دور المبعوث الدولي عديم الجدوى.
ولكن دعونا نأمل أن تتبنى قوى مجلس
الأمن التابع للأمم المتحدة، وجامعة
الدول العربية، النظرة طويلة المدى. ================= تاريخ النشر:
الإثنين 10 سبتمبر 2012 عائشة المري الاتحاد يزداد الوضع في سوريا
ضبابية، فبعد 18 شهراً من الصراع قتل ما
يزيد على 20 ألف شخص أو يزيد، ودمرت قرى
ومدن، وازدادت الهوة اتساعاً بين
الحكومة السورية والمعارضة، فيما
الأعمال الوحشية التي يرتكبها
الجانبان في تصاعد، واتخذت أشكالًا
مروعة، ودخلت سوريا في دوامة الانتقام
والتطرف الطائفي. ومع تصاعد الدعم
الإقليمي والدولي لجماعات المعارضة،
تغيرت موازين القوى على الأرض بين
المعارضة والحكومة، مما أدى إلى تصعيد
الاقتتال، وتحولت الحرب الأهلية إلى
حرب طائفية، وبدأت العناصر الدينية
تملأ الفراغ وعززت من وجودها على
الساحة السورية وانتشرت التقارير التي
تشير إلى تغلغل عناصر من تنظيم "القاعدة"
في صفوف الثورة السورية، مما يدعم حجة
النظام السوري، بأن المجموعات
الإسلامية المتطرفة والإرهابية، هي
التي تحاول تقويض الأمن في البلاد،
فيما تؤكد المعارضة السورية رفض وجود
عناصر من تنظيم "القاعدة" في صفوف
الثورة السورية، لما قد يشكله ذلك من
تهديد للثورة السورية. استمرار الأزمة أدى
إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، وبدأت
آثار الأزمة السورية تمتد بشكل جلي إلى
دول الجوار الجغرافي حيث تدفق
اللاجئين إلى تركيا والأردن ولبنان. وتشير إحصاءات الأمم
المتحدة إلى أن دول الجوار تستضيف نحو
124 ألف لاجئ سوري مسجل، إضافة إلى تشريد
حوالي مليون شخص من مناطق سكنهم إلى
مناطق أخرى داخل البلاد. لقد استنفذت
الأساليب الدبلوماسية، ودخل الملف
السوري في حلقة مفرغة، ولعل التوصيف
الأمثل للحالة السورية ماذكره أحد
المحللين بالقول بأن الشعب السوري
ومنذ البداية يرفض التدخل الأجنبي في
بلاده "خوفاً من التطورات التي مرت
بها دول مجاورة كالعراق ولبنان أو حتى
أفغانستان. لكنهم الآن باتوا يخشون من
واقع قد يضم كل هذه السيناريوهات معاً
". كل ذلك فيما لايزال مجلس الأمن
يشهد انقسامات حادة بين أعضائة بشأن
الحالة في سوريا. لقد لخص الرئيس
الروسي الموقف من سوريا بقوله "إننا
نتفهم جيداً ضرورة التغيير في سوريا.
لكن هذا التغيير يجب أن لا يكون دموياً"،
وقال بأن "اجتماع جنيف خرج بـ"خريطة
طريق" متكاملة لإعادة الاستقرار
لسوريا. وأعلنت روسيا على لسان وزير
خارجيتها سيرجي لافروف السبت الماضي
بأنها ستطلب من مجلس الأمن تبني خطة
جنيف بشأن الأزمة في سوريا الداعية
لوقف إطلاق النار وتشكيل حكومة
انتقالية. وكانت مجموعة العمل حول
سوريا المكونة من الدول الخمس دائمة
العضوية في مجلس الأمن وثلاث دول عربية
هي العراق والكويت وقطر، إضافة إلى
تركيا، والأمين العام للجامعة
العربية، وأمين عام الأمم المتحدة
ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، قد
اتفقت في 30 يونيو في جنيف على مبادئ
انتقال سياسي في سوريا تستند الى خطة
عنان، ولا تنص على دعوة الرئيس السوري
بشار الأسد للتنحي. خطة تفتح الطريق
أمام انتقال يقوده السوريون بهدف
إنهاء الصراع وتحدد الخطوات الرئيسية
لخطة الانتقال، وتشمل تشكيل حكومة
انتقالية تضم أعضاء من الحكومة
الحالية والمعارضة، وإطلاق عملية حوار
وطني شامل، ومراجعة الدستور والنظام
القانوني الحاليين، وبعد أن يتم
الانتهاء من المراجعة الدستورية، يجب
الإعداد لانتخابات حرة ومفتوحة أمام
الأحزاب وتحدد الخطة الخطوات
والإجراءات اللازمة من أجل التنفيذ
الكامل لخطة عنان، بما فيها الوقف
الفوري للعنف بكافة أشكاله، رغم فشل
خطة عنان المدعومة دولياً قد فشلت في
وقف العنف في سوريا واستقالة "عنان"
من مهمته. ورغم أن أعضاء مجلس
الأمن لايزالون غير متفقين على خطوات
إنهاء الصراع الدائر في سوريا، يبدو
جلياً أن مفاتيح حل الأزمة لازالت بيد
روسيا بعد الحديث مجدداً عن "الحل
السياسي" كمخرج وحيد للأزمة
السورية، وتصب المبادرة المصرية
الرباعية التي تضم كلا من مصر
والسعودية وتركيا وإيران، التي دعت
إليها مصر لحل الأزمة السورية، في إطار
الحلول السياسية لحل الأزمة السورية. ================= فريهان
الحسن الغد الاردنية 10-9-2012 على وقع المدافع
والقصف الجوي ووحشية أفراد جيش نظامي
لا يعرفون معنى الرحمة؛ تلملم الأم ما
وقعت عين الصدفة عليه، وجادت الذاكرة
بتفطن أهميته، وتهم خاطفة ابناءها من
سرقة الموت إلى عذاب ليس أقل وجعا وهو
عذاب التشرد. الخيارات عندها ليست
كثيرة، ولكن كل ما هو دون الموت
لأبنائها ستقبل وترضى به. هذا حوار
داخلي سريع وصاخب دار في غرفة روح
لاجئة سورية يقتلها القهر واليأس
والانكسار. هي تريد النجاة
لأبنائها، بصرف النظر عن رحلة العذاب
والتشرد للوصول لمحطة اللجوء، فذلك
سيكون أقل خطرا وضررا من موت بالمجان.. تبدأ الرحلة، مرة
بسيارة وأخرى على الأقدام، وسط
تسهيلات رحمانية، تقف على الحدود، على
شيك حديدي، هناك تقرر الأم أن تفتح باب
اللجوء وتدخل لحياة أخرى لا تعرفها. وفي اللجوء هناك من
الصور ما يختصر كثرة الكلام وقلة
الحيلة. لأم تحتضن رضيعها بخوف، وأخرى
تمسك بيديها صغارها الذين يترقبون
بحذر عالمهم الجديد في رحلة لا تشبه
تلك التي كانوا يذهبون إليها
للاستمتاع واللعب برفقة والدهم الذي
رحل عنهم لأنه نادى يوما بالحرية. وسائل الإعلام تعج
بصور اللاجئات السوريات الواصلات
لتوهن إلى مخيمات اللجوء بعد رحلة عذاب
أوموت؛ تحت قذائف النار وقصف النظام
هناك، نقلت قهر وانكسار امرأة غادرت
بيتا كان يعج بالذكريات ورائحة تراب
الوطن الذي يعني استنشاقه؛ مواصلة
الحياة.. اللاجئة السورية هي
الأم والبنت والأخت والجدة التي
استحلفت بكل ما آمن به مسلمون وعرب
بإنقاذها وأبناء شعبها من النظام
الوحشي، ولم تجد سوى أن تحزم ما بقي لها
صوب حدود آمنة على مرمى من القصف. ثمة نساء من
اللاجئات، هنّ صاحبات عفة وكرامة، وفي
ثنايا ملامحهن مشوار طويل من قهر
وتشرد، لن ينتهي بإقامتهن في "خيمة". للجوء المرأة معنى
آخر وطعم مختلف أكثر مرارة. فحفاوة
الترحيب وإمدادهن بالطعام والشراب
بنكهة التشرد لن تغنيهن عن قلبهن
المعلق بقراهن الأصلية.. هناك في المخيم امرأة
طاعنة بالسن لوث النظام الديكتاتوري
شيبتها، وأخرى فقدت زوجا وأخا وأبا،
وفتاة تركت أحلامها الجميلة هناك،
ومثلها اُنتزعت براءتها من وحش نظامي،
وطفلة تركت ألعابها ورفيقاتها وكبرت
فجأة على مأساة عائلتها التي فقدت طعم
الفرح ونكهة الحياة. هل هذا هو العذاب؟!،
أظن بأن قليلا من كل هذا هو العذاب
بأبشع صوره، فكيف وقد اجتمعت على
اللاجئة السورية كل صنوف القهر
وعذاباته!!. بين ماض وحاضر
ومستقبل، نستخلص من ملامح اللاجئة
السورية قصص قهرها في بلدها، ونطالع
قصفا جاءها من مكان كانت تعتقد أنه
الأكثر أمانا. هي اليوم "لاجئة"
تهرب بحثا عن النجاة؛ فلا الطعام ولا
الشراب ولا الدواء هي محركات اللجوء،
بل الأمن؛ والنجاة بروح فلذات الأكباد. على مشارف مخيمات
اللجوء السورية، نقر ونعترف بأننا
المقصرون دوما بحقوق الإنسانية وحقوق
الهوية الجامعة لنا؛ عربا ومسلمين. أيتها النساء
السوريات انتظرن فقط قليلا.. فإن الفرح
بنصر الشام قد اقترب.. أيتها الحرائر، صبرا
والله المستعان. لقد هتف شعب سوريا "يا
الله ما إلنا غيرك".. وها أنتن تختنقن
بالأنين وأنتنّ ترددن من بين شقوق خيمة
هرأها الغبار والحر ومرارة الصحراء:
"الموت ولا المذلة"! ================= الدستور 10-9-2012 تجاوزت الأزمة
السورية نقطة اللاعودة من حيث تعليق
الآمال على حل سياسي ينهي الصراع
المحتدم بين النظام الحاكم والثوار
المناهضين له بما يحفظ وحدة سوريا
ويحقق انتقالا سلميا للسلطة. باتت
مراكز الابحاث القريبة من دوائر صنع
القرار في الغرب تفكر في احتمالات
راديكالية تتحدث عن تقسيم البلاد ضمن
جيوب طائفية مع استمرار النزاع
العسكري لأشهر وربما سنوات. ويبدو جليا ان
المعسكر الغربي بقيادة الولايات
المتحدة قد فقد ثقته بقدرة المجلس
الوطني السوري على توحيد صفوف
السوريين وتمثيلهم بعد ان اشتد الصراع
داخل اروقة المجلس وتم استبعاد القوى
الليبرالية والعلمانية لصالح سيطرة
شبه كاملة للاخوان المسلمين. وكذلك فان
ما يسمى بالجيش السوري الحر، وهو غطاء
فضفاض للثوار المسلحين الذي يقاتلون
جيش النظام في انحاء مختلفة من البلاد،
يعاني من اختراق واضح من قبل مقاتلين
جهاديين عربا واجانب ومن ضمنهم
متشددون تابعون لتنظيم القاعدة. وقد
نشهد انشقاقات في بنية الجيش الحر
نتيجة صراع قوى وطنية وجهادية داخله. لكن ذلك لا يعني ان
النظام قادر على تحقيق حسم عسكري في ظل
الانقسام الواضح بين مختلف فئات الشعب
السوري وبعد ان دمر النظام مدنا وقرى
باكملها، وتورط في مجازر ضد المدنيين،
وتسبب في نزوح مئات الآلاف داخل وخارج
سوريا، وخلق مواجهات طائفية. اضف الى
ذلك احتمال انتقال الأزمة الى دول
الجوار وعلى رأسها لبنان المعرض اكثر
من غيره لحدوث اضطرابات طائفية على
خلفية الاحداث السورية. وهناك مؤشرات
على تأثر العراق بتلك الاحداث ايضا بعد
عودة التفجيرات الانتحارية الى مناطق
في بغداد وغيرها. كما ان تركيا متخوفة
من زج النظام السوري بالاكراد على
جانبي الحدود في الأزمة المتدهورة. على المستوى السياسي
لا يملك المبعوث الخاص للامم المتحدة
والجامعة العربية الاخضر الابراهيمي
فرصة حقيقية لاحداث اختراق والتوصل
الى تسوية بعد ان اخفق سلفه كوفي انان
في مهمته. كما ان فرص نجاح مبادرة
اقليمية كتلك التي طرحتها مصر مؤخرا
تبدو ضعيفة في ظل تباين مواقف روسيا
والولايات المتحدة وتشكيك دول الخليج
بالدور الايراني. ما يحدث على الأرض
يوميا سيقرر مسار الاحداث في الوقت
الذي لا يحظى المجلس الوطني السوري
باعتراف دولي او حتى بشرعية توافقية
داخل سوريا نفسها. سيناريوهات المرحلة
القادمة تتحدث عن تدخل اجنبي محدود
لفرض مناطق عازلة بحجة حماية المدنيين
وايقاف مد اللاجئين العابرين للحدود
وربما للسيطرة على مخازن للاسلحة
الكيماوية. كما تتحدث عن تشكل جيوب
طائفية خالصة للعلويين (في شمال غرب
البلاد) واخرى للسنة والدروز، ما يعني
عمليا تفكيك الدولة السورية على شاكلة
يوغسلافيا السابقة، أي البلقنة. في هذه
الاثناء يعاني النظام من انهيار
متسارع لاقتصاده واستنزاف لقدراته
العسكرية. مستقبل المنطقة
واستقرارها على المحك والقراءات
الاخيرة للازمة السورية لا تنسجم مع
آمال السوريين الذي انتفضوا مطالبين
بالحرية والعدالة، وهي بالقطع لن تعود
بالنظام الحاكم الى فترة ما قبل الثورة.
وسواء بقي النظام ام اندحر فان سوريا
ستتحول الى ساحة صراع لقوى متنافرة على
المستويين الاقليمي والدولي قد تؤذن
بتغيرات جيوسياسية جوهرية لم تشهدها
المنطقة منذ تقسيم سايكس-بيكو الأشهر!. التاريخ : 10-09-2012 ================= د. فهد الفانك الرأي الاردنية 10-9-2012 تركيا تأخذ موقفاً
صريحاً من تأييد الثورة ضد النظام
السوري وتعتبر طرفاً في الصراع ، ومع
ذلك تدّعي أن طاقتها على استقبال
اللاجئين السوريين تقف عند ماية ألف
لاجئ ، فأين تقف طاقة الأردن على
استقبالهم ، وهو يأخذ موقف الحياد
الإيجابي ولم يتورط في الصراع. يقدر الاقتصاد
التركي بمقياس الناتج المحلي الإجمالي
بحوالي 700 مليار دولار أي 25 ضعف حجم
الاقتصاد الاردني. وبهذا المقياس
التركي لا يستطيع الأردن أن يستقبل
أكثر من أربعة آلاف لاجئ سوري. تركيا التي تعتبر
طرفاً منحازاً في الصراع الجاري في
سوريا عليها أن تتحمل تبعات موقفها
وتستقبل كل ما يرد إليها من اللاجئين
ولكنها لا تفعل ، أما الأردن الذي
يتمنى لسوريا حلاً سياسياً مقبولاً
لجميع الأطراف ، فإنه لا يضع حداً
لتدفق اللاجئين الذي جاء أكثرهم
للحصول على الطعام والدواء وليس لأنهم
مستهدفون. سوريا ليست ممتنة
لدول الجوار التي تستقبل اللاجئين
السوريين ، بل يتهم إعلامها تلك الدول
بإساءة معاملة اللاجئين واستغلالهم
لأغراض سياسية وإعلامية واعتبارهم
غطاء للتدريب والتدخل. واللاجئون
أنفسهم ليسوا ممتنين وقد تظاهروا ضد
الأمن الأردني وقدموا مطالب تعجيزية
وسببوا قدراً من الفوضى والاضطراب
لمجرد التأخير في تقديم إحدى وجبات
الطعام. استقبال اللاجئين
الذين يصلون بملابسهم الشخصية له
تكاليف باهظة اقتصادية وسياسية
واجتماعية وأمنية ، لا يستطيع الأردن
أن يتحملها ، خاصة وأن الأشقاء الذين
اعتادوا على دعم الأردن مالياً جمدوا
معونتهم تاركين الأردن تحت رحمة صندوق
النقد الدولي والدائنين. ويبدو أن
لديهم شروطأً أقسى وأخطر من شروط صندوق
النقد الدولي الذي وافق على عدم طلب
أية إصلاحات أو إجراءات غير مقبولة
شعبياً. المساعدات الدولية
التي ترد إلى البلدان التي تستقبل
اللاجئين تكون في العادة مؤقتة كأداة
تخدير لبلع الطعم ، ثم ينسحب المانحون
تدريجياً ويجد البلد الذي استقبل
اللاجئين أمام مسؤولية جسيمة دون معين
، كما تدل تجربة الأردن مع وكالة الغوث
الدولية التي سهلت استقرار اللاجئين
خارج بلادهم ، وبعد أن استقروا أخذت
بالانسحاب التدريجي. ما زال السذج الذين
لا يدركون أعباء المشكلة وتداعياتها
يتحدثون عن تقاسم لقمة الخبز وشربة
الماء ، وواجب الأخوة والضيافة ، مع أن
المشكلة أكبر وأخطر من ذلك بكثير . الأخطاء التي يمكن أن
ترتكبهـا الحكومة الأردنية اليوم في
التعامل مع الوضع السوري غير قابلة
للإصلاح غدأً ، بل إن إصلاحها قد يكون
أعلى كلفة. ================= أكرم البني الشرق الاوسط 10-9-2012 «الصديق وقت الضيق»
هو أشهر الأمثال الشعبية التي تؤكد
معنى الصداقة وضرورتها في المصاعب
والمحن، المعنى الذي للآسف لم يظهر عند
من يسمون أنفسهم أصدقاء الشعب السوري،
فليس من معاناة أشد اليوم مما يعانيه
هذا الشعب المنكوب، وليس من لحظة تلح
فيها حاجته للدعم والمساندة أكثر من
اللحظة الراهنة! لقد حيرت السوريين
سياسات الحكومات المهتمة بشأنهم، ذلك
أنها أوحت، بعد أن تكرس توغل النظام في
لغة العنف والتنكيل، بأنها لن تترك
الشعب الثائر وحيدا في الميدان، وأنها
ستكون جزءا من الحل كما حصل في الثورات
العربية الأخرى، لكن الأمر بدا على
العكس تماما وظهرت مفارقة غريبة حين
أصبح المجتمع الدولي ومؤسساته
الأممية، جزءا من المشكلة وسببا في
استمرارها وتفاقمها. لم يقرن أصدقاء الشعب
السوري أقوالهم بأفعال، ثمة صرخات
كثيرة منددة بالقمع واستنكارات
وإدانات بمختلف اللغات لكنها لم
تتجاوز برودة الكلمات، أحيانا من باب
رفع العتب، وأحيانا لامتصاص الضغط
الأخلاقي الناجم عن مشاهد مروعة لا
يحتملها عقل أو ضمير، وأحيانا كي لا
يذكر التاريخ أن الإنسانية لاذت
بالصمت بينما آلة الموت والدمار تعمل
بأقصى طاقتها. لماذا تترك سوريا
لهذا المصير المرعب؟! وإلى متى سيبقى
العالم كأنه لا يكترث بما يحصل من
فظائع وأهوال، وكأنه بشعوبه وحكوماته
يتفرج على الفتك اليومي، دون أن يتحرك
جديا لمنعه، أو على الأقل للتخفيف منه؟!
ألا تستحق صداقة الشعب السوري ردا لوقف
نزيف الدم المستمر ولعب دور إنساني
بسيط في حماية أرواح المدنيين؟! أولم
يفسر ما قاله الرئيس أوباما عن خط أحمر
يستدعي ردعا في حال استخدم النظام
أسلحته الكيماوية، بأنه ضوء أخضر
لاستخدام كل وسائل الفتك دون هذا
المستوى؟! وهل يعتقد أصدقاء سوريا أن
حججهم وذرائعهم لتبرير سلبيتهم يمكن
أن يصدقها أحد، وأنهم على كثرتهم وما
يملكونه من قوة ونفوذ لا يستطيعون
محاصرة الموقف الروسي أو فرض حل ينهي
العنف ويكرس مطالب الناس؟! هم يتذرعون مرة بمجلس
الأمن العاجز عن اتخاذ قرار موحد
ويمنحونه قدسية لا يستحقها، مظهرين
إصرارا على العمل من خلال مؤسسات الأمم
المتحدة واحترام قراراتها
ومبادراتها، وكأنها صارت الهدف
والمعيار وليس دورها في حفظ الأمن
وحماية أرواح المدنيين، دون أن ننسى أن
دول الأطلسي أو روسيا نفسها أقدمت على
لعب دور حاسم في بعض بؤر التوتر
العالمي وضربت عرض الحائط بصيغ
وقرارات مجلس الأمن. ومرة عبر المبالغة
بخطر تسلل جماعات «القاعدة» إلى بلاد
الشام وسعيها لقطف ثمار الحراك
الشعبي، وكأن استمرار المعارك ولغة
السلاح وهذا الفتك المروع ليست العامل
الأهم في جر مختلف أنواع المتطرفين إلى
الساحة السورية بصفتها الفرصة الأهم
لوضع برامجهم موضع التنفيذ. ومرة بإلقاء اللوم
على العمل المعارض والادعاء بأن تفككه
وتشتت رؤيته السياسية يعيقان تقدم
الموقف الدولي، وإظهار الخشية من بديل
مقبل يهدد الاستقرار في المنطقة وحقوق
الأقليات، ونسأل أين توفر نموذج
لمعارضة موحدة ومتماسكة في بلدان
استدعت دورا أمميا؟ وهل قبض الشعب
السوري غير الريح بعد أن توصلت
المعارضة إلى توحيد خطابها وأهم
قواها؟ ونسأل أيضا ألا يهدد ما وصلت
إليه سوريا اليوم استقرار المنطقة وقد
باتت باعتراف الجميع ساحة اضطراب
مفتوحة، تصدر الأزمات ومئات آلاف
المهجرين؟ فأي صداقة للشعب
السوري حين يستمر هذا الصمت الشعبي
والرسمي المريب تجاه فتك وتنكيل لا
يعرف حدودا، أو حين يتأفف البعض من
زيادة أعداد اللاجئين على أراضيه
مستسهلا معاملتهم معاملة لا تليق
بالبشر، أو حين يغدو المواطن السوري
غير مرغوب في بلدان «أصدقائه» وتحاصره
العيون بارتياب، أينما ذهب وأينما حل؟ إن من يدعون أنهم
أصدقاء الشعب السوري لا يقدمون له سوى
الدعم اللفظي والتغني بشجاعته وبعض
الوعود الخلبية، ولا يغير من هذه
الحقيقة حدة هجومهم على الموقف الروسي
وعلى أشكال الدعم الإيراني، ولا تكرار
المطالبات برحيل النظام، ولا تشديد
العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية ضد
أهم الشخصيات السلطوية، ووضع ثقلهم
وراء محاسبتها على ما ارتكبته. في المقابل أثبت
أصدقاء النظام السوري صداقتهم له،
وكانوا جادين في تقديم كل أسباب الدعم،
السياسي والعسكري والمالي،
لاستمراره، فساعدوه على تعطيل جميع
المبادرات العربية والدولية لمعالجة
الأزمة وتفريغها من محتواها القائم
على تغيير النظام وإرساء مرحلة
انتقالية تقوم على أسس ديمقراطية،
واستخدموا الفيتو ثلاث مرات ضد أي قرار
يدين العنف السلطوي، وساهموا في إجهاض
مختلف المبادرات العربية والدولية، ثم
منحوا النظام المهل لتصعيد ممارساته
القمعية التي وصلت حد العقاب الجماعي
وتدمير المدن والأحياء بشكل عشوائي،
وعملوا على تغطية أفعاله وتبريرها
بتبني روايته عن عصابات مسلحة وقوى
إرهابية سلفية تنفذ مؤامرة خارجية
تستهدف دوره الممانع! التغيير مقبل
والمسألة مسألة وقت، هي عبارة يكررها
أصدقاء الشعب السوري لحجب زيف
سياساتهم ومواقفهم، وتاليا، رغبتهم
بعدم استعجال الحسم، ما يشعر السوريين
بأن وراء هذا التعاطي مع محنتهم، تقف
رغبة خفية ومضمرة بترك الصراع مفتوحا
لأقصى مدة ممكنة، كأن هؤلاء الأصدقاء
يريدون لصديقهم أن يدمر بلده تدميرا
ذاتيا وأن يعيش في دولة منهكة ومفككة،
أو كأنهم ينفذون من حيث يدرون أو لا
يدرون خيارا طالما حلمت به إسرائيل في
إيصال هذا البلد إلى حالة من الإنهاك
والاهتراء تشغله عنها، أو كأنهم
يريدون استنزاف عدوهم الإيراني على
حساب دماء السوريين ومستقبل أجيالهم،
دون أن يتكبدوا أي عناء. ليس من بلد نضجت فيه
الدوافع الأخلاقية والقانونية لفعل
أممي حاسم يوقف العنف المفرط كما
سوريا، وليس من شعب حفز شروط التغيير
بقواه الداخلية الصرفة ودون عون «الأصدقاء»
وأبدى استعدادا لدفع أغلى الأثمان من
أجل نيل حريته وكرامته، كما الشعب
السوري. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |