ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
زين
الشامي / فضائيات تفوح منها رائحة الدم
...مذيعة تمشي فوق جثث «داريا»!! الرأي العام 11-9-2012 منذ ايام حجبت ادارتا
«عرب سات» و«نايل سات» بث القنوات
السورية بصفة نهائية تطبيقا لقرار صدر
عن وزراء خارجية الدول العربية قبل
شهرين تقريبا، في اطار الجهود
المبذولة لعزل النظام السوري بعد
تجميد عضوية بلاده في جامعة الدول
العربية. وكان طبيعيا ومتوقعا ان تصدر
وزارة الاعلام السورية بيانا تدين فيه
هذا الحجب، وتعتبره «انحيازا مباشرا
للمشروع المعادي لسورية» وتطالب
الجهات المعنية بالتراجع عنه. بكل صراحة ورغم أني
صحافي اعمل في مجال الاعلام لسنوات
طويلة ورغم أني اعارض بشدة اي سياسة او
قرارات تنتهك حرية وحق التعبير للرأي
الآخر، فإني للمرة الاولى اشعر ان هذا
القرار كان صائبا تماماً وان جامعة
الدول العربية تأخرت كثيرا في تطبيق
قرارها بحق الفضائيات السورية. فبحكم
عملي الصحافي ومتابعتي للكثير من
وسائل الاعلام في غالبية الدول
العربية والأجنبية لم اجد وسيلة اعلام
واحدة تشبه الاعلام السوري لناحية عدم
تمثيله للجمهور والشعب الذي ينتمي
اليه، انه منسلخ تماماً عن الواقع
ويعمل من اجل تلميع شخص واحد هو «القائد»
والنظام الذي يخوض معركة دموية ضد شعبه
رغم ان هذا الاعلام والعاملين فيه
يعيشون على حساب دافع الضرائب السوري،
وهنا تصبح المعادلة صارخة: تلفزيونات
وصحف وصحافيون يتلقون رواتبهم من
الجمهور الذي يتوجهون اليه ثم يباركون
قتل هذا الجمهور ويبررون المجازر ضده
ويصفونه بالإرهابي أيضاً!!؟؟ هذا لم
يحصل في كل العالم، هذا لم يحصل عبر
التاريخ. منذ اكثر من عام وحين
عرضت الفضائيات السورية الصور الاولى
لضحايا التفجيرات التي ضربت مبنيي
الاستخبارات العسكرية وشعبة الأمن
الجنائي بدمشق، شعر الملايين من
المشاهدين عبر العالم بالصدمة من «وقاحة»
الفضائية السورية وفضائية «الدنيا»
وفضائية «الإخبارية» حين تنافست
جميعها في عرض أشلاء ضحايا التفجيرات.
هل تصدقون ان تلفزيونا واحدا في العالم
اليوم يعرض على جمهوره ايادي مقطوعة
ورؤوسا مهشمة واحشاء القتلى؟؟ طبعا بغض النظر عما
اذا كانت تلك التفجيرات هي تفجيرات
إرهابية ام مفتعلة من قبل النظام
السوري وأجهزة استخباراته حيث كانت
هناك شكوك كبيرة بوقوف النظام وراء تلك
التفجيرات بعد اكتشاف حقيقة الجهة
الوهمية التي اعلنت مسؤوليتها عن
التفجيرات. ليس ذلك فحسب كان هناك غش
رسمي وكذب مارسته تلك الفضائيات
السورية حين ادرجت اسماء الضحايا، لقد
كان من بين اسماء الضحايا معتقلون
سابقون وهناك من تكرر مقتله مرتين في
وسائل الاعلام نفسها تلك، فأحد
الاسماء قتل مرة على ايدي مجموعات
إرهابية في حمص وفي المرة الثانية بسبب
التفجيرات؟ وبكل صراحة انا شخصيا
لست متفاجئا بهذا الاعلام السوري رغم
أني لم اعمل به يوما واحدا. لقد درست في
كلية الاعلام في دمشق واعرف جميع
المسؤولين الاعلاميبن، أعرفهم عن قرب
شديد بحكم عملي ودراستي، ان وزير
الاعلام السابق والمدير العام لوكالة
سانا ورئيس تحرير صحيفة الثورة وصحيفة
تشرين كلهم درسوا معي على المقاعد
نفسها في كلية الإعلام، كلهم اصبحوا في
مواقعهم الحالية بسبب ولائهم الأعمى
للنظام الحاكم منذ ان كانوا جميعا طلبة
في كلية الاعلام، حتى ان احدهم وهو
يشغل اليوم منصب رئيس تحرير احدى الصحف
كتب بحقي تقريرا الى الأجهزة الامنية
يتهمني بأني معادٍ للنظام لأني قلت
خلال احد النقاشات المفتوحة وكنت
طالبا في السنة الثانية، ان الرئيس
جمال عبد الناصر هو قائد تاريخي
ومحبوب؟؟ طبعا اعتبر «زميلي» الذي كان
يجلس بجانبي وقتها أني ضد النظام لأني
لم اقل ان الرئيس حافظ الاسد هو القائد
التاريخي والمحبوب؟؟ زميلي هذا هو
اليوم رئيس تحرير وحين تخرج في الكلية
وجد عملا منذ اليوم الاول وأدى خدمته
العسكرية لاحقا في فرع المنطقة التابع
للاستخبارات العسكرية حين كان يرأسه
اللواء هشام الاختيار الذي قتل في شهر
يوليو الماضي في تفجير مبنى الأمن
القومي. أيضاً مدير مؤسسة
إعلامية كبيرة رسمية أدى خدمته
الإلزامية في ذلك الفرع وكان معروفا
وتطرفه الأعمى وولائه الاستخباراتي
للنظام، لقد كان رجل امن اكثر من كونه
طالبا في جامعة يدرس الصحافة والإعلام. اوردت هذه القصص
الشخصية من اجل ان نعرف حقا من هم الذين
يديرون الاعلام السوري، انهم أشخاص
بعيدون جداً عن الواقع وعن الجمهور، لا
بل ربما هم خصوم وأعداء الشعب السوري
وهم اقرب الى رجل الأمن من المواطن
السوري. طبعا آليات التوظيف
والعمل في الاعلام السوري تعتمد على
موافقة الأجهزة الامنية اولا وأخيرا
سواء كان طالب العمل عامل تنظيفات او
حارسا او «فراشاً» وصولا الى الصحافي
المحرر او المذيع او المذيعة. وايضا
وبسبب ذلك علينا ان نفهم وندرك
الانتهاك الشائن بحق اخلاق مهنة
الصحافة الذي مارسته مذيعة قناة «الدنيا»
الفضائية السورية في مدينة «داريا»
حين غطت للتلفزيون الذي تعمل به
المجزرة التي وقعت في المدينة والتي
راح ضحيتها المئات من بينهم الكثير من
النساء والأطفال. ففيما يعتبر من اشد
التقارير التلفزيونية انتهاكا
للاخلاق المهنية وانتهاكا لما قالت به
الأديان السماوية عن حرمة الجسد الميت
وما توافق عليه كل منظري وأساتذة
الاعلام عبر التاريخ عن ضرورة احترام
مشاعر الاطفال وحيواتهم وعدم إقحامهم
في الحروب العسكرية والحروب الاهلية
او استغلالهم في حروب التحريض
السياسي، بخلاف كل ذلك قامت تلك
المذيعة حاملة «لوغو» قناة الدنيا
بالمشي بين جثث الضحايا وأجرت مقابلات
مع ابناء الضحايا واقاربهم، قرب الجثث
تماماً وفوقها..او ربما «من موقع الحدث»
حسب الاعلام السوري وحسب وجهة نظر تلك
المذيعة. لقد شعر الملايين ممن تسنى
لهم مشاهدة ذلك التقرير بالخزي والعار
من تلك الانتهاكات التي ارتكبتها
المذيعة والقناة التي تمثلها او تعمل
لها. بعد كل ذلك، هل كان
قرار الجامعة العربية القاضي بحجب
الفضائيات السورية قرارا صائبا؟؟ بكل
تأكيد كان كذلك، حيث من غير المعقول ان
يستمر القاتل بقتله وجرائمه دون عقاب
ومن غير المعقول ان يستمر في العمل من
يبرر ذلك القتل ويدعو اليه ويحرض على
شعب لمجرد انه طالب بالحرية
والديموقراطية، فثمة خيط رفيع جداً
بين من يقتل وبين من يبرر بلا هوادة
وليل نهار ذلك القتل. ================= راجح الخوري 2012-09-11 النهار قياساً بالمواقف
الاقليمية والدولية من الأزمة السورية
لا يملك الاخضر الابرهيمي الذي بدأ امس
مهمته من القاهرة، أي عنصر يعطيه أملاً
بالوصول الى نهاية تختلف عن الفشل الذي
وصل إليه سلفه كوفي أنان، لهذا كان قد
بكّر في وصف مهمته بالمستحيلة. عندما جاء أنان كان
يملك حداً أدنى من التأييد الدولي ومن
قبول النظام السوري وكانت دورة القتل
على عنفها تسمح بفتح نافذة حوار معقول،
لكن الابرهيمي يصل مفلساً، فهو لا يملك
شيئاً من هذا، والدليل ان الخلاف بين
سيرغي لافروف وهيلاري كلينتون تجدد مع
بدء مهمته وان النظام السوري أفهمه
سلفاً ان عليه كي لا يفشل الا يبدأ من
حيث انتهى أنان، بمعنى ان لا مجال
للتغيير والانتقال السياسي فالأسد باق
الى الأبد، ولأن دورة القتل تجاوزت كل
الحدود الى درجة لم تعد تسمح لأحد بأن
يحاور أحداً وسط طوفان حمامات الدم! وإذا كانت المواقف
الاقليمية والدولية الراهنة تعكس
نعياً صريحاً لمهمة الابرهيمي، فإن
المثير ان ديبلوماسيين في الأمم
المتحدة قالوا أمس إنه يريد التأكد قبل
الذهاب الى دمشق من أنه سيحظى باستقبال
جيد من الأسد رغم أنه يعرف منذ عمل
وسيطاً في الأزمة اللبنانية، ان
الاستقبالات السورية تبدأ جيدة عادة
لكن نهاياتها غالباً ما تكون صادمة
وسلبية، فكيف إذا كان جوهر مهمته يتعلق
بعملية "الانتقال السياسي" التي
يفترض ان تنهي حكم الأسد؟ منذ البداية أعلن
الابرهيمي أنه يراهن على قيام تفاهم في
مجلس الأمن، مكرراً ان دعم المجتمع
الدولي لمهمته أمر ملح جداً، ولكن
الانقسام الذي يعطل مجلس الأمن منذ عام
ونيف لا يزال على حاله، فمع وصوله الى
القاهرة برزت الخلافات الأميركية -
الروسية على هامش منتدى فلاديفوستوك،
عندما أعلنت هيلاري كلينتون: "لا
معنى لاستصدار قرار غير ملزم من مجلس
الأمن كما ترغب في ذلك روسيا، يتبنى
اتفاق جنيف حول الانتقال السياسي من
دون الدعوة الى رحيل الأسد ولا ينص على
عقوبات في حال عدم الالتزام به، وإذا
استمرت الخلافات مع روسيا فسنعمل مع
الدول التي نتفق معها في المواقف على
دعم المعارضة السورية من أجل تسريع
سقوط نظام الأسد"، فمن أين يأتي
التفاهم الدولي الذي يراهن الابرهيمي
عليه؟! قبل وصول الابرهيمي
الى القاهرة كان محمد مرسي مشتبكا مع
الأسد بعدما وصفه بالقمعي، وفاقد
الشرعية الذي لن يبقى طويلاً، وكان رجب
طيب أردوغان يبشره بنهاية قريبة، لكن
مضمون الحوار الهاتفي بين الابرهيمي
وعلي أكبر صالحي مساء السبت كان
مناقضاً كلياً لكل هذا، ما يرسخ سلفاً
فشل مهمته المستحيلة! ================= صالح القلاب الرأي الاردنية تحدث المبعوث الدولي
والعربي الجديد الأخضر الإبراهيمي،
بعد وصوله الى القاهرة، عن ضرورة
التوصل الى «منظور» جديد لحل الأزمة
السورية والتخلي نهائياً عن خطة كوفي
أنان التي بقي يحاول تسويقها على مدى
ستة شهور لكنه لم يجد في النهاية بدّاً
من أن يستقيل ويتنحى بعدما فشل فشلاً
ذريعاً ليس لأنه غير كفؤٍ لهذه المهمة
الصعبة بل لأن الروس استهلكوا وقته في
مناورات وألاعيب لا زالوا مستمرين بها
في حقيقة الأمر حتى الآن. لم يكشف الأخضر
الإبراهيمي عن طبيعة هذا «المنظور»،
الذي تحدث عنه، لكن من المعروف أنه أكد
عندما كُلِّف بهذه المهمة أنه حتى يقبل
بها لابد من أن يكون هناك اتفاق
مُلْزِمٌ في مجلس الأمن يضم روسيا
والصين ليُصبح بالإمكـان حلُّ هذه
الأزمة التي غدت مستفحلة وحقيقة أن
التعقيدات التي وصلت اليها الأمور
جعلت أنه من غير الممكن القبول بأقل من
تنحي بشار الأسد والتفاهم تفاهماً
مضموناً على مرحلة انتقالية تفضي الى
انتخابات حرة وديموقراطية بإشراف
دولـي. والمؤكد أن الأخضر
الإبراهيمي، هذا الدبلوماسي المخضرم
المبدع، يعرف أن ترحيب النظام السوري
ومعه روسيا وأيضاً الصين وإيران به
وبمهمته هو من قبيل ذرِّ الرماد في
العيون ومن قبيل فتح أبواب المماطلات
مجدداً للإستفادة من عامل الوقت وذلك
على غرار ما حصل مع كوفي أنان الذي
أُدخل في دوامة الرحلات المكوكية
المعروفة بين دمشق وطهران وموسكو التي
كانت بمثابة القفز في المكان ذاته فوق
حبل مشدود وانتهت الى الفشل الذريع
بدون إنجاز ولو بند واحد من خطته ذات
الستة بنود والتي تجاوزها الزمن ولا
يجوز بذل أي جهد وإضاعة أي وقت
لإنعاشها لأن الله وحده هو الذي يحيي
العظام وهي رميم. لا تزال روسيا على
الموقف نفسه الذي بقيت تتمسك به منذ
بداية هذه الأزمة التي تحولت الى حرب
طاحنة أعطاها هذا النظام طابعاً
طائفياً ومذهبياً بغيضاً والمفترض أنه
بات معروفاً ومؤكداً أن فلاديمير
بوتين ومجموعته لا يصْدِقون في حرف
واحد عندما يُشْعِرون المجتمع الدولي
والعالم بأسره أنهم أصبحوا جاهزين
للتخلي عما بقوا يتمسكون به وانه بات
لديهم استعداد لـ»بيع» بشار الاسد
ونظامه وفق معادلة تحفظ له أمنه وبخاصة
في المرحلة الإنتقالية التي هناك
إشارات واضحة إليها إن في خطة أنان
السالفة الذكر وإن في ما تم التوافق
عليه في مؤتمر جنيف العتيد الذي عقدته
مجموعة العمل الدولية حول سورية في
مطلع يوليو الماضي وغاب عنه وزير
الخارجية الروسية. ولذلك وعندما يستقبل
لافروف تكليف الأخضر الإبراهيمي
بالدعوة الى العـودة الى مؤتمر جنيف
الآنف الذكر وإلى مقرراته فإنه في
حقيقة الأمر يسعى الى إستنزاف الوقت
وإعطاء نظام بشار الأسد المهلة التي
يريدها لإستكمال عمليات الدمار
وعمليات ذبـح الشعب السوري التي لم
تستثنِ ولا مدينة واحدة من المدن
السورية والتي تحولت الى مجازر على
غرار ما شهدته في هذا المجال أبشع
وأسوأ مراحل وحقب التاريخ القريب
والبعيد. إنه لا ضرورة إطلاقاً
لأن يذهب الأخضر الإبراهيمي الى دمشق
ما لم تتوقف عمليات ذبح الشعب السوري
في هدنة زمنية يتم الاتفاق عليها وما
لم يغير الروس موقفهم الحالي ويتخلوا
عن تدخلهم العسكري السافر في الشؤون
الداخلية السورية وأيضاً ما لم
يلتزموا سلفاً باستصدار قرار عن مجلس
الأمن الدولي تحت الفصل السابع من
ميثاق الأمم المتحدة لممارسة ضغط جدي
على بشار الاسد ونظامه ليوقف كل هذه
المذابح الهمجية التي يرتكبها ويبدي
استعداداً جدياً للتنحي والمغادرة
وفقاً لما ورد في المبادرة العربية
ولما جاء في خطة أنان وما تضمنه البيان
الصادر عن مؤتمر جنيف الأخير الذي
عقدته مجموعة العمل الدولية. ================= سرائيل
تخشى النظام السوري المقبل أ . د . علي الهيل 2012-09-10 القدس العربي
مخطىءٌ من يظن أن
أمريكا ودول الغرب ومن يلف لفيفها
متقاعسة والأمم المتحدة ومجلس الأمن
الدولي التابعين في المطلق للإيباك 'إسرائيل
'وتبعاً لذلك لأمريكا والغرب في فرض
حظر جوي على النظام السوري أو فـــــي
ممرات آمنة. إنه أمر مقصود مبيت
ليس بليل فحسب بل وفي وضح النهار،
لصالح 'إسرائيل 'وإن بدا على السطح غير
ذلك. إنه الإفلاس والإنهيار والمذهب
المكيافيلي السافر في السياسة
والعلاقات الدولية. كما أن دول الغرب
عامة ـ بنسب متفاوتة - وأمريكا خاصة في
المطلق لم تفعل أو تَقُل شيئاً يُذكر
قَطُّ إِزاءَ العربدة الصهيونية ضد
الفلسطينيين والعرب، على امتداد أكثر
من ستة عقود، وسايرتها الدول
والمنظمات 'الدولية 'الموالية أو
التابعة، كررت السلوك نفسه تفريباً مع
النظام السوري مع فارق الإكتفاء
بالهجوم اللفظي. وتكرر الشيء نفسه مع
النظام اليمني والتونسي والمصري بينما
تم التزام الحياد إلى درجة عالية مع
العنف في البحرين والسعودية وعمان، في
حين كان الإجراء مختلفاً مع النظام
الليبي، فقد تم التدخل عسكريا، وليس
سياسيا فقط. لا لأن الليبيين أرادوا
إزالة مؤسسة (القذافي) الظالمة، ولكنْ
لأن (القذافي) لم تكن له رؤية إيجابية
واضحة تجـــاه أمن 'إسرائيل' ونتيجة
لتاريخه العدائي الطويل مع الغرب،
وتقلباته المزاجية . لعل الفرق الملاحظ
بين 'إسرائيل 'ونظامها الصهيوني
والنظام السوري أن الغرب ومعه كل
أتباعه فقط لم ولن يجرؤ على مجرد لوم 'إسرائيل
'في الحد الأدنى، دعك عن مهاجمتها أو
نقد ممارساتها في حين يهاجم كلاميا
تصرفات النظام السوري ويكتفي بتحريض
المعارضة فحسب. السبب الوحيد أن '
اللجنة الأمريكية الإسرائيلية
للعــــلاقات العامة ' وردهاتها أو
لوبياتها في دول الغرب ودولتها 'إسرائيل
'وفـــي غيرها من دول العالم ومن بينها
دول عربية، ترى أن النظام السوري لم
يزعج قطُّ وجود اسرائيل في (الجولان)
مهمة 'لإسرائيل' لا لأنها فقط
إستراتيجية لاعتبارات عسكرية بَيْدَ
أنها إضافة إلى ذلك غنية بالمياه
العذبة ومصدر أساسي للأمن المائي
الصهيوني، ومؤخراً تم اكتشاف النفط
والغاز فيها بكميات تجارية وجارٍ فيها
عمليات التنقيب حاليا. لا شك أن 'الإيباك'
ولوبياتها ودول الغرب ودول أخرى تأتمر
بأوامرها، كما يُنشر في أدبياتها
متحسرة إلى حد المرارة على زوال أنظمة (زين
العابدين ومبارك وعلي صالح)، ذوي
الإتجاه الواضح إزاء خدمة الأمن
الصهيوني، والكل يعلم تقريبا كيف
استماتوا جميعاً للحؤول دون سقوطها،
ولعل وقوف الجيش مع الثورة الشعبية في
كل من تونس ومصر واليمن ورفضهم ضرب
الشعب أفشل مخططات 'الإيباك' في
الإبقاء على عملائهم، وهو ما لم يحدث
قي سوريا حيث وقف الجيش مع النظام ضد
الشعب، الأمر الذي يسهل على 'الإيباك'
حث دول الغرب على أن لا تتدخل عسكريا
بفرض مناطق حظر جوي أو ممرات آمنة
للاجئين السوريين. 'الإيباك' و'إسرائيل'
تخشى من حكم قادم لسوريا وتؤثر النظام
الحالي رغم تحفظات معينة عليه لأنها
تعرفه منذ زمن بعيد وتعايشت معه بما
يكفل أمن 'إسرائيل'على الأقل في
الجولان. ================= الياس خوري 2012-09-10 القدس العربي
ما ان طرح لوران
فابيوس، وزير الخارجية الفرنسي، فكرة
تشكيل حكومة انتقالية في سورية، حتى
علا الضجيج التلفزيوني في الفضاء
المصنوع من الكلام والصور، وانكشف
الواقع المرير الذي تعيشه النخب
السياسية والثقافية السورية في الخارج.
فصارت الحكومات تتشكل وتنفرط، وصار
الكل وزراء في حكومات وهمية تولد ميتة! بدا المشهد مضحكا-
مبكيا. المضحك فيه هو سذاجة بعض افراد
النخبة المعارضة في الخارج، بحيث
اعتقد الكثيرون ان مجرد الظهور على
شاشة التلفزيون يحول الناس الى زعماء!
والمبكي هو مقارنة هذه الخفة بوحشية
آلة القمع الأسدية التي تحول العمران
السوري الى ركام، ومقارنتها ايضا
بالمقاومة الاسطورية التي يصنعها
الشعب السوري في مواجهة الموت، صمودا
في طلب الحق. هذه المفارقة يمكن ان
تجد جذورها في عقود الاستبداد الأربعة
للحكم الأسدي، حيث تم اخراج المجتمع من
السياسة، والتحطيم المنهجي للاحزاب
والنقابات والجمعيات، بحيث تأسس 'الأبد
الأسدي' في فراغ سياسي لا مثيل له سوى
الفراغ الكوري الشمالي، واستطاع البعث
ان يحوّل مثالية وصوفية وسذاجة ميشال
عفلق الى آلة استبدادية متمملكة (نسبة
الى المماليك)، تقهر المجتمع، محولة
النظام السياسي الى دولة والدولة الى
مافيا. هذه الحقيقة تفسّر
الأمر جزئيا لكنها لا تُعفي النخب
السورية المعارضة من مسؤولياتها
الأخلاقية. فالذي يدّعي انه يقود
تترتّب عليه مسؤوليات اخلاقية وسياسية
كبرى، عليه ان يتصدى لها بمزيج من
الشجاعة والحكمة. فبعد ستة عشر شهرا
على اندلاع الثورة السورية، وبعد
مواكب الشهداء التي لا تنتهي، لم يعد
هناك عذر لأحد. آن الاوان كي تتبلور
قيادة تفهم معنى العمل الجماعي،
ومستعدة للتضحية، وقادرة على بلورة
أفق سياسي يخرج السياسة من هذا النفق
المخجل، الذي يؤلم القلوب، ويحيّر
العقول. من الواضح ان ما يسمى
المعارضة الخارجية بدأت تصبح خارج
الموضوع، وبدأ نفوذها في التلاشي. ومن
شبه المؤكد اننا لن نستطيع العثور على
معلومات عن مجريات الأمور في حلب، من
المجلس الوطني او هيئة التنسيق او
المنبر الديموقراطي او هيئة الأمناء
او قيادة الجيش الحر في تركيا الى آخر
ما لا آخر له من الأسماء والمسميات. اذا
اردنا ان نعرف ماذا يجري في حلب وما هو
مسار المواجهة فيها علينا ان نلجأ الى
وسائل الاتصال الاجتماعية والى صفحات
التنسيقيات على 'الفيس بوك'. واغلب الظن
ان قيادات الخارج تستقي معلوماتها من
المصادر نفسها التي يستقي منها
المراقبون معلوماتهم. ما معنى القيادة في
حال كهذه؟ الاداء الذي قام به
مناف طلاس هو مؤشر هذا الشكل من
القيادات. فلقد اتخذ انشقاق العميد ابن
العماد وشقيق المليونير شكل سبق صحافي
قامت به قناة 'العربية'، من الخطاب الى
العمرة الى شكر المليك السعودي. اي
اننا امام من ينتظر الخارج او يراهن
عليه. بالطبع لم تتصرف بقية قيادات
المعارضة بهذه الفجاجة، لكن خلافاتها
السخيفة وعصبوياتها جعلتا منها اداة
عجز تنتظر الجامعة العربية او دولة قطر
كي تجمعها على قواسم مشتركة ولا تجتمع. لكن ما يثير الخوف
على مستقبل الثورة السورية ليس واقع
المعارضة الخارجية بل التفكك وبعض
الفلتان الذي تشير اليه ممارسات
قطاعات من الجيش السوري الحر ومعها
مجموعات من المسلحين التي تعلن انتماء
لفظيا الى هذا الجيش. وعلى الرغم من
البطولات والمقاومة الكبيرة التي
تبديها وحدات هذا الجيش وقدرتها
بالسلاح المتواضع الذي تملكه على
تحرير مناطق شاسعة من سورية، فان
الممارسات الخاطئة التي تشهدها سورية
تنذر بالخطر ويجب ايجاد آلية لوضع حد
فوري لها قبل ان تتفاقم، وتقدم ثغرات
تسمح للنظام الأمني السوري باستغلالها. من الواضح ان الثورة
السورية هي اليوم امام منعطف جديد من
اجل بلورة قيادتها، ومن شبه المؤكد ان
هذه القيادة تتشكل اليوم من شباب
الثورة في تنسيقياتهم التي تواجه آلة
القتل العمياء، ومن قيادات الميدان في
الجيش السوري الحر، التي لم تصل بعد
الى القدرة على بناء آليتها القيادية. والتحدي اليوم هو
التنسيق الكامل وبناء قيادة موحدة بين
هذين التكوينين، كي تجد الثورة
قيادتها، وترسم اهدافها وتكتيكاتها
السياسية والنضالية والعسكرية. هل هذا ممكن؟ لا ادري، ربما كنا
امام مسار ثوري طويل ومعقد، فاعادة
السياسة الى المجتمع بعد تحريره من
الديكتاتورية، عملية تاريخية قد تأخذ
وقتا، وسيكون ثمنها كبيرا. لأن استعادة
النصاب السياسي هي جزء من عملية اعادة
بناء ثقافية اجتماعية وفكرية، وهي
حصاد مدوّنة اخلاقية جديدة، هي جوهر اي
بناء جديد. وهنا تستوقفني
ظاهرتان مضيئتان اريد التوقف عندهما،
لأنهما تقدمان نموذجا اخلاقيا وسياسيا
جديدا. الظاهرة الأولى
اسمها رياض الترك، فهذا القائد
الديموقراطي الكبير الذي واجه السجن
والقمع بالصمود والايمان بأن الشعب
السوري قادر في النهاية على تحطيم
مملكة الصمت، هو اليوم في سورية، يناضل
مع المناضلين، يختفي عن عيون رجال
الأمن، كي يكون مع شباب الثورة في
عملهم اليومي الصعب والمضني. اللافت ان
الترك قدم نموذجا مختلفا للقائد
السياسي، لا تغريه آلة الاعلام، ولا
يحكي الا من اجل ان يوصل رسالة ملموسة
وموقفا واضحا. الظاهرة الثانية
تقدمها مجموعة من المثقفين يعملون مع
شباب التنسيقيات من قلب سورية، وسط
ظروف بالغة الصعوبة، لكنهم لم يسقطوا
في فخ الاعلام، ولم يحيدوا عن قناعاتهم
بأن قيادات الثورة تصنعها الثورة، ولا
تُسقط عليها من اي مكان. هؤلاء ومعهم مئات بل
الوف المناضلين الصامتين، يصنعون
قيادة جديدة وشبه سرية للثورة، وعلينا
ان ننصت اليهم. لا اريد ان اوحي
بأنني اصادرحق اي مواطن او واجبه، سواء
في الخارج او الداخل، في النضال من اجل
ان تنتصر الحرية في سورية، لكنني اردت
ان ارى الأمور في وصفها ظواهر نسبية،
كي لا نسقط في وهم قيادات افتراضية
تصنعها الصورة. تحية الى ياسين الحاج
صالح جاء منح جائزة برنس
كلاوس الهولندية للكاتب والمناضل
السوري ياسين الحاج صالح، بمثابة
جائزة للجائزة نفسها. فالجائزة التي
استطاعت ان ترى من خلال الألم السوري
كيف تضيء الكلمات عتمة الخوف، تستحق
التحية. ياسين الذي لم يهدأ قلمه، منذ
اشتعال الثورة السورية، قدّم نموذجا
للمثقف الحر والمستقل، الذي يلعب دوره
في بلورة الثورة ونقد الأخطاء
وتصويبها، من داخل العملية الثورية
التي تبني افق الحرية والعدالة.. انه يشكل اليوم مع
مجموعة من مثقفي سورية ضميرا، بالمعنى
الذي كتبه ادوارد سعيد. هذا الضمير
الذي يكتب في شروط صعبة داخل سورية،
يستحق اكثر من تحية، لأنه نجح في ان
يبني صوتا، حين نقرأه ونعرف انه لا
يزال في موقعه، نعلم ان سورية لا تزال
بخير. ================= نصائحهم
للسوريّين: عودوا إلى الأسد الثلاثاء
١١ سبتمبر ٢٠١٢ حازم صاغية الحياة لا تنبع أهميّة
الثورة السوريّة فحسب من موقع سوريّة
وتأثيرها في جوار عريض ومتباين يطال
لبنان والعراق وتركيا وما يقع بينها،
إنّها تنبع أيضاً من اللطمة التي
وجّهتها الى منظومة في التفكير سادت
المشرق العربيّ عشرات السنين. فبشّار
الأسد لم يخطئ حين فكّر تبعاً لتلك
المنظومة، فقال لصحيفة «وول ستريت
جورنال» الأميركيّة إنّ ثورة لن تقع في
بلده. ذاك أنّ الحكم في دمشق ممانع
ومناهض للامبرياليّة والصهيونيّة،
فمن أين تأتي الثورة إذاً؟ بيد أنّها ما لبثت أن
أتت ممرِّغة بالتراب هذه المنظومة
ورافعةً لواء البديهة المغيَّبة:
الشعب يريد... تلك اللطمة استهدفت،
إذاً، طريقة في تمثيل الناس والنيابة
عنهم في معزل عن استشارتهم. واغتصابٌ
تمثيليّ كهذا يلازم كلّ نزعة
إيديولوجيّة متطرّفة في زعمها امتلاك
الحقيقة، بحيث لا يعود جائزاً تعريض
تلك الحقيقة المزعومة للانتخاب
والاستفتاء وسائر التقنيّات التي تقاس
بموجبها ميول البشر وأهوائهم. هنا كان طبيعيّاً أن
يلجأ النظام، من رأسه التنفيذيّ حتّى
أخمص قدميه التلفزيونيّ، إلى نظريّة
المؤامرة. هذا هو التفسير «العلميّ»
لحركة شعب دامت حتّى الآن أكثر من عام
ونصف العام، مخلّفة آلاف الضحايا
ومتسبّبة في نزوح الملايين وتهجيرهم. ما هو طبيعيّ في سلوك
النظام طبيعيّ كذلك في سلوك مثقّفين
لجأوا هم أيضاً إلى المؤامرة أداةً
للتفسير. ذاك أنّ هؤلاء يشاركون بشّار
الأسد الانتساب إلى المنظومة الملطومة
إيّاها، وبالطبع يفوقونه صياغةً
وبلورةً لها، وإن كانوا يأخذون عليه
شيئاً من الانحراف نحو «النيو
ليبراليّة»! وهم يشاركونه، فوق هذا،
تمثيل الحقيقة في معزل عن أهلها
وإراداتهم. واقتراحات هؤلاء على
السوريّين إنّما تنمّ عن درجة ولائهم
لتلك المنظومة التي عوّل بشّار عليها
لتجنيبه الثورة عليه. ومن ذاك القلي
بالزيت نفسه، تستعاد صور ورموز تمتدّ
من عبدالناصر إلى غيفارا، ومن الأخير
إلى جورج حبش...، وتتمدّد من استرجاع
الحرب الباردة إلى التثبّت عند الصراع
العربيّ – الإسرائيليّ، «المصيريّ»
طبعاً، وهذا ناهيك عن أغانٍ
وفولكلوريّات فائقة القدرة على تحريك
الأخشاب. لكنّ المعنى الفعليّ
لهذه الاقتراحات الفصيحة ليس إلاّ
العودة إلى ما قبل الثورة وإلى ما قبل
لطمها المنظومة المقدّسة، أي، في آخر
المطاف، الرجوع الطوعيّ إلى الزمن
الأسديّ. وهذا الافتراق عن
الواقع الفعليّ، بما فيه من دم ودمع
وخراب، ومن إصرار لا عودة عنه، هو ما
يسبغ على تلك الاقتراحات طابع التبشير
الذي ينضح بالذكريات والنوستالجيا
بقدر ما يفتقر إلى تحليل الأسباب التي
قضت على تلك الذكريات بأن تصير ذكريات.
فمن لا يريد أن يلاحظ تغيّر العالم،
ماضياً في ترداد اللغة نفسها واعتماد
الطرق ذاتها يغدو، في أحسن أحواله،
مبشّراً يدقّ الأبواب فيواجهه الناس
بإغلاقها في وجهه، ويتعاملون معه بما
يتراوح بين إبداء الإضجار وإبداء
الشفقة. غير أنّه قد يكون، في أسوأ
أحواله، مبشّراً خبيثاً يدفعه الصدّ
والانقطاع عن العالم إلى أفعال شريرة
أو إرهابيّة يُعوّل عليها أن تردّنا
بالقوّة إلى ذاك العصر الذهبيّ الآفل.
وما بين ميشال سماحة وجورج غالاوي
وروبرت فيسك وبضعة مدوّنين
وفايسبوكيّين، نلقى النماذج الخلاّقة. ================= عن
مقابلة الأسد الأخيرة: «رسالة وداع»
سياسية! محمد مشموشي * الثلاثاء
١١ سبتمبر ٢٠١٢ الحياة أن يبدأ رئيس دولة (بشار
الأسد في هذه الحال) مقابلته مع قناة
تلفزيونية في بلاده بالقول إنه يتحدث
إلى مواطنيه من قصر الرئاسة وليس من أي
مكان آخر، فهو إنما يثير أسئلة أكثر
مما يقدم إجابات عن أسئلة الناس. أول
هذه الأسئلة: هل صحيح أنه يتحدث من
المكان الذي ذكره؟ ثم من أي من القصور
الرئاسية المتعددة التي يمتلكها؟
وثانيها: هل كان يخاطب سكان العاصمة
الذين يعرفون جيداً أين يقيم وينام
ويعقد اجتماعاته ويجري مقابلاته، أم
الرأي العام خارج دمشق وحتى خارج سورية
كلها؟ وثالثها، والأهم من ذلك كله: هل
يظن أنه يقنع بكلامه هذا حلفاءه
المحليين والخارجيين بأنه لا يزال
الحاكم الوحيد والمطلق لبلده كما كان
في السنوات الماضية؟ وأن يقول، في
المقابلة ذاتها مع قناة «الدنيا»، «إن
وضوح الصورة بالنسبة للقسم الأكبر من
السوريين، وتالياً تغير المزاج الشعبي
ضد المسلحين (هل يعترف هنا بأن المزاج
الشعبي كان معهم سابقاً؟) قد ساعد في
عملية الحسم خلال الأشهر الأخيرة»، ثم
ليضيف مباشرة «أن القضية هي معركة
إرادات... وأن الوضع أفضل، إلا أنه لم
يتم الحسم بعد لأنه في حاجة إلى وقت»،
ففي ذلك ما يتعذر فهمه عملياً وحتى
تصديق أنه يمكن أن يصدر عن رئيس دولة. إذ كيف ساعد «تغير
المزاج الشعبي» على الحسم في الأشهر
الأخيرة، بينما «لم يتم الحسم بعد»
لأنه في حاجة إلى وقت؟ وكيف، في
المقابل، يمكن التوفيق بين ما قاله عن
«التقدم» في معركة الإرادات هذه و «الوضع
الأفضل» للسلطة وبين ما أوردته القناة
نفسها، قبل المقابلة وبعدها، من أنباء
عن «العصابات المسلحة» التي تتعامل «الجهات
المختصة» معها (تعبير جديد غير مفهوم،
إلا إذا كان المقصود جيش «الشبيحة») في
دمشق وحلب كما في غيرهما من المدن
والبلدات السورية من أقصى الشمال إلى
أقصى الجنوب؟ مع ذلك، فذروة الكلام
الرئاسي تأتي هنا. «كنا نعرف بتخطيط
بعض المسؤولين للانشقاق، وقد سهلت لهم
الرحيل (صدق أو لا تصدق!)، وتلك عملية
إيجابية لأنها عملية تنظيف ذاتي
للدولة والوطن». بل وأكثر، فهو يضيف
قائلاً: «هذه المرة، تحرك العدو من
الداخل... وأي سوري يقوم بتنفيذ مخطط
أجنبي ومعاد إنما يتحول إلى عدو». ما هو المضمون الفعلي
لهذا الكلام؟ واقع الحال أنه، بعد
سبعة عشر شهراً من الثورة السورية
تحولت فيها ممارسات النظام إلى حرب
إبادة للشعب، بات مطلوباً من رأس هذا
النظام أن يخاطب الداخل أقله لتبرير ما
يحدث من جهة، وليبلغه بأنه لا يزال في
موقع القيادة من جهة ثانية. ودليله
تعمد الأسد منذ الدقائق الأولى
للمقابلة نفي ما كان قاله في جلسة
افتتاح مجلس الشعب قبل شهور من أن
المتظاهرين لم يحملوا السلاح إلا في
شهر رمضان من العام الماضي. الآن، ذهب
الأسد إلى أنهم لا بد كانوا مسلحين،
وإن بأسلحة خفيفة، لأن القتلى الذين
سقطوا قبل شهر رمضان ذاك لا يمكن أن
يكونوا قد سقطوا بهتافات المتظاهرين
السلمية ولا طبعاً بدعواتهم إلى
المطالبة بالإصلاح. وعلى المستوى
الخارجي، الإقليمي والدولي معاً، فقد
أصبح لزاماً عليه كذلك الظهور في
العلن، فضلاً عن إعادة تأكيد أنه لا
يزال يمارس سلطته على البلد ثم مطالبة
الأصدقاء والحلفاء – خصوصاً روسيا
والصين – بمهلة إضافية عله يتمكن
خلالها من توجيه ضربة قاضية للثورة (نتقدم،
كما قال، لكن الحسم يحتاج إلى وقت)،
وتصعيد حملته على الغرب «الذي يريد
تدمير سورية... بعد أن فشل، في فترة
انفتاحه علينا بين عامي 2008 و2010، في ضرب
علاقتنا بالمقاومة وإيران». وفي اعتقاده أنه،
بمواقفه هذه، إنما يشد على يد صديقه
فلاديمير بوتين الذي يشاركه النظرة
إلى الولايات المتحدة والدول الغربية
عموماً، وإن من زاوية لا تتصل
بالمقاومة ولا بإيران، كما يشد عزيمة
حلفائه في محور «المقاومة والممانعة»
باعتباره ونظامه ضحية التزامهما
المحور المذكور في مواجهة طلبات الغرب
وضغوطه عليه للابتعاد عنه. ولم يكن خافياً، طيلة
الدقائق التي استغرقتها المقابلة، أن
رسالتَي الأسد إلى الداخل السوري وإلى
الخارج الإقليمي والدولي كانتا عبارة
عن إجابات معدة سلفاً على أسئلة لم
توضع في ما بعد إلا من أجل استجرار تلك
الإجابات، ولا شيء غير ذلك. وفي
سياقها، كان لافتاً عدم التطرق إلى
مواقف عدد من الدول العربية من الثورة
والنظام، وبالتالي تحييده في الردود،
والاكتفاء بالحديث عن دول الجوار من
زاوية «أن بعض دول الجوار يقف مع سورية
لكنه ربما لا يستطيع أن يسيطر تماماً
على تهريب الإمدادات اللوجيستية إلى
الإرهابيين، وبعضها يغض النظر عن ذلك
أو ينأى بنفسه، وبعضها يساهم في هذا
الموضوع»... ونقطة على السطر! أين الحملة
المسعورة، على ألسنة مسؤولي النظام
وفي إعلامه وإعلام حلفائه منذ شهور،
على السعودية وقطر وباقي دول الخليج؟
بل أين ادعاءات هؤلاء منذ اللحظة
الأولى لبدء الثورة عن «المؤامرة
الخارجية الغربية... والعربية»، وعن «الحرب
الإعلامية»، فضلاً عن «العصابات
المسلحة» الممولة والمسلحة والمدارة
من قبل الخارج العربي تحديداً؟ مقابلة الأسد هذه
أذيعت يوم الأربعاء في 29 آب (أغسطس)
الماضي. أي في الوقت ذاته الذي كانت
اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعلن أن
هناك 3,5 مليون نازح سوري في بلادهم ونحو
نصف مليون نازح في الدول المجاورة (ما
بين خمس وسدس عدد السكان البالغ 23
مليوناً)، وكانت مدن مثل حمص والرستن
وحماة والبوكمال ودرعا والرستن ودوما
وغيرها تعلن مناطق منكوبة، بينما
تنشغل مؤسسات إغاثة دولية، حكومية
وغير حكومية، بالبحث عن أماكن لمئات
الآلاف من الطلاب السوريين المشردين
عشية بدء العام الدراسي، وتتداعى
بلدان العالم وجمعياته الإنسانية لجمع
التبرعات المالية والغذائية والطبية،
فضلاً عن الخيم والأغطية والملابس،
لزوم الشعب السوري الشارد في البراري
وعلى الطرقات هرباً من الطائرات
والمدافع والدبابات تلاحقه بنيرانها
وقذائفها من مدينة إلى مدينة ومن بيت
إلى بيت. هل قال رئيس الدولة هذا، أي
مقارنة بين محتوى المقابلة والواقع
على الأرض، غير أنه يوجه «رسالة وداع»،
بالمعنى السياسي للكلمة، ليس إلى بلده
فقط وإنما إلى قصر الرئاسة الذي أصر
على أنه يتحدث من بين جدرانه؟ ================= الشرق الاوسط فؤاد مطر 11-9-2012 كنا نتمنى وقد اشتدت
المحنة السورية وبات حديث القتل
والقصف واكتشاف المجازر المتنقلة وما
يتلازم مع هذا المشهد من لقطات خاطفة
لأطفال ينزفون وأمهات يندبن فلذات
الأكباد هو السائد، أن تكون القمة
السادسة عشرة لحركة عدم الانحياز في
طهران مناسبة لاستدارة ذات الهدف
الإنساني من جانب الدولة المضيفة،
بحيث تغتنم مشاركة مائة وعشرين دولة في
المؤتمر فترفع الحظر المفروض على رموز
المعارضة الإيرانية وتحفِّز بذلك
الرئيس بشَّار الأسد على أن يعيد النظر
في رؤيته للأزمة وتصنيفاته الظالمة
بعض الشيء لبعض أطياف المعارضة
السورية وفي علاجه الأمني الذي أضاف
المزيد من الضرر بعدما اعتقد أنه سيكون
مجرد علاج تأديبي للخارجين على طوعه لا
يلبث المنتفضون أن يلوذوا بالصمت
والصبر معا على نحو ما حدث سابقا في زمن
والده إزاء الانتفاضة الحموية في
الثمانينات. كما كنا نتمنى لو أن أهل
الحكم الإيراني أثبتوا وبما لا يدع
مجالا للشك بعد الآن أن مشروعهم النووي
سلمي كما سائر المشاريع النووية في دول
كثيرة. والإثبات الذي نقصده هو دعوة
المؤتمر بكامل رؤساء الوفود أو بمن
ينتدبون ومن بينهم الأمين العام للأمم
المتحدة وسائر أمناء المنظمات
الإقليمية المشاركة إلى القيام بجولة
على المنشآت النووية. لكن ذلك لم يحدث
فأضيف إلى الانطباع السائد بأن
المشروع النووي الإيراني إنما هو سلمي
لفظا وتبريرا لكنه السلاح الذي تُسرع
إيران الخطى في إنجازه كما استعجالها
لإنتاج كل أنواع الأسلحة ذات الطابع
الاستراتيجي وصولا إلى إمكانية إطلاق
قمر صناعي في حال كان محلَّلا شرعا. لم يفعل أهل الحكم
الإيراني ما يأمله الرأي العام العربي
والإسلامي والدول الصديقة، وظهروا
سواء من خلال المداولات أو التصريحات
التي رافقت انعقاد المؤتمر، أنهم
يفضلون الانحياز على عدمه. والانحياز
إلى التعقيد بدل حلحلة الأزمات. زيادة في التوضيح
نقول إنه لو كان أهل الحكم الإيراني
يريدون للسوريين استقرارا وبحيث تكون
سوريا دولة صديقة وليست على الحال التي
هي عليه، لكانوا أخذوا بنصيحة الإمام
علي (رضي الله عنه) التي لخصها بالقول: «صديقك
من نهاك وعدوك من أغراك». لكن عندما لا
ينهى أهل الحكم الإيراني الرئيس
بشَّار ويصدر عن كبيرهم المرشد آية
الله خامئني الذي كان ترؤسه للقمة
مناسبة لمئات المشاركين من كل دين ولون
وقومية كي يتعرفوا عن قرب على هذا
الوحيد في العالم الذي يحكم باسم الدين
ولا راد لأمره، يصبح من الطبيعي أن
يقول الرئيس المصري محمد مرسي وقد لاحظ
تجاهُل كل من المرشد خامئني والرئيس
أحمدي نجاد للأزمة السورية في كلمتي
الافتتاح ما قاله حول الموضوع
الملتهب، وبعبارة لا لف فيها ولا دوران
وهي: «الثورة في سوريا هي ضد النظام
الظالم وأن الوقوف مع نضال أبناء سوريا
ضد نظام قمعي فقد شرعيته واجب أخلاقي
مثلما هو ضرورة سياسية واستراتيجية».
وكأنما مرسي، الحديث العهد في الرئاسة
والذي جاء إلى القمة مؤكدا صلابة سلطته
أمام المؤسسة العسكرية المصرية
العريقة ذات الدور الوطني والبطولي
إزاء مواجهة إسرائيل، أراد بما قاله
إفهام دول عدم الانحياز بأن إيران التي
ستترأس القمة لمدة ثلاث سنوات لا تقوم
بالسعي الذي يهدئ الوضع في سوريا وأنه
بما قاله أراد إخراج أهل الحكم
الإيراني من لامبالاتهم هذه من دون
إضمار نية الإحراج لهم، أو لعله أراد
إلقاء علامة استفهام في شأن تأجيجهم
للصراع من خلال المساندة الميدانية
والمالية والعسكرية للنظام السوري
التي تجعل المواجهة حالة نزف يومي ومن
خلال التصريحات التي يدلي بها مسؤولون
وتحمل في طياتها تشجيعا للرئيس بشَّار
على أن يتصرف بما تحبذه الثورة
الإيرانية وليس بما من واجبه القيام به
لإطفاء اللهيب المتزايد إحراقا للبلد
ناسا وعبادا. وفي استطاعة الرئيس
مرسي الرد على الذين اعترضوا على كلامه
حول المحنة السورية وتوصيفه للنظام
بأنه «ظالم» ورأوا فيه أنه إحراج لها
أمام مؤتمر طالما تاقت الثورة
الإيرانية إلى انعقاده في عاصمتها
كونه يخفف من وطأة العزلة الدولية
المفروضة عليها بسبب تطلعاتها النووية
وتدخلاتها في دول الجوار، بالقول إنه
من قبل أن يأتي إلى طهران كان زار الصين
وأنه عشية انتهاء تلك الزيارة كانت
وكالة الأنباء المرموقة «رويترز» تبث
عبْر شبكتها الإخبارية مقابلة معه هي
الأولى التي يجريها مع وكالة أخبار
دولية منذ أن فاز برئاسة مصر في يونيو (حزيران)
2012، قال فيها: «آن الأوان لكي يقف هذا
النزيف في سوريا لكي ينال الشعب السوري
حقه كاملا ولكي يذهب من المشهد هذا
النظام الذي يقتل شعبه..».. ولم يُبد أهل
الحكم الصيني اعتراضا على قوله هذا كما
الاعتراض الضمني من جانب الثورة
الإيرانية التي صدمَنا ذلك التلاعب
بكلام مرسي بحيث عند ترجمتها الفورية
تم استبدال كلمة سوريا بكلمة «البحرين»
ولم يخفف من مهزلة هذا التصرف اعتذار
إيران لاحقا. لقد انتهى أمر القمة
في طهران إلى أن ما كان الرئيس بشَّار
يتوقع حصوله عليه لم يحصل، بل إنه بدل
أن يوظف الحكم الإيراني - بما لديه من
قدرات - المؤتمر لإدراج موقف يخفف وطأة
العزلة عن الحكم السوري فإن القمة
انتهت عمليا إلى أنها قمة التبرؤ من أي
مساندة لموقف النظام مقابل وقفة بالغة
الأهمية عبَّر عنها الرئيس المصري
الذي جاء رد وزير الإعلام السوري عمران
الزعبي عليه لاحقا (الأحد 2 سبتمبر/
أيلول 2012) انفعاليا وغير ذي تأثير. بل
إن الذي سمعناه من الوزير هو أشبه من
حيث النتائج بما تتسبب به إحدى الطلعات
الجوية لطائرة حربية تأمرها غرفة
العمليات بعِلْم الرئيس بشَّار أو
بتفويض سابق وشامل بقصف أحد الأهداف في
واحدة من المدن والبلدات السورية
الخارجة على الطوع، ذلك أن القصف يحقق
الأذى بالفعل لمن هم في بيوتهم أو
متاجرهم أو حقولهم إلا أنه يضيف المزيد
من الإساءة إلى سمعة النظام لأنه يطارد
بالسلاح الجوي إلى جانب الأسلحة
الأرضية منتفضين عليه، مع أن الأمر لا
يستوجب مثل هذه الجسارة التي دخلت
شهرها العشرين ولا بوادر حسم لها سوى
في كواليس كبار اللاعبين في الساحات
العربية – الإقليمية - الدولية. وكما كنا نتمنى أن
تفعله إيران ولم يحصل وبذلك بقي النظام
البشَّاري في ورطته وبقيت سوريا الوطن
والشعب مغلوبة على أمرها، فإننا كنا
نتمنى أن يخرج الوزير الزعبي على أهل
الإعلام الداخلي والخارجي بكلام لا
يندرج في الأسلوب نفسه الذي سبق أن
اعتمده المتحدث الرسمي المغيَّب
الدبلوماسي جهاد المقدسي فكان المردود
مثل كلام الوزير الزعبي من حيث إلحاق
الأذى بالهيبة بنسبة إلحاق صاروخ من
طائرة حربية على أرض سورية الأذى
بأفراد سوريين. ونقول ذلك على أساس أن
الوضع ليس بالتبسيط الذي قرأناه في
كلام الأخ عمران كما أنه ليس مناسبا
اعتماد سياسة التهزيء والكيدية في هذه
الظروف ضد الأشقاء العرب ومنهم الشقيق
لبنان المستضعَف ماضيا وحاضرا إنما
ليس دائما على ما يأمل المرء. إذ يكفينا
تعكيرا لصفو العلاقات ذلك التشبيه
الذي صدر ذات يوم بفعل «زلة لسان» من
الرئيس بشَّار حول «أشباه الرجال». هذا
إلى أن ردا يأتي من الرئيس بشّار على
موقف الرئيس مرسي في قمة طهران ربما
يكون مقبولا إنما ليس من وزير في حق
رئيس. وإلى ذلك، فإن الوضع السوري
بتداعياته المأساوية لا يتطلب سوى
الأخذ بالتسوية العاقلة على نحو ما حصل
في اليمن، وها هي الدول المانحة ترفد
عهد «يمن التسوية الخليجية» بالمليار
دولار الأول من أصل الستة مليارات، وفي
اليوم نفسه (الثلاثاء 4 سبتمبر 2012) ها هو
الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي
تنحى لكنه لم يغادر البلاد يترأس (كما
الرئيس السوداني الراحل جعفر نميري
فعل بعد إنحائِه) اجتماعا للحزب «المؤتمر
الشعبي العام» الذي ما زال رئيسه -
والرئيس حزبيا - لرئيس الدولة عبد ربه
هادي الذي بمقتضى التسوية العاقلة
ترأَّس البلاد، وبصرف النظر عما إذا
كان الرئيس السابق يفعل ذلك لإثبات
الوجود أم لتأكيد أن الحكمة يمانية
وتنفع في ساعة الشدة يقاسيها الحاكم
كما أنها خير وصفة كان من مصلحة الرئيس
بشَّار الأخذ بها ما دام جاءه العرض
مرة وثانية وثالثة على صينية من
الضمانات، لكن الحليف الإيراني أحبط
المحاولة. أما كلام الوزير
الزعبي فيكفي التأمل في مفردات
عباراته للاستنتاج بأنه كلام يقال في
غير زمانه وغير ظروفه. ومن هذه
العبارات إلى مسألة «اللحية» التي
أشرنا إليها قوله: «الدم السوري برقبة
الرئيس المصري محمد مرسي» و«أين مصر من
إغلاق البوابات بوجه الفلسطينيين ومن
الارتهان الأميركي وأين هي من كامب
ديفيد، وأين مرسي من الغاز المصري
المصدَّر إلى إسرائيل ومن القضايا
القومية» و«هنالك قنوات فضائية شريكة
في سفْك الدماء» و«إن المعارضة
السورية تمتلك أسلحة إسرائيلية الصنع
وهناك العديد من الاغتيالات نُفِّذت
في سوريا مستهدفة شخصيات وخبراء
وعلماء تحمل بصمات الموساد الإسرائيلي»
و«إن نجاح مهمة المبعوث الأخضر
الإبراهيمي يتوقف على قيام دول محددة
كالسعودية وقطر وتركيا بالالتزام علنا
بنجاح خطة النقاط الست والتوقف فورا عن
إرسال السلاح وإغلاق معسكرات التدريب
والإيواء للمقاتلين وعندها سنختبر
نوايا الجميع..».. نخلص إلى القول: إن
استحضار الرئيس بشَّار لسنوات الماضي
الجميل يوم كان موضع رعاية الأشقاء
العرب واهتمام المجتمع الدولي كان
يكفي يوم بدأت الانتفاضة من درعا
للمبادرة إلى اتخاذ إجراءات لتدارُك
الموقف حفاظا على رونق تلك السنوات
وبشائر عوائدها الوفيرة. لكنه لم يتصرف
كرجل دولة ولم يستنجد كمسلم بالآية
الكريمة «ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة
والموعظة الحسنة وجادِلْهم بالتي هي
أحسن». وبذلك تسير سوريا على طريق
الدولة المغلوبة على أمرها.. أو ما هو
أخطر من ذلك. عسى ولعل يُصلح الأخضر
الإبراهيمي هذا العطار الوسيط الأممي
اليعربي المسلم عند قدومه إلى دمشق بعد
أيام، ما أفسده العناد السوري المشترك
(النظام والمعارضة)، وعلى هدْي الآية
الكريمة «وإن طائفتان من المؤمنين
اقتتلوا فأصلحوا بينهما». وإننا
لنتفاءل بالخير لعلنا نجده ومعنا
الشعب السوري الذي لا يستحق قساوة هذه
المعاناة ومذلة هذا البلاء. ================= طارق الحميد الشرق الاوسط 11-9-2012 أصدرت الخارجية
المصرية بيانا يوم أمس يقول إن وفود
اللجنة الرباعية المكونة من السعودية
وتركيا وإيران قد وصلت للقاهرة من أجل
التباحث حول الملف السوري، وذلك
استجابة للمقترح المصري الذي أطلق
أواخر شهر رمضان الماضي في قمة مكة
للتضامن الإسلامي. والحقيقة هناك كثير
من الأسئلة التي يجب الإجابة عنها من
قبل المعنيين بالأمر حول تلك اللجنة
الرباعية. أولا، هناك اللجنة
الوزارية العربية المكلفة بمتابعة
التطورات في سوريا، برئاسة قطر، وهي
المنبثقة عن قرار صادر عن الجامعة
العربية ومهمتها متابعة الملف السوري،
عربيا ودوليا، وهي اللجنة التي انبثق
عنها جل المقترحات والمبادرات العربية
تجاه الأزمة السورية، بدءا من تكليف
الدابي، مرورا بالمبعوث الأممي
والعربي السابق كوفي أنان، وصولا إلى
الأخضر الإبراهيمي اليوم. فهل تقوم
اللجنة الرباعية المقترحة من قبل مصر
بإلغاء اللجنة الوزارية العربية تلك،
أو تقوم بنسف كل قراراتها، خصوصا في ظل
وجود الإيرانيين؟ وماذا عن الدول
الأعضاء في اللجنة الوزارية العربية
التي ترأسها قطر؟ بل وما جدوى سفر
الأخضر الإبراهيمي لدمشق طالما أن
هناك لجنة رباعية أخرى يتم العمل على
تفعيلها بالملف السوري؟ ثانيا، كيف يستقيم
التئام اللجنة الرباعية، السعودية
وتركيا ومصر وإيران، بينما طالب
الأمين العام لجامعة الدول العربية
السيد نبيل العربي في اجتماع الجامعة
الأخير بضرورة العودة لمجلس الأمن
مجددا في الشأن السوري؟ بل كيف يتوافق
ذلك مع تصريحات وزيرة الخارجية
الأميركية المهمة بعد لقائها نظيرها
الروسي حيث قالت كلينتون إنه في حال
سعي الروس إلى تعطيل اتخاذ قرارات
فاعلة في مجلس الأمن ضد الأسد فإن
أميركا ستتحرك مع حلفائها لدعم
المعارضة السورية؟ فهل تكون اللجنة
الرباعية معطلة لذلك التحرك، وهي تطرح
مبادرة جديدة، مما يعني منح مزيد من
الوقت للأسد؟ ثالثا، كيف يمكن
إنجاح المبادرة الرباعية، السعودية
التركية الإيرانية المصرية، والأسد
يرفضها تماما، ويرى فيها امتدادا
للموقف المصري الأخير الواضح تجاه
سوريا، والذي أعلنه الرئيس المصري
لأول مرة، منذ اندلاع الثورة السورية،
وذلك من خلال كلمة مرسي في طهران،
بمؤتمر عدم الانحياز، وما طرحه أيضا في
كلمته بالجامعة العربية بالقاهرة؟ رابعا، كيف تفهم دعوة
إيران، وتركيا، لمناقشة الأوضاع في
سوريا وكثيرا ما ردد العرب أنهم يريدون
حل مشكلاتهم دون السماح لإيران تحديدا
في التدخل فيها؟ فكيف تدعى إيران اليوم
للجلوس حول طاولة مفاوضات حول سوريا،
خصوصا أن العرب قد اعترضوا مسبقا على
مقترح لكوفي أنان يقتضي إقحام إيران في
الملف السوري، كما اعترض العرب قبل وقت
غير بعيد على مقترح للأمين العام
السابق للجامعة العربية عمرو موسى
لعقد اجتماع إقليمي للتقارب بين دول
المنطقة، وإيران وتركيا، فكيف يستقيم
ذلك الآن، خصوصا أن طهران ليست دولة
جارة لسوريا مثل تركيا، وليست طرفا في
الحل، بل هي داعم أساس للأسد، فلماذا
يشرعن تدخل إيران في سوريا الآن،
ولمصلحة من؟ كل ما هو أعلاه أسئلة
تتطلب إجابات من المعنيين، وذلك خشية
أن يصل الحال إلى أن نقول إن على العرب
توحيد مبادراتهم، وجهودهم تجاه سوريا،
بعد أن كان يقال إن على المعارضة
السورية توحيد صفوفها! فهل من إجابات
مقنعة؟ ================= حسين شبكشي الشرق الاوسط 11-9-2012 سيفيق العرب يوما ما
ليدركوا حجم الخديعة التي كانوا
يعيشونها مع نظام الأسد. سيفيق العرب
ويدركون حجم وكبر المؤامرة التي كان
يمارسها هذا النظام في بلاده وفي
المنطقة. سيفيق العرب يوما ويعلمون
تماما ماهية الدور الذي كان يقوم به
النظام السوري في المنطقة ولصالح مَن
وما هي النتائج التي تسبب فيها. الكل
مذهول من حجم الحقد والانتقام
والكراهية الكامنة في قلب القائمين
على هذا النظام بحق شعبه، لا يمكن أن
تكون هذه التصرفات الوحشية والقتل
والعقاب الجماعي بحق المدن والقرى
والمواطنين بلا أي تمييز.. كل الأسلحة
والوسائل لمجازر من القمع والقتل. نظام الأسد «أُوجد»
لأسباب وأهداف وهو مستمر لذات الأهداف
والأسباب.. دمر سوريا اقتصاديا، وكسر
شعبها الفخور بنفسه، وجعل الخوف
والقلق والشك والريبة هي السمات
الأساسية لمعيشته، أشغل الشعب
بالانغماس في شعارات رمادية مغيبة
للعقول عن الثورة الاشتراكية
والمقاومة، ولم يكن النظام جادا قط في
تحقيق أي من هذه الشعارات بشكل عملي
على أرض الواقع كما اتضح لاحقا. كل
الجرائم والاغتيالات التي بقيت «خوفا»
مقيدة ضد مجهول بحق الساسة في لبنان
والقيادات الفلسطينية بات واضحا جدا
من خلفها ومن قام بتنفيذها. نظام جند
آلاته الاقتصادية والسياسية والفكرية
والأمنية والعسكرية لغرض واحد فقط هو
قمع الشعب السوري إلى أقصى درجة
وإعاشته في جو من الذعر والرعب لا يفيق
منه، وإذا لم يقو على تحمله ترك البلاد
أو دفع الثمن بالسجن أو بحياته. لم يقدم نظام الأسد
أي محاولة محترمة لإثبات جديته بتحرير
أرضه المحتلة من إسرائيل، بل بقيت هضبة
الجولان آمن الحدود مع إسرائيل بلا
جدال، مما دعاها إلى ضمها رسميا وهي
متأكدة أن قرار الضم هذا لن يلقى أي
مقاومة عسكرية سواء رسمية من الجيش أو
من مقاومة شعبية، لأن النظام الأسدي
سيمنع ذلك بشتى الطرق والوسائل
والأساليب. بقاء نظام الأسد
حاكما لسوريا ليس خطأ في عرف السياسة
وعلومها، وانتهاكا لحقوق الإنسان،
ولكنه خطيئة بكل المعاني الأخلاقية
والتعاليم الدينية، فهذا الحجم من
الإجرام ومن الشر يجب الخلاص منه
والقضاء عليه، لا الحوار معه
ومهادنته، وليس بأقذر من هذا النظام
وإجرامه إلا من يبرر له ويجد له
الأعذار ويؤيده بكل الطرق والأساليب.
التواطؤ في القضية السورية يأخذ
أشكالا مختلفة، فها هي تتحول من قضية
سياسية لمواجهة نظام مجرم يبيد شعبه
بالصواريخ والدبابات والطائرات
ويحرمه من الخبز والماء ويشرده
ويجوعه، إلى قضية إغاثة ولجوء. بدا واضحا أن سياسة
التشبيح السوري ليست سلاحا للاستخدام
الداخلي فقط، فها هو التشبيح السوري
ومن يؤيده يهدد تركيا بتفجير الحراك
الكردي داخل بلادها، وكذلك توتير
العلاقة مع الكتلة العلوية داخل
تركيا، وهما كتلتان يزيد عددهما على
العشرين مليون نسمة في دولة ديمقراطية
مثل تركيا، وأي توتر في العلاقة بينهما
وبين الكتلة الحاكمة سيؤثر على
الاستقرار العام للبلاد، واستمر
التشبيح ليصل إلى الأردن عن طريق بعض
المخيمات الفلسطينية التي اخترقها
النظام المخابراتي للأسد وبدأ يحرك
الشارع الأردني بعنف شديد ضد الحكومة
ليقلقها ويهددها ويوترها في تهديد
مبطن من السوريين بأن هناك مزيدا من
التوتر سيطالها لو استمرت في تأييد
الثورة السورية حتى وإن كان هذا
التأييد خجولا ومحدودا. سيفيق العرب
يوما ما ويدركون حجم الخديعة ومدى
الجريمة وهول الخيانة التي مورست من
نظام الأسد بحق شعبه وبحق بلاده، وأن
حجم الدمار الذي طال الإنسان السوري
عبر أربعة عقود يفوق كثيرا حجم الدمار
الخرساني في المباني والمرافق والمدن
والقرى. هذا الكابوس إلى
نهاية، وهذه الشرذمة التي احتلت سوريا
لسنوات طويلة أشبه بعقود سوداء من
الزمن سترحل، ولكن هناك وعيا جديدا يجب
أن يصل لمنع خطف البلاد مجددا تحت
مسميات واهية وشعارات وهمية وأهداف
مضللة. كابوس حكم الأسد يلفظ
أنفاسه الأخيرة.. نعم قيلت هذه الجملة
من قبل ولكن نظاما بهذا الإجرام حشرجته
تستهلك وقتا أكثر من غيره! ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |