ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
رأي
الراية..تلاشي الآمال بمهمّة
الإبراهيمي الراية 19-9-2012 تعكس زيارة المبعوث
الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر
الإبراهيمي أن الوضع في سوريا يتجه إلى
مزيد من التدهور وتلاشي الآمال في
إمكانية التوصّل إلى حلٍّ يُوقف العنف
والقتل اللذين يستهدفان المدنيين في
سوريا رغم الحراك السياسي الذي تشهده
المنطقة لهذا الغرض والمتمثل بزيارة
الإبراهيمي لدمشق ولقائه مع الرئيس
السوري واتصالاته مع المعارضة السورية
وكذلك عقد أوّل اجتماع لمجموعة
الاتصال الرباعيّة حول سوريا الذي
عُقد في القاهرة والذي لم ينتج عنه شيء
ملموس. حالة
اليأس من إمكانية الخروج من الأزمة
عبّر عنها نحو مائتي لاجئ بمخيّم
الزعتري شمالي الأردن تجمّعوا لدى
مغادرة الإبراهيمي المخيّم احتجاجًا
على لقائه بالرئيس السوري بشار الأسد
وإعطائه فرصة للنظام السوري للاستمرار
بمسلسل نزيف الدم، على حدّ تعبيرهم حيث
تعرّض موكبه للرشق بالحجارة لدى
مغادرته مخيّم الزعتري للاجئين
السوريين. استمرار
الإبراهيمي في توصيفه للأوضاع في
سوريا بأنها سيّئة جدًّا يُؤشّر أيضًا
إلى أنه يكاد يصل إلى حائط مسدود قد
يدفعه إلى إعلان فشل مهمّته مبكّرًا
خاصة مع استمرار عمليات القتل وتصاعد
أعداد الضحايا واستمرار لجوء المدنيين
إلى دول الجوار بحثًا عن الأمن. إن
تحذير الإبراهيمي عقب لقائه مع رئيس
النظام السوري من أن الأزمة في سوريا
تتفاقم وتُشكّل خطرًا على الشعب
السوري والمنطقة والعالم يُرتّب
مسؤولية على مجلس الأمن الدولي بوصفه
الجهة المسؤولة عن حماية الأمن والسلم
الدوليين للتدخّل فورًا وفق الفصل
السابع لحماية المدنيين ومنع انتقال
الأزمة إلى دول الجوار وتحوّله
بالتالي إلى نزاع إقليمي ستكون له
تداعيات دوليّة وخيمة. الأوضاع
في سوريا حسب الإبراهيمي نفسه تدهورت
بشكل خطير وبالتالي فإن الاقتراح الذي
قدّمه وزير الخارجية الإيراني الداعي
لإرسال مراقبين من دول مجموعة الاتصال
للمساعدة في وقف العنف يُمثّل إعادة
إنتاج للأزمة مرّة أخرى وشراء للوقت لا
غير فقد فشلت في السابق مهمّة
المراقبين العرب كما فشلت بعدها مهمّة
المراقبين الدوليين حيث استمرّت
مماطلة النظام وتسويفه واستمرّ العنف
والقتل وتصاعد بصورة كبيرة في وجود
البعثتين كما أن النظام استخدم ولا
يزال في الوقت الذي كانت فيه بعثة
المراقبين الدوليين في سوريا الطائرات
لقصف المدن والبلدات السورية كما شهد
العديد من المدن والبلدات مجازر
دمويّة ذهب ضحيّتها مئات النساء
والأطفال والشيوخ ومنها مجزرة الحولة
التي أكّدت لجنة التحقيق الدولية
مسؤولية النظام عن ارتكابها. ================= قلق صيني
من الوضع المتفجر في سوريا مسعود ضاهر التاريخ: 19
سبتمبر 2012 البيان في الأيام القليلة
الماضية، نشرت وسائل الإعلام الصينية
الصادرة بالعربية عددا من المقالات
والتعليقات التي تؤكد على قلق الصين من
تطور الأحداث في سوريا. فقد دانت الصين
رسميا المذابح المتكررة في أكثر من
منطقة سورية، وارتفاع أعداد القتلى
والجرحى التي تجاوزت ستة وعشرين ألف
قتيل وآلاف الجرحى. وسواء
كان المسؤول عنها النظام االسوري أو
المعارضة المسلحة، فإن هذا المنحى من
العنف الدموي المتزايد سيقطع الطريق
على أي مبادرة سياسية لحل الأزمة
السورية، عبر الحوار الإيجابي بين
طرفي السلطة والمعارضة. نددت الصين مرارا
بجميع الأعمال التي تودي بحياة
المدنيين الأبرياء، ودعت الأطراف
السورية المعنية إلى اتخاذ إجراءات
سريعة لوقف العنف في أقرب وقت ممكن،
والسعي إلى حلول سياسية للأزمة
السورية، لأنها الطريق الوحيد الممكن
للخروج من المأزق الشامل الذي بات يهدد
منطقة الشرق الأوسط بأكملها، ويوسع
دائرة العنف لتطال دولا أخرى فيها. وحثت الصين الأطراف
المعنية على مواصلة دعم جهود الوساطة
التي تقوم بها الأمم المتحدة، أو التي
تقوم بها مجموعة من دول عدم الانحياز
من أجل تخفيف التوتر في سوريا، ومنع
الانزلاق نحو استخدام الأسلحة الثقيلة
في المناطق السكنية، والوصول إلى
أرضية مشتركة من خلال المشاورات لدفع
التسوية السياسية للأزمة السورية. وفي 4 سبتمبر 2012، أعرب
متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية عن
قلق بلاده إزاء احتمال انتشار العنف،
في حال استمرت الأزمة السورية وفق
وتيرة متصاعدة. وأبدى الصينيون
خوفهم الشديد من الصراعات المسلحة
الخطيرة، التي أدت إلى تدهور الوضع
الإنساني في سوريا، ودفع أعداد كبيرة
من اللاجئين السوريين نحو الدول
المجاورة. وفي ظل الظروف الراهنة،
يتعين على كافة الأطراف المعنية أن
تواصل بحثها لإيجاد حل سياسي. لذلك تكرر الصين دعوة
جميع الأطراف المعنية في سوريا لوقف
فوري لإطلاق النار، وتنفيذ قرارات
مجلس الأمن الدولي، ومقترحات المبعوث
الدولي، والبيانات الصادرة عن أصدقاء
سوريا للبدء الفوري في الحل السياسي.
ودعت المجتمع الدولي إلى دعم جهود
الوساطة التي يبذلها المبعوث الخاص
للأمم المتحدة، الأخضر الإبراهيمي،
ومشاركة كافة الأطراف السورية بطريقة
متوازنة من أجل إنهاء العنف. ودعا مندوب الصين
الدائم لدى الأمم المتحدة إلى
الالتزام الدقيق بالمبادئ الإنسانية
المتعلقة بالحيادية والموضوعية، خلال
الجهود المبذولة لتخفيف الأزمة
الإنسانية في سوريا. وألقى كلمة في
الاجتماع المفتوح لمجلس الأمن حول
الوضع الإنساني في سوريا، أكد فيها على
أن تبنى الجهود المبذولة لتخفيف
الأزمة الإنسانية في سوريا على أساس
التقيد التام بالمبادئ الإنسانية،
والحياد، واحترام سيادة سوريا
واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها،
ودعا إلى تجنب تسييس القضايا
الإنسانية، وعدم إضفاء الطابع العسكري
على جهود الإغاثة، وأنه يتعين على
الأمم المتحدة معارضة أي عمل من شأنه
التدخل في شؤون سوريا الداخلية، أو أي
تدخل عسكري تحت ذريعة القضايا
الإنسانية. ووفقا للإحصاءات
الصادرة عن مفوضية الأمم المتحدة
للاجئين، فقد فر ما يزيد على 250 ألف شخص
من سوريا، بحثا عن الأمن والأمان
كلاجئين في البلدان المجاورة، وتتزايد
أعدادهم بصورة مذهلة بين يوم وآخر.
وهناك الآن ما يزيد على مليوني سوري،
في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية
والحماية داخل سوريا. لذلك يتعين على الأمم
المتحدة الاضطلاع بدور أساسي في تنسيق
جهود الإغاثة الإنسانية الدولية من
أجل سوريا. ونظرا للقصور الكبير
في النواحي المالية بالنسبة لجهود
الإغاثة الإنسانية الدولية لسوريا،
تدعو الصين الدول المعنية إلى
الالتزام التام بتنفيذ التعهدات التي
قطعتها على نفسها بشأن المساعدات إلى
اللاجئين السورين، وفق برنامج دقيق
لإيصال المساعدات. وهي ترى أن حل الأزمة
الإنسانية في سوريا يتزامن مع البحث في
معالجة الأسباب التي أدت إليها بصورة
جذرية، وأن تمنّع لأطراف السورية عن
الوفاء بتعهداتها، خاصة وقف إطلاق
النار، ووقف العنف والهجمات المتكررة،
وأعمال التخريب التي يرتكبها بعض
القوى المسلحة، تشكل جميعها سببا
مباشرا لاستمرار تدهور الوضع الإنساني
في سوريا. لذا تشدد الصين على
الوقف الفوري للاشتباكات الدموية،
وتعتبره بمثابة الأولوية القصوى في
هذه المرحلة بالذات. فالسبيل الأساسي
للخروج من الأزمة هو تحقيق وقف فوري
لإطلاق النار، وتوقف أعمال العنف بكل
أشكاله، والبدء في عملية نقل سياسي
للقيادة في سوريا، بمساعدة دول صديقة
ومنظمات دولية فاعلة. لقد بلغ الوضع
الإنساني في سوريا مرحلة الخطورة
القصوى، وأدت الاشتباكات الدموية
المتواصلة إلى خسائر بشرية كبيرة
وأضرار مادية جسيمة في البنى التحتية،
مما زاد في تفاقم الأوضاع المعيشية
للشعب السوري. وبات الاقتصاد السوري في
حالة تراجع مريع، لدرجة العجز عن تأمين
الطعام ومياه الشرب والرعاية الطبية
لمئات آلاف السوريين، وتأمين الحماية
الشخصية لملايين السوريين المشردين،
داخل سوريا وخارجها. وتنظر الصين بقلق
شديد إلى تأزم الأوضاع الإنسانية في
سوريا، لذا دعت الحكومة السورية مرارا
إلى التعاون الإيجابي مع منظمات
الإغاثة الدولية. وهي تقدر جهود الأمم
المتحدة وهيئاتها المعنية، واللجنة
الدولية للصليب الأحمر، ووكالات
الإغاثة الإنسانية داخل سوريا،
لقيامها بعملها في ظروف صعبة للغاية. وتقدر أيضا المساهمة
المهمة التي تقدمها الدول المجاورة
لسوريا، من أجل إيواء النازحين
السوريين، وتدعم الخطوات الإنسانية
التي تقوم بها منظمات غير حكومية
لتخفيف مأساتهم، وتساهم في توفير
إمدادات عاجلة للشعب السوري، ومساعدات
مالية للدول التي تعنى بالنازحين
السوريين على أراضيها. ختاما، تشدد الصين
على ضرورة الالتزام بالمبادئ
الإنسانية في التعاطي بموضوعية مع
الأزمة السورية، وتكثيف الجهود لتخفيف
آلام الشعب السوري، وليس مد
المتقاتلين بالأسلحة لإطالة أمد الحرب
وتضخيم حجم المأساة، وتطالب بتضامن
دولي فاعل لإيجاد حل سياسي للأزمة
السورية في أسرع وقت ممكن. كما أن تخفيف
الأزمة الإنسانية في سوريا يجب أن
يتزامن مع احترام سيادتها واستقلالها
ووحدة أراضيها، وعدم تسييس القضايا
الإنسانية، ورفض الحل العسكري وكل
أشكال التدخل الخارجي. ================= الحرب
السورية...هل وصلت لطريق مسدود؟ تاريخ النشر:
الأربعاء 19 سبتمبر 2012 ويليام فاف الاتحاد تُعد الحرب الأهلية
الدائرة في سوريا من أكبر المخاطر التي
تهدد السلام العالمي، وهي أكثر خطراً
من الحروب الكلامية المتبادلة بين
إيران وإسرائيل بين الحين والآخر.
وتمثل هذه الحرب محوراً للتنافس بين
السُنة والشيعة وساحة تتعارض فيها
المصالح السعودية والإيرانية
والقطرية، وتظهر خلالها أيضاً
وللاستثمارات الروسية في منطقة البحر
الأبيض المتوسط وسوريا وللعداء
الأميركي الإسرائيلي المستفحل لسوريا
وإيران. وعلى الرغم من أن هذه
الحرب خاسرة لكل الأطراف، فإن الأرقام
الواردة من "المرصد السوري لحقوق
الإنسان"، تشير إلى موت نحو 27,000 شخص
حتى الآن معظمهم من المدنيين. وقامت الحكومة
السورية في غضون الأيام القليلة
الماضية، بهجمات منظمة ومتلاحقة على
أحياء حلب أقدم المدن السورية وأكثرها
كثافة سكانية. ولا تملك قوات المعارضة
دفاعات فعالة أو مضادة للدمار الذي
تلحقه بها القوات الجوية التابعة
للنظام. ولا يوجد مبرر لاحتلال هذه
القوات للأراضي بعد أن هجرها ساكنوها
خوفاً من المزيد من الهجمات الجوية. ويتجاوز عدد سكان حلب
حتى قبيل اندلاع هذه الحرب مليوني نسمة
معظمهم من السنة ونحو ربع مليون من
المسيحيين. وتعتبر "المدينة القديمة"
فيها من أقدم المدن المأهولة باستمرار
في العالم حيث يعود تاريخها إلى
الألفية السادسة قبل الميلاد. كما
تعتبر المدينة، واحدة من مواقع "اليونيسكو"
التراثية العالمية. وبموجب ما يدور فيها
من حرب طاحنة الآن، يهدد البلاد خطر
حقيقي بالانهيار والتحول إلى صومال
أخرى. وهذا هو التحذير الذي أطلقه نائب
وزير الشؤون الخارجية الروسي "ميخائيل
بوجدانوف"، خلال زيارة قام بها إلى
باريس في الأسبوع الماضي خلال لقائه
ببعض أعضاء الجالية السورية ومسؤولين
فرنسيين. ويظل الموقف الروسي
في ما يتعلق بالاضطرابات والقمع،
داعماً لحكومة بشار الأسد ولمؤتمر
السلام الذي اقترحه الأمين العام
السابق للأمم المتحدة كوفي عنان على
غرار مؤتمر مدينة الطائف السعودية في
1989 الذي نجح في الوصول إلى صيغة وضعت
حداً للحرب الأهلية في لبنان آنذاك. ويتكون المؤتمر من
ممثلين للنظام السوري والمعارضين،
بالإضافة إلى قادة من المسيحيين
والدروز وجماعات العلويين والأقليات
الأخرى التي تضم الأكراد والأتراك
والعراقيين والأرمن، وكذلك الجماعات
الخارجية الأخرى الراغبة مثل روسيا
وأميركا وفرنسا. وإلى جانب امتلاك
روسيا لقاعدة بحرية صغيرة في سوريا،
لها أيضاً مصلحة في بقائها نابعة من
سنوات الحرب الباردة ومن حقيقة وجود
جماعة روسية سورية كبيرة في الوقت
الراهن نتجت عن التزاوج بين البحارة
والمسؤولين والمقيمين الروس والنساء
السوريات. ويقول "بوجدانوف" إن
الأسد أكد لموسكو استعداده لترك كرسي
الرئاسة في حالة إجراء انتخابات يرفضه
فيها أفراد الشعب. لكن ليس هناك تأكيد
لهذا الوعد من قبل دمشق، خاصة وأن ذلك
يعني لحد ما الرفض الحتمي للأسد في
حالة إجراء مثل هذه الانتخابات، التي
لا تلوح مؤشرات في الأفق القريب
لقيامها. ومع ذلك، يبدو أن هذا العرض هو
جزء من الأجندة التي تستعد روسيا
لطرحها على طاولة التفاوض في حالة
انعقاد المؤتمر المقترح، والذي صادقت
عليه كل من "الأمم المتحدة" و"مجلس
الأمن". وتعكف الولايات
المتحدة وحلفاؤها الغربيون على مناقشة
مشروع قرار بموجب الفصل السابع من
ميثاق الأمم المتحدة الذي يخول التدخل
الخارجي كما حدث في ليبيا العام الماضي.
ومنذ أنه لم تبد أميركا أو أي دولة أخرى
استعدادها لتبني مثل هذا القرار في
حالة إجراء التصويت عليه، فليس من
المتوقع أن يتم التصويت عليه، لا سيما
وأن التدخل العسكري سيزيد الأمور
سوءاً. واستأنفت الأمم
المتحدة وساطتها من خلال الأخضر
الإبراهيمي المسؤول الجزائري السابق،
الذي كان في القاهرة حيث انعقد اجتماع
في يوم الاثنين الماضي بمشاركة ممثلين
من تركيا وإيران ومصر تحت رعاية الرئيس
المصري، وذلك بخصوص قضية وقف إطلاق
النار في سوريا. وقد زار الإبرهيمي
سوريا قبل ثلاثة أيام والتقى الأسد. ومن الضروري فهم
الحرب السورية في سياق المنافسة بين
السُنة والشيعة، وفي إطار إيران
وحليفها "حزب الله" في لبنان ،
وعلى ضوء المشهد العراقي الذي يهيمن
عليه الشيعة في الوقت الحالي بفضل بوش
الأب وديك تشيني و"المحافظين"
الأميركيين الجدد وإسرائيل واللجنة
الأميركية الإسرائيلية للشؤون
الخارجية "الأيباك" وكل من ساهم
في غزو وتدمير السنة العراقيين. ومن المؤكد أن هذه
الأزمة يصعب على الغرب التدخل فيها،
بصرف النظر عن الأفكار التي يتم
الترويج لها في دوائر التدخل الفرنسية
أو تلك المطروحة إبان حملة انتخابات
الرئاسة الأميركية. وينبغي أن يكون
حلها داخل إطار الدول العربية، حيث
تعتبر مبادرة الرئيس المصري بالإضافة
إلى تعيين الأمين العام للأمم المتحدة
بان كي مون للأخضر الإبراهيمي، بوادر
إيجابية. كما أن مجرد حقيقة أن هذه
الحرب شارفت على الوصول إلى طريق
مسدود، مدعاة للاطمئنان، حيث ليست
هناك فائدة مرجوة من استمرار سعيرها. ويليام فاف محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب مع خدمة
"تريبيون ميديا سيرفس" ================= سوريا في
المبادرات الإقليمية والدولية: أوقـفـوا
الـقـتـل! فواز طرابلسي السفير 19-9-2012 بعد جولة اولى من
المشاورات والمداولات، بما فيها لقاء
مع الرئيس الاسد، عاد المبعوث العربي
الاممي الاخضر الابراهيمي الى قواعده
في القاهرة ولا مبادرة حلّ لديه. وفي
القاهرة، انهت اللجنة الاقليمية
الرباعية اجتماعا لها في غياب وزير
الخارجية السعودي - بلا عذر مقنع البتة
- من دون ان تتوصل الى اي قرار. مبادرتان تستدعيان
التوقف حول الجدوى من كل منهما. تفرّعت
هذه وتلك عن مهمة كوفي انان بعد ان اعلن
الرجل تنحيه عن مهمته. اخفق الرجل مطلع
مهمته في إنجاح اتفاق لوقف اطلاق النار
ومراقبته عن طريق مراقبين من الامم
المتحدة. قفز، في مرحلة ثانية، مباشرة
الى السعي لاطلاق «العملية السياسية»
من دون نجاح هنا ايضا. لم يخف المبعوث
الاممي التلميح اقلا الى ان النظام هو
المسؤول الاول عن اخفاق مهمته لأنه
الطرف الاقوى والاقدر على المبادرة. في ظل مهمة انان،
وبعيدها، انتقلت الازمة السورية
الدموية الى اطوار اشد: حصلت اعلى
مستويات من التصعيد العسكري في الازمة
الدموية السورية المستمرة منذ سنة
ونصف السنة. قفز معدّل القتلى يوميا
الى ما فوق المئة قتيل، استقرّ فوق سقف
اعلى، اذ دارت معارك طاحنة داخل المدن
وجرى اللجوء المتزايد الى المدفعية
والطيران المروحي والنفّاث، وارتفع
منسوب نمط القنابل التي ترمى على
مدنيين. والهدف هو ذاته: تحقيق انتصار
عسكري لا تشخيص له. والنتيجة: القتل
العبثي الصافي. كانت المعركة الفاصلة
وعلامة «الانتصار» هي اقتحام بابا
عمرو في حمص. دمّر الحي الشعبي على رؤوس
سكانه ومعه وفوقه ثلاثة ارباع المدينة
وجاءه «الفاتح» متفقدا معالم الانتصار
برفقة المندوب الاممي. ولا نصر. بعد
اسابيع، عاود الطيران النظامي قصف
بابا عمرو في عداد الاحياء التي يقصفها.
انتقلت المعركة الفاصلة وعلامة «الانتصار»
الى اقتحام حي صلاح الدين في حلب. الحي
قيد التنازع بين النظامي و«الحر» ولا
نصر. منذ اسبوعين اعلن ضابط نظامي كبير
ان تطهير حلب سوف يتم في غضون عشرة ايام.
والدم ينتظر. وافق النظام السوري
على مهمة انان على وهم «الحسم». وها هو
يوافق على مهمة الابراهيمي بناء على
الوهم ذاته. والسؤال ما الجدوى اصلا من
استبدال انان بالابراهيمي، اللهم الا
اذا كان «المجتمع الدولي» يريد
اقناعنا بأن الثاني اكثر كفاءة من
الاول ربما بسبب هويته العربية؟
الجواب الوحيد المقنع هو ان
الابراهيمي مزوّد باتفاق دولي يسمح له
بأن يحقق ما لم يحققه الاوائل من
الوسطاء. وهم كثر. ليس ادلّ من عدم وجود
ما يحمل على هذا الاعتقاد من وجود
المبادرة المصرية الرباعية. واول ما
يجب قوله انه لا وضوح على الاطلاق: ما
الفارق في المهمات بين مبادرة الاخضر
الابراهيمي ومبادرة الرئيس محمد مرسي،
اللهم الا ان الاخيرة ذات طابع «اقليمي»،
مع انها ملغومة بالنزاع السعودي -
الايراني. طرف يسعى للتهرّب منها وطرف
يسعى لكسب اكثرية فيها بضم فنزويلا
والعراق. اللافت في الموقف الايراني هو
اقتراح ارسال مراقبين من الدول الاربع
الى سوريا للمساعدة على وقف العنف.
وانه لمعبّر جدا ان يأتي مثل هذا
الاقتراح بعيد الاعلان عن وجود قوات من
الحرس الثوري في سوريا ولبنان. ومع ان
الخارجية الايرانية نفت الخبر،
والسفير الايراني في لبنان طمأن
الرئيس سليمان الى ان الوجود المقصود
يقتصر على سوريا، يكشف الاقتراح
الايراني بُعدا جديدا كل الجدّة حول
وجود قوات من الحرس الثوري في البلد
الشقيق. ان وجود القوات يشكل استباقا
ايرانيا من اجل الحضور الوازن في اي
قوة دولية سوف تشرف على وقف اطلاق
النار. من جهة اخرى، لا يزال
التحذير الروسي ضد التدخل العسكري
الغربي مزحة سمجة تسمح للقيادة
الروسية بالاستمرار في سياسة «اغراق
السمكة» وتحوير الموضوع، خصوصا بعد ان
اكتشفت القيادة الروسية ان ما يجري في
سوريا «صدام حضارات» يحمل الخطر
الاسلامي الاصولي الذي يهدد المسيحيين
الذين تطمح روسيا الى ان تلعب بالنسبة
اليهم دور «الام الحنون». وقد يتساءل
المرء لماذا يقتصر خطر صدام الحضارات
على المسيحيين من دون سواهم من مكونات
الشعب السوري، لولا ان التحذير الروسي
لا يخفي مقصده: الاعلان عن حلّ يقوم على
اساس طائفي. وفي المقابل، عالم
غربي يعلي الصوت ويهدد بـ«التدخل» في
حال استخدم النظام اسلحته الكيماوية
والجرثومية وهو يعرف ان استخدامها في
الحرب الحالية مستحيل. لكنه يغض الطرف،
ومعه المجتمع المسمى دوليا عن: ربع
مليون لاجئ خارج بلادهم في العراء او
ما يشبهه، على ابواب الشتاء. وعشرات
الالوف من الضحايا ومقدار اكبر من
المعتقلين، وتصعيد في استخدام اسلحة
الدمار. فبعد مدافع الدبابات
والمدفعية الثقيلة والمروحيات صار قصف
الطيران مشهدا يوميا، وآخر مبتكراته
القاء البراميل الحارقة على الاحياء
السكنية وهي معدّة طبعا لاقتناص «العصابات
الارهابية المسلحة». الى هذا، الاعدام
الميداني... للمدنيين. ودمار يزيد على
دمار 24 سنة من الحروب اللبنانية.
ناهيكم عن المآسي الانسانية مع تصاعد
حالات الاغتصاب ونمو ظاهرة السبي
للاجئات في المخيمات عبر الحدود تحت
ستار «السترة» او بدافع العوز، بتزويج
الفتيات بل القاصرات من رجال، خليجيين
في معظم الحالات، وموسم دراسي يبدأ ولا
يبدأ مع وجود ألفي مدرسة مدمّرة قبل ان
نتحدث عن مصير الاساتذة والتلامذة
والطلاب. بعد كل هذا، ما أهمية
التحليل والتوقع؟ المطلوب امر واحد:
أوقفوا القتل! هي صيحة ليست موجهة
لأحد على الارض او في السماء. ================= واصف عواضة السفير 19-9-2012 ليس واضحا ولا مفهوما
حتى الآن لماذا صرّح القائد الأعلى لـ«الحرس
الثوري» الايراني الجنرال محمد علي
جعفري، بأن مستشارين من «الحرس»
متواجدون في لبنان وسوريا، ما اضطر
طهران الى نفي هذا التصريح، أو الأصح «تدوير
زواياه» الحادة في مرحلة دقيقة للغاية
تشهدها المنطقة، مرة على لسان سفير
الجمهورية الاسلامية الايرانية في
لبنان غضنفر ركن أبادي، وأخرى على لسان
المتحدث باسم الخارجية الايرانية
رامين مهمانبرست. هل كانت «زلة لسان»
من المسؤول الايراني الكبير، أم ان
الهدف هو توجيه رسائل «لمن يهمهم الأمر»
في المنطقة، بحسب التحليلات التي
توالت في اطار ردود الفعل على هذا
الكلام الذي أحرج الحلفاء والاصدقاء
في لبنان وسوريا وبعض الدول الكبرى؟ أم
ان الجنرال جعفري يعتبر اعترافه الذي
جاء ردا على سؤال في مؤتمر صحافي، من
باب «تحصيل الحاصل»، ولا يستأهل هذه
الضجة السياسية والاعلامية التي
تعاملت مع هذا الموضوع على قاعدة «لا
اله..»، فأصرت على التعاطي مع تصريح
الجعفري من دون الاشارة الى النفي
والتوضيح والتصحيح؟ في اي حال لا يمكن
لأحد ان ينكر او يتجاهل النفوذ
الايراني في المنطقة، بدءا من العراق،
مرورا بسوريا وانتهاء بلبنان. هذه
حقيقة لا تنكرها ايران ولا الحلفاء في
هذه الدول. فمنذ قيام الثورة الاسلامية
في العام 1979، لم يغب عن بال أحد ان
الجمهورية الاسلامية تسعى الى تصدير
ثورتها التي تفتخر بها الى الخارج، وقد
وجدت لذلك مريدين في المنطقة وخارجها،
لدرجة نشأ من خلال ذلك محوران كبيران
أُطلق عليهما تعبير «الاعتدال
والممانعة». وعلى ضفاف هذين المحورين
دارت وتدور صراعات دامية منذ ثلاثة
عقود، شهدت المنطقة خلالها حروبا
ضارية بدأت بالحرب العراقية على ايران
في عهد صدام حسين، مرورا بحروب اسرائيل
على لبنان، وهي تشهد اليوم فصلا داميا
في سوريا الحليف الاساسي لإيران. وسط هذا الصراع لعبت
الجمهورية الاسلامية دورا بارزا في
دعم حلفائها في محور الممانعة بالمال
والسلاح والخبرات، وكان من البديهي ان
يكون «الحرس الثوري» الايراني، بما
يملك من امكانات، في طليعة الوسائل
الايرانية لترجمة هذا الدعم، ولا
تختبئ ايران وراء اصابعها في هذا
المجال، في وقت يمتلك خصومها
المعلومات الكافية على هذا الصعيد.
وبالتأكيد لم تتفاجأ الولايات المتحدة
واسرائيل بالذات من تصريحات الجنرال
جعفري، لكن هذا الاخير، على الرغم من
ذلك، لم يكن مضطرا الى مثل هذه
التصريحات التي قد تكون أحرجت الحلفاء
في المرحلة الدقيقة الراهنة، وأسهمت
في تزويد الخصوم بمادة دسمة لتأليب
الرأي العام وزجه في آتون الفتنة
المذهبية. في كل الاحوال، سواء
كانت تصريحات الجعفري «زلة لسان» او «رسالة»
أو من باب «تحصيل الحاصل» او جرى
تأويلها واستغلالها، فإن كل ذلك لا
ينفي رغبة الجمهورية الاسلامية
الايرانية ولا حقها كدولة كبرى في
المنطقة، في تعزيز نفوذها، شأنها في
ذلك شأن كل القوى والاساطيل الزاحفة من
وراء البحار والساعية لتحقيق مصالحها
على حساب شعوب المنطقة. فإيران لها
مصالحها ولديها خيرات مهددة، ومن حقها
حماية هذه المصالح والخيرات بالطرق
التي تراها مناسبة، ما دامت سياسة
القوة لا مبادئ العدالة هي التي تحكم
العالم اليوم. يكفي ان ايران لم تغز
دولا ولا اجتاحت اراضي ولا احتلت شعوبا
كما فعل ويفعل الآخرون. ================= سركيس نعوم 2012-09-19 النهار ارتاح الاسبوع
الماضي الرئيس المصري محمد مرسي عندما
تجاوبت المملكة العربية السعودية
وتركيا والجمهورية الاسلامية
الايرانية مع دعوته الى العمل معاً من
أجل وقف اراقة الدماء في سوريا، والعمل
لحل الأزمة المستعصية بين الثورة
الشعبية ونظام آل الاسد التي تحولت من
سلمية الى عسكرية، والمرشحة للتحوّل
مرة ثانية حرباً مذهبية أهلية هذا إذا
لم تكن تحوّلت. وتجلى التجاوب في
اجتماع استضافته القاهرة لوزراء
خارجية الدول الاربع المذكورة اعلاه
أو من ينوب عنهم. لكنه قطعاً لم يشعر
بارتياح مماثل قبل يومين عندما غاب
وزير الخارجية السعودي أو من ينوب عنه
عن الاجتماع الثاني الذي تقرر في
الاجتماع الاول عقده في القاهرة
ايضاً، وذلك رغم ان المبرر الرسمي الذي
قدم للغياب المشار اليه كان انشغال
ممثل السعودية سواء كان وزير خارجيتها
أو من ينوب عنه بـ"ارتباطات خاصة
سابقة". فهذا النوع من التبريرات
ديبلوماسي. والدافع اليه عادة هو عدم
اتخاذ الجهة التي تعتمده موقفاً
نهائياً سلبياً او ايجابياً من التحرك
أو العمل الذي تكون غابت عنه.
والديبلوماسية المصرية العريقة تعرف
ذلك. طبعاً لا بد من انتظار الاجتماع
الثالث لمعرفة إذا كان نصاب "اللجنة
الرباعية" التي اقترحها رئيس مصر
سيكتمل، وقبل اطلاق الاحكام النهائية
عليها. لكن الانتظار على اهميته لا
يفقد الشكوك في استمرارية عمل اللجنة،
أو بالاحرى في انطلاقته الفعلية،
مبرراتها الجدية. وما جاء في تصريحات
الذين اجتمعوا في العاصمة المصرية
يؤكد هذه الشكوك. فوزير خارجية تركيا
داود اوغلو رأى ان الحل في سوريا يجب ان
يكون اقليمياً. في حين ان وزير خارجية
ايران علي اكبر صالحي رأى انه يجب ان
يكو ن سورياً - سورياً، وألاّ يفرض من
الخارج. وعبارة "حل اقليمي" تعني
انه خارجي. أما وزير خارجية مصر فلم
يحدد هوية الحل للأزمة السورية واكتفى
بالاشارة الى حصول تشاور، والى
الاتفاق على عقد اجتماع آخر في نيويورك
على هامش الدورة العادية للجمعية
العامة للامم المتحدة التي ستبدأ
الشهر الجاري. علماً ان اقتراح الرئيس
المصري في ذاته يجعل مصر اقرب الى الحل
الاقليمي للأزمة المذكورة منه الى
الحل السوري – السوري، أو بالاحرى الى
رعاية اقليمية لتسوية داخلية بين
الثوار والنظام. في اختصار يعتقد
متابعون جديون لأوضاع المنطقة
وتطوراتها ان مصر لا تزال غير مهيأة
لقيادة لجنة اقليمية او "مجموعة
اتصال" كما سميت اخيراً، مهمتها
معالجة الوضع السوري الدامي بسبب عدم
استقرار اوضاعها وبنيتها الدولية
والدستورية، كما بسبب مشكلاتها
الاقتصادية و"الامنية"، فضلاً عن
علاقاتها مع اسرائيل والولايات
المتحدة. ويعتقدون ايضاً ان ايران
الاسلامية تريد توظيف مجموعة الإتصال
لتحقيق اهدافها وفي مقدمها جعل الاسد
وبعض نظامه جزءاً من التسوية، وابقاء
اوراقها في قلب العالم العربي اي سوريا
ولبنان في يدها، وتوظيفها في مشروعها
الذي هو التحول دولة اقليمية عظمى
صاحبة نفوذ كبير في الشرق الاوسط.
ويعتقدون اخيراً ان السعودية لا تثق
بايران وتعتبرها تهديداً، ولذلك فان
تعاونهما معاً في لجنة واحدة لا يمكن
ان يكون صادقاً ولا مثمراً. اما مصر فان
السعودية لا تمانع في المنحى الذي
اتخذته الثورة الناجحة فيها، لكنها لا
تزال غير مطمئنة تماماً لمصر الجديدة،
ربما بسبب سيطرة "الاخوان المسلمين"
التدريجية عليها دولة ومجتمعاً
ودستوراً وقوانين، وذلك جراء الحساسية
والخلافات القديمة والمستمرة بينها
وبينهم. علماً ان هناك من يؤكد علاقتها
مع منافسيهم الاسلاميين داخل مصر اي
السلفيين. في أي حال ان فشل
مبادرة مرسي لا يتمناها عربي، لانه
يعني ان الثورة ستستمر وتتصاعد بدعم من
غالبية الدول العربية واوروبا
واميركا، وان النظام سيتابع مواجهتها
بكل شراسة بدعم من روسيا وايران
والصين، وان التدمير سيعم سوريا، وان
الحرب ستتحول مذهبية، وان التقسيم
الواقعي قد يفرض نفسه، وان موقتاً في
المستقبل. وما يؤكد ذلك المعلومات
الواردة من واشنطن على مصادر
ديبلوماسية مطلعة والتي تفيد ان
الثوار السوريين سيتلقون مزيداً من
دعم اميركا وحلفائها الاقليميين
والعرب، مثل تسليمهم اسلحة فاعلة
وربما مثل اقامة منطقة حظر طيران في
سوريا. وبعض هذه المعلومات يشير الى ان
التدخل العسكري المباشر في سوريا من
دون تغطية مجلس الامن له بقرار رسمي لا
يزال بعيد الاحتمال. لكنه يدرس في
الدوائر المعنية وبجدية. ================= سوريا ..
جيش النظام يغزو الشعب ويدمر البلاد *
محمد بخيت محمد المعرعر الدستور 19-9-2012 يتعرض الشعب السوري
للاضطهاد والابادة على ايدي جنود
الوطن وتتعرض المدن والقرى للعقاب
الجماعي، بالتدمير العشوائي وهدم
المساكن على رؤوس اهلها, اغلبيتهم من
النساء والاطفال والعجزة وذلك في
مشاهد مروعة ومخيفة. كما تتكرر عمليات
القصف والتدمير وارتكاب المذابح على
مواقع عدة, مخلفة الدمار والقتل
والتشريد. ان عملية الارض
المحروقة التي يقوم بها جيش النظام،
طبقا لما قامت به اسرائيل في غزة
ولبنان، تتوسع وتدار في كل مناطق
التماس في سوريا من حوران جنوبا وحلب
شمالا ودير الزور شرقا. تدار هذه
العمليات عن بعد بالقصف المدفعي
والطيران ليسلم افراد الجيش النظامي
من تأثير الاسلحة الفردية، يقوم بعدها
الجيش باقتحام المناطق ونهب ما فيها،
واعدام وقتل المواطنين خاصة الشباب،
لانه لا يوجد وقت ومكان للاعتقال، وهذا
ما جرى في داريا، كفرنبل، درعا،
القبير، والحولة وغيرها. لقد تجاوز القتل
والمذابح والتدمير حدود المنطق
والمقبول، اذ كيف يسمح العرب ذوو
القربى والصلة لمثل هذا النظام ان
يتمادى بالقتل والتدمير لشعب ينشد
الحرية والعدالة تظاهر سلمياً عشرات
الشهور ثم ظهر بعده عدد من المنشقين
ابناء واقارب الشعب في المناطق
المنكوبة ليدافعوا عن اهلهم واعراضهم
وكرامتهم. ان الممارسات التي
يقوم بها جند النظام ضد ابناء الوطن في
المناطق الاسلامية السنية تفوق
ممارسات الاعداء وجنود الاستعمار
والتي يسجلها التاريخ بأقسى انواع
عبارات الادانة والبربرية ويعجب بها
الاعداء حين يمارسها جنود الوطن ضد
ابناء وطنهم. لا يوجد في سوريا
ارهابيون ولا مؤامرة ابدا لو كان هناك
ارهابيون يقتلون الشعب كما يدعي
النظام، لظهر هؤلاء الارهابيون في
المناطق المؤيدة للنظام كمناطق
السويداء وسلمية شرق حمص وطرطوس. الارهاب هو ارهاب
النظام والطوائف التي تقاتل تحت مظلة
النظام، النظام ليس حامياً للطوائف
والمذاهب بل مورطا لها في قتال الآخرين
الذين يطالبون بالحرية والعدالة
وتداول السلطة. لم يكن في سوريا
سابقة نزاع طوائف، وسوريا بلد متمدن
وحضاري، ووارث حضارات ومدنيات قديمة
متعاقبة، ولكن وقعت سوريا تحت حكم فئة
متسلطة متغولة على الوطن تحاول
الاعتماد على مساندة واشراك الطوائف
في نزاعها مع الشعب. ان تصرف الاقليات
والطوائف، ووقوفها مع النظام يحملها
المسؤولية ويخيفها بممارسة افرادها من
جرائم ضد الشعب ورطها به النظام،
والشعب السوري يعرف من يقتله ويعتدي
عليه، وسيحين الوقت للقصاص من
المجرمين. ذكروا ان نمرا مفترسا
نزل في غابة قريبة من منزل الباشا،
وسألوا مجنونا كيف تتخلص من هذا النمر
فقال: احرقوا الغابة! احتل التتار دمشق في
اول القرن الثامن الهجري واعتنق
قائدهم (كاتبغا) الديانة المسيحية،
وامر ان يمر الصليب يوميا محمولا في
شوارع دمشق، ومن لم ينهض لتحية الصليب
يعاقب، وذات يوم قتل ابن القائد كاتبغا
وامر الجند احضار عشرة الاف طفل
ووضعوهم في احد ميادين دمشق وامر
القائد الفرسان ان يدوسوا الاطفال
بخيولهم حتى ماتوا جميعا! وقد انتصر المسلمون
على التتار في عين جالوت وعادت المودة
بين فئات الشعب مسلمين ومسيحيين لان
الفعلة جاءت من ظالم مستبد خرجت عن
ارداتهم، هذه الصورة من صور الظلم
والاستبداد في التاريخ لم نتصور ان
يأتي مثلها في الزمن المعاصر كما يحصل
اليوم، في ظل القوانين الدولية
والانسانية زيادة على العقائد
السماوية التي لا تقر الممارسات
الهمجية والوحشية، الشعب السوري يعيش
الظلم والمذابح والدمار والاهوال ودفع
فاتورة كبيرة من الارواح والدماء
والمصائب، في نفسه وماله وكرامته. لا يمكن له ان يرجع
للوراء ويفاوض، ويخضع او يشارك من
قتلوه واذلوه الحكم والمسؤولية.
والنظام واعوانه يعرفون ابعاد الجرائم
والفضائح التي ارتكبوها، ويعرفون ان
لا مكان لهم في مستقبل سوريا المحررة
الديمقراطية، ولكنهم يسعون بما بقي
لديهم من قوة ونفوذ للتفتيت الطائفي
والمذهبي وجر مجموعات كبيرة الى خندق
جرائمهم ليقتلوا ان أمكن امواج الحرية
والعدالة التي يطالب بها غالبية الشعب
السوري. الحرية والعدالة في
سوريا للجميع، ليست لفئة وطائفة دون
الاخرى، ولا يجوز لأقلية ان تحكم
بالقوة، وتتحكم بقدرات البلد، لا
لاكثرية ان تنتزع حقوق الآخرين. ومن الاجدى
للمجموعات التي تقف على الحياد او
متورطة في مساندة النظام ان تقف مع
غالبية الشعب المطالب بالحرية
والعدالة لان الحرية والعدالة مطلب
وطني عام للجميع. الوساطات التي تجري
مع النظام ومواقف وزير خارجية روسيا
بشكل خاص، أسهمت في زيادة عدد القتلى
من العشرات الى المئات وأسهمت في تشريد
الشعب السوري وتخريب مدنه وقراه،
وازدادت الحملات العسكرية والقصف
الجوي الصاروخي شراسة وبشكل عشوائي،
فقد دمرت المساجد والآثار والطوابق
السكنية، وصارت الحياة موحشة والمدن
والقرى كالاشباح خالية من سكانها،
وتبدلت الاعتقالات الى الاعدام
الميداني خاصة ضد الشباب. والعالم لا يزال
يتفرج على هذا المسلسل الاجرامي،
فالغرب عامة موقفه منطلق من مصلحة
الدولة العبرية ومن تخوفه من
الاسلاميين وكأن الاسلام طرأ تواً على
سوريا، وتم نسيان سماحة الاسلام
وعدالته. الشعب السوري بحاجة
لوقفة قوية معه من حيث المقاومة
وتسليحها بأسلحة نوعية ومتطورة ضد
الطيران والدروع والمساندة المادية
والمعنوية ليقوم المسلحون بعمليات
ووثبات نوعية من حرب العصابات. على العالم التوجه
لحماية الشعب السوري بوجود مناطق آمنة
والتدخل عربيا ودوليا حتى لا يطحن
الشعب السوري تحت ركام مدنه وقراه،
وتفلت الامور نهائيا وتؤدي الى كارثة
انسانية يصعب علاجها يتحمل تبعتها
العرب والعالم المتحضر، وتكون لطخة
سوداء في عصر المدنية والحضارة
العالمية. قال تعالى: “من قتل
نفسا بغير نفس أو فسادٍ في الارض
فكأنما قتل الناس جميعا”. صدق الله العظيم ================= عمر قدور * الأربعاء
١٩ سبتمبر ٢٠١٢ الحياة لم يعد التفاؤل
حاضراً بقوة في أوساط الناشطين، أو بين
متابعي الثورة السورية عموماً، وبدا
كما لو أن الكثيرين استفاقوا فجأة على
واقع مختلف عما تمنوا أو توقعوا منه. لم
يعد مرد الإحباط فقط إلى تخاذل المجتمع
الدولي عن حماية السوريين، وإن بقي على
صلة بذلك، فثمة عوامل داخلية مستجدة
بدأت تنال من الصورة الأولى الزاهية،
والتي بدورها لم تكن نقية تماماً، ولا
يجوز أن تكون كذلك، إلا كسردية ثقافية. ومن المؤكد أيضاً أن
الـــمزاج الثوري كان بـــدايةً
بمثابة الرافعة الأخلاقية، فدفع مجتمع
الثورة عموماً إلى بذل أفضل ما عنده،
وحرّض نوعاً من التنافس الأخلاقي
والجمالي معاً، لكن القمع والتنكيل
الوحشيين اللذين لاقتهما الثورة كان
لا بد أن يستنزفا مع الوقت قــسماً
كبيراً من الطاقة الإيجابية، إن على
مستوى الأفراد أو على الصعيد الكلي.
طبعاً ليس المعني هنا نزيف الدم وحده،
فآلة القـــمع أثبتت قدرتها على مختلف
أنواع التدمير المادي والمعـــنوي بلا
أي رادع، في الوقت الذي لم تستطع
الأفضلية الأخـــلاقية للثورة أن
تجنّب مجتمـــعها ذلك الأذى الهائل،
ولم تتحصل الثورة بفضل أخلاقيتها على
الدعم المرتجى، ولا حتى على سمعة حسنة
توازي مناقبــيتها. باستثناء تعاطف
ثابت محدود من قبَل أفراد ليسوا في
مراكز القرار لم تلقَ الثورة حتى دعماً
لفظياً ثابتاً، وتخبطت تصريحات
المسؤولين الدوليين في أوحال النظام
والسياسة، من دون أن تكون بوصلتها هي
الحقوق المشروعة للسوريين في تحقيق
مصيرهم بحرية تامة. في المقابل من
البذاءة التامة للنظام، وبذاءة
ألاعيبه التي حملت دائماً استهتاراً
مطلقاً بكرامة السوريين وحيواتهم، لم
يقدم موالو النظام ولا المجتمع الدولي
بما فيه «أصدقاء سورية» فضيلة
أخلاقيةً تدعم فعلياً مُثل الثورة، بل
سقطت السياسة سقوطاً ذريعاً في اختبار
القيم والأخلاق. ومن ملامح السقوط أن
تُطالب الثورة بإلحاح بالحفاظ على «صوفية»
أخلاقية من قبل أولئك الذين لم تدفعهم
أخلاقهم إلى تقديم أدنى عون مطلوب لها،
الأمر الذي يضع ادعاءاتهم في خانة
التواطؤ مع النظام، أو على الأقل في
خانة التواطؤ البراغماتي مع أفعاله. ليس عادلاً ولا
واقعياً أن تُطالب الثورة بمكابدة ما
لا تطيقه إلى ما لا نهاية، ومن دون أن
تلوح بارقة أمل في نهاية النفق، وليس
عادلاً ولا واقعياً أيضاً أن يُطالَب
الثوار بأداء مثالي بينما ينشطون في
ظروف أقل ما يُقال عنها إنها لاإنسانية.
لكن الأقل عدالة مما سبق هو تناسي
الحقوق الأساسية التي انتفض من أجلها
السوريون، وأن يصبح مجرد وقف القتل
مطلباً دولياً، وأن يجرn
التفاوض عليه بصفjه
تنازلاً يقدّمه النظام من رصيده، أو أن
يذهب التركيز نتيجة ذلك إلى حصر
الانتباه بالقضية السورية بصفjها
أزمة إنسانية أو أزمة لاجئين. على رغم ما سبق سيبقى
من حق، ومن واجب، أهل الثورة مطالبة
أنفسهم بالحفاظ على سوية قيمية تليق
بهم، وتكون قدر الإمكان على النقيض من
النظام ومن تدني السياسة الدولية
الخاصة بإدارة أزمتهم. انطلاقاً من هذا
الواجب الذي لم يتخلَّ عنه قسم كبير من
الثوار، وأيضاً قسم كبير من أصدقائهم
الحقيقيين، بدأ بعض اليأس بالتسلل إلى
النفوس من الفجوة التي تتسع أحياناً
بين الواقع والمرتجى. وقد كان لنقد
الثورة قسط في إشاعة اليأس، تحديداً
عندما خضع للتسييس من قبل أعدائها، ومن
قبل بعض أصدقائها المزعومين داخلياً
وخارجياً، فتوقف النقد عن إنجاز مهمته
في تصحيح مساراتها لينصبّ في الكثير من
الأحيان على الطعن في جدواها أو في
فكرة الثورة من حيث المبدأ. لا شكّ في أنها كانت
أكثر نقاء صورة ذلك المتظاهر السلمي
الذي يتلقى الرصاص بصدره العاري، لكن
هذه الصورة لم تكن لتصمد إلى ما لا
نهاية من أجل أن يتغنى بها رومانسيون
ثوريون، أو من أجل أن ينعم بنتائجها من
يرغبون علناً أو سراً ببقاء النظام.
كان من الواقعي أن يختبر الثوار مسالك
لا يرغبون فيها أصلاً، وأن تأخـــذ بعض
ردود الأفعال قسطاً من عنف النظام،
وحتى أن لا يكون العنف «ذكياً» دائماً.
بين المُثُل التي تقترحها غاياتها
والواقع الوحشي الذي يفرضه النظام
تكابد الثورة سلسلة من الخيارات
المريرة، ولا يتاح لها أحياناً سوى
انتقاء الأقل سوءاً. لا مكان هنا
للمثالية التي لا تعني إلا التضحية
بواقع الثورة كُرمى لنموذج لم يتحقق
مطلقاً في مثل هذه الظروف، فضلاً عن أن
المثالية في أعمّ حالتنا لا تعدو كونها
ضرباً من ضروب التربية التوتاليتارية
التي، بتعـــبير حنة أرندت، تقوم على
اصطناع «إنسان الوحشة»، ذلك المنفصل
عن الواقع ويصر طوال الوقت على قسره
على صورة مثاله. أليست هذه أيضاً حال
النظام؟ على صعيد متصل؛ سيكون
من دواعي اليأس الشديد أن تُقاس الثورة
بجدواها القريبة، إذ بات مؤكداً أنها
لن تُختتم إلا بدمار شامل للبلد،
فالنظام يمضي حثيثاً في تدمير الماضي
والمستقبل. إننا أمام جريمة ممنهجة
تطاول كلّ ما أنجزه السوريون قبل عقود
طويلة من حكم البعث، فالدمار طاولهم
فعلاً في عمرانهم واجتماعهم،
ومؤسساتهم العامة التي أنجزوا الحد
الأدنى منها على رغم فساد النظام.
باختصار لن يكون من خيار فعلي للثورة
سوى أن تعلن انتصارها فوق الأطلال، أما
الأحلام الوردية التي راودت السوريين
قبل سنة ونصف فعليها أن تنتظر طويلاً،
ومن ذلك أن تقبع طويلاً للتسول أمام
مؤتمرات الدول المانحة فيما بعد. في
الواقع لا يوجد ما يفوق قتامة هذا
المستقبل سوى تخيله مقروناً ببقاء هذا
النظام الوحشي الفاسد؛ وحده هذا
الخاطر كفيل بوضع الثورة في مقام
الضرورة مهما كان حجم الدمار الإضافي
المتوقع قبل سقوطه. خلال سنة ونصف السنة
نجح النظام في الدفع إلى مستويات أدنى
من الطموحات، ونجح أحياناً في الدفع
إلى عتبات اليأس وهذا ما يبتغيه أصلاً.
إلا أن اليأس من الثورة ينبغي ألا
يغيّب دوافعه الخارجة عنها، تلك
العوامل التي تتعلق أساساً بالنظام
ويتم ترحيلها إلى الثورة نتيجة للعجز
أمامه، بل يبلغ الأمر أحياناً حد
التعويض النفسي عن العجز بالانتقام من
الثورة وتضخيم الظواهر السلبية فيه،
وبحيث تغدو كأنها هي السبب وراء
المصائب التي تلم بالسوريين. لم يعد
ثمة فسحة كبيرة للأمل في سورية؛ هذا
صحيح، وما يصحّ أكثر منه أن اليأس
صناعة متجددة للنظام، ما يُبقي على
التفاؤل في مقام الضرورة، وبشرط
التنازل عن الكثير من الأوهام. ================= القاهرة..
بإشراك إيران في سوريا عبدالرحمن
الراشد الشرق الاوسط 19-9-2012 منذ أن اقترح الرئيس
المصري محمد مرسي لجنة رباعية لحل
الأزمة السورية وأعطى الإيرانيين
مقعدا فيها أثار تساؤلا بأنها خطوة
جيدة لتفعيل دور مصر النائم، لكن لماذا
إيران؟ أخيرا، عقدت
الثلاثية بحضور مصر وتركيا وإيران،
وتغيبت السعودية بحجة أنها مشغولة.
طبعا حجة غير مقنعة، والأرجح أنها
تعمدت الابتعاد عن مشاركة إيران في
القرار السوري لأنه سيعطي لاحقا
النظام في طهران صكا يخولها طرفا في كل
القرارات التي قد تتخذ إقليميا حيال
سوريا. ربما تريد حكومة مرسي
أن تدشن عهدها بعيدا عن مفاهيم السياسة
الخارجية في عهد مبارك، وهذا من حقها
لولا أن هذا الموضوع تحديدا يضر
بسوريا، وسيضر بالمصالح المصرية
العليا. إيران صريحة جدا في موقفها
بإنقاذ نظام بشار الأسد، وقد دفعت
الغالي والنفيس من أجل إبقائه واقفا
على قدميه حتى الآن، منذ قيام الثورة
في العام الماضي. وإيران كذلك مسؤولة
مسؤولية مباشرة عن جرائمه التي أتت على
عشرات الآلاف من الأبرياء في أبشع
مجازر عرفتها المنطقة، ولا يزال القتل
مستمرا. ومن الأكيد أن النظام الإيراني
سيقوم بحرف اللجنة نحو تعطيل أي حل
حقيقي، وستكون تبعات ذلك على سمعة
حكومة مرسي غالية. يستحيل أن تكون
إيران طرفا إيجابيا في إقصاء الأسد عن
الحكم وإنهاء الأزمة، وكل ما تقوله عن
حل سلمي يعني شيئا واحدا هو الإبقاء
على نظام الأسد. وبسبب موقفهم وشراكتهم
للأسد بات السوريون يكرهون كل ما له
علاقة بالنظام الإيراني، تماما مثل
كراهيتهم للنظام السوري، وبالتالي حتى
لو وجد حل سلمي، مع أنه أمر مستبعد،
فإنه سيكون مرفوضا من قبل المعارضة
السورية بسبب وجود إيران على نفس
الطاولة. الجانب الآخر
استراتيجي وليس آنيا، وهو الاعتقاد
بإبرام «علاقة خاصة مصرية - إيرانية»،
لن يضر إلا مصر أكثر من غيرها. وقد قرأت
تحليلات تثير السخرية عن دور مصر «ككفيل
للخليج» بالتعامل مع إيران، عدا أنه
قول تهكمي، أيضا يسلب من القاهرة واحدة
من أهم أوراقها في اللعبة الإقليمية. إيران تماثل مصر، ولا
تكملها، في حجمها السكاني، وجيرتها
للخليج، ورغبتها في أن تكون طرفا في
المنطقة البترولية المهمة للعالم.
كلها صفات تنافسية. لهذا ليس غريبا أن
مصر في علاقتها بالخليج كانت دائما
منافسا لإيران لا حليفا، منذ عبد
الناصر والسادات ومبارك. وحتى في أردأ
أوقات العلاقة بين الرياض والقاهرة
باعد عبد الناصر بينه وبين شاه إيران
واستمر خصما له. عمليا، مرسي بإشراكه
الإيرانيين يعطيهم من طبق مصر وليس من
صحن الخليجيين، لأن منطقتهم ذات تنازع
دولي لا إقليمي فقط. كنا نتوقع أن يلعب
مرسي دورا أكثر تأثيرا وحيوية في
القضية السورية، ينسجم مع موقفه الجيد
ضد نظام الأسد في قمة طهران لدول عدم
الانحياز، لكنه لم يفعل. ما الذي يمنع
مصر من الاشتراك مع السعودية
والإمارات وقطر والأردن في دعم الثورة
السورية بأكثر من البيانات الرسمية،
وبصفة غير رسمية يمكن أن يكون لمصر دور
فاعل في إسقاط نظام بشار بدعم الثوار
بكل الوسائل. ================= عماد الدين
أديب الشرق الاوسط 19-9-2012 لا أعتقد أن الحوار
التركي الإيراني الذي تم في القاهرة
برعاية مصرية سوف يؤدي إلى شيء مفيد في
مهمة الأخضر الإبراهيمي الخاصة
بالتوصل لتسوية ملف الصراع الدموي في
سوريا. وقد يقول لي قائل:
الأزمة في سوريا ذات أبعاد إقليمية
بشكل عميق، مما يجعل حوار الأطراف
الإقليمية ضرورة قصوى، واجتماعها إن
لم ينفع فلن يضر. والذي يتعلمه
الإنسان من الدروس المستفادة في علم
إدارة الأزمات أن هناك أسئلة جوهرية
وتأسيسية لا بد من التوقف أمامها قبل
الإقدام خطوة واحدة على أي تحرك في أي
اتجاه، وهي: 1) هل «تعرف» الأطراف
حقيقة الأزمة؟ 2) هل «تريد» الأطراف
حل الأزمة؟ 3) هل «تقدر» الأطراف
على دفع فاتورة تسوية الأزمة؟ إذن نحن أمام مثلث:
المعرفة، ثم الرغبة، ثم القدرة. إن صح ذلك فنحن بلا شك
أمام حائط مسدود تماما ونحن نتعامل مع
ملف الصراع الدموي الدائر الآن في
سوريا. الرئيس السوري بشار
الأسد: «يعرف» الأزمة - فقط - من رؤية
أحادية مصابة بجنون عظمة وسوء تقدير
للموقف مبني على واقع افتراضي لا علاقة
له بأرضية الواقع. وإذا وصلنا إلى نقطة
«الرغبة» في التسوية، فإن هناك بالفعل
رغبة ولكن قائمة على شروط المنتصر، وهو
في رأيه «السلطة الحاكمة»، بينما يجب
أن يدفع المهزوم «أي المعارضة» كل
فاتورة ما حدث! ونأتي إلى آخر النقاط
وهي القدرة على التسوية، وهنا سوف
أتجاوز المنطق والوقائع والحقائق
السابقة واللاحقة وسوف أفترض، لمجرد
الافتراض النظري البحت، أن الرئيس
بشار الأسد «يعرف» الأزمة بمنظور
محايد تماما، ولديه كل الرغبة الصادقة
التي تضعه في مصاف الأولياء والقديسين
في التوصل إلى تسوية، فهل بعد ذلك كله،
لديه «القدرة»؟ الإجابة الحاسمة: «لا
وألف لا» لأن قرار الرئيس بشار ليس في
يده ولكن في يد الأسرة الأسدية وآل
مخلوف وكبار أعضاء الطائفة العلوية
وأنصارهم من رجال الأعمال السنة. كل هؤلاء ارتبطت
مصالحهم بالنظام، ولا يمكن أن يسمحوا
له بالرحيل كي تتسلم المعارضة، إلا في
حالة واحدة وهي أن يكون بديل الأسد
الحالي أسد آخر من الطائفة! لذلك مهما كان دور
تركيا الإقليمي وحساسيتها الجغرافية
تجاه سوريا، ومهما كان التحالف
الاستراتيجي الحديدي بين طهران ودمشق،
فإن: «المعرفة» و«الرغبة» و«القدرة»
عند الدكتور بشار الأسد هي العناصر
الحاسمة والقاضية على أي تفاهم إقليمي! ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |