ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الوطن القطرية التاريخ: 21
سبتمبر 2012 لم
تنقطع انتقادات الناشطين الحقوقيين
لبطء تعامل المجتمع الدولي مع المخاطر
الراهنة التي أنتجتها الأزمة السورية،
والتي تسبب نظام الأسد في إغلاق منافذ
المعالجات السريعة لها، من خلال
مواصلته وبشكل يومي تقتيل أبناء الشعب
السوري، في استهانة مرفوضة من قبل ضمير
العالم الحي بأرواح الضحايا وحقوقهم
في الحياة الحرة الكريمة، مستخدما
الآلة العسكرية والأمنية، في مسعاه،
وبكل السبل والوسائل، إلى إخماد
الانتفاضة الشعبية التي عمت كافة
أرجاء سوريا. إن تجديد النظر إلى
الأزمة وتداعياتها العديدة، في مختلف
جوانبها ومستوياتها، يؤكد مجددا، بأن
المطلوب حاليا أن تتكثف الجهود
الإقليمية والدولية، الهادفة إلى
إنهاء معاناة الشعب السوري، فالأوضاع
الراهنة تحفل بمآس عديدة للاجئين
السوريين، ممن يقيمون في مخيمات
اللجوء بالدول المجاورة. حيث أن
احتياجاتهم الإنسانية
المختلفة،تتزايد يوما بعد يوم، في ظل
الترقب اللانهائي حتى الآن، للمآلات
التي يمكن الوصول إليها، لوضع حد
للأزمة بمجملها. إن الانتظار السوري
المر يطول، وهو ما يدفع بنا إلى تجديد
نداءاتنا للقوى الإقليمية والدولية
المهمومة بهموم الشعب السوري،
والمتفاعلة مع تطلعاته المشروعة كافة،
لتحرك الجمود الراهن، وأن يتم بشكل
سريع، بلورة خطة يتم التوافق عليها
إقليميا ودوليا، لإيقاف المعاناة
الإنسانية الطويلة للسوريين، وهم
يغالبون يوميا دمعاتهم وآلامهم،
مترقبين لفعل قوي من قبل المجتمع
الدولي، لإنهاء مأساة بلغ عمرها نحو «
18» شهراً، دفع خلالها السوريون ثمنا
غاليا من استقرارهم وأمنهم وسلامهم
الاجتماعي، في ظل استخفاف النظام
بأبسط مسؤولياته تجاه الشعب، ورفضه
المستفز للتعامل مع ما يرفعه السوريون
من مطالب مشروعة في الحرية
والديمقراطية، يؤازرهم فيها كل أحرار
العالم. ================= د. محمد عاكف
جمال التاريخ: 21
سبتمبر 2012 البيان الأخضر الإبراهيمي
المبعوث الأممي والعربي خلفاً لكوفي
عنان لمقاربة الملف السوري، لم يخفِ أن
مهمته محفوفة بالمخاطر، وأن فرص
نجاحها ليست واعدة، ولم يخفِ أن الأزمة
في سوريا كبيرة وأنها تتفاقم، ولم يخفِ
كذلك أنه ليست لديه خطة عمل. والحقيقة
أن ما صرح به ليس فيه جديد لا يعرفه
أحد، فبعد مرور تسعة عشر شهراً على بدء
الأحداث الدامية في سوريا، لم تعد لأحد
فرصة للشك، وهو يشهد حجم الدمار الذي
حاق بالمدن السورية وحجم الضياع
والتشرد الذي لحق بشعبها، في أن الأزمة
تصبح كل يوم أكثر تعقيداً وأشد خطورة. الزيارات التي قام
بها الإبراهيمي واستمع خلالها لمختلف
الآراء داخل سوريا وخارجها، ومن ضمنها
لقاء الرئيس السوري، لم تقدم له بصيص
ضوء في نفق سوريا المظلم، إلا أنها من
جانب آخر تساعد المنظمة الدولية على
تغطية فشلها، لبعض الوقت، والإيحاء
للرأي العام العالمي بأنها لا تزال
مشغولة فعلاً بمعالجة الملف السوري. نعتقد أن الإبراهيمي
قد سمع من أطراف الصراع ما أقنعه بأن
الهوة بين هذه الأطراف أعمق من أن
تُجَسر بمائدة مفاوضات. فقد بدأ يرى أن
الحل ربما يكمن خارج سوريا، في عواصم
بعض الدول التي يعتقد أن لها يداً في
القضية السورية، وتستطيع ممارسة دور
إيجابي في اتجاه تسهيل الحلول لهذه
الأزمة. حين مر الربيع العربي
في تونس كان ربيعاً تونسياً، وحين مر
في مصر كان ربيعاً مصرياً، وفي ليبيا
كان ربيعاً ليبياً، على الرغم من أزيز
طائرات حلف الناتو في سماء المدن
الليبية، وفي اليمن لم يكن الربيع
غريباً عن أجواء البلد. إلا أن هذا
الربيع حين مر في سوريا، حرصت جهات
عديدة في الداخل السوري وخارجه، على
ألا يكون ربيعاً سورياً إلا بحدود
ضيقة، وهذا ما يجعل الوضع في سوريا
أعقد كثيراً مما يبدو للوهلة الأولى. الصراع الدائر في
سوريا ليس حربا أهلية بالمعنى
التقليدي للحرب الأهلية، وليس صراعا
طائفيا بالمعنى التقليدي لصراع من هذا
النوع، مع أن عناصر تلك وذاك ليست
بعيدة تماما عن أجواء هذا الصراع. إنما هو صراع إقليمي
خفي، أكبر كثيرا من سوريا ومن القوى
المتصارعة فيها، ويمكن أن يتسع هذا
الصراع ويتخذ علنا أبعادا طائفية بكل
ما للكلمة من معنى. ولعلنا نقترب من
لحظة اندلاع الصراع في أبعاده
الحقيقية، خاصة بعد أن بدأت
الاصطفافات مع هذا الطرف أو ذاك تأخذ
مسارات أكثر علنية ووضوحاً. فقد أعلنت الإدارة
المصرية الجديدة انحيازها لصالح القوى
المناهضة للنظام القائم في سوريا،
ملقية بثقل مصر السياسي والسكاني في
هذا الصراع، وأعلنت إيران من جانبها أن
لها قوات من الحرس الثوري تعمل في
سوريا. ومن جانب آخر، قد لا
نجانب الصواب حين نقول بأن الصراع
الدائر في سوريا هو أحد أوجه الصراع
بين الشرق والغرب؛ الشرق الذي كان
بقيادة الاتحاد السوفييتي والذي تسعى
روسيا إلى استعادة زمام قيادته، وهو
ليس شرقا بالمعنى الجغرافي، بل شرقا
بالمعنى السياسي المعارض تقليديا
لسياسات الغرب. فلم يعد لروسيا من
حليف في هذه المنطقة المهمة من العالم،
سوى النظام السوري. من هذا المنطلق
الصراع في سوريا ليس مرشحا لتسوية
قريبة، حيث بدأ الغرب الذي رعى الربيع
العربي في الدول التي أشرنا إليها،
أكثر تحفظا مع ما يجري في سوريا
لخصوصية العلاقات الدولية الشائكة،
وبدأت أدواره، في العلن، لا تتعدى
الحراك في الجانب الإعلامي
والدبلوماسي والمساعدات الإنسانية. طرفا الصراع يسعيان
لتوسيعه، ولكن بطرائق مختلفة ولأسباب
مختلفة. ففي الوقت الذي تسعى فيه القوى
المناهضة للنظام، إلى الحصول على
المزيد من الدعم الدولي، نرى النظام
القائم يطمح إلى شيء آخر في سياقات
العمل على تجنب انهياره، وهو خلط
الأوراق ونقل هذا الصراع إلى دول
مجاورة، عن طريق افتعال فتنة تشعل
صراعا داخليا في هذه الدولة الجارة، أو
فتح معركة محدودة ومحسوبة النتائج مع
الدولة الجارة الأخرى، لتحويل طبيعة
الصراع وتغيير سماته إلى قتال ذي طابع
يتصل بالدفاع عن الوطن. مقابل ذلك، هناك حرص
إقليمي ودولي على عدم السماح لهذا
الصراع بالانتشار خارج الحدود
الجغرافية السورية، على الرغم من وجود
ظروف موضوعية تسمح بانتشاره في مرحلة
لاحقة. النظام القائم في
سوريا يخوض حرباً ضد شعبه، أيا كانت
الحجج التي يسوقها لتبرير ذلك، ومع
امتلاكه لترسانة كبيرة من مختلف أنواع
الأسلحة، فشل في حسم الصراع لصالحه على
مدى الأشهر التسعة عشر المنصرمة، بل إن
الأمر سار عكس ذلك، حيث تمكنت قوى
المعارضة بإمكانياتها الضعيفة
والمحدودة، من فرض وجود ملفت للنظر في
عدد من المدن السورية الكبيرة. عودة إلى مهمة
الإبراهيمي.. إنه لا يمتلك عصا سحرية
لتقويم الوضع في سوريا، والحقيقة أنه
لا أحد يمتلك ذلك، إلا أن لديه القدرة
إذا نجح في قراءة الوضع بكافة
إشكالياته المحلية والإقليمية
والدولية بشكل موضوعي، وهو ما نأمله،
أن يقدم للأمم المتحدة توصيات واقعية
بضرورة التدخل لحسم الموقف، والانتقال
من استراتيجية ترميم ما هو قائم، إلى
استراتيجية تغيير ما هو قائم، فالوضع
في سوريا لا يحتمل غير ذلك. وبحسابات الربح
والخسارة، وبغض النظر عما ستتمخض عنه
مهمة الإبراهيمي، فإن الصراع في سوريا
سيحسم في النهاية لصالح القوى
المناهضة للنظام القائم، والمتحالفة
إقليميا مع دول لها علاقات تاريخية مع
الغرب، ومع الولايات المتحدة بشكل خاص. فمن خلال التجارب
التي شهدناها في العقود المنصرمة في
منطقة الشرق الأوسط وفي غيرها من مناطق
العالم، خلال حقبة الحرب الباردة وما
بعدها، كان الصراع يحسم دوما لصالح
الطرف المتحالف مع الغرب، وليس هناك في
التوازنات الإقليمية والدولية
القائمة حاليا، ما يساعد على إيراد
استنتاج مختلف. ================= في
الأزمة السورية.. هل تصبح «جنيف» هي
الحل؟ ممدوح طه التاريخ: 21
سبتمبر 2012 البيان بعدما أنهى المبعوث
الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي
الجولة الأولى من زياراته واتصالاته
مع أطراف الأزمة السورية، الخارجية
والداخلية، في دمشق والقاهرة ولقاءاته
مع وزراء خارجية مصر وتركيا وإيران
وأمين عام الجامعة العربية، قصد
نيويورك بحثاً عن تصور لحل سياسي
تتوافق عليه الأطراف الدولية. حيث تعقد الجمعية
العامة للأمم المتحدة دورتها السنوية
نهاية الشهر الحالي، ويبحث مجلس الأمن
الدولي مشروع القرار الروسي لاعتماد
"مبادرة جنيف"، التي اتفقت عليها
الدول الخمس الكبرى لدعم مهمة المبعوث
الأممي، والتي تبدو هي الأساس الأقرب
للحل الممكن. وفيما لا تزال سوريا
هي موضوع الحوار والسجال الرئيسي في كل
المؤتمرات العربية والإقليمية
والدولية، بل وفي كل اللقاءات
الرئاسية والوزارية الثنائية، بحثا عن
حل تتوافق عليه المصالح الدولية
المتباينة، والمصالح الإقليمية
المتقاطعة، والمصالح العربية
المتشابكة، وعندما يمكن لهذه المصالح
الخارجية أن تتوافق، حينئذ فقط يمكن أن
تتفق الأطراف السورية على الحل
السياسي المطلوب.. برز
إلى مقدمة الأحداث فجأة ملف أزمة
جديدة، قد تدفع الولايات المتحدة
والغرب إلى مراجعة المواقف في خطط
التدخل في سوريا لدعم المعارضة
المسلحة، والأزمة هذه المرة أميركية
عربية وإسلامية، نشبت عندما تفجرت
المظاهرات الشعبية الغاضبة ضد سفارات
أميركا في القاهرة وبني غازي وتونس
وصنعاء وبغداد؛ عواصم دول "الربيع
العربي" خصوصاً، وفي العديد من
العواصم العربية والإسلامية عموماً،
احتجاجاً على فيلم حقير يشوه الإسلام
ويسيء إلى رسول الله محمد، عليه الصلاة
والسلام، أنتجه بعض المتطرفين من
اليهود الأميركيين ومن الأقباط
المصريين المقيمين في أميركا. ما زاد الأزمة تفاعلا
في العاصمة الأميركية، هو وقوعها في
توقيت حساس في خضم سوق المزايدات
الانتخابية الرئاسية، وتسبب جو بعض
الاحتجاجات الهوجاء في مصرع السفير
الأميركي وثلاثة دبلوماسيين آخرين، في
مكان حساس هو ليبيا، وعلى الأخص في بني
غازي، التي هرعت صواريخ "توماهوك"
من قواعدها الأميركية، إلى جانب
الطائرات الفرنسية وبقية أسلحة حلف
الناتو، لضرب قوات الجيش الليبي،
حماية لمدينة بني غازي ودعما للمعارضة
المسلحة، وفي مقدمتها كتائب "السلفية
المقاتلة" وميليشيات "الإخوان
المسلمين"، لإسقاط نظام العقيد معمر
القذافي! وتتناول الصحف
الأميركية والغربية، الموضوع من زاوية
تشابه الصورة العارية للسفير الأميركي
المقتول مع صورة مماثلة للرئيس الليبي
الراحل، تقريباً بنفس الأيدي وبذات
الأسلحة.. فيما يشبه التحذير من دعم
مسلحين متطرفين في سوريا، خصوصاً مع
وضوح مسؤولية القاعدة عن هجوم بنغازي
ومقتل السفير الأميركي، واتهام مجموعة
"أنصار الشريعة".. اليوم اتضح أن حساب
الحقل لا يتطابق مع حساب البيدر! وقد
دفع ذلك أصواتاً أميركية لدعوة واشنطن
لمراجعة حساباتها، وألا تسقط في نفس
الخطأ بمحاولة حل الأزمة السورية على
غرار السيناريو الليبي، الذي دعمت فيه
من قتل بسلاحها دبلوماسييها، خصوصا
بعد أن أكّدت لجنة الأمم المتحدة التي
تحقق في النزاع السوري، وجود مقاتلين
أجانب في سوريا، وبعد تصريح رئيسها
باولو بينيرو، بأن بعضهم انضم إلى
الجيش الحر لكن البعض الآخر يعمل
مستقلا، بل كان لافتاً قبل يومين، أن
تذيع قناة البي بي سي تقريراً مطولاً
عن التنظيمات السلفية المقاتلة ضد
النظام السوري، وعن كتائب مسلحة ترفع
أعلام تنظيم "القاعدة" السوداء! وبينما كانت
التصريحات الغربية على لسان الخارجية
الأميركية والفرنسية، تؤكد على دعم
المعارضة المسلحة وضرورة تنحي النظام
السوري والتلويح بالتدخل العسكري، أكد
سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية
للدبلوماسيين العرب والأجانب في
موسكو، على "الموقف المبدئي لروسيا
الذي يقف مع حل المشاكل والنزاعات
السياسية الداخلية بالطرق السلمية
وبالحوار الوطني والوفاق الشعبي، دون
تدخل خارجي"، وعلى ضرورة الوقف
الفوري للعنف ولنزيف الدم السوري،
لإطلاق عملية سياسية للأزمة، على أساس
قراري مجلس الأمن الدولي رقم 2042 و2043
وبيان جينيف الذي صاغته مجموعة العمل
الدولية، فيما أكد الدبلوماسيون العرب
على دعم روسيا والدول العربية لمهمة
الإبراهيمي، وللعمل على إنجاح اللقاء
الوزاري الثاني للحوار الاستراتيجي (روسيا-
مجلس التعاون الخليجي) المقبل في
الرياض، و"منتدى التعاون العربي-
الروسي" الأول الذي سيعقد في موسكو. ومع موقف المراجعة
المحتمل، يمكن للخلاف الأميركي الروسي
أن يضيق في تفسير "مبادرة جنيف"،
التي قد تصبح أساس المبادرة التي
سيبلورها الأخضر الإبراهيمي ويحملها
إلى الأطراف في سوريا، للتفاوض على
الحل السياسي بما يستجيب لتطلعات
الشعب السوري في التغيير، ويكفل
الحرية والعدالة والمساوة والكرامة
لكل السوريين. فهل يقرر مجلس الأمن
ذلك؟.. ربما يبدو هذا هو
الاحتمال الأرجح للحل، خصوصاً بعدما
فشلت المؤتمرات العربية والإقليمية في
بلورة مبادرة متوازنة وواقعية معقولة
ومقبولة لحل الأزمة، كما لم يتوصل
الوزراء الثلاثة، المصري والإيراني
والتركي، في اجتماع الرباعية في
القاهرة إلى نتيجة، فقرروا نقل
المشاورات إلى نيويورك حيث مجلس الأمن. ================= تاريخ النشر:
الجمعة 21 سبتمبر 2012 د. رياض نعسان
أغا الاتحاد اصطلح المؤرخون
العرب على اعتبار مقتل الخليفة
الراشدي عثمان بن عفان، رضي الله عنه،
بداية الفتنة الكبرى، ولعل أشهرهم من
المعاصرين طه حسين الذي جعل "الفتنة
الكبرى" عنوان كتابه الذي قدم فيه
رؤيته لما حدث، ويبدو أن تداعيات
الفتنة الكبرى لا تزال قائمة في نفوس
بعض العرب والمسلمين إلى اليوم، وقد
حاولوا تجنبها بالقوة حيناً وبالتجاهل
حيناً آخر، ولكن الحقيقة المرة تؤكد أن
جمر هذه الفتنة يختفي تحت الرماد، فإذا
انكشف قليلاً بدا لهيباً تستعر به
النفوس، ومن ذلك يبرز الصراع المتجدد
بين السنة والشيعة، ويجد من يوقده
ويؤججه، ويلعب الإعلام اليوم أخطر دور
في إذكائه وإضرامه. ولقد بات مريعاً أن
يتم تقديم الثورة السورية وهي الحدث
الأخطر في العالم اليوم، على أنها صراع
بين أهل السنة والعلويين، وربما يساعد
هذا التفسير في إبعاد الحدث عن دوائر
السلطة ويوجه الأنظار بعيداً عن
الأسباب المباشرة التي ولدت الانفجار،
ولكنه يفتح مستقبل الصراع على ساحة
أوسع، ويوجهه إلى مستقبل أخطر،
فالصراع على السلطة يحسمه تغيير ممكن،
ولكن الصراع على العقائد والانتماءات
يدمر المجتمعات، وينذر بارتكاب جرائم
جماعية لا ضابط لها، وهو صراع لا حسم له
ولا منتصر فيه، بل هو يهدد بحلول
كارثية، مثل التقسيم مثلاً. والعجيب أن يزج بعضهم
بالمسيحية في أتون هذا الصراع، وهي
بريئة من الأسباب والذرائع والدوافع،
وربما ينفع الزج بها في خلط الأوراق،
أو في استمالة الغرب المسيحي أو
التلويح بالضغط عليه، ولكن هذا الزج
كما هو افتعال التفسير الطائفي كله،
يهدد مستقبل العلاقة بين مكونات
المجتمع السوري، وربما كان وجود قوى
مسيحية ناشطة في ضفتي الصراع يخفف من
وطأة هذا الافتعال، ويكشف أن
المسيحيين يتصرفون بوصفهم مواطنين،
بينهم من يقف مع الثورة والمعارضة،
وفيهم من يرى فيهما مؤامرة كونية كبرى
على النظام. والخطر أن ينجر
المجتمع السوري إلى التفسيرات
المتسرعة الغاضبة، ومن المفجع أن نجد
التعليقات المتنابذة على وسائل
الإعلام التفاعلي تغرق في التحريض
الطائفي، وتنجرف وراء إحالة الصراع من
كونه صراعاً سياسياً إلى صراع بين
المذاهب والطوائف، وهي التي عاشت
قروناً على عقد اجتماعي توافقي، اتسع
نطاقه وكبرت نوافذه حتى نسي المجتمع
بأغلبيته أعرافه وحدوده، وكان من
المحرج للسوريين أن يذكر أحد مذهبه أو
طائفته. ففي سوريا نما الشعور القومي
والوطني مبكراً إلى سوية عالية سمت فوق
الإثنيات والأعراق والأديان، فامتزجت
الطوائف كلها تحت مفهوم العروبة
والمواطنة، ويبدو الشاهد فريداً أواخر
الخمسينيات، حين ألح السوريون على
الانضمام إلى مصر وقبول رئيس مصري لهم،
بدافع قومي وحدوي واضح. ومهما تكن
أسباب فشل التجربة، فإن أبرزها عملياً
هو الإخفاق في تحقيق التوازن والتكافؤ
بين الشريكين. وقد تكرر الأمر في مراحل
لاحقة لم تبد فيها الأكثرية السنية
اعتراضاً على صعود أي قيادي ينتمي إلى
مذهب أو طائفة من غير الأكثرية، بل قبل
جل المجتمع بعلمانية غير ملحدة أعلنها
حزب "البعث"، وقالت إنها تحترم
الأديان والعقائد، ولا تنكر كون
الإسلام مصدراً رئيساً من مصادر
التشريع، بل إن حزب "البعث" نفسه
ترك علمانيته غائمة في شعار ملتبس، هو
"الرسالة الخالدة" التي لم يوضح
ماهيتها. وعلى رغم أنني لم أنتم إلى هذا
الحزب، لكنني عشت في أجوائه طويلاً
بحكم كونه الحزب الحاكم، وكنت سألت
القيادة في لقاء عام قبل ثلاثين عاماً
ونيف عن المقصود بالرسالة الخالدة
فجاءتني تفسيرات غائمة ربما تصلح
للعامة، وكانت المفارقة حين تقدمت في
العمل الوظيفي أن يوجه السؤال إليّ
مرات حين كنت أقدم برامج فكرية
جماهيرية في التلفزيون، وقد فاجأني
ذات يوم سؤال من أحد الشباب هو ذات الذي
كنت أسأله "ما المقصود بالرسالة
الخالدة؟ فقلت: بالنسبة لي لا أعرف
رسالة لها سمة الخلود غير رسالة
الإسلام"، ولم يعترض أحد من
المسؤولين على إجابتي على رغم أنها لم
تلق قبولاً ضمنياً، ربما لأن الاعتراض
سيخلق إشكالية لا داعي لها، وربما لأن
أي تفسير آخر سيدخل فيما يسمى السفسطة
الكلامية التي لا تفضي إلى معنى محدد. وأحسب أن هذه
التفسيرات الغائمة فتحت الباب لحضور
الإسلام، أو جعلته موارباً حتى بات
الخطاب الرسمي المعلن هو التلاحم بين
العروبة والإسلام، والـتأكيد على
أنهما وجهان لعملة واحدة، وكانت الرؤى
تتجه إلى حل هذا الصراع المفتعل بين
القومية العربية وأممية الإسلام. ولقد أوجدت هذه
الحالة نوعاً من التلاؤم بين مكونات
المجتمع، فكبر حضور التدين في
المجتمع، وكذلك نشطت بقوة الحركات
والدعوات المناهضة والكارهة لحضور
الإسلام ولو على صعيد شكلي. وهذا يعني في فهمي أن
المذاهب والطوائف ليست عنصراً راهناً
في مكونات ما يحدث الآن، على رغم وجود
ضيق واستياء من إخفاق تجربة التشاركية
المعلنة في تحقيق التوازن بين
الشركاء، فقد فشل المعنيون في أجهزة
الأمن والجيش في تحقيق توازن، ولم تكن
التوازنات في الواجهة السياسية تقلل
من شأن غيابها في مكامن القوة الفعلية. لقد انصبت مطالب
المجتمع الغاضب على السلوك الأمني
المستبد، وعلى احتكار السلطة لفريق
واحد، وعلى تضخم النمو الطفيلي في
الاقتصاد الوطني، وكان بالوسع معالجة
ذلك دون زج الطائفية في القضية، وكان
الخطر الأشد هو زج الجيش للقضاء على
الاحتجاجات، وربما كان الدافع لزج
الجيش منذ بداية الأحداث، تعبيراً عن
ضعف الثقة بقدرة الأجهزة الأمنية على
المعالجة، وحين أقحم الجيش كان
طبيعياً أن تحدث الانشقاقات لأن
كثيرين من الجنود والضباط لا يستطيعون
توجيه رصاصهم ومدافعهم إلى بيوت أهلهم
وإلى صدور أشقائهم. والآن صارت سوريا أو
أوشكت أن تصير الأرض اليباب، محرقة
القرن الحادي والعشرين، ولا يملك
السوريون أية نافذة أمل في إيقاف هذا
الشلال الدافق دماً هو على الضفتين دم
سوري، وقد بات منظر القتلى وصور
المجازر اليومية وتدمير المدن حدثاً
يعتاد عليه المشاهدون، ولم تعد دعوات
الحوار تجد من يقبلها، وبديلها مزيد من
العنف والقتل في أفق مفتوح، وفصل
الشتاء يقترب والبرد القارس في مخيمات
اللاجئين، فضلاً عن المشردين في
الداخل، وعن حالة العطالة في
الاقتصاد، وعن حالة الرعب المريع التي
يعيشها الناس، كل ذلك يستدعي يقظة ضمير
إنساني، ويلقي بالمسؤولية على العالم
كله. ================= هل بدأت
خطوات الإبراهيمي متعثرة؟ د. نقولا زيدان المستقبل 12-9-2012 تبرز ملامح الإخفاق
واضحة بجلاء على مسعى أو مبادرة الأخضر
الابراهيمي تماماً كما سادت التوقعات
واستشرف المراقبون المحللون منذ ان
اتخذ من القاهرة الأسبوع المنصرم
موقعاً ليجري من خلاله الاتصالات مع
عواصم الدول الاقليمية المؤثرة في
الأزمة السورية. لا بل تسنى له أن يطلع
مباشرة على وجهات نظرها خلال الاجتماع
الرباعي الاقليمي الذي دعا إليه
الرئيس المصري محمد مرسي والذي ضم
بالإضافة إلى مصر كلاً من السعودية
وتركيا وإيران. ومن المرجّح أنه
والآخرون قد سمعوا من نائب وزير خارجية
الجمهورية الإسلامية كلاماً متشدداً
فيه من التصلب في الموقف الايراني حيال
الازمة المطروحة للنقاش ما لا يبعث
بتاتاً على التفاؤل والارتياح. وتذهب
بعض التسريبات للحديث عن تهديدات
إيرانية بإشعال منطقة الشرق الأوسط
برمتها في حال إسقاط نظام بشار الأسد
بالقوة كما تدل المؤشرات الميدانية،
حيث فقد حليفه السوري عملياً السيطرة
على كبريات المدن مثل حلب وحمص وحماه
ودرعا ودير الزور وادلب بل تدور
المعارك في دمشق العاصمة نفسها حيث
يتدخل الطيران الحربي لايقاع أكبر
الأضرار الممكنة في الأحياء الثائرة
من دون أن يتمكن من سحق الانتفاضة. وما إن وطأ
الأبراهيمي أرض دمشق وقابل الأسد حتى
فوجئ بكلام قطع فيه الرئيس السوري
الطريق على أية محاولة جدية يقوم بها
الابراهيمي للخروج بالأزمة السورية من
النفق الدامس الذي تتخبط فيه. ويروج
الاسد الآن لبدعة جديدة يحاول من
خلالها جرّ الابراهيمي إلى موقع
يتحوّل من خلاله المندوب الدولي
والعربي إلى ألعوبة بيده. ومفاد هذه
البدعة هو ضرورة الفصل بين المسار
السياسي للأزمة وما يجري على الأرض. أي
أنّ ما هو مطلوب الآن برأي الأسد هو بذل
جميع المساعي والمبادرات جهدها للوصول
بالأزمة إلى تسوية سياسية ترتكز إلى
حوار سياسي مع المعارضة تبقيه هو في
السلطة، من دون أن تتوقف في المقابل
الآلة العسكرية الاسدية عن شن حرب
داخلية تدميرية أفلتت من عقالها كما
تثبت الوقائع الميدانية "على الأرض".
فعن أية مطاردة وملاحقة أو ضرب للعناصر
الإرهابية يتحدث وهو يعمد إلى ضرب
المدن بأكملها بالطائرات الحربية
والمروحيات ومدافع الدبابات البعيدة
المدى، بل سحق قرى بأكملها ومحوها عن
الخارطة، فهل يعقل أن يصل به الأمر إلى
تفجير الأحياء بأبنيتها وسكانها
وشوارعها ببراميل الـTNT؟
إنّ ما يدور على الأرض هو نفسه ما يفضح
ادعاءات الاسد وما تبقى من نظامه
المتداعي بأنه بصدد استئصال بعض
الإرهابيين الذين ينفذون مؤامرة دولية
مزعومة. إنّ ما يجري في سوريا
الآن هو ثورة شعبية مسلحة ضدّ نظام
ديكتاتوري دموي فاشي وليست حرباً
أهلية بين طوائف ثائرة وأخرى موالية
كما كانت الحال في لبنان. إنّ طائفاً
سورياً مماثلاً لاتفاق الطائف
اللبناني هو ضرب من الأوهام يروّج له
نظام بشار الاسد الآن وكما ينسبه بعضهم
للأخضر الابراهيمي, ربما لأنّ
الابراهيمي ما زال يحمل في عقله
وذاكرته ونهجه آثار الحروب الاهلية
التي وصل بها إلى تسويات سياسية مقبولة. إنّ تصريح رئيس أركان
الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري
الذي أكد فيه وجود عناصر وضباط من هذا
الحرس في سوريا ولبنان، لتقديم
الخبرات التقنية والاستشارات بوجه
المعارضة المسلحة التي تهدد النظام
الأسدي، يهدف إلى أمرين: الأول توجيه
تهديد لدول المنطقة والخليج تزامناً
مع المناورات الضخمة المتعددة الجنسية
في خليج وبحر عمان وبحر العرب. والثاني:
وضع اللمسات الأخيرة على تحوّل الأزمة
السورية وحرب التحرير الشعبية إلى
أزمة اقليمية ودولية. إنّ المعلومات التي
أصبحت مؤكدة على ان عناصر من فيلق
القدس وهو تابع للحرس الثوري الايراني
متورطة في دعم مباشر وعملاني للنظام
الأسدي تدل الى أي مدى ساءت أوضاع
الآلة العسكرية الأسدية، كما ان
المعلومات التي تؤكد تورط حزب الله
اللبناني في المعارك الدائرة الآن في
سوريا (حوالى 2000 مقاتل) لتدل الى حد
يربط الحزب المذكور مستقبله ليس
بالنظام الايراني فحسب بل بالنظام
السوري الأسدي. ثمة حلقة لوجستية في
غاية الخطورة لا يجوز الاستخفاف بها
بين النظام الايراني والنظام العراقي
الغارق في الممارسات المذهبية حتى
أذنيه، مروراً بسوريا ووصولاً إلى
لبنان. فنظام نوري المالكي يمرّر
لوجستياً عبر العراق الأسلحة
والمقاتلين إلى سوريا ولبنان، وقد سبق
له في غير مرة ان فتح أجواءه للطيران
الحربي السوري في غاراته الانتقامية
على البوكمال والقائم ودير الزور.
وعلينا أن نأخذ على محمل الجد تصريحات
طارق الهاشمي في هذا الاطار. انه في
الوقت الذي يخيم الفشل على مهمة الأخضر
الابراهيمي والذي يحضر فيه لمؤتمر
دولي اقليمي يتصور انه من خلاله
بمقدوره فرض تسوية على سوريا على غرار
اتفاق الطائف الذي أوقف الحرب الأهلية
في لبنان، يتساءل اللبنانيون بحق عن
حقيقة ما تفعله بعض عناصر فيلق القدس
الايراني على أرضهم. فإن كان هؤلاء
يحضّرون بالتعاون مع حزب الله لمغامرة
عسكرية جديدة مماثلة لحرب تموز 2006 في
حال حدوث أية مواجهة عسكرية بين
إسرائيل واميركا من جهة وإيران من جهة
اخرى، فمن حق اللبنانيين أن يصابوا
بالذعر الآن من فرط خشيتهم ان يتحول
لبنان في معمعان هذه الحرب الى رماد. ================= المخاوف
من جذب الراديكاليين إلى اتساع سوريا إلى فصول
"اللبننة" في الحرب روزانا بومنصف 2012-09-21 النهار على رغم الاشارات
التي اشاعها ديبلوماسيون غربيون عن
بعض التغيير في الموقف الروسي من
الموضوع السوري بحيث يعول هؤلاء على
اجتماعات تعقد على هامش اعمال الجمعية
العمومية للامم المتحدة من اجل الدفع
قدما بهذه الاشارات، فان مصادر
ديبلوماسية في بيروت تكشف ان الامور قد
لا تكون تغيرت بالمقدار الذي يطمح اليه
داعمو التغيير في سوريا. اذ ليس في
المواقف المعلنة لمسؤولين روس في
الاسابيع الاخيرة من الوضع السوري ما
يؤكد ذلك بل ان احاديث مباشرة معهم تصب
في خانة تعزيز الاقتناع بأن الامور لا
تزال على حالها من دون اي تغيير ولو
طفيف على عكس الانطباع الذي يشيعه
الغربيون احيانا ربما لاحراج الروس او
لاهداف اخرى. فالمخاوف التي يبديها
الروس من التغيير في سوريا تبقى مستندة
الى معطيات تتحدث عن امتلاك روسيا
تقارير استخباراتية عن الوضع السوري
تفيد بأن ما يجري هناك اصبح يشكل نوعا
من المغناطيس الجاذب للاسلاميين
المتطرفين من العراق وليبيا
وافغانستان ودول اخرى. ومع ان عدد
هؤلاء ليس كبيرا حتى الآن وانهم دخلوا
على خط المعارضة السورية ومشاركتها
مواجهة النظام لاجندتها الخاصة على
الارجح، فان المخاوف من ان يكبر هذا
العدد مع الوقت فيصبح لا يستهان به.
وتقول هذه المصادر ان هذا الواقع يساهم
في ابقاء الوضع في سوريا على حاله من
دون المخاطرة باجراء التغيير المطلوب
في النظام خوفا من الاسلاميين
وسيطرتهم على الوضع السوري وقد ساهمت
التظاهرات التي جرت كرد فعل على نشر
فيلم مسيء للاسلام في تعزيز وجهة النظر
هذه مع رفع اعلام تنظيم القاعدة في بعض
الدول. وهذه المخاوف تطاول ايضا الدول
الغربية وفي مقدمها الولايات المتحدة
المشجعة على عكس روسيا على تنحي الرئيس
السوري وانهاء الوضع القائم من اجل
الحد من تدهور الوضع السوري ميدانيا
على صعد عدة. وهذا الاقتناع اي
تحول سوريا جاذبا للاسلاميين كان مثار
جدل على ما يبدو مع الدول الداعمة
للنظام حول ما اذا كان بقاء الرئيس
السوري وقيادته حربا على مواطنيه من
دون قدرة على حسمها لمصلحته على رغم
المساعدات التي يتلقاها في ما بات يزيد
على سنة ونصف من عمر الثورة السورية
يساعد في لجم تدفق الاسلاميين الى
سوريا او ان استمرار تدهور الوضع وعجز
النظام عن فرض سيطرته يشجع على المزيد
من تدفق هؤلاء لا بل زيادة سلطتهم
وانتشارهم بما قد يجعل صعبا لاحقا
السيطرة عليهم. فثمة اقرار متزايد بأن
النظام حتى لو بقي في موقعه لوقت طويل
لاعتبارات تتصل بالمظلة الحامية له
سياسيا من روسيا وايران وعمليا من خلال
المساعدات الايرانية العسكرية وسواها
فضلا عن عجز المعارضة عن اطاحته عسكريا
فانه اضحى عاجزا عن ان يستعيد نفوذه
وسيطرته على الارض. وهذا الانهيار سمح
وسيسمح بدخول الاسلاميين
الراديكاليين على الخط من دون قدرة على
وقفهم بحيث انه كلما ضعف النظام
وسيطرته على الارض كلما زاد احتمال
تحول سوريا الى ارض متاحة لكل التدخلات.
وهذا ما بات مرجحا مع مراوحة الوضع على
حاله بل اصبح مؤكدا راهنا وعلى عكس
الانطباعات التي سادت بعد بضعة اشهر من
بدء الثورة في آذار 2011 من ان بقاء الاسد
هو مسألة اشهر، وان الوضع في سوريا بات
اقرب الى ما شهدته الحرب في لبنان من
فصول ومراحل كان آخرها الاقتراح
الايراني بايفاد مراقبين من دول
الرباعية الاقليمية اي ايران وتركيا
ومصر والمملكة العربية السعودية الى
سوريا من اجل مراقبة وقف النار المقترح
بين السلطة والمعارضة. اذ انه اقتراح
مماثل لارسال قوات الردع العربية الى
لبنان والتي شاركت فيها سوريا لسنوات
طويلة قبل ان تغدو منفردة فيها.
والتوقعات حول الوضع السوري راهنا تصب
في خانة انه قد يستمر سنوات مثلما
استمرت الحرب في لبنان وان لا شيء يبدو
محتملا في المدى المنظور لا على صعيد
الحسم العسكري من اي من الجانبين لا من
جانب النظام لعدم قدرته على ذلك علما
ان لا مؤشرات على انهياره سريعا وقريبا
جدا ولا من المعارضة ايضا لعجزها على
تحقيق انتصارات كبيرة، ولا على صعيد
ايجاد حل سياسي للازمة وفق ما ظهرت
مساعي الاخضر الابرهيمي في الايام
العشرة الاخيرة ما لم تحصل مفاجأة ما
قد تساهم في "صحوة" ما لدى الدول
الغربية من اجل التدخل لحسم الوضع او
الاتفاق على مخرج سياسي. ويضاف
الى ذلك ان استمرار النظام عاجزا عن
استعادة السيطرة سيؤدي الى اضعافه
اكثر فاكثر مما قد يفقد المفاوضين
الداعمين له اوراقا قوية لا يزالون
يتمتعون بها حتى الآن في حين انهم قد
يفقدونها متى حان زمن التفاوض على رأس
النظام، وهو سيحين عاجلا ام آجلا وفق
ما يتفق على ذلك غالبية متابعي الوضع
في سوريا حتى لو استمر بضعة اشهر
اضافية او حتى بضع سنوات. ويبدو ان لا
اجوبة صريحة وواضحة لدى الافرقاء
المعنيين اي الدول الحليفة للنظام
السوري وان كانت تستمر تستخدم احتمال
وصول الاسلاميين ذريعة من اجل رفض
التغيير في سوريا في ظل اتساع الشرخ
بينها وبين الدول العربية في الوقت
نفسه بسبب دعمها الرئيس السوري
وتذرعها في هذا الشأن ان الدول العربية
لا تفهم موقفها. ================= راجح الخوري 2012-09-21 النهار ترقص الجبهة الممتدة
من هضبة الجولان الى الجنوب اللبناني
على حافة حرب لم يعد ينقصها إلا اطلاق
الرصاصة الاولى، ولذا بدت المناورات
الواسعة التي اجرتها اسرائيل وفاجأت
بعض العسكريين في تل ابيب، كأنها خطوة
اخرى في تحمية الجبهة التي بات
انفجارها مرتبطاً بصاعقين: قيام العدو
الاسرائيلي مثلاً بمهاجمة ايران، او
قيام النظام السوري بتحريك اسلحته
الكيميائية او استعمالها لنقل المعركة
من الداخل الى الجولان. التعليقات التي
أثارتها هذه المناورات تجمع على انها
ترتبط باحتمالات تدهور الوضع في سوريا
نحو حرب مع اسرائيل، فالرئيس السوري
يقول في استقبال علي اكبر صالحي ان
المعركة الدائرة تستهدف "منظومة
المقاومة" كلها وليس نظامه فحسب،
وهو ما دفع المحللين الى القول ان اي
حرب قد تندلع مع اسرائيل سواء مع الجيش
السوري في الجولان او مع "حزب الله"
في الجنوب، ستنعكس لمصلحة النظام
السوري في المعركة التي يخوضها ضد
المعارضة. على خط مواز
للمناورات، كانت الحرب تطلق نفيرها
عبر ما نشرته مجلة "دير شبيغل" من
ان سوريا اجرت تجارب على الاسلحة
الكيميائية في منطقة "الدريهم"
الصحراوية بالقرب من مركز "الشناصير"،
وان ضباطاً ايرانيين اشرفوا على هذه
التجارب، وقد جاءت هذه التجارب لتشعل
عاصفة واسعة من المخاوف انطلاقاً من
حديث اللواء علي سيلو الى "التايمس"،
الذي قال انه المسؤول السابق في ادارة
الاسلحة الكيميائية وانه انشق عن
النظام السوري بعدما شارك في مناقشات
على مستويات عليا حول امكان استخدام
هذه الاسلحة كخيار اخير ضد المعارضين،
وانه تم ايضاً تجهيز صواريخ برؤوس
كيميائية تمهيداً لنقلها الى "حزب
الله" بهدف استخدامها ضد اسرائيل! وبغض النظرعن صدق هذا
الكلام ام لا، فمن المعروف ان اسرئيل
وكذلك الاقمار الصناعية الاميركية
تراقب على مدار 24 ساعة يومياً مخازن
الاسلحة الكيميائية السورية وان
السوريين ابلغوا مراراً بأن نقل هذه
الاسلحة الى "حزب الله" او الى
عناصر "القاعدة" سيتسبب في حرب
تشعل الجبهة الشمالية كلها. منذ بداية الازمة
السورية ومع تراجع مستوى سيطرة
النظام، ارتفعت المخاوف الغربية
والاسرائيلية من مصير الاسلحة
الكيمائية التي سبق لباراك اوباما ان
ابلغ الاسد بأنها "خط احمر"، وليس
سراً ان هناك خططاً جاهزة لتدميرها في
عملية عسكرية اميركية – اسرائيلية
للحيلولة دون انتقالها الى المتطرفين،
ووفقاً لتقرير من مؤسسة "مابل كروفت"
فان اميركا و18 دولة بدأت في ايار
الماضي تدريبات لتنفيذ خطة "الاسد
المتأهب" تشارك فيها قوات تركية
وأردنية بهف تدمير هذه الاسلحة، لهذا
ليس غريباً الآن ان تبدو المناورات
الاسرائيلية خطوة اضافية نحو حرب
يتصاعد نفيرها المخيف! ================= ياسر أبو هلالة الغد الاردنية 21-9-2012 لو
أن النظام السوري لا يستند إلى الدعم
الخارجي إيرانيا وروسيا، ولو أن
الإسرائيليين لم يضعوا فيتو على
إسقاطه لانتهى خلال شهور كما غيره من
أنظمة استبدادية في تونس ومصر وليبيا
واليمن. فالثورة السورية قدمت أضعاف
تضحيات دول الربيع العربي. فنقاط
التظاهر لم تترك شبرا في الأرض
السورية، وما من محافظة إلا وقدمت
فاتورة الدم. وعندما تسلحت الثورة ضربت
في عقر النظام واصطادت رؤوسه ولم يقف
أمامها مقر أمني ولا كتيبة ولا مطار.
بشار لم يعد رئيسا بنظر شعبه، ولا بنظر
العالم، لم يعد قادرا حتى على المشاركة
في قمة في طهران التي قد تكون ملاذه
الأخير. الثورة
السورية في كل يوم تحقق تقدما على حساب
النظام. وحلفاؤه في إيران وروسيا
يحاولون بيعه بأعلى سعر ممكن. وكل
تسوية سياسية اليوم تبدأ بإطاحة بشار.
ما يهم إيران وروسيا هو ضمان مصالحهما
الاستراتيجية بعد سقوطه. وإيران
تحديدا قادرة في أي لحظة على إطاحته إن
ضمنت البديل. ومشكلة البلدين أن نهاية
النظام السوري هي نهاية وجودهما في
الشرق الأوسط. وقد تحولا مع الوقت إلى
عدوين للشعب السوري. الشعب السوري لا يخوض
حربا ضد نظام استبدادي، إنه يقاتل على
جبهات دولية. والصامدون في حلب،
وغيرها، لا يقاتلون جيشا مهترئا وإنما
يقاتلون جيشا مدعوما بأحدث الأسلحة
والخبرات الروسية والإيرانية. وصمودهم
إلى اليوم هو هزيمة ثلاثية لقوة
استبدادية وقوتين احتلاليتين. لكن بين
قوة شعب ثائر وقوة ائتلاف دولي نتج وضع
قائم يمنع، حتى الآن، أي طرف من حسم
المعركة. في الشهور المقبلة لن
يبقى الوضع القائم. وبدون تدخل دولي
عسكري يمكن للمجتمع الدولي أن يساعد
الثورة السورية. يدرك النظام أن رفع
الفيتو الأميركي عن السلاح النوعي، أي
مضادات الطيران والدروع، يعني هزيمة
محققة له. الفيتو الأميركي
السري هو المؤامرة الدولية على سورية
وليس الفيتو الروسي العلني. وهو الذي
يطيل عمر المعركة بمنع دخول السلاح
النوعي. يرجع الفيتو الأميركي إلى
ثلاثة عوامل، أولها الخوف على أمن
إسرائيل، فوصول السلاح النوعي إلى يد
الثوار يعني استخدامه ضد الجيش
الإسرائيلي. ثانيهما القاعدة التي
ستستخدم هذا السلاح ضد المصالح
الأميركية عسكرية ومدنية. العامل
الثالث، أن مصلحة إسرائيل والغرب
إطالة أمد الحرب حتى تخرج سورية منهكة
وغير قادرة على لعب دور في الصراع
العربي الإسرائيلي. وذلك كله مرتبط
بالانتخابات الأميركية التي يلعب
اللوبي الصهيوني دورا حاسما فيها. وهو
لوبي ظل يقف مع بشار الأسد باعتباره
أهون الشرين. في الشهور المقبلة،
قبيل وأثناء الانتخابات الأميركية،
يتوقع تغير درامتيكي في الموقف
الأميركي، يتمثل في رفع الفيتو عن
السلاح النوعي. وللأسف يكون هذا بعد أن
قضى نحو خمسين ألف سوري، وبعد تدمير
قدرات الدولة السورية عسكريا ومدنيا.
إيران وروسيا ستخوضان معركة سياسية
بعد الهزيمة العسكرية من أجل الاحتفاظ
بنفوذ ممكن بعد الأسد، وهذا ما يبدو
مستبعدا. في الأثناء ستفرض بالقوة
مناطق آمنة، لن يستطيع الطيران السوري
النظامي ولا المدرعات النظامية الوصول
إلى المناطق الآمنة، وهو ما سيسمح
بانشقاقات عمودية في الجيش. عندما تشاهد
الطائرات تهوي بأعداد كبيرة،
والمدرعات تدمر بقذيفة حرارية واحدة،
فإن بشار سيفكر جديا بخروج آمن إلى
طهران أو موسكو. قبل ذلك سيستخدم كل
ذخيرة سلاح الجو والمدرعات والمدفعية
في إبادة شعبه ومستعد للبقاء وحيدا في
شرفة قصره يراقب الدخان المتصاعد من
دمشق، التي لم يشعر يوما أنها عاصمته
أو مدينته. ================= سورية:
المؤامرة خطابا والمؤامرة فعلا نور الله
السيّد 2012-09-20 القدس العربي لا يزال النظام
السوري يتلذذ بحكايته عن المؤامرة وعن
أعدائه الذين يقفون وراء المؤامرة
وكأن العالم بكل استخباراته لا يعرف ما
جرى وما يجري. والعالم، الذي لا يصدق
روايته، بالنسبة له تالياً ليس سوى
متآمر ومن ثم فالنظام يتعرض لمؤامرة
كونية. وهو على هذه الحال
منذ أول يوم لاندفاعة السوريين
مطالبين بالحرية وهو سيبقى على هذه
الحال طالما أنه على قيد الحياة إذ من
غير هذا لن يستطيع المناورة مع أي وسيط
يحشر أنفه في الأزمة السورية ليضعه
بذلك أمام العثرة الكبرى التي تحرج كل
وساطة، فهو كما يقول: نحن مستعدون
للحوار ولكن بشرط أن توقف الدول
المتآمرة تآمرها على سورية، وهذا ما
أبلغه الأسد للإبراهيمي مطالباً في
لقائهما الأول. وها هو، لإعطاء مزيد من
المصداقية لادعائه يوجه رسالة إلى
مجلس الأمن يطالب فيها بمنع تركيا من
دعم وتسليح الإرهابيين في سورية وينسى
أن في تركيا وحدها حوالى مائة ألف لاجئ
فروا من فتك النظام بداية ومن العنف
الذي يهدد حياتهم في المناطق الملتهبة
لاحقاً. ومنذ اليوم الأول لم
يطرح النظام أي حل سياسي وإنما قال
بالمؤامرة مترافقة مع 'ضرورة' إجراء 'إصلاحات'
تحقق رغبة المتظاهرين الأول 'المحقة'،
وعلى الأرض كان يمارس العنف سياسةً
لقمع المتظاهرين آملاً السيطرة على
البلاد والعباد من جديد ووأد الثورة،
أما الأصلاحات فيكفي النظر في قانون
الأحزاب والدستور الجديد وما نجم
عنهما لنعرف قيمة إصلاحات الأسد.
وانتهت السنة الأولى من الثورة وسورية
على حال واحد: مظاهرات تتكرر كل جمعة
تطالب بإسقاط النظام ونظام يقمع
المظاهرات بالعنف على خلفية أن ما يحدث
هو مؤامرة. ومع توجه الثورة نحو السلاح
زاد عدد القتلى بأضعاف ما كان عليه
الأمر في البداية وزاد تمسك النظام
برواية المؤامرة وأصبحت الدول
المتآمرة تزوّد المتآمرين بالسلاح
والأموال، وزاد في مصداقية روايته ما
تداولته وسائل الإعلام عن تزويد
المعارضة المسلحة بالسلاح والأموال أو
وسائل الاتصال أو تدريب المعارضة على
قيادة سورية بعد الأسد، بالرغم من
انكشاف زيف معظم هذه الإدعاءات. وهذا التمسك
بالمؤامرة لا يعني إلا الرفض الفعلي
لأي حل أو تعطيل أي مقترح حل اتكاءً على
مقولة المؤامرة، وسيتابع النظام
غوايته، وليس بإمكانه الإتيان بقول
آخر لا اليوم ولا مستقبلاً. والسبب
بسيط للغاية، فقبول النظام بأي حل يحقق
ولو جزئياً مطالب السوريين سيعني
بالضرورة انتهاء النظام. والسؤال إذن
ما هو المدخل للحل دون أن يُترك للنظام
الرمي بطلبه العبثي؟ وفي الواقع ليس في
الأفق أية إمكانية لإيقاف صبيانية
النظام الازدرائية، فلا أحد من
الفاعلين على الأرض يمكنه أن يقول
قولاً حازماً لهذا النظام بأن عليه أن
يتعامل مع الأزمة السورية بجدية تفسح
المجال لأي حل راهناً. إذ لا المعارضة
الداخلية، السلمية والمسلحة بقادرتين
حتى الآن على حسم الأمور. ولا من جهة
خارجية تريد جعل المعارضة المسلحة
بقادرة على حسم الأمر عسكرياً مختبئة
وراء أعذار منكشف زيفها، ولا أحد يريد
التدخل فعلاً على نحو يجعل فيه النظام
يعيد حساباته. ومن ثم فإن من يتعرض
للمؤامرة فعلاً هو الشعب السوري،
فالنظام لا يتوقف عن البطش به ودول
العالم تستمر في النباح والنواح ليس
إلا، وهذا يذكي رغبة النظام في المزيد
من العنف، وهو ما أدركته أيضاً روسيا
والصين وإيران منذ بداية الانتفاضة
السورية وشاركت النظام أطروحته في
المؤامرة وما من شيء يثنيها عن ذلك،
بالرغم من أن ثنيها عن ذلك كان ممكناً
دائماً لو أراد من بيده ذلك، ولكنه لا
يريد، وتعرف روسيا والصين وإيران أنه
لا يريد. ومن هنا عبثية مهمة
الإبراهيمي والرباعية الإقليمية التي
ستطالبها إيران بمطلب النظام نفسه.
وسيتابع السوريون دفع فاتورة العبثية
هذه إلى أن يُقدّر الله أمراً مفعولا. وبالفعل، فها هو
الأسد يؤكد لوزير الخارجية الإيرانية
أن المعركة التي تدور حاليا تستهدف
منظومة المقاومة بأكملها وليس سورية
فقط وهذا توسيع لدائرة المؤامرة بحسب
الرواية الأسدية بكل ما يستتبع ذلك من
تدخل مباشر لإيران، وسيكون بالنسبة
للأسد تدخلا مشروعا! ويؤكد له الآخر
بعد الاجتماع الثلاثي/الرباعي في
القاهرة، بحسب وكالة سانا، دعم بلاده
غير المحدود للجهود التي تقوم بها
الحكومة السورية لاستعادة الأمن
والاستقرار بعد الإصلاحات الهامة التي
أقرتها سابقا وتجاوبت من خلالها مع
المطالب الشعبية التي ظهرت في بداية
الأزمة، معيداً بذلك كل ما جرى في
سورية منذ عام ونصف إلى نقطة البداية،
وكأن على السوريين أن ينسوا الثمن
الباهظ الذي دفعوه حتى الآن من جهة،
ومن جهة أخرى مشروعية القتل ثمناً 'للاستقرار'!!
وكان وزير الخارجية الإيراني قد صرّح
لدى وصوله إلى سورية بأن حل الأزمة 'يكون
فقط في سوريا وداخل الاسرة السورية،
وكذلك بالمشاركة والتنسيق مع كافة
المؤسسات الدولية والاقليمية'! أي
يمكننا المراوحة في المكان ولا داع
لاستعجال أي حل، إذ لا تزال الورقة
السورية في الملعب الإيراني.
وبإمكاننا أن ننسى لجنة المتابعة
الرباعية التي بدأت خطوتها الأولى
عرجاء على ثلاثة تأكيداً على الدور
الإيراني. ويدرك السوريون كل هذا
التآمر ويستشعرونه مرارة ورعباً
ودماراً وموتاً. ================= النظام
السوري وطبول 'حرب أهلية' تأتي.. ولا
تأتي! صبحي حديدي 2012-09-20 القدس العربي
في مثل هذه الأيام،
ولكن قبل سنة، أو منذ ارتفاع منسوب
المواجهات العسكرية بين قوّات النظام
السوري والعسكريين المنشقين، أو
ازدياد كتائب المقاومة الشعبية التي
شُكّلت على عجل وانضوت كيفما اتفق تحت
تسمية 'الجيش السوري الحرّ'؛ كان تعبير
'الحرب الأهلية' أقلّ شيوعاً، وكان
المراقب الرصين لا يستخدمه قبل تحصينه
بأسباب من الحذر والمحاذرة، تفاوتت
مقاديرها بين الشدّة والتحفظ والحدّ
الأدنى. الوجه الآخر وراء هذا التوافق،
غير المتفق عليه في الواقع، كان
الإحجام عن الذهاب خطوة أبعد في قراءة
احتمالات هذه 'الحرب الأهلية'؛ كأن
يغامر معلّق أوّل، فيرسم خريطة
لجغرافية تلك الحرب الآتية، وفي أي
المناطق سيشتعل أوارها أكثر؛ أو أن
يتجاسر معلّق ثانٍ، فيرسم خريطة أخرى،
للأطراف والقوى والتوازنات؛ فضلاً عن
ثالث، يذهب أبعد من الجميع، فيتنبأ
بالمآلات: مَن سينتصر، ومَن سيندحر،
ليس في الداخل السوري فحسب، بل في
المحيط الجيو ـ سياسي الإقليمي
والعالمي. اليوم تبدّلت الحال،
بالطبع، وكان حرّياً بها أن تتبدّل بعد
أن طرأت سلسلة اعتبارات ـ على الأرض،
مباشرة، وفي ضوء التوازي المطرد بين
الحراك السلمي والمواجهات المسلحة ـ
أطاحت بأسباب التحفظ وبواعث الحرج.
وهكذا، لم يعد محظوراً استخدام تعبير 'الحرب
الأهلية' على نحو متخفف تماماً من كلّ
رصانة، خفيف في نماذج كثيرة، متهافت
لدى عدد من المعلّقين الغربيين زاعمي
الخبرة بشؤون سورية والشرق الأوسط،
وسطحي جاهل أو غبي لدى الهواة من
ممتهني الإثارة ومدمني التضخيم
الإعلامي. ولم نعد، في سياقات كهذه،
نعدم تقريراً يصف مواجهات أهلية
طاحنة، على أسس طائفية، بين هذه القرية
أو تلك؛ أو تقريراً آخر يصنف منطقة ما
في عداد 'الملاذ الآمن' لطائفة ما،
فراراً من شرور طائفة أخرى (هذه حال
مناطق الساحل عموماً، ومدينة طرطوس
بصفة مميزة!). والحال أنّ العودة
إلى بعض الخصائص الكبرى، ذات الصلة
باحتمالات حرب أهلية سورية ـ سورية،
ليست كفيلة بتصويب الانفلات الذي صار
مصطلح 'الحرب الأهلية' ضحية له اليوم،
فحسب؛ بل هي في الآن ذاته سمات قارّة
يجوز اعتمادها في توصيف المشهد السوري
الداخلي، وفي فهم خصوصياته المختلفة،
الدينية والطائفية والإثنية،
التاريخية والجغرافية والثقافية. ذلك
لأنّ ما هو مسكوت عنه في استخدام
المصطلح هو توظيف الاسم المناسب، في
خدمة المسمى الفعلي: أهذه حرب سوف تدور
بين 'دين' وآخر (إسلام مقابل مسيحية)؟ 'طائفة'
في وجه أخرى (السنّة مقابل العلويين،
في المقام الأوّل)؟ وبأي معنى تظلّ 'أهلية'،
إذاً، وليست دينية أو طائفية؟ وفي
الأصل، في اقتفاء الصواب المنهجي، ألا
تنتمي مفردتا 'دين' و'طائفة' إلى ترسانة
من مقولات شائكة ذات طبائع دلالية
عالية الإشكال ودائبة التبدّل، وليس
من الحكمة اعتمادها كمسلّمات لمعانٍ
متفق عليها، في العموم؛ فكيف إذا كانت
روافع تحليل لمسائل بالغة التعقيد،
مثل الحروب الأهلية والطائفية؟ كذلك يشير المسكوت
عنه إلى طراز من غياب التوظيف، أو
تعمّد تغييبه، يرتدي هذه المرّة صفة
الافتقار إلى تلمّس عناصر ذلك
الاحتراب الديني، أو الطائفي، كما سوف
تتبدى (أو ينبغي لها أن تتبدى، منطقياً)
خارج النطاق الوحيد المتوفر الآن، أي
انتفاضة الشعب السوري ضدّ نظام
الاستبداد والفساد العائلي الوراثي
الذي يحكم منذ 42 سنة. هنا الميزان 'الأهلي'،
الذي يخصّ الاجتماع والسياسة والفئات
والطبقات والمصالح، وتناقضها أو
تلاقيها حول رفض النظام أو الدفاع عنه،
وحول سورية الديمقراطية الآتية أو
سورية النظام القديم، وإسقاط النظام
أم الاكتفاء بإعادة انتاجه عبر 'إصلاحات'
زائفة، ناقصة، متأخرة، عفا عليها
الزمان. فإذا كان هذا هو المضمون 'الأهلي'
للصراع، فما الذي يمكن أن تأخذه حرب
أخرى قائمة على مضامين دينية او طائفية
محضة؟ في صياغة أخرى: هل
ستنخرط الأديان أو الطوائف في احتراب
داخلي، ضمن صفّين لا ثالث لهما: واحد
يناهض النظام، وثانٍ يدافع عنه؟ ألا
يقوم معمار النظام القاعدي على تحالف
مصالح وفئات وشرائح، عابرة للأديان
والطوائف، شاملة لكلّ الأديان
والطوائف، غير ممثِّلة في الآن ذاته
لأي دين أو طائفة؟ أم أنّ الأديان
والطوائف سوف تتقاتل على هذَين
الخطّين السالفين، أوّلاً؛ ثم تنخرط،
بعدئذ، في صراع على الافتراقات الأخرى
ما فوق الدنيوية، الفقهية واللاهوتية
والمذهبية، بين دين ودين، وطائفة
وطائفة؟ وإذا جاز هذا التوسيع لمضامين
الاحتراب، فهل يجوز زجّ الناس هكذا في
صفّين، أو بالأحرى قالبَيْن، لم يعد
فيهما مكان لمطالب الشعب الواحد، في
الحرية والديمقراطية والتعددية
والعدالة والكرامة ودولة القانون؟
وحتى إذا تمتع النظام بدرجات ولاء أعلى
لدى طائفة دون أخرى، فإنّ الحافز وراء
هذه الحال هو الخوف على مصير الطائفة،
وليس الحرص على بقاء النظام؛ وثمة فارق
جوهري هائل، من الغبن أن يُطمس في عماء
تصنيف الولاءات على أساس الجموع (الطوائف
أو الأديان)، وليس المصالح الفعلية. هذا هو السبب الأوّل
في أنّ احتراباً كهذا، أياً كانت
تسمياته الأخرى، ليست له أرضية
اجتماعية في سورية الراهنة، وفي شرط
الانتفاضة واحتضار النظام بصفة خاصة،
ولهذا فهو لا يقع إلا في ثنايا خطاب
الترهيب الذي اعتمده ويعتمده النظام
بهدف كسر روح المقاومة، وردع
المواطنين، ودفع 'الأغلبية الصامتة'
إلى الإمعان أكثر في انعزالها. سبب
آخر، هنا، هو أنّ التطلع إلى الحرّية
والمستقبل الأفضل ليس محلّ اختلاف بين
أديان السوريين وطوائفهم، بل هو غاية
تستقطب الاتفاق التامّ، وكانت هذه
حالهم في الماضي، منذ فجر الاستقلال،
كما هي حالهم اليوم أيضاً. وفي
المقابل، ليس للنظام طائفة واحدة
منفردة، حتى إذا كانت رؤوسه قد انخرطت
في تجييش محموم لطائفة بعينها، وتقصدت
الإيحاء بتمثيل تلك الطائفة، وتعهّد
مصيرها؛ وليس له دين أيضاً، مهما أتقن
ألعاب التمسّح بالأديان أو التزلف
للمتدينين. ولهذا لن يدافع كبار أنصار
النظام عن بقائه لأسباب دينية أو
طائفية، بصرف النظر عن توفّر هذا
المقدار أو ذاك من الولاء العصبوي، بل
ستحرّكهم أسباب أخرى أدنى إلى الأرض
منها إلى السماء، على رأسها مصالح
النهب والفساد، واتقاء الحساب العسير
ساعة تنقلب سورية من مزرعة إلى دولة
حقّ وقانون. ثمة، إلى هذا، ذلك
السبب الرابع الجوهري، الذي يهبط
باحتمالات 'الحرب الأهلية' أو 'الحرب
الطائفية' إلى درجات دنيا أقرب إلى
الصفر، أي سؤال الفرقاء الذين
سينخرطون في حروب عمادها الانتماء إلى
دين، أو إلى طائفة؛ وهذا سبب يتمّ
غالباً تفادي مناقشته على نحو ملموس،
أو ضمّه إلى ميدان المعطيات المسكوت
عنها. فإذا صحّ أنّ أديان المجتمع
السوري وطوائفه لن تقتتل في ما بينها،
دفاعاً عن نظام الاستبداد والفساد
والنهب والحكم العائلي، خاصة بعد
سلسلة جرائمه بحقّ الشعب والوطن؛ فما
الذي سيجعلها تقتتل اليوم، إذاً، ما
دامت لم تنجرف إلى حافة مماثلة طيلة
تاريخ سورية، القديم والوسيط والحديث
والمعاصر؟ وإذا ساجل البعض بأنّ نوازع
الثأر سوف تعصف بالنفوس، خاصة أنّ
الجرائم التي ارتُكبت رهيبة مروعة،
تبدأ من التصفية والموت تحت التعذيب
والتمثيل بالجثث، ولا تنتهي عند
الاغتصاب والمجازر الجماعية؛ فإنّ
سورية ليست أوّل دولة شهد مجتمعها هذه
الأهوال، ثمّ تصالح وطنياً، ولن تكون
الأخيرة. كذلك لا نملّ، نحن
السوريين، من ضرب هذه السابقة
الوطنية، التي ترتقي عندنا إلى سوية
الأمثولة: إذا كان الانتداب الفرنسي قد
فشل في إقامة دويلات سورية، مناطقية أو
طائفية، وتمكّن السوريون من خوض حرب
الاستقلال بقائد درزي، ونائب له علوي،
ونائب ثاٍن كردي... فكيف لا يكون مصير
مشروع التفتيت الذي قد ينخرط فيه نظام
العصابات والميليشيات والشبيحة، على
شاكلة المشروع الذي دبّرته إدارة
استعمارية، بل أسوأ؟ ثمّ، في العودة من
التاريخ الماضي إلى التاريخ الحاضر،
إذا كان السوريون المسلمون لم
ينخرطوا، البتة، في أي شكل من أشكال
المواجهة المسلحة مع السوريين
المسيحيين؛ وكذلك لم يفعل السوريون
السنّة مع السوريين العلويين، فلماذا
يتوجب أن يهرعوا الآن إلى الاحتراب
الداخلي... الآن بالذات، حينما يصبح
قطاف تضحيات بناتهم وأبنائهم، نسائهم
وشيوخهم وأطفالهم، دانياً وشيكاً؟ سبب خامس يخصّ
الجغرافيا السورية، والسؤال البسيط
والحاسم: أين ستدور تلك الحرب، على
الأرض؟ بين أية منطقة ومنطقة؟ وهل
ستسمح المعطيات الديمغرافية بوقوعها
في أية بقعة، لا على التعيين؟ بل هل
سيسمح الاختلاط السكاني المركب لأبناء
سورية، وفسيفساء توزّعهم الإثني أو
الديني أو الطائفي، بتعيين بقعة واحدة
يمكن للنظام أن يدير عليها جولات توتير
عسكري بين عناصر تلك الفسيفساء؟
واستطراداً، هل ستدور تلك الجولات، أو
تُدار، على ركائز انفرادية أم
ائتلافية، بمعنى أنّ طائفة واحدة سوف
تخوضها ضدّ طوائف أخرى، أم ستتحالف مع
سواها؟ ولماذا، ما دمنا في الافتراض
المكروه ذاته، سوف يصمد ذلك التحالف
إذا كان مجبراً على الانخراط في واحد
من أقصَيَْن: مع الشعب، من أجل سورية
حرّة كريمة أفضل؛ أو مع النظام، من أجل
بقاء الاستبداد والفساد والنهب والحكم
العائلي؟ سبب سادس ينبثق من
التوازنات العسكرية واللوجستية
الصرفة، إذْ كيف سيكون موقف الجيش
السوري النظامي، إذا وقع احتراب بين
أبناء الوطن الواحد؟ هل الجيش، أسوة
بالأديان والطوائف، كتلة بازلتية
صماء، متماسكة في المطلق حول معتقد
مشترك، بحيث يسهل زجّه في جولات
الاقتتال وكأنه مجرد قطعة على رقعة
شطرنج؟ ألا تعتمل داخل هذا الجيش، كما
داخل الأديان والطوائف، مصالح سياسية
واجتماعية واقتصادية، وتباينات
مناطقية وثقافية، بل إثنية أحياناً،
تكسر أسطورة كتلة البازلت تلك؟ ليس
عجيباً، إذاً، أنّ المرء قلّما يجد، في
صفوف عرّافي الحرب الأهلية أو
الطائفية في سورية، مَنْ يخوض في تفصيل
دخول الجيش النظامي على خطّ الصراع
المحتمل؛ والشائع، في المقابل، هو
الاكتفاء بتهويل الأخطار وتضخيم
العواقب، والتحذير من تقسيم سورية
وتفتيتها. وهكذا... هي طبول 'حرب
أهلية' تأتي ولا تأتي، يستهوي النظام
قرعها لأسباب صارت مفضوحة، رغم الفشل
الذريع الذي ظلت أجهزته تنتهي إليه
كلما حاولت إشعال فتيل، هنا أو هناك،
منتظرة أن يضرم نيران الاحتراب الأهلي.
الحوادث الفردية ظلت فردية، بل مفاجئة
تماماً في النطاق المحدود الذي اقتصرت
عليه؛ وارتفاع منسوب المواجهات
العسكرية ضدّ قوّات النظام لم ينتقل،
لا في الكمّ ولا في النوع، إلى أيّ
مستوى أهلي ـ أهلي. وأمّا التهافت في
استخدام المصطلح، وابتذاله تالياً،
فإنها رياضة اختزال عتيقة، تذهب
كالزبد جفاء! ================= بشير عيسى * الجمعة ٢١
سبتمبر ٢٠١٢ الحياة أن يكون الإعلام
امتداداً مسؤولاً للواقع، شيء، وأن
يكون انعكاساً انتقائياً وموجهاً،
شيءٌ آخر، إذ بين هذا وذاك حديث آخر،
وذلك لما للإعلام من أهمية في إعادة
تشكيل الواقع، بعد أن تجاوز مرحلة نقل
الحدث. تقليدياً كان الدور المنوط به،
إيصال «الحقيقة» للمتلقي من خلال
تزويده المعلومة «الصحيحة»، أمر يبدو
مثالياً أكثر منه واقعياً، وذلك لجملة
تحديات، أهمها: قدرته على أن يكون
إعلاماً مستقلاً وشفافاً، وهو ما يبدو
متعذراً حتى الآن. ثانياً- أن يقف
بمهنية على مسافة واحدة من كل الأنساق
الفكرية والسياسية. وهذا ما لم يحدث
أيضاً، فالإعلام الرسمي ممسوك من
الأنظمة المهيمنة على الدولة، أما
الإعلام الخاص فهو محكوم بمصادر
تمويله، وبالتالي فهو إعلام وظيفي،
لخدمة مموليه، سواء كانوا أفراداً أو
منظمات أو دولاً. من هنا تصبح الحقيقة
والمعلومة وسيلة وليست غاية. ثالثاً: انعدام
الرؤية النقدية والعقلانية لدى
المتلقي، حيث يلعب دور المنفعل بدل
الفاعل، وذلك على خلفية استسلامه
لمشاعره ورغباته، فيتعامل مع القنوات
الإعلامية والشخصيات السياسية
والثقافية من منطق الحب والكره، وأمام
هذا الخواء المعرفي، يقوم الإعلام
بملء هذا الفراغ، وهنا تحدث أكبر عملية
لتزييف الوعي الجماهيري. على هذا الأساس يصبح
الإعلام ممسوكاً، فالحرية التي يتحرك
بها محكومة بمصالح القائمين عليه،
وهذا ما حدث مع الإعلام الغربي على
سبيل المثال، إبان دعم المجاهدين
الأفغان ضد حكم نجيب الله، وتقديمهم
كثوار للحرية والديموقراطية!. من ثم
اعتبارهم إرهابيين بعد أحداث 11 أيلول،
والشيء نفسه حدث في الحرب على العراق. بعد الاغتيال الرمزي
لأسامة بن لادن، تم تسويق الإسلاميين
الجدد ممثلين بالإخوان المسلمين،
كبديل أساسي عن الأنظمة التي نفد
دورها، في مشروع الربيع العربي،
وأيضاً عن إسلام القاعدة، وهذا ما عملت
عليه الجزيرة القطرية، إذ جاءت في لحظة
موات الإعلام الرسمي، حيث كان إعلام
أنظمة لا إعلام شعوب. دخلت الجزيرة
كمدحلة في الشارع العربي، لتعبد
الطريق أمام ديموقراطية الإخوان
بتنظير فقهي من القرضاوي وآخرين،
والمؤسف في الأمر أن كثيراً من النخب
العربية صدقت هذه الديموقراطية، وغاب
عن ذهنها أن هذا الرجل قد طالب بتطبيق
حد الردة على العلمانيين، كونهم
يطالبون بفصل الديني عن السياسي،
معتبراً أن الإسلام ليس كالمسيحية.
ولأن الضرورات تبيح المحظورات، ارتضى
الإخوان تكتيكياً بتغيير خطابهم
السياسي، فقبلوا بفكرة دولة المواطنة
مرحلياً، لينشئوا من رحم الجماعة
أحزاباً سياسية تقبل باللعبة
الديمــــوقراطيـــة، نقول تكتيكياً
لأن انتماءهم الفعلي للتنظيم العالمي
العابر للدولة، يهدف إلى تطبيق
الشريعة في كل مكان يصلون إليه، وهذا
ما لا يستوي مع فكرة دولة المواطنة
والديموقراطية السياسية. الإخوان في سورية
ليسوا استثناءً، فإضافة للدعم الغربي
لهم، روجت النخب الفكرية والسياسية
كالدكتور برهان غليون والأستاذ ميشيل
كيلو لميثاقهم السياسي، حيث أثنى
الأخير على الميثاق، قبل أن يساوره
الشك، غداة عزمهم تشكيل حزب سياسي
للمرحلة الانتقالية، ورؤيتهم
للديموقراطية من منظور إسلامي!، بأن
العداوة للنظام من قبل المعارضة
مشروعة، لكن علينا ألا نغفل أعيننا عن
بقية المشهد، فالمراقب العام رياض
الشقفة، يقول إن ليس لديه علم بأن لواء
إسكندرون أرض سورية، ترى لو كانت إيران
هي من تحتله، فهل سيكون لديه علم؟.
والإخواني الدغيم على شاشة المستقلة،
ليست لديه مشكلة إذا ألحقت اللاذقية
باللواء، المهم أن يخلص من النظام!. أحد
شيوخ الثورة على شاشة الشباب المصرية،
يطالب بالثناء على جهود المجاهدين
القادمين إلى سورية بدل إنكار وجودهم،
دون أن يدرك أنه بذلك يفتح الباب أمام
مناصري النظام بالدخول والقتال إلى
جانبه!. لقد رُفع شعار الرسول قائدنا
إلى الأبد، مقابل الأسد إلى الأبد، فعن
أي ثورة وديموقراطية بتنا نتحدث!. يحاول البعض تسويق
فكرة أن النظام هو من أوجد القاعدة،
وهذا تبسيط للحقيقة، حيث يعلم الجميع
أن معظم الدول استغلت فكرة القاعدة.
وما تتحدث به وسائل الإعلام الغربية،
عن دخول المئات من العناصر الجهادية لم
يعد خافياً على أحد، ثم يكفي أن نجيل
النظر في مسميات فصائل الجيش الحر،
لندرك أنه جيش إسلامي، فهل من تعليق
لعلمانيي المعارضة؟. لو كان المجلس الوطني
مستقلاً بقراره السياسي ومتحرراً من
سيطرة الإسلاميين، لتصدى لهذه الظاهرة
الخطيرة، وأغلق الباب في وجه المزايدة
السياسية التي يقوم بها النظام، لكن
الأمر في حقيقته لا يعدو إلا صراعاً
على السلطة، تحت مسمى الخلاص من
الديكتاتورية، مقابل مؤامرة تنفذها
معارضة عميلة، وبين المسميين، نفقد
الديموقراطية والدولة، فيما الفقراء
يخوضون حرب الأغنياء!. يدخل برهان
غليون متخفياً، يأخذ صوراً تلفزيونية
ويغادر، فأين هذه الرموز من غاندي
ومانديلا وغيفارا، وغيرهم ممن كانوا
يتقدمون الصفوف؟. لو أردنا تبسيط
الأشياء، لقلنا إن موازين القوى هي ما
يحسم المعارك، ولو أن قيادات المعارضة
همها الشعب وليس الدول الداعمة لها،
لاستغلت تعاطف العالم مع حراكها
السلمي، ولأحرجت وألزمت الأسد بخريطة
إصلاح حقيقية، تبدأ بانتخابات
برلمانية تحت إشراف دولي، تفضي إلى
دستور جديد، كمقدمة لانتخابات رئاسية
يقول فيها الشعب كلمته، تحاشياً للحرب
الأهلية. أما القول إن أيام الأسد باتت
معدودة أو أن المؤامرة انتهت، فهذا هو
الدجل السياسي بعينه. يخطئ النظام حين
يعتقد أن وجود القاعدة سوف يغير من
موقف الولايات المتحدة، فهي تتبع
سياسة القط والفأر، إذا أرادت أن تحتل
بلداً ترسل التكفيريين عبر قياداتهم
لتخريبه، ومن ثم تتدخل بحجة إنقاذه،
وهذا ما فعلته في أفغانستان والعراق،
والآن يُحضّر لمالي وسورية والحبل على
الجرار!. ================= «الطغاة
الجدد» يهددون ثورات التغيير راغدة درغام -
نيويورك الجمعة ٢١
سبتمبر ٢٠١٢ الحياة يوجد طاغية جديد في
المنطقة العربية التي تمر في مرحلة
انتقالية مضطربة ما بعد ثورات التغيير
التي أسقطت طغاة الديكتاتورية. إنه
الحشود الغوغائية التي تهدد مسيرة
الديموقراطية وتفرض توجهات خطيرة على
المستقبل العربي وعلاقاته بالغرب
والشرق. تلك الحشود التي تبدو
في معظم الأحيان اعتباطية تفجرها
العاطفة، تجد نفسها تلقائياً في خدمة
أجندة التأهب للكراهية والحقد التي
أعدتها قوى التطرف. فإذا مضى هذا
الطاغية الجديد في فرض معالم المنطقة
العربية من دون مواجهة مدنية من
القطاعات الأخرى في مجتمعات التغيير
لتمكّن من اختطاف مستقبل العلاقات ضمن
المجتمع ومع الخارج عالمياً. أمنياً، يجب أن تخضع
هذه الجماهير للقانون والنظام.
سياسياً، يجب النهوض بحملة توعية
تدوّن مساوئ هذا الطاغية الجديد
وتأثيره في النظام الإقليمي الذي هو في
طور الصوغ. ذلك إن ما صنعه طغاة
الجماهير الغوغائية التي خرجت حاقدة
على الولايات المتحدة بسبب فيلم بذيء
وبغيض هدفه أساساً استنفار ردود فعل
كهذه، هو أنها أوقعت الثورات العربية
في كهف بدائي فيما كان العالم يحتفي
بنقلة نوعية في التاريخ العربي.
وبالقدر نفسه من الإساءة إلى ثورات
التغيير، أتت ردة الفعل العالمية على
الطاغية الجديد في شكل الخوف من مسيرة
التغيير لدرجة تفضيل الطاغية التقليدي
على الطاغية الجديد، بالذات في سورية. هكذا قدمت الجماهير
الغوغائية خشبة خلاص للنظام في دمشق
وحبل إنقاذ للرئيس السوري بشار الأسد.
هكذا خدمت حركة الجماهير الاعتباطية
استبداداً في عقر الدار العربية وهي
تلهو - أو يُلهى بها - بفيلم صُنِعَ من
أجل تصويرها حشوداً حاقدة مملوءة
بالكراهية. هذا لا يعفي الولايات
المتحدة من استحقاقات مماثلة إذا ما
وقعت في فخ الاختيار بين الطاغية
التقليدي وبين الطاغية الجديد. الرئيس
باراك أوباما الذي يبدو اليوم أكثر
فأكثر انه سيكون الرئيس الأميركي
للأربع سنوات المقبلة يتحمل مسؤولية
مميزة نحو الشعب السوري الذي سقط منه
ما يقارب ثلاثين ألفاً منذ نهض مطالباً
بالإصلاح والحرية. وأول ما تتطلبه
القيادة الأخلاقية والسياسية وعدم
السماح للطغاة التقليديين أن يتنفسوا
الصعداء بمجيء طغاة الغوغائية
لإنقاذهم من المحاسبة ومد حبل الإنقاذ
اليهم. الرئيس أوباما في عين العاصفة
في سورية مهما أبعدها عن المشهد
الانتخابي. إنها المِسلّة في خاصرة زمن
من الضروري له قيادته - من الأمام أو من
الخلف - وإلا سيندم. وزيرة الخارجية
الأميركية هيلاري كلينتون كانت محقة
عندما تعهدت بأن أميركا لن تخضع لـ «طاغية
الحشود الغوغائية» ولن تتراجع أمامها.
واقع الأمر أن الجماهير العربية
الواعية يجب بدورها أن توضح للحشود
الغوغائية أنها هامشية ومرفوضة ولا
يحق لها احتلال مشهد الاحتجاج. بالطبع
إن حق التظاهر والتجمع والتعبير عن
الرأي والإرادة أساسي في اليقظة
الديموقراطية في المنطقة العربية وهو
حق الجميع من دون استثناء. إنما هذا لا
يعطي أي كان حق الاحتكار أو حق القتل أو
حق الاعتداء على سفارات. وإذا كان
الغضب العارم من إهانة في محله وله
مبرراته، أن الاستهانة بالدولة
والقانون والعلاقات بين الدول هي
تعدٍّ على الآخر واستخفاف بصلاحيات
الديموقراطية. مسألة حدود حق
التعبير عن الرأي بحرية في المجتمعات
الغربية مثيرة للجدل، بالتأكيد، بل
إنها في الواقع كثيراً ما تكون
ازدواجية يكتنفها النفاق. نعم، هناك
حدود وهناك قوانين تمنع التعرض للأمن
القومي وتقيّد حرية التعبير بل تحاكم
من يتجاوزها. هناك حاجة ماسة في
الولايات المتحدة والمجتمعات
الأوروبية لفهم وقع الإساءة إلى النبي
محمد (صلى الله عليه وسلّم) عند
المسلمين إنها خطوط حمر يجدر
بالقيادات الغربية أن تفهمها وتأخذها
بجدية. هذه ليست مسألة حوار الديانات
أو الحق بالعبادة. إنها مسألة أمن قومي.
ثم إن هناك أكثر من سابقة أتت بقوانين
مرحلة إلى حين سن قوانين جديدة على نسق
تلك القوانين في فترة ما بعد إرهاب 11
أيلول (سبتمبر). هذه مسألة بات ملحاً
على صناع القرار النظر فيها لأنها حقاً
تتعلق بالأمن القومي. ثم إن في الولايات
المتحدة ممنوعات معترفاً بها مثل عدم
جواز أية تعابير تعادي السامية عند
التحدث عن اليهود، وعدم جواز التعدي
على مواقع دينية. كان الأجدى عدم
التمسك القاطع بحق التعبير عن الرأي
عند التعاطي مع فيلم «براءة المسلمين»
والذي يتبين يوماً بعد يوم أن وراءه
خبثاً مبيّتاً وتحريضاً متعمداً
وشخصيات ذات تاريخ بالتعدي على
القانون. كان من الأجدى لو بدأ التحقيق
فوراً في مَن وراء هذه البذاءة في فيلم
البراءة. فذلك لا ينتقص من حق التعبير
عن الرأي وإنما يحميه من أولئك الذين
يستغلون المبدأ لغايات شخصية وتحريضية. تفاعلات المرحلة
المقبلة مهمة يجب التنبه لها بحذر.
نعم، أخطأ الرئيس المصري محمد مرسي في
ردود فعله الأولية على اقتحام الحشود
الغوغائية السفارة الأميركية في
القاهرة. ونعم، من حق الأميركيين
الاستغراب، لاسيما أن إدارة أوباما
حرصت على دعم «الإخوان المسلمين» في
مصر وخارجها، كما إنها أسرعت إلى
احتضان صعود الإسلاميين إلى السلطة،
وهي كانت مرحبة جداً بوصول مرسي إلى
الرئاسة. كان الأجدى بالرئيس المصري
التصرف بحزم مع الحشود الغوغائية
بدلاً من التمعن في ما إذا كان الأفضل
له التهاون معها خوفاً من ردود فعلها
ضده واستعداء القوى المتطرفة من
سلفيين وغيرهم. إدارة أوباما لربما
شعرت بأنها خُدِعت، لا سيما أنها ترى
نفسها شبه حليف مع الإسلام المعتدل أو
الإسلام السياسي المتمثل في هذا
المنعطف في الإخوان المسلمين - بحسب
رأيها - في مواجهة الإسلام المتطرف من
سلفيين وغيرهم. الرئيس أوباما أسرع إلى
سحب صفة «الحليف» عن مصر ربما لأن
علاقة التحالف الجديدة مع الإخوان
المسلمين لم تُمتَحن بعد. واقع الأمر
إننا لا نعرف حقاً مدى التفاهم أو مدى
المواجهة ما بين الإخوان المسلمين
والسلفيين. مَن منهما الذي يحاصر
الآخر؟ ما مدى اختلافهما عندما يتعلق
الأمر بالدستور المطلوب للبلاد أو
بالعلاقة الحقيقية مع الولايات
المتحدة والغرب. لذلك، لا نعرف في
الواقع إن كان ما يسمى الإسلام السياسي
الذي يحمل مشروعاً ورؤية لقيادة الدول
والمجتمعات ما بعد الثورات يحمل رؤية
ومشروعاً ديموقراطياً أو دينياً. الخطأ الذي يجب تجنبه
هو عدم الإسراع إلى تطبيق ما تشهده
ليبيا على ما تشهده اليمن أو ما تشهده
مصر على ما تشهده سورية. لكل تجربة
خصوصيتها في مسيرة التغيير في المنطقة
العربية. المعارضة المسلحة في
سورية ترتكب أخطاء وقد تم اختراقها من
قِبَل سلفيين ومجاهدين من مختلف
الخلفيات. هذا صحيح. صحيح أيضاً أن هناك
تجاوزات منها ما يدخل في خانة جرائم ضد
الإنسانية ارتكبتها عناصر من المعارضة
المسلحة. إنما هذا لا ينفي - ويجب ألا
يبعد الأنظار - إن النظام في دمشق متهم
بارتكاب جرائم أكبر في الوقت الذي
يفترض بأية حكومة أن تحمي شعبها وليس
أن ترتكب جرائم ضد الإنسانية مع شعبها.
لا يجوز غض النظر عن هذا الواقع لمجرد
أن جديداً أتى إلى الساحة بفظاعة
مماثلة على مستوى أقل. كلاهما يجب أن
يُحاسب. كلاهما. ومَن يقول إن من الأفضل
الإمساك بطاغية الأمس خوفاً من البديل
إنما يتمسك بطاغية. هكذا هو موقف روسيا
والصين وإيران وحزب الله في متعلقه
باستمرارية النظام في سورية مهما
اختلفت الغايات والأهداف وراء
الاصطفاف مع بشار الأسد. نفور الأميركيين من
ثورات اليقظة العربية بسبب الحشود
الغوغائية ليس مبرراً لدفن الرؤوس في
الرمال عندما يتعلق الأمر بإيران
وسورية، أو بالصين وروسيا وراءهما.
إنها معركة مصالح استراتيجية بعيدة
المدى مفتاحها بات الآن في سورية. ريتشارد كوهن كتب في
«واشنطن بوست» أن لكل رئيس أميركي موقع
ندمه في مسألة ذات علاقة بالسياسة
الخارجية وقال إن سورية هي موقع ندم
الرئيس أوباما. والسبب إن باراك أوباما
بات يُعرَّف بأنه اختار القيادة من
الوراء بدلاً من أخذ زمام المبادرة في
القيادة. فهو، في نهاية المطاف، من
يمتلك مفاتيح فرض منطقة حظر طيران أو
ممرات آمنة على الحدود التركية -
السورية - وهو مَن لم يقل نعم لهذا
الخيار مع إنه لا يكلّف الولايات
المتحدة تدخلاً مباشراً وإنما يعطي
الضوء الأخضر لتركيا بمعونة من حلف
شمال الأطلسي (ناتو). هل سيسمح الرئيس
الأميركي أن يصنع إرثاً لنفسه عنوانه
بقاء بشار الأسد في السلطة؟ إنه لإرث
فظيع مهما تم تبريره على نسق حكمة
التعايش مع طاغية الأمس لأن طاغية
اليوم قد يكون أسوأ - والكلام هنا ليس
فقط عن طاغية الغوغائية وإنما أيضاً عن
طغاة التطرف الإسلامي وعلاقاته
بالاعتدال الإسلامي في السلطة. ففي الساحة السورية
أكثر من طاغية. الجمهورية الإسلامية
الإيرانية بالتأكيد تتصدر استبداد
الطغاة في الداخل الإيراني وفي البيئة
الإقليمية وهي طرف مباشر في المعركة
على سورية والتي تراها طهران معركة ضد
«الشيطان الأكبر» - أميركا. إنها عنصر
مموّل للتحريض بما يشمل السلفيين بغض
النظر عن العداء المذهبي والعقائدي
بين القوى السلفية والقوى الشيعية. فلا
داعي لقصر النظر والقفز إلى استنتاجات
وسياسات اعتباطية. إنها مرحلة حساسة
تتطلب فائق الوعي والتدقيق بمزيج من
الإقدام والحذر. طغاة الأمس كانوا أو
طغاة اليوم، ليس في المصلحة العربية أو
في المصلحة الأميركية التوتر والنفور
اعتباطياً. إنها مرحلة صوغ نظام إقليمي
ودولي جديد وهذا يتطلب الوعي والصبر
والإصرار والتماسك وسحب بساط
الاسترخاء من تحت أقدام الطغاة أياً
كانوا. ================= وليد شقير الجمعة ٢١
سبتمبر ٢٠١٢ الحياة لم تكن هي المرة
الأولى التي تصدر تصريحات عن قادة «الحرس
الثوري» الإيراني أو مسؤولين إيرانيين
آخرين في شأن لبنان وغيره من الدول
التي لإيران نفوذ مباشر فيها. ولم تكن
المرة الأولى التي ينفي فيها
المسؤولون الإيرانيون هذه التصريحات،
فور صدورها. والأرجح أن لكل من
القول ولنفيه وظيفته في سياق التأزم
الإقليمي، إن في علاقات طهران مع
الولايات المتحدة ودول الغرب، أو في
سياق العلاقات الإيرانية - العربية،
المتوترة بفعل الصراع الدائر في
المنطقة على النفوذ، وفي ظل التهديدات
الإسرائيلية المتواصلة بالهجوم على
المواقع النووية الإيرانية، أو في
سياق الأزمة السورية التي تتبنى طهران
الدفاع عن النظام فيها حتى النهاية، في
مقابل انحياز الدول الغربية وغالبية
الدول العربية الى الثورة السورية
واعتبارها أن الحل بتنحي الرئيس بشار
الأسد. سبق لقائد «فيلق
القدس»، اللواء قاسم سليماني أن صرح في
كانون الثاني (يناير) الماضي بأن إيران
حاضرة في الجنوب اللبناني والعراق وأن
طهران بإمكانها أن تنظم أي حركة تقود
الى تشكيل حكومة إسلامية «بغية مكافحة
الاستكبار». وفور صدور تصريح سليماني،
صدر نفي عن السفير في بيروت غضنفر ركن
أبادي، الذي يعرف لبنان جيداً ويدرك
الحساسية الخاصة لهذا الكلام، على
الفرقاء اللبنانيين، خصوصاً حلفاء «حزب
الله»، قبل خصومه. فبحنكته
الديبلوماسية قال إن سليماني قصد «مدى
استلهام الكثير من بلدان المنطقة، ومن
ضمنها لبنان والعراق فكرة الثورة
الإيرانية». فالسفير لا يريد إحراج
شركاء الحزب في الحكومة الحالية التي
تحرص طهران على التخفيف من أعبائها
التي تهدد وحدتها بين الحين والآخر. إلا أن النفي لا يلغي
الهدف مما قيل، تماماً كما حصل قبل 4
أيام إزاء تصريح قائد «الحرس الثوري»
الفريق محمد علي جعفري عن وجود «الحرس»
في سورية ولبنان «كمستشارين يقدمون
النصح والمال والأفكار». وهو ما اضطر
أبادي الى نفيه مجدداً. وقصة النصائح
والمشورة ليست خافية على أحد. فالجانب
الإيراني يتحدث عنها بلا حرج إن في
الاجتماعات المغلقة أو في المواقف
العلنية، بل إن بعض المسؤولين
السوريين لم يخفوا القول أمام حلفاء
لهم من اللبنانيين في الأشهر الأولى من
الأزمة إن اللواء سليماني كان يزور
دمشق بوتيرة شبه أسبوعية لتقديم
المشورة، و هؤلاء الحلفاء تحدثوا عن
نصائح إيجابية: ضرورة أن يسرّع الأسد
الإصلاحات، أن يتجنب القتل في قمع
التظاهرات ويستخدم الرصاص المطاط
والعصي الكهربائية والغاز المسيل
للدموع والهراوات بدل الرصاص الحي
والقذائف كما فعلت القيادة الإيرانية
مع المعارضة العام 2009... الخ. لم يؤخذ
بهذه النصائح. لكن لا بديل أمام طهران
وحلفائها سوى تأييد النظام لأن خسارة
ورقة سورية مسألة استراتيجية، مهما
كانت «أخطاء» هذا النظام، فانتقلت الى
تقديم النصائح والمشورة المتلائمة مع
الحل العسكري. لم ينف الجانب
الإيراني التصريحات الإيرانية
المتعاقبة، بدءاً بمستشار المرشد
الأعلى الدكتور علي أكبر ولايتي
وآخرها للمستشار اللواء يحيى صفوي، عن
أنه «إذا نفذ الكيان الصهيوني أي خطوة
ضدنا فإن مجموعات المقاومة وخصوصاً
حزب الله باعتباره عمق دفاعنا
الاستراتيجي سيقوم بالرد». هذا فضلاً
عما يقوله علناً قادة «حزب الله» عن أن
ترسانته جاهزة للمشاركة في الدفاع عن
إيران، وأن هذه الترسانة هي «تقدمة» من
الجانب الإيراني كما سبق للأمين العام
للحزب أن أكد في معرض الحديث عن
العرفان بالجميل. ومن نافل القول إن
هذه الترسانة تحتاج الى «المشورة» في
التدريب والتخزين والاستخدام
والاستهداف وبالتالي تحتاج الى خبراء
على الأرض. يصعب فصل، «مناورة»
إيران بالإدلاء بتصريحات أو تلميحات
عن وجودها المباشر في سورية ولبنان وما
تنتظره من نفوذها في العراق، ثم نفي
بعض هذه التصريحات، عن «مناورات»
الدول الغربية في المواجهة الدائرة مع
القيادة الإيرانية وآخرها التدريبات
البحرية الكبرى بقيادة الجيش الأميركي
ومشاركة 30 دولة، للحفاظ على حرية
الملاحة في مياه الشرق الأوسط في
مواجهة الألغام، والتي بدأت الاثنين
وتستمر حتى 27 الجاري. وللحديث عن الوجود
الإيراني المباشر في لبنان وسورية
وظائف أخرى حكماً: تذكير إسرائيل مع كل
تهديد لطهران، بوجود أذرعها في محيطها
الجغرافي، التحذير من دعم المعارضة
السورية بالسلاح، هذا فضلاً عن أن
تصريحات جعفري حول المستشارين في
سورية ولبنان تزامنت مع المناورة
البحرية الغربية، التي أوجبت تكرار
التهديد بضرب مضيق هرمز... وهناك من يسأل: هل هدف
اقتراح طهران في اجتماعات اللجنة
الرباعية (مع مصر وتركيا التي غابت
عنها السعودية) في القاهرة قبل يومين
إرسال مراقبين الى سورية من الدول
الأربع، تشريع وجود الخبراء الموجودين
أصلاً؟ ================= ماذا
يستطيع «فيلق القدس» أن يقدم لبشار؟ وفيق السامرائي الشرق الاوسط 21-9-2012 في بدايات التأسيس،
كان «فيلق القدس» أحد التنظيمات التي
تتبع قوات الحرس الثوري «الباسداران»،
وأخذ مسميات متقاربة، فتطلق عليه
تسمية «مقر القدس» أو «فيلق القدس»...
إلخ، وهو ليس تشكيلا قتاليا نظاميا،
ولا تدخل في هيكله وحدات قتالية. ابتدأ
بتنظيم وتكوين ومساعدة جماعات تنفذ
حروبا غير نظامية. ومع تطور قدراته
وتوسع مسؤولياته ابتعد عن قوات الحرس
الثوري عمليا، وأصبح أحد أهم المقرات
التي تتبع مقر المرشد الأعلى مباشرة.
فعمله يتطلب صلاحيات واسعة وقدرات
كبيرة غير متاحة للحرس الثوري، ويتطلب
قرارات عليا مستمرة، لأن عملياته
ونشاطاته التنفيذية تقع على الدوام
خارج الحدود الإيرانية، وما هو موجود
على الأرض يمثل المؤسسات التي تدخل ضمن
مفاهيم الإدارة والتدريب والتخطيط
والتجسس. لذلك فإنه يمثل الوجه الآخر
للحرس الثوري، يتولى التنسيق المباشر
مع المنظمات الرئيسية الخارجية مثل
حزب الله، ونزولا إلى المستويات
الصغيرة المكونة من خلايا تنظيمية
مسلحة توصف أحيانا بـ«الخلايا النائمة». ونادرا ما يظهر قائد
الفيلق في لقاءات علنية، لأن ما ينبغي
أن يتحدث عنه يعتبر تدخلا في الشؤون
الداخلية للدول الأخرى، وكشفا لمواقف
الجماعات والمنظمات المسلحة، ويمكن أن
يحدث ضجة على غرار ما حدث بعد تصريح
قائد الحرس الثوري عن وجود لـ«فيلق
القدس» في سوريا ولبنان. ويمكن وصف دور
قائد الفيلق في سوريا بأنه المنسق
الرئيسي لكل المساعدات والمعونات
وأشكال الدعم التي تقدمها إيران
للسلطة لكبح الثورة الشعبية، ومنها: أولا. متابعة سير
العمليات القتالية، وما قيل عن وجود
اللواء قاسم سليماني في دمشق بين فترة
وأخرى يعتبر عاديا للغاية، مع فتح مقار
تنسيق مباشر مع مكتب الأمن القومي
ورئاسة الجمهورية وكل الأجهزة الأمنية
والأركان العامة. وتقوم هذه المقار
بنقل المواقف والمعلومات وتقديم
المقترحات إلى مقر الفيلق في طهران،
ومنه إلى المرشد الأعلى مباشرة، لتصدر
التوجيهات من مقره إلى مؤسسات الدولة
للتنفيذ، لكون توجيهات المرشد ملزمة
لكل الأجهزة والدوائر والمؤسسات
الرئاسية. ثانيا. التنسيق مع
المنظمات الخارجية لتأمين المساندة،
مثال ذلك، التنسيق المباشر مع حزب الله
ومنظمات هامشية فلسطينية متآكلة، بعد
أن تراجعت علاقة المنظمات الفلسطينية
الرئيسية مع إيران إلى حدودها الدنيا.
وتحريك الخلايا النائمة في مواقع
مختلفة من مناطق الاهتمام في دول
الإقليم وجوارها، وتكثيف الوجود في
المناطق التي تشهد حراكا هاما، كما هو
الوضع في شمال أفريقيا، وركوب بعض
موجات الحراك على غرار ما حدث في قصة
الفيلم المسيء. ليس لصرف الأنظار عن
سوريا فحسب، بل لتجسيد حالات خطر
زائفة، تترتب على سقوط نظام الحكم في
سوريا. ولا شك في أن أحداث الفيلم
المسيء ساهمت بحدود معينة في تزايد
الفتور الدولي في الإجراءات المفترضة
لمنع عمليات القمع الدموي، تحت كذبة
التشدد الديني للثوار. ثالثا. تدريب وتنظيم
ونقل ميلشيات للتعويض عن الخسائر
اليومية وحالات الانشقاق المستمرة،
وتقديم التجهيزات والمواد القتالية
والأسلحة، خصوصا التعويض الفوري عن
النقص في العتاد، بعد أن تجاوزت
المصروفات اليومية قدرة التعويض
الذاتي، فبدل أن ترسل روسيا العتاد
تتولى إيران المهمة. وعودة إلى عملية
تفجير مكتب الأمن القومي، فقد حدثت في
حينه صدمة خطيرة، كان ممكنا أن تسقط
النظام خلال فترة وجيزة، واضطر بشار
الأسد إلى الاختفاء ووقف تنقلاته. ثم
حدثت بعدها متغيرات في قواعد الاشتباك
تدل على وصول مدد كبير ساعد في احتواء
الموقف، قبل أن تستأنف قوى الثورة
تحركاتها في دمشق وتسيطر على أجزاء
كبيرة من حلب. ومع منعطف الأمن القومي
بدأ الدور الإيراني يتصاعد بصورة
متسارعة وعلنية. حتى الآن، يصعب الجزم
بوجود وحدات قتالية إيرانية متكاملة
تقاتل إلى جانب قوات السلطة، إلا أن
وجود عدة آلاف من حزب الله ومن خبراء
ومدربين ومجموعات خاصة إيرانية، يعتبر
من الحالات التي ظهرت معطياتها على
الأرض بأشكال متنامية. والشيء المؤكد
هو أن مطاولة السلطة كل هذه الفترة ما
كانت لتتحقق لولا الدعم الروسي
والإيراني. والإيرانيون أكثر استعدادا
للتدخل مقارنة بالروس، لأن مصلحتهم
أكبر والتزاماتهم الدولية أقل، بينما
يحرص الروس على تفادي الوقوع في شرك
الشراكة في الأفعال التنفيذية بقدر
معين. وهذا لا يعني أن الثورة ستسحق، بل
إن التضحيات ستكون جسيمة. ================= سياسة
أميركا الخارجية المبهمة تجاه الشرق
الأوسط جاكسون
ديل الشرق الاوسط 21-9-2012 خلال حملته والفترة
الأولى من إدارته طرح باراك أوباما
نظريته عن الاضطرابات في الشرق الأوسط
الكبير. وقال إن أحد الأسباب وراء ذلك
التدخل في العراق الذي غذى الشعور
المعادي للولايات المتحدة وزاد من
أعداد الإرهابيين المحتملين. وكان
السبب الآخر فشل عملية السلام العربية
- الإسرائيلية التي أكدت الإدارة على
سعيها للتوصل إلى حل (كما لو أن الرؤساء
الآخرين لم يحاولوا التوصل إلى حل جاد
لها). وأكد أوباما على أنه سيعيد
التركيز على الحرب على الإرهاب، وبشكل
أكثر تحديدا على أفغانستان و«القاعدة»،
والتخلي عن عقيدة بوش التي سعت إلى «فرض
الديمقراطية بفوهة البندقية». وقد لخصت كلمة أوباما
في القاهرة في الرابع من يونيو (حزيران)
عام 2009 هذا التحليل، مغلفا بطموح كبير.
وفي وقت كانت القوات الأميركية لا تزال
فيه على الأرض، رفض أوباما وصف العراق
بـ«حرب اختيار»، ووجه عددا من
الانتقادات - إن لم يكن اعتذارا -
للسياسة الأميركية خلال الحرب الباردة
وإدارة بوش، ثم تحرك على نحو مناقض لها
تماما. وقدم هو نفسه ترياقا لمعاداة
الولايات المتحدة، فقد تعرف على
الإسلام في ثلاث قارات وسمع الأذان في
الفجر والغسق. كانت تلك بداية جديدة
بين الولايات المتحدة والمسلمين حول
العالم، بداية قائمة على مصالح
واحترام متبادل، مؤكدا على أن
الاحترام الأميركي غير الكافي كان
جزءا من المشكلة، ومن ثم سيكون أوباما
جسرا بين الحضارات. بعد ضخ توقعات بلغت
حجم بالون موكب عيد الشكر، سادت حالة
من الاستياء بعد النتائج المخيبة
للآمال، فلم تستجب التحديات التاريخية
للتغيرات في نبرته وشخصيته. ولم يكن
للأمور التي استحوذت على خبراء
السياسة الليبراليين - العراق وعملية
السلام العربية الإسرائيلية
والسياسات المختلفة للحرب على الإرهاب
- سوى علاقة محدودة بالفوضى الجارية في
شمال أفريقيا والشرق الأوسط. هذه منطقة من
المجتمعات المفككة، الفاشلة نتيجة
الفساد والطغاة المستبدين، فقد قوض
حسني مبارك المعارضة الشرعية، وأجبر
المعارضة إلى اللجوء إلى المساجد
الراديكالية، وتسبب في بؤس اقتصادي
وبطالة واسعة، وحولوا الانتباه بعيدا
عن إخفاقاتهم بإلقاء اللائمة على
الأجانب وتشجيع نظرية المؤامرة. من
الصعب تخيل نظام سياسي أفضل من ذلك
لإنتاج الاستياء والراديكالية والشغب
بأدنى قدر من الاستفزاز. وأدى انهيار النظام
القديم إلى إطلاق قوى خطرة تم
استغلالها من قبل جماعات إسلامية لا
يمكن إرضاؤها، لكن الحفاظ على النظام
السابق لم يكن خيارا؛ لأن مبارك وابنه
ذا القدرات المتواضعة لم يكونا
ليستمرا إلى ما لا نهاية بدون هراوات.
سقط الطغاة لأنهم فشلوا، وعلى مدى
سنوات كانت الولايات المتحدة تتعامل
مع الاضطرابات الناتجة؛ لاستباق
التهديدات ودعم اللاعبين السياسيين
الأكثر قبولا. كانت الرهانات كبيرة
والأدوات محدودة. كانت طموحات أوباما
ساذجة، لكن كيف تصرف تجاه الأوضاع التي
رفضت العودة إلى ما كانت عليه؟ كان أوباما دون شك
مشابها إلى حد بعيد لجورج بوش في مجال
الأمن، فالتهديدات الموجهة إلى
الأراضي الأميركية زادت نتيجة
الملاذات الآمنة للإرهابيين: أماكن
تجمع وتدريب وتخطيط الإرهابيين. وكان
لدى الإرهاب في باكستان واليمن ومناطق
أخرى من الأسباب ما يجعله يشعر بالقلق
بسبب الطائرات الأميركية من دون طيار
وقوات العمليات الخاصة. وواصل أوباما،
على الأغلب، التعامل مع الحرب على
الإرهاب العالمي باعتبارها حربا
حقيقية لا باعتبارها عملية تطبيق
القانون. على الجانب الآخر،
كان أوباما مشوشا في تقديم العون
للتحول الديمقراطي، ففي خطاب السياسة
في 19 مايو (أيار) 2011 أعلن المنافس
اللدود لعقيدة بوش المعلنة أن «الطغاة
سيسقطون»، وأن دعم الإصلاح الديمقراطي
يشكل لب المصلحة الأميركية. وكانت
الجهود في تونس وليبيا قوية نسبيا، لكن
رد الفعل تجاه قيام الحكومة المصرية
بملاحقة المنظمات الداعمة
للديمقراطية كان بطيئا، وكانت الدعوة
إلى الإصلاح في دول الخليج - حيث لن
يتأخر الانتقال السياسي إلى الأبد -
ضعيفة. كان الفشل الأكبر في
نهج إدارة أوباما تجاه الشرق الأوسط
عشوائيته الجيوسياسية الواضحة؛ فقد
جاء دعمه للثورة الخضراء في إيران
متأخرا وعلى مضض - كما لو كان
الإصلاحيون الشجعان دخلاء على علاقة
أوباما بالنظام في طهران. وصعد الرئيس
الحرب في أفغانستان قبل أن ينقل
الانطباع بالتوجه نحو الخروج من هناك.
وبعدما أظهرت قلقها اتخذت الإدارة
الخطوات الضرورية في ليبيا، لكنها
بعدما أعربت عن قلقها في سوريا لا تزال
على الهامش. وكان القاسم الأساسي هو
الأسف على ما يحدث. وفي غياب مبدأ منظم،
تصبح المرونة غموضا. فالدول الأخرى
تعرف تحديدا ما تسعى إليه إيران وروسيا
وإسرائيل، لكنها لا تزال تحاول التكهن
بشأن النوايا الأميركية، والخطر هو
أنها لا تكترث. * خدمة «نيويورك
تايمز» ========================== دعـم
بـريطانيا للتـدخـل العسكـري فـي
سـوريـا * ساوار كشميري - «الغارديان» الدستور 20-9-2012 المرة الأخيرة التي
وافق فيها رئيس الوزراء البريطاني على
خطط الرئيس الأميركي بشأن التدخل
العسكري، نتجت عنها الاجتياح الأميركي
للعراق - واحد من أسوأ الأخطاء الفادحة
للسياسة الخارجية في التاريخ الأميركي
الحديث. ولهذا السبب فإن
إقرار ديفيد كاميرون الأخير بشأن
تحذير باراك أوباما من أن تهديد سوريا
باستعمال الأسلحة الكيماوية قد يثير
التدخل العسكري يجب أن ينظر إليه بحذر
من كلا جانبي المحيط الأطلنتي . هناك شيء ما في
سيكولوجية الأميركيين تعطي وجهات
النظر البريطانية حول السياسة
الخارجية المزيد من الثقة أكثر مما
تستحق. فإذا قال
البريطانيون إن الأمر هكذا، فيجب أن
يكون كذلك وهي ردة الفعل المشتركة
للعديد من الأميركيين لأي بيان يصرح به
القادة البريطانيون. الأميركيون
ميالون للتصديق بأن أصدقاءهم على
المحيط الأطلنتي، نظرا لقرون من
تدخلهم في الدول في جميع أنحاء العالم
، يمتلكون مهارات للتعامل مع قضايا
السياسة الخارجية التي لا يملكها
الأميركيون ببساطة -مع سيطرة عالمية
بالكاد وصلت إلى قرن من الزمان. في حين ربما يكون
هناك نوع من الحقيقة للإيمان بالشجاعة
البريطانية في التعامل مع الدول
الأخرى، هناك سبب طاغ لعدم إعطاء الدعم
البريطاني الكثير من التصديق: الدعم
البريطاني بالكاد يعتمد على حقائق على
أرض الواقع وتحليلات موضوعية. فبدلا من
ذلك ما يقودها هو وجهة نظر مبالغ فيها
لخدمة الذات من «العلاقة الخاصة»
بالولايات المتحدة. أنا على اعتقاد دائم
أن الرئيس بوش السابق قد امضى وقتا
صعبا في الترويج لاجتياحه أحادي
الجانب للعراق أمام الأميركيين في
الوقت الذي رفض رئيس الوزراء بلير دعم
الخطط العسكرية الأميركية. لماذا إذن لا يكون
لبريطانيا، الحليف الأقرب لأميركا،
والمبتكر المشترك للعراق الحديث، مع
المعرفة الحميمة للشرق الأوسط
والعلاقات القوية التاريخية التي
تربطه به، ومع المعرفة القوية للعرب
والإسلام، تأثير على أعمال حليفتها
أميركا بشكل أكثر حكمة؟ كان لدى دين أشيسون،
أحد أكثر وزراء الخارجية الأميركيين
موهبة، تفسير جاهز لماذا لم يكن في
مصلحة بريطانيا معارضة خطط الولايات
المتحدة لاجتياح العراق. فخلال خطاب ألقاه في
مؤتمر للطلاب في الأكاديمية العسكرية
الأميركية، في ويست بوينت، في عام 1962،
قال وبشكل يتنبأ لما سيحصل في المستقبل
«بريطانيا العظمى قد خسرت
الإمبراطورية ولم تجد دورا تقوم به حتى
الآن. وإن محاولتها للعب دور فصل
القوى، وهو دور بعيد عن أوروبا، ودور
اعتمد بشكل رئيس على «العلاقة الخاصة»
بالولايات المتحدة .... على وشك أن تنتهي».
الاجتياح الأميركي
للعراق قد دمر ميزان القوى الهش
للعلاقات التي تشمل إيران، والعراق،
وتركيا، والسنة، والشيعة والأكراد.
وهو الميزان الذي حافظ عليه ديكتاتور
العراق القاسي لعدة سنوات. الانهيار السريع
لنظام الأسد في سوريا قد يزيد عدم من
الاستقرار هذا في قلب الشرق الأوسط عن
طريق -على سبيل المثال- تشجيع أكراد
سوريا على المطالبة بدولة كردية
مستقلة، وهو الكابوس الأسوأ لتركيا،
وهي أحد حلفاء أميركا الأساسيين في
الشرق الأوسط . ولهذا السبب انفصلت
تركيا، الدولة الأكثر تأثرا بالدمار
الذي لحق بسوريا (حيث أن أكثر من 200 ألف
لاجئ عبروا الحدود ليحظوا بالأمان)،
سياسيا بشأن التدخل العسكري في سوريا. وإن التدخل العسكري
الأميركي في سوريا قد يدمر أيضا
العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا،
وهي المحسن الخير لسوريا. وهذا قد يقضي
على خطط أميركا وحلف الناتو بإخراج
جنود الولايات المتحدة والمعدات من
الحرب في أفغانستان عبر آسيا الوسطى
وروسيا، تاريكين الباكستان المخرج
الوحيد لهم من المستنقع الأفغاني. هل
هذا في مصلحة أميركا الوطنية؟ إذا كانت بريطانيا
تريد إعادة بناء سوريا، الدول التي
ساعدت في وجودها في المقام الأول، يجب
أن تقوم بذلك دون قيود. لكن يجب أن يكون
الأميركيون حكيمين بأن يوضحوا
للمسؤولين المنتخبين أنه ليس لديهم أي
رغبة بالتدخل في أي جانب من الحرب
الأهلية. فلدى أميركا أولويات أخرى
بشأن دمائها وخزينتها، وهي لا تتضمن
حربا أخرى في الشرق الأوسط. في موسم الانتخابات
الرئاسية الأميركية الوشيك هذا عندما
يضغط على الرئيس أوباما من المحافظين
للتصرف عسكريا في سوريا، ما لا يحتاجه
العالم هو إعلان عام لدعم المملكة
المتحدة للتدخل العسكري الأميركي في
سوريا. فقد سلكت الولايات
المتحدة هذا الطريق من قبل في العراق.
هل يرغب أحد حقا في إعادة هذا الشريط
السينمائي؟ ================ أزمة
اللجوء السوري، وتشويه سمعة البلد *
علي السنيد الدستور 20-9-2012 انتابتني مشاعر
الصدمة، والذهول، وأنا أطالع التقرير
الصادر عن جريدة الحياة اللندنية
والذي جاء بعنوان «سوريات يروين
معاناة التحرش بهن في الأردن»، وشعرت
بالأسف، وأنا استدعي من الذاكرة صورة
ذلك الجندي الأردني الذي أصيب، وهو
يحاول أن ينقذ عددا من اللاجئين
السوريين، وبينهم أطفال من تحت وابل
نيران الجيش السوري، وأنا هنا أغار على
الأردن، والشعب الأردني الذي اتهم
أخيرا بأنه من فرط انعدام إنسانيته فهو
يعرض اللاجئين السوريين لظروف خادشة
لإنسانيتهم إلى درجة أن من يقرأ
التقرير يعتقد أن الأردني لا يتعدى
دوره في هذا المقام سوى التلصص على
السوريات في مخيم الزعتري، أو محاولة
استغلالهن كسبايا. والشعب الأردني ما
فتئ حاضنا لكل لاجئ عربي، وكانت كافة
هجرات العرب تستقر في سويداء قلبه، وهو
الذي قدم كل شيء رغم فقر الثرى، وقبل أن
يشاركه إخوانه العرب في لقمة الخبز
وشربة الماء. وكان الأردن وجهة
العرب الفارين من بلادهم على اثر
الحروب، والاحتلال، وأسفر الأردنيون
عن منظومة قيمية قلما تتوفر في شعب من
الشعوب حيث يؤثرون على أنفسهم، وما
تزال قيم البداوة تحكم سلوكهم
الإنساني الرفيع، ويسارعون إلى تقديم
واجبات الضيافة، وإجارة المستجير،
والدخيل دون انتظار لرد الجميل. أقول أغار على الشعب
الأردني الذي هو ضحية أخلاقه بامتياز،
ولا يستحق مثل هذا التشويه في موقفه
الإنساني الذي واجهه بأصالته المعتادة
مع الأزمة السورية الأخيرة، وها هو
يشهر به، ولا يقدر موقفه حيث في عز ضنك
البلد، ومرورها بأزمة اقتصادية خانقة
أثرت على كافة مناحي الحياة في الأردن،
واصطلى بنارها الأردنيون استقبل موجة
هجرة تعدت مئتين وخمسين الف سوري، وهو
يتعرض يوميا لهجرة متواصلة تزيد عن
خمسة آلاف مشرد منهم عدد كبير من
الأطفال ممن فقدوا آباءهم في
المواجهات، وللأسف راح يندس بينهم
عملاء للنظام السوري شرعوا بأحداث
الفوضى، وسيروا المظاهرات، واعتدوا
على رجال الأمن الأردنيين بالحجارة
لتوتير العلاقة بين الأردن واللاجئين،
وكي تتوقف اندفاعة الأردنيين في
استقبال إخوانهم السوريين، وعندما جرى
استبعاد مئتي شاب اعزب اعتدوا على
الأمن الأردني ممن تخفوا بثوب
اللاجئين أصدرت بعض الأحزاب الأردنية
بيانات تندد بإعادتهم إلى سوريا دون أن
تتحرى، في حين استقبلتهم الأجهزة
الأمنية السورية على الحد مع الأردن
باحتضان بالغ مما آثار الشكوك حول
قدومهم أصلا محملين بمهمة تتعلق
بالنظام السوري، وأجهزته الأمنية. ومما يحز في النفس أن
عملية اللجوء السوري في الأردن الأصل
أنها مدارة من خلال المنظمات الدولية
ذات الاختصاص، وهي منظمة اليونسيف،
ومنظمة شؤون اللاجئين، وبالتنسيق مع
الهيئة الخيرية الهاشمية التي تقوم
بإجراءات إيوائهم داخل المخيم، وان
علاقة الأردن لا تتعدى توفير مكان
الإقامة، خاصة وان ظروفه الاقتصادية
لا تتيح له تقديم ما هو أكثر، وربما أن
الجانب العربي وتحديدا الدول الغنية
هي الأقدر على توفير أماكن إقامة أفضل
من الخيام، ويمكن لها أن تكون «كرافانات»
أكثر ملائمة لإنسانية اللاجئ. ويترتب على وجود
اللاجئين الذين بقوا في الخيام
متطلبات يصار إلى توفيرها بشكل يومي
لعل من اقلها مؤونة تأمين ثلاث وجبات
من الغذاء يوميا لحوالي عشرين الف
لاجئ، وكذلك الماء الخاص بالشرب
والغسل، ودورات المياه التي تحتاج
لعشرين صهريجا من الماء كل يوم، حيث
تتحول هذه المهمات إلى عسيرة في ظل عدم
إمكانية توفير الخدمات، وقصور البنية
التحتية في المنطقة. فضلا عن الخدمات
الأمنية التي تقدمها الأجهزة الأمنية،
وعلى رأسها قوات الدرك لتأمين حماية
المخيم، وشل قدرة المجموعات التي
تسللت بين اللاجئين، وهدفت إلى بث
الفوضى وعدم الاستقرار في مخيم
الزعتري. ولقد قام الأردنيون بجهود غير
معلنة تمثلت في كفالة الكم الأكبر من
العوائل السورية المستجيرة بالأردن
على خلفية روابط النسب والمصاهرة،
فضلا عن ما يقدمه المحسنون لمن هم في
داخل الخيام. ولا يخفى أن الجيش
الأردني يؤمن عبور اللاجئين من الحدود
الملتهبة، ويحتضن المجموعات الفارة
حتى وصولها للمخيم، وينقل اللاجئين
بواسطة آلياته العسكرية، ويقدم لهم
الحماية والغذاء المخصص للقوات
المسلحة، وقد فرض عليه هذا الموقف
الأخوي، ولا يليق بأية جهة عربية
مقصرة، أو من داخل الأردن ممن لم تقدم
سوى تدبيج البيانات والكلام أن تقلل من
مستوى الخدمات الإنسانية التي يقدمها
الأردنيون حسب إمكانياتهم لإخوانهم
السوريين الفارين من تحت قصف النظام
السوري، وبعد كل ذلك يصل الأمر ببعض
الإعلام المغرض أن يفتأت على الموقف
الإنساني الذي يقدمه الأردن، ويصور
الشعب الأردني وكأنه يستغل قسوة
الظروف التي يعاني منها اللاجئون. ظلم الموقف الأردني
يصيبني بالامتعاض كونه يخص الشعب
الأردني، الذي قدم في كل مأساة عربية
ما لم تقدمه الدول الغنية، والمطلوب
فقط عدم تشويه موقفه الإنساني. والأجدى من ذلك أن
فصل الشتاء قادم، وسيتسبب بمعاناة
إضافية للاجئين إن بقوا في الخيام ما
لم تبادر الدول العربية الغنية إلى
دعم، وتمويل خطط إيواء، وحماية
اللاجئين السوريين؛ وهو ما يستدعي ان
تهب الدول العربية لتقديم المساعدة
على هذا الصعيد، وإلى أن تنتهي الأزمة
السورية. نشعر بالأسى لما آلت
إليه أوضاع السوريين – كان الله في
عونهم- إلا أنهم ليس بوسعهم سوى دفع ثمن
طلبهم للتحرر. وليس في خيم اللجوء،
وترك الدار، والوطن الا المعاناة، فهم
لن ينجوا من الظروف القاسية على خلفية
تشردهم الذي نرجوالله ألا يطول أمده،
وان يعودوا إلى وطنهم سالمين غانمين. التاريخ : 20-09-2012 ================= الرباعية
الاقليمية على خطى الرباعية الدولية! الاقتراحات
الايرانية لسوريا يتيمة بلا دعم روزانا بومنصف 2012-09-20 النهار انتقل وزير الخارجية
الايراني علي اكبر صالحي من اجتماع
للرباعية الاسلامية الاقليمية التي
تضم ايران و مصر وتركيا والمملكة
العربية السعودية، بعد اجتماع ثان في
القاهرة غابت عنه المملكة، الى دمشق
حاملا وفق ما اعلنت ايران اقتراحا للحل
من تسع نقاط من ابرزها وقف العنف بين
الطرفين في وقت متزامن والتشديد على حل
الازمة سلميا ووقف كل عمليات دعم
المعارضة ماليا وعسكريا وتدريبا الى
جانب ارسال مراقبين من دول الرباعية
للمراقبة في سوريا. ولم يصدر عن هذه
الدول اي رد فعل ايجابي او سلبي على
الاقتراح الايراني للحل فيما اعتبرت
مصادر معنية ان لا حاجة الى ذلك وقد لا
يكون من الصواب رفض المبادرة
الايرانية تماما من اجل عدم اجهاض اي
امكان لتعاون اكبر بين ايران والدول
الاقليمية لاحقا ولكن لا تبن لها في اي
شكل من الاشكال. لا بل تزامنت الزيارة
مع مواقف تظهر الاختلاف في الرأي في
مقاربة ايران والدول الاخرى في
الرباعية اولا مع عدم مشاركة المملكة
السعودية في ما فسره البعض عدم رغبة
المملكة في تقديم منصة لايران نحو
الانطلاق اكثر في تسويق مواقفها ثم مع
اعلان الرئيس المصري محمد مرسي تزامنا
مع زيارة صالحي للعاصمة السورية عن
وجود اختلاف مع ايران من جهة وتأكيده
تكرارا من جهة اخرى ان لا حل من دون
خروج الرئيس السوري بشار الاسد من
السلطة. وهو الموقف الذي كان كرره
المسؤولون الاتراك مرارا خصوصا في
الاونة الاخيرة مما يجعل المبادرة
الايرانية يتيمة كليا من دون اي دعم
حتى من روسيا التي تقف مع ايران في
الجانب الداعم للنظام السوري اذ ان
الخارجية الروسية نقلت عن الوزير
سيرغي لافروف وتزامنا مع التحرك
الايراني واجتماع الرباعية دعم بلاده
لمهمة الاخضر الابرهيمي في سوريا من
دون اي اشارة الى المبادرة الايرانية.
وفي اي حال فان ايران التي كانت وعدت في
اجتماعات دول عدم الانحياز بتقديم
مبادرة حول سوريا في مؤتمر دول عدم
الانحياز الذي انعقد في عاصمتها قبل
اسابيع قليلة تراجعت عن ذلك بعد تلمسها
الخلافات الكبيرة حول الموضوع السوري
خصوصا ان غالبية الدول
التي شاركت في هذا المؤتمر وافقت على
نحو مسبق في اجتماع للجمعية العمومية
على المقترحات العربية لحل الازمة
السورية والتي تضم في طياتها تنحي
الرئيس السوري لمصلحة حكومة انتقالية
في سوريا ولا يمكنها ان توافق تاليا
على مبادرة تحمل في طياتها بقاء النظام
السوري واجراء تسويات سياسية معه على
قاعدة التوافق على اصلاحات او ما شابه. وتقول مصادر معنية ان
المبادرة الايرانية التي وصفتها وسائل
الاعلام الايرانية بانها خريطة طريق
من جانب ايران للحل في سوريا يفترض من
حيث المبدأ ان تلقى دعم النظام السوري
بغض النظر عن امكان نجاحها او عدمه مع
ترجيح الاعتبار الاخير نظرا الى عوامل
عدة في مقدمها ان المعارضة السورية
ترفض هذه المقترحات كون ايران داعما
اساسيا وعملانيا للنظام. ولان
المعارضة سترفضها قطعا فان افتراض دعم
النظام لها مرده الى ان هذه المقترحات
تدور في فلك اعادة زمام المبادرة اليه
كسلطة من خلال الدعوة الى مفاوضات بين
النظام ومعارضيه وانشاء لجنة مصالحة
وطنية فضلا عن ان وقف النار المقترح
انما هو مبني على المنطق الروسي الذي
رفض ان يوقف النظام اولا استهداف
معارضيه وانسحاب قواته من الشارع
كخطوة اولى. ومن شأن توافر احتمال
الموافقة بغض النظر عن امكان نجاح
المبادرة الايرانية او فشلها وفق
ما تقول هذه المصادر ان يعزز مواقف
ايران على اساس ان التجاوب من جانب
النظام يساعد في تكريس حليفه
الايراني لاعبا مستقبليا من اجل
الوصول الى حل في سوريا، وهو امر
ستحاول ايران بواسطته ان تتوصل الى
اتفاق مع القوى العظمى لاحقا على ما قد
يحفظ لها شيئا في مكانتها
الاستراتيجية في سوريا شأنها في ذلك
شأن احتمال المحافظة على مصالح روسيا
في سوريا بعد انهيار النظام السوري وفق
الاغراءات التي قدمت الى روسيا من اجل
التعاون في وقت سابق من اجل المساعدة
في حسم الوضع سياسيا وسلميا سريعا في
سوريا. في حين ان مشاركة ايران لا تزال
ترفضها القوى العظمى التي ابعدت ايران
عن مجموعة العمل التي التأمت في جنيف
حول سوريا فيما يشترط بعضها شرطين من
اجل القبول بطهران احدهما التزام
ايران الشروط الدولية في موضوع ملفها
النووي. في اي
حال تذكر الرباعية الاقليمية في حال
صمدت اجتماعاتها، وهي تستعد لاجتماع
ثالث في نيويورك على هامش اجتماعات
الجمعية العمومية للامم المتحدة، ولم
تسقط بفعل عدم مشاركة المملكة،
بالرباعية الدولية من اجل الصراع
الفلسطيني الاسرائيلي والتي تضم الى
الامم المتحدة كلا من روسيا والاتحاد
الاوروبي والولايات المتحدة و التي لا
تزال قائمة نظريا من دون نتائج عملية
او حتى اجتماعات تفعل عملها. فهناك
ترضية معنوية في الجلوس الى طاولة
الاطراف المعنية بايجاد حل لازمة ما
الى الاقرار بدور لا يمكن تجاوزه خصوصا
في وقت ضائع عمليا لا يسمح بايجاد حلول
لم تنضج لا ظروفها ولا معطياتها بعد. ================= "البَاكِسْتَنَة":
هل تخرِّب الثورةُ السوريةُ تركيا؟[2] جهاد الزين 2012-09-20 النهار الذي "خرِب" في
الواقع بسبب الدور الأساسيِّ الذي
تلعبه باكستان حتى اليوم في الوحْل
الأفغاني، هو المجتمع الباكستاني نفسه.
دخلتْ تركيا معمعة الربيع العربي من
الباب السوريِّ دون أن تكون مستعدة.
فكان أن لعب رجب طيب أردوغان بحس
المستشرف ولكن بإرادة المقامر. ليست المؤشراتُ
العسكرية وحدها هي التي تدفع المراقبَ
إلى تلمّسِ تنامي جوٍ خطيرٍ جديدٍ في
الوضع التركي. فبالإضافة إلى ذلك باتت
تعبيرات القوى المدنية الكردية وبينها
كتلة النواب الأكراد في البرلمان أكثر
جرأةً على الإدلاء بتصريحات قاطعة في
تشديدها على الهوية الكردية بل وفي
دفاعها عن حزب العمال الكردي (PKK)
وهذه من المحرمات، حتى أن الحدث الذي
هزّ تركيا قبل أسابيع (19 آب) هو لقاءٌ في
إحدى المناطق في محافظة هاكاري في
الجنوب الشرقي نقلتْ صورَه الصحفُ بين
مقاتلين من حزب العمال وبين تسعة نواب
أكراد من حزب السلام والديموقراطية (BDP)
في البرلمان التركي. ومع أن النواب
ادّعوا وبينهم سيدات، إحداهن نائبة
رئيس الحزب، أن اللقاء الذي تخللته
معانقاتٌ كان بمحض الصدفة إلا أن عنصر
الترتيب المسبق كان واضحا فيه رغم الجو
الدراماتيكي الذي يولّده سقوط ضحايا
عديدة وبشكل شبه يومي من الجيش التركي
ورغم الزواجر القضائية الصارمة التي
تجعل تركيا من أبرز البلدان التي يتعرض
فيها الصحافيون والناشطون السياسيوّن
للسجن.وأمس الأول بالذات أصدرت محكمة
تركية حكما بالسجن ثماني سنواتٍ
وتسعةَ أشهرٍ على النائبة الكردية
من (BDP)
صباحات تونْسِل بتهمة عضويتها السرية
في (PKK). إلى أي حد يساهم
الوضع السوري الناشئ عن الثورة
السورية في توليد و مفاقمة المظاهر
الخطِرة من التململ الاقتصادي لدى
رجال الأعمال الأتراك و بعض المجاهرات
العلوية العنفية في أنطاكيا والأهم
حاليا عودة الحرب بين الجيش وحزب
العمال الكردي إلى مستواها في
الثمانينات والتسعينات إنْ لم يكن
أكثر... وماذا سيكون تأثير هذه المظاهر
على مستقبل "المنجزات التركية"
حسب تعبير رئيسة تجمع الصناعيين ورجال
الأعمال (توسياد)؟ لا شك أن تركيا باتت
اليوم بالنسبة إلى الوضع السوري ما
كانته باكستان وما استمرت عليه إلى
الآن بالنسبة لأفغانستان منذ وقعت تحت
الاحتلال السوفياتي. لقد انهزم السوفيات
في أفغانستان وربح "المجاهدون"
الحرب عليهم ولكن باكستان منذ ذلك
الحين لم تعد هي نفسها وارتبط عدم
استقرارها بدورها الثابت في الحرب
الأفغانية التي لم تنتهِ حتى اليوم عبر
تعاقب جيلين من التيارات الحاكمة
والثائرة فيها على السواء. صحيح أن باكستان
وُلدت من فكرة تجميع المسلمين الهنود
في دولة واحدة لكن الدولة لم تكن
أصولية في أي يوم . واحتفظت نخبها ذات
الشخصية المحافظة بنوع خاص من "التوجه
العلماني" في ظل ارتباط قيامها أيضا
كدولة بالغرب وبالدور المركزي الذي
تلعبه مؤسسة الجيش فيها. الذي "خرِب" في
الواقع بسبب الدور الأساسي الذي تلعبه
باكستان منذ أكثر من ثلاثين عاما إلى
اليوم في الوحل الأفغاني ... الذي "خرِب"
هو المجتمع الباكستاني نفسه قبل أي شيء
آخر. فعشرات الألوف بل مئات الألوف من
العناصر الأصولية الأفغانية وغير
الأفغانية الآتية من كل حدبٍ وصوب في
المرحلة الأولى بتمويل وتشجيع أميركي
سعودي متحالفٍ مع الدعم الإيراني
للثورة ضد السوفيات لم يجعل من المدن
الباكستانية، وخصوصا بيشاور، مجردَ
قواعد لدعم الجهاد الأفغاني فحسب بل
حرّك في المجتمع الباكستاني من
البنجاب إلى السِند نوازعَه الأكثر
ظلامية وعنفاً وطائفية بفعل
الإحتقانين السني والشيعي. في هذا
الوقت كانت المعادلة الاستراتيجية
التي رسمها الجيش الباكستاني ومعه
الدولة الباكستانية في منظور مصالحها
العليا هي ضرورة بناء علاقة عميقة مع
"طالبان" انتقلت من عهد باكستاني
الى عهد آخر أكان مدنيا أم عسكريا.
ولهذا صار من الثوابت أن المخابرات
العسكرية الباكستانية هي صاحبة نفوذ
خاص على "طالبان" أيا يكن مستوى
تحالفها الوثيق مع واشنطن. وواحدة من
المشاغل المعلنة لوكالة المخابرات
المركزية الأميركية منذ أكثر من عقد هي
هذه العلاقة المريبة. باختصار: رَبح
الثوارُ في أفغانستان ولكن باكستان
تورّطت بصورة أدّت إلى تخريب جزء مهم
من نخبها ومؤسساتها بما فيها
الاقتصادية حتى أنها قاربت أن تصبح "دولة
فاشلة" بالمعايير الغربية إذا لم
تكن قد أصبحت! فكيف، وهذا ما يثير الهلع
في العالم، أنها دولة بإمكانات نووية
بات عدد سكانها يتجاوز الماية وخمسين
مليون نسمة؟ وأتذكّر أن وزير المال في
حكومة نواز شريف أخبرني في تشرين الأول
عام 1998 في إسلام آباد أن الإحتياط
النقدي للدولة من العملات الصعبة في
المصرف المركزي هبط إلى سبعماية مليون
دولار وهو رقمٌ ضئيلٌ جداً قياساً على
حجم دولة مثل باكستان (دولة صغيرة مثل
لبنان لا تقبل قطعا بهذا الرقم كاحتياط
نقدي). بدون شك كانت تركيا
دوما حتى في أزمنة الانقلابات
العسكرية دولة أنجحَ من باكستان
بمعايير التحديث الاقتصادي. صحيح أن
هناك عناصرَ تشابهٍ بين المؤسستين
العسكريتين في البلدين من حيث تَشكّلُ
كليهما بمفهوم "دولة الجيش - جيش
الدولة" إلا أن أفق التطور التركي
كان أقوى وأكثر قدرةً على التحديثين
الاجتماعي والاقتصادي. الأقدار شاءت في
القرن الحادي والعشرين أن تجعل تركيا
هي القاعدة الأولى لدعم الثورة
السورية، شبيهة فعلا بِـ"انطلاقة"
دور جديد لباكستان بعد الاحتلال
السوفياتي. كانت إيران أيضا تدعم "المجاهدين"
لكن مركز الثقل هو باكستان. اليوم
تركيا، لا الأردن ولا لبنان الشمالي
على أهمية تسلّلِ المقاتلين والأسلحة
منهما إلى سوريا، هي القاعدة الضخمة
السياسية العسكرية للحرب ضد النظام
السوري. هذا يعني أن عليها – وهي بدأت
فعلا - محاولة التكيّف مع تدفّق صنوفٍ
مختلفة من وإلى أراضيها من اللاجئين
والمقاتلين السوريين والعرب وغير
العرب مع ما يعني هذا من كِلَفٍ
وتعقيدات عملية واختلاطات قد تكون
خطرة على المجتمع التركي في جو أصبحت
فيه السياسة الإقليمية التركية أكثر
أسلمةً وانخراطاً في "المحور السني"
ضد "المحور الشيعي" دون أن تكون
تركيا قادرة على استحداث خط داعمٍ
للثورة السورية يستطيع أن يتميّز عن
نموذج التنافس المذهبي الضيّق
الإيراني السعودي؟ ماذا لو طالت الحرب
السورية وطال معها الأخدود الكرديُّ
الطويلُ على معظم الحدود السورية
الشمالية - الشرقية مع تركيا وطالت "الباكستنة"
سنواتٍ وأصبحت غازي عينتاب التركية
بيشاورَ الجديدة وطريق أورفة - إعزاز
"ممر خيبر" الثاني؟ لا عودة إلى الوراء
في سوريا والنظام سيتغير بطريقة ما
حتمية. لكن ماذا لو كانت المرحلة
الانتقالية طويلة جدا بحيث يُرهَق أو
يُخرَّب النسيج التركي بينما يربح
التغيير السوري؟ لقد دخلتْ تركيا
معمعة الربيع العربي من الباب السوري،
أي أخطر الأبواب كما ظهر، دون أن تكون
جاهزة. فَرضَ عليها الوضعُ العربيُّ
الجديد أن تلتحق به دون استعداد كافٍ،
فكان أن لعب رجب طيب أردوغان بحسّ
المستشرف ولكن بإرادة المقامر.
بَهَرَتْهُ وبهرت قيادةَ حزبِهِ
ضخامةُ التحولاتِ الداخلية في الدول
العربية و مَوْجِها الغربيِّ الأميركي
الأوروبي الاستراتيجي، فاندفع فيها
كذئبٍ أناضوليٍّ مراهناً على وراثة
إيران وسقوطٍ سريع للنظام السوري
وغيرَ مقدِّرٍ عداوةَ الدبِّ الروسيِّ
على كتف تركيا الشرقي و أهلية الجَمَلِ
السعودي لوراثة طهران في سوريا بدلا من
أنقرة. أي كلام آخر هو نوعٌ
من المكابرة. خصوصا مكابرات الأستاذ
أحمد داود أوغلو. وها هي السعودية مرة
أخرى بعيدةٌ عن خط التماس المباشر
لأزمة هائلة ولا يدخل إلى أراضيها
بالتالي لاجِئون. ها هي المملكة كما في
دورها الباكستاني قوةُ دعمٍ وتمويلٍ
عن بعد، وكما
كانت في دورها العراقي خلال الحرب مع
إيران في الثمانينات. بينما تركيا
اقتحمت الثورة السورية وأقحمتْ نفسَها
في دور الداعم المباشر الأول جغرافياً
وسياسياً وعسكرياً. وهذه مهمة جديدة
تماما على تاريخها المعاصر منذ تأسيس
الجمهورية. لذلك فالمجازفة هائلة
عليها بصورة خاصة لأنه - للتكرار - نجاح
التغيير في سوريا قد لا يعني بالضرورة
نجاحا لتركيا. لم يكن ممكنا
لأردوغان إلا الانخراط في التغيير
السوري. السؤال الذي تخطّاه الزمنُ
الآن هو هل كان بإمكان أردوغان اختيار
طريق ثالث لدعم التغيير واحتضان
المعارضة السورية؟ الجواب نعم. في النتيجة لا شك أن
تركيا تملك عناصر قوة ذاتية أقوى وأمتن
من باكستان تجعل مناعاتها أعلى. لكن
التجربة جديدة والتحذيرات يطلقها
أتراك... ================= "أفلام
"أنصار بشار عن "الفيلم المسيء" ياسر أبو هلالة الغد الاردنية 20-9-2012 يمكن
بسهولة التمييز بين العواطف الصادقة
للأكثرية الساحقة المحبة للنبي الكريم
عليه السلام وبين العواطف الكاذبة
التي تستغل الأولى لحسابات سياسية
رخيصة. ولعل الأسوأ استغلالا جماعة
بشار، لكن لا خطورة كبيرة من نظام مجرم
منبوذ قياسا بخطورة جماعات حاضرة بقوة
في الوجدان ولها صدقية. وتلك الجماعات
سواء كانت إخوانية أم سلفية أم غيرها.
لقد كشف الفيلم وردود الفعل عليه
جهلا فاضحا متبادلا، فالأميركيون لا
يفهمون هذا الهياج، والمسلمون لا
يفهمون هذه الإساءة. فالأميركيون
يفهمون اليوم لماذا تقاتلهم طالبان
على مدار الساعة ولماذا قاتلهم
العراقيون ولم ينثروا الورود بوجوههم،
لكن أن يقتل سفيرهم في بلد ساهموا في
تحريره من الطاغية، ولم يتواجدوا فيه
قوة احتلالية، كما العراق، فتلك ليست
شجاعة.
علينا أن نراجع بشجاعة وجدية تاريخ
صراعنا مع الأميركيين، فالصراع معهم
ليس لأنهم يسيئون للنبي عليه السلام،
بل لأنهم يدعمون بالسلاح والمال قوة
غاشمة تحتل أرضنا ومقدساتنا، وتشرد
أهلنا. فالأفغان ومن ساندهم من مجاهدين
عرب تحالفوا مع الأميركان ضد الاتحاد
السوفيتي باعتباره قوة احتلال.
وقاتلهم الأفغان عندما تحولوا إلى قوة
احتلال، تماما كما قاتلهم العراقيون.
الطريف في أفلام جماعة بشار (في
الأردن ثلاثة مقالات على الأقل تحدثت
بهذه اللغة)، أنهم يقولون للأميركان
نحن أفضل لكم من هؤلاء المتطرفين
والإرهابيين. وينسون أن أول استهداف
للسفارات الأميركية كان في بيروت
برعاية المخابرات السورية. والمخابرات
الجوية حاولت تفجير طائرات مدنية
أميركية قبل القاعدة، والنظام الليبي
فجر طائرات مدنية أميركية قبلها أيضا. من
المعيب والمهين أن يتصرف أدعياء
القومية واليسار بطريقة "نحن
عملاؤكم"، والمعيب أكثر أن يحاول
الأحرار قطع الطريق عليهم بالقول لا
نحن نقوم بهذه المهمة. إن الأحرار هم
الأقدر على صياغة علاقة متكافئة مع
أميركا والغرب، علاقة تحترم الاختلاف
لكنها لا تقبل بالظلم والاحتلال. في
"الفيلم المسيء" نستطيع أن نقول
إننا مع جهد فكري يؤدي إلى إجماع عالمي
كالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، يؤكد
عدم إهانة الأديان
وحماية الرموز والمقدسات. لكن ليس من
حقنا أن نطالب الأميركيين بإلغاء
التعديل الأول في دستورهم الذي ينص "يحظر
على مجلس الكونغرس تشريع أي قانون
يؤدّي إلى دعم ممارسة أي دين، أو تشريع
أي قانون يؤدّي إلى منع ممارسة أي دين،
أو تشريع أي قانون يؤدّي إلى تعطيل
حرية الكلام أو النشر الصحفي أو حق
الناس في إقامة تجمعات سلمية أو
إرسالهم عرائض إلى الحكومة تطالبها
برفع الظلم".
المفارقة أن هناك مقابل الفيلم
السينمائي المسيء مئات مقاطع الأفلام
الحقيقية التي توثق إهانة زبانية
النظام السوري للنبي محمد وللقرآن
وللمساجد، على سبيل المثال المسجد
العمري الذي انطلقت منه الثورة في درعا
محتل من الجيش إلى اليوم ولا يرفع فيه
أذان ولا تقام فيه صلاة، هل فعلها
الأميركان عندما احتلوا العراق؟ نعم
ارتكبوا جريمة الحصار وجريمة الاحتلال
لكنهم لم يفعلوا ما فعله النظام السوري.
ومعتقلو سورية يتمنون لو أن معتقلاتهم
ترتقي إلى مستوى أبو غريب أو السجون
الإسرائيلية. ذلك كله لا يزين الاحتلال
أو الهيمنة. ولكنه يزيل الستارعن أبشع
نظام استبدادي عرفته المنطقة. لا يحتاج
نبي الرحمة ومن يحبه إلى سفاح يدافع
عنه. وقد خاطبه الله بقوله " إنا
كفيناك المستهزئين"، ولكن يحتاج
الشعب السوري إلى من يوقف نزفه. ================= الازمة
السورية.. اتساع التطرف وخطر الأفغنة نصوح المجالي الرأي الاردنية 20-9-2012 ها هي الازمة السورية
تنفتح تدريجياً على كافة انواع
الصراعات الداخلية الطائفية والاثنية
وصراعات الحوار وتداعياتها والصراعات
العربية العربية والصراعات الاقليمية
التي كانت دائماً جزءاً من صراعات
المنطقة والصراعات الدولية التي تجعل
من أي ازمة حالة استعصاء ونار متقدة
تغذى بالمال والسلاح وتضارب المصالح
فتبدو ساحة الازمة في حالة تصعيد
وتغيير مستمرين يدلف اليها جماعات
التطرف من كل صوب لتصبح المعركة معركة
تصفية حسابات قديمة وجديدة, لا يدفع
ثمنها سوى المواطنين الابرياء
العالقين وسط الصراع والنيران, ويكتوي
بالازمة الجوار الذي تندلق عليه
تدريجياً حمم الازمة وشظاياها وهمومها
والتطرف وتشكيلاته التي توسع دائرة
الصراع والخطر يوماً بعد يوم. لم يعد الصراع في
سوريا كما بدأ صراع على الاصلاح ودعوة
لأن يوسع النظام السوري باب الحريات
اصبح الصراع بحراً من الدم, يفصل من في
الحكم ومن لديه كل هذه الجرأة على قتل
شعبه وهدم بلده وصلب الشعب السوري
باطفاله ونسائه وشيوخه وشبابه بجيش
مدجج وكأنه جيش احتلال, وبين مقاومين
يدفعهم الثأر من النظام القائم
لاقتراف اعمال مماثلة والاستعانة بكل
من يقدم العون, مما يعمق الهوة حتى تصبح
الازمة مسرحاً لتشكيلات التطرف
المسلحة, ومحترفي القتال باسم العقيدة
وكأنها افغانستان جديدة تجتاحها
الصراعات من كل جانب, حتى لا يعود
بامكان اهل البلاد او الجوار ولا حتى
جيوش الدول الكبرى احتواء او اطفاء
نيران العنف والتطرف والانقسام في
ساحة الازمة فاذا استمرت الازمة في
سوريا بهذا الاستعصاء على الحل وبهذا
التصعيد الدموي فالوجهة واضحة افغنة
سوريا حتى تثير الصراعات الطائفية
والسياسية والمصلحية الدائرة
الصراعات المشابهة في الدول المجاورة
ذات البنية الاجتماعية المشابهة فقد
دخلت لبنان على خط الازمة وحالة لبنان
بالاساس جزء من حالة التأزيم التي
خلقها النظام السوري والايراني في
المنطقة وللازمة السورية تشابك واضح
مع الحالة العراقية بتاثير ايران
فالنظام العراقي يدفع فاتورة الدعم
للنظام السوري، ويخوض معركته مسبقا في
سوريا حتى لا تتداعى آثار الازمة على
ارضه، التي ما زالت تشهد جميع انواع
العنف والتعصب والتوتر. اما الاردن، فعليه ان
يرفع درجة الحذر والخطر والتحسب
فالازمة السورية تضغط على خطوط تجارته
الرئيسية وتزيد ازمته الاقتصادية
سوءاً، وتلقي بمئات الألوف من
اللاجئين الى اراضيه، والاعداد في
تصاعد، وجزء من هذه الهجرة. للاجئين
الفلسطينيين في سوريا، وعليه ان يقرر
الى اي مدى ستستمر في استقبال الهجرة
من سوريا، وما هو الحد الذي تتحمله
امكاناته، وامنه الداخلي. والاردن يتعرض لحالة
من التضييق على المساعدات عربياً
ودولياً، مما يضطره للاستدانة فهل هذا
مرتبط بدور يراد من الاردن وبأي ثمن ثم
ان تنظيم القاعدة والتشكيلات
والتنظيمات المتطرفة المشابهة، اخذت
تتسرب عبر الحدود السورية الفالتة
وكلما ازداد حضور التنظيمات المتطرفة
على حدودنا كلما ازدادت المخاطر على
امننا وكلما ضعفت الدولة السورية،
تزايد في الساحة السورية نوعان من
التطرف، الاول: متطرفون بالعقيدة على
شاكلة طالبان يكفرون كل من يعارضهم
والثاني: مافيات نهب وتشليح منفلتة
تروع الارياف والاحياء والمدن، تنهب
وتفرض الخاوات وتقتل وتخطف لاغراضها
ولا تتبع النظام ولا المعارضة وهي
موجودة الآن بشكل ملحوظ يضاف اليها فرق
الموت الامنية التي شكلها النظام تحت
اسم الشبيحة التي لا يختلف سلوكها عن
سلوك عصابات مافيات النهب التي تستغل
الازمة السورية لاغراضها. ستطول الازمة ولن
تنفع فيها مراهم الابراهيمي والامم
المتحدة وهناك نذر ازمة اقليمية اكبر
تطاير شررها بين تل ابيب وطهران وازمة
اقتصادية قد تفجر الاوضاع في السلطة
الفلسطينية، فنحن في الاردن امام حالة
طارئة مركبة على كل صعيد مما يستدعي
الاحتياط والتدبر المسبق واغلاق ابواب
الخلافات الداخلية وتعزيز التكاتف
الوطني لمواجهة مخاطر المرحلة
واحتمالاتها، يحتاج الامر لان يكون
الاردن في اعلى درجات الجاهزية
لمواجهة هذه الحالة فنحن نسمع عن
تحالفات جديدة بين قوى عظمى واحزاب
عقائدية صاعدة في المنطقة فان صح ذلك،
تعاظمت اسباب الحيطة والحذر فنحن في
دائرة الخطر الذي يحيطنا من كل جانب
والمرحلة تحتاج الى اداء من الدولة غير
ما نرى من اداء والى توافق وطني واسع
يسد الثغرات فسفينة الوطن مرة اخرى
تعبر أهوال موج البحر المتلاطم في
المنطقة، وسلامة الاردن وشعبه وأمنه
واستقراره يجب ان تكون فوق كل اعتبار. ================= كرم يوسف 2012-09-19 القدس العربي قبل أن يمر شهر على
تعيينه زار الأخضر الإبراهيمي دمشق،
ليكون متأخراً عن زيارة سلفه المبعوث
الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية
إلى سوريا كوفي عنان التي بدأت بعد 17
يوماً من تعيينه، ربما ليست الأولوية
في حل الأزمة هي حساب هذه الأرقام بين
زيارتي المبعوثين الدوليين لدمشق بعد
تعيينهما بقدر ما أن الأولوية الكبرى
هي لحل الأزمة، مع أن الزيارة الأولى
تعكس لحد ما أن المبعوث الأول كان
متفائلاً أكثر بخطة الطريق الموكلة
إليه من الثاني الفاقد للأمل بعد
استقالة سلفه مع خطته، وهذا ما عكسته
تصريحاته الدائمة منذ تعيينه. ما الذي يمكن أن
يقدمه الأخضر الإبراهيمي؟ هذا هو
السؤال الأكثر إلحاحاً ممن لم تكن لهم
ثقة بأي حوار مع الأسد منذ بعثة
الجامعة العربية إلى سوريا، ولكنه
يبقى سؤالاً، وله مشروعيته، بطبيعة
الحال ليس الإبراهيمي من أوجد فكرة
البعثة إلى سوريا بقدر ما كان هو
ككثيرين شخصاً مؤهلاً من جانب من رشحوه
لهذه الوظيفة، ولايزالون يتصورون
إمكانية في التفاوض مع الأسد و محاولة
القفز فوق مطالبات التدخل الخارجي
التي ينادي بها السوريون في ظل الفيتو
الروسي والصيني. وفي نفس الوقت لم
يُجبر الإبراهيمي على تولي هذه المهمة
التي ليس متفائلاً بها، إذاً ما سر
قبوله لهذه المهمة؟ ليس الإبراهيمي
محتاجاً للأضواء كي يقبل هذه المهمة،
وكذلك ليس مجبراً على قبول هذه المهمة
في وقت لا يجد السوريون أحداً غيره بعد
الأسد لادانته، فهو مسؤول بشكل أو آخر
عن كل الضحايا بعين ثوار سوريا الذين
يرون في هذه المهمة تفويضاً أممياً
جديداً لقتلهم. وافق الإبراهيمي على
هذه المهمة، و بعد مرور 17 يوم على
تعيينه وقبل أن يلتقي طرفي الصراع وهو
في زيارته لدمشق أكد بأن لا خطة لديه و
صرّح بعد لقائه بالأسد:' وقد أبلغته
أننا سنحاول جهدنا باسم الجامعة
العربية والأمم المتحدة بأن نقدم
الأفكار ونحشد كل ما يحتاجه الوضع من
إمكانات وطاقة لمساعدة سوريا للخروج
من هذه الأزمة'،؟ لكن أي جديد يمكن
لطرفي الصراع قوله أكثر مما قالوه، فلا
الأسد يوافق على التنحي، ولا المعارضة
تقبل بالحوار مع نظام تصفه بالقاتل؟ وإن سقف موافقة
المعارضة على التفاوض هوعلى رحيل
الأسد مع أنهم بعد كل تعيين لمبعوث
عربي ودولي يرضخون لتعيينه ويتوجهون
إليه بالشكوى، وهذا ما أمكن مشاهدته من
خلال استقبال الثوار السوريين
بمدنييهم ومسلحيهم للوفود العربية
والدولية و التوجه بشكاويهم إليهم،
ربما يفعل السوريون على الأرض هذا
الأمر لقلة الحيلة في ظل إيمانهم التام
بعدم جدوى تعيينات المبعوثين، وإن
المستفيد الأكبر منها هو النظام
المحاول لكسب الوقت و دون أن يفيدوهم
في شيء، ووصل الأمر في أكثر من مكان في
سوريا إلى حد استهداف البعثات العربية
والدولية من قبل النظام وبشهاداتهم
كما في كفرنبل بإدلب. رغم تأخر الإبراهيمي
في زيارة سوريا، إلا أن ذلك لم يغلق باب
التناقضات في تصريحاته حيث ذكر في لقاء
مبكر له بعد تعيينه مع قناة فرانس 24،
بعد سؤالها إذا كان سينجح في مهمته أم
لا فأجاب' أنا واثق و سأقوم بكل ما
أستطيع، سأبذل فعلا جهدي'، وفى تصريح
لصحيفة النهار اللبنانية أكّد 'أثناء
الحرب الأهلية في لبنان لم تكن امكانات
النجاح فيه آنذاك أكبر مما هي الآن في
سوريا،' وذهب إلى أنه ليس من شيء يعطيه
تفاؤله ذاك سوى أن الأمم المتحدة،
وأيضا جامعة الدول العربية8 لا يمكن أن تتركا
سوريا من دون محاولة مهما كانت الظروف
صعبة وامكانات النجاح متواضعة، رغم ما
قاله الإبراهيمي فإن تفاؤله ذاك غير
منطقي، مادام ليست هناك من صدى حقيقي
له عند النظام والمعارضة، ومادام ثوار
سوريا في أكثر من محطة نادوا بالتدخل
الخارجي، وقبل إرسال وفود الأمم
المتحدة وبعثاتها سموا إحدى جمعهم بـ'الجامعة
العربيـــة تقــــتلنا' في 16 كانون
الأول من العام الفائت، وإذا كان
ثمـــة داع لموت تفـــاؤل الإبراهيمي
فهو ماقاله الأسد في آذار الفائت لكوفي
عنان إذ قال: 'أن أي حوار سياسي لا يمكن
أن ينجح بوجـــود مجموعات إرهابية
مسلحة تعمل على إشاعة الفوضى' ولا يمكن
للأســــد الذي أوصــل سوريا إلى هذه
المآلات لأجل كرسيه أن يوافق دون شك
على استبدال أي شيء من العبارة التي
قالها لعنان وأن حاول استدارج
الابراهيمي لفخ الرضا والتفاؤل
بالبعثة بكلمات منمقة كعادته مع
البعثات. من الممكن أن يستخدم
الإنسان كلمة 'ربما' وليس من حق أي كائن
مصادرتها عليه، ولكن حين يكون الأمر
متعلقاً بمصير شعب يذبح منه يوميا 120
شخص على أقل تقدير، فدون شك من الواجب
على قائلها تحمل مسؤوليتها أو التنحي،
وعدم إعطاء الفرصة لتكرار هكذا
تفويضات بالقتل حسبما يراها السوريون،
هذا لو قفزنا فوق كمة الحظ التي
استخدمها الإبراهيمي والتي كلفت
السوريين منذ تعيينه وإلى هذا التاريخ
أكثر من ألفين من الضحايا حيث قال في
مقابلة مع محطة 'بي بي سي' البريطانية 'ربما
أفشل ولكن أحيانا يسعفنا الحظ ونتقدم'،
ثم وفي نفس ذلك اللقاء يكرر كما كرر
عنان المطالبة بدعم الأسرة الدولية،
وكأن من عينه هم من كوكب آخر لاتنتمي
إليه المجموعة الدولية التي عينته
ويعمل باسمها 'آمل أن يتعاون السوريون
منذ البداية وأن تدعمني الأسرة
الدولية أيضا'، وإذا كان الأمر على هذا
النحو فما من داع لأن يقبل بخوض
المعركة كجندي بثيابه ودون أسلحة،
فليس من المعقول أن يفيد الزي العسكري
في الصد أو الدفاع والتقدم في معركة
كما لا ينفعه مطالبته بدعم الأسرة
الدولية التي أوكلت هذه المهمة إليه
ورضي هو بها دون أن يوضع السيف على
رقبته. استضاف الأسد
الإبراهيمي، ولم يسمع أصوات القذائف
التي كان(يفبركها) السوريون إلى الحد
الذي وصلوا لفبركة مدنهم مدمرة، لأن
النظام حرص على إعطاء ساعات تنفس لمن
يتم قصفهم، لئلا يسمعها الإبراهيمي في
أماكن لقاءاته واستقبالاته، ولكن ذلك
لم يمنع طائراته ومدفعيته وجنوده من دك
حلب وإدلب وحمص ودير الزور وأريافها
وريف دمشق ،لا بل الأحياء البعيدة عن
مكان استضافته.ماكان عنان المستقيل من
مهمته قد طرح في أي بند من خطته مسألة
تنحي الأسد، وجلُّ ما كان قد طرحه في
خطته مسائل تأكيد التعاون مع بعثته،
ووقف اطلاق النار، واطلاق السجناء،
والمساعدات الإنسانية للمناطق
المتضررة، وحرية الصحافة والتجمع، وفي
ظل وجوده ذاك على رأس مهمته ارتكبت
مجزرة الحولة في أواخر أيار وداريا في
أواخر آب، واتهم النظام وقتها في
إسلوبه القديم المعارضة بتنفيذها،
لإثارة الفتنة، وكأن هناك أكثر من
فتنته التي تحرق الأخضر واليابس، ومن
ثم تمت إدانته بشكل قطعي فيها دون أن
يحدث أي تحول يذكر على الأرض. ما ستخبئه الأيام
القادمة دون أدنى شك لن يكون نجاح
الإبراهيمي في مهمته، فامتلاكه العصا
السحرية لن يجعل الأسد يرضى بالتنحي،
ولا الثوار بقبول باستمرار الأسد في
الحكم، ماستحمله الأيام المقبلة سواء
أكانت قريبة أم بعيدة هي أن الإبراهيمي
سيستقيل، لأنه لن يقبل المشاركة في سفك
دماء السوريين أكثر، وحينذاك سيكون
مسؤولاً عن كل ما هدر من دم وهو على رأس
مهمته العقمية التي ترخص القتل. ' كاتب سوري ================= عيون
وآذان (اسرائيل لا تريد سقوطه) الخميس ٢٠
سبتمبر ٢٠١٢ الحياة جهاد الخازن لا حل غداً او بعد غد
في سورية، لا غالب ولا مغلوب. لا تسوية
وطنية. لا نهاية في المستقبل المنظور
لعذاب المواطن السوري. اكتب وأتمنى لو كنت
مخطئاً، وأدعو ان نرى حلاً، اي حل، هذا
الاسبوع، إلا أنني احاول الموضوعية
وهذه في الموضوع السوري مادة ناضبة مثل
النفط، ومن يحاول ان يرى الامور كما
هي، لا كما تتمناها الحكومة او
المعارضة، يتهم فوراً بأنه ارهابي من
القاعدة، او عميل لأميركا وإسرائيل. ايران تريد حلاً
يناسب مصالحها وتطرفها وتدخلها في
شؤون الدول المجاورة، وهو حل لو تحقق
سيكون على حساب السوريين حاضراً
ومستقبلاً. والدول العربية
وتركيا تحاول دعم المعارضة، إلا انها
اقل فجوراً من نظام آيات الله في قم،
لذلك فهي لا ترسل «مستشارين»، او
مسلحين، كما يفعل الحرس الثوري، وإنما
تكتفي بالمال والسلاح من بعيد لبعيد. الولايات المتحدة
اعلنت انها لن تتدخل عسكرياً في سورية،
وأعتقد ان هذا الموقف لن يتغير قبل
انتخابات الرئاسة الاميركية في السادس
من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وإذا
عاد باراك اوباما الى البيت الابيض
فسيبقى عدم التدخل المباشر سياسة
الادارة. اسرائيل تحرِّض على
النظام السوري كل يوم، وهي لا تريد
سقوطه لأن حدودها معه هادئة منذ 30 سنة،
إلا انها تريد ان يبقى مدمراً، فهي
تحاول ان تجد في الحرب الاهلية الدائرة
فرصة لتجريد سورية من الاسلحة
الكيماوية التي يُزعم انها في حوزتها،
وأقرأ كل يوم عن خطر وقوع هذه الاسلحة
في ايدي القاعدة. النازية الاسرائيلية
بلغت حدّ أن اموس يادين، وهو رئيس سابق
للاستخبارات العسكرية الاسرائيلية،
كتب مقالاً عنوانه يغني عن شرح، فقد
كان «فقط قصف قوات الاسد سيوقف المجزرة
الآن». لماذا لا يقُصف
يادين؟ لا بد من ان في ماضيه ما يبرر
ذلك. لماذا لا تُقصف قوات اسرائيل؟ هي
قوات احتلال تقتل النساء والاطفال
وتحتل وتدمر، وكل عضو فيها، كما في
حكومة اسرائيل، مجرم حرب ثمة أدلة
كافية لتحويله الى محكمة جرائم الحرب
الدولية. في غضون ذلك، أجمعت
منظمات دولية بينها الامم المتحدة،
ومنظمات حقوق انسان عالمية، على ان قتل
المدنيين في سورية يزداد كل يوم، وأن
بعض المعارضة ارتكب جرائم حرب كما فعلت
قوات النظام. ولا بد من ان نرى يوماً
يمثُل فيه المتهمون أمام محاكم دولية،
كما حدث مع بعض زعماء الصِّرب بعد
الحرب هناك. ولدى الامم المتحدة الآن
قائمة بأسماء افراد ووحدات عسكرية
يشتبه بارتكابها الارهاب. المعارضة السورية
متهمة بدورها، فهي منقسمة على نفسها،
ما اتاح لإرهابيين ولصوص اختراق
صفوفها تحت علم الثورة. وهناك الآن
الجيش السوري الحر، والجيش الوطني،
والمجلس العسكري، والمجلس السياسي
العسكري في حلب، والمجلس الثوري في حمص.
وسمعت عن محاولات لتوحيد الكتائب
المسلحة في دمشق. وكنت قبل ذلك سمعت ان
تجربة مجلس حلب في توحيد المقاومة
المسلحة تستحق ان تُحتذى، ولكن لم أجد
تقدماً حقيقياً بعد ذلك. ايضاً هناك غرفة
عمليات للمعارضة المسلحة في تركيا،
والولايات المتحدة تلعب دوراً مباشراً.
كما ان الاردن زاد من دوره في التعاطي
مع المعارضة، وهذه تقول انه قد ينضم
قريباً الى مجموعة السعودية وقطر
وتركيا في بناء عمل عسكري منظم. ختمت آخر مقال لي عن
سورية قبل اسبوع بالقول انني أُدين
النظام والمعارضة، ولا أزال عند رأيي،
فالنظام كان قادراً على ايجاد حلول غير
العنف، والمعارضة تؤذي قضيتها
بانقسامها، مع انها تضم وطنيين شرفاء
لا يريدون سوى انقاذ بلادهم. غير انني
اكرر ما بدأت به وهو ان الحل بعيد. ================= طارق الحميد الشرق الاوسط 20-9-2012 حسنا التأم اجتماع
لجنة الاتصال الرباعية الخاصة بسوريا
بمقترح مصري، مرتين، وليس مرة واحدة،
وهي اللجنة المكونة من السعودية ومصر
وتركيا وإيران، والواضح الآن أن
الجميع قد أدرك أنه ليس لتلك اللجنة أي
فرص في النجاح، وهذا ما ذكرناه هنا
مرتين، وقبل أول اجتماع لتلك اللجنة. الواضح اليوم أن
الجميع قد أدرك أن لا أمل في تلك
اللجنة، وأن مجرد دعوة إيران لذلك
الاجتماع تعني فشله؛ فطهران أحد أبرز
المعوقات في سوريا، فكيف تكون جزءا من
الحل؟! وعندما نقول الجميع قد أدرك
ذلك، فهذا ما يظهر من بعض المواقف،
خصوصا مع تغيب السعودية عن الاجتماع
الأخير في القاهرة، وكذلك الآراء التي
باتت تجهر الآن بصعوبة الوصول لاتفاق
في ظل مشاركة إيران، ناهيك عن
التصريحات الرسمية التي تصب في هذا
الاتجاه، وآخرها تصريح الأمين العام
لجامعة الدول العربية السيد نبيل
العربي الذي أعلن أن كل الأبواب قد
طرقت في الأزمة السورية من دون تحقيق
أي نجاح. وهذا أمر متوقع أساسا، وكنا،
وغيرنا من القلة القليلة في هذه
الصحيفة، نقول هذا الأمر، ومن أول أيام
الثورة السورية، فمن عرف النظام
الأسدي لا يمكن أن تنطلي عليه حيل
الأسد على الإطلاق. وبالعودة للجنة
الرباعية الخاصة بسوريا، فالمهم الآن
أنها أكدت للبعض نوايا إيران الحقيقية
تجاه سوريا، وخطورة مجرد الاعتقاد بأن
طهران ممكن أن تكون جزءا من الحل.
فإيران دعت في القاهرة لإرسال مراقبين
من السعودية ومصر وتركيا وإيران نفسها
لسوريا، وخطورة هذا الطرح أن إيران
تقول لنظرائها من القوى الإقليمية في
المنطقة، ومن القاهرة، تعالوا نتقاسم
سوريا، وعلى الطريقة اللبنانية، حيث
يصعب تخيل تشكيل حكومة في لبنان من دون
تراض بين كل من السعودية وإيران ومؤخرا
تركيا. وبدلا من أن يعالج هذا الوضع غير
الصحيح فإن إيران تريد تطبيقه في
سوريا، وتحت غطاء عربي، ومن عاصمة
عربية! ومجرد القبول بمثل
هذا الطرح يعني أن البعض في منطقتنا لا
يزال يؤمن بأنصاف الحلول، وتحت أعذار
واهية، مثل البراغماتية، أو التعامل
بواقعية، وهذا هو الخطر بعينه. وكما
قلنا مرارا وتكرارا، فإن إيران ليست
دولة جارة لسوريا، ولا حتى تركيبة
سوريا الطائفية تسمح لإيران بالتدخل.
فالسوريون يقولون «لا إيران ولا نصر
الله»، بينما نجد بيننا من يحاول إعطاء
غطاء للنفوذ الإيراني في سوريا، ويشرع
لإيران خلق فصيل من شاكلة حزب الله في
سوريا. وهذا أمر وارد، ويستحق الحذر،
خصوصا في حال ما انزلقت سوريا إلى حالة
فوضى عارمة، حيث ستسعى طهران حينها
لخلق شرعية جديدة لها في سوريا مثلما
فعلت مع حزب الله في لبنان وبحجة تحرير
الأراضي المحتلة، وهذه نقطة تستحق
التنبه لها من الآن، طالما لم يتم
التعجيل بسقوط الأسد! وعليه، فإن المؤمل
الآن هو التنبه لخطورة إيران في سوريا،
خصوصا بعد اجتماع لجنة الاتصال
الرباعية في مصر، التي كان يفترض بها
المطالبة بطرد قوات فيلق القدس من
سوريا التي اعترف قائد الحرس الثوري
الإيراني بوجودها بدلا من أن تطالب
طهران اللجنة الرباعية بإرسال مراقبين
من بينهم إيرانيون أيضا، فالمطلوب هو
طرد إيران من سوريا، وليس تشريع تدخلها! ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |