ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 02/10/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

"مبرر" الخروقات السورية للسيادة اللبنانية

2012-10-01 12:00 AM

الوطن السعودية

لم تعد من الأسرار، العمليات العدوانية التي ينفذها النظام السوري على لبنان: قصفا للأراضي المحاذية للحدود في الشمال وتحديدا على قرى عكار، وفي الشمال الشرقي على بلدة عرسال ومشاريع القاع، فضلا عن التوغلات العسكرية في هاتين المنطقتين وملاحقة اللاجئين السوريين بحجة انتمائهم إلى الجيش السوري الحر.

يتخذ النظام من بعض الاتفاقيات في عهد الوصاية السورية التي امتدت لأكثر من ثلاثين عاما مبررا لاعتداءاته، ولكن هذه الاتفاقيات لا تنفذ إلا من جانب واحد، رغم المطالبات الكثيرة التي رفعها المسؤولون اللبنانيون للمعاملة بالمثل، علما بأن لبنان لم يخرق لا بجنوده ولا بدبلوماسيته يوما الحدود "المرسومة" بين البلدين، ولا سياسيوه تجاوزوا الاتفاقيات المبرمة.

في كل الحروب الداخلية التي يشهدها العالم، هناك من ينحاز إلى طرف ما، ولكن لبنان لحساسية وضعه الداخلي بسبب الانقسام العمودي بين فرقائه، نهج سياسة النأي بالنفس، عما يجري في سورية، دون أن يغفل مساعدة اللاجئين الوافدين إلى أراضيه، إما خوفا من بطش النظام، أو طلبا للسلامة، وفي كلتا الحالتين لا بد من مساعدتهم إنسانيا عبر الجهات الرسمية التي تفرضها المواثيق الإنسانية، أو عبر مؤسسات المجتمع المدني التي تنطلق في عملها من منطلقات إنسانية بحتة أيضا.

استمر المسؤولون اللبنانيون في اتباع سياسة متوازنة، ولكن هذه السياسة أعطت إلى حد ما النظام السوري ضوءا أخضر لاستمرارية انتهاكاته للسيادة اللبنانية، وفي كل مرة بحجة الاتفاقيات الموقعة بين البلدين التي مفادها ألا يتحول لبنان شوكة في خاصرة سورية، وليس في خاصرة النظام الذي يقتل ويسحل معارضيه، من نساء وشيوخ وأطفال.

ما تشهده سورية حاضرا وما شهدته سابقا، وما تحمله الأيام المقبلة، من تطورات بعد فتح معركة تحرير حلب، والحديث عن إقامة مناطق عازلة لجهة تركيا، فرضتها تضحيات الجيش السوري الحر؛ ستكون ردا على أنصار النظام السوري في لبنان الذين يتاجرون بسعي الثورة لإقامة مثل هذه المنطقة في شمال لبنان، وبالتالي، على النظام السوري أن يكف عن اعتداءاته على الأراضي اللبنانية بحجة ذلك، كما أن على القيادة اللبنانية بدء العمل على تعديل الاتفاقيات.

 

=================

لإنقاذ الشعب السوري

عبدالله ابو السمح

عكاظ

1-10-2012

إن اقتراح قطر في اجتماع هيئة الأمم المتحدة مؤخراً بتدخل عسكري عربي لإنهاء جريمة العصر التي يجرى فيها قتل الأبرياء العزل في سوريا بكل أسلحة القتال من قبل نظام سفاك يدك المدن بالدبابات الثقيلة والطائرات بلا رحمة، هذا الاقتراح القطري هو العلاج الصحيح والفعال لأزمة طال أمدها قرابة عامين وذهب ضحيتها ألوف ومئات ألوف شردوا، فماذا ينتظر العالم لإنقاذ ذلك الشعب الأبي المسالم؟.

إن مجرد الاعتراض على تدخل قوات حليفة للإنقاذ خطأ ومؤازرة للقاتل السفاح وجيشه، كل الحقائق والشواهد تدل على أنه بغير تدخل عسكري وشل قوته الجوية وإيجاد ملاذات آمنة لجيش التحرير ومساعدات بالسلاح فإن أمد الحرب والإبادة الجماعية ستطول بسبب المعونات والدعم الإيراني الضخم بالسلاح والمال والمقاتلين للنظام الهتلري المتحكم في سوريا ولولا الدعم المحدود من كل من قطر وتركيا والسعودية لتم إفناء غالبية الشعب السوري، والمطلوب الآن دعم كامل يصد العدوان وذلك بتسليح وتدريب المقاتلين السوريين، لقد صرح مسؤول عسكري أردني أنه يوجد في الأردن ألفا عسكري بمختلف الرتب لجأوا من سوريا وتم وضعهم في مخيمات خاصة.

والسؤال هو لماذا لا يدربون على أسلحة حديثة مضادة للطائرات والمدرعات خفيفة ومتوسطة وإرسالهم للجبهة وتأمين رواتب لعائلاتهم لاطمئنانهم، وقس على ذلك الذين لجأوا إلى تركيا، خذوهم ودربوهم وألحقوهم بالجيش الحر، دربوهم على أسلحة حديثة وارفعوا معنوياتهم بتأمين عائلاتهم، إن أعدادهم كافية لقلب ميزان القوة وتحطيم النظام الباطش إن تم تدريبهم على أسلحة مضادة للطيران والدبابات حديثة.

نعم.. لابد من مساعدات فعالة بالسلاح والعتاد والتدريب، وامنعوا المساعدات عن القادرين على القتال ولا يفعلون.

=================

سوريا والثورات العربية

جَهِل بشار الأسد بتاريخ شعبه جهلاً ذريعاً أدى به للتمادي في جرائمه.. وستأتي له بنهاية بشعة قريباً

عبدالله فراج الشريف

الإثنين 01/10/2012

المدينة

سوريا العربية الوطن والمواطنون كانوا دوماً في مقدمة الشعوب العربية الأبية، التي تنهض بعزم وحزم لمقاومة الاستعمار وكل ظلم تلاه أو سبقه، حينما ظهرت حركة القوميين الطورانيين في تركيا، وتقلصت الخلافة الإسلامية فيها، وحاول الحكام الجدد تتريك العرب بإلغاء لغتهم وثقافتهم وبدأت مظالمهم تتوالى، وأصبحت المشانق تنصب للثوار العرب في الساحات كانوا هم رأس الحربة في رد هذا العدوان والنزوع للحرية والاستقلال، وتجاوبوا مع الثورة العربية الكبرى، وسعوا مع إخوانهم بجدية تامة للحصول على الاستقلال، فلما سقطت الخلافة في تركيا بتحالف أثيم بين الطورانيين القوميين فيها بزعامة أتاتورك، والدول الغربية المتلهفة لاستعمار الولايات العثمانية باعتبارها تركة الرجل المريض وفرضت على عالمنا العربي معاهدة سايكس بيكو الشهيرة، والتي مزقت وحدة الوطن العربي، كانوا هم أول الساعين لمحاربة الاستعمار وانتزاع حريتهم واستقلال بلادهم من أيديه القذرة، وقدموا الضحايا تلو الضحايا من الأبطال المقاومين المجاهدين لاسترداد عزة الوطن وكرامته، واستطاعوا دحر الاستعمار والحصول على الاستقلال، وإن جاءت بعد ذلك أنظمة وطنية لم تختلف عنه كثيراً، مما جعل الوطن السوري ينتفض بين الفينة والأخرى إيماناً بأن الظلم يجب أن يواجه حتى يسقط، وكم ثورة قامت وأسقطت حاكماً فاسداً في فترات متقاربة، حتى بدأت دعوة تظهر في الأفق تدعو إلى الوحدة العربية، وإنشاء كيان عربي موحد يقف في وجه الاستعمار المجزئ للوطن العربي إلى وحدات إقليمية صغيرة، ترتبط بالتبعية لغرب أو شرق، فبادر السوريون لتأييد هذه الدعوة والعمل من أجلها ولما لم تنجح انتفضوا وعادوا إلى استقلالهم، هكذا هم لا يبيتون على ضيم، وتتابعت ثوراتهم على كل حاكم مستبد من رؤساء جمهوريات عليلة انتهت بحكم عسكري غشوم في ظل حزب يدعي العروبة والوحدة، ولكنه يحكم بيد من حديد، لا يهتم أبداً لما يريده الشعب ويسعى إليه، وأخذت قسوته تتعاظم، حتى بلغ أقصى مدى فيها في فترة حكم حافظ الأسد، ولا زلنا نذكر الحرب تلك الضروس التي شنها النظام على شعبه، ولم يترك شيئاً في ترسانته العسكرية إلا واستخدمه ضد هذا الشعب الأبي، ودمر مدينة كبرى من مدنه وبلغ الضحايا عشرات الألوف، وظن أنه لن تقوم لهذا الشعب نهضة أخرى لاسترداد عزته وكرامته، وخاب فأله فها هو هذا الشعب المجاهد ينتفض مرة أخرى في ثورة عربية سلمية أولاً للمطالبة بتنحي رأس النظام عن الحكم، مع تنحية كل من حكموا معه وتلوثت أيديهم بدماء هذا الشعب البريء، وانتهج الابن أسلوب الأب، متوهماً أنه بذلك سيسطر على هذا الشعب المجاهد، ويقمع هذه الثورة العارمة على استبداده ومظالمه التي بلغت حداً لم يبلغه نيرون في زمانه، هدم المدن وأحرقها، وضحاياه كل يوم يتزايدون، فهو جهل بتاريخ شعبه جهلاً ذريعاً أدى به إلى التمادي في هذه الجرائم البشعة والتي تأتي حتماً بنهاية بشعة له عما قريب، وسيأخذ من الموضع الذي يأمنه، ولن ينفعه مواقف تأتي في صفه من الروس أو الصين أو إيران، فما أن يبدأ الانهيار السريع المقبل لا أقول بعد أسابيع بل علها أياماً قليلة، وأول المتخلين عنه المؤازرون له اليوم فما سبق لهم أن قادوا حرباً نيابة عمن يناصرونهم من مستبدي الحكام ولعله يدرك هذا قبل فوات الأوان ويرحل عن سوريا فيحفظ حياته.

=================

الشعب يحكم سوريا

رضا محمد لاري

الإثنين 01/10/2012

المدينة

تدور في داخل سوريا حرب أهلية بين نظام الحكم في دمشق بزعامة بشار الأسد وبين الشعب السوري الذي يطالب بحقوقه المشروعة والذي يطالب بتحتمية إسقاط نظام الحكم القائم في دمشق بعد أن فقد شرعيته لعدوانه على الإنسان السوري دون تفرقة بين رجل وامرأة وشيخ كبّارة وطفل صغير.

يقف مع الشعب السوري كل شعوب الأرض مؤيدة له في كفاحه ونضاله وثورته على النظام القائم في دمشق الذي يجد التأييد من إيران ومن حزب الله من خلال الدعم العسكري الذي يرسلانه إلى دمشق، بجانب الدعم السياسي العلني من روسيا والصين في المحافل الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة وتلويح كل من موسكو وبكين باستخدام «الفيتو» حق الاعتراض في مجلس الأمن.

الموقف الإسرائيلي يدعم نظام حكم بشار الأسد القائم في العاصمة السورية دمشق ويفسر هذا الموقف الذي تتخذه إسرائيل أن نظام هذا الحكم يُحقِّق لها الاطمئنان، لأنه يوفر الأمان والاستقرار في داخل إسرائيل، وقد أعلنت تل ابيب في أكثر من مناسبة بأنها على استعداد أن تمد النظام السوري القائم في دمشق بالدعم الخفي غير المعلن حتى يظل في السلطة والحكم لما فيه من مصلحة كبرى لإسرائيل واستقرارها الاقتصادي وتوازنها السياسي.

يدلل على هذه الحقيقة أنه لو استخدمت الحكومة السورية القائمة في دمشق بزعامة بشار الأسد ضرب مرتفعات الجولان بالشكل المكثف الذي ضربت به المدن والقرى والإنسان السوري لاضطرت إسرائيل تحت هذا الضرب على مرتفعات الجولان أن تنسحب من تلك الأراضي السورية المحتلة، غير أن الذي يمنع ذلك الصلة الحميمية بين نظام الحكم السوري في دمشق وبين قوات الاحتلال الإسرائيلية في مرتفعات الجولان السورية وقيام حركة اتصالات منظمة بينهما يتم من خلالها انتقال رجال نظام الحكم السوري إلى مرتفعات الجولان والاتصال بقوات الاحتلال الإسرائيلية التي بدورها تقوم هي الأخرى بالانتقال إلى دمشق قبل الحرب الأهلية في سوريا كانت بصفة سرية أما بعد اندلاع الحرب أصبحت تتم بصورة علنية جهاراً نهاراً، وهناك من يقول بأن جند الاحتلال في الجولان يحاربون الشعب السوري فوق الأرض السورية ويستدلّون على ذلك بسقوط قتلى منهم فوق الأرض السورية كما أن مرتفعات الجولان تُمثِّل مخابئ لرجال من جند السلطة الحاكمة في دمشق في حالات اضطرارية كثيرة. يثبت هذه الحقيقة الواقع القائم في مرتفعات الجولان المحتلة، والقتلى اليهود على الأرض السورية من جند الاحتلال في الجولان.

إن إسرائيل أخبرت الولايات المتحدة الأمريكية بأنها ترتاح لوجود نظام بشار الأسد في دمشق، وتطلب من واشنطن تحقيق ذلك لإسرائيل التي استجابت بسبب «اللوبي» الدهلزة الصهيونية التي تحكم الحياة في أمريكا، خصوصاً هذا العام الذي يتم فيه انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر.

هذه الحقيقة المستندة على أولوية وأفضلية إسرائيل عند أمريكا بالنسبة للشرق الأوسط فرض موقفين متناقضين لواشنطن أحدهما علني يطالب بإسقاط بشار الأسد من سدة السلطة والحكم، وثانيهما خفي يطالب بإبقاء بشار الأسد في سدة السلطة والحكم وبدأت واشنطن تستفيد من موقف موسكو وموقف بكين اللذين يؤيدان إبقاء بشار الأسد حاكماً لسوريا، وليس من المستبعد في مستقبل الأيام أن تفضح روسيا والصين الولايات المتحدة الأمريكية بالإعلان عن الوثائق الدائرة الآن بين الثلاثة الدول الكبرى.

من حسن حظ الولايات المتحدة الأمريكية أنها لن تضطر إلى استخدام «الفيتو» حق الاعتراض لأن روسيا والصين تتكفل بحكم موقفهما باستخدام «الفيتو» حق الاعتراض في مجلس الأمن للإبقاء على بشار الأسد على سدة السلطة والحكم في دمشق.

أريد أن أقول: إن هناك حقيقة ثابتة بأن الإبقاء على بشار الأسد في الحكم لا يلغي حقيقة قائمة اليوم في سوريا أنها انشطرت إلى حكومة غير وطنية يتزعمها بشار الأسد تحكم، وشعب معارض ومكافح يواصل نضاله من مواطن القوة ليفرض إرادته على أرض سوريا.

 

=================

وقف المذبحة في سوريا

الراية القطرية

التاريخ: 01 أكتوبر 2012

تشكل دعوة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، التي جاءت خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء الماضي للتدخل العربي في سوريا لوقف نزيف الدم السوري المتواصل هناك مخرجاً حقيقياً للأزمة التي تفاقمت كثيراً بسبب إصرار النظام السوري على مواجهة شعبه بالعنف والقتل والتدمير كرد على مطالبه بالحرية والديمقراطية والتغيير.

إن الارتفاع غير المسبوق في أعداد الضحايا والمشردين والمعتقلين الذي شهدته المدن والبلدات السورية مؤخراً

وفشل مجلس الأمن الدولي في التوصل إلى قرار حازم لوقف أعمال العنف والقتل التي تجري في سوريا يجعل من دعوة سمو الأمير الحل الوحيد والمتاح حالياً لوقف المذبحة في سوريا ومنع انتقال تأثيراتها إلى دول الجوار الأمر الذي بات يهدد الأمن الإقليمي في المنطقة.

إن تصريحات المستشار السياسي للرئيس المصري محمد مرسي والتي كشف فيها "أن مصر تدرس المقترح القطري بشأن التدخل العسكري العربي في سوريا لإنهاء الأزمة الراهنة، وستجري اتصالات مع الدوحة وأنقرة قريباً حول هذا المقترح يؤكد أن قادة دول المنطقة قد وصلوا إلى قناعة أن لا سبيل إلى وقف حمام الدم في سوريا سوى الحل القطري بعد انسداد الأفق السياسي تماماً ورفض النظام المتواصل لوقف العنف وإطلاق النار، واستمراره في استخدام الطائرات والأسلحة الثقيلة ولجوئه مؤخراً إلى الإعدامات الميدانية بصورة كبيرة لإخماد الثورة السورية.

تواصل المعارك وانسداد الأفق السياسي بسبب انقسامات المجتمع الدولي التي يدفع الشعب السوري ثمنها سيدفع بلا شك العديد من القوى الدولية المؤثرة إلى دعم المقترح القطري الوحيد الذي يقدم تصوراً حقيقياً لوقف المأساة في سوريا.

إن دعوة سمو الأمير المفدى، للتدخل السياسي والعسكري العربي لحماية الشعب السوري من المذبحة التي يتعرض لها تأتي انطلاقاً من واجب الدول العربية القومي والإنساني في القيام بما يفرض ويكفل وقف نزيف الدم السوري وقتل الأبرياء وتشريدهم وضمان الانتقال السلمي للسلطة في سوريا.

لقد بيّن معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن المقترح القطري الذي يلقى دعماً وتجاوباً من الدول العربية يهدف إلى وقف سفك الدماء والحيلولة دون دمار مقدرات الشعب السوري، موضحاً أن القوات العربية التي ستذهب إلى سوريا ليست ذاهبة للحرب ولكن لوقف ما يجري هناك بحيث تكون هذه القوات قوات لحفظ الأمن إلى أن يحدد الشعب السوري اختياره.

الشعب السوري الذي يتعرض لأبشع جرائم القتل والترويع منذ أكثر من تسعة عشر شهراً على يد النظام ينتظر من أشقائه تدخلاً فعلياً وحقيقياً يوقف نزيف الدم المتواصل ويجبر النظام على وقف المذبحة التي يتعرض لها أمام سمع العالم وبصره.

=================

ثلاثة متطلبات ملحة أمام المعارضة السورية

الرباعية الإقليمية أكثر جدية مما أوحته!

روزانا بومنصف

2012-10-01

النهار

ينقل مسؤولون لبنانيون عن معنيين دوليين بالوضع السوري وتطوراته وجود ستاتيكو مرشح للاستمرار في سوريا لبعض الوقت بين نظام يخاف المستقبل ويتلقى دعما ايرانيا كبيرا من دون امتلاكه القدرة على حسم الوضع لمصلحته، وثوار يمتلكون في المقابل عزيمة كبرى للمتابعة وعدم العودة الى الوراء، في ظل تقاعس دولي عن المساعدة العملانية من اجل اطاحة النظام في ما قد يبدو ترجمة لقرار ما في غياب التوافق الدولي عن مرحلة ما بعد الرئيس السوري بشار الاسد. والمماطلة المقصودة بذريعة عدم التوافق على المرحلة المقبلة، ثمة من يحاول ان يشغلها بالاعداد لخطة او لافكار يعمل عليها الممثل الخاص الى سوريا الاخضر الابرهيمي وافرقاء كثر آخرون. اذ ينقل هؤلاء ان الرباعية الاقليمية التي تضم الى مصر كل من تركيا وايران والمملكة السعودية هي مسألة اكثر جدية مما اخذت به حتى الآن لدى المتابعين الاقليميين والخارجيين، وخصوصا انها بدت لغالبية هؤلاء خطوة يمكن ان تخدم مصر والحكم الجديد فيها من خلال استعادة دور اقليمي ما، كما يمكن ان تخدم ايران من خلال اشراكها في الرباعية على انها مكون مؤثر في الاحداث السورية، الامر الذي اعترضت عليه الدول الغربية وحالت دون مشاركة ايران في اجتماعات العمل حول سوريا في جنيف اواخر حزيران الماضي. وبحسب هؤلاء، فان الرباعية قائمة ولم تنسحب منها المملكة السعودية وفق ما سرى بعد تغيب ممثل المملكة عن الاجتماع الاخير الذي عقد في القاهرة، وهي تشكل اطارا يتم الاعداد له لمرحلة لاحقة من اجل التأثير، متى حان الوقت، على كل من النظام بالنسبة الى ايران باعتبارها داعمة له، وعلى المعارضة بالنسبة الى كل من تركيا ومصر والمملكة السعودية.

ويقول هؤلاء ان الشغل الشاغل ينصب على محاولة توفير ثلاثة متطلبات اساسية من المعارضة السورية في المرحلة المقبلة، اولا على طريق اعداد نفسها وفق ما يلزم، وثانيا في انتظار توافر الظروف التي تسمح ببت المرحلة الانتقالية او الوصول اليها، وهو امر قد يستغرق بعض الوقت، ولاشهر ربما، ولكن قطعا ليس لسنوات على غرار ما حصل بالنسبة الى الحرب في لبنان التي تركت على غاربها لسنوات وفق ما بدأ البعض يتشاءم في هذا الاطار. اذ يجمع اكثر من طرف معني في هذا الاطار على ان المجتمع الدولي، ايا تكن مصالحه واهدافه، لا يستطيع ان يحمل على عاتقه سقوط ما يزيد على مئة قتيل يوميا في سوريا على اقل تعديل، باعتبار ان عدد القتلى يزداد احيانا على نحو محرج ولا يمكن القبول به. اما المتطلبات التي يعمل على اساسها مع المعارضة فتكمن في الآتي: احدها او ابرزها هو محاولة توجيه رسائل واضحة كليا الى الطائفة العلوية من خلال تقديم الضمانات الكافية لها من اجل المستقبل وليس فقط من اجل الابتعاد عن النظام، اذ ان ثمة ثغرا كبيرة في الاداء المتعلق بمد اليد الى هذه الطائفة وطمأنتها الى المستقبل. والامر الثاني يتصل بالسعي الى تكوين موقف واحد ممن يعتبرون مسؤولين في النظام او لديه عن جرائم الحرب التي ارتكبت او ترتكب حتى الآن. اذ ان الكلام على ملاحقة هؤلاء ومحاكمتهم من دون تحديد من المقصود بذلك قد يعني احالة مئات الالوف الى المحاكمة، وهو امر متعذر، اولا، فضلا عن انه يبقي هؤلاء متمسكين بالنظام باعتبار ان مصيرهم بات مرتبطا بمصيره. ويتعين تاليا على المعارضة ان تحدد معيارا من اجل ملاحقة مرتكبي الجرائم او المسؤولين عنها من اجل مساعدة نفسها في المرحلة المقبلة. وهذان الاعتباران يمسان من جهة مؤسسة الجيش في ظل حرص على ابقائها متماسكة قدر الامكان، على رغم خضوعها لاوامر النظام راهنا، ومن جهة اخرى كبار الضباط العلويين الذين يرغبون في ضمانات بعدم التعرض لهم او محاكمتهم لاحقا.

 اما الاعتبار الاخير الذي لا يقل اهمية فيتصل بضرورة سعي الجيش السوري والحر والمعارضة السورية ككل الى تنظيم وضعها على الارض ولملمة كل الفصائل ما استطاعت الى ذلك سبيلا، من اجل اقفال الباب امام محاولة المتطرفين من التنظيمات الموصوفة بالارهابية النفاذ الى صفوفها او محاولة توظيف الثورة السورية من اجل غايات واهداف لا علاقة لها بسوريا اصلا. وهذا الامر يكتسب اهمية كبرى، ولعله ما بدأ تنفيذه او السعي الى تنفيذه من خلال انتقال قيادة الجيش السوري الحر من تركيا الى داخل الاراضي السورية من اجل ان تكون قيادته على تماس مع ما يجري على الارض وتنظيم حركة الثوار قدر المستطاع. وتقول معلومات متصلة إن المساعي التي تجرى على هذا الصعيد تستهدف بعض الدول العربية الداعمة للثوار، بحيث لا تقع الاسلحة او المساعدات التي تقدم للثوار في ايد خاطئة تسيء الى الثوار وتعرض مستقبل سوريا للخطر.  واذا كان هذا الامر واضحا بالنسبة الى عمل الدول المؤثرة على المعارضة، فان ذلك لا يبدو واضحا لجهة الدور الايجابي الذي يمكن ان تؤديه طهران في تأثيرها على النظام، خصوصا انها من يمده بالاوكسيجين الضروري لاستمراره، وباتت توازي مصيره باستهدافها بالذات.

=================

قطر تقترح "تدخُّلاً" في سوريا... فَشِل في لبنان!

سركيس نعوم

2012-10-01

النهار

أواخر عام 1975 استضافت العاصمة السعودية الرياض قمة عربية مصغرة لدرس سبل وقف الحرب في لبنان كانت بدأت قبل اشهر. وأوائل عام 1976 عقدت في العاصمة المصرية القاهرة قمة عربية موسعة لدرس اقتراحات القمة المصغرة لوقف تلك الحرب. وفي نهايتها صدر قرار بارسال "قوة ردع عربية" الى لبنان من 20 الف جندي. وكانت غالبية هذه القوة سورية لأن مصر امتنعت عن الاشتراك فيها، ولأن مشاركة الدول العربية الأخرى كانت رمزية ولم تستمر طويلاً. وقد "ربّحت" سوريا في حينه الدول العربية "جميلاً" بقبولها هذه المهمة الصعبة، علماً أن المعلومات التي توافرت لاحقاً اشارت الى ان القيادة السورية "اشتغلت" باللبنانيين على تنوعهم الطائفي والمذهبي، وبالفلسطينيين اللاجئين الى لبنان قبل نشوب الحرب وبعده رغم تناقضاتهم بغية تحقيق استراتيجيتها وهي السيطرة على لبنان وفلسطينييه والتحول رقما عربيا يستحيل تجاوزه في اثناء البحث عن حلول لأزمة الشرق الأوسط ولبّها قضية فلسطين.

هل أوقفت "قوة الردع العربية" الحرب في لبنان؟

طبعاً لا. وعلى العكس من ذلك فقد اججتها وورّطت فيها دولاً إقليمية وكبرى منها الاتحاد السوفياتي الذي رفض في حينه دخول جيش سوريا الى لبنان. وادى ذلك الى تقسيمه، واشعل حروباً داخل الطوائف والمذاهب، وبين بعضها والفلسطينيين. كما أشعل حروباً بين الفلسطينيين أنفسهم. في اختصار اطال التدخل العسكري العربي في لبنان حربه اذ دامت قرابة 15 سنة. وهي لم تنته عام 1990 الا بعد تحرك عربي شامل نجح في جمع اللبنانيين المتحاربين في الطائف السعودية حيث اتفقوا على ميثاق وطني جديد تُرجم دستوراً لاحقاً. لكن النجاح ارتبط بموافقة العرب على دور أساسي وحيد لسوريا في لبنان. وكان ذلك أحد ابرز شروط الرئيس السوري آنذاك إذ استمر متمسكاً باستراتيجيته ومُصرّا على تحقيق اهدافه. وما حصل بعد ذلك معروف. وقفت الحرب العسكرية، لكن الحرب السياسية استمرت لأن سوريا لم تشأ مساعدة اللبنانيين على تنفيذ اتفاق الطائف، بل على بناء دولة انهاء الحرب، وذلك كي تبقي وجودها السياسي والعسكري على أرضهم حاجة دائمة لهم. علماً ان سياسة سوريا الأسد في لبنان بعد الحرب العسكرية أسست لحروب فيه بدأنا نرى ملامحها المذهبية والاسلامية اليوم. فضلاً عن انها ارست أسس نظام لبناني ديموقراطي شكلاً، وديكتاتوري وأمني وقمعي وفاسد وطائفي ومذهبي فعلاً، رؤوسه لبنانية لكن ادارته الفعلية سورية.

وغني عن القول ان اميركا كانت، في معظم هذه المرحلة التي انتهت رسمياً في 6 نيسان 2005 او قبل ذلك بأشهر، مع سوريا الأسد ودورها "البناء" في لبنان.

لماذا إثارة هذا الموضوع اليوم؟

لأن أمير قطر، الذي له أياد بيض على لبنان وخصوصاً بعد حرب اسرائيل عليه في تموز 2006، اقترح اخيرا ومن الأمم المتحدة "تكرار الحل العسكري العربي في لبنان" في سوريا التي تشهد ثورة حولَّها قمع الأسد حرباً أهلية – مذهبية. ولأننا حرصاء على سوريا وعلى دماء شعبها وواثقون ان تكرار "الخطأ" فيها سيكون مدمراً لها وخصوصاً في ظل بعض التشابه بين تركيبتها الشعبية والتركيبة اللبنانية خلافاً لما يظنه متعصبون لنظام الأسد. ونحن نخشى على قطر الطامحة إلى دور كبير جداً بل الممارسة له من الخطأ الفادح. فالعرب ومعهم العالم "برأوا ذمتهم" عام 1976 بالنسبة الى لبنان رغم علمهم بأن مبادرتهم فاشلة. فهل يريد أمير قطر تكرار التجربة اليوم في سوريا؟ هذا فضلاً عن أن تنفيذ اقتراح الامير حمد بن خليفة آل ثاني ليس سهلاً. فمصر ليست قادرة على اداء دور سوريا أيام حافظ الأسد. علما انها لم تؤده عام 1976.

والسعودية أساساً، رغم حجمها الأكبر من  قطر، لا تستطيع اداء الدور نفسه. ولا أحد في الدول العربية الاخرى قادر على ذلك. أما تركيا وايران الاسلامية فقادرتان، وربما راغبتان، لكنهما جزء من المشكلة في سوريا، ولكل منهما طموحات اقليمية كبيرة، وهما تستطيعان أن تصبحا جزءاً من الحل، شرط ان يتفق عليه شعبها وبقية الدول العربية والمجتمع الدولي. ذلك ان العرب والعالم لا يحتاجان الى تحوّل الدولتين الاقليميتين الكبيرتين طرفين مباشرين في الصراع العسكري داخل سوريا. فهل من يُطلع امير قطر على حقيقة تجربة لبنان منذ الـ75 بل منذ 69 – 70 حتى الـ2005؟

=================

الملف الأسود للنظام السوري!

رجا طلب

الراي الاردنية

1-10-2012

مع نشر هذا المقال من المفترض ان تكون قناة العربية قد بدأت ببث الوثائق السرية الخطيرة للنظام السوري والتى تكشف دوره التخريبي في المنطقة وتحديدا زعزعة الامن والاستقرار في الاردن ولبنان وغيرهما من الدول العربية ، وبتقديرى رغم القيمة الكبيرة التى ستتضمنها تلك الوثائق من الناحية الاخبارية والامنية والسياسية الا انها لن تكون عامل السبق في الكشف عن هذا الدور، فالمهتمون والمتابعون ودوائر صنع القرار في المنطقة وحتى في العالم يعرفون هذا الدور جيدا والكثير منهم رصد امكانيات كبيرة امنيا وبوليسيا وسياسيا اما لمواجهته او احتوائه او التعامل معه بصورة او اخرى .

فالدور السوري التخريبي في لبنان بدأ مبكرا منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي واختلط فيه العسكري بالامني بالسياسي حتى توج تماما في منتصف الثمانينات بالسيطرة الكاملة على قرار الدولة اللبنانية وتحديدا في موضوعة انتخاب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء حيث كانت دمشق حتى عام 2008 هي صاحبة القرار الحاسم والفعلي في تحديد اسم الرئيس واسم رئيس الوزراء وخلال هذه السنوات كانت دمشق تعمل بالخطين الامني والعسكري وبصورة متوازية من اجل الخلاص من اي قوى او شخصيات تعيق قرار السيطرة الكامل على الدولة اللبنانية التى استباحتها بالكامل حتى بعد اتفاق الطائف 1989 .

في الطريق الطويل للغزو السوري للبنان كانت هناك محطات مفصلية استثمر فيها النظام « الدم « كوسيلة حاسمة في بسط النفوذ منها اغتيال زعيم الحركة الوطنية اللبنانية التى كانت متحالفة مع المقاومة الفلسطينية كمال جنبلاط ، وابادة مخيم تل الزعتر في المنطقة الشرقية من بيروت عام 1976 ، والحياد المخزي للجيش السوري الذي كان موجودا في لبنان في معركة اجتياح لبنان من قبل الجيش الاسرائيلي واخراج قوات منظمة التحرير منها عام 1982 ، ومن المحطات المهمة والتى جاءت بنتائج عكسية تماما لما كانت تخطط له دمشق ، كانت محطة اغتيال رفيق الحريري في 14 فبراير 2005 .

في التآمر على الاردن نجد ان الموضوع شائك اكثر ومغلف في الاساس بالتناقض السياسي الكبير بين النظام في الاردن وطبيعة بنيته والنظام في سوريا المبني في البدايات على عقيدة سياسية لا تؤمن بسيادة الدولة القطرية وتبيح التدخل فيها بهدف الهيمنة وجرها الى التبعية ولكنها تغطى هذا الهدف الخطير بشعار الوحدة والامة الواحدة وغيرها من الشعارات التى اثبت الواقع عدم مصداقيتها وعدم واقعيتها .

منذ الخمسينات من القرن الماضي والنظام السوري بشخوصه المختلفة لا ينظر للاردن الا بعين الاستهداف والرغبة بتبعيته له ، وفي المعلومات والوثائق كان النظام في سوريا هو من يقف وراء اغتيال الشهيد هزاع المجالي عام 1960 ، وساهم بشكل كبير في زعزعة استقرار المملكة من خلال بعض الفصائل التابعة له في ايلول من عام 1970 واستمر في فترة الثمانينات يشكل تحديا امنيا للمملكة من خلال رغبته في تحويل الاردن مرة اخرى لساحة مواجهة وحيدة مع اسرائيل .

وفي القمة العربية الاولى في عام 1996 بعد تحرير الكويت ، كان رئيس الوزراء وقتذاك عبد الكريم الكباريتي قد حمل للقمة ملفا اسماه « الملف الاسود للنظام السوري « يفضح فيه طبيعة التدخلات السورية في الشان الاردني كخطوة لكبح جماح « العنجهية السياسية « للنظام بعد مزايداته السياسية على الاردن ومنظمة التحرير بعد اتفاقي اوسلو واتفاق السلام الاسرائيلي – الاردني .

اعتقد ان برنامج « العربية « سوف يمدنا بمزيد من المعلومات التى ستعزز لنا القناعة بان هذا النظام لم يكن يوما من الايام يعمل لصالح الامة العربية التى جعل منها شعارا براقا على مدى اكثر من ثلاثة عقود .

=================

رائعة لكنها مستحيلة!

صالح القلاب

الراي الاردنية

1-10-2012

فكرة إرسال قوات عربية الى سوريا ،إن للرَّدع وإن لفك الإشتباك، لاشك في أنها رائعة وتقف وراءها نوايا طيبة لكن المشكلة تكمن في كيفية وفي إمكانية تطبيقها في ضوء هذا الواقع العربي ،المُبعثر والذي يفتقر الى عمودٍ فقري والى رافعة قومية والى دولة قائدة ورائدة إن هي أوْمأت برأسها فإن الآخرين يوافقون، وفي ضوء كل هذه التعقيدات الدولية والإقليمية التي طرأت على هذه الأزمة فجعلتها غير قابلة لأي حلٍّ إلاّ بالقوة العسكرية.

حتى بعد موافقة الرئيس المصري محمد مرسي «المبدئية» على الإقتراح القطري فإن المشكلة تكمن في أن أوضاع مصر اليوم هي على غير ما كانت عليه في ستينات القرن الماضي عندما قاد جمال عبد الناصر تكتلاً عربياً ،تحت راية الجامعة العربية، حمى الكويت من «زعرنات» عبد الكريم قاسم وتهديداته وما كان من الممكن أن يحصل ما حصل لاحقاً عندما قام صدام حسين بتلك الخطوة الرعناء التي أدخلت الوضع العربي والإقليمي بما ترتب عليها من استحقاقات خطيرة لا تزال نتائجها مستمرة حتى الآن.

ثم وإذا كان التفكير في عمل عسكري عربي بالنسبة للأزمة السورية يستند الى تجربة سابقة هي تجربة إرسال قوات ردع عربية الى لبنان فإنه لابد من التذكير بأنه لا يوجد أي وجه شبهٍ على الإطلاق بين هذه الحالة وتلك الحالة حيث كان العرب والسوفيات والغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة وقبل هؤلاء جميعاً إسرائيل متفقين سلفاً ،ولكل منهم حساباته الخاصة، على إعطاء تلك المهمة للجيش السوري الذي بالنتيجة استفرد باحتلال هذا البلد لأكثر من عشرين عاماً وحيث تولَّى حافظ الأسد باتفاق غير معلن مع الإسرائيليين إنهاء الوجود الفلسطيني المسلح والسياسي على الأراضي اللبنانية.

إنها فكرة رائعة فعلاً ولكن المشكلة تكمن في تطبيقها فالمستبعد بداية أن يكون هناك إجماع عربي على هذه الفكرة بغض النظر عن المقصود بها ثم ومن غير المستبعد أيضاً ،إذا كان الهدف هو «الرَّدع»، ألاّ تنشب حربٌ إقليمية وعلى الفور فإيران التي تضع كل بيضها في السلة السورية لا يمكن ان تسكت على هكذا تطور وعلى هكذا خطورة وهذا ما ستفعله إسرائيل أيضاً وما سيفعله الروس وما ستفعله الألوان الطائفية في العراق وما قد لا يقبل به الأتراك ولا يشجعه لا الغرب الأوروبي ولا الولايات المتحدة الأميركية.

وكذلك وعلى إفتراض ضمان موافقة كل هذه الدول الآنفة الذكر ،وهو افتراض غير واقعي بل مستحيل وغير ممكن، فإن المشكلة أيضاً ،وهي مشكلة كأداء وعسيرة، هي من أي جبهة ستدخل هذه القوات العربية يا ترى فالجبهة العراقية مغلقة والجبهة اللبنانية مستحيلة والجبهة الأردنية يحتاج فتحها الى معادلة لا تزال غير مطروحة وغير متوفرة والإنزال الجوي غير ممكن والأتراك لا يمكن أن يوافقوا على ان تكون أراضيهم ممراً لقوات «أجنبية» ،لا هي في إطار حلف شمالي الأطلسي ولا هي بمهمة من قبل الأمم المتحدة، لإحتلال دولة مجاورة... وهكذا فإن هذه الفكرة قد تكون رائعة وجميلة لكن إمكانية تطبيقها فعلياً أبعد من الأرض عن السماء.

ويبقى أنه إذا كان المقصود هو ان تكون هذه القوات العربية المقترحة قوات فصل لتطبيق حلٍّ تمّ الإتفاق عليه عربياً ودولياً فإن الإشكال هنا هو :ما طبيعة هذا الحل الذي بُني على أساسه هذا الإقتراح يا ترى.. هل هو حل ترحيل بشار الأسد ومغادرته بالقوة.. أم الحل المترتب على تفاهم بين هذا النظام والمعارضة المسلحة..؟! والحقيقة أنَّ هذا لايمكن توقعه إطلاقاً ما لم تتغير موازين القوى جذرياً وما لم يصبح مثل هذا الحل مخرجاً للرئيس السوري ولعائلته ولأركان نظامه لتجنب مصير كمصير معمر القذافي وكمصير حسني مبارك على أقل تقدير!!

=================

حفلة سورية تنكرية عمرها أربعون سنة!

الحرباء و الإخطبوط ودب الباندا:

أحمد عمر

2012-09-30

القدس العربي

فوجئت مفاجأة اسرافيلية صاعقة عند ظفري بصيد إعلامي تلفزيوني لسينارست سوري معروف بتأليف المسلسلات الشامية ' التأصيلية' التي توصف من 'التانيين' بالرجعية - على فضائية سورية! ولا فرق بين إعلام رسمي أو خاص، فالخاص أكثر ولاء و'تعبدا' عادة من الرسمي! وتلك لعمري المهدور- من عجائب الدنيا.

استطرد الرجل وهو يتحدث عن فعله الأول عند الاستيقاظ ألا وهو التأمل في لوحة تحمل أسماء الله الحسنى معلقة في غرفة النوم! قرصت نفسي، فهذا كفر وتجديف تقدمي غير معهود على الفضائيات السورية العلمانية في الداخل، الإسلامية في جنوب لبنان! فقد وقر في نفسي - الخاطئة المذنبة - أنّ سوريا خالية إلا من المثقفين المقاومين والممانعين لكل ما هو 'غيبي أو 'رجعي'! المثقف الإسلامي الوحيد - وهو عضو مجلس شعب وإعلامي معروف منشق حاليا ، الذي كان يدبج مقالات 'إسلامية' في الصفحة الأخيرة من صحيفة الثورة كان يتحدث عن الرسول 'الكريم' مثل الخواجات المستشرقين! ثم ما لبثت مفاجأتي أن خفت عندما أفشى لنا المؤلف -عرضا - سرّ تعلقه بالأسماء الحسنى فقد رزق مولودا بعد عشر سنوات من الأدعية والنذور؟!

كانت الساحة الثقافية (مرئية أو مقروءة) ممنوعة من كل أنواع الثقافة لكني لم اعثر على مثقف إسلامي سوري، فمصر ولبنان وجنوب إفريقيا وجزر القمر- تمور بكل أنواع الثقافة والمعتقدات حتى البهائية والاحمدية! مؤخرا حظيتُ في ميادين الفيس بوك بمثقفين سوريين طفقوا يهمسون برغوات ما يجول في الطبقات التحتية من خواطرهم بالرغم من 'التقية' الشيعية التي صارت سنية في العقود الثلاثة أخيرا، فالشرخ الجيولوجي المصاحب للثورة كبير وبات على المثقفين اختيار 'احد النجدين' فللحراك أو' الأزمة السورية' كما توصف رسميا وكأنها حادث طبيعي - مطالب محقة يا - حبة عيني - مثل نور الكهرباء وقطرة الماء ورغيف الذل وأغنية 'ما بو بالزرع شميل' .. ثم يرمي 'الشميل' الوحيد في الزرع بورقة الجوكر في وجوهنا مطرنبا: أمريكا مع الثورة، وهي الشيطان الأكبر، إذاً هي مؤامرة!

ثمة مثقفون سوريون (موهوبون طبعا، وموهوبون اصطلاح غيبي لدني، الأصح بعثيا، أن يقال نخبة أو عباقرة) بدليل الكتب المطبوعة و المناصب المرفوعة والإقامة في الفضاء (أسفار بطوطية أو ظهورات فضائية) ؛ يدركون حقيقة الواقع السياسي الدكتاتوري بالرغم من عيشهم الامتيازي في الفردوس الأرضي فباتوا يساومون ويطالبون في صفحاتهم على الفيس بوك بالمساواة بين إلغاء البند الثامن من الدستور وبين إلغاء وزارة الأوقاف؟ الخلط و'التجديف' الأول في هذه المقارنة أنها تأتي من 'يساريين' واليسار كان قناعا ممتازا للثورية وليس عقيدة فكرية. الخلط الثاني في المساومة هي المساواة بين الأوقاف والبعث فتلك قسمة ضيزى، الثالث أن وزارة الأوقاف ليس لها مليونان من الأعضاء ثم أنها 'مملوكة' ومخطوفة من حزب البعث.. المخطوف بدوره!

هناك نوع أخر اضطر إلى التحول إلى نوع من الثورة الرومانسية اسميهم مؤقتا 'مثقفو سقف العالم ' فقد تحولوا إلى قديسين وشعراء ونساك يطالبون بالحوار من علٍ. و للعلم؛ الحوار هو بين المتكافئين المختلفين، والتقاضي هو بين المتخاصمين والتفاوض هو بين الأعداء . ويبدي مثقفو 'لاسا' - عاصمة التيبيت - تعاليهم على الغضب الحاد في مزاج المثقفين الثوريين ويستشهدون بأقوال أفلاطون و الماما تيريزا والمهاتما غاندي والدلاي لاما ، ويعرضون وجوها للحقيقة كثيرة (منها مثلا اقتلاع أظافر الأطفال لصناعة التوازن الاستراتيجي الأبدي)!

المثقف الساحر الرومانسي الشاعر الذي يملأ صفحته بالأقوال المأثورة، و أشعار بن عربي أو مثقف الهجرة والنفي أو بالأحرى المثقف السائح أو العايش في 'البرج العاجي' هو الذي يملأ صفحته بالأقوال والحكم النبوية والصور الجميلة المبدعة الساحرة التي تبهر الألباب فغرضه صرف الحديث الجميل والجمال ، أو السلام أو إذا كان لابد من الحديث عن الصراع فهو خارجي وعالمي ستتعدد فيه الأقطاب - مع إغفال فضل الحركة التصحيحية - وربما الفوضى الخلاقة. مثقف السكوت الذي هو من ذهب هو في الجهة الأخرى مثقف السكوت عن الحق، لأن السكوت إن يكن عن تقوى فهو عن تقية وهو سكوت من رصاص وقصدير .

الجندي المجهول الثوري المتواري والمختبئ، المثقف الذي يكتب بالاسم المستعار، مثقف المقاومة والممانعة الذي يريد حلب الثور ... الذي دعاني إلى كتابة هذه السطور مثقف 'بق بحصة' وهو ينعى على مثقفة سورية خيانتها لطائفتها! تعدد الاقطاب في المشهد الثقافي السوري كما العالمي - قادم، وموعد خلع الأقنعة الحديدية في المسرحية التنكرية التي طالت نصف قرن و التي شوهت الوجوه والهويات .. قريب.

 

=================

مهمة الإبراهيمي ولعبة الأمم في سوريا

شمسان عبد الله المناعي

الشرق الاوسط

1-10-2012

ما جاءت مهمة الإبراهيمي لتحل الأزمة السورية، ولكن لكي تدير لعبة الأمم بين المحورين المتصارعين اللذين تقودهما أميركا وروسيا حول الأزمة السورية، فالجميع يعلم أن النظام السوري زائل لا محالة، ولكن السؤال هو كيف يتم التوافق بين المحورين على إزالة النظام بشكل يحفظ ماء وجه المحور الداعم للنظام السوري، وما هو الثمن الذي يتم دفعه لمحور روسيا وإيران لحل الأزمة في مرحلة ما بعد الأسد. النظام السوري هو الآن كالمريض في غرفة الإنعاش وقد مات سريريا والكل يرغب أن تتم الوفاة بالفعل وبعدها تتم إدارة الأزمة، ولكن كيف تدار الأزمة بعد ذلك؟ كيف يتقاسم الورثة التركة؟ وإذا ما تم ذلك فالمهمة تصبح يسيرة، ويتقاسم المحوران التركة في ظل حل يرضى عنه الجميع، ولكن ذلك لم ولن يتم؛ لأن المرحلة التي دخلتها الثورة السورية قد تجاوزت هذا الحل.

إيران وروسيا تريدان أن تطول الأزمة ولذا كانتا أول من أيد مهمة الإبراهيمي حتى تطول اللعبة ولعل تغييرا يحدث في الأفق يخدم مصالحهما. ومن هنا نقول، إن الصراع الدولي في سوريا أو في أي منطقة في العالم، هو صراع لمصالح الدول الكبرى وليس لمصالح الشعوب منذ أن قامت الأمم المتحدة ومجلس الأمن وإلى يومنا الحاضر. المبدأ هو نفسه الذي يسير السياسة الدولية، وهو أن سلطة القرار في العالم تقوم على المصالح وهي التي تحكم وليس المبادئ والقيم الإنسانية، والشعوب المغلوبة على أمرها هي ضحية هذه الصراعات، وما أشبه القضية السورية بالقضية الفلسطينية وإن اختلفت الظروف ولذا فالمنطق يقول، إن على الشعب السوري أن يحزم أمره ويصعد الثورة وأن إزالة النظام لن تأتي إلا بالقوة. وبالمقابل إن الحديث عن الحلول السلمية والسياسية هي مسكنات ليس إلا، وكلما زاد عدد المبعوثين الدوليين أعلم أن الصراع لعبة أمم لا أخلاق فيها ولا ذمم إنما مصالح دائمة.

ولذا فإن مهمة الإبراهيمي في سوريا تحتاج إلى معجزة وأن مصيرها الفشل كما فشل من جاء من قبل، وهما المبعوث الدابي وبعده المبعوث كوفي أنان، ولذا كلما طالت مهمة الإبراهيمي كان ذلك على حساب الشعب السوري؛ لأنه يعطي الغطاء للنظام السوري لكي يسفك المزيد من دماء السوريين، ومن هنا نقول إن على الإبراهيمي أن يعلن فشله ويرجع في أسرع وقت.

كنا نتمنى أن ينهي الإبراهيمي حياته السياسية في قضية يخدم بها العرب فإذا به يكون في مهمة فاشلة باعترافه هو قبل أن يبدأها. نقول للإبراهيمي ما كان ينبغي عليك أن تقبل بمهمة يكون ثمنها دماء شعب عربي، كان عليك أن ترفض، أما وإنك الآن أصبحت رهينة في يد الدول الكبرى فما عليك إلا أن تكون جريئا وتعلن الحقيقة.

=================

إرسال قوات عربية لسوريا غير مجدٍ

طارق الحميد

الشرق الاوسط

1-10-2012

من الممكن أن تتندر كيف أن التاريخ يعيد نفسه في منطقتنا، وتحديدا مع النظام الأسدي، حيث يأتي الأخضر الإبراهيمي مبعوثا للأزمة السورية بعد أن كان مبعوثا للأزمة اللبنانية التي تسبب فيها الأسد الأب. وتستطيع أن تتندر كيف أن المعلم لم يستطع مغادرة دمشق إلى نيويورك مؤخرا إلا من مطار الحريري ببيروت. وتستطيع أن تتندر أيضا على أننا اليوم أمام مقترح قديم جديد وهو إرسال قوات عربية لسوريا، بعد أن كان مقترحا خاصا بلبنان، قبل عقود.

تستطيع أن تقول كل شيء على عدالة القدر في هذه المفارقات، لكن لا يمكن القول إن مقترح إرسال قوات عربية لسوريا أمر قابل للتنفيذ. وكما قلنا هنا في 16 يناير (كانون الثاني) من هذا العام، وقال غيرنا بالطبع، فإن المهم والأهم هو تدخل دولي أوسع وحقيقي، وقد يكون من المناسب حينها تدخل قوات عربية تحت المظلة الدولية. أما القول بتدخل عربي فقط فإنه أمر غير قابل للتنفيذ، وقد يطيل أمد الأزمة السورية المطلوب اختصارها، وليس إطالتها.

فمجرد التحرك الدولي، وحتى خارج مظلة مجلس الأمن، ما دام الروس يعطلون أي قرار فيه، ومن خلال تحالف الراغبين، والإعلان عن فرض منطقة آمنة، وحظر طيران، فإن من شأن ذلك أن يسرع من تداعي ما تبقى من قوات طاغية دمشق، وهذا ما يقوله كثير من الضباط السوريين المنشقين، وبالطبع فإن الأمر يتطلب جدية أكثر، أي تحركا عسكريا حقيقيا من أجل وقف المجازر الأسدية، وليس التهويش فقط بالعمل العسكري. فمن شأن ذلك حينها إنهاء الأزمة بسقوط الأسد لتبدأ المرحلة الأطول، والأشق، وهي إعادة بناء سوريا ككل.

أما القول بإرسال قوات عربية، ولو وافقت مصر - كما نقل عن أحد مستشاري الرئيس المصري يوم السبت في تركيا - أو تونس، أو حتى جل الدول العربية، فإن ذلك أمر غير مجدٍ، ولن ينهي الأزمة الإنسانية في سوريا بالشكل المطلوب، فالمهم أن يكون هناك عمل دولي جماعي، وهو أمر ملح، ولعدة أسباب.

فمن ناحية، هناك كارثة إنسانية حقيقية، وهناك خطر على الكيان السوري ككل، بسبب جرائم قوات الأسد، بحق السوريين وتاريخ سوريا، وكل ذلك يحدث بدعم حقيقي من قبل روسيا وإيران للأسد بينما العالم كله يكتفي بالمشاهدة بلامبالاة غريبة، خصوصا أننا أمام جريمة لم تعرفها منطقتنا في تاريخنا العربي الحديث، حيث يقوم نظام مجرم بالعربدة بحق مواطنيه كما يفعل الأسد بالسوريين اليوم! والأدهى والأمر أن مستشار المرشد الإيراني يقول إن الأسد سينتصر على السوريين والعرب والغرب، وإن ذلك الانتصار يعد انتصارا لطهران أيضا، مما يعني أن القصة ليست قصة تدخل خارجي من عدمه بل هي قصة نظام عميل لإيران يريد حكم سوريا بالنار والحديد، وإفساد كل المنطقة، فلماذا لا يكون هناك عمل دولي حقيقي لاقتلاعه، خصوصا أن الأسد أسوأ من أسوأ نظام مر على منطقتنا؟

ولذا، فإن إرسال قوات عربية لسوريا أمر غير عملي، بل المطلوب هو تدخل دولي أوسع يكون العرب من ضمنه، ليكون تدخل حسم، وليس فرض أنصاف الحلول.

=================

لماذا يخاف الغرب من تحرر سوريا؟

عبد الواحد علواني

الشرق الاوسط

1-10-2012

تكشف تصريحات المسؤولين الأميركيين وبعض القادة الأوروبيين ومسؤولي الأمم المتحدة عن لبس شديد متعمد في قراءة المشهد السوري، مع أن المشهد واضح وجلي ولا يحتاج إلى كثير من التقصي والجهد لقراءته قراءة دقيقة. ومن ناحية أخرى، يتم دفع الأحداث إلى التعقيد المستمر لتبدو المسألة معقدة جدا، وغير قابلة للحل في أمد قريب، وتركها رهن تحولات ميدانية قد تفجرها بما لا يمكن ضبطها بسهولة، هذا ما يجعل من البحث عن خلفيات هذه السياسة الغربية من الجانب الأبستمولوجي وجيها، ذلك أن سياسة المصالح الراهنة لا تقدم تفسيرا مقنعا وكافيا.

علاقة الغرب بالشرق الإسلامي علاقة مليئة بالجراح المتبادلة، والرؤية الغربية للعالم الإسلامي المبنية خاصة على الدراسات الاستشراقية تبقى أسيرة نظرة كلاسيكية مهما طورت من أساليب التعاطي، وإن كان السياسيون في الغرب اليوم قد لا يعتمدون بدرجة واضحة على المرجعيات الاستشراقية، إلا أن الرؤى الاستشراقية مضمنة في صلب الثقافة الغربية، والسياسي يتحرك ضمن فضاء معرفي مشبع بهذا الفهم الاستشراقي، وبالتالي يحضر هذه الفهم وإن بشكل غير مباشر في كل تصور سياسي.

الإسلام المتوثب في الذاكرة الاستشراقية الغربية يتمثل في الاختراقين الكبيرين لقلب أوروبا على يد عبد الرحمن الداخل «الأموي» في الجزيرة الآيبيرية، ومحمد الفاتح «العثماني» في القسطنطينية، وكلاهما تم في عهود إمبراطورية كان الجسم الأساسي «السني» قويا وطموحا.. ولذلك بات من بديهيات الرؤية الغربية الحذر الشديد من تكون ظروف تمهد لاختراق ثالث قد يكون قاصما وحاسما ولا يكتفي باختراق منتصف القارة العجوز فقط. يدرك الغرب أن الطموح الإسلامي في التوسع يتمثل في المكون السني للجسد الإسلامي لسببين أساسيين، وهما أن هذا المكون يشكل معظم هذا الجسد من جهة، ومن جهة ثانية، فإن مرجعياته متوثبة وطموحة، ولم تخرج بشكل حقيقي من تصوراتها الدعوية الجهادية التي امتدت قرونا وتجددت مرات ومرات. ويدرك الغربيون عامة أن الرؤى الإسلامية «السنية» الحديثة التي تتقبل الحداثة وتقر بوجوب التعامل بمنظور عصري مع شعوب العالم، وتتقبل التعايش والحوار، إنما تفعل ذلك بسبب الضعف الذي يهيمن على «المسلمين»، بمعنى أن هذه الحداثة «المفتعلة» هي مجرد تكتيك مرحلي ريثما تقوى شوكة المسلمين، لكي يلقوا بها خلف ظهورهم ويسعوا لبسط رقعة الإسلام حتى تشمل كل المعمورة، وهي رؤية لا تقف عند رغبة استعادة الهيبة فحسب، إنما تتجاوزها إلى استعادة كل ما يحف بهذا الامتداد من مكاسب وغنائم. ولا أظن أن هذه النظرة يمكنها أن تتغير ما لم يتحول النظام العالمي إلى عالم متعايش ومتعدد بشكل فعلي وعادل.

يرى الغرب في الأقليات صمام أمان يساهم في إضعاف المكون السني، واهتمام الغرب بالبعد الطائفي يعود إلى أهمية هذا العامل من أجل التحكم بالعالم الإسلامي، فالأقليات ذات الجذور الإسلامية التي تعيش في العالم الإسلامي، يكاد معظم صراعها يقتصر على الصراع مع السلطة التاريخية للسنة، مما أثر حتى على بنيتها العقدية، فدفع بالجانب الدعوي والجهادي إلى المراتب التالية، أمام الهدف الأول المتمثل في استهداف المكون السني وإضعافه والانتقام منه خاصة أن هذا المكون على الرغم من مشاركة جماهيره لجمهور بقية الطوائف مظالم السلطة، فإنه يتم تحميله وزرها، وذلك عبر أسطرة الحزن وملحمية الضغينة القائمة على تصعيد الخطاب الانتقامي للضحية المفترضة، والغرب يدرك أن هذه الأقليات لم توجه حرابها إلى العالم الغربي في أي يوم، إنما كانت حرابها دوما ملطخة بدم إسلامي سواء أكان ذلك من خلال صراعات بين الطوائف بحد ذاتها، أو نتيجة صراع بينها وبين السلطة التاريخية السنية. وهذا أمر طبيعي في السياق التاريخي لأن الأقليات دائما كانت مشكلتها مع السلطة القائمة وليس مع العدو الخارجي، بسبب السلطة نفسها وبسبب تداخلات قومية وسياسية. فهذه الأقليات لطالما وجهت إليها اتهامات الخيانة، لأنها افتقدت حماسة الدفاع عن سلطة تحط من شأنها وحقوقها.

عندما قرر الغرب الإجهاز على الدولة العثمانية، كانت «هذه الدولة» في حال من التفكك والضعف زاد منها تورطها في تحالفات خائبة، وتم التخطيط للأمر على أن تكون الدولة العثمانية آخر الإمبراطوريات الإسلامية، وآخر عهد المسلمين بالمشاركة القوية في صياغة العالم الجديد. لذلك كانت الجغرافيا المفخخة أهم وسائل هذا الغرب في تأمين حالة الضعف الإسلامي المطلوبة، إضافة إلى دعم بنية ديكتاتورية قوية لأنظمة الحكم على حساب قوة الدولة، بمعنى أن يكون النظام قويا والدولة ضعيفة، فتتحول السلطة إلى قوة ضارية وباطشة داخليا، ووادعة ومستكينة خارجيا.

في ظل هذه الرؤية، تمتعت إيران بدور مؤثر جدا، وهي ذات أثر كبير تاريخيا، لكنها اضطلعت بدور أكثر اتساعا وتأثيرا من خلال رغبة الغرب في تنمية دورها، ففي عهد الشاه كانت إيران شرطي المنطقة الوحيد، واستطاعت أن تفرض الكثير من الاتفاقيات والوقائع المجحفة والنابية عن الاتفاقيات والتفاهمات الدولية، وكان ولاء الشاه الواضح للغرب يلقي بتبعاته على الغرب، فجاء الانقلاب الثوري على الشاه ليخفف عن الغرب وزر ما يحدث جراء سياسات إيران الإقليمية. منذ حكاية اقتحام السفارة الأميركية قبل أكثر من ثلاثة عقود، بقيت إيران في واجهة الخبر السياسي بوصفها عدوا للغرب، وللولايات المتحدة (الشيطان الأكبر) بشكل رئيسي، ومع أن العلاقة في ظاهرها السياسي تجاوزت الكثير مما يدفع الغرب عادة إلى إعلان الحرب على الآخرين، إلا أن الجعجعة لمدة ثلاثين عاما وأكثر لم تثمر عن أي مواجهة حقيقية بين إيران والغرب؛ بل إن معظم صراعات وتحولات المنطقة كانت تشير إلى مقاسمة في الغنائم والمكاسب الناتجة عنها.

خلال ثلاثة عقود ونيف كانت سياسات الطبقة الحاكمة في إيران سببا في تعريض إيران لصراعات محلية وإقليمية، وكذلك بقي الإيرانيون رهن نظام داخلي قمعي وفاسد، يحرم الجزء الأكبر من التعبير، ويمنح البقية أحلاما وبطولات وهمية، ولكن لا يمكن تفسير الدور الإيراني بمعزل عن حضوره في أصقاع أخرى، وهو دور قد لا يندرج في إطار التبعية للغرب، ولكنه على الأقل في إطار السمسرة وصراع النفوذ، وليس أدل على ذلك من مساهمتها الارتكازية في المحور الذي يربط بين إيران وبيروت مروا ببغداد ودمشق، وكذلك الصراع السوداني الذي يدفع أهل السودان ثمنه في حرب بالوكالة عن إيران الداعمة لنظام البشير، وإسرائيل الداعمة لنظام سلفاكير.. سيناريوهات الحرب الأميركية في الشرق الأوسط كانت دوما تعطي إيران ما لا تستطيع أن تحققه منفردة، ولعل أبلغ مثال يتمثل في الحالة العراقية اليوم، وقبلها الحرب الأفغانية. أمام الوقائع والتحولات الحقيقية، تبدو كل التصريحات والتهديدات الغربية مجرد فقاعات للتعمية على تعاون استراتيجي وخطط شرق أوسطية، نقطة الارتكاز فيه هي إيران وبدرجة لا تقل عن إسرائيل.

الدور الإيراني لا يمكن فهمه بعيدا عن «الهلال الشيعي» الذي يفصل الجسد السني إلى قسمين رئيسيين؛ قسم شمالي شرقي تغلب عليه العاطفة والوجدانيات، وقسم جنوبي غربي، ينتج المعنى ويتحكم به، وفي حين أن تصعيد المشكلات القومية في الدول غير العربية يؤدي إلى مزيد من الابتعاد عن التبعية للمعنى، تشكل القومية في البلدان العربية وسيلة مؤثرة لإهمال العمق الإسلامي «السني» تحديدا.

لا شك أن الإسلاموفوبيا الغربية ترتكز على تجارب تاريخية، وتغذيها حركات الإسلام السياسي التي تتصاعد بالدرجة الأولى بسبب السياسات الغربية العدائية والداعمة للكيان الصهيوني وللأنظمة الاستبدادية في العالم العربي والإسلامي، هذه الإسلاموفوبيا التي كانت مثار جدل وتشكيك، تحولت مع أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2011 إلى يقين لا لبس فيه عند أي غربي، لكن يجب أن لا ننسى أن الغرب كان دوما بحاجة إلى عدو مؤثر يجعل المكونات الغربية تتجاوز تناقضاتها الداخلية وتتحد في وجه العالم، فالهوية الغربية استعلائية ولا تستند إلى الدور الحضاري والعلمي والفلسفي فحسب، إنما العامل الأهم فيها الذي يدفع نحو الصدارة دوما يتمثل في إيجاد العدو المشترك والمهدد، لإبقاء الغرب على سطح العالم، وإبقاء الآخرين في مرتبة أدنى مع مواجهة واستيعاب «الحسد والحقد» اللذين سيتصاعدان دون شك وفق التعبير الفج لبرنارد لويس، أو الحالة البدائية الهمجية للقوافل المتأخرة غير القادرة على اللحاق بالموكب الغربي الحضاري وفق تعبيرات فوكوياما. خلال نصف قرن، كان الاتحاد السوفياتي يتصدر الأخطار المحدقة بالغرب الرأسمالي.. في ظل الحرب الباردة، كان العالم الإسلامي برمته يرزح تحت حكومات مستبدة تأخذ شرعيتها وقوتها من الخارج. بعد سقوط الاتحاد السوفياتي كان لا بد من إيجاد عدو آخر لا يقل إقناعا للفرد الأوروبي والذهنية الأوروبية بخطورته وتوثبه. وقد سبق ذلك تمهيد فكري من خلال «أطاريح» هنتينغتون حول صدام الحضارات، التي وإن خفت وتيرة النقاش حولها، فإنها لا تزال تحكم السياسات الغربية، وهي تتعلق بالتعاون الخطر للكونفوشيوسية مع الإسلام، وبالتأكيد، فإن الإسلام المقصود هنا هو الكتلة العظمى السنية، وليس تعاون إيران والصين؛ إذ يتفهم الغرب البعد الساساني للثقافة السياسية الإيرانية، مما يجعل السلطة الإيرانية اليوم أقرب إلى الحالة الصفوية القائمة على عداء عقدي ممزوج باستعلاء قومي.

لو أن إيران كانت جادة في خدمة المشروع الإسلامي والوقوف أمام الهيمنة الغربية وقص الأيدي الغربية المتدخلة في مصائر شعوب المنطقة، لكان عليها على الأقل أن تقوم بتحييد بعدها الطائفي إزاء الثورات العربية؛ فهي إذ رحبت ببرود ببعضها، تحمست لأخرى، وناصبت أخرى العداء.. فهي إذ شمتت بأنظمة القذافي ومبارك وبن علي، أفسدت الثورة البحرينية بإعطائها طابعا طائفيا، ووضعت كل إمكاناتها في سبيل وأد انتفاضة الشعب السوري في وجه المستبدين والفاسدين.

كان أمام إيران فرصة حقيقية لو أنها كانت صادقة في نواياها الإسلامية لحل مشكلة تاريخية معقدة جدا؛ إذ إنها لو وقفت في صف الشعب السوري، لما تهددت مصالحها مستقبلا، ولمهدت لإمكانية صفاء النيات بين الطوائف على مستوى العالم الإسلامي بأكمله، وبشكل خاص في مسائل الخلاف السني - الشيعي الكؤود والعسيرة، لكنها لا ترغب في ذلك، ولم تكن صادقة منذ ثورتها التي تتوسط عقدها الرابع، وإن كانت لا تكف عن الادعاء.. ففيلق القدس لم يفعل أي شيء للقدس منذ أن أنشئ، إنما كان على الدوام له عمله داخل إيران في اضطهاد أي نزعة حقوقية للإيرانيين ولعرب الأحواز وكرد مهاباد والبلوشيين، أو داخل بلدان أخرى مثل العراق وسوريا.

الثابت الأكثر رسوخا في السياسات الغربية تجاه العالم الإسلامي، التي تقودها الولايات المتحدة اليوم، هو الثابت نفسه الذي ورثته من الغرب الذي كان قبل الحربين العالميتين والذي كان بإمرة إنجليزية فرنسية بشكل رئيسي، وهو دعم الأقليات بطريقة تجعلها في خدمة المشاريع الغربية، وليس المصالح الطائفية، والحالة السورية تمثل اليوم أكثر وجوه هذه السياسة تعبيرا عنها؛ إذ يساهم الغرب نفسه بتحويلها من حركة احتجاجية ضد الاستبداد والفساد، إلى حرب طائفية تتيح للغرب أن يتدخل في لحظة معينة ليرسم لسوريا والمنطقة مصائرها لعقود أخرى، من دون شك، لا يوجد دليل محدد للسلوكيات والمواقف والسياسات الغربية، لكن هناك أبعاد أبستمولوجية لا يمكن إنكارها تتمثل في الحذر الشديد من تكون ظروف ملائمة تنتج إمكانية اختراق إسلامي ثالث للقلب الغربي، وهذا البعد هو ما يزيل الالتباس حول ما يظن أنه سياسات متناقضة يبديها الغرب إزاء الأحداث المهمة والمؤثرة في العالم الإسلامي.

=================

النظام السوري لا يبالي سوى لبقائه بأي ثمن حتى ولو كان على حساب وحدة سوريا

جنبلاط: حلب تحترق والمسؤول أيضاً عن إحراقها روسيا وايران

الاثنين 1 تشرين الأول 2012

موقع الحزب التقدمي الاشتراكي

http://psp.org.lb/?p=49742

تطرّق رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط الى الاحداث التي تحصل في حلب، وقال: "ها هي مدينة حلب تحترق وتتحول إلى حطام وركام وسط حالة من اللامبالاة كي لا نقول التواطؤ الذي تتلاقى فيه كل الأطراف والقوى المعنية بالازمة السورية المستمرة في نزف خطير منذ ما يزيد عن عام ونصف العام دون أن يرف جفن المعنيين لإنقاذ الشعب السوري من شلالات الدم اليومية وهي تخالف كل المواثيق والقوانين الدولية وحقوق الانسان!".

 

جنبلاط، وفي موقفه الاسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب "التقدمي الاشتراكي" ينشر غداً، قال: "ها هي مدينة حلب تحترق والمسؤول الأول عن إحراقها وتدميرها وهدمها هو النظام السوري الذي لا يبالي سوى لبقائه بأي ثمن كان حتى ولو كان على حساب وحدة سوريا وفوق الجثث والاشلاء أو على أطلال المدن كما حصل سابقاً في حمص والآن في حلب والعشرات من المدن والقرى السورية الأخرى التي دمرت بشكل كامل، فإذ بسوريا تتحول إلى صحراء وقد ضُربت كل معالمها الاثرية والتراثية والاجتماعية والاقتصادية، ولكن هنيئاً لها ببقاء النظام!".

وأضاف جنبلاط "ها هي مدينة حلب تحترق والمسؤول أيضاً عن إحراقها هم حلفاء النظام السوري من روسيا الى ايران التي أعاد طبيب الاطفال الشهير فيها الدكتور علي أكبر ولايتي (مستشار العلاقات الدولية للمرشد الأعلى للثورة الاسلامية علي خامنئي) تأكيد دعمه لنظامها، فحبذا لو أنه فكّر بأطفال سوريا الذين يلقون حتفهم كل يوم بأبشع المجازر، أو لو أن حكومته قامت بتحويل المخصصات المالية لدعم النظام إلى إجراءات لرفع الغبن عن فقراء إيران وأطفالهم"، لافتاً الى أنه "حبذا لو نظرت الجمهورية الاسلامية إلى تراث مدينة حلب على أنه لا يقل أهمية عن تراث أصفهان أو شيراز، وبالمناسبة، فإن تراث حلب أقدم وأغنى بكثير من تراث عاصمة القياصرة سانت بطرسبرغ".

وتابع جنبلاط "ها هي مدينة حلب تحترق والمسؤول أيضاً عن إحراقها هو ما اصطلح على تسميته أصدقاء سوريا الذين تفننوا منذ اندلاع الثورة وحتى اليوم بصياغة المئات من بيانات الدعم الرنانة والنظرية وامتنعوا عن تقديم ما يلزم من دعم للمعارضة ومن مضادات للصورايخ والطائرات للاسراع في إسقاط النظام الذي يقتل كل يوم المئات من شعبه فيما هم يعقدون المؤتمرات تلو المؤتمرات في ردهات الفنادق الفخمة والمبردة؛ إنَّ بتقصيرهم، لا تقل مسؤوليتهم عن المشاركة في الجريمة".

ورأى جنبلاط أن "مدينة حلب تحترق والمسؤول أيضاً عن إحراقها هو بعض الكتائب المستحدثة في المعارضة السورية"، مضيفاً "ومع تقدير التضحيات الهائلة لكل مكونات الثورة، إلا أنها تبقى حتى اللحظة مشتتة ومفككة بسبب غياب القيادة المركزية الموحدة وبسبب عدم القدرة على بناء جبهة نضالية موحدة ترسم خارطة طريق واضحة ومحددة وتجمع كل الامكانيات السياسية والاعلامية والميدانية في إطار جهودها لاسقاط النظام"، لافتاً الى أن "البعض أيضاً من تلك الفصائل والذين يدعمونهم قد لا يبالون بدورهم لتراث مدينة حلب وآثارها الحضارية والتاريخية القديمة".

ورأى جنبلاط أنه "وعلى سبيل التذكير، وبالرغم من وحشية الدمار الذي وقع خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أن الحلفاء قد شكلوا آنذاك، وعلى مشارف غزو إيطاليا التي وقعت تحت سلطة النازية والفاشية، لجنة من كبار علماء الآثار إلى جانب القيادة العسكرية والأمنية بهدف الحفاظ على التراث وتفادي القصف العشوائي. وقد نجحت تلك الجهود التي انضمت إليها جهود علماء من الأطراف الأخرى أيضاً في إنقاذ ما أمكن من التراث الايطالي وهو تراث ثري ومتنوع وفريد من نوعه يمتّ للحضارة والانسانية جمعاء ويعود لعصور مضت".

 

وفي نفس السياق تابع جنبلاط " وعلى سبيل التذكير أيضاً، وعلى مشارف إنزال الحلفاء في النورماندي سنة 1944، إستطاع الجنرال شارل ديغول تجنيب باريس الدمار الشامل بالاتفاق مع الحلفاء، وقد شاءت الظروف أن يمتنع حاكم باريس العسكري الألماني عن تنفيذ أوامر هتلر بإحراق المدينة فأنقذت معالمها الرئيسية ولم تشتعل فيها النيران كما هو الحال اليوم في مدينة حلب".

وختم جنبلاط: "هل يجوز التخلي عن هذا التراث الانساني والتاريخي والحضاري الكبير الذي كانت تمثله مدينة حلب من خلال هذا الاقتتال الذي يعبّر عن شهية النظام في القتل والدعم الأعمى من الحلفاء والتخاذل الدولي والانقسام الثوري؟ سائلاً:" ما هو مصير الشعب السوري إزاء هذه المعادلة الرباعية التي تحول دون إنقاذه أو إخراجه من عنق الزجاجة؟".

===================

'طائف سوري' ممتنع على السعودية!

محمد صادق الحسيني

2012-09-30

القدس العربي 

يكاد يجمع المتتبعون والمطلعون على خفايا الحالة السورية بان ثمة 'تفويضا' ما وان بالاكراه هو في طريقه للتقديم من قبل الدول المتنفذة في المنطقة متبلورة في الورقة المصرية، الى الجمهورية الاسلامية الايرانية، مترافقا مع 'تسوية' ما هي الاخرى تحت الضغط في طور الاعداد على المستوى الدولي طرفاها الاساسيان هما الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الروسي ستشكلان الحل النهائي لما بات يعرف بالازمة السورية!

فكل المعلومات المتوافرة لدى المتتبعين بدقة لما يجري في الميدان، اي على الارض السورية وكذلك لما يجري في اكثر من عاصمة اقليمية ودولية تحت الطاولة وفوق الطاولة انما تشير الى تطورات متلاحقة ومتسارعة في طريقها للظهور الى العلن تدريجيا ابتداء من ساعة صفر الانتخابات الامريكية، بما يفضي الى 'طائف سوري' سيشارك فيه اغلب من هم محسوبون على المعارضة فيما سيتم تفكيك وبيع كل المتورطين في العنف او السلاح او التطييف والتطهير العرقي او المرتهنين لاجهزة مخابرات الدول في سوق البيع والشراء الهامشي على جانب الاتوستراد الجديد الذي يفترض ان يؤدي بنا الى نظام متعدد الاقطاب لن تكون فيه الولايات المتحدة الامريكية القوة العظمى الاوحد في العالم!

لقد خرجت السعودية من الباب البحريني نهائيا من اية 'تسوية' كما خرجت قطر من الباب السوري العريض ولن يستطيع احد ان يتكهن ان كان اميرها الحالي سيبقى في الحكم اصلا ام في طريقه للاذعان بضرورة اجراء عملية انتقال للسلطة في بلاده بعد رفض وزير الحرب الامريكي اقتراحه للتدخل العسكري في سورية بشكل علني في اشارة واضحة الى انتهاء مفعول دوره الماضوي!

اما تركيا 'الاسلام العلماني' التي ورطت حالها في مخاطرات ورهانات خطيرة على خلفية لعب دور زعيمة 'العالم السني العربي' في ظل تخبط الادارة السعودية الروحي والزمني، فقد ظهرت لها مصر ما بعد الثورة الازهرية لتضع لها خطوطا حمراء في هذا المجال، ثم جاءت تطورات الميدان السورية لتطيح بما تبقى لها من رهان على 'العمق الاستراتيجي' الاوغلوي صاحب نظرية 'صفر مشاكل ' لتتحول الى 'سفر مشاكل ' قد يطيح بـ'سفر التكوين' الذي قامت عليه حكومة حزب العدالة والتنمية، اي ان يخسر السلطان اردوغان الرأي العام الداخلي وليس فقط جيرانه جميعا بعد ان استطاعت المعارضة ان تجمع نحو ثمانين بالمائة منه ضد توجهاته في المسألة السورية!

يقول العارفون ببعض خفايا امور ما تحت الطاولة بان القيادة المصرية الجديدة انما تراهن على العلاقة مع الجمهورية الاسلامية والمقاومات اللبنانية والفلسطينية استراتيجيا اكثر مما يهمها ما تختلف عليه مصر الجديدة مع هذه الاطراف الثلاثة حول المسألة السورية او حول شكل او نمطية التعامل مع كل من الولايات المتحدة الامريكية وبعض توابعها في المنطقة او حتى حول نوع التعاطي مع شرور الصهاينة سواء فيما يتعلق بالعلاقة مع معبر رفح او مستقبل كامب ديفيد او .... فالمهم عند حكام مصر الجديدة هو ما ستؤول اليه تطورات الامور استراتيجيا في حال صمدت اطراف التحالف الاستراتيجي المجازي في الوقت الراهن، لان من شأن ذلك ان يعيد ترتيب اوراق اللعبة في اللحظة المناسبة، يوم لا تستطيع 'اسرائيل' ولا من هو حامي 'اسرائيل' وصانع هذا الكيان فعل الكثير!

قد يسأل سائل هنا وماذا عن مهمة الاخضر الابراهيمي الموفد الدولي العربي الى سورية ؟!

فالمعادلة باتت بسيطة جدا وشفافة جدا وصعبة جدا في الوقت نفسه اي نوع 'السهل الممتنع' كما يقول النحويون، بمعنى ان من سيمسك بالميدان في سورية ومن سيتمكن اسرع في الوصول الى 'تطهير' نفوذ الآخر الاقليمي والدولي على الارض السورية هو من سيكون شريك صناعة القرار السوري في المرحلة المقبلة!

ومثل هذه المهمة لا مكان فيها لا للابراهيمي ولا لغيره ايا كانت قدراته!

اذ ان الامور في سورية قد تطورت وباتت اشبه ما تكون حالة 'برلين' التي صنعت معادلة المنتصرين في الحرب العالمية الثانية كما يقول الدكتور علي اكبر ولايتي مستشار الشؤون الدولية للامام السيد علي الخامنئي 'وبهذا تكون برلين الامس هي دمشق اليوم' حسب تعبير ولايتي!

ولما كانت كل من روسيا والصين ومعهما الجمهورية الاسلامية الايرانية ودول 'البريكس' مصممة جميعها على منع انتصار الغرب في سورية باي ثمن كان، حتى لو ادى ذلك الى نشوب حرب عالمية ثالثة، فان ذلك بات يعني ان الدفاع عن اسوار دمشق بات جزءا من الدفاع عن الامن القومي لكل دولة من الدول المذكورة اعلاه.

السؤال الاخير المتبقي هو هل لا تزال الولايات المتحدة الامريكية او اي من حلفائها الذين التفوا حولها بخصوص الحرب على افغانستان او العراق او التدخل في ليبيا، يملكون من الارادة والقدرة على انجاز حرب مضمونة الانتصار في مكان في العالم؟!

الجواب على ذلك كما تفيد المعلومات المتاحة بوفرة تفيد بالنفي، فكيف اذا كان السوريون مصممين على 'سحق' التمرد ولو ادى الامر بهم الى ان يكونوا هم من يشعل حرب نهاية 'اسرائيل' وهم الذين يعرفون جيدا كم هو حليفاهما الايراني واللبناني في اشد الشوق لمثل هذه اللحظة التاريخية؟!

بحسابات 'السهل الممتنع' آنف الذكر اذن لن يكون هناك منتصر سوى الاسد ولن يكون هناك حل الا 'طائف' سوري، السعودية فيه خارج قوس هذه المرة وما الاستعارة هنا الا لان لبنان المقاومة وسيدها نصرالله سيكونان جزءا من الحل!

 

=================

طائف جغرافي لكربلاء السورية؟

غازي دحمان *

الإثنين ١ أكتوبر ٢٠١٢

الحياة

يلوح في أفق الأزمة السورية فكرة عقد اتفاق، يشبه اتفاق الطائف اللبناني، بطريقة أو أخرى، باعتباره أفضل الحلول الممكنة لأزمة استعصت عن الاختراق ولا أمل لها بحلول شبيهة بتلك التي وصلت إليها ثورات الربيع العربي، سواء التي حصلت في مصر( إسقاط الأنظمة)، أو في ليبيا من خلال التدخل الدولي، أو في اليمن من خلال حل توافقي.

ومن الواضح أن هذا النمط من الحلول يناسب الواقع الدولي الراهن نتيجة عدم وجود الاستعداد لدى الكثير من الدول في الانخراط بالأزمة السورية، ورغبتها في أن تنتج هذه الأزمة حلولها الذاتية، وربما انطلاقاً من ذلك جرى اختيار الأخضر الإبراهيمي المشهور بقدرته على إنجاز هذه الحلول، من خلال تجاربه اللبنانية والعراقية الشهيرة.

نهج الأخضر الإبراهيمي وأسلوبه الديبلوماسي في التعاطي مع الحالة يؤشران إلى توجهه صوب بناء هذا الحل، فمن الواضح أن كل تحركاته وتصريحاته، تهدف إلى تشكيل سياق عام متكامل يتضمن حلاً على مقاس، ومن نفس طبيعة، الطائف اللبناني، وما يفعله الإبراهيمي الآن هو توفير شروط البيئة التي أنتجت ذلك الاتفاق، سواء من خلال تطورات الأزمة ذاتها، أو عبر تخليق وصناعة باقي الشروط من خلال التفاهمات والصفقات الدولية وبخاصة لدى الدول المؤثرة في الملف السوري.

وفي هذا السياق، يمكن ملاحظة ظاهرة مهمة في مبادرة الإبراهيمي، وهي تعمد بطء الخطوات، والواضح أن هذا التعمد مقصود ومدروس بعناية وهو تكتيك تفاوضي يعمد إليه الوسيط في انتظار إنضاج معطيات معينة تساعد على دعم مهمته، والمقصود هنا انتظار التطورات الميدانية وما ستنتجه من وقائع ومعطيات، من شأنها التأثير في مواقف الأطراف المتصارعة على الأرض.

ولوحظ بعد اجتماع مجلس الأمن المخصص للاستماع لمطالعة الإبراهيمي حول الوضع السوري، تعمده توسيع مجالات الأزمة ليصار إلى توسيع الهامش الزمني، عبر تركيزه على الأبعاد الإنسانية، من الحاجة للغذاء إلى قضايا النزوح وسواها، صحيح أن هذه المسائل على أهميتها تحتاج إلى معالجات سريعة وملحة، لكنها في الواقع تهدف أيضاً إلى إزاحة التركيز عن الهدف الأهم وهو إيجاد حل فوري وحاسم على ما ترغب بعض الأطراف الداخلية والخارجية.

كذلك لا تخفى عين المراقب إصرار الإبراهيمي على تحذير( تخويف ) العالم من تبعات استمرار الأزمة في سورية وخطرها على الأمنين الإقليمي والدولي، في محاولة واضحة لخلق حالة معينة من التوافق تساعد على إنجاز الحل في سورية.

ولعل هذين الشرطين، القبول الداخلي بالتفاوض، والتوافق الدولي، هما ما توفرا في الحالة اللبنانية عشية انعقاد مؤتمر الطائف اللبناني والذي تولى الإبراهيمي مهمة إنجازه، وكأن الرجل هنا يعيد إنتاج ظروف هذا الاتفاق في سياق الأزمة السورية كي يتسنى له إنجاز الحل.

ولكن هل فعلاً بمقدور الإبراهيمي الوصول إلى مبتغاه في الحالة السورية، وهل يستطيع توليف معطيات الحل وتجهيز بيئته وتطويع كل العقبات التي تقف دونه؟

قبل الإجابة عن هذا السؤال، يتوجب التنبه إلى أن دائرة تحرك الإبراهيمي وخطابه، يوحيان بنمط تكتيكي مبني على تقسيم الأزمة إلى ثلاث دوائر ( داخلية، إقليمية، وخارجية)، بحيث تعمل هذه الدوائر بشكل منسجم ومتناغم على تغذية مهمته بالدعم المطلوب والكافي لإنجاز النجاح، أما في حال وجود عقبة في سياق عمل دائرة من الدوائر، فيتم اللجوء إلى خيارات بديلة من خلال الضغط على هذه الدائرة وعزل تأثيراتها ما أمكن.

من هنا فإن خيارات التحرك المتاحة أمام المهمة تبدو بحسابات الإبراهيمي أكثر مرونة وأوسع مروحة، وهذا ما يفسر انخراط الإبراهيمي ضمن الدوائر الثلاث، عبر تواصله مع النظام والمعارضة السورية (بكل أطيافها)، ومباركته للمبادرة المصرية ( كتجمع إقليمي)، واتصالاته مع القوى الدولية الخمس، ووفق ذلك فإن تعذر التوافق داخلياً، وبعد اكتمال شروطه، فإن التسويات المأمولة ضمن الدائرتين الأخريين، أو واحدة منهما قد تساعد على إنجاز الحل، والعكس يصبح صحيحاً، أي أن توافق الأطراف الداخلية من شأنه أن ينزع تأثيرات الدائرتين الأخريين أيضاً.

لكن في الواقع السوري ثمة أشياء تختلف تماماً عن الحالة اللبنانية، وهي مسائل معلنة وصريحة، ففي حين تم بناء عقد الطائف على أساس تقاسم الحصص في الحكم، فإن الحصص في الحالة السورية غير واردة، لا من قبل الأطراف الداخلية، ولاهي من ضمن طموحات الأطراف الإقليمية والدولية، فهل يقبل النظام ومؤيدوه بالحصول من الغلة على مناصب محددة، في الوقت الذي اعتاد هو على صناعة المناصب وتوزيعها، وهل تضمن المحاصصة المناصبية استمرار التأثير الإيراني في سورية وضمان طرق إمداد «حزب الله» بالسلاح، بل هل تساعد على بقاء القاعدة الروسية في طرطوس؟.

المحاصصة المطلوبة والمقبولة في سورية، هي المحاصصة الجغرافية، بمعنى أن تبقى سورية كلها بيد النظام أو لا تبقى( الأسد أو ندمر البلد)، أن تبقى سورية كلها مجالاً للتأثير الإيراني أو تأخذ حصتها ( كريدور أرضي إلى لبنان ومجال نفوذ)، أن تبقى طرطوس قاعدة بحرية لروسيا على البحر المتوسط وسورية مجالاً صاداً ومانعاً لاكتمال القوس الإسلامي الذي جاء به الربيع العربي، وإلا فلتكن حرب حضارات.

هذه العقدة الأساسية التي تواجه إمكانية حل على طريقة الطائف، وبالتالي على الإبراهيمي أن لا يبذل جهوداً كبيرة في عملية بناء هذا النموذج، وأن يبحث بطريقة خلاقة عن حل وسط للكربلائية السورية النازفة.

* كاتب سوري

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ