ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 11/10/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

هل تتحول سوريا إلى أزمة مزمنة؟

تاريخ النشر: الأربعاء 10 أكتوبر 2012

محمد خلفان الصوافي

الاتحاد

يعتقد كثيرون بأن أفضل تشبيه لما وصل إليه الشعب السوري من قتل وتدمير وتهجير يومي هو تشبيهه بمعاناة الشعب الفلسطيني، بل يزيدون في وصفهم بأن وضع السوريين هو الأصعب بين ما يعرف بالمأزومين العرب، بعد أن باتت أوضاع اللاجئين السوريين أسوأ من نظرائهم في مخيمات عربية أخرى.

العالم أجمع بات يتابع ما يحدث في سوريا بشكل يومي. فهي تسجل أرقاماً تنافسية كل يوم عن اليوم الذي قبله في عدد القتلى والجرحى حتى أصبح لا يكاد المراقب يذكر رقماً لعدد القتلى بالعشرات دون أن يتهمه أحد بأنه مخطئ لأن الأرقام الحقيقية غالباً ما كانت بالمئات. لكن في مقابل ذلك لا أحد يحرك ساكناً بشكل فعلي، وهذا ما شاهدناه في القضية الفلسطينية. الكل يزايد سياسياً بأنه مع الشعب السوري، كما كان يزايد على الفلسطينيين، لكن دون إجراءٍ عملي على الأرض.

المشاهد التي تنقلها لنا وسائل الإعلام تكسر القلب من شدة فظاعتها، كما أن الوضع ينذر بالعديد من الجنازات في الأيام القادمة، باعتبار أن الأزمة دخلت فيها الأسلحة الثقيلة والطائرات وتحولت إلى حرب أهلية، مما يؤكد أن المسألة لن تقتصر على إسقاط النظام السوري فقط، وأن هناك مرحلةً أخرى بسبب الأدوار الإقليمية في سوريا، كما هو الأمر بالنسبة للفلسطينيين، فالكل كان موجوداً فيها كلاعبين إقليميين ودوليين.

كل تلك المشاهد لم تعد تهز نفس إنسان، بل الأمر بات اعتيادياً مقارنةً بالأيام الأولى للأزمة السورية، فصرنا نشاهد الأرقام ونقرأها دون أن نقف أمام ما تعنيه كما هو حادث مع الشعب الفلسطيني حيث كيّف الجميع أنفسهم أمام المشاهد المأسوية وباتت القضية مزايدةً سياسيةً ومناسبةً للفوز بالانتخابات أو توجيه الرأي العام عن الأحداث الداخلية للعديد من النظم.

تصريحات رؤساء الدول المطالبة برحيل بشار الأسد، وتهديدات رئيس الوزراء التركي بشن حرب ضد سوريا، واجتماعات الممثلين الدوليين في الأمم المتحدة، وحتى الاجتماعات الإقليمية بما فيها التحركات الثنائية للسياسيين... معظمها بمثابة "شهادة براءة ذمة" سياسية بأنهم مع السوريين. نعم الكل يتعاطف معهم، ويقدم لهم المساعدات الإنسانية، ويستقبلهم كلاجئين، لكنه لا يريد أن يتحرك من أجل إنقاذهم بالطريقة التي تناسب ما يفعله بهم النظام السوري. الكل تقريباً بدأ يتعايش مع الوضع السياسي المأساوي للسوريين.

الذي لا يعرف تاريخ القضية الفلسطينية من الناحية السياسية يمكنه متابعة بعض تفاصيلها مع الأزمة السورية الحالية التي تحولت إلى "أزمة مزمنة"، علاجها غير واضح، بل أصبح ذكرها في بعض الأحيان أمراً مزعجاً. هكذا هي الأزمة السورية في إحدى زواياها. والمشكلة أن السوريين أنفسهم دخلوا في لعبة التعايش مع الأزمة.

بمناسبة الحديث عن تحول الأزمة السورية إلى أزمة مزمنة أتذكر برنامجاً وثائقياً بثّته إحدى القنوات الفضائية العربية لزيارة الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة إلى الأراضي الفلسطينية في بداية صراع الفلسطينيين مع الإسرائيليين، وقد نصح بورقيبة حينها الفلسطينيين بأن يكونوا هم أصحاب القضية وأن يبحثوا عن حلها بأنفسهم وأن لا يتركوا للآخرين التدخل فيها إلا من ناحية الحصول على الدعم السياسي والمالي، وإلا ضاعت قضيتهم دون حل، لأن كل دولة وكل سياسي يبحث عن مصالحه فقط.

أعتقد أن الأمر اليوم ينطبق أيضاً على الوضع السوري وطريقة التعاطي معه. إن الأمر يحتاج إلى موقف موحد من المعارضة يُقنع العالم بأهمية التخلص من هذا النظام وإلا ستتحول الأزمة لتكون "أزمة موسمية".

=================

خطط الناتو للتدخل في سورية

رأي القدس

2012-10-09

القدس العربي 

تواصل تبادل اطلاق قذائف المدفعية على الحدود السورية ـ التركية طوال الايام الماضية يؤكد ان هناك مخططا تصعيديا متعمدا، ومن الجانب السوري في اغلب الاحيان، وان كل ما قيل عن تقديم السلطات السورية اعتذارا لنظيرتها التركية بعد مقتل ام واطفالها الخمسة والقول ان القذائف سقطت على قريتهم بطريق الخطأ لم يكن دقيقا على الاطلاق.

المدفعية التركية، ومنذ تعرض قرية اكجاكالي الحدودية لقصف سوري، ترد باستمرار بقصف مواقع سورية عسكرية، ولكن لم تعترف السلطات السورية بوقوع اي خسائر في صفوفها، ولا نعرف ما اذا كانت تتكتم على هذا الامر، ام ان القذائف التركية تقع في مناطق غير مأهولة تجنبا لحدوث مضاعفات واعمال انتقامية اكثر عنفا.

الامر المؤكد ان سورية بدأت تشعر بالالم من جراء الدعم التركي للجيش السوري الحر والجماعات المسلحة المنضوية تحت عباءته، وقررت ان تصرخ من خلال 'التحرش' عسكريا بالجار التركي المصمم على فعل كل ما في وسعه لاسقاط النظام في دمشق.

فمن الواضح ان عمليات ارسال الاسلحة والمعدات الثقيلة الى الجيش السوري الحر من قبل دول خليجية والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص قد استؤنفت، بدليل التقارير التي ارسلها مراسل محطة 'بي.بي.سي' في حلب عن وصول شحنات من الصواريخ الحديثة، اوكرانية الصنع، سعودية التمويل، قد وصلت فعلا الى كتائب المعارضة السورية المسلحة.

السيد رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي اكد اكثر من مرة في الفترة الاخيرة ان بلاده مستعدة للحرب والرد على الاعتداءات السورية، وشن هجوما شرسا على حزب الشعب التركي المعارض ونوابه الذين لم يصوتوا في البرلمان على تفويض له بشن الحرب خارج حدود تركيا اذا استدعى الامر ذلك. واتهم نواب الحزب ورئيسه بانعدام الوطنية والدفاع عن الوطن.

خيبة امل السيد اردوغان من حلف الناتو الذي تعتبر بلاده عضوا اصيلا فيه، وقبل انضمام ثلاثة ارباع اعضائه الجدد اكبر من خيبة امله في المعارضة التركية، فقد اكتفت دول مؤسسة لهذا الحلف مثل بريطانيا وفرنسا والمانيا باصدار بيانات شجب واستنكار للقصف السوري وطالبت تركيا بضبط النفس وعدم اللجوء الى التصعيد.

حلف الناتو شعر بخيبة الامل الاردوغانية هذه ولهذا سارع امينه العام اندرس فوغ راسموسن الى القول في افتتاح اجتماع لوزراء دفاع اعضاء الحلف (28 وزيرا) 'حلف الناتو قائم على مبدأ التضامن، وبالتأكيد يمكن لتركيا الاعتماد على هذا التضامن، لذلك لدينا كل الخطط اللازمة لحماية تركيا والدفاع عنها'، ولكن راسموسن دعا كلا من تركيا وسورية الى 'تفادي التصعيد' واظهار الاعتدال وضبط النفس.

لا نعرف الى اي درجة ستكون هذه اللغة 'المغمغمة' مطمئنة للسيد اردوغان، وما اذا كان يستطيع ان يعتمد على هذه التصريحات اذا ما وقعت الواقعة واشتعلت الحرب مع سورية، ولكن ما نعرفه ان راسموسن امين عام حلف الناتو صرح اكثر من مرة ان الحلف لن يتدخل مطلقا في الازمة السورية.

لا نعتقد ان الحلف الذي يخوض حربا خاسرة في افغانستان على مدى السنوات الاحدى عشرة الماضية مستعد لخوض اخرى في سورية يمكن ان تتطور الى حرب اقليمية بل حتى حرب عالمية ثالثة، لان تركيا دولة مسلمة، ولانه لا يوجد نفط في سورية.

حلف الناتو يمكن ان يتدخل لحماية اسرائيل رغم انها ليست عضوا، او اجهاض اي خطر محتمل عليها مثلما هو الحال في احتلال العراق، او لخدمة مصالح استراتيجية غربية اقتصادية مثل منابع النفط في ليبيا، ولكننا نشك ان يتدخل عسكريا في سورية، طالما ان الضحايا من الجانبين في حال اندلاع الحرب هم من المسلمين، ولسان حال قيادته واعضائه 'فخار يكسر بعضه'!

=================

تشافيز والأسد والشعب الجاهل

 منار الرشواني

الغد الاردنية

10-10-2012

حتى مرض السرطان لم يتمكن من النيل من إرادة هوغو تشافيز لمواصلة حكم فنزويلا لست سنوات قادمة، ستضاف إلى ثلاث عشرة سنة أمضاها رئيساً منذ العام 1999. ولعل مرض السرطان يكفي دليلاً على غياب أي مطامع سلطوية لدى تشافيز، وتأكيداً في المقابل أن مصلحة الشعب الفنزويلي هي الأولوية الأولى والوحيدة لديه. ذلك أن هذا الشعب بملايينه التي تزيد على الثمانية والعشرين قد عقم، كما يؤكد تصميم الرئيس، عن إنجاب شخص واحد، ولو من داخل حزب تشافيز، يواصل قيادة فنزويلا على الطريق القويمة، ويمكّنه من الراحة والعلاج الضروريين، بدلاً من إنهاكه في مسائل الحكم القاسية والمضنية.

ولعل في ذلك أيضاً تبرئة لتشافيز من أي نوايا سيئة وراء سعيه منذ العام 2007، وحتى نجاحه في العام 2009، إلى تعديل الدستور بحيث بات بمقدوره الترشح للرئاسة مدى الحياة. فمثل هذا السعي لا يمكن أن يفهم اليوم إلا باعتباره نفاذ بصيرة وسعة أفق لدى تشافيز إذ علم مبكراً بجهل الفنزويليين وعقمهم عن تكرار عبقرية الرئيس الحالي!

رغم ذلك، أليس غريباً أن يلجأ تشافيز ذاته إلى الشعب القاصر الجاهل ذاته أيضاً، ليحصل على شرعية حكمه؟

بانتخابات ديمقراطية نزيهة، كما شهد الجميع، لا يبقى لهذا السؤال من جدوى، بل ولا بد من التسليم بشرعية تشافيز، حتى وإن بقي، كما يأمل حتماً، رئيساً إلى الأبد، وحتى ما بعد الأبد! فيما هو سؤال ضروري فعلاً بشأن محاكاة "سورية الأسد" للنموذج الفنزويلي بصورة أشد بؤساً وقبحاً.

ذلك أن سورية أيضاً عقمت، طوال ما يزيد على أربعة عقود، عن إنجاب أكثر من ثلاث قيادات خالدة؛ بدأت بحافظ الأسد، لتنتقل -كما كان يفترض- إلى باسل الأسد، وإلا فبشار الأسد الذي تمت تهيئته على عجل! أفليس غريباً أن هذه القيادات ليست مؤبدة خالدة، كما تدعي، إلا بتأييد مسلم به من 99.9 % من الشعب السوري الذي هو بالضرورة قاصر جاهل أيضاً، لم يبلغ درجة من الوعي تؤهله طوال تلك العقود لتغيير رئيسه، أو حتى تغيير أحزابه المحددة العدد والقيادات والأدوار (أو اللاأدوار!)؟! بل هو شعب خائن إن تجرأ وطالب بأي تغيير أو إصلاح، وإن كان بمستوى إطلاق سراح أطفال معتقلين تحت التعذيب، أو إقالة محافظ فاسد! وإلا فهو شعب من كائنات أقل من آدمية، لا مانع من إفنائها جماعياً بالآلاف في سبيل القضاء على عشرات أو مئات من أعضاء الجماعات الإرهابية المأجورة التي تود المساس بنظام القيادة الخالدة!

سيحاجج أنصار الرئيس، "القومجيون" خصوصاً، بالحاجة إلى انتخابات "حقيقية هذه المرة" تلي الهدوء والحوار. لكن إذا كان تشافيز، الرئيس الديمقراطي فعلاً، قد أحيا "الدولة الريعية" التي مكنته من تحقيق الشعبية، أو حتى شرائها، فما الذي سيقدمه بشار الأسد لقاء شرعيته غير استشراء الفساد، وتدمير التنمية، وانحطاط التعليم والثقافة.. وغير ذلك من إنجازات ألهمت الثوار؟

كم كنت أتوق لرؤية برنامج بشار الأسد "المرشح" للانتخابات!

=================

ما قبل الانتخابات الأميركية: الأصعب في سورية

ياسر أبو هلالة

الغد الاردنية

10-10-2012

احتفل بشار وأعوانه بخسارة ساركوزي، وحق لهم ذلك. فقد كان مندفعا بعد هزيمة القذافي، وحسب أنه سيكرر الانتصار على بشار. فالقذافي هزم، بالدرجة الأولى، بصواريخ "الميلان" الفرنسية المضادة للدروع التي زود بها الثوار. وفي انتخابات الرئاسة الأميركية، شاعت أسطورة في صحافة الشبيحة أن الربيع العربي وراءه أوباما، وبالتالي فإن هزيمته انتخابيا ستكون هزيمة للمؤامرة على سورية.

وفي ظل الأسطورة السالفة، ابتهل أنصار بشار من أجل هزيمة أوباما، لكنهم صدموا بتصريحات منافسه رومني الذي زاود على أوباما بخصوص تسليح الثوار. لكن من يقفون مع بشار لا يعتمدون على الأساطير.

فلم تكن الأجهزة الإيرانية والروسية التي تقف وراء بشار بحاجة إلى تصريحات مرشح الرئاسة الأميركية لتدرك أن الموقف الأميركي بعد الانتخابات لن يكون ذاته قبلها، وأن الطرفين الجمهوري والديمقراطي متفقان علي الخلاص من نظام بشار، بدون إسالة قطرة دم أميركية، وربما بدون دفع تكاليف تذكر. وبالتخلص منه، تحقق أميركا ضربة مزدوجة، تتخلص فيها من بقايا النفوذ الروسي ومن الهيمنة الإيرانية على المنطقة الحيوية.

المرشح الجمهوري اتهم منافسه بالتقصير، وهذا صحيح. فأوباما اتخذ موقفا أخلاقيا متقدما من بداية الثورة. لكنه في الوقت الذي كان يعلن فيه وفاة الأسد سياسيا، كان يضع "فيتو" على تسليح الثورة السورية. والذريعة كانت الخشية من وصول السلاح النوعي المضاد للطيران والدروع إلى أيد غير أمينة، فيصل للقاعدة، ويستخدم ضد طائرات أميركية أو إسرائيلية.

وفوق ذلك، كان أوباما يراهن على أن الزخم المدني للثورة السورية، مع العقوبات الاقتصادية، سيؤديان إلى تصدع النظام من الداخل وحصول التغيير. وهذا كان يصح لو أن دولتين عظميين، هما روسيا وإيران ومعهما الصين، لا تضعان ثقلهما العسكري والأمني والاقتصادي وراء بشار الأسد. فايران لن تتخلى عن" ساحات الصراع"، وروسيا لن تتخلى عن آخر موطئ قدم لها في المنطقة. وبحسب ضابط منشق، فإن القاعدة الروسية في طرطوس بإمكانها أن تتسمع على شرطي المرور في القاهرة.

فوق ذلك، يعتمد الاقتصاد الروسي بشكل أساسي على النفط والغاز، والأسعار تزدهر في ظل الأزمات في الشرق الأوسط، وستزدهر أكثر في حال حصول حرب. وفي استراتيجية إيران وروسيا اتفاق يصل إلى التطابق مع اختلاف الأهداف. وفي الشهرين المقبلين، سيضاعف البلدان دعمهما لبشار استباقا لنتائج الانتخابات الأميركية.

سنشهد دمارا أكبر، ودموية أفظع، في الشهرين المقبلين. فهي الفرصة الأخيرة قبل وصول السلاح النوعي. لن تستطيع طائرات "الميغ" المهترئة مواجهة صواريخ "ستينغر"، ولن تستطيع دبابات "تي 72" الصمود في وجه صاروخ "الغافلن" الأميركي المضاد للدروع. وساعتها سيتمكن ثوار دمشق من السيطرة على مرافق الدولة بساعات أو أيام على الأكثر. لكن كم ستسيل دماء خلال الشهرين المقبلين؟

العامل الحاسم في الثورة السورية هو الشعب السوري الذي صمد بشكل استشهادي طالبا ما عند الله. وبقليل من السلاح يصمد الثوار في حلب وحمص ودير الزور وغيرها، ويتقدمون في إدلب ومعرة النعمان، ويقومون بعمليات نوعية في حماة ودرعا وقلب دمشق. هذا كله في ظل النقص الحاد في السلاح والمال والغذاء والدواء.

لن تستسلم القوتان العظميان حتى بعد تحرير دمشق، وستتعاملان مع بشار باعتباره قائد فصيل يسيطر على مناطق، ويواصل في الأثناء عناصر حزب الله دورهم في حرب العصابات، هذه المرة ضد "النظام" لا الثوار، وسيحولون بشار الى ثائر!

الحل الوحيد لتقليل الخسائر هو استخدام طوق النجاة التركي الأخير، أي الحل اليمني من خلال تسليم السلطة لفاروق الشرع. والمشكلة لو قبل بشار بذلك هل تقبل الدولتان العظميان؟ هل سيقبل الثوار؟

yaser.hilila@alghad.jo

=================

الشرع ... لمَ لا؟

الأربعاء ١٠ أكتوبر ٢٠١٢

رندة تقي الدين

الحياة

اقتراح وزير الخارجية التركي احمد داوود أوغلو تسليم الرئاسة السورية لفاروق الشرع ثم تعليق الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على هذا الاقتراح «لمَ لا» غريب. فبشار الأسد ما زال في الرئاسة ولا احد من الأسرة الدولية يفعل شيئاً لإزاحته سوى بالكلام. بان كي مون يدعو إلى وقف إطلاق نار أحادي وكأن الثوار السوريين على الأرض لديهم طائرات أو أسلحة ثقيلة لوقف إطلاق النار. فبشار الأسد وجيشه مستمران في القتل لإزالة الذين يصفهم بإرهابيين وهم أبناء وبنات وأطفال بلده. إن صورة الأب السوري الذي يحمل ولده المقتول في الصحف العالمية مريعة ومؤلمة وتعكس تخلي الأسرة الدولية عن التدخل رغم كل ما يقال لإيقاف سفك الدماء وإزالة نظام قاتل. فكأن الدول النافذة في الأسرة الدولية على سحاب كل منها يتكلم ويدين ويقول إن على بشار الأسد أن يرحل ويوقف القتال ويقترحون رئيساً جديداً وأماكن محررة محمية بماذا؟ الولايات المتحدة لا تريد حظراً جوياً لأن هناك انتخابات رئاسية وأوباما لا يريد أي شيء. والولايات المتحدة لا تريد حكومة انتقالية من المجلس الوطني السوري لأن الأكثرية فيه إسلاميون. فرنسا تريد حكومة انتقالية. قطر لا تحبذ لأنها تريد مشروعها. والمعارضة السورية على الأرض تقاتل وتقتل وتتلقى قنابل جيش النظام والأسرة الدولية معطلة. لبنان بقي كذلك لمدة ١٥ سنة وكانت قيادات العالم تحاول وقف إطلاق النار ولكن في النهاية حافظ النظامان السوري والإسرائيلي على استمرار سفك الدماء بواسطة حلفائهما في لبنان. أما الآن والنظام السوري مستمر في جعل بلده جحيماً جاء الاقتراح التركي «العظيم» بترشيح الشرع رئيساً للبلد. الشرع الذي بقي لعقود وزير خارجية في عهدي حافظ وبشار الأسد الذي جعل منه نائباً له يقترحه الوزير التركي لقيادة بلده إلى المرحلة الانتقالية الديموقراطية. إنها مهزلة وربما تركيا بدأت تعد لدفعه إلى الانشقاق. فاروق الشرع الذي برع في ديبلوماسية بنموذج الاتحاد السوفياتي وحتى بنظام كوريا الشمالية والذي خلفه معلم الديبلوماسية السورية البارعة، هو الآن في نظر تركيا الأفضل لتولي الانتقال. هذا النائب الرئيس «الشجاع» الذي شهد مدينته تسقط تحت قصف وقتال رئيسه وبقي في السلطة رغم كل ما دار من إشاعات حوله اصبح الآن من بين كل السوريين الأفضل لقيادة البلد إلى الديموقراطية.

فعلاً إن الأسرة الدولية في ضياع وهذا البلد التركي العريق الذي انجز الكثير حتى الآن اقتصادياً واجتماعياً بدأ يفقد المقاييس لصعوبة الوضع العالمي المعطل إزاء الكارثة التي تحدث في سورية وسلاح الدول الكبرى الوحيد اصبح الكلام والتكرار: على بشار الأسد أن يرحل. إن الكارثة الإنسانية التي نشهدها في سورية مريعة والكلام إنها غير مقبولة كما قال بان كي مون وغيره ليس الواقع فهي لسوء حظ الشعب السوري مقبولة من الجميع طالما انهم لن يوقفوها فعلياً ويرحلوا هذا النظام.

=================

لماذا تركيا؟

الأربعاء ١٠ أكتوبر ٢٠١٢

عبدالله اسكندر

الحياة

من المستبعد، في المستقبل المنظور ومن دون مفاجأة كبرى، اندلاع مواجهة واسعة تركية - سورية. أو على الأقل لا ترغب أنقرة في مثل هذه المواجهة حالياً، لأسباب داخلية ومخاوف إقليمية وظروف دولية.

لكن النظام في دمشق نجح، حتى الآن على الأقل، في جعل مسألة الأمن التركي متوازية مع الأزمة الداخلية السورية. وفرضها على أجندة تركيا وحلفائها.

فالتساهل السوري الرسمي مع الأكراد المناهضين لأنقرة، خصوصاً حزب العمال الكردستاني، ومساعدتهم في اقتطاع مساحة جغرافية داخل سورية يغذي المخاوف التركية من «إقليم كردي» آخر على الحدود ومن إمكان تأثير هذا الواقع في الأكراد الأتراك الذين، في مثل هذه الحال، قد يقدمون على المطالبة بمثل هذا الإقليم.

في موازاة ذلك، بات الأمن التركي جزءاً من المناقشات داخل حلف شمال الأطلسي الذي بات في موضع المجبر على البحث في حماية سلامة احد أعضائه وجناحه الجنوبي.

هذا السعي السوري الرسمي إلى ربط الصراع الداخلي بطرف إقليمي يُراد له أن يكون المبرر للتعنت في الموقف من المعارضة ومطالبها، من جهة. ومن جهة أخرى، يتيح للنظام أن يبقي نفسه كضرورة في محور إقليمي - دولي يحميه من أية إجراءات دولية ملزمة.

لقد حصل في الفترة الماضية أن سقطت قذائف من القوات النظامية السورية داخل الحدود الأردنية واللبنانية. كما حصلت اشتباكات مع «الجيش الحر» على الحدود مع البلدين. لكن الردود لم تتجاوز الاحتجاجات، محلياً، والدعوات إلى عدم التكرار دولياً. لكن الوضع يختلف جذرياً عندما يتعلق الأمر بتركيا، نظراً إلى موقفها المعلن من النظام واحتضانها لأطراف في المعارضة و»الجيش الحر»، وأيضاً نظراً إلى مكانتها الدولية، كعضو في الحلف الأطلسي وكحليف وثيق للولايات المتحدة، وإلى مكانتها الإقليمية على الحدود مع إيران وروسيا الداخلتين في تجربة قوى مع الغرب.

وربما لهذا السبب بالذات يأخذ التوتير السوري المقصود والمتكرر على الحدود التركية معنى يختلف عن ذلك الذي تشهده الحدود مع الأردن ولبنان. إذ يدفع بسقف النزاع إلى المستوى الإقليمي والدولي كقضية تمس ليس الأمن فحسب وإنما أيضاً توازن القوى في المنطقة والذي يظل النظام السوري، حتى الآن، جزءاً منه ويلقى دعم إيران وحلفائها وروسيا. ما يجعله في منظومة تحتاج إليه وتدعم موقفه في أي تجربة قوى مع تركيا. وذلك على عكس الحاصل مع الأردن ولبنان حيث يبدو التوتر على حدودهما تحرشاً لا يخدم مصالح هذه المنظومة، ويثير مخاوف داخلها من انهيار التوازن الداخلي الهش في البلدين.

لكن، ورغم أن الحرب السورية - التركية التي هي محصلة لحسابات إقليمية ودولية تبقى مستبعدة على الأمد المنظور، فإن العلاقة بين أنقرة ودمشق وصلت إلى نقطة اللاعودة. بعدما تحولت الخصومة الحالية من مجرد تعارض سياسي بين دولتين جارتين إلى شرخ مجتمعي ومذهبي يستعيد التاريخ ومآسيه الكثيرة، وليصبح استمرار كل طرف نفياً للآخر. ويصعب في مثل هذه الحال حيث وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه تصور احتمال تعايش مقبل بين أنقرة ودمشق في ظل نظاميهما الحاليين، «الإسلامي السني» في الأولى و»الديكتاتوري العلوي» في الثانية. ويبدو أن كلاً منهما يراهن على سقوط الآخر، بفعل أزماته الداخلية، اكثر من رهانه على حرب لا يريدها احد حتى الآن.

=================

أردوغان يرقص على نار الأسد!

راجح الخوري

2012-10-10

النهار

عندما اسقطت سوريا المقاتلة التركية في تموز الماضي كان واضحاً انها تخشى التعرض لحرب على غرار ما جرى في ليبيا، ولهذا تجاسرت وبعثت برسالة تحمل توقيعاً روسياً أيضاً، الى دول حلف شمال الاطلسي مفادها... إياكم والحرب!

اليوم تغيرت الأولويات وصار مفهوماً ان النظام السوري يستميت لجر تركيا الى حرب باتت تمثل عنده مخرجاً يستند الى النظرية القائلة "اشتدي أزمة تنفرجي"، بمعنى ان انزلاق تركيا الى حرب ضد سوريا المدعومة من ايران التي تكرر انها لن تسمح بسقوط الاسد، وكذلك من روسيا التي تدعمه ديبلوماسياً وتسليحاً، سيهدد بإشعال المنطقة وهو ما يستدعي تدخلاً دولياً سريعاً ربما يوفر مخرجاً للنظام من أزمته المتمادية التي تجره الى السقوط المحتم.

وهكذا يحاول الأسد الآن ان يستسقي الحرب مع تركيا عبر قذائفه الاستفزازية التي تنفجر داخل الاراضي التركية وكان آخرها اول من امس في هاتاي، منطقة لواء الاسكندرون السوري الذي ضمته تركيا كما هو معروف. ولكن السؤال الملح: الى متى يستطيع رجب طيب أردوغان الذي سبق له ان أوصل تهديداته ضد الاسد الى السماء ان يرقص على أنغام النار السورية التي تهين سيادته وهيبته أكثر مما تؤذي أراضيه؟

واضح تماما ان تركيا التي انخرطت في مناوشات بالقذائف المحدودة رداً على الأسد، تحاذر الدخول في الحرب التي تقرع طبولها الكلامية لأن الضوء الاحمر الذي تشعله واشنطن في وجه التدخل العسكري ضد النظام السوري في مرحلة الانتخابات الرئاسية، يمنع دول الأطلسي من التحرك على غرار ما حصل في ليبيا، ولهذا فان السؤال المطروح: هل يستطيع أردوغان ان يواصل ابتلاع الاهانات النارية السورية حتى انتهاء الانتخابات الاميركية؟ وهل يضمن ان الموقف الاميركي سيتغير بعدها، والى متى يراوح عند القول: "اذا لزم الأمر خوض الحرب نفعل اللازم"؟!

عندما استعار أحمد داود أوغلو "المبادرة العربية" مقترحاً فاروق الشرع لقيادة المرحلة الانتقالية "لأنه رجل حكيم وعاقل ويعرف جيداً النظام في سوريا"، بدا كمن يلقي مياهاً باردة على رأس المعارضة السورية التي طالما رفضت محاورة "نظام القتلة" الذي يشكل الشرع أحد أعمدته، كما بدا كمن يسوّق موقفاً هدفه إزاحة الأسد ولو عن طريق شخصية من داخل النظام، وخصوصاً ان أردوغان يراوح منذ أشهر داخل المعادلة التي ابتكرها "تركيا لا تريد الحرب لكنها ليست بعيدة عنها"!

لكن بعدما أعلن عبدالله غول "ان تركيا لا تريد إراقة مزيد من دماء السوريين وتحويل سوريا دولة مدمرة"، بات واضحاً ان الحكومة التركية لن تقدم الحرب هدية العمر الى الأسد... فالتراشق بالقذائف المدروسة جيداً سيستمر بين البلدين!

=================

 ذهاب نظامَي الأسد وإيران في "زوم واحد"؟

سركيس نعوم

2012-10-10

النهار

الأسباب التي أدت الى إطالة الأزمة السورية التي تحولت حرباً اهلية كثيرة ويعرفها العالم كله. فهي تبدأ من جيش يمتلك مؤيدوه فيه السيطرة الكاملة عليه، كما يمتلكون الحافز نفسه الذي لدى النظام للقتال حتى الموت أو النصر وهو "البقاء". وتمر من عجز مجلس الامن عن الاتفاق على قرار يوقف الحرب بسبب خلاف محوري اميركا اوروبا – روسيا والصين. وتمر ايضاً بالانتخابات الرئاسية الاميركية التي تعطّل القرار في الدولة الاعظم اليوم. وتنتهي بتردد تركيا داعمة الثورة منذ بدايتها في ترجمة دعمها عملياً خوفاً من انفجار مشكلات داخلية عندها، وباستشراس ايران الاسلامية في الدفاع عن حليفها السوري وبعدم قدرة الدول العربية المهمة مالاً وشعباً على الذهاب الى الآخر في "دعم" الثوار بسبب الاعتراضات الاميركية.

هل من اسباب جديدة لإطالة الأزمة السورية؟

تعتقد مصادر سياسية عربية وديبلوماسية غربية ان ما تشهده ايران حالياً قد يكون احد اسباب رغبة الغرب في عدم حسم الوضع السوري. فالعقوبات الدولية ثم الاميركية والاوروبية التي تصاعد فرضها عليها بدأت تؤتي ثمارها، بدليل التدهور المريع للعملة الايرانية مقارنة بالعملات الصعبة، وانخفاض كمية النفط الايراني المصدّر الى الخارج وعودة النقمة الى الشارع التي عبّر عنها تجار البازار اخيراً، والتورّط الايراني في الأزمة والحرب السوريتين بلغ حدوداً قصوى، ولا يبدو ان طهران راغبة في تقليصه او قادرة على ذلك، والسبب، كما قال مسؤولوها، ان الحرب التي يخوضها الاسد في بلاده هي حربها. اي انها تدافع عن نفسها بدفاعها عن نظام الاسد، وإن بأموال الشعب الايراني وثرواته ومؤسساته.

انطلاقاً من ذلك، وفي ظل الاسباب الواردة في مطلع "الموقف" لاطالة الأزمة والحرب في سوريا، ترجّح المصادر السياسية والديبلوماسية اياها ان يكون الغرب بقيادة الولايات المتحدة قد انتقل من مرحلة الى اخرى او قد دمج مرحلة بأخرى، اي قد انتقل من العمل لوقف الحرب في سوريا باسقاط النظام الاسدي وإقامة نظام آخر ديموقراطي. وبسبب عجزه عن ذلك الآن، الى توريط ايران اكثر فأكثر في هذه الحرب بحيث ينتهي النظامان السوري والايراني في وقت واحد. إذ قد تتسبب الحرب السورية في النهاية باسقاط ايران من داخل اي بايقاعها في الفوضى والفقر، والتحركات الشعبية المذهبية والاثنية، والمشكلات الاقتصادية الحادة، وربما في الصراع على السلطة بين أهل النفوذ او بالأحرى بين مراكز القوى داخل النظام فيها وهي كثيرة وقوية. وإن يكن اقواها اثنان الولي الفقيه آية الله علي خامنئي و"الحرس الثوري". كما ان تصاعد التمرد الايراني على العالم، وخصوصاً الغربي منه، قد يدفع اميركا الى استغلال اي مبرر "شرعي" في نظرها ونظر الغرب كما في نظر المجتمع الدولي كله بما فيه روسيا والصين لضربها (اي ايران). وهذا المبرر صار واضحاً ومعروفاً ولا يتعلق بحقوق الانسان "المنتهكة" في ايران في رأي العالم او بالأحرى الغرب، ولا بغياب الديموقراطية، ولا بحقوق النساء. بل يتعلق بالقدرة النووية التي تسعى ايران بجد لامتلاكها معرفة وتكنولوجيا وموادّ وقدرة على استعمالها لاغراض السلم كما لاغراض الحرب. وهذا المبرر ليس كـ"الحمامة" التي يخرجها من "كِمِّه" الساحر في الحفلات. فايران تعرفه واميركا قررت متى تحوِّله شرعياً. ورئيسها اوباما حاول حل الأزمة مع نظام ايران بالحوار. لكنه لم ينجح رغم ان رغبته في حل حواري سلمي معها ورغم ان حربي سلفه جورج بوش الابن في العراق وافغانستان حقّقتا اهدافاً استراتيجية لايران لم تكن تحلم بها. ولذلك فان اوباما سيعطي ايران اذا جدّد ولايته اشهراً قليلة للانخراط في عملية توصل الى حل نهائي لملفها النووي تحت طائلة توجيه ضربة عسكرية قوية اليها في حال الرفض. ذلك ان اقترابها من تنفيذ  حلمها النووي صار خطِراً ومخيفاً. علماً ان رئيساً جمهورياً قد يفعل الشيء نفسه اذا سقط اوباما وربما بحماس اكبر.

إلا ان السؤال الذي يطرحه هذا الموضوع، اي استغلال أزمة سوريا لإطاحة نظامها ونظام الملالي الايراني، هو: هل لاميركا واوروبا بل للمجتمع الدولي مصلحة في ازالة عقبة كبيرة واستراتيجية من أمام الاصولية الاسلامية السنية المتصاعد انتشارها بقوة في العالم الاسلامي؟ علماً ان هدف هذه الاصولية تدمير اميركا و"الكفار" و"المشركين". كما ان سؤالاً آخر يُطرح هو: ما هي مصلحة ايران في دفع الغرب بل العالم الى الوحدة ضدها في عالم اسلامي بدأ يصبح معادياً لها وبشراسة؟

=================

لبنان ينأى بنفسه عن سورية.. فماذا عن "حزب الله"؟

2012-10-10 12:00 AM

الوطن السعودية

ضلوع حزب الله في الأزمة السوريّة لم يعد خافيا على أحد، ولكن الجديد في الأمر أن تمظهرات هذا التدخل تعززت خلال الأسبوع الأخير بشكل لافت ومستفز لكل مناصري الشعوب، ليس في سورية فحسب ولكن في العالم أجمع. ويمثل إعلان الجيش الحر عن اعتقال 13 عنصرا من حزب الله بكامل عتادهم العسكري في ريف حمص، الحلقة الأحدث في سلسلة الأدلة التي تؤكد أن الحزب غارق حتى أذنيه في دعم نظام بشار الأسد.

إن عناصر حزب الله الذين تم تشييعهم مؤخرا بدءا من المدعو "أبو عباس" وزمرته الذين قضوا في كمين بحلب، وانتهاء بتشييع عنصر حزب الله حسين النمر الذي قتل أيضا في حلب ودفن في بعلبك، لا يمثلون غير رأس جبل الجليد وما يدعم ذلك هو تقرير صحيفة "التايمز" البريطانية الأخير الذي تحدث عن احتفاظ الحزب بنحو 1500 من عناصره داخل سورية تقاتل إلى جانب نظام الأقلية العلوية. كما أن الانفجار الذي طال مخزنا للسلاح تابعا للحزب في بلدة النبي شيت خلال الأسبوع الماضي لا يمكن قراءته بمعزل عما ذكر آنفا، فقد تكشف أن المخزن كان بمثابة معمل تجهز فيه الأسلحة لإرسالها إلى سورية، ووقع الانفجار في إحدى السيارات خلال تلغيمها بعبوة ناسفة.

إن سياسة النأي بالنفس عن أحداث سورية التي تتحدث عنها الحكومة اللبنانية، لا تعدو أن تكون "كلاما مرسلا"، فما يجري على أرض الواقع يقول غير ذلك. فالحزب يعمل بخطى حثيثة على توريط البلاد وجرها لأتون حرب سورية من خلال وسائل كثيرة. فالمضايقات التي يمارسها ضد اللاجئين داخل لبنان وعرقلة عمليات إغاثتهم وخطف بعض الناشطين وتسليمهم لنظام دمشق بل حتى قتلهم، كل ذلك يتناقض مع سيادة الدولة ولا يأبه لوجود نظامها السياسي ويظهر الحزب كما لو أنه دولة داخل دولة.

=================

 المالكي بديلا للأسد في المنطقة!

طارق الحميد

الشرق الاوسط

10-10-2012

زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى روسيا، والإعلان عن صفقة الأسلحة الضخمة التي اشترتها بغداد من موسكو، تستدعي طرح كثير من التساؤلات، وتستحق التأمل، نظرا للخيارات الاستراتيجية، والتوقيت، ولعبة التوازنات في المنطقة، خصوصا مع ما يحدث في سوريا.

لواضح أن السيد نوري المالكي يحاول الجمع بين ما لا يجمع من حيث التحالف مع طهران، وواشنطن، وموسكو، في وقت واحد، وهذا ما لم ينجح فيه أحد في المنطقة، لأن الاستحقاقات حقيقية. ويكفي تذكر كيف فشلت نظرية وزير الخارجية التركي «تصفير المشاكل» حيث نجد أنقرة غارقة اليوم في مشاكل المنطقة. وليس بسبب السياسات التركية، بل لأن مشاكل هذه المنطقة تتبعك حتى لو قررت تجاهلها، وستغرقك لو قررت التعامل معها بشكل هش. ومن هنا تأتي خطورة تداعيات زيارة المالكي إلى موسكو، والإعلان عن الصفقة العسكرية الضخمة. فاكتمال بناء الجيش العراقي، مثلا، لن يتحقق بشراء الأسلحة الروسية، خصوصا أن هناك برامج أميركية قائمة على قدم وساق لبناء الجيش العراقي. والطبيعي سياسيا، في حالة عراق ما بعد صدام حسين، أن تكون عملية التكامل في تسليح القوات العراقية من خلال الأسلحة الأميركية، والأوروبية. وقد تكون هناك آليات روسية، ولكن ليس بما يزيد على الأربعة مليارات دولار، فالمفترض أن عراق اليوم ليس نظاما معزولا، والمعروف في منطقتنا أن أبرز زبائن الأسلحة من موسكو هم إما الأنظمة العربية المعزولة، أو التي تريد مناكفة أميركا وأوروبا بحثا عن مقابل سياسي.

وهذا يقودنا للآتي.. فإذا كان العراق يريد أن يكون عضوا عربيا فعالا، وداعما للديمقراطية، والاستقرار، فلماذا الصفقة الآن مع موسكو المعطلة لأي حل في سوريا عبر مجلس الأمن، خصوصا أن المالكي يقول إنه لا يدعم الأسد، ولا المعارضة؟ ولماذا الصفقة العسكرية الآن مع موسكو، والأفضل سياسيا للعراق أن تكون الصفقة مع أميركا، أو أوروبا، لا سيما مع الأوضاع المالية في الغرب، وقبلها الانتخابات الأميركية الرئاسية؟ كل ذلك يقول لنا إن السيد المالكي يريد أن يكون بديلا للنظام الأسدي، وها هو يطمئن موسكو على أن هناك من هو قابل بشراء أسلحتها الآن.

فما فعله العراق ببساطة هو أنه وفر للروس بديلا عن النظام الأسدي، ودون ثمن سياسي تجاه ما يحدث للعزل السوريين، وأظهر موسكو غير معزولة عربيا، وهذا يبين أن المالكي يريد أن يأخذ مكان الأسد في المنطقة، ولكن بنسخة معدلة، والحقيقة أنها مشوهة، وإلا كيف سيكون بمقدور المالكي الجمع بين كل من إيران وواشنطن وموسكو، وأن تكون له علاقات مميزة مع محيطه العربي؟

وعندما نقول إن المالكي يريد أن يكون بديل الأسد في المنطقة، فاللافت هو حجم التصريحات العراقية عن ضرورات الانفتاح العراقي على موسكو من أجل «مكافحة الإرهاب»، وهذا الأمر بحد ذاته يعد بمثابة تعليق الجرس، فروسيا تردد عبارة «مكافحة الإرهاب» منذ انطلقت الثورة السورية، حيث يحصر الروس «الإرهاب» بالسنة، والآن تتحدث حكومة المالكي عن تعاون مع الروس لـ«مكافحة الإرهاب». فهل تحتاج المسألة إلى كثير من الذكاء لنفهم أن المالكي يريد أن يكون بديل الأسد في المنطقة وحامي الأقليات، وخلافه من الشعارات؟

=================

مستقبل ينفض الماضي عن كاهله!

ميشيل كيلو

الشرق الاوسط

10-10-2012

في عمقها الحقيقي، ليست معركة النظام لإنقاذ نفسه وفرض قبوله بالعنف الأعمى على شعب سوريا الذي يرفضه ويقاومه مجرد معركة سياسية في منطلقاتها ونتائجها، رغم أنها تبدو ظاهريا كذلك.. وليست بطبيعة الحال معركة أغلبية ضد أقلية كما يقول لسان طائفي جاهل وتافه.. وليست معركة فقراء ضد أغنياء، ففي صفوف الثورة آلاف الأغنياء الذين يضحون بالغالي والنفيس من أجل استمرارها وانتصارها.. ولم تعد مجهولة قصص من تركوا مستودعاتهم المليئة بالبضائع والسلع مفتوحة للمحتاجين من المواطنين، دون أن يطلبوا قرشا واحدا من أحد، أو يعرفوا أسماء أو هوية من أفرغوها.. إلى هذا، ليست معركة سوريا مجرد صراع بين الحرية والاستبداد، بل هي بعد هذا وذاك معركة المستقبل الذي يناضل للانعتاق من ربقة ماضٍ قاسٍ وظالم ومتخلف يمثله نظام يدعي التقدمية والثورية والعلمانية، هو لا نظام بما أنه يقوم على عبادة فرد بلغ من التخلف حدا جعله يضحي بالشعب في سبيل كرسيه، بدل أن يضحي بنفسه وبكرسيه في سبيل من يسميه شعبه.. إنه نظام يمثل ماضيا اندثر في كل مكان، سمته الرئيسية مخالفته لطبيعة الإنسان السياسية والمجتمعية والإنسانية، ومجافاته لسنن التطور والتقدم، وسيره عكس التاريخ، واحتجازه مواطنيه في قفص ضيق من الرعب والإفساد والعنف والتجهيل والتمييز، وتصميمه على فرض نفسه عليهم بوسائل همجية لا تمت إلى أي تاريخ عرفه الإنسان بأية صلة بناءة..

إنه الماضي يرهب المستقبل ويحول دون قدومه بقتل حملته من مواطني سوريا، الذين يشقون دربهم إليه بأجسادهم وأرواحهم، ويغذون نسغه بدمائهم ويمضون نحوه برؤوس مرفوعة وجباه عالية، رغم تساقط مئات الشهداء، وتشرد الآلاف، واختفاء العشرات، وجرح أعداد يصعب حصرها من بناتهم وأبنائهم يوميا.. وهو الماضي الذي لا يريد أن يمضي رغم رفض أغلبية مواطني سوريا له وقيامهم بنزع الشرعية عنه وعن ممثليه ورموزه، ويصر على مقاومة المستقبل، الذي يناضل في سبيله مجتمع نما وصار حديثا وحرا في غفلة عن سلطة أقلوية / فئوية فقدت جميع مسوغات وجودها، ولعبت أشد الأدوار السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية سلبية في تاريخه، فهي معركة جديد يحمله الشعب وقديم يجسده أعداؤه الحاكمون، فلا مجال لأية تسوية بينهما، مع أن توفر حد أدنى من المنطق لدى أهل السلطة كان سيتكفل بإقناعهم بعبثية موقفهم ومسعاهم التدميري، وسيدفعهم إلى قبول خيار الشعب، على غرار ما فعلته النخبة الحاكمة في الدول الاشتراكية السابقة في أوروبا الشرقية والوسطى، التي وجدت أن العصبية السياسية التي كانت تربطها لم تعد كافية لضمان استمرار سلطتها، فتخلت عنها وسلمتها طوعيا إلى ممثلي الجديد: المجتمع الذاهب إلى الحرية، الذي كان قد سجن لفترة طويلة في قفص الاستبداد، قبل أن يقوم بثورة سلمية حملها مواطنون هتفوا بالملايين: «نحن الشعب»، فصدقهم حكامهم وردوا إليهم سلطة اعتقدوا دوما أنهم هم الذين يمنحونها شرعيتها، وأنها لا يجوز أن تستمر ضد إرادتهم، فكان سلوكهم أمثولة يجب أن يحذو حذوها كل من يحب شعبه ويحترم إرادته...

ليس الشعب في نظام الأسدية مانح الشرعية ومصدرها، بل إنه يستمد هو نفسه شرعية وجوده من حاكم فرد يحق له القضاء عليه إن هو قاومه أو عارضه وطالبه بالرحيل.. وفي منطق الأسدية لا يوجد انفصال بين السلطة والوطن، ولا مكان للشعب خارج السلطة التي تجسم الوطن، والوطن الذي يتجسد في السلطة، ولا يحق لمواطن الاعتراض على السلطة أو نقدها لأنه يكون بذلك قد اعترض على الوطن وانتقده، وما في هذا من خيانة يستحق مرتكبها القتل: مواطنا كان أم جماعة أم شعبا..

هل تمثل هذه الآيديولوجية، وما تضمره من ممارسة تسوغ قتل الشعب، من الحاضر أم من الماضي؟.. وهل تنتمي إلى عوالم التوافق والتحضر السياسي والمدني أم إلى عالم التصارع الهمجي / الحيواني؟.. وهل يحتاج الشعب كي يعي ضرورة الخلاص منها إلى تحريض وتآمر خارجي، أم أنها هي التي تدفعه إلى التمرد عليها والعمل للتخلص منها؟ لأن التخلص منها مهمة لا تحتمل الإرجاء، وتحرير للوطن من سلطة احتلال داخلي، سجنه في قفص خانق تسبب في موته البطيء، ولم يترك له من خيار غير الانتفاض والثورة سبيلا إلى الحياة، وحين طالبه شعبه بحريته بادر إلى إبادته، كي لا يبقى في الوطن أحد غيره، بدل أن يتذكر أمثولة النخب التي تخلت عن السلطة وأنقذت وطنها ونفسها، بمجرد أن طالبها شعبها برد السلطة إليه..

ليست معركة سوريا غير معركة مستقبل يريد الإفلات من أوزار ماضٍ ثقيل وعنيف، ومعركة مواطن يريد الخروج من رداء سلطة احتلالية، وعقل يطلب التحرر من سلطان اللاعقل، ومدنية تحاول الخروج من سجن الهمجية، وإنسان حر ينسف أغلال عبوديته، وها هو يدمرها كي يعيش أخيرا حياته كإنسان هو ركيزة وحامل أي نظام سياسي ومجتمعي، وأية دولة تستحق اسمها.

واليوم، يولد الشعب السوري من جديد، رغم آلام المخاض وأخطاء المشرفين على الولادة.. إنه يولد بدلالة مستقبل يتيح له منذ الآن إطلاق صرخة الحرية، التي سيتردد صداها في كل مكان يغلق الماضي فيه درب المستقبل، وتحكم فيه القلة الهمجية الشعب رغما عنه وضد إرادته، ويمتثل فيه المواطن لقولة سيدنا عمر التي تستنكر وتدين استعباد من ولدتهم أمهاتهم أحرارا.. لم تقتدِ الأقلية السورية الحاكمة بأمثولة حديثة وقعت قبل عشرين عاما ونيف، فاقتدى الشعب السوري بأمثولات عرفها تاريخ البشر خلال النضال من أجل الحرية، وفي حين تمثل أمثولة السلطة الماضي تلد أمثولة الشعب المستقبل، الذي ما إن تصنعه إرادة الأحرار حتى يكتسح جميع العقبات والعوائق التي تقف في طريقه، ويبلغ غايته مهما غلت التضحيات وطال أمد الكفاح..

ينفض المستقبل الشعبي أوزار الماضي السلطوي عن كاهل سوريا، ويشق درب الحرية لمن يتوقون إليها ويصممون على بلوغها، مهما طال الزمن..

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ