ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مقالات مختارة من الصحف العربية ليوم 12-10-2012 متى تتحرك
الخلايا الإيرانية ـ السورية «النائمة»؟ وفيق السامرائي الشرق الاوسط 12-10-2012 أعاد الإعلان اليمني
عن كشف خلايا تجسس إيرانية، تسليط
الضوء على ما يوصف بالخلايا الإيرانية
- السورية النائمة، التي لا ينبغي
إنكار وجودها في البلاد العربية
وتركيا، فهي موجودة فعلا بدرجات
متفاوتة، غير أن معظمها لا يتعدى خلايا
تجسس صغيرة، لا تستطيع أن تحدث فعلا
مسموعا حتى لو أوعز إليها للقيام
بعمليات تخريب. ولا تتحدد هويتها
بانتماء ديني معين. فالمال وسياسة
التوريط، ومشاعر النفور والفشل،
والخلافات الحادة، تقود إلى خروج بعض
الأفراد عن قواعد السلوك الوطني. وإضافة إلى ما تكرر
قوله عن أن أذرع إيران وسوريا ستحول
المنطقة إلى جحيم إذا ما حدث تدخل
عسكري في سوريا، استوقفتني تحذيرات
مفادها أن ضرب البرامج النووية
الإيرانية سيفجر اضطرابات في مصر
والأردن، تؤدي إلى إلغاء اتفاقيات
السلام مع إسرائيل! وهو خيال تعدى
تخيلات سابقة في دول قادتها إلى الجحيم.
وبرهنت سياساتها على أن أهوس الزعماء
هم الذين يتغنون بولاءات خارج حدود
بلدهم. ما يتردد من تقولات
كيدية عن ثغرات في الوضع الأمني
الأردني بعيد كليا عن الواقع، فقد جربت
أجهزة السلطة السورية قدرتها على
تشويش حالة الأمن الأردني، ولم تصطدم
بجدار مباشر فحسب، بل اصطدمت بقوات
وأجهزة أمنية تحظى بوعي شعبي رصين،
وتصرف قيادي متوازن. فأحبطت كل
مشاريعها ابتداء من خط استقبال
اللاجئين. ومن أبرز ما يدل على الثقة هو
أن يبقي الأردن حدوده مفتوحة على الرغم
من الانفلات على الجانب السوري،
تعبيرا عن التزام تاريخي بالوقوف إلى
جانب الشعب السوري. وبما أن الخلايا
الإيرانية وخلايا السلطة السورية
أصبحت واحدة، بعد أن اتضحت العلاقات
المصيرية بين بشار وإيران، فإن الفشل
السوري يعني فشلا لخلايا إيران. وفي الحالة المصرية،
فإن وصول زعيم إخواني إلى الرئاسة لم
يغير شيئا، لا من قواعد السلوك ولا من
الاتفاقية مع إسرائيل، وثناؤه على
الرئيس عبد الناصر، ومنحه أرفع
الأوسمة لبطل اتفاق السلام، يدلان على
أن القضايا الاستراتيجية لا تغيير
عليها. فعن أي اضطرابات وإلغاء
للمعاهدات تتحدث هذه الفئة من
المحللين والكتاب وأوكار المخابرات
والحرب النفسية؟ وفي لبنان، أثبت ما
أعلن عن تورط النائب والوزير السابق
ميشال سماحة في أخطر مخطط تخريب أمني،
قصة تدهور غير عادي في مشاريع تحريك
الخلايا. فقد تحول حزب الله من فلسفة
السيطرة على الوضع اللبناني في
المرحلة الحالية، إلى تقديم ما يمكنه
تقديمه في ساحة الحرب على الأرض
السورية مباشرة، بعد أن أدرك خطورة
التحرش بإسرائيل على غرار المرات
السابقة، وفقدانه سحر الحصول على
مصفقين من العرب ومن شعوب إيران التي
تفاقمت معاناتها الاقتصادية، وأصبحت
لبنان وسوريا وفلسطين مفردات نحس
عندها. وسيعرضه أي صدام فعال مع
إسرائيل لضربات قد تكون نهائية. الخلايا في الخليج
معروفة ومرصودة، وقد أخرجتها من
سكونها عمليات الجس الأمني المتعمد،
فأحاطت بها الأجهزة في الوقت والمكان
والظروف الملائمة للإحباط. وكانت
التحذيرات الإيرانية والسورية سببا
مهما في دفع الأجهزة العربية إلى تبني
خطط المبادرة، ربما خلاف قواعد العمل
في بعضها، التي تعتمد نظرية عدم تحريك
السواكن. كما أن خليج اليوم ليس خليج
زمن الشاه وبدايات الثورة التي
أسقطته، فعلى مدى ثلاثة عقود، تمكن
الخليجيون من بناء قوات عسكرية وأجهزة
أمنية متقدمة، تراكمت المهارات الفنية
في مؤسساتها، ولم يعد القلق على
مسؤولياتها قائما. أما الوضع التركي
فهو الأكثر حساسية، إلا أن احتفاظ
النظام السياسي بأغلبية مريحة، وقوة
القوات المسلحة، وعراقة أجهزة الأمن
والاستخبارات، وقوة الوضع الاقتصادي،
والعلاقات الخارجية المميزة، والخوض
العميق في طوفان الحرب السورية، عوامل
تجعل الخلايا النائمة إذا ما أفيقت
عديمة الجدوى على مستوى الأمن
الاستراتيجي. الظروف القاسية التي
تمر بها السلطة في دمشق، والتدهور
الاقتصادي في إيران، وقرارات رفع
مجاهدين خلق من اللائحة الأميركية
للإرهاب، تثبت أن هذا الوقت هو الذي
ينبغي أن توقظ فيه الخلايا النائمة، «إن
كانت قادرة على الاستفاقة». وإلا فلا
جدوى من تحريكها «إذا ما تقرر» إطلاق
الصواريخ نحو أهدافها في إيران، أو بعد
سقوط سلطة القمع في سوريا! والحقيقة هي
أن هذه الخلايا فقدت عناصر التأثير عما
كانت عليه قبل الحرب السورية، وأصبح
التلويح بها عبثيا. ======================== أردوغان يسقط
المعارضة في شر مواقفها محمد عادل عقل' 2012-10-10 القدس العربي لم يكن الخطاب الذي
ألقاه أردوغان يوم الثلاثاء 9/10/2012 امام
كتلته البرلمانية '60' من أعضاء مجلس
الشعب التركي'، خطابًا دعائيا
انتخابيا، فالانتخابات ما زالت تفصلنا
عنها أكثر من 32 شهرًا. أردوغان، في خطابه،
الذي بثته فضائيات عربية،كالجزيرة
وغيرها، أفصح عن كثير من طرق التفكير
الدبلوماسي والسياسي التركي، ووضع
نقاطه على حروف منقوصة استهدفتها
المعارضة اليسارية، لتشويه صورة نظام
الحكم الذي يديره حزب العدالة
والتنمية منذ أواخر عام 2002. كشف أردوغان أن سوريا
لم تكن هدفًا مصلحيًا تبحث عنه تركيا
لتجد لها موطئ قدم في الشرق الاوسط
الجديد، بنسخته التركية، كما يحلو
للبعض أن يسميه. وقال أردوغان بالنص 'الشعب
السوري، أمانة أجدادنا في أعناقنا'،
والمحافظة عليه هدف استراتيجي كما
المحافظة على شعبنا التركي. وبيّن أردوغان أن
وقوفنا الى جانب الشعب السوري ليس
وقوفًا مذهبيًا، وانتصارنا لثورات
الربيع العربي لم تنطلق من منطلقات
مذهبية ايضا، فالحكام العرب الذي
اسقطتهم الثورة هم من 'أهل السنّة'،
وهنا تتهافت مقولات البعض، لا سيما
المعارضة اليسارية التركية التي تدّعي
'أننا نقف ضد النظام السوري لأنه علوي'. وردّ أردوغان على
مقولات زعيم حزب الشعب الجمهوري
المعارض، كمال كليتشدارأوغلو، التي
تتهم حكومة حزب العدالة بأنها تنفذ
أجندة أميركية، وقال: أنتم من وقفتم
أمام أمريكا،خاضعين، كما نقف نحن في
الصلاة، بين يدي رب العباد. وأضاف أردوغان: نحن
نتعامل مع أمريكا موقف الند بالند،
والإحترام المتبادل، ولا ننفذ الا ما
فيه مصلحة شعبنا التركي العظيم. وقال أردوغان: لن نقف
مكتوفي الأيدي أمام من يقتل ابناءنا،
ونحن لم نكذب على شعبنا، الذي استهدفنا
بالقصف، استهدفناه بالمثل، وقصفنا
الاهداف التي قصفتنا. وأكد الزعيم التركي
أنهم ليسوا دعاة حرب، ولا نرغب أن تذرف
أمهات السوريين الدموع كما ذرفت امهات
ابنائنا،نحن لسنا ضد الشعب السوري
،إنما ضد نظام يقتل شعبه. واشار أردوغان الى أن
بشار الأسد يسير على خطى أبيه، و يريد
أن يحطم رقم أبيه في القتل، ليسجل
ارقاما قياسية تتجاوز الاعداد التي
أرداها والده في ثمانينات القرن
الماضي. وأوضح أردوغان أن
الشعب التركي يتفهم مواقف حكومته،
التي فوضها البرلمان بتنفيذ مهمات
عسكرية خارج حدود البلاد، وهو موقف
ديمقراطي أصيل يذكّر بموقف البرلمان
التركي المشرّف في عام 2003 الذي رفض
استخدام أراضيه من قبل قوات الحلفاء في
حربهم ضد نظام صدام حسين في العراق. أردوغان استطاع
ايصال رسالته لجميع الأطراف المعنية،
فقد اوصلها للمعارضة وكشف مواقفها غير
المنسجمة مع إرادة الشعب التركي،
وأوصل رسالته لداعمي حزب الشعب
الجمهوري اليساري المعارض من
العلويين، وأفهمهم أن المسألة ليست
لها أبعادًا مذهبية، بدليل دعم تركيا
لإيران الشيعية في ملفاتها الدولية. كما أوصل رسالته
للمعارضة السورية، بان دعم تركيا لهم
تنطلق من التاريخ المشترك،ووصية
الاجداد العثمانيين بهم، إضافة لروابط
الدم التي لا تعترف بالحدود بين
البلدين. وأوصل الزعيم التركي
رسالته للقوميين العرب، وأن تركيا لا
تنطلق في مواقفها من منطلقات المصالح
الضيّقة،وأن الجدران التي بنتها
القوميات بيننا، جلبت للطرفين العزلة
والشحناء والبغضاء، وتقطيع صلات
الارحام، وأن تركيا تعتبر رفعة العرب
رفعة لها،وقوة العرب قوة لتركيا. كما
بعث أردوغان برسالته لدول الإقليم
الذي يحاولون اللعب على حبال الداخل
التركي باستفزاز ودعم منظمة حزب
العمال الكردستاني للقيام بتفجيرات
هنا وهناك،لإشغال أنقرة عن القيام
بواجباتها المحلية والإقليمية،
ومتابعة رسالة النهوض الإقتصادي الذي
يشهد له القاصي قبل الداني، وكان
الزعيم التركي واضحًا في انه لن يتنازل
عن مكافحة الإرهاب وان التفاوض مع
المسلحين لن يكون في ظل بقاء السلاح في
أيديهم. من هنا يمكن ان نخلص
الى القول بأن رئيس الوزراء التركي
،طيب رجب اردوغان تمكن في أقل من ساعة
زمنية، تفنيد كل الإدعاءات التي تقول
بأن حزب العدالة والتنمية، بدأ يفقد من
رصيده الشعبي الداخلي، بفعل الاحداث
الدامية في سوريا، وكشف حقيقة الموقف
التركي، الذي لا مشكلة له مع الشعب
السوري الشقيق، إنما الإشكال مع نظام
دمشق، الذي أجمعت كل دول العالم،
باستثناء قلة لا يتجاوز عددها أصابع
اليدين،وأنه نظام قمعي إرهابي قاتل،
يجب استئصاله وتخليص السوريين منه. ' رئيس تحرير وكالة
الأناضول للأنباء ================= الأزمة السورية
الهائلة والعلاقات الإقليمية
والدولية * رضوان السيد الدستور 11-10-2012 لا أظنني مستطيعاً
الإتيان بجديد فيما يتصل بالوقائع
الداخلية للمأزق الفظيع والمذابح
الفظيعة بسورية. فهناك مائةٌ وخمسون
قتيلاً في اليوم الواحد، ويضاف لذلك
التخريب المنهجي للمدن والبلدات، غير
آبهين بالتاريخ والجغرافيا البشرية
والإنسانية. وهناك مليونا مهجَّر
بالداخل ومن حول سورية. وهناك مئات
الألوف من المعتقلين الذين يموت بعضهم
تحت التعذيب فيُرمَون بالخارج، أو
يُدفنون سراً. وهناك بالطبع مئات
الألوف من الجرحى. وهكذا فإنّ تصرفات
النظام الإرهابية والإجرامية نالت
نيلاً مباشراً من خسمة ملايين سوري.
كما نالت من 60% من العُمران الذي أنجزه
الشعب السوري خلال السنوات الخمسين
الماضية. كلُّ هذه الوقائع
والأمور التي لا تُصدَّقُ صارت معروفة
سواء شئنا التصديق أم أبينا. وكان علي
أكبر ولايتي مستشار الخامنئي قد جاء
إلى سورية قبل أُسبوع ورأى الأسد وتحدث
عن ثقته (يعني ثقة ولايتي) بانتصار
النظام المقاوِم على المؤامرة الدولية(في
نظر وليد المعلِّم: الكونية!)التي
حاكها الأميركيون والإسرائيليون!
وكأنما انزعج بعض الإيرانيين من هذا
الاستكبار غير الإنساني، فقاد ولايتي (الذي
كان وزيراً للخارجية أيام رفسنجاني)
إلى ذكْر الانتصار، إنما هذه المرة على
لسان الأسد نفسه، فقد قابله فوجده بـ”
كامل وعيه ويقظته”، وليس في حالة
إنكارٍ أوغضب؛ وهو واثقٌ أنه سينتصر
على المؤامرات بدعم ومؤازرَة
الجمهورية الإسلامية، التي تحرص
دائماً على سلامة ووحدة الشعب السوري،
وصموده في وجه “كلِّ الأعداء”! ولننظر
أولاً في “أصدقاء” الرئيس الأسد،
الذين توالت تصريحاتهم مبشِّرين
بالنصر القريب: إيران و”المتطوعون”
من العراق من “جيش المهدي” و”متطوعو”
حزب الله الذين كثُر في الأيام الأخيرة
تشييع شهدائهم “الذين سقطوا أثناء
أدائهم للواجب الجهادي”، وفيلق القدس
الإيراني الذين أسر الثوار ثمانيةً
وأربعين من ضباطهم قبل أسابيع، كما
أسروا من حزب الله ثلاثة عشر “فارساً
مجاهداً” قبل أيام. وكلُّ هؤلاء
المقاتلين الأشاوس- بالإضافة إلى 150
ألفا من مقاتلي الأسد الرسميين و
الطائفيين- مدرَّبين ومزوَّدين
بالأسلحة الثقيلة والطائرات من روسيا
وإيران والصين وكوريا الشمالية. أما أعداء الأسد
المقاوم والممانع وصديق حزب الله
وإيران فهم: الشعب السوري، ومعظم دول
الجامعة العربية (باستثناء الحكومة
اللبنانية التي يسيطر عليها حزب الله،
وحكومة المالكي التي يسيطر عليها
الإيرانيون، والحكومة الجزائرية
الممانِعة بدورها!)، و133 دولة من دُوَل
العالم الـ 190! ويمكن أن نُضيف إلى
حكومة بوتفليقة في الجزائر وحكومة حزب
الله بلبنان وحكومة إيران بالعراق،
حكومة نتنياهو بإسرائيل لأنها تخشى
بزوال الأسد أن تضطرب حدودها مع سورية
التي تحتلُّ الدولة العبرية 15% من
أرضها، ومع ذلك فإنّ الحدود سكنت منذ
العام 1973! واعجبوا قبل هذا وبعده لموت
الإيرانيين وجماعة حزب الله وجماعة
جيش المهدي من أجل النظام المقاوم الذي
لم يحرِّرْ أرضه ولا فكّر في ذلك، في
سبيل ماذا يموتون؟! إنّ الخلاصة أنه رغم
وقوف العالم الأوسع ومن ضمنه العرب
والمسلمون مع الثورة السورية؛ فإن
الدعم الذي يُقدَّمُ للثوار أقلّ
بكثير من الدعم الذي يتلقّاه الأسد
وزبانيته. وقد قال الأسد لبعض مَنْ
زاروه إنه سيقوم مع حلفائه بالمحاولة
الأخيرة لإبادة كل المناطق الثائرة
حتى آخِر هذا الشهر. وهكذا فإننا لا
نستطيع انتظار أوباما ولا الولايات
المتحدة ولا حتّى تركيا. لا بد من تدخلٍ
عربيٍّ سريعٍ عسكري وسياسي وإنساني
لإنقاذ الشعب السوري من المذابح
والإبادة- أو سنندم كما ندمنا في
فلسطين والعراق، ولات ساعة مندم! ================= هل نشهد تغيراً
في الموقف الروسي حيال سورية؟ فايز سارة * الخميس ١١
أكتوبر ٢٠١٢ الحياة تحمل
الأسابيع القليلة القادمة مؤشرات
تغيير كبير في الموقف الروسي حيال
الوضع في سورية، والتعبيرات الأولية
لتغييرات الموقف الروسي تبدو واضحة في
أمرين اثنين: أولهما حركة ديبلوماسية
يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف
تتضمن مباحثات حول الوضع السوري وسبل
معالجته، حيث يزور الأول تركيا في
الأسبوع المقبل، فيما يزور الثاني كل
من مصر والسعودية بداية الشهر المقبل،
ويلتقي أقرانه وزراء مجلس التعاون
الخليجي في إطار اجتماعات الدورة
الثانية للحوار الإستراتيجي بين روسيا
ومجلس التعاون الخليجي في الرياض. أما الأمر الثاني في
مؤشر تغييرات الموقف الروسي، فيكمن في
خطوات عملية، لعل أهمها فتح أبواب
موسكو لاستقبال مختلف فصائل المعارضة
السورية واستقبال المبعوث العربي
والدولي الأخضر الإبراهيمي من أجل
إجراء مشاورات حول الوضع في سورية
واحتمالاته وسبل معالجته، إضافة إلى
توجه موسكو نحو إعطاء بيان جنيف حول
سورية قيمةً إجرائية وتطبيقية، من
خلال «جعل بيان جنيف أشبه بقرار منفصل
لمجلس الأمن الدولي، يكون ملزماً لكل
الأطراف المعنية» من اجل وقف اطلاق
النار في سورية على طريق معالجة
الأزمة، كما قال نائب وزير الخارجية
الروسي بوغدانوف. والسر في تحول الموقف
الروسي يرتبط بقرب اجتياز الولايات
المتحدة بوابة الانتخابات الرئاسية،
بما يعنيه من تحرر واشنطن من هذه
العقدة وبالتالي قدرتها على اتخاذ
قرار أكثر جرأة في الموضوع السوري، وهو
تطور مقترن بجملة من التغييرات
الدولية والسورية التي تواصلت في
الأسبوعين الأخيرين، ومنها التصعيد
الأميركي-الإسرائيلي ضد إيران، والذي
يميل المراقبون إلى تأكيد انه سيتمخض
عن هجوم على إيران في أعقاب الانتخابات
الأميركية، وبينها ما شهدته إيران
أخيراً من انهيار في قيمة عملتها
بالتزامن مع حراك شعبي وسياسي ضد
سياسات حكومة أحمدي نجاد، وكلها سوف
تؤثر على انخفاض، إن لم يكن توقف الدعم
الإيراني المقدم إلى سورية، الأمر
الذي سيلقي عبئاً جديداً على موسكو
إزاء حليفها السوري. كما أن بين العوامل
الضاغطة على الموقف الروسي، معاناة
دول الجوار السوري وسيرها نحو مشاكل
جديدة ناتجة عن تداعيات الوضع السوري،
وأبرزها ضغوطات دخول مئات آلاف
اللاجئين السوريين إلى هذه البلدان،
وقد قارب عددهم نصف مليون نسمة بينهم
أكثر من ثلاثمئة ألف لاجئ مسجل. والأمر
الثاني الأشد خطورة، هو تدهور الأوضاع
الأمنية على حدود سورية مع دول الجوار،
من خلال سقوط القذائف في الجوار، كما
حدث في لبنان والأردن وتركيا
وإسرائيل، أو عبور القوات السورية
الحدود المشتركة، على نحو ما حدث في
خرق طائرات سورية الحدود مع العراق
وقوات سورية الحدود مع لبنان، وكان
التطور الأهم في هذا الجانب، ما حدث
على الحدود السورية التركية من قصف
متبادل، الأمر الذي هدد -ولا يزال-
باندلاع حرب سورية تركية إذا تكرر
القصف السوري للأراضي التركية. ورغم أهمية العوامل
السابقة في ضغطها على الموقف الروسي،
فإن العوامل السورية الضاغطة على
موسكو ليست أقل وزناً وتأثيراً في هذا
الاتجاه، حيث لا يمكن الموقف الروسي أن
يستمر في معاندته الضغوطات عليه من
جانب الولايات المتحدة والدول الغربية
وكذلك العربية ودول اخرى في مجلس الأمن
وأماكن أخرى، من أجل الاستجابة لموقف
قوي وضاغط على السلطات السورية
للانخراط في حل سياسي للوضع السوري،
خاصة وأن نهج المعالجة العسكرية
الأمنية الذي تتابعه السلطات لم يؤدِّ
إلى نتيجة، رغم اعتمادها مبدأ الحرب
الشاملة ضد المعارضة والتجمعات
السكنية، وإيقاع أفدح الخسائر البشرية
والمادية، وخاصة لجهة وصول عدد
الضحايا في اليوم إلى مئتي شخص،
باستثناء الجرحى والمعتقلين. ويتزامن مع التدهور
الأمني واتساع حدود المعاناة
الإنسانية لملايين السوريين، نتيجةَ
تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعاشية
لأغلبية السكان، انسدادٌ في الأفق
السياسي للأزمة في الداخل، حيث لا فرصة
لحراك أو لحوار في المجتمع وكتله
المختلفة أو داخل النظام، بل إن ما
يجري تأكيده هو مزيد من التشديد خوفاً
من انفلات الوضع الأمني من جهة، وكي لا
يلتقط الحراك الشعبي أنفاسه ويعاود
توسيع حراكه السلمي والجماهيري، وكان
من نتيجة التشديد تبدل في حساسيات
الصراع، وانتقاله إلى أوساط وحلقات
كانت اعتُبرت هادئة في الفترة الماضية
وتمثل قوة صلبة في تركيبة النظام
الحاكم، ومنها مناطق في محافظتي طرطوس
واللاذقية، وتعبيرها الأبرز أحداث
مدينة القرداحة الأخيرة. وسط تلك المتغيرات،
لا يحتاج إلى برهانٍ قولُ إن الموقف
الروسي لا يمكنه أن يستمر على الخط
ذاته من الوضع السوري، داعماً
ومسانداً ومتحملاً كل الشروط السياسية
والمادية المحيطة في مستوياتها
الدولية والإقليمية والسورية
الداخلية، الأمر الذي يؤشر إلى ضرورة
التغيير. غير أنه من الصعب الحسم في
موضوع مستوى التغيير بالقول إنه سيكون
تغييراً كلياً يشبه الانقلاب، أو
تغييراً جزئياً يسمح للسلطات السورية
بالمناورة خلال مرحلة معينة، على أمل
قيامها بإعادة ضبط المجتمع السوري
والمعارضة وإعادتهما إلى حظيرة
النظام، وهو أمر بعيد الاحتمال. إن النتيجة التي
سيؤول إليها الموقف الروسي من الوضع
السوري مرهونة بالنتائج التي ستتمخض
عنها الحركة الديبلوماسية الروسية من
جهة، والخطوات الإجرائية التي
ستتابعها في الأسابيع القليلة
القادمة، والتفاعلات الإقليمية
والدولية والداخلية السورية في
تأثيرها على موقف موسكو، وكلما كانت
الضغوط أكبر، فإن التغييرات في الموقف
الروسي ستكون أكبر وأكثر جذرية. *
كاتب سوري ================= ورقة «الحل
السياسي» تسابق ورقة «إشعال المنطقة» الخميس ١١
أكتوبر ٢٠١٢ عبدالوهاب
بدرخان الحياة ليس
معروفاً لماذا جازف أحمد داود أوغلو
بالدفع مجدداً باسم نائب الرئيس
السوري فاروق الشرع واعتباره «رئيساً
مقبولاً» أو تميل المعارضة إلى قبوله.
فلا يخفى على الوزير المحنّك أن مجرد
تبرع مسؤول تركي غداة التقاصف الحربي
بين البلدين بتفضيل شخص في النظام
كبديل من رئيسه كفيلٌ بـ «حرق» هذا
البديل ناهيك بتعريض أمنه الشخصي
للخطر. وهو يعرف بلا شك أن امتداح الشرع
كـ «رجل عقل وضمير ولم يشارك في
المجازر» لا يرفع من أسهمه في دائرة
القتلة التي تدير الحرب على الشعب
السوري بل يحرضها ضدّه. في كل الأحوال
بدا أوغلو كمن يقول للجميع إن الحل
سيكون سياسياً في نهاية المطاف،
وبالتعاون مع شخوص من النظام، وليس
بإسقاطه عسكرياً. هي عودة، قد تكون
الأخيرة، إلى «السيناريو اليمني» بعد
تنقيحه وتكييفه مع الوضع السوري، بما
فيه من محاولة لإيجاد مخرج لرأس النظام
وأعوانه، قبل أن تؤدي التطورات إلى
إقفال كل المخارج. ولعل الوزير التركي
كان يخاطب موسكو على الأخص، لأن الروس
أول من غازل هذا السيناريو قبل نحو عام
ثم توقفوا نهائياً عن تداوله متذرعين
بأن بشار الأسد اعتبره غير قابل للنقاش.
أي أنه لم يكن آنذاك باحثاً عن «مخرج»
بل عن إنهاء الأزمة والبقاء في السلطة،
حتى أنه لم يكن قد تحدّث عن «حسم (عسكري)
قريب» ضد خصومه إذ عوّل على استغلال «الحل
العربي» وتطويعه لمصلحته. فهل تغيّرت
الظروف لتتيح طرح «السيناريو اليمني»
مجدداً، وهل يمكن موسكو أن تستعيده
وتعمل على تفعيله؟ قبل عام كان النظام
لا يزال يراهن على الوقت ويرى جملة
خيارات أمامه، أهمها «الحسم»، فجرّبه
خصوصاً في حمص ثم حاوله بعدئذٍ في أكثر
من موقع ولم يفلح، وأخيراً أصبحت دمشق
وحلب بؤرتي «الحسم المضاد». وبات
معلوماً أن داعمي المعارضة هم أنفسهم
الذين يؤجلون تمكينها من الحسم ضد
النظام بإحجامهم عن مدّها بالسلاح
النوعي، اللازم والضروري، وتتفاوت
أسبابهم ودوافعهم بين مَن يخشى على
الأقليات (وعلى إسرائيل بالنسبة إلى
الغربيين) إذا سيطر الإسلاميون ومَن لا
يريد تكرار نموذج الفوضى العراقي أو
الليبي. وقبل عام كان القتل
والمزيد منه يُترجَمان بأن النظام لا
يزال قوياً ومسيطراً، وأصبح يعني الآن
أنه أكثر غرقاً وتورّطاً، وكأن قوته
النارية أثبتت ما عندها وفقدت
فاعليتها أمام السلاح الأمضى، وهو
الاستهانة بالموت، الذي شهره الشعب
كاسراً كل حسابات النظام وحتى الآمال
السرّية لكثيرين ممن يوصفون بأنهم «أصدقاء
الشعب السوري». فلو وجد بعض هؤلاء فرصة
سانحة لما ترددوا في استبقاء النظام (مع
إصلاحات عميقة) لكنه لم يساعدهم أبداً،
فكان تعنته بمثابة مساهمة لم يتقصدها
في ثورة الشعب عليه. وقبل عام لم يكن قد
استشعر انعكاسات العقوبات الدولية
وتضييق العزلة الدولية والعربية عليه،
ولا بدّ أنه تيقن الآن أنها جعلته أكثر
تبعية لحليفيه الروسي والإيراني
اللذين يدعمان صموده صوناً لمصالحهم
ولا يملكان أي حل سحري لإنقاذه. فحتى
ورقة «إشعال المنطقة» لا تبدو محبّذة
لدى الحليفين، فروسيا لن تتبنّاها إلا
في حال قررت دول «الناتو» التدخل وهو
ما لا تراه وارداً لكنها تتحوّط فتواصل
التحذير منه، أما إيران التي جاءتها
الضربة من ريالها المتدهور فتفضّل
موقتاً ألا تواصل المناورة عند حافة
الهاوية. ورغم أن موسكو تشاطر دمشق
وطهران ضيقهما من الدور التركي الحاسم
في دعم المعارضة، إلا أن الضغط الروسي
للجم التصعيد الأخير كان بارزاً. لا
يعني ذلك أن التوتر بين تركيا وقوات
النظام سينحسر، فالنظام يستشعر خطراً
قريباً آتياً في السعي إلى تمكين
المعارضة من إكمال سيطرتها على الشمال
لفرض منطقة عازلة - آمنة من دون
الاستعانة بغطاء جوي دولي بل بدفاعات
أرضية تشلّ مقاتلاته. ولا تمانع الدول
الغربية مثل هذا المشروع الذي لا
يتطلّب تدخلاً، لكن سبق لروسيا أن
عارضته وليس واضحاً إذا كانت ستحاول
جدياً إفشاله. لم يتوقف الحديث عن «حل
سياسي» في مختلف المراحل، سواء
باعتباره - مبدئياً - الوسيلة الوحيدة
لوقف القتال وإراقة الدماء أو بحثاً عن
حل عقلاني يحافظ على وجود الدولة
والجيش والمؤسسات. ولم ترفضه تشكيلات
المعارضة كافة، بما فيها تلك
العسكرية، كمؤدى منطقي للاحتجاج
والقتال. إلا أن شروطه تبدّلت مع تصاعد
العنف وبات بقاء النظام ورموزه من
المستحيلات، كما أنه مرّ بتغيّرات
وتقلّبات عدة، منها مثلاً أنه تراجع في
الشهور الأخيرة لمصلحة الاحتكام للأرض
ومعاركها، ومنها أيضاً أنه بلغ ذروته
مع محاولة كوفي أنان في لقاء جنيف لـ «مجموعة
الاتصال» في 30 حزيران (يونيو) الماضي إذ
كان مشروعه قريباً جداً من «خيار فاروق
الشرع» من دون تسميته لكن الآلية التي
تصوّرها تفترض توافق الدول الخمس
الكبرى، أو قل توافقاً أميركياً -
روسياً، على «خيار تنحّي الأسد»
كبداية لا بدّ منها للمرحلة
الانتقالية. ومنذ أحبطت موسكو هذا
الخيار، وبعد استقالة أنان، لم يعد
هناك حل سياسي على جدول الأعمال. ولم
تجد موسكو أي استجابة من الأطراف
الأخرى لمحاولتها إحياء «اتفاق جنيف»،
ربما لأن مبرراتها ودوافعها لإحباطه
كشفت أنها تستخدمه في المساومة على
مصالحها الخاصة مع واشنطن وليس في
معالجة الأزمة. والواقع أن روسيا لا
تقيم أي اعتبار لسقوط ثلاثين ألف قتيل
أو أكثر، ولا تعتقد أن الدم يمكن أو يجب
أن يتحكّم بالحل، وقد وجد ممثلو
المعارضة أن محاوريهم الروس يستخفّون
بالحديث عن الضحايا وأن تصوّرهم للحل
السوري يستوحونه من «نموذجهم» في
الشيشان حيث قتلوا عشرات الآلاف ثم
فرضوا نظاماً تابعاً لهم في غروزني.
يبدو أن اقتراب «ما بعد الانتخابات
الأميركية» والآمال والأوهام
المعلّقة عليه، وبلوغ الوضع الإقليمي
ذروة التصعيد في المواجهة التركية -
السورية، وجمود الوضع العسكري داخلياً
لكن مع استمرار المجازر، كذلك شروع
الأخضر الإبراهيمي في مهمته، أعادت
تحريك ورشة «الحل السياسي». وهذا على
الأقل ما أراد أحمد داود أوغلو الإيحاء
به ملوّحاً بأن مثل هذا «الحل» محبّذ
لكن سقفه بالنسبة إلى النظام وحلفائه
لا ينفك ينخفض، فما بدا مقبولاً على
مضض عشيّة «لا اتفاق جنيف» لم يعد
مقبولاً الآن، وما بدا متاحاً بالنسبة
إلى الأسد عبر «السيناريو اليمني» قبل
عام - واليوم! - قد لا يتاح أبداً بعد
اليوم، وبالتالي فإن عليه أن يختار بين
«استراتيجية الانتحار» التي يندفع
إليها و»استراتيجية الخروج» التي لن
تبقى معروضة عليه إلى ما لا نهاية.
فالروس يبالغون في العنت والابتزاز،
لكنهم مدركون أن العالم الذي سكت على
جرائمهم ونظامهم في الشيشان قد تغيّر
ولا يمكن فرض النظام السوري وجرائمه
عليه. أما الولايات المتحدة فسيكون
عليها، خصوصاً بعد التجديد لباراك
أوباما، أن تبرهن أنها لا ترغب في
إدامة الأزمة في سورية، وفقاً لشكوك
أصدقائها وخصومها. فلا التمديد
للاضطراب في المنطقة خيار مسؤول ولا
اعتماده والتذرع به يشكل سياسة مجدية
وذات صدقية. والأكيد أن افضل وسيلة
لترجيح حل سياسي حقيقي تكمن في مواصلة
دعم المعارضة عسكرياً لتتمكن من تشكيل
ضغط أكبر على النظام، فالمساران
مترابطان ولا يعطل أحدهما الآخر. *
كاتب وصحافي لبناني ================= إيران في «أم
المعارك» غسان شربل الخميس ١١
أكتوبر ٢٠١٢ الحياة كان من الطبيعي أن
أسأله عن سورية وإيران. هذا موضوع
الساعة. والرجل يعرف البلدين
والقيادتين. وكان صريحاً كعادته. قال: «إذا
كان الكلام سيُنشر باسمي فإن موقعي
يُلزمني بالتحفّظ، أما إذا شئت كلاماً
صريحاً فلا تذكر الاسم». ولأنني أبحث
عن كلام صريح وافقتُ على الخيار الثاني.
قال كلاماً دقيقاً ومفيداً وها أنا
أوجزه. - انظُرْ الى المنطقة
في السنوات القليلة التي سبقت «الربيع
العربي». إيران في موقع القيادة.
نفوذها في العراق واضح وينتظر جلاء
القوات الأميركية. علاقتها مع سورية
عميقة مع خلل واضح لمصلحة طهران. قيادة
إيرانية صريحة لمحور الممانعة الذي
يمتد من طهران الى سورية ولبنان وصولاً
الى فلسطين عبر «حماس» و «الجهاد». - في النصف الثاني من
العقد الماضي حققت إيران نجاحات غير
مسبوقة. حرب تموز (يوليو) في لبنان
وإدخال الصواريخ الإيرانية في معادلة
الأمن الإسرائيلية وحرب غزة التي
رسّخت الحضور الإيراني في الساحة
الفلسطينية وعبر حليف سنّي و «إخواني»
هو «حماس». - على الساحة
اللبنانية ومنذ انسحاب القوات السورية
بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري صارت
إيران اللاعب الأول إذ ان دمشق باتت
تمارس حضورها في لبنان عبر «حزب الله».
وفي هذا السياق يمكن فهم أحداث 7 أيار (مايو)
ولاحقاً إخراج سعد الحريري من رئاسة
الحكومة. - قبل ذلك أحبطت
إيران، عبر «حماس» و «الجهاد»،
المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية
في عهد ياسر عرفات ولاحقاً في عهد
محمود عباس. - مع الانسحاب
الأميركي من العراق وبقاء نوري
المالكي في موقعه صار خط الممانعة يمر
في بغداد وانضوت سياسة سورية في العراق
تحت المظلة الإيرانية من دون تمايز. - شكّل «الربيع
العربي» مفاجأة غير سارة لإيران. كانت
مستفيدة من عهد حسني مبارك. أي من وجود
قيادة مترهلة وجامدة يتهمها محور
الممانعة بخدمة المشروع الأميركي في
المنطقة. أفادت إيران كثيراً من انحسار
دور مصر وتقلّصه. مع تولي محمد مرسي
الرئاسة في ذروة النزاع الدائر في
سورية أُصيبت إيران بأضرار فادحة. موقف
مرسي قاطِعْ لجهة ضرورة تنحي الرئيس
بشار الأسد. - تجد إيران نفسها
اليوم أمام جدار إقليمي، يمكن ان تسميه
جداراً سنّياً ينطلق من توافق بين مصر
مرسي وتركيا أردوغان وهو مفتوح على
التعاون مع الكتلة العربية الخليجية
لا سيما في الملف السوري. هذا الواقع
غيّر اللعبة في المنطقة وغيّر قواعد
اللعبة. - يمكن أن نضيف إلى ما
تقدم أن محور الممانعة خسر امتداده
السنّي الوحيد حين اختارت «حماس»
مغادرة سورية وانتقلت في الأيام
الأخيرة الى وصف ما يجري فيها بأنه «ثورة
شعبية». - لهذا يمكن القول إن
إيران تخوض في سورية «أم المعارك» فهي
تدافع هناك عن دورها وحدودها
واستثمارها الطويل في سورية كعقدة في
المنطقة وكممر الى «حزب الله». وهي
تدافع هناك ايضاً عن مكاسبها في العراق
ولبنان. - يخوض «حزب الله» في
سورية معركة وجود، فهو يُدرك حاجته الى
المعبر السوري للبقاء لاعباً إقليمياً
وللقدرة على إطلاق حرب أو مواجهة حرب.
من دون سورية يعود «حزب الله» لاعباً
محلياً محكوماً بلعبة الطوائف
وأحجامها. - تعرف إيران ان سقوط
نظام الأسد وقيام نظام بديل متحالف مع
تركيا سيفتحان الباب ربما لإيجاد
وقائع جديدة في العراق ولبنان. هذا
يعني ببساطة نهاية الدور الكبير
لإيران وينذر بضرب صورة قيادتها،
خصوصاً في ضوء متاعبها الاقتصادية
الناتجة من العقوبات الغربية وأثقال
التزاماتها في الإقليم. - يصعب الاعتقاد ان
نظام الأسد سيستطيع العودة الى حكم
سورية على غرار ما كان قائماً قبل
امتداد «الربيع العربي» إليها. أغلب
الظن أن إيران تدرك ذلك لكنها تحاول
تمديد عمر النظام رغم التكاليف، وقد
تؤدي هذه السياسة الى تحويل سورية
افغانستان عربية مقلقة لتركيا
وإسرائيل ودول أخرى. - تخوض إيران «أم
المعارك» في سورية فهي لا تستطيع
احتمال خسارة معركتين: معركة الدور
ومعركة القنبلة. وجدتُ في كلام
المتحدث ما يستحق التوقف عنده، خصوصاً
انه يعرف جيداً دمشق وطهران وأصحاب
القرار فيهما. ================= لهذه الأسباب
لن تقع حرب تركية ـ سورية محمد نور الدين السفير 11-10-2012 إصدار البرلمان
التركي قرارا بالموافقة على مذكرة
الحكومة السماح بضرب أهداف خارج
البلاد، ومنها سوريا، تحوّل إلى موضوع
جديد للانقسام في تركيا، حيث اعتبر
المعارضون للمذكرة أنها دعوة للسقوط
في الفخ السوري وإرسال الأبناء إلى
الموت، بينما أكد مؤيدوها أنها ليست
للحرب بل «للردع» كما أشار رئيس
الحكومة رجب طيب اردوغان شخصيا إلى ذلك.
وشنت صحف المعارضة
حملة كبيرة على المذكرة، فجاء في
عناوين صحيفة «جمهورييت» «التاريخ لن
يغفر..الشعب قال لا» للحكومة. وفي صحيفة
«بوكين» «دعوة أبنائنا إلى الموت»،
وفي «أقشام» «الحرب على المذكرة»، وفي
«بركون» «الأداة (الحكومة) نالت
تفويضها»، وفي «آيدينليق» «مذكرة
الجريمة»، وفي «ايفرينسيل» «لا للحرب»،
وفي «غونيش» «هل ذاهبون إلى حرب
عالمية؟» وفي «مللي غازيتيه» «انتهت
الديبلوماسية». أما الصحف المؤيدة
للحكومة فأجمعت على اعتبار المذكرة
رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد كي
يفكر بالعواقب، والى أنها مذكرة ردع
ودعوة للعقلانية. ويكتب سادات ارغين في
«حرييت» ان مذكرة الحكومة أعادت
السجال حول سياسة الحكومة تجاه سوريا.
وقال إن المذكرة لن تغير موقف الرأي
العام، الذي أكد في خمسة استطلاعات رأي
متتالية معارضته هذه السياسة حتى لو
جاء قرار التدخل العسكري من جانب الأمم
المتحدة. ففي استطلاع لمؤسسة «مارشال»
الأميركية أعرب 57 في المئة عن معارضتهم
سياسة تركيا تجاه سوريا، وفي استطلاع
لمؤسسة «آندي - آر» التركية عارض 67 في
المئة هذه السياسة. وفي استطلاع لشركة
«غزيجي» اعلن 64 في المئة انهم ضد هذه
السياسة. وبين هذا الاستطلاع بالذات أن
29 من قاعدة حزب العدالة والتنمية نفسها
تعارض سياسة الحكومة تجاه سوريا. وفي استطلاع لصحيفة «خبر
تورك» جاء ان 61,5 في المئة يعارضون هذه
السياسة، بينما يعارض التدخل العسكري
التركي في سوريا 80 في المئة. وفي
استطلاع لشركة «متروبول» جاء ان 56 في
المئة لا يؤيدون الحكومة في سياستها
السورية. وهنا اشارة مهمة، وهي ان
مؤيدي سياسة الحكومة قبل انتخابات
حزيران العام 2011 كانت نسبتهم 45 في
المئة بينما كان يعارضها 40 في المئة.
وهذا يعكس التحول الكبير ضد الحكومة
منذ سنة ونيف وحتى الآن. وحتى سياسة
الحكومة بفتح معسكرات للاجئين
السوريين يعارضها 52 في المئة ويؤيدها 42
في المئة. وحتى داخل حزب
العدالة والتنمية فإن مؤيدي إقامة
مخيمات اللاجئين بلغت 50 في المئة فقط،
وعارضها 45 في المئة. كما يعارض على
مستوى تركيا 66 في المئة تدفق اللاجئين
على تركيا. ويقول الكاتب انه لا
حاجة أبدا للتعليق على هذه الأرقام
التي تحكي بنفسها عن المعارضة الكبيرة
لسياسة تركيا تجاه سوريا، ولا سيما
التدخل العسكري الذي لا يؤيده أكثر من
16 في المئة من الأتراك، بينما يعارضه
فوق 76 في المئة بحسب آخر إحصاء. ويقول الكاتب
يالتشين دوغان انه «بمعزل عن الأسباب
فإن السياسة الخارجية لأنقرة تأخذ
تركيا إلى حافة الحرب ولا تعير انتباها
للانتقادات. وانتقد مذكرة الحكومة
التي كتبت على عجل، والتي تجعل
الجغرافيا من البحر المتوسط الى الصين
مجالا لوظيفة القوات التركية، بينما
كان يجب تحديد المجال الجغرافي لعمل
الجيش كما هو حاصل في المذكرة الخاصة
بالعراق. كانت الحكومة بحاجة لهذه
المذكرة، لكن أحدا لا يعرف ماذا ستفعل».
وفي «ميللييت» كتبت
أصلي آيدين طاشباش قائلة انه «لا حاجة
لتظاهرات في تركيا ضد الحرب، فلن تقع
الحرب بين تركيا وسوريا. فكل القوى من
روسيا والصين والغرب وايران لا
يريدونها. وهي حرب ان حدثت فستكون حربا
مذهبية، لذا يخافها الجميع، وأي
محاولة لاحتلال سوريا او تدخل تركيا
بمفردها ستكون انتحارا». وتضيف الكاتبة «لم
يعد أحد لا يعرف أن واشنطن لا تريد
الحرب، ولا تعطي الضوء الأخضر لمنطقة
عازلة او منطقة حظر طيران أو ممرات
إنسانية. الهمّ الأساسي لضفتي الأطلسي
الأزمة الاقتصادية ومن بعدها إيران. كل
هذا يجبر تركيا على سلوك النهج
السياسي، وهي لن تغامر في التدخل
بمفردها، رغم الحقن الذي تتعرض له. لكن
ما دامت الحرب في الداخل السوري
مستمرة، وما دام الأسد لم يرحل، فإن
تركيا لن تعرف الطمأنينة». ================= إيران وسوريا..
التحالف والتآمر..! يوسف الكويليت الرياض 11-10-2012
لم تكن الحكومات الانقلابية
العربية تملك مشروع دولة ذات نظام وخطط
اقتصادية وسياسية، بل ما جرى كان
استعارة شعارات لجعلها منهجاً، وبذلك
سيطرت عقلية الفرد وتصوراته على الكل
الجمعي، وغابت بذلك المشاركة الوطنية
لمختلف قطاعات الشعب.. سوريا ليست استثناء،
فقد حلت دولة الأسد الطائفية، بديلاً
عن الدولة الوطنية وجردت الوطن من
كيانه واختزاله بالعائلة والطائفة،
فالاحتكارات المالية والامتيازات
وعقود العمل والصفقات التجارية رسمت
خططها على فئة تنتمي للنظام عرقياً
وروحياً، ولذلك عالج الأسد الأب ما
سماه تمرد حماة بإعلان حرب على
المدينة، وبحس طائفي تسلطي كان نتيجته
ما يصل إلى ثلاثين ألف قتيل وخسائر
بمئات الملايين، وهذه العقيدة ورثها
الابن كدستور ملزم في خيار الشعب الموت
والدمار، أو حكم العائلة، لكن كيف
أصبحت تتجه البوصلة وماذا عن مستقبل
النظام، وهل بقدرة الحلفاء في إيران
والعراق وحزب الله، وبمعونات مطلقة من
روسيا إنقاذه، وإطالة عمره؟ لقد قبض الجيش الحر
على متورطين إيرانيين ولبنانيين من
حزب الله وقدر عدد من يقاتلون في
الداخل السوري بألف وخمسمائة عنصر،
وهناك خطط لإنشاء منطقة ما بين جنوب
لبنان والأراضي السورية المحاذية له
تكون مركزاً تحميه القوتان كمنطقة
عازلة، مما دفع الجيش الحر إلى التحذير
بنقل المعركة إلى مواقع حزب الله داخل
لبنان، وهذا البلد أصبح ساحة حرب سورية
- إيرانية، وإذا ما أضفنا التحرش
بالحدود التركية وإرسال القذائف
إليها، وقتل أتراك استدعى إعلان حالة
الطوارئ بالجيش التركي، وتحرك حلف
الأطلسي، فإن النظام يذهب لما هو
انتحار حقيقي بتدويل الحرب في سوريا
وتحويلها إلى إقليمية وربما دولية.. على مستوى علاقة
إيران بالنظام لم تعد الأمور تقتصر على
دعم عسكري ومادي ودفاع سياسي، بل كانت
شراكة تآمر، حيث إن اليمنيين مسكوا أحد
هذه الخيوط بالقبض على إيرانيين
وسوريين جاءوا بشخصية المستثمر
الاقتصادي، لكن التحريات كشفت أنهم
عملاء يديرون حلقة طويلة من التآمر مع
الحوثيين، والهدف إنشاء دولة في
الجنوب اليمني تدور في فلك البلدين،
والغاية تطويق بلدان الخليج العربي
بهلال حوثي - إيراني، مع العراق
وإيران، أي بديلاً عن الهلال الذي
ركيزته سوريا وطرفاه إيران ولبنان.. تركيا التي طالما
نادت بالحوار والحل السلمي، وجدت
نفسها جزءاً من تعقيدات الوضع، فسوريا
تدفع بأكرادها لفتح معركة جديدة مع
تركيا، وتشاغب على الحدود لدفعها
التورط في حرب تقود إلى دفع إيران
وربما روسيا، إلى دخول المستنقع، ومع
أن النظرة للسلطة السورية تختلف عن
تقويم العاملين في ساحتها السياسية
والعسكرية، فإن مثل هذا التورط معقد
وقد لا يلبي رغبة الأسد خلق صدام مسلح
مع قوى لها تقديراتها وحذرها، لكن
الأمور لا تسير في صالح النظام طالما
أصبحت معظم الأراضي بيد الجيش الحر،
والذي سيكون المفصل في خلق النهايات
غير السعيدة للنظام الذي بات يخسر كل
شيء.. ================= سوريا: جهاد "حزب
الله" سيجر جهاداً مضاداً علي حماده 2012-10-11 النهار يوما بعد يوم تتكشف
تفاصيل جديدة عن حجم تورط “حزب الله”
في سوريا لا سيما في المناطق المحاذية
للحدود مع لبنان، من منطقة الزبداني
وصولا الى القصير وحمص. والحال ان
الجنازات التي عادت الى لبنان اخيرا
وفي مقدمها جنازة احد كبار القادة
الميدانيين المؤسسين لميليشيا الحزب
منذ ثمانينات القرن الماضي، ادت الى
إضفاء صدقية معينة على معلومات سابقة
عن تورط الحزب في سوريا، خصوصا ان
جنازات لعناصر من الحزب حصلت في الاشهر
الماضية. والاهم بل الاخطر ان “حزب
الله” في بياناته الرسمية وكلمات
التأبين التي ألقاها كبار مسؤوليه
ومشايخه وصفت مقتل مقاتليه في سوريا
بأنه “واجب جهادي”. اي ان الحزب اعطى
تورطه في الدم السوري الصفة الجهادية
تماما مثلما يعطي قتاله ضد اسرائيل.
فهل اصبح سفك دم السوريين في القصير
وحمص جهادا؟ الواقع ان الصاق
الصفة الجهادية على تورط “حزب الله”
هو عامل جديد يدخل في الحساب، فالواجب
الجهادي في المبدأ لا تحده ولاية بشر،
ولا ولاية سياسية لنظام او دولة او
سلطة. وبالتالي تعني الصفة الجهادية ان
الحزب قرر ان يتجاوز لبنان، والحكم،
والسلطة، والنظام، والقانون الوضعي،
ورأي الشركاء في الوطن. من هنا خطورة
الموضوع، وضرورة التنبه الى ان هذا
الامر مؤداه الى انزلاق لبناني شامل في
الصراع في سوريا. فقتل السوريين على
أرضهم وفي معركة يخوضونها لتحرير
بلدهم من نظام يقتل ابناءهم له تداعيات
خطيرة، وله ثمن باهظ سيدفعه الحزب
وبيئته وبالتالي سيدفعه كل اللبنانيين.
فالمسألة لا يمكن حصرها بقرار حزب او
ميليشيا بل يعني ان ثمة وظيفة اقليمية
منوطة بهذا الحزب ينفذها من دون تلفت
الى المعطى اللبناني الحساس. بالامس
صدرت اصوات عن “الجيش الحر” في سوريا
تهدد “حزب الله” برد مزلزل في قلب
الضاحية. وكل يوم تصلنا انباء ومعلومات
تفيد بان الحزب يقاتل بالفعل في معركة
حمص ويساهم في اسقاط ما تبقى من احياء
ثائرة، مع ما يستتبع ذلك من مجازر
مروعة ستنفذها قوات بشار في حق الاهالي.
وهنا سنسمع من سيرمي بمسؤولية سفك دماء
السوريين على “حزب الله”. ان تورط “حزب الله”
في اطار “الواجب الجهادي” سيستدعي “جهادا”
مضادا لا يقل دموية عنه. ومن يلعب لعبة
استغلال الدين لتنفيذ اجندات سياسية
او وظائف خارجية لن ينتظر طويلا حتى
يأتيه رد مقابل مثله يستغل الدين، ولا
يعترف بالحدود ولا بالانظمة، ولا
بالقوانين، ولا بحياة الناس. على “حزب الله” ان
يتنبه جيدا، وان يحاذر الوقوع في
المنزلق الخطير الذي ينحدر فيه. فاللعب
بدماء السوريين الثائرين هو بمثابة
اللعب بدمائنا نحن لأن اقحامنا في
القتل والقتال في سوريا سيفجر لبنان
كله بدءا من بيئة “حزب الله” المختطفة. ================= أوهام المستر
بان... والإبرهيمي! راجح الخوري 2012-10-11 النهار خلال اجتماع "اصدقاء
سوريا" في باريس سأل الشيخ عبدالله
بن زايد: "اين كوفي انان، هل لديه شيء
افضل من ان يكون معنا؟ ان وجوده اليوم
في جنيف امر معيب". الآن في استطاعة
الذين استمعوا الى بان كي - مون يتحدث
من باريس ان يستعيروا السؤال اياه:"
اين الاخضر الابرهيمي؟ ان غيابه رغم
ارتفاع وتيرة القتل والمجازر وقرع
طبول الحرب بين سوريا وتركيا أمر معيب
جداً"! لكن الامين العام
للامم المتحدة طمأننا من غير شر، الى
ان الابرهيمي يطارد الاوهام عندما قال
انه سيتوجه الى المنطقة ليزور دولاً
عدة قبل ان يصل الى سوريا وأنه يسعى الى
"وقف اراقة الدماء والتفاوض من اجل
ادخال المساعدات الانسانية" التي قد
لا تجد احداً من الاحياء يستفيد منها
بسبب ارتفاع وتيرة القتل. ويبدو ان بان كي - مون
يطارد الاوهام ايضاً، عندما يدعو
النظام السوري الى تطبيق وقف للنار من
طرف واحد والمعارضة الى قبوله، كاشفاً
انه طلب من الحكومة السورية إعلان وقف
منفرد للنار فردّت طالبة معرفة "ماذا
سيحصل لاحقاً"، ولهذا تفجرت حماسته
في اطلاق تصريحات بلا معنى كالقول
مثلاً انه "من غير المقبول استمرار
وتيرة العنف وان الخيار الوحيد هو الحل
السياسي"، في وقت يعلن النظام كل يوم
انه بات على مشارف الحسم العسكري
والقضاء على "الارهابيين"، ويصر
على استسقاء الحرب مع تركيا ليرتفع
زعيق روسيا الحارسة الامينة للمذابح
وشلالات الدم السوري وقد حذّرت من
استغلال "الحوادث الحدودية"
كذريعة لتدخل عسكري اطلسي ضد سوريا! ما لا يصدّق ان بان كي
- مون صدّق على ما يبدو، ان النظام يمكن
ان يوقف النار من طرف واحد، فسارع الى
استرضائه عبر ادانة ما سمّاه "الاعتداءات
الارهابية المنسقة" في دمشق، قائلاً
انه يخشى ان تخلق دورة العنف في سوريا
ارضية مناسبة للارهاب وللنشاطات
الاجرامية، بينما لم يسبق له ان دان
مثلاً في شكل واضح مسلسل المذابح
المتنقلة في المدن السورية و"القنابل
البرميلية" التي تدمر الاحياء وتهدم
البيوت على رؤوس اهلها! ما يعمّق الألم ويوسع
المأساة ان المذبحة السورية تبقى
متروكة ومفتوحة على مداها الكارثي،
فلا النظام تمكن من الحسم بعد 19 شهراً
رغم ما يتلقاه من الدعم الروسي
الديبلوماسي واللوجستي ومن المساندة
الايرانية الميدانية والتسليحية، ولا
المعارضة تمكنت من النصر. وفي حين
تتحول سوريا بلدا منكوبا ومدمرا
يتساقط الوسطاء والوساطات مثل القتلى
تماماً: اين كوفي انان، اين الابرهيمي،
اين الجامعة ونبيلها العربي، اين مجلس
الامن، اين تركيا والاطلسي... ليس هناك
غير القتل والدمار ربما في انتظار "أبانا
الذي في البيت الابيض"! ================= في سوريا "جهاد"
ثوار... و"جهاد" نظام! سركيس نعوم 2012-10-11 النهار لا شك في ان ما تشهده
سوريا منذ تسعة عشر شهراً نتج من ايمان
غالبية شعبها بأن بلادها تستحق ان
يشملها "الربيع العربي"
بديموقراطيته وحرياته وبنظام ودولة
عادلة وقوية. لكن
لا شك ايضاً في ان ما تشهده سوريا قد
نتج ايضاً من رفض "النظام" للربيع
المذكور ومن مبادرته الى تحويله
خريفاً ثم شتاء عاصفاً. وقد استعمل تحقيقاً
لذلك آلته العسكرية القوية رغم سلمية
الثورة، ولا يزال يستعملها من دون اي
شعور بالرحمة او بالشفقة. إلا ان ما لا شك فيه
الآن هو ان سوريا النظام تخوض معركة
الجمهورية الاسلامية الايرانية في
المنطقة، وليس ذلك جديداً اذ اعلنه
مسؤولون كبار في طهران اكثر من مرة.
فهذه الدولة الاسلامية غير العربية
تسعى ومن زمان الى تنفيذ مشروع يحقق
لها طموحاتها المتنوعة، وأبرزها
التحوّل رقماً صعباً في الشرق الاوسط
من خلال السيطرة او التعاون التام مع
دول ومنظمات تقع في قلب العالم العربي،
وتالياً فرض نفوذها على هذا العالم
وفرض قبول دورها الاول اقليمياً على
دوله، كما على كبار المجتمع الدولي.
ومن اجل النجاح في ذلك "شرّكت"
سوريا الاسد معها، واسست "حزب الله"
في لبنان، وتبنّت قضية فلسطين بعدما
اخفق اصحابها في معالجتها على نحو عادل
ومُحِق سواء بالعمل العسكري او
بالمفاوضات السلمية، الامر الذي
مكّنها من استمالة ثلاث منظمات
فلسطينية الى صفها، هي "حماس" و"الجهاد"
و"الجبهة الشعبية القيادة العامة".
علماً ان الاخيرة "أسدية" اساساً
وبقيت كذلك. ولا احد يعرف إذا كانت
ستستمر كذلك. طبعاً توسلت ايران هذه
"الاسلامية" لتنفيذ مشروعها
معتبرة ان الاسلام هو الحل لأزمات
العرب بل المسلمين وقضاياهم بعد فشل
القومية واليسار والليبرالية
والعلمانية في ايجاد حلول لها. وتمكنت
في البداية من إقناع الاسلاميين
والاسلامويين في كل العالم الاسلامي
بذلك وخصوصاً في ظل استمرار "استكبار"
اسرائيل وظلم الفلسطينيين وإحجام
اميركا والمجتمع الدولي عن تحقيق
العدالة لهم. لكن النجاح على هذا
الصعيد كان جزئياً، اذ ان ايران
الاسلامية لم "تنسَ" انها شيعية،
وتصرفت في قضايا معينة، وخصوصاً في
لبنان وسوريا على انها شيعية، وحاولت
التصرف في مصر على انها شيعية. وهي
تتعاطى مع دول الخليج عملياً على انها
شيعية فأخافتهم مرتين. مرة لأنها قوة
غير عربية وإن مسلمة طامحة الى مدّ
نفوذها اليها والى احتوائها او ربما
اكثر من ذلك. ومرة لأنها شيعية وتحاول
الافادة من مظالم الدول المذكورة او
بعضها في حق ابنائها الشيعة، بغية خلق
بؤر شيعية موالية لها داخل هذه الدول
تستطيع استعمالها عند الحاجة. إذا كانت سوريا
النظام تخوض معركة الجمهورية
الاسلامية الايرانية فمعركة من يخوض
الثائرون عليها وهم غالبية شعبها؟ لا شك في ان هؤلاء
يخوضون معركتهم الاساسية وهي التخلص
من نظام مُستَبِدّ تغطّى بحزب قومي، لم
تثبت ديموقراطيته رغم مناداة مؤسسيه
بها، او على الاقل لم تصمد امام
الاغراءات و"العسكر"، من اجل فرض
حكم عائلة استندت الى عصبية ضيقة الامر
الذي حوّله نظاماً "مذهبياً". لكن لا شك في انهم
يخوضون وفي الوقت نفسه معركة اعداء
ايران. اولاً لأنها هي التي تحمي
النظام الذي يريدون التخلص منه، وتؤمن
له السلاح والمال. وهي التي تدعم وتحمي
"حزب الله" الذي يقولون انه يساعد
حليفه نظام الاسد، وانه يحاول استعمال
لبنان رغم انقساماته الحادة لمساعدته،
أو على الاقل لإبعاد الضرر عنه.
وثانياً، لأنها هي التي تهدد الدولة
العربية والاقليمية التي تدعمهم
بالسلاح والمال والخبرة، والدول
الاجنبية التي تدعمهم بالموقف والغطاء
السياسيين. وهذا امر يفرض عليهم
مقاتلتها بل التحوّل جزءاً من المعركة
ضدها، كما يفرض عليهم تكييف معركتهم مع
النظام على وتيرة المعركة مع ايران. في اختصار لا تزال
الحرب بين الثوار في سوريا ونظامها
الاسدي على شعاراتها الرسمية، اي
اسقاطه وإحلال نظام ديموقراطي محله
بعد اجراء انتخابات نيابية نزيهة
وحرّة. لكن الواقع المفصّل أعلاه وضع
لهذه الحرب شعاراً آخر قد يكون صار
أكثر واقعية اليوم وهو "الجهاد".
أي صارت معركة دينية، بل مذهبية لأن
كلاً من طرفيها يصف ما تقوم به جماعته
بأنه "جهاد". والناس يعرفون "جهاد"
ضد مَن، لكن احداً لا يجهر بذلك حت الآن. ما هو مصير لبنان في
الحرب الجهادية المذكورة؟ ================= سوريا غير
اليمن والأسد غير صالح والشرع ورقة
محروقة! صالح القلاب الشرق الاوسط 11-10-2012 لا جديد فيما اقترحه
وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو
بالنسبة لتولي نائب الرئيس السوري
فاروق الشرع مسؤولية الحكم في البلاد
لفترة انتقالية يتنحى خلالها بشار
الأسد جانبا ويترك مسؤولياته لنائبه
دون أن يتقدم باستقالته ويترك موقع
رئاسة الجمهورية، فالمسألة بقيت
مطروحة منذ أن كانت هناك المبادرة
العربية، ولذلك فإن أغلب الظن أن طرحها
الآن من قبل تركيا هو من قبيل ما يسمى
بـ«وهم الحركة»، ومن قبيل تعبئة
الفراغ بعدما انتهت كل محاولات الحلول
السابقة إلى الارتطام بأبواب مغلقة. لكن رغم أن هذا الذي
قاله داود أوغلو، والذي هو تجديد
لاقتراح سابق لم يحرز أي تقدم ولو
بخطوة واحدة، قد فاجأ معظم الأطراف
المعنية من فصائل المعارضة السورية
والجيش السوري الحر إلى العرب
المتابعين لهذه المسألة إلى
الإيرانيين والروس والأوروبيين
والولايات المتحدة الأميركية، فإن
هناك من يرى أن وزير الخارجية التركي
قد لجأ إلى ما لجأ إليه ليس من قبيل «وهم
الحركة» ولا على أساس ما يسمى «قوة
الدفع» وإنما من قبيل جس نبض إيران
ومعرفة ما إذا كانت قد أصبحت مستعدة
للتخلص من المأزق السوري والخروج منه
بحفظ ماء الوجه بعدما أصيبت بهذه
الأزمة الطاحنة وبعد كل هذا الانهيار
المدمر الذي حل بعملتها الوطنية الـ«تومان»!! ويقال أيضا إن داود
أوغلو أراد من خلال العودة للتذكير
بذلك الحل السياسي «القديم»، لأزمة
غدت على كل هذا المستوى من التعقيد
والخطورة، الذي عنوانه: «مرحلة
انتقالية في سوريا يتحمل مسؤولية
الحكم خلالها فاروق الشرع» أن يعرف
مستجدات الموقف الروسي، وخاصة أن هناك
معلومات مؤكدة تقول: إن غالبية «الطبقة
السياسية» الروسية باتت تعارض السياسة
التي ينتهجها فلاديمير بوتين تجاه
المشكلة السورية، وإن هناك مؤشرات على
بدايات انسحاب روسي بطريقة التسلل
البعيد عن الصخب والخبطات الإعلامية
من هذه الأزمة، من بينها سحب كل
الخبراء والفنيين والمستشارين الروس
من سوريا، والتخفيف على نحو واسع
النطاق من أعداد الجالية الروسية في
هذه الدولة المرشحة للمزيد من
الاضطرابات والقلاقل، وتفريغ القاعدة
البحرية الروسية في طرطوس من كل
العاملين فيها والإبقاء على اثنين فقط
من هؤلاء العاملين قد يجري سحبهما أيضا
إن تطورت الأمور نحو المزيد من
التحولات المأساوية. وبالطبع فإن هناك من
يرى أيضا أن أوغلو قد بادر إلى هذه
الخطوة للتأكيد للعالم بأن بشار الأسد
مستمر في رفض كل الحلول السياسية (السلمية)
للأزمة المتفاقمة التي تعيشها بلاده،
وأنه يصر على الاستمرار في العنف
والمزيد من العنف، ومصر أيضا على
مواصلة استفزاز تركيا والتحرش بها،
وأنه في ظل هذا كله لم يعد هناك إلا
العمل العسكري، فالأوضاع السورية
المتردية باتت تشكل صداعا مؤلما
للعالم بأسره، وغدت تهدد أمن الشرق
الأوسط وأمن هذه المنطقة كلها،
وبالتالي فإنه لا بد من التخلي عن
ميوعة المواقف السياسية، وعن التردد
الذي أوصل الأمور في هذا البلد إلى ما
وصلت إليه، والذي إن لم يتم وضع حد له
وبسرعة فإن سوريا ذاهبة إلى الانقسام
والتشظي، وإلى حرب أهلية طاحنة ستكون
لها انعكاسات أمنية خطيرة فعلا على كل
الدول المجاورة. وهنا فإن البعض يذهب
في تقدير ما أراده وزير الخارجية
التركي بالتذكير بفكرة الحل السياسي
المستند إلى فترة انتقالية يتولى
خلالها فاروق الشرع مسؤوليات بشار
الأسد دون تنحيه ولا استقالته إلى حد
الاعتقاد بأن أوغلو أراد استغلال
احتدام معركة الانتخابات الرئاسية
الأميركية لإلزام أي من المرشحين في
حال فوزه بتخلي الولايات المتحدة عن
موقفها الذي بقي يتسم بالتردد
وبالميوعة خلال كل شهور الأزمة
السورية المتصاعدة، وللإيضاح لهما أن
هذا النظام السوري يرفض كل الحلول
السلمية، وأنه لم يعد ينفع معه إلا حل
القوة العسكرية الذي يتطلب تزويد
الجيش السوري الحر بكل ما يحتاجه من
أسلحة متطورة، والذي يتطلب أيضا إنجاز
فكرة المناطق المحمية في الأجزاء
الشمالية السورية. في كل الأحوال فإنه
لا بد من التذكير بأن فكرة ضرورة إنجاز
حل سياسي لإنهاء الأزمة السورية على
غرار الحل اليمني، الذي كان في حقيقة
الأمر نتيجة جهد مجلس التعاون الخليجي
وليس نتيجة لجهد عربي، من خلال الجامعة
العربية أو من خارجها، ولا جهد دولي من
خلال الأمم المتحدة، كانت فكرة مبكرة
بدأها العرب من خلال جامعتهم، ثم
انتقلت إلى كوفي أنان باعتباره مندوبا
عربيا ودوليا، ثم انتقلت إلى الأخضر
الإبراهيمي الذي يقوم الآن بمهمة في
غاية التعقيد والصعوبة هذا إن هي لم
تكن مستحيلة. وهنا فإن الضرورة
تقضي بإيضاح أنه لا يوجد أي وجه شبه بين
الأزمة السورية والأزمة اليمنية حتى
يجري الحديث عن حل سياسي لسوريا على
غرار الحل السياسي اليمني، ففي اليمن
هناك قوى معارضة مؤطرة ومتبلورة
ولديها مشروع واضح ومتفق عليه،
يقابلها كل هذا التشتت الذي تعيشه
المعارضة السورية، ثم إن العنف في
اليمن لم يصل إلى الحد الذي وصل إليه في
سوريا، وأعداد القتلى والجرحى
والمشردين والمهجرين والمفقودين تكاد
تكون معدومة هناك مقارنة بما جرى ولا
يزال يجري هنا، وكذلك فإن الجيش اليمني
بصورة عامة بقي على الحياد ولم يفعل ما
فعله الجيش السوري بشعبه، وأيضا وفوق
هذا كله فإن الأحداث اليمنية بقيت
محصورة بصورة عامة في صنعاء وتعز،
بينما لم تبق ولا حتى قرية صغيرة،
باستثناء المناطق العلوية في جبال
النصيريين، إلا وشملتها الاضطرابات
والمجازر المتواصلة في كل المناطق
السورية من البوكمال شرقا وحتى
اللاذقية في الغرب، ومن باب الهوى في
الشمال وحتى تل شهاب في الجنوب. وأيضا وبالإضافة إلى
هذا كله، فإن هناك فرقا كبيرا بين
فاروق الشرع وعبد ربه منصور هادي،
فالأول جاء إلى موقعه الحالي وإلى موقع
وزير الخارجية الذي سبقه كـ«مكرمة» من
الرئيس السوري بشار الأسد، وهو بقي في
هذا الموقع موظفا نمطيا مهيض الجناح،
بينما الثاني جاء نائبا لرئيس
الجمهورية علي عبد الله صالح كممثل
للشطر الجنوبي من البلاد بعد استقالة
علي سالم البيض، ثم وفوق هذا فهو أحد
كبار ضباط القوات المسلحة، وهو يعتبر
من المقربين جدا من المعارضة اليمنية. وهنا لا بد من
الإشارة مجددا إلى أن هذا «المشروع»
بقي مطروحا خلال الفترة الماضية كلها،
وأن التوقف عنده جديا لم يتم إلا في
مؤتمر جنيف الشهير، حيث رفض الروس
الموافقة على تمسك الأميركيين بضرورة
أن يتنحى بشار الأسد نهائيا مع بداية
هذه المرحلة الانتقالية الآنفة الذكر،
وألا يترشح للانتخابات الرئاسية
المقبلة التي من المفترض إجراؤها في
عام 2014، فانتهى هذا الموضوع نهائيا عند
هذا الحد ولم يتم التطرق إليه قبل
تصريحات وزير الخارجية التركي إلا على
نطاق ضيق أولا من قبل الرئيس المصري
محمد مرسي ومن خلال ترويجه للجنة
الاتصال الرباعية، وثانيا من قبل
الأخضر الإبراهيمي. في كل الأحوال.. وإن
ما يجعل هذا المشروع غير قابل للإنعاش
إطلاقا أنه من المستبعد جدا أن يوافق
عليه بشار الأسد حتى وإن لم تبق له أي
سيطرة إلا في «القرداحة» وحدها، وهنا
فإن ما يجب أخذه بعين الاعتبار هو أنه
سيتم التخلص من فاروق الشرع بأحد
الأساليب الاستخبارية السورية
المرعبة إن هو فكر حتى مجرد تفكير بأن
يستجيب لهذه الرغبة العربية والدولية. ================= أنقرة ودمشق
بعد قرار البرلمان التركي سمير صالحة الشرق الاوسط 11-10-2012 منح البرلمان التركي
حكومة رجب طيب أردوغان حق اللجوء
لاستخدام القوة والدخول إلى الأراضي
السورية عند اللزوم. «المادة 92 من
الدستور التركي تعطي الحكومة هذا الحق»،
وهي استخدمته أكثر من مرة وتحركت على
أساسه في شمال العراق. كثير من المحللين
والمتابعين المقربين إلى النظام
السوري أو المحسوبين عليه يصرون على أن
«الخدعة» التركية هذه لن تمر، وأن
حكومة أردوغان تحاول فقط الاستفادة من
الوقت والظروف، ربما انتظار نتائج
الانتخابات الأميركية وما ستقوله
واشنطن. آخرون يصرون على أن أنقرة لن
تقدم على خطوة انتحارية بهذا الاتجاه،
لأن استطلاعات الرأي التركية وأصوات
في المعارضة ترفض ذلك ويراهنون على أن
يسبق أية مفاجأة تركية هجوم استباقي
سوري لا بد منه أو ربما تحرك إيراني
روسي في أسوا الأحوال لتلقين أنقرة
الدرس المناسب طالما أن النظام في دمشق
منشغل بتدمير المدن وقتل المدنيين. طرفة الأسبوع، هي
التي رواها وزير الخارجية التركي أحمد
داود أوغلو حول وجود أصابع لطرف ثالث
يهمه تخريب العلاقات التركية السورية. دمشق أبدت أسفها
لكننا لم نتأكد من اعتذارها الرسمي حتى
الساعة على استهداف الداخل التركي
وقتل المدنيين، لأنها تريد إنجاز
تحقيقاتها وتدين مجلس الأمن الدولي
الذي أدان تصرفها وحملها المسؤولية
دون انتظار نتائج إجراءاتها القانونية
والفنية. حتى ولو اعتذرت دمشق
لاحقا، فمن يضمن للأتراك أنها لن تكرر
ما فعلته؟.. وهي فعلته حقا. هي مذكرة حرب ولو
كانت تركيا تفكر بطريقة أخرى لما كانت
منذ البداية تورطت في مأزق تعرف سلوك
وتصرفات الطرف الآخر فيه جيدا. سيكون للنظام السوري
ما يريد في نهاية الأمر، استدراج تركيا
للمواجهة العسكرية وسيكون له بعض ما
يريد تقديم احتمال المواجهة الإقليمية
بين الدول والتكتلات والتحالفات، التي
برزت إلى العلن وهي ستجر الكوارث
والويلات والدمار إذا ما تمسك البعض
بحسابات لعب ورقة الأسد في وجه الآخرين. «خدعة» تركية جديدة
لن تنطلي على دمشق أيضا. اقترح وزير الخارجية
التركي أحمد داود أوغلو ما سبق وطرح
أكثر من مرة في أكثر من محفل، ونوقش حول
كثير من طاولات الحوار أن يتسلم نائب
الرئيس السوري فاروق الشرع مهام رئاسة
الجمهورية من الأسد تمهيدا للانتقال
بسوريا من مرحلة إلى أخرى، هل ناقش
داود أوغلو هذا الاقتراح مع المعنيين
مباشرة وغير مباشرة؟ هل هو اقتراح تركي
حقا أم أن أحدهم همس به في أذن الأتراك؟ هل هو اقتراح سيعطي
الأتراك الفرصة للتصعيد عسكريا ضد
النظام الذي يرفض الإصغاء لأحد ويرفض
الفرصة الأخيرة التي أطلقها الأتراك
عبر لعب ورقة الشرع التي يعرفون أكثر
من غيرهم أنها ورقة محروقة، لأن النظام
السوري سيرفضها قبل أن تقول المعارضة
السورية رأيها حتى حول هذا الاقتراح. نائب الرئيس
الإيراني ناقش مع الأتراك السيناريو
اليمني في سوريا ليكون خشبة الخلاص
لهم، ويبدو أن الرئيس الروسي القادم
إلى أنقرة الأسبوع المقبل سيناقش هو
الآخر تفاصيل هذا المشروع مع الأتراك.
لا نعرف تحديدا مواقف الدول العربية
المشاركة في اللجنة الرباعية حيال
المبادرة التركية، لكن الشعب السوري
الذي انتفض قبل عامين لا بد أن يكون هو
من سيقرر في النهاية. مشروع أنقرة في نقل
السلطة من خلال أقرب المقربين إلى
الرئيس السوري يعني آلاف الضحايا
والمتضررين في مساكنهم وممتلكاتهم
وأموالهم. لا يمكن أن يخفض
الأتراك حجم التصعيد الأخير لتكون
ترجمته عبر مشروع سياسي لنقل السلطة في
سلطة وهي تعرف أن النظام السوري سيرفضه. هل للاقتراح التركي
الأخير علاقة بأن يكون خطوة أخرى
لمحاصرة النظام السوري على طريقته قبل
الدخول معه في مواجهة الحسم؟ دمشق وكما رددت أكثر
من مرة لن تقبل بأي خطة تسوية تفرض
عليها، هل ستقبل بفكرة نقل السلطة إلى
فاروق الشرع بمثل هذه البساطة. البعض يراهن على
معارضة تركية سياسية وشعبية تنتشر
وتتزايد في المدن التركية لتحاصر
قرارات حكومة أردوغان أو تطيح بها ربما
لو كانت دمشق سمحت هي بفرصة من هذا
النوع لشعبها، لكانت اليوم وفرت على
الشعب السوري دفع هذا الثمن الباهظ.
تركيا دعت حلف شمال الأطلسي للاجتماع
بناء على المادة الرابعة من اتفاقية
الحلف لإطلاعه على تفاصيل ما جرى وقد
يجري، لكن ذلك لا يمنعنا من القول إنها
لن تتردد في طلب اجتماع الأطلسي في
إطار المادة الخامسة من اتفاقية هذا
الحلف التي تعني التحرك العسكري
المشترك. يحاول بعض المفكرين
السوريين المقربين إلى النظام في دمشق
رفع الغبار عن ملف «لواء إسكندرون»،
ليكون خشبة الخلاص الجديدة للنظام في
حشد وتعبئة الشارع السوري. هكذا تم
التعامل مع الشعوب العربية من قبل بعض
قياداتها لسنوات.. لا تبتعدوا كثيرا
نحن سنستدعيكم في القريب العاجل لأننا
نحتاج إلى جهودكم على طريق التصدي
للمؤامرات. دمشق سترد على قرار
البرلمان التركي أيضا، وربما ستختار
هذه المرة إخراج صواريخها من العنابر
والمستودعات التي كدستها، حتى ولو
اختلطت الجبهات عليها فرجحت توجيهها
إلى الشمال بدل التنبه لوجود جبهة أخرى
تنتظر دورها منذ عقود. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |