ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مقالات مختارة من الصحف العربية ليوم 17-10-2012 ستجيب بالكلمات
فقط لمطالب أنقرة «الناتو»
وخذلان تركيا في الأزمة السورية تاريخ النشر:
الأربعاء 17 أكتوبر 2012 الاتحاد للمرة الثانية خلال
خمسة أشهر، تلجأ تركيا لـ"الناتو"
طلباً للدعم من أجل مواجهة الهجمات
السورية التي أدت إلى مقتل مواطنين
أتراك. ومن سوء الحظ أن الحلف الأطلسي
قد استجاب في المرتين بالكلمات بدلاً
من الأفعال. كانت المرة الأولى
عندما أسقطت سوريا طائرة حربية تركية
في يونيو الماضي حيث صوت الحلف بالرفض
على الطلب الذي تقدمت به تركيا بفرض
منطقة حظر طيران فوق سوريا وقام بدلاً
من ذلك بإدانة الهجوم السوري"بأقوى
العبارات". وكانت المرة الثانية
عندما أدى قصف سوري بقذائف الهاون على
الأراضي التركية إلى مصرع ثلاثة
مواطنين أتراك. فعندما طلبت تركيا من
"الناتو" الاجتماع لمناقشة الوضع
على الحدود بين الدولتين اجتمع سفراء
"الناتو" على عجل وأصدروا بياناً
جديداً يدين الهجوم بـ"أقوى
العبارات" أيضاً. إن "الناتو"
بحاجة إلى تزويد تركيا بما هو أكثر من
الوعد بـ"متابعة تطور الأوضاع عن
كثب وباهتمام شديد"، وإلى القيام
بالدور المنوط به بموجب ميثاقه، لأنه
إن لم يفعل ذلك فسوف ينظر إليه على أنه
منظمة تفتقد للإرادة السياسية لدعم
الحلفاء حتى عندما يتعرضون لهجوم، وهو
ما سيمثل ضربة قاصمة لمصداقيته. فضلاً عن ذلك، ليس من
مصلحة "الناتو" خِذلان الدولة
التي تمتلك ثاني أكبر جيش في الحلف،
كما أنه ليس من مصلحة الولايات
المتحدة، ولا أوروبا تحمل حدوث صدع في
الدولة الديمقراطية الإسلامية
الوحيدة في الشرق الأوسط الكبير،
والتي تتمتع بقيمة جيواستراتيجية،
واقتصادية وثقافية لا نظير لها في تلك
المنطقة. ولكن ما الذي يستطيع
الحلف أن يفعله من أجل تركيا؟لقد قيل
الكثير بشأن استدعاء المادة الخامسة
من ميثاق الحلف وعلى وجه الخصوص الفقرة
المتعلقة بالدفاع المتبادل وهي فقرة
لم يتم استدعاؤها أبداً خلال الحرب
الباردة على الرغم من الأزمات العديدة
التي اندلعت في سياقها.وكانت المرة
الوحيدة التي تم استدعاء تلك المادة هي
تلك التي أعقبت هجمات الحادي عشر من
سبتمبر المروعة ضد الولايات المتحدة
حيث قدم "الناتو" دليلاً محسوساً
على تضامنه مع واشنطن من خلال إرسال
سبع طائرات رادارية( طائرات إنذار ورصد
محمولة جواً من النوع الذي يطلق عليه
أواكس) بأطقمها المقدمة من 13 دولة من
دول الناتو للمساعدة على حراسة السماء
الأميركية. باستثناء تلك الحالة
المنعزلة نجح الحلف الأطلسي في التغلب
بنجاح على الأزمات التي واجهته من دون
حاجة ،لاستدعاء المادة الخامسة من
ميثاقه هو ما يرجع لأن أعضاء الناتو
كان لديهم العديد من الخيارات التي
يمكن لهم من خلالها مساعدة بعضهم بعضاً
دون الاضطرار للجوء إلى الفقرة الخاصة
بالدفاع المتبادل، غير أن هؤلاء
الأعضاء يجدون أنهم قد يكونون بحاجة
للنظر في هذا الخيار في الوقت الراهن. من الأمثلة على ذلك:
قبل أن يقوم التحالف الذي تقوده
الولايات المتحدة بغزو عراق صدام حسين
عام 2003، طلبت تركيا عقد اجتماع مع
حلفائها بموجب الفقرة الرابعة من
معاهدة الحلف، لمناقشة الكيفية التي
يمكن بها للحلف مساعدة تركيا على ردع
أي هجوم يقع عليها من جانب العراق. ويشار في هذا السياق
إلى أن المادة الرابعة تسمح لأي عضو
بطلب المشورة عندما يرى أن سلامة
أراضيه واستقلاله السياسي وأمنه عرضة
للتهديد، وهو ما كان ينطبق على تركيا
في ذلك الوقت. وبعد مناقشة وصفتها
مصادر "الناتو" في ذلك الوقت -تأدباً-
بأنها كانت عبارة عن "سجال حاد"
وافق الحلف على العملية المعروفة بـ Display Deterrence
والتي تعني (إظهار الردع)
وهي العملية التي تم بموجبها اتخاذ
خطوات دفاعية وقائية للحفاظ على أمن
تركيا من أي مخاطر قد يتعرض لها جراء
تداعيات الحرب في العراق. اشتملت تلك
الإجراءات على إرسال أربع طائرات
رادارية من طراز"أواكس" وخمس
بطاريات صواريخ دفاعية من طراز
باتريوت، بالإضافة إلى معدات أخرى
للدفاع ضد الأسلحة البيولوجية
والكيميائية. وقد قام أعضاء "الناتو"
بنشر قوات عالية الكفاءة، متقدمة
تقنياً قوامها 1000 جندي في المجمل
للدفاع عن تركيا خلال الصراع في العراق.
لقد استجاب "الناتو" على النحو
المطلوب في ذلك الوقت بتلبية طلب
المساعدة المقدم من تركيا وذلك من خلال
إرسال مساعدات ملموسة بدلاً من
الاكتفاء بالتصريحات والبيانات
الدبلوماسية كما يفعل الآن. وكان للإجراءات التي
قام بها الناتو في ذلك الوقت تأثير
إيجابي ومباشر على تركيا.ففي ذلك
الوقت؟! شكر سفير تركيا لدى الناتو"احمد
أوزومكو"الحلف على ما أبداه من
تضامن مع بلاده وقال في تصريح له:"نحن
مقتنعون بأن "الناتو" من خلال هذا
الإظهار الجماعي والنشط للردع لم يقدم
يد العون التي نقدرها لواحد من أعضائه
في الساعة التي كان في مسيس الحاجة
إليها، ولكنه أثبت أيضاً مرة ثانية
مصداقيته وأهميته كركن ركين للأمن
الجماعي في المنطقة الأوروبية-
الأطلسية". وعلى الرغم من أن
تركيا قد تعرضت لهجمات متعددة ولفقدان
حياة عدد من مواطنيها بسبب الهجمات
التي شنتها سوريا عليها إلا أن رئيس
الوزراء التركي رجب طيب أردوجان
استجاب لهذه الأزمة من خلال إظهار قدر
كبير من ضبط النفس والصبر والاعتدال،
وهو ما كان محل ثناء من جانب عدد كبير
من الأطراف المعنية. مع ذلك تقول بعض
المصادر الدبلوماسية إن أردوجان قد
أعرب عن استيائه من مستوى الاستجابة
للطلب بمساعدة بلاده، واشتكى بأن
تركيا قد تعبت من حمل كل هذا العبء
بمفردها، وأن الآخرين يجب أن يقوموا
بالدور المنوط بهم في هذا الشأن. لقد حان الوقت كي
يقوم الناتو بإرسال دعم كاف لتركيا في
الساعة الحالية التي تحتاج فيها للدعم
بصورة ماسة. فالقيام بتعزيز هذا
الحليف الذي يعاني من العديد من
المشكلات بسبب تداعيات الأزمة من خلال
إرسال عدد محدود من طائرات أواكس أو
إرسال وحدات من قوات رد الفعل السريع
التابعة للناتو سيؤدي لتقوية موقف
أنقرة عسكرياً وسياسياً. كما أن ذلك سيرسل
إشارة قوية لنظام الأسد في سوريا
ولحلفائه يحذرهم من الإقدام على شن أي
هجمات ضد تركيا. ومن خلال العمل
والتصرف الآن يمكن لـ"الناتو" أن
يبطئ من وتيرة المواجهة على امتداد
الحدود التركية السورية، ويقلص من
احتمالات تدخل تركيا بمفردها في سوريا.
تركيا العضو المهم في "الناتو"
تحتاج إلى هذه القدر الأدنى من
المساعدة من حلفائها، بعد أن تعرضت
قواتها المسلحة وتعرض شعبها لاعتداءات
عديدة. لقد حان الوقت كي
يقدم "الناتو" لتركيا ما هو أكثر
من الدعم بالكلمات. جورج بينيتز زميل رئيسي في "مجلس
الأطلسي" ينشر بترتيب خاص مع
خدمة"كريستيان ساينس مونيتور" ================= جاكسون ديل أوباما...فشل
مدوي في سوريا تاريخ النشر:
الأربعاء 17 أكتوبر 2012 الاتحاد يبذل "مت رومني"
و"الجمهوريون "جهوداً حثيثة
لتصوير الهجوم الذي استهدف القنصلية
الأميركية في بنغازي وما ترتب عليه من
نتائج على أنه مؤشر واضح للوضع الكارثي
الذي وصلته سياسة أوباما الخارجية،
لكن ما أراه أنه عندما سينظر المؤرخون
إلى الأخطاء التي ارتكبها أوباما على
مدى السنوات الأربع التي قضاها في
الرئاسة، فإنهم سيركزون على أمر آخر
مختلف تماماً متمثلاً في الطريقة
الكارثية التي تعامل بها مع الثورة في
سوريا. وإذا كان مقتل السفير
الأميركي في ليبيا ومعه ثلاثة من
مرافقيه يُشكل فاجعة بكل المقاييس،
إلا أن تلك الخسائر تظل أخطاء أمنية
ارتكبها موظفون في مراتب متوسطة
بوزارة الخارجية وليس نتيجة هفوات
سياسية للرئيس. وذلك عكس تعامل أوباما
مع الأزمة السورية التي تشير إلى ضعف
كبير في السياسة الخارجية، هذا الضعف
الذي بدأ يتبلور منذ سياسة الانخراط
المفرط التي اعتمدها مع القادة
المشاغبين ولم ينته مع إصراره على
انتهاج مبدأ تعددية الأطراف الدوليين
كغاية في حد ذاتها لتبرير حذره الزائد
من فرض القوة الأميركية. والنتيجة المنطقية
لهذه السياسة لا تقتصر فقط على انتكاسة
مؤلمة ومعزولة لأميركا في المحيط
الدولي، بل تحولت السياسة الخارجية
بموجبها إلى كارثة استراتيجية،
لاسيما، وأننا أمام حرب تجري في قلب
الشرق الأوسط، بدأت تداعياتها تمتد
إلى حلفاء أميركا الحيويين مثل تركيا
والأردن، وإلى جيران سوريا الأكثر
هشاشة مثل لبنان والعراق، هذا
بالإضافة إلى الدور الذي باتت تضطلع به
"القاعدة" في سوريا وحضورها
الكثيف مقارنة بليبيا، ولا ننسى أن من
تداعيات سياسة أوباما انقلاب عدد
متزايد من القوى العلمانية الليبرالية
في سوريا ضد الولايات المتحدة لفشلها
في مساعدتهم والوقوف إلى جانبهم. وفيما تصر إدارة
أوباما على موقفها السلبي يتصاعد عدد
القتلى الذي بلغ حالياً 30 ألف سوري مع
استمرار سقوط الضحايا بالمئات كل يوم،
وبالطبع لا يمكن لوم أوباما حصرياً على
ما يجري في سوريا، بيد أن حساباته
الخاطئة المتكررة بشأن الوضع في سوريا
أدت إلى نتيجة غير مقصودة تمثلت في
تمكين بشار من تجنب العزلة الدولية
المفروضة على نظامه والاستمرار في قتل
مواطنيه بمنأى عن العقاب. والحقيقة أن سياسة
أوباما السورية بدأت عام 2009 بفكرته
المغلوطة المرتكزة على التواصل مع
نظام الأسد. فبعد شهر واحد على وصوله
إلى البيت الأبيض، قام أوباما بتغيير
سياسة سلفه جورج بوش التي اعتمد فيها
على عزل النظام دولياً ومحاصرته
بالعقوبات، فكان أن أعاد أوباما فتح
السفارة الأميركية في دمشق وأرسل
مبعوثين أميركيين مثل جورج ميتشل
للحديث إلى النظام. والمشكلة مع هذه
السياسة ليس فقط أنها مدت يد أميركا
إلى نظام مارق، بل أيضاً استخفافها
التام بالدروس المستفادة من سياسة بوش
الذي سعى هو الآخر في البداية إلى
التعامل مع نظام الأسد والتقرب إليه
فقط ليكتشف في النهاية أنه نظام ميؤوس
منه لا يمكن ثنيه عن سياسته التقليدية
وتحالفه الوثيق مع إيران، ومع ذلك أصر
أوباما على قلب سياسة الولايات
المتحدة في عهد إدارة بوش القائمة على
عزل أنظمة فاسدة في دمشق والقاهرة، وهو
الخطأ الجسيم الذي وقع فيه أوباما
ومازال يدفع ثمنه اليوم. وحتى عندما
اندلعت الانتفاضة السورية ضد نظام
بشار الأسد في شهر مارس من العام
الماضي، توقعت إدارة أوباما أن النظام
قادر على احتوائها، وقد كانت هيلاري
كلينتون واضحة في تعليقها عندما قالت:
"نعتقد أن بشار الأسد رئيس مُصلح". هذا الاعتقاد الواهم
دفع الإدارة الأميركية إلى الوقوف
متفرجة لشهور فيما النظام السوري يقتل
مواطنيه الذين خرجوا في مظاهرات سلمية
مطالبة بالديمقراطية، ولم يغير أوباما
موقفه إلا في أغسطس 2011 عندما طالب
الأسد بالتنحي، لكن سوريا كانت وقتها
قد بدأت تخطوا خطواتها الأولى نحو
الحرب الأهلية، وهو الخطر الذي
استشعره خبراء وزارة الخارجية مبكراً،
محذرين في شهادتهم أمام الكونجرس أنه
ما لم يسقط الأسد سريعاً ستغرق البلاد
في أتون حرب طائفية مدمرة سيكون من
نتائجها تقوية الجهاديين والانتقال
إلى الدول المجاورة، لكن أوباما صم
آذانه عن هذه التحذيرات ورفض اقتراح
بعض أعضاء مجلس الشيوخ بالتدخل في
سوريا، بل مضى ليرتكب خطأه الثاني
عندما سعى إلى حل الأزمة السورية من
خلال الأمم المتحدة، والحال أن مسعى
الأمم المتحدة، وكما توقع ذلك العديد
من المراقبين، كان محكوماً عليه
بالفشل منذ البداية. وحتى عندما تبين
للبيت الأبيض أنه لا يمكنه الاعتماد
على المنظمة العتيدة اجترح حلاً آخر
تمثل في الرهان على تغير موقف فلاديمير
بوتين، وهو ما عبرت عنه وزيرة الخارجية
في 30 يونيو الماضي عندما قالت "إن
الكريملن قرر الانضمام إلى الإجماع
الدولي والبحث في موضوع المرحلة
الانتقالية بعيداً عن الأسد".
وبالطبع لا شيء من ذلك حدث لتستمر
الحرب ومعها سقوط الآلاف من القتلى
لتقتصر سياسة أوباما في الأشهر
الثلاثة الأخيرة على التمسك بطابعها
السلبي مكررة مقولة عدم استخدام القوة
في سوريا. ويعتقد أوباما أن
التدخل في سوريا سيعقد الوضع أكثر فيما
هو اليوم يراقب كيف بدأت تتطاير شظايا
الصراع إلى تركيا وتجتذب المئات من
عناصر "القاعدة"، وهنا نفهم لماذا
لا يركز "رومني" و"الجمهوريون"
على الوضع في سوريا مخافة إزعاج
الأميركيين الذين سئموا من الحروب
والانصراف بدلاً من ذلك إلى الحديث عن
الهجوم على القنصلية في ليبيا. لكن
الحقيقة تقول إن فشل أوباما الأكبر كان
في سوريا، وهو الإخفاق الذي سيطارد كل
من سيشغل المكتب البيضاوي في السنة
القادمة. -------- ينشر بترتيب خاص مع
خدمة "واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز
سيرفس" ================= يا حرام.. يا «سي
لَخْضرْ»! صالح القلاب الرأي الاردنية 17-10-2012 عندما ينقل وزير
الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن
نظيره الروسي سيرغي لافروف :»إن الرئيس
السوري لن يترك السلطة أبداً.. وأنه لن
يرحل» وعندما يعلن نائب وزير الخارجية
الإيراني حسين أمير عبد اللَّهيان أن
طهران قدمت للمبعوث العربي والدولي «لَخْضر»
الإبراهيمي إقتراحاً لحل الأزمة
السورية ينص على :وقف العنف ووقف إطلاق
النار ووقف إرسال الأسلحة ودعم
المجموعات الإرهابية! وإجراء حوار
وطني بين «المعارضة»! والحكومة.. وفترة
إنتقالية تحت إشراف بشار الاسد» فهذا
يعني أنه لا جديد على الإطلاق وكأنك «يا
أبو زيد» ما غزيت.. وتي تي لا رحت ولا
جيتي!.. و»لا تندهي ما في حدا»!. الآن دخلت ليس الأزمة
السورية وإنما «الحرب السورية» شهرها
العشرين والآن تشير الأرقام الى أن عدد
القتلى ربما تجاوز الخمسين ألفاً وأن
عدد المفقودين يقدر بضعف هذا العدد في
حين أنْ لا أحد يعرف أعداد المعتقلين
ولا أعداد المهجرين داخلياً بينما عدد
الذين لجأوا الى الخارج إقترب من النصف
مليون وكل هذا وهناك مدن غدت شبه مدمرة
بأكملها من بينها حلب وإدلب وحمص ودير
الزور والبوكمال في الشرق وحماه وكل
ضواحي العاصمة دمشق بالإضافة الى درعا
والعديد من توابعها الحورانية. وكل هذا ولا يتردد
سيرغي لافروف ،الذي هو في حقيقة الأمر
جنرال هذه الحرب على جانب النظام
السوري مثله مثل قائد فيلق القدس
الإيراني قاسم سليماني، في أن يقول :»إن
الرئيس السوري لن يترك السلطة أبداً..
وإنه لن يرحل» وكل هذا ويقدم
الإيرانيون لـ»سي لَخْضر» إقتراحاً هو
بمثابة شروط إذعان وبمثابة إلزام
للمعارضة برفع يديها والإستسلام..
وإلاّ ما معنى أن تقترح طهران
،المنخرطة في هذه الحرب ضد شعب سوريا
منذ اللحظة الأولى، فترة إنتقالية تحت
إشراف بشار الأسد؟!. وحقيقة إن ما يدعو
الى الحزن والأسى أن مهمة هذا العملاق
السياسي «سي لَخْضر» قد تقزَّمت الى
حدِّ الإكتفاء ،بعدما سمع في طهران ما
سمعه وبعد ما سمع أنَّ لافروف بات أكثر
تشدداً وأنه قال :»أن بشار الاسد لن
يترك السلطة أبداً.. وأنه لن يرحل»، بأن
تكون هناك هدنة وقفٍ لإطلاق النار خلال
أيام عيد الأضحى المبارك.. والمؤكد ان
هذا لن يكون أبداً لأنه منذ إندلاع
القتال قبل نحو عشرين شهراً قد مرَّت
على سوريا أعيادٌ كثيرة لكن المجازر
بقيت متواصلة وبقيت عمليات التدمير
مستمرة. إن هذا هو واقع الحال
وإن هذه هي حقائق الأمور ويقيناً لو أن
هذا النظام تراوده أيُّ نوايا ،إنْ
صادقة أو كاذبة، لحقن دماء شعبه لما
استمر في عمليات الذبح والتدمير حتى
الآن ولقبل منذ البدايات بمقايضة كرسي
الحكم ،الذي بات يغرق في دماء الأبرياء
ويرتكز على جماجم أطفال سوريا، بإخراج
هذا البلد من دوامة العنف التي كان
بالإمكان تجنبها لو تم التعامل مع
حادثة أطفال درعا المعروفة على أساس
التسامح وعلى أنهم اطفال أبرياء لا
يجوز وتحت أيِّ إعتبار التعامل معهم
بالقمع المفرط والتعامل مع ذويهم
بالإهانات والتحقير والإذلال فأولاً
وأخيراً هم أبناء للشعب السوري العظيم
وهم وحتى لو أن أطفالهم قد قاموا بما
نُسب إليهم فإنه لا يجوز إطلاق الوحوش
المخابراتية عليهم لتنهش أعراضهم
ولتمزق أشلاءهم. لقد كان معروفاً أن
مهمة الأخضر الإبراهيمي قد ولدت ميتة
وأن هذا النظام الذي غرق بدماء
السوريين حتى رأسه لا يمكن أن يتراجع
عما كان بدأه قبل نحو عشرين شهراً
طالما أن الروس والإيرانيين أكثر
إصراراً من بشار الاسد على مواصلة هذه
الحرب الدامية والمدمرة حتى النهاية
وطالما أن العالم يتخذ هذا الموقف
المخزي وطالما أن مجلس الأمن الدولي قد
فقد هيبته وفقد إنسانيته وفقد مكانته
الدولية ودوره التاريخي وطالما أن
العرب لعجزهم لا يجدون ما يفعلونه إزاء
شعب شقيق أصبح مستباحاً سوى مواصلة رفض
«التدخل الخارجي» وكأن التدخل
الإيراني والروسي في شؤون دولة عربية
ليس تدخلاً خارجياً. ================= التراجع بوصفه
مفهوما ومنهجا في حياة النظام السوري باسل أبو حمدة 2012-10-16 القدس العربي التراجع سمة الموقف
وصلب طبيعة النظام السوري أيام الأب
الغابرة وأيام الابن العابرة،
والتراجع كلمة السر والمفتاح والمخرج
المعتمد دائما في مجموعة الأزمات
والقضايا والمهام والوظائف التي أخذها
النظام السوري على عاتقه بالوكالة عن
غيره أو بالأصالة عن نفسه أو انطلاقا
من كلا الأمرين معا. محور ثابت لم يتغير
طوال الوقت وكان على الدوام بمثابة
البندول الذي يحرك كل سياسات النظام
كلما وصلت سكين الأحداث إلى عنقه،
وكلما وقف على مفترق طرق، وكلما كان
مضطرا للاختيار بين المضي قدما في موقف
أو قضية ما وبين التخلي عنها مقابل
خلاصه وضمان بقائه في سدة الحكم، وكأن
مجموع ما تبناه من قضايا وما رفعه من
شعارات وطنية وقومية وتقدمية واهية لم
تكن سوى مطايا سرعان ما ينجلي أمرها
عند أول منعطف. والتراجع بوصفه
مفهوما ومنهجا في حياة النظام لا يزال
سمة الموقف حتى في ظل هستيريا المعاندة
التي يمارسها حيال رغبة الشعب السوري
بالخلاص والتغيير وقلب صفحته أو شطبها
من تاريخه المليء بالألم والمعاناة،
فعلى الرغم من أن مجريات الأحداث
الميدانية الدائرة في ظل الثورة
السورية الحديثة وما يرافقها من
تطورات سياسية تبدو وكأنها تسير في
خطين متوازيين لا يلتقيان أبدا، إلا أن
طبيعة النظام التراجعية تشي بأن زمن
عدوله عن تلك الهستيريا قد دنا أو شارف
على ذلك مع بروز حالة من توازن القوى
باتت السمة الطاغية على المشهد
الداخلي بالتزامن مع توازن إقليمي
وآخر دولي واضحين المعالم، وربما هذا
بالذات ما يفسر حالة الاستعصاء
السياسية في القضية السورية التي طال
أمدها واستطالت الأثمان الباهظة التي
يدفعها المواطن السوري جراء هذه
هستيريا. نظرة سريعة على
التاريخ السياسي للنظام تشي بمجموعة
متدفقة من حالات التراجع اللامتناهية
في الجغرافيا السياسية للمنطقة، حالة
راحت تتبدى معالمها مع كل مواجهة وكل
موقف وقضية تصدى لها هذا النظام بحيث
باتت تشكل بمجموعها غمامة سوداء تظلل
هذا التاريخ وتظهره على حقيقته
المغايرة تماما لكل النعوت التي وسم
نفسه بها محاولا إظهار نفسه وكأنه حامي
الحما وملاذ المظلومين وأصحاب القضايا
العادلة، ولعل قضية طرد حزب العمال
الكردستاني وزعيمه التاريخي عبد الله
أوجلان من الأراضي السورية عام 1998
وتسليمه لأعدائه التاريخيين تحت
التهديد التركي باجتياح سوريا، فضلا
عن تخليه بالقوة عن لواء إسكندورن
السوري، تشكل أحد أبرز معالم منهج
التراجع المعتمد من قبل النظام السوري.
حتى لبنان الذي طالما
اعتبره النظام السوري حديقته الخلفية
ومحافظة من محافظاته الـ 14 لم يسلم من
منهج التراجع، فقد أذعن عام 2005 لما
يسمى المجتمع الدولي وسحب في ليلة
وضحاها بالكامل كل قواته المسلحة
وأجهزة مخابراته من لبنان انصياعا
لقرار مجلس الأمن الدولي 1559 متخليا عن
أهم مصدر قوة له وكنزه الثمين الذي
اعتاش عليه سياسيا وأمنيا طوال ثلاثين
عاما، لا بل إنه نشر قواته وحفر
الخنادق على طول الحدود السورية
اللبنانية ترسيخا لذلك القرار، الذي
وضع النظام السوري مرة أخرى في دائرة
اللاعبين بقضايا الآخرين، التي لا
تشكل بالنسبة لهم سوى أوراق يلعبون بها
على موائد المقامرات السياسية حتى لو
كانت تعني دمارا بالنسبة لمصائر شعوب
وأمم. ويبدو أن سياسة نشر
القوات وحفر الخنادق وبناء المتاريس
المحصنة على الحدود لم تقتصر على
الحالة اللبنانية، فقد رضخ النظام
السوري مرة أخرى لمطلب الغازي
الامريكي للعراق عندما راح يبدي حرصه
الشديد على سد خاصرة العراق الغربية
أمام تدفق المقاتلين المعادين للعم
سام، لكن المعلم الأبرز لهذا المنهج
يبقى ذلك السد المنيع الذي شيده نظام
الأسد على الحدود الفلسطينية السورية،
والذي شكل درة كل ما استطاعت الدولة
العبرية فرضه في المنطقة طوال تاريخها
العدواني، بينما لم يتوانى هذا النظام
مطلع تسعينيات القرن الماضي عن ارسال
قواته إلى السعودية تعزيزا للقوات
الامريكية، التي غزت العراق لأول مرة
ودكته بكل صنوف الأسلحة ودمرت بنيته
التحتيه عن بكرة أبيها. يضاف إلى كل ذلك
البحر من حالات التخاذل المريعة
استراتيجية النظام فيما يطلق عليه 'الحرب
ضد الارهاب'، التي رفعت رايتها
الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر
وغزت بموجبها العراق نفسه وأفغانستان
ووضعتهما على سكة الدول الفاشلة إلى
أجل غير مسمى، حيث قدم النظام السوري
خدماته وخبرته الطويلة التي يعتد بها
في هذا الميدان لما يصفه بألد أعدائه
متمثلا بالولايات المتحدة نفسها، وقد
تجلت تلك الخدمات بقائمة طويلة لا يعرف
عنها إلى النذر اليسير ومن بينها عشرات
آلاف الوثائق والملفات الأمنية لأشخاص
عرب ومسلمين يشتبه بأنهم ضالعون في
العداء لأميركا، مثلما وضع مقراتها
الأمنية تحت تصرف مختلف أجهزة
المخابرات الغربية للتحقيق مع هؤلاء
الأشخاص أو من تستطيع الوصول إليهم
ونقلهم على متن طائرات حربية نوافذها
مطلية بالأسود تماما مثل سيارات أركان
النظام وأزلامه، الأمر الذي تفضحه
قضية المهندس الكندي سوري الأصل ماهر
عرار، الذي مكث في أقبية المخابرات
السورية نحو عام لحساب المخابرات
المركزية الامريكية قبل أن تضطر
المخابرات الكندية لسحبه من هناك بعد
أن أكتشف أمرها في قضية تسليمه للسي آي
إيه. حتى عندما وصل البلل
إلى قلب النظام ورأسه حين قصفت
الطائرات الحربية الإسرائيلة غير مرة
مواقع في العمق السوري وحين حلقت فوق
القصر الرئاسي في اللاذقية، لم يحرك
النـــظام ساكنا واكتفى بالقول إنه لن
ينجر إلى مغامرة تدفعه إليها إسرائيل
وإنه سيختار الزمان والمكان المناسبين
لرد لن يأتي قط على الاعتدادءات
الاسرائيلية الفاضحة، بينما يبقى كل
هذا مجرد غيض من فيض منهج التراجع
بطبيعته الاستراتيجية المتبع من قبل
نظام يقول ما لا يفعل ويفعل ما لا يقول
في تناقض صارخ وغير مسبوق. وبالمناسبة، فإن هذا
المنهج المدمر يتبعه الحليف الإيراني
العتيد، الذي يتشدق صباح مساء بالعداء
للصهيونية والأميركان في الوقت الذي
يبيع فيه الأوهام لضحاياهم في العراق
وأفغانستان وفلسطين، التي ما كان لها
أن تصل إلى أوضاع كارثية لولا مجموعة
المواقــــف الايــرانية، التي سهلت
الغزو الامريكي في الحالة الأولى
والثانية وكرست انقساما عاموديا في
الثالثة، الأمر الذي تسير على خطاه
الحالة السورية في ظل التمرد الشعبي
التاريخي على نظام لن يسلك هذه المرة
لا هو ولا حليفه الاستراتيجي طريقا
مغايرة عما انتهجه لنفسه من خط تراجعي
سمته التخاذل لا يحيد عنه حتى لو كانت
كلفته وضع شعب بأكمله في مهب الريح. ================= رأي الراية ..
جرائم الأسد وإسرائيل وجهان لعملة
واحدة الراية لا شكّ أن ما يحدث في
فلسطين المحتلة وفي سوريا من جرائم ضدّ
الإنسانية، يُشكّل همًّا يُؤرّق دولة
قطر كيف لا، وهي لا تألو جهدًا في
التذكير بما يُعانيه الفلسطينيون
والسوريون من آلام في المحافل الدولية
وبالأخص في مجلس الأمن الدولي. ففلسطين المحتلة وما
تُعانيه من سياسات الاحتلال الإجرامية
التي تُكرّس مبدأ الأمر الواقع تُعتبر
أقدم احتلال في التاريخ، بتواطؤ من
العالم الذي يُسمّي نفسه بالعالم الحر.
فهذا العالم يعجز عن لجم إسرائيل التي
في كل لحظة تعمل على سرقة الأرض وتهويد
المقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة في
القدس وعموم فلسطين وقتل الشجر
والحجر، فلا شيء يسلم من جرائمها
فالإنسان الفلسطيني يقع ضحيّة جرائم
يوميّة بحقّه تنال من كرامته وحرّيته
وإنسانيّته، وكذلك مقدّساته التي
تتعرّض للسرقة والتهويد المستمر، إلى
جرائم المستوطنين تجاه الأشجار
والمزارع الفلسطينية من أجل اقتلاعهم
من أرضهم لكي تُكرّس مقولة "شعب بلا
أرض على أرض بلا شعب". كل ما يحدث من جرائم
في فلسطين المحتلة يستدعي أن نُوقف
مجلس الأمن بصفته الشرعية أمام
واجباته برفع الظلم والحيف عن
الفلسطينيين والعمل على استعادة
حقوقهم المسلوبة، وهو ما دأبت عليه
دولة قطر من خلال تذكير العالم
بواجباته وتأنيبه على تقصيره بحق هذا
الشعب المظلوم. الظلم وسحق الكرامة
لا يقتصران على الفلسطينيين فقط، إنما
كذلك يتعدّانهم للشعب السوري المنكوب،
ولكن وجه الاختلاف بين الشعبين أن
الأوّل يُعاني ما يُعاني من الكيان
الصهيوني، بينما يُعاني الشعب السوري
من قيادته التي تحكمه بالحديد والنار،
فقيادة مثل نظام الأسد لا تستحقّ
الاستمرار بالسلطة، فمن يقصف شعبه
ببراميل الموت والقنابل العنقوديّة لا
يستحق البقاء، فعشرات آلاف الموتى
ومئات آلاف الجرحى، وملايين المهجّرين
داخل وخارج سوريا تُعتبر فاتورة باهظة
الثمن، تستدعي من كل من يمتلك ذرّة شرف
إنساني أن يقف في وجه الأسد ويُلجمه
ويُقدّمه للمحاكمة عن جرائمه التي لا
تخفى على أحد خصوصًا روسيا وإيران
والصين وحزب الله. جرائم إسرائيل بحقّ
الفلسطينيين وجرائم الأسد بحق شعبه
وجهان لعملة واحدة، وهي كيانات الموت
والاضطهاد،وما ربط دولة قطر بينهما في
مجلس الأمن إلا من أجل إظهار مدى خطورة
إسرائيل ونظام الأسد على الإنسانية ،
فكلاهما ينشر الموت والظلم والدمار
أينما حل. ================= الأحمر
الإبرهيمي! راجح الخوري 2012-10-17 النهار بعد مضي شهر ونيف على
ما سمّاه "مهمة مستحيلة" يتبين
الآن ان اقصى طموحات الاخضر
الابرهيمي، ان يتوصل الى تأمين هدنة
عيد الاضحى للسوريين الذين هم في موقع
الاضاحي سواء الذين قتلوا منهم او
الذين ينتظرون القتل بالمذابح
والقنابل برميلية وعنقودية! لكن الهدنة لن تصل
الى سوريا التي انزلقت الى ما سمته هذه
الزاوية منذ اليوم الاول "حرب يا
قاتل يا مقتول"، إذ يكفي ان يستمع
المرء الى مطالعة سيرغي لافروف امام
زملائه الاوروبيين من "ان الاسد لن
يترك السلطة ابداً
وان القضية متعلقة بمسألة حياة او
موت"، لكي يعرف ان القتال سيستمر حتى
آخر نقطة دم وهو ما يدفعنا الى طرح
السؤال: اذا كانت موسكو قد
عرفت وأرادت وعملت دائماً على ألاّ
يترك الاسد السلطة ابداً فلماذا أغرقت
العالم بالاكاذيب اشهراً طويلة،
وخصوصاً قبل
مؤتمر جنيف وبعده، ولماذا سبق
للافروف نفسه ان قال مراراً ان بلاده
غير متمسكة بالاسد وانها تسعى الى حل
سياسي ينهي حمامات الدم في سوريا،
بينما سهرت دائماً على توفير الغطاء
للمذابح فعطلت مجلس الامن واقامت
جسراً من التسليح العاجل دعماً
للنظام؟ قياساً بهذا الواقع
الكارثي الذي يبشر به لافروف، لا ندري
لماذا يستمر الاخضر الابرهيمي في
رحلته وراء سراب الدم والمآسي التي
تغرق سوريا وتكاد تفيض على دول
المنطقة، فهل يظن مثلاً ان كلام لافروف
لا يساوي إقالة غير مباشرة له من مهمته
الفاشلة؟ واذا كانت روسيا تلعبها مع
الاسد على انها قضية حياة او موت فهل
تكون حظوظ الابرهيمي افضل من حظوظ كوفي
انان او محمد الدابي؟ ثم
لماذا يتظلم المعارضة عندما يدعو
الى "وقف تدفق السلاح الى جميع
الاطراف" مطالباً الدول التي تملك
نفوذاً على ما سمّاه بعض الجماعات،
بتشجيعها على التوجه الى الحل السلمي،
"بعدما لم يأت الحل العسكري بأي
نتيجة"، ولكأن هذه "الجماعات"
هي التي اختارت الذهاب الى الحل
العسكري بينما المعروف انها
استمرت لمدة ستة اشهر في التظاهرات
السلمية المطالبة بالاصلاح
والصارخة "سلمية... سلمية" رغم
تقليع اظافر الفتية في درعا منذ اليوم
الاول! واذا كان كلام لافروف
غير كاف لكي يعتذر الابرهيمي عن مهمته
المستحيلة التي تتحول رخصة مفتوحة
للقتل، فليس عليه إلا ان يتأمل في
المقترحات الايرانية والعراقية التي
سمعها، وهي تدعو الى بقاء الاسد رغم كل
المذابح والمآسي التي تغرق سوريا منذ
عامين تقريباً، إلا اذا كان يريد ان
ينهي حياته وهو الديبلوماسي المرموق
كشاهد على الدم ليصير "الأحمر
الإبرهيمي"! ================= المنطقة بين نفوذ "الهيمنة"
ونفوذ "الوكالة" سركيس نعوم 2012-10-17 النهار يستبعد خبراء
ومحللون أميركيون متابعون بدقة أوضاع
التطورات في الشرق الأوسط وتطوراتها
قبول بلادهم هيمنة ايرانية على
المنطقة، أو هيمنة تركية عليها، أو
هيمنة مشتركة تركية – ايرانية.
فالمعلومات المتوافرة
عندهم تشير الى ان الادارة
الأميركية ترفض اي دور للجمهورية
الاسلامية الايرانية في سوريا،
والمقصود هنا سوريا ما بعد اسقاط الأسد
ونظامه. وتشير ايضاً الى أن تركيا،
المحكومة من "حزب العدالة والتنمية"
الاسلامي منذ اكثر من عشر سنوات، ليست
مهتمة بالهيمنة على المنطقة نفسها. ذلك
ان جلّ همّها هو احباط كل المحاولات
التي تقوم بها ايران من اجل "النفاذ"
بالهيمنة المذكورة. وتشير ثالثاً الى
ان الولايات المتحدة في عهد اوباما
المقترب من نهايته او من عهده الجديد
اذا اعطاه الاميركيون اصواتهم، بل
ثقتهم مرة ثانية، كما من عهد منافسه
الجمهوري ميت رومني اذا فاز بالرئاسة،
لا تجد لها مصلحة في الهيمنة المشار
اليها اعلاه على الشرق الاوسط سواء
أكانت أحادية اي ايرانية او تركية أو
مشتركة بين القوتين الاقليميتين
الأكبر تركيا وايران. هل الاستبعاد
المذكور اعلاه في محله؟ هو في محله، يجيب
خبراء ومحللون اميركيون آخرون ومنهم
متابعون عرب لأوضاع المنطقة وتطوراتها.
لكنهم يلفتون الى امر مهم هو ان احداً
او جهة اقليمية لم يطرح هيمنة او سيطرة
كالمفصلة أعلاه. فالمشكلة بين
الولايات المتحدة والجمهورية
الاسلامية الايرانية هي في النهاية
رفض الاولى تمدد الثانية الى قلب الشرق
الاوسط والعالم العربي والسيطرة عليه،
والانطلاق منه للتحول صاحبة القرار
الأوحد في دولهما كلها. وذلك طبعاً بعد
طرد نفوذ "الشيطان الأكبر" اي
اميركا منهما، كما كل نفوذ دولي آخر
سواء كان اوروبياً غربياً أو روسياً او
صينياً، رغم انها تظن ان في وسعها
اقامة علاقات عمل مع موسكو وبيجينغ
تفرضها حاجتها الى دعمهما في مواجهة
اميركا، وتفرضها حاجتهما الى طهران
لمواجهة الاحادية "المتغطرسة"
الاميركية. أما بين تركيا والولايات
المتحدة فلا يبدو ان هناك مشكلة
مستعصية على الحل كما هي الحال بين
الاولى وايران، فالدولتان حليفتان من
زمان. ولم يتأثر هذا الحلف سلباً، كما
لم تتزعزع صلابته ومتانته بانتقال
الحكم داخل تركيا من العلمانيين الى
الاسلاميين. وعلى العكس من ذلك يظهر،
وفي وضوح، ان التفاعل بين الدولتين
المذكورتين صار اكثر ايجابية بعد وصول
الاسلاميين الأتراك الى السلطة.
والسبب الابرز لذلك هو تحول المنطقة
كلها، وخصوصاً قلبها العالم العربي،
اسلامياً او اسلاموياً الامر الذي
يجعل من تركيا الاسلامية وسيطاً
مطلوباً ومقبولاً في مرحلة التحولات
الراهنة، بل في مرحلة التغييرات التي
حصلت والتي ستحصل لاحقاً ومن الحليفين
معاً. الى ذلك فان تركيا
واميركا عضوان في حلف شمال الاطلسي،
ويعني ذلك أن لهما اعداء مشتركين
وحلفاء مشتركين، وتالياً اهدافاً
مشتركة. فضلاً عن ان تركيا الاسلامية
ورغم استذكارها ما تعتبره تاريخاً
مجيداً للامبراطورية العثمانية، ورغم
طموحها لأن تكون اطاراً جامعاً
للمسلمين في هذه المنطقة من العالم،
فضلاً عن ان تركيا هذه تعرف انها لا
تستطيع ممارسة دور اقليمي مهم اذا لم
يكن ذلك برضى شعوب المنطقة وبموافقة
الدول الكبرى وتحديداً اميركا واوروبا
حليفتيها. ذلك ان روسيا والصين قد لا
تنظران بود أو بعطف الى الدور الذي
تطمح اليه. وتعرف ايضاً ان ممارسته
ستكون صعبة اذا لم يحظ بقبول شعبها "المتنوع"
مذهبياً وعرقياً. اذاً وفي اختصار فان
الكلام عن دور واسع تركي – ايراني في
المنطقة، وعن دور اسرائيلي الى جانبه
جرى بحثه وفي العمق في دوائر عدة
دولية، كان ولا يزال كلاماً عن دور "الوكيل"
اذا جاز استعمال هذه الكلمة، للقوى
الدولية العظمى او الكبرى المهيمنة هي
على المنطقة من زمان. ولم يكن ابداً
كلاماً عن هيمنة مطلقة لدولة اقلميية
وإن كبرى أو عظمى على المنطقة ودولها
كلها. علماً ان طموح ايران المعلن على
الاقل والممارس هو الى دور كهذا.
وعلماً ايضاً أن الطموح نفسه قد يكون
عند الاتراك الاسلاميين لكنهم لا
يعبّرون عنه صراحة لأسباب عدة تم ذكر
بعضها اعلاه. ولسبب آخر قد يكون حكمة
قيادتهم. ولا يعني ذلك ان قيادة ايران
تنقصها الحكمة. لكن يبقى البشر بشراً،
والبشر يقعون في اخطاء وخصوصاً اذا
نجحت مخططاتهم على مدى سنوات فصاروا
مقتنعين بأنهم لا يُقهرون. وهذا ما
يسمى الوقوع في غرور القوة. ================= زمرة بشار..
حتمية السقوط 2012-10-17 12:00 AM الوطن السعودية
تأكيد المملكة أمام
مجلس الأمن أول من أمس أن ساعة رحيل
النظام السوري قد أزفت، تلخص النتيجة
الحتمية التي سينتهي إليها نظام بشار
الأسد الذي يسعى يائسا لتثبيت حكمه
المتداعي على قواعد من الجماجم
والأشلاء. ولقد بلغت إفرازات الوضع
المأساوي سواء على مستوى الداخل
السوري، أو في الخارج مراحل خطيرة مع
تسارع وتيرة الضحايا وزيادة أعداد
اللاجئين والمشردين، وكل ذلك بسبب
العنف غير المسبوق لعصابة دمشق تجاه
شعب أعزل يقصف بالمدافع والدبابات
وتُدك بيوته بطائرات الميج. ولعل ما يؤكد أن ما
يجري في سورية هو "إرهاب دولة"
قيام النظام باستخدام قنابل عنقودية
روسية الصنع حسبما أكدته العديد من
المنظمات الحقوقية المستقلة، في
محاولة لقمع الانتفاضة واستعادة
الأراضي المحررة، الأمر الذي يعكس أن
زمرة بشار لا تأبه البتة للمدنيين في
سبيل تكريس سلطتها الدموية. إن الصراع الذي يدخل
شهره العشرين يوفر أرضاً خصبة للإرهاب
والأعمال الإجرامية والانتهاكات بما
في ذلك الاعتقالات التعسفية والتعذيب
وتطبيق الإعدامات الخارجة عن القانون.
وتكفي تحذيرات المبعوث المشترك الأخضر
الإبراهيمي من أن الأزمة تشكل خطرا على
"السلم العالمي"، لتوفير غطاء
دولي للتدخل وحماية النساء والأطفال
والشيوخ من نظام باطش لا يرقب فيهم "إلاً
ولا ذمة". ولكن صيحة الإبراهيمي التي
تستدعي سرعة التحرك للحفاظ على أرواح
المحاصرين داخل سورية والتي حولها
النظام إلى سجن كبير، لن تكون إلا مجرد
صيحة في "وادي الصمت الدولي"
المخزي. حقائق المشهد السوري
تقول إن النظام يستشعر الآن قرب نهايته
ولذلك يضرب بجنون وفي كل الاتجاهات،
ولا يهمه في ذلك حجم الضحايا الذين
يسقطون مضرجين في دمائهم. وصحيح أن آلة
الأسد دمرت المدن والبلدات ولم يبق على
الأرض السورية شبر إلا وفيه آثار قصف
أو رصاص قناص أو نيران مدفعية، ولكن
موعد الثوار مع فجر الخلاص ليس ببعيد. ================= الهلال الروسي عبدالرحمن
الراشد الشرق الاوسط 17-10-2012 بزيارة نوري
المالكي، رئيس وزراء العراق إلى
موسكو، زادت المسافة ابتعادا بين
بغداد وواشنطن، التي صنعت نظامها
السياسي الحالي. أكثر من أربعة مليارات
دولار، هي فاتورة مشتريات المالكي من
السلاح الروسي. السلاح - عدا عن أنه
حاجة عسكرية - هوية سياسية، يعبر عن
ارتباط استراتيجي خاصة عندما تكون
المفاضلة بين نظامين متنافسين. على
طاولة عقود السلاح، هناك الخبراء
والمدربون وشبكة الخدمات، مع التصاق
سياسي. وأحد الإشكالات التي
تواجه تمويل ثوار سوريا اليوم صعوبة
الحصول على سلاح روسي نوعي وبكميات
كبيرة، كل المنشقين عن الأسد من عسكرها
مدربون على استخدام السلاح الروسي،
مما جعل مهمة الأطراف الممولة صعبة
لتوفير الأسلحة والذخيرة التي تدرب
المنشقون على استخدامها لسنوات. باقتراب العراق من
المعسكر الروسي تكون موسكو قد عوضت
خسارتها الكبيرة في ليبيا، حيث أقصاها
الثوار بسبب دعمها نظام القذافي
سياسيا وعسكريا أثناء الثورة، كما
تفعل الآن مع نظام بشار الأسد في سوريا.
وبانقلاب المالكي على واشنطن بذهابه
إلى موسكو صرنا أمام محور جديد، يتمثل
فيما كان يسمى بالهلال الشيعي، يبدأ من
إيران فالعراق وحتى سوريا ولبنان. إلا
أن سوريا حالة مؤقتة، كما يعترف بذلك
فيودور لوكيانوف، رئيس تحرير مجلة «روسيا
في الشؤون الدولية»، الذي يقول «من
الصعب تصور أن بشار الأسد يتمتع بفرص
واقعية للبقاء في السلطة على مدى بعيد
بعد كل ما حدث في بلاده في الأشهر
العشرين الأخيرة». ولوكيانوف محق عندما
يحتفل بانتقال العراق إلى الصف الروسي
ويعتبره انتصارا سياسيا واقتصاديا
كبيرا لموسكو. إنما لست متأكدا أنه
سيكون ربيعا سهلا على المالكي نفسه
الذي يغامر كثيرا بالالتصاق بالروس
والإيرانيين. الأميركيون يرون
فداحة الخطأ الذي ارتكبوه بدعم
المالكي، معتقدين أنهم يناصرون بذلك
أغلبية السكان في العراق. إصرارهم على
تفسير الأحداث السياسية في المنطقة من
منظور إثني قادهم إلى تسليم العراق إلى
الخصمين، إيران وروسيا. فمن الخطأ
تصوير ما يحدث بالعراق، أو حتى بسوريا
اليوم، على أنه جماعات تتقاتل طائفيا،
حتى لو كانت التقسيمات الديموغرافية،
سنيا وشيعيا، تدلل على ذلك. تحالفات
الأنظمة ظلت في معظمها ذات أبعاد مصالح
سياسية، قد تتفق أحيانا مع المفاهيم
الدينية وقد لا تتفق. إيران، كدولة
ثيولوجية شيعية، هي أكبر حليف لتنظيم
القاعدة السني، وسبق أن تحالفت مع
جماعات سنية سياسية مثل الإخوان
المسلمين ضد أنظمة سنية رئيسية في
المنطقة. والخطأ الثاني
المكمل، أن واشنطن ظنت أنه يمكن أن
تدير علاقة براغماتية مبنية على
التوازن والمصالح مع إيران في العراق
لمواجهة «القاعدة» والجماعات السنية
المسلحة وبقايا البعث، لأن هذه
الجماعات عدو مشترك. واشنطن لم تدرك
إلا متأخرة أن إيران وراء الجماعات
السنية المسلحة، كما كانت وراء بعض
الجماعات الشيعية المسلحة أيضا. إيران
تملك مشروعا منافسا للولايات المتحدة
ولديها خريطة طريق معاكسة السير. ولأن الحديث يطول عن
حروب وتحالفات السنوات العشر في
العراق، وقد أصبح تاريخا وراءنا، فإن
الأهم هو محاولة فهم مستقبل العلاقة
الجديدة، إيران وعراق المالكي وروسيا.
سوريا هي الرابط بينها، حيث يجتهد
الثلاثي لدعم نظام الأسد في وقت يقدم
فيه الأوروبيون والأميركيون القليل
لمساندة الثوار. وعلى الرغم من بطء
الانتصار فإن نهاية اللعبة في سوريا
معروفة، سيخسر الحلف الروسي لأن الأسد
سيسقط، وقد تنتقل الأحداث لاحقا إلى
العراق. والأسباب معروفة، ففي العراق
بركان يوشك على الانفجار بسبب تمادي
المالكي في الهيمنة على مفاصل الدولة
جميعا، وإهانته حلفاءه الذين دخلوا
معه في محاصصة الحكم. لهذا ينفق
المالكي بكرم على نظام الأسد، يريد
إنقاذه، ويقوم بدور الممول المالي
لمشاريع إيران الخارجية، مثل دعم حزب
الله، بعد أن أصبح الإيرانيون في ضائقة
مالية تهدد أسس النظام وبقاءه. الحلف الروسي الذي
يتشكل في الشرق الأوسط يعني أننا أمام
عودة القطبين، وينذر بالمزيد من
المشكلات وليس استقرار التوازن، كما
يظن البعض. ================= حديث أوباما
ورومني الأجوف عن سوريا ريتشارد كوهين الشرق الاوسط 17-10-2012 في ظل بحث محموم عن
اتفاق بين الحزبين في واشنطن، يمكنني
ذكر شيء أشبه بانفراجة، رغم أن أيا من
الطرفين لن يعترف بذلك، يتفق ميت رومني
وباراك أوباما على ما ينبغي القيام به
حيال الحرب الأهلية السورية، وهو أن
يدعا القتال يستمر. هذا النهج يجدي
نفعا حتى هذه اللحظة، فقد وصل عدد
القتلى إلى نحو 30 ألفا، مضافا إليه
المئات الذين يقتلون يوميا. وللنساء
والأطفال نصيب لا بأس به من هذا الرقم. وهناك قدر كبير من
المعاناة والدمار المادي الهائل كما
يكون الحال في أي حرب. يمكن أن يستمر كل
هذا، بموجب الاتفاق بين الحزبين، إلى
أن يدرك الحاكم المستبد بشار الأسد أن
الحياة قد تكون أفضل كثيرا في الريفيرا
الفرنسية. ومع هذا سيستغرق هذا الأمر
بعض الوقت. وسدد رومني عبر خطابه
الكبير عن السياسة الخارجية - الذي لم
يكن فيه محددا - ضربة قوية لأوباما فيما
يتعلق بسوريا. وقال خلال الشهر الحالي:
«لقد فشل الرئيس في اتخاذ وضع القيادة
في الشأن السوري. ويشارك المتطرفون
الذين يتبنون نهجا عنيفا حاليا في
القتال. وتعرضت تركيا حليفتنا لهجمات.
ويهدد الصراع الاستقرار في المنطقة».
هذا صحيح بالفعل، بل صحيح جدا. ما الذي
يقترح رومني أن تفعله الولايات
المتحدة إذن؟ هل يوصي بفرض منطقة حظر
جوي تمنع الأسد من استخدام المروحيات
المقاتلة في قصف حلب والمدن الأخرى؟
لقد سألت حملته الانتخابية وأجابت
بالنفي. لذا، هل كان رومني يعني تزويد
الثوار السوريين بأسلحة مضادة
للدبابات والطائرات؟ كانت الإجابة
بالنفي أيضا. ستسهل إدارة رومني
بالأساس تدفق الأسلحة الثقيلة، لكن
هذه الأسلحة مقدمة من آخرين. ربما يكون
هذا ليس بالمساعدة الكبيرة، لكنه على
الأقل أكثر مما تفعله إدارة أوباما. ثبت أن كل التوقعات
بانتهاء الحرب سريعا خاطئة. لقد استخدم
الأسد جيشه وقواته الجوية وأجهزة
الاستخبارات المحلية ضد شعبه. ولا داعي
لأن أذكركم بأن هذا الشعب هو المسلمون
من خارج الطائفة العلوية. وللمفارقة
تبين صحة كل التوقعات بما سيحدث في حال
تدخل الغرب، فقد حدث ذلك دون أي تدخل.
لقد انتشرت حمى الحرب وأصبحت تركيا
أكثر عدوانية تجاه سوريا، بل وتبدو
متحفزة للقتال. وربما يترتب على هذا
الصراع قتال في لبنان رغم أنه من الصعب
تحديد السبب، لكن في النهاية سيعمل
الأسد على إثارة الاضطرابات هناك. إن
هذه هي الصفحة الثانية من الكتاب
السياسي السوري. يشعر الأردن بالقلق
مما يمكن أن يحدث. عليه استقبال عدد لا
يحصى من اللاجئين، حيث يضم معسكر واحد 9
آلاف سيدة سورية، 720 منهن حوامل،
ويفتقر إلى الوسائل الضرورية للحياة.
وتقدم الأمم المتحدة مساعدات. ولا يزال
النظام في الأردن، صامدا، لكن لا ينبغي
التعويل على ذلك. على الجانب الآخر،
يعمل الجهاديون - الذين لا يجيدون
القتل فحسب، بل الحصول على الأسلحة
أيضا - على تهميش وإبعاد أفراد الطبقة
الوسطى السورية من المتعلمين الذين
قادوا المظاهرات التي تحولت إلى ثورة.
لا يستطيع أي أحد، بما في ذلك الولايات
المتحدة، السيطرة على وصول الأسلحة
إلى أيدي الثوار لضمان عدم حصول
المتطرفين على أسلحة لا ينبغي لهم
الحصول عليها. وإذا استمر الحال على
هذا المنوال، فسوف ينتهي الحال بوقوع
هذه الأسلحة في أيدي أعداء أميركا كما
حدث في أفغانستان بعد انسحاب الاتحاد
السوفياتي. كنا نستطيع تفادي
الجانب الأكبر من هذا لو كانت الولايات
المتحدة اتخذت موقفا مبكرا حاسما تدعم
فيه الثوار السوريين. عوضا عن ذلك، كان
أوباما يلجأ عبثا إلى كل من كوفي أنان
وفلاديمير بوتين للمساعدة في وضع حد
للحرب في الوقت الذي كان ينبغي فيه
التحضير لهجمات جوية. لقد كان هذا هو ما
ساعد في تحقيق الغرض في البوسنة
وكوسوفو، وحتى في ليبيا، حيث كان الهدف
هو خلع العقيد معمر القذافي ووقف حمام
الدماء، وقد أجدى هذا نفعا. إن مجرد
الإبقاء على طائرات الأسد على الأرض
كان ليوضح للجيش السوري أنه كان يلعب
مع الرجل الخطأ، وكان سيتبع ذلك
انشقاقات، لكن ما فعله أوباما هو أنه
ترك الموقف ينحرف ويزداد سوءا. لقد كان
لديه فرصة لتخليص المنطقة من حاكم
مستبد ويدع نظاما سنيا، ضد إيران، يحل
محله على حدود إسرائيل الشمالية؛ هذه
الحدود التي يصطف عليها ما يزيد على 33
ألف صاروخ لحزب الله موجهة نحو إسرائيل. كانت كلمات رومني في
خطابه الخاص بالسياسة الخارجية عن
سوريا قوية، لكن مقترحاته كانت فاترة.
لا بديل عن القيادة الأميركية. إذا كان
سيتم تزويد الثوار السوريين بأسلحة،
فعلى أميركا تنظيم توزيع تلك الأسلحة،
وإذا كانت هناك حاجة إلى فرض منطقة حظر
جوي، فلا توجد سوى أميركا قادرة على
ذلك لا تركيا، القوة الاستعمارية
القديمة. لقد كان رومني موفقا عندما
أشار إلى افتقار أوباما إلى حس القيادة
فيما يتعلق بسوريا. وكان من الأفضل أن
يعمل هو من أجل الحصول على بعض هذا الحس
لنفسه. * خدمة «واشنطن بوست» ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |