ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مقالات مختارة من الصحف العربية ليوم 14-11-2012 رأي البيان التاريخ: 14
نوفمبر 2012 تشكيل الائتلاف
الجديد في سوريا، بالائتلاف الوطني
لقوى الثورة والمعارضة، يؤمل له أن
يُدخل الثورة السورية طوراً جديداً من
العمل السياسي والميداني، عنوانه
توحيد الهدف، وتوحيد الاستراتيجيات
والرؤى، والأهم توحيد القرار. هذا الكيان الجديد
استغرقت ولادته وقتاً كبيراً، وجهداً
صعباً من الأخذ والرد والتحفظ.. ونال
سريعاً الدعم والاعتراف الخليجي
والترحيب الدولي الشامل، وهو ما يجب
ترجمته واقعاً، عبر دعم منسّق غير
مشتّت أو عشوائي، عبر جسم تنفيذي فاعل
ينسّق بين فصائل المعارضات السابقة،
التي كثيراً ما تراشقت الاتهامات. من المهم أن تترجم
هذه الخطوة التوحيدية في إعطاء ثقل
للمجالس الثورية، وأن يلغى تقسيم
الأرض بين هذه المجالس، ويمنع تنازع
التنسيقيات. تجربة جديدة استبشر
بها أصدقاء سوريا والسوريون، وحتى
أبناء سوريا رأوا فيها بداية الطريق
الحقيقية نحو الخلاص والإنقاذ.. بعدما
طال أمد حمام الدم، وتعمّق أتون هذه
التراجيديا السورية. مرحلة جديدة بدأت
ببصيص أمل، تمثّل في ثقة واعتراف ودعم..
لكنها تواجه الكثير من التحديات؛
داخلية وخارجية.. داخلية يلقى فيها
العبء على الائتلاف وقيادته بإثبات
جدية في الميدان، ويتطلّب قبولاً من
العسكر والمقاتلين الذين كثيراً ما لا
يستهوون السياسيين، أما الخارجية، فهي
تتطلّب شيئاً عملياً أكثر من الترحيب.
وأوّلها، قبل الحديث عن أي دعم لوجستي،
تحديد سياسية واضحة، عملية، بلا تلكؤ
ولا مواربة.. كي تكتمل خطوات انتقال
سياسي للسلطة، يوقف سفك دماء
الأبرياء، ويصون وحدة الأراضي السورية. تقديم الدعم
والمؤازرة لهذا الكيان ليس منحة أو
هبة، بل هو حقٌّ لتحقيق آمال الشعب
السوري وتطلّعاته للحرية والأمان،
وبناء دولة القانون، وينهي عذابات
أكثر من نصف مليون مشرّد، وعشرات آلاف
العائلات الثكلى ============== رأي المدينة الأربعاء 14/11/2012 إعلان دول مجلس
التعاون الخليجي اعترافها بالائتلاف
الوطني لقوى الثورة والمعارضة
السورية؛ بوصفه الممثل الشرعي للشعب
السوري الشقيق يفتح الطريق أمام
انضمام دول العالم لإعلان اعترافها
أيضًا بهذا الكيان الوليد، الذي يمثل
قوى المعارضة السياسية والعسكرية في
مواجهة نظام الطاغية بشار الأسد، الذي
يزاول عمليات القتل المنظم ضد شعبه على
مدى أكثر من عام ونصف، تسبب خلالها في
مقتل قرابة 40 ألف ضحية من أبناء هذا
الشعب، بما يشبه حربًا حقيقية يشنها
مجرم حرب ضد شعبه. الأهمية الكبرى لهذا
الاعتراف ما سيترتب عليه من زيادة من
الدعم والمؤازرة من قبل دول المجلس
لتحقيق آمال وتطلعات الشعب السوري،
إلى جانب إمكانية اعتباره جسرًا
للعبور إلى دولة القانون التي تستوعب
جميع أبنائها على قدم المساواة دون أي
تمييز. كما أن الاعتراف الدولي المتوقع
أن يحصل عليه الائتلاف تباعًا بعد
اعتراف دول مجلس التعاون الخليجي،
ومجلس الجامعة العربية التي دعت
بدورها دول العالم للاعتراف به،
والأصداء الإيجابية الواسعة التي صدرت
عن العديد من دول العالم، وفي مقدمتها
الولايات المتحدة، من شأنه أن يسحب
البساط من تحت أقدام الطاغية، ويعجل
بنهاية نظامه البغيض بما يفتح المجال
أمام مستقبل واعد للشعب السوري الذي
ضرب مثلاًً رائعًا في الصبر والصمود
والثبات في مواجهة طائرات ودبابات
ومدفعية نظام فقد كافة مقومات
الشرعية، عندما أعلن الحرب على شعبه،
وأعمل فيه آلة القتل والدمار. لا شك أن مباركة
المملكة أمس الأول في جلسة مجلس
الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين
الملك عبدالله بن عبدالعزيز لهذا
الكيان الوليد لابد وأن يشكل دفعة قوية
أمامه لتكثيف جهوده وتعبئة طاقاته من
أجل تحقيق أهدافه الوطنية، ووضع نهاية
سريعة لنزيف الدم السوري، وإنهاء هذا
الفصل المأساوي الذي يعتبر الأكثر
إيلامًا في تاريخ سوريا الحديث. الخطوة التالية أمام
الائتلاف الجديد التي يتطلع إليها
الشعب السوري بعيون الأمل والتفاؤل
نقل التوافق الذي تم نظريًا في الدوحة
إلى خطوات مدروسة على أرض الواقع، من
خلال إيجاد قيادة عسكرية موحدة لقوى
المعارضة العسكرية، وتحقيق التوافق
والتعاون والتنسيق بين كافة قوى
المعارضة، لأنه لا يمكن تحقيق
الاعتراف والدعم الدولي بدون تحقيق
هذا الهدف. ==================== الكيان
السوري الوليد.. أجندة صعبة ومسؤولية
مضاعفة إبراهيم عباس -
جدة الأربعاء 14/11/2012 المدينة حمل الاتفاق الذي
أمكن لقوى المعارضة السورية التوصل
إليه في العاصمة القطرية الدوحة بعد
مفاوضات ماراثونية مساء الأحد الماضي
تحت مسمى «الائتلاف الوطني لقوى
الثورة والمعارضة السورية» شحنة عالية
من التفاؤل على طريق وضع نهاية سريعة
لمعاناة الشعب السوري ووقف نزيف الدم
المفتوح منذ فبراير 2011، لا سيما بعد
إعلان دول مجلس التعاون الخليجي ومجلس
جامعة الدول العربية الاعتراف به
بوصفه الممثل الشرعي للشعب السوري
الشقيق، إضافة إلى ترحيب العديد من دول
العالم -وعلى رأسها الولايات المتحدة
الأمريكية وفرنسا- بهذه الخطوة، عبر
إعلان واشنطن عن نيتها دعم المعارضة
السورية الموحدة لدعم الائتلاف
الوطني، وهو ما تمثل في قول مساعد
المتحدث باسم الخارجية مارك تونر في
بيان: «نحن على عجلة من أمرنا لدعم
الائتلاف الوطني الذي فتح الطريق أمام
نهاية نظام الأسد الدموي وإلى مستقبل
السلام والعدالة والديمقراطية الذي
يستحقه الشعب السوري بأسره»، وما تمثل
أيضًا في إعلان وزير الخارجية الفرنسي
لوران فابيوس أن بلاده تقدم دعمًا
كاملًا لهذا الائتلاف، واصفًا إياه
بأنه خطوة مهمة في عملية توحيد
المعارضة السورية التي لا بد منها،
وقطعه الوعد بأن تقدم فرنسا دعمًا
كاملًا لهذه العملية. بيد أن الدفعة الأكبر
التي تلقاها الائتلاف الوليد جاءت بعد
مباركة مجلس الوزراء السعودي في
اجتماعه أمس الأول برئاسة خادم
الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن
عبدالعزيز للائتلاف الجديد الأكثر
تمثيلًا وواقعية لقوى المعارضة
السياسية والعسكرية داخل سوريا
وخارجها. سقوط أمل الأسد
الأخير يمكن القول إن نجاح
المعارضة السورية في مسعاها الجاد
لتوحيد قواها عبر كيان موحد جديد يضم
قوى معارضة جديدة وقابل في نفس الوقت
لانضمام قوى المعارضة الأخرى
مستقبلًا، وجه لطمة قاسية على وجه نظام
الأسد الذي كان يراهن على فشل المعارضة
في تحقيق هذا الهدف. ولعل أهم نتائج
اجتماعات الدوحة، إضافة إلى توحيد
أطياف المعارضة وتوسيع قاعدتها، أنها
أوصدت أبواب الحوار نهائيًا مع نظام
الأسد للتوصل إلى حل، بما في ذلك
الحوار حول تغيير رأس النظام. كما أن
توصل قوى المعارضة إلى صيغة واقعية
ومتوازنة لتركيبته القيادية من خلال
ترؤس المسيحي جورج صبرة للمجلس الوطني
السوري الجديد وترؤس أحمد معاذ الخطيب
المحسوب على التيار الإسلامي للائتلاف
كلها مؤشرات واضحة ومباشرة على أن
الأزمة السورية دخلت طور الحسم، وأنه
لم يعد هنالك مخرج للنظام للخروج من
أزمة فقدان الثقة مع شعبه عندما تبنى
الحل الأمني كحل نهائي في التعامل مع
شعبه. مؤشرات هامة جاءت ردود أفعال نجاح
المعارضة السورية في التوصل إلى اتفاق
شامل يتضمن توافق جميع قواها على أجندة
وطنية واضحة المعالم والأهداف على
بشار الأسد سريعة ومربكة، وهو ما تمثل
في تخبطه في قراراته وتحركاته، الأمر
الذي تمثل بشكل واضح في قصفه المكثف
على الحدود التركية، إلى جانب تبادل
إطلاق النار مع القوات الإسرائيلية في
الجولان لأول مرة منذ حرب أكتوبر 73. وماذا بعد؟ يبدو من الواضح أن
الكرة الآن في ملعب المعارضة السورية
التي عليها أن تثبت أهليتها للاضطلاع
بمسؤولياتها الجديدة والحفاظ على
وحدتها حتى تتمكن من الانتقال إلى
الخطوة التالية التي يتطلع إليها
الشعب السوري بعين الأمل والتفاؤل من
خلال نقل التوافق الذي تم نظريًا في
الدوحة إلى خطوات مدروسة يمكن ترجمتها
على أرض الواقع من خلال إيجاد قيادة
عسكرية موحدة لقوى المعارضة العسكرية
في الداخل وتحقيق التوافق والتعاون
والتنسيق بين جميع قوى المعارضة في
الداخل والخارج، ونقل معاناة هذا
الشعب إلى العالم، وهي مهمة صعبة
بطبيعة الحال، مع الأخذ في الاعتبار
انه لا يمكن تحقيق الاعتراف الكامل
والدعم والمؤازرة الكافية للائتلاف
الوليد من قبل المجتمع الدولي بدون
تحقيق هذا الهدف. ================ يوسف الكويليت الرياض 14-11-2012
ليست البيئة العربية تنطلق من فكر
الخمسينات والستينات أثناء الحرب
الباردة وترجيح المنضوين للاتحاد
السوفيتي أكثر من الغرب، ولا روسيا
الراهنة هي نموذج مستنسخ من السوفييت
بعد أن تقلص نفوذها على اتحادها فقط،
وتخليها عن بقية الجمهوريات، وعملية
السعي لإيجاد علاقات متطورة مع العرب
بظرفهم الراهن، تختلف فكرياً
وسياسياً، وحتى اقتصادياً إذ لم تعد
المشكلة بالتوجه شرقاً أو غرباً طالما
الجهتان تنتميان لمدرسة الرأسمالية
الحديثة وإن اختلفنا على النفوذ
وتوسيع الأدوار في العالم.. لافروف وزير
الخارجية الروسي، هو الواجهة السياسية
في أحداث المنطقة وخارجها، وبحكم أن
بلاده تأخذ بنزعة إثبات وجودها كقوة
عظمى حق طبيعي، لكن إدارة البوصلة
باتجاه واحد كمناصرتها لنظام الأسد،
ودعم إيران عسكرياً وسياسياً أخلت
بتوازنها لأنه من غير المقبول السكوت
على ما يجري بذبح الشعب السوري من
نظامه وإعطائه المبررات مرة بالغالبية
الشعبية التي تؤيد النظام، وأخرى
اعتبار المعارضة فلولاً ارهابية، ثم
النزوع لحوار بين طرفين لا يمكنهما
الالتقاء على عمل مشترك، وبصرف النظر
عن الموقف الروسي الذي اختار اتجاهاً
يراه يخدم مصالحه، إلاّ أن عدم وضع
رؤية تنصف الحق الشعبي السوري أضاع
عليها أن تكون فاعلاً مقبولاً من بقية
الدول العربية حتى لو ذهب لافروف لأكثر
من عاصمة لاقناعها بوجاهة نظر بلده.. الوزير الروسي سيكون
ضيفاً على الحوار الاستراتيجي بين
الروس ودول مجلس التعاون الخليجي،
وقطعاً إلى جانب الروابط المشتركة،
سيحضر الملفان السوري والإيراني،
وكلاهما حساس بما فيه الكفاية لدول
مجلس التعاون، وروسيا تدرك أن ايقاع
الأحداث لا يضبط بجملة آراء تضع هذه
الدول في مواجهة بين خلافات أطلسية مع
روسيا والصين، لأن دول المجلس لها
استقلالية قرارها وفكرها وتعدد
سياساتها.. فمثلما الغرب شريك
تقليدي لأزمنة طويلة فعملية فك
الارتباط معه مستحيلة، بنفس الوقت
تبقى العلاقات مع روسيا ضرورية، ليس
لمعادلة القوتين في المنطقة، وإنما
لتوسيع دائرة التعامل من أفق يحتمل
وجود تميز معين لحل الاشكالات
والاتفاق على قاعدة المصالح المهمة،
وموضوع الحوار الاستراتيجي إذا ما دخل
لعبة السياسة فقط ودون مراعاة للمطالب
الخليجية فيما يخدم استراتيجياتها
ومصالحها، فإن الحوار يبقى مجرد تبادل
وجهات نظر، لا تأسيس علاقة موسعة تشمل
الجوانب الهامة في الاقتصاد والثقافة
وتبادل الخبرات والتجارة وغيرها، لا
قصرها على جانب لا يتعدى الصيغ
التقليدية والتي لم تعد صالحة لتسويق
الايدولوجيا، أو التحذير من غرب مقابل
شرق بينما العلاقة بينهما لا تطرح مثل
هذه الأفكار لوجود ضرورات تلتقي عندها
السياسات بينهما.. لا نقول إن سوريا
وإيران ليستا مهمتين لروسيا، لكن
أيضاً هناك من يرفع سقف مخاوفه من
تحالفهما ثم إن الشعب العربي برمته
أصبح منحازاً لأمنه ومصالحه والشعب
السوري له الأولوية في الاهتمام
والدعم مهما كانت الظروف وروسيا عليها
أن تدرك ذلك بعيون مفتوحة لا الأخذ
بالبعد الواحد والابتعاد عمن يخدم
مصالحها.. =================== سمير صالحة الشرق الاوسط 14-11-2012 على الرغم من أن
كثيرا من السياسيين والمثقفين
والإعلاميين الأتراك رجحوا كفة باراك
أوباما على منافسه ميت رومني في
الانتخابات الأخيرة لأن كلام ومواقف
الأخير حول خططه وتطلعاته لمسار
الأمور في الشرق الأوسط والعلاقات
الأميركية الإسرائيلية ستتعارض تماما
مع السياسة التركية في المنطقة، إلا
أنهم يعرفون أن أوباما نفسه لم يقدم
كثيرا في هذه المسائل حتى لا نقول إنه
أسهم في إيصال سياسة تركيا الإقليمية
إلى طريق محفوف بالمخاطر. لا أحد في تركيا يرى
أن حرارة رسائل التهنئة التي بعثت بها
قيادات العدالة والتنمية لأوباما بعد
فوزه بالانتخابات ستنجح في تبريد
سخونة العلاقات بين البلدين وتحريرها
من قيود تكبلها منذ عامين بسبب
القراءات المتباعدة في السياسات
والمواقف. أوباما الذي حصل
باكرا على جائزة نوبل كخطوة تشجيعية
وألقى التحية على شعوب المنطقة من
أنقرة والقاهرة واعدا بالعمل على حمل
السلام إليها، خيب آمال كثير من
الأتراك الـذين فتحوا الأبواب على
وسعها أمامه بسبب التغاضي عن سياسة
إسرائيل التصعيدية وعدم التزامه
بتعهدات دعم فرص الحوار والمصالحة
التي طرحتها تركيا في أكثر من مكان. هم يرون أن أوباما في
سلوكه التركي الحالي يتحرك تماما
بالاتجاه نفسه الذي اعتمده وردده
وتعهد به مع وصوله إلى السلطة عندما خص
تركيا بأول زيارة يقوم بها إلى الخارج
وأطلق كثيرا من الثناء والمديح على
أردوغان وحكومته لناحية الموقع والدور
والأهمية وحمل لنا فكرة النموذج
التركي التي وترت أصلا علاقات تركيا
بكثير من دول الجوار. حاول أن يقدم أنقرة
كحصان طروادة في سياسة بلاده
الإقليمية فأغضب أردوغان أكثر فأكثر
ودفعه للتشدد والتصلب. أسلوبه هذا وكما يرى
الأتراك أسهم في إيصال سياسة تركيا في
أكثر من مكان إلى طريق مسدود إما بسبب
ما أوحى به حول سياسة أميركية حيادية
كما فعل في الأزمات السورية والليبية
واليمنية أو نتيجة تمسكه وترجيحه خيار
الوقوف إلى جانب خصوم تركيا بصمته، كما
فعل في أزمات تدهور وتراجع العلاقات
التركية الإسرائيلية والتركية
العراقية عندما وقف إلى جانب تل أبيب
وبغداد. أوباما خذل أردوغان
في أكثر من مناسبة. في الحرب على غزة
عندما وقف يتفرج من بعيد على المواجهة
الشهيرة مع بيريز في دافوس والاعتداء
على أسطول الحرية ولم يوقف نتنياهو عند
حده. هو أخذ من أنقرة ما
يريد ولم يقدم لها كثيرا. اختار عدم
تفجير العلاقات مع نتنياهو وإيصالها
إلى القطيعة الكاملة على الرغم من كل
البرودة والجمود وتمسك بنشر المظلات
الصاروخية على الحدود الشرقية لتركيا
التي أغضبت طهران وموسكو ودفعتهما
للتلويح الدائم بقدرتهما على تهديد
مصالح تركيا في الإقليم، ولم يساعد
أنقرة في موضوع الضغط بما فيه الكفاية
على تل أبيب للخروج بنتائج في
المفاوضات السورية الإسرائيلية أو
الإسرائيلية الفلسطينية أو الإيرانية
الغربية. دعم انضمام تركيا إلى الاتحاد
الأوروبي فزاد من غضب الأوروبيين
الكبار في المجموعة وتشددهم مثل
ألمانيا وفرنسا. ترك تركيا وحيدة في
المأزق السوري وتحديدا في موضوع
المنطقة العازلة وتسليح المعارضة وعدم
الضغط بما فيه الكفاية على حلفاء
النظام في دمشق على الرغم من أن
أردوغان أطلق حملة التعرض للنظام
السوري وإعلان حرب الإسقاط من أمام
أبواب البيت الأبيض وفي أعقاب لقاء
مطول مع أوباما نفسه. هو سمح لنائبه جو
بايدن بتفجير العلاقات أكثر من مرة بين
البلدين بسبب تصريحاته وتخليه عن
أنقرة في مواجهتها مع المالكي وحربها
على حزب العمال الكردستاني والأزمات
القبرصية والأرمينية. تركيا وأميركا
تستعدان للمسألة السورية والملف
الإيراني وحسم قضية صعود الإسلاميين
التي تعارضها واشنطن وتصر أنقرة على
مواصلة دعمها على ما يبدو في الفترة
التي تعيش فيها هي لحظات الصعود هذه. تركيا عليها أن تستعد
للمفاجآت في حقبة أوباما الثانية التي
قد تحمل لنا أوباما ثانيا يحاور
أردوغان الثالث الذي لا يقل عنه تصلبا
وتشددا وهو الذي عزز رصيده وشعبيته في
الداخل والخارج. أوباما وضع مصالح
بلاده فوق مصالح الآخرين وأردوغان يصر
على فعل الشيء نفسه وربما هذا ما قد
يقود إلى الجمود المستمر في حواراتهما. ومع ذلك فالبعض في
أنقرة ما زال يراهن على تحرك قوي على
الأرض لأوباما بعدما أزال عبء
الانتخابات عن كاهله، وإنه سينتقل في
حقبة حكمه الجديدة للانطلاق بحرية
أوسع في قراراته السياسة التزاما
بتعهداته التي قطعها والعمل على تخفيف
أعباء شريكه الاستراتيجي تركيا. حتى إن
بعض وسائل الإعلام التركية بدأت منذ
الآن تتحدث عن احتمال أن تكون أول
زيارة يقوم بها أوباما للخارج هذه
المرة أيضا إلى تركيا تماما كما فعل
عام 2009. ربما الأفضل هنا قد
يكون إطلاق يد أقرب أعوانهما هيلاري
كلينتون وأحمد داود أوغلو
ببراغماتيتهما المعروفة للجلوس
والاتفاق على حل وسط يرضي الطرفين
ويحمي شعرة معاوية في علاقاتهما. ================ طارق الحميد الشرق الاوسط 14-11-2012 لن تهنأ المنطقة إلا
بعد سقوط نظام بشار الأسد غير مأسوف
عليه لنتخلص من أسوأ الأنظمة العربية
على الإطلاق، لكن يجوز القول الآن إن
يوم الاثنين الماضي كان يوما تاريخيا
للسوريين، وللمنطقة، حيث سحب العرب
شرعية نظام الأسد، واعترفوا أخيرا
بالائتلاف الوطني السوري باعتباره
الممثل الشرعي للشعب السوري والمحاور
الأساسي مع الجامعة العربية. إنه يوم تاريخي يسعد
كل صاحب ضمير، وكل محب لهذه المنطقة،
وكل مؤمن بالعدالة، والحفاظ على مصالح
المنطقة، وتطهيرها من الأنظمة
الإجرامية. يوم تاريخي طالما طالبنا
به، نعم طالبنا به، ويحق لنا ترداد ذلك
اليوم، وكل يوم حتى يسقط الأسد. فطوال
عشرين شهرا من الجرائم الأسدية كنا،
وقلة من العقلاء في هذه الصحيفة، نقول
إن العرب يضيعون الوقت في سوريا،
ويمنحون الأسد الفرصة تلو الأخرى،
وأكثر من لعب هذا الدور المخزي هو
الجامعة العربية نفسها، وأيا كانت
أعذارها، حيث استجابت لحيل الأسد،
وسلمت نفسها لكل مخططاته الشريرة،
والنتيجة اليوم ما يزيد على ستة
وثلاثين ألف قتيل! لكن، وكما يقول
المثل، أن تأتي متأخرا خير من أن لا
تأتي على الإطلاق، فقد جاء العرب
متأخرين، واعترفوا بالائتلاف الوطني
السوري باعتباره الممثل الشرعي للشعب
السوري والمحاور الأساسي مع الجامعة
العربية بعد أن قاد الخليجيون،
والمجتمع الدولي، بالدوحة جهد توحيد
المعارضة السورية، على غرار ما حدث في
ليبيا. وها هم يتوجون جهودهم باعتراف
الجامعة بالائتلاف الوطني السوري
كممثل شرعي للشعب السوري، وعلى غرار ما
حدث في ليبيا أيضا قبيل إسقاط طاغية
طرابلس معمر القذافي. لكن للأمانة،
وللتاريخ، فمثلما أن هناك دولا خذلت
الشعب السوري، وهذا ما سيسجله
التاريخ، وعلى رأسها الجزائر،
والعراق، وبالطبع الحكومة اللبنانية
الحالية، فإن التاريخ سيسجل
للخليجيين، وعلى رأسهم المملكة
العربية السعودية، ومنذ خطاب العاهل
السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز
في رمضان قبل الماضي، الذي طالب فيه
بوقف آلة القتل الأسدية، أنهم هم
الرافعة الأخلاقية والسياسية في سوريا.
وها هم الخليجيون أول من يعترفون
بالائتلاف الوطني السوري كممثل شرعي
للشعب السوري، وطالبوا الدول العربية،
والمجتمع الدولي، بالسير على ذلك
النحو، وهو ما تم في الجامعة، وما سوف
يتم دوليا. ومن المهم، واللافت
في قرار الجامعة العربية الذي تضمن
الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري،
الدعوة إلى ضرورة مواصلة الجهود من أجل
تحقيق التوافق بمجلس الأمن، ودعوة
المجلس لإصدار قرار الوقف الفوري
لإطلاق النار بموجب الفصل السابع من
ميثاق الأمم المتحدة، وهذا يعني أن
العرب هم من يطالبون بتجهيز المشهد
الأخير لطي صفحة المجرم الأسد، ووفقا
للقرارات الدولية. والحقيقة أن نهاية
الأسد لن تكون محصورة في القرارات
الدولية وحسب، بل هي عملية يومية لم
تتوقف في الداخل السوري.، وها نحن
نقترب من لحظة النهاية تلك، من دون شك،
وأهم خطوة بهذا الاتجاه كانت الاعتراف
بالائتلاف الوطني السوري عربيا. ملخص القول إنه يوم
تاريخي يستحق الإشادة مع الحذر حتى
يأتي اليوم الأهم وهو يوم رحيل طاغية
دمشق، وهو أقرب من أي وقت مضى. ======================= تحطيم
الوَثَن في المشهد السوري طلال
المَيْهَني * الأربعاء
١٤ نوفمبر ٢٠١٢ الحياة اجتاحتْ سورية في
مطلع الثمانينات حملةٌ ممنهجةٌ لصناعة
«القائد الرمز» وتلميعه. فانتشرتْ
طقوس التبجيل، والمسيرات الكرنفالية،
والأناشيد والشعارات، والصور التي
تمجد الديكتاتور، لتغدو جزءاً من
التقليد اليومي السوري. وتحوّل منصب رئاسة
الجمهورية من منصبٍ يُفْتَرَض أن
يشغله الموظف الأول في الدولة، إلى
منصبٍ يحجزه ويحتله «قائدٌ رمز» مدى
الحياة. وخلال فترةٍ وجيزةٍ تطور
تشويشٌ في المفاهيم حين تجاوز «القائد
الرمز» حدود المنصب، وبات تجسيداً
وامتداداً للوطن بحدّ ذاته، وكأن
الوطن لا يمكنه أن يوجد، أو يحيا، أو
يزدهر، أو يقارع الأعداء من دون حنكة،
أو حكمة، أو بصيرة «القائد الرمز». يشكّل الرئيس الحالي
بشار الأسد استمراراً لهذا التقليد.
فمنذ لحظة التوريث «المُقَنّنة»
سَعَتْ آلة النظام إلى تلميع «القائد
الرمز» الجديد لكن تحت عباءة «القائد
الخالد». ليُعاد إطلاق عملية التلميع
في شكلٍ مستقلٍ (بخاصة بعد حرب 2006) في
سيرورةٍ تصاعديةٍ تُراكِم الهذيان
وتستأنفه، وتُرَسّخ عبادة الفرد الذي
تحول تدريجاً إلى «وثن». في الحقيقة لا يمكن
فكرة «القائد الرمز» أن توجد أصلاً
لولا توافر عقليةٍ مُسْتكينةٍ
مُبَرْمَجةٍ تميل إلى تقبل ذلك. إذ
تسودُ في منطقتنا، وبسبب الاستبداد
المزمن، عقليةٌ مشبعةٌ بالصمت
والشَّخْصَنَة وحضور الفرد، عقليةٌ
اعتادتْ الدوران في فلك «البطل
الأسطوري» الذي يوفّر لها استقراراً
موهوماً تتوق إليه. حيث يختصر هذا «البطل
الأسطوري» في ذاته الكمال المُتَخَيّل
في واقعٍ مَوْسومٍ بالخطيئة والضعف،
ويخلق حالةً من الأمل بإعادة المجد
الضائع والمستباح. وتُنْتِجُ هذه
العقلية مواطناً مبتوراً لا يدرك من
حقوقه سوى رغيف الخبز، والحصيرة،
وتمجيد «البطل الأسطوري». ويُعَزّز ما
سبق جهلٌ منتشرٌ، وانكفاءٌ عن الشأن
العام، وضعفٌ في الطبقة الوسطى
المُنْكَسِرة، والمتشبّعة بالخوف،
وانعدام الثقة. لكن قلّما تبقى
المجتمعات على جمودها. فقد أقبلتْ لحظة
الانفجار في سورية مع انطلاق انتفاضةٍ
شعبيةٍ تطالب بالتغيير. انتفاضةٌ من
أجل الحرية والكرامة، ترفض الوثن،
وتحطم الوثن الذي بات نقطة تقاطعٍ
مثيرةٍ للاهتمام عند الأطراف الفاعلة
في المشهد السوري. فالحضور التمجيدي
الصاخب لبشار الأسد في خطاب النظام
ومؤيديه يجعل منه «وثناً معبوداً» لا
بديل من استمراره. ويقابل ذلك،
وبطريقةٍ معكوسة، حضورٌ شتائميٌ صاخبٌ
في خطاب شريحةٍ واسعةٍ من معارضيه،
ليجعل منه «وثناً لا بد من تحطيمه». من الطبيعي أن يكون
تنحي بشار الأسد، وتحطيم الوثن، رمزاً
من رموز التغيير في وطنٍ تم اختزاله
لعقودٍ عدةٍ في شخص. لكن التركيز
المفرط أو محورة الخطاب حول «تحطيم
الوثن»، الذي هو في النهاية مجرد شخص،
قد أخذ أكبر من حجمه بخاصة على المستوى
الإعلامي، وترك بعض الآثار السلبية
سأناقش منها أثَرَيْن اثنين. يتمثل الأثر الأول في
ترسيخ حضور الشّخْصَنَة في الخطاب
السائد، مما أدى إلى تقزيم الثورة،
واختصار أهدافها الكبرى في فكرة
التنحّي فقط. وعلى ما في ذلك من رمزيةٍ
ظاهرة، إلا أن التنحي لا يعدو أن يكون
موضوعاً عابراً جداً يصب في سياق «تحصيل
الحاصل»، ويتوجب النظر إليه كجزءٍ
ثانويٍ وملحقٍ بحلٍّ واسعٍ يشمل إزالة
المستبد، والحفاظ على الوطن، ويضمن
البناء. أما الأثر الثاني فهو
أن «تحطيم الوثن» قد أدّى إلى فراغٍ في
مقعد «البطل الأسطوري» الذي أصبح
شاغراً. وأثار ذلك حالةً من القلق
واللاإستقرار اللاواعي في عقلية كثيرٍ
من الأطراف المعارضة التي لا تزال آثار
الاستبداد متجذرةً فيها، مما دفعها
إلى إعادة تشكيل «بطلٍ أسطوريٍ جديد».
ومع أنه قد تم تلميع بعض الشخصيات
المعارضة والميدانية إعلامياً، إلا أن
موقع «البطل الأسطوري الجديد» بقي
عَصِيّاً على الأفراد. ويعود ذلك إلى
غياب القيادات الواضحة، والطبيعة
العفوية، واللامتعيّنة، والمنتشرة
للحراك الشعبي. ولهذا فقد عَمَدَتْ
العقلية السائدة إلى اتباع مقاربةٍ
بديلةٍ تم فيها رفع الثورة بحدّ ذاتها،
أو غيرها من العناصر التي تُلحق بها (كالجيش
الحر مثلاً) إلى مقام «البطل الأسطوري
الجديد» الذي ما لبث أن تحول إلى «وثنٍ
جديد». ويدل ما سبق على
تشارك كثيرٍ من الأطراف المتصارعة في
العقلية السائدة ذاتها، والمتمحورة
حول «البطل الأسطوري» المنظور إليه كـ
«وثن». ويعيد ذلك طرح إشكاليةٍ قديمة/جديدة
تتلخّص في عدم قدرة هذه العقلية
السائدة، سواء في النظام أو في أطرافٍ
في المعارضة، على تخيّل «الوثن» وهو
يرتكب الخطأ. «الوثن القديم/الجديد»
متعالٍ ومنزّهٌ، ومعصومٌ من كل
الذنوب، هو فوق المعايير السائدة،
وصورةٌ كاملةٌ لا مكان فيها للنواقص،
وحالةٌ أبديةٌ مستمرةٌ في
ملائِكِيّتها وحكمتها وَبصِيرتها
النافذة التي تتجاوز الجميع. أدى ذلك
إلى انزياحٍ في معادلة الصراع في
المشهد السوري: من صراعٍ بين الطموحات
الكبرى والاستبداد، إلى تصارعٍ
للأوثان المعبودة مع بعضها. في هذا
المشهد السوري يُنْظَر إلى الأوثان
على أنها مُكوّناتٌ ثابتةٌ لا يمكن أن
تُجارى، مما يضعها تلقائياً في نطاق
المُحَرّم مساءلته. يظهر ذلك بوضوح في
صورة بشار الأسد في عيون مؤيديه (ظاهرة
تشبيح النظام)، وفي صورة الثورة في
عيون من يدّعي النطق باسمها (ظاهرة
التشبيح الثوري). فالتشبيح، في كلتا
الحالتين، لا يُبْقِي مكاناً للنقد،
أو للأخذ والرد، أو للمناقشة، أو
للتغيير. هذه العقلية السائدة
المتمحورة حول «البطل الأسطوري القديم/الجديد»،
واللاهثة وراء «الوثن القديم/الجديد»،
هي عقليةٌ موغلةٌ في قروسطيتها
وميثولوجيتها ولا حداثيتها، وعلةٌ
متجذرةٌ في ثقافة منطقتنا، وسببٌ من
أسباب إعادة إنتاج الاستبداد،
والارتهان للمستبد. وعليه، فالدرب
أمامنا محفوفةٌ بالصعاب التي يرتبط
تجاوزها، جزئياً على الأقل، بتغييرٍ
ثقافيٍ عميقٍ يزيل هذه العقلية حتى نصل
إلى مرحلةٍ نحطّم فيها الوثن القديم،
ونمضي قُدُماً من دون وثنٍ جديد. * أكاديمي وعضو مؤسس
في تيار بناء الدولة السورية ================== حول
ائتلاف الثورة السورية * ياسر الزعاترة الدستور 14-11-2012 بعد مخاض عسير من
المساومات والضغوط والمداولات انتهت
اجتماعات الدوحة لقوى المعارضة إلى
إنشاء “الائتلاف الوطني لقوى الثورة
والمعارضة والسورية” بصيغة أقل ما
يقال فيها إنها جد موفقة في تركيبتها
القيادية، فضلا عن بيان العمل الذي تم
التوصل إليه مع المجلس الوطني السوري
الذي كان قد سبق تشكيل الائتلاف
باختيار قيادته التي تصدرها المناضل (المسيحي)
جورج صبرا. حضور عدد من
المسؤولين العرب، وكذلك وزير خارجية
تركيا حفل إعلان الائتلاف إلى جانب
رئيس الوزراء القطري كان إعلانا بتبني
الائتلاف من قبل القوى الداعمة
للثورة، ما يعني حسما لمسألة تمثيل
السوريين وثورتهم. قيادة الائتلاف كانت
موفقة إلى حد كبير، فالشيخ أحمد معاذ
الخطيب هو خطيب الجامع الأموي، ورجل
يحظى بمصداقية عالية في صفوف السوريين
بشتى أطيافهم، أقله الإسلامية السنية،
وهو رجل معتدل ومحبوب ممن يعرفونه.
وكان لافتا ذلك الإجماع عليه من قبل
الحضور. نواب الرئيس مثلوا
أطياف المجتمع، فهناك المناضلة سهير
الأتاسي، وهناك المناضل رياض سيف
ومصطفى الصباغ، فيما كان جورج صبرا
حاضرا أيضا كرئيس للمجلس الوطني الذي
سيبقى ممثلا داخل الائتلاف بحصوله على
22 مقعدا من أصل 60 يمكن القول إنهم
يشكلون مجلس الشورى أو مرجعية القيادة.
لا ننسى أن مقعدا بقي للأكراد في
القيادة العليا، ومن المؤسف أن تخلفهم
عن اللقاء لا زال يعكس روحية الانفصال
التي يتصرف بعض رموزهم على أساسها من
دون مبرر مقنع، لاسيما أنهم مقدرون
ومحترمون ولهم ما للآخرين ضمن سوريا
الحرة والموحدة وليس أي شيء آخر. ومن
العبث بالطبع أن يعاقبوا سوريا وطنا
ودولة على اضطهاد النظام لهم، هو الذي
لم يوفر من اضطهاده وبطشه أحد، بما في
ذلك الطائفة التي ينتمي إليها. من الصعب القول إن ما
جرى قد لبى مطالب الولايات المتحدة
والغرب كما كانت المخاوف السائدة، فقد
صمد الحضور وممثلو الثورة بدعم الدولة
المضيفة، فكان أن ثبّتوا جزءا كبيرا من
مواقفهم، ولن يكون بوسع أي أحد بعد
الآن التشكيك في شرعية الائتلاف، مع أن
أمثال هيثم مناع سيخرجون عليه ولن
يعترفوا به ممثلا للثورة، لكن هؤلاء
بلا وزن عملي، لا في الداخل بعد أن
وقفوا ضد السلاح، ولا في الخارج، هم
الذين ينحصر تأييدهم في الدول التي
تدعم النظام. اليوم بوسعنا أن نقول
إننا أمام ممثل شرعي للثورة، بل إن
بالإمكان إضافة الوحيد لها ما دامت
تحظى بدعم تركيا ودول الخليج ودول
عربية أخرى، والمجموعات التي سترفض
وتتمرد ستغدو معزولة عن السياق العام،
حتى لو استمر فعلها خلال الثورة، مع
العلم أن الائتلاف لا زال مفتوحا
لانضمام الجميع إليه. هناك بالطبع بعض
المقاتلين القادمين من الخارج، وهؤلاء
لن يفرضوا على السوريين ما لا يريدون،
ولا أظنهم يفكرون في ذلك رغم الدور
المقدر الذي قاموا ويقومون به، لأننا
إزاء ثورة حرية وليس انقلابا عسكريا
يتصدره أكثر الناس بلاء في المعركة،
ويبقى أن الوضع التالي سيكون باختيار
الناس الذين سيقدرون الأكثر عطاءً كما
هو دأبهم. اليوم يمكن القول إن
عنوان الثورة بات واضحا ومحسوما، ومن
يريد أن يدعم، فهنا يكون الدعم، ومن
يريد التفاوض، فمع الائتلاف يكون
التفاوض، وقد كان لافتا أن بيان
الائتلاف كان واضحا في إرادة إسقاط
النظام ورفض التفاوض معه، والمطالبة
بحل أجهزته الأمنية، مع عدم الإشارة
إلى الجيش، وهذه رسالة مهمة لأن
التفاوض مع الجيش سيكون ممكنا إذا
انقلب على بشار، لاسيما أن قادة الجيش
هم من يديرون المعركة خوفا على أنفسهم
من مصير كمصير قادة جيش العراق، وعموم
الجيش، مع أن ذلك ليس مبررا بحال
لاستمرار العمل ضد خيار الشعب في
الحرية والتعددية، لكن الجيش عموما
ليس كتلة مصمتة. وفيما كان بيان مجلس
التعاون الخليجي صريحا في الاعتراف
بالائتلاف ممثلا شرعيا للسوريين، جاء
بيان الجامعة العربية أقل وضوحا، لكنه
جيد في العموم ويشبه إلى حد كبير
الموقف الذي اتخذته الجامعة حيال
المجلس الوطني الانتقالي الليبي، ما
يعني أن الائتلاف سيكون مؤهلا لتشكيل
حكومة انتقالية تدير الوضع بعد سقوط
النظام. ما جرى في الدوحة
نقطة تحول في مسار الثورة السورية، وهي
في العموم تقترب من نهايتها على ما
يبدو، ليس فقط بتقدم الثوار على الأرض،
بل أيضا بقناعة الأطراف الداعمة
للنظام بذلك، ومن ثم إمكانية قبولها
بإقصاء الأسد ضمن تسوية مقبولة، أما
إذا تواصل التلكؤ، فإن الحسم سيكون
قريبا بإذن الله، لاسيما إذا صدقت
الوعود، وجرى تقديم السلاح النوعي
للثوار بعد رفع الفيتو الأمريكي الذي
عطل ذلك طوال الشهور الماضية. ==================== "إخوان"
سورية.. حتى لا يحملوا فوق طاقتهم
الغد الاردنية 14-11-2012 ياسر أبو هلالة من المضحكات
المبكيات أن التردد في دعم الثورة
السورية من الغرب عموما ودول عربية
وازنة، اعتمد على تصديق ما أشاعه
النظام السوري بأن "الإخوان" هم
البديل. والمجلس الوطني الذي ترأسه
بداية المفكر العلماني برهان غليون،
اعتبر ذراعا سياسية للإخوان، وجرى
توسيعه في الدوحة ليشمل أطيافا أوسع. للأسف، النظرية غير
صحيحة. فوجود تنظيم إخواني يوفر جهدا
كبير في تأطير الثورة وتوجيهها وضمان
المرحلة الانتقالية. وهذا ما حدث في
مصر واليمن بشكل أساسي، وفي تونس
وليبيا بدرجة أقل. فكثير من الجهد الذي
يبذل اليوم لدعم الثورة السورية كان
يمكن توفيره لو كان للإخوان جسم تنظيمي
في سورية. الواقع أن تنظيم
الإخوان دُمر تماما في سورية بعد مجزرة
حماة، واستؤصل بشكل منهجي من خلال
قانون 49 الفريد على مستوى العالم،
والذي يحكم بإعدام كل من انتسب لجماعة
الإخوان المسلمين، ولم يبق غير
التنظيم الخارجي وهو بالكاد يدير نفسه.
لم يسمح نظام بشار
بقبر للإخوان في سورية. وفي عمان دفن
عدنان سعدالدين، وسعيد حوى وغيرهما.
وبعد الحرب على العراق العام 2003،
اعتقلت عائلات من نساء وأطفال هاموا
على وجوههم صوب الحدود هربا من نيران
الاحتلال والمليشيات الطائفية. وكان
من أسوأ أشكال المعاناة تلك التي يتعرض
لها أقارب الإخوان من مختلف الدرجات في
دراستهم وسفرهم وتوظيفهم. تلك المأساة
المفتوحة جزء من الثورة السورية ولا
يمكن فصلها عنها. لم يكن تنظيم الإخوان
طارئا على الحياة السورية. يمكن قراءة
الأدب المنشور من تاريخهم للتعرف على
دورهم الإيجابي داخليا وخارجيا. شخصية
مثل الدكتور مصطفى السباعي كانت تمثل
وجاهة فكرية واجتماعية في آن. ولم تكن
الجماعة "عصابات مسلحة" إلا عندما
قاتلت في فلسطين. في مداولات الدستور
السوري، كان السباعي، بشهادة الباحث
في المركز العربي للأبحاث ودراسة
السياسات عبدالرحمن باروت، وهو من
أصول بعثية، تقدميا في صياغة علاقة
الدين بالدولة وبناء مفهوم المواطنة.
وهو المفهوم ذاته الذي تبنته جماعة
الإخوان المسلمين في ميثاقها الأخير. المفكر الإسلامي
وقائد التنظيم والمقاتل لم يشعر
بالتناقض بين العروبة والإسلام.
وعندما اشترط عبدالناصر حل التنظيمات
للوحدة مع مصر، لم يقاتل حتى يبقي على
زعامة التنظيم، بل حل التنظيم لصالح
الوحدة العربية، وكان التنظيم الوحيد
الذي رفض التوقيع على بيان الانفصال. لم يكن عصام العطار
الذي تولى القيادة بعد السباعي مختلفا
عن خطه، وللمفارقة هو شقيق نائبة
الرئيس السوري السابقة، البعثية نجاح
العطار. وكان صاحب بصيرة عندما تنبأ
بمصير سورية في انقلاب البعث في 8 آذار
"إنّني أُعلن لكم، ولشعبنا كلّه،
بغاية الصراحةِ والوضوح، رفضي لهذا
الانقلاب. وأقول لأصحاب الانقلاب
القائم ومَنْ وراءهم، ولكل مواطن عاقل
شريف: إنّ الذين يسلبون شعوبهم حريّتها
وإرادتها وقرارها يسلبونها روحها
وحياتها وكرامتها وقدرتها على التحرّر
والتقدّم...". هؤلاء هم الإخوان.
ومن حملوا السلاح في وجه حافظ الأسد من
الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين،
لم يحملوه في وجه نظام ديمقراطي، بل في
وجه دكتاتور اغتصب السلطة وعطل
الدستور بقوة السلاح. إن إرث الإخوان في
بناء الدولة السورية الحديثة وصياغة
دستورها، لا يقل حضورا عن إرث الثورة
على النظام الاستبدادي أول مرة. وفي
الثورة الأخيرة، لم يدع الإخوان أنهم
صناعها، بل فوجئوا بها، وساروا في
ركابها. وحضورهم مستقبلا يعتمد على
إرثهم كما يعتمد على موقفهم الآن
وأدائهم. وفي المجمل، سيكون لهم حضور
مؤثر، لكن ليس طاغيا أو حاسما. سيكون
مستقبل سورية توافقيا تشاركيا، كما
كان لحظة الاستقلال. ان الاّراء المذكورة
هنا ====================== أحمد العجيلي 2012-11-13 القدس العربي من خلف زجاج النافذة
في كافتيريا كليّة العمارة بجامعة حلب
جلسنا نرتشف قهوتنا، يجمعنا صوت
السيدة فيروز ينساب عذباً من آلة
التسجيل معلنةً رجوع الشتاء 'رجعت
الشتوية'، نرقب تموّجات الغيوم وهي
تلمّ أشلاء بعضها، والسماء قد اغرورقت
مآقيها، ترقص قلوبنا وهي تسمع دقات
المطر على زجاج النافذة. -أحبّ حلب، ولكنّي
أحبّك أكثر، كانت تنفث دخان سيجارتها،
عندما نطقت بهذه الجملة. شريط الذكريات ما
يزال مستمراً في استرجاع تلك الحلقات
المتسلسلة من الأوجاع والحنين، بينما
أراقب شاشة التلفاز بألمٍ يعتصرُ قلبي
وأنا أتابع مشاهد الدّمار التي حلّت
بحلب، وأنصت السمع لتعليق الصحفي في
تقريره عن حلب، وأسواقها القديمة التي
تحترق وتحرق قلوب جميع السوريين معها،
وقلعتها الراسخة رسوخ التاريخ في
أذهاننا. كانت الأفكار تتطاير
في مخيلتي، وتختلط بشريط الذكريات،
وما يحمله هذا الشريط من أحلامٍ
وطموحات عشتها أيام الدراسة في جامعة
حلب العريقة، بكلّ ما كانت تحمله تلك
الأيام من همومٍ وأوجاع، من انكساراتٍ
ونجاحات، كانت حلب تختصر تلك الذكريات
بمجرد سماع اسمها، أو سماع أيّ شخصٍ
يتكلم بلهجته الحلبية الثقيلة. حلب اليوم وبعد صراع
داخلي مرير عاشه أهلها، تدخل وسط ميدان
الثورة وتحتلّ مكانتها المتوقعة بين
أترابها من المدن السورية، فأهل حلب
منذ بداية الثورة وهم يتعاملون مع
الأمر بريبة وتخوّف من هذا النظام
المجرم، ليس جبناً متأصلاً فيهم، بقدر
ما هو خبرة في التعاطي مع النظام، وهو
الذي فعل ما لم يفعله هولاكو أو جنكيز
خان في زمانهما. فمَنْ من كهول حلب
وشيوخها لا يذكر مجزرة المشارقة،
والإعدامات التي أزهقت أرواح الكثيرين
من كبار مثقفي ومناضلي حلب. من تلك الصورة التي
ارتسمت في مخيلة أهل حلب عن هذا
النظام، ومن خشية أهلها على مدينتهم من
وحشية الآلة المدمّرة التي تدمّر
الحجر قبل البشر، كان وما يزال أهل حلب
يخشون همجية نظامٍ أرعنٍ خبروه لسنوات. تجولنا كثيراً بين
أسواقها، في كلّ خطوة كنت أشعر بعبق
التاريخ يملأ صدري، أشمّ عطر الجواري
في قصور بني حمدان، وأشعر بنفحاتٍ
إيمانيةٍ في جامعها الكبير تعود بي إلى
أعماق التاريخ، وقفنا نتأمل عظمة
الأسطورة الشعرية العربية على عتبة
بيتٍ سكنه 'أبو الطيب المتنبي'، كنا
نسرق قبلاتنا على أدراج القلعة،
وكثيراً ما كنّا نتقمص شخوص الأمراء
والأميرات داخل قاعة العرش. الآن
يتساءل الجميع: لماذا هذا الانقسام في
موقف أهل حلب إزاء الثورة؟!. إلا أنه انقسامٌ ليس
بجديدٍ، ولا بمستغربٍ عمن عاش في حلب،
وتعرّف طبيعة أهلها. فالنظام جعل منها
أنموذجاً لسورية المغتصبة على يديه.
فقد ذابت الطبقة الوسطى في المدينة إلى
حدًّ كبير وكادت أن تتلاشى شأنها في
ذلك شأن معظم المدن السورية، إذ إنّ
نظام البعث دأب على قلب الطاولة على
العائلات التي كانت تحكم وتدير شؤون
البلاد، وتتمتع بطاقات سياسية
واقتصادية وثقافية عالية، وأتى
بمجموعات تأتمر بأمره لا يجمعها سوى
الطمع والانتهازية، متسترين بغطاء
حماية الفلاح والعامل وصغار الكسبة في
مواجهة البرجوازية والإقطاعية التي
كانت سائدة حينئذٍ. فعملت الثورة على
تمزيق ما بقي من هذا الغطاء، وكشفت
عريّهم، وأظهرتهم على حقيقتهم التي لم
تكن خافية على أحد، فلم يتضرر من البعث
ونظامه أحدٌ بقدر ما تضرر العامل
والفلاح، إذ إنهم كانوا وقوداً لثورته
المزعومة عند توليّه سدّة الحكم، وها
هو اليوم يستعملهم مرّة أخرى وقوداً
للقضاء على ثورة الكرامة والحرية.
والمتابع للوضع الميداني في مدينة حلب
يستطيع تلمّس صحة هذا القول من خلال
اعتماد النظام على شبيحة من أهل حلب
نفسها. أمّا من يقاوم ويحارب
ضمن صفوف الجيش الحر، فهم أولئك
البسطاء الذين كنا نراهم يفترشون
الحدائق في أيام العطل، أملاً
بالترويح عن أنفسهم بعد عناء طيلة أيام
الأسبوع للوصول إلى لقمة العيش، التي
تضمن لهم ولأولادهم حياةً تكفيهم شرّ
السؤال، وطلب يد العون من أصحاب
السيارات الفارهة والقصور الفخمة.
أمّا عن أوابدها التاريخية وقلعتها،
وأسواقها العريقة، فمن كان يبنيها
دوماً بعد كلّ حربٍ هم أهلها، ومن
سيبنيها اليوم هم أهلها، سيبنونها
بالحب، والعدالة، والحرية. حلب ستبقى والأسد
سيفنى ================= الرأي الاردنية صالح القلاب 14-11-2012 عندما قلنا وقال
غيرنا أنَّ إسرائيل هي التي تُعطِّل
الحسم في سوريا وهي التي تحول دون
إسقاط بشار الاسد فإن منْ بقي من فلول
ما سمي «فسطاط الممانعة والمقاومة» قد
«برموا» شفاههم تعجباً واستنكاراً
وقالوا بل أن الإسرائيليين ومعهم
الغرب و»الإمبريالية العالمية» ،التي
تقف وراء كل هذا الذي جرى ويجري، هم
الذين يريدون التخلص من نظام ممانع يقف
في وجه التفريط والمساومة والذي لم يعد
هناك غيره مساندٍ للمقاومة الفلسطينية
واللبنانية وكل «المقاومات» في الكرة
الأرضية!!. وأيضاً وعندما قلنا
وقال غيرنا أن هذا الدور الذي تقوم به
روسيا ،التي عطَّلت كل حلول الأزمة
السورية المعقولة السابقة واللاحقة،
هو دورٌ إسرائيلي بالدرجة الأولى لأن
إسرائيل إن هي لا تستطيع الحفاظ على
هذا النظام الذي حافظ على حدود الجولان
المحتل هادئة وصامتة صمت أهل القبور
لنحو أربعين عاماً فإنها مع إفشال كل
محاولات التهدئة والحلول السلمية كي
يدمِّر هذا البلد نفسه بنفسه وهذا هو
ما حصل فعلاً وهذا هو ما قام به سيرجي
لافروف ولا يزال يقوم به والمتوقع أن
يواصل القيام به. في آخر زيارة للرئيس
الإسرائيلي إلى موسكو ،التي كانت قبل
أيام قليلة، قال شمعون بيريز مخاطباً
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي
تدل مواقفه وأفعاله على أنه صهيوني
أكثر حتى من مؤسس الحركة الصهيونية
ثيودور هيرتزل :»على مدى سنوات طويلة
ساد الهدوء على حدودها مع سوريا ونحن
نريد لهذا الهدوء أن يستمر» ومعنى هذا
ان الإسرائيليين يريدون بقاء بشار
الاسد لتبقى حدودهم على جبهة الجولان
هادئة وبالطبع فإن هذا هو الدور الذي
تقوم به روسيا «البوتينية» والذي
ينكره ماركسيوا باقي ما تبقى من فلول
الشيوعيين العرب. والمؤكد أن هذا الذي
قاله شمعون بيريز هو الجواب الشافي على
الأسئلة التي طُرحت والتي لا تزال تطرح
إزاء تراجع الأوروبيين عن مواقفهم
السابقة تجاه «المسألة السورية» وإزاء
كل هذا التخاذل الذي طرأ على موقف
الولايات المتحدة فسِرُّ هذه الدول
كلها ،وإنْ كان هناك بعض التفاوت بين
دول وأخرى، موجود في إسرائيل ولذلك وما
دام ان إسرائيل مع بقاء بشار الاسد حتى
تبقى حدودها في هضبة الجولان السورية
المحتلة هادئة وكما بقيت عليه «على مدى
سنوات طويلة» فقد طرأت كل هذه التحولات
على المواقف الأوروبية والأميركية. إنه لا يمكن فهم كل
هذا التشكيك الأميركي والغربي
بالمعارضة السورية وإتهامها بأنها قد
تحولت إلى «شراذم إرهابية»!! لايجوز
تركها حتى لا تتحول سوريا إلى
أفغانستان أخرى وإلى عراق ثانية إلاّ
على أنه من قبيل صبِّ الحنطة في
الطاحونة الإسرائيلية فالإسرائيليون
،الذين باتوا يشعرون أنهم يفقدون
وظيفتهم السابقة في هذه المنطقة
الإستراتيجية الهامة ،حيث بقوا يقولون
للغرب أنهم خندقه المتقدم ومخفره
الأمامي في وجه الإتحاد السوفياتي
والمد الشيوعي، مع أنْ يُوصف
المعارضون السوريون بهذا الوصف المجحف
والظالم ومع أن تسود القناعة لدى الغرب
والشرق وكل مكان بأن بشار الأسد يواجه
مجموعات إرهابية متطرفة!!. لكن ،وهذا يجب أن
يفهمه العرب الذين لا زالوا يعزفون على
مزمار «المقاومة والممانعة» رغم أنهم
يعرفون أنهم يكذبون على أنفسهم وعلى
غيرهم، فإن ما بات واضحاً ومحسوماً هو
ان هذا النظام زائلٌ لا محالة وأن
الشعب السوري ومقاومته منتصرون
بالتأكيد وأن سوريا ستنهض من تحت
الركام ومن بين ألسنة النيران
المتأججة كطائر العنقاء الذي تحدثت
عنه الأساطير اليونانية وعندها فإن
إسرائيل إما أن تعيد الحق لأصحابه وأن
تتخلى عن الجولان كل الجولان إلى أهله
وإلاّ فإن حدودها التي سادها الهدوء
على مدى سنوات طويلة لن تعرف الهدوء
ولا للحظة واحدة. ================ المعارضة
السورية: ما بعد الأسد تاريخ النشر:
الأربعاء 14 نوفمبر 2012 السير سيريل
تاونسيند الاتحاد قبل الخلود للنوم
ليلة السادس من نوفمبر الجاري، وجدت
نفسي أتابع البرامج التلفزيونية التي
تحدثت بحذر شديد عن نتائج الانتخابات
الأميركية، ولم أتنفس الصعداء إلا في
صبيحة اليوم التالي عندما تأكد خبر فوز
أوباما بولاية ثانية. ذلك أن 70 في المئة
تقريباً من سكان المملكة المتحدة
أيدوا أوباما وتمنوا نجاحه على غرار
باقي مواطني أوروبا الغربية الذين لا
يخفون ميلهم لأوباما، كما أن رئيس
الحكومة، كاميرون، ينسجم على نحو جيد
مع الرئيس الأميركي وقد أظهرا في
الفترة السابقة حساً تعاونياً عالياً،
بالإضافة إلى التنسيق المشترك بين
وزير الخارجية (هيج) ونظيرته الأميركية
(هيلاري) بشأن عدد من القضايا المهمة
وعلى رأسها الشرق الأوسط. هذا التعاون
الوثيق بين بريطانيا والولايات
المتحدة تجلّى بوضوح في العمليات
العسكرية التي استهدفت "ليبيا
القذافي" خلال العام الماضي. فرغم ما
بدا أنه تراجع لواشنطن عن القيادة
لصالح القوى الأوروبية، فالواقع يؤكد
المشاركة الفاعلة لأميركا وتنسيقها
المستمر مع بريطانيا لحماية المدنيين
في ليبيا، وما استتبع ذلك من إسقاط
لنظام القذافي. واليوم يجد البلدان
نفسيهما في مخاض مشترك لحلحلة الأزمة
المتواصلة في سوريا، لذا ومنذ بداية
الانتفاضة الشعبية السورية قبل أكثر
من عام تقريباً وأميركا وبريطانيا
تدركان قصور "المجلس الوطني"
السوري ونقاط ضعفه الكثيرة التي حالت
دون تبلور أجندة واضحة للمستقبل
السوري، إذ لم يُبن المجلس عن قدرته
على ضم باقي الفصائل السورية
المعارضة، وبدا الأمر وكأن لوناً
واحداً يطغى على المجلس. لكن رغم ذلك
التزمت الدول الأوروبية والولايات
المتحدة بدعمه سياسياً وتأييده
دبلوماسياً لأنه كان أفضل الموجود. وفي هذا السياق عينت
المملكة المتحدة أول مبعوث لها لدى
المجلس الوطني السوري، وهو السفير
السابق لدى لبنان "فرانسيس جاي"،
ثم لاحقاً عينت المستعرب الخبير بشؤون
الشرق الأوسط "جون ويلكيز"،
للتشاور مع المجلس ومده بالنصيحة. ولا
شك أن الرجلين رفعا تقاريرهما إلى
وزارة الخارجية التي تتحدث عن
الانقسام الأيديولوجي داخل المجلس،
ونقلا الشعور بأن المجلس منفصل عما
يجري في أرض المعركة بسوريا وغير متابع
لمجريات الأمور في القرى والبلدات
السورية التي تتعرض للقصف، كما لابد
أنهما نقلا صورة المجلس باعتباره
حاضنة لنشطاء ومعارضين عاشوا فترات
مديدة من حياتهم في المنفى بسبب القمع
الذي مارسه النظام السوري ضد الأصوات
المعارضة، ما جعل العيش داخل سوريا
بالغ الصعوبة. وإذا كان لا أحد يقلل من
كفاءة العديد من الشخصيات السورية
المعارضة في المجلس الوطني، إلا أن هذا
الأخير وعلى مدار شهور من العمل، فشل
في تقديم مساعدات فعلية للثوار الذين
يقاتلون على الأرض، وأخفق أيضاً في ترك
انطباع جيد لدى الدول الأعضاء في الأمم
المتحدة التي تسعى لإسقاط الأسد بسبب
الانقسامات الداخلية والصراعات التي
تنخر جسده، وربما هذا الواقع هو ما كان
وراء تصريحات هيلاري كلينتون في الأول
من شهر نوفمبر الجاري بأنه يتعين على
الولايات المتحدة سحب تأييدها للمجلس
الوطني السوري، بل وقفت الولايات
المتحدة بقوة وراء الفكرة القائلة
بتوسيع المعارضة السورية لتضم أطيافاً
أخرى تحت مظلة أشمل وأوسع من مظلة
المجلس الوطني، مع اقتراح مبدئي
بتشكيل قيادة سياسية تضم خمسين عضواً
من مختلف الفصائل المعارضة. والحقيقة أن مبادرة
هيلاري لخلق هيئة معارضة عابرة
للطوائف للتعامل مع سوريا ما بعد
الأسد، أمر ينبغي الترحيب به، فالعديد
من السوريين ليسوا مع بقاء الأسد،
لكنهم متحفظون لتخوفهم مما سيحمله
المستقبل، لذا يأتي الانخراط الأميركي
في شكل مبادرة جديدة تهدف إلى توحيد
صفوف المعارضة وبلورة رؤية واضحة لما
بعد الأسد لإعطاء دفعة جديدة للشعب
السوري بعدما كاد يفقد الأمل في
إمكانية التدخل الدولي لصالح قضيته
العادلة، أو لتسريع تخلصه من نظام عانى
ظلمه وجبروته طويلاً. وعن هذه النقطة
تحدث هيج إلى مجلس العموم البريطاني
مطلع نوفمبر قائلاً عن المعارضة
السورية "إنها تحتاج إلى برنامج
متماسك لمرحلة انتقالية، ومن المهم
بذل كل جهد ممكن لكسب الرأي العام
السوري بمن في ذلك الأقليات
والمسيحيون وطبقة التجار، لأن هؤلاء
في حاجة لمعرفة ماذا ينتظرهم بعد رحيل
الأسد، وكيف ستكون سوريا في المرحلة
المقبلة". وفي هذا السياق ينظر الغرب
الذي تقوده أميركا إلى دول الجامعة
العربية، وبخاصة السعودية وقطر،
لتطوير المعارضة السورية وإحداث
النقلة النوعية في صوفوها من خلال
المؤتمر الذي عقد مؤخراً في الدوحة
ودام عدة أيام. وشخصياً أحبذ فكرة
الحكومة الانتقالية في المنفى لتضم
وزراء كل واحد منهم مسؤول عن قضية
بعينها على أن يتولى السوريون بأنفسهم
اختيار من يمثلهم في هذه الحكومة ومن
يترأسها، بعيداً عن تدخل القوى
الخارجية، سواء الإقليمية أو الدولية،
كما أن رئيس الحكومة البريطانية،
كامرون، عاد لتوه من زياره للشرق
الأوسط استمرت ثلاثة أيام أوضح فيها أن
ما تم من عمل لدعم الثورة السورية خلال
ثمانية عشر شهراً الماضية لم يكن
كافياً، وذلك في إشارة واضحة إلى ضرورة
الانتقال نحو مرحلة أخرى من العمل تبدأ
بتوحيد المعارضة فعلياً وليس فقط في
الخطاب، والرقي بها إلى هيئة تمثل جميع
الأطياف وتحظى بمساندة ميدانية داخل
سوريا، لذا تحدّث كاميرون عن احتمال
توفير مخرج آمن للأسد، كما تطرق إلى
إمكانية إقامة مناطق آمنة داخل سوريا
تحت الحماية الدولية تقي السوريين من
القصف الجوي، وربما في مرحلة لاحقة
إمداد المعارضة بالسلاح لمواجهة قوات
النظام. ولا ننسى أن مخاوف
القوى الغربية من تصاعد العنف وإزهاق
المزيد من الأرواح، بالإضافة إلى
تغلغل بعض الأطراف الإسلامية المتشددة
في صفوف الثوار، كل ذلك سرّع من
المبادرة الغربية لتوحيد المعارضة
التي تكللت في 11 نوفمبر الجاري
بالتوقيع على اتفاق لتشكيل هيئة جديدة
للمعارضة تضم أطيافاً متنوعة من
النشطاء، سواء داخل سوريا أو خارجها،
بهدف إعداد البلاد لمرحلة ما بعد الأسد. ================ بشار بعد
القذافي وصدام تاريخ النشر:
الأربعاء 14 نوفمبر 2012 الاتحاد طبيعي أن تأتي
تصريحات بشار الأسد، رئيس سوريا، برفض
مغادرة بلاده تحت أي محاولة لإنهاء
حالة القتل اليومي للشعب، والتي باتت
تُخجل رؤساء دول العالم. حيث قال رداً
على تصريحات رئيس الوزراء البريطاني
إنه "صناعة سورية" ولن يغادر
البلاد بل سيموت فيها. أظن أن بشار مدرك
بشكل كامل ما تسير إليه الأمور وأنه
واع للسياسة الدولية. يستطيع بشار أن يحول
سوريا كلها إلى دمار، وأن يخوف العالم
من القادمين الجدد إلى سدة الحكم، لكن
معرفة العالم بطبيعة "حزب البعث"
في إصراره على التجاهل -عمداً- لما
ستكون عليه النتيجة على الأرض، أمر لا
يشك فيه أحد، وبالتالي فتمسكه بـ"الكرسي"
أمر مفهوم. إن المقارنة بينه وبين من
ترك السلطة قبله لا تظهر تطابقاً، وذلك
نتيجة لاختلاف آلية الوصول إلى السلطة.
المثال الأقرب لنظام بشار هو صدّام
والقذافي. وبالتالي فإن تقارب
التصرفات ربما يمكننا تخيل نهاية
بشار، ولو نظرياً. لا شك أن العالم سكت
طويلاً عن تصرفات بشار، إما تخوفاً من
تداعيات سقوط نظام يعتبر ممسكاً بكثير
من الملفات الإقليمية، أو لأن
الولايات المتحدة تحديداً لا تريد
الدخول في مغامرة عسكرية جديدة في
المنطقة. وكان الجميع يأملون أن بشار
ربما يستوعب الموقف الدولي، ويتفهم
تطورات الوضع، ويقبل بأي صفقة سياسية
تنقذ السوريين من مجازر جيشه. لكن الذي
اتضح أنه لا يريد أن يستوعب ويتفهم ما
يتشكل أمام عينيه على الأرض، وأن الوضع
قد تغيّر عما كان عليه قبل سنتين. وليس سراً أن اتفاقات
المعارضة السورية في الدوحة يمكن أن
تشم منها "رائحة" رغبة الإدارة
الأميركية في وضع حد لحماقات الأسد.
وليس سراً أن زيارة كاميرون وتصريحاته
بضرورة خروج الأسد تحمل رسالة ينبغي
تفهمها، وأن طلب إردوغان بنصب صواريخ
باتريوت في بلاده لا يخرج عن الإطار
نفسه، وأن مسألة تهريب الأسلحة من دول
الجوار إلى "الجيش الحر" تصب نحو
نقلة في التعامل مع بشار. الأسد فشل في
إقناع العالم برغبته في إيجاد حل
للأزمة، وفشل في إقناع العالم بأنه
يقاتل إرهابيين، فالصور التي أظهرت ما
تقوم به قواته ذكرتنا بمذبحة قانا. الذي يفعله بشار هو
أحد احتمالين؛ إما أنه يدرك أن لا أحد
يمكنه أن يستقبله إذا قرر التخلي عن
الكرسي لأنه ارتكب من الجرائم
الإنسانية ما يثقل على أي نظام يفكر في
استقباله، وإما أنه بدأ يتخبط، في مشهد
يعيد تذكيرنا بما فعله من قبله صدام
والقذافي وكأن بشار يمهد لنهايته
بالسيناريو نفسه. نحن أمام حقيقتين
ثابتتين في تصرفات وتصريحات بشار:
الأولى، أنه قلق على مصيره وبات يشعر
بقرب موقف دولي ضده، رغم أنه يُظهر أن
نظامه متماسك، وأنه يمارس كل أساليب
القوة ضد "العصابات المسلحة" رغم
تهديداته بتحول المنطقة إلى كارثة.
والحقيقة الثانية، سقوط القناع الذي
كان يستمد منه نظامه تأييداً أي كونه
يمثل جبهةَ "الصمود والمقاومة" ضد
إسرائيل. فبشار اليوم هو أفضل من يقدم
خدمات لإسرائيل، وهذه الحقيقة - حتى
قبل فترة بسيطة - كانت عبارة عن توقعات
وتحليلات للمراقبين ولكنها اليوم
حقيقة غير قابلة للشك. هناك توافق غريب بين
تصرفات بشار وبين أمنيات إسرائيل
وإيران، من ناحية إشغال الدول العربية
بخلافاتها، ولمدة طويلة، من أجل إفساح
المجال كي يخططوا ضدهم. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |