ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مقالات مختارة من الصحف العربية ليوم 17-11-2012 زهير سالم :
الكارولين عاكوم - الشرق الأوسط : أحمد
معاذ الخطيب كان خيار التوافق
الوطني 16-11-2012 أكد زهير سالم،
الناطق الإعلامي باسم جماعة الإخوان
المسلمين في سوريا، أن الخطيب لم يكن
مقربا من الجماعة وليس محسوبا عليها،
ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «كنا نسمع
أخباره ونرتاح لأدائه وخطاباته،
ولقاءاتنا به لم تكن كثيرة؛ بل كانت
تقتصر فقط على الاجتماعات العامة، لكن
موقفنا منه إيجابي بالتأكيد، ونرى فيه
الخير لسوريا ونعتبره شخصية وطنية
استطاع من خلال استقلاليته أن يجمع
حوله توافقا من الأطراف المعارضة
بعيدا عن زواريب السياسة والأحزاب
الضيقة». وفي حين يعتبر سالم أن اختيار
«شخصية دمشقية» تحظى بهذا الإجماع له
بدوره وقع وأهمية في السياسة بشكل عام
وفي المجتمع السوري بشكل خاص، يرى أن «هذا
الخيار من شأنه طمأنة الهواجس، إذا
كانت حقيقية، من سيطرة الإسلاميين، أو
بالأحرى الذرائع للاستئثار بأمور
المجتمع، لا سيما أنه لا ينتمي أو
يرتكز على فكر حزبي معين»، واصفا إياه
بـ«الشخصية الكاريزماتية المحبوبة في
المجتمع السوري»، لافتا إلى أن تواصله
مع جيل الشباب بشكل دائم لا سيما من
خلال رسالته الأخيرة التي خاطبهم بها
عبر موقع «فيس بوك» كانت خطوة موفقة
وسيكون لها وقعها الإيجابي في صفوفهم. من جهة أخرى، يضع
سالم عمل الخطيب الذي كان ضمن دائرة «وزارة
الأوقاف السورية»، أي تحت سلطة النظام
الذي قبل بدوره به كـ«مشاكس في دارته»،
في سياق «التعادل بالرؤية»، موضحا: «من
خلال تعيينه خطيبا للجامع الأموي كان
يريد النظام القول إن معه شخصيات
معارضة وتتمتع بالمصداقية، في حين أن
الخطيب استفاد من هذه الفرصة لإيصال
رساله إلى النظام والمجتمع السوري في
الوقت عينه». ================ «الجيش
الحر» يريد دعماً عملياً وليس مؤتمرات
بالخارج ائتلاف
المعارضة: ترحيب حذر في سوريا الاتحاد تاريخ النشر:
السبت 17 نوفمبر 2012 بعد يوم واحد على
توصل المعارضة السورية لاتفاق يوحد
صفوفها في إطار هيئة جديدة عقب أسبوع
كامل من المفاوضات الصعبة جرت في
العاصمة القطرية الدوحة، يقول النشطاء
داخل سوريا ممن تابعوا أطوار الاتفاق
من بعيد، إنهم يساندون التطور الأخير،
لكنهم حذرون ولن يرموا بثقلهم وراء
تحالف المعارضة الجديد حتى يثمر نتائج
ملموسة على أرض الواقع. وتأتي هذه التصريحات
لتعكس مدى الإحباط الكبير الذي بات
يشعر به الثوار الذين يخوضون معارك
ضارية مع قوات الأسد بعدما تخلى عنهم
المجتمع الدولي وفشل قادة المعارضة في
الخارج في توفير الدعم الدولي الضروري
لاستمرار المعركة ضد الأسد وإسقاط
النظام. وعن هذا الموضوع يقول
بدر أبو أحمد، الناشط السوري في الداخل
والعضو بحزب “الشعب”: “إلى الآن لا
نعرف ماذا سيقوم به التحالف الجديد
للمعارضة، لكن في جميع الأحوال ندعمه
ونأمل أن يحقق جزءاً من وعوده للشعب
السوري والتي في مقدمتها إسقاط النظام
وإقامة حكومة انتقالية تدير المرحلة
المقبلة”. وكانت المعارضة السورية قد
عانت لشهور عدة من حدة الانقسامات التي
تنخر جسدها من الداخل. وفي هذا السياق واجه
“المجلس الوطني السوري” حتى تاريخ
انضوائه تحت لواء الائتلاف الجديد،
انتقادات شديدة لفشله في تقديم دعم
حقيقي للثوار في أرض المعركة واكتفائه
بعقد اجتماعات لا وقع لها على الأرض.
هذا ناهيك عن ضعف التواصل والتنسيق بين
المجلس والتنسيقيات المحلية للثورة
السورية التي تدير الثورة من الداخل
وتتعرض لأبشع أنواع القمع والتنكيل.
ويضم التحالف الجديد الذي انبثق
مؤخراً في الدوحة باسم التحالف الوطني
السوري للمعارضة وقوى الثورة، قادة
ونشطاء ممن يعملون في الداخل، كما يشمل
أيضاً شخصيات وطنية عاشت في المنفى. ويحدو الثوار في
الداخل الأمل في أن ينجح الائتلاف
المعارض الجديد فيما فشل فيه المجلس
الوطني السوري ويساهم فعلاً في ترجيح
كفة الثوار والتسريع في إسقاط النظام
قبل أن تتعقد الأمور أكثر ويتزعزع
الاستقرار الإقليمي. ولعل ذلك ما دفع
البلدان الغربية وحلفاءها من دول
المنطقة إلى الضغط على المجلس الوطني
للقبول بتوسيع مظلة المعارضة ورص
صفوفها استعداداً على ما يبدو لمرحلة
ما بعد الأسد. وقد تمكن ائتلاف
المعارضة من التوافق على شخصية معاذ
الخطيب كرئيس يقود المعارضة باعتباره
الشخصية السنية التي تحظى باحترام
وإجماع الأطياف المختلفة، هذا
بالإضافة إلى سمعته الطيبة في الأوساط
السورية كونه يميل أكثر إلى الاعتدال
وشغل في السابق منصب إمام المسجد
الأموي وسط دمشق، كما عُرف عنه أيضاً
دعوته المبكرة لتوحيد أطياف المعارضة
وتماسك النسيج المجتمعي الموزع بين
الطوائف السورية المختلفة، مؤكداً على
قيم التسامح والتعايش المشترك. والأكثر من ذلك، كان
الخطيب من أوائل المعارضين للنظام
السوري، ما عرّضه للاعتقال أكثر من مرة
خلال الفترة التي اندلعت فيها الثورة
السورية قبل أكثر من عام. لكن مع ذلك يظل اسم
معاذ الخطيب مجهولاً لدى بعض النشطاء
والمعارضين في الداخل، وهو ما يعبر عنه
طارق مهرا، رجل الشرطة الذي يعمل مع “الجيش
السوري الحر” في حلب: “لا أعرف الكثير
عنه، لكنه يملك سمعة جيدة”، مضيفاً: “بالنسبة
للسياسيين من المهم أن يتوحدوا تحت
غطاء واحد يضمن وصول الدعم والمساعدات
للثوار، لكننا نحن في الجيش السوري
الحر لدينا هياكلنا الموحدة والمعروفة
ونعمل بتنسيق مع باقي الوحدات
العسكرية في جميع أنحاء سوريا”. ومع ذلك يظل الخطيب
بالنسبة للعديد من الثوار الذين
يحملون السلاح شخصاً غامضاً لم يسمعوا
به من قبل، هذا الأمر يؤكده شادي حافظ،
المقاتل في صفوف الجيش السوري الحر
بحلب، قائلاً: “لا نعرف الكثير عن هذا
الرجل، لكن أي خطوة في اتجاه توحيد
المعارضة التي بدورها تفضي إلى إسقاط
الأسد ووقف الحرب المستعرة، نرحب بها،
فلا يهم الشخص بقدر ما يهم الهدف
النهائي المتمثل في سوريا بدون أسد
تكون حرة وديمقراطية”. وفيما يتعلق بعدم
وجود المعارضة السياسية في الداخل، رد
المقاتل: “لا يهمني كثيراً إن وجودوا
معنا على أرض المعركة أم لا طالما هم
يقدمون لنا الدعم الملموس، أما أن
يستمروا في عقد الاجتماعات تلو
الاجتماعات في الخارج وإنفاق الأموال
الطائلة فذلك لا يرضيني”. ويُذكر أنه إلى جانب
معاذ الخطيب الذي يرأس التحالف الوطني
السوري للمعارضة وقوى الثورة، هناك
رياض سيف وسهير الأتاسي اللذين
يساعدانه كنائبين له، وهما الشخصيتان
المعارضتان المعروفتان داخل سوريا،
وإن كان الثوار أقل معرفة برياض سيف
منهم بسهير الأتاسي التي راكمت سنوات
مديدة من المعارضة لنظام الأسد. هذا ويأمل “الجيش
السوري الحر” في أن يتمكن التحالف
الجديد من إقناع المجتمع الدولي
بتسريع وصول السلاح للمقاتلين بعدما
تردد سابقاً في القيام بذلك، بذريعة
تشرذم المعارضة السورية، وهو ما يشير
إليه المقاتل أبو إسماعيل شمالي
قائلاً: “نحن كمقاتلين نريد الذخيرة
والأسلحة، هذه هي المساعدات العاجلة
التي ننتظرها بفارغ الصبر علّها ترى
النور مع ائتلاف المعارضة الجديد”. توم بيتر حلب ينشر بترتيب خاص مع
خدمة «كريستيان ساينس
مونيتور» ================= المعارضة
الوطنية السورية أمام امتحان التعددية د. نقولا زيدان المستقبل 17-11-2012 يطرح انتخاب جورج
صبرا منذ أيام رئيساً للمجلس الوطني
السوري بل يثير ملفات عدة لا تمس
الثورة السورية المشتعلة منذ ثمانية
عشر شهراً فحسب بل العديد من القضايا
والعلاقات البنوية والموضوعية
المتعلقة بالربيع العربي والضغوط
العربية والإقليمية التي يتعرض لها
الملف السوري البالغ ذروته في
تداعياته الآن. إننا نقرّ بصدق
وشفافية وبقراءة ومقاربة موضوعية
لتركيبة الوضع السوري المعقد
والمتشابك منذ نشأة هذا الكيان وعبر
مسار تطوره التاريخي، شأنه في ذلك شأن
فلسطين ولبنان والعراق وسائر الكيانات
السياسية العربية المشرقية. فالتنوع
الديني والاثني والطائفي والعشائري
السوري، منذ ولادة سوريا، قد جعل منها
بلداً يزخر بالتناقضات والصراعات
والتنازع على خلفية هذه الأطياف.
وبديهي أن الإرث المشبع بالتخلف
والإعاقة والتعصب الذي حملته سوريا في
نسيجها البشري والاجتماعي
والاقتصادي، منذ أيام الاستقلال
الأولى كان يشكل وما زال عبئاً ثقيلاً
على الحكومات والسلطات المتعاقبة فيها. ففي تشكل المدن (Structures
Urbaires) وقرى الأرياف
ودساكرها وبواديها (Structures
rurales) تجاور وتساكن بل
تزاوج وتصاهر كل هذا الموزاييك المؤلف
من السنة والعلويين والمسيحيين
والأكراد واليزيديين والسريان
والأرمن والتركمان والشركس، من دون أن
تضمحل أو تتلاشى خصوصيات ومعتقدات
وشعائر وأنماط عيش كل من هذه المكونات.
ولم تستطع الحكومات الأولى
الاستقلالية السورية إرساء أنظمة
سياسية اقتصادية اجتماعية متطورة
متقدمة من شأنها بلورة كل ما هو مختلف
آخر ومناقض أحياناً لبناء مجتمع سوري
جديد. لا بل جاءت حركة التحرر الوطني
العربية التي وضعت حداً ظاهراً
وشكلياً لتعاقب الانقلابات العسكرية
التي ركبت السلطة باسم "فلسطين"
لتطمس هذه التناقضات والصراعات
الضمنية ولتأخذها باتجاه آخر عوضاً عن
إظهارها ومعالجتها وحل مشكلاتها
المستعصية. لا بل أخفقت مرحلة
الوحدة (1958 1961) مع صعود نجم الرئيس جمال
عبد الناصر وشعاراته التحررية في حل
هذه المشكلات لا سيما أنها لم تأخذ
بالاعتبار خصوصية الوضع السوري
والتشكيلات الأولى لهيئات المجتمع
المدني السوري من نقابات عمالية،
ورابطات فلاحية ونوادٍ وحركات مثقفين
ديموقراطيين وليبراليين ونوازع تتشبث
بالحريات العامة وحق التعبير عن الرأي
والاختلاف فيه. أما البعث فقد أرسى منذ
عام 1963 نظام الحزب الواحد تاركاً للقوى
السياسية والاجتماعية الأخرى هامشاً
ضئيلاً للحركة والتعبير. وقد شكلت
هزيمة حرب حزيران 1967 فرصة للعسكرية
السورية المستندة لحكم العائلة
الواحدة وزبانيتها للسيطرة النهائية
على كل مقدرات سوريا وقواها الحية، بما
يضمن لآل "الأسد" استمرار الحكم
فيها وثباته آلة عسكرية صماء تدين
بالولاء المطلق للحاكم الفرد، تسهر
على إمساكه بالسلطة شبكة متعددة من
أجهزة المخابرات تمارس المراقبة
والتنصت والتحقيق والاستجواب
فالتوقيف والاعتقال فالتصفية. لا بل
اتخذ الحكم الديكتاتوري الأسدي في
مرحلتين (الأب والابن) طابعاً مذهبياً
عائلياً عمق الهوة بين الغالبية
الساحقة من الشعب والنظام الشمولي
الأسدي المحكم الإغلاق. هذا في الوقت
الذي راحت فيه رياح تغييرية تهز
المنطقة بأسرها حيث سقط نظام الشاه (1979)
وبرزت جمهورية إسلامية مذهبية في
إيران ذات طموحات توسعية متعددة
الاتجاهات. ولم يفلح نظام الأسد الأب
في الإمسكاك بالورقة الفلسطينية بعد
تثبيت حكمه الحديدي في سوريا، وإحكام
وصايته وسيطرته على لبنان. لبنان تلك
الرئة الرأسمالية التي بمقدور الأسد
من خلالها أن يجعل نظامه الشمولي يتنفس
ويتعاطى مع السوق العالمي الرأسمالي. ويعتقد بعضهم هنا، أن
حافظ الأسد قد كرر في لبنان، معتمداً
على هشاشة الوضع اللبناني وتمزقه
الطائفي، وتحالفه مع النظام الإيراني
الخطأ نفسه الذي سبق لعبد الناصر
الوقوع فيه خلال مرحلة وحدة سوريا
ومصر، إذ كما لم يدرك عبد الناصر
خصوصية الوضع السوري، لم يعِ حافظ
الأسد خصوصية الوضع اللبناني. ثمة هاجسان رئيسيان
يتحكمان بالإدارة الأميركية أياً كان
الحزب الحاكم في واشنطن: البترول
وإسرائيل. فمن الإمساك بمنابع النفط
وطرقها وممراتها الحيوية توالت الحروب
على العراق فسقط صدام حسين (2003)، كما
أسست محادثات أوسلو وقيام حكم ذاتي
فلسطيني غير واضح المعالم والحدود
لمحادثات سلام متجددة لم تستطع انتاج
سلام عادل مرتكز على قبول العرب
بالاعتراف بإسرائيل جنباً الى جنب مع
دولة فلسطينية حقيقية قابلة للحياة. ومهما يكن من أمر فإن
أحداث لبنان (اغتيال الرئيس الحريري
عام 2005) واضطرار الجيش السوري الخروج
من بلادنا وجه ضربة موجعة للنظام
الأسدي. امتص نظام بشار الأسد الضربة
وبدأ بهجومه المعاكس على لبنان حيث له
حلفاء أقوياء (سلسلة الاغتيالات
والتفجيرات المتواصلة، مغامرة حرب 2006
العسكرية التي تولاها حزب الله...). إن حركة الربيع
العربي أسقطت نظام زين العابدين بن علي
في تونس والتي وسعت الحريق الثوري
ليمتد وليصل الى مصر وليجتاح ليبيا
واليمن قد زعزعت المشروع الإيراني
الأسدي وهجوم الأسد الابن المعاكس على
لبنان وأربكته إرباكاً شديداً.
وبالرغم من محاولة طهران تثمير حرب غزة
(مطلع 2010) لمصلحتها واجتياح اليمن (الحوثيون
في صعده) ومضيها المحموم في نشاطها
النووي بالممالأة والتسويف والإرجاء
والمفاوضات العقيمة، ودعمها المطلق
للنظام الأسدي فإن ذلك لم يحل دون نشوب
الانتفاضة في سوريا. ولكي يتفرغ الحلف
الثلاثي (إيران سوريا حزب الله)
لمواجهة الانتفاضة السورية جرى
الانقلاب على الحكومة الوطنية بقيادة
سعد الحريري حيث ما لبث أن صدر القرار
الظني الدولي بحق المتهمين باغتيال
الرئيس الشهيد الحريري. ما لا شك فيه أن ثمة
هيئات وكيانات وشخصيات سورية متعددة
رافدة من أوساط متباينة، لكل منها
تاريخ نضالي خاص وظروف نشأة وانبثاق
ليست واحدة ولا متآخذة (Stondardisé)
على الإطلاق. فاليساريون
والديموقراطيون والوطنيون داخل سوريا
وخارجها يرفدون من أحزاب وهيئات
ورابطات وكيانات سياسية متنوعة،
والاخوان المسلمون هم وازنون لهم
ثقلهم السياسي الشعبي أيضاً، كما أن
الأكراد لا يمثل طموحاتهم فصيل واحد،
كما أن الثقل الاقتصادي للفئات
التجارية المسيحية السورية يلعب دوراً
في رجحان كفة الثورة زد على ذلك الأسر
العلوية التي ضاقت ذرعاً بقبضة آل
الأسد الحديدية وبطشها البربري
بكبريات المدن والبلدات السورية. كما
أن زعماء العشائر سئموا من سياسة شراء
ولائهم بالمال. ثم ان تورط إيران
العلني وحزب الله في القتال الشرس
الدائر آثار سخط أهل السنة المتشددين.
أضف الى ذلك أن تحريض النظام الأسدي
للمسيحيين يثير حفيظتهم حيال مستقبلهم
في بلاد تعصف بها رياح الثورة... إن المجلس الوطني
السوري، والجيش السوري الحر يحظيان
بتأييد جماهيري سوري واسع. كما أن ثمة
هيئات ومكونات وطنية معارضة ما زالت
تتريث أو تفاوض حول شروطها الخاصة
للانضمام اليه. وإن كان المجلس قد أحسن
صنيعاً بانتخاب عبد الباسط سيدا
رئيساً لمواجهة تلاعب نظام الأسد
بالعامل الكردي لإضعاف التعاطف التركي
الرسمي مع الثورة، فإن الموقف المتقدم
لحكومة البرزاني الكردية في اربيل في
لجم حزب العمال الكردستاني وعدم
انجراره الى قعر الهاوية التي يسعى
الأسد لإلقائه في أتونها، قد أفسح في
المجال لانتخاب جورج صبرا رئيساً
للمجلس الوطني. لا تبدو مهمة صبرا
سهلة على الإطلاق، خصوصاً في ظل
مبادرات ومطالب الأطياف المعارضة
الأخرى ويفاقم من مصاعب مهمة الرئيس
الجديد للمجلس صعوبة استمرار الممالأة
والتأرجح الأميركيين في دعم المعارضة
دعماً مادياً ملموساً مطلقاً في الوقت
الذي تقدم موسكو للأسد ما لا يوصف من
أشكال الدعم. لا بل يعقد اضطلاع صبرا
بمسؤولياته الجديدة التجاذب العربي
العربي في محاولات يائسة للإمساك بعنق
المعارضة. هذا، ويترنح نظام بشار الأسد
في خبط عشواء تارة بالتحرش بتركيا
شمالاً وطوراً بإثارة المتاعب على
الجولان المحتل وبالعودة مجدداً الى
مسلسل الاغتيالات وزعزعة الوضع
اللبناني وهو بالأساس قائم على كف
عفريت. ويأتي تشكيل
الائتلاف الوطني السوري وتتالي
الاعترافات عربياً وعالمياً، ليشكل
امتحاناً لقدرة المعارضة السورية على
إدارة تعدديتها وتناقضاتها الثانوية
بصورة سليمة، بما يضمن المسيرة
الوطنية السورية نحو النصر المؤزر. ================= مثلث
الأحزان: لبنان - سورية - غزة عادل مالك * السبت ١٧
نوفمبر ٢٠١٢ الحياة تنافست خلال الساعات
القليلة الماضية ثلاث جبهات على
أولويات الاحداث المتفجرة في المنطقة
وهي: سورية ولبنان وغزة. على الجبهة
السورية أعلن بعض فصائل المعارضة من
قطر عن قيام «منظومة» معارضة جديدة تضم
وجوهاً حملت لواء مناهضة نظام الرئيس
بشار الأسد وأطلق عليها صفة الممثل
الشرعي للمعارضة السورية. لكن
الموضوعية في التوصيف تقتضي القول ان
الجبهة التي اعلن عنها بعد العديد من
جلسات التسوية ليست الممثل الشرعي
والوحيد للشعب السوري بكل مكوناته
وستبقى نقطة الضعف الكبيرة عدم وجود
جسر عبور مع الداخل السوري المعارض،
ومع ان الاعلان عن الجبهة الجديدة لقي
اعترافات من بعض الجهات الاقليمية
والدولية فلن يكون الامر كافياً لبلوغ
المرحلة الحاسمة في مسار تقويض النظام. وتزامن هذا التطور مع
بروز عنصر جديد في الازمة السورية
والذي تجلى بإعراب اكثر من عاصمة غربية
عن المخاوف الجدية من تنامي وجود «القاعدة»
في الداخل وهذا واضح من التفجيرات على
«النمط العراقي» التى يشهدها بعض
المواقع الحساسة سواء في دمشق او في
سائر المحافظات والمدن السورية، وهذا
يؤشر الى العمل على «توظيف» هذه
التفجيرات واستخدامها لصالح النظام
وحلفائه. وذهب الامر في هذا المجال الى
إعراب السيدة هيلاري كلينتون عن
مخاوفها من «استبدال حكم بشار الاسد
بإرهاب القاعدة»، على حد تعبيرها. والآن وبعدما استعاد
الرئيس باراك اوباما نشوة النصر
بالتجديد لولاية ثانية في البيت
الابيض، فستكون اميركا منشغلة بعملية
التركيز على اختيار رجال ونساء
الادارة الجديدة، والامر المؤكد ان
هيلاري كلينتون راحلة عن وزارة
الخارجية وسط احاديث عن اختيار
السيناتور جون كيري خليفة لها، او تولي
سوزان رايس المندوبة الاميركية لدى
مجلس الامن هذا المنصب؟ وفي تقدير آخر سيتم
اسناد وزارة الدفاع الى كيري. لكن
اوباما صرح بأنه لن يتعامل مع الجهة
السورية المعارضة كحكومة منفى. والمهم في الامر ان
فترة الاسابيع المقبلة حتى قسم اليمين
لأوباما في الثلث الاخير من كانون
الثاني (يناير) 2013 ستكون الادارة
الاميركية في حاله انهماك بأمورها
الداخلية. على ان الاحداث التي شهدها
قطاع غزة منذ ليل الاربعاء - الخميس وما
تبع اعادت «الحدث الفلسطيني» الى
الواجهة الساخنة. وسبق لنا في هذا
المكان بالذات وقبل اسابيع ان طرحنا
السؤال التالي: هل يقدم بينيامين
نتانياهو في نوبة جنون على الاقدام على
عمل يمكن ان يؤدى الى قلب الطاولة على
الجميع («الحياة» 6 تشرين الاول/أكتوبر
2012) وهذا ما حدث فقد أصاب
رئيس الحكومة الاسرائيلية مس من «
الجنون المدروس» وتركت آلة القتل
لتصطاد قائد حركة»حماس» احمد الجعبري،
وما اعقب ذلك من تهديدات تصعيدية
متبادلة بين اسرائيل و»حماس»
والتداعيات المرتقبة لهذا التطور
الخطير على المسار الفلسطينى -
الاسرائيلي، وفي المقابل دعا رئيس
الحكومة الفلسطينية المقاله اسماعيل
هنية الى «عقد قمة عربية عاجلة للتصدي
للعدوان». لكن هل يعتقد هنية
بجدية وجدوى مطلبه والعالم العربي على
ما هو عليه؟ الذي لوحظ ان مصر هي
اول من تحرك حيث طلب رئيسها محمد مرسي
سحب السفير المصري لدى اسرائيل، كما
غادر السفير الاسرائيلي في القاهرة
على عجل كرد فعل فوري على ما جرى. وما
يبدو حتى الآن ان نتانياهو قرر خوض
الانتخابات المقبلة (بعد شهرين) بهذه
المواجهه المأسوية للفلسطينيين،
والواضح ان الامور لن تتوقف عند هذا
الحد، والسؤال: كيف ستعمد حركة «حماس»
الى الرد على هذا التحدي الاسرائيلي؟
بخاصة وان تغييرات قد حصلت ويمكن ان
تحصل بعد التطورات السورية واقفال
مكتب الحركة (خالد مشعل) بالشمع
الاحمر،على سبيل المثال لا الحصر
طبعاً. لكن هل من رد عربي على
التحدى الاسرائيلي الجديد؟ لقد اكدت
احداث الشهور الماضية، ومنذ انطلاق «الربيع
العربي»، ان تبدلاً اساسياً حصل في سلم
الاولويات العربية، اذ لم تعد القضية
الفلسطينية هي القضية المحورية
والمركزية، اضافة الى ان الانقسام
الحاد القائم بين «فلسطينيي حماس» في
غزة و»فلسطينيي عباس» في رام الله،
وحتى التقدم بطلب الى الامم المتحدة
بحصول فلسطيني على مقعد، بل حتى دولة
ذات عضوية كاملة او منقوصة ممنوع، وهذا
ما اوضحه الرئيس اوباما في اتصال
التهنئة بينه وبين الرئيس محمود عباس
عندما ابلغه رفض التحرك الفلسطينى،
فيما يمضي عباس في تحركة لطرح الموضوع
في التاسع والعشرين من نوفمبر (تشرين
الثاني) الحالي. اذن انتزعت احداث غزة
الاضواء من المناطق الساخنة والمتوترة
على الصعيد العربي وما اكثرها، وفيما
تبقى «الحالة السورية» تفض مضاجع
الجميع وسط عدم وجود أي دليل لتحقيق «اختراق
ما» على صعيد الحسم. تعود الجبهة
اللبنانية مجدداً الى دائرة الاستهداف
الخطر. ومن وحي احداث الايام
الاخيرة عاد التوتر الى مدينة صيدا بكل
ما ينطوى عليه من تعقيدات ومضاعفات
تندرج تحت العنوان العريض: الطائفية
والمذهبية. وتختزن صيدا الكثير من
الاختلافات والصراعات الدفينة وليست «ظاهرة
الشيخ احمد الأسير» سوى احد المؤشرات
على حالة الاحتقان الشديد. والتي اوقعت
العديد من فعاليات صيدا في الكثير من
حالات الارباك، بين طرف يؤيد ما ذهب
اليه الأسير من «طروحات باسم السنّة»
لكنهم لا يؤيدون اسلوب التحدي الذي
يعتمده، وبين اطراف اخرى رأت في احداث
صيدا فصلاً متقدماً من فصول «الفتنة
السنّية- الشيعية». ويستعيد
الصيداويون وكل لبنان في ذاكرتهم ان
الحروب الاهلية التي اندلعت في 13 نيسان
(ابريل) 1975، انطلقت شرارتها الاولى من
صيدا مع اغتيال المناضل معروف سعد. ومع
هذه المقاربة يصح القول: ان صيدا اصبحت
بوابة الجنوب منها بدأت الحرب واليها
تعود! لقد اضاف المشهد
الصيداوي المزيد من القلق على المشهد
اللبناني العام والمتمثل بالتجاذب
الحاد بين تجمعي الموالاة والمعارضة،
وبالتسمية الحركية بين 8 و14 آذار حيث
تصر المعارضة على مقاطعة جلسات الحوار
التي دعا اليها الرئيس ميشال سليمان. إن لبنان يعاني الآن
من توسيع نطاق الثورة في سورية الى
الداخل اللبنانى، فهنالك مصدرون من
الجانب السوري الى الجانب اللبناني،
وهنالك مستوردون من الذين يراهنون على
قطف ثمار ثورة الاطاحة بنظام بشار
الأسد. لكن طول الانتظار أدى وسيؤدي
الى المزيد من الاضطرابات ضمن رهانات
محلية واقليميه ودولية معينة ما ظهر
منها في العلن وما بطن منها. ويلاحظ في هذا السياق
«تهافت» بعض المراجع الدولية على
التحذير من مغبة انتقال عدوى «الفيروس
السوري» اكثر فأكثر، وقد لا يكون هذا
التعبيرعن القلق كرمى لعيون
اللبنانيين بل يأتي في اطار السعي بشتى
الوسائل الى محاولة «اقتلاع» نظام
دمشق من كل الجذور الأسدية قبل اتساعها
في دول الجوار. لكن السؤال المطروح
بإلحاح في هذا السياق: ماذا لو طالت «الثورة
الاهلية» في سورية، كيف يمكن اتقاء
شرور تمددها نحو لبنان وتوغلها اكثر
فأكثر في الداخل اللبناني؟ ويبدو وكأن التاريخ
يعيد نفسه على الصعيد الداخلي
اللبناني، عندما تعرض «تيارالمستقبل»
وتجمع 14آذار بشكل عام الى ما اطلق عليه
في حينه «الانقلاب الدستوري»، هو الذي
قضى باستقالة او بـ «اقالة» الرئيس سعد
الحريري من رئاسة الحكومة فيما كان في
واشنطن يلتقي الرئيس باراك اوباما في
المكتب البيضاوي. فهل نحن من لبنان
امام «انقلاب» جديد يقضي باستقالة او»اقالة»
الرئيس نجيب ميقاتي رداً على الانقلاب
الآخر؟ ويبقى السياسيون في
لبنان لديهم نقطه ضعف حيال السلطة
والتمسك بها أطول فترة ممكنة. وبقطع
النظر عما ستؤول اليه المساعي التي
ستقرر مصير الحكومة الحالية، فهناك
بعض الكلام اكثر اهمية من كل ما هو ظاهر
على سطح الاحداث، نوجزه في نقاط رئيسية
هي كالتالي: حول ما يحكى عن بروز «وجه
جديد» لرئيس الجمهورية العماد ميشال
سليمان نقول: انه فخامة الغاضب ولو
بهدوء، عندما يستعرض الوضع في البلاد
ولا يرى ما يسره ولا ما يسر أي لبنانى
يشعر الرجل ببعض الاحباط ويعمل على
القيام بخطوات استدراكية قدر المستطاع
والسعي الى معالجة الهموم الكثيرة
التى يرزح تحتها المواطن العادي.
وبخاصة عندما تتم مراجعة الارقام
المذهلة للدراسة التي صدرت اخيراً
والتي تفيد بأن 55 في المئة من
اللبنانيين لا يتوافر لديهم أي فائض
شهري من مداخيلهم، وان ما نسبته 63 في
المئة من اللبنانيين يواجهون صعوبات
في تأمين النفقات الغذائية والضرورية
الأخرى. ان مثل هذه الارقام
يجب ان تثير الفزع لدى صنّاع القرار أو
من تبقى منهم في لبنان. وتعلمون القول:
ليس بالكلام في الامور السياسية
والوزارية يحيا الانسان في لبنان.
وانقطاع الحوار بين مختلف «الفصائل
اللبنانية» يعني عدم وجود وسيلة اتصال
او تواصل بين اللبنانيين، إلا عبر رئيس
الجمهورية العماد ميشال سليمان وإلا
ما هو البديل؟ وفي الكلام الاخير:
ان احداث الساعات الماضية تنذر بأوخم
العواقب في مثلث الاحزان الجديد: لبنان-
سورية- غزة. وليس من الضرورة قراءة
الفنجان لاستشعار ما هو آت. وكلما قلنا
ان الآتي هو الأعظم، يقال: وهل هناك
ماهو اعظم من الذي حدث حتى الأن؟ نعم سيبقى الآتي هو
الأعظم. * إعلامي لبناني ================= مَنْ
المسؤول عن عودة مليوني لاجئ سوري؟ سليم نصار * السبت ١٧
نوفمبر ٢٠١٢ الحياة مع ازدياد عنف الحرب
الأهلية في سورية، تزداد فلول
اللاجئين الى تركيا ولبنان والأردن
بحيث تجاوز عددهم هذا الأسبوع
المليوني نسمة. وهو رقم مرشح للارتفاع
بعدما استخدم النظام طائراته الحربية
لقصف كل تجمعات يرتاب في تحركاتها. التقرير الأخير الذي
تصدره مفوضية الأمم المتحدة لشؤون
اللاجئين أشار الى أن عدد النازحين
السوريين الذين يتلقون الحماية
والمساعدة في لبنان زاد على مئة وخمسة
عشر ألف نسمة. وأعلن التقرير أن
النازحين المسجلين رسمياً يتوزعون على
مناطق مختلفة مثل عكار والبقاع وبيروت
وطرابلس. وقد جاءت غالبيتهم من حمص
ودمشق وحلب وإدلب وحماة. على مستوى الحماية،
أفاد التقرير بأن الحكومة اللبنانية
لم تنفذ التزاماتها في شأن التنازل عن
رسوم تجديد الإقامة وتسوية أوضاع
اللاجئين الذين اضطروا الى التسلل
واستخدام معابر غير رسمية. وأبلغ الأمن
العام المفوضية أن الحكومة اللبنانية
مضطرة الى تغطية الخسائر المرتبطة
بالرسوم وذلك عبر الحصول على دعم دولي. تدفق موجات اللجوء
باتجاه تركيا فرض على رئيس الوزراء رجب
طيب اردوغان تحديد قدرة الاستيعاب
بمئة ألف لاجئ فقط. ولما زاد العدد على
هذا الرقم، اضطر للقيام بجولة خارجية
شملت دولاً عدة بهدف إيجاد حل يوقف
الحرب ويمهد لعودة النازحين. وقادته
الجولة الى برلين حيث عرض ظروف هذه
المأساة المتنامية على المستشارة
الألمانية انغيلا ميركل. وأطلعها على
الفوضى العارمة التي أحدثها إنشاء 13
مخيماً في محافظات تقع على الحدود مع
سورية. وقال ان حكومته مستعدة لاستقبال
مئة ألف لاجئ. ولكن الصيف الماضي شهد
فرار أعداد إضافية، الأمر الذي جعل من
هذه المشكلة الإنسانية عبئاً يجب أن
تشترك في حمله الأسرة الدولية، خصوصاً
أن دول الجوار مثل تركيا والأردن
ولبنان قد نالت نصيبها من نتائج الحرب
الأهلية السورية وتداعياتها السلبية.
وأعرب وزير الخارجية الألماني عن
استعداد بلاده من الناحية المبدئية
لاستقبال سوريين لجأوا الى تركيا،
وإنما في إطار خطة دولية تشترك في
رسمها دول الاتحاد الأوروبي والدول
العربية أيضاً. ولكنه اشترط قبل مناقشة
هذا المشروع وقف عملية الاقتتال لأن
أعداداً كبيرة من اللاجئين تريد
العودة الى سورية. في هذا السياق، أعلن
الناطق الإعلامي لشؤون اللاجئين
السوريين في الأردن انمار الحمود أن
المملكة الهاشمية تخطط لإنشاء مخيم
جديد يقع شرق عمّان. وقال إن الهدف من
تجهيز هذا المخيم تخفيف الضغط عن مخيم
الزعتري الذي يقع في محافظة المفرق على
مقربة من الحدود السورية. وتقدر الطاقة
الاستيعابية لهذا المخيم بستين ألف
نسمة. ويستضيف الأردن،
الذي يشترك وسورية بحدود يزيد طولها عن
370 كيلومتراً، أكثر من مئتي ألف لاجئ
ولاجئة منذ انفجار الأحداث لدى جارته
الشمالية (آذار / مارس 2011). ومنذ ذلك
الحين لم تتوقف حركة العبور في شكل غير
شرعي هرباً من القتال الدائر بين قوات
النظام والمعارضة، أي القتال الذي حصد
أكثر من 36 ألف قتيل، وفق المرصد السوري
لحقوق الإنسان. في الصيف الماضي، شهد
مخيم الزعتري أعمال شغب قام بها
اللاجئون بسبب أوضاعهم المعيشية
المزرية، وفقدان الخدمات الإنسانية
والغذائية والتعليمية. وعلى الفور،
أمر العاهل الأردني بضرورة تأمين
الكهرباء وشقّ الطرقات داخل مساحة
تبلغ 13 ألف دونم من الأراضي المسيّجة.
وقد ساهمت القوات المسلحة، بالتعاون
مع المنظمات الدولية التابعة للأمم
المتحدة، في جعله مخيماً مستوفياً
شروط المعايير الدولية. هذا مع العلم
أن الأردن استضاف أعداداً إضافية لم
يعلن عنها، لأنها سكنت موقتاً في منازل
داخل مدينة الرمثا، أو لدى أقارب
وأصدقاء يعيشون في القرى المتاخمة
لسورية. على هامش أزمة النزوح
الجماعي من سورية، يتعرض لبنان لأزمة
إضافية تتعلق بفريق من سكان مخيم
اليرموك، أي المخيم الذي يضم أكثر من 180
ألف لاجئ فلسطيني من أصل ستمئة ألف.
ويبدو أن الفلسطينيين في سورية يدفعون
ثمن حيادهم، تماماً مثلما دفع الأرمن
في لبنان ذلك الثمن الغالي أثناء الحرب
اللبنانية. والسبب أن حزب الكتائب
طالبهم بالدعم العلني في وقت اختار
قادتهم الوقوف على الحياد، ولكن
الأحزاب المسيحية اليمينية المتطرفة
لم تقبل بذلك الخيار كونها وفرت للأرمن
القادمين من طريق حلب حقوق التجنس
واللجوء. وكان من نتائج ذلك الخلاف أن
هاجر أكثر من نصف الجالية الأرمنية في
لبنان الى كندا والولايات المتحدة
الاميركية. وهذا ما يعانيه اللاجئون
الفلسطينيون الذين حاولوا الوقوف على
الحياد في سورية، الأمر الذي عرّضهم
لانتقام «شبيحة» النظام وهجمات «الجيش
الحر». والمعروف في دمشق أن
النظام الذي حارب ياسر عرفات في لبنان،
وطرده من طرابلس، لم يرحم جماعته
وأنصاره في المخيمات. وأكبر دليل على
هذا العداء المستحكم أن الرئيس بشار
الأسد يرفض استقبال إبن أخت عرفات ناصر
القدوة كلما جاء الأخضر الإبراهيمي
لزيارته، علماً أن الابراهيمي ورث
القدوة عن كوفي انان. والثابت أن
النظام في سورية لم يعد يحتمل المواقف
المزدوجة في التعامل مع سياسته
الداخلية والخارجية، والدليل أنه تخلى
عن «حماس» فور إعلانها تأييد
المعارضة، واتهم خالد مشعل بالعمالة
والخيانة. وكان من الطبيعي أن
ينعكس موقف الدولة السورية على أجواء
المخيمات الفلسطينية، الأمر الذي أدى
الى نزوح عدد من العائلات الى المخيمات
في الشمال وبعلبك وصيدا. وأعلنت وكالة
«اونروا» عن انتقال أكثر من أحد عشر
ألف لاجئ الى مخيم الجليل ومخيمات عين
الحلوة والمية ومية والبص والرشيدية
والبرج الشمالي قرب صيدا... والبداوي
ونهر البارد شرقي طرابلس. وترى الدولة
اللبنانية أن هذه المشكلة الإنسانية
قد تتحول الى مشكلة سياسية في حال
ازدادت أحداث المخيمات السورية واضطر
اللاجئون هناك الى البحث عن مأوى في
مخيمات لبنان، خصوصاً أن خطة استيعاب
اللاجئين السوريين ستظل مقتصرة على
السوريين فقط، لأسباب تتعلق بترحيلهم
فور انتهاء الحرب... في حين لا تعترف
المفوضية العليا للاجئين بالمتسللين
الفلسطينيين، خصوصاً إذا رفضوا العودة
وضاعت آثارهم وسط المخيمات المزدحمة
في مختلف مناطق لبنان. عقب الإعلان عن ولادة
«الائتلاف الوطني لقوى الثورة
والمعارضة السورية»، في الدوحة، ذكر
في لندن أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون
اتفق مع الرئيس الاميركي باراك اوباما
على فرض حظر جوي على سورية شبيه بالحظر
الذي استخدم سابقاً ضد نظام صدام حسين.
وقالت الصحف إن السبب وراء ذلك يكمن في
منع النظام السوري من استخدام طائراته
الحربية لقصف قوات المعارضة. وبسبب
القصف العشوائي تزداد الحاجة الى
ملاذات آمنة في تركيا ولبنان والأردن،
كما يزداد عدد القتلى من الآمنين
العزّل. وعليه تقرر إنشاء قوة ضاربة
على شاكلة القوة التي أُنشئت من دول
الحلف الأطلسي لفرض التهدئة في صربيا.
كل هذا بهدف الالتفاف على الفيتو
الروسي-الصيني، ومنع الدولة السورية
من توظيفه لمصلحة استمرار الحرب
الأهلية. وتقدر الأمم المتحدة
أن أكثر من أربعة ملايين شخص تضرروا
بقوة جراء الحرب، وقد اضطرتهم الغارات
الجوية الى التشرد داخل البلاد
وخارجها. ويبذل المتطوعون في لبنان
والأردن وتركيا أقصى جهودهم لمواجهة
الأزمة الإنسانية. ولكن الوضع المأسوي
يدفع بالبعض للعودة الى المنازل بدلاً
من قضاء الشتاء في خيمة باردة ليس فيها
تدفئة، ولا تجهيزات وقاية، ولا تغذية
صحية. إضافة الى هذا، فإن
اللجنة الدولية للصليب الأحمر اعترفت
بالعجز عن تلبية الاحتياجات المتزايدة
للمدنيين المحاصرين في الحرب الأهلية
المتفاقمة في سورية. وكان رئيس اللجنة
بيتر مورير قد أخذ وعداً من الرئيس
بشار الأسد بالسماح لموظفيه بدخول 25
سجناً في مختلف المناطق السورية. ولم
يطبق هذا الوعد إلا على سجون دمشق
وحلب، في حين صرف النظر عن زيارات
السجون الأخرى. وكان الموظفون يحتمون
وراء القيود البيروقراطية والأمنية من
أجل التهرب من المسؤولية. في اجتماع القاهرة،
أعرب الحاضرون عن قلقهم البالغ إزاء
تدهور الأوضاع الإنسانية في سورية،
وخصوصاً نزوح ما يزيد عن مليونين ونصف
مليون مواطن الى دول الجوار، وربما
قصدوا بـ «دول الجوار» كل الدول التي
ساهمت في ايواء لاجئين مثل العراق
وكردستان. وأكد الوزراء الحاضرون
ضرورة مواصلة الجهود في إطار بيان جنيف
الختامي، بغية الاتفاق على قرار من
مجلس الأمن الدولي يطالب بالوقف
الفوري لإطلاق النار بشكل ملزم لجميع
الأطراف. وفجأة، دخلت وزيرة
الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون
على خط النقاش لتقول ان التسوية لا
تشمل الرئيس بشار الأسد ونظامه، الأمر
الذي يعفيه من شروط حل الأزمة. وقد
أيدها في هذا التفسير نظيرها الفرنسي
لوران فابيوس. وكان من المنطقي أن
يتدخل وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف
ليؤكد أن التسوية تتم عادة بين فريقين
متخاصمين. ويبدو أن اعتراف الغرب
بشرعية المعارضة السورية لا يأخذ في
الحسبان الشرعية التي توليها مع الصين
للنظام القائم! وبسبب الخلاف على
مضمون النص ومستلزماته، انسحبت موسكو
وبكين من اجتماعات التسوية بانتظار
حدوث تغيير يفرض تجدد الحوار. ويبدو أن
التغيير حصل في الدوحة بولادة «الائتلاف
الوطني»، الذي اعترفت به فرنسا ممثلاً
شرعياً وحيداً للشعب السوري. ومن
المتوقع أن يفتح هذا الاعتراف الباب
أمام دول الاتحاد الأوروبي. وعليه
تركزت محادثات الوزير لافروف في
الرياض هذا الأسبوع على أبعاد التغيير
ومدى تجاوب موسكو مع طروحاته
السياسية، خصوصاً أن الوضع الجديد يضع
روسيا والصين وإيران في كفة... مقابل
غالبية دول العالم. عقب التغيير السياسي
الذي حصل في بولندا لمصلحة ستالين، قام
تشرتشل بإنشاء معارضة خارجية تدعمها
دول الحلفاء. وساعد على تشكيل حكومة من
كبار الأدباء والصحافيين البولنديين
في المنفى، كان أفرادها يجتمعون كل
أسبوع في شقة داخل فندق «كلاريدجز» في
لندن. والمضحك أن الاجتماعات الدورية
لحكومة المنفى البولندية كانت تخرج
دائماً ببيان يستنكر كل القرارات
الصادرة عن الحكومة الفاعلة في وارسو. والمؤسف أن التاريخ
قد يعيد نفسه، وإنما في مكان آخر...
وبواسطة أشخاص آخرين! ================= جمال خاشقجي * السبت ١٧
نوفمبر ٢٠١٢ الحياة الوضع في سورية سيء،
ولكن من الممكن أن يكون أسوأ، فالشتاء
قادم ومعه المزيد من القتل والمعاناة.
حروب أهلية صغيرة داخل الحرب الأهلية
الكبرى، كانتونات ومناطق نفوذ، موانئ
غير شرعية، جباية ضرائب خارج سلطة
الدولة المنهارة والائتلاف الوطني
البديل، صراع للسيطرة على هذه
الموارد، مذابح ومزيد من المذابح
الطائفية وما يتبع ذلك من تهجير، ثم
يطفح كل هذا على الجيران وبخاصة في
لبنان الضعيف، ربما الأردن أيضاً. يجب الاستعداد جيداً
لذلك «اليوم الأسود»، ولكن من الأفضل
أن نسعى لمنع حصوله، فذلك أفضل من
الانتظار حتى يقتنع الروس أن النظام
الذي يدافعون عنه قد انهار حكماً،
وعليهم تغيير موقفهم لإنهاء معاناة
الشعب، وحتى يبدأ الأميركيون بتنفيذ «المرحلة
التالية» من خطتهم التي لا نعرف عنها
الكثير. ليت جيران سورية يدركون أن
عليهم فعل شيء، ولو خارج المنظومة
الدولية لأنهم أول المتضررين. يعلم كل أصدقاء سورية
أن النظام لم يعد نظاماً، وإنما أصبح
مجرد ميليشيا ولكن لديها سلاح طيران،
النظام مهترئ، يقف على الحافة، سيسقط
بسرعة، بتدخل إقليمي حازم (طالما أنه
من المتعذر اتخاذ موقف دولي)، ولكنهم
لا يزالون يدورون في حلقات مفرغة! هل
يعقل أن يكون السبب الحقيقي هو خلق
دولة فاشلة أخرى – بعد العراق - في
المنطقة كخدمة استراتيجية لإسرائيل؟ إذا كان هذا الاحتمال
ممكناً في الحالة الأميركية، فإنه غير
متوقع من الدول الإقليمية الثلاث (السعودية
ومصر وتركيا) صاحبة المصلحة في وجود
سورية قوية ومستقرة، تخرج من أزمتها
متماسكة وإن كانت مثخنة بالجراح،
لتكمل الشراكة الإيجابية المتوقعة
بينهم، إذن من الحكمة أن يتحركوا بسرعة. أما إذا استمرت
الأزمة السورية تُرحل من اجتماع
أصدقاء سورية في باريس إلى أصدقائها في
تونس إلى الانتخابات الأميركية إلى
الاجتماع الخليجي الروسي في الرياض (الأربعاء
الماضي)، فإن حالة التعفن في الداخل
السوري لن تنتظر مجريات هذا
الاجتماعات، وإنما ستزداد وتيرتها
وبسرعة أكبر، فخطر تقسيم جارتنا سورية
بات حقيقياً، وكذلك حرب بين «الجيش
الحر» والأكراد، وما سيتبع هذا وذاك من
تدخلات أجنبية، وطفح الصراعات إلى دول
الجوار. بدأت خرائط تتداول
بين المهتمين بالشأن السوري تشرح
احتمالات التقسيم القادم والذي يعد «الخطة
ب» للنظام وحلفائه، فإيران لا تريد أن
تستسلم لكابوس انهيار هلالها الشيعي
الذي أوصلها لأول مرة منذ 3000 عام إلى
البحر المتوسط، وضمان مستقبل
استثمارها الأهم هناك («حزب الله») -
الذي سيختنق لو انهار النظام وترك
الدولة السورية متماسكة موحدة بيد
الغالبية السنية، فيعود طائفة وسط
محيط سني، إنها مستعدة أن تعاند
التاريخ والجغرافيا من أجل أوهام،
خطتها والنظام في تأمين منطقة تمتد من
غرب دمشق حتى الحدود اللبنانية بضمان
المنطقة والقرى على طريق الشام الشهير
الواصل إلى بيروت، ومن هناك إلى جبال
العلويين، وما يتبع ذلك من ضرورة إجراء
عمليات «تطهير عرقي» في الساحل السوري
حيث غالبية سنية معادية بالتأكيد لهذه
الدولة العلوية، ما يفسر استعداد بلد
بعيد وهو اليونان لتجهيز معسكرات
لاستقبال نحو 20 ألف لاجئ سوري في جزيرة
رودس، ولكن ثمة دور عسكري لـ «حزب الله»
في هذه الخطة، فالغالبية السنية في
وادي خالد في طرابلس وشمالها تحول بينه
وبين «جماعته» في جبال العلويين
ودولتهم الحديثة الولادة، عليه أن
يحارب في شمال لبنان لضمان طريق أو
منطقة آمنة إليها. تخيلوا ذلك الكم
الهائل من الأخبار السيئة التي
ستتوالى علينا لو شرع النظام المنهار
وحلفاؤه في تنفيذ مخطط غبي كهذا! بينما
ننتظر اجتماعاً دولياً آخر حول سورية
في مكان ما حول العالم الحر. لا يقولن أحد «مستحيل»!
فكل ما يحصل الآن كان مستحيلاً قبل
أعوام قليلة. لن يقتصر الأمر على
لبنان إقليمياً. العراق الشيعي مستعد
للمشاركة، فنحن جميعاً ننزلق طائفياً،
فمثلما هناك معلومات عن متطوعين عرب في
صفوف الثورة السورية، شكل الشيعة
العرب «كتيبة أبو الفضل العباس»
لتقاتل مع النظام، يقول قائدها «أبو
هاجر» العراقي إنها تضم 500 عنصر من
العراقيين والسوريين والعرب الشيعة
بالطبع. إنهم لا يرون هناك شعباً يريد
الحرية، ولا ديكتاتوراً يقتل شعبه،
وإنما نظام يكمل حلمهم في تحقيق زمن
الشيعة الذي ينهي ما يعتبرونه مظلمة
وقعت عليهم منذ 1400 عام جارٍ تصحيحها،
ويرعبهم أن ينهار هذا الحلم. بالطبع هم
شيعة أصوليون، مخيف أن نرى في سورية
سعودياً مع «جبهة النصرة» يقاتل
سعودياً آخر ولكن شيعياً مع «كتيبة أبو
الفضل العباس»! بعيداً إلى الشمال
والشرق، بل حتى في الدوحة، بدأت
الإشكالات بين الثوار والأكراد،
فالنظام ترك للأكراد وأحزابهم إدارة
مناطقهم، وسحب قواته منها. «الجيش الحر»
لم يرَ ذلك انضماماً للثورة، فصور بشار
وأبيه وشعارات الحزب لا تزال موجودة في
تلك المناطق، ولم يرَ في موقف الأكراد
غير استغلال للموقف، يعززون قواهم
ويحمون مناطقهم ويراقبون من يخرج
منتصراً، فعمد بعض من عناصره إلى «تحرير»
حي الأكراد في حلب وقرى شمال شرقي
البلاد، وهو ما أدى إلى مواجهات معهم،
فهم يرون أن مناطقهم «محررة ولا تحتاج
إلى أن تحرر مرة أخرى»، وأنهم مع
الثورة وإن لم يشاركوا في القتال، ولكن
لا يجوز للثوار العرب السنة أن يدخلوا
مناطق الأكراد مثلما لا يجوز للأكراد
أن يحرروا حمص مثلاً. من الواضح أن
الأكراد أو بعضهم لا يزالون يرون
أنفسهم أكراداً بهوية عابرة لـ «الإقليم
السوري»، لا مواطنين في دولة سورية
تولد من جديد، وقد ظهر ذلك الأسبوع
الماضي في الدوحة عندما تأخروا عن
ترشيح نائب لهم في الائتلاف الوطني
الذي تريده المعارضة السورية –
والولايات المتحدة – أن يكون الممثل
الوحيد للثورة السورية، ولم يحلّ هذا
الإشكال بعد. وبينما يحاول
الطرفان ضبط النفس، تستمر الاشتباكات
حتى وصلت غرب سورية على الساحل في ذلك
الشريط الضيق بين هاتاي التركية وجبال
العلويين، حيث يخشى «الجيش الحر»
وربما تركيا أن يكون من أسبابها سعي
الحزب الديموقراطي الكردي القريب من
حزب العمال الذي تحاربه تركيا، إلى
البحث عن موطئ قدم له على البحر. ما المخرج من كل هذه
المخاطر؟ تدخل سريع لإسقاط نظام ضعيف
تحول إلى ميليشيا، ويقف على الحافة،
ويعيش بفضل تردد الآخرين. ================= حسين العودات التاريخ: 17
نوفمبر 2012 البيان طوال العام ونصف
العام الماضيين، والشعب السوري يتلقى
الوهم من أطراف عديدة، منها المحلي ،
ومنها العربي والدولي، والكل يبيعه
الوهم، ويعده بالمن والسلوى وبالخلاص
من نظامه القمعي المستبد، ويؤكد أن
المساعدات (النوعية) السياسية
والعسكرية والإنسانية على الطريق، وهي
قاب قوسين أو أدنى من الوصول. ومازال
الشعب السوري (في سرر التخدير ينام..
والعام يمر وراء العام وراء العام ) دون
أن تصل المساعدات، أو تتحقق الوعود، أو
يقترب من آخر النفق حيث الضوء والفضاء
الرحب. بدأت موجة الوهم
الأولى بوعود رئيس وزراء تركيا رجب طيب
أردوغان، الذي أعلن بالفم الملآن أن
مدينة حماة خط أحمر، وكانت قوات السلطة
السورية في ذلك الوقت بدأت توسيع
استخدام السلاح وضرب المتظاهرين بلا
رحمة وتهديم البيوت والمنشآت (واحتلال
المدن)، وأطلق أردوغان تصريحه في لحظة
تحرك الشعب في حماه ودخوله الحراك
السوري دخولاً واسعاً، بعد ما تردد في
الأشهر الأولى، وخشي الجميع في ذلك
الوقت، أن يحل بحماه ما حل بها عام 1982،
وقد اجتاح الجيش حماه ودمر ما دمر وقتل
من قتل واستباح المدينة وأهلها، فلا
حرك أردوغان ساكناً ولا قدم مساعدات،
وذهبت وعوده أدراج الرياح، وكانت
بالفعل دفعة الوهم الأولى التي تجرعها
الشعب السوري، ودفع ثمنها غالياً في
وقت لاحق. ساهم المجلس الوطني
السوري بدوره في تجارة الوهم هذه،
ودخلها من أوسع أبوابها إلى درجة
اللامعقول، فقد حرض الشعب السوري على
تبني أقصى درجات التطرف، وأفهمه أن
لديه وعوداً جدية بالتدخل الأجنبي
السياسي والعسكري، وأن النظام، نتيجة
ذلك، على وشك السقوط خلال أسابيع، وأخذ
ناشطو المجلس يتبارون في المزايدة
والتصريحات غير المسؤولة التي كانت
تنم عن جهل سياسي فاضح وعدم خبرة أو
شعور بالمسؤولية، واستناداً إلى هذه
الوعود لاقى المجلس تأييداً ساحقاً من
الشعب السوري، ويبدو أن التأييد هو ما
كان يهدف إليه وليس خلاص سورية وشعبها. ساهم الغرب الأوروبي
والأميركي بدوره في بيع الوهم للشعب
السوري، فوعده بشكل غير مباشر من خلال
وسائل الإعلام والإشاعات وتصريحات بعض
المسؤولين الثانويين بأنه سوف يؤسس
مناطق آمنة في سورية، يلجأ إليها
المتضررون والنازحون والثائرون
والمعارضون، وتحمي سكانها من قصف
الطيران والمدفعية السورية، وتكون على
شكل مناطق محررة بحماية غربية،
واستأنف الغرب بيع الوهم، فوعد
بالطريقة نفسها، أن يحظر الطيران فوق
سورية، وبالتالي يهيئ المناخ للمعارضة
المسلحة كي تنتصر على جيش السلطة، بعد
أن بدأ سيل الانشقاق عنه يتعاظم
ويزداد، ولم يحقق الغرب أياً من وعوده
هذه، وإنما على العكس من ذلك ، كانت هذه
الوعود محرضاً للجيش كي يزيد هجماته
ويزيد تدميره ويتصدى للحراك الشعبي
بعنف وهمجية لا حدود لهما، بل وانتقل
إلى مداهمة البلدات والمدن ونهب
بيوتها وتخريب ما لا يستطيع نهبه أو
إحراقه، كرد فعل على التصريحات
والوعود التي تبين كذبها ومبالغاتها. بعد أن تشرد ملايين
السوريين، ولجأ مئات الألوف منهم إلى
خارج البلاد، انطلق سيل الوعود
العربية والغربية بتقديم المساعدات
الإنسانية لهم، ولكن الوقائع تشير بل
تؤكد أن من لجأوا أو نزحوا عن ديارهم لا
يجدون مأوى أو فراشاً أو ألبسة أو لقمة
خبز، وبالتالي أصبحوا مشردين فعلاً
دون أن يصلهم شيء مما وعدوا به،
وتيقنوا أخيراً أن كل هذه الوعود هي من
ضروب بيع الوهم والأكاذيب والكلام اaلمعسول
الذي لم يفدهم بشيء، ولن يفيدهم بشيء
لا حالياً ولا مستقبلاً. عُقد مؤتمران دوليان
لأصدقاء سورية، أحدهما في تونس والآخر
في اسطنبول، ووعد المؤتمران بفتح
أبواب أنهار السمن والعسل لتتدفق على
الشعب السوري، سواءً فيما يتعلق
بالمساعدات الإنسانية أو بالمساعدات
السياسية والعسكرية، ومازالت قرارات
المؤتمرين في الأدراج طي النسيان،
والطريف أنه سيعقد مؤتمر ثالث في
المغرب بعد أسبوعين من الآن، وسيجدد
هذه الوعود ويزيد عليها، وكأن هذه
المؤتمرات في الواقع هي مؤتمرات
سياحية للمشاركين، ودعاية سياحية
للبلدان التي عقدت فيها. أما الشعب
السوري فمازال ينتظر، بل في الواقع (لم
يعد ينتظر شيئاً) من مثل هذه الوعود
الكاذبة. برر الغرب الأوروبي
والأميركي كما برر الأتراك وغيرهم
أسباب تحول قراراتهم إلى وعود ووعودهم
إلى وهم، أي برروا تقصيرهم، بأن
المعارضة السورية مبعثرة ولم تستطع أن
تتحد، كما أن المسلحة منها تضم جناحاً
متطرفاً وأصولياً، وبناءً على ذلك
تباطأوا بالمساعدات بانتظار توحيد
المعارضة والخلاص من المتطرفين.وقد
توحدت معظم فصائل المعارضة السورية
تقريباً في ائتلاف سمته (الائتلاف
الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية)
على أمل أن تسد ذرائع الغرب وتمهد
الطريق للمساعدات الإنسانية
والسياسية والعسكرية، وقبيل عقد مؤتمر
الدوحة في الأسبوع الماضي والوصول إلى
هذا الائتلاف، تلقت المعارضة السورية
وعوداً قاطعة من الولايات المتحدة
والغرب الأوروبي بأنها ستفي بكل
التزاماتها إذا تحققت وحدة المعارضة،
وأنها ستعترف بهذا الائتلاف كممثل
وحيد للشعب السوري، وتسلمه السفارات
السورية في الخارج، وربما الأموال
السورية، وتتفاوض معه على أن لديه
صلاحيات الحكومة، وصولاً إلى إسقاط
النظام السوري وإقامة نظام ديمقراطي
تعددي تداولي. وقد نفذت المعارضة
السورية جميع هذه الطلبات، لكن الغرب
لم ينفذ شيئاً جدياً، وعلى الغالب لن
ينفذه وسيبيع الوهم من جديد للشعب
السوري. المشكلة أن بيع الوهم
هذا نقل الأزمة السورية إلى خارج
الحدود، وأصبحت المناقشات حولها
ومقترحات حلها تجري في الخارج بمعزل عن
الشعب السوري وآرائه ومشاركته، وكل من
هذه الجهات يعلم أنه إذا لم يكن الحل في
سورية فلن يكون حل أبداً (فالشمس شيء
خارج الحدود والشمس شيء آخر في داخل
الحدود). ================= الرياض
السعودية التاريخ: 17
نوفمبر 2012 ماذا
يحتاج ائتلاف المعارضة السوري من
المجتمع الدولي، وخاصة الدول المؤثرة
في الأحداث العالمية، هل يكفي
الاعتراف به ممثلاً للشعب السوري،
وماهي الفائدة السياسية، إذا كان
الدعم المادي والعسكري والسياسي تدور
عليه الخلافات الحادة بين الدول؟ منظور أمريكا أنها لا
تريد الاعتراف لأسباب تراها تخدم
مصالحها، فهي ليست مع النظام ولا ضده
طالما خشيت أن القادم ربما نظام إسلامي
يعاديها ويعادي إسرائيل، وحتى وجود
حكومة منفى تبقى الرؤية حولها ضبابية
بزعم أن النظام ما زال قوياً ولديه
فئات تدين بالولاء له.. نظرة أوروبا ربما
تختلف، فقد تعترف بالائتلاف، وقد
تساعد المعارضة والجيش الحر بالسلاح
للتسريع باسقاط النظام، لأن العلاقة
التقليدية مع الحكومات السورية قديماً
وحديثاً أكثر رسوخاً من العلاقة مع
أمريكا وخاصة فرنسا التي لا تزال تعتقد
أن موقعها في سوريا ولبنان مازال مهماً
ومطلوباً.. روسيا والصين
سيبقيان على موقفهما المؤيد للنظام
والرفض التام لتغييره، لتفضيل الحوار
على المواجهة أو حسم الأمر للمعارضة
لكن أبواب الحوار مغلقة بدليل أن
الأطراف الذين اجتمعوا بمسؤولين روس
من الطرف غير الحكومي السوري، سمعوا
نفس التصريحات والاصرار على المواقف
الرافضين لها، وكذلك الأمر في حكومة
الأسد، فهي مع قبول الحوار شكلاً ورفض
شروطه التي تصر عليها المعارضة،
والخلاف لا يمكن أن يغلق بالأفكار
والآراء، وإلاّ لماذا فشل جميع
الوسطاء في غلق الفجوات بين الفرقاء،
لو لا أن خيار السلطة ثابت بالحسم
العسكري وحده، ولا وجود لبديل آخر، بل
ترى المعارضة عنصر ارهاب تحركها قوى
خارجية تسعى لاسقاطها بالقوة، بينما
الواقع يكذب ذلك بمضاعفات المؤيدين
للجيش الحر، والانشقاقات الكبيرة من
الجيش النظامي واللجوء لهم؟.. عملية أن يأخذ
الائتلاف اعترافاً دولياً يعني ان
شرعية النظام القائم ستنتهي وهذا يدعم
تشكيل حكومة منفى، لكن الرهان يظل
مشككاً ببقاء هذا التآلف، لأن فوارق
كبيرة بالأفكار والمواقف، وحتى
الايدولوجيا قد تخلق أزمة تؤدي إلى
الانقسام من جديد، وخيار الدولة أيضاً
سيخلق عوائق لأن من يحق له تمثيل حزبه
أو قوته سيرفض أو يتنازل لغيره صاحب
الاقلية الاستئثار بإحدى الوزارات
السيادية، وعموماً فالتجربة ليست
بالسوء حتى يسيطر التشاؤم على التفاؤل
لكنها طبيعة الأوضاع العربية التي
يطغى فيها الخلاف على الوئام ووحدة
المصلحة الوطنية على الفئوية أو
الحزبية.. الدول العربية
منقسمة بين مؤيد للمعارضة، ومتعاطف مع
نظام الأسد لكن الأمور لا تحسمها
المواقف الخارجية فقط رغم تأثيرها
الحقيقي لأن من يقوم بالدور، على الأرض
هو من يملك تقرير المصير لمستقبل سوريا
وشعبها.. ================= مها بدر
الدين / «الائتلاف الوطني السوري» علاج
شافٍ أم مسكن للألم؟ الرأي العام 17-11-2012 تسارعت الأحداث خلال
الأسبوع الماضي في الدوحة تناغماً مع
تسارعها الدامي في دمشق، وتسابق
المعارضون السوريون للوصول إلى حسم
سياسي لعله يدفع عجلة الحسم العسكري
لإنهاء الأزمة السورية التي تتعقد
مجرياتها وتتشعب طرق الالتفاف عليها
وحولها يوماً بعد يوم، وتصبح
ارتداداتها الداخلية والخارجية أكثر
عشوائية وأقوى في ردة فعلها من الفعل
نفسه، خصوصا وأن الأطراف تكاثرت
والاتجاهات اختلطت وأصبح من الصعب
التفريق بين الاتجاه الموافق والاتجاه
المعاكس. وبعد مخاض عسير
وطويل، ولدت من خضم هذه الفوضى
المتعمدة مبادرة جديدة على يد المعارض
الشهير رياض سيف تدعو لتوحيد جميع
أطياف وتيارات المعارضة السورية
السياسية منها والعسكرية في الداخل
والخارج تحت سقف ما يسمى «هيئة
المبادرة الوطنية السورية»، هذه
الولادة المفاجئة لمبادرة السيد رياض
سيف، والدعم الإقليمي والدولي الغربي
والأوروبي لها، ورغبة بعض الدول
الراعية الرسمية للمعارضة السورية من
أخذ هذه المبادرة على محمل الجد،
وطرحها مباشرة على طاولة الحوار
للنقاش والمداولة، ورغم ما تعرضت له
هذه المبادرة من انتقادات متفاوتة
القيمة من هنا وهناك، إلا أنها في
النهاية أسفرت عن اتخاذ الخطوة
السياسية الأكثر أهمية منذ اندلاع
الثورة والتي كان يجب اتخاذها منذ أمد
لتجنيب السوريين المزيد من الدماء،
فانبثق «الائتلاف الوطني لقوى
المعارضة والثورة». الائتلاف الجديد
تميز بأصالة جميع أعضائه السياسية
والفكرية، وجذورهم الممتدة في العمل
السياسي المناهض للنظام السوري
الفاشي، وبتمثيلهم لجميع أطياف
المعارضة السورية بانتماءاتها
السياسية والفكرية والدينية
والجغرافية المختلفة وهو ما يعكس بشكل
رائع التكوين التاريخي للمجتمع السوري
منذ الأزل، فقد ضم الائتلاف أسماء
معتقة في عالم المعارضة السورية تتجه
غالبيتها وعلى اختلاف مشاربها إلى
الاعتدال في طرح الأفكار والموضوعية
في تناول الحوار والمرونة في إبداء
الرأي وتقبل الرأي الآخر، كما أنها من
الأسماء التي كان لها دور فاعل وأساسي
في الدعوة للحراك الثوري في الداخل
السوري وتنظيمه والمشاركة الفعلية في
فعالياته، فعانت في هذا ما يعانيه
الثائرون في الداخل من الملاحقة
الأمنية، والاعتقال التعسفي،
والتعذيب الممنهج، والترهيب
الاجتماعي وهو ما أضفى عليها روح
المصداقية ومنحها الأحقية في تمثيلها
لمطالب الشعب السوري. اليوم أصبح للسوريين
ائتلاف جديد أوسع وأشمل يمثلهم أمام
المجتمع الدولي الذي كثيرا ماعلق
تردده في دعم الشعب السوري على اختلاف
المعارضة وتشتتها، ورغم أن دول
المجتمع الدولي بدأت بالتعامل مع هذا
الائتلاف باعتباره الممثل الشرعي
للشعب السوري، إلا أن هذا التمثيل يلقي
على عاتق أعضائه مسؤولية تاريخية
مزدوجة في أصول التعامل مع الملف
السوري المثخن بالمآسي، فعليه دولياً
أن يسارع إلى انتزاع الشرعية الدولية
من جميع الدول المؤثرة على قرار إنهاء
الأزمة السورية لصالح الشعب السوري،
وإلى كسب التأييد الدولي والأممي
المطلق لقضية شعبنا المنكل به، وهذا لن
يتأتى إلا بعد توحيد الجبهات العسكرية
في الداخل وإعلان قيادة عسكرية موحدة
تنضوي تحت لوائها جميع الكتائب
والألوية المسلحة والتي يقع على
عاتقها تحرير الأرض والمواطن في
الداخل، وبهذا يكون قد اكتمل الشكل
الأمثل للائتلاف ليمثل الشعب السوري
عن جدارة. أما محلياً،فإن هذا
الائتلاف مسؤول أمام الله وأمام الشعب
على العمل بشكل جاد ومجد على إنهاء
الاحتلال الأسدي للأرض السورية
واستعباد آل الأسد للسوريين ومقدراتهم
الإنسانية، وإيقاف آلة الحرب التي
يشنها النظام السوري لإحراق البلد
مقابل الانتفاضة على الأسد، كما أنه
مسؤول عن تحقيق رغبة الشعب السوري في
بناء دولته الحديثة الديموقراطية التي
اندلعت الثورة لإحقاقها وبذلت في
سبيلها الدماء الغالية، والمطلوب من
أعضاء هذا الائتلاف العملاق أن يكونوا
عمالقة في أدائهم للمهام التاريخية
التي أوكلت إليهم والتي لن يتهاون
الشعب السوري في الوقوف على أي تقصير
في تنفيذها، خصوصا وأن كلفة كل يوم من
الأزمة السورية يدفع ثمنها مئات من
الشهداء والجرحى وآلاف من اللاجئين
والمشردين وملايين من المهمومين
والمقهورين على الوطن النازف. وفي المقابل المطلوب
من الشعب السوري بأطيافه ومستوياته
الاجتماعية والثقافية والسياسية كافة
أن يلتف حول هذا الائتلاف ودعمه وتشجيع
أعضائه على العمل الجاد والسريع،
وإعطائهم حقهم في فسحة من الوقت
لمباشرة أعمالهم دون أي تشويش
وانتقادات لا معنى لها في الوقت الحالي
سوى تقويض هذا الكيان السياسي الضروري
للمرحلة الانتقالية الحساسة التي تلوح
خيوطها في الأفق السوري، مع إبقاء
العين مفتوحة والأذن مرهفة على ما يجري
في كواليس هذا الائتلاف تحسباً لأي
انزلاق سياسي قد يدفع باتجاهه، خصوصا
وأن أطرافاً كثيرة خارجية وداخلية لا
يرضيها هذا التوحد في المعارضة الذي
يضع المجتمع الدولي برمته أمام
مسؤولياته التاريخية تجاه الشعب
السوري. ان الآمال كبيرة في
الائتلاف الوطني السوري، والعيون
السورية الحزينة تتطلع إليه بأمل كبير
في مسح غبار التعب عن رموش دمشق التي
تبحث عن علاج فعال وشافٍ للأمراض
السياسية التي فتكت بها والتي لم يعد
يجدي معها أي نوع من مسكنات الآلام
المزمنة، وكما أن آخر الدواء الكي، فإن
آخر آمال السوريين في إنهاء محنتهم
قريباً هو هذا الائتلاف الذي لن
يتوانوا عن استئصاله بأيديهم إن لم
يثبت فعاليته القصوى في معالجة الأزمة
الدامية. ================= رغم حرب غزة علي حماده 2012-11-17 النهار بداية مع غزة: الحرب
مستمرة عليها، فبعد القصف الجوي ستأتي
التوغلات البرية ومعها تصعيد كبير قد
يفضي الى أحد أمرين: الاول وقف للنار
برعاية وضمانة مصرية (حماس) واميركية (اسرائيل).
الثاني في حال عدم توقف الهجوم
الاسرائيلي تصعيد سياسي مصري كبير ضد
اسرائيل لان مصر الثورة لا يمكنها تحمل
مجزرة كبيرة في غزة على النحو الذي
كانت مصر مبارك تتحمله وتتقبله وان على
مضض. وفي خضم التصعيد الميداني الذي
يطغى على المساعي الديبلوماسية وصل
الطرفان الى مأزق. الاسرائيلي غارق في
حسابات انتخابية بالدم الفلسطيني
ولكنه غير قادر على الحسم، ولا على
الاجتياح البري لتدمير سلطة "حماس"،
لكن اليمين الاسرائيلي يربح من القتال
المدروس، ومن سقوط صواريخ فلسطينية
على تل ابيب والقدس الغربية. في
المقابل يقع مأزق "حماس" في انها
بعد الثورات العربية وخروجها من
الدائرة الايرانية والسورية تكاد تصير
جزءاً من النظام العربي الرسمي بجديده
وبقديمه، وهي متضررة من استمرار بعض
التنظيمات المرتبطة بالايرانيين في
تنفيذ اجندة غير فلسطينية من خلال
إحباط كل الجهود لعقد هدنة طويلة الأمد
مع الاسرائيليين. والحال ان هذه
التنظيمات كالجهاد الاسلامي تشكل
ذراعا ايرانية في قلب غزة. بالمختصر
المفيد، يحتاج طرفا المعادلة في غزة
الاسرائيلي و"حماس" الى من
ينزلهما عن "شجرة" التصعيد. ولعل
الاسرائيلي اظهر "قلة حيلة" في
عدوانه على غزة بعدما كانت تجري
مفاوضات من أجل التوصل إلى هدنة، لئلا
نقول غباء مفرطا بتناغمه الموضوعي مع
الاجندة الايرانية. في مستوى آخر، كان
يمكن أن يتلمس المراقبون استفادة
للنظام في سوريا مما يحصل في غزة. لكن
حسابات بشار الاسد غير واقعية في هذه
المرحلة، خصوصا ان المجتمع الدولي
ومعه النظام العربي الرسمي الداعمين
للثورة في سوريا، وبعد انتهاء
الانتخابات الاميركية يتجهان نحو
تطبيق استراتيجية اكثر هجومية في
سوريا دعما للثوار. وقد خطا هؤلاء
خطوات جبارة وحققوا انجازات كبيرة على
ارض المعركة في كل سوريا، حتى بات افق
الحسم بقوى الثورة الذاتية يلوح في
الافق. ومن الآن فصاعدا سيكون على
النظام وداعميه الايرانيين والروس ان
ينتظروا تطورات كبيرة، ولا سيما بعد
انجاز خطوتين اساسيتين: اولا، الترتيب
السياسي عبر تشكيل "الائتلاف الوطني
لقوى الثورة والمعارضة السورية".
ثانيا، حصول تطور نوعي في تسليح الثوار
بدأ يؤتي ثماره بإسقاط متواصل
لمقاتلات النظام الجوية، واشتداد
الخناق حول النظام في دمشق. في مطلق الاحوال،
أياً تكن التطورات في غزة فلن تمكّن
"حماس" الجديدة الايرانيين ولا
النظام في سوريا من استغلال الحرب مهما
بلغت قسوتها، فلقد انتهى النظام وما من
قوة تحييه. ================= سميح صعب 2012-11-17 النهار هل اختار بنيامين
نتنياهو تغيير قواعد اللعبة في الشرق الاوسط
انطلاقاً من غزة؟ وهل الحرب على القطاع تعويض
لعجزه عن الذهاب الى الحرب مع
ايران بعد فوز الرئيس
الاميركي باراك اوباما بولاية رئاسية ثانية وعدم اخفائه
اهتمامه بمحاولة اخرى لفتح حوار مع
طهران؟ لعله من نافل القول
انه على أبواب الانتخابات الاسرائيلية
يلجأ نتنياهو الى خيار الحرب على غزة
من اجل تحسين شعبيته التي فقدها بتراجع
حظوظ اليمين في اسرائيل نتيجة بقاء
اوباما في البيت الابيض أربع سنوات
أخرى؟ لكن اختيار نتنياهو
هذا التوقيت ليفتح حرباً في غزة، لم
يمله عليه الشأن الداخلي وحده هو، بل
ان ثمة ما يرمي رئيس الوزراء
الاسرائيلي الى تحقيقه اقليمياً ايضاً.
فهو يريد ان يقول للنظام الجديد في مصر
ان اسرائيل لا تزال اللاعب الاقوى في
المنطقة وان على الرئيس المنبثق من "الاخوان
المسلمين" ان يراعي هذه المعادلة في
توجهاته المستقبلية.
وليس سراً ان نتنياهو
يضيق ذرعاً بكل ما يقال عن احتمالات
استعادة مصر دورها الاقليمي بعد اطاحة
حسني مبارك، بينما ترى اسرائيل ان دور
مصر الاقليمي يقوم على حراسة معاهدة
كمب ديفيد، وخارج هذا الاطار يصير كل
دور تحاول مصر الاضطلاع به سواء أكانت
هويتها ليبرالية أم اسلامية، مُسوساً
بالمعاهدة التي يجب ان تبقى من وجهتي
النظر الاسرائيلية والاميركية فوق كل
اعتبار. وأبعد من مصر قليلاً
في النطاق الاقليمي، تنظر اسرائيل
بعين الشك والريبة الى كل التطورات
المحيطة بها. وعلى رغم كل التطمينات
الاميركية، يقلقها نشوء محور من الدول
الاسلامية يمتد من مصر الى تركيا الى
سوريا (في حال سقوط نظام الرئيس بشار
الاسد) الى الاردن التي لن تستطيع ان
تقاوم المد الاخواني اذا سيطرت
الجماعة على النظام في سوريا كما
تستولي على مكونات المعارضة الان.
لكن
الحرب على غزة تعجل في اقحام اسرائيل
في مواجهة مع النظام الاقليمي
الناشىء، خصوصا ان
"حماس" كانت أعلنت انحيازها الى
جانب هذا النظام الجديد وتخليها عن
المحور السوري - الايراني.
فإلامَ
يرمي نتنياهو من وراء التصعيد في غزة
ودفع الامور الى حرب مفتوحة؟ هل استشعر
ضعفاً من "حماس" بقرارها الانتقال
من محور الى محور فاراد الاجهاز على
الحركة في هذا التوقيت الذي يخدم حملته
الانتخابية اذا ما نجح؟ على أن من غير
المضمون معرفة كيف ستنتهي المواجهة
الحالية في ظل الاوضاع المتغيرة
والمتقلبة في منطقة ملتهبة أصلاً. ================= المعارضة
السورية وانتقادات الخارج! اكرم البني الشرق الاوسط 17-11-2012 شجعت هيلاري كلينتون
في دعوتها لتجاوز زعامة المجلس الوطني
وتوسيع تمثيل المعارضة السورية بعض
أطرافها على إحياء مبادراتهم
واجتهاداتهم لتطوير العمل المعارض
ومعالجة وجوه العجز والتقصير التي
رافقته لأكثر من عام ونصف العام من عمر
الثورة، وكان الوليد الائتلاف الوطني
السوري. ليس أمرا جديدا أو
مستغربا أن تحفز انتقادات الخارج
حراكا في الوسط المعارض، وهو المعروف
بحساسيته وسرعة استجابته لما يسمى
النصائح العربية والغربية الداعمة
للثورة، وكلنا يذكر كيف تسابق
المعارضون لعقد المؤتمرات بين أنطاليا
وإسطنبول وإعلان مجالس وطنية تلبية
لإشارات صدرت عن هذا الطرف الخارجي أو
ذاك، كشرط لتقديم الدعم الضروري
للثورة وتشبها بالدور الذي لعبه
المجلس الوطني الانتقالي الليبي. وفي السياق ذاته، لا
ننسى حماس المعارضين لتوحيد صفوفهم
بعد الدعوات التي أطلقها مؤتمرا تونس
وإسطنبول، وتلبيتهم نداء رئاسة
الجامعة العربية لعقد اجتماع موسع في
القاهرة أثمر وثيقتي «العهد الوطني» و«رؤية
مشتركة لتحديات المرحلة الانتقالية»
للظهور بحلة جديدة وللتكلم بصوت واحد
أمام مؤتمر باريس لأصدقاء الشعب
السوري، كما لا ننسى سرعة التقاط بعض
المعارضين لتصريح وزير الخارجية
الفرنسي عن استعداد بلاده للاعتراف
بحكومة انتقالية تشكلها المعارضة،
للبدء بنشاط مكثف من أجل تشكيل هذه
الحكومة وطرح مبادرات متعجلة لأسماء
وشخصيات يعتقد من يرشحها أنها محط قبول
من الجميع! كل ما سبق هو إشارات
واضحة تدل على حجم الاهتمام الذي تعيره
أهم أطراف المعارضة السورية
للانتقادات والاقتراحات الخارجية،
ولا يغير من هذه الحقيقة تصدي المجلس
الوطني السوري لدعوة كلينتون عندما
انتقدت دوره القيادي، ومجاهرته
باستقلاليته، وبأن سياسته ومواقفه
وخططه التنظيمية لا تخضع لإملاءات أحد. ولكن، وبعيدا عن لغة
الاتهام، فإن ما يجري هو أمر مفسر،
ويعود إلى أسباب كثيرة: أولا، ارتباك
المعارضة السورية وهشاشة حضورها وضعف
ثقتها بنفسها أمام دور مفاجئ لملء فراغ
سياسي لم يكن في حساباتها، ولنقل: ألقي
على عاتقها في غفلة من الزمان، ربطا
بجذور تشكلها وخصوصية تطورها بعد
سنوات طويلة من الاستبداد ومعاناة
مريرة من القمع والإقصاء، تركت آثارا
سلبية عميقة على صحة أحوالها وحاصرت
دورها وحدّت من فاعليتها، ناهيكم عن
حضور الحسابات الأنانية وروح التنافس
المرضي بين بعض أطرافها، مما يفسر
تكاثر الأخطاء وأجواء التنابذ وتبادل
الاتهامات، زاد الطين بلة انسداد أفق
الحلول السلمية، وانعدام أي فرصة لوضع
الحالة السورية على سكة المعالجة
السياسية، مما أفقد المعارضة الدور
المنوط بها، الذي كان يفترض تعويضه
بتقديم إجابات شافية عن أسئلة ملحة
تشغل بال الكثيرين حول سياق عملية
التغيير وشروطها وما يكتنفها من
منزلقات ضمن خصوصية المجتمع السوري
بتعدديته وحساسية ارتباطاته
الإقليمية والعالمية. ثانيا، ضعف تأثيرها
في الحراك الشعبي بسبب قوة عفويته
وتباين النشأة والتكوين والتجربة
بينهما وانجرار الكتلة الأهم منه نحو
منطق الغلبة والسلاح، لتبدو المعارضة
السورية مع وجود جسمها الرئيسي في
الخارج، كأنها تركض لاهثة لتلحق بنبض
الشارع، وفي أحسن الأحوال، كرد فعل أو
صدى لصوت الثورة وما يحققه الوجود
العسكري على الأرض. وللأسف، بعد هذا
الزمن الطويل وفداحة ما قدم من دماء
وتضحيات، لم تستطع المعارضة السورية
تدارك هذه النقيصة أو تنجح في استحضار
دور سياسي نشط يتفاعل مع مكونات الحراك
الشعبي وهمومه، خاصة مع المكون
العسكري وتوحيد صفوفه وتصويب مساره،
والأهم عدم نجاحها في كسب ثقة الناس أو
على الأقل إزالة إحساسهم بأن قوى
المعارضة على كثرتها وتنوعها لم تقدم
لهم شيئا إلى الآن وتبدو كمن تدور في
حلقة مفرغة، أمام حاجة ملحة لسد فراغ
سياسي حيوي ومد الثورة بأسباب الدعم،
مما أشاع حالة من الشك حول كفاءتها
ومدى جديتها في قيادة التغيير، وبأن
بعضها يحاول ركوب الموجة، ليبيع
ويشتري، على حساب دماء الحراك الشعبي
وتضحياته. ثالثا، الدور الكبير
الذي يحتله العامل الخارجي والإرادة
الدولية وطابع قراراتها في تقرير
نتائج الكثير من الأزمات الإقليمية
والصراعات الوطنية، عزز حضوره في
الوعي السوري فاعليته في الثورات
العربية الأخرى، والأسوأ طموح شخصيات
معارضة لتبوء موقع أو دور سياسي يقارب
أدوار معارضة المهجر في تونس وليبيا،
وانشغالهم بالتحضير لهذا الدور
والموقع في ضوء رهانهم على سقوط سريع
ودراماتيكي للنظام السوري، زاد الأمر
تعقيدا السلوك المستفز لهذا الأخير في
توظيف تحالفاته الخارجية من أجل تعزيز
سيطرته واستجرار مساندتها ودعمها في
مواجهة الاحتجاجات والتنكيل بها. والحال، لم تعد ثمة
قوة من المعارضة السورية ذات وزن لا
تقول بدور خارجي مساعد للثورة، حتى من
كانوا من أشد المدافعين عن التغيير
الداخلي الصرف، ليس فقط بسبب انكشاف
حجم الدعم الخارجي الذي يتلقاه
النظام، أو لاستهتاره المريع
بالمعالجات السياسية أو بأي مبادرة
لتخفيف حدة العنف، بل بسبب شدة معاناة
المهجرين والمشردين والمنكوبين
وازدياد الحاجة للتدخل الدولي ولما
تقدمه هيئات الإغاثة الإنسانية. لا تزال الأوضاع
السورية تتفاعل، ويحتمل دخولها في
أطوار جديدة، يصعب التكهن بأنماطها
وبماهية المخاطر أو الآفاق الكامنة
وراءها، وإذا كانت العوامل الإقليمية
والدولية مرشحة للتطور، خاصة بعد
تشكيل الائتلاف الوطني، فإن المرء لا
يحتاج إلى التأمل كثيرا كي يستنتج أنه
إذا كان من المهم وجود حساسية لالتقاط
جديد مواقف الخارج وانتقاداته، فإن
المهم هو قدرة المعارضة على تفهم صحة
تنوعها وتباين أدوارها، والأهم أولوية
تنمية قدراتها على خلق قنوات للتنسيق
والتكامل مع الداخل، بما يرسخ أقدام
الحراك الثوري ويطمئن الجميع، خاصة
القطاعات المترددة، على مستقبل
البلاد، وربما لن يتأخر الوقت كثيرا
إلا ويقف الجميع أمام صورة جديدة
لمعارضة سورية تسعى بالأقوال والأفعال
كي تنال ثقة الناس، وهمها الرئيسي هو
التنافس الصحي على المزيد من الإيثار
والتضحية لنصرة مجتمع الحرية والكرامة. ================= طارق الحميد الشرق الاوسط 17-11-2012 باتت الحروب في
منطقتنا كحلبة سباق، للأسف، فكل حرب هي
للتغطية على حرب أخرى، أي عملية هروب
للأمام، وما يحدث في غزة هو الهروب
للأمام بعينه على أمل حماية الأسد، أو
جعل تكلفة سقوطه أكبر على الجميع،
وأبرز مهندسي هذا الهروب هو إيران، منذ
طائرة «أيوب» من غير طيار، وكذلك كل
المحاولات في سيناء. وعندما لم تتحرك
سريعا جبهة الجولان كما أراد الأسد
وإيران، تم اللجوء إلى جبهة غزة لأنها
أسرع اشتعالا، كما أنها أسهل بالنسبة
لإسرائيل. غزة بالنسبة
لإسرائيل بمثابة كيس ملاكمة للتدريب
وفرد العضلات، كما أن النجاح في غزة
يضرب «ملفات» بعدوان واحد. ففي غزة
تستطيع تل أبيب تكسير حماس، وإحراج مصر
مرسي، الذي يعتبر الخاسر الأكبر في هذه
المعركة، مهما فعل. فإذا نجح مرسي
سياسيا فسيخسر شعبيا، والعكس صحيح،
إلا إذا جاء الرئيس المصري بمعجزة
سياسية تنم عن دهاء، ولكن اختياراته
محدودة جدا. كما أن ضرب غزة بالنسبة
لإسرائيل فيه رسالة قوية للأسد،
وقصقصة لأجنحة إيران، خصوصا في حال
كانت هناك ضربة إسرائيلية لإيران،
وفوق كل ذلك فإن ضرب غزة تعزيز لفرص
نتنياهو في الانتخابات القادمة. حسنا، ماذا عن سوريا؟
الآن أفضل حل للخروج من حرب - أو ضرب -
غزة هو العودة لسوريا، وبقوة، فمن حرك
الصواريخ التنك في غزة فعلها وهو مدرك
أن ليس هناك تكافؤ. فكل المراد هو إنقاذ
الأسد الذي باتت أيامه معدودة، بل هو
قاب قوسين أو أدنى من السقوط، كما أنها
حرب من أجل إلهاء الأطراف العربية،
خصوصا أننا نشهد اليوم حفلة مزايدات،
حيث لم يجرؤ العرب على طرح سؤال أساسي:
من حرك جبهة غزة؟ ولماذا الآن؟ سؤال
جوهري، خصوصا أن حسن نصر الله يطالب
العرب بالضغط على أميركا لوقف
العدوان، فلماذا لم يطالب نصر الله
عملاء إيران في غزة بعدم رمي القطاع في
المجهول؟ ولماذا لم يطالب هو وإيران
الأسد بوقف العدوان على السوريين؟
إنها حفلة مزايدات، وما أكثر الراقصين
فيها. المراد قوله الآن هو:
من يدري؟! قد ينقلب السحر على الساحر،
فلا الجماعات الفلسطينية المسلحة في
غزة، ومنهم حماس، يريدون مواصلة
القتال، لعدم قدرتهم على ذلك، ولا
إسرائيل تريد إطالة هذا العدوان لأنها
ترى أن هناك مكاسب قد تحققت، وعلى عدة
أصعدة، كما أن مصر مرسي لا تريد، بل ولا
تتحمل، هذه الأزمة، وبالطبع المجتمع
الدولي لا يريدها أيضا. وعليه، فإن أفضل
وسيلة للهروب من غزة الآن هي سرعة
العودة إلى سوريا، فحريق غزة كان بسبب
شرارة أسدية، ومن هنا فقد ينقلب السحر
على الساحر، خصوصا أن الجميع قد اقتنع
بخطورة نظام الأسد، وضرورة إسقاطه.
وعليه فإن الحل في غزة يكمن بالعودة
إلى سوريا وتسريع طي صفحة نظام طاغية
دمشق الإجرامي. ======================= باسم
فلسطين حزب الله يتدخل بقوة ضد الشعب
السوري..لماذا لا يتدخل إذاً لمساعدة
شعب فلسطين في غزة..؟؟ حسان قطب الجمعة 16 تشرين
الثاني 2012 المصدر: موقع
بيروت اوبزرفر فلسطين والقضية
الفلسطينية عنوان استخدمه كل ديكتاتور
لبسط سلطته على دولته ولممارسة الظلم
على شعبه، تماماً كما يقوم حزب الله
اليوم كما بالأمس بتوزيع السلاح على
جمهوره باسم فلسطين والقضية
الفلسطينية، والخطوة الأكثر وقاحة في
هذا الإطار كانت اجتياح المناطق
اللبنانية والعاصمة بيروت في 7 أيار/مايوم
من عام 2008، باسم حماية المقاومة التي
تستعد لحماية لبنان وتحرير فلسطين،
وتعرضت غزة مع نهاية عام 2008، لعدوان
واسع ولم يحرك حزب الله ساكناً،
وانفضاح أمره دفع نصرالله ليرفع صوته
قائلاً بأن حزب الله دعم حركة حماس
خلال الحرب دون التدخل المباشر....؟؟؟ وحين اندلعت الثورة
السورية المنصورة بإذن الله، وقف حزب
الله إلى جانب النظام الفاشي المذهبي
الطائفي، الذي يقوده بشار الأسد
مستنداً إلى ارتباط هذا النظام بمحور
الممانعة والمقاومة الذي تقوده إيران
لتدمير إسرائيل وتحرير فلسطين ومنع
التوطين...؟؟؟ وسقط وما زال يسقط العديد
من القتلى من حزب الله باسم الدفاع عن
هذا النظام وإجرامه ولحماية استمراره
في قتل أبناء شعبه والاعتداء على احرار
لبنان وأبناء لبنان..ولكن لم نر أو نسمع
او نشهد استعداداً من قبل حزب الله أو
تحضيراً لمقاوميه كما يقول ومجاهديه
كما يدعَي، لكي يتدخل فاتحاً جبهة
الجنوب على مصراعيها امام مجاهدي
المقاومة الفلسطينية لدعم الشعب
الفلسطيني في غزة ولتخفيف الضغط عن
الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل او
في غزة هاشم الصامدة المجاهدة.. بل على
العكس من ذلك فهو يدفع بعض الأبواق
لتهاجم القيادة المصرية مطالباً إياها
بالتدخل العسكري وأخذاً عليها عدم
التحضير لتحرير فلسطين، وهي لم تستلم
السلطة بشكل كامل بعد..ولم يمض عليها في
السلطة أشهر..؟؟ بينما يتجاهل إيران
ومضى على مرشدها وفريقه في السلطة 33
عاماً ولم يبادر إلى اليوم سوى إلى دعم
بعض المجموعات في اليمن والبحرين
والعراق ونيجيريا والباكستان، وشراء
بعض الأصوات في فلسطين، ويهدد كل يوم
بتدمير إسرائيل بالكامل إذا اعتدت
عليه....؟؟؟ السؤال المطروح، هل هذا هو
شرط التحرير وعودة الشعب الفلسطيني
إلى أرضه..؟؟ إذاً المطلوب من الشعب
الفلسطيني حتى يعود إلى أرضه ويحرر
ترابه أن يناشد قادة إسرائيل المبادرة
إلى ضرب إيران لعل هذه الأمنية بالعودة
تتحقق...؟؟؟؟ على العكس من كل هذا
فإننا نرى ونسمع ونشاهد ونتأكد كل يوم
بأن حزب الله يوزع سلاحاً في الداخل
اللبناني من الجنوب إلى الشمال،
ويحاول زرع مجموعات خاصة به في بؤر
امنية، وجزر مسلحة ويغطي الفساد
والمفسدين من كافة الطوائف طالما هم،
مؤيدين لمشروعه وداعمين لسياساته،
ويعملون على تغطية جرائمه تماماً كما
حدث في صيدا، حين تم التحضير للكمين
الفتنة..؟؟ وبعد ان تم تهريب القتلة
بسرية تامة وبرعاية كاملة..تأكيداً
لوجود روح إجرامية ونيات مبيته..؟؟ وهل
هذا يخدم فلسطين وشعب فلسطين..؟؟ وهل
هذا هو تصويب البوصلة الذي يدعوا إليه
حزب الله والجماعات المؤيدة له بقوة
الدولار الأميركي والرعاية السياسية
والحماية الأمنية التي يؤمنها لهم....؟؟ الشعب العربي
واللبناني بشكل خاص ينتظر أن يرى أفعال
لا ان يسمع أقوال ويريد ان يرى نتائج لا
أن يسمع اتهامات.. إذا كانت فلسطين هي
مبرر حمل السلاح وتجاوز القانون وكل ما
يجري من تجاوزات، فهذا هو الوقت
المناسب لنرى الاندفاع نحو تأييد
القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني....وبكل
قوة....؟؟ وينتظر بشكل خاص هذه الأبواق
التي تتحدث عن فلسطين كل يوم وساعة في
الميادين والساحات وعبر كل سفير ومن
خلال توزيع الأخبار، برؤوس معممة
وأخرى قد أعماها نور المال ومنار
الضلال..؟؟ فلتبادر هذه القوى ومن معها
للانطلاق نحو الحدود الجنوبية ونحو
القدس وغزة.. وهذا متاح اليوم بكل سهولة
ويسر، لنرى مدى صدقها هي وراعيها إيران
وحزب الله، ومع نفسها إذا كانت صادقة،
وهي بالتأكيد ليست كذلك، إنها التجارة
نفسها التي اعتمدتها أنظمة الطغاة،
التي تقوم على استغلال القضية
الفلسطينية وليس لخدمتها.....؟؟؟ وعلى
إدانة الجميع حتى تتجنب الإدانة عن
نفسها..؟؟؟ =========================== الذابح،
والمذبوح، بين دمشق وغزة عبدالغني
المصري أرفلون نت
16-11-2012 في كتب التاريخ،
عندما يتحدثون عن منطقتنا فإنهم
يتحدثون عن منطقة تاريخية، جغرافية،
اجتماعية، متشابكة واحدة هي ارض الشام. ولدنا
نحن وآباؤنا وأبناؤنا، في شام ممزق
مقسوم. تشكل وعينا اننا عدة دول، بينما
كل اعدائنا يروننا واحد لا يتجزأ، وإن
فرقوا اجزاءنا. فهي كما قال احدهم:
استعمرونا وقاتلونا، ورسموا لنا حدودا
تفرقنا، فأصبحنا نقاتل دفاعا عنها. كثير
من التعليقات في الفيسبوك، تنتقد ان كل
الاهتمام انتقل من الثورة السورية الى
غزة، وان ما يحدث مؤامرة كي يعطى بشار
مهلة اضافية للقتل والذبح. وبعضهم يقول
لما لم يحصل من مصر نفس المستوى من
الحركة مع الثورة السورية. غزة، والخليل،
ونابلس، اخوات لدمشق، وحلب، وحمص،
ودرعا، وكل المدن السورية. وللحقيقة فإن كل
العداء، والتخلي عن دعم ثورتنا،
واعطاء كل المهل للنظام الاقلوي
الطائفي، كي يذبح ابناءنا،
ليس سببه عدم توفر النفط بوفرة في
اراضينا، وليس لمصلحة في ميناء لروسيا
على شواطئنا، بل كل هذا العداء مصدره
الخوف على اسرائيل ووجودها. فأساس
مشكلتنا ليس بشار او طائفته، هؤلا
ادوات لا اكثر، بل ان لب مشكلتنا هي
سرطان اسمه اسرائيل جاثم في قلب امتنا. فلو كانت الثورة، في
مكان بعيد عن فلسطين، لتدخلت كثير من
منظمات حقوق الانسان، ولتم منذ زمن حل
قضيتنا. لكن اخوتي، الا ترون
اننا قد انتصرنا، وما هي الا اشهر
ونعلن دولتنا. نعم، لقد قدم شعبنا اكثر
من اربعين الف شهيد موثق باسمه
الثلاثي، واكثر من مائة جريح، ومثله
معتقل او مختف قسري، لكننا نلنا تحررنا. اما اخواننا في ارض
فلسطين، فلو اقتربوا حقا من التحرير،
لدمروهم، وقتلوهم، وابادوهم، بصمت
وتواطئ دولي، وما قتل 300 بشكل يومي
ببعيد عنا في سوريا، وليس فلسطين. قد يكونوا اجبروا على
الخروج من غزة، لكنهم خرجوا، وقفا
للاستنزاف، ولآن موقعها متطرف تفصله
الصحراء عن مدن فلسطين، ولو كانت غزة
في الضفة، لقصفوها، وابادوها. في النهاية، تحرر
سوريا، ومصر، والعراق، هو الطريق
لتحرير فلسطين، لان وجود "اسرائيل"،
هو مشروع غربي في قلب امتنا، ولن تحرره
سوى قوة اقليمية بحجم توحد امتنا. هذا
ما ادركه صلاح الدين، وهذا ما فعلته
اليرموك. علما انه في كل التاريخ من
يسيطر على القدس يحكم العالم، من
الدولة الفارسية، الى الرومانية، الى
الاسلامية، وصولا للصهيونية. لذا فمشكلة فلسطين،
اعمق، واصعب، واعقد، بعشرات المرات من
مشكلتنا، وان كان نجاح ثورتنا هو
بمثابة في عقدة في سبيل تحرر الشام،
والامة، اي تحررنا. فلتغطي غزة على كل
اخبارنا، فهم جند عمرو بن العاص، ونحن
في الشام جند ابو عبيدة، ويزيد، كلنا
في سبيل عزة امتنا. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |