ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مقالات مختارة من الصحف العربية ليوم 21-11-2012 معارضو
الأسد يعززون مكاسبهم السياسية 2012-11-21 12:00 AM الوطن السعودية إعلان بريطانيا أمس
الاعتراف بائتلاف المعارضة السورية
الجديد "ممثلا وحيدا للشعب السوري"
والذي سبقه اعتراف مماثل من فرنسا
وإيطاليا، يأتي تتويجا للحراك الكلي
الذي ابتدرته المعارضة، بعد اجتماعات
الدوحة في 12 من نوفمبر الجاري، والتي
أفضت لخلق أرضية مشتركة جمعت غالبية
ألوان الطيف السياسي السوري. وما من شك
في أن الخطوة البريطانية ستشجع دولا
أخرى في المنظومة الأوروبية على اتخاذ
خطوات مماثلة، لا سيما وأن وزراء
خارجية الاتحاد الأوروبي قد ذكروا
صراحة أول من أمس، أنهم يعتبرون
الائتلاف "ممثلا شرعيا للشعب السوري"،
وإن لم يصلوا إلى حد منحه الاعتراف
الكامل. إن الأزمة التي تقترب
من عامها الثاني، وما تستصحبه من أعمال
قتل مروعة وانتهاكات واسعة من قبل
عصابات النظام الحاكم، تستدعي الإسراع
في انخراط كافة الفصائل المعارضة،
وعلى كافة مستوياتها السياسية
والعسكرية تحت مظلة الائتلاف الوطني،
وذلك لضمان التحدث بصوت واحد أمام
المجتمع الدولي ومؤسساته الأممية.
ولعل من شأن ذلك أن يدفع الغرب للتحرك
بشكل جدي من أجل تسليح المعارضة؛ حتى
تواجه آلة القتل الرهيبة لنظام بشار
الأسد. كما تعني وحدة المعارضة ضمنيا
تبديد القلق الذي تبديه دول غربية حيال
وجود "أصوليين" بين صفوف الثوار. خلاصة القول: إن
المكاسب السياسية المتزايدة التي يجني
ثمارها الائتلاف، يجب أن تكون حافزا له
لبذل جهود كبيرة؛ لكسب التأييد الكامل
للشعب السوري، وتنسيق جهود المعارضة
بشكل أكثر فاعلية. وبالمقابل فإن
التفريط فيما تحقق من وحدة سيوفر مزيدا
من الوقت لـ"دولة بشار" لمواصلة
أعمال القتل ودك المدن والبلدات، ودفع
السكان إلى النزوح لدول الجوار وإفراغ
البلد من أهلها. ولعل الخطوة التي
اتخذتها مجموعات مقاتلة في حلب قبل
يومين بإعلانها التوافق على تأسيس
دولة إسلامية ورفضها الاعتراف
بالائتلاف، تكرس لتشرذم النضال وهو
أمر بالغ الخطورة يجب التنبه له. ================= علي بدوان * الأربعاء
٢١ نوفمبر ٢٠١٢ الحياة تُعتبر حركة «حماس»
في نهاية المطاف العنوان الفلسطيني
لحركة «الإخوان المسلمين». ومن
المعلوم أن الحركة الإخوانية في
العالم تماهت عموماً مع الحدث السوري،
وانطلقت في موقفها مؤيدة ومساندة
لحركة الشارع، انطلاقاً من موقفها
النقدي والمعارض عموماً للنظام
السوري، وانطلاقاً من إرث معقّد من
الخلافات التي كانت قد دبت في سورية
بين الحركة الإخوانية المحلية والنظام
وقد توجت تلك الأزمة بالإفتراق
النهائي بين النظام السوري والحركة
الإخوانية المحلية عام 1979. هذه المعادلة الصعبة
انعكست على حركة «حماس»، وانهارت معها
كل الجهود التي كانت قد بذلتها الحركة
بشخص رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل
قبل اندلاع الأزمة السورية أصلاً، من
أجل المساعدة على رأب الصدع «العتيق
والمتقادم» وتجسير الهوة بين دمشق
وعموم الحركة الإخوانية وفي المقدمة
منها الحركة الإخوانية السورية
وقادتها الموجودون في الخارج، وقد
بُذلت جهود مضنية على هذا الصعيد كان
يمكن أن تُثمر في المرحلة التالية لولا
وقوع بعض الإشكالات، ووقوع سلسلة من
التحولات التي أفضت إليها الأزمة
الداخلية في البلاد، كما تشير معلومات
من مصادر مختلفة. في هذا السياق، جاءت
مغادرة معظم قيادات حركة «حماس»
وتحديداً أعضاء مكتبها السياسي لسورية
منذ بدايات الأزمة، انطلاقاً من عدة
أسباب، منها أسباب لها علاقة بالفضاء
العام السياسي والأيديولوجي لحركة «حماس».
ومنها أسباب تعود في جانب هام منها إلى
اتساع الهوة في سورية ودخول الأزمة
أنفاقاً مجهولة مع ازدياد وتيرة العنف
وحالة الانفلات الأمني. ومع هذا، تدرك «حماس»
في قرارة نَفسها أهمية الساحة السورية
بالنسبة لها بغض النظر عن أي نظام في
سورية، وانطلاقاً من ذلك فهي على
الأرجح حريصة على التواجد فوق الأرض
السورية وبين جموع الفلسطينيين هناك
الذين يبلغ تعدادهم حوالى 700 ألف مواطن
فلسطيني منهم حوالى 511 ألفاً من لاجئي
العام 1948 (فلسطيني سورية)، يُشكلون
كتلة واحدة مع فلسطينيي لبنان البالغ
تعدادهم حوالى 420 ألفاً. أن شواهد تلك
المعادلة التي تَضبط رؤية حركة «حماس»
لعلاقاتها مع دمشق وموقفها وتكتيكها،
والروح البراغماتية، تتجسد الآن في: 1- حرص الحركة على
تجنب إطلاق تصريحات غير مدروسة أو
مستعجلة أو غير ضرورية في شأن الأزمة
السورية، والاعتناء الدقيق باختيار
العبارات في أي من تصريحات قادة صفها
الأول وخصوصاً أعضاء المكتب السياسي،
على رغم إغلاق ثلاثة مكاتب قيادية لها
بالشمع الأحمر (مكاتب خالد مشعل وموسى
أبو مرزوق وعزت الرشق). فـ «حماس» ليست
كيان دولة متبلورة في كيان نهائي، إنها
في نهاية المطاف جزء أساسي من حركة
التحرر الوطني للشعب الفلسطيني، وهو
ما يملي عليها اتخاذ مواقف عالية
المرونة وعالية البراغماتية. 2- استمرار تواجد عدد
لا بأس به من كوادر «حماس» في سورية،
خصوصاً منهم ممن يطلق عليهم مسمى «فلسطينيي
سورية» وغيرهم من أنصار الحركة. 3- استمرار الاتصالات
اليومية وعلى أعلى مستوياتها بين
قيادة «حماس» ممثلة بالمكتب السياسي
وباقي الفصائل ومنها فصائل قوى
التحالف الوطني الذي تنضوي «حماس» في
إطاره، وخصوصاً الاتصالات بين طلال
ناجي نائب الأمين العام لـ «الجبهة
الشعبية/القيادة العامة» وقيادة حركة
«حماس» وبالأخص مع خالد مشعل. فطلال
ناجي يُعتبر من المرجعيات الفلسطينية
المُعتمدة والمسؤولة في دمشق،
والقادرة على التَحرك والتأثير والضبط
والربط في ميدان العلاقات السورية
الفلسطينية بشكل عام. 4- استمرار وجود عدد
من مقرات عائدة لحركة «حماس» لم يغلق
أي منها، ومنها مقرات العمل الشعبي في
المواقع الفلسطينية في سورية (مخيمات
ومناطق) وإن خفت وتيرة عملها كما هي حال
مختلف النشاطات الوطنية الفلسطينية
لعموم الفصائل التي باتت تصب باتجاه
واحد تقريباً في مسار مساعدة الناس في
ظل الأزمة التي تعيشها البلاد. 5- بروز دور عناصر
وكوادر «حماس» في لجان الإغاثة
الاجتماعية في شكل لافت جداً وملحوظ،
وفي مخيم اليرموك على وجه الخصوص، وهي
اللجان التي أخذت على عاتقها مهمة
تقديم وتوفير المساعدات الممكنة
للمواطنين السوريين والفلسطينيين على
حد سواء، الذين لجأوا إلى المخيم من
المناطق المجاورة التي تعرضت وما زالت
تتعرض للعنف الدائر. فمخيم الیرموك
يستضيف حوالى 25 ألف نازح في مراكز
اللجوء في مدارس وكالة «الأونروا»
وحتى داخل مقرات حركة «حماس» ومنها
المقرات الشعبية المنتشرة في مخيم
اليرموك والمسماة بالمضافات. كما
يستضيف مخيم اليرموك نحو مئة ألف مواطن
نزحوا إليه في المنازل. وما يقارب 300
ألف وافد في منازل أقاربهم يتقاسمون
الرغيف بين جدران المخيم. وفي هذا
الميدان فإن جهود الهيئات المجتمعية
والفصائل الفلسطينية تبدو مرتفعة
وتتقدمها جهود لجان الإغاثة التي
يديرها نشطاء من «حماس» و«الجهاد
الإسلامي» و»فتح» وباقي القوى
الفلسطينية. * كاتب فلسطيني ================= سوريا ..
معالم في طريق سقوط النظام أحمد العالم المستقبل 21-11-2012 سقط النظام السوري
نظرياً صباح 15 آذار عندما كسر الشعب
جدار الصمت وحطم قدرة الردع التخويفية
الارهابية التي استخدمها النظام
لاربعة عقود تقريبا ونظريا ايضا يمكن
القول ان النظام سقط يوم 25 يناير عندما
انتفض الشعب المصري واسقط النظام
الاستبدادي الاحادي الذي اقامه العسكر
بعد انقلاب عام 1952 وتم استنساخه من حيث
الاطار العام والبنى السلطوية في معظم
جمهوريات العالم العربي وتحديداً في
العاصمتين الأكثر تأثرا بالقاهرة عبر
التاريخ والجغرافيا السياسية وهما
بيروت ودمشق. المفاهيم الفكرية
والتاريخية السالفة الذكر لا تقدم
وحدها البراهين على السقوط الحتمي
للنظام وانما ثمة دلائل اخرى تتعلق
بالاسس السلطوية الادارية والسياسية
التي بناها حافظ الاسد عبر عقود من اجل
حماية النظام وديمومته بينما تعاطى
معها ابنه وخليفته بمزيج من الجهل
والغباء والاستخفاف. أدار الاسد الاب
الوضع الداخلي ضمن ثلاثة اسس ومفاهيم
مركزية اولها ادارة الحزب المباشرة
للدولة في الابعاد المختلفة السياسية
الاقتصادية والاجتماعية والحرص على
اتخاذ القرارات الكبرى من خلاله حتى لو
كانت نتاج اجتهاد وتفكير من قبل الرئيس
القائد الذي كان حريصاً دائما على
ابراز دور الحزب الاساسي والمركزي في
ادارة الدولة. في السياق الاقتصادي
الاجتماعي اتبع الاسد الاب نظاماً
اشتراكيا منفتحاً نوعاً ما وادارة
مباشرة من قبل النظام والدولة
للاقتصاد والسعي لتقديم الخدمات
الاساسية للمواطنين ولو بحدها الادنى
والحرص على ان يدفع الشعب كله او معظم
قطاعاته ثمن هذا النظام الصارم
والقاسي والتضحية من اجل المصلحة
الوطنية والقومية العامة. وفي السياق
ابرم الاسد الاب تفاهمات ضمنية وغير
رسمية مع الكتلة السنية الكبرى في
الشام وحلب لحظت عدم تدخلها في السياسة
والامن مقابل توفير بيئة ملائمة لها
للعمل والتجارة ضمن الخطوط العريضة
التي تحددها الدولة بينما تم سوس
الملايين في الريف بالقمع والقهر
الامني اضافة الى الخدمات الاجتماعية
التعليمية والصحية ولو ضمن الكفاف
والحد الادنى. الاسد الاب اجتهد
ايضاً لصياغة مظلة عربية ودولية
لحماية وديمومة الوقائع الداخلية التي
فرضها ان في السياق السلطوي او
الاقتصادي والاجتماعي وهكذا عمل دائما
على نسج علاقات متينة مع الرياض
والقاهرة او احداهما على الاقل وفق
قناعته او مقولته الشهيرة -دمشق لا
تستطيع العيش في قطيعة مع الرياض
والقاهرة في الوقت نفسه، واذا كان
متعذراً الوصول الى علاقة حميمة
ومتينة معهما فلتكن مع احداهما على
الاقل- علماً ان هذا ساعده ايضاً في
الانفتاح على العالم والاحتفاظ بقنوات
مفتوحة مع المجتمع الدولي والحرص على
تنظيم الخلافات وتحييدها لصالح نقاط
التوافق والتلاقي. وهذه السياسة تبدت
كافضل ما يكون في الملف اللبناني-وبدرجة
اقل الفلسطيني- لجهة الحفاظ على مصالح
سوريا وفق رؤية الاسد دون كسر الجرة مع
الاخرين والحفاظ قدر الامكان على
مصالحهم ايضا. تعاطى حافظ الاسد في
الغالب مع لبنان كشأن داخلي وباعتباره
جزءاً من سوريا التاريخية وضمن مقولته
الشهيرة- شعب واحد في دولتين- ولذلك
اجتهد لانتاج معادلة ثلاثية لبنانية
خاصة بعد الطائف شبيهة في الجوهر بتلك
التي اقامها في الشام لحظت ادارة
للصراع مع اسرائيل ومواجهة احتلالها
للجنوب بوتيرة منخفضة بحيث لا يؤثر
مشروع المقاومة سلباً على هيبة وسلطة
الدولة او على التوازنات الطائفية
الهشة ومن هنا كان حثها بل اجبارها على
البقاء في الجنوب ومنع انتقال السلاح
منعاً باتاً الى بيروت او اي من المدن
اللبنانية الاخرى. اضافة الى مشروع
المقاومة، صاغ الاسد الاب مظلة سياسية
محلية واسعة لحمايته كما لحفظ وصيانة
الاستقرار والسلم الاهلي بمشاركة
القوى الاساسية والمركزية طائفياً
وسياسياً علماً ان الرئيس الشهيد رفيق
الحريرى لعب دوراً اساسياً في هذه
المظلة كما في واحدة شبيهة اخرى
اقليمية ودولية لحماية لبنان ومنع
انفجار الوضع فيه او عودته الى مربع
الاقتتال والحرب الاهلية. بشار الاسد المغرور
المتغطرس والمفتقد لقدرات ومواهب
والده القيادية والسلطوية تعاطى بمزيج
من الاستخفاف والجهل والغباء مع تركة
وارث الاسد الاب. وهكذا بادر الى تهميش
الحزب وابعاده عن القرارات والتوجهات
الكبرى والاستعانة بمجموعة من
المستشارين والمساعدين محدودي
القدرات والامكانيات بينما عمد من جهة
اخرى الى حزمة من الخطوات لخصخصة
الاقتصاد وتخفيف قبضة الدولة ما اجحف
بالطبقات الضعيفة وقلص الخدمات
الحكومية. والادهى من ذلك كانت هيمنة
العائلة على الاقتصاد الجديد وتحديدا
قطاعات الاتصالات والسياحة والسيارات
ما فاقم من الغضب والنقمة على النظام
خصوصاً مع التحسينات الشكلية التي
ادخلت على الاجهزة الامنية دون ان تنال
من سطوتها وهيبتها وقهرها للشعب. النهج الساذج
والمتغطرس تم استنساخه خارجياً. وهكذا
ركل بشار دلو الحليب الذي استغرق والده
عقوداً في ملئه وبدا لبنان بمثابة
الدليل الصارخ على غباء الاسد الابن
وقصر نظره، فتم توسيع مشروع المقاومة
لتتحول الى جيش كبير نال من هيبة وسلطة
الدولة وحطم في السياق التوازنات
الطائفية الهشة والحساسة بينما داس
بقدم فظة المظلة المحلية التي اقامها
والده لحماية المقاومة الاستقرار
والسلم الاهلي كما المصالح السوريا في
لبنان عبر التمديد القهري للرئيس اميل
لحود والاقصاء السياسي للرئيس رفيق
الحريري قبل اغتياله، ثم ادخال البلد
في المجهول عبر سلسلة من الاغتيالات
السياسية وتأجيج الاستقطاب الطائفي
والمذهبي وجعل سوريا مجرد تابع
للسياسات والمصالح الايرانية لدرجة ان
خطوة عملاقة بحجم اصطحابه من قبل الملك
عبد الله بطائرته الخاصة الى بيروت لم
تنجح في اعادته الى جادة الصواب او
اقناعه بتبني مقاربة مغايرة تتساوق مع
ثوابت ومرتكزات ابيه. مع سياسته البائسة
والعقيمة داخلياً واقليمياً تشاجر
بشار مع العالم كله تقريباً وعانى
لسنوات العزلة قبل ان يهدر فرصة
اقليمية كبرى بحجم اتفاق الدوحة كانت
كفيلة هي الاخرى بمصالحته مع المجتمع
الدولي وتشجيعه على تبني مقاربة بل
مقاربات مختلفة في الداخل والخارج. اذاً، هدم بشار بعيون
مفتوحة وعقل مغلق اسير، الاسس التي بنى
عليها والده نظامه السلطوي الاستبدادي
وحتى التحذير المدوي من تونس مصر
وليبيا تعاطى معه على طريقته باستخفاف
وغطرسة وغباء. وعموماً، فقد رسم مصيره
بيديه وبات سقوطه مسألة وقت فقط، علماً
ان نظرة الى الوراء تشجعنا على القول
ان نهايته بدأت باكرًا جدا وتحديداً
يوم ورث السلطة بعد رحيل والده قبل
اثني عشر عاماً واستمر طوال هذه المدة
فقط بفضل االقصور الذاتي الذي
استدركته قوى الثورة منهية في السياق
زمن زعماء الصدفة ومسقطة مشروع
التوريث السياسي ولو بأثر رجعي. ================= ما سرّ
اطمئنان النظام السوري إلى درعه
الواقي من الإنقلابات؟ د. عمار
البرادعي 2012-11-20 القدس العربي قليلا ما كنا نسمع في
الماضي عن تأثير حدث ما في رفع وتيرة
التعصّب الطائفي إلى حدّ الجنون. لكننا
أصبحنا نرى اليوم أسوأ صور تحكّم هذا
التعصب في كل مجريات الوضع في سورية،
الى درجة تعدّت حدود إذلال المواطنين
والتمييز بينهم، إلى ارتكاب المجازر
الجماعية بحقهم منذ اندلاع الثورة
التي قاربت على العامين، وأصبح السؤال
الطبيعي الذي يُردده الكل باستغراب: ما
سرّ 'اطمئنان' النظام إلى وضعه
الداخلي، وإصراره على المضي في تنفيذ
جرائمه اليومية دون الخشية من ردود فعل
القيادات العسكرية عليه، خصوصا وأن
أحدا من غير المرتبطين به لم يعد يصدّق
محاولاته الدؤوبة لقلب الحقائق،
وإظهار كل ما يجري على الأرض على أنه
مؤامرة ضده، وهجمة إرهابية مدعومة من
الخارج على نظام علماني وليس طائفيا؟
الثابت أن تركيبة النظام التي نجحت بكل
خبث وباطنية في العمل على استحواذ
اللون الطائفي الواحد على مراكز اتخاذ
القرا ر، والإستفراد بأبرز المواقع
القيادية العسكرية والأمنية
والمخابراتية، هي التي شكّلت صمام
الحماية له ودرع الوقاية من
الإنقلابات، مهما استفحل في ممارساته
وإرهابه وتقتيل أبناء شعبه. وهي التي
كانت في الوقت نفسه السبب الأساس
للإحتقان الشعبي المزمن. وما الثورة
الشعبية التي انطلقت مطلع العام
الماضي إلا وليد استمرارية هذا الوضع
واستشرائه أكثر وأكثر مع مرور الأيام،
ساعد على انطلاقها جو الربيع العربي
الذي مهما قيل عنه، ومهما تعرّض
لمحاولات احتواء أو اختراق، يبقى هدفه
الأساس تحقيق الحرية والديمقراطية
وعيش المواطن بكرامة كباقي بني البشر. إذا أخذنا هذا الوضع
بعين الإعتبار، وعدنا إلى بدايات وضع
اللبنات الأولى لأساسه الذي جرّنا إلى
كل المصائب اللاحقة، لأدركنا قبل قدوم
الربيع العربي بسنين طويلة أن الربيع
السوري آت، حتى لو لم يأت لأي بلد عربي
آخر، وهذا ما لا يريد النظام ولا
أتباعه من المتاجرين بالممانعة كلاما
الإعتراف به، ذلك لأن هذه البدايات
وطبيعتها الطائفية لا تعود للسنوات
الأخيرة ولا لما قبلها، بل لحوالي خمسة
عقود، وتحديدا إلى اليوم الذي تشكل فيه
تكتل سري عُرِف باسم 'اللجنة العسكرية'
التي ضمّت مجموعة من الضباط السوريين
المتواجدين في مصر أيام الوحدة مع
سورية، ضد ما وصفوه يومها بالتمييز
داخل الجيش، وقد جمعهم لون طائفي واحد،
وكان من أبرزهم وقتها صلاح جديد، محمد
عمران، عبد الكريم الجندي، حافظ
الأسد، وغيرهم من الضباط. هذه المجموعة
التي عاد أعضاؤها الى سورية بعد جريمة
الإنفصال بدأوا نشاطهم التخريبي سرا
داخل الجيش، ثم داخل الحزب والدولة بعد
سقوط الإنفصال، وركزوا جهودهم على
ممارسة التمييز الطائفي بين أبناء
بلدهم وتعزيز التكتلات الموالية لهم،
وهم الذين كانوا يحملون لافتة
الإعتراض على التمييز بين ضباط الجيش.
ولم يتوقف هذا النشاط إلا بعد أن
أمعنوا في تصفية بعضهم، حتى استفرد 'رفيقهم'
حافظ الأسد بقيادة السلطة، وقام
بإعادة هيكلية الحزب والدولة والجيش
حسب توجهه الطائفي لضمان استمرار
تحكّمه بالبلاد والعباد، وصولا إلى
تحكّم ابنه بشار الذي تم تعديل الدستور
على مقاس سنّه، كي يجري تنصيبه مكان
أبيه. وها هو يسير على نهجه سواء
بالنسبة للإعتماد على أبناء الطائفة
في قيادة المراكز الأساسية داخل الجيش
والأجهزة الأمنية، أو بالنسبة لمحاولة
استمالة الأقليات وإشعار كل فئة منها،
سواء المسيحيين أم الدروز أم الأكراد
وغيرهم بأنهم أقلية، مثلهم مثل
العلويين، ولهذا فإن مصيرهم مرتبط
بمصير النظام وهو حامي حماهم. ثم،
أخيرا ما هو اكثر من ذلك، وها هو ابنه
يتفوّق عليه بعد أن عمّم مجزرة حماه
الدموية بامتياز لا سابق له على سائر
أرجاء سورية وأهلها. وبناء عليه، أصبح
الانطباع السائد لدى البعض قبل اندلاع
الثورة السورية ان الأقليات على مختلف
تصنيفاتها الطائفية والعرقية تقف في
صف النظام باعتباره 'علمانيا' حتى ولو
اكتوت بناره، ولم يعد مستغربا بعد ذلك
أن يزداد خوفها من البديل الآتي في
الآونة الأخيرة، بحكم القناعة التي
حاول النظام ترسيخها لدى هذه الأقليات
بأن ذهابه يعني ذهابهم. ولكن هل هذا الموقف
يشمل الجميع، أم أن الحقيقة غير ذلك؟
إذا كان موقف العلويين معروفا، ويكاد
ينحصر بين النخبة المستأثرة بمراكز
اتخاذ القرار في عصب النظام إلى جانب
المرتبطين والمنتفعين، مقابل سائر
أبناء الطائفة الذين لا تختلف أوضاع
الكثيرين منهم عن أوضاع كل أبناء الشعب.
وإذا كان موقف الأكراد متوقعا وخيارهم
مقروءا في ضوء المتغيرات والظروف
وإمكانات تنفيذ ما في رؤوسهم. يبقى من
المهم معرفة موقف المسيحيين وهو الذي
كان وما يزال مثار تساؤلات حول حقيقته،
ودور أتباع كل كنيسة في إسناد النظام
أم الثورة. ذلك لأن للمسيحيين كشعب
وقيادات دينية مواقف مختلفة ومتباينة
بل متناقضة أيضا. فمنهم المنحاز الى
النظام، ومنهم المنحاز الى الثورة،
ومنهم من يحاول التزام الحياد حتى
اللحظة، وإن استنفر قوته مؤخرا تحسبا
لأكثر من احتمال، ومنهم الخائف من
المستقبل والمصير ويؤثر الهجرة على
البقاء بانتظار المجهول. هذه المواقف
يمكن رصد أمثلة عليها كلها في ما تنشره
وسائل الإعلام. فعلى سبيل المثال، خرجت
علينا صحيفة الديلي تلغراف البريطانية
في 13 ايلول الماضي قائلة ان الطوائف
المسيحية في مدينة حلب قد حملت السلاح
مع الأرمن إلى جانب النظام في مواجهة
مقاتلي الثورة والجيش الحر. وعلى النقيض من ذلك
سمعنا شهادات مختلفة على ألسن كوادر في
المعارضة السورية تؤكد ان المسيحيين
في حلب لم يقفوا مع النظام ولا قاتلوا
في جبهته، بل جاء حمل بعضهم السلاح
بهدف المحافظة على أمن أحيائهم نتيجة
الفوضى وغياب الأمن، وأن ما يتردد حول
انحيازهم للنظام ليس إلا انعكاسا لما
يروّجه النظام نفسه، بغية شق الصف
الوطني من خلال اللعب على ورقة
الأقليات وخصوصا المسيحيين. على نغمة
أخرى حول موقف المسيحيين نشرت
الفيغارو الفرنسية أكثر من موضوع كان
أكثرها لفتا للإنتباه ما نشرته في 2 آب
تحت عنوان 'مسيحيو سورية يسقطون بين
فكي كمّاشه' علّقت فيه على المعارك
التي دارت للمرة الأولى على حدود
الأحياء المسيحية في دمشق بين جيش
النظام وشباب الثورة، وكيف أن
المسيحيين قد 'آثروا التزام أماكنهم
وعدم المشاركة، رغم أن احتمال سقوط
نظام بشار الإستبدادي يقلق ما يقرب من
12 كنيسة في سورية تنتمي الى الطائفة
الأرثوذكسية أو تنتمي إلى الفاتيكان'.
هذه الملاحظة الأخيرة هي بيت القصيد في
قراءة انشطار الموقف المسيحي بين
النظام والثورة. وهذا ما أكده للفيغارو
الدبلوماسي الفرنسي في سورية إينياس
لوفوريه بقوله 'لاشك أن الكثير من
المسيحيين يفضلون بقاء النظام الحالي،
وهناك مسيحيون آخرون كالمعارض ميشيل
كيلو يرفض هذا التوجه، ويؤكد أنه إذا
قرر المسيح أن يعود في عصرنا هذا،
فسيكون أول شيء يفعله هو النزول للشارع
والمشاركة في التظاهر ضد النظام'. وعلى
ذكر هذا القول المتعلق بجوهر الموقف
المسيحي الصائب من انتفاضات الشعوب ضد
القتلة والمستبدين من حكامها، يجدر
التذكير برسالة النصيحة التي بعثها
ميشيل كيلو الى قداسة البابا بمناسبة
زيارته إلى لبنان في شهر أيلول الماضي
قائلا فيها بالنص 'لا يخوض النظام (السوري)
معركة الدفاع عن المسيحيين الذين لا
يهددهم أي خطر أعظم من حماقة بعض
كنائسهم وكهنتهم، التي وصلت إلى حد
جعَلَهم يباركون قتل الأطفال والنساء
والشيوخ، وينظمون حفلات راقصة احتفالا
به، ويرون فيه حربا إنقاذية على
الإرهاب والتطرف، كأن العنف الرسمي
المفتوح ليس إرهابا وليس تطرفا' وخاطب
البابا قائلا 'لابد أن تتوجهوا بكلمات
لا لبس فيها، تُعيد هؤلاء إلى صوابهم
وتذكّرهم أن على المسيحية أن لا تدعم
أي حرب، وخاصة الحرب التي يشنها النظام
السوري ضد شعبه باسم مكافحة الإرهاب،
لأنه لا يخوض معركة الدفاع عن المسيحية
كي يحظى بتعاطف كنائس وكهنة، بل يقاتل
دفاعا عن استبداده وامتيازاته وقدرته
عل امتهان كرامة الناس، فلا تُسهم ولا
توافق على هدم الهيكل فوق المسيحيين
العرب، ومد يدك لإنقاذهم من حماقات
تقترفها كنائسهم وأحبارهم'. وما دمنا قد تحدثنا
عن الكنيسة ورجالها بألسن بعض
أبنائها، فمن الإنصاف أن نقرأ بعض ما
صدر على ألسنة رجال الكنيسة أنفسهم
دعما للنظام، دون أن ننسى بداية
الإشارة إلى إقدام الفاتيكان مؤخرا
على تكليف القاصد الرسولي في دمشق
تعيين عدد من الأساقفة المقرّبين من
النظام. فاستنادا لهذا التكليف الذي
يحمل معاني مقروءة بوضوح، لا يبدو
غريبا على الإطلاق إبداء المونسنيور
ابراهام نيهمي لصحيفة الفيغارو تخوّفه
من أن يأتي الأخوان المسلمين الى
السلطة بدل النظام، بما يمثّله ذلك من
تهديد للوجود المسيحي. ولا يبدو غريبا
قول البطريرك غريغوس الثالث لحام أن 'الثورة
أجنبية وأن وراءها أيد وأفكار وقرارات
وأسلحة أجنبية، والأهم من كل هذا أن
نواتها أجنبية' كما يصب في نفس الإطار
قول رئيس الكنيسة السريانية اينياس
زكا أن قوى خارجية هي التي أجّجت
الثورة وليس الشعب السوري. هذا جانب من
الصورة التي أصبح عليها الموقف
المسيحي بشقيه الشعبي والكنسي من
الثورة ونظام بشار الجزار، دون أن ننسى
الإشارة إلى جوانب مضيئة لا يمكن أن
تُعتّم عليها مواقف بعض القوى ورجال
الدين، منها على سبيل المثال لا أكثر
تحويل ردهات العديد من الكنائس الى
مستشفيات لاستقبال المصابين، وقيام
الثوار في مدينة يبرود بحماية كنيستها
الى جانب مبادرة الكنيسة للدعوة إلى
إفطار في شهر رمضان. يبقى القول ان تركيبة
النظام واستفراد طائفيين من لون واحد
بمقدرات البلد ليس قدرا لايمكن تغييره
أمام إرادة الشعوب .. وحتى المفاجآت
المتوقعة بين يوم وآخر. يا قدرة الله. ================ الشرق الاوسط ميشيل كيلو 21-11-2012 ثمة أخطاء شائعة في
عمل المعارضة السورية تتكرر منذ قيام
الثورة المجيدة، أهمها قاطبة موقف بعض
المعارضين من مسألة الحوار، التي
أربكت العقل السياسي المعارض بالأمس،
خلال نيف وعامين، وتربكه اليوم أيضا. في بداية الثورة، وقع
نقاش حول مسألة الحوار مع النظام
تباينت وجهات النظر فيه، فقال البعض
برفضه المطلق، وقال البعض الآخر
بقبوله على علاته، ودعا كاتب هذه
الأسطر إلى حوار تتوفر فيه ثلاثة
معايير هي: أن يخدم الثورة والشارع،
ويقلل أعداد المحايدين والخائفين
ويدفع بهم إلى المظاهرات، ويفكك أو
يضعف النظام، وإلا فلا حوار، ولا
محاورين، تحت أي ظرف كان. بعد أشهر قليلة على
قيام الثورة، عرض النظام الحوار من
خلال ما سماه «هيئة الحوار الوطني»
برئاسة الأستاذ فاروق الشرع، نائب
الأسد. وبالفعل، فقد أجرى بعض
المعارضين حوارات معه ومع أعضاء في
اللجنة انطلاقا من المعايير الثلاثة
السابق ذكرها، انتهت بقرار إجماعي من
المعارضة يدعو إلى مقاطعة الهيئة
ومؤتمر صحارى الذي نظمته، فكان ما
فعلته مفيدا للحراك الشعبي، لأنه قلل
بالفعل أعداد المحايدين، وأقنع جمهورا
كبيرا من الناس بأن النظام لا يريد
تسوية سلمية للأزمة، وأنه اختار الحل
العسكري سبيلا وحيدا للتعامل مع
الشعب، كما أدى إلى خلخلة جدية في صفوف
النظام، حيث أحدث داخله تناقضات زاهرة
بين دعاة التسوية السياسية وأصحاب
الحل العسكري - القمعي، عكستها إزاحة
عدد من المسؤولين الكبار والمتوسطين
عن مواقعهم، أو اعتقال البعض منهم،
بينما تعززت ثقة الشارع بقدرة الثورة
على بلوغ أهدافها، بعد أن اقتنع بأن
النظام يحاول كسب الوقت وإضفاء صبغة
معتدلة على عنفه، ويبحث عن تغطيته
سياسيا من خلال توريط المعارضة بما
يناقض مصالح الشعب. فيما بعد، وخلال فترة
قصيرة من تأسيس المجلس الوطني، رفع
شعار «لا حوار مع الدبابات»، وتم رفض «مبدأ
الحوار» باعتبار أنه لن يفضي إلا إلى
خيانة الثورة، ثم ربط الرفض بإسقاط
النظام، واستخدم لتحقيق أغراض ليست
على علاقة بذلك، تفرعت عن الصراع على
قيادة المعارضة وانصبت على شرعية
منظماتها، فكان من الطبيعي أن تنتهي
الأمور إلى تخوين معارضة الداخل
واتهامها بالرغبة في حوار مع النظام
سيخرجه من مأزقه، كأن كل شيء كان قد
أصبح معدا بالفعل لإطاحة السلطة، أو
كأن هذه كانت راغبة في حوار يضع حدا
للأزمة والصراع مع أي طرف داخلي معارض،
وأخيرا، كأنه لم يبق لإسقاط النظام غير
التخلي عن الحوار معه. حدث هذا، بينما
كان النظام يستعيد بعض من تخلوا عنه في
الفترة التي أعقبت قيامه بإفشال
الحوار الوطني، ويوحد صفوفه بدرجة لم
تعد تسمح لأي شخص أو جماعة بقول أو فعل
أي شيء يتعارض وخط الأسرة الأسدية
وزرازيبها. وحدث كذلك بينما كانت
المعارضة تزداد فرقة وانقساما
وتصارعا، والشعب يزداد إصرارا على
التضحية دون أن يجد بين المعارضين من
يعبر عن رغباته ونضالاته. هكذا، انقلب
الخلاف حول الحوار إلى أداة مزقت الصف
الوطني، ومكنت النظام من التذرع بأنه
لا يحل الأزمة سلميا وسياسيا، لأنه لا
يجد من يريد الحوار معه. ذلك نقل مركز
ثقل الصراع من السياسة إلى استخدام
القوة، كما خطط لها النظام، وتخلت
المعارضة بكافة ألوانها وأطيافها عن
ورقة السياسة، التي لم يكن من الجائز
التخلي عنها، لصعوبة كسب الشعب من
دونها، وخاصة قطاعاته الواسعة
المطالبة بحل سياسي وسلمي، الخائفة من
المصير الذي يأخذها العنف إليه. لقد
كان من الممكن كسب أقسام كبيرة من هذه
القطاعات عبر استعمال الورقة السياسية
أداة فاعلة في صراع متنوع لا يتورع
النظام عن استعمال جميع ما هو متاح له
من أوراق فيه، لكن ذلك لم يحدث. واليوم، صارت
استحالة إجراء أي نوع من الحوار مع
السلطة من مسلمات العمل المعارض، كما
يقول: «الائتلاف الوطني للقوى الثورية
والمعارضة». والغريب أن القائلين بهذا
المبدأ لا يلاحظون تعارضه مع
استعدادهم المعلن لمحاورة من «لم
تتلطخ أيديهم بدماء الشعب من أهل
السلطة»، وللمشاركة (حسب الميثاق
السياسي للمجلس الوطني) في حكومة «وحدة
وطنية» مع مؤسستهم العسكرية، التي لا
ينكر هؤلاء أنها تسفك دماء السوريات
والسوريين منذ قرابة عامين، ويتجاهلون
أيضا ما في القولين من استعداد للحوار
مع من لم تتلطخ أيديهم بالدماء في
الأول، ومن تلطخت حتى أعناقهم في
الثاني، ولا يأخذون بحسبانهم واقعا قد
يترتب على تداعي النظام، يعبر عن نفسه
في بروز تيار داخله يريد التخلص من
بشار وعصابته، والمساعدة على انتقال
سوريا إلى نظام ديمقراطي، مقابل منحه
ضمانات خاصة بأمن وسلامة أطراف في
السلطة. ماذا سيفعل المعارضون في حال
اتصل بهم بعض أهل النظام وطالبوهم
بحوار حول هاتين النقطتين: التخلي عن
النظام والمشاركة في إسقاطه والمطالبة
بضمانات؟ هل يكون من مصلحة الثورة أن
يقولوا لهم: ابقوا حيث أنتم، مع بشار
الأسد ونظامه وقاتلونا حتى النهاية،
لأننا نرفض مبدأ الحوار معكم، أم سيكون
من المصلحة محاورتهم؟ هذه مسألة على قدر
عظيم من الأهمية، يصعب الوصول إلى موقف
صحيح منها عبر سياسة الرفض المطلق
لمبدأ الحوار، الضيق جدا بالنسبة لحجم
الاحتمالات المتنوعة التي يمكن أن
تواجهنا في الواقع خلال الفترة
القادمة، عندما سيكون من الممكن أن
يقتنع بعض أهل النظام بضرورة العمل على
حماية أنفسهم من خلال الإسهام بطريقة
ما في تفكيكه، بالتعاون مع المعارضة.
ماذا نقول لمن يأتي إلينا معلنا
استعداده للمشاركة في تفكيك النظام
ووقف العنف والتخلص من قيادته
الحالية؟ هل نلقي بمبدأ اللاحوار وراء
ظهورنا أم نرتكب غلطة التمسك به، فنطيل
أمد الأزمة ونتسبب بالمزيد من قتل
السوريات والسوريين، ومن دمار وطننا
المنكوب بحكامه؟ لا بد من التخلي عن
بعض الشعارات التي ورثناها من حقبة
تأسيس المجلس الوطني، وكان القصد منها
الصراع ضد أطراف في المعارضة وانتزاع
قيادة العمل منهم، أكثر مما كان الصراع
مع النظام، والدليل ما شاب أقوال
المجلسين من تناقضات صارخة ترفض
الحوار مبدأً، لابتزاز المعارضة،
وتقبله كممارسة، مع النظام. ويقيني أن الائتلاف
كان يجب أن يقول في بيانه برفض الحوار،
إلا إذا كان يفضي إلى تفكيك النظام
وإسقاط العصابة الحاكمة، والإسهام في
نقل سوريا إلى النظام الديمقراطي
العتيد. ذلك كان سيشجع أطرافا كثيرة في
النظام على تلمس دربها نحو دور وطني،
وسيسهم في تخفيف وطأة القتل عن شعبنا،
وسيعيد ورقة السياسة إلى يدنا
باعتبارها الورقة التي تكمل ورقة
مقاومة شعبية ندين لها بصمودنا
الأسطوري وانتصاراتنا. وأعتقد، في
الختام، أن وقت تصحيح هذا الخطأ لم يفت
بعد، وأن علينا التخلص منه، لأنه مفيد
ومطلوب! ================= الأربعاء، 21
تشرين الثاني 2012 01:26 السبيل ناصر السعدي عاشت سوريا
الجغرافية والإنسان أسوأ أيامها في
العشرين شهرا الماضية أو أكثر من عمر
الأحداث الجارية بها، وما أطلق على هذه
الأحداث من ألقاب كحراك أو ثورة أو
انتفاضة، مهما اختلفت هذه الألقاب
والمسميات فإنّها في حقيقة أمرها
تلتقي في أنّ هناك حراكا شعبيا رافضا
لحكم النظام السوري الحالي، وأنّ هذا
المقال لا يسعه أن نستفيض في كم هي نسب
وحجم المشاركين والمناصرين لهذا
الحراك على المستوى الشعبي على طول
الأرض السورية وعرضها. =================== بعيداً
من قبضة حكامهم: إيرانيون يعرضون
مواقفهم من الثورة السورية باريس - ندى
الأزهري الأربعاء
٢١ نوفمبر ٢٠١٢ الحياة لا ألتقي معارف
وأصدقاء إيرانيين في فرنسا إلا
ويطرحون مباشرة السؤال عن «حقيقة» ما
يجري في سورية بعيداً مما يبثه الإعلام.
يبدون متشككين حتى في نسبة «الثلاثين
في المئة» التي يعطونها لمدى صدقية ما
يبث. وفي هذا، لا يتفردون، فقد بات
التشكيك العام بكل ما يذاع ويقال أمراً
شائعاً، وبات الإعلام مرادفاً لدى
البعض بكلمة «التلاعب». وحين يتعلق
الأمر بالثورة السورية يبدو «غموض»
الوضع على أشده كما عدم القدرة على
اتخاذ موقف واضح مما يجري لا سيما بسبب
ما تثيره لديهم المواقف الرسمية
ووسائل الإعلام الغربية من حذر لما
يعتبرون أنه محاباة واضحة للمعارضة
السورية. نسوق هنا تساؤلات
وآراء لبعض الإيرانيين، والتي لا يمكن
تعميمها أو اعتبارها ممثلة للرأي
العام الإيراني كون العينة ليست
متنوعة، فإن كان بعض افرادها يقيم في
فرنسا وآخر يقيم في إيران، فجلهم من
الحاصلين على مؤهلات جامعية عالية
وينتمي إلى الطبقة الاجتماعية ذاتها
ويشترك في رفضه للنظام الإيراني
القائم على حكم الملالي، من دون أن
يكون هذا الرفض منظماً في معارضة رسمية
أو فاعلة (باستثناء واحد منهم)، كما
أنهم يشتركون بطريقة أو بأخرى بإدراك
غير دقيق لما يحدث وبالشك بالثورة
ودوافعها وبخشية أكيدة من «سيطرة
الإسلاميين على الثورة السورية وتحول
سورية إلى إيران ثانية» وهم في هذا لا
يختلفون كثيراً عن قطاع واسع من
الغربيين. أشهر قليلة بعد بدء
الانتفاضة السورية، وقبل تداول السلاح
بين أيدي المعارضة، التقيت بـ «مهرداد»
وهو باحث إيراني علماني يقيم في فرنسا
من سنوات طويلة، لكن علاقته مع بلده ما
زالت قائمة فهو يعود إليه من حين لآخر.
تمحور سؤاله عن الوضع في سورية حول «أحقية»
الأسباب التي دعت الناس للتظاهر، مع شك
واضح بالنيات ويقين ثابت بالنتائج».
الحرية، أهذا ما تريدون؟؟ ولكن كيف
تضمنون عدم وقوعكم تحت رحمة نظام يشابه
هذا الذي في إيران؟ انظروا ما حدث في
الثورة الإيراينة؟ لقد خرج الجميع، من
كل التوجهات السياسية، ضد الشاه، إنما
من استولى على السلطة؟ ويتابع: «ولو
أنني لا أتمناه، فهذا ما سيحدث في
سورية، التاريخ يعيد نفسه». ويرى «بهمن»، وهو
مهندس يعمل في فرنسا، تشابهاً بين
بدايات الثورة السورية وبين احتجاجات
ما بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية
عام 2009. اما اهتمامه فكان منصباً على «المعارضة»
والثوار فهذا في رأيه السؤال الأهم «مما
تتشكل ومن يسلح الثوار وماذا يحصل على
أرض الواقع؟». كما كانت «المجازر»
القضية الثانية التي تشغله «فمن
يرتكبها؟» وهل صحيح أن ثمة عصابات
ارهابية تروع الناس...؟». ويعتقد «بهمن»
أن المعارضة هي نواة صلبة في سورية ولا
تتشابه مع المعارضة الإيرانية ذات
التيارات المتعددة والمختلفة في ما
بينها. أما الأمر الأكثر فظاعة في رأيه
والمثير للشكوك فهو الدعم الخارجي،
الخليجي والأميركي والاسرائيلي، لما
يجري في سورية. كما يبدي شكوكاً
كبيرة في وسائل الإعلام الغربية
ويتساءل عن «حقيقة» الأسد والنظام في
سورية وإن كان مشابهاً لحـــكم
الشـــاه كنـــــظام مافيوي؟ وينتقد
بهمن الغرب الذي لا يريد أن يفهم أن «لا
احد في إيران نادم على رحيل نظام
الشاه، وأن ثمة انتقاداً دائماً له
لأنه كــان فاسداً. فحتى المقربون منه
لا يشيدون به، وهؤلاء الذين يحنون
لأيامه أو يمدحونه فلأن في ذلك وسيلتهم
الوحيدة لمهاجمة الحاضر»، وبهمن الذي
يبدو شـــديد الاهتمام بالشأن السوري
يسأل عن وجود «صوت ثالث في سورية». ويهتم «باباك» الذي
عايش الثورة الإيرانية وشارك فيها ضمن
أحد الأحزاب اليسارية وما زال يقيم في
إيران بتحليل نوعية النظام السوري
ويربط بينه وبين الشاه ويقارن بين
الثورتين «في البداية، لم يلعب رجال
الدين دوراً في الثورة الإيرانية ثم
أخذوها! يتأسف، وهذا ما يدعوه إلى
الحكم على الثورة الحالية في سورية «هي
ثورة إسلامية إذاً». لا يثير الإيرانيون (داخل
إيران) قضية سورية في رسائلهم
الالكترونية وفي اتصالاتهم الهاتفية
مع الخارج، ويكتفون بالاشارة إلى
الاحوال عامة بسبب تأكدهم من خضوعهم
للمتنصتين. «فيروزه» جامعية تعمل في
قطاع خاص في إيران، تتصل خلال رحلة لها
إلى تركيا وتسأل بلهفة: «أريد رأيك أنت
بما يحصل ولما يحصل؟! أهي حقاً مؤامرة
على الرئيس؟ ومن هي العصابات المسلحة...»؟
وتبدو مشتتة بين عدم تصديق كل ما يقال
في إيران، لأنها تعرف تماماً إعلام
بلدها، وبين رؤيتها الخاصة لشخصية
الرئيس السوري «أجد صعوبة في تصديق ان
هذا الشاب المتعلم في الخارج يقتل شعبه
هكذا؟!». ويستخدم بعض
الإيرانيين الذين يقيمون في إيران
تعبير «العصابات المسلحة» الذي طالما
سمعوه في إعلامهم المحلي. ويحير «ازيتا»
التي تقضي وقتها بين عاصمة أوروبية
وبين طهران سؤالان: «هل ثمة تلاعب
خارجي في الشان السوري؟ وهل ما يجري في
سورية هو حرب أهلية؟». وتجيب بنفسها عن
السؤال الأول «نظن ذلك لأن رد الرئيس
وحشي لدرجة تستدعي التفكير بأن هناك
مؤامرة ضده». وتخشى ازيتا العلمانية،
والتي تهاجم الغرب بشدة لتدخله في شؤون
إيران والبلاد الأخرى وحرصه الأول على
مصالحه، وصول سلفيين أو أي حكم مشابه
لما هو في إيران إلى السلطة في سورية
وذلك انطلاقاً من المثل الفارسي
الشائع «من لدغ من الحية مرة... يخاف
دوماً من كل حبل طويل اسود»، وتقول عن
أهل بلدها «الجميع متضامن مع
السوريين، لكن البعض فرح بما يحصل لانه
يظن أن هذا سيؤثر على النظام في إيران»
وتؤكد أن كثراً داخل البلاد يعتقدون
بأن «الدور آت على إيران بعد سورية»،
وحين تستفسر عما يعنيه هذا تحديداً ترد
«بعد سقوط الأسد سيهاجم الغرب إيران،
وأنا أبغض هذا التفكير، كيف للبعض أن
يتمنى ضرب بلاده من قوات أجنبية!!!».
تضيف باستنكار شديد. ولا يخفي كل من
صادفت، معرفتهم بدور بلادهم المؤثر في
الأحداث، ولكنهم لا يثيرون كثيراً
مسألة مشاركة مواطنيهم في القتال إلى
جانب قوات الرئيس السوري إما «لبداهتها
نظراً إلى التحالف القوي بين النظامين»
أو لخجلهم منها «كل ما يجري هو بسبب
مساعدة من عندنا، لولاهم لما...» تقول «مرضيه»
وكأنها تعتذر عما لا يد لها فيه، وتأسف
«كاتيون» بكلمات قليلة لما يسببه تدخل
عناصر من وطنها من أذى في سورية. ويتشارك علي وهو مدير
هيئة ثقافية وفنان معارض ومهاجر إلى
فرنسا مع فاطمة وأفسانه المقيمتين في
إيران (وأيضاً مع كل من أثار هذه
المسألة)، الرأي حول «شجاعة» السوريين
«المدهشة»، ويقارنان بين تظاهرات
سورية والتظاهرات الاحتجاجية في إيران
بعد الانتخابات «كانت قليلة وبمجرد
شيء من القمع عاد كل واحد إلى قواعده «سالماً». ويضيف علي في مقارنته
«لسنا كالعرب، عقليتنا مختلفة.
التظاهرات في إيران؟ أعداد ضئيلة
فالإيرانيون يبحثون اليوم عن المال،
والجيل الجديد سلمي جداً وبعضهم يسأل
الجيل السابق: ولكن لما قمتم بالثورة؟!»
ويضيف عباس «يريدون الإصلاح وليس
الثورة، الثورة تخلق مشاكل وارتباكات
كبيرة». ويفسر تأييد بعض
الأحزاب الإيرانية للأسد «يظنون أن
الأسد ضد الامبريالية ولذلك يؤيدونه»،
ولكنه يؤكد أن «مشاعر» ثمانين في المئة
من الشعب الإيراني مع السوريين «ولكنهم
غير نشطين في تأييدهم ومن ينشط للتعبير
هم العشرة في المائة المناهضة»، ويؤكد
أنه التقى عدة فنانين قادمين من إيران
لزيارة فرنسا ولمس تضامنهم مع
السوريين وأن أول ما كانوا يفعلونه عند
وصولهم هو مشاهدة قناة العربية
بالفارسية. ثم يسال وفي صوته
نبرة إعجاب «هل اطلعت على الأخبار
اليوم؟ لقد سقط مطار في أيديهم وحرروا
350 رهينة» (سيطرة المعارضة السورية على
منفذ حدودي شمال البلاد). ولا ينفي
مساهمة بلاده في القمع السوري ويراها
بديهية «كان سوريون وعراقيون و «حزب
الله» يساهمون في قمع الاحتجاجات في
إيران». وعلي متأكد من سقوط الأسد «لأنه
ليس لدى السوريين ما يضيعونه، فبعد
الأسود (اللون) لا سواد!». ويرى أن
التغيير في سورية لن يؤثر على وجود
النظام في إيران: «الحكام منظمون
ومحترفون في الديبلوماسية، ولكن سقوط
الاسد سيكون إيجابياً على الشعب
الإيراني في ما بعد فهو سيهبه طاقة
وذخيرة للمستقبل. والنظام الإيراني إن
لم يسقط فهو سيتأثر كثيراً إن سقط
الأسد!». وحين أبديت لعلي
رغبتي بايراد أقواله مع أقوال أخرى
لمواطنيه جاءت نتيجة حوارات شخصية، رد
موافقاً على الفور «بالتاكيد! إنه أقل
ما يمكن فعله للتعبير عن التضامن مع
الشعب السوري». ======================= نشر بتاريخ
الثلاثاء, 07 آب/أغسطس 2012 الكاتب: الطبيب
الحلبي المصدر :
الملتقى الإسلامي السوري أصدقائي .. أكتب إليكم
اليوم بظروف خاصة جداً .. كتابة من تحت
الحصار .. و حتى الانترنت فقد تم تأمينه
بصعوبة و لفترة مؤقتة فقط . أكتب إليكم
من سورية.. من مدينة تتصدر الأخبار هذه
الأيام على وجه التحديد.. نعم.. أتحدث عن
مدينة حلب لمن لم يخمن بعد .. بداية دعوني أحدثكم
قليلاً عن الوضع الميداني .. في الأيام الأولى
لإعلان الجيش الحر بدء العمليات في
المدينة و تحرير صلاح الدين .. ساد
تفاؤل مشوب بتوتر عنيف في الأجواء .. فكل الدول تكالبت على
التحذير من مجازر مرعبة يحضر لها
النظام في حلب، ستالينغراد سورية إن
جاز التعبير .. و رغم كل التحذيرات ..
يتركون بشار الأسد يعربد كيفما شاء في
أرجاء سوريا .. يقصف هاهنا .. يذبح الناس
هاهناك .. و السوريون يتساقطون يومياً
بالمئات . لم يكن هنالك شك لدى
الجميع بأنه سيحيل المدينة إلى
تراب إن استطاع ! و لا تنقصه النية لفعل
ذلك على الإطلاق كما هو معلوم ! التزم النظام صمتاً
مطبقاً في الأيام الأولى للمعركة.. وهو
يتحدث عن أم المعارك ومدد عسكري كاسح
في الطريق إلى المدينة.. وحبس الجميع
أنفاسهم و هم يترقبون ما سيحصل.. و بدأ
الهجوم .. بدأنا نسمع أصوات
القصف المرعبة ليل نهار بلا توقف أو
هوادة.. ثم بدأت مسلسلات الدمار و هجرة
السكان من الأحياء المنكوبة.. ليستقروا
في مدارس الأحياء التي تنتظر دورها..
أصوات كان الحلبيون يسمعونها مسبقاً و
هي تنطلق لتدك الريف الحلبي الثائر..
لكنها طبعاً لم تكن بذات الشدة أو قوة
الصوت.. و كأن الأوغاد في مدرسة
المدفعية و ألوية بطاريات المدافع قد
أدركو أن الصوت يرعب أحياناً بأكثر من
الفعل ذاته.. بعد بلوغ القصف حداً
غير معقول.. بدأت الطائرات تدخل
المعركة جدياً.. و لأول مرة يرى
الحلبيون طائرات هيليكوبتر و ميغ تقصف
الأحياء في صلاح الدين و الصاخور و
مساكن هنانو و غيرها.. و على صعيد موازٍ ..
انطلقت مجموعة من الألعاب القذرة التي
يبرع فيها النظام بامتياز تهدف إلى :
عملية – ترباية – نفسية لكل الحلبيين
إن سولت لهم نفسهم التهليل للجيش الحر،
بل و يمكن القول بأنها أيضاً انتقامية
استباقية ! و أيضاً كي يجعلو الناس تكره
الجيش الحر ! و ذلك لأنه ( أوصل أحوالهم
إلى هذا السوء ). و فيما يلي تفاصيل
الخطة المعدة لخنق المدينة : 1- قرر النظام قطع
البنزين عن حلب بشكل كامل ، و يترك فقط
لعصابات الشبيحة بيعه بأسعار تصل إلى
500% من ثمنه الأصلي لليتر الواحد ( السعر
الحالي 250 ل.س بينما السعر الأصلي 50 ل.س
لليتر )، و هو مغشوش أيضاً. 2- غاز الطبخ مقطوع
أيضاً عن المدينة ، تباع فقط جرر غاز
معبأة بنسبة 70% من قبل زعماء الشبيحة
بسعر 3500 ل.س ، بينما سعرها الأصلي 400 ل.س
، و رغم ذلك يجب أن تكون شخصاً ذا صلات
لتستطيع تأمينها. 3- تم إصدار تعليمات
مشددة بمنع توريد الخضراوات إلى
المدينة. 4- هنالك أزمة خبز
خانقة و الطوابير على الأفران بالمئات. 5- المياه مقطوعة 12
ساعة وسطياً في اليوم. 6- الكهرباء مقطوعة 6
ساعات وسطياً في اليوم. 7- الإتصالات الخلوية
غير مستقرة على الإطلاق و قد قطعت
تماماً أول البارحة لمدة يومين. 8- تغيب الانترنت عن
مساحات كبيرة من المدينة. 9- معظم الدوائر
الحكومية لا تعمل. 10- هنالك غياب كامل
لعناصر شرطة المرور بغرض إشاعة الفوضى
في الشوارع. 11- هنالك نقص كبير في
عملية جمع القمامة و تحولت بعض الشوارع
لمكبات قمامة رهيبة تنذر بالكثير من
الكوارث. 12- المواصلات العامة
مقطوعة و لا باصات تسير في المدينة ،
باستثناء بعض الباصات للأحياء الكردية
( عملية دنيئة جدا بغرض بث روح التفرقة
و الأحقاد بين العرب و الأكراد). 13- و هنالك أيضاً
حملات تحريضية لدى المسيحيين لجعلهم
يصابون بالذعر مما هو قادم و يصطفوا
خلف النظام. و القادم أكبر كما
يعرف الكل في المناطق السورية
المنكوبة طبعا.. معظم العوائل
الحلبية التزمت البيوت وهي تشعر
بالقلق الشديد ، يا ترى .. هل الجيش الحر
يدري ما الذي يفعله ؟ أم أن الموضوع
ارتجالي و حماسي و سينتج عنه تخريب حلب
كما خربت حمص .. و هو موقف لو سمحتوا لي
لا يخلو من الأنانية رغم صحته .. فعلى الرغم من دفاعي
الدائم عن حلب كوني من شباب الثورة ..
إلا أني لا أستطيع إلا أن أجزم بضعف
المسؤولية الجسيم في المدينة .. عندما
كانت المدن السورية الأخرى تحت النار..
رغم أنها لم تبخل بالمال و لا الدعم
اللوجستي قط .. و كان رأي الجميع مع
شكرهم بأن هذا لا يكفي .. طبعاً نحن لسنا في
سياق جلد الذات أو الشماتة .. فالشعب
السوري أرقى من هذه الأوساخ التي يتلطخ
بها النظام فقط .. لكني أذكر هذه
المشاعر من باب التذكير و التحليل
للمستقبل و التاريخ معاً . أما الشباب الذي خرج
في المظاهرات وبحت حناجره و هو يهتف :
ليش خايفين الله معنا ، فيشعر بأنه على
الأقل حاول تحذير الجميع و تنبيهم إلى
أن المحظور قادم.. و أن على الكل
المجازفة و المخاطرة و المشاركة في
الثورة .. و بأنه أدى دوره و ما يجري
الآن خارج عن مقدرته أو رغبته. بقيت هنالك تفصيلة
الجيش الحر و مدى اقتدار قياداته على
استيعاب الدروس من المجابهات مع
النظام ، وهنا كان المحك .. بينت لنا
الأيام التالية ، مايلي : 1- استطاع الجيش الحر
تحقيق اختراقات هائلة في الجسم الأمني
المتغلغل في حلب كالسرطان، وقد تم
تحرير العشرات من الشوارع و الكثير من
الأحياء في المدينة . 2- كل ادعاءات النظام
عن الحشود الضخمة ثبت أنها مجرد فقاعات
حرب إعلامية نفسية .. لقد بدا واضحاً أن
النظام مكشوف و يعاني صعوبة في خطوط
الإمداد ووفرة العتاد و هو يحارب كل
سوريا معاً .. هذا الانكشاف العسكري يعد
الانكشاف الأول للنظام منذ بدء الثورة
.. و من هنا جاءت القيمة المعنوية
الهائلة لدى الثوار عند اكتشافه . 3- طبعا الكل كان في
البداية يعتقد أن الموضوع كان مجرد ( جس
نبض ) و من الطرفين على حد سواء ، أو أن
النظام يتريث كي يجمع أكبر عدد ممكن من
الجيش الحر في حلب و من ثم يقضي عليهم
دفعةً واحدة .. و العديد من التحليلات
الموازية و التي أعتقد شخصياً أنها
ضعيفة المصداقية في هذه اللحظات و بعد
مرور كل هذا الوقت. 4- يقوم الجيش الحر
بعملية ناجحة تماماً تتلخص بضرب
الإمدادات قبل وصولها إلى حلب ، في حمص
و إدلب و أريحا و غيرها من المدن التي
أظهرت شجاعة بطولية في الدفاع عن حلب
وهذا يقلل من قدرة النظام على الهجوم
هنا بشكل فادح . 5- يتم أيضاً استهداف
المطارات العسكرية المجاورة بهدف
تعطيل قدرة النظام على القصف الجوي
نقطة تفوقه الوحيدة في ظل عجزه عن
الاقتحام البري .. و في حال تم عكس هذه
المعادلة فستصبح الأمور مطلقة السيطرة
في يد الجيش الحر. 6- يبدو حتى الآن أن
الجيش الحر عميلعبها صح .. هو لا يتحرك
إلى حي إلا عندما يبدو له قدرته على
إحكام السيطرة عليه .. و المراكز
الأمنية المحررة حتى الآن لم تخرج من
سيطرته.. و سرعة التحرك كبيرة نسبياً
مما يحفظ المعنويات مرتفعة بشكل قياسي. 7- التفاؤل الآن دوماً
على الحد المنطقي.. لا أحد يجازف بالقول
بأن النظام عاجز تماماً ، و الكل يتوقع
مكيدة ما في الأيام القادمة.. وهذا
النوع من الحذر صحي جداً كما أرى.. لكن
ما يبنبؤ على الأرض بالفعل يعني أن
النظام فقد السيطرة و يفقدها بشكل
متسارع جداً في المدينة. 8- هنالك إنهيار كامل
في معنويات المنحبكجية ، من النادر جدا
أن ترى الأن أحدا يضع صورة بشار في محله
، أو على واجهته أو أي شيء يمت للنظام
بصلة . الكل بات يخشى فعلاً من المجاهرة
بمنحبكجيته ..و هو أمر يجب نعته بالجيد
نظراً لأن معظم أولئك الناس كانوا من
الشامتين بكل الشعب السوري عندما
تصلهم أخبار القصف و الذبح .. و يستمرون
بالضحك و القهقهة في مقاهي تشي تشي و
البولمان بكل وقاحة على ندى الأراكيل و
مباريات الدوري الإسباني و ذلك في أيام
سوداء مثل أيام مجزرة الحولة !! يا
ناااس يا عالم .. كان الحلبيون الأشراف
يمرون من جانبهم و في عيوننا دموع
القهر من إخوة لنا في وطننا يضحكون على
الدم السوري المسفوح .. الغالي .. الآن
تدور الدوائر .. و ليتحدث لي أحدهم الآن
عن : المجسمات في حمص و إنو مافي شي و
كلو مفبرك من قبل حمد .. 9- أدى القصف العنيف
إلى موجات نزوح كبيرة .. بعضها خارج
المدينة .. بعضها إلى الريف .. بعضها إلى
الأحياء التي لم تقصف بعد .. و على إثره
امتلأت أكثر من 64 مدرسة بعائلات نازحين
يقدرون ب 50 ألفاً على الأقل .. حتى الآن
تقوم الجمعيات الخيرية و سكان الأحياء
بتأمين مستلزماتهم .. إلا أن الأمن
الغذائي و انقطاع الموارد يهدد الجميع
و الوضع يهدد بالتحول إلى كارثة في وقت
قصير. السيناريوهات
المتوقعة الآن متعددة و لكن هنالك
الإحتمالات التالية : 1- يتوقع الكل حصول
النظام على مدد عسكري بري من روسيا و
إيران لحسم المعركة في حلب ، و هو
سيناريو وارد و الكل يتحضر له بشكل أو
بآخر. 2- يقوم النظام
بالإجهاز على المناطق الأخرى بغرض
التفرغ لحلب ، و هو سيناريو صعب الحصول
جداً كما أعتقد لأن النظام الأحمق تورط
بمالا يقاس في كل أنحاء البلد. 3- من الوارد جدا أن
يتمكن الجيش الحر من تحرير المدينة
بالكامل و أن يطالب عندها بتشكيل منطقة
حماية عازلة جوية. 4- من الوارد جدا أن
يحرر الجيش الحر المدينة عبر تدمير كل
قوات النظام وفروع الأمن ثم ينسحب إلى
مناطق أخرى بعد أن كبد النظام ضربة
معنوية قاصمة .. فالكل و منذ تطبيل
النظام لأم المعارك يجهز نفسه لأن لا
يشعر بالخذلان إن تمكن النظام من إعادة
تدنيس المدينة مجدداً. 5- من الوارد جدا حصول
موجات نزوح كبيرة من حلب باتجاه تركيا
تجبر الجميع على تحرك ما خصوصاً بعد
قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ، و
يعتمد ذلك على مدى حماقة النظام في
استمرار استهداف الأحياء و التضييق
على الناس في الوقود و الغذاء و
الاتصالات .. كلما شعر الناس بالذعر
كلما زادت حركة الهجرة و ازداد الضغط
على النظام .. كما أن أبطال الجيش الحر
يحرجون النظام عبر تأمينهم كل
المستلزمات الحياتية بشكل معقول جدا
في المناطق المحررة .. مما حدا ببعض
الحياديين إلى الكفر بالنظام الذي
يدمر المدينة من أجل حفنة من
الإرهابيين اللي طلعو أشرف منو على حد
الوصف ! 6- من الوارد جداً أن
نشهد الاعتصام الحلم في ساحة سعد الله
الجابري بعشرات الآلاف وصولاً للمئات
بعد التحرير و على غرار اعتصامات
الساعة في حمص و حماه و سيكون هذا ضربة
قاصمة للنظام و هو الكابوس بالنسبة
لبشار الأسد المتخفي حاليا و الذي يوشك
على أن يتحقق. 7- الذي يحصل فعلياً
أن الانتصار يجلب الانتصار .. إن انتصار
الجيش الحر يدفع الجميع إلى تعزيز
صلاتهم به .. بنفس الطريقة التي يفكر
بها بشار الأسد و هو يقصف المدن .. أنا
أثبت أني قادر على النصر لروسيا و
إيران و لذلك هما تدعمانني .. و إن كان
الكل يجمع على أن الدعم الآن لنظام
الأسد انتحار و طريق خاسر لا يرغب أحد
في الخروج منه الآن بسبب الكبر و
العناد و اليأس أيضاً. 8- هل كل ما يحصل في
حلب مجرد فخ للنظام ؟؟ لجره إلى هنا فقط
؟؟ لن أوضح أكثر من ذلك ، و لكن الجيش
الحر بدأ يطور تكتيكاته بسرعة تثير
الإعجاب. خلاصة هذا الكلام أن
هنالك الكثير من التكهنات عما يجري و
سوف يجري في الأيام القادمة ، هل حلب
مقبلة على خراب ؟ أم على نصر ؟ و تبدو
كافة الاحتمالات مفتوحة .. لكن شيئاً
واحداً تعلمته خلال الشهور الماضية من
عمر الثورة السورية .. و هي أن النظام إن
أراد دفعك إلى شيء .. فعليك الذهاب إلى
الطرف المعاكس .. الكثيرون و أنا منهم
لديهم الكثير من التحفظات على الجيش
الحر .. لدينا تخوفات من أنهم يدارون من
قبل الأمريكان و الأتراك وبطريقة
معينة تضمن الصراع ضمن حدود تتيح تدمير
البلد بالكامل .. نشعر بأنهم يتعمدون
إعطائهم السلاح كي لا يخسروا فقط ..
ولكن ليس لكي يربحوا .. الشام و حلب على
أبواب الدمار و هو طموح اسرائيلي
بامتياز .. ولكن هذا بالضبط الفخ
الفكري الذي يجب تجاوزه .. فأولئك
الأبطال انشقوا عن الجيش الأسدي ليس
سوى رفضاً لأوامر إطلاق النار على
الشعب .. و هم ليسوا أغبياء و يعرفون
تماماً ما الذي يريده منهم الأمريكان
أو غيرهم .. ولن ينفذوا إلا ما يتطابق مع
مصالح الشعب في اسقاط النظام .. أما ما
هو دليلي على ذلك .. فأرغب بالقول بأني
أريد أن أثق بأولئك الشجعان .. و عندما
أقول أني أثق بهم و أفوضهم فأنا لا
أتحدث برفاهية من المغترب .. أنا مواطن
حلبي يسمع الآن أصوات المدافع تدك
الأحياء فوق رأسه و هو جالس أمام
الحاسب ليكتب هذه الكلمات .. و أتحدث عن
الثقة من النوع الذي يُعطى مرة واحدة ..
ثقة .. و تفويض .. و اتكال على الله رغم
الأخطاء و أوجه القصور التي لا بد منها
.. علمتنا الثورة و
المظاهرات أن هنالك دوماً مجازفات يجب
أن يقوم بها الإنسان .. ليس طريق النصر
مضموناً على الإطلاق .. و من يريد
الوصول عليه أن يجازف .. وقد تصل
المجازفة أحيانا إلى المجازفة بكل شيء
.. كل شيء .. علينا أيضاً أن لا
ننسى رحمة الله بنا و بالبلد .. و نسمع
يومياً عن انشقاقات كبيرة في صفوف
شرفاء الجيش النظامي تحدث في ربوع
المدينة مفتوحة الطرق إلى الحدود ..
إضافة إلى الخوف الحقيقي لدى الشبيحة ..
فهم يرون الآن أن المعركة أصبحت كبيرة
و جدية و ليست مجرد حصار نذل على حمص
جريحة .. هنا توجد حدود مفتوحة و
إمدادات و مقاتلون أشاوس .. و سمعنا
الكثير من الحكايات عن اعتراض ثلة من
المقاتلين الأحرار أرتالا من الدبابات
و الشبيحة و انتصارهم عليهم .. و ما
النصر إلا من عند الله.. لانعلم إلى متى
سنتحمل نحن كمدنيون الوضع .. ماهي حدود
السلامة الشخصية المتبقية لنا .. و
لكننا لا نملك سوى التفاؤل و الثقة
بلطف الله سبحانه وتعالى و كرمه و
بركات الشهر الكريم حتى لو طالت
السيناريوهات .. وفي تراثنا الطاهر ظل
الرسول الكريم في شعب آل طالب محاصراً
ثلاثة أعوام .. حسناً .. لسنا نتشاءم
بهذا القدر و لكننا نحاول التوكل على
الله و الثقة به إلى أقصى حد .. هذه من اللحظات و
التجارب العميقة و المؤثرة في حياة أي
شخص ،بينما نحن تحت الضغط و الحصار
وخطر أن نتعرض للدهم أو القصف في أية
لحظة ، وجل ما أتمناه في هذه الأوقات أن
أصمد على مكارم الأخلاق و أتحلى بالصبر
و القدرة على الابتسام في وجه النوائب . اللهمّ اقسم لنا من
رحمتك ما يصبرنا على أهوال الدنيا و
اعصمنا من الفتن فنحن مقبلون على أيام
لا نعرف كيف نهايتها .. و إن كنا نرى أن
النصر قادم .. مع مسك الختام. لا أدري متى يصلني
النت مرة أخرى .. دعواتكم لسوريا و ليس
لحلب فقط بالنصر المؤزر .. و السلام. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |