ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مقالات مختارة من الصحف العربية ليوم 24-11-2012 عامر أرناؤوط عكاظ 24-11-2012 أكدت ردود الفعل
السلبية والمواقف غير المنضبطة لكلا
المعسكرين المتمثلين في حزب الله
وحلفائه، والنظام السوري وأتباعه
اللذين هاجما بقسوة خيار حماس ترك
الساحة السورية والتوجه نحو الداخل
الفلسطيني ونسجها لتحالفات
استراتيجية مصرية وتركية ما يدل صراحة
على الروح الاستتباعية التي ينتهجها
أصحاب المعسكرين المذكورين اللذين
فتحا أبواق إعلامهما ومدا ألسنة
أقلامهما لينالا من شرف المقاومة
الفلسطينية في غزة مشككين فيها ناعين
إياها ــ وكما العادة ــ بالتخاذل فقط
لأنها تحررت من حساب بازاراتهم القذرة
التي جربتها أمتنا في أفغانستان
والعراق ولبنان. حزب الله الذي أقام
أمينه العام حسن نصر الله الدنيا ولم
يقعدها على «عرب الاعتدال» عام 2006
بدعوى أنهم لم يساندوا مقاومته ما زال
على عادته الحاقدة المريضة في مهاجمة
من خرجوا بأنفسهم إلى غزة للتضامن
والذين شكّلوا بحركتهم الديبلوماسية
والشعبية والرسمية المظلة الحامية
لغزة وأهلها فمصر (مرسي ) ليست كما ادعى
إعلام حزب الله أنها أسوأ من مصر (مبارك).
نعم ربما المفارقة الوحيدة تكمن في أن
حماس وصواريخها هذه المرة ضربت العمق
الإسرائيلي واوجهت اليهود . والفعل
الفلسطيني تحصل على دعم عربي وإسلامي
حر خارج قيود حزب الله المريض ولعل
صواريخها المحلية الصنع أبلغ رد على «عنترة»
نصر الله الصغير الذي عرف تماما كيف
يمكن للقرار الفلسطيني المتصالح مع
محيطه والمنسجم مع أمته أن يطال حيفا
ويافا وتل أبيب وما بعدها بكثير.. إن
الشعب الفلسطيني قال كلمته وهو الذي
يردد الآن في فلسطين: إنه يريد وحدة
ودولة فهل من مجيب؟؟ ================= سميح صعب 2012-11-24 النهار بعد نكبة عام 1948 في
فلسطين ثار جدل في العالم العربي
وخصوصاً على مستوى الانظمة والاحزاب
سواء منها القومية أو الاسلامية حول
الاولوية التي يجب ان تشغل العرب،
الوحدة العربية أم تحرير فلسطين،
وأيهما يجب ان تسبق الاخرى، التحرير أم
الوحدة، أو الوحدة ثم التحرير؟. وكان
أصحاب كل من الطرحين يعتبر
طرحه هو الافضل، فهناك القائلون ان
طريق فلسطين تمر بالوحدة في مقابل
القائلين بأن الوحدة هي الكفيلة
بتحرير فلسطين.
مع نشوب حرب غزة
الاخيرة وجد قسم من العرب المشغولون
بنشر ما يسمى "الربيع العربي"
ومعظمهم يحاولون تصدير ما لا يملكون،
ان حرب غزة افتعلها الرئيس السوري بشار
الاسد وايران من أجل تخفيف الضغط عن
النظام السوري وقت بدأت المعارضة تتحد
وتكسب المزيد من الارض في الداخل، فكان
الرد السوري باشعال جبهة غزة لحرف
الصورة قليلاً عما يجري في سوريا.
والقائلون بهذا
الرأي ومعهم تركيا وفرنسا والولايات
المتحدة، يعتقدون ان أولوية الاولويات
يجب ان تكون الآن اسقاط النظام السوري
وان في الامكان ارجاء قضية فلسطين الى
ما بعد هذا الاسقاط. وربما بات هؤلاء
يرون ان الطريق الى فلسطين تمر في دمشق. لذلك تعرضت "حماس"
لضغوط قوية من دول "الربيع
العربي" وداعمي هذا "الربيع" من
مجلس التعاون الى تركيا الى فرنسا الى
أميركا، كي توقف النار وتقبل بالعودة
الى التهدئة حتى يكون في الامكان تركيز
الاعلام مجدداً على سوريا وليس على غزة
كما حصل طوال اسبوع، علماً بان بعض
الفضائيات العربية استمر في تقديم
الحدث السوري على الحدث الفلسطيني
ايماناً منه بأن حرب غزة أمر عابر
بينما الحرب السورية هي التي يجب ان
تحظى دوماً بالابراز الى ان يسقط الاسد.
وسارعت واشنطن الى
اهداء اتفاق التهدئة الجديد الى
الرئيس المصري محمد مرسي الذي بات
رمزاً لـ"الربيع العربي".
وكان يهمها ان يبدو مرسي حاضناً
لقضية غزة وليس سوريا أو ايران.
لكن
الاسئلة الملحة الآن هي: ماذا قدمت
التهدئة في غزة للقضية الفلسطينية
ككل، وهل في امكان الفلسطينيين ان يروا
الضوء الآن في نهاية النفق؟ وهل
التهدئة يمكن ان تخدم ما ينشده
الفلسطينيون من اقامة دولة فلسطينية
على ترابهم الوطني عاصمتها القدس؟
وكيف يمكن توظيف الصمود العسكري
لغزة في فتح آفاق حل نهائي للقضية
الفلسطينية؟ في كل بنود التهدئة
التي وزعتها الرئاسة المصرية، لا يمكن
العثور على ما يخدم هذا الهدف.
المهم في نظر
الخائفين على "الربيع العربي" ان
تعود الكاميرا الى سوريا. ================= هيفاء بيطار السفير 24-11-2012 أتحدى أن يوجد مواطن
سوري سعيد! لستُ سوى مواطنة
سورية، أحمل صليب الألم وأمشي في رحلة
درب الآلام بانتظار القيامة والحياة
الحقة المعمّدة بالكرامة والحرية...
لستُ سوى مواطنة سورية تتشارك مع 23
مليون سوري، الإحساس بآلام لا تطاق. آلام طاحنة لدرجة
يبدو ألم السرطان أشبه بنكتة مقارنة
بها. يمشي السوري متخماً بآلامه،
شاعراً بالقهر والعجز وفقدان الصبر،
لكنه يحاول أن يستمد شعوراً زائفاً
بالشجاعة لمجرد أن قامته منتصبة! مع طلوع الفجر، ثمة
سؤال يتفجر في أعماق كل سوري: إلى أي حد
أستطيع أن أتحمّل؟ يحاول أن يواسي نفسه
بالقول بأن الوقت يشفي الجروح، يكرر
لنفسه تلك العبارة دون أن يصدق كلمة
منها! لكن أكثر ما يعنيني
أطفال سوريا، وجعي الأكبر، إن لم أقل
الوحيد. أطفال سوريا الذين سيغدون شباب
المستقبل، وصناع المستقبل بعد سنوات
قليلة! فكيف حالكم يا أحبائي... اسمحوا لي أن أكتب
عنكم لأن طفولتكم وبراءتكم انتهكهما
الكبار وقتلهما الرصاص... سأبقى في الظل وأترك
للمشاهد أن يعبّر عن حال أطفال سوريا. في شوارع اللاذقية
الضيقة وأزقتها تجد عشرات الصبية
الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 5
سنوات و14 سنة، يلعبون في فريقين: «الجيش
الحر» و«الجيش النظامي»، وكل طفل يحمل
بندقية بلاستيك بالكاد تختلف عن
البندقية الحقيقية المحشوة بالرصاص
الحي، ولا أعرف ما الغاية من صناعة هذه
الدمى للأطفال. ولا يمكنني أن أفهم
إلا، أن العقل المدبر لابتكار هذه
الدمى، والجهات التي تـُدخلها إلى
البلد، تهدف إلى تغذية الروح
العدوانية وإحياء النزعة الشريرة في
أرواح الأطفال الذين ليسوا سوى عجينة
في يد الكبار، يشكـّلونها كما يريدون. هذه لعبة سوف تتحول
بعد سنوات إلى حقيقة وواقع. اعتقدتُ انني أول من
لاحظ هذه الظاهرة، لكن فوجئت أن صديقة
لي كانت تسكن في مخيم اليرموك في دمشق
قبل أن تنزح إلى اللاذقية، قالت لي أن
لعبة الأطفال هناك هي الانقسام إلى
فريقين يقتل كل منهما الآخر! أطفال سوريا اليوم
يتسولون بثيابهم الرثة، وكل منهم يحمل
علبة علكة، يستجدون المارة ورواد
المقاهي، أن يشتروا العلكة. صرتُ أشعر
أن العلكة أهم مادة في الحياة. بدل أن
يكون هؤلاء الأطفال في المدرسة، فإنهم
يسرحون في الشوارع بالمئات، يتسولون
المارة كي يبيعوا العلكة! مئات الآلاف من أطفال
سوريا سحقت طفولتهم وروعوا. كنتُ شاهدة
بحكم عملي كطبيبة على عشرات الأطفال
كانوا يصابون بنوب من ضيق النفس الشديد
الأقرب للاختناق، وحالة من التشنج
الشديد بسبب صوت القصف المروع، فيضطر
أهلهم، إن استطاعوا تجاوز مطر الرصاص،
أن يحضروهم إلى المشفى لإعطائهم دواء
لاسترخاء العضلات. هنيئاً لكم أطفال
سوريا كم عُقدت مؤتمرات تناقش ظروفكم
الكارثية، وكم تتجمل إنسانياً بكم
فضائيات تطالب بجمع التبرعات لكم.
هنيئاً لكم أطفال سوريا، يا لإبداع
الكاميرا التي تصوركم مذبوحين
وملتاعين وراكضين حفاة، أو راقدين تحت
الأنقاض، يحنو عليكم كفن من غبار،
هنيئاً لكم كم يتاجر بكم الكبار. أي تعاطف مقرف ومخادع
بأطفال سوريا؟ ما معنى تلك اللقطة،
طفلة بالكاد تعلمت النطق، بالكاد
عمرها ثلاث سنوات، لوثوا وجهها بأصبغة
ملونة ووضعوا في يدها صورة، ولقنوها أن
تقول: «إعدام، إعدام». من يفكر بشعور طفلة
تتعلم أن تنطق أول كلمة في اللغة: إعدام... تتعلم أن تقول إعدام،
بدل أن تقول، ماما، بابا، الله، أخي،
مدرسة، عصفور ووردة. من يبالي بمشاعر
آلاف، بل عشرات آلاف الأطفال السوريين
الذين مات آباؤهم؟ من يبالي بمشاعر
عشرات آلاف الأطفال السوريين الذين
يتأبطون حقائبهم المدرسية متوجهين إلى
مدارسهم عندما يتوقفون للحظات أمام
اوراق نعي آبائهم؟ من يهتم بمشاعر آلاف
الأطفال السوريين الذين عُطبوا، خسروا
عيناً أو يداً أو قدماً، أو بذور فرح
كانت كامنة في روحهم الطاهرة... في علم نفس الطفل
هناك حالة تسمى (تدمير الروح) وتعني انه
حين يتعرض الطفل إلى أنواع رهيبة من
القسوة والوحشية وإلى درجة عالية من
العنف، فإن إرادة الحياة أو شهية
الحياة تـُدمر في روحه، ويتشوش ذهنه
بالرعب والذعر، فتموت روحه، ويتحول
إلى إنسان آلي بلا مشاعر ولا أحاسيس،
ويصير منفذاً لأوامر الكبار كإنسان
آلي، ويصير عبداً لهؤلاء الذين
يتاجرون بالأطفال ويتحاربون بهم،
فيحولونهم إلى دمى وبهاليل يُزج بهم في
معارك الكبار، ويكتبون على وجوههم
بأصبغة ملونة، ويحولونهم إلى مهرجين
ويلقنونهم كلمات يرددونها كببغاوات. ثمة صورة تروعني كلما
شاهدتها، صورة طفلة لم تكمل عامها
الأول تحملها أيد ٍ وتجلسها على ظهر
دبابة! صورة ستنطبع كوشم في ذاكرة هذه
المسكينة التي تعتقد انها في حماية
الكبار والتي لا حول لها ولا قوة سوى ما
يرغب الكبار أن يفعلوا بها! هؤلاء الأطفال الذين
شهدوا مجازر وفظائع يعجز عقلهم عن
استيعابها، هؤلاء الذين شهدوا مجازر
لأطفال في عمرهم وأجساد بضة مكومة
بعضها لصق بعض أو فوق بعض، لعلهم
يحبسون أنفاسهم والذعر يتقصف في
مفاصلهم متسائلين هل سيكون مصيرنا مثل
هؤلاء الأطفال! لعل الرأفة الوحيدة
التي تنعمون بها أحبائي أطفال سوريا
كون عقولكم غير الناضجة بعد، عاجزة عن
استيعاب كل هذا الشر والوحشية حولكم. كاتبة من سوريا ================= مخاطر
صراع المعارضة السورية.. المجلس
والائتلاف سمير سعيفان 2012-11-23 القدس العربي ربما لم تتح الظروف
أفضل مما كان. لكن إنجاز الائتلاف
الوطني وانضمام المجلس الوطني له، رغم
الملاحظات، خطوة هامة وكبيرة يمكن
ويجب أن تحقق تقدما كبيرا وفرقا كبيرا
بل ونقطة تحول في مسيرة الثورة السورية. ولكن كان من اللافت
أن يدعى جورج صبرا رئيس المجلس الوطني
السوري ليلقي كلمة المعارضة السورية
في 'مؤتمر الشراكة في الاستثمار' الذي
عقد في دبي في 21 تشرين الثاني 2012 بينما
لم يدع الشيخ معاذ الخطيب رئيس 'الائتلاف
الوطني لقوى الثورة والمعارضة' الذي تم
تشكيله مؤخراً في الدوحة وانضم إليه
المجلس الوطني كأحد مكوناته. وكان من
اللافت أيضاً أن جورج صبرا في كلمته
المشار إليها أعلاه لم يتطرق للائتلاف
وكأنه لم يوجد. إذا أخذنا أيضاً
استقبال جورج صبرا من قبل كل من وزراء
خارجية السعودية والإمارات وتركيا،
بينما لم يستقبلوا رئيس الائتلاف بعد.
كل هذا يشير إلى ما يظهر للعلن الى عدم
رضى سعودي إمارتي تركي على تشكيل
الائتلاف الوطني بالشكل الذي تم فيه.
وإذا كان موقف تركيا مفهوم لأنه كان
وبقي داعماً للمجلس الوطني الذي تشكل
في استانبول في مطلع تشرين الأول 2011،
فكان من اللافت تبدل موقف السعودية
والإمارات المتحفظ في دعمهما للمجلس
الوطني. وكانت السعودية والإمارات قد
شجعتا قيام الائتلاف الوطني منذ
انطلاق النشاط لتكوينه. ولمزيد من التعرف على
موقف المجلس الوطني من الائتلاف دخلت
إلى موقع المجلس على الإنترنت h t t p : // a r . s y r i a
n c o u n c i l . o r g/ فكانت أخباره قديمة
يعود أحدثها للثاني من تشرين الثاني
2012. ثم دخلت على موقعهم على الفيسبوك https://w w w . f a c e b o
o k . c o m/T h e S y r i a n N a t i o n a l C o u n c i l
فكانت أخباره تازا.
فقد أورد خبر خطاب جورج صبرا المذكور
أعلاه في افتتاح مؤتمر المشاركة في
الاستثمار. وقد بحثت في هذا الموقع فلم
أجد حتى مجرد خبر أو ذكر للائتلاف
وتشكيله ووثائقه وواقع أن المجلس أصبح
جزءاً منه، وكأن الائتلاف لم يوجد بعد.
الذكر الوحيد الذي وجدته هو خبر تسمية
د. منذر ماخوس كسفير للشعب السوري في
فرنسا. وكانت صيغة الخبر كالتالي 'تعيين
عضو المجلس الوطني والكتلة المؤسسة
للمجلس وعضو الإئتلاف الوطني الدكتور
منذر ماخوس سفيراً للشعب السوري لدى
فرنسا' أي تم تقديم اسم المجلس على اسم
الائتلاف رغم أن ماخوس سمي بعد زيارة
الائتلاف لفرنسا وليس بعد زيارة
المجلس. كما ورد في موقع
المجلس على الفيسبوك 'عقد المكتب
التنفيذي للمجلس الوطني السوري دورة
انعقاد جديدة في اسطنبول الأحد (18 ت2/
نوفمبر 2012) بعد اجتماع الهيئة العامة
في الدوحة وانتخابات الأمانة العامة
والمكتب التنفيذي ........ ودعوة الأمانة
لعقد اجتماع لبحث صلة المجلس
بالائتلاف الوطني بعد التوقيع بالأحرف
الأولى على وثيقة الإعلان، حيث سيتم
بحث قرار المشاركة وطبيعته'. إذاً
مازالت مشاركة المجلس في الائتلاف
موضع نقاش وغير محسومة لدى المجلس.
خاصة وأن المادة 11 من اتفاق تشكيل
الائتلاف تنص على التالي: 'لا يعد هذا
الاتفاق ساريا إلا بعد المصادقة عليه
من الجهات المرجعية لأطرافه أصولا'.
ولم يعلن المجلس أن 'جهاته المرجعية' قد
صادقت على الاتفاق، مما يترك الباب
مفتوحاً للانضمام من عدمه. ولكن سلوك
المجلس حتى الآن يشي بأن المجلس يرجح
عدم الانضمام. إعلان بعض الكتائب في
حلب عن رفضها للائتلاف وإعلانها عن
قيام دولة إسلامية والذي كان له الوقع
السيء جداً على الثورة، وقدم خدمة
جليلة للنظام، ثم قيام كتائب أخرى في
حلب بإعلان تأييدها للائتلاف، كل هذا
لم يكن ببعيد عن الخلاف بل الصراع
القطري السعودي. هذا يعيدنا إلى
الموافقة الصعبة للمجلس في الدوحة على
الانضمام للائتلاف والتي تمت تحت ضغوط
شديدة استمرت حتى منتصف الليل، فبدت
موافقة المجلس كزواج بالإكراه. وهذا ما
يبرز في مواقف المجلس الذي يتصرف وكأن
الائتلاف غير موجود ولا علاقة للمجلس
به. لهذا الوضع مخاطره
على الائتلاف بل وعلى المجلس نفسه
والأهم على الثورة السورية، فوحدة
المعارضة مع توحيد الكتائب المسلحة
ووضعها تحت قيادة سياسية هو شرط يضعه
المجتمع العربي والدولي لتقديم دعم
أكثر فاعلية. وفعلاً، فقد لقي قيام
الائتلاف الوطني بمجرد الإعلان عنه
ترحيباً واسعاً من قبل المجتمعين
العربي والدولي ومن الحراك الثوري على
الأرض. وانعكس هذا في انطلاق اعترافات
دولية بالائتلاف كممثل شرعي أو شرعي
ووحيد للشعب السوري ومبادرة باريس
لتسمية سفير لسورية، بينما عجز المجلس
عن ذلك على مدى عام ونيف. يبدو أن ثمة شيء أزعج
السعوديين والإماراتيين في عملية
تشكيل الائتلاف كما أن بعض أطراف
الحراك وقوى المعارضة لم تكن راضية عن
تكوين أعضاء الائتلاف ال 63 ونسب
التمثيل. فقد لعبت قطر الدور الرئيسي،
وبالتالي لم تؤخذ رؤية السعودية
والإمارات، ولم تؤخذ رؤية بعض فصائل
الحراك وقوى المعارضة بعين الاعتبار.
فقد كان التشاور لتشكيل بنية أعضاء
الائتلاف والجهات المشاركة ومن دعي
اليه يكاد ينحصر بقطر تقريباً، ولم
يتوسع التشاور ليضم السعودية
والإمارات ولم يتوسع ليضم قوى ثورية
ومعارضة أخرى ما زالت غير منضمة
للائتلاف أو رفضت تلبية الدعوة
للمشاركة فيه، لأن الدعوة وجهت لها دون
أن يسبقها تشاور معها. هذا ما ترك ويترك
اثارا واضحة على الائتلاف. ولأن الوحدة
ضرورية جداً فلا بد من تجاوز نقاط
الضعف هذه التي تمت بسبب الإسراع
والاستعجال وبسبب عدم التشاور وبسبب
المبالغة في مراعاة المجلس حتى في
توقيت عقد لقاء المبادرة. لأن الوحدة مطلوبة،
فيجب تدارك نقاط الضعف هذه التي تخلق
المخاطر الكثيرة. و على لقاء الائتلاف
القادم أن يحسم النقاط التالية: ـ الحرص وبذل الجهود
كي يحسم المجلس موقفه إيجاباً
بالموافقة النهائية على الانضمام
للائتلاف، وإن لم يفعل، فيجب أن يحسمها
بالاتجاه المعاكس. وفي حال موافقته على
الانضمام أن يحل نفسه وأن يتم التعامل
مع مكوناته على قدم المساواة مع
المكونات الأخرى. فليس من المقبول أن
يبقى المجلس كتكتل داخل الائتلاف. هذا
يساعد بتجاوز الخلافات والخندقة
السابقة. وحينها سيتم الانتفاع بكوادر
وخبرات وعلاقات مكاتب المجلس في تشكيل
مكاتب الائتلاف. ـ أن يسرع الائتلاف
في زيارة السعودية والإمارات والتعرف
على رؤيتهما وتحديد مطالبهما بدقة
والاتفاق على إجراءات تضمن دعمهما
للمبادرة، فدعمهما له أهمية كبيرة
لينضم إلى الدعم الآخر. ـ أن تسرع قيادة
الائتلاف بالتشاور مع مكونات ثورية
أخرى ومع قوى ديمقراطية لم تدع أو لم
تلب الدعوة والتشاور معها وبذل الجهود
لضمان انضمامها للائتلاف. ونفس الأمر
بالنسبة للمكونات الكردية. ـ أن ينتهي الائتلاف
من مسودات نظامه الداخلي وبنيته
التنظيمية ومكاتبه وأن ينتهي من
مسودات تكوين مكتب الإغاثة الموحد
والمكتب العسكري والحكومة المؤقتة،
وأن ينظم التشاور لتسمية من سيشغل
عضوية هذه المكاتب. وأن يهتم
بالاستعانة بأهل الخبرة والاختصاص.
وبدون تنظيم عمله الداخلي بشكل جيد لن
يستطيع القيام بالمهام الجسام الملقاة
على عاتقه. أن ينتهي الائتلاف من
إجراءات إقامة كافة قياداته والعاملين
الدائمين في مكاتبه في نفس المدينة (القاهرة)
فبدون ذلك لا يمكن القيام بقيادة
وإدارة فعالة. ان ينتهي من وضع
مسودات لخطة عمل شامله للائتلاف
ومكاتبه. ـ ان تعرض كافة هذه
الوثائق على الاجتماع القادم للهيئة
العامة للمجلس كي تقرها وتعلنها
وتضعها قيد التطبيق لكسب ثقة الداخل
أولاً والخارج ثانياً. يجب الخلاص من
تقاليد العمل غير المنظم الذي ألفته
المعارضة السورية، والخلاص من
الاجتماعات الواسعة الطويلة التي لا
تحضر بشكل جيد وتفتقد لجداول أعمال،
والخلاص من النقاشات الطويلة والتي
تضيع الوقت والتي ألفتها المعارضة
سابقاً. ويجب الخلاص من حصر العمل بعدد
ضيق من قيادات المعارضة/الائتلاف.
فالمهام كبيرة وتتطلب عمل فرق عمل
منظمة جيداً تقوم بعمل احترافي مقترن
بالموهبة السياسية. يبدو الائتلاف في وضع
حرج وزمن ضيق، وعليه أن ينجح في كل ما
ورد أعلاه وخلال شهر واحد للنجاح وهي
مهمة صعبة. ================= حسين العودات التاريخ: 24
نوفمبر 2012 البيان والمعني بالشام هنا
مدينة دمشق التي أخذت من بلاد الشام
هذا الاسم، وتماهت مع بلاد الشام
المقسمة الآن إلى أربع دول، وكان لدمشق
تاريخ مميز يختلف عن تاريخ معظم مدن
الأرض، لأنها أقدم المدن التي مازالت
مسكونة في العالم. اشتهرت دمشق
بغوطتيها الشرقية والغربية اللتين
كانتا مغطيتين بجميع أنواع الأشجار
المثمرة لمختلف أنواع الفاكهة
المتوسطية، كما اشتهرت بنهر بردى الذي
كانت مياهه تتدفق طوال العام، فحتى قبل
خمسين عاماً كانت هذه المياه تنقل معها
الفواكه المتساقطة من الأشجار
المزروعة على ضفتي النهر في الغوطة
الغربية. وكان يمكن لفقراء
دمشق أن يجلسوا على حافة النهر
ويلتقطوا هذه الفواكه مما يغنيهم عن
شرائها. لقد جف بردى الآن بعد أن حفر
كبار الضباط وأهل السلطة آباراً
ارتوازية في مزارعهم التي أنشأوها على
ضفتيه من منبعه إلى مصبه، فغارت مياهه
ولم تعد تجري فيه سوى شهرين او ثلاثة في
العام، وذهب بيت شوقي الشهير في مدح
النهر الذي يقول (جرى وصفق يلقانا بها
بردى كما تلقاك دون الخلد رضوان) أدراج
الرياح. ولم يعد بردى يلقى
أحداً من زوار دمشق، بل أخذت روائحه
غير المستحبة تنتشر في فضاء المدينة
معظم أشهر العام، كما لم يعد (الحور في
دمر أو حول هامتها) الذي أعجب به شوقي
موجوداً، ونبتت بدلاً منه أشجار قزمة،
أو تحولت بساتينه إلى قفار. قال الشاعر مظفر
النواب (إنها دمشق، امرأة بسبعة
مستحيلات، وخمسة أسماء، وعشرة ألقاب،
مثوى ألف ولي، ومدرسة عشرين نبي،
الأقدم والأيتم، ملتقى الحلم ونهايته،
بداية الفتح وقوافله). فقد عاش في دمشق
عديد من العلماء والشعراء والفنانين
والأئمة والسياسيين والقادة
العسكريين منذ وصول الإسلام إليها حتى
الآن، وبقيت مزارات وقبور بعضهم ماثلة
في أحياء المدينة تستقبل الزوار،
كأضرحة معاوية بن أبي سفيان، وصلاح
الدين الأيوبي. ومحي الدين ابن عربي
وغيرهم، إلا أن معظم هذه الأضرحة يكاد
يصبح دارساً وتضيع ملامحه بسبب
الإهمال، فمن يزور ضريح معاوية بن أبي
سفيان مثلاً لابد أن يشعر بالحزن
والأسى لتواضع قبر هذا الرجل العظيم
وعدم الاهتمام به وكثرة النفايات حوله. وقد نجا ضريح صلاح
الدين الأيوبي من (البهدلة) لأنه في
مدخل الجامع الأموي، كما نجا ضريح محي
الدين بن عربي بسبب الطابع الديني لهذا
الضريح. عكس بقية الأضرحة، وفي الوقت
نفسه تتعدد مواقع التراث الديني
المسيحي الغني في دمشق. وأشير خاصة إلى
الشارع الطويل أو مدحت باشا وهو الشارع
الذي مر به (بولس الرسول) في العقود
الأولى للمسيحية، فضلاً عن الكنائس
والمعابد الكثيرة، وبدلاً من حفظ
وتجديد الأضرحة والآثار والمواقع
والأوابد التاريخية والدينية في دمشق
القديمة، غزتها المطاعم والفنادق و(رذالات)
الأغنياء الجدد، ونمط الحياة
الاستهلاكي، والفنون الهابطة وما يشبه
ذلك. كان الدمشقيون
والسوريون عموماً، بل وأهالي بلاد
الشام، يفتخرون بمدينة دمشق وعمرانها
وفنونها وآثارها وأوابدها ومعالمها
الدينية والثقافية والتاريخية،
وتقاليدها ودورها الثقافي والإنساني
والسياسي في المنطقة. ويفتخر سكان دمشق
بسكناها ويرددون مع الشاعر القروي (حتى
م تحسبها أضغاث أحلام سبح لربك وانحر
أنت في الشام). ماذا حلّ بدمشق الآن؟ أزيلت غوطتيها وصارت
قاعاً صفصفاً، وحل محل أشجارها
وغياضها إما أبنية إسمنتية، أو منشآت
حديثة كالمعامل التي تزود الغوطة
بالأوساخ والتلوث، أو بالمطاعم (التي
لم يعد يرتادها أحد الآن) كما أحاطت بها
من كل جانب العشوائيات وسكانها
القادمين من الريف، حتى وصل عدد سكان
هذه العشوائيات، إلى ضعف سكان دمشق
الأصليين وامتلأت شوارعها بالحواجز
العسكرية في الأشهر الأخيرة. ويحتاج المرء لأكثر
من ساعة ليقطع كيلو متر واحد أو اثنين
داخل المدينة في بعض المناطق، في الوقت
الذي يهرب النوم من طلقات المدفعية
والرصاص طوال الليل. هذا فضلاً عن الصعوبة
والخوف بل والذعر من التجول ليلاً، أو
أثناء زيارة صديق، أو ارتياد مطعم أو
مقهى أو محل عام، فبعد الغروب تكاد
تشعر أن المدينة تعيش في ظل قوانين منع
التجول، ولأسباب أمنية أغلقت الشوارع
والمنافذ والطرقات حول المراكز
العسكرية والأمنية المنتشرة في
المدينة (وما أكثرها). وحول بعض مؤسسات
الدولة، ومنازل بعض الضباط أو
المسؤولين، وتحول السير إلى شوارع
أخرى، حتى غدا الازدحام في دمشق
كابوساً يقلق المتنقلين في شوارعها،
وقد تجرأ بعض الضباط والمسؤولين
الثانويين على إغلاق الشوارع وزيادة
الحراسات حول بيوتهم دون أي سبب جدي،
فهم ليسوا مهددين وليس عليهم أي خطر. وكأنهم يعتقدون أن
إغلاق الشارع أو زيادة الحراسة حول
بيوتهم يعطيهم أهمية اجتماعية أو
سياسية، مع أنه في الواقع يعرضهم
للشتائم (السرية) والاحتقار (غير
المعلن) وربما يتساءل السوريون لماذا
يدفعون رواتب لعشرات الجنود لحماية
هذا الضابط أو ذاك وهو لايحتاج لحماية،
وكيف تحول الجنود السوريون إلى خدم لدى
ضباطهم كما كان الحال أيام السلطنة
العثمانية. وفهم السوريون بدقة
معنى نظام (السخرة) الذي كان سائداً
أيام حكم العثمانيين. وهكذا امتلأت
شوارع دمشق وحواريها بالحواجز وأكياس
الرمل التي تغلق الطرقات وبالسيارات
المزدحمة في الشوارع الأخرى، ورافق
ذلك كله بالضرورة الخوف الدائم لدى
السوريين من كل ما حولهم ومن حولهم. لم تعد دمشق هي نفسها
التي كانت قبل خمسين عاماً نظيفة
مهفهفة تنتشر فيها رائحة الياسمين في
كل شارع، ويسعد أهلها بالسيران إلى
الغوطة كل يوم جمعة، يحملون معهم (الخبز
والحاكي) ويمضون نهارهم على جوانب بردى
وتفرعاته، وتحت ظلال أشجار الغوطة. ومع
ذلك يحب أهل دمشق مدينتهم التي دمر
القصف أحياءها المحيطية ويرددون قول
الشاعر (قالوا تحب الشام قلت بلى
فجوانحي مدفونة فيها وقلت فؤادي). ======================== مع
اشتداد الأزمة السورية وانهيار النظام
:أرقام صادمة في الاقتصاد السوري! وليد جداع (المشرف العام) 2012/11/24 الحركة
الدستورية السورية يبدو أن الانهيار
المفاجئ في قيمة الليرة السورية الذي
حدث في الشهر الماضي والذي أوصلها إلى
قرابة خمسة وثمانين ليرة مقابل
الدولار الأمريكي، بعد استقرار نسبي
حول خمسة وسبعين ليرة، هو نتيجة طبيعية
للأوضاع الاقتصادية فائقة الصعوبة
التي تعيشها سورية، والتي لا تجد
الحكومة السورية وسائل مناسبة لحلها،
مع تصاعد العمل العسكري وتوقف النشاط
الإنتاجي عامة في مختلف المجالات ، مما
يجعل الاقتصاد السوري معتمدا على
التمويل الخارجي بشكل رئيسي! موارد الدولة
للإنفاق الجاري من رواتب وأعباء فقط،
دون نفقات استثمارية! وقد انعكست الأوضاع
الصعبة للاقتصاد على الميزانية
التقديرية لعام 2013، حيث انخفض الإنفاق
الاستثماري بشكل ملحوظ، وخصصت معظم
موارد الدولة للإنفاق
الجاري الذي يتركز في تمويل آلة الحرب
ورواتب الموظفين، والدعم الحكومي
لضروريات المواطنين. وقد أشار وزير
المالية السوري محمد الجليلاتي في
بيانه أمام مجلس الشعب السوري ، حول
موازنة عام 2013 (3/11/2012) إلى أن حجم
الإنفاق الاستثماري قد انخفض بمقدار
مائة مليار ليرة(مليار ونصف المليار
دولار) عن العام 2012 ليبلغ 275 مليار
ليرة، أي أقل من أربعة مليارات دولار .
بينما خصص مبلغ 318مليار ليرة سورية(أربعة
مليارات ونصف مليار دولار أمريكي)
لإنفاق وزارات الدولة والجهات التابعة
لها ، وللدعم الاجتماعي مبلغ 512 مليار
ليرة سورية، أي أكثر من سبعة مليارات
دولار . وكان السيد الجليلاتي قد قدر
إجمالي الموازنة لعام 2013 بمبلغ (1383)
مليار ليرة سورية، أي قرابة تسعة عشر
مليار دولار، مجموع ما رصد منها
للإنفاق الجاري كليا يبلغ 1108 مليار
ليرة(أكثر من خمسة عشر مليار دولار) . أي
أن ثمانين بالمئة من مخصصات الدولة
ستذهب للإنفاق الجاري فقط، مما يلحق
أضرارا بالغة بالعملية الإنمائية،
ويرتب أضرارا اقتصادية فادحة على
مستقبل سورية، لأن الإنفاق الاستثماري
في القطاعات الإنتاجية
المختلفة من صناعة وتجارة
وبنى تحتية،هو العامل الرئيسي في
صناعة المستقبل الاقتصادي للدولة. عجز هائل في الموارد،
وديون خارجية مرتقبة على الشعب السوري! وتظهر الميزانية
التي قدمها وزير المالية عجزا هائلا في
الموارد اللازمة يبلغ (745) مليار ليرة
سورية، أي أكثر من عشرة مليارات دولار
أمريكي، وهو ما يزيد عن 54 بالمائة من
الميزانية! وهذا الرقم يزيد بمبلغ 216
مليار ليرة (ثلاثة مليارات دولار) عن
عام 2012 الجاري . وقد اعترف السيد
الجليلاتي بصعوبة تمويل هذا العجز،
وحدد ثلاثة مسارات متوقعة لتحقيقه،
أولها هو طبع مليارات الليرات السورية
وضخها في السوق دون ما يقابلها من غطاء
ذهبي أو عملات صعبة، مما يعني ارتفاعات
هائلة في الأسعار، أو الاستدانة من
المواطنين أنفسهم ببيعهم سندات خزينة
يتم تسديدها لاحقا! ، إضافة إلى
الاقتراض الخارجي، حيث تسعى الحكومة
السورية الآن إلى ترتيب قرض مع روسية،
وهو ما يتم التفاوض عليه. إنكار رسمي للأزمات،
ينهار أمام حقائق الأرقام! ومن الملاحظ انه بعد
إنكار متواصل لأثر الأحداث الجارية
على الاقتصاد السوري، وأثر العقوبات
الاقتصادية الدولية على هذا الاقتصاد،
بدأ المسؤولون الحكوميون في الاعتراف
بخطورة هذه التأثيرات ، وحجم الأضرار
التي تسببها للاقتصاد. فقد اعترف وزير
المالية في توضيحاته حول الميزانية ،
بأن هناك انخفاضا كبيرا في نسب التنفيذ
في المشاريع الحكومية،بسبب نقص
الموارد المالية المخصصة لها. كما أشار
إلى انخفاض نسبة إجمالي الموارد
المحلية إلى إجمالي الناتج المحلي من
تسعة وعشرين في المائة في موازنة 2012
إلى نسبة ثلاثة وعشرين في المائة في
ميزانية عام 2013 ، وذلك نتيجة التدني
المتوقع في الإيرادات الجارية
والاستثمارية جراء الظروف التي تمر
بها البلاد وانخفاض معدل النمو
الاقتصادي. الأمر نفسه الذي ينطبق على
أسباب العجز الكبير في الميزانية
والذي تعود أسبابه الكبرى إلى وضع
البلاد والعقوبات الاقتصادية
المفروضة على سورية، كما قال. وقال السيد
الجليلاتي إن العقوبات ألقت بثقلها
على الموازنة العامة للدولة وظهرت
آثارها السلبية بصورة واضحة من خلال
تدني الإيرادات العامة للدولة وانخفاض
الإيرادات الاستثمارية، وذلك نتيجة
للعقوبات المفروضة على قطاع النفط،
إضافة إلى توقف عجلة الإنتاج في كثير
من المؤسسات والشركات الاقتصادية
العامة والخاصة. مما زاد من أعباء
الإنفاق الجاري، وأدى بالتالي إلى
ارتفاع ملحوظ في عجز الموازنة العامة
للدولة. إعادة التعمير: أرقام
غير حقيقية، لكنها بداية الاعترافات
بالدمار المروع! وفي انتقاد مبطن
للمافيات المستفيدة من الدولة ، أشار
وزير المالية إلى اعتقاده بوجود سبعين
غنيا استثنائيا على مستوى الدولة ،
يستأثرون بحصة كبيرة من الموارد،
الأمر الذي ينم عن سوء توزيع كبير وخلل
في توزيع الدخل القومي! وقد تحدث السيد
الجليلاتي عن الأموال المخصصة لإعادة
التعمير في الميزانية وقدرها بثلاثين
مليار ليرة سورية، مشيرا إلى أن هذا
المبلغ هو للحاجات الضرورية فقط، أما
كلفة إعادة التعمير والبناء فقدره ب 2000
مليار ليرة سورية، أي قرابة 27 مليار
دولار. ونحن نعتقد أن هذا الرقم منخفض
إلى حد كبير، لأن تقديراتنا وتقدير
مصادر متطابقة تشير إلى الحاجة إلى 200
مليار دولار لإعادة تعمير البلاد. وفي توضيحات أخرى
لمدى الصعوبات التي تواجه النظام
السوري ، ذكر السيد وائل الحلقي رئيس
الوزراء السوري أمام جمع من الأطباء
السوريين، أن مجموع ما تقدمه الحكومة
السورية لدعم المواد الضرورية من
مشتقات بترولية وكهرباء وخبز، يبلغ (680)
مليار ليرة سورية. أي أكثر من عشرة
مليارات دولار أمريكي، بسعر الصرف
المتاح منذ أسابيع (72 ليرة مقابل
الدولار) . وقدر الحلقي الأضرار
الناجمة عن الأحداث في سورية في القطاع
الخدمي فقط ب(2000) مليار ليرة سورية، أي
أكثر من سبعة وعشرين مليار دولار، فيما
قدر وزير الصحة السوري سعد النايف
الأضرار في القطاع الصحي وحده ب(721)
مليار ليرة سورية. أي أكثر من عشرة
مليارات دولار أمريكي. غموض في تمويل آلة
الحرب على الشعب السوري! وفي حين لا تتحدث
المصادر الحكومية بتفصيل ، عن الموارد
المتوقعة للميزانية عدا الضرائب وبعض
الصادرات، وتقدرها بمبلغ 638 مليار ليرة
سورية، أي قرابة ثمانية
ونصف المليار دولار، فإن المعلومات
المتوفرة تشير إلى تمويل إيراني وروسي
على شكل منح أو قروض، الأمر الذي يجعل
النظام وسورية كلها
ربما في المستقبل، رهينة لهاتين
الدولتين. أما آثار الدمار الاقتصادي
المتتالية ، فليس آخرها ما أعلنته جهات
اقتصادية محلية عدة منذ أيام، من أن
البنوك السورية الخاصة على شفا
الإفلاس، وأن معظم ما قدمته للمواطنين
والمشروعات من قروض، غير قابل للسداد،
نتيجة لتوقف العجلة الاقتصادية ولنفاد
مدخرات المواطنين الذين أضحى الملايين
منهم يعيشون على المساعدات المحلية
والعربية والدولية، سواء داخل سورية،
أو خارج سورية في المخيمات المنتشرة في
الأردن وتركية والعراق ولبنان ، أو
اللاجئين إلى أقطار أخرى مثل مصر
والجزائر وأوروبا، وغيرها من بقاع
الأرض. لكن الميزانية لم تشر
إلى نفقات ماكينة الحرب الدموية ضد
أبناء الشعب السوري، حيث يجول مئات
آلاف الجنود السوريين والشبيحة وعناصر
المخابرات والمرتزقة في أرجاء سورية
كلها حاملين معهم القتل والخراب
والدمار. إن النفقات النثرية فقط، لهذه
المئات من الآلاف دون نفقات أسلحتهم
وذخائرهم ، ولا سيما بعد استخدام
الطيران الحربي شديد التكلفة، تقدر
بمئات ملايين الدولارات، أما إذا
أضيفت إليهم نفقات التسليح والتنقل
والذخيرة القاتلة ، فلن تقل المبالغ
المدفوعة عن مليارات الدولارات، وهي
نفقات مروعة قد لايكون مصدرها سوى
تمويل إيراني وروسي عبر قروض ثقيلة
الوطأة أو عبر رهن سورية ومواردها
لتدخلات دولية واجبة الوفاء مستقبلا
من سيادة الشعب السوري وموارده! ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |