ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 28/11/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

مقالات مختارة من الصحف العربية ليوم

27-11-2012

يستعملونها لمواجهة طائرات النظام

«الدوشكا»: سلاح الثوار السوريين الجديد

تاريخ النشر: الثلاثاء 27 نوفمبر 2012

الاتحاد

كثيراً ما يشتكي مقاتلو المعارضة السورية من نقص السلاح والذخيرة، ولاسيما الأنظمة الدفاعية المضادة للطائرات، ولذا فقد ألحوا طويلاً على المجتمع الدولي لتسليحهم بما يُمكنهم من مواجهة طائرات النظام السوري التي تقصف المدن والمناطق السكنية، ولكن هذه المطالب لا يبدو، حتى بعد الإلحاح، أنها في طريقها إلى التبلور بسبب استمرار الشكوك الدولية وتحفظ بعض البلدان في الغرب على تسليح معارضة ما زالت ملامحها غير واضحة بعد. ولكن مع غياب السلاح يقول عناصر الجيش السوري الحر الذين يقاتلون في حلب إنهم بدأوا يحققون تقدماً ملموساً في معركتهم المتواصلة ضد طائرات النظام، بل لقد أرغموا نظام الأسد على التقليل من طلعاته الجوية وتقليص القصف على المدن والبلدات الواقعة تحت سيطرة المعارضة. ومن مظاهر التقدم الذي يشير إليه المقاتلون الاستخدام الموسع لرشاشات ثقيلة محمولة على متن شاحنات مكشوفة تستهدف الأجواء، وهذه الرشاشات التي يعتمد عليها الثوار لإبعاد طائرات النظام بعيداً عنهم تسمى «الدوشكا»، حيث يتم الاعتماد عليها حالياً كنوع من مضادات الطائرات، على رغم أن فعاليتها في المعارك تبقى محدودة.

ومع أن الرشاشات في حد ذاتها لا يمكنها منافسة طائرات النظام الأكثر قدرة على القصف والتدمير إلا أن الثوار يجدون صعوبة في الحصول عليها هي أيضاً بسبب استمرار التحفظ الدولي على تسليح المعارضة ليبقى السبيل الوحيد للوصول إليها هو من خلال الأسلحة التي يغنمها المقاتلون بعد الانتصارات الميدانية الأخيرة التي أحرزها الثوار. ولعل مما يدل على أهمية تلك المضادات، على الأقل من وجهة نظر الثوار، انخفاض عدد الطلعات الجوية التي تنفذها طائرات النظام، في إشارة، يقول الثوار، إلى ما باتت تمثله الأجواء من خطورة بالنسبة للطائرات بعد استخدام مضادات «الدوشكا».

وعن هذا الموضوع يقول خلف أبو علاء، أحد المقاتلين في كتيبة تابعة للثوار بضواحي حلب «أصبحنا نسيطر على 70 في المئة من الأجواء، لأنه بالمقارنة مع الوضع الذي كان سائداً قبل شهرين فقد قلَّ القصف الجوي على نحو ملحوظ بسبب خوف النظام من إسقاط طائراته»، وهو الأمر الذي يؤكده ليس فقط مقاتلو الثوار، بل أيضاً سكان حلب الذين سجلوا بالفعل انخفاضاً في عدد الطائرات المقاتلة التي تحلق في الأجواء. ولرصد الطائرات يبادر الثوار الذين يقودون الشاحنات المفتوحة بالتنقل ليلاً في المناطق المختلفة علَّهم يسمعون هدير الطائرات، وبعد أن تُرصد إحداها يتم تعقبها وتحديد المكان المناسب الذي تنصب فيه الرشاشات الثقيلة ليبدأ الرد عليها سعياً لإسقاطها، أو على الأقل لإبعادها عن المدينة. ويوضح باسم أبو أحمد، أحد المشاركين في تعقب الطائرات، ذلك قائلاً «نعتمد على آذاننا لرصد الطائرات»، ويضيف المقاتل أنه اختير لقيادة الشاحنات المفتوحة لخبرته السابقة في قيادة السيارات خلال تهريبه للبضائع عبر الحدود قبل اندلاع الثورة. ولكن ما تذكره المعارضة من دور لمضادات «الدوشكا» في صد الهجمات الجوية والقصف المتواصل الذي شهدته أغلب المدن السورية في المرحلة الأخيرة يصعب التحقق منه، فعلى رغم انخفاض عدد الطلعات الجوية التي تقوم بها طائرات النظام، إلا أنه من غير الممكن ربط ذلك بامتلاك المقاتلين لقذائف «الدوشكا» التي تطلق من على متن الشاحنات، أو أن الثوار أسقطوا بالفعل طائرات كما تناقلت ذلك بعض التقارير غير المؤكدة. ومن المحتمل أن يكون السبب وراء سقوط بعض الطائرات المقاتلة راجعاً لأعطاب ميكانيكية، ولاسيما أن النظام حالياً يفتقد لقطع الغيار المناسبة، كما أصبح من الصعب تأمين فنيي الصيانة القادرين على الاهتمام بالطائرات. وربما هذا أيضاً ما يفسر غياب الطائرات عن الأجواء في الأيام الأخيرة، وبالأخص في سماء حلب بعدما عادت إلى الظهور أمس في ريف دمشق مع استهداف النظام للمعاقل التي سيطر عليها المقاتلون.

وحتى بعد استخدام «الدوشكا» تبقى حلب معرضة لقصف الطيران في أي وقت على غرار ما حدث في 21 نوفمبر الجاري عندما أغارت طائرة مقاتلة على أحد المستشفيات المركزية بالمدينة لتدمر البناية المجاورة بالكامل وليسقط ما لا يقل عن 40 قتيلاً، يضاف إلى ذلك أن الثوار، وكما هو الحال مع باقي أنواع الذخيرة والسلاح، يعانون من نقص قذائف «الدوشكا» نفسها، وهو ما يطرح تحدياً كبيراً على الثوار الساعين إلى تحقيق نوع من التوازن مع آلة النظام العسكرية، ولذا يقتصد المقاتلون ما أمكن في إطلاق القذائف مستهدفين فقط الطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض علَّها تصاب بإحدى القذائف، وهذا الأمر يعبر عنه عمر أبو إبراهيم المسؤول عن وحدة لإطلاق قذائف «الدوشكا» في حلب قائلاً «لقد نفدت ذخيرتنا تقريباً ولم يبقَ منها سوى قليل نقتصد في استخدامه ما أمكن حتى نغنم أسلحة أخرى من جيش الأسد».

وفي هذا السياق يقول الطيار عاجل عساف المنشق عن الجيش النظامي، والذي يقود حالياً كتيبة للثوار في حلب، إنه من الصعب الاعتماد على قذائف «الدوشكا» كمضاد فعال لطائرات النظام، ذلك أن أي نظام قادر على إسقاط الطائرات يجب أن ينتشر في أكثر من منطقة ويغطي رقعة واسعة في السماء، وحتى في هذا الحالة لن يتجاوز احتمال إسقاط طائرات النظام 60 في المئة، ولكن هذا لا يعني أن النظام بات حراً في استخدام طائراته والتحليق بها على علو منخفض كما كان عليه الحال في السابق. ويضيف الطيار المنشق «لو أني ما زلت طياراً لانتابني القلق من انتشار قذائف الدوشكا ولأعاقني ذلك عن استكمال القصف بحوالي 30 في المئة، وفي جميع الأحوال يعتمد الأمر على القوة النفسية للطيار وصلابة معنوياته».

توم بيتر

حلب

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»

=================

تركيا وروسيا: أبعاد الأزمة السورية

تاريخ النشر: الثلاثاء 27 نوفمبر 2012

حميد المنصوري

الاتحاد

أنه ليس برقم بسيط أن يكون أكثر من 442 ألف لاجئ سوري في مناطق شتى، كما أن الكفاح المسلح لإسقاط النظام السوري طال في مدتهِ وتكلفتهِ البشرية وما يعانيه الشعب السوري... ربما الحل اقترب من أن يكون التدخل الدولي من دول إقليمية ودولية لإنهاء الأزمة السورية. ها هي تركيا بحكم عضويتها في «الناتو» وقربها وتأثرها بما يجري بسوريا تتقدم نحو الحلبة السورية بمشروع عسكري عبر نشر حلف شمال الأطلسي (الناتو) صواريخ باتريوت قرب حدود تركيا مع سوريا. أجل تتقدم نحو روسيا بتأييد غربي من الولايات المتحدة وفرنسا، فيما تنتظر ألمانيا موافقة برلمانها على هذه الخطوة.

روسيا وفلكها في الشرق الأوسط (إيران ونظام الأسد) باتوا في جغرافية تركيا وحق تركيا القانوني في «الناتو» من توفير الحماية لها، لكن روسيا لا تنظر بأن الطلب التركي لنشر صواريخ «باتريوت»، إلا من منظور بدء عمليات عسكرية جديدة دولية وإقليمية عبر تركيا لإسقاط نظام «البعث» السوري. يدعم هذه الخلفية التاريخية، ما قد مضى من نشر حلف الأطلسي صواريخ باتريوت أرض- جو مرتين في تركيا في 1991 وفي 2003 أثناء حربي الخليج تحرير الكويت ثم إسقاط نظام «البعث» العراقي. رغم أن بعض الخبراء ينظرون إلى نشر صواريخ باتريوت في تركيا على أنها صورة رمزيه بهدف إظهار وقوف «الناتو» مع تركيا.

الدب الروسي يحك ظهرهُ على غابات الغرب، أجل تركيا ممثل للغرب في الشرق الأوسط من المنظور الواقعي البراجماتي، فقد عبرت وزارة الخارجية الروسية عبر متحدثها «ألكسندر لوكاشيفيتش» في شأن الموقف الروسي إزاء طلب تركيا من حلف شمال الأطلسي نشر صواريخ «باتريوت» على حدودها مع سوريا «أنه من الصعب التعليق على ما يمكن أن يحدث نظرياً، دعونا ننتظر لنرى رد فعل الدول الأخرى الأعضاء في حلف شمال الأطلسي كيف سيكون، لكنكم ربما عرفتم تعليق نائب وزير خارجيتنا بأن وضع معدات عسكرية على الحدود السورية التركية مؤشر ينذر بخطر».

وأضاف المسؤول الروسي: «نصيحتنا لزملائنا الأتراك هي أن يستخدموا تأثيرهم على المعارضة السورية، من أجل بدء الحوار الداخلي السوري في أسرع وقت ممكن، وألا يفردوا العضلات ويوجهوا الوضع لمثل هذا الاتجاه الخطير». مما لا شك فيه بأن وضع سوريا الحالي هو أحد نقاط الصراع الروسي الغربي، كما أن روسيا تريد الحل من داخل سوريا. ماذا لو فعلتها موسكو وقلعت نظام الأسد من جذورهِ بالقوة أو بطرق أخرى كالترحيل، لتكون هي صاحبت الفضل في تغيير النظام. لا شك أنها قادرة ولكنها ليست راغبة لأن المعارضة لن تكون مجذوبة للتحالف مع سياسات موسكو في الشرق الأوسط، كما أنها غير محبة للسياسات الداخلية الروسية من خلال مخرجات سيطرة بوتين وحزبه على السياسية الروسية الداخلية. فتركيا ذراع الغرب كما تعتقد موسكو، فهي بطلبها هذا تقود إلى صراع أو تصادم روسي غربي، رغم هذا التصور، ربما يحدث تفاهم متبادل في إنهاء الأزمة بين كل من (الغرب وأميركا) مع روسيا، والفضل في ذلك يعود إلى الخطوة التركية، التي ربما تكون مخططاً لها بشكل كبير وواضح من بعض الدول.

في صراع آخر قادم، فبعد إنهاء الأزمة السورية إما بنجاح غربي أو تفاهم غربي روسي يعكس نجاح الغرب، ربما تواجه إيران حليف روسيا تركيا كدولة رادعة للنفوذ الإيراني في المنطقة من قبل دعم غربي كبير لها، وهذا الدور تسعى إليه تركيا بشكل غير صريح، وتود أن تكون رادعاً لإيران بصور ليست واضحة، بل هناك علاقات تركية إيرانية في نقل الغاز وفي الاستثمار، فتركيا في نظري ستكون رادعاً ناعماً لإيران ونفوذها لوجود مصالح مشتركة في الطاقة والاستثمار، ووقف بروز القومية الكردية كقوة تتنامى قدراتها الاقتصادية والسياسية وسد امتداد نفوذها إلى أكراد إيران وتركيا.

وربما تكون حالة الردع بين إيران وتركيا قوية جداً، فالموقف الإيراني من طلب تركيا نشر صواريخ باتريوت، أدى إلى تصريحات تعكس شدة الخلاف وربما الصراع في المستقبل، حيث ألقت إيران بخطاب سياسي لا يخلو من التهديد المباشر والنقد للسلوك التركي، فقد قال مساعد للزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يوم السبت «إنه يتعين على تركيا أن تعيد النظر بشكل جذري في سياستها تجاه سوريا والدرع الصاروخية لحلف شمال الأطلسي والترويج لعلمانية مسلمة في العالم العربي وإلا فإنها ستواجه مشاكل مع شعبها. وهنا ماذا قصدت إيران بمشاكل مع شعبها، لاشك أنها تقصد دعم الأكراد بتركيا لزعزعة الاستقرار الداخلي، كما فعلتها إيران الشاه في العراق إزاء الخلاف الحدودية في سبعينيات القرن العشرين، أي أن الأكراد مازالوا ورقة سياسية وأمنية تلعب بها الدول في استقرار العراق وتركيا وإيران وحتى سوريا، ولايقصد من ذلك التصريح الشعب التركي الذي رضي بحكومتهِ، والتي بوأتهُ المركز السادس عشر في قوة الاقتصاد بين اقتصاديات العالم. كما نعتت إيران تركيا بأنها تخدم إسرائيل والولايات المتحدة وستكون ضد مشروع وطموح إيران النووي، ولوحت إيران بالعلاقات الاقتصادية بأنها لابد وأن ترتبط بالعلاقات السياسية على نحو وفاق بين الطرفين، وإلا في حالة التضارب في السياسات الأمنية ستقل العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين. حقيقةً، إيران باتت تخشى تركيا أكثر مما كان في فترة حزب «العدالة والتنمية» من نواحي عدة كالترويج لنموذج العلمانية الإسلامية للدول العربية والتحالف مع الغرب والموقف إزاء أزمة النظام البعثي «الراحل لا محالة».

ليس من المبالغة، أن هناك تنافساً بين تركيا وإيران (وهما دولتان إسلاميتان غير عربيتين) في الشرق الأوسط على النفوذ في العالم العربي الذي يشهد أكبر تغييرات وتحولات منذ سقوط الإمبراطورية العثمانية وهو تنافس يعكس بصورة أخرى صراع واشنطن والغرب مع موسكو وبكين في المنطقة.

=================

معركة دمشق أولا

كرم يوسف

2012-11-26

القدس العربي

بالتحديد، ومع المقدم السوري حسين هرموش في 9 حزيران/يونيو 2011 تغيرت الكثير من موازيين الثورة في سوريا، فهو ولسنين كثيرة كان يخدم هذا النظام، ويدرك ألا سبيل لانتصار الثورة التي تجري في بلده، ما لم يقابل سلاح النظام الذي لم يتحرك من مخازنه، قبل سنين كثيرة إلا من خلال مواجهته بالسلاح وذلك في تحرك الشعب السلمي المطالب بالديمقراطية في بداية الثورة، انشقاق هرموش المجهول المصير بعد خطفه، واعتقاله على يد أجهزة الأمن السورية، لم يكن الأول على صعيد الانشقاقات العسكرية، فقد سبقه انشقاق المجند وليد القشعمي، والملازم أول عبدالرزاق طلاس، ولكن الهرموش كان صاحب فكرة التنظيم العسكري للمنشقين عبر 'لواء الضباط الأحرار'، ومما لا شك فيه أن الانشقاق من المؤسسة العسكرية كان له انعكاسه على كل المحافل الدولية، وعلى دول كثيرة تبنت من جهتها دعم، وتسليح هذا الانشقاق الذي تطور إلى جيش حر على يد رياض الأسعد في شهر تموز من العام الفائت، ولا توجد الآن بقعة في الجغرافية السورية، إلا وتجري فيها معارك الجيش الحر، أو أن يكون هناك منضمون للقتال في صفوفه في المناطق التي حصنها النظام، إلى الدرجة التي وصلت أن يُحيّا الجيش الحر في كل مظاهرة، ويكون أمل السوريين في إنهاء سنوات الغبن التي جاءت مع استلام حافظ الأسد للسلطة عبر إنقلاب عسكري، وإنهاء المذابح اليومية التي يرتكبها جيش إبنه الذي ورث السلطة عن أبيه.

استطاع الجيش السوري الحر، ومنذ لحظة إنطلاقته، تحرير العديد من المناطق في سوريا، والتي يقدرها هو مابين 60 إلى 70 بالمئة، ولاشك الرقم هنا ليس دقيقاً، فهناك محافظات بأكملها خارج نطاق أي نزاع مسلح مثل محافظات طرطوس، والسويداء، واللاذقية باستثناء جبل الأكراد ومحيطها، بالإضافة إلى أماكن التواجد المسيحي، والعلوي، وكذلك المدن الكردية التي بقيت حتى قبيل دخول الحر إلى رأس العين 'سري كانيي' بعيدة عن ساحة المعارك، ولا ريب أن مثل هكذا رقم يحتاج إلى إنجازات كبيرة على الأرض بعد إعلانه، وهو ما لم يُنجز، وهنا لا بدّ أن يكون حجم الأرض المحررة من قبل الثوار دقيقاً، لئلا ينعكس ذلك على معنويات الثوار، ولو كان الرقم قليلاً.

التغاضي عن أخطاء الحر كان مؤلماً بحقه، وبحق آمال الثوار فيه، وهو ما تحاول العديد من قيادات الحر تداركه عبر إصدار تعميمات كل فترة، تؤكد على احترام الاتفاقيات الدولية بحق الأسرى والتأكيد على أخلاقيات الثورة، ناهيك عن التغاضي عن العدوى التي وصلت الجيش الحر عسكرياً من المعارضة السياسية، على الرغم من ولادة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وهذه الأخطاء، كان لها ألاثر الكبير فيما وصل إليه حال سوريا، ومنها وصول جماعات تصرح بارتباطها بالسلفية والقاعدة، دون أن يوضع جماح لها، خاصة وأن بعضاً من الدول الداعمة للثورة، تبدي دائماً تخوفها من وجود الجماعات المتشددة، وهو حال وزيرة الخارجية الأمريكية، ونظرائها الأوربيين الذين يرفضون التدخل في سوريا، وفي كل حين تحت حجة، وآخرها الخوف من وصول السلاح لهذه المجموعات، مع العلم أن تأخر دعمها للجيش الحر كان نتجية طبيعية لانتشار هذه الجماعات.

وحدة الجيش الحر، وعدم وجود كتائب متشددة، كان من الممكن أن يكون عامل ضغط على عدد من الدول المؤثرة التي تبدي مناصرتها للثورة، وإحراجها أيضاً، وذلك لإيصال الدعم المشروط الذي تدعيه، هنا يمكن القول: ليس فقط الأسد، وتكتيكه في قيادة المعركة، ودعم روسيا وإيران والصين له، هي فقط أسباب استمرار حكم الأسد، لا بل حال معارضة سوريا المشتتة بشقيها السياسي والعسكري.

فشل أية خطة، يقتضي ودون شك، مراجعة الوسائل التي حالت دون الوصول للهدف، ويحتاج أيضاً مراجعة أسباب تأخر تحقيق الحسم العسكري الداخلي، لأنه لا يجوز الاكتفاء بوضع أسباب الانتصار المؤجل على تفوق النظام في الجو، ودعم حلفائه له، فمن الممكن أن تنتهي المعركة على الأرض، إذ أن حل أي مشكل يقتضي معالجة مكان جرحه لا أن نضع ضمادة على العين حين يؤلم الضرس، ومكان جرح الثورة في سوريا هو المطارات التي كان من الأولى ألا تتم أية عملية إلا ضدها، وألا يتم تحرير أي مدينة قبل دمشق، لأنه ليس سبباً كافياً القول بتحصين دمشق من قبل النظام لعدم تحررها، وتحصين دمشق اليوم بهذا الشكل من قبل النظام نتيجة طبيعية لتحرير، ومحاولات تحرير مناطق أخرى من سوريا، بالإضافة إلى أن كل ما حرره الحر كان محصناً وبقوة.، كل هذا رغم علمنا التام باحصاء 220 حاجز للنظام مؤخراً في دمشق، ورغم تأكيد الثوار الذين أطلقوا لأول مرة قذائف على القصر الجمهوري بأنه لو تم تأمين أكثر من تلك القذائف العشر التي أطلقوها، لفعلوا الكثير.

الأولى اليوم أن تتوجه كل كتيبة، وسرية، ولواء في الجيش الحر، لدمشق، لا إلى أي مكان غيره، فهناك تحسم الأمور، لا إلى تحرير مدينة رأس العين' سري كانيي' المؤخر في محافظة الحسكة، الذي لن يجلب لها بعد تحريرها بأسلحة بسيطة إلا القصف، والدمار، والذي سوف يحمل معه الجيش الحر عبء ما ينتج وآلام النزوج وإجرام النظام، لأنه تكتيك كان وسبق ولم ينجح، فهذا التحرير لن يقابله النظام كما قابل غيره من المناطق التي تحررت، إلا بتحريك طائراته من المطارات وإعادة المعادلة لصالحه، ناهيك عن جرح دمشق الذي بسبب سيطرة النظام عليه استطاع أن يعيد قرى، وبلدات، ومحافظات بأسرها كما حال إدلب التي تحررت، ولوقت ليس بقصير.

مع كل هذه التضحيات للجيش الحر، يتحتم عليه ان يستفيد من أخطائه، وينهي المعركة في دمشق، لا بتحرير قرية أو مدينة أكثر من مرة، ومن ثم الانسحاب التكتيكي منها بسبب قصفها ونفاذ ذخيرته، فالاستمرار في هذا السياق والتخطيط من الحرب، سيجعل الجيش الحر يحمل مع النظام تقاسم نتائجه، فليس هناك من داع لاعادة صدمة تحدث أثراً سلبياً، ناهيك عن استعدادات النظام، وحسب الكثير من الأخبار الواردة، لإدارة المعركة من طرطوس.

=================

غزة - سورية والتراتبية المعكوسة في الإعلام المرئي العربي

بشير هلال *

الثلاثاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٢

الحياة

قدَّم الإعلام المرئي العربي الهجوم الاسرائيلي الجوي على غزة على كل ما عداه. واحتلت أخباره على «الجزيرة» مثلاً ولأيام متتالية ثلاثة أرباع أوقات نشراتها وبرامجها الحوارية. ولم تفعل قناة «العربية» او سواها من القنوات المحسوبة على القوى غير «الممانعة» (اذا لم نقل القوى المعادية لها) غير السير على المنوال نفسه. هذا اذا لم نتحدث عن حماسة «الميادين» و «المنار» و «العالم» وغيرها من قنوات الممانعة التي روجت للانتصارات ولضخامة قدرات المقاومة الغزاوية بجناحيها الحمساوي والجهادي الاسلامي والتركيز الدعوي الخاص في هذا الإطار على الاهمية الخلاصية للصواريخ المنسوبة الى الصناعة والمساعدة الإيرانيتين واستطرادهما الحزباللهي وتتمتهما السورية الأسدية. وبدت كما لو انها ودَّت تحويل الحرب الجزئية الى حربٍ شاملة.

ضمن هذا السياق، جرى تبهيت الأضواء على الثورة السورية بما في ذلك على بعض وقائعها القافزة عما يمكن ان يبدو استقراراً لرتابةٍ تؤوَّل من البعض كتعبير عن بلوغ مرحلة المراوحة وعدم قدرة أي فريق على الحسم. وهي رتابة لو صحَّت - وهي غير صحيحة - لكان يمكن الإعلام المرئي ان يسوغ بها قفزه على الحدث السوري.

ولم يكن مستوى التدمير والقتل في غزة مقارناً بارتفاع وتيرته وكثافته في سورية مما يبرر هذا الخط التحريري غير المتوازن. كما لم يكن ممكناً تسويغه بتفوق الاهمية الاستراتيجية والجيوبوليتبكية لهذه الطفرة في الملف الفلسطيني مع الأهمية المقابلة الإقليمية والدولية لما يجري في سورية.

وبالتالي، فإن مبررات التراتبية الإعلامية هذه، لا بد من البحث عنها خارج الحرب العدوانية المحدودة على غزة.

الإشكالية الأولى سياسية، فإعلام الممانعة كان ولا يزال يرى على رغم «صدمة» الهدنة أن حرباً على غزة لمصلحة فريقه، ما جعله يعطيها أولوية إعلامية تضخيمية. من جهة، لإعادة موضعة الصراعات في المنطقة حول مقولة الصراع الاسرائيلي- العربي «الجوهراني» الماهية من وجهة نظره. ومن جهة ثانية، للضغط السياسي على الثورة السورية عبر تحشيد جديد مأمول حول مركزية القضية الفلسطينية وعبر ما كان يُفترَض بالحرب ان تؤدي اليه من حشرٍ لحكومات «الربيع العربي» وبخاصة الحكومة الإخوانية المصرية بين فكّي العزلة الشعبية او المغامرة بالعلاقة بالغرب، مما يشكل محاولة احتواء ودفع لها باتجاه الخطاب الأيديولوجي الإيراني الذي لا يزال يصرّ على ان هذا «الربيع» ما هو إلا صحوة اسلامية ممانِعة افتتحتها «الثورة الخمينية». وفي خلفية ذلك أملٌ بإنقاذ النظام الأسدي وإغراءٌ لروسيا البوتينية بعدم تركه باعتبار الحرب في غزة وربما غداً في لبنان هدية لها تستخدمها لإرغام واشنطن على الجلوس الى مائدة تفاوض شامل ولاستنزاف القوة الاسرائيلية وإشغالها قبل أي حربٍ محتملة ضد أو لعرقلة النووي الإيراني.

الإشكالية الثانية في الخلل الاعلامي تتمحور حول صلة التراتبيات التي تضعها وسائل الإعلام المرئي العربية بالمنظومة القيمية.

والحال ان إقصاء الثورة السورية الى درجة ثانية وثالثة أحياناً في الصدارة الإعلامية تضمّن قدراً من الاستهتار بالعقل السياسي للمشاهد ومن التعامل معه كمستهلك سلبي ماضوي للإعلام المرئي. وضمن هذا السياق خاطب فيه ما يعتقد أنه وعيه التضامني التلقائي البافلوفي الذي افترض ان شعوب العالم العربي وبمعزل عن أية معايير أخرى (كفظاعة الجرائم وضخامة عدد ضحاياها ونتائجها وآثارها السياسية مثلاً) تهتم بالصراع بين عدوٍ خاص إثني و «قومي»، وبين شعب عربي مُنَزَّه عن التمايزات ومصالح الأجهزة والمجموعات السياسية والسلطات المتنوعة أكثر من اهتمامها بحرب بربرية شاملة تخوضها أجهزة استبدادية لدولة عربية ضد مواطنيها. وهو أمرٌ ينم عن فرضية معيارية ذات وجهين محتمليْن: الأول، أن يكون وعي هذه الشعوب قومياً أو دينياً او خليطاً من الإثنين حصراً، فينفي أية خصوصية، ما يجعل نصابه ما فوق وطني. والثاني أن يكون عشائري التماسك، ما يجعل النصرة درجات تتصل بقرابة دموية مزعومة. وهو وجهٌ إذا صحَّ، فمعناه وجود نكوص عمومي الى ما قبل التاريخ العالمي كما وصلنا إليه ووصل الينا اليوم كعالمٍ عربي. بينما إذا صح الاول نكون في ترسيمةٍ شبه شمولية.

وهو سياقٌ يتناقض مع وجهة التطورات التي تعصف بالمنطقة بتركيزها على الحرية والكرامة اللتين هما قيمتان غير قابلتين للتحوير إلى مجرَّد قابليات عشائرية او أصولية أو عنصرية.

المشكلة ان مشهدية الإعلام المرئي العربي كما بدت في حرب غزة أظهرت ان سُلَّمه القيمي متقادم، بما في ذلك على مستوى قيمة كونية كالحرية. إذ بدل إدراج المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي (بصرف النظر عن كونها مسلحة ام لا) ضمن التطلب البديهي الانساني للحرية، فقد جرى تغليفها إعلامياً في شكلٍ مبالغ فيه بطابع قومي ديني ينكر مرجعها القِيَمي. فبدَت كما لو انها امتدادٌ لتيارٍ نرجسي قعره الانطواء على «الذات العربية الاسلامية». وفي هذا عودة إلى مربعات الممانعة والصحوة الاسلامية والتخارج الاصولي المشتهى مع العصر، بما يتيح إعادة تأويله لمصلحة تملك تقانته ورمي قِيمه. كما فيه قطيعة مع حقيقة أنه لم تخرج تظاهرة واحدة عملاقة تستعيد تلك الايام الخوالي للشارعين العربي و «الإسلامي».

الأخطر أن الجمع بين مخاطبة ما قبل السياسي وما فوق الوطني معاً يؤدي إلى تسويغٍ متجدد لسياسات ومعايير قيمية حوَّلها فريق «الممانعة» إلى موقعٍ قتالي للحفاظ على عقدة تواصله المركزية التي يمثلها النظام الأسدي المترنح. ما يعادل من جهة أخرى عملية استحضار لخطابٍ سياسي أشوه شكَّل خلفية مشتركة لديكتاتوريات ما بعد الاستقلالات التي جاءت انتفاضات العالم العربي لتكتب بداية نهاياتها من دون أن تكتب بالضرورة بدائلها ومن دون أن يكون في استطاعتها منع ارتداداتها العابرة.

وإلى الظلم الذي ألحقه بالثورة السورية، شكّل التضخيم الإعلامي لحرب غزة مساهمة في إنجاح سياسة الحرب اللامتوازية التي تنتهجها «حماس» جزئياً و «الجهاد الإسلامي» كلياً، ومهَّد لإعلان المجموعتين نصراً «سموياً» يُرجَّح أن تستثمراه في الصراع الداخلي بسَوِية غير ديموقراطية.

 

=================

خطوات مرسي تضاعف الحذر من سوريا

روزانا بومنصف

2012-11-27

النهار

خلال اشهر عدة وعلى اثر التدخل الغربي في ليبيا الذي ادى الى انهاء حكم العقيد معمر القذافي، تذرعت الدول الغربية بعدم امكان انسحاب موضوع ليبيا على ازمة سوريا ومساعدة الثورة من اجل انهاء سريع لحكم الرئيس السوري بشار الاسد بجمموعة ذرائع كان عنوانها ان ليبيا هي غير سوريا وان روسيا التي تلقت ضربة سياسية وغير سياسية في تمريرها غير المباشر للتدخل الغربي في ليبيا تتشبث بعدم سماحها به مجددا في سوريا تحت اي عنوان. وتخشى مصادر ديبلوماسية ان يشكل التوظيف الفوري الذي قفز اليه الرئيس المصري محمد مرسي لمكسب سياسي حققه في التدخل في غزة من اجل انهاء العدوان الاسرائيلي عليها بالانقضاض لتعزيز صلاحياته ومنحها حصانة كاملة ذريعة اخرى تضاف الى الذارئع التي تخيف من التغييرات في سوريا ايضا. اذ ان مرسي كشف اوراقه سريعا واعاد مصر من خلال القرارات التي اتخذها الى ما اعتبره عدد كبير من المصريين ديكتاتورية جديدة للاخوان المسلمين يخشى ان تزيد تعقيدات الوضع المصري وتخرب الثورة الشعبية. الامر الذي لا يستبعد ان يزيد ايضا  تعقيدات التطلع الى حلول للحرب في سوريا باعتبار ان مصر تشكل نموذجا ولو اختلف وضعها عن وضع سوريا بحيث قد تدفع كثيرين من المتحمسين لنظام بديل في دمشق الى تخفيف الاندفاعات خشية نظام ديموقراطي وهمي آخر قد ينشأ بعد انتهاء النظام الحالي، علما ان هذه الاندفاعات لا يمكن اعتبارها قوية وكافية حتى الآن، خصوصا من جانب الولايات المتحدة.

اذ ان ادارة الرئيس باراك اوباما تثير علامات استفهام حول السياسة الخارجية الاميركية التي اعتقد متابعون انها ستشهد جمودا قد لا يقل عن ستة اشهر في حال فاز المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية باعتبار ان تنصيب الرئيس يحصل في كانون الثاني ثم ان الرئيس الجديد يحتاج الى وقت لانطلاق عمل ادارته في حين ان الرهان كان على استمرار حكم اوباما من اجل تسريع البت في المسائل العالقة. وهو الامر الذي لا يحصل وسط تساؤلات عن طبيعة هذه السياسة مع الرفض الاميركي للتصويت مع قرار في الجمعية العمومية لعضوية فلسطين كعضو مراقب في الامم المتحدة. يضاف الى ذلك التلكؤ الاميركي في موضوع دعم واشنطن ائتلاف المعارضة السورية الذي رعت تأليفه في الدوحة قبل اسابيع قليلة.

=================

الضربة القاضية للأسد!

حسين شبكشي

الشرق الاوسط

27-11-2012

يتبادل السوريون هذه الأيام نكتة حزينة وسوداوية بينهم فهم يقولون: «إن المصريين في ثاني ثورة الآن ونحن لم نستطع حتى اللحظة إنهاء ثورتنا الأولى.. طولت»، وطبعا المصريون ليسوا في ثورة جديدة ولكنهم حتما في ورطة سياسية كبرى من الوزن الثقيل ولا مجال للمقارنة بين الثورتين.

فالثورة المصرية كانت فيها «أناقة» أكثر ورجل وجيش حافظا على بلدهم فلم يطلقا الرصاص بشكل مفتوح ولم يفضلا النظام والكرسي على حساب الشعب، فانتهت المسألة في 18 يوما، كانت مليئة بالمشاهد المثالية والخيالية التي ستبقيها في وجدان الناس حول العالم وتحولها إلى أيقونة خالدة في علوم السياسة والاجتماع.

بينما المشهد في سوريا يختلف تماما، فهو عبارة عن شعب ثار يطالب بالكرامة والحقوق والحرية وهي مسائل بديهية، ولكن السوريين كانوا مستعبدين بالحديد والنار من «قلة» من المجرمين الآتين للحكم بلا شرعية وبلا أخلاق. وبالتالي لا يمكن أن يكون هناك أي نوع من المفاجآت أبدا في تصرفات الجيش السوري ونظامه المجرم تجاه شعبه فهو زرع عبر الزمن شعارا يطبقه حرفيا يوميا «الأسد للأبد» وبعدها طور الشعار ليصبح «الأسد أو نحرق البلد».

الواقع على الأرض السورية اليوم يتطور؛ فالمناطق (وليس المنطقة) التي تقع تحت سيطرة الجيش السوري الحر تصل في أهم الحالات إلى ما يقارب 70% من الأراضي السورية ويقال إن هذه النسبة فيها مبالغة، وبالتالي قد تكون النسبة الأقرب للواقع 55%، وهي نسبة مهمة جدا تشتمل على مناطق حدودية مع تركيا والعراق ومدن بأكملها وطرقات رئيسية هي بمثابة شرايين ربط بين المناطق الرئيسية، وكذلك شملت مقرات عسكرية ومراكز أمنية مهمة جدا، مع عدم إغفال العتاد العسكري والسلاح المتنوع الذي سقط في أيدي الثوار نتاج هذا التطور النوعي في حراك الثوار على الأرض.

النظام لا ملجأ لديه سوى تكثيف القصف الجوي على كافة المواقع التي يستحوذ عليها الثوار حتى يضمن تأخير توسيع انتشارهم وتعطيل تحركهم تجاه العاصمة دمشق.

نظريا، حلب قاربت على السقوط فعليا في أيدي الثوار ولم يتبق تحت سيطرة القوات النظامية سوى ثلاثة أحياء فقط من هذه المدينة المهمة جدا. وهناك اعتقاد فني وعسكري يقول إنه حين سقوط حلب ودرعا لن يتبقى في عمر النظام الأسدي سوى سويعات لأن ذلك سيكون معناه السقوط الفوري والمدوي لدمشق.

هذا رغم وجود قناعات كبيرة جدا لدى طائفة عريضة من المتابعين للشأن السوري أن نظام الأسد يعد «مذبحة» مهولة لأهل دمشق وأن المعركة هذه ستكون «البصمة» التي لن ينساها أهل الشام للأبد كرد عملي على «غدر» الشعب لنظام حكم الأسد بعد سنوات معقدة من العلاقة بين الشعب ونظام الأسد.

حاول الأسد تسويق نفسه على أنه نظام الممانعة للجماهير العربية لكسب التعاطف معه، ثم حاول تسويق نفسه على أنه نظام علماني تقدمي في مواجهة أرتال التطرف الديني الذي عم المنطقة ولكنه تكشف وتعرى مع أحداث الثورة السورية تماما ليسقط من على وجهه كافة أنواع الأقنعة الموضوعة وليظهر الوجه القبيح لنظام طائفي ودموي وهمجي.

الأعداد المنشقة لا تتوقف والانشقاقات طالت كل المناطق وكافة القطاعات بلا تمييز والكل بات مقتنعا أن الرهان على بقاء نظام الأسد هو بمثابة حالة من «السكر» السياسي الذي يغيِّب الوعي تماما وبالتالي هذا التصور غير منطقي ولا مقبول ولا معقول.

إنه وقت «التسعير» للصفقة الأخيرة، الكل يبحث ويتمنى الخلاص من هذا النظام؛ إسرائيل تبحث عن بديل يضمن لها ذات الأمان على حدودها وروسيا تبحث عن شريك يشتري السلاح ويؤمِّن لها موقع قدم في المنطقة وإيران تريد أن تضمن «مصالحها» في حال رحيل الأسد.

روسيا وإسرائيل هما اللتان تبدوان الأقرب لإتمام الصفقة وخصوصا في ظل وجود علامات واضحة على قرب النهايات، فدمشق تشهد تصعيدا هائلا في الأعمال العسكرية مما يؤكد أن التركيز سيكون عليها لتتحول بسقوطها إلى الضربة القاضية للأسد.

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ