ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 16/12/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

مقالات مختارة من الصحف العربية ليوم

15-12-2012

تحديات المسألة السورية

تاريخ النشر: السبت 15 ديسمبر 2012

د. صالح عبد الرحمن المانع

الاتحاد

عقد في المنامة الأسبوع الماضي منتدى حوار المنامة، وقد طغت على مداخلاته ومناقشاته المسألة السورية بكل أبعادها الدبلوماسية والسياسية والعسكرية. وكان هناك تخوف من بعض المشاركين من احتمال تكرار التجربة العراقية في سوريا، بحيث يتم حلّ الجيش السوري وأجهزته الأمنية في أعقاب انهيار النظام القائم، وتتحول سوريا إلى جهات وجماعات متقاتلة على غرار ما هو حادث في الصومال، أو ما حدث في العراق في أعقاب الاحتلال الأميركي للبلاد.

غير أنّ التطمينات التي سمعت من قبل ممثلي الائتلاف الوطني السوري الجديد، جاءت لتطمئن الحاضرين بأنّ الائتلاف يشعر بخطورة الوضع المستقبلي، وأنه بصدد وضع تصور لحكومة مؤقتة ومجلس عسكري أعلى ينسّق بين الفصائل المقاتلة على الأرض، وأنّ مثل هذا الإعلان تقرر أصلاً صدوره خلال اجتماع أصدقاء سوريا في مراكش الذي عُقد يوم الأربعاء الموافق 12 ديسمبر الجاري.

وطرح بعض المشاركين أسماء بعض الحركات الإسلامية المقاتلة على الساحة السورية مثل «جبهة النصرة» وغيرها من الحركات الإسلامية، وكان هناك تخوف من أن تهيمن مثل هذه الحركات على المعارضة السورية. إلا أن آخرين رأوا أن أخذ الائتلاف السوري الموحد للمبادرة من شأنه أن يعطي بعداً شعبياً أوسع لقطاعات المعارضة المختلفة بحيث تمثل بحق معظم فئات المجتمع السوري.

ولذلك، فإنّ مسألة مساندة الائتلاف السوري الموحد الذي أُعلن قبل شهر واحد في الدوحة باتت ضرورة ملحة للمجتمع الدولي الذي يسعى جاهداً إلى جمع شتات المعارضة السورية ودعمها عبر صندوق مقترح يبلغ قوامه حوالي خمسة مليارات دولار، كان قد جرى الحديث مؤخراً عن إمكانية الإعلان عن تشكيله من قِبل مجلس التعاون وأصدقاء سوريا في اجتماع مراكش.

وقد بدأت الدول الخليجية والأوروبية في العمل بشكلٍ مكثف لوضع تصورات لفترة ما بعد الأسد، ومن ذلك بناء الهياكل الإدارية لحكومة ديمقراطية تخلف نظام الأسد، وتدريب أفرادها على إدارة السلطة، وتقديم المساعدات للشعب السوري، خاصة اللاجئين منهم، الذين وصل تعدادهم في الداخل إلى ثلاثة ملايين شخص، بالإضافة إلى حوالي خمسمائة ألف لاجئ في الخارج.

ومثل هذه الأزمة الإنسانية التي تداعت إليها الدول المحيطة بسوريا، يمكن أن تستثمر لاحقاً لمساعدة الحكومة الوليدة اقتصادياً وسياسياً وإدارياً في المرحلة اللاحقة لسقوط نظام الأسد.

كما أنّ مثل هذه المرحلة تتطلب كذلك إصدار عفو عام عن جميع من شارك في القتال من الجنود ذوي الرتب المنخفضة، بل والتأكيد على بقائهم في الخدمة العسكرية بشكلٍ أو بآخر، وتحت إمرة جديدة.

ومسألة تمثيل الأقليات في أي حكومة مستقبلية استحوذت بدورها هي أيضاً على اهتمام المشاركين. وأكّد ممثلو الائتلاف السوري، أنّ الأقليات ورجال الأعمال يساهمون بشكلٍ رئيس في الائتلاف، وأنّ عدداً منهم قد أصبح يمثل بلاده في الدول التي اعترفت بالمعارضة الجديدة. فسفير الائتلاف السوري الموحد في فرنسا، على سبيل المثال، ينتمي إلى الطائفة العلوية. وبمثل هذه الإشارات الرمزية والفعلية يمكن للائتلاف أن يطمئن الدول الكبرى، على أنّ الأقليات ستلعب دوراً مهماً في مستقبل سوريا.

كما أنّ حواراً وطنياً يسعى إلى التسامح ونبذ الفرقة وفتح صفحة جديدة من تاريخ البلاد، ورسم خطط واضحة لذلك منذ الآن من شأنه أن يشجّع فئات أكبر من المجموعات الملتفة حول النظام السوري الحالي، أنّ تقفز من السفينة وأن تلتحق بركب المعارضة.

على أننا يجب ألا نعتقد أنّ سقوط الأسد بات قاب قوسين أو أدنى. فمعركة دمشق ربما تكون قد بدأت بالفعل، ولكن القوة العسكرية التي بيد النظام، وعدم وجود رادع أخلاقي أو سياسي يمنعه من تكرار المجازر التي حدثت في درعا وحلب وغيرهما من البلدات السورية، يمكن أن تجعل النظام يميل إلى استخدام أسلحة غير تقليدية، مثل السلاح الكيماوي، في ساعات اندحاره الأخيرة. ولا يكفي أن تعلن الدول الكبرى ويعلن حلف «الناتو» أنه لن يسمح بمثل هذه الأعمال، بل المطلوب أن تكون هناك خطط جاهزة يمكن اللجوء إليها في حال نقل النظام لمثل هذه الأسلحة من مستودعاتها إلى ميادين القتال، أو حتى البدء في تجهيزها للاستخدامات العسكرية الفعلية. وبمعنى آخر، فلن يكون الكثير من الوقت متوافراً قبيل أي تدخل عسكري حاسم في حال وجد النظام نفسه محاصراً داخل دمشق، أو أحد أحيائها، وبات السلاح الكيماوي هو سبيله الأوحد إلى النجاة.

ويبدو أن تردد الدول الكبرى في تزويد المعارضة السورية بما تحتاجه من أسلحة للدفاع الجوي وحماية المدنيين من قصف الطائرات السورية لا يزال قائماً، وربما تتحرك الأمور بشكلٍ أسرع في أعقاب مؤتمر أصدقاء سوريا في مراكش الأخير.

وعلى رغم الدعم الدبلوماسي والإنساني الذي تقدمه بعض الدول، إلا أنه لا يزال هناك تخوف من إمداد المقاتلين في المعارضة بأسلحة دفاع جوي، يمكن أن توثر فعلاً في سير المعارك، وتنهي جزءاً من سيطرة قوات الأسد الجوية. وكل ما نشهده الآن من إسقاط لبعض الطائرات يتم من قِبل المعارضة باستخدام أسلحة سورية تمّ الاستيلاء عليها من بعض المنشآت والمستودعات السورية نفسها.

والحرب السورية التي راح ضحيتها قرابة أربعين ألف شخص، وجُرح فيها حوالي مائتي ألف آخرين، لا زالت مستعرة، وإنه لمن العار لبعض الدول مثل روسيا أن تظل مناصرة لنظام الأسد ومعطلة لقرارات محتملة من مجلس الأمن. وفي هذا الصدد، صرّح مسؤول خليجي كبير بأنّ الدول العربية ربما تلجأ إلى الجمعية العامة لاستصدار قرار «التجمّع من أجل السلام» الذي يشبه ما تمّ إبان الحرب الكورية، ويسمح بموجبه القانون الدولي بتشكيل قوات حفظ سلام وحماية للمدنيين في سوريا، على غرار قوات حفظ السلام في كوسوفو.

والراهن أن مستقبل سوريا لا يزال مليئاً بالآلام، وطالما كان المجتمع الدولي منشقاً على نفسه، فسيجد نظام الأسد أنه يستطيع قتل المزيد من أبناء شعبه، وستزداد ضراوة القتال وسيسمح ذلك لجماعات عسكرية متشددة بأن تأخذ زمام الأمور بيدها.

واليوم مطلوب من المجتمع الدولي كله أن يقف بشكلٍ قوي وينهي مأساة الشعب السوري الذي يتطلّع للسلام والحرية والمستقبل.

=================

العلويون واليوم التالي ؟

د. موسـى الكـيـلاني

الرأي الاردنية

15-12-2012

الانباء الواردة من دبلن عن لقاءات وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون مع وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف تشير الى تغيير في الموقف الروسي والى شبه اتفاق على النقاط الرئيسية الكبرى في الازمة السورية والتي كان منها ضمان مصالح روسيا الاستراتيجية الرئيسية خاصة في طرطوس حيث القاعدة البحرية الاهم .

ولكن لم يتقدم المبعوث الدولي العربي السيد الاخضر الابراهيمي باية حلول للسؤال المحوري ماذا سيحصل للعلويين في سوريا في اليوم التالي لانتقال السلطة من الرئيس بشار الاسد والنظام الحاكم هناك الى السلطة الجديدة.

لقد اتخذ عدد من علويي سوريا موقفا وطنياً ضد الحل الامني لدى بدء ثورة الشعب السوري , كما انضم عدد اخر الى الشباب السنة في المظاهرات وتعبيرات الرفض في اللاذقية وحلب وحتى في دمشق , ولكن تبلورت الامور للاعتماد على الحل الامني العسكري والذي اودى بحياة 44الفا من السوريين حتى الان.

والتلاحم العظيم بين ابناء الطائفة العلوية واضح من مواقف علويي تركيا الذين يبلغ عددهم 14 مليونا , وكانوا صريحين في ايصال رسالتهم الى اردوغان الذي اكد لقادتهم انه لن يكون البادئ في شن الغارات الجوية والصاروخية على سوريا.

وقد قالها الاخضر الابراهيمي في دبلن مؤكدا على سلمية انتقال السلطة في دمشق الى الحكم الجديد , كي يضمن الجميع ان لا تقفز» كتائب جبهة النصرة لبلاد الشام» الى افتراس سكان جبال العلويين منطلقين من أرواد.

ولكن هل سيمتلك الحكم الجديد في اليوم التالي لسقوط بشار الاسد الهيبة الرادعة للجم غرائز الثأر لدى الالاف من المقاتلين عندما يستهدفون العلويين علما بانهم يشكلون 20% من مجموع عدد سكان سوريا البالغ تعدادهم حاليا 30 مليونا .

وقد تكون الخشية من» صـَوْمـَلـِة « الدولة الى كيانات وجيوب علوية ودرزية وسنية احد اسباب اعتراف واشنطن بالائتلاف الجديد تماماً مثل لندن وباريس والمملكة العربية السعودية وقطر.

واهمية الاتفاق الروسي الامريكي في دبلن انه يعطي الضوء الاخضر للقيام بانقلاب تنفذه تلك المجموعة العسكرية الطلائعية من العلويين الوطنيين في الدائرة الواسعة لمؤيدي الرئيس بشار والذين يعرفون ان عملهم ذاك سينقذ سوريا والطائفة من اهراق سيول من دماء طائفتهم , ومن اجتراح مآسي انسانية لا يشبهها إلا حروب التوتسي توتسي في افريقيا التي التهمت الملايين من ابناء شعبهم .

وبسبب العلاقة التاريخية بين موسكو وخريجي اكاديمياتها من العسكريين السوريين , فلن يكون صعباعليها العثور على بعض الضباط في الجيش الحر ممن يقبلون بالجلوس مع ضباط من مؤيدى الاسد لعقد جلسات الحوار التي طالما تجنبها الطرفان, وهو الامر الذي سيخلق شعور الاطمئنان لدى العلويين انهم لن يكونوا فريسة لغرائز الثأر والتنكيل والانتقام والاعدام .

 وللعقلانية المفاجئة التي دخلت الى دائرة صنع القرار الروسي اسبابها العديدة ومنها رؤية صواريخ باتريوت الامريكية تنتشر على الحدود التركية وهذا ما لا ترغب موسكو بوجوده على خاصرتها الجنوبية.

 فمتى ستصفو سماء دمشق , ولا يشاهد احد المئات من طائرات الهيلوكوبتر تقصف المدنيين ؟

=================

 حين يوافق الروس ويشترط الأميركيون!

طارق مصاروة

الرأي الاردنية

15-12-2012

حين توافق موسكو على أن نظام الأسد بات يفقد السيطرة على الأرض أكثر فأكثر، وحين تبدأ بالتفكير بـ»احتمال» انتصار المعارضة على النظام المتهاوي فتبدأ بترحيل رعاياها عن سوريا. فإن من الطبيعي أن تصل طهران وحزب الله وأحمد جبريل إلى النتيجة ذاتها. فإذا كانت الأطراف هذه ذكية كما هي موسكو، فإن عليها أن تبدأ بفتح مفاوضات مع واشنطن لحماية الباقي من مصالحها في سوريا.. إذا كان المطلوب هو المصالح وليست العقائديات! فباب المعارضة السورية مغلق في وجه الزوار المتأخرين..

-كيف سينهار النظام؟

-أغلب الظن أنه سيكون خليطاً من الانهيار في بغداد وطرابلس الغرب، وأن دموية الأيام الأخيرة ستكون غير عادية.. فقد جنّد هتلر مليونين من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الثمانية عشر عاماً، وفوق الخمسة والستين للدفاع عن برلين في وجه الجيش الأحمر الذي كان يكتسح كل شيء في طريقه فاستغرق القتال حول برلين وداخلها تسعة وعشرين يوما مع مذبحة شملت «آخر الشجعان» وانتحار هتلر ووزير دفاعه وعائلتيهما.

الخطر هو الهجرة شبه العامة التي ستطال الشعب السوري على الأطراف، في آخر أيام المذبحة، وتدفق الآلاف على الأردن ولبنان والعراق وتركيا ونهب مخازن أسلحة الجيش السوري وهي مخازن هائلة تكفي تسليح مئات الآلاف وفتح سوق سلاح أخرى في المنطقة بعد السوق الليبي والعراقي.

نحن عمليا لنا واجبات أخرى غير واجباتنا المعتادة في إيواء اللاجئ الهارب بروحه.. واجباتنا ستكون عسكرية فنحن لن ننتظر وصول الكوارث لبلدنا وإنما سنلاقيها في ارض الأخطار.

قد يكون الأميركيون اقل ذكاء من الروس إلى النهاية فيبقون على الإصرار في عدم تسليح المعارضة والبحث عن جماعات ثائرة إرهابية ونصف إرهابية وربع إرهابية, فيما يقول الثوار: لم نعد بحاجة إلى أسلحتكم, ولا يوجد في سوريا إرهابيين, ولستم في حال من يصنف الناس.

الأميركيون يصلون دائماً متأخرين. وذلك من حظ السوريين هذه المرة! فالعراقيون الذين استمتعوا بركوب الدبابات الاميركية, وبالحكم الذي وزّع بريمر خيراته على أحزابهم وملاتهم, عانوا من الأميركيين المحررين أكثر من معاناتهم خلال عشرين عاماً من الحرب ثم من الحصار الذي استغرق اثني عشر عاماً!

=================

إنقاذ سورية ما بعد الأسد

    منار الرشواني

الغد الاردنية

15-12-2012

ربما لن يستخدم نظام بشار الأسد مخزونه من السلاح الكيماوي ضد الثوار. لكن باستخدامه كل ما عدا ذلك في ترسانته العسكرية، وآخرها الصواريخ الباليستية "سكود"، يبدو هذا النظام مصراً على تنفيذ ما هو أسوأ من خيار شمشون: هدم سورية على رؤوس الجميع باستثنائه!

فمع دخول نظام الأسد مرحلة جديدة من اليأس وتالياً التصعيد، يقر علناً أقرب حلفائه وأشد داعميه روسيا، بقرب نهايته. والدليل الأهم على ذلك هو الاستعداد لإجلاء الرعايا الروس من سورية، بحسب تصريحات نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، يوم الخميس الماضي.

وإذا لم يعد لدى الأسد وأركان نظامه المقربين ما يخسرونه، أو هم يتخذون سفك الدماء ورقة أخيرة للتفاوض على خروج آمن محصن من الملاحقة القانونية والقضائية (بوساطة روسية غالباً)؛ فإن تبعات جرائم الأسد تبدو محيقة بالمحسوبين عليه الباقين في سورية حتماً بعد رحيله، وهم السوريون من أبناء الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد. ومثل هذا "الإدراك/ الاعتقاد"، سواء تولد لدى أبناء الطائفة أو لدى الثوار، لا يعني إلا تدمير سورية ككل، ومستقبل أبنائها جميعاً على اختلاف أعراقهم وأديانهم ومذاهبهم.

فاعتقاد العلويين أنهم هدف للثأر، سيعني دفعهم إلى توفير ملاذ آمن للأسد بعد سقوطه. وهو ما لا يعني فقط اقتطاع جزء من سورية لتشكيل دويلة تخوض حرباً متواصلة مع محيطها، بل أيضاً ارتكاب جرائم تطهير عرقي على الجانبين، وتهجير متبادل لمواطنين سوريين يختلفون في المذهب عن أغلبية قاطني كل منطقة. ولا يقل عن ذلك خطورة أبداً، إن لم يكن أسوأ بكثير، تبني عقلية الانتقام من قبل "المنتصرين"؛ فهل سينتقمون حتى آخر "علوي"؟! وهل يصدق أحد أن مثل الانتقام لن يمتد ليطال الجميع باسم الثورة، فتتحول سورية إلى دويلات تحكمها ميليشيات من كل عرق ودين ومذهب وأيديولوجيا ومنطقة، وتخوض جميعها "حرب الكل ضد الكل"؟!

الآن، ومع اقتراب موعد سقوط الأسد، تبدأ معركة الثوار الحقيقية لإنقاذ سورية المستقبل، من حيث هي وطن للجميع. وهو ما يكون بداية بإنقاذ السوريين العلويين الذين اختطفهم الأسد وما يزال بسطوة آلام الماضي والترهيب من القادم. وبالتوازي مع ذلك لا بد من إنقاذ الثوار وبقية السوريين من أحقاد الماضي وغريزة الثأر لما عانوه على يد نظام لم يمثل إلا نفسه؛ إذ ضم بين أركانه مستبدين وفاسدين من كل دين وطائفة ومذهب وعرق.

وتحقيق هذا الإنجاز-الإنقاذ يكون الآن بتقدم أنصار الثورة العلويين الصفوف (من مثل الأديبة سمر يزبك) مخاطبين السوريين كافة، ليطمئنوا إخوتهم في الطائفة، ويوعّوا إخوتهم في المواطنة. وضمن التوعية بالحقائق، مطلوب الحديث عن المعاناة التي طالت العلويين على يد النظام الذي اختطفهم وتحدث باسمهم؛ فكم منهم قضى في السجون وتحت التعذيب، وكم من مناطقهم عانت التهميش والإفقار الذي أنتجه فساد النظام!

جيدة تلك البيانات التي تخاطب روح المواطنة في السوريين العلويين، والتي تصدر عن سياسيين ومشايخ ينتمون للثورة. لكن هذه المناشدات والبيانات هي جزء فقط من العمل المطلوب، والذي لا يكتمل إلا بمخاطبة بقية السوريين بتضحيات العلويين والظلم الذي لحقهم!

مرة أخرى، لا يجب أن يسمح السوريون للأسد بسرقة مستقبلهم، بعد أن سرق حاضرهم وماضيهم.

=================

«النصرة» ضدّ الثورة

حازم صاغيّة

السبت ١٥ ديسمبر ٢٠١٢

الحياة

أثار التصنيف الأميركيّ لـ «جبهة النصرة» استياء سوريّاً عبّرت عنه تصريحات علنيّة أدلى بها قادة المعارضة ومواقف أبداها ناشطون على تويتر والفايسبوك. فأن تُحسب «جبهة النصرة» تنظيماً إرهابيّاً فهذا، على ما يبدو، يستفزّ مشاعر إسلاميّة ويجرح نرجسيّة وطنيّة لدى قطاع من السوريّين يرى بعضه أنّ الأمر إخلال بالأولويّات وترتيبها السليم.

والحقّ أنّ ردّة الفعل هذه لا تشبه بعض أسوأ ما في البعث الحاكم فحسب، بل تشبه أيضاً بعض أسوأ ما في تراكيبنا الاجتماعيّة والثقافيّة التي تستسهل كلّ تضامن في وجه الغرب، بغضّ النظر عن الخواء الحقيقيّ لهذا التضامن وبغضّ النظر عن مدى الحاجة إلى الغرب.

لنقل، أوّلاً، إنّ من الخرافة المحضة توقّع الحصول على مساعدة أميركيّة فيما أحد المستفيدين من المساعدة طرف يمتّ بصلة حميمة إلى «القاعدة»، ناهيك عن افتراض أنّ الأميركيّين والأوروبيّين سيقفون في الموقع نفسه الذي تقف فيه «القاعدة». أمّا الخرافة التي توازن تلك فأن تقدّم الولايات المتّحدة، أو أيّة دولة، مساعدتها المنزّهة عن أيّ طلب، والمتجاهلة في الوقت نفسه لرأيها العامّ ومطاليبه. وللأسف فإنّ العمل بموجب هاتين الخرافتين لا يشي إلاّ بجيب خرافيّ لم تبرأ منه المعارضة السوريّة.

أمّا «التدخّل الأميركيّ» الملعون، وكان آخر تعبيراته اعتراف باراك أوباما بالمعارضة السوريّة، ثمّ اعتراف أكثر من 120 دولة بها، فقد أملى توحيد معظم هذه المعارضة سياسيّاً ومحاولة توحيدها عسكريّاً. وليس ثمّة من يماري في أنّ هذا النهج الذي بدأ العمل به بُعيد انتخاب أوباما لدورة ثانية، نفع خالص لقضيّة الثورة والشعب السوريّين.

صحيح أنّ هذا الدعم لا يرقى إلى السويّة الأخلاقيّة المأمولة، ولا إلى الحاجة العمليّة، إلاّ أنّ الدفع في الاتّجاه هذا لا يمرّ حكماً بالتمسّك بـ «جبهة النصرة». فكيف وأنّ المسألة تطال الوحدة الوطنيّة السوريّة ذاتها التي لا تشكّل الجبهة المذكورة ومثيلاتها غير عنصر تقويض إضافيّ لها.

ولا بدّ من مصارحة جدّيّة في ما خصّ المستقبل القريب، فضلاً عن البعيد، فيما النظام الأسديّ يترنّح: لقد أبدى السوريّون، على مدى عامين، شجاعة أسطوريّة تقلّ مثيلاتها، وتحدّوا نظاماً للقتل المعمّم في ما يصحّ اعتباره مفخرة لهم ولأجيالهم التي سوف تولد. لكنّهم لم يُبدوا، بالقدر نفسه، ما يطمئن إلى انسجامهم المجتمعيّ وإلى أنّهم سيذلّلون سلماً تناقضاتهم الكثيرة. فإلى الارتكابات المتفرّقة هنا وهناك، التي ضخّمها أعداء الثورة وأذناب النظام، وإلى اللون الطائفيّ الفاقع لمعظم تنظيماتهم العسكريّة، لم يكن صوت طمأنة الأقليّات، لا سيّما الأقليّتين العلويّة والكرديّة، مسموعاً بالقدر الكافي.

والحال أنّ مهمّة كهذه تستدعي، فضلاً عن الأعمال المضبوطة التي تُطرد منها «النصرة» ومثيلاتها، مناشدة وإغراء للأقليّات يكونان يوميّين ودؤوبين لا يكلاّن. وهذا ما ظلّ أقلّ كثيراً من اللهجة التبريريّة والإنكاريّة التي تحتفل بذاتها مُـتغنّيةً بـ «الوحدة الوطنيّة السوريّة» و «التاريخ الحضاريّ» وفولكلوريّات صالح العلي والأخوّة الناجزة.

وليس سرّاً، فيما الكلام عن السلاح الكيماويّ على كلّ شفة ولسان، أنّ إشعار الأقليّات بانعدام الخيار، كلّ خيار، أقصر الطرق إلى دمار عامّ لا يشتهيه المرء حتّى لأعدائه. ونعرف أنّ نظاماً كنظام الأسد لا يتورّع عن شيء، بعد عمله على تضخيم الخوف العلويّ وجهده في استجلاب «النصرة» ومثيلاتها من تنظيمات الدمار الشامل.

يقال هذا الكلام للتوكيد على نقص موضوعيّ ضخم في الواقع، واقع المشرق العربيّ لا السوريّ فحسب، نقصٍ لا يعوّضه إلاّ خليط من إعمال العقل النقديّ وطلب المساعدة الخارجيّة الضامنة. وهذه الأخيرة، مهما شابها من تضخيم ودعائيّة وتذرّع بالأقليّات، تبقى أضمن لتلك الأقليّات وأحرص عليها من تركنا، نحن «الأخوة»، في مواجهة بعضنا بعضاً. وهذا معطوف على أنّ رغبة الغربيّين في استبعاد «القاعدة» مصلحةٌ للسوريّين، أكان لجهة اجتماعهم، أو لجهة ثورتهم وصورتها.

إنّ التمسّك بـ «النصرة» سيّئ بما فيه الكفاية، واقعاً ورمزيّةً معاً!

 

=================

الشطرنج السوري.. والنقلة الأخيرة!

طارق الحميد

الشرق الاوسط

15-12-2012

شهدت الأيام القليلة الماضية ما يشبه لعبة الشطرنج في الأزمة السورية حيث تحركت كل القطع لتحاصر الأسد وروسيا، وكل حلفاء الأسد، وبشكل لافت دفع الروس للانفعال، والارتباك. فبعد أن شاع أن الأميركيين والروس يجتمعون في جنيف بحضور الأخضر الإبراهيمي لمناقشة الأزمة السورية، أعلنت الولايات المتحدة، وعلى لسان رئيسها، الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري كممثل للشعب السوري، وعشية اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا في مراكش، الذي اعترف بائتلاف المعارضة السورية أيضا كممثل وحيد للسوريين، وفيه أعلنت السعودية عن تبرعها بمبلغ مائة مليون دولار دعما للشعب السوري.

الاعتراف الأميركي بحد ذاته دفع وزير الخارجية الروسي لإصدار تصريح ينم عن إحباط، حيث قال: «استغربت إلى حد ما عندما عرفت أن أميركا اعترفت من خلال رئيسها بالائتلاف الوطني كممثل شرعي للشعب السوري»، مضيفا: «نستنتج بالتالي أن أميركا قررت أن تراهن على انتصار بواسطة السلاح لهذا الائتلاف»! وهذا التصريح يوحي بأن موسكو قد شعرت بالخدعة، والإحراج؛ فبينما يجتمع الروس مع الأميركيين للتفاوض حول سوريا يعلن أوباما اعترافه بالائتلاف السوري مما يعني أن واشنطن تحصر خياراتها بالتفاوض مع موسكو حول أمر واحد وهو رحيل الأسد! تلك التحركات على رقعة الشطرنج السوري؛ الاعتراف الأميركي، واعتراف مجموعة أصدقاء سوريا في مراكش بالائتلاف السوري، والتبرع السعودي العلني، والذي يعني أن الرياض ماضية إلى آخر الطريق في مساعدة السوريين ضد جرائم الأسد، كل تلك التحركات حاصرت الأسد سياسيا، مثلما يحاصره الثوار في دمشق، كما أحرجت موسكو على كافة الأصعدة، وحددت شروط التفاوض معها حول الأزمة السورية، وخفضت سعر الأسد بيد التاجر الروسي.

والأمر لا يقف هنا، فربما تكون النقلات الأخيرة على رقعة الشطرنج السوري هي التي دفعت روسيا للخروج بتصريح لافت، ومثير، على لسان نائب وزير خارجيتها الذي اعترف بأن الأسد يفقد السيطرة على البلاد «أكثر فأكثر»، وأنه لا يمكن استبعاد انتصار المعارضة، وهو ما يؤكده بالطبع، أي اقتراب سقوط الأسد، تصريحان لافتان؛ الأول للأمين العام لحلف شمال الأطلسي الذي قال فيه: «نظام دمشق يقترب من الانهيار، أعتقد أنها مسألة وقت»، والآخر هو قول وزير المالية العراقي إن سقوط نظام الأسد قد لا يكون سوى مسألة «أسابيع»! وعندما نقول: إننا أمام الشطرنج السوري فأبسط مثال على تأكيد ذلك تلقف الخارجية الأميركية لتصريح نائب وزير الخارجية الروسي بأن الثوار سينتصرون على الأسد، والمسارعة بالترحيب بموسكو «لإدراكها الواقع أخيرا واعترافها بأن أيام النظام معدودة». كما أضافت الخارجية الأميركية أن «السؤال الآن هو هل ستنضم الحكومة الروسية لمن يعملون في المجتمع الدولي مع المعارضة لمحاولة إحداث انتقال ديمقراطي سلس»؟ وبالطبع فإن هذا إمعان أميركي بإحراج الروس، ومحاصرتهم على رقعة الشطرنج السوري، ومن أجل دفع موسكو للتوقف عن دعم الأسد الذي يحتاج إلى مليار دولار شهريا للصمود أمام الثورة، والثوار!

خاتمة القول: إن الأسد محاصر، وموسكو محرجة، وإيران، مرشدا ورئيسا، تلتزم الصمت، مما يقول لنا إننا أمام النقلة الأخيرة في الشطرنج السوري.

=================

واشنطن بين النصرة والنصرة

د.مطلق سعود المطيري

الرياض

15-12-2012

    لا استغراب ولا تعجب في سياسة واشنطن، فمثلما كان غيابها عن المشهد السوري محل تساؤل، كان حضورها ايضا محل تساؤل، عجيب أمر هذه القوة إن غابت استنكرنا عليها الغياب، وان حضرت أدنَّا حضورها، فكأنها تتعمد أن ترانا متناقضين في الحكم على مواقفها من قضايانا المصيرية، مربكة ومزعجة ومدانة، ولكنها قدرنا الذي يسلب منا العقل والإرادة، ونطلب منها بعد هذه الاستباحة أن تمنحنا شيئاً من الفكر الذي فقدناه لنحكم على سياستها حكما ترضاه ولا نرضاه.

حضرت واشنطن في المشهد السوري مؤخرا لتدرج جماعة أو حركة نصرة على قائمة الإرهاب الدولي، فقالت: ان نصرة الشام مرتبطة بقاعدة العراق، وقتلت الأبرياء في سوريا وكانت وراء 600 عملية ارهابية على طول مدن الشام وعرضها،... فقاعدة العراق علم ما خفي من أمرها ربعها حقيقة وثلاثة أرباعها يقسم على طهران وحزب الدعوة، وواشنطن، فأي قسم تتبع له حركة نصرة في سوريا!!

واشنطن التي تقول: إنها تساند المطالب الشعبية في التغيير وتدعم اختيار الجماهير لمستقبلها، لمَ لمْ تستمع لصوت الشعب في سوريا عندما ادانت جماعة نصرة، فقد أجمع الشعب السوري في الداخل على سلامة مسلك "نصرة " المقاوم وعلى نبل أهدافها، أم أن واشنطن ترى إن كل من يقاوم نظام الأسد عضو في تنظيم القاعدة، كانت المعلومات التي تزعم بوجود جماعات ارهابية في سوريا تخرج من نظام الأسد وبعض الأنظمة المؤيدة له مثل طهران وحكومة المالكي في العراق، فهل حكومة المالكي هي من سرب تلك المعلومات للبيت الأبيض؟ واعطاها احصائيات بعدد الهجمات التي نفذتها، أم أن نصرة الشام جاءت عن طريق الجسر الجوي الذي اقامته طهران عبر العراق لدعم حليفها بسوريا؟

يبدو أن أوراق تنظيم القاعدة التي بيد واشنطن كثيرة، ومن ضمن هذه الأوراق تنظيم القاعدة في ليبيا التي دعمته في حربه مع نظام القذافي، فما هو الشيء الذي اختلف بين قاعدة سوريا وقاعدة ليبيا؟ لا استغراب في السياسة فكل نظام له حقيقته الخاصه به، فواشنطن عملت وفقا لحقيقتها السياسية، التي ليس بالضرورة أن تكون مطابقة للحقيقة على أرض الواقع، فدائما الحقائق السياسية هي التي تعمل على تشكيل الواقع، ولكن هذه المرة الحقيقة السياسية التي رمتها واشنطن على رأس الشعب السوري في الداخل، لن تكون بداية لواقع تريده واشنطن، ولكنها ورقه وحيدة وأخيرة بيد واشنطن وخرجت من يدها، بعد إدراج حركة نصرة السورية على قائمة الإرهاب، فالشعب السوري لا يدين للموقف الأمريكي بأي شيء سواء كان عسكريا أو سياسيا، وعلى هذا المبدأ لا يستطيع أن يتقبل موضوع الإدراج هذا، الذي يريد أن يعاقب جماعة قدمت حياتها في سبيل كرامة الشعب السوري، وتتبعت التدخل العسكري الإيراني وفضحت وجوده، ذلك الوجود المسكوت عنه امريكيا، قد يكون تناقض واشنطن مقبولا في العراق حيث حليفها موجود على سدة الحكم يثبت لها إدانتها بواقع يتشكل ويتغير وفق ارادتها، أما في سوريا فالواقع مأساة بكل جوانبه، فالنظام حليف للشيطان، والمعارضة حليفة للمأساة، وإن سعت واشنطن للوصول الى حليف محتمل سوف تفاجأ بأن ماتسعى اليه يبقى احتمالا إن صدق مسعاها لن يكون الا مع مأساته، وإن كذب لن يخون واقعه، فهل ارتد تناقض واشنطن عليها هذه المرة؟ الله أعلم.

=================

روسيا غير مطمئنة إلى مرحلة ما بعد الأسد

فهل تتفق مع أميركا على طريقة إدارتها؟

اميل خوري

2012-12-15

هل بات في الامكان القول إن الأزمة السورية اقتربت من نهايتها مع اقتراب موقف روسيا من موقف الولايات المتحدة الاميركية بحيث تكون سنة 2013 سنة سوريا الجديدة. وهل يتم التوصل الى اتفاق بين الدولتين على مرحلة ما بعد الأسد، وإلا استمرت الأزمة واستمر معها سقوط القتلى والجرحى إلى أن تحسم المعارضة السورية المسلحة الوضع على الأرض بدعم غير مباشر من الدول المساندة لها وتخسر روسيا آخر موقع لها في المنطقة؟

في معلومات لمصادر ديبلوماسية أن ما يشغل بال روسيا حالياً ليس بقاء الأسد بل الاتفاق على مرحلة ما بعد رحيله كي لا يحلّ في سوريا ما حلّ في العراق وما يحلّ الآن في مصر وليبيا وتونس حيث لا أمن ولا استقرار وصراع على الدستور وعلى السلطة، خصوصاً أن الشعب السوري يتكون من أحزاب وتيارات علمانية ودينية ومن عرقيات كان حكم الحزب الواحد يضبطها بالقمع والشدّة، وبات الوضع بعد أن يزول هذا الحكم مختلفا، مع اطلاق حرية التعبير بلا حدود وممارسة الديموقراطية بسلبياتها وإيجابياتها.

وإذا كانت الولايات المتحدة الأميركية قادرة على التعاون مع احزاب وتيارات ما عدا تلك التي تصفها بالارهاب لانها ترى أن أي حكم سيجد نفسه في حاجة إلى مساعداتها المالية، فان سوريا هي في وضع مختلف وتريد أن تطمئن إلى طبيعة الحكم في سوريا قبل التسليم برحيل الأسد. فسوريا كانت محكومة من حزب واحد وأصبح حكمها بعد رحيل الأسد مفتوحاً على أحزاب وتيارات متعدّدة قد يصعب تمثيلها في حكومة واحدة، والجيش الحزبي لم يعد واحداً بعدما انقسم على نفسه، فكيف له ان يحفظ الأمن والاستقرار خلال المرحلة الانتقالية ولا تقع صدامات بين جيش النظام السابق والجيش الحر أو الجيوش الحرة عدا الميليشيات التي تقتطع مناطق تخضع لسيطرتها وتفرض عند حواجزها الخوات... وهذا الوضع السائب قد يزداد فلتاناً إذا ما رحل الأسد ولم يتم الاتفاق على حكم بديل يضع حداً له.

لذلك ترى روسيا، وتفادياً لاستمرار الاشتباكات خلال المرحلة الانتقالية كما هي الحال في ليبيا وكما حصل في العراق، أن يصير اتفاق على تشكيل حكومة ائتلافية أو اتحادية تتمثل فيها كل القوى الأساسية في البلاد، لا أن يقتصر الأمر على تمثيل المعارضة الائتلافية السورية حتى وإن اعترفت بها 114 دولة ممثلاً شرعياً للشعب السوري في حين أنها ليست الممثل الوحيد له، إذ هناك هيئة التنسيق وغيرها من التنظيمات التي لا يجوز تجاهلها خصوصاً أنها موجودة على الأرض.

وإذا كان الجيش السوري المنقسم على نفسه غير قادر على تسلّم مسؤولية حفظ الأمن في البلاد، فينبغي البحث عن قوّة بديلة مثل القوات الدولية او القوة المتعددة الجنسية التي تشارك فيها روسيا والصين وغيرهما من الدول إلى ان تجرى انتخابات نيابية على أساس قانون يؤمن تمثيل الشعب تمثيلاً صحيحاً بكل مكوناته وأطيافه، وينتخب مجلس النواب المنبثق منها رئيساً للجمهورية ويتم تشكيل حكومة تأسيسية تطلق النظام الديموقراطي والحريات وتضع برنامجاً لإعادة إعمار ما هدمته الحرب شبيهاً بمشروع مارشال ما بعد الحرب العالمية الثانية.

والسؤال المطروح هو: هل تتفق الولايات المتحدة الأميركية ومن معها وروسيا ومن معها على مرحلة ما بعد الأسد تفادياً لاحتمال حصول فوضى كالتي تشهدها دول عربية وتكاد تحوّل ربيعها خريفاً، أم يتعذّر التوصل الى هذا الاتفاق بعد رحيل الأسد كما تعذّر التوصل اليه قبل رحيله فكانت الحرب الداخلية التي ألحقت بسوريا خسائر بشرية ومادية فادحة، وهي حرب قد تستمر إلى أجل غير معروف إذا لم يتمّ الاتفاق دولياً على حلّ لوقفها خصوصاً أن لا أحد من المتقاتلين يسيطر وحده على منطقة كي ينطلق منها إلى سائر المناطق. وقد قيل إن من يربح معركة حلب يربح معركة

سوريا ويحسم الأزمة، لكن هذه المعركة لا تزال مستمرّة، ثم قيل إن من يربح معركة دمشق يربح معركة سوريا ويحسم الأزمة، وتبين أن لا حسم سياسياً ولا حسم عسكرياً من دون توافق دولي. فهل يتم هذا التوافق ولا يظل استخدام "الفيتو" يعطل التوصل اليه؟

=================

إسقاط الأسد ولو بـ"القاعدة"!

سميح صعب

2012-12-15

النهار

تستخدم الولايات المتحدة واوروبا والعرب وتركيا ومعهم المعارضة السورية في الخارج، في سوريا سياسة الغاية تبرر الوسيلة. الغاية هي اسقاط الرئيس بشار الاسد والوسيلة هي تدمير الدولة والنظام معاً ولو تم ذلك على ايدي مقاتلين اسلاميين متشددين من "جبهة النصرة" التي تدين بالولاء لتنظيم "القاعدة". 

ولا يكفي ان تدرج اميركا "جبهة النصرة" على لائحتها للمنظات الارهابية كي يعفيها ذلك من المسؤولية عن واقع جديد تفرضه الجبهة على الساحة السورية. فمكتسبات المعارضة السورية على الارض التي تتغنى بها واشنطن وتعتبرها دليلاً على ان ايام الاسد باتت معدودة هي من صنع "جبهة النصرة" وليس رياض الاسعد ومصطفى الشيخ ولا القيادة العسكرية الموحدة التي اعلنت عن نفسها من تركيا قبل ايام.

أولم يتساءل المسؤولون الاميركيون عن سر دفاع حلفائها الجدد من "الاخوان المسلمين" واحمد معاذ الخطيب وجورج صبرا وقادة في "الجيش السوري الحر" عن الاسباب التي تحدو هؤلاء الى استنكار القرار الاميركي بحق "جبهة النصرة"؟ وهذه الاسباب ليست بخافية على احد، وفي مقدمها ان الجبهة باتت اليوم الفصيل العسكري الاقوى على الساحة السورية ولولاها لما كان أحرز التقدم في كثير من مناطق القتال من الشمال الى الشرق الى حلب الى ريف دمشق ودرعا.

ولعله من قبيل السذاجة السياسية التفكير في امكان التخلص من "جبهة النصرة" بعد التخلص من الاسد. فالتجارب التاريخية لا تشجع على ذلك. وعملية كهذه ستكون مكلفة وغير مضمونة النتائج. ذلك أن فصائل المعارضة السورية الاقل تشدداً لن تكون قادرة على إزاحة الفصائل الاكثر تشدداً. في افغانستان تفيد التجربة أن "طالبان" الاكثر تشدداً اسقطت كل الفصائل الافغانية الاقل تشدداً التي استولت على الحكم عقب انسحاب الجيش السوفياتي السابق من افغانستان عام 1989. ولا حاجة الى التذكير بان "طالبان" هي التي استضافت "القاعدة" وصولاً الى 11 ايلول 2001 وما تلاه من تدخل عسكري اميركي في افغانستان ومن ثم في العراق.

وفي الصومال امتلكت الفصائل المتشددة دوماً اليد العليا في القتال ضد الفصائل الاقل تشدداً التي لم تستطع ان تحكم شارعاً في مقديشو، على رغم ان الفصائل الاقل تشدداً مثل الفصائل السورية الاقل تشدداً تحظى باعتراف ومساعدة من الغرب والعالم كله. 

فلماذا يكون الوضع في سوريا غيره في افغانستان والصومال؟ ومن الطبيعي ان تكون كل تلك الاخطار بادية امام الولايات المتحدة واوروبا والعرب وتركيا. ومع ذلك، فإنهم من اجل اسقاط الاسد لا يغامرون بتخريب سوريا وجعلها صومال او افغانستان، بل يخاطرون بتخريب المنطقة كلها.

=================

النظام ينهار... والكيماوي؟

راجح الخوري

2012-12-15

النهار

بدا جون ماكين ولوران فابيوس ووليم هيغ في الايام الاخيرة مثل فرقة غاضبة تحرص على تحذير النظام السوري، وبوتيرة شبه يومية، من استخدام  الاسلحة الكيميائية ضد المعارضة، ورافق ذلك اربعة مؤشرات تثير القلق من هذا الامر وهي:

اولاً نشر المعارضة شريطين على "يوتيوب" يظهران مصابين بحروق بالغة وواسعة، وثانياً ظهور تقارير اكدت ان النظام قام بتجهيز قذائف لسلاح الطيران تحتوي على غاز السيرين القاتل، وثالثا وهو الاهم ان النظام يفقد السيطرة سريعاً على العاصمة دمشق ويوسع من وحشية قصفه الصاروخي والجوي للمناطق، ورابعاً ان موسكو اعترفت اخيراً بأنه يفقد السيطرة فعلاً وانها تعد خطة لاجلاء رعاياها من سوريا.

فهل يلجأ النظام الى استخدام هذا السلاح ولو على طريقة "شمشوم الكيماوي" باعتبار ان ما قد يصيب اعداءه من ضرر قاتل سيصيب مؤيديه فوق الجغرافيا السورية الضيقة؟ وهل ما شاهدناه على "يوتيوب" من إصابات قيل انها وقعت في قرية "السفيرة" هو فعلاً نتيجة هذا الجنون؟

لا ادري مدى صحة الشريطين وما اذا كانت المعارضة فبركتهما، لكن ظهورهما جاء مباشرة بعد رسالة دمشق الى مجلس الامن التي قالت إن النظام لن يستخدم هذه الاسلحة وان "المتمردين" قد يستعملونها في نهاية المطاف، وهو ما اثار الخوف من ان يقوم النظام بهذا ويتهم المعارضة به وهي لا تملك هذه الاسلحة!

الشريط الثاني كشف عن أقنعة وألبسة واقية من الكيميائيات قيل ان الثوار استولوا عليها من جيش الأسد، وهذا لا يشكل دليلاً على الاستعمال، لكن بعد ساعات من نشر الشريطين لوحظ انه لم تظهر ردود فعل قوية تتناسب مع التهديدات الغربية، ربما لأن صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية كانت اول من نقل خبر الشريطين عن "يوتيوب"، وهو ما يستدعي بالطبع التدقيق في صحتهما بسبب هذه الحماسة الاسرائيلية!

الشريط الاول عرض عدداً قليلاً من المصابين المدنيين بحروق في الوجوه والاطراف قيل إنها ناتجة من استخدام براميل "تي أن تي" المحرقة او قنابل روسية حارقة، ففي حوزة النظام السوري من هذه الاسلحة الروسية المميتة ما يكفي ليثلج قلب فلاديمير بوتين ويطمئن الرفيق سيرغي لافروف، لكن كل هذا لا يعني ان الوضع الميداني في سوريا لا يمكن ان يشهد هذا الجنون.

في كلام أوضح، النظام يخسر دمشق وطريق مطارها باتت تحت مرمى نار الثوار، وهذا يعني انه ينهار، وسبق للواء المنشق علي سيلو، وكان في ادارة الاسلحة الكيميائية، ان أعلن ان النظام ناقش على مستويات عليا امكان استخدام هذه الاسلحة في اللحظة الاخيرة، فهل يمكن ان يكون المشهد الاخير من المذبحة ممهوراً بالخاتمة الكيماوية؟

=================

دخان التصريحات الروسية ونار الأزمة السورية

2012-12-15 12:00 AM

الوطن السعودية

ثلاثة تصريحات مهمة، أطلقتها ثلاث شخصيات سياسية وعسكرية، حول تداعيات الأزمة السورية خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية، لا يمكن أن يُقرأ أحدها بمعزل عن الآخر. بالمجمل تذهب جميع المواقف التي خرجت إما من موسكو أو من قوات حلف الناتو أو من "الائتلاف الوطني"، إلى أن الأزمة في البلد الذي دخلت الحرب فيه شهرها العشرين، توشك على الانتهاء بـ"سقوط الأسد".

فروسيا، والتي ظلت تنافح طيلة الأشهر الماضية عن حليفها الأسد، صرحت على لسان نائب وزير خارجيتها ميخائيل بوغدانوف، أن النظام السوري بدأ يفقد السيطرة على البلد، فيما قال بكل وضوح أنه لا يستبعد أن "تنتصر المعارضة"، التي حققت بدورها خلال الأيام الماضية عددا من الانتصارات الميدانية الواسعة في كل من حلب ودمشق.

هذا الموقف الروسي ـ وبالرغم من نفيه أمس ـ إلا أنه لا يمكن تجاهله، فموسكو هي أكثر حلفاء الأسد قربا له في الأزمة، ولا يمكن أن تخرج مثل هذه التصريحات إذا لم يكن هناك ما يؤكدها من معلومات، فليس هناك دخان من غير نار.

نفس الموقف الروسي، صرح به الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، اندرس فوراسموسن، الذي أعرب عن اعتقاده أن نظام الأسد يوشك على الانهيار، وأن هذا الأمر بات مسألة وقت، بحسب ما يقول.

وبالرغم من أهمية هذين التصريحين، إلا أن التصريح الذي أطلقه رئيس الائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب، حمل في طياته عمقا مختلفا. فلأول مرة تصرح المعارضة السورية ـ والتي كانت تنادي بالسابق بحماية دولية ـ أنها لم تعد بحاجة إلى تدخل عسكري دولي في الأزمة؛ لأن قوات المعارضةـ التي أعلن عن تشكيلها الجديد الأسبوع الماضي ـ تحقق انتصارا تلو الآخر، وتقترب من السيطرة على دمشق، وصولا إلى هدفها بإسقاط الرئيس الأسد.

ومن منطلق تصريح الخطيب، فإن الواقع الحالي يفرض على المجتمع الدولي احترام رغبة "الائتلاف السوري"، الذي حظي باعتراف ما يزيد على 100 دولة ومنظمة حول العالم في الاجتماع الأخير لأصدقاء سورية في مراكش، ذلك أن أي خطوة يمكن أن يخطوها حلف الناتو باتجاه تصعيد الأمور من الناحية العسكرية ـ والذي صرح رئيس لجنة سورية فيها أن الأسد سيجبر على التنحي ـ يمكن أن يعيد الأزمة إلى "مربعها الأول".

========================

إبادة الشعب السوري ليست إلا مشروع إبادة ومؤامرة دولية

خضر خلف

الركن الأخضر 15-12 -2012

علينا كشعوب على امتداد الوطن العربي أن ندرك بأن النظام السوري ليس السفاح إنما هو أداة ذاك السفاح الذي يقتل إخواننا الأبرياء من أبناء سوريا، فلم يعد لدينا كشعوب على امتداد العالم العربي والإسلامي أي شك في أن حرب الإبادة ضد الشعب السوري ليست إلا مشروع إبادة ومؤامرة دولية، إذ يباشر القيام بها النظام السوري المجرم، الذي لم يكن له أن يستمر إلى يومنا هذا وبهذه الوحشية و بهذا المستوى من الوحشية والتمعن في القتل والاغتصاب والتدمير لولا ما يجده من دعم فاضح ومعلن من حلفائه روسيا وإيران .

 

أن هذا المشروع وهذه المؤامرة لم يكن لها لتستمر في قتل وحرق وإبادة مئات الآلاف من أخوتنا السوريين لولا الدعم الروسي من خلال الفيتو الذي يدعم النظام السوري ليواصل الاستمرارية في قتل وإبادة المزيد من الأبرياء كصفقة سورية إيرانية روسية.

 

فالمؤامرة باتت واضحة مكشوفة أهدافها ، وعلينا كشعوب بالدول العربية والإسلامية أن نفهم المعادلة ، ونسأل أنفسنا هل شهد تاريخنا الحديث إجراماً بمثل هذا الإجرام الذي يمارسه النظام السوري ضد إخوتنا الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ والعزّل ؟

وبالله عليكم لنسأل أنفسنا كذلك لو كانت هذه الضحايا وما يحدث من إبادة من غير العرب ، هل كانت دول العالم لتقف صامتة إزاء ما يحدث ؟

 

لقد أكد لنا المجتمع الدولي من خلال مواقفه الهزيلة بان لا قيمة ولا وزناً لدمائنا وأرواحنا ، وان مصالحهم بالمنطقة أثمن وأغلى من هذه الأرواح التي تزهق والدماء التي تسفك.

 

فعلينا كشعوب على امتداد الوطن العربي والإسلامي ،إن ننظر لما يحدث اليوم وحدث في سوريا من إجرام وظلم وبغي انه ليس موجه لشعب سوريا لوحده وإنما للأمة على امتداد الوطن العربي والإسلامي، وان لا نسمح كشعوب عربية وبظل الربيع العربي بقبول ما حدث ، أو أن يمر مرور الكرام ، نعم وبلا أدنى شك ما حصل وما يحصل في سوريا أجج وزاد مشاعر الكراهية العربية والإسلامية نحو روسيا ، التي تواطأت وتآمرت على سوريا وشعبها دعما لمشروعها المشترك مع إيران ، وعلينا كشعوب أن نضغط على الحكام والأنظمة العربية لتأجيج فكر إنهاء مصالح روسيا على امتداد الوطن العربي والإسلامي لأنها تمعن بقتل وإبادة الشعب السوري لتحافظ على مصالحها بالمنطقة من خلال النظام السوري وإيران على حساب أرواح ودماء الأبرياء .

 

إن روسيا تقدم حسابات السياسة ومصالحها المشتركة مع إيران، على أرواح ودماء الأبرياء وتعارض إنهاء النظام و لا تريد إيقاف سفك الدماء البريئة وإزهاق الأرواح الطاهرة، فوجب علينا كشعوب عربية وإسلامية إن لا نسمح أبداً بهذا التواطؤ والعداء ، وإلا سوف نصبح شركاء به ، علينا صنع التغير وخلق الأثر الواضح في مستقبل روسيا بالمنطقة .

لقد أصبح واضحا لنا وأصبحت لدينا قناعة بأن ما يحدث في سوريا ليس سوى حرب إبادة للعرب والمسلمين، ومن دلائلها بشاعة الجرائم التي تمارس ضد أهلنا الأبرياء في سوريا، قتلوهم بأبشع الأساليب والوسائل، أذلوهم انتهكوا أعراضهم ، دون أي إنسانية أو أية رحمة لطفل أو امرأة أو لشيخ .

 

وما زالت روسيا تتشدق و تجاهر بدعمها للنظام السوري من خلال المواقف على الساحة والمحافل الدولية ، وإمداده بكل أنواع الخطط العسكرية والمعلومات و أنواع الأسلحة لمواصلة إبادة الأبرياء

ألا يحق لنا أن نتألم كشعوب عربية حين نرى فداحة القتل وإبادة شعب سوريا ... ألا يحق لنا أن نتألم عندما نرى روسيا تمنع التدخل لوقف مثل هذه المجازر من ذبح و تقطيع للسوريين الأبرياء .... تراق دمائهم ، وأرواحهم تزهق، وأعراضهم تنتهك. ونحن نشاهدهم من خلال الفضائيات دون أن نحرك ساكنا...

إن كل قطرة دم من طفل سوري وكل صرخة امرأة اغتصبت تدعوكم كشعوب على امتداد الوطن العربي أن تخرجوا إلى الشارع والميادين لتكونوا ضاغطين من اجل نصرة شعب سوريا وحقن دمائهم وصون إعراضهم فهل من مجيب .

 

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ