ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 23/01/2013


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

مقالات مختارة من الصحف العربية ليوم

22-01-2013

الحملة الوطنية .. للحوار بقية

د. مازن عبد الرزاق بليلة

الثلاثاء 22/01/2013

المدينة

استمرار نظام بشار الأسد المتهالك، والمضمخ بالدماء في سوريا، حتى اليوم، لم يكن ممكناً، لولا المساعدات الإيرانية والروسية الواضحة والصريحة، وصمت الجامعة العربية، مقابل ما يحصل هناك من مذابح، لم يعد ممكناً، ولا خياراً مطروحاً، خصوصاً بعد فشل المبعوث الدولي السابق والحالي.

الموقف السعودي بدا واضحاً ومتزناً منذ البداية، فالرسالة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين للقيادة السورية مع انطلاقة شرارة الثورة الشعبية فى درعا دعت إلى توخي الحكمة والاستجابة لطموحات وتطلعات الشعب السوري المشروعة وتجنب العنف، ولو استجاب النظام السوري وقتها لخرج بأقل الخسائر، كما حصل في اليمن الشقيق.

بدأ الصوت السعودي في رفع سقف المطالب، في الاجتماعات المتواصلة لمجلس الجامعة العربية مع ارتفاع حصيلة القتل والدمار، وجاء موقف المملكة مدوياً وهو يضع الدول العربية أمام مسؤولياتها، بسحب السفير، مشدداً على أنه من العار السكوت على المذابح والقمع اللذين يتعرض لهما الشعب السوري الشقيق.

على الصعيد الدولي تحركت الدبلوماسية السعودية لحث المجتمع الدولي ومنظماته للتحرك لإنقاذ الشعب السوري من جلاديه، وعندما اصطدمت الجهود الدولية بالفيتو الروسي، الصيني في مجلس الأمن كانت المملكة أول من أعلن إدانته للقرار، وبدأت الحملة الوطنية الأولى لمساعدة الشعب السوري حتى وصلت نصف مليار ريال، في غضون أسبوع، للدلالة على مدى تعاطف الشعب السعودي مع إخوانهم السوريين في ظل الغطاء الدولي المنحرف.

حاولت موسكو تبرير موقفها وجاء رد المملكة قوياً وحازماً، وأبلغتهم بعدم جدوى الحوار بعد فيتو مجلس الأمن دون تشاور مع الدول العربية، وتصدرت الأزمة أجندة مجلس الوزراء السعودي الأسبوعية لتؤكد كل عمل لمساندة الشعب السوري وإرسال المساعدات العينية والطبية ضمن الحملة الوطنية لمساعدة اللاجئين السوريين في تركيا ولبنان.

اشتهرت سياسة المملكة الخارجية بعدم التدخل في شؤون الدول المجاورة، لكن في الأزمة السورية، انقلبت الأوضاع، ولم يترك النظام الوحشي والتدخل الخارجي الأعمى، أية وسيلة لتنأى المملكة بنفسها عن هذه المذابح، لذلك هي اليوم تتصدى لمسؤوليتها في الدفاع عن الشعب السوري الشقيق من منطلقات التزامها الديني والأخلاقي والإنساني، وأبسط طريق هو مواصلة الحملة الوطنية الثانية لمساندة الشعب السوري الجريح.

========================

لئلا يصيب سوريا ما أصاب دولاً عربية

ربط رحيل الأسد بالاتفاق على البديل

اميل خوري

2013-01-22

النهار

هل انشغال الولايات المتحدة الاميركية بتكوين إدارتها الجديدة أخّر حسم الأزمة السورية سياسياً أو عسكرياً، أم الخلاف الذي لا يزال قائماً بينها وبين روسيا هو السبب؟

في معلومات لمصادر ديبلوماسية أن الأمرين معاً هما سبب عدم التوصل الى حسم الأزمة السورية، يضاف إليهما عدم توصّل المعارضات السورية السياسية والعسكرية إلى اتفاق على تأليف حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة تتيح لروسيا البحث في مصير الرئيس بشار الأسد لأن أميركا وروسيا متفقتان، على ما يبدو، على أن يبقى الرئيس الأسد في السلطة إلى أن يتم التوصل الى اتفاق على تأليف الحكومة الانتقالية، وذلك مخافة أن تسود سوريا الفوضى العارمة إذا ما تنحى الأسد قبل الاتفاق على الحكم البديل، خصوصا بعدما حل ما يحل في دول عربية نتيجة إسقاط الأنظمة فيها قبل الاتفاق على أنظمة بديلة، وهي دول لا تزال تتخبط في مشكلاتها الداخلية ولا تستطيع الخروج منها لتعذر اتفاق أهل الثورة على إقامة حكم مستقر.

واستمرار الوضع غير المستقر في هذه الدول يفيد منه الاسلاميون الاصوليون والتنظيمات الارهابية بحيث تنتشر وتتمدد لتهدد الاستقرار في الدول المجاورة لها وفي دول العالم.

وإن ما حدث أخيرا في الجزائر وفي مالي مثير للقلق الشديد ويزيد الاقتناع ببقاء الرئيس الأسد في السلطة الى ان تتوصل المعارضات السورية إلى اتفاق على البديل، وان بقاءه يشكّل ورقة ضاغطة تجعل قادة المعارضات يستعجلون التوصل الى اتفاق، في حين أن تنحي الرئيس الأسد قبل ذلك يجعل هؤلاء القادة يزدادون غرقاً في خلافاتهم، وعندها يصبح مصير سوريا مجهولاً ومعرضاً لشتى الاحتمالات، بما فيها التقسيم بعد حرب أ هلية طاحنة.

لذلك، فإن السؤال المطروح ليس هل تتفق أميركا وروسيا على حل للأزمة السورية، بل هل يتفق قادة المعارضات السورية على تأليف حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة كي تستطيع إدارة شؤون الحكم بعد الأسد، ولا يظلون مختلفين على تمثيل كل القوى السياسية الاساسية وموافقة الفصائل العسكرية الثائرة على الحكم على هذا التمثيل.

وهَبْ أنه تم التوصل الى اتفاق بين هذه القوى، فهل يتم اتفاق على ان تتمثل في الحكومة قوى موالية لنظام الأسد، ومن هي هذه القوى سياسية كانت أم عسكرية؟

حيال هذا الوضع المعقّد يمكن القول إن الرئيس الأسد باق في السلطة إلى أن يتم التوصل الى اتفاق على حكم بديل. وهذا ما جعل الروس يؤكدون مراراً وتكراراً أن البحث في تنحي الأسد غير ممكن لأنهم يريدون أن يطمئنوا قبل أي شيء آخر إلى هوية الحكم الجديد في سوريا والى مصير سوريا قبل البحث في مصير الأسد، خصوصا وقد شاهدوا ما يجري في ليبيا ومصر وتونس واليمن والعراق وإفادة الاسلاميين الاصوليين من خلافات السياسيين المعتدلين للوصول إلى السلطة، وانتشار الحركات الارهابية على نحو بات يهدد دول الجوار وحتى دول العالم خصوصا في افريقيا، واضطرار دول الغرب الى اتخاذ الاجراءات الامنية المشددة تحسباً لمواجهة الارهاب.

وفي المعلومات أيضاً أن أميركا وروسيا متفقتان على ضرورة الاسراع في حل الازمة السورية لأن هذه الازمة كلما طالت نمت معها الأعمال الارهابية وتمدّدت التيارات الاصولية وازدادت موجة النزوح التي تخلق مشكلة انسانية و اجتماعية لدول الجوار بحيث لا يعود في استطاعتها تحمّل اعبائها، ولا الدول القادرة على المساعدة مواصلة ذلك. فهل    يصير اتفاق على تأليف مجلس عسكري لفترة انتقالية إذا ظل الاتفاق على تشكيل حكومة متعثراً أو متعذراً؟

========================

كيف سيرحل الأسد؟

طارق الحميد

الشرق الاوسط

22-1-2013

ندد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بالوضع الذي وصفه بالـ«مقيت» في سوريا حيث يقتل يوميا قرابة مائة سوري على يد طاغية دمشق، بحسب ما قاله فابيوس الذي أضاف قائلا: «الوضع مروع ولا بد أن يرحل بشار في أسرع وقت ممكن»، وهذا كلام مهم، لكن كيف؟

نقول «كلام مهم»، لكن الأزمة السورية، ووقف العنف الأسدي، لا يمكن أن يتحقق من خلال الأحاديث، والتصريحات، خصوصا أن كل شيء قد قيل تجاه الأزمة السورية، ومن قبل الجميع، إلا أن الأمر الوحيد الذي لم يحدث هو الأفعال الحقيقية، دبلوماسيا، وعسكريا، من أجل وقف إرهاب الأسد. فلا مجلس الأمن تحرك لاتخاذ قرارات جادة لوقف آلة القتل الأسدية التي قتلت ما يفوق 60 ألف سوري. ولا القوى العالمية تحركت لدعم الثوار الذين يواجهون قوات طاغية دمشق قرابة عامين وبلا تكافؤ. الأسد تجاوز كل ما فعله معمر القذافي إبان انطلاق الثورة الليبية، من قتل، ودمار، واغتصابات، وقتل أطفال، بل إنه قيل وقتها إن التحرك الدولي في ليبيا كان خشية استخدام القذافي للطائرات الحربية، وها هو الأسد يستخدمها بشكل يومي ضد المدنيين السوريين!

ولذا، فصحيح أن حديث الوزير الفرنسي مهم، خصوصا أنه يبدو أن العالم قد تناسى الثورة السورية، وحجم الجرائم التي تقع بحق السوريين، مع انطلاق العملية العسكرية في مالي، وبعدها وقوع العملية الإرهابية في الجزائر، إلا أن حديث السيد فابيوس لا يعد كافيا، والأهم أنه لا يوقف جرائم النظام الأسدي بحق السوريين.

رحيل الأسد أمر واقع، وهو قادم لا محالة، لكن كيف؟ وما هو الثمن على سوريا، والمنطقة ككل؟ هذا هو السؤال الجوهري، وهذا هو بيت القصيد. فإذا كان الهدف هو أن يترك السوريون لشأنهم حتى يسقطوا الأسد فهذا خطر حقيقي، ولعدة أسباب؛ فإيران، مثلا، لا تتورع عن دعم النظام الأسدي، ومعها حزب الله، ومتطرفو العراق الطائفيون، وسوريا كلها تتفتت، ويتمزق نسيجها بشكل ممنهج سواء من قبل النظام الأسدي أو حلفائه. يحدث كل ذلك والثوار السوريون لا يجدون من يدعمهم بشكل كاف، سواء بالذخيرة والسلاح، أو بالمواقف السياسية الصارمة تجاه نظام دمشق.

والقصة هنا ليست قصة تشجيع التدخل الخارجي، فالتدخل الخارجي واقع في سوريا ومن قبل الثورة وذلك حين جعل الأسد سوريا كلها مسرحا إيرانيا، هذا عدا عن التدخلات الإيرانية الحالية في الأزمة السورية دفاعا عن الأسد، فالمقصود بالدعوة للتدخل الخارجي في سوريا عسكريا، وسياسيا، من خلال مجلس الأمن، هو لوقف آلة القتل الأسدية، والحيلولة دون انهيار الدولة ككل، والحيلولة دون أن تتحول سوريا ما بعد الأسد إلى ماكينة تفريخ للإرهاب في المنطقة مما يعرض أمن المنطقة ككل للخطر.

ولذا، فإن السؤال المتكرر هو كيف سيرحل الأسد، وبأي ثمن؟ وهذا ما يجب أن يفكر فيه الغرب، وفرنسا بالطبع، وقبلهم العرب، فكلما طال أمد الأزمة، كان الخطر على الجميع أكبر. عليه، فإن المطلوب الآن الأفعال وليس الأقوال.

========================

 المعلم يشرح ويفسر

الشرق الاوسط

 سمير عطا الله

22-1-2013

السبت الماضي ظهر الدكتور وليد المعلم بعد طول غياب ليقول للعالم، ومنه أميركا وروسيا، إن اتفاق جنيف حول سوريا خال من أي إشارة إلى تنحية الرئيس الأسد. وهذا صحيح، ولكن فلنتذكر ثلاثة أشياء حدثت في المدينة السويسرية: حضرت الأمم مؤتمر جنيف حول سوريا وغاب عنه المعني الأول: الوسيط الأممي (والعربي) كوفي أنان، مما حدا بوزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد إلى أن يقف في المؤتمر ويطرح سؤالا واحدا: أين كوفي أنان؟

أمران آخران بعد الاتفاق: تحدثت وزيرة خارجية أميركا هيلاري كلينتون عن ضرورة ذهاب الأسد، وبقي سيرغي لافروف صامتا.. لم ينف ولم يؤكد.. لم يهدد.. لا شيء. مضت بعدها فترة والسيد أنان يمنح العالم والمصورين والمصورات ابتسامته وصمته، وأميركا تتحدث عن ذهاب الأسد وسيرغي يقول - ثم بوتين - ثم ميدفيديف - إن بقاء أو ذهاب الأسد ليس هو المسألة. لا إشارة إلى اتفاق جنيف.. لا إشارة لبنوده.

المعلم هو أول مسؤول معني يجزم في الأمر.. وهذا صحيح، لكن لماذا غاب أنان ذلك الغياب المشبوه ولماذا أكدت كلينتون ولماذا تغاضى وصمت سيرغي على الرغم مما عرف عنه من طلاقته في السراء وفي الضراء وكثرة الهراء؟

تعقد الاتفاقات؛ عادية أو استثنائية، من أجل إلزام موقعيها بشروحها وبنودها والمحاسبة على خرق أي منها.. فهل كان الأهم في اتفاق جنيف، تواطؤ أميركا وروسيا على الغموض والإبهام في أهم موضوع مطروح في القضية السورية؟ لماذا تحدث الروس طويلا عن عدم أهمية التنحي ثم وقف سيرغي يقول بعد أشهر إنه ليس في إمكان أحد إقناع الأسد بذلك؟ لماذا لم يثر الأميركيون أو الروس مرة اتفاق جنيف؟ ولماذا أوحى الأخضر الإبراهيمي في آخر أحاديثه أن الاتفاق يقضي - وإن يكن لا ينص - بخروج الأسد، مما حمل الرئيس السوري على الظهور في الأوبرا، عارضا خطة جديدة «للحل»، هي ترجمة للخطة الإيرانية ولا إشارة فيها إلى اتفاق جنيف أو بحيرة جنيف أو حياد سويسرا أو رحلات كوفي أنان في كل المدن إلا جنيف يوم مؤتمر سوريا؟

قبل الوصول إلى أي اتفاق - حتى بين بقَّالين - لا بد من حضور لجنة الصياغة، لأن أي اتفاق هو في نصه لا في نواياه.. فالنوايا جميعها معروفة للجميع. لذلك تضمن النصوص عدم التنصل والتراجع والإخلال والكذب. فإذا أكثر من 50 ألف قتيل، ودمار أكثر من نصف سوريا، وثلوج الأردن تطمر الأطفال، والعالم معلق بذنب اتفاق جنيف.

========================

كيف حال سوريا؟

تاريخ النشر: الثلاثاء 22 يناير 2013

مريم الساعدي

الاتحاد

منذ بدء الأحداث في سوريا، صرت أسأل أي سوري أقابله في أي مكان عن حال سوريا. يأتي الرد غالباً “الله بيعين، شو بدنا نحكي”. والكثير من الإجابات تكون صامتة بعيون دامعة متعبة. قبل يومين أجابني شاب سوري يعمل في محل بيع حقائب: “الحمد لله منطقتنا بخير”، “تقصد أنها لا يجري فيها ما يجري؟”، “لا، أقصد أن هناك قتل وخطف، لكن الحمد لله لم يطالها القصف”. وبدا كمن ينقل خبراً جيداً بالفعل. صار مفهوم “الحال بخير” في سوريا أي أن المنطقة لم تتعرض للقصف بعد.

منذ أحداث سوريا وجدت نفسي أسير بشكل غير متزن. خطواتي تتخذ مسافات غير متناسقة، صحيح أن مشيتي لم تكن مثالية في السابق إذ كانت تتسم بالبطء الشديد المستفز ولكنها على الأقل كانت متوازنة. ما حصل أن دماغي فقد القدرة على الاستيعاب، والحقيقة أنني لكي أسير بتوازن أحتاج أن أستوعب. ولم يكن بالإمكان أبداً أن أفهم كمية القتل التي تحصل في سوريا. أنا يمكن أن أفهم القتل حين يكون جريمة فردية كردة فعل عمياء بين طرفين متخاصمين بينهما عداوة وبغضاء. لكن أن يتم القتل لأعداد كثيرة من الناس الأبرياء، ربما كانوا نياماً فقط، أو يتمشون، أو يشترون الخبز. أشخاص لا تعرفهم، كيف تقتلهم؟ ولأجل ماذا؟ كيف يقدم إنسان على إزهاق روح شخص لا يعرفه أساسا، أي لم تكن بينهم عداوة شخصية، لا يحمل له ضغينة خاصة نتيجة تراكم أحقاد ذكريات مشتركة؛ لم يكن زميل أثناء المدرسة مثلاً دفعه في طابور الصباح يوماً أو خربش على دفتره، لم يكن زميلاً في الجامعة سرق منه حبيبته، لم يحصل وأن عرف هذا الشخص، فكيف يقتله؟ ألا يفكر أنه يقتل إنساناَ طيباً؟ أنه ينتزع منه “حياة” كان يمكن أن يعيشها؟!

لم أفهم كيف يكون قتل الأطفال بكل تلك الوحشية أمر يمكن أن يمر عليه العالم. ظننت أن الشمس في الغد لن تشرق، أن العالم سيكون قد هب عن بكرة أبيه وغطى عين الشمس في زحفه لوقف هذا القتل المجاني. لكن لم يحصل شيء.

لا أقول أنني في حالة صدمة من موقف العالم، فالفلسطينيون مثلاً شعب مهجر كامل على مدى سنين، ولا زال عليه أن يثبت أنه الضحية لا الجاني، ولازال يجد صعوبة في إثبات ذلك.

لكن قتل الأطفال لا يمكن أن يعتاده المرء. مهما تكرر. لا زال يسبب خللاً في الخطوات. أتصور، في خيالاتي المثالية، أن مقتل طفل واحد فقط، طفل واحد كفيل بأن يجعل العالم ينتفض انتقاما له. لكن، هل لأن العدد في سوريا ليس طفل واحد فقط؟ هل لأنه بالآلاف؟ ألذلك تخدر العالم؟ يقال مع الوفرة تنخفض القيمة. هل تنخفض قيمة الإنسان إذا قتل في إبادة جماعية؟ أم أن القتل في سوريا لم يصل لمستوى “الإبادة الجماعية” بعد؟ أعرف أن المجتمع الدولي المتمدن يحرص على الاستخدام الصحيح للمصطلحات، في الواقع يبدو منشغلاً أكثر بـ “التوصيف اللغوي” للأوضاع أكثر من إيجاد حل نهائي لها.

“من ينقذ سوريا؟”، تساؤل وضعته على صفحتي في الفيسبوك. جاءني رد واحد يقول: “باتمان”.

========================

فوز الثوار السوريين يغيـّر وجه الشرق الأوسط

سيمون تيسدال *

الأربعاء ١٦ يناير ٢٠١٣

الحياة

تتعاظم احتمالات اندلاع مواجهة مع ايران قد توسع رقعة النزاع في الشرق الاوسط. والحال اليوم تشبه وقائع 2010. فوفق تقرير اسرائيلي صدر اخيراً، أوشك بنيامين نتانياهو قبل نحو ثلاثة اعوام على شن هجوم على منشآت نووية إيرانية. وحال دون الهجوم اعتراض اثنين من كبار القادة العسكريين والاستخباراتيين.

اليوم تعاظمت العناصر التي قد تشعل فتيل الحرب: البرنامج النووي العسكري الايراني قطع شوطاً كبيراً، كما تحسب القوى الغربية. والمسؤولان (العسكري والاستخباراتي) غادرا منصبيهما، وتربع محلهما من يؤيد الحرب. وفي الشهر الجاري، يدخل نـتانياهو الـسبـاق الانتـخابي للفوز بولاية ثانية رئيسـاً للوزراء. وإذا أفلحت مـساعـيه، فـاقـم الـضغـط على طهران، وقـادة الليــكود سيـنـظرون الى فوزه على انه تفويض بـشن الـحـرب. وإيران صـارت بمثـابة هاجـس «نتـانيـاهـوي».

وفي ايران، تشارف ولاية محمود احـمدي نجـاد الـثانيـة على الانتهاء. ويرجح ان المرشد آية الله علي خامنئي والمتطرفين المحافـظين يسـعون الى انتخاب من يمـثّلهم الى الرئاسـة. لكن المعارضـة، على رغـم انقـسامها، لن تتراجع. فـالانتـخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) 2013 قد تؤدي الى اضطرابات اهلية واصـطدام في الـشوارع كمـا حـصل فـي 2009 يـوم بدا ان حركة الشارع أوشكت على اطاحة النظام الثوري.

ويرى ايرانيون كثر ومراقبون غربيون ان زعيم «الحركة الخضراء»، مير حسين موسـوي، فـاز في الانـتخـابات السـابقة. وقد تُلهم ثورات «الربيع العربي» الداخل الايراني لمواجهة تزوير الانتخابات ومقاومة النظام. فيلقي على التدخل الخارجي مـسـؤولية الاضـطرابـات كما جـرت الـعـادة، وقد يفـتح جبـهة خارجية لتـنفيـس احـتقان الـداخل. ويرجح ان يتجنب الأميركيون المواجهة العسكرية، على رغم ان ثمة متطرفين يمـينيين في واشـنطن، كما الـحال في طهران، يشتهون الحرب. وتتواصل فصول حرب الظل الدائرة ضد ايران: هجمات افتراضية واغتيالات وتخريب للمنشآت الايرانية. ولا يرغب باراك اوباما في الانزلاق الى نزاع جديد في العالم الإسلامي، واستأنف الغرب جولة جديدة من المفاوضات مع ايران.

يقال ان ثمة مفاوضات سرية ايرانية – اميركية، ومعالم الاتفاق العريضة مع طهران واضحة: وقف التخصيب الى عتبة 20 في المئة في مقابل تخفيف العقوبات؛ ومواصلة تخصيب اليورانيوم للمنشآت المدنية في مقابل الرضوخ لمراقبة دولية من كثب.

وترى الوكالة الدولية للـطـاقة الذرية ان استئناف عمـليـات التفتيش والرقابة ممـكن في الشهر الجاري، ولكن اسرائيل تقول ان المهلة النـهائـية للـحل هي حـزيران المقبل، موعد بـلـوغ ايران عتبة التخصيب الذري العالي الذي يخولها حيازة قنبلة نووية. وثمة عثرة لا يـستـهان بها تـعيق المـفاوضـات، فلا أحـد يعرف مَنْ يملك صلاحية التـفاوض في طهـران المتعددة مراكز القوة، ولن يـرغب أي سـياسي ايراني في التنازل امام الغرب في مرحلة انتقالية سياسية. وثمة مشكلة وثيقة الارتباط بالملف الإيراني: الحرب الأهلية في سورية. فطهران هي ابرز داعمي نظام بشار الأسد مالياً وعسكرياً، وإذا تراجع الأسد امام الثوار المدعومين من الغرب، قد تحسِب ان الدور دار عليها لتغيير نظامها. وخسارة إيران الشيعية الحليف السوري، هي خسارة استراتيجية في نزاعها الاقليمي مع الحكومات في مصر والخليج.

ورحيل الأسد يقوّض النفوذ الإيراني في لبنان، ويخلّف أثراً سلبياً في حلف ايران مع «حماس» في غزة – وهي نقطة مواجهة مع اسرائيل - ويوجّه ضربة إلى سعي طهران الى إقصاء مصر وتركيا عن قيادة المنطقة. لذا، يبدو ان انتهاء الحرب الأهـلية السورية الى فوز الثوار - وترجح اميركا والحلف الأطلـسي وروسيا غلبة كفّتها في العام الجاري - هو لحظة مفصلية خطيرة في الشرق الأوسط. فطهران قد تستبق الـضربة الإسـرائيلية – الأميركية الوشيكة، وتبادر الى هجوم.

* معلّق، عن «ذي غارديان» البريطانية، 1/1/2013، اعداد منال نحاس

=========================

لماذا هتف العراقيون بوجه المالكي: لا تخادع؟

د. محمد عياش الكبيسي

العرب القطرية 2013-01-22 

ربما لم يشهد العراق حشودا جماهيرية كتلك التي خرجت في الجمعة الماضية، وهي الجمعة التي كانت تحت عنوان «لا تخادع»، وهي شهادة تقويمية لخصّت نظرة العراقيين لرئيس حكومتهم نوري المالكي.

قبل سنتين تقريبا كان شعار التظاهرة الأولى في وسط بغداد «كذّاب نوري المالكي»! وهي شهادة سابقة لا تختلف عن لاحقتها، وكلا الشهادتين تؤكدان أننا أمام نموذج جديد في الحكم، فكل الذين تربعوا على عرش العراق كان ممكنا أن يوصفوا بالظلم أو الطغيان أو الجبروت، هذه هي المفردات المحفوظة في الذاكرة العراقية، وهي رغم بشاعتها توحي بالقوة والبطولة بخلاف المفردات الجديدة «كذاب» و «مخادع»، والتي طبعتها الجماهير على جبين نوري المالكي المسؤول الأول في حزب الدعوة الإسلامية!

نوري المالكي قتل وشرّد وانتهك كل الحرمات والمحرمات، فسجونه مليئة بالأبرياء والبريئات، وأكثر من سبعة ملايين هم عدد المشردين والهائمين على وجوههم في الداخل والخارج، حتى أصبح العراق سجنا كبيرا لا مثيل له، ومع كل هذا لم تشأ الجماهير المنتفضة أن تطلق على المالكي لقب «الطاغية»، لعلمها أن نفسية المالكي قد تجد راحتها في مثل هذا اللقب، حيث سيتوهم نفسه في مصاف الطغاة الكبار! ثم إن سياسات المالكي وسلوكياته المتراكمة لم توح للجماهير بشيء من القوة والصلابة، بقدر ما كشفت لهم عن طبيعة ملتوية ومخادعة.

فشل المالكي في الحصول على الأصوات التي تؤهله لمنصب رئيس الوزراء، حيث تقدم عليه إياد علاوي بفارق صوتين، رغم الاتهامات التي وجهت للمالكي باستغلاله للسلطة في التزوير والترويج لقائمته، لكن المالكي راح يستعين بالقضاء العراقي في عملية تسييس واضحة شبيهة بما حصل فيما بعد للهاشمي والعيساوي، فأصدر القضاء حكمه بأن القائمة الفائزة بالانتخابات لا يحق لها تشكيل الحكومة!!

ربما يظن المراقبون أن القضاء المسيّس هو من حسم القضية لصالح المالكي، إلا أن الحقيقة أكبر بكثير من هذه الحيثية، حيث تشير كل المعلومات إلى أن المالكي عقد صفقة خطيرة مع الطرفين الأجنبيين المتنفذين في العراق (أميركا وإيران)، وهذه الصفقة هي التي أجبرت إياد علاوي على أن يرضخ لحكم الواقع ويتنازل عن استحقاقه الانتخابي، وسيأتي اليوم الذي يقف فيه المالكي في قفص الاتهام ليكشف للعراقيين حقيقة هذه الصفقة وحجم التنازلات التي قدمها للأميركيين والإيرانيين.

لم يكن في الدستور العراقي شيء اسمه (المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية)، لكن الأميركيين اخترعوا هذا الاسم لإقناع القائمة العراقية الفائزة بأن هذا المجلس يمتلك من الصلاحيات ما يفوق صلاحيات الحكومة، وأن المالكي سيكون خاضعا لهذه السياسات! لكن المجلس هذا لم ير النور لحد الآن، وهذه خديعة أخرى تضاف إلى خديعة المحكمة الدستورية وقرارها التاريخي، وبهاتين الخديعتين تمكن المالكي من الوصول إلى دفة الحكم في أخطر مرحلة يمر بها العراق.

أما مجلس الرئاسة والذي يسبب للمالكي صداعا مستمرا، فقد تمكن المالكي وبوسائل مختلفة أن يقنع منافسه التقليدي في الائتلاف الشيعي عادل عبدالمهدي بالاستقالة من منصبه كنائب للرئيس جلال الطالباني، ثم قام بفتح الملفات الكيدية ضد خصمه العنيد طارق الهاشمي وهو النائب الآخر للرئيس، فلم يبق في مجلس الرئاسة إلا الطالباني، وهو رجل مريض وعاجز، والنائب الثالث خضير الخزاعي وهو من المقربين جدا للمالكي وقيادي بارز في حزب الدعوة، وبهذا يكون المالكي قد اختطف مجلس الرئاسة بالكامل لصالحه.

ابتكر المالكي سياسة الملفات لابتزاز خصومه ومنافسيه أو إقصائهم، وهذه الملفات مصنفة عند المالكي بمستويين: مستوى الإرهاب لتصفية خصومه الكبار، وهي في الغالب اعترافات تنتزع بالقوة وتحت وطأة التعذيب، أو باستغلال حالة الاقتتال التي حصلت لأكثر من سبب كما بين المقاومة والاحتلال، وما بين القاعدة والصحوات، وما بين الأحياء السنّية والميليشيات الطائفية.. إلخ، وهذه كلها وفرت مصادر ثرية لصياغة الملفات الكيدية وبالطريقة التي تناسب سياسات المالكي والتي يستخدمها بطريقة مزدوجة ومتناقضة.

أما المستوى الثاني فهو مستوى الفساد، فالمالكي يحتفظ بمئات الملفات لكثير من الوزراء والبرلمانيين ومجالس المحافظات وكبار موظفي الدولة، حيث تنتشر الرشاوى والعقود الوهمية، والمالكي لا يتدخل للحد من هذه الظاهرة الوبائية بل هو من يفتح الباب على مصراعيه ليورّط أكبر عدد ممكن من السياسيين والمسؤولين، ثم يستخرج هذه الملفات في الوقت المناسب للابتزاز والتصفية!

لقد ساعد المالكي على المضي في سياسة الملفات هذه غياب القضاء العادل، والذي يفترض به أن يجعل الملفات نفسها التي يحتفظ بها المالكي وثيقة دامغة لإدانة المالكي نفسه، فأي حاكم هذا الذي يحتفظ بكل هذه المعلومات الخطيرة عن مئات الإرهابيين والفاسدين من كبار المسؤولين في حكومته، ثم يتكتم عليها ولا يخرجها إلا في وقت المنافسات والمناكفات السياسية! كما ساعد على هذا أيضا ضعف الوعي الشعبي، حيث راح يتداول هذه المعلومات وكل وفق أغراضه ودوافعه الشخصية لتسقيط هذا الطرف أو ذاك، وكان الأجدر والأولى محاسبة المالكي، فهو المسؤول الأول عن كل هذه الملفات، وليس ملاحقة الضحايا الذين يقعون عن علم وعن غير علم في هذه الفخاخ.

على المستوى الشعبي، اتسمت أول ردة فعل من قبل المالكي على التظاهرة التي انطلقت قبل سنتين بالخداع، حيث طلب من المتظاهرين أن يمهلوه مائة يوم لكي ينفذ لهم كل مطالبهم، وقد كسب المالكي بهذه المهلة وقتا إضافيا ليس من أجل تنفيذ المطالب بل من أجل إنجاز عدد آخر من الملفات.

لم تعد تنطلي سياسات المالكي هذه على أحد، فتفجرت الانتفاضة الكبرى الموجهة ضد المالكي تحديدا، حيث احتضن المتظاهرون عددا كبيرا من المشاركين في العملية السياسية كرافع العيساوي وسلمان الجميلي وأثيل النجيفي وعلي الحاتم وأحمد أبوريشة ومجالس المحافظات.. إلخ، وهذه رسالة واضحة أن الشعب العراقي قد شخّص المشكلة بدقة، وميّز بين الجاني والضحية.

تعامل المالكي مع هذه الانتفاضة العامة بنفس الأسلوب، فراح يطلق أفرادا من المعتقلين والمعتقلات، وفي الوقت نفسه يقوم باعتقال المئات، كما حصل مؤخرا في ديالى والموصل والأعظمية والطارمية، ثم راح يتهم المتظاهرين بأنهم يغلقون الطريق الدولي ويحاصرون المسافرين والتجار، لكنه بعد أيام راح هو بنفسه يغلق المنافذ الحدودية مع الأردن وسوريا!

أخيرا أخذ المالكي يبعث بممثليه سعدون الدليمي إلى الأنبار والشهرستاني إلى سامراء، ليقدما للجماهير وعودا سخية ومديحا بلا حدود، فالحراك الجماهيري انقلب من «فقاعة نتنة» إلى «مظاهرات دستورية» و «مطالب شرعية»، لكن رد الجماهير كان واضحا وبسيطا: نحن لا نثق بوعود المالكي، هكذا أيضا ردد خطباء الجمعة، ورددت كل الجماهير المنتفضة: لا تخادع.

إن سياسة الخداع لا تستمر طويلا، فحبل الكذب قصير، وإن الذي يصر على هذه السياسة يحتاج إلى ذاكرة قوية وذكاء استثنائي، وإلا فستنقلب هذه السياسة وبالا وبلاء على صاحبها.

أما الجماهير المنتفضة فقد لخصوا مطالبهم كلها بهذه الرسالة «لا تخادع»، بمعنى أنهم لا يريدون إلا حاكما لا يكذب عليهم ولا يخادعهم.

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ