ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مقالات مختارة من الصحف العربية ليوم 29-01-2013 يجوع
السوريون.. ولا يخضعون لابتزاز واشنطن! الطاهر إبراهيم 2013-01-28 القدس العربي عندما أعلنت وزيرة
الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في
الاول تشرين ثاني 2012 من زغرب أنها
تنتظر من المعارضة السورية أن تتوسع
إلى ما هو أبعد من المجلس الوطني
السوري، وأن 'تقاوم بشكل أقوى محاولات
المتطرفين لتحويل مسار الثورة' في
سوريا ضد بشار الأسد، فقد تساءل
المراقبون عن مغزى هذا الكلام؟
فواشنطن لم تغب -في شخص وزيرة خارجيتها-
عن أيٍ من لقاءات 'أصدقاء الشعب السوري'،
حيث تم الاعتراف بالمجلس الوطني
السوري كممثل شرعي للشعب السوري. وشعر
المراقبون بعد هذا التصريح أن 'وراء
الأكمة ما وراءها'. وعندما تداعت شخصيات
سورية معارضة إلى تفعيل ما سمي في حينه
'المبادرة'، وتم الإعلان عن قيام 'الائتلاف
الوطني لقوى الثورة والمعارضة' في
الدوحة في 13 تشرين ثاني 2012، سارعت
واشنطن إلى مباركة هذا المولود الجديد.
غير أن ما أثار حنق
واشنطن أن 'أحمد معاذ الخطيب' رئيس
الائتلاف الوطني لم يكد ينتهي من خطبته
أمام ما سمّى 'مؤتمر أصدقاء سورية'
بنسخته الرابعة في مراكش المغربية في12
كانون الأول 2012، حتى نهض مدافعا عن 'جبهة
النصرة' التي وضعها الرئيس الأمريكي 'أوباما'
قبل يوم واحد في 11 كانون أول 2012 على
لائحة الإرهاب. كما استغرب نائب رئيس
الائتلاف السوري المعارض جورج صبرا
إدراجَ الولايات المتحدة جبــــهةَ
النصرة على لائحة الإرهاب، وأكـــد أن
جبهة النصرة جزء من الثورة في سوريا. وكأن واشنطن اعتبرت
رفض رئيس الائتلاف الوطني المسلم
ونائبه المسيحي رفضا لسياسات واشنطن
في المنطقة. ورأينا تغييرا واضحا في
مواقف واشنطن تجاه الثورة السورية، ما
اعتبر محاولة للالتفاف على الثورة
السورية ومحاولة لاستنساخ قيادة جديدة
للحكم بتوليفة تضم، فيمن تضم، بعض
أركان النظام الحالي، الأمر الذي
ترفضه الثورة والشعب السوري معا. إن موقف رئيس
الائتلاف الوطني 'الخطيب' ونائبه 'صبرا'
يعبر عن رفض متجذر لدى الشعب السوري
لأي إملاءات تفرض عليه من خارج قوى
الشعب السوري. وما كان السوريون
ليقبلوا الخروج من تحت سيطرة الطغمة
المستبدة الحالية ليقعوا تحت هيمنة
واشنطن. وكان مسارعة الخطيب للدفاع عن
جبهة النصرة هو الإعلان بوضوح أن لا
مساومة على حرية خيار الشعب السوري في
شكل الحكم الذي يتوق إليه. أستعجل فأقول: إنه
يبدو من تصريح 'أوباما'، وقد قرر ألا
يخوض حروب خارجية، كما فعل سلفه بوش،
أنه أراد بهذا التصريح أن يحرّش بين
جبهة النصرة وباقي مكونات الجيش الحر،
بحيث يحرض بعض الوحدات على جبهة النصرة
فيقع الاقتتال. لكن فأل 'أوباما' خاب،
إذ ظهر العميد 'سليم إدريس' رئيس هيئة
أركان الجيش الحر رافضا إدراج جبهة
النصرة بقائمة الإرهاب الأمريكية،
منوها بأن الجبهة إنما تعتمد على
الشباب السوري المثقف. وزادت الصورة
والمشهد السوري روعة بتصريح رئيس
المجلس العسكري السوري بحلب العقيد 'عبد
الجبار العكيدي' الذي يقاتل جنبا إلى
جنب مع جبهة النصرة، فامتدح جبهة
النصرة وسلوكيات عناصرها، وهو أمر
رائع وطيب من قبل عقيد يعرف ما يقول ولا
تستطيع واشنطن وغيرها اتهامه بأنه
إرهابي ومطلوب أيضا شحنه إلى 'غوانتانامو'.
قد يقول قائل: واشنطن
تخاف من البديل الذي يأتي بعد بشار
الاسد، كأن تأتي حكومة على شاكلة حكومة
طالبان، وفي أحسن الحالات، ربما يكون
البديل من بشار الاسد حكومة إسلامية
يقودها الإخوان المسلمون. وهنا يتبادر
فورا إلى الذهن السؤال: من فوض واشنطن
أن تقبل أو لا تقبل شكل الحكم في سورية
بعد إطاحة بشار الاسد، أو طبيعة أحزابه
التي ستشكل نسيج المجتمع؟ كما نعتبر
موقف أوباما تدخلا سافرا في شئون الشعب
السوري. إننا نؤكد أن الحكومة
السورية التي جاءت بعد الاستقلال عن
فرنسا كانت أكثر ديمقراطية من دول
الجوار العربي، حتى قامت واشنطن بدعم 'حسني
الزعيم' ضد الرئيس المنتخب 'شكري
القوتلي' بانقلاب تم التخطيط له في
السفارة الأمريكية في دمشق في 31 آذار
1949، واعتقل الرئيـــس المنتخب
ديمقراطيا ورئيس حكومته. من جهة أخرى، فإن 'أوباما'
آخر من يحق له أن يقترح على الثوار
السوريين شكل حكومتهم. فلم ير هؤلاء
منه إلا كلاما معسولا، لا يسمن ولا
يغني من جوع. بل وضغط على دول عربية كي
تخفض مساعداتها إلى الحد الأدنى. كما
حرض منظومة حلف الناتو ألا تقدم أسلحة
مضادة للطيران والدروع، ما تسبب بمقتل
أكثر من 60.000 شهيد، بحسب إحصاءات الأمم
المتحدة، وتدمير أكثر من 300.000 عمارة
ومسكن. بل ورأينا العالم المتحضر، وعلى
رأسه أمريكا، يقف متفرجا على ما يفعله
نظام بشار أسد، من تدمير ممنهج، وإعادة
سورية إلى ما قبل تاريخ القرن العشرين.
وكانت واشنطن تغضب ويحمر وجهها لأقل من
ذلك بكثير. يبقى أن نقول أن ثوار
الجيش الحر ذاهبون إلى استعادة حرية
سورية كاملة، وإرغام بشار أسد ورجال
نظامه أو قتلهم 'هبسة تبسة'، شاءت
واشنطن وموسكو وطهران أم أبت، مهما كان
عدد الشهداء وعدد المساكن التي تدمر. ' كاتب سوري ======================== الياس الديري 2013-01-29 النهار عودٌ على بدء، أم أنه
"المخاض" الذي به وعَبْره تصحّح
الثورات عادة مسيرتها، وتوجهاتها
وقياداتها؟ تفادياً للانزلاق في
مكيدة استبدال السيئ بالأسوأ، وتنصيب
المستبدّ والمتحجّر مكان الديكتاتور
والطاغية، لا بدّ لشباب "الربيع
العربي" وشعوب الأنظمة التي أكل
الدهر عليها وشرب، من العودة إلى
الميادين والساحات واستئناف
الاحتجاجات الرافضة لكل هذا المشهد
المخيف، والرافض لأي تغيير وتحديث
وتطوير. من هنا، من هذه
الزاوية، يتراءى المشهد العربي في
صراعاته ومواجهاته المتجدِّدة، كأنه
في صميم حقبة تمرّده وانتفاضاته في وجه
حكم الاستعمار والانتداب والاحتلال،
وما شابه. وكأنما المنطقة
بأسرها تستفيق على خديعة أخرى، بثوب
مستعار، وبأصوات مستوردة... إنما
بالأفكار والأساليب ذاتها. لكن مصر تبرز دائماً
في الطليعة، كونها الأعرق في التاريخ
والجغرافيا، وفي ارتداء حلة التطوّر
في اتجاه النظام المدني والدولة
والمؤسسات بكل هيئاتها وتراتبيّتها. ولطالما كانت ولا
تزال تشكّل المثال والرمز والقدوة،
حتى بالنسبة إلى "الربيع العربي"
وجديَّة شبابها وأجيالها، وتصميمهم
على استعادة الثورة إلى منطلقاتها
واسترجاعها. يخطئ "الإخوان"،
سواء في مصر، أم في تونس، أم في ليبيا،
أم في اليمن، أم في سوريا، أم في أي بلد
عربي، إن هم افترضوا أن السلطة آلت
إليهم ليحكموا ويتحكّموا كما يشاؤون
ويشتهون، عوض أن يتفهّموا تطلّعات
الأجيال والشعوب بصورة عامة،
والاستجابة لها، والتخلي عن هذا
الانغلاق المعتم، والتسليم، باقتناع،
بأهميّة التغيير والتطوير والتحديث
والانفتاح، وبعيداً من الانطواء
والتوغّل في الأصوليّات ثمة من يراهن في
الداخل العربي، كما عبْر البحار في
العالم الأوسع وفي "عواصم القرار"
على عدم تمكّن "الاخوان" سواء في
مصر أم في تونس وسواهما، من السيطرة
بالمفاهيم عينها، وعلى الأسس ذاتها
التي يرفضها الثوار، ولن يستسلموا لها. وفي الحوارات
التلفزيونية المختلفة في الأسماء
والانتماء واللغات والهويات، رأى
كثيرون من المحلّلين أن استعجال "الاخوان"
في كشف أقنعتهم، أظهر للناس ما يخبئون
ويهيئون خلف الشعارات والمبادرات
والاقتراحات التي تبخّرت قبل صياح
الديك... وبقي "الاخوان" كما هم
وكما يعرفهم المصريون والتونسيون
وغيرهم. أما الرئيس محمد
مرسي، فقد كان هدفاً سهلاً لرشقات
متقاربة، التقت بمجملها عند نقطة
اتهامه بإعادة مصر الى "الفخاخ"
القديمة من طوارئ واستهداف للحريات،
إلى التهديد والوعيد بالانتقامات
ومشتقاتها. لن تهدأ ثورة مصر
والمصريين قبل رحيل من خطفوا الثورة
وانقلبوا على الثوار. ======================== انسحاب
أميركي جزئي من الشرق الاوسط؟ سركيس نعوم 2013-01-29 النهار تجري الدوائر
المعنية الأميركية، وخصوصاً في البيت
الأبيض ووزارة الخارجية، مراجعة شاملة
للسياسات التي اتّبعها الرئيس اوباما
في الولاية الأولى، وذلك كي يتمكن في
ضوئها من اتخاذ المواقف الملائمة
والحافظة للمصالح الحيوية
والاستراتيجية لبلاده، وخصوصاً في
منطقة الغليان المتفجّر أي الشرق
الاوسط. هذا ما قاله أخيراً خبراء
أميركيون في واشنطن. وأضافوا أن المهم
في المراجعة الجارية التي اقتربت من
الانجاز هو ان الاستنتاج الذي توصل
اليه القائمون بها يتناول مستقبل
المنطقة المشار اليها. ويؤكد
الاستنتاج أن المنطقة ستعيش حريقاً
كبيراً في ظل الاتجاه الثابت الغالبية
أهلها السنة والشيعة نحو مواجهة
مفتوحة او بالأحرى نحو صراع مفتوح.
علماً أنه بدأ في سوريا والعراق
والبحرين والى الشرق منها. وهو مرشح
لأن يقوى ويشتد. انطلاقاً من ذلك يشير
الخبراء انفسهم الى أن قراراً رسمياً
قد اتُّخذ ببقاء أميركا بعيدة من هذا
الصراع، وفي الوقت نفسه بتقديم
المساعدة اللازمة لحلفائها الذين
ينتمون طبعاً الى مذهب الغالبية
المسلمة أي السنّة. وهذا يعني أنه من
غير المحتمل أن تقوم الادارة
الاميركية بأي عمل لوقف الصراع
والحريق الناجم عنه. ويعني ايضاً في
صورة أكيدة أن الادارة نفسها لن ترسل
جنودها الى المنطقة المشتعلة. لكن
هؤلاء الخبراء يلفتون إلى أن الكثير من
مواقف أوباما في الشرق الاوسط ستتوقف
على ما يحصل بين بلاده وإيران. ماذا يقول الخبراء
انفسهم عن ايران في ضوء المراجعة
السياسية الشاملة المشار اليها اعلاه؟ يقولون ان ما ادلى به
أخيراً وزير الخارجية المعيّن جون
كيري للجنة الكونغرس "يؤشر" الى
موقف وزارته والادارة عموماً من هذه
الدولة. فايران يجب ان تأتي الى الحوار
او "نظيفة" على حد قوله. والحل
للقضايا الخلافية معها يفضله
ديبلوماسياً. لكنه أكد ان السياسة
الاميركية حيالها لن تكون ابداً "الاحتواء"،
بل سياسة منع تقدم البرنامج النووي
الايراني. ويقولون ايضاً ان معلوماتهم
تشير الى أن الوقت المتوافر هو للقيام
بمحاولة ديبلوماسية واحدة، ربما لأن
المعطيات التي تمتلكها الادارة في
واشنطن تشير الى أن الاسرائيليين لم
يعودوا بعيدين عن تحقيق هدفهم النووي
الأول. واذا فشلت هذه المحاولة فان
العواقب ستكون وخيمة. وفي هذه المحاولة
يقول هؤلاء ثالثاً ان ادارة اوباما
ستكون مستعدة، اذا تأكدت من احتمالات
نجاحها، لتلبية عدد من مطالب
الايرانيين، مثل السماح لهم بمتابعة
التخصيب ولكن بمستوى منخفض قد لا يصل
الى الـ5 في المئة، ومثل وقف كل
المحاولات لتقويض النظام الذي يحكمهم.
لكن عليهم في المقابل أن يأتوا الى
المحاولة الديبلوماسية "نظيفين".
كما عليهم ان يوقفوا دعمهم لسوريا
الأسد ولـ"حزب الله". علماً أن
أميركا لن تقدم لهم صيغة للعلاقة مع
بلادهم مشابهة او مماثلة للصيغة التي
كانت معتمدة في أثناء حكم الشاه لها.
وعلماً أيضاً انها ستسير في هذه
العلاقة بحذر شديد، تلافياً لتخوف أو
لتنفير حلفائها الاقليميين وفي مقدمهم
المملكة العربية السعودية. طبعاً يشك
بعض هؤلاء الخبراء في قبول ايران لـ"شروط"
الاميركيين المذكورة اعلاه. واذا كان
شكّهم في محله فان الصيف المقبل قد
يكون "مشوِّقاً". ماذا في المراجعة
السياسية الأميركية الشاملة عن
اسرائيل والفلسطينيين؟ يقول الخبراء في
واشنطن اياهم أن تحرك الادارة
الأميركية، استناداً الى المراجعة
المشار اليها، في موضوع السؤال
المطروح اعلاه، يتوقف أولاً على نوع
الحكومة التي سيؤلّفها بنيامين
نتنياهو في اسرائيل. ويتوقف ثانياً على
مدى استعداده، ورئيس السلطة الوطنية
الفلسطينية محمود عباس لمعاودة
المفاوضات. واذا كان الاستعداد جدياً
فان أوباما قد يعود الى الانخراط في
العمل لايصالهما الى السلام. وهناك
اشارات الى أن نتنياهو قد يكون راغباً
في العودة الى التفاوض جراء حاجته الى
أميركا كي "تهتم" بايران، وجراء
اقتناع غالبية قادة الجيش والأجهزة
الأمنية في بلاده بأن ما يجري حالياً
هو تطويق جديد لها، من الأعداء الشرسين. هل يعني ذلك انسحاب
اميركا من المنطقة؟ لن تنسحب اميركا
كلياً منها أو لن تتحلّل من كل
التزاماتها (Disengage).
لكنها ستهتم اكثر ربما بمنطقة المحيط
الهادئ، وهذا ما يجري حالياً. ذلك أن
المواقف العدائية والممارسات من الصين
بدأت تقلق جيرانها وحلفاء أميركا
الذين طلبوا مساعدتها. لا يعني ذلك
طبعاً حرباً او مواجهة مع الصين ومع
روسيا، اللتين لأميركا معهما مصالح
متبادلة، رغم أن العلاقة باردة حالياً
بين واشنطن وموسكو. ======================== قراءة
متشائمة لمسؤولين: عجز دولي عن
المساعدة في سوريا خليل
فليحان 2013-01-29 النهار تلقى المسؤولون
معلومات خلال الاسبوع الماضي رسالة
فحواها ان القوات النظامية سيطرت على
الوضع في أماكن مهمة في سوريا، غير أن
المواجهات لم تتوقف ساعة مع المسلحين،
مما دفع الدول الكبرى الى اعتبار ان
الوضع في سوريا يزداد تعقيدا وفرص الحل
ضئيلة على رغم تطور جديد يكمن في قرار
مجلس القضاء الاعلى السوري بوقف
الملاحقات في حق المعارضين القادمين
من الخارج للمشاركة في الحوار. وقارنوا بين
المعلومات الجديدة التي توافرت لديهم
وبين الموقفين الفرنسي والروسي حيال
الحالة السائدة في سوريا في الوقت
الحالي، فتبين لهم انهما يلتقيان عند
عجز أي طرف عن حسم الموقف. ففرنسا ترى
أن لا القيادة الحاكمة قادرة على اسكات
المسلحين ولا هم تمكنوا من اسقاط الحكم
مما دفع وزير الخارجية الفرنسية لوران
فابيوس الى الاعلان ان الازمة السورية
أصبحت في المرتبة الثانية لاهتمامات
بلاده وتبلغت وزارة الخارجية الفرنسية
معلومة بهذا الصدد منذ 15 الشهر الجاري
اثناء الاحتفال الذي أقامه الرئيس
الفرنسي فرنسوا هولاند للسلك
الديبلوماسي الاجنبي المعتمد لدى
بلاده. وتوقفوا عند الموقف
الروسي الجديد الذي تضمن بعض التغيير
كأن هناك تناقضا بين نظرة رئيس الوزراء
فلاديمير ميدفيديف ووزير الخارجية
سيرغي لافروف، ولعل نقطة التباين
تنحصر في موضوع ابقاء الرئيس بشار
الاسد في سدة الرئاسة أم لا. فرئيس
الوزراء يعتقد أن "فرص بقائه (الاسد)
تقل في كل يوم وكل اسبوع وكل شهر".
والجديد في موقفه الذي صرح به الى قناة
تلفزيونية اميركية هو أنه يصنف القتال
الدائر بين الطرفين بأنه "حرب أهلية"
ويقترح "المصالحة الوطنية" علاجا
لها، واذا تعذر ذلك فالمواجهات مستمرة. وانتقد المراقبون
النصيحة الروسية الداعية الى الحوار
الشامل بين أطياف الشعب السوري من سني
وعلوي وشيعي ودرزي ومسيحي. وذكروا بأن
الروس وجهوا اكثر من دعوة الى ممثلين
لمعارضة الخارج لكنهم أخفقوا في تنظيم
حوار ووجهوا دعوات الى رئيس الائتلاف
الوطني للمعارضة، غير انه رفض التوجه
الى موسكو واقترح القاهرة مكانا بديلا
رفضته موسكو بدورها. وأعربوا عن اسفهم
لهذا التجاذب الدولي ازاء المؤامرة
التي تدمر سوريا وتقتل الآلاف
السوريين وتدفع بالآلاف ايضا الى
الهرب الى لبنان او الاردن او تركيا او
العراق هربا من القصف حيث تحولوا عبئا
كبيرا على تلك الدول من الناحية
المالية، وقالوا إن انتظار نتائج "المؤتمر
الدولي للنازحين السوريين" الذي
سيعقد في الكويت غدا الاربعاء لتوفير
مساعدات مالية كافية اضافة الى
الخدمات الصحية والتعليمية وتأمين
الادوية العددية لجميع أنواع المرضى
وعددهم وفقا لاحصاءات وزارة الصحة
ليست بقليلة. ======================== بين
مانديلا و هولاكو القرداحة! علي حماده 2013-01-29 النهار في احد اللقاءات
المسائية في "المنتدى الاقتصادي
العالمي" في دافوس الذي عقد هذا
العام بين ٢٤ و٢٧ كانون
الاول الجاري، تحدث الصحافي الاميركي
في "النيويورك تايمس" توماس
فريدمان عن سوريا، فاستهل حديثه
برواية قصة معروفة جدا عن نيلسون
مانديلا بعد خروجه من السجن وتبوئه سدة
الرئاسة، قال: "في احد اول اجتماعات
الحكومة الجنوب افريقية التي تشكلت
اثر سقوط نظام الابارتايد، فاتح وزير
الرياضة مانديلا في موضوع يتعلق بفريق
لعبة الرغبي المعتبرة اللعبة الاولى
في البلاد، فشرح ان الفريق الوطني سوف
يشارك في بطولة العالم التي سبق له ان
انتزعها مرات عدة في السابق، في ظل
نظام جديد غير الابارتايد، وقد درجت
تسمية الفريق بـ "سبيرينغ بوكس"
كإسم رمزي واشتهر به. قال الوزير
لمانديلا: اقترح تغيير التسمية لانها
ترمز الى الابارتايد وسلطة البيض على
السود في البلاد". لم يتأخر رد
مانديلا الذي قال للوزير: "سوف
نفاجئهم، لن نغير الاسم. وسيبقى رمزا
لوحدة افريقيا الجنوبية". واندهش
الوزير لكنه نفذ اوامر مانديلا. يقول فريدمان: "هل
هناك مانديلا في سوريا ينقذ البلاد من
دمار محقق، ويمنع تفتت سوريا وفقا لما
يعتقد اكثر من خبير انه المآل الحتمي
للحرب الدائرة هناك؟ طبعا جاء الرد على
حديث فريدمان من بعض الشخصيات السورية
المستقلة بالنفي: "ليس ثمة مانديلا
في سوريا". وسارع البعض الاخر الى
القول ان بشار الاسد مصمم على تدمير
سوريا بالكامل ولا يعبأ لو كلف الامر
مليون قتيل. وقد دمر حلب، وحمص،
وغيرهما، وسوف يدمر دمشق نفسها على
رؤوس اهلها قبل ان يتنحى. وامام هذا
الواقع ثمة خياران بحسب وجهة نظر سورية
مستقلة متعاطفة مع الثورة: اما المضي
في الحرب المفتوحة حتى يصير التقاتل
على الركام بدل ان يكون على سوريا،
واما التقاط اي فرصة لحل سياسي حتى لو
كان لا يحقق كل اهداف الثورة. هنا
المفارقة ان تضطر الثورة الى ذلك منعا
لتدمير سوريا بالكامل من نظام صرح احد
اركانه ذات مرة انه مستعد للتضحية بثلث
الشعب سوري اذا لزم الامر من اجل بقاء
النظام! امر محير حقا! لكن هل
يمكن الحديث بعد عن حل سياسي مع نظام
قتل حتى الان اكثر من ١٣٧ الف
مواطن، ويعتقل اكثر من ١٧٠
الفا؟ هذا سؤال موجه الى سوريين مخلصين
يعارضون النظام ورئيسه، لكنهم مؤرقون
بفكرة سوريا في اليوم التالي! اي سوريا
بعد ان يكون بشار سواها بالارض؟ اي
سوريا بعد ان يكون "هولاكو"
القرداحة رحل؟ في الجلسة المسائية
عينها قال لي مسؤول خليجي كبير: "لقد
انتظرنا الرئيس اوباما كثيرا، ولا
يزال مترددا، كما انه بلغتنا معلومات
عن ان ثمة خطوطا فتوحة مع النظام في
سوريا. لقد منعنا من تقديم كل الدعم
الذي كنا ننوي تقديمه للثورة في سوريا:
انتهت مرحلة الانتظار سنمضي وحدنا
وسنرفع مستوى الدعم لموازاته بالدعم
الايراني والروسي لبشار، بل وللتفوق
عليه". كل ماتقدم يؤشر لربيع
ملتهب في سوريا. ======================== هل سيستخدم
الأمريكيون الثورة السورية كبش فداء
يقدمونه للإيرانيين مقابل تفاهم حول
قضية السلاح النووي الإيراني؟! عدنان كامل
صلاح الثلاثاء 29/01/2013 المدينة تتزايد المؤشرات
يوماً عن يوم منذرة بمصير مأساوي
للثورة السورية.. فالحماس الذي أظهره
المجتمع الدولي عندما تفجرت الثورة
بدأ يخبو.. والحديث عن الدعم المالي
واللوجستي لم يزد عن أن يكون كلاماً في
كلام.. ولا تستطيع الثورة السورية، أو
أي ثورة أخرى، النجاح في مواجهة خصم
مدجج بالسلاح وتنهمر عليه الأموال من
أكثر من طرف، أبرزها طهران، ما لم
يتوفر لها دعم مماثل، في النوع وليس في
الكم، يمكنها من الصمود والنجاح. فما الذي حدث؟! يبدو أن أمريكا، وهي
الدولة الكبرى التي تحرك المجتمع
الدولي، اكتشفت كما تقول بعض التقارير
الصحفية أن المجموعة التي يمكن أن
تتولى السلطة بعد الأسد لن تكون جماعة
إسلامية معتدلة مثل الإخوان المسلمين،
بل جماعات جهادية متطرفة ربما تحول
سوريا إلى قاعدة للانطلاق في عمليات
جهادية ضد أوروبا وأمريكا.. ولذا فإنها
تراجعت عن المضي قدماً في مساعدة
الثوار على إسقاط نظام الأسد، وفضلت
الدخول في سياسة جديدة، تؤيدها
إسرائيل، تعتمد على إبقاء الثورة
قائمة في حدود ضيقه واحتواء سوريا بحيث
تكون مخاطر وضعها غير المستقر قليلة
بالنسبة لجيرانها. أسوأ ما يحدث الآن في
سوريا أن المعارك فيها تتحول إلى معارك
طائفية، فالأكراد استقلوا عملياً
بمنطقتهم ومنعوا المقاتلين من دخولها،
والشيعة الذين أعلن بعضهم على
الإنترنت تشكيل «لواء أبوالفضل العباس»
لحماية مقام السيدة زينب تقاطروا على
سوريا من حزب الله اللبناني إلى
الجماعات العراقية الشيعية المقاتلة
التي تستعين بها المخابرات الإيرانية
إلى الطائفة العلوية السورية ليقفوا
في وجه المقاتلين السنة الذين التحق
بهم مجاهدون من بلدان عدة، مثل
إندونيسيا والصين ومصر وليبيا
والعراق، توزعوا فيما بين الحركات
الجهادية ابتداءً من الجيش الحر
مروراً بلواء الإسلام وكتيبة الأنصار
وأحرار الشام وجبهة النصرة وغيرها. أمريكا وإسرائيل
حذرت نظام الأسد من استخدام الأسلحة
الكيماوية ضد مواطنيه، ثم تحدثت أجهزة
الإعلام فيهما عن احتمال سقوط الأسلحة
الكيماوية التي تشكل خطراً على
إسرائيل بين يدي جماعات جهادية. وهي
نغمة كان يطلقها بشار الأسد، الذي لم
يتوقف عن وصف الثوار بأنهم جماعات
إرهابية جهادية، سوف تستخدم سوريا
لخدمة القاعدة ورسالتها الإرهابية
العالمية. مشكلة الثورة
السورية أن إدارة أوباما، وخاصة
الجديدة في دورته الرئاسية الثانية،
هي أقرب ميلاً إلى اليسار، وربما ينعكس
هذا الميل إلى محاولة تبرير التفاهم
والالتقاء مع أنظمة الحكم اليسارية
الديكتاتورية في مختلف أنحاء العالم..
بالإضافة إلى أنها إدارة تتجنب
المغامرة، وهو ما أكدته حين وجهت اللوم
إلى الرئيس الفرنسي ساركوزي عندما
انطلق في عمليته العسكرية لإسقاط
القذافي واتهمته بالتسرع واكتفت
بالقيادة من الخلف، حسب وصف وزيرة
الخارجية هيلاري كلينتون، وتكرر الأمر
الآن في موضوع فرنسا ومالي، إذ ترفض
إدارة أوباما تقديم دعم للمغامرة
الفرنسية في مالي بينما يقول
الفرنسيون أنهم تلقوا تأكيدات من
الأمريكيين قبل دخولهم مالي بأن
أمريكا ستقدم الدعم لهم.. ورفض البيت
الأبيض حتى الآن تقديم طائرات محملة
بالوقود لتزويد الطائرات الفرنسية بها
في الجو واكتفوا بإرسال طائرتين لنقل
المعدات والجنود تعطلت إحداهما في
فرنسا قبل استخدامها واشترطوا أن يكون
ذلك لوقت محدود أيضاً. ما يواجه المنطقة
بكاملها احتمال حدوث تغيير في السياسة
الأمريكية تجاه الشرق الأوسط.. فهل
سيستخدم الأمريكيون الثورة السورية
كبش فداء يقدمونه للإيرانيين مقابل
تفاهم حول قضية السلاح النووي
الإيراني؟! أم أن سوريا ستكون محطة
أخرى بعد العراق في تقسيم البلاد على
أساس طائفي وعرقي؟! أسئلة مقلقة تبحث
عن إجابات، إلا أن الأكثر وضوحاً هو أن
الأسد سيحتفل، على الأرجح، برأس السنة
القادمة وهو على رأس حكومة ما في سوريا.
======================== سوريا
بين الروايتين..الروسية والإيرانية يوسف الكويليت الرياض 29-1-2013
من يسمع ويقرأ التصريحات
الإيرانية من مختلف مسؤوليها، يعتقد
أنها تتصرف بعقلية الدولة العظمى، فقد
تنقذ الاقتصاد العالمي من ورطته،
وتنقذ البشرية من تلوث كوكبها، وتعلن
التصالح الديني مع جميع الملل، وتسيّر
فائض غذائها للبلدان الفقيرة لتطعمها
من خيراتها، خاصة وأنها بقوتها العظمى
تهدد أي دولة تتدخل في سوريا لأنه من
خطوطها الحمراء، وكذلك البحرين، والكل
يعلم أن إيران تعيش وضعاً مرعباً لا
تنفع معه الجعجعة وسط خط فقر يتضاعف كل
يوم، وفرقة وطنية بين المذاهب
والقوميات، واقتصاد منحدر إلى نقطة
الصفر.. سوريا مهمة لإيران
لأنها حجر الزاوية، وبمجرد نهاية
السلطة سوف تتأثر في الداخل ومحيطها
الذي زعمت أنه درع قوتها المذهبية
والقومية، لكن المتغير، وكما قالت في
العديد من تصريحاتها بأن أي تغيير يتم
في سوريا يأتي بواسطة شعبها، لا غيره،
وهذا ما يحدث على الواقع، أي أن الثورة
قامت من خلال هذه النتائج وهو رفض
جماعي، وليس، كما تدعي إيران عصابات
إرهابية، لسلطة الأسد وحليفتيه إيران
وروسيا.. لا ندري من نصدق!
إيران التي تزعم أن الأسد قوي يمسك
بزمام السلطة أم رئيس وزراء روسيا «ميدفيدف»
الداعمة دولته عسكرياً ومادياً لنظام
الأسد والذي قال ب«بتلاشي فرص الأسد
للبقاء في السلطة التي تتضاءل، وارتكب
خطأ فادحاً قد يكون قاضيا» ؟ وهذا حديث مسؤول في
قلب المعركة، ويعرف أن خصومته في الوضع
السوري هي مع دول حلف الأطلسي،
وتحديداً أمريكا التي قد يتفق معها،
وبدون حكومة طهران أو حتى سوريا على حل
جديد بصفقة بين الكبار كما حدث في
العديد من القضايا العالمية.. الخيارات مفتوحة على
أكثر من باب وحتى أمريكا آخذة في
مراجعة مواقفها في الشأن السوري،
والدولتان لديهما موازين تقيسان فيها
ظروفهما وانعكاس الأحداث على
مصالحهما، وسوريا جزء من مهمة منتظرة،
وحتى إسرائيل على لسان (نتنياهو) تحذر
من الفوضى السورية بوصول أسلحتها
الكيماوية لحزب الله أو المعارضة،
وأشارت بشكل عرضي إلى تدخل مباشر
عسكرياً من قبلها.. إذاً فالوضع السوري
خرج من اللعبة الصغيرة إلى التدويل،
وكلٌّ يقوّم الواقع وفق ما سيكون ما
بعد الأسد على المحيط السوري وخارجه،
لأن التوقعات خلقت مخاوف من حرب أهلية
تجرّ معها قوى إقليمية وخارجية
ومنظمات متطرفة، وقد يكون العراق هو
المتأثر الأول مع لبنان، وهنا جاء
تقدير رئيس الوزراء الروسي بالعودة
إلى عمل دولي لا يكون الأسد قضيته
الرئيسية، لأن الإرادة الشعبية التي
بدأت تأخذ حجماً يحاصر النظام والذي لم
يعد يسيطر إلا على ثلث سوريا، ويحتمي
بقواته المدعومة من روسيا وإيران لم
تعد لها القيمة الاستراتيجية التي
تتعلل بها روسيا، لأن خسارتها للشعب
السوري لمصلحة الأسد ستكون كارثة
عليها، وفي لجوئها لأمريكا بحل ثنائي
ربما يجعلها أكثر قرباً من الواقعية في
حماية مستقبلها في المنطقة كلها،
والتي طالما ظلت الأهم في استراتيجية
روسيا منذ القياصرة وحتى اليوم.. ======================== خطر
الحرب الأهلية على دمشق * ديانا دارك- «الغارديان» الدستور 29-1-12013 إذا كانت هناك جنة
على الأرض، فهي بلا شك دمشق. إن هذه
المدينة تختلف اليوم اختلافا كليا عن
وصف ابن جبير لها في القرن الثاني عشر،
فهي محاصرة بالخوف. ومرة أخرى، خلال
تاريخها المليء بالاضطرابات، تواجه
خطر الدمار، فيما يقترب الاقتتال
للسيطرة على عاصمة سوريا من نهايته.
فهل ستنتهي المعركة التي بدأت بتضييق
الخناق على الضواحي من خلال تقطيع
أوصال المركز؟ إن المعاناة الإنسانية
التي سيتمخض عنها هذا الصراع لا يمكن
أن يتصورها عقل. فما حدث بالفعل في حمص
وحماه وحلب، ناهيك عن المدن والبلدات
الأخرى في أنحاء الدولة، ينقل لنا صورة
قاتمة عما سيقع في المستقبل. إن الأخطار المادية
واضحة للعيان: فدمشق تفخر باحتوائها
على أكبر قدر من الآثار التاريخية في
البلاد، حيث تم تصنيفها من قبل
اليونسكو كأحد مواقع التراث العالمي
في عام 1979. وقد ظلت المدينة مأهولة
بالسكان منذ الألفية الرابعة قبل
الميلاد، حيث صمدت في وجه الزلازل
والحرائق والغزاة الذي تطلعوا دوما
للسيطرة على واحاتها الغزيرة بالمياه
وطرقها التجارية الهامة. فهي مزيج من
الشعوب الآتية من بابل وأشوريا ومصر
وآسيا الصغرى وبلاد فارس واليونان
وروما، وقد كانت إبان ازدهار
الإمبراطورية الرومانية أضخم بعشر
مرات من باريس. حتى في الوقت الحاضر،
فإن جدران المدينة القديمة الباقية
على حالها تحيط بمنطقة مساحتها 346
فدانا، وهي أكبر بكثير من المركز
القديم لأي عاصمة أوروبية. ومن اللافت أيضا ما
تضمه من بيوت تاريخية خاصة. فالمدن
أمثال القاهرة واسطنبول حافظت على
جوامعها ومدارسها وقصورها لكنها فقدت
العديد من طرازها المعماري الخاص
بالمنازل السكنية. فالسجل السنوي
العثماني لعام 1900 يوثق وجود 16,832 منزلا
ضمن محيط المدينة القديمة في دمشق. حيث
تفيد التقديرات بأن نصفها لا يزال
قائما حتى هذه اللحظة، ويشتمل العديد
منها على حجرات وأفنية غنية بالزخارف. إن نزوح آلاف
العائلات عن منازلها في المناطق
النائية المضطربة لينعموا بالأمن الذي
وفرته هذه البيوت قد أدى إلى ازدحامها،
في حين تشكل جدرانها الخارجية التي
تلتقي مع بعضها البعض في أزقة ضيقة
واجهة بنائية مذهلة. فمنزلي الخاص في
حي المسلمين يقع بين تلك البيوت، وهو
ملاذ للأصدقاء على اختلاف منابتهم غير
أن الفقر يوحدهم سويا. يبدو الخطر أبعد
احتمالا في الأزقة التي لا تستطيع
الدبابات دخولها، على الرغم من أن
المدفعيات التي تتمركز حاليا عند جبل
قاسيون يمكنها أن تخترق المدينة
القديمة بسهولة. على بعد خطوات معدودة
من «الشارع المستقيم» الإنجيلي، ترى
المسجد الأموي الذي بني في القرن
الثامن الميلادي، وهو المركز الروحي
للمدينة. كما تجد هناك معبد حداد الذي
قدسه الآراميون مثلما قدس الرومان
معبد جوبيتر وكما يقدس النصارى
كاتدرائية يوحنا المعمداني. والمسجد
المذكور، مثل كل مسجد وكنيسة في سوريا،
مفتوح أمام الجميع. فكل أتباع عرق أو
قومية أو دين ما يلقون الترحيب دون
تمييز. وقد أحرق المسجد مرتين في
حادثتين منفصلتين، كما أضرمت فيه
النار على يد تيمورلنك خلال حملته لنهب
دمشق، لكنه بقي صامدا. وحول أروقة
فناءه، لا يزال بإمكان المرء أن يشعر
بأصداء الجنة عبر التلألؤ الأخضر
والذهبي لفسيفساء جدرانه، وهو أطول
ممر فسيفسائي في العالم، حيث يمتد على
طول فدان من الأرض ويفوق بريقه لمعان
قبة الصخرة في القدس، التي بناها
الأمويون في وقت سابق. حتى قبل أن تتسبب
الأزمة الحالية في تدهور المدينة
ماليا، لم تتوافر في دمشق الحرية
البيروقراطية ولا التمويل اللازم
للتعامل مع التهديدات الأخيرة التي
يتعرض لها تراثها حيث تقوم ايران بشراء
العقارات حول ضريح السيدة رقية
لتهدمها مفسحة المجال أمام الجموع
الغفيرة من مواطنيها الذين يأتون
لزيارة الأماكن المقدسة عندهم. فالحرب
ليست هي التهديد الوحيد. أيا كان ما ينتظر
المدينة من دمار مادي، فسوف يصمد
نسيجها التاريخي والثقافي والروحي
الراسخ، مثلما سينجو نسيجها الاجتماعي-
قد يتمزق ولكنه لن يدمر كليا. إذا سقط
نظامها السياسي في الأشهر المقبلة،
ستكون هناك معاناة وخسارة مادية على
نطاق مروع. ستتعرض دمشق لضربة موجعة
ولكنها لن ترضخ للهزيمة، فالمكانة
التي تحتلها اقليميا كفيلة بأن تمنحها
القوة لتحمل الكوارث. ======================== الإرادة
الثابتة بوابة انتصار الثورة السورية الشرق الاوسط جمال قارصني 29-1-2013 إن الأحداث
المأساوية التي تدور في سوريا وردود
الفعل المتضاربة والمتناحرة من قبل
المجتمع الدولي عليها تدعونا إلى
الاستغراب والتساؤل لما شكلته هذه
الأحداث من خروج عن نطاق التاريخ
الإنساني المعاصر. أحداث ووقائع فريدة
في نمطها وأسلوبها، شكلت سابقة خطيرة
وظاهرة غريبة في تجاوز حدود القتل
والتدمير الذي تنتهجه السلطة
الديكتاتورية الحاكمة في سوريا ضد
شعبها. وعلى الرغم من تجاوز هذه السلطة
لكل المحرمات والمقدسات الإنسانية
والاجتماعية والدينية والأخلاقية، ما
زلنا نجد دولا تؤيد وتدعم النظام
السوري بكل إمكانياتها المالية
والعسكرية والاقتصادية للاستمرار في
نهجه الدموي بحق الشعب السوري البطل،
ودولا أخرى متفرجة على ما يدور من
أحداث مأساوية، لكنها مشجعة على
متابعة تصفية ثورة الشعب السوري الحر،
وأخرى صامتة لا تملك الشجاعة والجرأة
على اتخاذ مواقف واضحة وحاسمة لصالح
الشعب السوري في نضاله ضد سلطة القمع
والقتل لنيل حريته واستعادة كرامته. لو أخذنا مثالا على
مدى التخاذل والاستهتار بالدم السوري
فمن خلال ما حصل أثناء مجزرة جامعة حلب
بتاريخ 15 – 1 - 2013 التي راح ضحيتها أكثر
من ثمانين طالبا وكيف تم تجاهل هذه
المجزرة من قبل كثير من وسائل الإعلام
العالمية، والتي لم يتطرق إليها أحد لا
من قريب ولا من بعيد. إن الاستهتار
بالدم السوري أصبح يدعو إلى الحيرة
والقلق. على سبيل المثال لو مات في أحد
المختبرات الطبية في أوروبا من دون سبب
كل يوم عدد من الفئران لا يساوي عدد
الضحايا التي تسقط في سوريا، لتحركت
كثير من المنظمات الدولية وجمعيات
الرفق بالحيوان استنكارا لما يحصل في
هذا المختبر. الآن وبعد نحو عشرين
شهرا على انطلاق الثورة السورية
المباركة ما زالت السلطة الديكتاتورية
الحاكمة في سوريا تتبع نفس الطريقة
والأسلوب المشين في قتل الشعب السوري
وتدمير بنيته التحتية.. هي لم تنظر يوما
ما إلى الشعب السوري بكافة فئاته
وأطيافه بقدر من الاحترام والمساواة،
ولذلك لا يهمها قصف المدنيين مهما كانت
آراؤهم ومشاربهم الفكرية، سواء الذين
يقطنون في المناطق التي تحررت وأصبحت
خاضعة للجيش الحر أو هؤلاء المدنيين
الذين لا يزالون يعيشون حياة القهر
والإذلال تحت هيمنتها القمعية للحريات
والعدالة والمساواة بانتظار تحريرهم
من بطش النظام وأجهزته الأمنية
ليشاركوا إخوانهم في الوطن أهازيج
الفرح والنصر والتحرر. إن الادعاءات التي
تحاول السلطة الديكتاتورية الحاكمة
تسويقها داخليا وخارجيا باتت مكشوفة
للقاصي والداني، حيث لم يعد بإمكانه
تزييف الحقائق والأدلة وتغيير آراء
وقناعات الشعب السوري بمن يرتكبها
ويقف وراءها.. هو يعلم تماما من لديه
الجرأة والثقافة الأمنية
والمخابراتية في اضطهاد الشعب السوري
على مدى 40 عاما من الاعتقالات وتكميم
الأفواه واحتكار السلطة ونهب خيرات
الشعب السوري.. هذا الشعب يعلم تماما
ويدرك من يقوم باستباحة المحرمات
وتفجير المخابز والمستشفيات ومحطات
توليد الطاقة وأنابيب المياه وكل
المرافق الحيوية التي يحتاجها الشعب
السوري بشكل يومي للضغط عليه، عله يغير
من قناعاته تجاه النظام الدموي.. ولعل
الجرم الفاضح في قصف المدينة الجامعية
ومنطقة المحافظة في مدينة حلب خير دليل
على مدى الوهن والضعف الذي وصل إليه
هذا النظام الذي لا يميز في إجرامه بين
أبناء الشعب السوري، سواء في المناطق
المحررة أو المناطق التي ما زال يهيمن
عليها قسرا ويدعي ولاءها إليه. إن معظم دول العالم
النافذة سياسيا وعسكريا توجد وتنشط
أمنيا في الساحة السورية حاليا وتعلم
أدق التفاصيل عما يجري هناك، ولو أرادت
هذه الدول أن تقدم الدعم والمساعدة
للثورة السورية حتى تحقق أهدافها في
النصر بأسرع وقت ممكن لوفرت الأسباب
والمبررات لذلك كما حدث في الساحة
الليبية والتدخل الحالي في شمال مالي،
لكن التخاذل الدولي في دعم الثورة
السورية لأسباب مختلفة تجعله يبحث
دائما عن الذرائع والحجج لكي يبرر عدم
دعمه لها ميدانيا وإبقاء صفة الدعم
إعلاميا وسياسيا فقط. في الحقيقة لا
يخفى على المرء نهائيا النيات
الحقيقية لبعض الدول التي تدعي
انتماءها لنادي «أصدقاء الشعب السوري»..
هم لا يريدون أن تنتصر الثورة السورية
بالسهولة والسرعة المطلوبة، وذلك
لاعتبارات كثيرة ومختلفة، حيث لكل
أسبابه ودوافعه الشخصية والسياسية
والاقتصادية والعسكرية من ناحية، ولكن
الأهم أن لا تشكل هذه الثورة حافزا
وقدوة للشعوب المقهورة للانتفاض من
أجل حريتها وكرامتها. لم تحصل الثورة
السورية حتى يومنا هذا على الدعم
الكافي من الدول المعنية بالشأن
السوري على الرغم من كل الوعود
والتصريحات ووجود كل المبررات
الإنسانية لهذا الدعم. إن التردد
الدولي والإقليمي في دعم الثورة
السورية بما يضمن تحقيق أهدافها
والتردد في اتخاذ القرارات الحاسمة
بضرورة إسقاط النظام ورموزه الحاكمة
وتحويل القضية السورية إلى ملفات
إنسانية فقط في أروقة المؤتمرات
الدولية «نازحين ولاجئين» سيطيل في
عمر الأزمة السورية واستنزاف طاقات
الشعب السوري حتى النهاية مما سيؤدي
إلى استفحال هيمنة المجموعات الثورية
المسلحة التي تشكلت بعد انطلاق الثورة
السورية على الحياة المدنية وصعوبة
وضعها تحت قيادة سياسية في المرحلة
اللاحقة. إن نجاح الثورة
السورية يتوقف على عاملين مهمين هما
الدعم الحقيقي والمطلق من جانب الدول
العربية والدول الصديقة للشعب السوري
في تأمين ضرورات صموده ونضاله سياسيا
وعسكريا وماليا ضد السلطة
الديكتاتورية الحاكمة حتى تحقيق
النصر، إضافة إلى المساهمة الحقيقية
في تشكيل حكومة انتقالية واسعة تضيق
الخناق على السلطة الديكتاتورية
الحاكمة بشكل عملي وفعلي، سياسيا
ودبلوماسيا وماليا. هذه الحكومة تضم كل
أطياف المعارضة السياسية والعسكرية في
الداخل والخارج بما يضمن التمثيل
الحقيقي لأطياف الشعب السوري بكافة
فئاته والعمل الجاد على إعادة بناء
الوطن والمجتمع السوري برؤية وطنية
جديدة عصرية متطورة بعيدة عن
التجاذبات والمصالح الدولية. عاجلا أم آجلا ستنتصر
الثورة السورية رغم كل مؤامرات الغدر
التي تحيط بها. أما الإجرام الفظيع
الذي تقوم به السلطة الديكتاتورية
هناك والذي لم يشهد له التاريخ مثيلا،
سيطيل عمر النظام في سوريا وسيزيد
الثمن الذي سيدفعه الشعب السوري من أجل
حريته وكرامته من دماء وشهداء ودمار
ومعاناة، ولكن ما تقوله لنا التجارب
العالمية وما تعلمناه من التاريخ هو أن
إرادة الشعوب لا تُقهر، وأن الشعوب
ستنتصر في آخر المطاف مهما طال الزمن.
والسؤال هنا، هل هناك من يعتبر؟! ======================== الكارثة
في سورية... كما يراها لافروف محمد مشموشي * الثلاثاء
٢٩ يناير ٢٠١٣ الحياة لا يرى وزير الخارجية
الروسي سيرغي لافروف في الكارثة
الإنسانية التي تحل بالشعب السوري منذ
حوالى عامين، نتيجة حرب الإبادة
الجماعية التي يشنها بشار الأسد عليه
بالطائرات المقاتلة وراجمات الصواريخ
ومدافع الدبابات، إلا أنها ترجع لسبب
واحد هو مطالبة معارضي الأسد بتنحيه عن
السلطة. لهذا، لا يرى لافروف سبيلاً
لإنهاء هذه الكارثة إلا الحل السياسي
الذي يقوم على الحوار مع الأسد، ولسبب
واحد أيضاً كما قال غير مرة، هو رفض
الأسد التنحي وحتى استحالة إقناعه
بذلك... وإلا، فهذه الكارثة مرشحة لأن
تستمر سنوات أخرى! مع ذلك، فلا يرى رئيس
الديبلوماسية الروسية بداً من إجلاء
عدد من رعايا بلاده من سورية (لأنهم
يريدون ذلك؟!)، وإن يكن عبر مطار بيروت
وليس عبر مطار دمشق. كما لا يرى في ذلك
أي سبب لإعادة النظر في موقفه من الأسد
ونظامه، أو من معارضيه والثورة
الشعبية ضده، أو من الحوار المستحيل
بينهما. هكذا، فالكارثة
السورية، من وجهة نظر لافروف، بسيطة
جداً في السياسة وبريئة جداً
أخلاقياً، وحلها يتم بالحوار مع
النظام وليس من أي طريق آخر. لا حديث هنا عن خمسة
ملايين إنسان (ربع سكان سورية)، وفق
إحصاءات وكالة الإغاثة التابعة للأمم
المتحدة، ممن ينطبق عليهم وصف جوعى في
الوقت الراهن، ولا عن مثلهم من
النازحين من منازلهم في الداخل السوري
وإلى دول الجوار، ولا عن أكثر من خمسة
وستين ألف قتيل وضعفهم من الجرحى أو من
المفقودين، ولا عن مئات الألوف من
المعتقلين، ولا عن التدمير الممنهج
وشبه الكامل لبنية كثير من المدن
والبلدات والقرى، ولا بعد ذلك كله عن
الآلة الحربية التي أوصلت سورية إلى
هذه الحال (بمساعدة مباشرة من دولة
لافروف) والتي لا تستخدم عادة إلا في
الحروب النظامية بين الدول. ولا حديث حتى عن
الكارثة الأخرى المادية والإنسانية،
وربما الأمنية والسياسية كما قال
الأسد مراراً منذ بداية الثورة ضده،
التي تهدد بلدان الجوار، الأردن
ولبنان تحديداً، بسبب وجود مئات
الألوف من النازحين السوريين فيها،
وما قد يؤدي إليه هذا الوضع من تهديد
للسلام في المنطقة... وحتى في العالم
كله وفق ما حذر منه الوسيط الأممي –
العربي الأخضر الإبراهيمي منذ بدء
مهمته في العاصمة السورية قبل حوالى
عام. الكارثة فقط، وفق
لافروف، هي أن المعارضة السورية تطالب
برحيل الأسد من ناحية وترفض الحوار معه
من ناحية أخرى، فيما يصر الأخير على
البقاء في السلطة ولا إمكان لإقناعه
بالتنحي... وكل ما عدا ذلك لا مكان له في
تفكيره أو في رؤية بلاده السياسية
لسورية وشعبها فضلاً عن شعوب المنطقة
والعالم. وهذا، للمناسبة، هو
ما يردده بشار الأسد وطاقمه الحكومي
عندما يتحدثون عن الحال في بلادهم
والكارثة التي تمر بها على امتداد
عامين حتى الآن، وإن كانوا يضيفون إلى
ذلك ما ربما يتجاهله لافروف وأعوانه في
الخارجية الروسية في شكل متعمد: ترشيح
الأسد لولاية رئاسية ثالثة بعد أن
تنتهي ولايته الحالية في 2014. هل سمع لافروف
التصريحات التي أدلى بها في المدة
الأخيرة كل من وزير الخارجية السوري
وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد في
هذا الشأن، أم إن ذلك ما كان يعنيه
عندما حذر من استمرار الأزمة السورية
سنوات أخرى في ما لو لم يتم الحل
السياسي – حله القائم على الحوار مع
النظام – وبقي الوضع على حاله؟ الواقع أن سياسة
روسيا تجاه سورية، وأياً كانت دوافعها
والمصالح الكامنة وراءها، تتحمل
مسؤولية كبرى عن الكارثة الإنسانية
والوطنية التي تلحق بسورية وشعبها في
هذه الفترة. هذا لا يعني قطعاً
تحييد إيران ودورها العملي على الأرض
في حرب الإبادة التي يشنها بشار الأسد
ضد شعبه، ولا كذلك تبرئة الولايات
المتحدة والغرب عموماً، إلا أن أياً من
ساسة هذه البلدان لا يستخدم على الأقل
اللغة التي يلجأ إليها لافروف لاجتراح
حل لمعضلة صديقه الأسد ومعضلته هو في
سورية. ======================== فايز سارة * الثلاثاء
٢٩ يناير ٢٠١٣ الحياة منذ بدء الأحداث في
سورية قبل حوالى عامين، أقر كثرٌ بأن
الأحداث السورية، تعبير عن أزمة
بنيوية شاملة، ذات أبعاد سياسية
واقتصادية واجتماعية وثقافية، جاءت
بفعل تطورات الوضع السوري التي
أنتجتها سنوات طويلة من عهد البعث، ولا
سيما في الأربعين عاماً الأخيرة، حيث
تم تدمير السياسة بصفتها آلية إدارة
المجتمع، وتم ترسيخ الاستبداد
والفساد، وتعميق الانقسامات
والحساسيات في المجالات كافة، ما وضع
البلاد على حافة انفجار هائل، كانت
شرارته أحداث درعا، والتي قوبلت برد
دموي، امتد إلى كل الأنحاء، وما زال
متواصلاً في كل منطقة ارتفع فيها صوت
محتجين أو تظاهروا. وبخلاف نظرة
الكثيرين للأزمة، فالنظام رأى في ما
حدث مشكلة أمنية، تتمثل في أعمال شغب
وتمرد، ما لبث أن أعطاها طابع مؤامرة
داخلية – خارجية، قوامها في الداخل
عصابات مسلحة وإرهاب أصولي يتصل
بالقاعدة، وفي الخارج ثلاثي تقليدي
بتعديلات طفيفة على أطرافه من
الإمبريالية والرجعية والصهيونية إلى
الولايات المتحدة وفرنسا والبلدان
العربية مع تركيز على تركيا وقطر
البلدين الذين كانا الأقرب إلى النظام
في دمشق قبل بدء الأحداث. ولا تعكس نظرة النظام
للأزمة قصوراً في فهمها، لأن أركانه
يعرفون أكثر من غيرهم ما حدث في العقود
الماضية، وأن ما حدث كان سبب الأزمة،
لكنهم تجاهلوا ذلك عمداً للتهرب من
استحقاق الاعتراف بحقيقة الأزمة
ومسؤوليتهم عنها، ما يتطلب تغييراً
شاملاً في طبيعة النظام ومؤسساته، أو
على الأقل الذهاب في خطة إصلاح جوهرية،
كرروا رفضهم مطالب السوريين السير
فيها مرات في العقدين الماضيين،
وفضلوا ترك جوهر المشكلة والذهاب إلى
إحدى حوافها، وهو اعتبارها مشكلة
أمنية، يتم التعامل مع أطرافها عبر
القوة باستخدام القبضة الدموية للأمن
والجيش قبل أن ينضم لهما الشبيحة. والحق، فإن النظام
كرس هذه الطريقة في التعامل مع الأزمة
في سورية منذ البداية ولا يزال. ففي كل
الأحوال، كان ينظر لها بصفتها مطالب
خدمية واحتياجات مادية ومساعدات
وتعويضات، وفي الأبعد من ذلك إصلاحات
شكلية، لا تطاول جوهر النظام السياسي
والأمني. والطريف أن هذه الطريقة
انتقلت إلى المحيط الإقليمي والدولي
في التعامل مع الأزمة السورية، ولا
سيما من جانب الأطراف الداعمة موقفَ
النظام وفهمه للأزمة وشكل التعامل
معها ومع تداعياتها، وهو ما يفسر طبيعة
المواقف والسياسات المؤيدة والقوية،
التي تتخذها دول مثل روسيا وإيران
والصين بصورة خاصة حيال الوضع السوري
وتطوراته، حيث يجري التركيز على أن ما
يجري في سورية هو ثمرة تدخلات خارجية،
وأن سوريي الخارج عملاء، وقوى
المعارضة الداخلية سلفية وجهادية
وعصابات مسلحة، وأن هدفها إحكام
القبضة على سورية وتدمير قدراتها
وإقامة دولة إسلامية متشددة فيها. وكما
هي حال النظام، لا يمكن القول، إن هذه
الدول لا تعرف جوهر الأزمة في سورية،
وكيفية معالجتها، بل هي تتهرب من
مواجهة جوهر الأزمة والتعامل معها إلى
ما هو ثانوي فيها استجابة لمصالحها،
التي تتوافق مع مصالح النظام وبقائه
على حاله في سدة السلطة. وبصفة عامة، فسياسة
غض النظر عن جوهر الأزمة السورية،
والتعامل مع تفرعاتها، صارت سياسة
دولية، تتعامل بها المؤسسات والهيئات
الدولية بما فيها الأمم المتحدة
ووكالاتها، وكذلك الدول التي تعرف
حقيقة الأزمة وجوهرها، وتطالب بحل
جذري لها، لكنها بسبب عجزها عن المضي
في طريق معالجة الأزمة في جوهرها، تذهب
للحديث في التفرعات وضرورة معالجتها
كما في موضوع وحدة المعارضة
وانقسامها، وحضور السلفيين فيها،
وقضايا المهجرين داخل سورية
واحتياجاتهم، وموضوع اللاجئين
السوريين في دول الجوار وظروفهم
الصعبة، وتأثيرهم في الأوضاع السياسية
والاقتصادية والاجتماعية في تلك
البلدان، وكلها أمور تفصيلية في قضية
أساسية، جوهرها معالجة الأزمة، وهي
قضية إذا تم حسمها ومعالجتها، لن يكون
لتلك الموضوعات المتفرعة من وجود، أو
على الأقل ستتوقف تداعياتها
وتأثيراتها في سورية وفي المحيط
الإقليمي والدولي. لقد آن الأوان لوقف
سياسة التضليل المحيطة بالأزمة
السورية. فليست مشكلة سورية والسوريين
بما يمكن أن يقدمه العالم لهم من
مساعدات غذائية وطبية، أو بمن سيسمح
لهم بعبور الحدود والإقامة داخل
مخيمات اللاجئين أو خارجها، ولا في ما
إذا سيسمح لأطفالهم الذهاب إلى
المدارس في بلدان اللجوء أم لا، ولا في
بقاء طلابهم في الجامعات البريطانية
أو طردهم منها، ولا في تقديم الصينيين
مبلغ خمسين ألف دولار مساعدة للشعب
السوري. إن السوريين في حاجة
إلى معالجة أزمة تقتلهم وتشردهم وتدمر
بلادهم، بحيث يتوقف ذلك، ويتم
انتقالهم إلى نظام ديموقراطي تعددي
بأقل الخسائر الممكنة، وفق طريقة
يوفرها المجتمع الدولي الذي ينبغي أن
يذهب إلى لب المشكلة وجوهرها،
ويعالجها، لا أن يستمر في تعامل مع
حواف المشكلة السورية وبعض نتائجها
وسط تدخلات الكثير من دوله، التي زادت
آلام السوريين، وأخرت إيجاد حل
لأزمتهم وجعلتهم يذهبون من السيئ إلى
الاسوأ في العامين الماضيين. ======================== حازم صاغيّة الثلاثاء
٢٩ يناير ٢٠١٣ الحياة تبنّي «جبهة النصرة»
جريمة السلميّة، بعد عدد من
الارتكابات، ينبغي أن يرسم خطّاً
فاصلاً بين تفكير الأمس وتفكير اليوم،
وبين سلوك الأمس وسلوك اليوم. فالجماعة التي تقاتل
النظام الأسديّ بكفاءة، على ما قال
المدافعون عنها يوم اعتبرها
الأميركيّون منظّمة إرهابيّة، إنّما
تقاتل الثورة بكفاءة أكبر، مطيلةً عمر
النظام الذي تقاتله، وممعنة في تفتيت
مجتمع مفتّت أصلاً. وهذا يعني أنّ منع «النصرة»
من مقاتلة النظام يرقى إلى واجب لأنّه
يعني منعها من تعزيز النظام على
الجبهات الأكثر حساسيّة والأشدّ خطورة. فهذه الحركة التي
تجمع بين وعي سلفيّ غارق في العتم،
ونهج إرهابيّ غارق في الجريمة، وضعف
متعدّد الأسباب في الوطنيّة السوريّة،
لا يجوز أن تُحسب على الثورة كائناً ما
كان حساب الأرباح والخسائر المباشرة.
وحيث تكون «النصرة» ينبغي ألاّ تكون
الثورة. فهي لا تعد إلاّ
بإرساء استبداد ربّما كان أشرس من
استبداد النظام الأسديّ الذي يفرك
يديه فرحاً لها ولنشاطها. وللذين
ينظرون إلى الأمر نظرة عسكريّة
وتقنيّة، تقاس بكسب أمتار مربّعة من
الأرض أو خسارة أمتار مربّعة، فإنّ
الثورة لن تنتصر بـ»جبهة النصرة». ذاك
أنّ الأخيرة إنّما تفتح البلد، إلى ما
لا نهاية، على إرهاب عابر للحدود
تستحيل معه إعادة بناء سوريّة، لا غداً
ولا بعد غد، فيما تُضعف أسباب التضامن
مع الثورة في أوساط الرأي العام
الغربيّ المؤهّل وحده أن يضغط على
حكوماته كي تتدخّل. ودعنا نتجنّب
المكابرة والشفنخة العربيّتين، فمن
دون تدخّل لا يوجد أمل، أيّ أمل،
بالنصر. بلغة أخرى، تستدعي «النصرة»
العوامل التي تقمع الثورة وتجعلها
مستحيلة، فيما تغلق الأبواب في وجه
القوى التي قد تنصر الثورة وتحملها إلى
السلطة. وهذا ناهيك عن تنفير أبناء
الأقليّات، علويّين وأكراداً
ومسيحيّين ودروزاً وإسماعيليّين،
فرداً فرداً، من هذه الثورة. فوق ذلك، يؤول
التنصّل من «النصرة» وشقيقاتها إلى
تمرين على مستقبل سوريّة، أي على غد لا
مكان فيه للاستبداد البعثيّ، ولكنْ
أيضاً لا مكان فيه للاستبداد السلفيّ.
وهذا فضلاً عن احتلال منصّة أخلاقيّة
رفيعة يستطيع أصحابها أن يتباهوا
بأنّهم وقفوا، في وقت واحد، ضدّ
البعثين، القوميّ العسكريّ والدينيّ
الإرهابيّ. وغنيّ عن القول إنّ تنصّلاً
كهذا قد يخدم رافعةً لرأب بعض الصدوع
مع أقليّات المجتمع السوريّ، الدينيّة
والإثنيّة، ومع قطاعات سنّيّة مدينيّة
لا تفعل «النصرة» ومثيلاتها إلاّ رفع
نسبة تغريبها وتنفيرها. فـ «النصرة»
إرهابيّة حتّى لو قالت الولايات
المتّحدة هذا!. وقد ضجرنا من ترداد
كلام صائب عن دور النظام في إنتاج
ظاهرات كـ «النصرة»، وعن حصّته الكبرى
وحصّة عنفه ودمويّته في تديين
المعارضة، وعن اعتقال النظام للكوادر
المدنيّين وقتلهم وتشتيتهم وترك
الساحة للإسلاميّين. فهذا الكلام
الصائب لم يعد له من الوظائف إلاّ
وظيفة التبرير، فيما بات المطلوب
التقدّم نوعيّاً باتّجاه كلام آخر
وسلوك آخر، أكان حيال «النصرة» أم حيال
بناء المؤسّسات العسكريّة والسياسيّة
الموحّدة للثورة. وفي هذا السياق لماذا
لا تبادر تلك المؤسّسات فتقترح على
القوى الغربيّة درجة أعلى من الدعم
العسكريّ مقابل أن تتولّى التخلّص من «النصرة»
وشبيهاتها، أي تخليص سوريّة منها قبل
تخليص العالم. غير ذلك، وبينما تمرّ
الثورة في إحدى أحلك مراحلها، يجعل
النصر نفسه من دون طعم، بقدر ما يجعل
الهزيمة تزدوج فتغدو هزيمتين. ======================== الراي الاردنية صالح القلاب 29-1-2013 حتى يقول رئيس
الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف: «أن
فرص بقاء بشار الأسد في السلطة تتضاءل
يوماً بعد يوم وأنه ارتكب خطأً فادحاً
قد يكون قاضياً لأنه تأخر كثيراً في
تطبيق الإصلاحات السياسية: فإن هذا
يعني إما أن هناك خلافاً محتدماً داخل
المجموعة الحاكمة في روسيا حول
المسألة السورية أو أن هناك توزيع
أدوار في لعبة يدفع ثمنها الشعب السوري
وأغلب الظن أن هذا المسؤول الروسي قد
قال هذا الذي قاله لتمييز مواقفه عن
مواقف رئيسه فلاديمير بوتين كمؤشر على
بداية صراعٍ قد يكون محطته الإنتخابات
الرئاسية المقبلة. هناك معلومات تقول أن
مدفيديف بدأ يُحضِّر نفسه لمعركة
الإنتخابات الرئاسية المقبلة ،بعيداً
عن صيغة تبادل المواقع السابقة بينه
وبين بوتين، وأنه بات من أجل الفوز في
هذه المعركة يعتمد على تحالف يضم كبار
التجار من الطبقة المتوسطة بينما تقول
المعلومات أيضاً أن روسيا مقبلة على
مرحلة تصفيات كبيرة سيكون لوزير
الخارجية سيرجي لافروف ،الذي يلعب
الآن دور الوصيِّ الحريص على بشار
الأسد ونظامه، دوراً رئيسياً فيها. لكن يبدو أنَّ
للأميركيين رأياً آخر فقد قال مسؤول في
الخارجية الأميركية أن هذه التصريحات
التي أطلقها ميدفيديف :»تشير إلى أنَّ
وجهات النظر بين الولايات المتحدة
وروسيا حول سوريا يمكن أنْ يقترب بعضها
من بعْضٍ أكثر مما كانت عليه» وهو أشار
إلى أن هذا الذي قاله ميدفيديف :»جاء
بعد بيان جنيف المتعلق بالأزمة
السورية الذي أصدرته أميركا وروسيا
بالإشتراك مع الأخضر الإبراهيمي والذي
جاء قبيل «التصريح» الذي من المفترض أن
يصدره المبعوث الدولي والعربي يوم
الثلاثاء (أي اليوم). والحقيقة أنَّ مشكلة
بيان جنيف الذي تطرق إليه المتحدث بإسم
الخارجية الأميركية أنَّه لم يحدد
المقصود بـ»الصلاحيات الكاملة» التي
يجب أن تتمتع بها الحكومة السورية
الإنتقالية التي يجري الحديث عنها
وأنه لم يتطرق إطلاقاً إلى مصير بشار
الأسد ودوره في هذه المرحلة
الإنتقالية وبالتالي فإن هناك خلافاً
حول هذه المسألة الرئيسية بين
الأميركيين الذين يصرُّون على ضرورة
رحيل الرئيس السوري وبين الروس الذين
يتمسكون ببقائه ويتمسكون بأن تبقى
القرارات المتعلقة بالأمن والقوات
المسلحة في يده. وهنا فإن اللافت أن
وزير الخارجية الأميركي (الجديد) قد
قال أيضاً إن الأسد :»قد فوَّت في
الماضي فرصة تاريخية..والآن فإن عليه
ان يتنحى اليوم وليس غداً..أملنا هو أن
يتم إقناعه بأن لا مفر من رحيله وعبر
التنسيق مع الروس والأطراف الدولية
الأخرى من أجل تأمين إنتقال منظَّم
للسلطة» وقد أضاف جون كيري :»إن الروس
يؤيدون رحيل الأسد لكنهم يختلفون عن
الأميركيين بالنسبة للتوقيت وطريقة
الحل»!!. لكن ورغم كل هذا الذي
قاله وزير الخارجية الأميركي الجديد
الذي تجنب المزيد من الإيضاح حول هذه
النقطة الأخيرة الآنفة الذكر فإن كل
المؤشرات تدل على أنَّ الروس ،بوتين
ووزير خارجيته سيرجي لافروف على وجع
التحديد، ماضون في دعم بقاء الأسد حتى
النهاية وبالتالي فإن هذا الذي يقوله
الأميركيون هو مجرد تهربٍ من إتخاذ
موقف حاسم وواضح لجهة دعم الثورة
السورية ودعم الشعب السوري للتخلص من
هذا النظام الذي دمَّر البلاد وأذلَّ
العباد والذي لم يعد هناك مناصٌ من
رحيله العاجل وإنْ بالقوة. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |