ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مقالات مختارة من الصحف العربية ليوم 02-02-2013 السفير 2-2-2013 فايز سارة مهما كان شكل تطور
الاحداث في سوريا في خلال العام الحالي
2013، فانه سيكون العام الاصعب الذي
يواجه السوريين مقارنة بالعامين
السابقين، وما حدث خلالهما من تطورات
وتداعيات الازمة. ويستمد هكذا تقدير
اسانيده من وقائع العامين الماضيين،
ومن الاحتمالات التي يسير اليها مصير
الوضع السوري في جوانبه الامنية
والسياسية والاقتصادية - الاجتماعية. ويضع العام 2013 سوريا
في سياق واحد من مسارين، اولهما
استمرار الصراع العسكري وصولا الى حل
الازمة عبر القوة، وهو المسار الاكثر
ترجيحاً للتحقق، والثاني مسار الحل
السياسي الذي يملك فرصاً قليلة، وهي
فرص تزاداد ضعفاً كلما اوغلت الازمة في
مسار الصراع العسكري. واذا كانت الازمة
ستمضي في مسار الحل العسكري، فان ذلك
يعني استمرار الخسائر البشرية
والمادية وتزايدها، ليس فقط بسبب
تزايد المساحة الجغرافية للصدام الذي
لا شك انه سيطال مناطق ظلت تقريبا خارج
صراع القوة، او ان الصراع طالها بشكل
محدود مثل دمشق والسويداء في الجنوب
واللاذقية وطرطوس على الساحل والحسكة
في الشرق، وحماه في وسط البلاد، وسيكون
استخدام القوة أكثر عنفاً مما جرى حتى
الآن، ليس فقط بسبب طموح النظام
والمعارضة المسلحة ورغبة كل منـهما في
الحاق هزيمة حاسمة بالآخر، بل لان
النظام سيذهب الى استخدام كل طاقة
تدميرية يملكها، فيما ستحشد المعارضة
اكبر اعداد من مقاتليها في الصراع.
وخلاصة الامر في ذلك، ارتفاع في اعداد
الضحايا: القتلى والجرحى، ومثلهم من
المعتقلين والمفقودين والمختطفين
الذين لا شك ان اعدادهم سوف تزاداد
بصورة مخيفة لاسباب وعوامل متعددة. كما ان استمرار مسار
الصراع العسكري، سيؤدي الى مزيد من
دمار البنى التحتية وخاصة شبكات
المواصلات والماء والكهرباء اضافة الى
دمار البيوت والمنشآت الانتاجية
والخدمية والمرافق العامة بما فيها
مدارس ومستشفيات، وكل هذا سيسبب مزيدا
من المعاناة والنزوح اضافة الى هجرة
السوريين الى دول الجوار، حيث ستتفاقم
مشاكلهم هناك ومشاكل من سبقهم لان
ارقامهم ستتضاعف على الاقل حسب
المنظمات الدولية. وبالتزامن مع ازدياد
فاتورة الازمة وتكاليفها البشرية
والمادية، فان استمرار صراع القوة
سيؤدي الى نمو نزعات التشدد والتطرف،
وسيدفع باتجاه زيادة صعوبات الحل
السياسي، تاركاً الباب امام سقوط حر
للنظام، لا يمكن التنبؤ بما يمكن ان
يعقبه. وفي كل الاحوال، فان الوضع بما
فيه سيجعل المرحلة الانتقالية التي
تلي سقوط النظام باعتبارها مرحلة
اعادة تطبيع الاوضاع في سوريا اصعب
بكثير نظرا لما ستتطلبه من قدرات
وامكانيات وجهود مضاعفة. ومضي الازمة في اتجاه
الحل السياسي، وان كان سيعني الحد من
الخسائر التي ستصيب السوريين، فانه لن
يخفف من صعوبات العام 2013، ذلك ان
الوصول الى حل سياسي سوف يتطلب البدء
الفوري بمعالجة الاوضاع المأساوية
التي تعاني منها البلاد، ويعيش
السوريون في ظلها، مما يفرض تلبية
سريعة لحاجات ملايين المتضررين داخل
البلاد وخارجها خاصة ان ذلك سيتم في ظل
ارتباكات امنية وسياسية، وان الحل
السياسي سيجد له من يعارضه، وسوف يندفع
بعض هؤلاء المتشددين الى مقاومة الحل
ظاهراَ وباطناً وبمختلف وسائل
المقاومة، وسوف يقومون بوضع كل
العقبات الممكنة بما في ذلك عقبات
سياسية وامنية لتعطيل الحل ومنع اعادة
تطبيع الحياة السورية والبدء في اصلاح
ما دمرته الازمة وسياسات النظام
العسكرية ـ الامنية. وتوفير الامكانيات
المادية والفنية لاعادة بناء الحياة
السورية سيكون امراً صعباً بالقدرات
السورية بعد كل ما اصاب السوريين في
مجتمعهم ودولتهم من خسائر ودمار، ولا
شك ان الصعوبة ايضاً تحيط بالمؤسسات
الدولية وبمساعدة الدول بما فيها دول
اظهرت تعاطفاً مع محنة السوريين، ولنا
في مواقف الجميع بعجزهم عن القيام بدور
مهم في دعم ومساندة السوريين ولا سيما
النازحين واللاجئين اليوم، مثال على
ما يمكن ان يحصل، مما يعني ان فترة
زمنية سوف تمر قبل ان يستطيع السوريون
البدء في معالجة اوضاع مواطنيهم
وبلدهم حتى في ظل دخولهم مسار الحل
السياسي. ان صعوبات كبيرة،
ينتظرها السوريون في العام الحالي
سواء تمت معالجة ازمة بلادهم عبر حل
عسكري يطيح النظام ام حل سياسي يأخذ
البلاد الى تغيير النظام بصورة جوهرية
عبر مرحلة انتقالية. وتفرض الصعوبات
التي تنتظر السوريين في الحالتين
نسقاً في التعامل مع الازمة، اساسه
العمل باقصى طاقة ممكنة للتخفيف من حجم
الخسائر البشرية والمادية التي يمكن
ان تصيبهم، ولا شك ان التوجه نحو خيار
الحل السياسي يصب في هذا الاتجاه،
والامر الثاني اساسه العمل على
استنفار كل القدرات والامكانات
السورية لتحقيق اعلى قدر من التوافقات
السياسية في صفوف قوى المعارضة
والمعارضة المسلحة بصفة خاصة للتخفيف
من تداعيات رحيل النظام بالقوة او
بالحل السياسي. والامر الثالث، يتطلب
تحشيد القدرات المادية للسوريين
ودفعها باتجاه اعادة بناء البلاد
وتطبيع حياة سكانها، والبدء في اشتغال
جدي لضمان مشاركة المؤسسات الدولية
والدول الغنية اضافة الى الدول
العربية للمساعدة في اعادة اعمار
سوريا، التي كان بين اسباب دمارها،
وتزايد حجم كارثتها، تقاعس المجتمع
الدولي بمؤسساته ودوله عن اخذ دور جدي
في معالجة ازمتها، ووضع حد لها،
واحياناً بسبب تدخل دول وقوى كثيرة في
شؤون سوريا الداخلية. ======================== تاريخ النشر:
السبت 02 فبراير 2013 الاتحاد د. عبدالله جمعة
الحاج رغم مرور سنتين على
اندلاع ثورة سوريا، ووجود مشاكل صعبة
أمام النظام الحاكم تكفي لجعل الثورة
قادرة على إسقاطه، فإن الحالة السورية
لم تفصح عن ذلك بعد، ولا تزال النخبة
الحاكمة قابعة في السلطة ومتشبثة بها.
فلماذا يحدث ذلك؟ ربما أن الأسباب
الشاملة غير واضحة للعيان، سواء كانت
داخلية أم خارجية، لكن أربعة أسباب
جوهرية داخلية، هي التي أجلت من سقوط
نظام سوريا: فأولاً، وهو سبب قد يبدو
غريباً لأولئك الذين لا يلمون بتفاصيل
الوضع الداخلي، ويتعلق بما يمكن
تسميته مجازاً بظاهرة استعداء المدن
الحضرية من قبل المدن والمناطق
الريفية، فدرعا تحارب دمشق ودير الزور
تحارب حلب، وقس على ذلك. وتعود هذه
الظاهرة إلى ستينيات القرن العشرين،
عندما شجع النظام سكان الريف على
الهجرة إلى المدن. وبالنسبة لسكان
الريف الهدف من الهجرة هو التحرك إلى
أعلى ضمن الهرم الاجتماعي، لكن
النتائج تمخضت عن صعوبات اقتصادية
استفحل أمرها، وجعل من أهل الريف
ناقمين على سكان المدن الكبرى، لأنهم
تأثروا بالهجرة سلباً. ومع حلول عام 2010
كانت دمشق وحلب تضمان وحدهما عشرة
ملايين نسمة من مجموع سكان سوريا
البالغ عددهم 20 مليوناً. وفي الوقت الذي تحمل
فيه سكان الأرياف عبء الثورة في بداية
اندلاعها، بقي سكان دمشق العاصمة
السياسية، وسكان حلب العاصمة
الاقتصادية خارج الصراع. هذه الحقيقة
ذات أهمية كبرى لأن هاتين المدينتين
تشكلان صلب دعم النظام ودعمهما له حيوي
في قدرته على البقاء، وبقاؤهما
بعيدتين عن جوهر الثورة لفترة طويلة
نسبياً قلل فرص سقوط النظام منذ
البداية. ثانياً، النظام
السوري يكافئ مؤيديه، ومنذ وصول حافظ
الأسد إلى السلطة في نوفمبر عام 1970
أقام نظاماً سياسياً أغدق من خلاله
الفوائد والمكافآت على مؤيديه
والمنتسبين إليه لكي يعزز شرعيته. وبعد
وفاة الأب في يونيو عام 2000 ورث الابن
بنية ذلك النظام، واستمر في المحافظة
عليها وتقويتها، ومن الصعب على من
يستفيدون من نظام مستمر لثلاثة
وأربعين عاماً التخلي عن مكاسبهم
بسهولة. وثالثاً، عدم وجود
معارضة منظمة ذات وزن يعتد به حتى
الآن، فرغم أن المظاهرات والاحتجاجات
بدأت في فبراير عام 2011، فإن الأغلبية
لم تنضم إليها بشكل كامل يفصح عن وحدة
شعبية متراصة وتناغم كلي. ويلاحظ أيضاً
وجود وتغيير في مواقف الأقليات
المتعددة من تأييدها للنظام، وبعبارة
أخرى، فإن تردد الأغلبية وغياب
الأقليات عن المعارضة المسلحة يوضح
المدى الذي تظهر فيه تلك الأطراف
رغباتها في بقاء النظام في السلطة،
لأنها إما لا ترى بديلاً مناسباً
جاهزاً له، أو أنها قلقة من وصول
الإسلاميين إلى السلطة، أو من تمزق
سورية إلى أشلاء. رابعاً: وأخيراً ولاء
الجيش للرئيس شخصياً، وتركيبة الجيش
المنوعة. وبالعودة إلى مرحلة تأسيس
الجيش على يد فرنسا، شجعت انضمام
الأقليات إلى صفوفه، وأصبح للعلويين
كأقلية جذور عميقة فيه. لذلك فإن
الخلية الأساسية في اللجنة العسكرية
التي نفذت انقلاب مارس عام 1963 كانت
تتكون من خمسة أعضاء ينتمون إلى
الأقليات، ثلاثة منهم علويون هم صلاح
جديد، ومهند عمران وحافظ الأسد. وبعد
أن وصل الأسد إلى السلطة، سيطر
العلويون على الجيش بكامله وعلى
الأجهزة الأمنية الأخرى. وفي هذه
المرحلة 90 بالمائة من القادة الكبار
للقوات المسلحة، بما في ذلك وحدات
النخبة والميليشيا والشبيحة هم علويون.
إن ذلك يعطي الطائفة العلوية مداخل إلى
السلطة والقدرة على الاستمرار في
السيطرة على مفاصل الدولة والمجتمع،
ما أدى إلى عدم سقوط النظام. ======================== دمشق
أكدتها وتل أبيب لم تعلن مسؤوليتها
رسمياً الغارة على «جمرايا»...
بين الصمت والادعاء! الاتحاد تاريخ
النشر: السبت 02 فبراير 2013 مريم كرومي
وأوليفر هولمز بيروت شنت طائرات
إسرائيلية في وقت مبكر من يوم الأربعاء
الماضي غارة جوية على موكب بالقرب من
الحدود السورية مع لبنان، وذلك حسب ما
أفادت به مصادر لوكالة أنباء «رويترز»،
مستهدفة على ما يبدو أسلحة كانت متوجهة
إلى «حزب الله»، فيما اعتبره البعض
تحذيراً لدمشق من مغبة تسليح عناصر
لبنانية معادية للدولة العبرية. وكان
التلفزيون السوري قد اتهم إسرائيل
بقصف مركز للأبحاث العسكرية بمنطقة
جمرايا الواقعة بين العاصمة دمشق
والحدود اللبنانية غير البعيدة. لكن
الثوار السوريين شككوا في الرواية
الرسمية، قائلين إن قواتهم هي من هاجم
الموقع العسكري، هذا في الوقت الذي لم
يتحدث فيه أحد عن غارة إسرائيلية ثانية.
وفي التفاصيل التي لم يتسنَ التأكد من
صحتها، قال دبلوماسي غربي «إن الهدف
كان شاحنات محملة بالأسلحة تتجه من
سوريا إلى لبنان»، ويتوقع أن تكون
محملة بصواريخ مضادة للطائرات، أو
قذائف بعيدة المدى، في حين نفت المصادر
وجود أسلحة كيماوية سبق لإسرائيل أن
عبرت عن خشيتها منها. كما أكدت مصادر
دبلوماسية لـ»رويترز» أن الأسلحة
الكيماوية التي تثير مخاوف الدول
المجاورة مخزنة في منطقة جمرايا، وأن
الشاحنة التي تعرضت للقصف كانت بالقرب
من المركز العسكري الكبير، من دون أن
يعني ذلك أن الشاحنات نفسها كانت تحمل
أسلحة فتاكة عدا تلك التقليدية التي
يملكها الجيش السوري. وجاءت الغارة
الإسرائيلية عقب تحذيرات من الدولة
العبرية بأنها مستعدة للتحرك لمنع
الثورة ضد حكم الأسد من أن تفضي إلى
انتقال الأسلحة الكيماوية التي بحوزة
النظام إلى «حزب الله»، أو إلى أعدائها
الإسلاميين في الداخل. وكان مصدر من داخل
الثورة السورية قد أكد أن ضربة جوية
حدثت بالفعل فجر يوم الأربعاء مستهدفة
موقعاً عسكرياً يقع في الممر الذي يؤدي
إلى بيروت، قائلاً: «هاجمت الطائرات
الإسرائيلية شاحنة تحمل أسلحة متطورة
كانت متوجهة إلى حزب الله في لبنان». وبحسب التلفزيون
السوري، فقد لقي شخصان حتفهما في
الغارة الليلية، واصفاً الهدف بأنه
مركز للأبحاث العسكرية «أقيم لتعزيز
المقاومة ورفع القدرة الدفاعية». ومع
أن الجهات الرسمية السورية لم تشر إلى
رد محتمل، لكنها أكدت أن التحركات
الإجرامية للدولة العبرية لن تقلل من
دعم سوريا للفلسطينيين وبقية الجماعات
المنخرطة في مقاومة إسرائيل. لكن عدداً
من مصادر الثوار، بمن فيهم قائد في
دمشق، كذبوا رواية النظام، مشيرين إلى
أن الهجوم الوحيد الذي تم كان عبارة عن
إطلاق قذائف الهاون من قبل الثوار، وإن
كان مصدر أمني في المنطقة قال بأن
إسرائيل استهدفت في الواقع أسلحة
تابعة لنظام الأسد كانت في طريقها إلى
«حزب الله» اللبناني، موضحاً ذلك
بقوله: «يمكن قراءة المشهد بأكمله على
أنه تحذير من إسرائيل لسوريا وحزب الله
بعد نقل الأسلحة الحساسة، فالأسد يعرف
أن بقاءه مرهون بقدراته العسكرية، لذا
لا يريد أن تقوم إسرائيل بتحييد تلك
القدرات. والرسالة الأساسية أن نقل هذه
القدرات إلى طرف آخر لا يستحق العناء
بالنظر إلى التكلفة العالية لذلك». وبسبب السرية التي
تلف الغارة لم يتسنَ التحقق من جميع
التفاصيل، لاسيما في ظل رفض المصادر
الإفصاح عن هويتها، هذا فضلاً عن رفض
إسرائيل و«حزب الله» التعليق على ما
جرى، فيما أكد مصدر لبناني أن الغارة
حدثت خارج الحدود اللبنانية، وإن كانت
تقارير الجيش تفيد بتحليق كثيف
للطائرات الإسرائيلية في الأجواء
اللبنانية. ويبدو أن الضربة، أو
سلسلة الضربات الإسرائيلية، تنسجم مع
سياسة الدولة العبرية، من خلال تدابير
سرية أو علنية لمنع وصول الأسلحة إلى «حزب
الله»، دون أن يقود ذلك إلى تصعيد خطير
للحرب الجارية في سوريا. لكن تحرك
إسرائيل يشي أيضاً بمخاوف مسؤوليها من
تآكل قبضة الأسد على الأسلحة وما قد
يترتب على ذلك من تهديدات بالنسبة
لإسرائيل. ورغم المخاوف التي عبّرت
عنها إسرائيل خلال الأسبوع الماضي في
الولايات المتحدة بشأن الأسلحة
الكيماوية التي يملكها نظام الأسد،
إلا أنها منشغلة أكثر بالأسلحة
التقليدية المتطورة القادرة على
مواجهة توفقها الجوي وضرب دباباتها،
لاسيما إذا وصلت تلك الأسلحة إلى «حزب
الله». فهذا الأخير الذي سبق له الدخول
في مواجهات شرسة مع إسرائيل عام 2006 يظل
تهديداً ضاغطاً على إسرائيل أكثر من
رعاته السوريين والإيرانيين. وقد سبق للمسؤولين
الإسرائيليين أن أبدوا خوفهم من فقدان
الأسد السيطرة على ترسانته من الأسلحة
الكيماوية، بما فيها تلك المتواجدة
بالقرب من دمشق، ووقوعها في أيدي
الثوار الذين لا يكنون وداً لإسرائيل.
هذا في الوقت الذي أكدت فيه مصادر
أمنية، أوروبية وأميركية، أن الموكب
المستهدف في سوريا كان خالياً من
الأسلحة الكيماوية. ورغم أن القصف
الإسرائيلي للموقع السوري، يوم
الأربعاء الماضي، قد يبدو فرصةً
استغلتها الدولة العبرية بسرعة، إلا
أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين في
الآونة الأخيرة كانت تهدف إلى تقليل
عنصر المفاجأة وربما تهيىء العواصم
الغربية خصوصاً لمثل هذا الإجراء. فقد
صرّح قائد القوات الجوية الإسرائيلية
ساعات قبل القصف، أن قواته التي تضم
مجموعة من أحدث المقاتلات والمروحيات
المهاجمة والطائرات دون طيار، منخرطة
في «حملة سرية من الاستهداف تتخلل
الحروب». وكان الجنرال «أمير إيشيل» قد
قال في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء
المنصرم إن «الحملة تمتد على مدار سبعة
أيام في الأسبوع على مدار السنة. نحن
نقوم بكل ما يلزم لتقليص الخطر ولخلق
ظروف مواتية لكسب الحروب عندما تحدث».
وفيما يخص وسائل الإعلام الإسرائيلية
التي تعمل تحت الرقابة العسكرية، فقد
سارعت المحطات التلفزيونية منها إلى
بث التقارير الدولية التي تحدثت عن
الغارة، ونقلت القناة الثانية عما
اعتبرته مصادر أجنبية قولها بأن
الموكب المستهدف كان يحمل صواريخ
مضادة للطائرات، هذا ولم يصدر أي تعليق
عن الحادث من طهران التي ترى فيها
إسرائيل عدوها اللدود في المنطقة. وكان رئيس الوزراء
الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي
يستعد لبدء ولاية ثانية بعد تشكيل
الحكومة، قد صرّح أمام وزرائه أن إيران
والأحداث الجارية في الدول العربية
تحتم على إسرائيل أن تظل قوية، قائلاً:
«في الشرق والشمال والجنوب تضج
المنطقة بالفوضى والقلاقل، لذا علينا
الاستعداد والحفاظ على القوة والتصميم
لمواجهة التطورات». وربما في هذا
الإطار أعلن الجيش الإسرائيلي،
الأسبوع الماضي، أنه نشر بطاريتين من
نظام «القبة الحديدية» المضاد
للصواريخ بالقرب من مدينة حيفا
بالشمال، والتي وصلتها صواريخ «حزب
الله» في حرب 2006 القصيرة. وليس مستغرباً من
إسرائيل صمتها عن غارة الأربعاء
الماضي، فهي لم تقر أبداً بغارة أخرى
نفذتها طائراتها في عام 2007 على موقع
سوري يشتبه في أنه مفاعل نووي. وبعدم
الإعلان عن مسؤوليتها، تعفي إسرائيل
نظام الأسد من الحاجة للرد، لاسيما
وأنه على مدى الأربعين سنة التي حكمت
فيها أسرة الأسد سوريا، لم يصدر منها
ضد إسرائيل سوى خطاب عدائي دون أن
يتطور إلى إجراءات على الأرض، لتظل
الجبهة الشمالية هادئة طيلة الفترة
السابقة. لذا يخشى المسؤولون
الإسرائيليون من احتمال لجوء الأسد
إلى تحرك ما بسبب فقدانه السيطرة على
البلاد، هذا بالإضافة إلى مخاوف أخرى
من بعض الثوار الإسلاميين الذين
يقاتلون الأسد، وتتوجس منهم إسرائيل. ======================== إنشقاق
الخطيب ومؤشرات الحل في سورية مصطفى زين السبت ٢
فبراير ٢٠١٣ الحياة ينقل رئيس هيئة
التنسيق السورية المعارضة في المهجر
هيثم مناع عن مسؤول أوروبي تأكيده أن
الوقت حان لإخراج سورية من أزمتها،
معللاً ذلك بأن ما يريده الغرب وحلفاؤه
قد تحقق: الدولة السورية منهكة، معظم
بناها التحتية دمرت، مجتمعها تفكك،
جيشها في حاجة إلى استعادة ثقة الناس
به، إعادة الإعمار ستضطرها إلى إقامة
علاقات مختلفة مع «المانحين»، أي مع
محيطها العربي ومع أميركا والإتحاد
الأوروبي. سيستغرقها الأمر عشرات
السنين للخروج من حروبها، ولن تستطيع
لعب أي دور في المنطقة. هذا الكلام الأوروبي
يتطابق تماماً مع ما كان مطلوباً من
سورية منذ احتلال العراق عام 2003: إلغاء
دورها في الشرق الأوسط، وقف دعمها
للمقاومة الفلسطينية و»حزب الله»، فك
تحالفها مع إيران. أي الإملاءات التي
حملها وزير الخارجية الأميركي آنذاك
كولن باول إلى دمشق ورفضها الأسد الإبن. معظم المطلوب من
سورية تحقق الآن بأيدي السوريين
أنفسهم، من دون أن تضطر أوروبا أو
أميركا إلى بذل أي جهد يذكر سوى الوعود
بربيع أزهر موتاً ودماراً. أي أن كل
الوعود كانت أوهاماً، خصوصاً عندما
كان الرؤساء والمسؤولون يرددون أن
أيام النظام معدودة. استغرق الأمر حوالى
السنتين كي يخرج بعض المعارضين من
الوهم. طالبوا بسلاح نوعي كي يعجلوا في
سقوط الأسد. أُعطوا سلاحاً لتدمير
البنى التحتية والجامعات والمدارس
وتشريد الملايين. طالبوا بالمال،
بكثير من المال لإدارة «المناطق
المحررة» فأُعطوا ما يكفي لإقاماتهم
وصرف رواتب بعض المسلحين. حلموا بحكومة
موقتة واعتراف دولي بها فلم يحققوا ما
سعوا إليه. قيل لهم توحدوا فاختلفوا
بين «إخوان مسلمين» يعتقدون بأنهم
الأقوى على الأرض وتجمع ليبيراليين
وديموقراطيين ليس لهم وجود ملموس لا في
أوساط المسلحين ولا في أوساط
المعارضين السلميين. اكتشفوا بعد دمار
بلادهم أن ما يريده الممولون مختلف
تماماً عما يريدونه وأن بعضهم لا علاقة
له لا بالحراك الداخلي ولا بالثورة أو
التغيير، همه الأول الإنتقام والإثراء. هذا الواقع دفع بعض
المسؤولين في الإئتلاف المعارض إلى
التقاعد مبكراً، ودفع آخرين إلى
الإكتفاء بالوظيفة وتنفيذ المطلوب
منهم من دون أي سؤال، ما دفع برئيس
الإئتلاف معاذ الخطيب إلى الإنشقاق
وإعلان عزمه على محاورة النظام. أما
الشروط التي وضعها للحوار فمن قبيل
المبالغة كي لا يكون انشقاقه طلاقاً مع
ماضيه وكي لا يتهم بالخيانة. لكنه مؤشر
كاف إلى تغيير كبير في صفوف المعارضة،
وإلى تضعضع الإئتلاف واقتراب بعضه من
رؤية هيئة التنسيق التي أعلنت خلال
مؤتمرها في جنيف أنها ستتفاوض مع
النظام بعد أن يمهد لذلك بوقف النار
وإطلاق المعتقلين السياسيين. ما لم يقله مناع،
وتؤكده اللقاءات الأميركية - الروسية،
خصوصا لقاء نائب الرئيس الأميركي جو
بايدن ووزير الخارجية الروسي سيرغي
لافروف، وكل منهما مع الخطيب على
انفراد في ميونيخ (الأخير كان يرفض
لقاء أي مسؤول روسي) أن الحوار بين
القطبين الدوليين يتمحور حول تقاسم
النفوذ في المنطقة ولا علاقة له بنشر
الديموقراطية ولا الحرص على حقوق
الإنسان. حوار الطرفين
سيستغرق وقتاً طويلاً نظراً إلى تشعب
ملفاته من سورية إلى إيران إلى
القوقاز، ولا ننسى النفط ومنابعه
وأنابيبه. لكن المؤكد أن واشنطن اكتفت
بهذا القدر من إضعاف سورية وشلها عن
التأثير في محيطها، وموسكو سترضى
بالخروج من المأزق بتقاسم النفوذ معها
وتكريس نفسها القطب الثاني في الحرب
الباردة الجديدة. نضجت الظروف في سورية.
حان وقت القطاف. دمشق لم تعد قادرة على
الإستقلال بقرارها وإطالة أمد حروبها
الداخلية أصبح خطراً على دول الجوار
وما بعدها. انشقاق الخطيب
ستتبعه انشقاقات فالوعود بدعم
المعارضة وانتصارها أصبحت من التاريخ. ======================== بورتريه
المكونات الأولى للثورة محمد زهير
كردية * السبت ٢
فبراير ٢٠١٣ الحياة قبل ثورتَي تونس
ومصر، كان هاجسي كالكثير من الشباب
السوري ينحصر في إنهاء الدراسة
الجامعية والبدء بمشروع السفر إلى
خارج سورية. انتصار الثورتين التونسية
والمصرية واندلاع كل من اليمنية
والليبية والبحرينية جعل احتمالات
الحراك تزداد في بلدنا. لم نجد أنفسنا
إلا منخرطين في التحضير للحدث السوري
المنتظر، عبر التواصل مع مجموعات
العمل والتجهيز لما عرف يومها بـيوم
الغضب السوري في 5 شباط (فبراير) 2011. كان هذا يحدث قبل
دخول البلد في دوامة القتل والموت
وآثارها المدمرة على مجتمع سورية
بأسره، وانحسار المدنية لمصلحة
العسكرة وما يظللها من تطرف ديني
ومجموعات مقاتلة خارج الخط الوطني
الذي بدأت به الثورة. اليوم، عدنا
والتقينا على طاولة مستديرة قبل أيام،
شباباً وشابات وجدنا أنفسنا وقد
لفظتنا الثورة خارجها نوعاً ما. أنا من
مدينة السلَمية وأسامة من القامشلي
وبتول من حمص وماريانا من دمشق. اخترنا
التظاهر والعمل المدني والسلمي
وبآليات ديموقراطية منذ بداية الحراك،
ولم نزل نتمسك به حتى في زمن أفول شمس
الثورة السَّلْمية إلى غير رجعة. يجدر
بي أن أروي تفاصيل شخصية عن أصدقائي
هؤلاء بما يطبع الحال والوصف العام
لفسيفساء المجتمع السوري التي صبغت
ثورته منذ انطلاقتها. أسامة، شاب كردي، قضى
حياته وهو يحمل في ذاكرته آلاماً لا
تنسى، إذ إنه ومنذ كان طفلاً في
المرحلة الابتدائية، كان يعود إلى
بيته باكياً وهو يجيب عن سؤال أمه عن
سبب بكائه: «إنهم يدرسوننا باللغة
العربية رغماً عنا ونحن لا نعرفها ولم
نتعلمها». وعندما كان يصارح المدرّسة
بذلك كانت تقوم بصفعه وهي تقول: «عمرك
ما تتعلم مو ناقصنا غير أكراد والله». هذا مشهد واحد فقط من
معاناة الأقليات الإثنية وهي تتلقى
تعليمها في بلاد البعث. بتول، تلك الفتاة
الجميلة المفعمة بالحيوية والنشاط، هي
من الطائفة العلوية، تم تهديدها
بالقتل غير مرة من أخويها اللذين
التحقا بشبيحة الأسد. بتول شاركت في
تظاهرات الثورة في حمص وسارعت بعد أن
صارت في دائرة الخطر للهرب إلى دمشق،
حيث تعيش اليوم متخفية وتشارك في العمل
المدني ضمن الثورة وفق المتاح
للناشطين المدنيين. مع ذلك لم تسلم من
بعض المجموعات السلفية المعارضة
الموجودة في دمشق لكونها «علَوية». أما مريانا فمسيحية
من إحدى العوائل العريقة في دمشق، طردت
وعائلتها ذات يوم من منزلها لأن قوات
النظام السوري دخلت إليه واعتبرته
مرصداً جيداً لإطلاق نار قناصيها على
المتظاهرين. بعد أيام وبعد محاولات عدة
تم إخلاء المنزل وعادت مريانا وأهلها
إليه... لكن دوام الحال من المحال، فقد
تم اقتحامه أيضاً من إحدى المجموعات
السلفية بتهمة تعاون مريانا وأهلها مع
قوات النظام. وبعد مفاوضات ومحاولات
لإقناعهم بخطأ معلوماتهم خرجوا من
المنزل. هؤلاء الأصدقاء،
وكثيرون لا أعرفهم، هم مثلي، اختاروا
سلمية الحراك ومدنيته أسوةً ببلدان
الربيع العربي كلها، قبل أن ينجح
النظام نجاحاً باهراً يُسجَّل له في
حرف ثورتنا عن طريقها وخطها الوطني
والمدني الذي بدأته. مع ذلك يبدو هذا
المشهد الوطني السوري الذي يضم كل
أطياف المجتمع ومشاركتهم في الثورة،
بصرف النظر عن درجة تلك المشاركة
وحجمها، دليلاً على وطنية هذه الثورة
ورداً على أنصار الخط اللاوطني، سواء
كانوا مع النظام الذي يلفظ أنفاسه
الأخيرة أو من مناصري التطرف الديني
المتنامي والذي يولد اليوم على حساب
ولادة سورية مدنية ديموقراطية حرة. ======================== «الفيروس
السوري» وعدوى الجوار والبركان المصري
المتفجر! عادل مالك * الحياة السبت ٢
فبراير ٢٠١٣ كانت المخاوف من
البركان السوري، فإذا بالبركان المصري
يتفجر ويقذف بحممه وشظاياه في شتى
الاتجاهات. وبذلك تسقط المنطقة رهينة
البركانين السوري والمصري. ما زال حكم «الإخوان»
في مصر والممثل بالرئيس محمد مرسي
يرتكب الخطأ تلو الآخر، الأمر الذي
ارغم جماهير الشباب على الزحف من جديد
إلى ميدان التحرير في قلب القاهرة،
وإلى منطقة «قصر الاتحادية» حيث القصر
الجمهوري الذي يقيم فيه مرسي. ولم
يقتصر الأمر على التعبير السلمي
لمعارضة تدابير وإجراءات الرئيس
المصري بل تميزت الأيام الأخيرة بسقوط
المزيد من الضحايا وسيلان الكثير من
الدماء على ضفاف النيل. إذ ما زال محمد
مرسي يتخذ المزيد من الإجراءات التي
يعتبر الكثير من المصريين أنها تشكل
التحديات بالنسبة اليهم. ويمضى مرسي في
اتخاذ القرارات التي تعزز سلطته
وإحكام قبضته على مصر ساعياً إلى
اختزال كل السلطات أو معظمها على
الأقل، وهذا ما لم ولن تقبله الجماهير
المصرية، ليس فقط التي تناصب العداء له
بل شعر كثير من المنتمين إلى حركة «الإخوان
المسلمين» بالتحدي وبعدم الرضا على
ممارسات مرسي الذي يتابع مسيرة
المكابرة وعدم التجاوب مع ما تطالبه به
الجماهير ضارباً عرض الحائط التعددية
القائمة في مصر. هذه الجماهير نفسها
هي التي هتفت مع اندلاع ثورة 25 يناير
الشعار الذي اصبح متداولاً وهو أن «الشعب
يريد إسقاط النظام»، هي نفسها التي
تردد هذا الشعار في شوارع القاهرة وفى
سائر المدن والمحافظات المصرية. إن مجموعة من القرائن
والشواهد تؤكد أن محمد مرسي سارع أو
تسرع في اتخاذ العديد من الإجراءات
التي رفضتها جماهير عريضة من أفراد
الشعب المصري. وتتمثل المعارضة أو
المعارضات في مصر في جبهة الإنقاذ التي
تضم شخصيات بارزة كمحمد البرادعي
وعمرو موسى وغيرهما اضافة إلى المواقف
الصلبة التي لجأ إليها الجسم القضائي
في مصر حيث تضامن القضاة كل القضاة ضد
سلطة أو تسلط الرئيس محمد مرسي. وتعيش
مصر حالة من القلق والتوتر المتصاعدين
وسقوط العديد من ضحايا المواجهات بين
المتظاهرين والمحتجين ورجال الشرطة،
بخاصة وأن العلاقات بين كثير من
المصريين وجهاز الشرطة يحكمها العداء
منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011. ومن الأخطاء القاتلة
التي يرتكبها النظام التسريع في «أخونة
مصر»، ويدرك أو يجب أن يدرك الرئيس
مرسي جيداً أن الملايين من المصريين
حتى بعض الذين انتخبوه لا يوافقونه
الرأي في قسم كبير من القرارات التي
اتخذها، اضافة إلى استقالة العديد من
المساعدين والمستشارين الذين عينهم من
الذي أدركوا أن مسيرة «نظام الإخوان»
لن تستقيم في مصر إذا ما استمرت الحال
على ما هي عليه. ويبقى البركان
المصري في حالة غليان قد تجر إلى بعض
المفاجآت غير السارة بالنسبة للفريق
الذي اعتقد أن بإمكانه إخضاع مصر وجميع
التيارات المصرية بالقوة ويساور
فريقاً من الخبراء في الشأن المصري
حالة من القلق قد تتجاوز التظاهر
والاشتباكات إلى طرح الأسئلة حول مصير
نظام الإخوان بكامله. ومن المتغيرات التي
سجلتها بورصة الأحداث في الأيام
الأخيرة الموقف الأميركي الناقد بقسوة
لما يطلق عليه «الربيع العربي».
فالولايات المتحدة التي حاولت وضع
اليد على بعض الثورات العربية وإعطاء
الانطباع بأنها هي ملهمة الثوار، هذا
التفكير سجل تبدلاً جذرياً في مواقفها.
وخلال المقابلة التلفزيونية التي ظهر
فيها الرئيس باراك أوباما ووزيرة
خارجيته هيلارى كلينتون، والتي كانت
مقابلة الوداع مع قرب مغادرتها وزارة
الخارجية، تطرق الحديث إلى الأوضاع
السائدة في العالم العربي ووصفت
كلينتون، ووافقها أوباما، التالي: «إن ما عرف بثورات «الربيع
العربي» لم ينتج سوى الوجوه التي تفتقد
إلى التجربة، أي كأنها تريد القول إن
ما أفرزته انتفاضات «الربيع العربي»
لم يكن سوى الإتيان بمراهقين في
السياسة!. وبدأ يسقط «الربيع العربي»
في الامتحان الأميركي. ونتجه قليلاً نحو
البركان الآخر: البركان السوري وقد
تحولت الأحداث الدامية التي تشهدها
سورية يومياً إلى «فيروس» خطير يخشى
معه انتقال العدوى إلى دول الجوار
السوري وفي الطليعة لبنان والأردن. وفي هذا السياق يقول
وزير الداخلية اللبناني العميد مروان
شربل: «إن خوفي الأكبر على لبنان يبدأ
في الوقت الذي تتوقف فيه الأحداث في
سورية». وهذا كلام ينطوي على خطورة
واضحة وكأن الوزير شربل أراد أن يقول
إلى أي اتجاه يأخذ مسار الأحداث في
سورية (النظام أو الثائرين عليه) فإن
لبنان سيكون شديد التأثر والأضرار من
تداعيات الأحداث السورية على الداخل
اللبناني، ومن هنا تنطلق بعض الدعوات
التي تطالب بوقف هذا الفريق عن رهاناته
على سقوط النظام» والفريق الآخر على
انتصار النظام. ففي الوضع السوري لن
يكون هناك أي مهزوم ولا منتصر فالكل
يتساوى في الهزيمة ولا أبطال. لقد نجح نظام الرئيس
بشار الأسد في تسويق الفكرة التالية:
أنا أو الإرهاب القاعدي!. وفي هذا
السياق يلاحظ بوضوح وجود انحسار في
اندفاعات مواقف الغرب الأميركي منه
والأوروبي والمطالبة الملحة بغياب
بشار الأسد عن المسرح، بل إن الجهود
الدولية وبعض الإقليمية تتركز حالياً
على «الحل السياسي» ووقف الأعمال
العسكرية تمهيداً لتطبيق آلية الحوار
بين النظام ومعارضيه. وسجل خلال
الساعات القليلة الماضية بعض التطورات
في موقف المعارضة السورية أو بعض
فصائلها حيث اعلن رئيس الائتلاف
السوري احمد معاذ الخطيب عن «استعداده
للحوار مع نظام الرئيس بشار الأسد، وهو
الموقف الذي أدى إلى قيام إشكالية
كبيرة داخل أعضاء الائتلاف السوري،
وبالتالي الأمر الذي ارغم معه الخطيب
على القول إن ما صرح به يمثل «وجهة نظر
شخصية». وبقطع النظر عما يمكن أن يفضي
إليه هذا الموقف المتطور من اتجاه
الوضع السوري في مسار جديد، فبعد
انقضاء اكثر من سنتين على اندلاع شرارة
الأحداث لم يتمكن النظام من حسم الأمر
لصالحه عسكرياً، وكذلك لم تنجح
المعارضة أو بعضها على الأقل، في تحقيق
إنجازات واضحة على الأرض، لذا كان لا
بد من التوجه نحو «الحل السياسي». كذلك لا بد من التوقف
عند التصريحات التي أدلى بها رئيس
الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف واتهم
فيها الرئيس الأسد بارتكاب «خطأ قاتل
بعدم التسريع في إجراء الإصلاحات التي
وعد بها»، وكان لا بد من طرح السؤال: هل
هذا بداية تحول في الموقف الروسي، بعد
ما قدم الكثير من مواقف الدعم للنظام
السوري، وتعرضت روسيا جراء ذلك إلى
العديد من الانتقادات من جانب
الولايات المتحدة وسائر الدول الغربية.
ويعطف على كل ذلك ما أدلى به المبعوث
العربي- الدولي الأخضر الإبراهيمي لـ «الحياة»
والذي تحدث عن وجود «فتحه صغيرة...
صغيرة بين أميركا وروسيا»!. وسط كل هذه البلبلة
خرج الرئيس بشار الأسد أو انه أخرج
نفسه من الصراع وطرح خريطة الطريق التي
ستؤدي إلى تطبيق الحل السياسي،
والصورة لم تتبدل بالنسبة إليه: اتخاذ
المسار السياسي نهائياً والإشراف على
كل المراحل من عقد جلسات الحوار مع
المعارضين إلى تشكيل حكومة ائتلافية
وصولاً إلى الانتخابات الرئاسية في
العام القادم 2014، وهو يصر على ترشيح
نفسه وأبلغ الأسد الإبراهيمي: «تتحدثون
عن الديموقراطية. هذه هي الديموقراطية...
ومن يحصل على غالبية أصوات الشعب
السوري يكون هو الفائز». وبعد وإذا ما جاز
الإيجاز نسجل ما يلي: > ارتفعت أصوات
المعارضة السورية احتجاجاً «على تخاذل
الموقف الأميركي» كما اسمي لجهة
الالتزام بالوعود التي قطعتها واشنطن
على نفسها من حيث تزويد «الجيش السوري
الحر» وسائر مقاتلي النظام بالمال
والسلاح. وفي احد اللقاءات
المتلفزه حيث التالي: المذيع: من تتهمون
بالتراجع عن دعمكم؟ المعارض السوري:
حتماً روسيا التي دعمت نظام بشار الأسد
بلا حساب وعرقله كل خططنا ومشاريعنا. المذيع (معقباً):
ولماذا لا تتهم الولايات المتحدة
بالتراجع؟ المعارض السوري (مفكراً):نعم...
صحيح... صحيح. وهكذا تتساوى روسيا
مع الولايات المتحدة بالنسبة
للمعارضين السوريين أو بعض فصائلهم. ومع تولي الرئيس
باراك أوباما رسمياً ولايته الثانية
لاحظ كل الذين تحدثوا إليه حول إرباكات
الوضع السوري انه قطع الشك باليقين
مستبعداً «مجرد التفكير في أي تدخل
عسكري في سورية». وفي معرض اختصار
مواقف الدول الغربية على الناحية
المالية فقد شكى بعض الدول من عدم وجود
آلية محددة لكيفية تزويد المعارضة (وأي
فصيل منها) بالمال. لكن الدول الداعمة
برنامج إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد
وهي تستبدل المال بالسلاح فهي تساهم
بشكل أو آخر في إطالة أمد الحرب في
الداخل السوري، أي زيادة التمويل
لإلحاق اكبر قدر ممكن من الدمار الذي
لحق بمختلف أرجاء سورية. > رغم المخاطر
المحيطة بالوضع اللبناني والواردة
إليه من خلف الحدود، فإن «فيروس»
الانتخابات النيابية هو السائد هذه
الأيام. وفي هذا السياق استقبلت باريس
خلال الأيام القليلة الماضية بعض
الأقطاب اللبنانيين ومنهم الرئيس أمين
الجميل والأستاذ وليد جنبلاط الذي شدد
فور خروجه من اللقاء مع الرئيس فرنسوا
هولند على «أهمية استقرار لبنان وعلى
الحوار وعدم نقل الأزمة السورية إلى
لبنان»، مضيفاً «إذا فكر احد انه
يستطيع الغلبة على فريق آخر في
الانتخابات فهذا خطأ». ودعا جنبلاط إلى
«موقف أوروبي واضح وأن تقوم أوروبا
بتحرك سياسي موحد تجاه سورية». وكان جنبلاط زار
موسكو وعقد لقاء مطولاً مع وزير
الخارجية الروسية سيرغي لافروف، وأيقن
زعيم جبهة النضال الوطني أن الموقف
الروسي على ثباته «وأن التركيز يجب أن
يكون على الحل السياسي». وفي التحليل الأخير
فإن الأحداث أكدت وجود المعادلة
التالية: «السوريون يأكلون الحصرم
واللبنانيون يضرسون». وسيرتكب أي طرف
لبناني خطأ قاتلاً إذا لم يقرأ جيداً
الموقفين الإقليمي والدولي،
وانعكاسات ذلك على لبنان، الذي يبقى
الحلقة الأضعف وسط صراع الجبابرة وحتى
صراع البقاء بين الأقزام. إن ما حدث صباح
الأربعاء الفائت لجهة إقدام 16 طائرة
إسرائيلية بالإغارة على «قافلة تحمل
أسلحة»، ما زال يكتنفها بعض الغموض،
لكنها تطرح السؤال: هل قررت إسرائيل
تغيير قواعد الاشتباك مع سورية؟ ======================== الشرق الاوسط طارق الحميد 2-2-2013 لا يمكن اعتبار
الغارة الإسرائيلية على سوريا أمرا
مفاجئا، خصوصا أن نظام الأسد قد فعل
المستحيل لجر إسرائيل للأزمة، ووفق
حساباته، للقول بأن ما يحدث في سوريا
هو مخطط خارجي. ولذا فإن السؤال هو:
لماذا الآن.. وما هي المدلولات؟ فقد حاول الأسد مرارا
تحريك الأمور مع إسرائيل سواء عبر
الجولان، أو لبنان، ولم ينجح. لكن
اليوم قامت إسرائيل بتوجيه ضربة جوية
على هدف لم يعلن بشكل واضح، حيث يقول
النظام الأسدي إن الغارة استهدفت
مركزا للأبحاث، بينما تقول التقارير
الدولية إنها استهدفت صواريخ منقولة
لحزب الله. ولكي يكون التحليل واضحا
فلا بد من سرد ما سمعته من معلومات هنا؛
فقبل شهر ونصف الشهر سمعت من زعيم عربي
كبير أن إسرائيل تراقب الأسلحة
السورية بمختلف أنواعها، وأنها تنوي
استهداف الأسلحة حال نقلها، أو
تحريكها، بما في ذلك استهداف مواقع
الأسلحة الكيماوية. ويقول الزعيم
العربي إنه في حال تم استهداف الأسلحة
الكيماوية بعمل إسرائيلي انفرادي فإن
ذلك يعتبر بمثابة الجنون، لأن عواقبه
ستطال الجميع. وعليه فمن الضرورة إقناع
إسرائيل بعدم الإقدام على عمل مثل هذا.
هذه القصة تعني أن إسرائيل كانت، ولا
تزال، تراقب الأوضاع السورية جديا،
ولديها مخطط متكامل للتعامل مع تطورات
الأحداث هناك. ومن هنا، فإن دلالات
العملية الإسرائيلية في سوريا مهمة
جدا؛ فإذا كانت العملية هي استهداف
لصواريخ روسية الصنع منقولة إلى حزب
الله - والواضح حتى الآن أن هذه هي
الرواية الأدق - فذلك يعني أن الأسد قد
أدرك أن موازين القوى على الأرض قد
اختلت، ولم يعد بمقدوره حتى الحفاظ على
صواريخ (إس إيه 17). والاحتمال الآخر أن
الأسد قد استشعر بأنه قد يصار إلى تدخل
دولي قريب ضده؛ وبالتالي فهو يريد
تهريب أسلحته إلى حزب الله على أمل
استخدامها من الأراضي اللبنانية. وهذا
يعد تفكير اللحظات الأخيرة، أي حركة
يأس، كما فعل صدام حسين حين هرب
طائراته إلى إيران بعد احتلاله الكويت.
وهذا يدل أيضا على أن الأسد ماض
للأخير، أي الحرب، لكن بقدرات واهية،
حتى لو استعان بحزب الله الذي سيكون
تورطه في الدفاع عن الأسد بمثابة كسر
الظهر، عسكريا، وشعبيا! ومن مدلولات الغارة
أيضا أن إسرائيل تراقب سير الأحداث في
سوريا، وتتصرف وفق أهداف محددة وهي ألا
يخرج الأسد عن قواعد اللعبة، بمعنى أنه
من المقبول أن يقتل شعبه، ويدمر سوريا،
وهذا بالطبع مكسب استراتيجي لإسرائيل،
لكن ليس من المقبول أن يغير الأسد
قواعد اللعبة، ولا حتى الثوار، فكل ما
يريده الإسرائيليون هو أن تبقى الحرب
سورية - سورية، ويتم بذلك استنزاف
حلفاء الأسد، الذي ترى إسرائيل أنه
ساقط لا محالة، وبالطبع استنزاف سوريا
كلها، وبذلك تضمن إسرائيل أنه عند
انتهاء الأزمة، ووفق أي نتائج، فستكون
سوريا كلها منهكة وخارج المعادلة
لفترة طويلة، وهذه رؤية قاصرة بالطبع،
لكن الغريب أن هذا هو أيضا المخطط
الأسدي والإيراني والذي يقوم على أنه
لا سوريا بعد الأسد! ======================== الشرق الاوسط عبد الرحمن
الراشد 2-2-2013 فاجأنا زعيم
المعارضة السورية الجديد، الشيخ معاذ
الخطيب، بإعلانه فشل الثورة السورية.
لم يخاطب مواطنيه وثواره مباشرة بل
استخدم صفحته على «فيس بوك»، وكتب
قائلا، «أعلن أنني مستعد للجلوس
مباشرة مع ممثلين عن النظام السوري في
القاهرة أو تونس أو إسطنبول». لو ركب
سيارته وذهب بنفسه إلى دمشق كان أهون
من أن يبلغ عشرين مليون سوري برسالة
شخصية على «فيس بوك» أنه قرر إنهاء
ثورتهم ومساومة الأسد مقابل إطلاق
سراح المساجين وبضعة جوازات سفر!
الخطيب شق المعارضة وألحق ضررا بالغا
بجهد عشرات الآلاف الذين يضحون
بحياتهم من أجل مستقبل جديد من دون
الأسد ونظامه الفاشي. في سنوات الدم في
لبنان واجه الرئيس السوري بشار الأسد
عقبة كبيرة خلال شروعه في اغتيال خصومه.
قامت ضده جبهة واسعة من القوى
والشخصيات، التي تسمت بتيار 14 آذار.
كانت استراتيجيته تفكيكها بنشر إشاعات
ضدها أو ضد بعضها، مدعيا أنه على صلة
جيدة بهذا الطرف أو ذاك داخل التيار من
أجل شقه بعد أن أصبحت القوى تمثل تيارا
واسعا من سنة ومسيحيين ودروز وغيرهم،
بالتحالف مع السعودية وفرنسا. ونجحت
الجبهة في دعوة الأمم المتحدة لإقامة
محكمة خاصة ضده ورفاقه للتحقيق في
تورطه في اغتيال أكثر من عشرين شخصية
قيادية في لبنان. لم يفلح الأسد في
تخويفها ولا تفكيكها. نحن الآن نشهد نفس
الأسلوب في تعامله مع المعارضة
السورية حيث بدأ يرسل إشارات ورسائل
كاذبة بأنه مستعد للتفاوض والتنازل.
واستخدم لهذا الغرض وسطاء أوروبيين
وروسا واعدا الجميع بتنازلات مع قادة
المعارضة. هذا كله متوقع من
الأسد لكن أن يكتب الخطيب على «فيس بوك»
أنه مستعد للجلوس مباشرة مع ممثلين عن
النظام السوري للحوار والثمن «إطلاق 160
ألف معتقل من السجون السورية.. وتمديد
أو تجديد جوازات السفر للسوريين
الموجودين في الخارج لمدة سنتين على
الأقل»! وهو طرح مماثل لمعارض
مزعوم اسمه هيثم مناع، محسوب على نظام
الأسد وإيران، تحدث قبلها بيوم عن حوار
مماثل! هل الخطيب يجهل أن
مبادرة كهذه ستحقق أمرا واحدا هو تفكيك
المعارضة السورية؟ ألا يعي أنها ستصيب
بالذعر ملايين السوريين الذين هجروا
من بيوتهم وقراهم وتحملوا الأذى في
انتظار إسقاط النظام؟ وما قيمة عرض الخطيب؟
فإطلاق سراح المسجونين يعني شيئا
واحدا؛ أن النظام سيفتح باب السجون
ليخرجوا لكنه سيلاحقهم ويضطهدهم في
أحيائهم وبيوتهم؟ أيضا ما قيمة تجديد
جوازات السفر للسوريين في الخارج،
فهؤلاء أصلا على القائمة السوداء
مصنفين أعداء للنظام والأكيد أنه لن
يرجع أحد منهم إلى بلاده طواعية إلا
بموت الأسد أو سقوط نظامه. لا يصلح الحوار اليوم
مع أسد ميت، حتى أمه وأخته ومعظم رفاقه
ورجال أعماله هربوا من سوريا وتركوه،
لأنهم يعلمون أن نظامه ساقط لا محالة،
ومطار العاصمة صار معظم الوقت مغلقا
بسبب هجمات الثوار واضطرت قواته لحفر
خنادق حوله مدركة أن المعارك الحاسمة
تقترب من العاصمة. على الخطيب أن يدرك
أن التفاوض مع الأسد تأخر طويلا، ومهما
أعطاه من تنازلات فإن ثمنها صار بخسا،
لن يقبل ملايين السوريين التنازل عن دم
أهلهم إلا بإسقاط النظام ومطاردته.
ربما يستطيع أن يفر من القصر إلى روسيا
أو إيران حيث سيصعب على الثوار ملاحقته
إلى هناك. على الخطيب والعالم الذي
يتفرج إما أن يدعم المعارضة لإكمال
مهمتها أو ألا يدعمها ولا يتدخل في
شؤونها، وهي ستقضي عليه ولو بعد عام أو
اثنين. ======================== العدوان
على جمرايا .. السياق والتداعيات * عريب الرنتاوي الدستور التاريخ : 02-02-2013 دخلت إسرائيل على خط
الأزمة السورية، بعد حذر وتقرب دام
أكثر من عام واحد..غارة إسرائيلية تضرب
موقعاً استراتيجياً، وقيل أيضاً،
قافلة أسلحة مرسلة إلى حزب الله (تضاربت
الروايات حول هوية الحدث وطبيعته)..الغارة
التي كانت واشنطن على علم مسبق بها (إن
لم تكن بالتنسيق معها)، أدت إلى إلحاق
أضرار جسيمة في المنشأة وسقوط قتلى
وجرحى. النظام وضع العدوان
الإسرائيلي في سياق “الحرب على سوريا”
التي يخوضها محور عربي تركي..وهو رأى
فيها تعبيراً عن فشل هذه الأطراف
بتحقيق أغراض حربها، ما استدعى “الاستنجاد”
بإسرائيل واستدعاء تدخلها المباشر. والحقيقة أن العدوان
الإسرائيلي على سوريا مستمر ومتعدد
الأشكال والأدوات والوسائل..سابق
للأزمة السورية ومصاحب لها ولاحق
عليها..فقبل “جرمايا” كان موقعا “الكبر”
و”عين الصاحب” هدفين للطيران الحربي
الإسرائيلي، وكان محمد سليمان هدفاً
للاغتيال الإسرائيلي، حتى أن “قصر
الرئيس” في اللاذقية، كان هدفاً
للعربدة الإسرائيلية. إسرائيل لها أهداف
واضحة في سوريا: تدمير الجيش السوري،
وبشكل خاص اسلحته الاستراتيجية، تدمير
البنى التحتية العلمية والصناعية
العسكرية، تقتيل الكوادر والكفاءات
المختصة في هذه المجال..كل ذلك توطئةٍ
لإخراج سوريا لعشرات السنين القادمة،
من دائرة الفعل والصراع والتأثير،
بصرف النظر عن طبيعة النظام القائم في
دمشق. وفي ظني أن هذه
العملية، تأتي استكمالاً لعمليات
مشابهة وقعت من قبل، وهي تستكمل
الاغتيالات الغامضة التي أودت بحياة
العديد من الكفاءات والخبرات السورية
في أثناء الأزمة، والأرجح أنها لن تكون
الأخيرة من نوعها، سيما بعد أن نجح
نتنياهو في تركيز اهتمام الغرب على ما
بات يُعرف بأسلحة سوريا الكيماوية،
رغم أن قائد قوات الحلف الأطلسي
راسموسن أكد مؤخراً بأن “حلفه” لا
يمتلك أية معلومات عن امتلاك سوريا لها. العدوان على جمرايا
يندرج في سياقات ثلاثة: حرب إسرائيل
المفتوحة على المقدرات السورية من جهة..وحرب
نتنياهو لتجديد زعامته الداخلية من
جهة ثانية..وحروب المحاور المصطرعة في
المنطقة، والممتدة من طهران حتى
النبطية مروراً بدمشق وبغداد، عطفاً
على الرياض والدوحة وأنقرة، من جهة
ثالثة. في دلالة المكان، وإن
صحت المعلومات عن ضرب “قافلة نقل سلاح”
موجه من سوريا لحزب الله، فإن اختيار
هدفٍ سوري، هو أقل الخيارات كلفة
بالنسبة لإسرائيل، والأرجح أن المستوى
الأمني / السياسي الإسرائيلي اختار
جمرايا على الضفة السورية من الحدود مع
لبنان، اعتقاداً منه، بأن دمشق التي لم
ترد في ظروف أفضل على عدوانات سابقة،
لن تكون قادرة على رد العدوان وهي في
أضعف وأصعب حالاتها..والأرجح أن
إسرائيل تفادت “التحرش” بحزب الله،
إيماناً منها بأن الحزب قادر على الرد،
ومستعد له، وجاهز لتنفيذه، ما قد يفضي
إلى تورط إسرائيل والمنطقة، في حرب
إقليمية جديدة، لا أحد يعرف كيف ستتطور
وتتداعى، ومتى وكيف ستنتهي. على أية حال، فإن
دخول الطيران الإسرائيلي على خط
الأزمة السورية، ليس بالضرورة “خبراً
سيئاً” للقيادة السورية، التي صار
بمقدورها بعد العدوان، أن تضع خصومها
ومجادليها في خانة “العدو الصهيوني”
وأن تعيد الاعتبار لروايتها لـ”نظرية
المؤامرة”..ولقد ساعد الأداء المرتبك
لبعض المعارضات السورية، على إعطاء
الموقف الرسمي السوري بعضاً من عناصر
القوة والصدقية التي كان يحتاجها. وجرياً على مألوف
ردات الأفعال السورية على العدوانات
المتكررة، أعلنت دمشق أنها تحتفظ
بحقها في الرد في الزمان والمكان
المناسبين لها..لكن “لهجة” الخطاب
الرسمي هذه المرة تبدو مختلفة بعض
الشيء عن المرات السابقة، فالحديث عن
“الرد المؤكد والمفاجئ”، والتأكيد
المتكرر الذي يرد على ألسنة الناطقين
باسم النظام بأنه لن يقف مكتوف الأيدي
هذه المرة، يشي فعلاً بأن جدلاً
داخلياً قد دار في أروقة صنع القرار
السياسي والعسكري السوري، حول إمكانية
الرد وحدوده وتداعياته..لكأن هناك من
يعتقد في دمشق، بأن الفرصة قد لاحت
لأول مرة، لإطلاق عملية خلط أوراق
واسعة، تخرج الصراع في سوريا وعليها،
من دائرته الداخلية، كصراع بين النظام
ومعارضيه، إلى صراع “المقاومة
والممانعة” ضد “العدو الصهيوني”. لا نعرف على وجه
الدقة، ما الذي دار في كواليس مطبخ
القرار السوري هذه المرة، ولا حصيلة
النقاش الذي دار حول عدوان “جمرايا”،
لكننا نعرف أن حلفاء سوريا، وليس سوريا
وحدها، ليسوا في وضع يستعجل “خلط
الأوراق” و”قلب الطاولة” و”هدم
المعبد”..سيما مع ارتفاع بورصة
المبادرات والحوار والحلول السياسية
التي نشطت مؤخراً كما لم يحدث من قبل
خلال العامين الفائتين. ======================== 2-2-2013
الغد منار الرشواني بعد عشرات آلاف
القتلى، ولربما ملايين اللاجئين
والنازحين، ودمار يُحرق حتى قلب
الغرباء من غير الضالعين فيه، يعلن
أحمد معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف
الوطني لقوى المعارضة والثورة
السورية، استعداده "للجلوس مباشرة
مع ممثلين عن نظام بشار الأسد". وهو
ما استدعى غضبة المجلس الوطني السوري،
وتالياً رفض الائتلاف ذاته لمبادرة
رئيسه "الشخصية"، كما وصف الخطيب
ذاته تلك التصريحات غداة نشره لها على
موقع "فيسبوك". لكن، إذا كان لنا أن
نبدأ من النتيجة، فإن "الشيخ"
الخطيب الذي يفترض أنه غير مؤهل
سياسياً بحكم خلفيته إماماً للمسجد
الأموي في دمشق، قد فاق بمبادرته هذه
ذكاء وحنكة أغلبية السياسيين السوريين
المعارضين الذين يستحوذون على شاشات
الفضائيات، وكراسي المؤتمرات
الدولية، واللقاءات مع مسؤولين، عرباً
وغربيين. فمبادرة الخطيب كانت
لتبدو تنازلاً، أو حتى خيانة، لولا
وضعه شرطين اثنين يرتبطان بالسوريين
الذين يعانون حقيقة، وهما: إطلاق سراح
160 ألف معتقل سوري في سجون نظام بشار
الأسد؛ وتمديد أو تجديد جوازات سفر
السوريين في الخارج. وعلى منطقية هذين
الشرطين، لا يمكن توقع قبول نظام الأسد
بهما. وهو ما يعني لا إحراج هذا النظام
الذي أعلن على لسان رئيسه أن لا بديل عن
الحل الأمني الدموي، بل إحراج من يضمن
له الاستمرار بهذا الحل؛ روسيا التي
نقلت قبل فترة بسيطة المعركة إلى ملعب
المعارضة السورية، مطالبة إياها
بتقديم رؤاها لحل الأزمة. ومع رفض
إطلاق سراح معتقلين بلا محاكمة،
وتجديد جوازات مشردين لاجئين، هل يبقى
لروسيا من ذريعة تختبئ خلفها لدعم
تواصل المجزرة؟! البعد الآخر الجوهري
والأكثر أهمية في مبادرة الخطيب، وإن
بدا أقل احتمالية، يتمثل في بعث رسالة
جديدة إلى الدائرة الضيقة جداً
المحيطة ببشار الأسد والطائفة العلوية
عموماً؛ مضمونها استمرارية إمكانية
الحوار بديلاً عن التدمير الشامل الذي
يحل بسورية. وهو ما يعني تقليل المخاوف
من مذابح انتقامية بعد الأسد بحق
حُماته وطائفته؛ والوجه الآخر لذلك أن
ليس مطلوباً أن يموت الجميع، لاسيما من
الطائفة، مع الأسد، أو حتى ليبقى الأسد. فوق كل ذلك، يظهر
البعد الآخر الذي أشار إليه الخطيب
صراحة في مبادرته، ويتصل بالبيئة
الإقليمية والدولية القائلة بدعم
الثورة السورية، إنما المتواطئة
والمتآمرة ضدها فعلاً؛ لا على صعيد
تقديم السلاح للثوار فحسب، بل وحتى على
صعيد تقديم الدعم الإنساني للاجئين
السوريين في دول الجوار. فإذا كانت دول
"الدعم اللفظي ليس إلا" مستعدة
للتعايش مع بشار الأسد (وإيران وحزب
الله) المنتصر؛ فحري بالسوريين توفير
دمائهم المجانية، وبراءة أطفالهم
وكرامة نسائهم وشيوخهم، كما بيوتهم
وأراضيهم. أما إن لم تكن هذه الدول
مستعدة لذلك، وهو الأغلب، فعليها أن
تتوقف عن خلق التوازن بين الثوار
والمعارضة عند نقطة الدمار الشامل
لسورية وشعبها كما تفعل الآن. الآن، ألا يدرك
المعارضون "السياسيون!" السوريون
المنددون بمبادرة "الشيخ" أحمد
الخطيب كل ذلك؟ حتماً يدركون، لكن يبدو
أن ما يميز الخطيب هو أنه لا يطمح إلى
ما يطمع فيه خصوصاً المجلس الوطني
السوري، وعماده الإخوان المسلمون، من
سلطة "موعودة"، بمغانمها الحالية
والمأمولة لاحقاً؛ بغض النظر عن الثمن
السوري المدفوع والمسفوح لأجلها ======================== عبد الباري
عطوان 2013-02-01 القدس العربي من المؤكد ان الرئيس
بشار الاسد الذي تتوالى الضربات على
رأس نظامه منذ ما يقرب العامين تقريبا،
يشعر بحرج كبير هذه الايام بعد توارد
الانباء عن الغارة الجوية الاسرائيلية
التي استهدفت 'مركز ابحاث' في جنوب
العاصمة دمشق دون ان تكتشفها
الرادارات، او تتصدى لها الطائرات
السورية. ولكن ما يعزي الرئيس السوري
ان هذه الغارة تحرج المعارضة السورية
ايضا التي تريد اسقاط نظامه، من حيث
نسف نظريتها التي تقول بأن اسرائيل
حريصة على بقائه واستمراره في السلطة
لأنه يحافظ على امن حدودها. منتقدو النظام
السوري، وما اكثرهم هذه الايام،
يقولون انه لم يتردد لحظة في اسقاط
طائرة استطلاع تركية اخترقت الأجواء
السورية، بينما لم يطلق اي قذيفة على
طائرات اسرائيلية اخترقت الاجواء
السورية اكثر من مرة ودمرت اهدافا
استراتيجية، من بينها مفاعل دير الزور
النووي المزعوم. للإنصاف، وليس دفاعا
عن النظام، فإن الطائرة التركــــية
كانت قديمـــة متهالكة امريكية من نوع
'اف 5' تنتمي الى مرحلة ما بعد الحـــرب
العالـــمية الثانية، تماما مثل
طائرات 'ميغ 21' التي يتكون منها معظم
سلاح الجو السوري، بينما الطائرات
الاسرائيلية هي من احدث ما انتجته
المؤسسة الحربية الصناعية الامريكية
التي تتحدى الرادارات الروسية الصدئة. لا عذر للنظام السوري
في عدم امتلاكه طائرات ورادارات حربية
حديثة لوقف مسلسل الانتهاكات
الاسرائيلية المهينة لأجوائه، وتدمير
اهداف في العمق السوري، خاصة انه يشكل
حلقة استراتيجية في تحالف يضم روسيا
والصين وايران. كما ان استخدام عذر
الرد بكل الوسائل الممكنة، صار تكرارا
للعبارة المشؤومة التي استخدمها
السفير السوري في لبنان حول الرد 'المفاجئ'
في الزمان والمكان المناسبين. كنا نعتقد ان حلف
الناتو يخشى التدخل عسكريا في سورية،
على غرار ما حدث في ليبيا، لان النظام
السوري يملك اسلحة حديثة متطورة مثل
صواريخ 'اس 300' المضادة للطائرات قادرة
على ايقاع خسائر كبيرة في الطائرات
المهاجمة، ولكن هذا الاختراق
الاسرائيلي الذي كان بمثابة اختبار
للقدرات العسكرية السورية وترسانتها
من الاسلحة الروسية الحديثة،اذا ما
وجدت، جعلنا نشعر بخيبة امل كبرى في
هذا المضمار. من الواضح ان القيادة
السياسية الاسرائيلية تحسب حسابا اكبر
لحزب الله، بدليل انها فضلت ضرب قافلة
الاسلحة المزعومة هذه في الاراضي
السورية، وقبل عبورها الحدود السورية
الى لبنان لان احتمالات ردّ الحزب
اللبناني على هذه الغارة اكبر بكثير من
احتمالات ردّ النظام السوري. النظام السوري كان
يجب ان يتصدى لهذه البلطجة
الاسرائيلية، او يرد عليها، وفي هذا
الوقت بالذات، ليثبت لكل معارضيه،
والمطالبين برأسه، والعرب والسوريين
منهم بالذات، انه مستهدف فعلا من
اسرائيل، وان هناك مؤامرة للإطاحة به
لانه يشكل خطرا وجوديا عليها بتبنيه
لسياسات المقاومة والممانعة. اصبحنا نشعر بالعار
كعرب ومسلمين، ونحن نشاهد الطائرات
الاسرائيلية تقصف قوافل ومخازن اسلحة
في السودان، وتغرق سفنا في البحر
الاحمر، وقوافل اخرى في الصحراء
الليبية في طريقها الى سيناء ثم غزة،
وتدمر مفاعلات نووية وليدة في اقصى
الشمال الشرقي السوري، دون ان يتصدى
لها احد. عندما تعتدي اسرائيل
على قطاع غزة الجائع المحاصر، وترسل
طائراتها الحديثة والمتقدمة نفسها،
يتصدى لها رجال المقاومة، ويردّون على
العدوان بما هو اكثر منه، ويطلقون
العنان لصواريخهم لتدكّ قلب تل ابيب
والقدس، ويرسلون اربعة ملايين
اسرائيلي الى الملاجئ كالفئران
المذعورة، فلماذا لا تردّ سورية
بالمثل وهي التي تملك ترسانة تطفح
بالصواريخ من كل الانواع والاحجام؟ اسرائيل اعتدت على
سورية وسيادتها وكرامتها، وهذا
الاعتداء يجب ان لا يمرّ مرور الكرام
حتى لو ردت اسرائيل بإشعال فتيل حرب
اقليمية في المنطقة بأسرها، فماذا
ستفعل اسرائيل اكثر ما فعلته امريكا في
افغانستان والعراق، ألم تحتل البلدين..
ثم ماذا حدث بعد ذلك؟ بقية القصة
معروفة ولا نريد تكرارها. هل يخشى النظام في
سورية من احتلال اسرائيل لسورية، اهلا
وسهلا، فقد احتلت قبل ذلك قطاع غزة
الذي لا تزيد مساحته عن 150 ميلا مربعا،
فماذا حدث، الم تنسحب منه مهزومة ذليلة
ومن جانب واحد تماما مثلما حدث لها في
جنوب لبنان بفعل المقاومة البطولية
عام 2000؟ اسرائيل تعيش حالة
رعب وارتباك، لان قيادتها السياسية
قبل العسكرية، تدرك انها ستكون الخاسر
الاكبر في المدى المتوسط، وتخشى من
الحروب اكثر من العرب، لانها لا تستطيع
تحمل سقوط الصواريخ التقليدية على
مدنها، ناهيك عن الصـــواريخ
المحمّـــلة برؤوس غير تقليدية. الم يهرع بنيامين
نتنياهو الى الرئيس الامريكي باراك
اوباما مرتين لانقاذه من مأزقه، في
المرة الاولى عندما طالبه بالتدخل
لوقف اقتحام الطابق العلوي من السفارة
الاسرائيلية في القاهرة، بعد ان حاصر
المتظاهرون مجموعة من موظفيها، وكانوا
بصدد حرقهم، وفي الثانية عندما توسل
اليه للتوسط لدى الرئيس المصري محمد
مرسي لوقف اطلاق الصواريخ من قطاع غزة
كردّ على العدوان الاسرائيلي عليه؟ الرئيس الامريكي
باراك اوباما وصف نتنياهو بأنه جبان
رعديد في تصريحات لمراسل صحافي امريكي
يهودي بقصد ايصالها اليه، ولكن
المشكلة اننا العرب اكثر جبنا منه
للأسف واصبحنا متخصصين في ابتلاع
الاهانات. لا نريد حربا
اسرائيلية تستهدف سورية وهي تمر في هذا
الظرف الحرج من تاريخها.. ولكن من حقنا
ان نسأل عما سيكون رد فعل الاسرائيليين
على اي انتقام سوري او لبناني؟ هل
سيدمرون سورية؟ لقد دمرت بالفعل.. هل
سيقتلون الآلاف من الشعب السوري؟...
هناك ستون الف شهيد سقطوا حتى الآن من
جراء الحرب الاهلية الدموية، هل
سيضعفون الجيش السوري والمؤسسة
العسكرية؟.. لقد انهكت على مدى عامين من
الحرب. نختم بالقول
والتذكير ان شعبية الرئيس الاسد
ارتفعت بمجرد ان اعتدت عليه اسرائيل،
ومن المؤكد انها سترتفع اضعافا اذا كان
هو الذي رد على هذا العدوان. ======================== 2013-02-01 القدس
العربي محمد إقبال -
ايران في مراجعته للحرب
العالمية الثانية، قال وينستون تشرشل
رئيس الوزراء البريطاني آنذاك 'الشيء
الأسهل من شن أي حرب في العالم هو العمل
على تجنب هذه الحرب من خلال اتخاذ
اجراءات في الوقت المناسب، وإن مثل هذ
الاجراءات كلما اتخذت مبكرا كان الثمن
اقل'. في عام 1936 أي قبل
بداية الحرب بثلاثة اعوام، كانت هناك
بلدان أوروبية من ضمنها فرنسا أقوى
بكثير من المانيا، غير أنها اتخذت
سياسة المساومة مع هتلر وهي السياسة
التي أدت إلى الحرب العالمية الثانية. عنوان هذا المقال هو
عنوان مقال رأي نشرته صحيفة 'واشنطن
بوست' فور توجيه 74 عضوا في مجلس الشيوخ
الاميركي أي ثلاثة ارباع اعضاء
المجلس، رسالة إلى الرئيس باراك
أوباما قالوا فيها 'نطالبكم أن تؤكدوا
في بداية الفترة الرئاسية الثانية لكم
أنه وفي حال استمرار محاولة النظام
الإيراني الحصول على السلاح النووي
ستكونون جاهزين لاتخاذ الاجراء
العسكري ضد هذه الدولة'. أما المقال
المذكور وتماشيا مع اللوبي الإيراني
الداعي إلى المضي قدما في خط المساومة
والتوطؤ مع الديكتاتورية الارهابية
الحاكمة في إيران يعترف 'أن النظام
العلوي في سورية سينهار من داخله
وخارجه، وأن الوقت للرئيس أوباما الذي
كان قد وعد أنه سيمنع النظام الإيراني
من الحصول على الاسلحة النووية وإن
الأمل الأخير والافضل قد يكون أنه
سيربط بين الازمتين المذكورتين (أي
إيران وسورية) بصفقة مع روسيا وإيران
وهما من اهم مساندي بشار الأسد'. (واشنطن
بوست 29 ديسمبر 2012). وهناك مقال آخر في
الجريدة نفسها وفي نفس العدد بعنوان 'عجز
الولايات المتحدة تجاه سورية' يتحدث عن
انتصارات المعارضة السورية 'في غضون
الاسابيع أو الاشهر القليلة القادمة'
في حين يعترف نظام ولاية الفقيه الحاكم
في إيران على لسان رفسنجاني رئيس مجلس
تشخيص مصلحة النظام بأنه ستكون هناك 'احداث
سيئة' بداية من لبنان مرورا بالعراق
ووصولا إلى إيران، في حال سقوط النظام
السوري. كما حدث في الحرب
العالمية الثانية وتعامل المساومين مع
هتلر، نرى أن المساومين بعدم اتخاذهم
سياسة حازمة و'داعية للسقوط' سواء تجاه
سورية أو إيران يرتكبون خطأ فادحا. إن
سقوط النظام السوري ما هو الا مسألة
وقت فقط. أما فيما يتعلق بالنظام
الإيراني فإن سياسة 'تحديد المهل'
المكررة المتخذة من قبل البلدان
الغربية والتفاوض حول البرنامج النووي
لنظام ولاية الفقيه من شأنها فقط أن
توسع من تداعيات وأبعاد حرب مقدرة ضد
هذا النظام وخاصة على حساب الدول
العربية. إن تاريخ الملالي
الحاكمين في إيران اثبت وأكد أنهم لن
يتراجعوا لا عن البرنامج النووي ولا عن
دعمهم للنظام السوري لأنهم يعرفون
معرفة جيدة ان سقوط النظام السوري
معناه انهيار نظامهم.. وعليه فإن
الملالي وباستغلال سياسة المساومة في
الغرب وبالبحث عمن يبحث عن 'صفقة شاملة'
معهم سيستمرون في سياسة اضاعة الوقت،
الى ان ينتهي ذلك من دون شك الى الحرب
ضد نظامهم. إذن، ولكي يسد طريق
هذه 'الصفقة الشاملة' والتي سيدفع
ثمنها العرب وخاصة الدول العربية
المجاورة لايران، هناك حل في متناول
اليد. وكان الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة
وزير الخارجية البحريني قد أكد في دعوة
نشرتها صحيفة 'الشرق الأوسط' ضرورة عقد
'مؤتمر لأصدقاء الشعب الايراني'. هذا هو
الحل الصحيح واجراء ضروري للتصدي لهذا
النظام، وهو في المحصلة يصب في خانة
السلام والصداقة والإخاء في المنطقة. إن الطريق الوحيد
لابعاد الحرب هو التوجه إلى حل مثالي
يكون اكثر تقدما واكثر تحضرا منها، وهو
الحل الثالث أي تأييد ودعم المقاومة
الإيرانية وعمودها الفقري منظمة 'مجاهدين
خلق'. كما إن أي محاولة للمساومة وأي 'صفقة
شاملة' مع هذا النظام الدموي لن تؤدي
إلا الى كارثة على شعوب المنطقة.
والمقاومة الايرانية تدعم بكل قوة عقد
'مؤتمر أصدقاء الشعب الإيراني'، كما لا
شك أن المجموعات البرلمانية المختلفة
والشخصيات البارزة من عموم العالم
وأبرز الحقوقيين الدوليين ممن ابدوا
تأييدهم طيلة الأعوام الماضية لتطلعات
الشعب الايراني والمقاومة الايرانية
ونضالهم من أجل اسقاط الفاشية الدينية
الحاكمة في ايران وتحقيق الديمقراطية،
سيرحبون ويدعمون مثل هذا المؤتمر. هذا
الاجراء كما قاله تشرشل في مراجعته حول
ما يجدر القيام به من صواب لتفادي
كوارث الحروب يجب أن يتخذ 'في أقرب وقت
ممكن'. ======================== بين
بيئتين للمعارضة السورية: قوّةُ
التحريم ومجازفةُ اختراقِه جهاد الزين النهار 2-2-2013 حضرتُ خلال الفترة
الأخيرة وبفارق أسابيع قليلة بين كلٍ
منها، ثلاثة مؤتمرات في تونس و الدوحة
وهذا الأسبوع في جنيف أتاحت لي أن
أستمع إلى، وأراقب، ما أصبح بعد اندلاع
الثورة السورية بيئتين مختلفتين بل
متصارعتين للمعارضين السوريين. المؤتمر الأول كان
بدعوة من "مركز دراسات الوحدة
العربية" في تشرين الأول الماضي في
تونس والثاني في الدوحة ولم يكن
موضوعهما الوحيد سوريا ولكن
موضوعاتهما دارت كلها في فلك قضايا ما
بعد "الربيع العربي" و جمع
صالوناهما عددا كبيراً من المثقفين
والناشطين والسياسيين العرب، وبصورة
خاصة في الثاني كان هناك حشد من شخصيات
وناشطي التيار السوري المتمثل بمعارضة
"المجلس الوطني" و"الائتلاف
الوطني" إضافةً إلى عدد من
المعارضين والمنشقين المستقلين
جمعهما هذان المؤتمران. أما المؤتمر الثالث
فهو الذي أعود منه للتوِّ وانعقد في
جنيف يومي 28 و29 كانون الثاني الماضي
تحت عنوان "المؤتمر الدولي السوري
من أجل سورية ديموقراطية ودولة مدنية"
ودعا إليه "المعهد الاسكندنافي
لحقوق الإنسان" بالتعاون مع "ملتقى
حوران للمواطنية" وكلاهما يرأسهما
المعارض السوري المعروف (وابْنُ حوران)
هيثم مناع. تميّز مؤتمر جنيف بخليط من
معارضي الخارج والداخل وباحثين
وناشطين عرب وغربيين وديبلوماسيين روس
وعراقيين (السفيرين في مصر وباريس
وسفير سابق) وإيرانيين وأميركيين
وأوروبيين رغم عدم تمكّنِ أكثر من 65
ناشطا من سوريا الحصول على تأشيرة دخول
لسويسرا. وغابت عنه الديبلوماسيّتان
الفرنسية والتركية. وبذهنية إلزام نفسي
بحضور كل المؤتمرات التي تدعوني إليها
المعارضات السورية حتى داخل دمشق
لأكون على تواصل مع كل اتجاهات
المعارضة مهما بلغتْ تبايناتُها
وخصوماتُها، حضرتُ مؤتمرَ جنيف بدعوة
من هيثم مناع وأدرتُ بتكليفٍ من منظّمي
المؤتمر جلستَه ما قبل الأخيرة تحت
عنوان "فرص الحل السياسي". إلا
أنني لم أطرحْ أي رأي خلال المؤتمر
لأنني أعتقد أن هذه من المؤتمرات التي
يجب أن نستمع فيها فقط للسوريين يعطون
تصوراتِهم العملية َفي مواجهة المأزق
الرهيب الذي بلَغَتْهُ سوريا... سوى
خاطرةٍ سريعةٍ جدا قُلتُها في نهاية
الجلسة هي أن تجربة الحرب اللبنانية
علّمَتنا أن أي مبادرة سياسية لا تأتي
بعد تغيير في ميزان القوى على الأرض
لصالح أيٍّ من طرفي الصراع سيكون
مصيرُها الفشلَ. ولهذا لم نكن نعلم عام
1976 انه كان علينا انتظار 14 عشر عاما
لتنتهي حرُبنا الأهلية-الإقليمية-الدولية.
وتمنّيتُ أن لايكون زمن المصير السوري
الحربي مديدا كاللبناني؟ مع أنه يبدو
أعنف من اللبناني. انتصرتْ في اللحظة
الأخيرة في مؤتمر المعارضة في جنيف
وجهةُ النظر الداعية إلى التفاوض مع
السلطة. النصُّ الأوّلُ الذي قرأه هيثم
مناع في الجلسة الأخيرة لم يكن يتضمن
هذه الدعوة فاعترض عديدون آتون من
الداخل وبينهم لؤي حسين عليه فجرى
الاتفاق على بقاء من يرغب في القاعة
بعد انفضاض المؤتمر لوضع التعديل
المطلوب. هكذا صدر البند الثاني من
البيان الختامي حاملا النص التالي: "العمل على إقامة
عملية سياسية عبر التفاوض بين
المعارضة والسلطة لتنفيذ بيان جنيف
الدولي من أجل إصدار إعلان دستوري
تتشكل على أساسه حكومة كاملة
الصلاحيات لإدارة المرحلة والعمل على
إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية نزيهة
بإشراف دولي". لم تكن تلك مجرّدَ
إضافةٍ بل اختمارٌ لجدل عميق وصعب لا
يزال متواصلا. فإذا كانت الثورة
السورية لم تنجح في إسقاط النظام إلا
أنها نجحت في حوالي العامين اللذين مرا
عليها في فرض تحريم كامل على فكرة
الحوار بين السلطة والمعارضة. كان
الموقف الغربي الراديكالي ضد النظام
السوري والموقفان التركي و الخليجي
المماثلان في القطيعة الكاملة عاملاً
حاسماً في وأدِ أيّةِ محاولةِ حوارٍ مع
السلطة في أوساط المعارضة لاسيما تلك
التي سُمّيت معارضة الداخل، وهي كذلك.
وكان حادث ضربِ وفدِ معارضةِ الداخل
على باب الجامعة العربية في القاهرة
أوّلَ مؤشّرٍ تحريميٍّ فَعَلَ فِعلَه
لاحقا ولجَمَ كلَّ محاولة تفاوض مع
السلطة (كما يحب أن يسمّيها دعاتُها
وليس حوارا...ولكن الفارق شكلي!).دعوة
تفاوض تضمّ في صفوفها مجموعةً من
السجناء السابقين تبلغ مُدَدُ
اعتقالِهم إذا جُمعتْ على بعضها، 320
عاما، بينما سادت في أوساط المهاجرين
الإراديين أو القسريين في المنافي
الغربية وخصوصا باريس فكرةُ المقاطعة
الكاملة للنظام مع استثناءات منها
موقف هيثم مناع وأصدقائه. هكذا بين الموقف
الغربي والعربي المتشدّد الذي فرض
أصلا مسار عسكرة الثورة الكارثي من جهة
المعارضةِ وبين جلافات النظام
المعهودة كاستمرار عمليات اعتقال
شخصيات حوارية كعبد العزيز الخيّر
وغيره ناهيك عن العنف العسكري الضاري
للنظام في المواجهات، راحت دعوةُ
التفاوض تترنّح تحت وطأة ترهيبٍ
معنويٍّ هائل قمَعها فعلاً حتى لو كان
بين دعاتها من لا غبار على تاريخه
النضالي وتضحياته. لذلك يبدو لي مؤتمر
المعارضة في جنيف هذا الأسبوع بداية
كسرٍ حقيقيٍّ في مناخ التحريم جاءه
الدعمُ الأوّل بدون قصد من موقع التيار
الثاني في المعارضة، وهو رئيس
الإئتلاف الوطني معاذ الخطيب الذي دعا
أيضا إلى التفاوض "المشروط" مع
السلطة. لقد راقبتُ خلال
مؤتمر جنيف أية درجة من التأثير
المعنوي كان قد بلغها تحريمُ التفاوض.
كان الأمر بالنسبة للبعض مرتبطا بـ"السمعة
الشخصية" وهذا أعلى أنواع التحريم.
حتى منظّمُ المؤتمر والمتباينُ إلى حد
الاتهام عن تيار "المجلس الوطني"
و"الإئتلاف" كهيثم مناع بدا
مترددا في ولوج نفق الدعوة إلى التفاوض.
وبدا الأمر من جهتهِ وجِهةِ عددٍ من
أعضاء المؤتمر رضوخا للقرار
الديموقراطي. كل كوادر وشخصيات
المعارضات السورية في الداخل والخارج
هي الآن "موادٌ أوّلية"- إذا جاز
التعبير- لطبقةٍ سياسيّةٍ سوريّةٍ
جديدةٍ تُوْلَدُ بعد طول حرمان من "السياسة".
ولا يغيّر هذا الانطباعَ كونُ عديدين
أعضاءَ قدماءَ في أحزابٍ سياسية إما
ممنوعةٌ وإما مدجّنةٌ منذ العام 1963 أو
حتى منذ العام 1958. من يقرأ تاريخ سوريا
خلال الانتداب الفرنسي، أي بين
الحربين العالميّتين، يمكنه أن يرصد
كيف كانت تتشكّل طبقة سياسية جديدة،
بنيةً ورموزاً، في تلك المرحلة بشكل
مختلف تماما عمّا كانت عليه في العهد
العثماني. تنشأ مصالح جديدة تدريجيا،
مرجعيات جديدة تظهر وتختفي أو تصمد.
لكن الفارق الجذري بين تَشَكّلَيْ
مرحلة الثورة الحالية وعهد الانتداب
الفرنسي أن الثاني كان عهدَ تبلوُرِ ما
سيعرف لاحقا بالجمهورية السورية ضمن
سياق بِنائي للمؤسسات ضد ومع السلطة
الانتدابية مع بعض الفترات العنفية
الاستثنائية وبينها القصف الفرنسي
الوحشي، المدفعي والجوي، لدمشق عامي
1924-1926 وعام 1945 (أَقترحُ قراءة كتاب: A DAMAS SOUS LES BOMBES
وهو شهادة لسيدة فرنسية ALICE
POULLEAU عاشت أحداث قصف
دمشق في منتصف العشرينات.كتبَتْهُ عام
1926 وتقول ناشرةُ طبعتِه الأخيرة دارL’HARMATTAN
أنه مُنع بيعُه طويلا في
البلدان تحت الانتداب الفرنسي). أما
اليوم فهذه الطبقة السياسية تولد على
قاعدة تفكُّكِ سوريا وتدميرِها
وعودتِها إلى مكوّناتها ما قبل الكيان
السوري الحديث في سياق النهاية الصعبة
لنظام سياسي يريد أن يقول أنه آخر من
حكمها موحّدةً منذ 1946. كمراقب سياسي منذ
زمنٍ لم يعد قصيرا يدهشني هذه الأيام
اعترافُ الكثير من أصدقائنا في
المعارضات السورية وبشكل فردي وأحيانا
معلن على المنابر (كما فعل أدونيس في
خطابه الافتتاحي في جنيف) أنهم يشعرون
بل يتزايد شعورُهم بأن الهدف الفعلي من
«لعبة الأمم» الجارية هو تدمير سوريا
لا تغيير النظام. ما يُدهشني هو أن هذا
الاستنتاج الذي يصل إليه مناضلون لا
يرقى الشك إلى رغبتهم بتغيير النظام لا
يؤدي عند
بعضهم إلى أي موقف سياسي مختلف عن
الشعارات السائدة في التيار الأقوى في
المعارضة ومنها موقف رفض التفاوض. هذا
الموقف الذي بدأ الآن على ضوء تطورات
ميزان القوى على الأرض والتحولات
الدولية لاسيما الاتجاه الأميركي
للحوار مع روسيا يخضع لإعادة نظر
اختبارية تبرّرها في كل وقت النتائج
الكارثية لما آلت إليه الثورة من تدمير
شامل في سبع مدنٍ سوريةٍ ومحيطها. في الحقيقة سمحتْ
مناقشاتُ مؤتمر الدوحة ومؤتمر جنيف
وقبلهما مؤتمر مركز دراسات الوحدة
العربية في تونس مع الأصدقاء السورين
وبعضٍ ممّن تعرّفت عليهم مجددا من
الناشطين السوريين وبينهم «إخوانيون»،
أن ألمس حجم انتشار الفكرة السائدة عن
أن الأميركيين يعيدون النظر بسياستهم
السورية بسبب ظهور خطر وقوة التيارات
السلفية الجهادية على الأرض السورية. هل هذه الفكرة
السائدة صحيحة خارج البروباغندا
الغربية الإعلامية أي في الحسابات
السياسية الفعلية أم أن الإزدواجية
الغربية بل الخبث الغربي يجعل الموضوع
ثانويا في الحسابات العميقة لصورة
المنطقة؟ يبقى أن مؤتمر جنيف
كان مجالا متجددا لا يختلف فيه مؤتمر
عن مؤتمر لرصد ظاهرة «صحوة» كردية
تعتبر ما يحصل فرصتها الأولى للإنتقام
من أوضاع ما بعد الحرب العالمية الأولى
. وفي هذا يظهر إجماعٌ حقيقي بين النخب
الكردية رغم خلافاتها العاصفة في
المجالات الأخرى. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |