ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مقالات مختارة من الصحف العربية ليوم 13-02-2013 قراءة هادئة في دعوة معاذ الخطيب حسين عبد العزيز * الأربعاء ١٣ فبراير
٢٠١٣ الحياة ألقت دعوة رئيس «الائتلاف الوطني لقوى
الثورة والمعارضة» السورية معاذ
الخطيب إلى محاورة مسؤولين في النظام
السوري، حجراً في وحل السياسة السورية
الراكد، بحيث أصبحت هذه الدعوة محور
نقاش وتجاذبات محلية وإقليمية ودولية
خلال الأيام السابقة. من الأكيد أن دعوة الخطيب كانت ارتجالية
ومن دون تخطيط وتشاور مسبق مع أركان
الائتلاف، بدليل الهجمة الكبيرة التي
شنت عليه من معارضين كثيرين بخاصة «المجلس
الوطني» الذي وجد في الدعوة خروجاً على
وثيقة تأسيس الائتلاف التي تنص على
إسقاط النظام القائم برموزه وحل
أجهزته الأمنية والعمل على محاسبة
المسؤولين عن سفك دماء الشعب السوري. ما أسباب ودوافع هذه الدعوة؟ أهو ضغط دولي
على رئيس الائتلاف للتقدم بخطوة
سياسية كما ألمح إلى ذلك بيان «المجلس
الوطني»؟ أم هي رغبة الخطيب ذاته بوقف
نهر الدماء الجاري في سورية؟ أو ربما
الانتقام من الدول الغربية التي وعدت
بالكثير ولم تفِ وتركت المعارضة في
قارعة الطريق؟ أم هو ضغط من البرجوازية
السورية لا سيما الدمشقية لإيجاد مخرج
سياسي سريع للأزمة بحسب بعض المعلومات
المسربة؟ ليس مهماً في السياسة معرفة أسباب
القرارات الإستراتيجية، بقدر ما ينبغي
الاهتمام بالنتائج والتداعيات التي
تفرزها في المشهد السياسي والميداني
اللاحق، على اعتبار أن السلوك السياسي
هو فعل واع يهدف إلى إنتاج شروط
ومناخات من شأنها أن تساعد على تحقيق
الأهداف السياسية المرجوة، فهل أنتجت
دعوة الخطيب هذه الشروط والمناخات؟ أولا: جاءت دعوة الخطيب فارغة من أي محتوى
سياسي، فالمطالب التي عرضها تعكس
براءة سياسية واضحة، وهو شخصياً لم
ينكر ذلك بشكل ما، حين قال في صفحته على
«الفايسبوك» في معرض رده على منتقديه
أنه ثائر وليس سياسياً. إطلاق سراح 160 ألف معتقل بمن فيهم النساء
وحل مشكلة جوازات السفر للسوريين في
الخارج هي مطالب أخلاقية وليست
سياسية، وفيها اختزال للحركة
الاحتجاجية التي انطلقت بهدف تغيير
نظام الحكم. والأهم من ذلك أن مطالب
الخطيب تأتي خارج إطار التفاوض بمعنى
أنها شرط لبدء التفاوض وهذا ما لا يقبل
به النظام لأنه سيظهر حينها في صورة
المهزوم، خصوصاً أن لديه حجة تبدو
معقولة عند حلفائه في الداخل والخارج
وهي أنه غير قادر على إطلاق سراح من
يسميهم قتلة السوريين. كما أن دعوة الخطيب محاورة من لم تتلطخ
أيديهم بالدماء كفاروق الشرع على سبيل
المثال، فيها نوع من السذاجة
السياسية، إذ ليس المهم في المفاوضات
السياسية شخصية المفاوض، وإنما الأسس
التي تقوم عليها المفاوضات وهدفها
فضلاً عن سقفها السياسي والزمني. ثانياً: جاءت دعوة الخطيب بعد محاولات
كثيرة من الائتلاف وقبله «المجلس
الوطني» لتوحيد صفوف الجماعات المسلحة
في الداخل، كما جاءت الدعوة في ظل
انكفاء المعارضة المسلحة على الأرض
وتقدم للجيش لا سيما في المناطق
المحيطة بدمشق خلال الأشهر الأخيرة،
وما الاشتباكات العنيفة التي جرت في
الفترة الأخيرة في القدم واليرموك
والتضامن وجوبر والقابون والمتحلق
الجنوبي وبعض أحياء الغوطة الشرقية،
إلا محاولة لكسر الجمود الحاصل كما
أعلن ضباط في الجيش الحر. ووفقاً لمقولة أن الحرب امتداد للسياسة
وإن بوسائل أخرى، فإن دعوة الخطيب التي
جاءت في توقيت خاطئ قرئت في دمشق قراءة
عسكرية لا قراءة سياسية، حيث اعتبرها
النظام دليل ضعف، ولذلك ركلها بقدميه. ثالثاً: أظهرت دعوة الخطيب عجز الائتلاف
وقبله «المجلس الوطني» عن تقديم
مبادرات سياسية كاملة تكون مقبولة في
العواصم الإقليمية والدولية التي تنظر
إلى الأزمة السورية من منظور المصالح
وليس من المنظور البيوريتاني
الطهراني، كما كشفت الدعوة هشاشة
الائتلاف المعارض، وهناك خوف حقيقي أن
ينفرط عقده، وما إعطاء الخطيب النظام
السوري مهلة زمنية للرد على دعوته
للحوار إلا محاولة لردم الهوة بين
المعارضة وإخراج الائتلاف من عنق
الزجاجة. لقد كشفت مبادرة الخطيب رعونة المعارضة
وتعبها السياسي على رغم الدعم السياسي
والشرعي الكبير لها في الداخل
والخارج، في حين استطاع النظام الذي
يفتقر إلى المرجعية الشرعية بسبب
اختياره الحل الأمني ـ العسكري، إخفاء
كل مظاهر الضعف لديه وإظهار كل مكامن
القوة، مستعيناً بسياسة تمرير المراحل
وتهالك المعارضة. بالمحصلة لم تفتح دعوة الخطيب أي بارقة
أمل في إيجاد حل سياسي، بل على العكس
ستساهم في تعنت النظام أكثر فأكثر،
ويمكن القول إنها أعادت الأزمة إلى
مربعها الأول وهيأت الشروط والمناخات
للنظام للتشبث بمواقفه. ======================= هل ما زلنا نؤيد الثورة
السورية؟ بيسان الشيخ * الأربعاء ١٣ فبراير
٢٠١٣ الحياة ليست الثورة السورية لمن يعاينها على
ارضها، هي نفسها لمن يتابعها عن بعد.
فمهما بلغت أخبار الاصدقاء مبلغاً
عاطفياً، وشاشات التلفزة دقةً، ومواقع
التواصل الاجتماعي تنوعاً، يبقى أن
الاختبار الفعلي للقناعات على أرض
المعركة يختلف جذرياً عن اطلاقها
والدفاع عنها بعيداً منها. فهنا، تواجه
معضلة أخلاقية تتمثل بسؤال مؤلم ومخجل
إلى حد ما: هل كان إسقاط نظام الاسد
يستحق كل تلك التضحية؟ وإذا وضعنا جانباً اعداد الضحايا الذين
بلغوا وفق أرقام متفائلة 60 ألفاً،
وأعداد المعوقين والنازحين
والمهجرين، وتغاضينا عن الدمار الهائل
الذي لحق بالبنى التحتية والاقتصاد
والمعامل والمصانع ومواقع التراث
العالمي، يبقى أن اختبار بؤس من بقي من
هؤلاء جميعاً على قيد الحياة، أكثر
إيلاماً من أي خسارة أو فقدان. ولا
يتجسد البؤس في غياب الحد الأدنى من
مقومات الحياة والاوضاع الانسانية
المزرية، وإنما في شعور عميق بالعجز
وانسداد الأفق وذنب قاتل يتملك
الناجين من المجازر والمعارك... لأنهم
ببساطة لم يموتوا. ثمة رغبة دفينة
بالموت تقارع يومياً تمسكاً ضئيلاً
بالحياة. وإلى ذلك، فالضرر الأكبر ربما
هو ذاك الذي اصاب الجسم السوري من تفسخ
بين مكوناته. وقد يبدو في مشهد «الثورة
عن بعد» أن هذا التصدع قائم على أسس
طائفية، وهو جزئياً صحيح، لكنه قام على
فرز جديد بين من يؤيد الثورة ومن
يعاديها أو حتى من يقف منها على الحياد
ضمن الطائفة الواحدة. وهنا، تصفعك «نجاحات» النظام القاتلة
والمتمثلة أولاً بعسكرة الثورة، التي
دفع الأسد دفعاً مباشراً نحوها. فإذ
واجه المتظاهرين بالقتل والاعتقال خلق
لهم حاجة الدفاع عن أنفسهم، وزودهم
بوسيلتها. هكذا فتح بعض ثكناته وباع
الثوار سلاحاً ليعود ويمتلك ذريعة
لمواجهتهم بأقوى منه. ثانياً، جعل الثورة «طائفية» وتحويلها
صراعاً بين مجموعات متطرفة ونظام يحمي
الاقليات. ولا شك في أن انزلاق الثورة
الى تبني تنظيمات كالنصرة وأخواتها
وما صدر عنها من تجاوزات ساعد في تكريس
تلك النظرية. فامتنع المجتمع الدولي عن
دعم «المعتدلين» من الجيش الحر فيما
استمر دعم الأقلية «المتطرفة» فيه حتى
طغت على ما سواها... أو هكذا بدا. ثالثاً، تحويل الثورة إلى حالة انسانية
لا سياسية، تختزل المطالب بتأمين
الخبر والغاز والكهرباء والامن، وهي
اليوم شبه غائبة. فكأن النظام أعاد
السوريين إلى اشتهاء ما كان عندهم،
وبوفرة، فيما الحرية لم تظهر بوادرها
بعد. وبعد ذلك، قد يبدو أنه لا طائل من دعم ثورة
في مواجهة نظام مستعد لإبادة مدن بمن
فيها من أجل بقائه. فلم نستمر في
تأييدها؟ ... ليس من باب جلد النفس طبعاً. بل ببساطة
لأن الثورة على أخطائها، ما زالت كما
بدأت في يومها الاول: قضية محقة
سياسياً وإنسانياً وأخلاقياً، وأسباب
الانحياز لها نابعة من ضعفها وقلة
حيلتها ومن انحياز أول للضحية ضد
الجلاد. وتلك كلها معطيات تكتسب عمقاً
إضافياً وتصح اليوم أكثر من أي وقت.
فإذا كانت المعارضة وجهة نظر منذ
سنتين، فهي اليوم واجب سياسي وإنساني
وأخلاقي بالمقدار نفسه. واجب يقضي
بحماية الثورة من نفسها، ومن العسكرة
والتطرف والعوز... ولا سبيل لذلك إلا
بالوقوف الى جانبها ودفعها باتجاه
العمل على مشروع سياسي واضح يقنع
السوريين بأن غدهم أفضل بعد سقوط
النظام ======================= عبد الباري عطوان 2013-02-12 القدس العربي ابلغ الكلمات تعبيرا عن وضع الثورة
السورية في الوقت الراهن هي تلك التي
قالها مقاتل سوري معارض قرر ترك
البندقية، والعودة الى رعي الغنم يأسا
واحباطا. ماذا قال هذا الرجل الذي رفض ان يذكر اسمه
عندما التقاه مندوب وكالة الصحافة
الفرنسية في بلدة اطمة الواقعة شمال
غرب سورية؟ قال بالحرف الواحد 'الثورة الحقيقية في
سورية انتهت، لقد تعرضنا للخيانة،
ثورتنا الجميلة سرقها اللصوص
والفاسدون'، وقدم شرحا مطولا للسرقات
والجرائم التي يرتكبها بعض القادة
العسكريين المحسوبين على الثورة
والثوار، الذين يدفعون بالشباب الى
الجبهات للقتال حتى الموت بينما هم
يكوّنون الثروات، ويبنون المنازل
الفخمة، ويتزوجون بثانية وثالثة على
حد وصفه، الأمر الذي دفع اعدادا
متزايدة من الثوار الى ترك السلاح. لو كانت هوية الوكالة الناقــــلة
لمثــــل هذه الأقـــوال روسية او
ايرانية، او جاءت في محطة تلفزيونية
موالية للنظام السوري او متعاطفة معه،
لما توقفنا عندها، لكن ان تأتي في
برقية لوكالة فرنســية دعمت دولتها
الثورة السورية، واستضافت قياداتها
ومؤتمرات اصدقاء الشعب السوري، وتنبأ
رئيسها اكثر من مرة بأن ايام الاسد
باتت معدودة، فإن من حقنا ان نقف
متأملين ومحللين ومستقرئين لمستقبل
يبدو اشد قتامة مما توقعه اكثر
المتشائمين تشاؤما. الحقيقة المرّة التي يحاول البعض تجاهلها
ان المجتمع الدولي خدع الشعب السوري،
او قطاعا عريضا منه، واستخدمه من اجل
تحقيق هدف كان عصيا جدا عليه، اي تدمير
سورية، واستنزاف جيشها واغراقها في
حروب اهلية وعرقية لتمزيقها، وبما
يخدم اسرائيل في نهاية المطاف. ' ' ' بعض المعارضين السوريين يطالبون بمحاكمة
رؤوس النظام الحالي بسبب مسؤوليتهم عن
قتل عشرات الآلاف من السوريين، ولكن
مطلوب ايضا محاكمة من ورطوا الشعب
السوري في هذه الحرب من قادة المعارضة،
الذين صوروا له ان التدخل العسكري
الامريكي لإطاحة النظام بات وشيكا،
وان اصدقاء الشعب السوري الذين فاق
عددهم 150 دولة سيكررون سيناريو النيتو
في ليبيا،وان الخلاص بات وشيكا. الشيخ معاذ الخطيب كان شجاعا عندما ادرك
هذه الخيانة لشعبه وثورته مبكرا، وقرر
ان يحقن الدماء من خلال التقدم بمبادرة
للحوار مع النظام للوصول الى صيغة
مقبولة تعيد اكثر من سبعمائة ألف لاجئ،
وتوفر الحد الأدنى من العيش الكريم
لخمسة وعشرين مليون انسان كانوا، وما
زالوا، من اكثر شعوب العرب عزة وكرامة
ووطنية. الخديعة للشعب السوري، والخيانة لثورته،
لم تأت من المجتمع الدولي فقط، وانما
ايضا من الجامعة العربية، وبعض
الحكومات العربية التي باعته الوهم،
وصعّدت من تطلعاته في الخلاص الوشيك،
لتتخلى عنه وهو في منتصف الطريق. لا بديل للشعب السوري غير الحوار الجاد،
ولا بديل للنظام الحاكم غير التنازل
لشعبه بكل جدية، والتخلي عن غطرسته
وغروره، والتيقن بأن التاريخ لن يعود
الى الوراء، وان الانتصار على شعب
يطالب بالحد الادنى من حقوقه المشروعة
في الكرامة والمساواة والعيش الكريم
هو قمة الهزائم واكثرها اهانة ومذلة. الشعب السوري يجب ان يتوحد، بأطيافه
السياسية والعرقية والمذهبية كافة تحت
راية واحدة لمواجهة من خانوه وتخلوا
عنه، وفضلوا أمن اسرائيل على أمنه،
وسلامتها على حساب تمزيق وحدته
الوطنية وتدمير جيشه. ' ' ' لنتذكر جميعا ان ما يسمى بالمجتمع الدولي
له بوصلة واحدة وهي العداء للعرب
والمسلمين، وتثبيت اسرائيل قوية
نووية، مهيمنة ومعتدية في المنطقة،
اما حقوق الانسان والديمقراطية
والمساواة والحداثة فتوضع جانبا عندما
يكون المقابل اهتزاز الأمن الاسرائيلي.
دمروا العراق وجيشه، ودمّروا سورية
وجيشها، ويتآمرون حاليا على مصر
ويحرمون جيشها وللمرة الاولى بعد
الثورة، من قطع الغيار، بعد ان احتكروا
تسليحه بعد ان كبلوا مصر باتفاقات كامب
ديفيد المذلّة ومعاهدات السلام مع
اسرائيل. الشيخ معاذ الخطيب ليس هو من خان الثورة
عندما تقدم بمبادرته للحوار مثلما
يتهمه معارضوه، وانما من تخلوا عن
الشعب السوري واجهضوا ثورته، ومن
حولوها من ثورة سلمية الى ثورة مسلحة،
وباعوا وهم التدخل الخارجي للشعب
السوري. سورية، ورغم هذه الخديعة الكبرى لن تعود
الى الوراء، ولن تعود الى عصر البلطجة
والظلم والتعذيب والفساد، سورية
الجديدة الحديثة آتية، والتغيير
الديمقراطي سيتحقق على ارضية المصالحة
الوطنية، فالدماء التي نزفت لن تذهب
سدى. ======================= ما بين مسيحيي سوريا
ومسيحيي لبنان عبد الوهاب بدرخان 2013-02-13 النهار كانت مناسبة مسيحية، تاريخية وبالغة
الأهمية، في دمشق. كانت فرصة لإعلان
وإبداء اكثر مما قيل وسُمع. أن يقول
البطريرك يوحنا العاشر يازجي: "سنبقى
نعمل من أجل وحدة مسيحية – إسلامية في
سوريا، وكي تنتهي الأزمة وتبقى سوريا
موحدة"، فهذا يعبّر عن روح وطنية
طيبة ومشهودة. لكن المحنة القاسية التي
تعيشها تتطلب بالتأكيد أكثر من ذلك.
وطالما ان هناك رفضا مسيحيا للحل
العسكري، وبحثا دوليا عن حل سياسي، فقد
كان في امكان البطريرك ان يدق ناقوس
الخطر والانذار للطرفين، طالما انه لا
يريد ان يتموقع. الخطر الذي بلغته
سوريا بات يحدق بوحدتها، والانذار بأن
الصراع بدأ يعصف بـ"الحضارة
المشتركة" التي بناها المسيحيون
والمسلمون معا. في ذلك اليوم كان رئيس الائتلاف المعارض
معاذ الخطيب ينتظر رد النظام على
مبادرته بقبول الحوار اذا اطلق
المعتقلون، بل اذا اقتصر "حسن النية"
وبناء الثقة على الافراج عن النساء
المعتقلات. لم يطلب المستحيل، ولم يأته
رد، بل مجرد دعوة الى حوار "من دون
شروط مسبقة". طبعا، لم يتوقع احد ان
يقحم مسيحيو سوريا، او لبنان، انفسهم
في السجال، غير ان الحل السوري الداخلي
المنشود صار بحاجة الى تدخل، يُفضل ان
يكون ايضا من الداخل. واذا كان المسيحيون معنيين بـ"البعد
الحضاري" فإن المحافظة عليه لا يمكن
ان تبقى الآن كما كانت قبل الأزمة او في
بداياتها. أصبحت مدعوة الى شيء، بل الى
الكثير، من المبادرة. ليس لأحد ان يقول للكنيسة ماذا وكيف
يمكنها ان تعمل. فهي ستجد السبيل
والطريقة، وهي مدركة، بلا شك، ان "الحياد"
في الداخل لم يعد له سوى معنى واحد:
الميل الى النظام، والبقاء تحت جناحه،
لئلا يقال "الانحياز" اليه. ليس
خافيا لم كان هذا الميل، او لماذا هو
مستمر، اما كيف يمكن ان يساعد في العمل
من اجل "وحدة مسيحية – اسلامية"
فهذا غير مفهوم البتة. المؤكد ان الميل
الى النظام لا يعني بالضرورة الموافقة
على ممارساته الوحشية، لكن مجرد
السكوت عنها طويلا يثقل على الضمائر. والكنيسة معروفة، اينما كانت، بأنها لا
تسكت عن الظلم، واذا اضطرت، كما في
الحال السورية، فلا تؤاخيه ولا تمنحه
غطاء. لا يمكن انكار الوضع الصعب الذي يجد
مسيحيو سوريا انفسهم فيه. لنقل ان
لديهم طريقتهم في ابلاغ اخوتهم في
الوطن انهم متألمون لمعاناتهم. لكن بعض
اصوات مسيحيي لبنان بات مسيئا لمن هم
في سوريا، مسيحيين ومسلمين، لم يقولوا
رأيا سويا في عنف النظام طوال شهور
الاحتجاج السلمي، ولا في التنكيل
والتعذيب والاغتصاب والتدمير. هؤلاء
تفانوا في الدفاع عن النظام، اي عن
الاستبداد والاجرام، فلأي مسيحية
ينتمون؟ ======================= الأزمة السورية ومرحلة
الحل السياسي مسعود ضاهر التاريخ: 13 فبراير 2013 البيان تدخل الأزمة السورية عامها الثاني في
ظروف إقليمية ودولية تشير إلى أن الحل
العسكري، على مستوى النظام والمعارضة،
بات في طريق مسدود. فكان من الطبيعي أن
تتجه أنظار السوريين، وفي الدول
العربية والإسلامية والدول الكبرى
المعنية بالأزمة السورية، إلى البحث
عن حلول سلمية تضمن وحدة سوريا أرضاً
وشعباً ومؤسسات، وتحافظ على دورها في
مواجهة المشروع الاستيطاني الصهيوني
الذي كاد يبتلع جميع أراضي فلسطين. وقد
بدأت حكومة نتانياهو الجديدة باستغلال
أراضي منطقة الجولان السوري المحتلة،
والسعي لإقامة منطقة عازلة داخل
الأراضي السورية. لكن الخروج من حرب دموية مستمرة في سوريا
بوتيرة عسكرية متصاعدة منذ قرابة
السنتين، ليس بالأمر السهل. فما زال
طرفا الصراع في السلطة والمعارضة
يخوضان حرب إلغاء متبادل، بعد أن أقاما
شبكة من العلاقات الإقليمية والدولية
تضمن وصول الإمدادات العسكرية إلى
الجانبين لسنوات طويلة. وقد أودت الحرب
حتى الآن بحياة أكثر من ستين ألف سوري،
ومائتي ألف جريح ومقعد، وقرابة ثلاثة
ملايين مشرد داخل سوريا وخارجها،
ودمار هائل. شهدت الأزمة السورية عشرات المؤتمرات
والملتقيات الداعمة لكل من المعارضة
والنظام، ومواقف متشنجة من أطراف
إقليمية ودولية عدة. ونتيجة لذلك
انقسمت الدول الكبرى بين مساعد للنظام
وأخرى مساندة للمعارضة، وتعطل دور
مجلس الأمن في إصدار القرارات، بعد أن
استخدمت كل من روسيا والصين الفيتو
مرتين لحماية النظام من السقوط تحت
وطأة المقاومة العسكرية. فبدأ البحث عن حلول سلمية للأزمة
السورية، تضمن تحقيق إصلاحات جذرية
تعبر عن رغبات الشعب السوري في الحرية،
والديمقراطية، وحقوق الإنسان،
والتنمية البشرية والاقتصادية
المستدامة. كانت تصريحات الأخضر الإبراهيمي، مبعوث
الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى
سوريا، متشائمة جداً، وأكد مراراً أن
الوضع في سوريا يزداد سوءاً. لكن
المفاجأة كانت في تحول موقف المعارضة
السورية، بعد عامين من المواجهات
العسكرية التي خاضتها المعارضة لإسقاط
نظام الأسد عسكرياً، بدعم عربي ودولي. فقد طالت حرب التدمير، وتنبهت المعارضة
إلى صعوبة الإطاحة بالنظام اعتماداً
على قواها الذاتية، بعد أن تأكدت من
عدم رغبة الدول الإقليمية والكبرى في
خوض معركة إسقاط النظام السوري على
الطريقة الليبية. فتركيا، والولايات المتحدة، والدول
الغربية، ليست مستعدة حتى الآن لخوض
معركة عسكرية مباشرة ضد النظام
السوري، لأسباب موضوعية أبرزها خشية
حصول انفجار كبير يطال جميع دول الشرق
الأوسط، وينزل بالاقتصاد العالمي
المأزوم خسائر فادحة.. في مطلع فبراير 2013 برزت مؤشرات إيجابية
لمصلحة الحل السلمي للأزمة السورية،
فأعلن معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف
الوطني السوري المعارض، قبوله بالجلوس
مع ممثلين عن النظام السوري، حقنا
لدماء السوريين. على الفور، رحبت
معارضة الداخل السوري بإعلان موقف
الخطيب الجديد من النظام، واعتبار
الحوار المخرج الوحيد للأزمة. وفي تطور
لاحق، اجتمع الخطيب مع وزيري خارجية كل
من روسيا وإيران في مؤتمر ميونيخ
للأمن، وهو أول اجتماع مباشر له مع
مسؤولين بارزين من هاتين الدولتين. فأكد اللقاء أن
باب الحوار قد فتح لحل الأزمة السورية
بالطرق السلمية، وسرعان ما رحب الأمين
العام لجامعة الدول العربية بموقف
المعارضة السورية لفتح حوار مع
النظام، للاتفاق على ترتيبات المرحلة
الانتقالية، وأمل تجاوب الحكومة
السورية مع دعوة المعارضة للحوار في
إطار إعلان جنيف، مؤكداً ضرورة
الاستفادة من أي فرصة متاحة لكسر دائرة
العنف، وحقن دماء الشعب السوري، ووضع
الأزمة المستعصية على مسار الحل
السياسي، وإحداث تغيير حقيقي يعبر عن
التطلعات المشروعة للشعب السوري. وكانت الأزمة السورية، من جديد، قد فرضت
نفسها بقوة على جامعة الدول العربية،
بعد أن دعت القمة الإسلامية الثانية
عشرة التي عقدت في القاهرة يومي 6 و7
فبراير 2013، إلى بحث التحديات الخطيرة
التي تواجه دول منظمة التعاون
الإسلامي، رغم أنها جمدت عضوية سوريا
في مؤتمرها السابق الذي عقد في مكة
المكرمة في أغسطس/ آب 2012.. فأيدت القمة الجهود المبذولة لحل الأزمة
في سوريا، وأكد قادتها في بيانهم
الختامي، دعمهم لمبادرة الرئيس المصري
محمد مرسى بتشكيل لجنة رباعية، تضم مصر
والسعودية وإيران وتركيا، للبحث في حل
سياسي للأزمة السورية. وركز البيان على وحدة الأراضي السورية،
والحوار الشامل بين الأطراف السورية
المختلفة، والاستجابة لأي جهد من أي
دولة عضو تشارك في حوار يفتح الطريق
أمام عملية انتقالية وتحول ديمقراطي
في سوريا. ودعا البيان إلى بذل المزيد من الجهود
للحفاظ على وحدة أراضي سوريا،
وتجنيبها خطر التدخل العسكري الأجنبي،
والحرص على أن تشارك في المبادرات
السياسية كافة أطياف الشعب السوري،
دون إقصاء أي منها على أساس عرقي أو
ديني أو طائفي. كما طالب البيان الأطراف الإقليمية
والدولية المعنية، بالتوصل إلى تسوية
للأزمة السورية تحقق تطلعات شعبها إلى
مستقبل أفضل، ودعا المعارضة إلى
الإسراع في اتخاذ الخطوات اللازمة
استعداداً لتحمل المسؤولية السياسية
بكافة جوانبها. وأعلنت القمة مجدداً تأييدها لاستمرار
جهود المبعوث الأممي الأخضر
الإبراهيمي، معربة عن قلقها من عجز
مجلس الأمن عن القيام بمسؤولياته في ظل
جمود التحركات الدولية إزاء المسألة
السورية في المرحلة الراهنة. ختاماً، فتحت القمة الإسلامية مسيرة حل
سياسي للأزمة السورية يمكن أن يتبلور
بوتيرة تدريجية، لكن العنف الدموي
الذي تمارسه قوى السلطة والمعارضة ما
زال مستعراً، وليس هناك ما يشير إلى
قرب توقفه. ويلاحظ أن جامعة الدول العربية التي عجزت
عن معالجة الأزمة السورية بمسؤولية
وطنية وقومية، وبأسلوب عقلاني وغير
إقصائي، راجعت موقفها تحت تأثير
مقررات قمة منظمة التعاون الإسلامي،
وسارع أمينها العام إلى تصويب موقفها
من الأزمة السورية، بعد أن فشلت في وقف
العنف والتدمير طوال السنتين
الماضيتين. وتأمل كل من جامعة الدول العربية، والقمة
الإسلامية، وحلفاء سوريا، أن تنجح
الجهود المشتركة في كسر جدار الرفض
المتبادل بين المعارضة والنظام
السوري، وفتح الباب أمام حوار وطني
شامل لحل الأزمة، وتحقيق التغيير
الديمقراطي المطلوب عبر تشكيل حكومة
وحدة وطنية، وإجراء انتخابات برلمانية
ورئاسية، ووقف العنف بكل أشكاله
لإنقاذ الشعب السوري من جحيم القتل
والقتل المضاد. ======================= هل الخطيب نموذج للسياسي
البارع؟! يوسف الكويليت الرياض 13-2-2013 النظام
السوري في عهد حافظ، والابن بشار يملك
القدرة على المناورة السياسية، وكلنا
يتذكر الساعات الطويلة التي جمعت حافظ
الأسد إلى وزير خارجية أمريكا «جيمس
بيكر» والتي سماها الأخير ب«دبلوماسية
المثانة» لكثرة ذهابه للحمام، بينما
الأسد كمسمار الصلب لم يتحرك من كرسيه
وكأن جسمه بلا سوائل، وقد خاضت سورية
عشرات اللقاءات بمختلف مستويات
التمثيل ما بين قممٍ ووزارية، وغالباً
ما كانت تخرج النتائج بلا اتفاق أو
قرار، لأن السلطة لديها ريبة من أي
توافق سياسي مع دولة جارة، أو خارج
مدار الخارطة العربية.. الجدل الدائر بين حكومة بشار والمعارضة،
والتي سمتها السلطة بالإرهابية ورفض
أي حوار معها، يبدو أن معاذ الخطيب
زعيم المعارضة، قدم مشاريع حوار مع
السلطة رفضته في البداية ثم وافقت عليه
بأن يكون داخل سورية، وقبل الخطيب أن
يكون في حلب، وهو ما لم تتوقعه حكومة
بشار، واستقر الأمر أن تكون المباحثات
في جنيف على أن لا تتنازل الحكومة عن
ثوابتها.. قبول العرض لم يأتِ كمبادرة حسن نوايا من
النظام، بل ربما بتوافق روسي - أمريكي
خشية تداعيات ما بعد زوال الحكم، بمعنى
أن هناك ضغوطاً مورست على الحكم، لكن
هل تكون النتائج بآمال التوقعات، أم
أنها مجرد كسب وقت والتقاط أنفاس من
النظام؟ بالتأكيد أن الحوار لن يكون ثنائياً
بتمثيله إذا ما دخلت الجامعة العربية
والأمم المتحدة، وخلفهما تعليمات تصل
إلى حد الأوامر من القوتين الكبيرتين،
خاصة وأن الفرص بدأت تضيق على الأسد،
وهناك رغبة روسية للخلاص من هذا الملف
بما لا يوقعها في حرج من دول المنطقة
والدول الأخرى التي تعارض دعمها لنظام
يقتل شعبه بوحشية وبسلاح الروس أنفسهم..
الخطيب، يبدو أنه قارئ جيد لما يفكر فيه
النظام، وتعامل مع الساعات والأيام
بما اعتبر مناورات ذكية وضعت الأسد في
الزاوية الضيقة، وهذه المرة جاء
المشروع خارج أطر الوساطات من مندوبي
الأمم المتحدة وغيرها؛ حيث الداعي
سوريّ صميم شهد له الجميع بالنزاهة
والوطنية، والبراعة في الخيارات التي
عززت موقعه داخل المعارضة، وكسب تأييد
العالم الخارجي الذي يملك مفاتيح الحل..
إيران والعراق وحزب الله، لا يرغبون أن
تتجه الأمور إلى حوار الندية مع
المعارضة التي أصبحت قوة في الداخل
السوري، ولا ما تفرضه من شروط من باب
المساواة بالقوة، وربما أن الأسد نظر
للأمر أن بقاءه، حتى بتجريده من كل
صلاحياته إذا ما تم الاتفاق على ذلك
حتى نهاية رئاسته، جعله يفكر أن
المستقبل قد يعيد له قوته وينتصر على
المعارضة، ويخرجه من المساءلة
القانونية عن جرائمه، لكن لماذا لا
نعكس الأمر بأن المعارضة هي المستفيد
بترتيب البيت السوري بدون انشقاقات
وحروب أهلية، ثم التخلص من الأسد بعد
أن يتمكنوا من الحصول على شروطهم؟! إسرائيل تزن الأمور وفق ما تتصوره، فهي مع
زيادة الانشقاقات والتدمير والخسائر
في الأرواح، لكنها مع نظام مستقر
ومعتدل، قد ترى مصلحتها في ذلك أكثر،
وهناك تركيا والعراق ولبنان، والتي
تتفاوت مكاسبها وخسائرها من أي عملية
ناجحة تحفظ لسورية وحدتها وإنشاء
منظومة قوانين إصلاحية، لكن المؤكد أن
السلطة القادمة لن تكون تبعية، ولكنها
سلمية إلا إذا أرادت جهة ما اللعب في
داخلها، ولذلك كان معاذ الخطيب
نموذجاً في إدارة سياسته الناجحة بكل
المقاييس لو حقق كل ما يريد، وحمى بلده
من التفتت.. ======================= دخلت في صراع مع الجيش و«حزب
الله» «عرسال» اللبنانية... وتداعيات
الثورة السورية تاريخ النشر: الأربعاء 13 فبراير
2013 الاتحاد أدت المعارك التي اندلعت بين بلدة
لبنانية على الحدود مع سوريا تدعى
عرسال والجيش اللبناني إلى توتير
العلاقات الطائفية والسياسية
المضطربة أصلاً في لبنان نتيجة ما يجري
من تطورات في سوريا المجاورة
وتداعياته على الداخل اللبناني. فقد
تسببت المعركة التي اندلعت في الأول من
فبراير الجاري وخلفت مقتل مسلح سني
ينتمي إلى البلدة وجنديين في الجيش
اللبناني، إلى تصاعد حدة التوتر إلى
درجة خطيرة في المنطقة الشمالية
الشرقية المحاذية لسوريا، باعتبارها
إحدى مواقع الدعم الأساسية للثوار
الذين يقاتلون نظام الأسد، هذا
بالإضافة إلى أن لبنان عموماً فيه «حزب
الله» الذي يؤيد النظام ويعد أحد أوثق
حلفائه. وهكذا برز وضع يطغى عليه الكثير من
الاحتقان بين الجيش اللبناني ومعه
الحكومة من جهة، وسكان بلدة عرسال
السنية من جهة أخرى، حيث طوقت قوات
الجيش اللبناني البلدة مطالبة بتسليم
المسلحين، الذين قاتلوا أفراد الجيش،
فيما يرفض أهالي البلدة تسليمهم حتى
يتم إجراء تحقيق مستقل في الحادثة،
وهذا ما يوضحه، علي هجيري، عمدة
البلدة، قائلاً: «نحن لدينا مشكلة مع
مطالب الجيش، فهناك ما بين 200 و 300 شخص
متورطون في قتال الجيش، ولا نستطيع
تسليمهم كلهم، لأن الحكومة لا تتعامل
بإنصاف وعدل مع الجميع». وما زالت تفاصيل ما جرى في بلدة عرسال غير
واضحة وتتضارب بشأنها الروايات، ففي
الأسبوع الماضي عقد العميد الركن
إدموند فاضل، مدير الاستخبارات
العسكرية اللبنانية، مؤتمراً صحفياً
نادراً لتوضيح رواية الجيش للحدث. وقد صرح بأن خالد حميد، البالغ من العمر 43
عاماً وهو أحد سكان عرسال، لعب دوراً
في اختطاف سبعة من السياح الإستونيين
في عام 2011 وأنه عضو في «جبهة النصرة»،
وهي حركة متشددة تقاتل نظام الأسد وقد
صنفتها الولايات المتحدة باعتبارها
منظمة إرهابية. وأضاف مدير
الاستخبارات العسكرية، أنه في الأول
من فبراير الجاري عندما دخلت قوة من
الجيش إلى البلدة لاعتقال حميد اندلعت
مواجهة مسلحة لمقاومة عملية الاعتقال،
وعندما أرادت القوة الخروج من البلدة
علقت في الثلوج والتضاريس الجبلية
الوعرة. وفي هذه الأثناء كانت أنباء المواجهة قد
انتشرت في البلدة ليلاحق حوالي 300 شخص
الجنود العالقين، وبعد وصولهم إلى
المكان طُوقوا مع آلياتهم وفُتحت
عليهم النار ليقتل ضابط في الجيش
اللبناني ورقيب، بالإضافة إلى جرح
آخرين، فيما استطاع آخرون الفرار.
وأفادت بعض التقارير اللاحقة أنه تم
التمثيل بجثث الجنديين اللذين قتلا،
وفصل رأس أحدهما عن بدنه! وعن هذا الموضوع قال العميد فاضل في
المؤتمر الصحفي نفسه: «نحن نعرف من قام
بهذا، ولدينا أسماء حوالي ثمانين
شخصاً متورطين في الجريمة... نحن لسنا
عشيرة نسعى للانتقام، ولكن كل من يتجرأ
على مهاجمة مؤسسة الجيش لن نتجاهل أمره
وسنعتقله في النهاية». هذا ويعتبر
الجيش أحد المؤسسات التي تحظى باحترام
في لبنان، لما تضمنه من أمن واستقلال،
وهي لذلك نادراً ما تتعرض لانتقادات
علنية. وفي الأيام اللاحقة على الحادثة أصدر
السياسيون بيانات تشيد بالجيش، كما
سُيرت عدة تظاهرات في مختلف أنحاء
البلاد مؤيدة له، بل إن سكان بلدة
عرسال أنفسهم يواصلون إعلان دعمهم
للجيش اللبناني باعتباره مؤسسة وطنية
حتى في ظل إغلاق البلدة من قبل كتيبة
القوات الجوية، حيث أقام الجنود نقطة
تفتيش على الطريق الإسفلتي الوحيد
المؤدي إلى البلدة. ولكن من ناحية أخرى هناك رواية مختلفة
للأحداث يتبناها أيضاً الأهالي،
ويقولون إنها قادت إلى المواجهات
العنيفة، وهم يؤكدون أن التهم الموجهة
لخالد حميد غير صحيحة، ولم تكن هناك أي
محاولة لاعتقاله قبل أن يُقتل. وفي هذا
السياق يقول عبدالله حميد، والد خالد:
«إن السبب الحقيقي الذي تعرض من أجله
للقتل هو مساندته للثورة السورية، لقد
اختلقوا سيناريو بأنه مجرم، والحال
أنه لم تصدر في حقه أية مذكرة اعتقال،
ونحن فخورون به، لقد كانت تحركاته
مشكلة بالنسبة للنظام في سوريا، وأصبح
عبئاً على لبنان. وأنا لن أكذب هنا لقد
ساند بقوة الثوار لذا تمت مراقبته
ورصده ثم قتله لاحقاً»، وأضاف والد
الفقيد، أنه قد قتل في سيارته عندما
كان متوجهاً لأداء صلاة الجمعة. وحتى
الآن ما زالت آثار إطلاق النار بادية
على سيارته المهملة على جانب الطريق،
فيما علامات الدماء واضحة عليها. هذا بالإضافة إلى أن الأهالي يقولون، إن
عدد القتلى في المواجهة كانوا أكثر من
اثنين كما يدعي الجيش، حيث قال أحد
السكان رفض ذكر اسمه «لقد جئنا بست جثث
إلى البلدة، فيما ذكر الجيش أن القتلى
هم اثنان فقط». ويعتقد العديد من سكان البلدة أن الرجال
الأربعة الذين سقطوا في المواجهات
كانوا أعضاء في «حزب الله» يتهمونهم
بمرافقة أفراد الجيش داخل عرسال
لاعتقال حميد. وهم يتساءلون لماذا
اختار الجنود دخول البلدة عبر ممر غير
معروف بدل سلوك الطريق الرسمي، لو
كانوا فعلا في مهمة رسمية؟ حيث جرى
استخدام طريق جانبي غير معبد يمر عبر
الجبال ومن خلال القرى التي يقطنها
الشيعة ويمتلك فيها «حزب الله» نفوذاً
كبيراً. وهو ما يشير إليه عمدة البلدة،
السيد هجيري، قائلاً: «لقد اتصلت
بالجيش والاستخبارات العسكرية
وبالشرطة أيضاً بعد إطلاق النار، ولم
يكونوا يعرفون شيئاً عن عملية اعتقال
حميد» في إحالة إلى أن العملية لم يكن
مرخصاً لها. لكن الجيش اللبناني و«حزب الله» أنكرا أن
تكون عناصر أخرى من خارج الجيش شاركت
في العملية، حيث وصف نواف ساهلي، وهو
عضو في البرلمان اللبناني عن «حزب الله»،
هذه الاتهامات «بغير الصحيحة والبعيدة
عن الواقع»، قائلاً: «هناك البعض ممن
يشير إلى طرف ثالث في حادث عرسال بهدف
تأجيج الصراع الطائفي». وتعتبر بلدة عرسال بعدد سكانها البالغ 48
ألف نسمة والواقعة على سلسلة من التلال
التي تفصلها عن باقي لبنان الجبال، ما
يزيد عزلتها، إحدى المناطق المعروفة
بعنادها وعدم خضوعها للسلطة. ففي
العقود الماضية انضم العديد من
أبنائها إلى الفصائل الفلسطينية
لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي للبنان. وفي العامين الماضيين تحولت عرسال إلى
معقل لمساندة الثوار السوريين، ومكان
لتسلل المقاتلين السوريين
واللبنانيين من وإلى البلدين. وفي هذا السياق يقول خالد، وهو أحد سكان
القرى المجاورة لعرسال «يريد حزب الله
تحييد عرسال لأنها تساند الثورة
السورية»، ولكن منطقة البقاع الشمالي
الذي توجد فيه البلدة تضم بالإضافة إلى
المقاتلين السنة الموالين للثورة
أفراد «حزب الله»، حيث تدور معارك
بينهما في القرى والبلدات السورية على
الطرف الآخر من الحدود وحتى في حمص،
وإلى حد الآن امتنع الطرفان عن نقل
المعارك إلى داخل لبنان، خوفاً من
تفجير التوازن الهش بين الطوائف
المختلفة، وإشعال الصراع في البلاد
لأنها في غنى أصلاً عن حرب أهلية جديدة.
نيكولاس بلاندفورد ======================= ما حدود تأثير روسيا على
النظام السوري؟! اكرم البيني الشرق الاوسط 13-2-2013 سؤال يعاد طرحه مع كل خبر يشي بتقدم موسكو
وواشنطن نحو التفاهم على خطة طريق
للانتقال السياسي في سوريا، ولاستجلاء
حقيقة ما تملكه روسيا من نفوذ على
النظام السوري لفرض الخطة عليه، في حال
تضمنت تنازلات لا ترضيه أو تضعف من
مقومات سلطانه. ثمة كثيرون بالغوا بدور روسيا وبقدرتها
على التأثير في سوريا، بينما أثبتت
التجربة في غير محطة أنها ليست طرفا
مقررا أو حاسما، فكم مرة ازدرت الحكومة
السورية دعوات موسكو لوقف العنف
المفرط وآخرها المطالبة الصريحة بعدم
استخدام الطائرات الحربية في قصف
المدن والبلدات المتمردة! وكم مرة
انكفأ قادة الكرملين عندما لم يتلقوا
ردا إيجابيا من النظام تجاه بعض
المبادرات، وأجهضت جهودهم في فتح
قنوات حوار مع المعارضة وفي خلق جسم من
صفوفها يعاونهم في معالجة الأزمة! وكم
مرة تراجع المسؤولون الروس عن تصريحات
لم ترضِ دمشق! وكلنا يذكر اضطرار
الوزير لافروف لتأكيد موقفه الداعم
للنظام حين أعلن أحد أعوانه موقفا
يتقارب مع سياسات المجتمع الدولي (تصريحات
السفير الروسي في باريس ونائب وزير
الخارجية زيغانوف)، ناهيكم عن أن
لافروف نفسه هو من يكرر الحديث بأن
روسيا غير قادرة على إقناع أهل الحكم
في سوريا برؤيتها وأنها عاجزة عن إرغام
الرئيس الأسد على التنحي أو السير بخطة
طريق تحرمه صلاحياته. صحيح أن موسكو تمد النظام بالأسلحة
والعتاد وتدعم استمراره، وتغطي أساليب
الفتك والتنكيل، واستخدمت الفيتو ثلاث
مرات لمنع صدور قرار دولي يدينه، لكن
الصحيح أيضا أن ثمة حدودا لموقفها لا
يمكن تجاوزها تدل على نفوذ محدود على
صانع القرار السوري، خاصة أن هذا
الأخير يدرك حاجة روسيا للعب بورقته
لتحسين موقعها وشروطها، ولبيع الأسلحة
التي لا يزال يسدد ثمنها بمساعدة
حلفائه بالعملة الصعبة، ويدرك أن
إيران لن تتخلى عنه بسهولة وتستسلم
لخسارة نفوذ متكامل في المشرق العربي
جاهدت سنين طويلة لبنائه. ودون تخفيف مسؤوليتها السياسية
والأخلاقية عما حل بالبلاد، فموسكو
غير قادرة في ظل التركيبة الخاصة لنظام
دمشق وملحقاته الأمنية والعسكرية
وطابع تحالفاته، على فرض موقفها عليه،
خاصة أنه جرى منذ خلصت العلاقات بينهما
إلى سوية منخفضة بعد انهيار الاتحاد
السوفياتي، تحييد أهم الفعاليات التي
يشك بأنها تؤيد الكرملين وعزلها، يزيد
الأمر تعقيدا تماسك الدائرة الأمنية
الضيقة ورفضها التعاطي مع المعالجات
السياسية، وتحويل حربها مع الثورة
السورية إلى حرب وجود مصيرية، والأهم
دخول طهران الحلبة كطرف فاعل وحاسم
وتأكيدات أهم مسؤوليها بأن تغيير
النظام السوري خط أحمر وأنها لن تتأخر
عن دعمه مهما تكن الحيثيات والنتائج،
بل على استعداد لخوض حرب تنذر بصراع
مفتوح يشمل المنطقة كلها في ظل حالة
الانقسام الطائفية كي لا تسمح للآخر
بتغيير التوازنات القائمة، بما في ذلك
تسريب أفكار عن التقسيم والكانتونات،
كخيار للحفاظ على استمرار بعض النفوذ
مهما تكن فرصة نجاح الكانتونات ضعيفة
ومكلفة! وبالتالي لا يمكن تفسير تشدد موسكو
وتمسكها المحموم بالملف السوري إلا
كمحاولة لدفع تنافسها مع الغرب على
الحصص والأدوار إلى مستوى أعلى، وكباب
مفتوح أمام طريق المساومات والذي لا بد
أن يفضي إلى توافقات جديدة تناسب
الطرفين، ولنقل كمحاولة لاستثمار
علاقة تاريخية مع دمشق وتعقيدات
المشهد الداخلي وارتباطه بالكثير من
القضايا الإقليمية الحساسة، كي تظهر
نفسها بأنها الطرف الأول المعني
بمعالجة الأزمة، وبأن لا شيء يطمئنها
ويحترم مصالحها سوى إجراء التغيير تحت
رعايتها. ولا شك يعزز هذا التشدد شعورها بمرارة
الخداع مما حدث في ليبيا وتنكر الجميع
لمصالحها بعد أن مررت قرارا أمميا وظفه
حلف شمال الأطلسي في إطاحة القذافي
وأركان حكمه، وأيضا إحساسها بأن ثمة
محاولة لتطويقها عبر توافق جديد بين
الدول الغربية وبين الإسلام السياسي
الذي يحتل وزنا مؤثرا في الثورات
العربية، وتحسبها تاليا من توظيف رياح
هذه الثورات لإثارة شعوب الجمهوريات
المجاورة، وهي التي لم تنس مرارة
هزيمتها في أفغانستان نتيجة التحالف
بين الأميركيين والإسلاميين، وتكتمل
الأسباب بدور اللوبي الصهيوني وقوة
تأثيره هذه المرة، ليس على سياسات
الغرب بل على السياسة الروسية،
ودعواته الغامضة للتخفيف عن النظام
السوري، إما لأن إسرائيل تخشى البديل
حيث ازداد قلقها من مزاج الثورات
العربية ذات الطابع الشعبي الإسلامي
المناهض لسياستها، وإما لأنها تتقصد
دفع الوضع السوري نحو المزيد من
الاستنزاف والاهتراء كي تأمن جانبه
لعقود طويلة! والحال، كثيرة هي المؤشرات التي تدل على
براغماتية روسية لا أخلاقية في
التعاطي مع الملف السوري، وأن الهاجس
الرئيس لإدارة الكرملين ليس المبادئ
بل ضمان استقرار مصالحها وتطوير سياسة
تحمي هذه المصالح وتنميها، مع أنها
تدرك في الوقت ذاته أنها غير قادرة على
دفع هذا التحدي كثيرا إلى الأمام، ما
دامت غير قادرة على فرض رؤيتها
وتوافقاتها على من تعتبره حليفها
التقليدي! المطلوب من موسكو دور وتأثير لا تملكه إلى
الآن، ويبدو أن أهل الحكم وحلفاءهم
رسموا حدود هذا الدور ضمنا، من خلال
استثمار تأييد الكرملين الدائم
لسياساتهم دون أن تكون مفاوضا أو مقررا
بديلا عنهم، ويبقى العامل الأهم في
معايرة الوزن الروسي وتأثيره، هو
توازنات القوى على الأرض، حين ترجح كفة
المعارضة وترغم الجميع على التعاطي مع
الوضع السوري بشروط جديدة، عندها ربما
يفقد الدور الروسي قيمته دون خيبته
واستياء العرب والسوريين منه، وربما
يشكل بما يخلقه من توافقات مع واشنطن
إن تبلورت في اللقاء المرتقب بين
أوباما وبوتين، مخرجا من أزمة طال
أمدها ومعاناتها كثيرا. ======================= ميشيل كيلو الشرق الاوسط 13-2-2013 تمر الثورة السورية بواحدة من اللحظات
المفصلية الفائقة الأهمية بالنسبة إلى
مصيرها ومصير شعب سوريا، الذي سيتعرض
لحملات قتل وقمع لا شك في أنها ستشطب
ملايين كثيرة منه، إن فشلت ثورته. وقد
سبق لقادة الحرب في سوريا من نساء
ورجال العائلة الأسدية أن هددوا
بإعادة الشعب إلى ما كان عليه حين
استولى الأسد الأب على السلطة، أي إلى
ستة أو سبعة ملايين نسمة. أنا لا أشك
شخصيا في أن هذا سيحدث، إذا لم أتجاهل
ما يفعله النظام بشعب سوريا باسم
حمايته، وهو مريع إلى أبعد الحدود حتى
بالمقارنة مع ما فعلته النازية في
أوروبا، وقام به ستالين في روسيا،
والأميركيون في فيتنام، والفرنسيون في
الجزائر، والإنجليز في كينيا. هذا ما سيقع على المستوى الداخلي السوري.
أما على المستوى العربي فإن النظام
سيستغل انهيار النظام العربي داخل
الجامعة العربية وخارجها، وحدوث مرحلة
انتقال مجهولة النتائج لا يدري أحد بعد
إلى أين ستقود، كي «يشبح» في المنطقة
بأسرها، ويتعامل مع الدول العربية
بالمعايير التي عامل من خلالها شعبه في
الداخل، وتنبع من أساسين رئيسيين: جعل
رغبته الانتقامية المنفلتة من عقالها
القانون الوحيد الملزم له، حين سيطلق
عنفه ضد جيرانه إلى آخر مدى ممكن،
وسيعمل سيوف إجرامه في أعناقهم بمعونة
إيران، التي ستقاسمه الانتصار بعد أن
قاسمته أعباء وتكاليف الحرب، وصولا
إلى بيئة استراتيجية جديدة تفرض على
المنطقة سيتمخض عنها نظام إقليمي جديد
يلغي تماما ما تبقى من النظام العربي،
وسيحل محله نظام فارسي / أسدي لن يقبل
بأقل من إدارة المنطقة ووضع يده على
جزء رئيسي من ثرواتها وأموالها
وخياراتها العامة، بعد تحويلها إلى
توابع تدور في فلكه، تحكم بما يحكم به
السوريون: العنف الأعمى وشرعة القتل
المفتوح ضد كل من لا ينتمي إلى مافيا
محدودة العدد، تحملها قاعدة أمنية /
تشبيحية تكره البشر وتنكر حقهم في
الوجود. بكلام آخر: لن تبقى أية دولة من
دول المنطقة على ما هي عليه اليوم، إن
هُزم شعب سوريا. ولن تبقى المنطقة
ذاتها على ما نراه حاليا، ومن هدد بجعل
دمشق وسوريا ركاما قبل تركه السلطة،
وهما جزء مما يفترض أنه وطنه، لن يرحم
غيرهما من مدن الجوار العربي أو
التركي، وسيطلق يد قتلته المحترفين
فيها، انطلاقا من المبدأ الذي يطبقه في
كل مكان من «وطنه»: استباحة الدم وأخذ
الشعب وممتلكاته غنيمة. لن يبقى وضع العالم في علاقته مع منطقتنا
على حاله، فهو سيكون مهزوما في نظر
المنتصر الإيراني / الأسدي، وسيعامل
كمهزوم. حتى لا يظن أحد أنني أبالغ:
تصوروا أن يشجع انتصار بشار الأسد قيام
حكومة مماثلة لحكومته في اليمن
وموزامبيق أو الصومال على سبيل
المثال، وأن تضغط إيران على الخليج
وتتلاعب بمضيق هرمز وممرات النفط،
ماذا سيبقى عندئذ من التجارة الدولية
وطرقها؟ ومن سيضمن البحار المفتوحة
والدروب المائية السالكة؟ وفي أية حرب
بلا نهاية سيجد العالم نفسه متورطا قبل
أن يستعيد وضعه الطبيعي ويزيل التهديد
عنه، في حال انتقل النظام المنتصر من
الإرهاب الداخلي إلى الإرهاب الخارجي؟
علما بأنه يمتلك أضعاف طاقات وأموال بن
لادن، ولديه قدرة على التخطيط
والتنفيذ ليست قدرات مؤسس «القاعدة»
غير لعب أطفال بالمقارنة معها. لن يبقى شيء على حاله في أي مكان من
عالمنا، إذا ما هُزم الشعب السوري أو
فشل في التخلص من نظامه وفي إقامة بديل
ديمقراطي سيكون بالقطع والحتم مصلحة
استراتيجية عليا للسوريين كما للعرب
والعالم. وإذا كان الصراع السوري قد
أطلق صراعا دوليا متشعبا على وطننا
يذكر بصراعات القوتين الاستعماريتين
الفرنسية والبريطانية على المستعمرات
والمراكز الاستراتيجية الحاكمة، وكان
قد بين كم هي متشابكة ومتضاربة مصالح
الكبار عندنا، وكم يصعب فك خيوطها
والتحكم فيها، فإن نهاية الصراع لن
تبقى سورية بأية حال وفي أي مجال،
وستصير عربية وإقليمية ودولية بكل
مقياس ومعيار، ولن ينشأ في أعقابها
نظام دولي جديد كما يقال غالبا، بل
سيقوم نظام مافياوي كوني لا سيطرة
للشرعية الدولية عليه، سيحتل قلب
العالم الاستراتيجي ويمتد منه إلى
بقية أرجائه، ليجعل منها مكانا
لعملياته التخريبية، بعد أن يتدثر
بأردية مذهبية ذات طاقات تعبوية
وتضليلية مؤثرة، تستطيع تحويل من
يؤمنون بها إلى قنابل متفجرة صالحة
للاستخدام في أي وقت وأي مكان ولأي سبب.
يتفرج العالم على السوريين اليوم وكأنه
يستمتع بموتهم. أي خيار يبقى لدى
السوريين، أو لدى من سيتبقى منهم بعد
المجزرة التطهيرية الكبرى الدائرة تحت
سمع وبصر عالم لا يسمع ولا يبصر، غير أن
يتفرجوا على موت العالم باستمتاع من
يتلذذ بمآسيه؟ ليس لأنهم يريدون
معاقبته، فهم سيكونون أشد ضعفا من أن
يعاقبوا أحدا، بل لأنه تركهم يموتون
دون أن يفهم أبعاد وحقائق ما يجري،
ويدرك أن ثورتهم إنقاذية بالنسبة إليه
أيضا، وأنه طرف فيها شاء ذلك أم أباه،
وأن هزيمة الحرية قد لا تنهي الصراع،
لكنها ستكون بالتأكيد بداية انتقاله
بكل ما فيه من عنف وجنون إلى بلدانهم
ومصالحهم ومواطنيهم. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |