ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مقالات مختارة من الصحف العربية ليوم 16-02-2013 الوطن السعودية 16-2-2013 في أتون الصفحات المرذولة في التاريخ،
تطفو نباتات شيطانية مستبدة، ووحوش
ضارية من الطغاة والسفاحين والقتلة،
وكلما أمعنت النظر في صورة "بشار
الأسد" آمنت أن الرجل نتاج ثقافة
سلطوية شريرة تتلذذ بالذبح وإشاعة
الخراب والدمار في كل مكان، وكأن الرجل
صبت في أذنيه أناشيد الموت ورصاص الدم،
وأغشى عينيه عجاف الأوهام وظل
الشياطين، ها هو يغوص في ظلام الوحل
ورماد المجازر وحميم النعوش المحروقة
وقد طواها الموت في مواقد العصابة
الحاقدة وماكينة القتل الجبار، إن
التاريخ المنصف سيسلكه في عداد العتاة
من المجرمين، كواحد من أقسى
الإرهابيين في هذا العصر، وأشدهم عداء
للإنسانية والبشرية، بل لن يتردد
الأستاذ "مجدي كامل" في أن يضعه في
سجل الأشرار التاريخيين الذين وثق
جرائمهم في موسوعته، وتتبع سير حياتهم
بكل ما فيها من سواد وغموض وبشاعة
والتواء وخبث ومكر، فلو تتبعنا حفريات
الدم التاريخية وتراكماتها، وبين ما
يقوم به بشار الأسد أسوة بأولئك
المجرمين لتجاوزهم بخسته وغدره، فها
هو جزار كمبوديا الأعرج "بول بوت"
الذي يسجل تاريخ بلاده أنه قتل أثناء
حكمه ثلث الشعب الكمبودي، كان يسفك
دماء شعبه كمن يشرب من ماء مالح، كلما
شرب أكثر كلما شعر بمزيد من الظمأ، وها
هو "مكسمليان روبسبير" الذي تولى
حكم فرنسا بعد إعدام الملك لويس السادس
عشر وعاشت البلاد في ظل حكمه أسوأ عصور
الإرهاب والطغيان، وأصبح الإعدام
يومياً بالمقصلة من المشاهد المألوفة
في باريس، وقال عنه المؤرخون إنه قتل
ستة آلاف مواطن فرنسي في ستة أسابيع
دون أن يهتز له ضمير، وهاهو "فرانسوا
دوفالييه" الذي لقب نفسه بابا دوك
وتعني الطبيب الأب، نشر الموت والرعب
والتعذيب والنفي والتشريد في "هاييتي"
وابتز الفقراء واغتصب النساء وأمر
باختطاف الخصوم وقتلهم والتمثيل
بجثثهم، وكان دخل بلاده يأتي من بنوك
الدم التي تصدر الدماء إلى الولايات
المتحدة، بعد أن يأخذها من أجساد
ضحاياه قبل قتلهم، وها هو "أرييل
شارون" مصاص الدماء والذئب الجائع
الذي مارس القتل والاغتيال والاعتقال
والمذابح في مدن الضفة وغزة، وتنفيذ
مشروع التصفية الصهيوني لكل ما هو
فلسطيني وعربي ومسلم في فلسطين، يرقد
اليوم صريع المرض في غيبوبة ويقوم
الأطباء باستئصال جسده قطعة قطعة
وجزءاً جزءاً، نتيجة العفونة التي
أصابته حتى أمسى هيكلاً عظمياً
منزوعاً عنه اللحم، فما هو بميت ولا
بحي، ليكون آية يضرب الله بها الأمثال
للمجرمين والظالمين والقتلة. أحمد عسيري ======================= آخر تحديث:السبت ,16/02/2013 أسامة عبد الرحمن الخليج بصرف النظر عن تغليب موقف طرف على طرف آخر
- ومعروف أن النظام ظالم مستبد - فإن
سوريا تمر بحرب طاحنة ومدمرة، مع تأكيد
حق المتظاهرين السلميين الذين
انطلقوا منذ اليوم الأول لانتفاضتهم
الشبابية الشعبية، رافعين شعارات
الحرية والعدالة، ومطالبين بمطالب
مشروعة، وصلت إلى مطلب إسقاط النظام
الذي جثم على البلاد لعقود، مستأثراً
بالسلطة لحزبه، وفارضاً نمطاً
استبدادياً شمولياً في نهجه الذي
تجاوزه الزمن . إن الدمار الذي حل بسوريا هو دمار واسع
قضى على الكثير من المعالم الحضارية
والتاريخية واستنزف الموارد، وبدد
الطاقات وأحال الواقع إلى ركام، مثلما
أحال البشر إلى ضحايا ولاجئين ونازحين
. وسوريا المدمرة والتي يتواصل التدمير
فيها، تدمي قلوب مئات الملايين من
العرب بصفة خاصة . وكل إنسان على هذه
البسيطة لديه بعض المعرفة بسوريا
وحضارتها وتاريخها، وقبل ذلك إنسانها .
ويبدو أن هذا المشهد القاتم مرشح
للاستمرار في ظل انسداد الأفق لأي
تسوية سياسية، وفي ظل تراكم الشحن
الإعلامي والشحن الإعلامي المضاد،
وكذلك تراكم الخسائر البشرية والمادية
لكلا الطرفين . إن سوريا المدمرة تمثل خسارة تاريخية
فادحة لكل الوطن العربي إذ كانت منذ
الفتح العربي واحدة من ركائزه
الأساسية ومناراته الشامخة . وهذه
الخسارة تمثل مصلحة لكل المتربصين
بالوطن العربي . وهنا يحتل الكيان
الصهيوني الصدارة، فهو العدو الأول
لكل العرب . وكل خسارة على الطرف العربي
تمثل كسباً له . ويبدو أنه لن تقوم
لسوريا قائمة بعد هذا الدمار المتواصل
في الأمد المنظور، ذلك أن البلد صار
حطاماً، والموارد تم استنزافها، وسقط
تقريباً كل معلم حضاري أو تعليمي أو
مؤسسي . وإذا كان العراق قد شهد غزواً واحتلالاً
أحال كثيراً من المعالم الحضارية
والتاريخية إلى حطام، وترك ملايين
الضحايا بين قتلى ومهجّرين ومشرّدين،
فإن سوريا تبدو صورة قريبة من صورة
العراق الذي دمره الاحتلال . المفارقة
الوحيدة أن العراق يمتلك ثروة نفطية
واحتياطيه النفطي كبير، وهو في نظر بعض
المراقبين واحد من أهداف الغزو
الأمريكي للعراق واحتلاله، أما سوريا
فموردها من النفط ضئيل جداً لا تحسد
عليه . ربما يرى البعض أن العراق رغم ما حاق به من
دمار، قادر لو كان النظام السياسي على
مستوى المسؤولية، أن يعيد إعمار
العراق وترسيخ مؤسساته ومعالمه . أما
سوريا فليس في إمكان أي نظام قادم بعد
انقشاع غبار الحرب المدمرة، حتى لو كان
لديه الحس بالمسؤولية، أن يعيد إعمار
سوريا وترسيخ مؤسساتها ومعالمها، إلا
إذا ركن للقروض الخارجية لو بدت ممكنة .
وهي بالطبع ستكون مثقلة بإملاءات
وشروط لها أثرها في النظام السياسي،
وقدرته على الحركة، ولها قيودها التي
تحد من استقلالية القرار، ولها
تبعاتها على مستقبل سوريا . مع الأخذ في
الحسبان أن القروض لن تكون كافية، لأن
ما تحتاج إليه سوريا كثير من المليارات
من الدولارات ولا يمكن تأمين مثل هذه
المبالغ . ولذلك، فإن الدمار الذي لحق بسوريا سيظل
ماثلاً، ولن تعود سوريا إن أصبحت مثقلة
بقيود القروض وتبعاتها قادرة على أن
يكون لها أي دور فاعل على صعيدها وعلى
الصعيد العربي . وكل ذلك يمثل خسارة
تتواصل تداعياتها لعقود تكون فيها
سوريا مرهونة للخارج إن دخلت في شرك
القروض، مضطرة لضآلة الموارد التي
استنزفت أصلاً في الحرب الدائرة رحاها
والقاضية على الأخضر واليابس والحرث
والنسل . إن سوريا المدمرة صورة قاتمة دامية يهتز
لها ضمير كل عربي ويتمنى في قرارة نفسه
أن يتوقف الدمار، لأنه إن استمر لن
يُبقي ولن يذر، ولن تقوم بعدها لسوريا
قائمة، ولن يكون في إمكانها حتى
استجداء القروض، ولن يتمكن أي نظام
سياسي يرث هذا الوضع المتردي من تحقيق
أي إنجاز على صعيد الإعمار وبناء
المؤسسات والمعالم حتى لو كان النظام
السياسي ممثلاً لتطلعات الشعب السوري
ومطالبه المشروعة منذ انطلاق انتفاضته
الشبابية الشعبية، ولديه توجه حقيقي
إلى الديمقراطية، والتزام بكل
مضامينها في الحرية والعدالة
والمساواة واستقلال القضاء وسيادة
القانون ومحاربة الاستبداد والفساد . ======================= إشكاليات
تنوع المكوّنات في سوريا عمر كوش المستقبل 16-2-2013 قبل بداية الثورة السورية، التي انطلقت
في الخامس عشر من آذار/مارس 2011، وعلى
امتداد أكثر من أربعة عقود مديدة، ما
كان من الممكن الحديث عن تنوع المجتمع
السوري، ولا عن مكوناته الاثنية
والدينية والمذهبية والعشائرية، ولا
الخوض في نقاش عام، يتناول مسائل
المواطنة والدستور والحريات وسواها،
لأن السلطة الحاكمة كانت تعتبره
حديثاً محرماً، ويدخل في عداد خطوطها
الحمراء، مع أن المشكلة في سوريا لا
تختصر في إشكاليات المكونات الدينية
والاثنية، وعلاقاتها البينية، ولا في
مشكلة دستورية على أهميتها، بل في
إشكالية نظام سياسي بأكلمه، نهض على
حالة من الاستثناء، يدعمها نهج تسلطي،
يستند إلى القمع والهيمنة، وعلى
مركبات توظيف مختلف الانتماءات ما قبل
المدنية. وفي ظل سيادة حالة الاستثناء، التي ضربت
حياة قطاعات واسعة من السوريين،
ابتعدت الدولة السورية عن صورتها
المدنية، ولم يعرف السوريون فيها سوى
سطوة قوانين الطوارئ والمحاكم
العرفية، وتعطيل العمل بالدستور،
والقفز فوق القانون من طرف الأجهزة
والمتنفذين والمسؤولين وأولادهم، مع
سعي قوى السلطة الدائم إلى الهيمنة على
الفضاء العام للمجتمع وحراكه، فانتفى
الرأي العام، وغابت أصوات قوى المجتمع
الحيّة المتنوعة، مع اختفاء المؤسسات
والمنظمات التي يمكنها الدفاع عن
الصالح العام، وانتفاء مختلف أشكال
الجسور والتوسطات ما بين الدولة وبين
المجتمع. ولعل مشكلة تنوع التكوينات الاثنية
والدينية، هي من بين المشكلات التي
ينبغي الاعتراف بوجودها، بغية البحث
عن مخارج لحلها، ليس من منطلق النظر
إليها بوصفها معطيات سياسية أو
أنثروبولوجية ثابتة، بل بوصفها مشكلة
قائمة، متعددة الوجوه، عمل النظام
الحاكم في سوريا، طوال عقود عديدة، على
استغلالها وتجييرها لأهدافه
السياسية، سواء من جهة ضرب هذه
المكونات، أم بالاستناد إلى جهة
بعينها، وجعلها رهينة بين يديه، أو من
جهة تخويف المكونات من بعضها البعض،
وخاصة عند استغلاله المكونات الأقلية
لضرب المكون الأكثري وتهميش غالبية
ناسه. ونتج عن ذلك الممارسات نزع صفة
المواطنة عن جملة الأفراد وتحويلهم
إلى رعايا، ينتظرون عطاء الحاكم،
وتحويلهم إلى أبناء أقليات، وإلى
أقلويين، والنظر إلى سوريا بوصفها
تجمع أقليات تابعة أو خاضعة وأقليات
يجب ترويضها وإخضاعها، بغية إدامة
النظام السلطوي. وحين بدأت الثورة السورية حراكاً
احتجاجياً سلمياً في الخامس عشر من شهر
آذار / مارس 2011، لجأ النظام الحاكم منذ
البداية إلى شن حرب شاملة على المحتجين
وعلى البيئة الحاضنة له، الأمر الذي
أعلن عن تغيرات في مسار الثورة، وتغاير
مركبات ومكوناتها، بوصفها حدثاً
تاريخياً، لم يشهد تاريخ سوريا مثيلاً
له، ولن يتوقف عند حدود التغيير
السياسي فقط، بل ستكون له تأثيرات
وامتدادات، تطاول إعادة بناء الدولة،
وولادة شعب جديد وهوية وطنية سورية
جديدة. ونشأت أزمة وطنية عامة، عمقتها طريقة
تعاطي النظام مع الثورة وناسها، وهي
أزمة تضرب جذورها في ممارسات عقود
عديدة خلت، أفضت إلى تآكل قيم العيش
المشترك والتعاقد الاجتماعي، ثم كثر
الحديث عن الأقليات في سوريا، في
أيامنا هذه، وعن مخاوفها من الثورة،
ومن حالة الفوضى المحتملة بعد سقوط
النظام، وترافق بالتخوف من حدوث فراغ
وعمليات انتقام ضد الأقليات، وسوى ذلك
من التخوفات والتهويمات والمبالغات
بشأن التركيبة السورية. والتي يريد
بعضهم من ورائها، تصوير النظام الأسدي
وكأنه حامي حمى الأقليات. ويشير واقع الحال، أنه لم تكن في سوريا
مشكلة أقليات وأكثرية، لولا تواتر
حالات التمييز القومي أو الطائفي من
قبل السلطة، التي وظفت الطائفية في
أبشع صورها، بالتزامن مع خطاب إنكار
للطوائف والاثنيات، ومتجاوزٍ لها،
وذلك لضمان ولاء الطائفة العلوية،
والأقليات الأخرى، على حساب الرابطة
الوطنية والسياسية، ومعايير الكفاءة
والنزاهة، واستجرار وتشجيع ردود فعل
مختلف الولاءات ما قبل المدنية. مع
العلم أن هنالك مراحل من تاريخ سوريا
الحديث، لعب خلالها سوريون، من مختلف
المكونات القومية والدينية، دورا
متكاملاً في بناء دولتهم وتاريخها
الحديث، وشكلت عندهم قيم المواطنة
والمساواة قاسماً مشتركاً، وغلبت
انتماءاتهم إلى الأحزاب الحداثية على
أي انتماء. وقد مارست السلطة الحاكمة في سوريا
نهجاً، ينهض على الاستبعاد في شتى
درجاته، حيال الأفراد والتكوينات
الاجتماعية، ودفعت بهم إلى خارج
المنظومة السياسية والاقتصادية
والاجتماعية للدولة، مقابل الدفع
بتكوينات اجتماعية أخرى إلى مراكز
متقدمة من التحكم بمقدرات الدولة
والمجتمع. وارتبط كل ذلك بجملة من
العوامل المذهبية الدينية
والاقتصادية والسياسية والاجتماعية،
على خليفة إثارة الصراع بين مختلف
مكونات التنوع في سوريا، وخلق علاقات
قوة جديدة، أبعدت المكونات المدينية
مقابل استقدام المكونات الريفية،
وإعادة توطين أفكار الصراع على مصادر
القوة بين الأقلية والمجتمع، ودفع
المستبعدين إلى الاحتماء بمختلف
التكوينات ما قبل المدنية. ولا شك في إن أحد أهم التحديات المطروحة
على سوريا ما بعد النظام الأسدي، هي
إدارة التنوع والاختلاف، بما يفضي إلى
بناء "دولة وطنية" سورية قائمة
على عقد اجتماعي جديد، ينهض على
المواطنة والتعددية والديمقراطية،
ويفتح صيرورة لاندماج اجتماعي،
ولصيرورة خلق شعب سوري، يحمل هوية
وطنية سورية جامعة. والمدخل الصحيح لمعالجة إشكاليات التنوع
والاختلاف في سوريا هو سلامة المعالجة
ودقتها، التي تتوقف على معالجة
إشكاليات مختلف التكوينات
الاجتماعية، ضمن عقد اجتماعي ديد،
ينهض على المواطنة المتساوية، ويستند
إلى الخصوصية السورية في غلبة مسار
الانصهار الوطني، ومواجهة نوازع
التفرقة والتمييز، حيث أن المجتمع
السوري لا يملك رصيداً من الأحقاد
والمواجهات بين مكوناته، إضافة إلى أن
درجة الوعي الشعبي العام للسوريين،
والتفافهم حول مهام وقضايا وطنية
واسعة، ترك أثاره الإيجابية على
تضامنهم ووحدتهم واندماجهم، وساعد في
تمكين بناء دولة وطنية نأت عن المحاصصة
السياسية الطائفية، وبالتالي من المهم
الاستناد إليها وتقويتها في مواجهة
البنى العصبوية التقليدية، وعدم إتاحة
إمكانية تبلورها في مشروع سياسي خاص. ======================= ميشيل كيلو السفير 16-2-2013 قيّض لي أن أزور تركيـا لأول مرة مـنذ
غـادرت سوريـا، قبل نيف وعام. وكنت قد
أحجمت مرات عديدة عن تلبية دعوات
متكررة لزيارة الدولة الشقيقة،
لاعتقادي أن دورها السياسي لم يكن في
مستوى التحدي الضاري الذي يعصف بوجود
الشعب السوري، وأنها لم تبحث بالقدر
الكافي عن مصالحه بل فتشت عن مصالحها،
ولعبت دوراً غير حميد في إحداث تبدل
طاول موازين القوى الخاصة بالثورة
السورية، عندما عملت على حقن أطراف
إسلامية معينة من خارج بلادنا إلى
داخلها، بعد ان نظمت لها مؤتمرات
ولقاءات، وأغرت قطاعاً لا يستهان به من
المنتمين إلى تيارات سياسية
وأيديولوجية بالعمل معها، بحجة بناء
نظام بديل للأسد ونظامه. ومع أنني لم أغيّر رأيي في هذه المسألة
السياسية المهمة، فإنني اكتشفت في
تركيا أمرين كنت على خطأ فيهما، هما: - الدور الذي يلعبه الاكراد في حياة تركيا
العامة، وفي جميع مواقعها المهمة،
فأنت أينما ذهبت تجد كرداً في مراكز
المسؤولية، وهم يتحدثون بلغتهم
ويتعاملون بروح رجال وخدم الدولة مع
مواطنيهم. كما أنك تسمع اللغة الكردية
في كل مكان وموقع، وتستمع إلى أغاني
وموسيقى الكرد من جميع الإذاعات، وترى
مقدمي البرامج الكردية في التلفاز، بل
إنني اعتقد أن مدينة عامرة كأورفا
بمئات آلافها الثمانية لا تتحدث غير
الكردية أولاً والعربية ثانياً، بينما
بالكاد يسمع المرء من يتحدث اللغة
التركية في شوارع المدينة وحوانيتها.
وحتى في المطار، لا حديث تقريباً بغير
اللغة الكرمنجية، وهي لهجة من اللهجات
الكردية، التي يستخدمها كل من يعمل في
المطار على وجه التقريب. أذكر اننا
دخلنا إلى مكتب رئيس بلدية رأس العين
التركية، فإذا بالرجل الودود والمضياف
يتحدث الكردية، وبزميل كردي في وفدنا
يتحدث إليه وكأنه يعرفه منذ زمن طويل.
سألناه عن هوية الرجل، فقال إنه من حزب
قريب من حزب عبد الله اوجلان، الذي
يقاتل انقرة بالسلاح منذ أواسط
ثمانينات القرن الماضي. حين استغربنا
الأمر، قال الزميل: هذا رجل منتخَب من
الشعب، والبلد ديموقراطي ويقبل
المختلف. باختصار: يبدو أن عملية
اندماج الكرد في الدولة، وعملية
المشاركة الكردية في إدارة الدولة قد
تقدمتا إلى الدرجة التي جعلت نصيراً
سابقاً لحزب اوجلان أخبرني - والعهدة
ليست على الراوي - أن الكرد لم يعودوا
يؤيدون مطالب التيار الانفصالي في
الحزب وكفاحه المسلح، وأن اندماجهم في
وطنهم يمكنهم من وضع أيديهم على مفاصل
الحياة العامة أكثر من انفكاكهم عنها،
وأن الديموقراطية طبّعت خلال سنوات
قليلة علاقة الكرد بالدولة ووسعت
مكانهم فيها وزودتهم بالوسائل اللازمة
للمشاركة في تحديد هويتها وإدارة
عملها، وأن هذه العملية الطبيعية تلطف
من حدة نزاعهم القومي مع الترك، خاصة
وانها تضع أجزاء مهمة من مصير هؤلاء في
أيديهم، التي تزداد خبرة ومعرفة وتوسع
دورهم في حياة وطنهم ومواطنيهم. هل
تصلح هذه الطريق التركية للانتهاج في
البلدان الأخرى التي يوجد فيها كرد؟
هذه مسألة لا بد أن تدرس بعناية، وأن
يفكر فيها بعمق وتأنٍ، مع ملاحظة أن
الأسلوب التركي يعتمد التفاعل لا
الاحتواء، الاندماج في الدولة مع
الحفاظ على هوية الكرد الاجتماعية
والثقافية وتعزيزها، وليس الاندماج في
هوية أخرى كما كانت تريد سياسات تركيا
السابق، توظيف الهوية القومية لمصلحة
الدولة القائمة وإدخالها فيها بدل
فصلها عنها، وأخيراً توسيع مجال
التنمية الذاتية في حاضنة النمو العام
للدولة والمجتمع وبالتجانس معه عوض
التضييق عليها وعزلها وتقليص مجال
انتشارها. - تقدّم تركيا للسوريين تسهيلات جدية بكل
المعايير وفي سائر المجالات، حتى أنها
سمحت للمواطنين السوريين المقيمين
فيها، وما أكثرهم، بالعمل، شأنهم في
ذلك شأن المواطنين الأتراك، بينما
تمنع معظم الدول العربية الشقيقة
دخولهم إلى أراضيها، او تجعله ضرباً من
الاستحالة، كما تمنع أي نشاط قد يقومون
به لمصلحة شعبهم، في حين تفتح تركيا
حدودها أمامهم بلا قيود. ولعلني سأتذكر
دوماً أن منحي تأشيرة دخول في مطار
اسطنبول لم يتطلب غير نظرة سريعـة
ألـقاها رجل الشرطة على جواز سفري
السوري، بينما كان يدقق في جوازات
الآخرين ويطرح أسئلة على بعضهم. إلى
هذا، تفتح مشافي تركيا أبوابها أمام
جرحى السوريين ومرضاهم، وتفتح مدن
تركيا وقراها بيوتها أمام طالبي السكن
فيها، وليس هناك من حاجـب أو بواب يحول
دون وصول أي سوري إلى أي موظف إداري
تركي، منتخَباً كان أم غير منتخَب، وقد
استقبل رئيس بلدية رأس العين التركية
وفدنا في مكتـبه وأكرم وفادتنا، رغم
أنه كان على موعد مع اجتماع حزبي، ورغم
أن زيارتنا إلى رأس العين السورية
تعـثرت ولم تتم في يومها الأول. هذا
الكردي المضـياف والودود، كسائر بني
قومه الذين التقيناهم هناك، لم يـترك
مسؤولاً في الدولة التركية إلا وحاول
الاتصال به ليمكننا من عبور الحدود
المغلقة، ولم يأبه لما يمكن أن يترتب
على تصرفه حيالنا من ردود أفعال رسمية،
لأنه بكل بساطة مسؤول منتخَب، ولا
مرجعية له غير الشعب، كما قال لنا. عندما سمعت تصريح الوزير احمد داوود
اوغلو حول إنفاق تركيا نصف مليار دولار
على اللاجئين السوريين، ظننت أن في
الأمر مبالغة. بعد أن رأيت الأمور على
ارض الواقع، صدقت الوزير وعلمت أن
حديثه عن السوريين كأشقاء ليس لغواً
ديبلوماسياً فارغاً، او مبالغاً فيه. رغم تحفظاتي على السياسة التركية، لا بد
أن أقول: شكراً أيها الأشقاء في تركيا! ======================= جحيم سوريا لا يغفر لابي
العلاء سميح
صعب 2013-02-16 النهار "رسالة الغفران" لابي العلاء المعري
لم تشفع له لدى مقاتلي "جبهة النصرة"
المرتبطة بـ"القاعدة" التي تتصدر
المشهد القتالي في سوريا ويختبئ
وراءها "الجيش السوري الحر"، فقطع
هؤلاء رأسه بما يرمز اليه الشاعر
والفيلسوف السوري الذي يعد من نوابغ
عصره ولا تزال فلسفته وحياته مصدر
الهام للانسانية جمعاء و"جحيم"
دانتي شاهد على ذلك وكذلك طه حسين في
أدبياته، وقد اعتبره انطون سعادة
دليلاً على التفوق الفكري للأمة.
ليس أبو العلاء وتاريخه وتراثه وفكره هي
المستهدفة بل ان تاريخ سوريا كلها يباع
اليوم في اسواق الاردن وتركيا ولبنان.
وتنقل صحيفة "الواشنطن بوست"
الاميركية عن احد مقاتلي المعارضة انه
مضطر الى العمل في التنقيب عن الاثار
في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة
كي يبيعها من اجل تمويل "الثورة"
على الرئيس بشار الاسد، لتخلص الصحيفة
في تبريرها لسرقة التاريخ السوري
الى ان المعارضين يضطرون الى بيع
التاريخ من اجل بناء المستقبل.
وقبل تخريب آثار سوريا وبيعها، حدث ذلك في
العراق عندما اباحت القوات الاميركية
التي اجتاحت بغداد متحفها الوطني
للصوص بينما ذهب الجنود لحراسة وزارة
النفط. وقد بيع تاريخ ما بين النهرين
بعد نهبه في السوق السوداء وكأن ما
فعله الجنود الاميركيون كان فعلاً
متعمداً لمحو اقدم الحضارات من الوجود
كي لا تبقى الا الصورة النمطية التي
يقدمها الغرب عن هذه البلاد.
والى العوامل الخارجية التي تهدد بتشويه
تاريخ بلاد ما بين النهرين وسوريا،
يضمر الاسلاميون المتشددون عداء
مطلقاً للتاريخ. فماذا فعلت "طالبان"
بتماثيل بوذا في افغانستان؟ وماذا فعل
تنظيم "انصار الشريعة" بضرائح
الصوفيين في مالي على رغم كل مناشدات
"الاونيسكو" والمؤسسات التي تعنى
بالتراث؟ والآن يأتي دور "جبهة النصرة" لتقضي
على تاريخ سوريا من خلال التدمير، فيما
يستغل لصوص الاثار الفوضى الناجمة عن
الاحداث لبيع الاثار بذريعة تمويل "الثورة"
وكأن اموال دول الخليج العربية وتركيا
ودول اوروبية والولايات المتحدة ليست
كافية لشراء اسلحة المعارضة وتمويل
حربها لتدمير سوريا وليس لاقتلاع نظام
واستبداله بنظام آخر. والواقع أن سوريا ليست وحدها التي تعيش
الجحيم، بل ان
كل دول "الربيع العربي" تعاني
هذه المحنة على مستويات مختلفة. وكان
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف
محقاً في وصف الوضع الراهن عندما قال
ان فرنسا تقاتل اليوم في مالي من
سلحتهم في "ربيع" ليبيا. وغداً
ستضطر فرنسا ودول اوروبية اخرى
واميركا الى مقاتلة من تدعمهم اليوم في
سوريا! ======================= روسيا والصين وإيران مع
رئيس "مدني" لسوريا! سركيس
نعوم 2013-02-16 النهار أصحاب المعلومات والتحليلات والمعطيات
الواردة من موسكو ودمشق والمصرّة على
توصل روسيا واميركا الى اتفاق مبدئي
لمعالجة الأزمة - الحرب السورية،
يوردون المزيد منها لإقناع من لم يقتنع
بعد بقبول اميركا دوراً قيادياً
روسياً في المعالجة على الاقل مع نظام
الاسد. القسم الاول منها يتحدث عن العراق
معتبراً انه لا بد من إدخاله الفريق
المعالج. فرئيس وزرائه نوري المالكي
امضى سنوات من منفاه في سوريا. ووقف
مرات الى جانب نظام الاسد رغم مرحلة
قصيرة من البرود في العلاقة. وقد ساهمت
ايران الإسلامية في إنهاء المرحلة
المذكورة لأن العراق هو الممر البري
الالزامي لها الى سوريا حليفتها
وشريكتها في مشروعها الاقليمي. ونجحت
مساهمتها لأن شيعة العراق الحاكمين
اليوم يدينون لها بالكثير ويعتبرونها
عمقهم الاستراتيجي رغم تمسكهم
بعروبتهم وبإقامة علاقات جيدة مع
اشقائهم العرب. والسفير الاميركي في
دمشق روبرت فورد، المُستدعى منذ مدة
طويلة الى واشنطن، زار بغداد من ضمن
جولة على عواصم عدة في المنطقة بغية
إقناع حكوماتها بقبول دور روسيا
القيادي في حل الأزمة السورية
وبالتعاون معها لإنجاحه. والقسم الثاني من المعلومات والتحليلات
والمعطيات اياها يتحدث عن تركيا فيشير
الى انشغالها بمشكلاتها الداخلية التي
تحتاج الى حلول جدية ونهائية وسريعة.
ويشير في الوقت نفسه الى انحسار معين
في شعبية رئيس وزرائها رجب طيب اردوغان
بسبب إخفاقه سوريّاً وشعور أتراك
كثيرين ان سياساته قوَّت الاكراد.
فموقفه السوري دفع الاسد الى دعم حزب
العمال الكردستاني الانفصالي، والى
دعم اكراد بلاده المجاورين لتركيا.
والانشغال بمشكلات الداخل المشار اليه
اعلاه لا بد أن يجعل تركيا تقبل اي
مبادرة لوقف ما يجري في سوريا، ولدفع
شعبها في اتجاه الحلول والتسويات. والقسم الثالث من المعلومات والتحليلات
والمعطيات اياها يتناول الاردن ولبنان
فيقول ان الاول "مرعوب" لأن عدم
الاستقرار الكبير قد يصل اليه وفي وقت
غير بعيد. ولذلك فان آخر ما يريده حكامه
هو حال من الفوضى الشاملة في سوريا.
وهذا ما يدفعهم الى الترحيب بدور روسي
لوقف الأزمة – الحرب فيها. اما لبنان
فهو وبنسبة جيدة دولة سورية بالواسطة.
وهناك خطر أن تستهلك الحرب الدائرة في
سوريا لبنان إذا سٌمِح لها بالاستمرار
ومن دون اي ضوابط على الاطلاق. والقسم الرابع من المعلومات والتحليلات
والمعطيات اياها يتناول ايران
الاسلامية فيقول انها ليست جاراً
لسوريا لكنها ليست بعيدة كثيراً عنها.
وهي تعتقد استناداً الى كلام "مسؤول"
"ان السلفيين وتحديداً "جبهة
النصرة" شجعان وأكبر حجماً من "القاعدة"
بمئة مرة. والغرب يكرر الغلطة التي
ارتكبها في افغانستان. فهو ينظر الى
المشكلة بعين مفتوحة واحدة لا
بالإثنتين. ويركز على التخلص من الاسد
من دون التفكير بمن سيأتي بعده الى
الحكم. علماً ان السعوديين في هذا
الوقت عندهم خطتهم الخاصة". هذا
الموقف، تلفت المعلومات والتحليلات
والمعطيات نفسها، نصف صحيح.
فالسعوديون بدا انهم ينوون استخدام
السلفيين للسيطرة على الشرق الاوسط
كله باسم الإسلام. والسلفيون
راديكاليون ولا يحترمون حقوق الانسان.
وبدا ايضاً انهم يريدون استعمال هؤلاء
للسيطرة على سوريا او لضبطها. وهم
يدركون الآن ان "اللقمة" كبيرة
عليهم إذ أنهم لا يستطيعون مضغها،
ولذلك صاروا اكثر حذراً وربما حرصاً.
فموقفهم بدأ يتطور، وحظروا (او اقفلوا)
تلفزيونات سلفية، وبدأوا يدعمون حلاً
سلمياً في سوريا. والولايات المتحدة
بدأت تفهم اخيراً وإن متأخرة ماذا يجري.
اما الموقف الايراني فمتطور في
استمرار. وقد عبّر عنه كلام "مسؤول"
بالآتي: "في الـ2014 ستحصل انتخابات
رئاسية في سوريا. وقبل ذلك لن تقبل
ازاحة للاسد. والسؤال عندها هو: من يأتي
الى الحكم بعده؟ فالدين ليس موضوعاً
مهماً لروسيا والصين وحتى لإيران. ما
يهم ان لا يكون خلفه سلفياً ومتطرفاً.
ورئيس علماني او مدني او غير ديني
سيكون افضل لسوريا لأنها مجتمع متعدد.
وما تراه من طرد مقاتلي "النصرة"
مقاتلي "الجيش السوري الحر" من
"مناطقه" لا يشجع. فهؤلاء عدائيون
وسيقتلون المزيد من الناس". ماذا عن اسرائيل في المعلومات والتحليلات
والمعطيات الواردة من موسكو ودمشق؟ ======================= علي
حماده 2013-02-16 النهار مع زحمة المشاريع والوثائق التي تطايرت
من هنا وهناك، فضلاً عن مبادرات الحوار
التي فشلت الواحدة تلو الأخرى، تراجعت
صورة مسرح المعركة حيث أساس الصراع بين
الثورة والنظام في سوريا. فالمبادرات
التي قيل إنها تزايدات مع شعور أكثر من
فريق بأن امكان اسقاط نظام بشار بالقوة
لم يعد متاحاً كما كان يعتقد، أتت
لتشكل حافزاً جديداً لثوار الداخل،
وللقوى التي تقاتل على الأرض لتزيد
زخمها في القتال وتؤسس لمزيد من
الحقائق على الارض تمنع كل امكان
للتفاوض مع نظام قتل من السوريين حتى
الآن أكثر من تسعين ألفاً، ويواصل
تدمير البلاد من أقصاها الى إقصاها. الحافز الأساس هو أن لا حل مع بشار
وبطانته، وكل الجهاز الأمني
المخابراتي الذي قام عليه النظام الى
اليوم. فلا عودة الى ما قبل الخامس عشر
من آذار 2011. ولا امكان لحكومة "وفاق"
يشارك فيها مسؤولون من النظام لهم صبغة
مخابراتية. هذه الحقيقة ربما يرفض
داعمو النظام رؤيتها او الاخذ بها،
باعتبار ان "معركة سوريا" بالنسبة
الى ايران هي معركة وجودية عبر عنها
البارحة رجل دين إيراني بارز واصفاً
سوريا بالمحافظة الايرانية الـ 35،
قائلاً: "هي أهم من الأهواز ولو
خسرناها سنخسر طهران". أما بالنسبة
الى روسيا فهي آخر مواقعها في المنطقة،
ووسيلة لمحاولة استرداد بعض القوة
العظمى التي فقدتها مع انهيار الاتحاد
السوفياتي قبل أكثر من عقدين. في مطلق الأحوال، الربيع يقترب، وبعكس
الانطباع السائد، فإن مسرح العمليات
في سوريا يتحرك لمصلحة الثوار في كل
مكان. والنظام يتراجع في كل مكان وان
بصعوبة. اكثر من ذلك، فإن الطوق يضيق
حول العاصمة دمشق، ومطارات حلب،
المتبقية بيد النظام تشارف السقوط. اما
منطقة اللاذقية التي يتناولها
الكثيرون بالحديث عن امكان انكفاء
الاسد اليها لاقامة دويلة علوية، فإن
ريفها المحيط بمدينة اللاذقية يشهد
عمليات كبيرة للثوار، وبعض الوحدات
وصلت الى مسافة 30 كيلومتراً من وسط
المدينة. وكل يوم يمر تسقط مواقع عسكرية جديدة بيد
الثوار، ومعها كميات كبيرة من الاسلحة
والذخائر، في حين ان كل المناطق التي
زعم النظام انه حسم المعركة فيها أثبتت
الأيام ان العكس كان صحيحاً. ولعل أبلغ
مثال هو حمص التي أعلن منها الأسد
انتصاره مطلع صيف 2012. في لبنان، ثمة من يزعم أن الأسد سيصمد،
وبعضهم يذهب الى القول إنه سينتصر.
هؤلاء بعيدون عن حقيقة ما يجري على
الأرض، حيث ان كل ما تقدمه إيران
وروسيا و"حزب الله" لم يؤد
بالنظام الى حسم المعركة. ان الحوار مع النظام مضيعة للوقت. وأي
تصور لحل يكون الأسد جزءاً منه، غير
ممكن، أياً تكن مناورات الكواليس
الديبلوماسية الدولية. والأهم الأهم،
ان كل الوقائع والمعلومات المتوافرة
من الميدان تشير الى ان وضع الثوار
العسكري أفضل بأشواط مما تنقله وسائل
الاعلام. ولن تستغرب إذا ما حل الربيع
وشاهدنا على شاشات التلفزة الثوار
يدخلون دمشق نفسها لطرد الأسد او القبض
عليه. ==================== بقلم: حسين حجازي الايام الفلسطينية 16-2-2013 بخلاف مواقف سلفه السابق الكاردينال مار
نصرالله صفير الذي لم يكن يخفي عداءه
للنظام السوري وحتى للفلسطينيين زمن
عرفات في لبنان، فاجأ الكاردينال
الماروني الجديد بشارة الراعي الأوساط
اللبنانية والمسيحية على وجه الخصوص،
بقراره الذهاب الى دمشق الأسبوع
الماضي، والمشاركة في حفل تنصيب
البطريرك يوحنا العاشر اليازجي،
بطريرك إنطاكية وسائر الشرق للروم
الأرثوذكس. جنباً الى جنب مع ممثلين عن
الرئيس السوري، في مناسبة أراد النظام
السوري إظهارها كرسالة موجهة الى
الخارج، وخصوصاً الى الغرب المسيحي،
تعبيراً عن مدى تماسك جهاز الدولة
السوري وتأييد المسيحيين للنظام
والتفافهم حوله، في وجه الحملة
الدولية والعربية التي يتعرض لها. ان الكاردينال الراعي الذي ربما خاطر
بحياته في هذه الرحلة المحفوفة
بالمخاطر، على الطريق البرية بين
بيروت ودمشق، واستحق عليها التهنئة
بالسلامة بعد عودته، ما برحت مواقفه
تثير الحنق عليه في أوساط من أبناء
رعيته ولا سيما من أولئك بقايا الحرس
القديم، من تيار المارونية السياسية،
أمثال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير
جعجع، وحزب الكتائب اللذين كانا اشد
المناوئين خلال الحرب الأهلية
اللبنانية للوجود الفلسطيني. وفيما
بعد للأسد الأب والابن معاً على حد
سواء. وقد بدا هذا الكاردينال المثير
للجدل حوله، في هذه الرحلة الأخيرة الى
دمشق، كما لو أنه يسدد الضربة الأخيرة،
في سجل تراكمي من المواقف، الى ما تبقى
من ارث تقليدي للمارونية السياسية
التاريخية في لبنان، أرست دعائمه
سلسلة متصلة من بطاركة مارونيين،
جعلوا من "بكركي" مقر إقامتهم،
بمثابة الحصن أو القلعة الصلبة في وجه
اي تغيير او انقلاب على هذا الإرث. وهي
النزعة المحافظة التي جعلت من سلفه
الكاردينال مار نصرالله صفير يحول
بكركي طرفا غير معلن في تحالف 14 آذار
اللبناني، منحازا الى فريق سياسي من
بين رعيته ضد فريق آخر، هو في الوقت
نفسه الفريق الأكثري. وحلفاء هذا الفريق المسيحي الذي يضم حزب
القوات اللبنانية والكتائب
والكاردينال صفير من موقعه في بكركي مع
آل الحريري، فان هذا التحالف فيما يسمى
14 آذار الذي نشأ بعد مقتل رفيق الحريري
العام 2005، قد وضع نصب أهدافه العداء
لسورية وتصفية الحساب التاريخي معها
ونزع سلاح حزب الله، اي المقاومة
اللبنانية، وذلك بدعم فرنسي وأميركي
على وجه الخصوص، حيث اعتبر في وقت ما ان
السفير الأميركي الشهير في لبنان
جيفري فيلتمان هو الأب الروحي أو
العراب الذي هندس هذا التحالف. سوف يقوم وفد من هذا التحالف، 14 آذار
بزيارة غريبة الى غزة لتهنئة حماس
السنية بانتصارها على إسرائيل في
الحرب الأخيرة، وذلك نكاية بحزب الله
الشيعي، والذي لم يكلف خاطره هذا
التحالف بالسفر كيلومترا واحدا حتى
الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب
الله، لتهنئة هذا الأخير في انتصاره
على نفس العدو في حرب تموز 2006 . ولم يتح
الوقت في حينه لكي نشير الى هذه
المفارقة، والتي لا تزال تطرح تساؤلات
عدة حولها. ولعله على رأس هذه
التساؤلات ان كانت "حماس" فعلا
تمتلك تصورا واضحا عن خريطة مواقف
القوى السياسية اللبنانية، وتقييما
صحيحا لهذه المواقف. ومن قبيل
الكوميديا الساخرة، فقد كان ناقصاً
فقط في هذه الزيارة ان يكون جعجع من بين
هذا الوفد الزائر. جعجع حليف إسرائيل
القديم وأحد المسؤولين عن جريمة مجزرة
صبرا وشاتيلا. فكيف يتفق ان يكون تحالف
14 آذار الذي يطالب بنزع سلاح المقاومة
في لبنان، الذي ينكر المقاومة
اللبنانية في بلاده، هو الذي يبارك
انتصار المقاومة الفلسطينية في غزة في
صدارة المشهد، ولا يكون الحليف
الطبيعي والحقيقي لهذه المقاومة اي
حزب الله، الذي أمدها بالسلاح في
السنوات الصعبة اي في ذروة محاصرة حسني
مبارك لغزة. وهل كان من مصلحتنا، ان
ننخرط حتى دون إرادة مسبقة على ذلك، في
غمار هذه اللعبة الداخلية اللبنانية،
والتي لها امتدادات إقليمية ودولية،
ضد محور برهن عن صداقته الخالصة لنا،
وكنا حتى الأمس نتغنى باننا جزء من
محور المقاومة والممانعة. وفي غضون كتابة هذا المقال يوم الجمعة فان
السؤال يطرح نفسه مجددا عن التقدير
الحمساوي لأهمية بلغاريا في السياسة
الدولية حتى تخطئ التقدير بزيارة وفد
رفيع من أعضاء مجلسها التشريعي الى
هناك وتتعرض الى هذا الموقف الصعب
والمهين . احياناً يبدو المرء غير قادر
على الفهم وقد كانت هناك تقارير واضحة
عن مدى التغلغل والنفوذ الإسرائيلي في
هذا البلد غير المهم أصلاً، حتى تكلف
"حماس" نفسها بزيارة وفد منها
اليه. وقضية الاتهام الفاسد لحزب الله
الأسبوع الماضي بمسؤوليته عن العملية
التي حدثت العام الماضي في مطار
بلغاريا، يجمع عديد من المتطلعين على
الشأن البلغاري بفساد القضاء في هذا
البلد المخترق بالنفوذ الإسرائيلي.
فلماذا الذهاب من اصله؟ لكن عودة إلى السياق الرئيسي للقضية التي
نحاول تسليط الضوء عليها، فان ما هو
جدير ذكره هنا، أن ما يبدو انقلابا في
الحصن الحقيقي للمارونية السياسية في
لبنان، التي لعبت الدور الحاسم في
إنشاء الكيان اللبناني وإرساء صيغته
الطائفية، كانقلاب علوي من قمة راس
المرجعية الدينية لهذه الطائفة، أي من
بكركي نفسها. فان رجلا لم نأت على ذكره
حتى الآن، هو الجنرال ميشيل عون، كان
هو الصانع أو القائد الحقيقي الذي قاد
هذا الانقلاب، الذي بات حقيقة اليوم مع
غلبة كاسحة للجنرال عون وفريقه في
التمثيل الماروني المسيحي، في الشارع
كما تحت سدة البرلمان . بعد نجاحه في
سحب هذا التمثيل من الأمراء
التقليديين لهذه المارونية، اي حزب
الكتائب والقوات اللبنانية بزعامة
جعجع . ومع تحالف الجنرال عون
والكاردينال الراعي وحزب الله، بدا
كما لوان توازنا داخليا جديدا في لبنان
ينشأ من خارج التركيبة التقليدية
لأمراء الطوائف في لبنان في طريقه ان
يغير بصورة جذرية التوازنات التقليدية
في هذا البلد. في العام 1989 سوف اكتب محررا في مجلة "فلسطين
الثورة" متعاطفا مع ثورة الجنرال في
حينه في "قصر بعبدا" شرق بيروت،
مطوقا ومحاصرا من القوات السورية قبل
ان يقضي الأسد الكبير على ثورته، ويلجأ
الجنرال الى منفاه في باريس 15 عاما،
قبل ان يعود ثانية أشبه بالفاتحين الى
لبنان ويقود ثورته الثانية هذه المرة
من داخل البيت لتغيير وجه المارونية
السياسية القديم. ويجد كما حليفه
الكاردينال بشارة الراعي، طريقهما الى
دمشق. قال البطريرك يوحنا العاشر اليازجي، في
حفل التنصيب المهيب الذي أقامه النظام
احتفاء به، الراعي الكنسي لأبناء
رعيته السوريين، انهم في فرنسا والغرب
الأوروبي يرددون هذه العبارة كمثل،
تعبيرا عمن ضل طريقه ووجدها أخيراً
."لقد وجدت الطريق إلى دمشق". ولم
يكن لاستحضار هذه العبارة في هذا
التوقيت من معنى او دلالة أخرى. كأن
البطريرك الذي يتبع الكنيسة الشرقية
في روسيا يقول: نحن هنا في هذه
المناسبة، المكان والزمان، والمدينة
والبلاد، ومعنا الموارنة الكاثوليك
الذين يتبعون كنيسة القديس بطرس في
الفاتيكان، بحضور الكاردينال الراعي
هذا القداس، نتحدث نيابة عن مسيحيي
الشرق وبلسانهم: لقد وجدنا الطريق الى
دمشق، وهذه هي الطريق . يبقى سؤال أخير يستحق التأمل فيه،
والإجابة عليه. لماذا يؤيد مسيحيو
الشرق في لبنان وسورية وفلسطين النظام
في سورية ويفضلونه غلى خصومه ؟ في موقف
مجاف حتى للغرب المسيحي ؟ لاحظوا أيضا
في هذا السياق المتصل تصريحات المسيحي
الفلسطيني المطران عطالله حنا . لماذا
هذا الحب المسيحي للرئيس السوري بشار
الأسد، والدفاع عن النظام السوري في
وجه جميع أولئك المتآمرين عليه؟
والجواب واضح . لم يضلوا يوما طريقهم
إلى دمشق التي يدركون الآن أنها إن
سقطت سوف يتهدد بقاؤهم ووجودهم على هذه
الأرض. وقد لاحظ الجنرال عون في وقت
مبكر من الأزمة السورية، إن فرص إقامة
الديمقراطية في سورية عن طريق هذا
النظام هي اكثر قربا وتحققا من إمكانية
الوصول إلى هذه الديمقراطية عن طريق
خصومه. وقد يبقى للزمن وحده أن يحكم على
صحة نبوءة جنرال لا تخلو أفكاره من
ألمعية فلسفية وسياسية لافتة أحيانا
ومدهشة على صورة شخصية الرجل نفسه. ======================= جبهة النصرة لأهل الشام *
حلمي الأسمر الدستور 16-2-2013 حسب المصادر المتوفرة، أسست «جبهة النصرة
لأهل الشام» من الجماعات السلفية
الجهادية أواخر عام 2011 في غمرة
الانتفاضة الشعبية في سوريا، والجبهة
واسمها الرسمي هو « جبهة النصرة لأهل
الشام من مجاهدي الشام» أصبحت مدار
اهتمام كثير من القوى الغربية
والعربية في الآونة الأخيرة، بسبب
الإنجازات التي حققتها على الأرض، في
مواجهاتها لقوات بشار الأسد، حتى بات
البعض يخشى أن تحتل القوة العسكرية
الأولى على الأرض السورية، وهو ما يهدد
بسيطرتها على بعض الأسلحة الخطيرة
التي تمتلكها قوات النظام، وهو ما يثير
ذعر كيان العدو الصهوني، الذي بدأ
بتصنيف «جبهة الجولان» كجبهة معادية،
بعد أن ظلت لعقود خلت «جبهة آمنة» ليس
هذا فحسب، بل بات تشكيل هذه الجبهة
الفتية يثر قلقا جديا على مستوى
المنطقة والعالم، وهو ما استدعى قيام
تحالف «دولي» للحد من قوتها، وربما «اصطياد»
عناصرها وقادتها، ومحاولة إخراجها من
دائرة الثورة السورية، الأمر الذي
يفتح المجال لإطالة عمر النظام،
وتمكينه من قتل المزيد من ابناء شعبه،
وتخفيف الضغط عنه، كون مقاتلي جبهة
النصرة يحققون انتصارات نوعية على
قواته. إلى ذلك، وكجزء من محاصرة و»شيطنة» جبهة
النصرة، وضعت الولايات المتحدة جبهة
النصرة في قائمة المنظمات الإرهابية،
رغم أن الإدارة الأمريكية تؤيد –كما
يبدو- على العموم مقاومة الشعب السوري
لنظامه القاتل، ورغم أن المعلومات
المتوفرة تفيد بأن الجبهة تتكون من
سوريين حملوا السلاح دفاعا عن أنفسهم،
إضافة لمن «انتصر» لهم من ابناء الأمة
من «مهاجرين» مسلمين لديهم خبرات
قتالية في ساحات أخرى، كافغانستان
والشيشان والعراق!. هدف جبهة النصرة، كما تقول ادبياتها،
إقامة دولة إسلامية تقوم على الشورى
ويسودها العدل والإحسان، وقد دعت في
بيانها الأول الذي أصدرته في 24 يناير/كانون
الثاني 2012 السوريين للجهاد وحمل
السلاح في وجه النظام السوري. وتبنت
هذه الجماعة منذ إنشائها عدة هجمات
وتفجيرات نوعية في طول البلاد وعرضها،
وحدد البيان الهدف من إنشاء الجبهة
بالقول إنها جاءت سعيا من مؤسسيها «لإعادة
سلطانِ اللهِ إلى أرضِه وأن نثأر
للعرضِ المُنتَهَك والدمِ النازِف
ونردَّ البسمَةَ للأطفالِ الرُضَّع
والنِساءِ الرُّمل». واستهجن البيان
دعوة البعض للاستعانة بقوى غربية
للخلاص من نظام البعث الحاكم، واصفا
إياها بأنها «دعوة شاذة ضالة وجريمة
كُبرى ومُصيبة عُظمى لا يغفِرُها الله
ولن يرحم أصحابَها التاريخُ أبدَ
الدهر». كما حمل البيان بشدة على
الدولة التركية، وعلى مشروع الجامعة
العربية الذي حكم عليه بالفشل قبل
البدء به. كما هاجم البيان إيران قائلا
إنه «لا يخفى على كلِّ عاقلٍ السعيَ
الإيرانيَّ الحثيث معَ هذا النظامِ (البعث)
منذُ سنين قد خلتْ لزرعِ الصفوية في
هذهِ الأرضِ المُباركةِ لاستعادة
الإمبراطورية الفارسية، فالشام
لإيران هي الرئتان التي يتنفسُ بها
مشروعها البائد» وفي وقت لاحق أعلنت
جبهة النصرة لأهل الشام عن تشكيل «كتائب
أحرار الشام» في بيان بثته على موقع «يوتيوب»
بالشبكة العنكبوتية يوم 23 يناير/كانون
الثاني. وتنقسم آراء الخبراء بين فئة يؤكدون مدى
خطورة جبهة النصرة وتغلغلها العميق
بين الثوار، وبين فئة أخرى تقلل من
أهمية جبهة النصرة مستندة إلى المثال
الليبي الذي ذابت إلى حد ما كافة
المجموعات التي قاتلت في الثورة، في
الوقت الذي يشير فيه البعض إلى أن
تعظيم حجم جبهة النصرة ما هو إلا ‹فبركة
إعلامية› من قبل النظام السوري الذي
يريد تقديم المشهد السوري للعالم على
أنه حرب ضد الإرهاب!. ومهما يكن من أمر، فقد بدا أن دخول ورقة
جبهة النصرة على مشهد الثورة السورية
قد عقّد هذا المشهد المعقد أكثر فأكثر،
وهناك شك كبير في أن يُـترك المجال
لهذه الجبهة، وبقية التنظيمات
الجهادية للاستئثار بالساحة السورية،
حتى ولو كان الثمن دعم نظام الأسد، ولو
من باب خفي، أو عقد صفقات سرية بين
القوى «المعنية» لضمان إقصاء
الجهاديين، بل القضاء عليهم، حتى ولو
زاد هذا الأمر من معاناة الشعب السوري
بشكل اسطوري، وقتل المزيد منهم، لأن
منع الجهاديين من الانتصار أهم بكثير
جدا من تحرير الشعب السوري من النظام
الذي يقتله!. ======================= واشنطن وموسكو وجهان
لموقف واحد من الثورة السورية الطاهر إبراهيم 2013-02-15 القدس العربي عندما كان نظام بشار أسد يقمع التظاهرات
بشدة، فيسقط قتلى وجرحى دون أن يردعه
رادع، ظن الناس أن النظام أخذ ضوءا
أخضر من مجلس الأمن، رغم أن الدول
الغربية كانت تطرح قرارات في مجلس
الأمن تطالب بوضع ما يحصل في سورية تحت
البند السابع، فتضطر بكين وموسكو أن
ترفعا 'الفيتو' ثلاث مرات لإجهاض تلك
القرارات. رغم أن الرئيس 'باراك أوباما'
ووزيرة خارجيته 'كلينتون' لم يتوقفا عن
التنديد بمسلك بشار أسد ومطالبته
بالرحيل. مع تقدم وحدات الجيش السوري الحر للدفاع
عن المتظاهرين، وازدياد عدد القتلى من
المدنيين، خصوصا في أحياء مدينة حمص،
ازدادت مطالبة السوريين لمجلس الأمن
بفرض ملاذات آمنة على غرار ما فرض في
كوسوفو، لكن الصين وروسيا أصرتا على
رفض ذلك. بعض خبراء السياسة العريقين
أشاروا بإصبع الاتهام إلى واشنطن
وأنها لو أرادت لنزلت موسكو عند رأيها.
لكن بقي أكثر السوريين يأملون أن تكون
واشنطن صادقة فيما تقول، وتنجح بإقناع
موسكو بأن تتخلى عن بشار أسد، فتوافق
على قرار بحق نظامه تحت البند السابع. الاختبار الثاني الذي فشلت فيه واشنطن هو
رفض تسليح الجيش الحر بصواريخ تخفف
القصف الجوي أو توقفه. بل حضت حلفاءها
على الامتناع، بحجة الخوف من وقوع هذه
الأسلحة بأيدي الإرهابيين أو
المتطرفين الإسلاميين. هذه الحجة لم
تطرحها واشنطن أثناء تحرير ليبيا، وهي
تعرف أن في المعارضين الليبيين من كان
في أفغانستان، وليس بين السوريين من
كان هناك. قال المعارضون السوريون لعل وعسى عندما
دعمت واشنطن تشكيل المجلس الوطني
السوري المعارض الذي أعلن عنه أوائل
شهر أوكتوبر عام 2011، وحشدت له ما سمي
بدول أصدقاء سورية في عدة مؤتمرات، كان
أولها في تونس في 24 فبراير 2012. اعترف
مؤتمر تونس بالمجلس الوطني كممثل شرعي
للشعب السوري، لكن كان ذلك إلى حين. كان التغير الثالث الذي أثار تساؤلات يوم
أعطت واشنطن ضوءاً أخضر لإنشاء جسم
معارض سوري آخر غير المجلس الوطني.
أعلنت ذلك 'هيلاري كلنتون' من زغرب في
كرواتيا، فأعلن في الدوحة عن تشكيل
الائتلاف الوطني للمعارضة السورية في
10 نوفمبر 2012. ولم يعرف أحد لماذا هذا
التشكيل الجديد؟ لكن ذلك لم يطل حيث
أعلن الرئيس 'باراك أوباما' وضع 'جبهة
النصرة' أكبر الجبهات المقاتلة في
الجيش الحر وأكثرها تنظيما على قائمة
الإرهاب. على ما يظهر كان المطلوب من التشكيل
الجديد أن يعلن عن موافقته على موقف 'أوباما'،
لكن ذلك لم يحصل، بل تم العكس. فقد
توالى التنديد بخطوة أوباما بإعلانه
عن وضع جبهة النصرة على قائمة الإرهاب،
من رئيس الائتلاف ونائبه ومن العميد 'سليم
ادريس' رئيس أركان الجيش الحر ومن قادة
الوحدات العسكرية المقاتلة، إذ اعتبر
الجميع أن جبهة النصرة فصيل سوري وطني
مقاتل وحر. على إثر هذا التنديد تغير
سلوك واشنطن مع جميع مؤسسات المعارضة. فقد أوقف المانحون تمويل الائتلاف
الوطني، الذي أعلن أن كل ما وصله هو 400
ألف دولار. المجلس العسكري المكون من
الوحدات المقاتلة في سورية الذي أعلن
عن تشكيله بنفس الوقت، هو الآخر تم
إهماله. وكان أعلن فيه عن تشكيل مجالس
عسكرية في سورية بدعم من ضباط مخابرات
أمريكية وأوروبية وعربية، وتم اختيار
العميد سليم إدريس رئيسا لأركانه. على مستوى التسريبات السياسية نقل خبر عن
اتفاق بين واشنطن وموسكو على تفعيل ما
جاء في اتفاق جنيف بتشكيل حكومة مؤلفة
من رموز النظام مع معارضين آخرين مع
تجاهل مصير بشار أسد. ما يعني أن الخلاف
المعلن بين واشنطن وموسكو لم يكن إلا
ذرا للرماد في العيون. 'فرانسوا أولاند'
رئيس فرنسا هو الآخر أكد على عدم تسليح
الجيش الحر - وكان من قبل يدعم تسليحه-
حتى لا يزيد الأمر اشتعالا، (من يوقف
روسيا عن توريد السلاح للنظام؟). لكن ما سبب رفض 'أوباما' تسليح الجيش الحر؟
في 9 فبراير الجاري أعلن البيت الأبيض
أن (الرئيس الأمريكي 'باراك أوباما'رفض
العام الماضي تسليح المعارضة السورية
بهدف حماية المدنيين الإسرائيليين
وحماية امن الولايات المتحدة). هذا
يخالف ماذهبت إليه 'هيلاري كلينتون'
الصيف الماضي حين اقترحت تسليح مقاتلي
المعارضة السورية، ودعمها في ذلك وزير
الدفاع 'ليون بانيتا'. وهي الفكرة التي
أيدها مدير الاستخبارات المركزية
الامريكية 'سي اي ايه' 'ديفيد بترايوس'،
لكن البيت الأبيض رفضها، في حينها.
وأثار الاعتراف غضب أعضاء الكونغرس
الذين يؤيدون دعم المقاتلين المعارضين
السوريين. ما يعني أن القضية عند
أوباما هي أصوات اليهود في الانتخابات
الرئاسية في الصيف الماضي، ولم يكن وضع
جبهة النصرة على قائمة الإرهاب إلا
إرضاء للكونغرس الأمريكي الغاضب. لكن، لماذا بقي الرفض الأمريكي لتسليح
المعارضة السورية، وقد انقضت
الانتخابات الرئاسية بعجرها وبجرها؟
ولماذا هذا الموقف الجديد المستغرب من
الرئيس الفرنسي 'فرانسوا أولاند' الذي
كان أكبر داعم للمعارضة السورية ضد
نظام بشار أسد؟. من إعلان البيت الأبيض أعلاه يتضح السبب 'الإسرائيلي'
الحاكم في سياسة واشنطن. فليس ثَمةّ أي
مصلحة لإسرائيل في رحيل نظام بشار أسد،
فعلى مدى 40 عاما تمتعت الحدود
الاسرائيلية السورية بالامن، وهو نفس
السبب في تغيير موقف فرنسا، وعلى
السوريين أن يضعوا ذلك في حسبانهم. ' كاتب سوري ======================= معتز فيصل 2013-02-15 القدس العربي دمشق عاصمة التاريخ، وعاصمة الحضارة،
وعاصمة الأبجدية، وعاصمة الفن، وعاصمة
الشعر، وعاصمة الإسلام، وعاصمة كل
الأديان. دمشق الأبية العصية التي
تعلمت عبر التاريخ أن تمتص الغرباء
وتذيبهم فيها حتى لا يبقى منهم أثر، لم
تستطع بكل حنانها وحبها وعطفها
وعطائها أن تذيب قلوباً قدمت من حجارة
قادمة من فيحيح جهنم، أكلوا خيراتها
واستمتعوا بمائها واستعمروا قاسيونها
ومزتها، ولكنهم لم يعشقونها، ، هم لا
قلوب ولا عقول ولا أحاسيس ولا مشاعر.
تخلت لهم دمشق وأهل دمشق عن أجمل
بيوتها وأروع دورها، طوعاً أو كرهاً،
ظناً أنهم سيتحولون في يوم من الأيام
إلى إخوة لهم في الوطن وإخوة لهم في حب
دمشق، ولكن ولأول مرة في التاريخ،
يستعصي الحقد على حب دمشق، ويأبى أن
يتماهى مع مياه بردى ونسمات الربوة
وأزهار الغوطة. في لحظة ما سيبدأ نيرون بقصف دمشق بكل ما
أعد من صواريخ ونار ولهب وعدة وعتاد،
سيقصفها من قاسيونها، حيث خبأ أسلحته
الفتاكة لا عن عيون إسرائيل، ولكن عن
عيون الدمشقيين. وسيخرج منها كل
الغرباء وسيرحل عنها الغاصبون وستهرب
منها كل طفيلياتها التي عاشت كديدان
العلق تمتص دماءها. سيرحل الغرباء
وتبقى دمشق ويبقى أطفال دمشق، يغطون
بأجسادهم العارية كل حارة من حواريها
يحمونها من القذائف واللهيب، ستبقى
بنات دمشق يحمين بشعورهن الطويلة أزقة
دمشق العتيقة يفرشونها لتستر كل ذرات
ترابها عن أعين الوحوش، سيبقى رجال
دمشق يحملون سلاحهم صامدين يموتون
واقفــــــين، وستبقى نساء دمشق يسندن
جدرانها بأكفهن حتى لا تتصدع وتنهار.
سيبقى كهول دمشق رافعين أيديهم إلى
السماء يدفعون عن دمشق صواريخ
المجرمين يتوسلون إلى ربهم ألا
يًستشهدوا إلا على تراب دمشق. سيرحل
الطغات كل الطغات عن دمشق بعد أن
ينتهوا من التلذذ بمشهد حريقها،
وسيرحل معهم كل شياطين جهنم، تاركين
دمشق بظنهم جثة هامدة، ولكن هيهات، ها
هي دمشق تهتز وتربو تغسلها أمطار أيار،
وتسقيها دماء الشهداء، لتُنبت من تحت
كل حجر زهرة ياسمين، ومن تحت كل لبِنة
زهرة برتقال، ومن تحت كل دار مهدمة
شجرة كباد، ومن تحت كل بركة دم يدٌ تبني
دمشق الجديدة. دمشق ستبقى وسيرحل كل من لا يحبها ومن
معه، وسيرقب العالم هذه المعجزة
مشدوهاً صامتاً، وسيأتي العرب
والمسلمون خجلين مطيعين منحنية
رؤوسهم، لا ، معتذرين من دمشق عن
تخاذلهم، عن صمتهم، عن كذبهم، عن
نقاقهم، عن خنوعهم، عن تآمرهم، ستضمهم
دمشق وهي تبكي إشفاقاً عليهم لأنها
تعرف أنهم هم الضحية المقبلة، هم هدف
الفرس القادم بمكتهم ومدينتهم
وأهراماتهم وأزهرهم وتطوانهم
وقيروانهم وخليجهم. ستعاود نصحهم بأن
يعزموا أمرهم ويكونوا مرة واحدة
رجالاً يقفون صفاً في وجه الغزو
الجديد، ولكن قلبها وخبرتها وتاريخها
يقولون لها: 'لا فائدة'. لا تتأملي منهم
شيئا لا ترتجي منهم عقلاً ولا حكمةً،
فهم هم قبل ثوراتهم وبعدها، وقبل سقوط
بغدادهم وبعدها، وقبل دمار دمشق
وبعدها. لن يفيقوا من سكرتهم قبل أن
تسقيهم أنت من شراب الكرامة والعزة
والحرية الذي تخلطينه من زهر الياسمين
وعسل البرتقال والكباد والنارنج وماء
بردى ودم الشهداء. ستقودهم دمشق إلى
درب التحول، إلى طريق الوحدة وستنفي
عنهم خَبَثهم وستخلصهم من طواغيتهم
وستريهم كيف تعود بهم إلى قمة التاريخ. لن يضير دمشق ما سيحدث، بل ستخرج كالعنقاء
تنفض عنها غبار الحرب والدمار، ستخرج
منتصرة في النهاية رغم كل ما حصل،
وستشرق شمسها من جديد، وستعيد بناء
نفسها بأيدي أبنائها الأصليين
وأبنائها الذين أرضعتهم لبن بردى،
وابنائها الذين تبنتهم واحتوتهم
وربتهم وأحبتهم وأحبوها. لكن التاريخ
لن يرحم من دمرها، ولن يرحم من تخلى
عنها، ولن يرحم من تحالف مع أعدائها،
ولن يرحم من وقف يتفرج عليها وهي تحترق.
صبراً أهل دمشق، فالفرج قريــــب وإن مع
العســر يسراً، ولن يغلب عسرٌ يُسرين. ======================= لا يُلام الذئبُ في
عدوانه... إن يكُ الراعي عدوَّ الغنم! د. محمود نديم نحاس الاقتصادية الإلكترونية السبت 9/2/2013 سألني صديق: ما سر بعض الوفود الشعبية
العربية التي تتوافد على دمشق تعلن
تأييدها لقتل الشعب السوري الأعزل
المسكين؟ قلت: أما قرأت مقالة الرطيان بعنوان "تآمرستان"؟
فقد كتب: (الأنظمة الاستبدادية القمعية
ترى أن أي حراك ضدها هو "مؤامرة"
ولا بد من إضافة: تحركها أصابع أجنبية...
حتى تأخذ التهمة بعدها القومي الذي
يجيّش الجموع ضد الحراك وصنّاعه). وهذه
الوفود مازالت تظن أن تحرك الشعب
السوري لطلب حريته وخلاصه من نظام
مستبد جثم على صدره خمسين سنة (منذ
الثامن من آذار/مارس 1963) هو مؤامرة ضد
بلد الممانعة والمقاومة. والعجيب أن
هؤلاء لا يطّلعون على الأخبار التي
تقول (إسرائيل تشرع في بناء جدار عازل
على حدود الجولان) خوفاً من الشعب
السوري وليس خوفاً من النظام الذي ينقل
قواته من الجبهة إلى الداخل لقمع
الشعب، فهي التي تعترف أن هذه الحدود
هي آمن حدودها منذ 1974م. وأضفت: يا صديقي لا يهمك هؤلاء القلّة
ولكن انظر إلى الكثرة المؤيدين للشعب
السوري. فهل رأيت الوفود التي تتوافد
على مخيمات اللاجئين تحاول أن تزرع
البسمة على وجوه البائسين؟ فالشعوب
العربية تقف مع الشعب السوري الذي سبق
له أن وقف مع الشعوب التي وفدت إليه
هاربة من مآسي بلادها، فاستقبلها وفتح
لها البيوت ليؤويها والقلوب لتتعاطف
معها. ولعلي أذكر لك ملخصاً لتعليق على مقالتي
الأخيرة يوضح مدى التعاطف مع السوريين.
فقد كتب الأستاذ صالح اللحيدة يقول:
كأني بك تكتب بدم إخوتنا الأبرياء
المظلومين من المدنيين العزل، وحتى
الأبطال المجاهدين بالجناح العسكري من
الجيش الحر الذين يدافعون عن العرض
والأرض ويضحون بأرواحهم وأولادهم
وأسرهم بل وبالدنيا بأسرها، باعوها
واشتروا الآخرة، من أجل رفع كلمة لا
إلٰٰه إلا الله والحرية والعدالة
ولوقف إراقة الدماء الزكية التي روت
الأرض واختلطت بمياه الأنهار من آلة
الحقد والكراهية والقتل الهمجي
الجماعي الأعمى من أزلام وشبيحة وعبدة
السفاح المجرم هولاكو العصر وزمرته
الذين بحقدهم الأعمى استباحوا
المحرمات والأعراض ودمروا الشجر
والحجر والبشر في ممارسةٍ لسياسة
الأرض المحروقة... كيف لا نحزن أو نأسى
لأهلنا؟ كيف يهنأ لنا مأكل ومشرب أو
يهدأُ لنا بال، وخمسة ملايين بمخيمات
اللاجئين داخل بلادهم أو على حدودها.
ملايين مهجرون قسرياً شبه حفاة وعراة
بالعراء، لا يملكون الحد الأدنى من كل
ما هو أساسي وضروري للحياة؟! ويحنا!
واعروبتاه؟ وا إسلاماه؟! والله إني
لأخجل من نفسي وأستحيي من الله. أما أولئك المؤيدون لذبح الشعب السوري
فلم أجد لهم سوى قصيدة عمر أبو ريشة
التي يقول فيها: رُبَّ وامعتصماهُ انطلقتْ *** مِلءَ
أفواهِ البناتِ اليُتَّمِ لامستْ أسماعَهم... لكنها *** لم تلامسْ
نخوةَ المعتصمِ لا يُلامُ الذئبُ في عُدوانه *** إنْ يكُ
الراعي عَدوَّ الغنمِ =========================== الربيع العربي…والأمن
الإسرائيلي ـ د. علي حسون لعيبي – February
15, 2013 الزمان مما لاشك فيه أن ثورات الربيع العربي خلقت
وخلفت انسانا عربيا جديدا…يرفض
الخنوع والمساومه والذل، والاضطهاد،
وهي ثورات حقيقية رائده ضد الاننظمة
العربية الفاسده التي ساهمت في تأخره
مئات السنين بفعل الادارات المتخلفة
والطمع والجشع في الاستيلاء على كل شي
من قبل الحكام، وظهرت قناعات ورؤى جيدة
فيما يخص الاحداث والوقائع السياسية
في المنطقة ومنهاموضوعة الصراع العربي
الاسرائيلي..الذي كان الشغل الشاغل
للانظمة العربية وشماعة التنكيل
والبطش بالخصوم بحجة المجابهة مع
العدو الاكبر اسرائيل. لكن اسرائيل تراقب بحذر كل التطورات التي
حدثت وستحدث في المنطقة العربيه
فتوقعت احدى الدراسات والتقارير
المهمه مايلي توقع تقرير اسرائيلي أن
يشهد العام 2013 سقوط نظام الرئيس السوري
بشار الأسد، وتقسيم الدولة العربية
الى دويلات عدة على أسس طائفية،
واستمرار الاضطرابات في الشارع
المصري، في ظل غياب أي بوادر لتحسن
اقتصادي، مما قد يدفع الرئيس محمد
مرسي، الى الارتماء في حضن الغرب،
لمواجهة ثورة ثانية قد تطيح بحكم
الاخوان المسلمين. كما توقع التقرير، الذي نشر على موقع
الاذاعة الاسرائيلية ، بعنوان نظرة
تحليلية الى الشرق الأوسط والربيع
العربي في 2013 ، أن تمتد ثورات الربيع
العربي الى عدد من الممالك العربية،
وفي مقدمتها الأردن وبعض الدول
الخليجية، التي ستكون قدرتها على
الصمود على المحك ، كما اعتبر أن العام
المقبل سيكون حاسماً بالنسبة للملف
النووي الايراني. وبالنسبة للملف السوري، ذكر التقرير أن
مدير مركز ديان للدراسات الشرق أوسطية
في تل أبيب، عوزي رابي، لا يستبعد بعد
سقوط نظام الأسد، تفكك سوريا طائفياً
الى ثلاث دويلات كردية وسنية وعلوية،
مشيراً الى ما وصفه بـ الجيب الكردي في
شمال شرقي سوريا، والى تدفق العلويين
الى المناطق الساحلية، مثل طرطوس
واللاذقية. وبينما ذكر البروفسور الاسرائيلي أن
السُنة قد يتمسكون بالعاصمة دمشق
ومدينة حلب، فقد استبعد سيناريو مجيء
معارضة تحمل طرحاً جدياً لاستقرار
سوريا ما بعد الأسد، معرباً عن توقعه
المزيد من سفك الدماء، وحالة من عدم
الاستقرار في سوريا، والتي ستنعكس
سلباً على الدول المجاورة، وربما على
الشرق الأوسط برمته. أما فيما يتعلق بالملف الفلسطيني، فقد
اعتبر التقرير أن مصير رئيس السلطة
الوطنية، محمود عباس، يعتمد على تقدم
المسيرة السلمية، وأشار الى أن زعيم
حركة المقاومة الاسلامية حماس ، خالد
مشعل، قد يعود زعيماً للساحة
الفلسطينية برمتها. وذكر التقرير، نقلاً عن خبير شؤون الشرق
الأوسط الاسرائيلي، أن العام 2013 قد
يشهد مبادرات فلسطينية برعاية مصرية،
للمصالحة بين حركتي حماس وفتح، لكنها
ستكون مصالحة تكتيكية ليس أكثر، لأنه
لا يمكن جسر الفجوات بين الحركتين،
بحسب التقرير. وبالنسبة لرئيس السلطة الفلسطينية، ذكر
رابي أنه بدون أي انفراج دبلوماسي في
ملف السلام، قد يجد عباس نفسه فاقداً
لسيطرته على الضفة الغربية، التي شهدت
بنهاية 2012 نوعاً من الاحتجاجات
الشعبية، من شأنها أن تتحول في العام
2013 الى نوع من الانتفاضة. الا أن التقرير لفت الى أن ما يتطلب نظرة
استثنائية، هو اللاعب الجديد القديم
على الساحة الفلسطينية ــ خالد مشعل ــ
الذي يحاول، عن طريق استفادته من نتائج
الحرب الأخيرة في غزة، اظهار نفسه
زعيماً للساحة الفلسطينية برمتها وعلى
جناحيها، علماً بان مسقط رأس مشعل قرية
سلواد، قضاء رام الله في الضفة
الغربية، وعلماً بأن خلايا نائمة
تابعة لحركة حماس تعمل في الضفة
الغربية. ورأى رابي أن التطورات على الساحة
الفلسطينية تجبر اسرائيل على تبني
خيار استراتجي، ما بين طرح مبادرة
سياسية تعيد عباس الى صدارة الساحة
الفلسطينية، ولكن بشكل يضطر فيه الى
التفاوض جدياً، من جهة، أو من جهة اذا
لم تتخذ اسرائيل مثل هذا القرار، قد
يصبح مصير عباس محتوماً، وبالتالي قد
تواجه اسرائيل واقعاً فلسطينياً أكثر
خطورة بالنسبة اليها. أما فيما يتعلق بالشأن المصري، فقد أشار
التقرير الاسرائيلي الى أن الأزمة
التي أثارها اعلان مرسي الدستوري،
أظهرت أن الطريق الى الديمقراطية ما
زالت طويلة ومعقدة، وأضاف أن الاخوان
المسلمون انتصروا، في هذه المرحلة على
الأقل، في الصراع السياسي، لكنهم
اختاروا تهميش الديمقراطية لصالح فرض
أجندتهم على الساحة المصرية، الأمر
الذي يرفضه المثقفون والاعلام وجهاز
القضاء المصري. وتوقع البروفسور رابي استمرار حالة عدم
الاستقرار السياسي في مصر في العام 2013،
وأنه في غياب بشرى اقتصادية.. لا أستبعد
خروج الجماهير المصرية ثانية الى
الشوارع ، مما يضطر الرئيس مرسي الى
خلق توازنات وحلول وسط، بين المعسكرين
الاسلامي والليبرالي.. وتابع أن مرسي
في حاجة اليوم الى خلق القنوات الى
قلوب الغرب، بالهدف الحصول على
المساعدات الاقتصادية، التي يحتاج
اليها لانجاح سياسته. كما تطرق التقرير الى امتداد الاحتجاجات
الى ممالك عربية في 2013، وقال ان
الأنظمة الملكية العربية، ومن بينها
الأردن والدول الخليجية، شهدت حالة من
الاستقرار خلال العامين الأولين
للربيع العربي، ولكن اليوم تتعرض هذه
الأنظمة لضغوط ومطالب متزايدة من قبل
الجماهير، التي قد تركز مطالبها على
تغيير الدستور، وتعزيز صلاحيات
البرلمان على حساب الملوك. ولفت الى أن الأردن والمغرب شهدت مثل هذه
التوجهات، ولم يستبعد، على المدى
البعيد، عدم نجاح الملوك في التعامل مع
الضغوط الشعبية المتزايدة، ويتوقع
تحديات كبيرة للأنظمة الملكية في
العام 2013. أما بالنسبة للملف الايراني، فقد أشار
التقرير الى أن العام 2013 قد يكون عام
الحسم بالنسبة لايران، وذكر أن الربيع
العربي انعكس سلباً على طهران، الأمر
الذي لقي تعبيراً له بتعاظم قوة السنة
في المنطقة على حساب الشيعة من جهة،
وباضعاف حليفي طهران، الأسد ونصر
الله، من جهة أخرى. ولفت التقرير الى أن ايران تشهد، على
الصعيد الداخلي، أخطر أزمة اقتصادية
منذ الثورة الاسلامية عام 1979، كما أن
عام 2013 سيشهد نهاية عهد أحمدي نجاد
رئيساً للجمهورية الاسلامية، مما سيضع
القيادة الايرانية أمام خيارات صعبة
بشأن التعامل مع الغرب فيما يتعلق
ببرنامجها النووي ان مجمل هذه التوقعات تصب في النتيجة
لصالح اسرائيل…نتيجة انشغال المنطقة
العربية بصراعاتها الداخليه…التي
ستخلفها ثورات الربيع العربي وبالتالي
الامن الاسرائيلي سيكون في أمان تام،
ويبدو أن صبغة الثورات الدينية
السياسية…وتحكمها بقدرات ومقدارت
الثورات…وتصريحات قادتها…أعطت الضوء
الاخضر للساسة في اسرائيل…أن يؤيدوا
مسارات هذه الثورات مادامت بعيده عن
الامن القومي الاسرائيلي. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |