ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مقالات مختارة من الصحف العربية ليوم 25-02-2013 هل
ستبقى المقاومة البديل الوحيد لحل
القضية السورية؟ خالد
هنداوي 25-2-2013 الشرق
القطرية لقد
طفحت وسائل الإعلام المسموعة
والمقروءة مؤخرا بالحديث عن الحوار
وإمكانيته وجدواه بين اللانظام السوري
وبعض من يعرضون هذه الورقة من باب
إحجاج الظالم وإفحامه أمام ما يسمى
بالمجتمع الدولي الذي أصبح معظمه
غادرا خائنا للأمانة مضحيا بأسرة
الشعب السوري العضو الدولي في جسم
الأسرة العالمية طلبا للمصالح الأمنية
والسياسية والاقتصادية لحسابها فقط
دون أي اكتراث ببحور الدماء الهادرة في
كل صعيد على أرض ضاربة في أعماق
التاريخ والحضارة على الدوام، فلا قيم
ولا مبادئ ولا أخلاق في السياسة لدى
هؤلاء جميعا خصوصا أن الصهاينة ضاغطون
أساسيون لعدم الوقوف ضد هذا اللانظام
حيث وفر لهم الهدوء وبناء المستوطنات
لأربعين عاما، لقد أخذ كثيرون بالحديث
عن ضرورة المصير إلى حوار مع القتلة
الجهنميين الساديين حقنا لما تبقى من
دماء السوريين وتخفيفا للدمار الكارثي
الذي جعل معظم البلاد العامرة قاعا
صفصفا، وهم إذ يدندنون على هذا الرهان
يقولون لابد أن نحاول ونجرب ولكن يبدو
أنهم ينسون أن الذي يجرب المجرب عقله
مخرب أو هكذا غالبا ما يكون، لقد
استجاب الأخ الشيخ أحمد معاذ الخطيب
رئيس ائتلاف قوى الثورة والمعارضة من
باب رفع العذر بل الاتهام بأن المعارضة
ربما لا تملك أفقا سياسيا للمحاورة أو
المفاوضة وليس لديها إلا ثابتة رحيل
اللانظام بكل رموزه وأركانه، فماذا
كانت النتيجة ورد فعل القتلة غير
المراوغة والإجابات العامة الساخرة
والمنكرة للواقع الذي ما زالت تعيشه
سورية على إيقاعات الفظائع والشنائع
والأسد ما زال بأمر أسياده المعروفين
الذين فضحته وفضحتهم الثورة المجيدة
متمسكين بالصنائع والخدام الذين
يعملون لمصالح هؤلاء الأسياد وعلى
رأسهم إسرائيل كما نقل مؤخرا صائب
عريقات عن نتنياهو في تصريحاته التي
تخشى من زوال الأسد وعصابته، ورغم أن
معاذ الخطيب قد رمى هذه الحجرة الصغيرة
التي لن تؤثر شيئا في تحريك دولاب
المعادلة وإن كانت تثبت أن لدى الطرف
الآخر حلحلة للمعضلة السورية إذا كان
رأس النظام مستعدا لنقل سلمي للسلطة،
ولكن الحصيف المتابع والقارئ السابر
لحقائق المشهد السوري مدرك تماما أن كل
هذه المحاولات ما هي إلا لعب في وقت
حساس ضمن حلبة الصراع وأن الكاسب في
النهاية هو من يقتل ويقتل ويدمر ويشتري
هذا الوقت لمزيد من جرائمه ومذابحه
واستعمال كل سلاح روسي وإيراني لسحق
الثورة سيما أنه مطمئن أن أمريكا
المخادعة الكاذبة قد أخذت على عاتقها
ومعها أوروبا ألا يزودوا الجيش الحر
والمقاومة بأي سلاح نوعي يغير من ميزان
القوى على الأرض، وعلى هذا فإن الثوار
وبإمكاناتهم التقليدية البسيطة إنما
يقومون بشبه معجزة عندما يحررون
المطارات ويسقطون ويعطبون الطائرات
ويدمرون الدبابات والأسلحة الثقيلة،
بل وأصبحوا منذ الأشهر الأخيرة يغنمون
الكثير الذي أتاح لهم التحدي وضرب
معاقل الظالمين بما فيها القصر
الجمهوري والأركان في دمشق العاصمة،
ومع ذلك فإننا نقول: إن قانون التدافع
في الأرض والبشر هو الذي لن يترك
المتجبرين على سلطانهم مهما امتد
الوقت كما أن من السنة الكونية توفر
الأسباب فعندما وفر الرئيس الأمريكي
الأسبق روزفلت الأسلحة الفعالة
للإمبراطور تشرشل استطاع أن يهزم هتلر
ويخرجه من بريطانيا ثم يمنى بالهزيمة،
وهكذا فقد جعل الله لكل شيء سببا، وإن
تكالب معظم المجتمع الدولي مع الجزار
في سورية على الثوار الذين هم يحاربون
الأسد وروسيا وإيران والصين وحزب الله
ومالكي العراق بل وبعض من يدعون أنهم
أصدقاء للشعب السوري وهم أقرب إلى
العداوة منهم إلى الصداقة، فمهما بلغ
هؤلاء الثوار من الإيمان والعزيمة
والإرادة فإن أمامهم تحديات لابد من
مجابهتها، وكم تقصر معظم الدول
العربية والإسلامية في دعمهم وهي
متسببة في إطالة الصراع من جهة وفي
التآمر الناعم اللامباشر والمباشر في
عدم تحريض شعوبها كاملة أن تدعم الثوار
ماديا ومعنويا، وإنه من هذا المنطلق
بالذات وبعد امتداد المجازر في كل بقعة
من سورية وضرب صواريخ سكود الروسية على
مدينة حلب القديمة كان موقف الائتلاف
بتعليق مشاركته في مؤتمر روما
ومباحثات في واشنطن وموسكو عن سورية
صائبا فلابد من المواقف المتوائمة مع
فداحة الكارثة والتحدث بالفم الملآن،
ما لكم كلكم أو جلكم تطلقون العنان
لهذا الوحش جوا وبرا وبحرا يقتات من
دمائنا دون عون فعلي إلا بالكلام
والاحتجاج والتنديد في حين يقف
الآخرون بكل وقاحة دعما لا محدودا
لاستمراره وكم زادت شراسة هذا الغول
بعد طرح تصريحات الخطيب عن حوار لنقل
للسلطة فأخذ يقصف داريا بجنون ليضمن
الريف الدمشقي وهو منذ شهرين لم يتمكن
ولن يستطيع أبداً إن شاء الله بعد
استحكامات الجيش الحر وانضمام الضباط
إليه، إننا نرى بكل يقين أنه لا جدوى
لأي حوار من أي نوع مع القتلة العملاء
لأن الغاية من الحوار الأمان والسلام
وهو لا يريده لأن طبيعته الوحشية ما
تعودت عليه طوال حكمه وحكم أبيه بل
تعودت على الخداع والموت للبقاء في
السلطة كما حدث في جرائم مجزرة حماة
عام 1982، ولن يكون أي بديل عن أي حوار
وتفاوض مع المقاومة والشعب السوري إلا
مواصلة الثورة بكل اصطبار وإرادة
والاعتماد على الله والنفس وكسب غنائم
جديدة نوعية من اللانظام نفسه بنشيد: سلاحي
من عدوي والذخيرة
وأهدافي وإن صغرت كبيرة وعندها
سيتنازل كل فرعون للثوار وتقود سورية
دولة الحرية والعدل والمواطنة
والقانون. ===================== ولبنان
بقانون انتخاب! خيرالله
خيرالله المستقبل 25-2-2013 ثمة من
يريد تفتيت سوريا عن طريق تعمّد
الاطالة للحرب الداخلية الدائرة في
أراضيها منذ عامين. وثمة من
يريد تفتيت لبنان عن طريق اعتماد قانون
انتخاب يجعل من الوطن الصغير مجموعة
كانتونات يتحكّم بها الكانتون الأقوى
والأكبر، أي دويلة "حزب الله"
الإيراني الذي يمتلك ميليشيا وأجهزة
أمنية قادرة على احتلال أي منطقة
لبنانية، بما في ذلك بيروت متى يشاء...
أو على الأصحّ متى صدرت الأوامر
والتعليمات بذلك من طهران. كلّما
مرّ يوم، يثبت بالدليل الملموس أنّ
إطالة أمد الحرب الداخلية الدائرة في
سوريا يصب في تنفيذ خطة تصبّ في خدمة
توجيه ضربة محكمة، لا شفاء منها، إلى
الكيان الذي عرفناه والذي استقلّ في
العام 1946. هناك رغبة واضحة لدى أكثر من
طرف إقليمي في الانتهاء من سوريا
بحدودها المعروفة، التي يعود الفضل في
رسمها إلى اتفاق سايكس- بيكو الذي جمع
بين دمشق وحلب واللاذقية وجبل العرب (جبل
الدروز). من أفضل
من النظام العائلي- البعثي القائم يؤدي
هذه المهمة عن طريق التمسّك بالسلطة
بغض النظر عن عدد الضحايا والدمار
والخراب؟ يتمسّك
هذا النظام بالخيار الأمني غير آبه بأن
أكثرية الشعب السوري ترفضه. يرفض
النظام أخذ العلم بأنّه يتأكد كلّ ساعة
أنّ الشعب السوري لن يتراجع. هذا
الشعب، الذي لم يعد يهاب الموت، مستعدّ
لمتابعة مقاومته إلى ما لا نهاية بغض
النظر عن المساعدات أو حجم الدعم الذي
يحصل عليه من هذا الطرف الإقليمي أو
الدولي أو ذاك. من
الواضح أنّ هناك رغبة اسرائيلية في
الذهاب إلى النهاية في دعم النظام
القائم في عملية تدمير البلد. ولذلك،
تمارس اسرائيل ضغوطاً كبيرة على
الولايات المتحدة من أجل اعتماد سياسة
تصبّ في خدمة إطالة الحرب السورية قدر
الإمكان. ترمي اسرائيل من خلف هذه
السياسة إلى تعميق الشرخ الطائفي
والمذهبي وتدمير ما بقي من المؤسسات
السورية التي يعود الفضل في قيامها الى
عهد الانتداب الفرنسي وإلى السنوات
الأولى من الاستقلال، أي مرحلة ما قبل
إعلان الوحدة مع مصر في العام 1958.
وقتذاك، بدأت الدولة السورية تتحوّل
تدريجاً إلى دولة أمنية أقرب إلى ما
كانت عليه ألمانيا الشرقية، السعيدة
الذكر، من أيّ شيء آخر. لم تعد
هذه الرغبة الاسرائيلية، في المحافظة
لأطول فترة ممكنة على النظام السوري من
أجل استخدامه في تفتيت سوريا، سرّاً
عسكرياً. فقد قال الرئيس باراك أوباما،
في معرض تبريره لرفض توصيات كبار
المسؤولين الأميركيين بتزويد الثوّار
السوريين أسلحة معيّنة، أنه يخشى من
استخدام هذه الأسلحة ضدّ إسرائيل! ليست
الولايات المتحدة وحدها التي تساعد في
إطالة عمر النظام السوري. هناك روسيا
وإيران اللتان تجهدان من أجل الحصول
على قطعة من سوريا المفككة. وإذا كانت
المواقف الروسية مفهومة في ضوء
الانتهازية وقصر النظر اللذين يميزان
السياسة التقليدية لموسكو في الشرق
الأوسط، إلاّ أنّ السياسة الإيرانية
بالغة الخطورة. إنها خطرة على مستفبل
سوريا ولبنان في آن. تعود هذه الخطورة
إلى أن النظام الإيراني يمتلك تفكيراً
استراتيجياً يقوم على إبقاء لبنان،
كلّ لبنان، تحت سيطرته في حال خسارته
سوريا وعجزه عن الاحتفاظ بقسم من
أراضيها. هذا ما
يفسّر إلى حد كبير السعي إلى فرض قانون
انتخابي مبني على الطائفية والمذهبية
في لبنان. مثل هذا القانون الذي يسمّى
زوراً وبهتاناً بـ"القانون
الأرثوذكسي" ليس سوى صيغة لتدمير
لبنان الذي عرفناه تحت شعار مضحكٍ مبكٍ
هو تمكين المسيحيين من انتخاب نوّابهم.
كيف يستطيع المسيحيون المحافظة على
حقوقهم في مؤسسات الدولة اللبنانية في
وقت الكلمة الأولى والأخيرة فيها لـ"حزب
الله" وسلاحه المشرّع إلى الصدور
العارية لأبناء الوطن الصغير من كلّ
الطوائف، بمن في ذلك الشيعة الشرفاء؟ لا هدف
من "القانون الأرثوذكسي" سوى
تفتيت لبنان. الخاسر الأكبر سيكون
المسيحيون الذين سيجدون نفسهم في حال
ضياع في غياب المؤسسات القوية للدولة
اللبنانية التي افتخروا دائماً بدعمهم
لها. فما هو مطلوب إيرانياً من القانون
الانتخابي المذهبي، الذي يجعل أبناء
كل مذهب ينتخبون نوابهم، وجود قوة
واحدة متراصة تتحكّم بمقدرات البلد
ومفاصل السلطة. مثل هذه
القوّة ستكون الكتلة النيابية لـ"حزب
الله" التي تحتكر التمثيل الشيعي
وتحتكر السلاح، خصوصاً بعدما وضعت
يدها بالقوة على حركة "أمل" التي
على رأسها الرئيس نبيه برّي. خطوة
خطوة، تضع إيران يدها على لبنان. فمن
خلال التهويل بسلاح "حزب الله"
الذي أرعب الزعيم الدرزي وليد جنبلاط
وجعله ينضمّ إلى حكومة الحزب الإيراني
ويغطيها، استطاع الحزب احتكار السلطة
والإمساك بالحكومة. لم يعد في الحكومة
التي على رأسها شخصية سنّية، نعم
سنّية، من يتجرّأ على السؤال لماذا
يتجنب العرب عموماً وأهل الخليج على
وجه التهديد المجيء إلى لبنان؟ لماذا
صار لبنان امتداداً للمحور الإيراني-
السوري؟ لماذا لا يوجد مسؤول حكومي
يندد بأرعن مثل النائب المسيحي ميشال
عون لا يتردد في الإساءة إلى
اللبنانيين العاملين في منطقة الخليج
بعدما لعب دوراً أساسياً في تهجير قسم
منهم من لبنان؟ في أحسن
الأحوال، ليس القانون الانتخابي
المذهبي سوى خطوة أخرى على طريق تفتيت
لبنان بطريقة قانونية. تخفي هذه
الطريقة استخدام السلاح غير الشرعي
وشعار "المقاومة" من أجل التمدد
في كلّ الاتجاهات. وهذا يعني بكلام
مختصر أنّ الطلوب في نهاية المطاف
احتكار السلطة، كل السلطة. ستكون هناك
أداة لـ"حزب الله"، الذي هو في
الأصل أداة إيرانية... تدير المسيحيين
وتوجههم وتأخذهم إلى الهاوية. وسيكون
هناك رئيس سنّي لمجلس الوزراء ينفّذ ما
هو مطلوب منه إيرانياً، وذلك كي لا
تعود للبنان علاقة بلبنان! ===================== شظايا
الـ"سكود" ترتدّ على دور روسيا ومقاطعة
مؤتمر روما تصيب المعارضة
روزانا بومنصف
2013-02-25 النهار لزمت
روسيا الصمت على اثر اطلاق النظام
السوري صواريخ سكود الروسية الصنع في
القصف على مدينة حلب بعد اقل من 48 ساعة
من اتهامها الولايات المتحدة باعتماد
معايير مزدوجة نتيجة رفض واشنطن
الموافقة على صدور بيان ادانة عن مجلس
الامن للتفجير الاخير في دمشق. فيما
سارعت واشنطن الى ادانة قصف النظام حلب
بصواريخ سكود مستخدمة تعابير قاسية في
وصف هذا القصف. وتزامن ذلك مع بيان
للائتلاف السوري المعارض اثر اجتماعات
في القاهرة اعلن فيه تعليق مشاركته في
اي زيارات او اتصالات مقررة مع الخارج
احتجاجا على صمت العالم على "الجرائم"
التي يرتكبها النظام في حق شعبه، علما
ان على جدول اعمال الائتلاف زيارة
قريبة لموسكو متوقعة في مطلع آذار
استنادا الى محاولة روسيا رعاية حوار
بين النظام والمعارضة في ضوء زيارة
يقوم بها وزير الخارجية وليد المعلم
لموسكو الاسبوع الطالع واخرى لواشنطن
ومشاركة في اجتماع لاصدقاء سوريا في
روما في 28 الجاري حيث تلتقي خلاله
المعارضة وزير الخارجية الاميركي جون
كيري الذي يزور ايطاليا ويشارك في
الاجتماع من ضمن جولة له في اوروبا
والشرق الاوسط تتناول الوضع السوري في
شكل اساسي. ويحرج اطلاق صواريخ سكود
وما تسفر عنه من قتلى بالعشرات روسيا
التي تعتبر نفسها مؤهلة للعب دور في
سوريا خصوصا انها لا تزال ترسل اسلحة
الى النظام السوري بذريعة انها تفي
بعقود سابقة بينها وبين النظام فضلا عن
ان الاسلحة التي ترسلها هي اسلحة
دفاعية وليست هجومية، في حين تأتي
الوقائع اليومية السورية لتدحض كل
الحجج الروسية علما انها ليست المرة
الاولى التي يستخدم فيها النظام
صواريخ سكود الروسية، لكن موسكو تعتبر
انها حققت خطوات على طريق فرض نفسها
لاعبا مؤثرا في الازمة السورية وتملك
الاوراق اللازمة لذلك. وبحسب
مراقبين متابعين للوضع في سوريا، فان
توقيت استخدام النظام صواريخ سكود بدا
في توقيت يثير التساؤل. اذ ان هناك حربا
جارية في المدن السورية، واللجوء الى
صواريخ روسية الصنع معروفة بقوتها
التدميرية وسقوط قتلى بالعشرات عشية
توجه المعلم الى موسكو قد لا يكون
بريئا في اهدافه. اذ هو يساهم في وضع
روسيا في موقف حرج جدا في الوقت الذي
تبدو الاخيرة متحمسة للعب دور الراعي
لحوار ثنائي بين النظام والمعارضة حيث
لا يستطيع النظام القول بانه يرفض
الحوار ولراعيته روسيا بالذات التي
اثنت على مبادرة معاذ الخطيب التي
ازاحت من الواجهة مبادرة الرئيس
السوري وعطلتها فيما النظام يرغب في
رمي التبعة على خصومه في رفض الحوار
وتعطيل المبادرات. واستخدام النظام
صواريخ سكود هو الذريعة التي اعتمدتها
المعارضة من اجل تعليق زيارة العاصمة
الروسية التي حملها بيان الائتلاف
السوري الذي يحتج على الصمت الدولي على
استمرار القتل في سوريا "مسؤولية
خاصة اخلاقية وسياسية لكونها لا تزال
تدعم النظام بالسلاح". ذلك علما ان
معطيات تحدثت عن جملة اعتبارات وراء
قرار المعارضة وليس فقط استمرار الصمت
الدولي على ما يجري في سوريا. اذ هناك
الضغط من اجل الحصول على مواقف دولية
اكثر حزما والعمل على مساعدة المعارضة
السورية من خلال خروج الدول الكبرى عن
ترددها. وهناك ايضا خلافات داخل
المعارضة حول مبادرة رئيس الائتلاف
معاذ الخطيب بالحوار مع شخصيات من
النظام لم تتلوث ايديها بالدماء والتي
فاجأت اعضاء الائتلاف وظلت تتفاعل
داخله على وقع الاقتناع الكلي بان
النظام لن يحاور اطلاقا وهو يستفيد من
موقف المعارضة لتوظيفه ضدها على ما
افاد الموفد الاممي الى سوريا الاخضر
الابرهيمي في موقف له قبل ايام. يضاف
الى ذلك اختلافات حول الدور الذي تستعد
موسكو للعبه في هذا الاطار وهي لا تزال
على موقفها المستمر بدعم النظام
وتوفير الاسلحة له. والتطورات الاخيرة
وفرت المجال لقطع الطريق امام زيارة
الخطيب لموسكو وعدم استكمالها وتاليا
على المبادرة للحوار كما سلطت الضوء
ايضا على دور سلبي لروسيا يتخطى الدور
الايجابي الذي تستعد للعبه في الوقت
الذي تجهد موسكو لنفي عدم حيادها
ودعمها للنظام. ويعتقد
المراقبون انه في الوقت الذي تبدو
زيارة رئيس الائتلاف لكل من موسكو
وواشنطن لاحقا معلقة حتى اشعار اخر على
الاقل تحت وطأة الموقف الذي اتخذه
الائتلاف، فان تعليق المشاركة في
اجتماع اصدقاء سوريا في روما لن يصب في
الاطار الصحيح بالنسبة اليها او الى
الشعب السوري وفق ما يقول هؤلاء. وهو
الامر الذي تعرفه المعارضة وقد يضطرها
الى مراجعة موقفها خصوصا اذا اثمر
موقفها ردود فعل مناسبة. اذ سارعت
بريطانيا مثلا الى تلقف الموقف
لمعالجة ذلك ولتقديم مخرج للمعارضة
التي لا يقع في مصلحتها مقاطعة الدول
الداعمة لها ولو ان هذه مترددة ولا
تقدم خيارات حاسمة، وذلك من خلال اعلان
وزارة الخارجية البريطانية انها "تعد
عرضا جديدا لدعم الائتلاف" ستقدمه
في روما مشجعة الائتلاف على اعادة
النظر في قراره تعليق مشاركته ومصرة
على ان "الوقت ليس للانسحاب". كما
سارعت واشنطن الى ادانة استخدام
النظام صواريخ سكود في اطار "حربه
على شعبه" لكن من دون ان تبدي رد فعل
على موقف الائتلاف ودعت المعارضة الى
الحوار. لكن الايام المقبلة الفاصلة عن
موعد الاجتماع قد تساعد اكثر على بلورة
الاتجاهات في هذا الاطار. ===================== "الائتلاف"
عطّل المسعى الروسي - الأميركي
خليل فليحان
2013-02-25 النهار بدأ
وزير الخارجية الأميركي الجديد جون
كيري جولته الاولى على الدول بعد
تعيينه خلفاً لهيلاري كلينتون، وصفت
هذه الجولة بأنها "ماراتونية"
لانها تشمل 8 دول، هي تباعاً: بريطانيا،
المانيا، فرنسا، ايطاليا، تركيا، مصر،
السعودية، الامارات، وقطر. تستغرق هذه
الزيارات اسبوعين. واللافت
ان الجولة استثنت اسرائيل والسلطة
الفلسطينية، ويعود السبب الى ان رئيس
الحكومة بنيامين نتنياهو يركز حالياً
على تشكيل الحكومة الجديدة وان كيري
سيرافق الرئيس باراك أوباما في زيارته
لاسرائيل في 20 من آذار المقبل. وتوقعت
معلومات ان تشمل الجولة لبنان ولكن لا
احد يؤكد او ينفي حصولها لا على
المستوى الرسمي اللبناني ولا الاميركي
علماً انها اذا حصلت فستكون لساعات
معدودة وفي شكل مفاجئ. وتجدر
الاشارة الى ان لبنان حظي باهتمام كيري
عندما كان رئيساً للجنة الشؤون
الخارجية في مجلس الشيوخ وكان يزوره في
جولاته الكثيفة الى المنطقة، وهو يعرف
رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب
وقابل الرئيسين السابقان للحكومة فؤاد
السنيورة وسعد الحريري. وقد انتقده بري
في 2009/02/22 عندما زار بيروت من دون ان
يبلغ وزارة الخارجية مسبقا ً ولم يحصل
اي لقاء بينهما بسبب توقيت مواعيده.
كما ان كيري ملمّ بقضايا لبنان العويصة
ودافع عن استمرار "المحكمة الدولية
الخاصة" بجريمة اغتيال الرئيس رفيق
الحريري خلال زيارته لبيروت في 2010/8/11
عندما طالبت قوى 8 آذار بإلغائها، وقد
اكد ان لا الولايات المتحدة الاميركية
ولا منظمة الامم المتحدة قادرة على
إلغائها لأن ذلك يستوجب قراراً جديداً
يصوت عليه مجموعة الدول الاعضاء في
مجلس الامن. وسواء
زار كيري بيروت ام لا، يبقى ما سيثير
كيري من مسائل حساسة تهم لبنان كالأزمة
السورية محور رصد ومتابعة، نظراً الى
الانعكاسات الايجابية للتوصل الى حل
للازمة السورية، وستكون هذه المسألة
المهمة في جدول محادثاته اليوم
الاثنين في برلين مع نظيره الروسي
سيرغي لافروف. صحيح ان الخارجية
الاميركية اطلقت على جولته الاولى صفة
"الاستماع" غير ان توجه كيري
الرئيسي الى حل الازمة السورية يقضي
باقناع الطرفين المتنازعين بضرورة
الحل السياسي للازمة، وهو يعارض
التدخل العسكري ويدعو الى وقف العنف في
أسرع وقت، ويحمل افكاراً بهذا الصدد
سيطرحها على لافروف. الا ان اللقاء
يأتي في وقت تعطّل فيه كلام موسكو مع
المعارضة السورية بقرار منفرد ومفاجئ
من "الائتلاف الوطني لقوى الثورة
والمعارضة السورية" بمقاطعة
الاجتماعات الدولية احتجاجاً على
الصمت الدولي على قصف حلب في شكل مكرر
بصواريخ "سكود" البالستية على ما
أعلن "الائتلاف" الذي علّق ايضاً
مشاركته في مؤتمر "اصدقاء الشعب
السوري" المقرر عقده في روما في 28 من
الجاري، وسينعكس ذلك ايضاً على اللقاء
الذي كان مقرراً بين كيري ومعارضين
خلال زيارته لايطاليا الخميس المقبل.
وعُلّقت بالتالي زيارة وفد "الائتلاف"
برئاسة احمد معاذ الخطيب التي كانت
متوقعة لواشنطن ويجري التحضير لها منذ
مدة. ===================== صواريخ
سكود تكشف مغالطات أنصار الأسد طاهر
العدوان الرأي
الاردنية 25-2-2013 قرار
ائتلاف المعارضة بعدم إرسال وفود الى
واشنطن وموسكو وعدم المشاركة في مؤتمر
روما ل « أصدقاء سوريا» قد يحسب على
ردود الفعل الانفعالية لانها جاءت ردا
على قصف وتدمير حلب التي يستخدم فيها
الطاغية مخزونه من صواريخ سكود، ولأن
أصدقاء سوريا « الأعداء « لا يجتمعون
الا من اجل تكريس حصار الاسلحة على
الجيش الحر فيما طائرات وسفن حلفاء
الاسد في موسكو وطهران لا تتوقف تزوده
بالأسلحة والذخائر وقطع الغيار، ومن
اجل التذمر المنافق من المواقف
الروسية غير المفهومة وغير الأخلاقية. قد يحسب
قرار المعارضة كذلك لكنه يحمل في ذات
الوقت اهمية سياسية وأخلاقية كبيرة،
فهو يكشف الحقائق المتعلقة بالثورة
السورية ويعري مواقف دول وأطراف من جهة
اخري. اولى هذه الحقائق ان الثورة
السورية تنبع من إرادة شعبها وتضحياته
وان لا أطراف أجنبية تساندها وتحركها،
فالحصار المضروب على هذه الثورة لا
يشمل فقط منع السلاح عن الثوار للدفاع
عن الشعب الذي يقدم كل يوم مئات القتلى
والجرحى وانما هو حصار سياسي مضروب
أيضاً على قادة المعارضة السورية التي
لا تجد من العالم الا الكلام. انها ثورة
شعب يقف وحيدا يدافع بدمه وخرائبه من
اجل حريته وكرامته. كل من
وقف مع الحل الأمني الذي واجه به الاسد
ثورة شعبه السلمية، وهو الحل المسؤول
عن عسكرتها، كان يزعم بان هناك مؤامرة
خارجية وانهم لا يدافعون عن الاسد انما
عن سوريا وان هدف الربيع العربي هو
استدراج التدخل الأجنبي لضرب نظام
الممانعة والمقاومة !!. اليوم تكذب
الحقائق والوقائع على الارض كل هذه
الادعاءات، فهذا النظام هو من يستعين
بالاجنبي الروسي والإيراني لقتل شعبه
وتدمير وحدته وزرع بذور الفتنة بين
صفوفه. وهذا النظام الذي لم يطلق رصاصة
واحدة عبر الجولان المحتل منذ ٤٠
سنة بالتمام والكمال هو من يوجه
صواريخه المدمرة لدك المدن السورية،
فأي مقاومة وممانعة تبيح لأي حاكم حتى
لو كان (ابن ماء السماء )ان يفعل بشعبه
ما يفعله هذا النظام ! ومن
المغالطات الشائعة التي دفعت وتدفع
أحزابا وطوائف في لبنان وغيره الى
تأييد وحشية النظام، الزعم بانه نظام
إنساني مستنير يعيش مواجهة مع ظلاميين
يريدون تطبيق الشريعة !. وهم يتناسون ان
هذا النظام نفسه لم يترك طائفة لبنانية
الا وصفى زعاماتها ودك مناطقها (وهي
طوائف حسب علمنا أبعد ما تكون عن
الظلامية) الى ان حول اتفاق الطائف من
هدف إعادة بناء الدولة الموحدة الى
اتفاق يرسخ قيام دويلة ولاية الفقيه،
كي يبقى هو وعمائم ايران ممسكين بمصير
لبنان. وأي إنسانية في نظام أقام
المعتقلات والسجون ومهاجع للرهائن من
العائلات، نظام أمضى مئات السياسيين
السوريين والعرب عشرات السنين في
سجونه بدون محاكمات. بلا شك
اسرائيل تصفق الان فرحا وهي ترى الاسد
يفرغ مخازن سلاح الشعب السوري من
الصواريخ ليدك بها حلب فهذا ما أرادته
وما أقنعت به امريكا من البداية عندما
اتبعت سياسة ترك الحرب تستفحل ومنع اي
تدخل من المجتمع الدولي لوقفها حتى
تطمئن بان الحكم القادم في دمشق مهما
تكن هويته سيحكم خرائب وشعبا منهكا
منقسما، ولن يكون لديه اي مخزون للقوة
من اجل ان يستمر السكون على خطوط
الجولان ٤٠ عاما اخرى كما صرح
بذلك احد قادة اسرائيل الأمنيين. ===================== صالح
القلاب الرأي
الاردنية 25-2-2013 لن تكون
كل محاولات جمْع رأس المعارضة ورأس
النظام السوري على مخدة واحدة وبـ»الحلال»
إلاَّ مجرد إضاعة للوقت وإلاّ مجرد
المزيد من إزهاق أرواح السوريين
وتدمير مدنهم وقراهم فهذا النظام مصرٌ
على أنه باقٍ لا محالة وأنه منتصر «بلا
أدنى شك» بينما المعارضة تقول أنه وبعد
كل هذه الأعداد من القتلى والجرحى
والمفقودين والمشردين والمهجرين وبعد
كل هذا الدمار والخراب من غير الممكن
العودة إلى المربع الأول عندما كان
الوضع في البدايات في الستة شهور
الأولى لـ»الثورة» تسمح بالمساومة على
بقاء بشار الأسد رئيساً للبلاد بعقد
الإتفاق معه على بعض التحسينات
الإصلاحية. وبهذا
فإن كل طرف من هذين الطرفين لا يرى
إلاَّ حلاًّ واحداً «إمَّا في مدار
الأفلاك وإمَّا في مقر الأسماء»..إما
منتصر أو مهزوم وإما غالب أو مغلوب
ولعلَّ ما يؤكد أنه لم يعد هنا إلاَّ
هذا الخيار إنْ بالنسبة للنظام وإن
بالنسبة للمعارضة أنَّ الساحة السورية
قد تحولت وعلى غرار ما كان عليه الوضع
في خمسينات القرن الماضي، أي في مرحلة
الإنقلابات العسكرية المتضادة، إلى
ساحة صراعات دولية وإقليمية فهناك
إنحياز طائفي لهذا النظام الطائفي
بالأموال والأسحلة والذخائر
والمقاتلين وبالسياسة أيضاً وهناك
التدخل الروسي الذي تجاوز كل الحدود
يقابله دعم كلامي غربي متضائل ومتراجع
ولكن يُبقي على المناوشات والإحتكاكات
الدولية. منذ
إنقلاب حسني الزعيم عام 1949 الذي لم
يعمر سوى مائة وسبعة وثلاثين يوماً
وحتى إنقلاب عفيف البزري، الذي أخذ
سوريا إلى أحضان عبد الناصر والوحدة
القصيرة العمر مع مصر، بقي هذا البلد
العربي الإستراتيجي مسرحاً لتصفية
الحسابات بين الإتحاد السوفياتي
والمنظومة الإشتراكية من جهة وبين
الولايات المتحدة والدول الأوروبية
الرأسمالية أي بين الغرب والشرق من جهة
أخرى وأيضاً بين صراع الشركات
البترولية وكذلك بين الذين كانوا
ينادون بوحدة الهلال الخصيب مع العراق
وبين الرافضين لهذا وفي مقدمتهم مصر
الملكية وبخاصة في عهد الملك فاروق. الآن،
أي منذ إندلاع هذه الأحداث الدامية في
هذا البلد العربي المحوري، ثبت أن
سوريا بقيت كما كانت ساحة لتطاحن
المعسكرات وللصراعات الدولية وأيضاً
للصراعات الإقليمية التي هي إنعكاس
للصراعات الدولية وأن كل إنقلابات
ستينات القرن الماضي بداية بإنقلابي
الإنفصالي عبد الكريم النحلاوي
وإنتهاءً بإنقلابات التصفيات البعثية-البعثية
من الثامن من مارس (آذار) 1963 إلى الثالث
والعشرين من فبراير (شباط) 1966 وأخيراً
وليس آخراً إنتهاء بإنقلاب حافظ الأسد
على رفاقه هذا الإنقلاب الذي جرت
تسميته :»الحركة التصحيحية»!! وحالياً
فإن الملاحظ أن الغرب الذي تقوده
الولايات المتحدة يظهر عجزاً مثيراً
للعديد من التساؤلات الجدية ويظهر «ميوعة»
هي حمالة أوجه إزاء كل هذا الصراع
المحتدم في سوريا والذي بعد إستخدام
بشار الأسد للصواريخ البالستية من
طراز «سكود» ضد مدينة حلب وضد تجمعات
فقراء الشعب السوري في الأحياء
المحيطة بها فإنه غير مستبعد، إذا
تواصلت الأمور على ما هي عليه حالياً،
أن يستخدم الأسلحة «الكيماوية» بينما
هناك وفي الإتجاه ذاته كل هذا الهجوم
الكاسح الذي تقوم به إيران الخمينية
ومعها حزب الله ثم وهناك الموقف الروسي
الذي لا يقل دعماً ومساندة بل ومشاركة
فعلية بالسلاح وبالخبراء والمواقف
السياسية عن موقف الولي الفقيه علي
خامنئي.. وهذا في الحقيقة يدعو للتساؤل
عمَّا إذا كانت هناك مؤامرة وعمَّا إذا
كانت هناك تسويات وإن مؤقتة بين
الولايات المتحدة ومن معها وبين موسكو..
وعمَّا إذا كان الشعب السوري سيتلقى
المزيد من خناجر الغدر في الظهر وفي
الخاصرة وعمَّا إذا كانت هذه الثورة
العظيمة الواعدة ستصبح ثورة مغدورة!! ===================== التضليل
الإعلامي لا يغير الحقائق في سوريا نصوح
المجالي الرأي
الاردنية 25-2-2013 في زمن
الحرب والصراعات الأهلية يختلط كل شيء
ويصبح تزوير للحقائق جزءاً من اسلحة
الصراع وتتدنى الأخلاق ويصبح كل ما هو
محرم مباحاً, ممتلكات الناس واعراضهم
وحياتهم ويزداد ثقل الصراع على
المواطنين العزّل غير المنخرطين في
الصراع المسلح, اطفالاً ونساء وشيوخاً
وعائلات. ويجد
الكثيرون أن لا مفر ولا منجى سوى
الهجرة من الوطن تاركين كل ما يملكون
وراءهم, نهباً لقوى عابثة تستغل حالة
الفوضى لتتاجر بآلام الناس وعذابهم. استمعت
لوزير الاعلام السوري قبل أيام في احدى
الفضائيات وهو يؤكد أن الجهات
الارهابية تستغبي وسائل الاعلام
الخارجية وتزوّر افلاماً وصوراً
وقصصاً غير حقيقية عن الدمار الذي
الحقه النظام بالمدن والقرى والأرياف
السورية, وينكر أن المدن السورية تقصف
بالطائرات او صواريخ سكود أو الاسلحة
المحرمة ويصر أن هذا غير معقول, وأن
الصور التي تنشر يتم التلاعب بها
ودبلجتها للاساءة للنظام وانه لا يمكن
للجيش السوري أن يقصف الاحياء المدنية
بينما يصر أن العصابات تملك اسلحة
متطورة قادرة على إحداث هكذا دمار. كان
الوزير يستغبي سامعيه ووسائل الاعلام
وهو يقول لا تصدقوا هكذا ادعاءات
متناسياً أن للعديد من وسائل الاعلام
والهيئات الدولية وحتى الاستخبارات
الاجنبية عناصر في الميدان ترصد ما
يجري على الساحة السورية, فالدمار الذي
تحدثه الطائرات الحربية والصواريخ
وبراميل البارود لا يمكن أن يقاس
بالاسلحة الخفيفة التي يمتلكها الثوار. هذا
جانب من التذاكي الكاذب لا يرقى إليه
إلا التذاكي السياسي حيث يقبل النظام
السوري كافة المبادرات العربية
والدولية ويوهم العالم أنه راغب في
الحل السياسي لكنه يصعد اعمال الحرب
ويرفع وتيرة الصراع متعمداً ليغلق
ابواب الحلول والتفاوض ملقياً باللوم
على العصابات التي تعطّل الحلول, رغم
أن مبعوثي الامم المتحدة يشهدون بغير
ذلك. مرات
عديدة بث التلفزيون السوري برامج
ولقاءات وصوراً تؤكد أن لا شيء يجري في
دمشق وحلب وشاهدنا الرئيس السوري يوزع
المساعدات في حماة وحلب الى أن تحوّلت
دمشق واريافها وحلب واريافها ودرعا
ودير الزور وادلب الى ساحات مكشوفة
للدمار والمعارك. وتحوّل جبل قاسيون
المطل على دمشق الى معقل للمدفعية
وقاذفات الصواريخ التي تقذف على احياء
دمشق. ثم يخرج الرئيس بشار ليعد شعبه
بالنصر بعد أن حوّل سوريا الى ارض
محروقة. الصور
التي تنشر عن دوما وجوبر وزملكا
والقابون والحجر الاسود وجميعها في
حرم دمشق وكذلك عن حلب وحماة وحمص, تبدو
كأنها من بقايا الدمار في الحرب
العالمية الثانية. لقد
تحولت سوريا بأسرها الى مرمى للمدفعية
والصواريخ وساحة لعبث الشبيحة من جانب
النظام ولعبث جماعات اخرى اهلية
منفلتة تستغل الثورة ايضاً وتقوم بنهب
بيوت الغائبين والمهجرين وتفرض
الاتاوات على المواطنين. لقد
اتصل بي صديق من دمشق هدم بيته وفقد كل
شيء يطلب العون لأن بعض عناصر الأمن
خطفوا زوجته ويطلبون فدية لا يملك منها
شيئاً, وأفاد ان بعض مراكز الأمن تستغل
تدهور الاحوال وتقوم بخطف المواطنين
طلباً للفدية. ما يجري
في سوريا مفزع بكل المقاييس، فشبيحة
النظام ايضاً يخطفون بعض الشباب
ويعدمونهم ميدانياً, ثم يساومون ذويهم
على فدية مقابل استرداد جثثهم. هذه
الحوادث لم نخترعها ولكننا شاهدنا بعض
المنكوبين بها يتحدثون عبر شاشات
التلفزيون عما اصابهم. كل ذلك
برأي وزير الاعلام السوري المتذاكي
صور مزورة فالطائرات التي تقصف صور
وليس طائرات والصواريخ وبراميل
البارود التي تتفجر صور وليست متفجرات,
والدبابات التي تحرث المدن ليست
دبابات والدمار الذي يحدث لا يحدث بفعل
النظام. لم نشهد
في حياتنا نظاماً يستهين بحياة ودماء
وكرامة شعبه كما نشهد في سوريا, كانت
الصورة الأبشع في اذهاننا جرائم
الاحتلال الصهيوني ففاقتها الجرائم
التي ترتكب بدم بارد في سوريا, وبدا ظلم
اهل القربى اشد بشاعة من ظلم الاحتلال. ===================== سوريا..
المحافظة الإيرانية الخامسة
والثلاثون ! رجا
طلب الرأي
الاردنية 25-2-2013 هذا
العنوان ليس اسما لفيلم كوميدي
وبالطبع ليس نكتة أو معلومة القصد منها
اختبار ذكاء القارئ الكريم، انه تصريح
صريح لا يحمل أي نوع من المراوغة أو
التضليل، أطلقه قبل أيام رجل الدين
الإيراني مهدي طائب المقرب من خامنئي
ورئيس مركز «عمّار الاستراتيجي»
لمكافحة ما يسمى بالحرب الناعمة ضد
الجمهورية الإسلامية ويمكنني القول أن
هذا التصريح هو أكثر التصريحات
الصادرة عن المسؤولين الإيرانيين صدقا
منذ الإطاحة بالشاه ومجيء حكم الملالي
في عام 1979. يشرح
مهدي طائب نظريته هذه فيقول: إن «سوريا
هي المحافظة الخامسة والثلاثون، وتعدّ
محافظة استراتيجيه بالنسبة لنا، وإذا
حاربنا الأعداء لاحتلال سوريا أو
خوزستان (الأهواز) فالأولى بنا أن
نحتفظ بسوريا»، واضاف طائب قائلا: «لو
احتفظنا بسوريا سوف نتمكن من استعادة
خوزستان، ولكن لو خسرنا سوريا حينها لن
نتمكن من الاحتفاظ بطهران». اذا
يلخص طائب بهذا التشبيه الأهمية
الإستراتيجية لسوريا في الحسابات
الإيرانية ويراها أهم من الأهواز
المنطقة الغنية بالبترول والثروات
الطبيعية بل ويعتبرها الورقة الرابحة
على الصعيد الجيوسياسي وتحقيق اطماع
ايران خارج حدودها والسؤال كيف وصلت
الامور الى هذا المستوى من الذيلية
والتبعية لدولة محورية مثل سوريا في
علاقتها مع ايران وملاليها ؟؟ في
التاريخ لم تكن العلاقات سيئة بين نظام
حافظ الاسد وايران زمن الشاه على عكس
ما يعتقد الكثيرون، بل كانت افضل بكثير
من علاقات نظام الشاه مع دول الخليج
العربي والعراق حيث كانت تلك العلاقات
تمر في فترات من الفتور واحيانا
التدهور والتردى وكان حافظ الاسد اول
رئيس سوري منذ الاستقلال يزور ايران
وذلك في عام 1976 واستمرت زيارته اربعة
ايام استقبل خلالها بحفاوة شاهنشاية
ملفتة، وعند سقوط الشاه وجد النظام
السوري في البديل المتمثل في الملالي
حليفا طبيعيا لاسباب ذات طبيعة طائفية
علاوة على « الشعار السياسي الكاذب
للطرفين « والمتمثل بمعاداة الغرب
واسرائيل واميركا، وشكل تحالف خميني -
حافظ اسد في الحرب ضد العراق
والاستراتيجية الايرانية لتصدير
الثورة وزعزعة امن الخليج حجر الزاوية
في بناء تحالف استراتيجي قوى للغاية
استفاد منه حافظ الاسد وعزز دور سوريا
في ابتزاز العالم العربي وبخاصة الدول
الخليجية وفي المقابل استثمرت ايران
سوريا في الضغط على العراق كما توسع
هامش نفوذها في ساحة صراع مفتوحة مثل
لبنان ودخلت على خط الصراع مع اسرائيل
برعاية سوريا وعبر اداة جديدة صنعتها
بهدوء هي « حزب الله « الذي يقيم الان
دولة داخل الدولة اللبنانية، هذا
علاوة على حجم المصالح الاقتصادية
المتبادلة بين البلدين ولكن اللافت في
هذا التحالف فترة خميني - حافظ الاسد
وحتى فترة ما بعد الخميني الى وفاة
حافظ الاسد انه كان تحالفا مبنيا على
تبادل متوازن من المصالح ونديا الى حد
ما الا انه في الحسابات السورية كانت
ايران هي الورقة الذهبية التى يلعب بها
حافظ الاسد في وجه صدام حسين انذاك
والخليج والغرب واميركا وتعززت قيمة
هذه الورقة بيد حافظ الاسد بعد احتلال
صدام حسين للكويت ودخوله التحالف
الدولي لتحريرها لفك العزلة الدولية
والعربية التى كان يعيشها بعد انتهاء
الحرب العراقية - الايرانية ونجاح صدام
حسين في السيطرة على القرار الرسمي
العربي وبخاصة بعد عقده القمة العربية
في بغداد عام 1990 بغياب حافظ الاسد،
فبعد تحرير الكويت اصبح النظام السوري
يلعب بورقة علاقته المميزة مع طهران في
كل الاتجاهات ونجح في احكام كامل
السيطرة على الدولة اللبنانية وانتعش
اقليميا بتحالفه الجديد مع دول الخليج
وعزل صدام. غير ان
كامل المعادلة تغير تماما بعد مجيء
بشار الى الحكم حيث تحولت سوريا الى
ورقة في يد ايران وذلك نتيجة لضعف
تجربة بشار السياسية وفداحة اخطائه
السياسية التى جعلته يعتمد اعتمادا
كاملا على ايران وتحديدا بعد اغتيال
الحريري ومعاداة السعودية ودول الخليج
العربي وانسحابه من لبنان وتنامي دور
حزب الله واحكامه السيطرة على الوضع
اللبناني بعد حرب تموز 2006. طبعا ان
حجم المكاسب الايرانية من التبعية
السورية ستجعلها في نظر طهران
المحافظة الخامسة والثلاثين وهو ما
يعني ايضا ان العراق هو المحافظة
السادسة والثلاثون، فايران تبحث عن
تابعين وليس حلفاء ! ===================== سوريا
بحاجة إلى سياسة جديدة ـ ديفيد رود الزمان 25-2-2013 ينتشر
التيفود والالتهاب الكبدي.. ويقتل 70
ألفا على الأقل وهناك 850 ألف لاجئ. وبعد
تغطية المعركة من أجل السيطرة على
العاصمة السورية دمشق لمدة شهر أعلن
زميلي المصور جوران توماسيفيتش أن
الوضع وصل الأسبوع الماضي إلى طريق
مسدود . وكتب
توماسيفيتش وهو مصور موهوب وشجاع
واصفا ما شاهده بنفسه تابعت الجانبين
وهما يشنان هجمات والبعض كان يحاول
مجرد السيطرة على منزل أو اثنين بينما
كان آخرون يبحثون عن مغانم أكبر قبل أن
يصدهم قناصة أو قذائف مورتر أو زخات
مدافع رشاشة… كما كان الوضع وسط أطلال
بيروت أو سراييفو أو ستالينجراد إنها
حرب قناصة . سياسة
الإدارة الأمريكية برئاسة باراك
أوباما تجاه سوريا فاشلة. الرئيس
السوري بشار الأسد يتشبث بالسلطة
وتمده إيران وحزب الله وروسيا بمزيد من
المساعدات والذخيرة والغطاء
الدبلوماسي أكثر من أي وقت مضى. أما
المعارضون السوريون الذين كانوا
يشيدون من قبل بالأمم المتحدة أصبحوا
الآن يبغضونها. وفي
مقال حاد نشر الأسبوع الماضي في دورية
لندن ريفيو أوف بوكس تحدث غيث عبد
الأحد الصحفي بصحيفة الجارديان
البريطانية عن التفتيت المستمر
للمعارضة السورية. ويعترف عبد الأحد
وهو عراقي غطى تفكك بلاده بأننا في
الشرق الأوسط لدينا دائما شهية كبيرة
للتحزب . لكنه يقدم بعد ذلك وصفا
للمراوغة الأمريكية وكيف تسبب مشاعر
مناهضة للولايات المتحدة بين
المعارضين. ويسأل
أحد قادة المعارضة لماذا يفعل
الأمريكيون ذلك؟ يقولون لنا لن نمدكم
باسلحة إلى أن تتوحدوا. ومن ثم توحدنا
في الدوحة. والآن ما هو عذرهم؟ . وفي
الوقت ذاته يشغل الفراغ الجهاديين
ومموليهم في الخليج الفارسي. ويقول
قائد المعارضة ربما يجب أن نصبح كلنا
جهاديين. ربما نحصل آنذاك على المال
والدعم . حان
الوقت كي تتخذ إدارة أوباما سياسة
جديدة تجاه سوريا. ولكن لا تتوقعوا مثل
هذه السياسة قريبا. وفي
مقابلة يوم الخميس قلل مسؤول كبير من
الإدارة من شأن تقرير نشرته صحيفة
نيويورك تايمز بأن الرئيس الأمريكي
باراك أوباما قد يعيد النظر في تسليح
المعارضين السوريين. وأكد المسؤول أن
أوباما رفض اقتراحا العام الماضي من
أربعة من كبار مستشاريه للأمن القومي
بتسليح الولايات المتحدة للمعارضين. لكنه
قال إن مراجعة تالية لمسؤولي
الاستخبارات الأمريكية توصلت إلى أن
ارسال عدد كبير من الأسلحة المتطورة
سيجعل كفة التوازن العسكري تميل لصالح
المعارضين. وأضاف
المسؤول يجب أن نقيم ما يتطلبه الأمر
لتغيير الحسابات… والاسراع بالعملية
الانتقالية . وفي
تكرار لأحاديث سابقة قال المسؤول إن
الادارة تعارض تزويد المعارضين
بصواريخ مضادة للطائرات خشية أن تسقط
هذه الاسلحة في أيدي الجهاديين. وتابع
لا سمح الله يمكن أن يستخدم سلاح
أمريكي في ضرب طائرة ركاب إسرائيلية أو
يسقط في إسرائيل . فرصة
استراتيجية غير أن
المشكلة تكمن في أن الجهاديين يزيد
تسليحهم بشكل جيد ويزيد نفوذهم داخل
سوريا. ويبدأ المقال المنشور في لندن
ريفيو أوف بوكس بعنوان كيف تبدأ كتيبة
بخمسة دروس بسيطة وبوصف من قائد
للمعارضين يسحب مقاتليه من موقع دفاعي
مهم للمعارضة في حلب لأن أحد المانحين
في الخليج يريد تزويده بمزيد من المال
والسلاح. ويقول
قائد المعارضين يقول إنه سيمول عتادنا
وأننا سنحتفظ بكل غنائم القتال. علينا
فقط امداده بتسجيلات فيديو . ووصف مقال
في مجلة نيويوركر كيف تزايدت المساعدة
من حزب الله اللبناني. وأبلغ
أحد قادة حزب الله المجلة إذا سقط بشار
سنكون نحن الهدف التالي . وأكد المسؤول
من البيت الأبيض أن الدعم الإيراني
لنظام الأسد يتزايد. وقال
المسؤول حجم الدعم الإيراني مذهل…
كلهم يبذلون قصارى جهدهم لدعم نظام
الأسد وضخ كم مهول من السلاح والأفراد .
لماذا لا تشارك إذن الولايات المتحدة
ولو جزئيا؟ في مقال لندن ريفيو أوف
بوكس شكا المعارضون من أن الولايات
المتحدة تعرقل دول المنطقة حتى لا ترسل
صواريخ مضادة للطائرات. ونفى ذلك
المسؤول بالبيت الأبيض وقال إن
الصواريخ أرض جو تشق طريقها إلى سوريا
أيضا. لكنه قال إن الإدارة تحاول
التعلم من دروس الماضي خاصة العراق.
وأضاف للولايات المتحدة تاريخ طويل من
اختيار الفائزين والخاسرين اعتمادا
على الشخص الذي يتحدث الانجليزية
بطلاقة. إنها تحاول فقط تعلم الدرس
والتواضع . وتعلم الدرس أمر مهم ولكن
علينا أن نفعل ما هو أفضل من ذلك. خوفنا
من الإسلاميين المتشددين يشل جهودنا
ونهدر فرصة استراتيجية لاضعاف إيران
وحزب الله. يجب أن نخاطر. إذا لم نكن
نرغب في تسليح الجماعات أنفسنا فيجب
على الأقل أن نسمح لدول المنطقة أن
تقوم بذلك. يمكن أن تساعد الصواريخ
الحديثة المضادة للدبابات وأسلحة
تقليدية أخرى وليست الصوايخ أرض جو في
تحويل الدفة. علينا
أن نثق في تركيا والمملكة العربية
السعودية وقطر لتسوية الوضع المربك
على الأرض. وإذا كنا جادين بخصوص جهد
دبلوماسي علينا أن نضاعف جهودنا بدلا
من احالة الأمر ثانية إلى تعهدات روسية
كاذبة. وأخيرا فان الاتجاه الحالي فاشل.
معدل القتلى اليوم في سوريا يقترب
سريعا من معدلاته في حربي العراق
والبوسة. ورغم أنه قد لا يكون له ثمن
سياسي في واشنطن إلا أن البيت الأبيض
يبعث برسالة واضحة للشرق الأوسط
الأرواح الأمريكية والإسرائيلية هي ما
تهم وليست الأرواح السورية. عدد القتلى
70 ألفا وفي تزايد. هذا الرقم سيعود لكي
يطاردنا. ديفيد رود كاتب مقال من كتاب
خدمة رويترز وفاز مرتين بجائزة
بوليتزر وهو مراسل سابق لنيويورك
تايمز وكتابه المقبل ما بعد الحرب
اعادة تصور النفوذ الأمريكي في شرق
أوسط جديد سينشر في نيسان دولة طوائف
أم دولة مدنية؟ بضع
سنوات بعد انتهاء الحرب العالمية
الثانية كانت كافية لتأسيس السوق
الاوربية المشتركة والتي قادتها فيما
بعد الى الاتحاد الاوربي والعملة
الموحدة. أما نحن في العراق فمنذ عشر
سنوات نرى الارباك السياسي والاقتصادي
يخيم على هذا البلد وفي كل مرة تعود بنا
الاحداث الى نقطة الصفر. ===================== كلمة
اليوم السعودية 25-2-2013 أطلق
نظام بشار صواريخ سكود على مدينة حلب،
واندلعت إدانات من واشنطن ومن بلدان
أوروبية، وكأن هذه الجريمة الأولى
التي يرتكبها نظام الأسد ورعاته. وتحدثت
الإدارة الأمريكية عن السلوك «المتوحش»
لنظام الأسد ضد شعبه. ولكن نسيت واشنطن
أن نظام الأسد ما كان له أن يتوحش إلى
هذا المستوى من القسوة والهمجية لو لم
تساعده واشنطن بتلكؤها عن مساعدة
الشعب السوري على التخلص من هذا النظام
الذي تحول إلى عصابات إجرامية لا تتورع
عن ارتكاب أفظع الجرائم. وثانياً
تغض الولايات المتحدة الأمريكية
وأوروبا الطرف عن النشاط الإيراني
والروسي لتزويد نظام الأسد بأعنف
وسائل التدمير ثم تتباكى عواصم الغرب
على الضحايا. الحقيقة
هي أنه لم يعد لواشنطن ولا لأوروبا أي
عذر في تقاعسها عن نصرة الشعب السوري،
وتبدو الحقيقة واضحة هي الرغبة
الأمريكية والأوروبية على تدمير
سوريا، ولن يتسنى ذلك إلا بالسكوت عن
فظائع النظام ورعاته، والإحجام عن مد
الثورة السورية بوسائل الدفاع عن
النفس بأعذار واهية مثل وجود متشددين
في صفوف المعارضة. والتلكؤ الأمريكي عن
مساعدة الشعب السوري هو الذي سمح
للمتشددين بالظهور كمنقذين للشعب
السوري في وجه وحشية النظام. وبعد أن
اطمأن النظام إلى أن ما يريده الغرب هو
تدمير سوريا بدأ باستخدام وسائل أكثر
تدميراً وعشوائية مثل صواريخ سكود.
وأصبح يهاجم المدن السورية ويدمرها
حياً حياً. وقد سبق
لميلشيات النظام أن ارتكبت مذابح
ومجازر بحق مدنيين، وأطلقت برنامج
علنياً للتطهير العرقي ونظفت قرى
سورية من سكانها بالقتل أو التهجير أو
الاعتقال، ولم تحرك هذه الوحشية
القلوب التي تدعي الرحمة والألم في
واشنطن وعواصم الغرب ومرابع حقوق
الإنسان. ثم أن
العواصم الغربية لم تنل طهران ولا
موسكو بأية ملامة وهما يزودان نظام
الأسد علناً بكل أنواع التدمير
وبالخطط الشيطانية لذبح السوريين
وتهجيرهم وترويعهم وإرهابهم. والملفت
أن الشعب السوري تيقن مبكراً أن تعاطف
العواصم الغربية لن يكون أكثر من
الكلام، والمتاجرة بدماء السوريين
والمساومة عليها في المناكفات الدولية.
لهذا اعتمد السوريون على أنفسهم
وأظهروا تصميماً شجاعاً على مواجهة
نظام الأسد ورعاته بأنفسهم وبلا
مساعدات من أحد، وحققوا انجازات مثيرة
ومدهشة بما في ذلك تحرير مناطق واسعة
واستراتيجية في سوريا. وأصبحت فصائل
الثوار تخوض معارك في قلب دمشق. وفي
غضون السنتين الماضيتين جرب السوريون
أصناف التدمير والتنكيل من نظام
الأسد، ولا يتوقعون من النظام ورعاته
إلا هذا النوع من الهدايا، ولم يعودوا
يخشون أي تهديد، سواء بصواريخ سكود أو
المقاتلات الحربية التي تفنن الثوار
في إسقاطها واحدة تلو الأخرى في مناطق
عديدة من سوريا. وكان
يجب أن يعلم النظام ورعاته والمساومون
في واشنطن أن إرادة الشعوب لا تقهر،
ولهم مثل في الشعب الفلسطيني، الذي لم
تخضعه 65 سنة من العدوان اليومي والحروب
والأسلحة الفتاكة والجرائم
الإسرائيلية. ===================== سوريا
العربية.. محافظة إيرانية طارق
الهاشمي الشرق
الاوسط 25-2013 تصريح
رجل الدين الإيراني مهدي طائب وهو في
موقع سياسي مرموق، فهو مسؤول عن مكافحة
الحرب الناعمة الموجهة ضد إيران، هذا
التصريح ليس جديدا ولم يصدر عن فراغ،
لكنه قد يعتبر الأبلغ والأكثر وضوحا من
أي تصريحات سبقته في هذا المجال.
والتصريح يقدم دليلا جديدا، ليس فقط
على تعاظم النفوذ الإيراني في بلد عربي
كسوريا، وهذا ليس بجديد، بل يشير أيضا
إلى العلاقة العضوية بل والهيكلية
الإدارية عندما يدعي بأن سوريا ما هي
إلا المحافظة الـ35 من محافظات إيران،
وأن سقوطها - حسب تعبيره - إنما هو أخطر
على إيران من سقوط الأحواز! ينطوي
التصريح على مضامين كثيرة؛ أولها
إقرار إيران بغزو سوريا واحتلالها
فعليا وتغييب الدولة السورية، إذ أصبح
حالها كحال الكويت عندما غزاها العراق
عام 1990 وحولها إلى المحافظة التاسعة
عشرة، وإذا كان غزو العراق قد تم
باستخدام القوة العسكرية على أوسع
نطاق فإن غزو سوريا من جانب إيران يبدو
أنه تم من خلال التوظيف المحكم للقوة
الناعمة، رغم أن النتيجة واحدة، لم
يتعاطف شعب الكويت مع الغزو، بل قاومه
بشدة، وبالتأكيد لن يتعاطف الشعب
السوري مع الغزو الإيراني وسيقاومه
بشدة أكبر. إذن تدخل إيران السافر في
الأزمة السورية ومقاومتها لرغبات
السوريين في التغيير باستخدام القوة
العسكرية المفرطة مباشرة بانتشار ما
يزيد على 60 ألف مقاتل، أو بشكل غير
مباشر عن طريق دعم النظام السوري بكل
وسائل الدعم، لا يستهدف مجرد الدفاع عن
نظام ممانعة، بل الدفاع عن السيادة
الإيرانية المتمثلة بالمحافظة
الخامسة والثلاثين، أو بكلمة أخرى:
الدفاع عن إيران بالذات!! وبالتالي
علينا أن ندرك حجم التحدي الميداني
الذي يواجهه المقاومون السوريون، وهو
كبير، بل بات مضاعفا وأبعد ما يكون عن
استحقاقات مواجهة نظام مستبد فحسب.
فالذين يقاتلون على الأرض السورية
إنما يقاتلون جيشين، جيش النظام،
إضافة إلى جيش الغزو الإيراني من حرس
ثوري وفيلق القدس وميليشيات لبنانية
وعراقية وغيرها، لهذا سيطول أمد
معاناة شعبنا العربي في سوريا ويتأخر
التغيير. أما غرض القتال فلم يعد كما
كان فعليا مجرد إسقاط نظام حكم مستبد،
بل تحول إلى تحرير بلد محتل، وهكذا
تتضاعف شرعية من يحمل السلاح من
المقاومين. مهما
كانت العلاقة بين النظامين الإيراني
والسوري قوية ومتينة ومتشعبة لكن ذلك
ما كان ينبغي أن يقود إلى التفريط في
الهوية الوطنية والقومية لسوريا
وتحولها إلى مجرد تابع ومحافظة تقع في
ذيل المحافظات الإيرانية. لم يشفع كون
العلويين هم من يمسك بزمام الأمر حتى
الآن لأن تتعفف إيران وتتعامل مع دولة
تتطابق معها مذهبيا وسياسيا بالندية
والتكافؤ وتصرف النظر عن أجندتها
التوسعية، على الأقل ظاهريا، لتفادي
إحراج النظام السوري. هذا لن يحصل
بالنسبة لإيران لسبب بسيط يتعلق
بتصنيف إيران دولة قومية توسعية
بامتياز، توظف الدين والمذهب للتوسع
وبسط النفوذ، لا فرق عندها أن تكون
الدولة المستهدفة شيعية أم سنية أم
خلاف ذلك. العرب
المظللون بالبروبغندا الإيرانية
عليهم أن يعيدوا النظر في موقفهم من
إيران التي تحسن دغدغة المشاعر وتعرض
نفسها على البسطاء أنها حامية للمذهب،
لكن حقيقة مراميها تتجاوز ذلك إلى حد
سلب السيادة وتغيير الهوية. أن
تتحول سوريا العربية إلى مجرد محافظة
إيرانية تابعة أمر ينطوي على تهديد
للأمن القومي العربي من جهة، ويزعزع
الأمن والاستقرار الإقليمي من جهة
أخرى، وفي كلتا الحالتين ينبغي
التعامل مع هذا التصريح بمنتهى الجدية
وعدم الاكتفاء بإصدار بيانات
الاستنكار والإدانة أو لمجرد تعليق
عضوية سوريا في الجامعة العربية، وهو
مطلوب من أجل منع الاختراق العربي
عندما تتحول سوريا باعتراف إيران إلى
تابع وتعمل في إطار المنظومة العربية
كطابور خامس، بل ينبغي أن ينعكس الرد
ميدانيا ويغير من طبيعة الصراع الدائر
في سوريا. فقد
العرب قوة الردع، ولذا باتت حصونهم
مهددة من الداخل، ومصالحهم مستباحة من
الخارج، لكن صحوة حقيقية في الطريق،
تباشيرها واضحة، وتبقى مثل هذه
التصريحات رغم ما فيها من استفزاز وجرح
للكرامة مرغوبة لأنها تنبه الغافلين،
وما أكثرهم. انتظروا
تصريحا صارخا آخر في المستقبل عندما
سيتحدث قطب من أقطاب ولاية الفقيه عن
العراق، ونتوقع أن يكون صادما بكل
المقاييس، وسيكون ذلك من باب تحصيل
الحاصل لأن العراق هو الأقرب إلى إيران
من سوريا، وهو دولة خليجية والأكبر
مساحة والأغنى ثراء، وبالتالي لا بد أن
موقعه على الخارطة السياسية الإيرانية
سيكون متميزا. ===================== حسين
شبكشي الشرق
الاوسط 25-2-2013 بعد
شهور من النفي والتكذيب والإنكار من
قبل حزب الله لقيامه عسكريا بمساندة
نظام بشار الأسد في حربه المدمرة ضد
شعبه بسوريا، ومع ازدياد أعداد
الجنازات والضحايا في قواته والتي بات
من المستحيل الاستمرار في إخفائها،
اضطر الحزب أن يوضح أن أفراده قتلوا «دفاعا
عن النفس»، وهم يؤدون دورهم في القضاء
على أعداء النظام السوري. طبعا هذه
المقولة ناقصة، لأن ميليشيات حزب الله
المدججة بأعتى أنواع السلاح تصول
وتجول مع ألوية قوات الأسد منذ بدايات
الثورة السورية، لكنها في الفترة
الأخيرة تمركزت بشكل أساسي في منطقة
القصير بريف حمص، وحصنت مواقعها
براجمات الصواريخ «إياها» التي كانت
تقول إنها موجهة إلى إسرائيل. حزب
الله، مثله مثل من سبقوه ممن تاجروا
بالمقاومة ضد إسرائيل، يبدو جليا أنه
بالفعل ضل الطريق إلى فلسطين، واختار
أن يحرر فلسطين عن طريق سوريا والقصير،
مثله مثل من قبله عندما قرر جمال عبد
الناصر ذات يوم أن تحرير فلسطين يمر
عبر اليمن، وكذلك صدام حسين الذي قرر
أن تحرير فلسطين يمر بالكويت، وحافظ
الأسد الذي حاول تحرير فلسطين عن طريق
لبنان. استرجعت أيام ما كان حسن نصر
الله «أيقونة» المقاومة في مواجهة
قواته ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهي
المسألة التي نال بسببها تأييد شريحة
عريضة من العرب، وكذلك نال دعمهم. وفي
مشهد لافت شاهدته بعيني، خلال تصفح أحد
المصريين لإحدى الصحف، سقطت صورة حسن
نصر الله من داخل الجريدة (كانت الصورة
توزع كهدية مع العدد)، فما كان من صاحب
محل بيع الصحف سوى إزالة الصورة من على
الأرض وتقبيلها، ونهر وصرخ في الرجل.
هكذا كان وضع حسن نصر الله، وبعدها
انقلب الرجل وهاجم أهل بلاده في غزوته
الشهيرة على بيروت والجبل، ومن بعدها
الآن انقلب وأظهر وجها طائفيا أعماه عن
نصرة الحق ونصرة المظلوم، ليفضل أن
يدعم ونظاما سفاحا لأنه من أهله
وعشيرته، وتحول نصر الله إلى مادة
للسخرية وباتت صوره تمزق وتحرق. إيران
وظفت حزب الله بلسانه العربي، وحضوره
في الوسط العربي، ليكون الحملة
الترويجية لمشروع تصدير الثورة في
المنطقة، وطبعا كل ذلك تحت شعار
المقاومة ضد إسرائيل (وهو شعار جذاب بل
الأكثر جاذبية، فهو مجرب وثبت قبوله
والإجماع عليه بالمطلق)، لكن حزب الله (مثله
مثل تنظيم القاعدة) تحول إلى مشروع
امتياز (Franchise)، وبدأت فروعه في الانتشار من حزب الله
السودان إلى حزب الله اليمن وطبعا حزب
الله الجزيرة العربية وحزب الله
البحرين وأخيرا حزب الله العراق الذي
كشف بوضوح شديد عن أهدافه بلا تأويل
ولا حاجة للتفسير، فهو أعلن أن هدفه هو
«تحرير!» بعض دول الخليج، وأنه جهز
جيشا قوامه مليون شخص لعمل ذلك الأمر،
وسقط بالتالي قناع المقاومة «المؤقتة»،
وظهرت الحقائق بوضوح، ولم يعد من
الممكن الدفاع عن المواقف الغامضة
للحزب مثلما كان يحصل سابقا، فلم يعد
هناك داع وقد تكشفت الأمور بهذا الوضوح
الجلي. حزب الله لم يسقط فقط، لكنه لوث
كل جميل ونبيل وراق في فكرة المقاومة،
وأعاد الشك والقلق والخوف لكل من سيأتي
بها مستقبلا (وقد يكون ذلك الهدف من
يدري؟!). ستدرس
ذات يوم قريب حالة حزب الله كمشروع
تسويقي وترويجي عربي كذراع للثورة
الإيرانية في قلب العالم العربي، وكيف
أن الرعونة والغرور أعميا البصيرة،
فأصابا المشروع في مقتل، وخسر التأييد
في الشارع العربي في قلب الثورة
السورية التي كانت أرضها وشعبها هما
محرك تأييده وتشجيعه الأول. سيروي
التاريخ المنصف العادل الموضوعي
العقلاني بدقة وصرامة كيف تحول حزب
الله إلى حزب بشار الأسد بشكل مؤسف،
وكيف فقد الرصيد الذي بناه عبر السنين
في ليالي الثورة السورية التي ستستمر
في إسقاط الأقنعة وكشف المواقع تطبيقا
لقول الحق عز وجل «ليميز الله الخبيث
من الطيب». ===================== حمد
الماجد الشرق
الاوسط 25-2-2013 مشكلة
الجماعات المتشددة في الثورة السورية
صارت مثل المرض الصعب الذي يتحاشى
المريض الكشف الدقيق عن درجة خطورته
والبدء في مرحلة العلاج، بل يتحاشى حتى
الحديث عنه أو تذكيره به، وفي تقديري
أن مضي نحو السنتين على اندلاع الثورة
السورية الباسلة ووضوح مراكز القوة
بشقيها؛ السياسي في الخارج والثوري
على الأرض، يتطلب صراحة ووضوحا في
تناول هذا الملف البالغ التعقيد. أدرك أن
مرحلة الصراع مع نظام بشار وحليفه
الشرس إيران تتطلب التركيز على توحيد
كل السهام الموجهة لهذا الثنائي
الطائفي حتى تهاويه، ثم كسر ظهر النفوذ
الإيراني، لكن هذا لا يمنع من أخذ
مسارين متوازيين أحدهما يدعم جهود
الثورة ماديا وعسكريا ولوجيستيا حتى
تحقق غاياتها، والثاني ينظر إلى
تعقيدات خريطة المعارضة السورية بكل
أطيافها، وخاصة الجماعات المتشددة
التي تتبع تنظيم القاعدة تنظيميا أو
تتقاطع معه فكريا، فمثل هذه المعالجة
المبكرة من شأنها أن تقلل من تعقيدات
عملية تسلم السلطة بعد انهيار النظام،
الذي تدل كل المعطيات على الأرض على
أنه ساقط لا محالة، حتى لو استغرق
الإسقاط وقتا أطول، وعليه فلا يناسب
مطلقا التحسس من الحديث الصريح
والشفاف حول هذا الموضوع خاصة في هذه
المرحلة، كما لا يصح أن يدرج الحديث
حوله وحول عناصر الثورة «المتشددة»
التي تشكل خطرا على الثورة نفسها بعد
سقوط النظام. إن
المرحلة التي تعيشها الثورة السورية
من انتصارات عسكرية؛ كسقوط المدن
والمطارات، وإنجازات سياسية مثل
الاعتراف بالمعارضة ممثلا لنظام الحكم
الجديد، تشبه إلى حد كبير مرحلة ما قبل
سقوط نظام الحكم الشيوعي في
أفغانستان، ويهمنا هنا أحد أبرز وأخطر
أوجه الشبه بين الحالتين، وهو التحسس
من إثارة هذا الموضوع وتحاشي الحديث عن
عمق التباين بين الفصائل أثناء تحقيق
الانتصارات وقبيل سقوط النظام الخصم،
وكيفية التعامل مع حركات التشدد
القاعدية. فقد كان
الذي يحذر من مرحلة ما بعد سقوط النظام
الشيوعي يعتبر خاذلا ومخلخلا لصفوف
المجاهدين، وضاربا لحركة الجهاد في
ظهرها، وكان ينالهم حينها تبكيت
وتقريع قد يصل في بعض الأحيان إلى حد
التخوين، وأثبتت الأيام التي تلت سقوط
كابل، مع بالغ الأسف، أنها أسوأ أوضاع
أفغانستان الأمنية، من حيث عدد ضحايا
الصراع، والدمار الهائل، ولم ينتهِ
حتى برز نجم حركة طالبان مستغلة سأم
الأفغان وضيقهم من صراع إخوة الجهاد
والتحرير الذي طال أمده وأكل أخضر
أفغانستان ويابسها. أحببنا
أم كرهنا فإننا نتوقع وضعا صعبا بالغ
التعقيد بعد سقوط نظام بشار، بل لا
أبالغ إذا قلت إن خارطة الثورة السورية
أكثر تعقيدا من الجهاد الأفغاني،
فالأخير تشكل الفصائل الإسلامية فيها
النسبة الساحقة من مكونات المعارضة
الأفغانية، وأما الثورة السورية
فالقوى الليبرالية لها نفوذ في المشهد
السياسي، فيما قوات الثورة السورية
على الأرض تتشكل في الغالب من الفصائل
الإسلامية على تنوع آيديولوجياتها
الذي يصل إلى حد التنوع المتضاد، ففي
هذه الفصائل من لا يعترف ببعض الحركات
الثورية المسلحة فكيف بنظرتهم تجاه
المعارضة السياسية التي ينشط فيها
الليبراليون والعلمانيون؟ ===================== خيارات
إيران التي «لا تقهر» وخيارات حلفائها
في سورية جورج
سمعان الإثنين
٢٥ فبراير ٢٠١٣ الحياة الحملة
الديبلوماسية التي تشنها الإدارة
الأميركية على أوروبا والمنطقة، من
خلال جولتي الرئيس باراك أوباما ووزير
خارجيته جون كيري، يفترض أن تثير قلق
إيران، الدولة التي «لا تقهر». فقد بات
واضحاً أن واشنطن التي أطلقت يد موسكو
في البحث عن حل لأزمة سورية منذ
انفجارها، تقترب من التفاهم معها على
المرحلة الانتقالية واعتماد تسوية
تنهي حكم آل الأسد. وتكون بذلك منحتها
صورة الدولة العظمى أو الشريك اللدود
الكبير الذي تسمع كلمته. يبقى أن
يبادلها هذا الشريك خدمة مماثلة هي
بالتأكيد في الملف النووي الإيراني. لم
تتضرر إدارة أوباما حتى الآن مما جرى
في سورية بقدر ما تضررت الجمهورية
الإسلامية التي يحذر قادتها هذه
الأيام من أنه «لا يمكن الاحتفاظ
بطهران إذا خسروا سورية»! فهم يدركون
أن هذه الخسارة لن تقف عند حدود هذا
البلد، بل تتعداه ربما إلى لبنان
والعراق. يعبر
هذا الموقف عن مخاوف عميقة في طهران
التي لا يغيب عن بالها، في ضوء تجارب
أميركا من فيتنام إلى أفغانستان
والعراق، أن لا وجود لدولة كبيرة «لا
تقهر»، فلا الولايات المتحدة خرجت
منتصرة من هذه البلدان، ولا الاتحاد
السوفياتي أيضاً ربح في كابول من قبل.
وهي إن غالت في الاعتداد بالنفس، لا
تنكر حراجة التحدي الذي تواجهه في
العراق وسورية ولبنان. ومهما حاولت نشر
أسلحتها إلى اليمن وأفريقيا، تعي دقة
الموقف الذي قد تواجهه في أفغانستان
غداً عندما تعود إليها «طالبان» أياً
كان شكل التسوية عشية انسحاب قوات حلف
الأطلسي. ولن تنفعها عراضة القوة في
مناوراتها على الحدود الشمالية
الشرقية. صحيح أن إيران مارست حتى
اليوم سياسة ممانعة في ساحات كثيرة
بمواجهة أميركا، لكن هذا التمدد أو
التقدم أو الدور لا يمنحها حصانة بقدر
ما يؤدي إلى إضعافها، وفي الداخل أولاً.
بل يشبه إلى حد كبير الدور الذي مارسته
سورية على مر عقود. يومها كانت تمارس ما
كان الغرب يعتبره «دوراً معطلاً» في
ساحات فلسطين ولبنان والعراق، أو «دوراً
مخرباً» في تركيا والأردن وغيرهما،
وأصبحت اليوم ساحة لكل من يبحث عن دور.
بل باتت «المحافظة الـ35» للجمهورية
الإسلامية! هل
بإمكان إيران أن تتعامى عن صورة
الاصطفاف السني حول سورية، من العراق
إلى لبنان فالأردن وتركيا، ناهيك عن
مجلس التعاون الخليجي ودول «الربيع
الإخواني»؟ إنه اصطفاف يهدد بغياب «الهلال
الشيعي»، كما سماه عدد من القادة العرب.
ولن تنفعها محاولات الهرب إلى أمام، أو
تهريب السلاح إلى نيجيريا بعد اليمن
وغيرها. فالتحرك السني من طرابلس إلى
بغداد ينذر بتسعير الصراع السني -
الشيعي في الإقليم كله، ولا ضمان في أن
تخرج الجمهورية الإسلامية منتصرة...
إلا إذا كان هذا ما يقصده من رأى أن
بلاده «أحدثت تحولاً في المجتمعات
البشرية»! ولن تنفعها أيضاً مغازلة
روسيا بلفتها إلى أن «الحضور الإيراني
المقتدر في المنطقة يخدمها». بل ستجد
أن موسكو لن تحيد عن الموقف الأميركي
في قضية الملف النووي، تماماً مثل
الصين. فإذا كانت بكين تعارض قيام دولة
نووية في «بحرها» سواء في كوريا
الشمالية أو اليابان، فإن روسيا أيضاً
حريصة على أمنها الإقليمي وجمهورياتها
السابقة وسط آسيا، وليست مستعدة
للقبول بجيران نوويين. من هنا وقوفها
والصين مع العقوبات الاقتصادية التي
قررها مجلس الأمن على الجمهورية
الإسلامية. تباطأت
الإدارة الأميركية حيال الأزمة
السورية. ومنحت روسيا الوقت الكافي حتى
اقتنعت هذه بعجز النظام عن الحسم.
وتركت إيران تنخرط مباشرة في الصراع
عبر تقديم الدعم إلى النظام السوري بكل
أشكاله وعبر مشاركة «حزب الله» أيضاً.
كان ضغط الإدارة على إيران بلا جدوى
قبل المتغيرات التي طرأت على المشهد في
المنطقة. أما اليوم فقد خرجت «حماس» من
دمشق إلى القاهرة. وتكاتف خصوم نوري
المالكي في العراق وبات مطلبهم ليس
إسقاطه فحسب بل إسقاط الدور الإيراني
في بغداد، ما ينذر بتجدد حرب مذهبية،
معطوفة هذه المرة على صراع مكشوف مع
كردستان متحالفة مع تركيا. ويصعب بعد
هذا التطور أن تركن طهران إلى ما يجري
على حدودها الغربية مباشرة. بلغت
الأزمة السورية حدوداً لا يجوز بعدها
أن يجازف المجتمع الدولي بسقوط الدولة
بكل مؤسساتها واحتمالات التفتيت، مع
ما قد يجره تنامي حركات التطرف من
تهديد للمنطقة بأسرها. كما أن تفاقم
المأساة الإنسانية بكل صورها، من
المجازر المتنقلة إلى تدمير المدن
ودفع النازحين والمهجرين في الداخل
وخارج الحدود، لم يعد يحتمل السكوت.
وإذا قيض لموسكو أن تنجح في إدارة
التسوية سيكون عليها أن تبادل
الأميركيين في الملف النووي الإيراني،
إذا كانت طهران ترفض دعوة واشنطن إلى
الحوار. لا يعني هذا أن موقف إيران
سيكون مهادناً أو مساعداً. فلا شيء يشي
بأنها ستقبل بتسوية. بل هي تتصرف بخلاف
ذلك. لجأ حلفاؤها في العراق إلى بعث
ميليشياتهم استعداداً للمواجهة
دفاعاً عن حكومة ائتلاف «دولة القانون».
وأشارت على دمشق بإنشاء ميليشيات
مماثلة بدأت تأخذ مكانها في جبهات
القتال. أما في لبنان فلم يعد سراً أن
خيارها كان زج «حزب الله» في الميدان...
وكلها وصفات تقود إلى حروب أهلية تصب
مزيداً من الزيت في النار المذهبية
المستعرة في الإقليم. كان «حزب
الله» ولا يزال يدرس خياراته منذ
اندلاع الأزمة في سورية. فريق يميل إلى
تفاهم مع تيار المستقبل يعيد الحكومة
إلى «الأكثرية السابقة» في مقابل طي
صفحة سلاح المقاومة والحملة على هذا
السلاح. لكن مثل هذا التفاهم دونه
شروط، إذ لا يمكن عزله عن أطراف الصراع
الدائر في المنطقة. أي أن يكون جزءاً من
تفاهم أوسع بين إيران وعدد من الدول
العربية في مقدمها دول الخليج. أو أن
يكون مقدمة لتفاهم إقليمي أوسع،
ويستدعي طبعاً كلفة وأثماناً. وهذا ما
لا توحي به الأجواء في المنطقة. وثمة
فريق آخر يميل إلى التشدد ويرفض تقديم
ما يسميه «تنازلات مجانية». ويرى فريق
آخر أن التشدد وحده يحفظ للمقاومة ما
في يديها. ودليله إلى ذلك النتائج التي
أفضت إليها أحداث السابع من أيار (مايو)
2008. ويدرك
الحزب أن سياسة «النأي بالنفس» التي
لجأت إليها حكومة نجيب ميقاتي ودعمتها
دول غربية انتهت إلى ما يشبه حرباً بين
اللبنانيين ولكن على الأرض السورية.
وقد لا تظل كذلك إذا اجتازت النار
الحدود بقاعاً وشمالاً. كما هددت قيادة
«الجيش الحر». ولعل آخر ما يريده الحزب
هو جره إلى مواجهات في الداخل تصيبه
بمقتل هو الرافع شعار «السلاح لمواجهة
إسرائيل». وليس سراً أنه احتاط ويحتاط
لمثل هذا المنزلق بخيارات بديلة عن
التفاهم أو المواجهة المباشرة. فقد
باتت لحلفائه في معظم المناطق مجموعات
من الأنصار يمكن أن تشكل واجهة تقيه
الانخراط المباشر في أي إشكال أو جولة
هنا وهناك. كما أن الجيش اللبناني لن
يسلم بنقل الصراع حول سورية إلى
الداخل، وقد لا يكتفي بترتيبات أمنية
تقليدية ما دام جميع اللبنانيين
ينادونه ملجأ وحامياً. في ضوء
هذه التحديات، لا يمكن إيران التي
أفادت من الغزو الأميركي لأفغانستان
ثم العراق وراكمت رصيداً إقليمياً
وازناً، أن تقنع العالم بأنها باتت
دولة «لا تقهر» في حين أنها تواجه
وضعاً مقلقاً اقتصادياً وسياسياً في
الداخل، ويواجه دورها في العراق
ولبنان وسورية تهديداً حقيقياً
وقاتلاً. لا يكفي أن تفخر بإنجازاتها
الصاروخية فوق حطام اقتصاد متهاوٍ
وأمامها ما آلت إليه تجربة الاتحاد
السوفياتي. لم يعد بإمكانها الرهان على
الانكفاء الأميركي العسكري عن المنطقة.
ولا يمكنها أن تقنع روسيا بأن مصالحها
معها تتقدم على مصالح موسكو مع
الولايات المتحدة وأوروبا عموماً.
وإذا قيض للقابلة الروسية توليد تسوية
لأزمة سورية ستجد طهران نفسها معزولة
تماماً ما لم ترضخ لموجبات هذه
التسوية، مهما عاندت وبالغت في تقدير
قوتها. لا يمكنها أن تخوض حروباً على كل
الجبهات دفعة واحدة. عندما يحين وقت
الصفقات بين الكبار، عليها أن تقتنع
بأنها لا يمكنها أن تضع نفسها في مصاف
هؤلاء. لم تدفعها سياسة العقوبات إلى
الرضوخ لشروط خصومها، فهل تعاند حيال
تآكل دورها في الإقليم بعد تآكل
اقتصادها؟ ألا تعتقد بأنها تجازف
بضياع أوراق جهدت لامتلاكها على مر
سنين؟ ألا تجازف بخسارة ورقة «حزب الله»
في سورية فتخسر معها ورقة فلسطين؟ ما
نفع هذه الأوراق ما لم تصرف في أيام
كهذه؟ وهل تعتقد طهران بأن الكبار
سيسلمون لها بتغيير المشهد العام في
الشرق الأوسط؟ إصرارها على ثمن كبير
عشية اجتماعاتها مع مجموعة الخمسة
زائد واحد في كازخستان يعني أنها ليست
مستعدة بعد أو هي تنتظر إلى حين عبور
استحقاق انتخاباتها الرئاسية في
حزيران (يونيو) المقبل... ولكن هل تنتظر
سورية حتى ذلك اليوم؟ ===================== جاد
الكريم الجباعي * الإثنين
٢٥ فبراير ٢٠١٣ الحياة الطائفية
المذهبية، التي توصف بها الحرب
الدائرة في سورية، والحرب ذاتها،
ليستا تعبيراً عن نية مبيَّتة لدى
الأفراد والجماعات، أو تعبيراً عن سوء
طويتهم، أو عيباً أصلياً في تكوينهم.
فالحرب الطائفية، إذا كان الأمر كذلك،
ليست قراراً يتخذ عن عمد، بل هي
إمكانية قائمة دوماً في أي مجتمع يعاني
من تكسُّر صلبي أو نقص في اندماجه
القومي. تظهر
هذه الإمكانية وتطفو على السطح عند
نشوب أي خلاف أو شجار أو نزاع، ولو بين
أطفال أو شباب مراهقين، على أنها علة
الخلاف والنزاع، تغذيها ثقافة عصبوية
ووعي عصبوي يقومان على التفاضل، سواء
في الإنسانية أو في الوطنية، مع أن
الإنسانية والوطنية صفتان لا تقبلان
التفاوت والتفاضل. أو على الصورة
المرآتية التي تغرق فيها الذات
الفردية والجماعية، أي على النرجسية،
الفردية والجماعية التي تنفي عن الآخر
أي قيمة إنسانية وأي جدارة واستحقاق،
وفق تحليل مصطفى حجازي. فالمسألة
المذهبية، في سورية، من ألفها إلى
يائها، مسألة اجتماعية أولاً، تتعلق
بتدهور شروط الحياة الإنسانية، نتيجة
«الاحتكار الفعال للسلطة والثروة
ومصادر القوة»، والزبانة السياسية،
والاستبداد الكلي، وحكم العسكر
والاستخبارات، التي تسم النظام
والسلطة. ومسألة سياسية ثانياً، تتعلق
بنقص الدولة، أو بطبيعة الدولة، التي
لا تختلف عن طبيعة المجتمع الذي
ينتجها، وطبيعة السلطة، التي لا تختلف
عن طبيعة من يمارسها. وليست مسألة
دينية أو لاهوتية، بأي حال من الأحوال،
وإن كانت السلطة الشخصية المستبدة لا
تنفصل عن العقيدة، ولم تنفصل عنها، منذ
نشوء الاجتماع البشري حتى يومنا، ما
أنتج خطابات سياسية على خلفية
أيديولوجية تكفيرية وإقصائية. العقيدة
والسلطة الشخصية، المستبدة، توأمان،
من سلطة الأب إلى سلطة الملك والأمير
والخليفة والسلطان والإمام والرئيس
والقائد والولي الفقيه، الأولى تؤسس
الثانية، والثانية تحمي الأولى
وتصونها، وفق تقليد سياسي عريق ومغرق
في القدم. والمسألة المذهبية نتاج هذه
العلاقة بين العقيدة والسلطة، وهي
علاقة مركبة في الوضع السوري: عقيدة
قومية اشتراكية من جهة، وعقيدة مذهبية
من جهة ثانية، تقومان بالوظيفة ذاتها،
وليست نتاج ما يسمى «إشكالية العلاقة
بين الدين والدولة»، فهذه الإشكالية
منفيَّة كلياً بطبيعة الدين الروحي
وطبيعة الدولة الديموقراطية الحديثة. ينزلق
المجتمع السوري شيئاً فشيئاً، إلى حرب
مذهبية، قيل الكثير في وصفها بأنها حرب
التدمير الذاتي وحرب الخاسرين... إلى
آخر ما قيل وما يمكن أن يقال، مما لم
يوقف حرباً مشابهة في غير سورية، ولن
يوقف الحرب فيها. فمواجهة الطائفية
المذهبية لا تكون بالكلام المعسول،
ولا بالتنصل منها، ورمي الآخرين بها،
ولا بالتنديد بها أو إدانتها
أخلاقياً، ولا بمجرد تحليلها تحليلاً
«علمياً» بارداً أو محايداً، بل
بمناهضتها قولاً وفعلاً، بأن تنهض
النخبة السورية بواجباتها الوطنية،
ومسؤولياتها الثقافية والسياسية
والأخلاقية. نقصد بالنخبة كتلة
الإنتلجنسيا السورية المؤهلة علمياً
ومهنياً، بوجه عام والمثقفين الذين
يؤثِّرون في تشكيل الرأي العام بصورة
مباشرة وغير مباشرة، بوجه خاص. وهي
كتلة وازنة واسعة الطيف، ومؤثرة
مادياً ومعنوياً، يتوقف عليها نهوض
المجتمع وتقدمه. المسؤولية
السياسية تقتضي بلورة رؤية واضحة
لطبيعة الدولة التي تنشدها قوى
المعارضة وكتلة لا يستهان بها من
المستقلين والموالين موالاة باردة،
لهذا السبب أو ذاك، أي الدولة التي
قامت الثورة من أجلها. دولة لا تحابي
العرب، على حساب غير العرب، أو
المسلمين على حساب غير المسلمين، أو «أهل
السنّة والجماعة» على حساب غيرهم من
المسلمين. وبلورة رؤية واضحة للنظام
السياسي، الجمهوري، البرلماني أو
الرئاسي، المركزي أو الفيديرالي، أو
المركزي سياسياً واللامركزي إدارياً،
وبلورة موقف واضح من حق الكورد
السوريين والجماعات الإثنية الأخرى في
تقرير مصيرهم بأنفسهم، ومن الضمانات
الدستورية والقانونية لحرية الفرد
وحقوق الإنسان والمواطن. فإن وقف
القتال قد يكون بالحوار بين السلطة
والمعارضة، ولكن وقف الحرب والحيلولة
دون استمرارها في أشكال أخرى، ودون
إعادة إنتاجها، يحتاج إلى حوار جدي بين
السوريين، وفي داخل كل جماعة من
الجماعات الإثنية والمذهبية، وتشكيل
قوة ضغط معنوية تنهي الحرب بين القوى،
لا اختلاف القوى. وتقتضي
المسؤولية الثقافية أن يبادر المثقف
إلى نقد وتفنيد كل ما يحض على الكراهية
ويزرع بذور الحقد والضغينة ويدفع إلى
الثأر والانتقام، في مذهب الجماعة
التي ينتمي إليها بالولادة وخطابها
الأيديولوجي أولاً، وفي سائر المذاهب
والمعتقدات ثانياً، ولا ثاني بلا أول،
لتصفية رواسب الصراعات التاريخية،
التي عفّ عليها الزمن، وآثارها في
المذاهب والمعتقدات. إن نقد الآخر قبل
نقد الذات، بالمعايير نفسها، يفضي
دائماً إلى سجال عقيم، ويورِّث
العصبيات بدلاً من إخمادها. فإذا كانت
أي جماعة مذهبية، أي سنَّية أو
أرثوذكسية، تعمل باستمرار على محاربة
البدع، لإعادة إنتاج ذاتها وتأزيل
انغلاقها، فإن مسؤولية المثقف،
المتدين وغير المتدين، تقتضي أن يسلك
طريقاً معاكسة لطريق الفقيه والأصولي،
بمحاربة الكراهية وأسباب التجنب
والعزلة، وتنقية العقيدة من بذورها
وجذورها، وإلا بم يختلف المثقف عن
الفقيه والأصولي؟ أما
المسؤولية الأخلاقية فتقتضي الخروج من
ثنائية سلطة/ معارضة المانوية، ذات
القاع المذهبي، إلى كلية المجتمع
والدولة ووحدة الوطن وتساوي المواطنات
والمواطنين في الكرامة الإنسانية، قبل
تساويهم في الحقوق المدنية والسياسية
والالتزامات القانونية. هذا لا يعني
الوقوف على الحياد، ولا تشكيل ما يسمى
«تيار ثالث»، لا مع السلطة ولا مع
المعارضة، بل يعني تعيين سقف وطني،
وسقف أعلى، إنساني، للنظر والعمل،
للفكر والممارسة، يجعل الفعل
الاجتماعي السياسي مرتبطاً بكرامة
الإنسان وخير الفرد والمجتمع وخير
المواطنة والمواطن والدولة، أياً كان
الاتجاه الفكري الذي يلتزمه المثقف
والنظرية السياسية التي يتبناها
والحزب الذي ينتمي إليه. فهل
ستقوم النخبة السورية بواجبها وتنهض
بمسؤولياتها؟ =====================
الراية القطرية التاريخ:
25 فبراير 2013 الإدانة
الأمريكية شديدة اللهجة لإطلاق النظام
السوري صواريخ أرض-أرض بعيدة المدى على
حلب في شمالي سوريا التي جاءت متأخرة
وردا على ما يبدو لقرار المعارضة
السورية عدم زيارة واشنطن واللقاء
بالمسؤولين فيها لا تكفي ولا تحقق مطلب
الشعب السوري المتمثل بوقف شلال الدم
المتواصل في سوريا على يد قوات النظام
وتوفير الحماية للشعب السوري. لقد
تسبب عجز المجتمع الدولي وفشله
وانقسامه في زيادة مأساة الشعب السوري
ومعاناته وزيادة كلفة التغيير في
سوريا حيث جرى على مدى الأشهر الماضية
إبادة عائلات بأكملها وتدمير المدن
والبلدات وتهجير ملايين السوريين من
منازلهم إلى داخل سوريا وخارجها. إن لجوء
النظام في سوريا الذي خرجت مناطق واسعة
من تحت سيطرته خاصة في الشمال لصالح
الجيش الحر والمعارضة السورية إلى
خيار إطلاق الصواريخ على أحياء مدينة
حلب يؤكد إفلاسه وسقوطه أخلاقيا إذ لم
يسبق في التاريخ أن قام نظام مهما بلغت
قسوته ووحشيته بقصف شعبه بالصواريخ
لاستعادة السيطرة على المناطق التي
فقدها. النظام
السوري يحاول من خلال قصفه شعبه
بالصواريخ زرع اليأس في نفوس أبناء
الشعب السوري ومقاتلي المعارضة وإيصال
رسالة إليهم مفادها أن لا أحد في
المجتمع الدولي يعبأ بدمائهم التي
تسيل وأنه يستطيع بفضل الغطاء السياسي
الروسي الصيني والدعم الإيراني
المتوفر له استخدام كل ما في ترساناته
من أسلحة للقضاء على الثورة السورية
دون أن يستطيع المجتمع الدولي فعل شيء. إن
الشعب السوري الذي ضحى بأغلى أبنائه
وبناته من أجل نيل حريته واستعادة
كرامته لا يمكنه أن يقبل بأي حال
استمرار هذا النظام الذي تلطخت يداه
بدماء كل هؤلاء السوريين في السلطة
فالشعب السوري الذي خرج في ثورة سلمية
تطالب باحترام حقوقه الإنسانية قبل أن
تتحول ثورته إلى ثورة مسلحة للدفاع عن
نفسه نزع الشرعية عن النظام ورموزه في
اللحظة التي قرر فيها النظام السوري
إطلاق الرصاص على المتظاهرين السلميين
وقتلهم. التطور
الأخير الذي شهدته الأراضي السورية
والمتمثل باستخدام النظام للصواريخ في
قصف شعبه بعد أن قصفهم بالطائرات
والمدفعية والدبابات يقتضي أن يستيقظ
ضمير المجتمع الدولي فورا فلا يكتفي
بالشجب والإدانة وتوصيف الجريمة
وإبداء التعاطف مع الضحية بل يسارع
للعمل من خلال الأمم المتحدة و مجلس
الأمن الدولي من أجل إيقاف المذبحة في
سوريا وتوفير الحماية للشعب السوري في
وجه نظام ديكتاتوري يقتل شعبه يوميا
أمام سمع العالم وبصره. ===================== الأزمة
السورية... خطة أميركية بديلة تاريخ
النشر: الإثنين 25 فبراير 2013 فانس
سرشك الاتحاد عما
قريب سيغادر «كيرى» الولايات المتحدة
في أول زيارة له عبر البحار بصفته
الجديدة كوزير للخارجية الأميركية.
وسيكون محور التركيز الرئيس لهذه
الزيارة- كما صرح شخصياً- الصراع
الدائر في سوريا. في
الحقيقة ليس هناك أزمة تستحق اهتمام
كبير الدبلوماسيين الأميركيين في
الوقت الراهن، أكثر من الأزمة السورية.
ولا شك أن "كيري" يستحق الإشادة
لكونه لم يتردد في الانخراط مباشرة في
تفاصيل الصراع المحتدم في هذا البلد. في إطار
التمهيد لزيارته، أشار "كيري"،
إلى أن مفتاح إنهاء نزيف الدم في سوريا
يتمثل في تغيير "حسابات" الأسد-
وهو تعبير كرره أكثر من مرة خلال
الأسابيع الأخيرة- وأن الطريق لذلك
ربما يمر عبر موسكو. والواقع
أن ذلك يعيد شبح المخاوف، من أن تكون
إدارة أوباما- بدلًا من قيامها بصياغة
توجه جديد بشأن سياستها حيال سوريا-
مهيئة، مرة أخرى، كما تدل شواهد عديدة،
على تكرار أخطاء الماضي. أول تلك
الأخطاء، بناء آمال غير واقعية على
الروس، على الرغم من أن تلك الإدارة،
لو كانت قد تعلمت بالفعل شيئاً من
تجارب العامين الماضيين، فإن ذلك
الشيء هو أنه من غير المرجح بالنسبة
للكريملن تقديم يد العون في تدبير
عملية خروج للأسد من المشهد. لا يرجع
هذا لصفقات السلاح الروسية لنظام
الأسد، ولا لتسهيلاتها البحرية في
سوريا، ولا لقصور الانخراط الأميركي
مع موسكو، وإنما يرجع بدلًا من ذلك
كله، لحقيقة أن الكريملن يعتقد
اعتقاداً جازماً أن لديه مصلحة مؤكدة
في إحباط عملية أخرى مخططة ومنفذة
أميركياً لتغيير الأنظمة، خصوصاً أنه
يرى أن التدخلات الأميركية لتغيير
الأنظمة بدءاً من صربيا وحتى ليبيا
تمثل تهديداً للاستقرار الدولي من
ناحية، كما أنها يمكن أن تشكل سابقة
يمكن أن تستغل ضده يوماً ما. الأكثر
أهمية، هو أن الروس لديهم ثقة أقل مما
لدى الأميركيين في قدرتهم هم شخصياً
على ممارسة تأثير على دمشق. فحتى لو
مارست موسكو ضغطاً على الأسد، فإنه ليس
من الواضح - بل أبعد ما يكون عن الوضوح
في الحقيقة- أن ذلك الضغط سيدفع الأسد
للتفكير في الرحيل في الوقت الذي فشلت
فيه نكسات دبلوماسية وعسكرية، لا يمكن
حصرها، تعرض لها النظام في تحقيق هذا
الشيء ، بما في ذلك فقدانه لحلفائه
الأتراك والثلث الشمالي من بلاده
برمته للمتمردين. يقودنا هذا للمشكلة
الثانية- الأعمق- فيما يتعلق بالصيغة
التي استخدمها "كيرى". راهنت
الاستراتيجية الأميركية طويلًا على
الأمل القائل بأن إقناع الأسد ورجاله
الأكثر سوءاً بالرحيل، سيمهد الطريق
لتسوية عبر التفاوض، بين المعارضة
السورية الموحدة من جهة، وبقايا
النظام السابق من جهة ثانية، مما يجنب
سوريا سقوطاً مماثلًا لما حدث في
العراق. ولكن
هذه الفكرة الخاصة بـ"الانتقال
السياسي السلمي" باتت عرضة للمساءلة
على نحو متزايد. فبدلًا من تغيير نظام
من دون انهيار دولة، فإن العكس تماماً
هو الذي يتكشف أمامنا في سوريا الآن،
ويتمثل في بروز دولة فاشلة يواصل فيها
نظام الأسد- المتقلص الحجم والمدعوم من
بعض القوى- القتال بلا هوادة بعد أن
أصبح أكثر طائفية، وقمعاً، وأوثق
اصطفافاً، مع إيران و"حزب الله". ليس من
المرجح أن يكون نظام بهذه المواصفات
على استعداد للتفاوض بشأن نهايته- سواء
ظل الأسد قائداً له أم لا- وإنما
الاحتمال الأكثر ترجيحاً، هو أن يواصل
القتال، حتى لو كان ذلك يعني التخلي عن
دمشق، وتأسيس دولة علوية منعزلة مطلة
على شواطئ البحر المتوسط محمية
بالأسلحة الكيماوية والميليشيات
المدعومة من قبل الحرس الثوري
الإيراني. في
الوقت نفسه، وعلى الجانب الآخر من
الصراع، يواصل المتطرفون المرتبطون بـ"القاعدة"
الحصول على نفوذ من خلال توفير الدعم
لمسلحي المعارضة - الذي يخفق الغرب في
توفيره- وهو عامل يساهم بدوره في تقليص
فرصة التوصل لتسوية عبر المفاوضات. تستطيع
واشنطن، مع ذلك، الاحتفاظ بأملها في
حدوث تغير في الموقف الروسي، وفي رحيل
الأسد، وفي التوصل إلى صفقة تؤدي إلى
المحافظة على الدولة السورية؛ بيد
أننا لا نستطيع الركون لذلك. يجب في
تقديري أن يكون لنا خطة "ب" أو خطة
بديلة تماماً مثلما أن الأسد
والإيرانيين لديهم هم أيضاً خطتهم
البديلة. العنصر
الأول في هذه الخطة أو الاستراتيجية هو
وجود قيادة جسورة من واشنطن، وليس من
موسكو وعلى وجه التحديد فيما يتعلق
باستخدام القوة العسكرية، مثل الضربات
الجوية لتحييد القوة الجوية لنظام
الأسد، وحماية المدنيين في المناطق
المحررة، وإبراز حقيقة أن قضية الأسد
ميؤوس منها. العنصر
الثاني: نحن بحاجة للقبول بالاحتمال
القائل إن التسوية عبر المفاوضات لن
تكون قابلة للتحقق، والبدء على الفور
بعد ذلك في العمل من أجل التخفيف من
العواقب الرهيبة التي يمكن أن تنتج عن
سقوط الدولة في سوريا. يقودنا
هذا لمسألة دعم الولايات المتحدة
للمعارضة السورية. يشار في هذا السياق
إلى أن المؤيدين لتسليح المعارضة
السورية، قد اعتمدوا في ذلك التأييد
على الحجة القائلة بأن تسليح المعارضة
سيساعد على تغيير كفة الميزان ضد
الأسد، وتمكين المعتدلين، وبناء قدرة
على الضغط- للولايات المتحدة- يمكن
استخدامها مع المعارضة. وأي أمل
لدينا في أن يتم ملء الفراغ الذي ينشأ
عقب سقوط الأسد من قبل معارضة عسكرية
موحدة، قادرة على المحافظة على قدر من
النظام، بدلاً من أن يتم ذلك من قبل
خليط مهووس من الميليشيات العرقية
والطائفية التي لن يكون لدينا أي نفوذ
عليها، يتطلب منا ليس فقط ضخ الأسلحة
لجماعات المقاومة المسلحة سراً، وإنما
القيام بجهد شفاف، واسع كبير، ومدعوم
من قبلنا لتدريب الجيش السوري،
وتزويده بالسلاح، وتقديم التدريب
والمشورة له. هذا
التغير في الاستراتيجية يمكن أن
يتناقض مع غرائز إدارة أوباما، التي
تميل إلى تجنب عمليات بناء الأمم،
والتدخل العسكري، وتفضيل خيار تفويض
الآخرين بتولي زمام القيادة. وإذا ما
كان "كيري" يأمل حقاً في إنقاذ
سوريا، فإن القائد الذي يحتاج إلى جعله
يقوم بتغيير حساباته ليس بوتين، ولا
الأسد، وإنما رئيس الولايات المتحدة
الأميركية. فانس
سرشك زميل
الشؤون الدولية بمجلس العلاقات
الخارجية الأميركي ينشر
بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست
وبلومبيرج نيوز سيرفس» ===================== إدارة
أوباما الثانية... وتحديات الأزمة
السورية تاريخ
النشر: الإثنين 25 فبراير 2013 دويل
مكمانوس الاتحاد في شهر
أغسطس الماضي اقترحت وزيرة الخارجية
السابقة كلينتون، ومعها ديفيد
بيترايوس مدير وكالة الاستخبارات
المركزية الأميركية آنذاك، أن تقوم
الولايات المتحدة بتغيير سياستها
وإرسال أسلحة وغيرها من أنواع
المساعدات لمقاتلي المعارضة الذين
يحاربون جيش النظام السوري. وفي ذلك
الوقت، وافق كل من وزير الدفاع ليون
بانيتا، ورئيس هيئة الأركان المشتركة
أيضاً، على هذا المقترح وهو ما عُد
خطوة غير معتادة بالنسبة لمؤسسة تتسم
بالحذر -في الأحوال العادية- مثل
البنتاجون. ولكن
"توماس دونيلون" مستشار أوباما
للأمن القومي، عارض ذلك الاقتراح،
وانضم الرئيس إليه في نهاية المطاف. ويقول
منتقدو أوباما إن الرئيس لم يقدم على
العمل المناسب في ذلك الحين، بسبب
أهداف سياسية ضيقة تتمثل في أن الحملة
الرئاسية الأميركية كانت جارية على
قدم وساق، وأن آخر شيء كان يفكر فيه
أوباما أثناءها هو توريط الولايات
المتحدة في حرب جديدة. واليوم،
وبعد مرور ثلاثة أشهر على انتهاء
الانتخابات، تغير الملعب الذي تدور
عليه الأحداث. فعلى رغم أن سوريا ما
زالت غارقة في حالة من الانسداد
السياسي الدموي، تؤدي إلى مصرع أعداد
من المدنيين تتزايد يوماً بعد يوم، ألا
أن كلينتون، وبيترايوس، وبانيتا،
خرجوا من دائرة الحكم، وبات أوباما
يعتمد على مجموعة مختلفة من
المستشارين. وأهم
اثنين في هذه المجموعة هما جون كيري
وزير الخارجية، وتشاك هاجل الذي سيتم
تثبيته عما قريب كوزير للدفاع. وما زال
الرئيس هو اللاعب الأكثر أهمية، ولكنه
يبدو في الوقت نفسه، كرجل يبحث عن
أعذار كي يظل بعيداً عن الصراعات. وقد
شرح ذلك في صيغة سؤال، حين قال في
مقابلة له مع صحيفة "نيو ريبابليك":
"يجب عليّ أن أسأل: هل نستطيع إحداث
فارق في هذا الموقف؟" وأضاف أوباما:
"هناك سؤال آخر يتعين أن أسأله وهو:
كيف يمكننا أن نوازن بين عشرات الألوف
من الأشخاص الذين يقتلون في سوريا
مقابل عشرات الألوف من الأشخاص الذين
يتعرضون للقتل الآن في الكونجو مثلاً". وقد وجد
أوباما في هاجل شخصاً أكثر تصميماً منه
على مبدأ عدم التدخل. فهو -هاجل- لم يؤيد
تصعيد أوباما للحرب في أفغانستان ولا
قراره باستخدام قوة أميركية في ليبيا،
وهذان الانشقاقان يبدوان كما لو كانا
قد احتسبا لصالحه -وليس ضده- عندما قرر
أوباما اختياره. أما
كيري، وهو من قدامى المحاربين في
فيتنام أيضاً مثل هاجل، فهو، وإن كان
مثله من المتشككين في جدوى التدخل
العسكري؛ إلا أنه أيد، على النقيض من
هاجل، سياسة أوباما في زيادة عدد
القوات في أفغانستان، وقراره بالتدخل
في ليبيا. ويقول
كيرى إن سوريا ستكون من أولى المشكلات
التي ينوي معالجتها. وقد أعد بالفعل
خططاً للالتقاء بالزعماء المدنيين
للمعارضة السورية في روما الأسبوع
المقبل، كما يقول أيضاً إنه يريد أن
يمنح الدبلوماسية فرصة أخرى لإقناع
الأسد بالتنحي عن منصبه سلمياً. ولكن
ليس هناك مؤشر من دمشق يفيد بأن الأسد
على استعداد للاستجابة لمثل هذه
الاقتراحات. فاعتقاده الحالي هو أنه
قادر على الصمود والبقاء لفترة أطول من
المعارضة المسلحة، حتى لو أدت الحرب
إلى تمزيق بلاده. ومن بين
المقترحات التي يتعين النظر فيها ذلك
المقدم من "فريدريك هوف" مسؤول
الملف السوري في إدارة بيل كلينتون،
والذي ظل يعمل في وزارة الخارجية حتى
العام الماضي. ويمكن
تلخيص مقترحه في عبارات موجزة بأنه
يتمثل في "البحث عن فصيل المعارضة
السوري المعتدل الأكثر احتياجاً
للسلاح والعمل على توصيله له بسرعة". وهذا
الاحتياج كما يشرح هو "لا يشترط أن
يكون على شكل أسلحة فهناك أنواع أخرى
من المساعدات يمكن أن تكون أكثر أهمية
مثل المعدات العسكرية، والتدريب،
وتقاسم المعلومات". ومن
الصعب تخيل موافقة هاجل على مقترح كهذا
يقضي بتقديم المساعدة للمعارضة
المسلحة... ولكن ماذا عن كيرى؟ الحقيقة
أن كيري قد وافق على ذلك من قبل. ففي
مقابلة لم تحظ بذيوع كبير مع مجلة "فورين
بوليسي" في مايو الماضي قال بالحرف:
"إن المساعدة العسكرية للمتمردين
السوريين يجب أن تزداد". وبناء
على هذا كله قد يكون بإمكاننا تقديم
تنبؤ بعملية صناعة السياسات في إدارة
أوباما فيما يتعلق بسوريا خلال الشهور
القليلة المقبلة. وسيقوم
كيري برحلته المقررة وسيطلب من الأسد
التفاوض مع المعارضة، ويناشد روسيا
إنهاء مساعدتها لسوريا، ولكن هاتين
المحاولتين لن تكللا بالنجاح. وبعد
ذلك سيعود كيري إلى واشنطن ويقول إن
الوقت قد حان لإحياء المقترح الذي قدمه
كل من كلينتون وبيترايوس في أغسطس
الماضي بتقديم المساعدة للمعارضة
السورية المسلحة. وسيجد
أوباما نفسه في حيرة من أمره مرة ثانية.
ولكنه في هذه المرة سيكون مضطراً
لاتخاذ القرار حيث لا توجد حملة
انتخابية، كما أن التداعيات السلبية
للأزمة السورية كانت قد بدأت تفيض على
الجيران وتدفع بالأمور نحو التصاعد. وسيجد
أوباما أنه من الصعب عليه أن يقول لا
هذه المرة؛ ولكنه إذا ما قال نعم فإنه
سيجد نفسه مضطراً لتفسير لماذا اضطر
للصبر سبعة أشهر كاملة قبل أن يتخذ هذا
القرار، وهي فترة ضاع فيها الوقت كما
فقدت فيها أيضاً أرواح بشرية كان يمكن
إنقاذها. ـ ـ ـ ـ
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ دويل
مكمانوس كاتب
ومحل سياسي أميركي ينشر
بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي
إنترناشيونال» ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |