ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مقالات مختارة من الصحف العربية ليوم 06-03-2013 تغير
في السياسة الأميركية تجاه سورية حسين
عبد العزيز * الأربعاء
٦ مارس ٢٠١٣ الحياة تعاملت
الولايات المتحدة مع الحركات
الاحتجاجية والثورية العربية بكثير من
الروية والحذر، ففيما أيدت سريعاً
الثورة التونسية بسبب حجم الحراك
الشعبي الكبير، بدت مترددة حيال
الثورة المصرية في أيامها الأولى، إلى
أن جاءت جمعة الغضب التي فرضت على
الإدارة الاميركية موقفاً مغايراً
انتهى بمطالبة مبارك بالتنحي. وفيما
مارست واشنطن ضغوطاً سياسية كبيرة من
بعيد لإنجاح المبادرة الخليجية في
اليمن، فرضت عقوبات اقتصادية على
ليبيا في البداية ثم دعمت القرار
الدولي 1973 من دون أن تتورط مباشرة في
رمال الصحراء الليبية. في
سورية أصبح الموقف الأميركي أكثر
تعقيداً وحذراً، مع حفاظه -كما في
الحالات العربية الماضية- على مبدأين:
العمل الجماعي مع المنظومة الدولية،
وممارسة الضغط السياسي والاقتصادي من
بعيد فقط، وهذا التعاطي هو الذي دفع
أطراف المعارضة إلى وصف الموقف
الأميركي من الثورة السورية
بالمتخاذل، وكان آخِر تعبير عن هذا
الموقف، رفْض رئيس «الائتلاف الوطني»
السوري المعارض لقوى الثورة الذهاب
إلى واشنطن. غير أن
قراءة هادئة للموقف الأميركي تبين خطأ
تقديرات المعارضة السورية بتخاذل
واشنطن مع النظام السوري، بحيث تجب
قراءة الموقف الأميركي عبر فهم ذهنية
إدارة أوباما ورؤيتها للأزمة السورية،
ويمكن تشخيص عدة عوامل لفهم أكثر
للموقف الأميركي من هذه الأزمة: ـ وصلت
إدارة أوباما الديموقراطية إلى الحكم
لتُحدِث قطيعة سياسية وعسكرية مع نهج
إدارة بوش الابن الجمهورية، القائمة
على التفرد في صياغة منظومة العلاقات
الدولية، وعلى اتباع النهج العسكري (الحرب
الوقائية) في حل المسائل الدولية
العالقة. ونتيجة
العبء السياسي والاقتصادي والعسكري
الذي تكلفته الولايات المتحدة نتيجة
الحربين في أفغانستان والعراق، أعلن
أوباما منذ توليه الحكم ضرورة العمل
ضمن إطار الأمم المتحدة، وضرورة
استخدام الأساليب السياسية
والاقتصادية قبل اللجوء إلى العمل
العسكري. والدرسان الكبيران في
أفغانستان والعراق ما يزالان ماثلين
أمامها في تعاطيها مع الملف السوري. ـ عزز
موقع سورية هذه السياسة أكثر فأكثر،
فهي وإن كانت لا تتمتع بإغراء اقتصادي،
إلا أنها تشكل ثقلاً وعبئاً سياسياً
واستراتيجياً كبيراً على من يحاول
التدخل عسكرياً، لجهة حدودها مع
إسرائيل أولاً، ولجهة تحالفاتها
الإقليمية الهامة ثانياً، ولجهة
إمكانياتها العسكرية ثالثاً. ولذلك
تعتقد واشنطن أن أي محاولة لعمل عسكري
سواء بمشاركتها أم من دون مشاركتها، لن
يؤتي بثمار لها ولحليفتها إسرائيل، بل
ربما سيزيد الأزمة تعقيداً ويجعل
واشنطن عاجزة حتى عن إدارتها، وهذا ما
عبر عنه أوباما بكثير من الصراحة قبل
نحو شهر، حين تساءل عبر مقابلة مع مجلة
«نيو ريبابليك» الأميركية: هل التدخل
العسكري يمكن أن يُحدث أيَّ فارق؟ ـ وما
زاد من التردد الأميركي أيضاً، تشظي
المعارضة المسلحة إلى أكثر من مئتي
فصيل، تطغى عليها الحركات الأصولية،
التي تمتلك تدريباً وخبرة عسكرية
عالية، مع مخزون أيديولوجي كاف لجعل
سلوكها وأهدافها متباعدة عن قوى
المعارضة المسلحة الأخرى. ويجب
هنا تسليط الضوء على نقطة مركزية، وهي
أن مسألة إرهاب الأصوليين والجهاديين
هي مسألة داخلية في العرف الأميركي
وليست قضية خارجية، ولذلك ترفض واشنطن
تزويد المسلحين بأسلحة عسكرية متطورة
خشية وقوعها في أيدي الفئة
الراديكالية التي قد تهدد إسرائيل،
كما أن إرسال هذه الأسلحة سيعجل بقلب
كفة الميزان لصالح المعارضة، وهذا ما
تخشاه واشنطن الآن، بسبب عدم قدرتها
على تحديد واضح للجهات التي قد تصل إلى
الحكم وتلتزم بالديموقراطية، وفق ما
أعلن رئيس هيئة الأركان الأميركية
الجنرال مارتن ديمبسي منتصف شباط (فبراير)
الماضي، وما أعلنته هيلاري كلينتون
خلال جلسة استماع بشأن الهجوم على
القنصلية الأميركية في بنغازي، حين
قالت إن سقوط الأنظمة في دول شمال
أفريقيا أدى إلى حالة من الارتباك. بناء
على هذه المعطيات يمكن فهم حالة التريث
التي حكمت الموقف الاميركي تجاه سورية
منذ بدء الأزمة قبل سنتين، غير أن
الإدارة الأميركية بدأت في الآونة
الأخيرة إجراء مقاربة جديدة لا تؤدي
إلى تغيير رؤيتها الإستراتيجية بقدر
ما تؤدي إلى زحزحة التوازن العسكري بين
المسلحين وقوات النظام، عبر موافقتها
على إرسال معدات عسكرية غير قاتلة،
وإجرائها تدريبات لمسلحي المعارضة،
وفق ما كشفت وسائل إعلام أميركية، وذلك
من أجل تحقيق هدفين رئيسيين: 1-
الاقتراب قدر الإمكان من المعارضة
السورية المسلحة، لا سيما المجلس
العسكري وغيره من القوى المعتدلة التي
تؤمن بالخيار الديموقراطي، في محاولة
لتحييد الأصوليين الجهاديين قدر
الإمكان قبل البدء بأي مفاوضات سياسية
مستقبلية تسعى إليها واشنطن. 2-
ممارسة الضغط على دمشق وموسكو لإنجاز
صفقة سياسية، إثر تعنت الطرفين في
تفسيرهما مبادرة جنيف التي لا تتحدث عن
إقصاء الأسد، ومن دون هذا الإقصاء لن
تقبل المعارضة، ومعها العواصم الغربية
الفاعلة وبعض العواصم العربية
والإقليمية، أيَّ اتفاق. وتحاول
واشنطن في هذه النقطة إيجاد مخرج يقنع
الروس، عبر تعديل اتفاق جنيف، بحيث
يبقى الأسد في السلطة -كما يريدون- ولكن
من دون أي صلاحيات، وتنقل كاملة إلى
حكومة موقتة. ولعل تصريح وزير الخارجية
الأميركي جون كيري في أوروبا فيه من
الدلالات ما يكفي، حين قال إن وسائل
تسريع العملية الانتقالية السياسية
تتطلب تغيير الحسابات الحالية للأسد. ===================== عيون
وآذان (تقسيم سوداني في سورية؟) جهاد
الخازن الأربعاء
٦ مارس ٢٠١٣ الحياة منذ
سنتين لم تشرق شمس الصباح على سورية
بخير، وأنظر الى صور المدن السورية
وأستعيد ما أذكر من صور المدن
الالمانية والدمار الكامل قرب نهاية
الحرب العالمية الثانية. هناك
حرب أهلية طرفاها يرتكبان المجازر،
فتضيع المعارضة الوطنية بينهما. وهناك
إنقسام طائفي وتقسيم، وأخشى أن نرى
يوماً والشمال في أيدي المعارضة،
والنظام يدافع عمّا بقي من مواقعه في
الجنوب. الجيش
الحر يقول إنه حرر دير الزور والرقة،
وصُوَر المواقع الالكترونية تؤكد ذلك،
ومصادر الجيش الحر تقول إن تحرير حلب
سيكون أسهل بالسيطرة على معابر الحدود
الشمالية ومعها إدلب وريفها. المعلومات
الأخرى تؤكد أن الجيش الحر موجود في
جوبر، ما يعني أنه على بعد 1300 متر فقط
من ساحة العباسيين، و4.7 كيلومتر من
القصر الجمهوري. جوبر من دمشق مثل
مستديرة دار الصياد من بيروت. هل نحن
أمام سودان آخر؟ أسأل ولا أريد أن أسمع
جواباً، فكل الأجوبة مؤلم، والسوري
أصبح مشرداً في بلاده، ومع مليون لاجئ
في دول الجوار، وتحديداً تركيا
والأردن ولبنان. مصادر المعارضة تقول
إن رقم المليون صدر عن الأمم المتحدة،
ويتحدث عن لاجئين مسجلين، إلا أن هناك
نصف مليون لاجئ سوري آخر لم يسجلوا
أنفسهم طلباً لأي مساعدة مع قدرتهم على
أن يتدبروا أمورهم بأنفسهم. أذكر
بعد احتلال العراق أن 1.5 مليون لاجئ
عراقي دخلوا سورية، وأجد أنه لم يمضِ
عقد واحد حتى أصبح الرقم نفسه هو عدد
اللاجئين السوريين. والأرقام مرشحة
للزيادة بل الانفجار، وقد قرأت أن مخيم
الزعتري في الأردن كان حتى آب (اغسطس)
الماضي يضم 500 خيمة، وهو الآن ينوء
بحوالى 146 ألف لاجئ سوري. في غضون
ذلك عمليات القتل والقتال والتدمير
مستمرة، حتى أن جنوداً سوريين يُقتلون
في كمين في العراق، ولا حل عربياً أو
دولياً في الأفق. الولايات
المتحدة والاتحاد الأوروبي لهما سياسة
معلنة هي عدم تسليح المعارضة خشية أن
يقع السلاح في «الأيدي الخطأ»، أي أيدي
الإرهابيين من القاعدة وغيرها. إلا أن
وزير الخارجية الاميركي جون كيري أبدى
موقفاً جديداً في الرياض وهو يقول إن
الثوار السوريين يستطيعون أن يستفيدوا
من المساعدات العسكرية الخارجية، ولهم
قدرة أن يمنعوا سقوط السلاح في «الأيدي
الخطأ» مع أنه لم يستبعد أن ينتهي سلاح
أو آخر في هذه الأيدي. هذا
موقف جيد وجديد، وجون كيري له ماضٍ
إيجابي في التعامل مع قضايا العرب
والمسلمين، ويمكننا الثقة بحسن نياته
إن لم يكن بقدرته على التنفيذ. مع ذلك
لاحظت الفارق الكبير في المواقف بين
الوزير الاميركي ووزير الخارجية
السعودي الأمير سعود الفيصل الذي دان
بوضوح آلة القتل ومجزرة المدنيين
الأبرياء في سورية. في غضون
ذلك، زار وزير الخارجية السوري وليد
المعلم موسكو وطهران، وحصل على وعود
باستمرار الدعم السياسي في مجلس
الأمن، والعسكري بالسلاح، فيما كنت
أقرأ مقابلة للرئيس بشار الأسد مع «الصنداي
تايمز» لم يزد فيها على ما قال في
السابق عن دعم خارجي لإرهابيين يعذبون
ويقطعون الرؤوس ويمنعون الصغار من
الذهاب الى المدارس. هذا
صحيح، ولكن الصحيح أيضاً أن سوء تصرف
النظام مع المعارضة المحلية، التي
بدأت سلمية، هو الذي فتح أبواب البلد
أمام الخراب اللاحق، وجنود النظام
والشبيحة ارتكبوا مجازر بدورهم،
إنكارها يعني أن النظام اختار أن يعيش
في قوقعة يرسم داخلها «واقعاً» لا
علاقة له بالواقع المر الذي يحمله كل
صباح الى السوريين. ليس
عندي سبب للتفاؤل بحل قريب، ولا أريد
أن أزيد على هموم السوريين، فلا أقول
سوى ربنا يستر. ===================== عبدالله
إسكندر الأربعاء
٦ مارس ٢٠١٣ الحياة أن يقتل
جنود سوريون داخل العراق في كمين، وقبل
ذلك عناصر من «حزب الله» في سورية،
وبين هذه وتلك يقتل ويخطف ايرانيون على
الطرقات السورية، يعني ان فيض المعضلة
السورية بات يتجاوز السياسي الى
الاجتماعي. او ان هذه المعضلة ظهّرت
الاجتماعي الذي كان كامناً في
التضاريس السياسية. مع نشوء
الكيانات السياسية في منطقة الشرق
الاوسط، بعد انهيار الامبراطورية
العثمانية قبل نحو قرن من الزمن، لم
تدخل السياسة الى عمق الاجتماع. فظلت
الدولة الناشئة ومؤسساتها على هامش
البنية الاجتماعية في تلك البلدان،
وهي بنية تضرب جذورها في الموروث
المذهبي اساساً. ولأسباب كثيرة ودوافع
متعددة بقيت الدولة هي الهامش
والمذهبية هي الجوهر. التجربة
في لبنان حيث بدا دائماً ان ثمة غالبية
غير طاغية دفعت في اتجاه تنظيم التعايش
المذهبي، سواء عبر الميثاق الوطني،
غداة الاستقلال، ومن ثم اتفاق الطائف
لإنهاء الحرب الاهلية. ولم تكن ثمة
حاجة الى اخفاء التقاسم المذهبي في
المؤسسات، لا بل كان السياسيون، ولا
يزالون يستمدون قوتهم من الدفاع
العلني عن الحصص المذهبية. فالنظام
طائفي في شكل صريح والانقسام كذلك،
وتالياً كانت الحرب الاهلية هي المآل
الأكيد لكل تعثر او تبدل في ميزان
القوى الداخلي. في
العراق وسورية حيث الانشطار المذهبي
والقومي لا يقل عن مثيله في لبنان،
اختبأ الجذر الاجتماعي وراء قشرة
الدولة العابرة للطوائف، قبل
الانقلابات. ومع حكمي البعث «العلماني»
في البلدين، راحت تلك القشرة تتقلص
شيئاً فشيئاً لحساب الموروث الاجتماعي
- المذهبي. ليتحول حكم البعث للعراق مع
صدام حسين غطاء لحكم السُنّة على حساب
استبعاد الشيعة الذين وجدوا انفسهم في
تحالف مع ايران الخمينية. وهم ثأروا مع
الغزو الاميركي من صدام ومن انصاره،
ليتحول الحكم الحالي في بغداد حكم
الغلبة المذهبية وليس حكم الدولة
الجديدة. كما
تحول حكم البعث لسورية مع حافظ الاسد
غطاء لحكم العلويين الذين عانوا
اضطهاداً تاريخياً على ايدي السُنّة.
وبات حكم الاسد حكم الغلبة المذهبية
وليس حكم الدولة الجامعة. وفي
الحالين، وعلى رغم كل الشعارات عن
الوحدة والاشتراكية والحرية
والمواطنة والتحرر الخ... ظل الحكم
البعثي يُنظر اليه كغطاء لحكم مذهبي.
كما ظل ما دون الدولة ومؤسساتها،
لتتغذى البنى التقليدية والاجتماعية -
المذهبية من كره الحكم بصفته حكماً
تحتكره فئة اجتماعية - مذهبية وليس
حكماً ديكتاتورياً وفاشلاً على مستوى
بناء الدولة والوطن. ومع
محاكمة صدام حسين وإعدامه، جرى «التنكيل»
بطائفته وليس بالحكم الديكتاتوري الذي
مارسه الرئيس السابق. وقد تكون هنا
بداية الوعي الحاد لدى السُنّة
السوريين لمعنى الحكم البعثي في بلدهم.
اذ منذ الايام الاولى للحركة
الاحتجاجية تعامل معها الحكم على اساس
انها حركة طائفية مناهضة له، كما
تعاملت الحركة الاحتجاجية مع الحكم
على انه حكم طائفي ينبغي الخلاص منه. بكلام
آخر، يبدو الانشطار الحاصل حالياً في
المنطقة سابقاً للدولة الحديثة
وفائضاً عن الاوطان. لذلك تفقد الحدود
الدولية كل معنى لها في منطقتنا لتتحول
كل بلداننا ساحة واحدة، وتفقد الدولة
كل وظائفها لحساب الميليشيات التي
تتصدر قيادة الصراع. وربما هذا ما يجعل
الحلول صعبة جداً إن لم تكن مستحيلة،
ليس في سورية وحسب وانما في العراق
ولبنان، والمنطقة عموماً، ومنها ايران. ===================== طارق
الحميد الشرق
الاوسط 6-2-2013 يبدو أن
الإخوان المسلمين بمصر يتعاملون مع
المنطقة وفق مبدأ «عدو عدوي صديقي» حيث
زار رئيس الوزراء المصري العراق
مصطحبا بمعيته وفدا مصريا كبيرا،
وتأتي هذه الزيارة بعد زيارات متعددة
وعلى مستويات مختلفة بين مصر وإيران! بالطبع
لا أحد يريد رسم سياسة مصر الخارجية،
لكن القضية هنا قضية مصالح، سواء للعرب
أو للمصريين، فعلى مصر أن تختار ليس
بين إيران ودول الخليج، مثلا، بل بين
أن تكون بصف إيران وحلفائها، أو أن تقف
القاهرة مع الاستقرار والانفتاح،
ومراعاة الأمن القومي العربي الذي
تهدده إيران بدعمها للأسد، وتدخلها في
اليمن، والبحرين، ودول الخليج،
ولبنان، والعراق. فهل السياسة
الإخوانية تقوم الآن على المقايضة،
ومن باب «عدو عدوي صديقي»، أي أن
الإخوان يقولون للعرب، والمنطقة،
سايرونا أو إننا سنلجأ لإيران
وحلفائها؟ وهنا لا يمكن إحسان الظن،
ومن باب أن إخوان مصر يحاولون انتهاج
سياسة تصفير المشاكل، خصوصا أنها قد
فشلت ولم تفد تركيا إطلاقا، والدروس
علمتنا أن من يحاول تجاهل أزمات
المنطقة، أو استغلالها بتباسط، سينتهي
ضحيتها حيث ستلاحقه الأزمات لعقر
داره، طال الزمان أو قصر، وهذا ما
تعلمه الأتراك اليوم! المؤسف
أنه بدلا من أن يسعى إخوان مصر جديا
لتطمين الجميع عبر رأب الصدع في مصر
نفسها، وجمع الفرقاء، خصوصا أن القلق
في مصر طال حتى السلفيين الذين باتوا
يحذرون من أخونة الدولة، نجد أن
الإخوان يعززون علاقتهم بإيران
وحلفائها، وهذا ما حذر منه العقلاء
مطولا! فها نحن نرى الترحيب الإخواني
المبالغ به بالإيرانيين، ونرى رئيس
الوزراء المصري بالعراق، وبالوقت الذي
تقوم به قوات المالكي بقصف الجيش
السوري الحر، وهذا ليس كل شيء، بل إن
العراق أعلن عن توصل لاتفاقية حول
الديون بين البلدين، مما يعني مكافآت
المالكي بالوقت الذي يتورط فيه
بالدفاع عن الأسد، بل ورأينا كيف منع
المالكي ضيفه المصري من الإجابة حتى
على سؤال متعلق بأحداث الأنبار! يحدث كل
ذلك والشعب السوري يئن من إيران والأسد
والمالكي، وحزب الله، وهو ما يدفع
المتابع للتساؤل: هل مصر العروبة مع
العرب أم مع إيران؟ وهل يجوز أن تخرج
مصر المالكي من عزلته بينما هو يقمع جل
مكونات العراق، أم أنه لا ضير بذلك،
خصوصا أن هذا ما يفعله الإخوان بمصر؟
وهل يعتقد الإخوان، مثلا، أن المنطقة،
وعربها، يكتفون فقط بالتصريحات، وعلى
غرار ما فعله الرئيس المصري حين هاجم
الأسد في إيران، وصورت تصريحاته وقتها
على أنها بمثابة الفتح العظيم بينما
تعارض مصر التدخل الخارجي في سوريا،
ويقول المالكي إن مواقف بغداد
والقاهرة متطابقة حول سوريا، مما يدفع
لسؤال آخر مخيف وهو: طالما أن الإخوان
ينتهجون مبدأ «عدو عدوي صديقي»
بالمنطقة، فهل نتوقع أيضا زيارة قنديل
للأسد؟ يبدو أن
كل شيء جائز لدى الإخوان! ===================== أميركا..
هل بدأت تغير موقفها؟! ميشيل
كيلو الشرق
الاوسط 6-2-2013 تسربت
في الأسابيع الأخيرة أنباء متنوعة حول
وصول أسلحة جديدة إلى مقاتلي الجيش
الحر في سوريا، قيل إنها لن تردم تماما
الهوة بين ما لدى جيش السلطة من سلاح
وما يستعمله هؤلاء في قتالهم ضده،
لكنها يمكن أن تضيق الفجوة وتحدث تحولا
في مناطق معينة يعاني النظام فيها ضعفا
هيكليا أو ملحوظا، خصوصا في شمال
البلاد وشمالها الشرقي، المهم جدا من
الناحيتين البشرية والاقتصادية، وقد
تكبح اندفاع جيش السلطة إلى حسم الوضع
في مدينة حمص، حيث تدور معركة هي في
الحقيقة «أم معارك» الثورة السورية،
لما لحمص من أهمية استراتيجية بالنسبة
إلى مجمل الوضع السياسي والعسكري
والبشري، وإلى بقاء سوريا دولة موحدة
أو تعرضها لتقسيم لاحق. وسواء
كانت الأخبار صحيحة أو مبالغا فيها،
فإن لها دلالة مهمة بالنسبة إلى موقف
أميركا من الأزمة السورية المستعصية،
الذي كان مبنيا على فكرتين رئيستين،
هما: أولا: لا سلاح للمقاومة ولا تدخل
عسكريا مباشرا ضد النظام، وثانيا: لا
قبول بخيار أصولي سوري يؤثر على
إسرائيل وربما جرها إلى المعمعة
السورية العنيفة وأدخلها في مواجهة
بالسلاح مع تنظيمات إسلامية أصولية
ومتطرفة، قوية ومنظمة، يمثل وجودها
كقوى متفوقة في ساحة الصراع تجاوزا لخط
أحمر دولي، خصوصا إن هي استولت على
أسلحة دمار شامل، أو أفلت زمام هذه
الأسلحة من أيدي النظام. يبدو أن
وصول السلاح إلى سوريا إما أنه يعبر عن
تغير المعادلة الأميركية ثنائية الحد
السابق ذكرها، وإما عن وجود محاولات
ضغط قوية تمارسها أطراف عربية
وإقليمية عليها. إنه يعبر عن تغير في
سياساتها، إن كانت قد وافقت على إرسال
السلاح وتخلت بالتالي عن مبدئها
الأول، الذي لطالما تمسكت به ورددته
دون كل أو ملل في تصريحات مسؤوليها
خلال العامين المنصرمين، ولم يحد أحد
من قادتها عنه، وهو أنه لا سلاح
للمقاومة. وإذا كانت لم توافق على
إرسال السلاح، فهذا يعني أن رقابتها
على علاقات بعض الدول العربية مع الحدث
السوري قد تراخت أو انهارت. فهل تراخت
حقا رقابة واشنطن على الصراع وقدرتها
على التحكم به، أم أنها غيرت موقفها
وأخذت تتجاهل إرسال السلاح إلى الداخل
السوري، أو تشجع دولا بعينها على مزيد
من الانخراط في الصراع العسكري الدائر
فوق أرض سوريا، وعلى إمداد مقاتلي
المعارضة بالسلاح، لإحداث تحول نوعي
في المعركة سواء ضد النظام أو لمواجهة
أطراف مقاتلة تنتمي إلى تنظيمات
جهادية معادية للغرب؟ يقال
تلميحا وتصريحا إن السلاح أرسل من أجل
تحجيم دورها وتمكين قوى المقاومة
الأخرى من استعادة زمام المبادرة
الميدانية منها، بعد أن برز دورها خلال
الأشهر الأخيرة وغدت أطرافا فاعلة
ومؤثرة إلى أبعد حد، يكاد حضورها
المنتشر في معظم الأمكنة والمعارك
يحجب وجود الجيش الحر، خصوصا بعد
استيلائها على مطارات الجيش الرسمي
وقواعده العسكرية الكبيرة ومعسكراته،
وتمتعها بشعبية واسعة وصلت إلى حد قول
بعض رجال الدين في خطب الجمعة: «لا
نعترف بمقاتلي الإخوان المسلمين، ولا
نقر بالشرعية والشجاعة لغير مقاتلي
جبهة النصرة، ولا نريد حماية من سواهم». هل حدث
هذا التغير في الموقف الأميركي
بالتوافق مع رغبة دول خليجية في
الحيلولة دون وصول إسلاميين أصوليين
إلى السلطة في دمشق، وكذلك في إضعاف
فرص الإسلاميين المعتدلين في
الاستيلاء على الحكم بعد إسقاط الأسد
وبطانته، وبالتالي في ضوء قرار اتخذته
دون تنسيق مع الأميركيين يقضي بتنشيط
دورها في تسليح الثورة سواء أعجب ذلك
أميركا أم أزعجها، ما دام التطور
السوري يتحول أكثر فأكثر إلى قضية أمن
وطني وداخلي بالنسبة لنظمها؟ أم أنها
فهمت معنى الانزياح الجهادي الجاري
على الأرض السورية، وقدرت أن مخاوف
أميركا منه ستحول بين واشنطن وبين
استمرار موقفها الرافض لتسليح
المعارضة، فقامت بخطوتها وهي على ثقة
من أن ردود أفعال واشنطن ستكون معتدلة
أو قابلة بالذي يتم؟ مهما
كان الجواب، أعتقد أن ما حدث وقع في
إطار هذه الحسابات، وأن أميركا لا تدرس
فقط إجراء تبدل في سياساتها، بل هي
قررته وبدأت تنفذه. من علاماته ما شاع
حول وصول الأسلحة من كرواتيا، وهي دولة
أوروبية صديقة أو حليفة لها
ولألمانيا، وما يقال عن مروره الشرعي
في تركيا، وعن قيام واشنطن بتشجيع
وصوله إلى مقاومين ينتمون إلى تنظيمات
وفصائل غير أصولية، وما يجري اليوم من
محاولات لضمان الاستعمال الآمن لهذه
الأسلحة المتطورة نسبيا، عبر تنفيذ
خطط يتولى سوريون وضعها والإشراف
عليها لإعادة هيكلة الجيش الحر، بحيث
تكون سلسلة القيادة والآمرة فيه محض
عسكرية، ويقع انفصال محدود بين
العسكريين والمدنيين يمكن الأولين من
السيطرة على الأرض، تحسبا لتطورات
مقلقة كاستيلاء الإسلاميين على
السلطة، أو فوضى السلاح التي يمكن أن
تقوض ما سيبقى من البلاد والعباد عقب
إسقاط الأسد، أو مشاريع الاقتتال التي
تخطط أطراف متنوعة لنشوبها بين مكونات
الجماعة الوطنية السورية، أو الصراعات
الإقليمية التي قد تأخذ أبعادا عسكرية
وسياسية معقدة في ظل انتشار المسلحين
في كل مكان واستيلائهم على مناطق كبيرة
ذات أهمية استراتيجية بالنسبة إلى أي
صراع مستقبلي كما بالنسبة إلى إعادة
بناء البلاد، لما فيها من ثروات طبيعية
وموارد لا يمكن التخلي عنها في أي
مشروع تنموي. كان من
الجلي في الأسابيع الأخيرة أن تبدلا ما
في موازين القوى سيسبق التفاوض مع
النظام، وأن خطوة ما ستتم في هذا
الاتجاه ستعبر عن نفسها في تسليح
المعارضة وتمكينها من ردع جيش النظام
وفك حصاره لحمص وتسريع انهياره في
مناطق بعينها، داخل دمشق وحولها. هل
نحن اليوم على مشارف هذا التبدل في
السياسة الأميركية وعلى الأرض
السورية؟ أعتقد أن هناك شيئا من هذا،
وأن هدفه الأخير إرغام النظام على
التخلي عن الأسد وإعلان أطراف وازنة
فيه استعدادها للتفاوض حول انتقال
ديمقراطي يتم في أجواء آمنة نسبيا،
للجميع مصلحة فيها. ماذا إن ظل النظام
متماسكا وأصر على مواصلة القتال وصعد
وتائره؟ أعتقد أن الأسلحة ستتدفق
عندئذ بالكميات الضرورية على
المقاتلين، ليكون بوسعهم اقتحام القصر
الجمهوري، خلال فترة غير طويلة. ===================== سمير
عطا الله الشرق
الاوسط 6-2-2013 كانت
الحرب العالمية الأولى أول حرب آلية.
طائرات ودبابات ومدرعات بدل الخيول
والبغال. والحرب الكونية الثانية كانت
أول حرب تقوم على الاتصالات
والمعلومات: اللاسلكي والإذاعات
وطائرات الاستطلاع وبناء الخطط على
معرفة مسبقة باستعدادات العدو. ثم تحول
كل شيء إلى إعلام، فأصبح هو السلاح
التمهيدي الأول لكل شيء، وصارت طائرات
«الدرون» مثل بندقية بمنظار تصطاد
الرجال وهم في سياراتهم، من خلال مكتب
موجود في أميركا. تطور
الإعلام كسلاح تطورا جذريا عندما تحول
من الكذب إلى الحقيقة. من غوبلز، وزير
هتلر، إلى المصارحة. وذلك لأن الناس
تطورت ووسائل المعرفة تقدمت وصار
التلفزيون في كل بيت ومعه المراسلون
وصورهم وصور الضحايا والموت. وكانت «الجزيرة»
أهم ظاهرة إعلامية في القرن الماضي:
محطة كبرى ومؤثرة تخرج من دولة صغيرة
في العالم الثالث، وليس في أميركا أو
أوروبا. وفي العالم الثالث لم تخرج من
مصر، أو من لبنان، منشأ السوق
الإعلامية العربية، بل من قطر. عاد
الطبيب بشار الأسد من لندن ليجد أن
الإعلام في بلده لا يزال في عصر
الراديو ولغة أحمد سعيد ولا وجود له
خارج الحدود. ورأى أن إعادة النظر
والهيكلة تحتاج إلى وقت فاتكل على
الصداقات المتوافرة، ومنها قطر، ورفيق
الحريري في لبنان، سواء من خلال ما
يملك من مؤسسات أو من نفوذ في العواصم. عندما
وقعت الواقعة في سوريا، كان الرئيس
السوري قد فقد رفيق الحريري وقطر. ثم ما
لبث أن فقد الجميع. واضطرت مجلة «فوغ»
إلى الاعتذار عن غلاف خاص حمل صورة
أسماء الأسد كنموذج للحداثة. وبقي
الإعلام السوري، بأدواته القديمة،
يحاول عملا مستحيلا، وهو تغطية وتعمية
حرب ضارية تدخل الآن عامها الثالث. لم
يتبلغ الإعلام السوري حتى الآن أن
الإعلام الذكي قد دخل عصر الحقائق، وأن
غوبلز وقوميسار الدعاية السوفياتي
أصبحا لاغيين بل شيئا سقيما من ماضٍ
سقيم. هناك لغة لم تعد في التداول، في
أي مكان. وهناك مصطلحات وتعابير
ومسرحيات وتركيبات لم تعد تعني شيئا
لأحد في أي مكان. آخر فصل
في إعلام ما قبل الحداثة كتبه الدكتور
محمد سعيد الصحاف ببلاغة وطلاقة
مشهودتين. وطربت الناس لأوصاف سعيد
الصحاف كما كانت تطرب لأوصاف أحمد سعيد.
كلاهما أسقط من الطائرات العدوة ما
يزيد على ما يملك العدو منها. لكن
الحقيقة أطلت في آخر الخطاب. وعندما
تساءل الرئيس الأسد في مقابلة «الصنداي
تايمز» الأحد الماضي، ما إذا كان الطفل
المقطع سورياً، أجابت «العربية» على
السؤال بالصوت والصورة: صوت الطفل
المقطع وصورته، بلا ساق أو ساعد. ===================== الأزمة
السورية.. لن يحسمها إلا "الثوار" 2013-03-06
12:00 AM الوطن
السعودية التصعيد
العسكري، والمنجزات الميدانية
الباهرة التي حققها الثوار في سورية ـ
لا سيما خلال الأسابيع الماضية ـ جعلت
من البلاد "مرجلا" يغلي بمخاض
التغيير القادم لا محالة. ولعل اتساع
رقعة الأراضي المحررة من قبضة "عصابة"
دمشق، وخسارتها لمواقع عسكرية
استراتيجية بارزة مؤخرا، مع تسارع
وتيرة الانشقاقات والتصدعات في بنية
النظام، ووصول المعارك إلى القصر
الرئاسي وساحة العباسيين في دمشق، كل
ذلك يدل على أن ساعة الحسم قد اقتربت. إن
التخاذل الغربي حيال تسليح المعارضة
مثّل خطأ استراتيجيا فادحا، دفع ثمنه
الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ في
المدن والبلدات المدمرة، وتلك
المحاصرة التي تنتظر دورها لآلة الموت
الجهنمية التي يحركها الأسد. وفي
المقابل لم تتوان أطراف أخرى وعلى
رأسها روسيا وإيران، في إمداد حليفهم
في دمشق بكل ما من شأنه أن يبقيه على
سدة الحكم ويمكنه من سحق دعاة الحرية. لقد فشل
المجتمع الدولي في كف يد "الشيطان"،
وآثر التسويف والمماطلة من خلال مساعي
عبثية امتدت لنحو ثلاث سنوات، أفضت إلى
كل هذا النزيف و"حفلات" التعذيب
والاغتصاب والرعب الذي يبثه زبانية
بشار وشبيحته في القرى والبلدات التي
تتوق للانعتاق بعد أربعة عقود من الحيف
والجور. إن مشاهد الأطفال وهم يُنتشلون
من بين الأنقاض في "أعزاز" وغيرها
من البلدات الثائرة، وقد اختلطت
دماؤهم بالدمى التي كانوا يلهون بها،
ستظل تقض مضاجع كل من يملك ذرة من
الإنسانية. مجريات
الأحداث على الأرض، تؤكد أن الثوار
سينجحون في نهاية المطاف في تخليص
سورية من زمرة الأسد، وسيحسمون
المعركة لصالح المضطهدين واللاجئين،
الذين يئنون في معسكرات الإيواء
بالداخل والخارج. وعلى المجتمع الدولي
أن يبادر ولو من باب "حفظ ماء الوجه"
باتخاذ خطوة شجاعة تبرهن اصطفافه إلى
جانب الأبرياء والعزل، إذ إن إرهاصات
النهاية لنظام بشار تلوح بشائرها في
الأفق. ===================== دمشق
وبغداد.. عودة الصراعات التاريخية.. يوسف
الكويليت الرياض 6-3-2013
سورية والعراق، جاران لا يلتقيان
رغم حكم البعث للبلدين، والخلافات لم
تكن وليدة اليوم، فكأننا نعود إلى
صراعات تاريخية بين الأمويين
والعباسيين، وتحويل شعراء العربية في
ذلك الوقت إلى هجائين لكلتا الدولتين،
وتكرر الصخب بين صدام والأسد الأب، ومع
الابن في بدايات غزو العراق، وتحالفات
جديدة بين بشار سورية، ومالكي العراق،
وهما من تبادلا الشتائم والاتهامات
عندما أيدت سورية معارضي الغزو،
ومساعدة تنظيمات متطرفة بما فيها
القاعدة لضرب المدن العراقية، وبلا
مقدمات انقلب العداء إلى تحالف بين
الغريمين، وهذه المرة جاءت الطائفية
لتلقي بظلالها على البلدين، لأن العدو
القادم من سورية، قد يقلب المعادلات
ويرسم خطاً جديداً ما جعل المالكي يعلن
بأعلى صوته أن سقوط بشار يعني حرباً
أهلية في العراق ولبنان.. الأيام
الماضية شهدت نزاعات على حدود البلدين
استخدمت فيها القوة العسكرية، وأمام
إنكار الحكومة العراقية وتبرؤ الجيش
الحر من الحدث، فقد أعاد جيش العراق
ضرب مناطق على الحدود السورية، وأن
المالكي يعدّ لاقتحام مراكز
الاحتجاجات والمظاهرات في الأنبار
بضربة استباقية من الجيش خطط لها بشكل
سري مع رموز محددة اجتمعوا في منزل
رئيس الوزراء، لأن هاجس سقوط الأسد
يعني انقلاباً بالقوة، قد يؤدي إلى
تغيير سلطة العراق بانقلاب عسكري،
فهذه الكوابيس ستدفع الحكومة العراقية
إلى التورط أكثر في الوضع السوري، وقد
تكون، مع حزب الله وسائل ضغط عسكري
لمساندة قوة الأسد، لكن المغامرة قد
تجري، غير أن النتائج ستكون مدمرة، لأن
هذا سوف يدفع أطرافاً أخرى لدعم
المعارضة والجيش بعذر التدخل من قبل
حليف حكومة دمشق، ومثلما تدخل صدام في
حرب مع إيران لاختلال ميزان القوة
لصالحه، والذي أتى بعد دعم من قوى
خارجية كبرى وصغرى، فإن الورطة مع
سورية ستأخذ ذات الأبعاد، والمخاطر.. فجيش
العراق لا يزال في مرحلة التكوين، وحتى
لو كان طابعه طائفياً، فبروز العشائر
كمعارض لحكومة بغداد، قد يجعل القبيلة
فوق الطائفة، وهنا ستتحد عشائر الجنوب
الشيعية مع أبناء عمومتهم وأرومتهم في
الأنبار وغيرها، وعندها ستنقلب
المقاييس وتكون الحرب دينية مذهبية
بين سنّة وشيعة، وعشائرية ولاؤها
لرئيسها وقيادتها، وحتى إيران لو
أرادت إدارة اللعبة بتدخل مباشر فقد
تدخل حالة استنزاف طويل مع مكونات لا
تضمن ولاءها، أو الانتصار عليها.. عقلاء
العراق لا يريدون الانجرار إلى مستنقع
جديد، وهم يعرفون تمزق الوضع الداخلي
وفساد قياداته، لأن ذلك يعني أمام
الرأي العام العالمي تدخلاً في شؤون
بلد عضو في الجامعة العربية والأمم
المتحدة، والأخطر من ذلك كله أن العداء
سيتطور بين شعبين يقسمهما العداء
المذهبي، والحكومتان الطائفيتان،
وهذا سيُسقط حسابات بغداد كلها، إذا ما
استغل الأكراد ظرف هذا الخلل بإعلان
دولتهم، وعندها سيتمزق العراق وسورية
معاً، وهو هدف تلتقي عليه قوى إقليمية
ودولية في خدمة مصالحهما.. ===================== الخيط
الأبيض من الخيط الأسود في المعضلة
السورية احمد
القديدي الشرق 6-3-2013 كيف
تقرأ يا قارئي الكريم أحداث الأيام
الأخيرة التي رشحت القضية السورية
لتتصدر فواجع العالم رغم كثرة هذه
الفواجع وتفاقم عدد المفجوعين؟ كيف
تفك طلاسم ما يجري في عواصم الدنيا
بعيدا عن دمشق كأنما دمشق لم تعد تقوى
على جمع متحاورين ولا تنظيم حوار؟
فاللقاء الذي تم بين السيدين سرغاي
لافروف وجون كيري في برلين يوم
الثلاثاء الماضي خطا بالملف السوري
خطوات غير متوقعة حيث أعلن النظام
السوري على لسان الوزير وليد المعلم
أنه لا يمانع في التفاوض...حتى مع
المعارضين الحاملين للسلاح الذين لم
يطلق عليهم النظام السوري لأول مرة نعت
الإرهابيين! وهنا يبدو أن لقاء برلين
بين وزيري العملاقين الروسي والأمريكي
أثمر نوعا من المنعرج الضروري لتحريك
الملف الدموي نحو انفراج مأمول. ويبقى
الرقم المجهول هو اتفاق الفرقاء
السياسيين المقاومين للنظام السوري
على موقف موحد باتجاه هذه المفاوضات
المبرمجة أميركيا وروسيا وهو بالفعل
رقم مجهول إذا ما عرفنا أن 60 % من
الكتائب المسلحة التي تحقق انتصارات
ميدانية في سوريا تنتمي إلى جماعة
النصرة وبعض الفصائل الإسلامية الأخرى
وهي جميعا ليست محل رضا البيت الأبيض (ولا
رضا الكرملين...) بل إن تنظيم النصرة تم
تصنيفه أمريكيا في قائمة الإرهاب! ومن
هنا نفهم كيف تنازلت الدبلوماسية
الأمريكية عن قرار تسليح المعارضة
وحددت المعونات الأمريكية للمعارضة
السورية بضوابط هلامية وضبابية من نوع
"أسلحة ومعدات غير مميتة أو غير
قاتلة!" وهو ما يبدو أنه قرار أميركي
أملته ضرورات لقاء برلين بين كيري
ولافروف وحرص واشنطن على عدم التفريط
في ليونة موسكو التي لولاها لن يحلم
المجتمع الدولي بحل عاجل لمعضلة سوريا.
ولا شك لدينا في أن الجانب الروسي بدأ
يشعر بأخطار استفحال الحرب الأهلية
السورية وتوسع عمليات القتل باستعمال (صواريخ
اسكاد الروسية الصنع) كما وقع في ريف
حلب لأن صفقة شراء دمشق لصواريخ اسكاد
من موسكو تنص على عدم استعمالها في
الداخل ولا ضد المواطنين السوريين وهو
ما يطرح قضية ذات بعد قانوني دولي (وأخلاقي)
شديدة الإحراج لموسكو. أما
اللقاء المهم الثاني فتم أيضا خارج
دمشق وخارج العالم العربي وهو لقاء ما
يسمى بأصدقاء الشعب السوري هذه المرة
في روما وحضره القطبان الأمريكي
والروسي ونصف القطب الفرنسي ولم
يقاطعه السيد أحمد معاذ الخطيب رئيس
الائتلاف السوري وهو ابن الشيخ محمد
أبو الفرج الحسني الإمام الشيخ
المعروف حيث واصل ابنه أحمد معاذ طريقه
النضالي الإسلامي الوسطي ضد الطغيان
لأنه وضع شروطا معقولة لمشاركة
الائتلاف منها تجاوز القوى الدولية
لمجرد البيانات لتقديم مساعدات ملائمة
للثورة السورية وإنشاء فضاءات أمنة
للمدنيين وتعديل كفة الميزان العسكري
بين الثورة والنظام قبل الحديث عن أية
مفاوضات. وانتهى اللقاء في روما بإعلان
الوزير جون كيري عن منح المعارضين ستين
مليون دولار دون تحديد وجهات صرفها ولا
الجهة المتصرفة فيها. وقد توجه الخطيب
لبشار الأسد بلغة النصيحة مطالبا إياه
بأخذ موقف صحيح واحد في حياته وهو
التوقف عن قتل شعبه وسحل أطفاله كما
توجه للمجتمع الدولي مطالبا بإنقاذ
الشعب السوري من الإبادة وبنجدة
ملايين المهجرين السوريين الأبرياء
إلى بلدان الحدود. أما
اللقاء الثالث الذي اتخذ من المعضلة
السورية محورا هاما فهو الذي تمثل في
القمة الفرنسية الروسية التي جمعت في
موسكو بين الرئيسين بوتن وهولند وتطرق
فيها الرجلان أثناء مؤتمرهما الصحافي
ليوم الخميس الماضي إلى تقارب واضح في
وجهات النظر بين اتحاد الجمهوريات
الروسية والاتحاد الأوروبي، هذا
التقارب المطلوب منذ سنتين من الدمار
حيث يبدو أن موسكو وهذه المرة على لسان
رئيسها القوي لم تستبعد خيار تجاوز
عقبة بقاء بشار الأسد في السلطة من
عدمه (و ما أدراك ما العقبة) لأن هذا
الشرط المعطل لكل اتفاق ثبت أنه هو
الأكثر إثارة للجدل لأنه يمس مصالح
الجانب الروسي والصيني في مجال الطاقة
من نفط وغاز ومصالحهما أيضا في مجال
الأمن الجيوستراتيجي غير المتكافئ
حاليا. والعهدة على نشرية (وورلد نيوز
الأمريكية) التي كتبت في عددها الأخير
تقول بأن الدبلوماسي الأمريكي المجرب
وزير الخارجية جون كيري قدم برنامج
اتفاق سري بين واشنطن وموسكو يقضي
بالتزام الإدارة الأمريكية حماية
مصالح روسيا النفطية والغازية
والاستراتيجية في حال بلوغ سوريا
مرحلة ما بعد الأسد. وبالطبع لا نستغرب
مثل هذه الوعود من واشنطن لأننا ندرك
بأن لا الولايات المتحدة ولا الاتحاد
الأوروبي ولا روسيا قلوبهم الرحيمة
على الشعب السوري وضحاياه بل إن المحرك
الأول والأخير للعلاقات الدولية هو
المصلحة قبل العاطفة في لعبة الأمم.
وحدهم العرب ظلوا عاطفيين في عالم بلا
عواطف. كل هذه
الحلقات من المسلسل الدموي يظهر أنها
توجت باتصال هاتفي أجراه الجمعة
الماضية الرئيس أوباما مع نظيره
الرئيس بوتن للاتفاق عما سمي باللغة
الدبلوماسية: "ضرورة تجاوز مرحلة
الحرب الراهنة إلى مرحلة أخرى.!" وهو
مصطلح زئبقي من قاموس العلاقات بين
الأمم ربما لم يزده جون كيري أثناء
زيارته لأنقرة سوى غموض على غموض خاصة
بعد أن تكفل بتوجيه لوم غليظ للسيد رجب
طيب أردوغان على تنديده بالصهيونية (التي
هي التعبير الأصولي المتعصب لليهودية)
وهو ما يخدش في عيون العرب والمسلمين
من حياد وجدية واشنطن في تعاطيها مع
الشأن السوري والعربي والإسلامي عموما.
وأنا بصدد إنهاء مقالي هذا بثت الأخبار
بأن الجيش العراقي قصف طلائع من الجيش
السوري الحر فقلت يا رب سترك وعفوك حتى
لا تنتشر النار في الهشيم! إن المعضلة
السورية تنتظر معجزة الحل العادل
فليبدأ العرب قبل سواهم بالتوافق حول
خطة واحدة لحقن الدم السوري ويومها
يمكن المطالبة بتوافق دولي! ===================== الأزمة
السورية… واحتمالات التمدد إلى لبنان تاريخ
النشر: الأربعاء 06 مارس 2013 باباك
ديغانبيشه لبنان الاتحاد أدت
الصدامات العنيفة بين مسلحي «حزب الله»
اللبناني ومقاتلي «الجيش السوري الحر»
داخل سوريا إلى تصاعد التوتر على جانبي
الحدود، الأمر الذي يهدد بنقل
المواجهات إلى لبنان وإطلاق موجة
جديدة من الاقتتال الطائفي، فقد أسفر
القتال الذي اندلع قبل أسبوعين بالقرب
من بلدة القصير السورية، وهي
المواجهات الأعنف التي تشهدها المنطقة
منذ أكثر من عامين، عن مقتل اثنين من
عناصر «حزب الله» وسقوط العشرات من
الثوار السوريين، وذلك حسب ما أفاد به
مسؤولون لبنانيون ومقاتلون سوريون. ولأول
مرة، هدد الثوار المناوئون لنظام
الأسد بنقل المعركة مع «حزب الله» إلى
داخل الأراضي اللبنانية في تصعيد
محتمل ينطوي على خطورة كبيرة على
المنطقة. فمعروف
أن «حزب الله» يعد القوة العسكرية
والسياسية الأولى في لبنان، وهو أيضاً
جماعة تلقى دعماً قوياً من اللبنانيين
الشيعة، الذين يؤيد العديد منهم نظام
الأسد في دمشق، هذا في الوقت الذي يشكل
فيه السُنة الجزء الأكبر من المعارضة
السورية، وتجد مساندة واضحة من قبل
سُنة لبنان. ولعل ما
يعقد الوضع أكثر دخول مقاتلين سُنة من
لبنان إلى سوريا للمشاركة في المعارك
إلى جانب الثوار، موفرين دعماً
لوجستياً وتسليحياً مهماً، وقد وصل
الوضع إلى درجة خطيرة، حسب عدد من
المراقبين، عندما بدأ اللبنانيون
أنفسهم من الطائفتين يتقاتلون داخل
سوريا كل يدافع عن انتماءاته المذهبية
والسياسية وكل يقف مع أحد طرفي الصراع
في سوريا، والمشكلة أن المعارك
الدائرة حتى الآن داخل سوريا بالقرب من
الحدود قد تمتد في أي لحظة إلى المدن
اللبنانية مثل طرابلس وصيدا، أو حتى
بيروت، لا سيما وأنها شهدت توتراً
كبيراً بين السنة والشيعة خلال
العامين الماضيين بسبب تداعيات النزاع
في سوريا. يضاف
إلى ذلك أن الصراع السوري متشابك مع
معطيات إقليمية وله تداعيات على مجمل
المنطقة، فـ«حزب الله» مرتبط بعلاقات
وثيقة مع إيران التي تشكل معه محوراً
لدعم نظام الأسد، فيما تركيا وقطر
والسعودية تمثل محوراً مضاداً يجمع
قوى سنية لمساندة المعارضة. هذا
الوضع الذي يهدد بالانتقال إلى لبنان
عبر عنه الأمين العام للأمم المتحدة،
بان كي مون، في تقريره المرفوع إلى
مجلس الأمن الدولي خلال الأسبوع
الماضي عبر فيه عن «قلقه البالغ» من
وقوع «مزيد من القتلى في صفوف «حزب
الله» داخل سوريا، بالإضافة إلى
مقاتلين لبنانيين سنة يسقطون داخل
سوريا»، مضيفاً أن «خطورة هذا الأمر
بالنسبة للبنان واستمرار تهريب السلاح
عبر الحدود واضحة للجميع، لذا أدعو
جميع القادة السياسيين في لبنان
للتحرك لضمان بقاء لبنان محايداً إزاء
الصراعات الخارجية». وفي
خطاب ألقاه يوم الأربعاء الماضي اعترف
الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله،
بوجود مقاتلين من الحزب في القرى
القريبة من الحدود، مؤكداً أن سكان تلك
القرى يملكون الحق في الدفاع عن
أنفسهم، محذراً من أنه «لا أحد يجب أن
يخطئ الحساب معنا». ويرى
المراقبون أن أي خطوة في غير الاتجاه
الصحيح يقدم عليها المقاتلون الشيعة،
أو السنة مع بعضهم البعض داخل لبنان قد
تؤدي إلى عواقب وخيمة، وهو ما أشار
إليه، تيمور جوكسيل، المستشار السابق
لفريق المراقبين الأمميين بلبنان
والمحاضر في العلوم السياسية بالجامعة
الأميركية ببيروت، قائلا: «إنهم
منخرطون في حرب مع بعضهم البعض داخل
سوريا، لكنهم يحاولون عدم نقلها إلى
لبنان، إلا أن المشكلة هي احتمال
انهيار هذا التفاهم الضمني في أي لحظة
بحيث يندلع العنف في لبنان، وهو احتمال
مخيف للغاية». وتشمل
المنطقة التي شهدت صدامات مؤخراً
حوالي 22 قرية توجد داخل الحدود السورية
بالقرب من القصير ويقطنها حوالي 30 ألف
سوري ينتمون في معظمهم إلى الطائفة
الشيعية، كما تجمعهم صلات اجتماعية
وعائلية قديمة مع لبنان، لكن بعد
انتقال بعض عناصر المعارضة السورية في
الشهور الأخيرة إلى المنطقة فرت بعض
العائلات إلى لبنان، فيما استعد البعض
الآخر للقتال. أما على
الجانب اللبناني من الحدود فلا يوجد
أدنى شك فيمن يسيطر على المنطقة
اللبنانية المتاخمة لسوريا، حيث تنتشر
أعلام «حزب الله» الصفراء والسوداء،
كما أن الطريق السريع الذي يبدو واسعاً
وفي حالة جيدة، وهو أمر نادر هنا، ويصل
إلى الحرمل، أكبر البلدات في المنطقة،
تعلوه لافتات كتبت عليها كلمات الشكر
للجمهورية الإسلامية التي مولت بناء
الطريق. وبعد
اندلاع المواجهات في القرى السورية
القريبة من الحدود قبل أسبوعين عبر
مقاتلون لبنانيون ينتمي العديد منهم
إلى «حزب الله» إلى سوريا للانضمام
للقتال، وتتهم المعارضة السورية
مقاتلي «حزب الله» بتهجير السنة من
المناطق الحدودية بالنظر إلى قيمتها
الاستراتيجية للمعارضة التي تحصل من
خلالها على الأسلحة والرجال، وذلك حسب
مسؤول سابق في جهاز الأمن اللبناني
الذي رفض ذكر اسمه. وتضيف
المعارضة، أن الأمر لا يقتصر فقط على
تسلل المقاتلين إلى داخل سوريا لدعم
نظام الأسد، بل يتعرضون للقصف من بعض
القرى اللبنانية القريبة مثل الحرمل،
ويوضح هذا الأمر المتحدث باسم الجيش
السوري الحر في القصير الذي يتخذ الاسم
الحركي، جاد اليمني، قائلا «إن هجمات
حزب الله الأخيرة تأتي متناسقة مع
عمليات قوات النظام، حيث جرت العملية
الأخيرة بتنسيق تام مع النظام، فكلما
اشتد الضغط على قوات الأسد تحرك حزب
الله للمساعدة». ينشر
بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن
بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس» ======================== الثورة
السورية والاعتراف القانوني غسان
المفلح* السياسة
06/03/2013 استنادا
إلى نتائج مؤتمر وستفاليا للسلام عام
1648 بين الدول والكيانات والإمارات
الأوروبية المتنازعة, تم الاتفاق على
أن هناك ثلاثة شروط لقيام الدولة ذات
السيادة وهي: وجود شعب بشكل دائم
ومستمر, في رقعة جغرافية محددة , وحكومة
تمارس سيادة على الأرض والشعب. وقد
أضيف شرط رابع عام 1933 في معاهدة
مونتفيديو بالأوروغواي وهو إعتراف
دولي بتلك الدولة بحيث تستطيع الدخول
في معاهدات واتفاقيات ثنائية أو
متعددة الأطراف مع اي دولة تختار.
لاتزال هذه الشروط معمولاً بها حتى
يومنا هذا وستبقى إلى حين, وبناء عليه
نجد أن هناك خلطا واضحا, بين الاعتراف
بالدولة, وبين شرعية ومشروعية من
يحكمها, وهذه تتطلب البحث في مستوى آخر
يتعلق بالتزام تلك الدول بشرعة حقوق
الانسان والمواثيق الدولية الملحقة من
عهود مدنية وخلافه..إن القانون الدولي
المعمول به حتى اللحظة, لايقيم وزنا
للاعتراف بالدول من خلال التزامها
بحقوق الانسان. الدولة كيان عابر
للاشخاص والمنظمات وغيرها من كيانات
جزئية, تتطور وتتغير بتغير حياة
مجتمعات هذه الدول, لكن الجغرافيا
السياسية تبقى, ولا يحدث عليها أي
تغيير, في حال موت الاشخاص او انتهاء
العمل بتلك الكيانات الجزئية. والمثال
الانصع في هذا الاطار هو ما حدث من
تغييرات في دول المعسكر الشرقي. ربما
تعتبر نقيصة القانون الدولي عندما يتم
البحث في دول ذات طبيعة اشكالية,
كفلسطين وإسرائيل مثلا. هذا ليس مجال
بحثنا الآن, الثورات في العالم لا تصبح
كيانات معترفاً فيها وفقا لهذا
القانون الدولي, إلا تبعا لموقف
المجتمع الدولي وتناقضاته الكلية
والجزئية. حيث تصبح شرعة حقوق الانسان
ومشروعية الحكومات خاضعة لمصالح ضيقة
مهما اتسعت وغير انسانية في اوضاع
كثيرة, والثورة السورية تعاني من هذا
الامر, ويدفع شعبنا من دمه وثرواته
ثمنا لهذا. العصابة الأسدية منذ توليها
الحكم بالقوة في سورية وهي لا تحقق
الحد الادنى من معايير الشرعة الدولية
لحقوق الانسان, ومع ذلك ورغم الثورة
السورية, لايزال المجتمع الدولي يربط
سورية بالعصابة الأسدية, وليس
بالجغرافيا السياسية كما قلنا.
والعصابة الأسدية وفقا لهذا المعطى هي
من تحظى بهذا الاعتراف الدولي كممثلة
لهذه الدولة السورية المسجلة اصولا في
الامم المتحدة منذ عام 1945 وللعلم فقط
سورية منذ ذلك التاريخ كانت سابع دولة
تعطي المرأة حق التصويت والانتخاب
والترشيح..باعتبار ان جماعة
العلمانوية باتوا يربطون العلمانية
بالعصابة الأسدية والتي بينت في
النهاية بأنها ليست سوى مافيا طائفية
لا أكثر ولا أقل. من يجعل الوضع كذلك هو
الدول الفاعلة في المجتمع الدولي وعلى
رأسها الولايات المتحدة الاميركية
لاسباب سياسية مصلحية عابرة قابلة
للتغيير..لهذا حتى اللحظة لم تعمل تلك
الدول على الاعتراف القانوني
بالمعارضة السورية ومؤسساتها, ليس
لأنها لا تستطيع او لأنها تخالف
القانون الدولي بل لأن مصالحها الضيقة
إسرائيليا ونفطيا وشرق اوسطيا تقتضي
ذلك, لهذا قلنا أن اي كيان سياسي يحاول
ان ينتج نفسه ككيان دستوري أو قانوني
فوق الثورة يجب ان يحوز على اعتراف
قانوني من المجتمع الدولي, فهل لدى
المعارضة السورية مثل هذا المعطى?
المجتمع الدولي بتناقضاته هذه هو من
يحمي العصابة الأسدية من المساءلة عن
جرائمها بحق شعبنا والمستمرة حتى
اللحظة, فكيف ستعالج المعارضة هذه
المعضلة? عليها ان تلتزم بروحية الثورة
ومؤسساتها وما تريده بوصفها ثورة
ومعارضة حتى يتم اسقاط البرقع
المافيوزي الأسدي عن المجتمع الدولي,
وعدم الانجرار للعبة لا تفترضها
الحاجة السورية الثائرة بل تفترضها
اللعبة الدولية التي هي اصلا غطاء
لمجرم. سورية تحتاج الآن إلى تمثيل
الثورة تبعا لما يجري على الارض من
تحرير لها من هذه الطغمة.سواء اعترف
هذا المجتمع الدولي ام لا والبقاء في
حضن الثورة. *كاتب
سوري ======================== الفيصل
وكيري وأميركا المتوارية! راجح
الخوري 2013-03-06 النهار قمة
الاثارة جاءت من المؤتمر الصحافي
المشترك بين الامير سعود الفيصل وجون
كيري وقد ركّز على الموضوعين الاكثر
خطورة وسخونة واللذين شكلا محور
محادثات كيري في جولته الخليجية اي
الازمة السورية والمسألة النووية
الايرانية. التدقيق
في أبعاد ما سمعناه يكشف ان كل ما قاله
كيري يؤكد ان السياسة الاميركية في
المنطقة تتسلل الى الظل مستعيدة روح
"مبدأ مونرو"، وان كل ما قاله
الفيصل كان لتعرية هذا التسلل
والاضاءة عليه ليس لأن المسألة تتعلق
بدور اميركا بل لأنها تتعلق بالأمن
والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية من
العالم التي طالما اعتبرتها واشنطن
ضرورية لأمنها القومي! في
المسألة السورية كان مثيراً للاشمئزاز
ان يحاول كيري بيع الكلمات الفارغة "سنواصل
مع اصدقائنا تمكين المعارضة السورية
كما فعلنا في روما، لكننا نأمل في حل
سلمي ونتمسك بالحذر من ان يصل السلاح
الى الايدي الخطأ لا الى المعتدلين"،
وهكذا عندما تحدث الفيصل بدا واضحاً ان
الانهيارات الداخلية راحت تجتاح كيري"ان
ما يحدث في سوريا يعد قتلاً للأبرياء.
لا يجوز الصمت عن المجزرة. لدينا واجب
اخلاقي ان نحمي هذا الشعب. لم نسمع في
التاريخ ان يقوم نظام باستخدام اسلحة
استراتيجية وصواريخ لضرب شعبه من
الاطفال والنساء والعجّز"! اما
عندما اكمل الفيصل بالقول: "امام كل
هذا نحن نتحدث عن توفير الغذاء ونتجادل
في ذلك"، فلا بد من ان يكون كيري أحس
بأنه وزير خارجية دويلة في مجاهل
العالم الثالث لا اقوى دولة في العالم
ترفع لواء الديموقراطية وحقوق الانسان
لكنها تتعامى عن مذبحة قتل فيها حتى
الآن اكثر من 80 الفاً ودمرت سوريا! اما في
المسألة النووية الايرانية فقد كان
مثيراً للسخرية ان يحاول كيري التلويح
بالعصا الغليظة لمنع طهران من امتلاك
السلاح النووي، وخصوصاً ان جولة
المفاوضات الاخيرة بين مجموعة (5 +1)
والايرانيين في آلماآتا كشفت ان
الاجتماعات لم تؤد الى اي نتيجة لأن
طهران تدرك ان رفضها العروض حقق لها
المكاسب دائماً في حين يواصل الغرب
التلويح بتخفيف العقوبات بحجة السعي
الى دفع عجلة المفاوضات. فعندما
يقول كيري ان البرنامج النووي
الايراني يشكل تحدياً وان المحادثات
مع طهران لن تستمر الى ما لانهاية ونحن
لن نقبل التأخير، يبدو مراوغاً
مكشوفاً على الاقل بالنسبة الى صحيفة
"الواشنطن بوست"، التي تتحدث عن
"سذاجة" المفاوضين الغربيين
الذين يواصلون علك الصوف مع ايران التي
لم ترد بعد على مقترح القوى الست وانها
تكسب مزيداً من الوقت. وهكذا جاء تعليق
الفيصل فيصلاً بقوله ان التفاوض ليس
المخادعة والتلاعب، فايران لم تثبت
جديتها وهي تفاوض لكسب الوقت واستمرار
التفاوض بهذه الطريقة سيضعنا في
النهاية امام سلاح نووي! ===================== "حزب
الله" والتدخّل العلني في سوريا عبد
الوهاب بدرخان 2013-03-06 النهار لم
يُسأل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي،
وبالتالي لم يعط رأياً أو يرد على ما
قاله نظيره العراقي نوري المالكي من
"حرب أهلية في لبنان" في حال
انتصار الثورة السورية وسقوط النظام.
لكن ميقاتي اعتبر ان كلام السيد حسن
نصرالله عن "الفتنة" كان "استنهاضياً"
للوطن والشعب، ولم يحدّد أي وطن وأي
شعب، ولم يشرح ما هي وجهة الاستنهاض.
الأرجح أن حتى نصرالله لم يتخيل أن هذا
الوصف يناسب التهديدات المبطّنة التي
أدلى بها. ذاك ان الأمين العام لـ"حزب
الله" وزعيم "حزب الدعوة"
العراقي تحدثا في ضوء ما تعتزمه ايران
وما يتعهدان تنفيذه. بلغ
النأي بالنفس عند ميقاتي حد عدم التدخل
في ما يفعله "حزب الله" في القصير،
داخل سوريا، وكأنه لا يعنيه، رغم دفاعه
القوي عن تحييد لبنان وفقاً لسياسة
الحكومة و"اعلان بعبدا". فأين
هذان "الاعلان" و"السياسة"
من انفراد "حزب الله" بالتدخل
المباشر في سوريا، وبالسلاح الثقيل،
وتركه الحديث عن تورطه يتخذ شيئاً
فشيئاً الصفة العلنية حتى يصبح جزءاً
لا يتجزأ من
المشهد السوري. هذا يفترض ان الحكم
والحكومة يعتبران "حزب الله"
كياناً غير لبناني، وانه موجود على
الحدود هناك بصفته الايرانية، وبحكم
التنسيق بين النظام السوري وايران، أي
انه لا يبقى للدولة اللبنانية سوى
السكوت أمام الأمر الواقع. هل ان
السكوت يضفي "شرعية" على تدخل "حزب
الله" في سوريا؟ الجواب: بمقدار ما
انه يعطي "شرعية" لـ"السلاح غير
الشرعي" داخل لبنان. وفي الحالين لا
يبالي "حزب الله" بأن تكون له
شرعية، ولا يكترث، فلبنان ارض سائبة
يتصرف فيها وبها كيفما تشاء طهران. اما
"الدولة" الموجودة على تلك الارض
فلها مهمة واحدة هي ان تغطي الممارسات
"غير الشرعية" للحزب، بل ان تتولى
حماية خطوطه الخلفية، لذلك ينشط الأمن
عملياته داخل لبنان. وهذا أمر يريده
اللبنانيون ويطلبونه يومياً وبإلحاح،
لكنهم مدعوون الى قبول ثمنه فإما
السكوت على المغالات الخارجية لـ"سلاح
المقاومة" وإما "الفتنة" في
الداخل. لكل من
حسن نصرالله ونوري المالكي مشكلة مع
المكوّنات الأخرى في البلدين اللذين
يحكمانهما ويخضعانهما للمشروع
الايراني. وعلى هذا فإن المفهوم
الايراني لـ"الحل" في سوريا
يتعارض مع اي حوار ليتماهى مع اي حسم
عسكري وإلا فإشعال المنطقة. في
المقابل، اذا كان الحكم والحكومة
يتوقعان امتنان اللبنانيين لدرئهما
خطر الفتنة "عنهم فلعلهما يدركان ان
تغطيتهما ولو القسرية لـ"حزب الله"
ربما تؤسس لفتنة أشد وأوهى. وانطلاقاً
من ذلك يزداد الاحباط من عجز الدولة
وتفككها وانكشافها ديكوراً للمشروع
الايراني الذي سجل أيضاً حضوره وسطوته
واستعداده للتأثير في الانتخابات، اذا
أمكن اجراؤها. ===================== حرب
كونية على "النظام" أم على "الثوار"؟ سركيس
نعوم 2013-03-06 النهار الطريقة
التي يتعامل بها النظام السوري مع
التحركات الخارجية الى إنهاء الأزمة –
الحرب التي قارب عمرها سنتين والتي
أودت بعشرات الآلاف والتي تدمّر سوريا
وتنهي دورها المحوري في المنطقة، هذه
الطريقة تنطوي على تناقضات كثيرة
وتثير حيرة متابعين لأوضاعها. وعلى ذلك
امثلة عدة. منها اتهام النظام السوري
الولايات المتحدة
بالمسؤولية عن نشوب ما يسمى ثورة
شعبية. وهو اتهام في غير محله لأن
الادارة الاميركية فوجئت بالثورة
السورية مثلما فوجئت بالثورات العربية
الاخرى. إلا ان الذي في محله هو القول
ان واشنطن بادرت فور بزوغ "الربيع"
العربي الى الاستعلام لمعرفة ما يجري
ومدى تأثيره على مصالحها وتالياً لدفع
تطوراته في الاتجاهات التي تخدم
مصالحها، بغض النظر عن مصالح الثائرين
او الأنظمة التي ثاروا ويثورون عليها.
وهو اتهام في غير محله ايضاً لأن
الادارة الاميركية امتنعت وعلى امتداد
الاشهر الستة الاولى للثورة السورية،
عن اتخاذ موقف ايجابي ورسمي منها ومن
مطالبتها باسقاط النظام وتنحّي الرئيس
الاسد. ولم يكن ذلك إلا تعبيراً غير
مباشر عن خوف ربما من الثورة او من
تشرذمها أو من احتواء فصائل تكفيرية
"ارهابية" لها، وعن اقتناع بقدرة
النظام على حسم الامور لمصلحته. لكنها
عندما تأكدت من عجزه عن الحسم، انتقلت
الى تبني موقف الثورة منه. وهو اتهام في
غير محله ايضاً لأن النظام السوري
يتمنى ان تقف معه الولايات المتحدة ضد
الثوار. وقد عبّر عن ذلك مباشرة
ومداورة بالقول انها لا تعرف مصلحتها.
فهو يحارب في سوريا اعداء الغرب.
وهؤلاء هم مقاتلو التيارات والجبهات
الاسلامية الاصولية السنّية
التكفيرية والعنفية التي تعتبر "القاعدة"
مثالاً لها. ويعرف الجميع ما فعله
تنظيمها بأميركا في آخر عقدين من القرن
الماضي وفي 11 أيلول 2001 في نيويورك
وواشنطن. ومن
الأمثلة ايضاً اقتناع النظام السوري
بأن ما يتعرّض له داخل بلاده ليس ثورة
شعبية، وإنما حرب كونية تشنها عليه
غالبية المجتمع الدولي والدول العربية
والدول غير العربية في المنطقة، طبعاً
باستثناء الجمهورية الاسلامية
الايرانية وروسيا والصين. والاقتناع
المذكور في غير محله. فتركيا داعمة
الثورة منذ انطلاقتها لم تنفذ ما وعدت
به او ما أوحت انها تعد به، ولم تقدم
الا مساعدات انسانية وتدريبية على
اراضيها، وتسهيلات لمرور الاسلحة
وربما المقاتلين. ولم يكن ذلك حرصاً
على نظام الاسد، بل كان نتيجة ادراكها
ان طموحاتها ووعودها أكبر من قدرتها.
وكان ايضاً نتيجة موقف دولي (اوروبي –
اميركي) بتقديم اللازم للثوار كي لا
يهزمهم الاسد، وكي يستمر تقدمهم
البطيء، وكي لا يهزموه في سرعة على
الاقل. ومن الامثلة ثالثاً ان من يحارب
النظام في سوريا ليس شعبها الذي لا
يزال موالياً له بأكثريته، بل هم
الارهابيون التكفيريون الذين يرسلهم
عرب ومسلمون متطرفون بمباركة من
اسرائيل والعالم. وهذا اتهام غير دقيق
بل غير صحيح. ففي سوريا "ارهابيون"
بتصنيف نظامها كما بتصنيف حلفائها
الاقليميين والدوليين وتصنيف "اعدائها"
الغربيين. لكن هؤلاء دخلوا سوريا
وقبلهم ثوارها عندما امتنع "حلفاؤهم"
عن تقديم ما يلزمهم من سلاح كما وعدوا
سابقاً. وهؤلاء لا يتجاوز عددهم في
احسن تقدير الـ8 أو 10 آلاف مقاتل. فهل
يتصور عاقل ان هؤلاء قادرون على
السيطرة على نحو 60 في المئة من ارض
سوريا او 50، أو على الاقل في الاشتراك
مع قوات النظام في السيطرة عليها؟
طبعاً لا. وذلك دليل اساسي على ان
غالبية الثوار هم من الشعب السوري
العادي. وربما على ان الثوار هم من
يتعرضون لحرب كونية ايضاً. في
اختصار ليس القصد من هذا الكلام ابداء
موقف ضد النظام أو مع الثوار في سوريا.
بل هو دعوة الاول الى عدم الوقوع في وهم
الاعتقاد بقدرته على دفع روسيا والصين
من جهة واميركا من جهة اخرى الى الحرب
من اجله. فهما الآن يتحاربان بواسطته
ويرفضان ان يتحاربا مباشرة. وعندما
يتفاهمان على مصالحهما سيكتشف، كما
سيكتشف ربما الثوار، انهم ليسوا اكثر
من اوراق. وهو ايضاً دعوة النظام
وحلفائه الى تجنّب ما يسمى "الفكر
الامنياتي" الذي يؤملهم في تفاهم
دولي – اقليمي شامل لا يكون على حسابهم.
فتفاهم كهذا لا يزال بعيداً سواء على
سوريا او مع ايران. والقريب لا يزال
الدمار والحرب في الداخل، وربما حرباً
تُستدرّج اليها اسرائيل مع سوريا
لتفجير الوضع في المنطقة، ولدفع
الاميركيين الى الاقتناع بأن لا حل
عندهم سوى التفاهم مع "الاقوياء"
فيها. ===================== صالح
القلاب الرأي
الاردنية 6-3-2013 لا يمكن
تصديق كذبة أنَّ ما يجري في سوريا وعلى
مدى العامين الماضيين هو مجرد حرب بين
النظام السوري وبين الإرهاب وان كل هذه
الغارات الجوية وكل هذا القصف المدفعي
والصاروخي لا يستهدف إلاَّ المجموعات
الإرهابية القادمة من الخارج فأين
عشرات الألوف من الجنود والضباط الذين
أنشقوا عن الجيش النظامي؟ وأين كبار
الموظفين الذين أضطروا لمغادرة وطنهم
وإلتحقوا بتنظيمات المعارضة ومن بينهم
نائب رئيس جمهورية سابق ورئيس وزراء
ووزير دفاع أسبق ووزراء سابقون..فهل كل
هؤلاء إرهابيون وقتلة ومأجورون..؟! أصبحت
أعداد النازحين واللاجئين والمشردين
السوريين ،إنْ في داخل بلدهم وإنْ في
خارجها، تتجاوز الأربعة ملايين..فهل كل
هؤلاء قد غادروا منازلهم وتركوا مدنهم
وقراهم هرباً من «النصرة» ومن
الإرهابيين أم هرباً من الفرقة
الرابعة بقيادة ماهر الأسد ومن «الشبيحة»
الطائفيين ومن أجهزةٍ مخابراتية
وإستخبارية كان قد وصل عددها ،قبل أن
تبدأ هذه الأحداث في الخامس عشر من
آذار (مارس) عام 2011، إلى سبعة عشر
جهازاً أشتهرت بتحويل أبناء الشعب
السوري إلى سكان زنازين إنفرادية
وسكان معتقلات جماعية وتحويل أسمائهم
إلى مجرد أرقام وهمية..؟! ثم وإذا
كان كل هؤلاء ،الذين وصلت أعدادهم إلى
ألوفٍ مؤلفة، الذين يهربون من سوريا
يومياً إنْ في إتجاه الجنوب وإنْ في
إتجاه الشمال والشرق والغرب يفرون من «جبهة
النصرة» ومن الإرهابيين «الأجانب»
فلماذا يا ترى تلاحقهم القوات
النظامية بالرصاص وبالقصف المدفعي
ولماذا تحاول منعهم من إجتياز الحدود
السورية واللجوء إلى الأردن أو إلى
تركيا أو إلى لبنان أو حتى إلى العراق..؟! هل منْ
الممكن تصديق أن «جبهة النصرة» هي التي
قتلت من أبناء الشعب السوري أكثر من
سبعين ألفاً ،وفقاً لمعلومات وتقديرات
وتقارير الأمم المتحدة؟ وأيضاً هل من
الممكن تصديق أنَّ كل هؤلاء التي غدت
تطفح بهم سجون هذا النظام الذي حوَّل
سوريا إلى معتقل كبير هم من الإرهابيين
والمأجورين والقتلة..؟ هل يمكن تصديق
أنَّ كل هذه المعارك اليومية التي
يستخدم فيها النظام الطائرات المقاتلة
والمروحيات ويستخدم الدبابات
والراجمات والصواريخ البالستية من
طراز «سكود» والمدافع الثقيلة هي
مواجهات مع مجموعات إرهابية وليس مع
وحدات عسكرية منظمة تشكل الجيش الحر
الذي تجاوزت أعداده عشرات الألوف من
الضباط والجنود الذين إنشقوا ولا
زالوا ينشقون بالمئات والعشرات
ويومياً عن الجيش النظامي..؟! وكذلك
هل يمكن تصديق أن تدمير حلب وإدلب
وحماه ودير الزور والرقة ودرعا ومدن
ضواحي دمشق كان سببه وجود «جبهة النصرة»
في هذه المدن.. ثم وهل يمكن تصديق أن هذه
المعارك التي تشهدها دمشق نفسها هي
مجرد مواجهات مع «إرهابيين» و»قتلة»
جاءوا متسللين من الخارج.. هل يمكن
تصديق هذا وهل يمكن ان يصدقه حتى أصحاب
انصاف العقول..؟! إنه لا
يمكن إنكار أن هناك وجوداً لـ»جبهة
النصرة» في بعض المناطق السورية ولكن
علينا أولاً أن ندرك أن إتباع هذا
النظام ومنذ اللحظة الأولى للعنف
المفرط وبطابع طائفي ضد أبناء شعبه
،الذين بقوا ولستة شهور يطالبون
بالإصلاحات التي يطالبون بها من خلال
الإحتجاجات والمظاهرات السلمية، هو
الذي أفسح المجال لظاهرة العنف المضاد
وهو الذي أوجد البيئة الملائمة
للإرهاب..وهنا فإنه لابد من تذكُّر أن
هذا النظام كان قد إدعى ومنذ لحظة «تخليع»
أظافر أطفال درعا أنه يواجه مؤامرة
خارجية وأن الحرب التي يشنها هي حرب
على الإرهاب والإرهابيين..فهل هذا
صحيح؟! ثم هل أن ما شاهدناه أمس الأول
في مدينة الرقة وبخاصة إسقاط تمثال
حافظ الأسد هو من فعل أعداد من أطفال
هذه المدينة التاريخية أم من عمل «جبهة
النصرة» التي غدت «فزاعة» وحجة لكل
أعوان هذا النظام الذي بات يلفظ أنفساه
الأخيرة؟! ===================== الملك
في تركيا.. مهمة سورية بامتياز سلطان
الحطاب الرأي
الاردنية 6-3-2013 يحاول
الملك مجدداً ما استطاع اطفاء الحريق
السوري بعد أن حاول قبل سنتين ومنذ بدء
تفجر الوضع فهو الأقدر على الحركة
والأكثر تمتعاً بالمرونة والأكثر
مصلحة في اطفاء الحريق السوري من بين
القادة العرب الذين اجتاحت بلدانهم
الربيع العربي أو أقعدتهم أسباب أخرى. والملك
الذي رفض تصورات سابقة واشتراطات
خارجية ينهض الآن برؤية أردنية وعربية
ودولية متكاملة. يحمل
الملك عبد الله الثاني في مهمته قلق
الأردنيين من الوضع السوري وأوضاع
المنطقة كما يحمل قلق العرب الذين
يتابعون ما أصاب البلد الشقيق من دمار
لكل نواحي الحياة. سوريا
وقعت في فخ صراع القوى الدولية التي
رهنت وضعها وعكست خلافاتها وصراعاتها
وعليها، ولما كان الحريق السوري
قابلاً للتصدير مع هبوب المزيد من رياح
التغيير في سوريا فإن ذلك يدعو إلى
القلق طالما لم يستجب النظام السوري في
الأصل لدعوات الاصلاح ولم يستجب
لاحقاً لدعوات المصالحة وقد اختار
الحل الأمني وظل يراوح فيه بحثاً عن
حلول لن يجدها.. يحمل
الملك الان إلى أنقرة أسئلة حيث
الأتراك معنيون بالحالة السورية كون
سوريا جارة لتركيا وكونها تؤوي مئات
الآلاف من اللاجئين السوريين كما أن
أمنها يؤثر على الأمن السوري وتحتضن
قيادات سورية معارضة وفصائل للجيش
الحر. الملك
عبدالله الثاني في حصاد زياراته
الخليجية أواخر الشهر الماضي حمل
العديد من الأسئلة وتوفرت له عديد
الاجابات وقد نقل الكثير منها إلى
روسيا التي حاورها الملك في الحالة
السورية ضمن معطيات جديدة تدعو لضرورة
الخروج إلى حل يحقن دماء السوريين حتى
لا يظل «الفيتو» الدولي يضع سوريا على
الصليب ويديم نزف جرحها الذي يتسع
وتختبئ وراءه قوى دولية . في
جولته الخليجية كوّن الملك تصورات لما
يجب أن يكون عليه موقف دول الخليج عبر
الجامعة العربية ومبعوثها وحتى خارجها
ومن كل دولة خليجية حيث لم يعد الموقف
الخليجي الذي يمكن قراءته على مستويات
مختلفة يمتلك نفس الدافعية للتغيير في
سوريا بكل الوسائل وخاصة المتعلقة
بتسليح الجيش السوري الحر والفصائل
الأخرى المشاركة في مقاونة النظام
والدعوة للتغيير. ولعل
تغير المواقف العربية والدولية بما
فيها الموقف التركي لصالح اعطاء
المزيد من الوقت لفرصة مصالحة مع مختلف
القوى السورية من جهة والنظام من جهة
أخرى جاء متأثراً بالموقف الأمريكي
غير الحاسم والذي يستهدف «دوزنة»
نتائج الحالة السورية أكثر من الحرص
على حقن دماء السوريين ووحدة سوريا
شعباً وأرضاً. ولأن
الأردن يعتبر أمنه الوطني متأثراً بما
يجري في سوريا وكذلك استقراره وحتى
الكثير من الجوانب الاقتصادية حيث
يتعطل انسياب البضائع والتبادل
التجاري وخط الترانزيت عبر الأردن
وكذلك تعطل النقل من الموانئ السورية،
كل ذلك يدفع الأردن لسرعة التحرك الذي
أخذ الملك يترجمه الآن وبتأييد دولي
يتسع وخاصة قبيل وصول الرئيس الأمريكي
أوباما للمنطقة مع نهاية الشهر الحالي
مما انعكس في لقاءات وزير الخارجية
الأمريكية في زيارته للقاهرة واطلاعه
على الموقف المصري من الأزمة السورية
وكما كان التحرك الاردني الذي مثله
الملك الراحل الحسين من اجل حل عربي
لأزمة العراق لم ينجح نتاج عوامل عديدة
لا مجال لذكرها فإن الملك عبدالله
الثاني يتحرك قبل فوات الأوان، او نقع
في ربع الساعة الأخير حيث يتواصل تدمير
سوريا ومقدراتها وحيث تبدأ ملامح
الحرب الأهلية والتقسيم وجعل الدولة
فاشلة ونقلها إلى تجربة الصوملة وهذا
ما يقلق الاردن ويجعل مخاطر الوضع
السوري تبدو أمامه مثل الكارثة .. مما
يدفعه إلى تحرك شريك مع المجتمع الدولي.. تدرك
أطراف دولية نافذة أن النظام السوري لن
يعمر ولن يتجاوز صيف هذا العام
والمطلوب هو محاصرة الاعراض الناتجة
عن سقوط النظام المحتوم واحتواء
المرحلة التي تلي ذلك لما تشكله من
مخاطر ليس على سوريا فقط وانما على
مختلف دول الجوار والاقليم كله. الملك
يستنهض الدور التركي ليظل متطابقا مع
بقية المواقف العربية والدولية حيث
ينتظم الاتراك مع العرب في رؤية
متقاربة من الحالة السورية وحيث يجب
الضغط على روسيا وأطراف أخرى دولية
للاقتراب من الحل الذي يسمح بنجاة
سوريا من الدمار الكامل وفي اقرب وقت. ويبدو
أن الموقف الاوروبي وهو اكثر اقترابا
للموقف التركي من سوريا سيؤسس لثقل
لاحق قد يجنب السوريين كوارث استعمال
الأسلحة غير التقليدية حيث يمتلك
المجتمع الدولي الان تصورات وخططاً
لانقاذ هذه الاسلحة مع الاستعمال
المفاجئ أو التسرب، ولذا فإن تركيا لا
بد أن تكون مستعدة أيضا لذلك وهي تستمع
إلى وجهة النظر الاردنية في زيارة
الملك حيث يتشاطر البلدان مسؤولية
ايواء أكبر عدد من اللاجئين السوريين
في أزمة ما زالت تتفاقم. ===================== صقورية
سعود الفيصل تسود في سورية راي
القدس 2013-03-05 القدس
العربي اختتم
جون كيري وزير الخارجية الامريكي
جولته الشرق اوسطية امس في مدينة ابو
ظبي عاصمة دولة الامارات العربية
المتحدة بالتعهد بتعزيز قدرات
المعارضة السورية المسلحة التي تقاتل
لاسقاط النظام في دمشق، وتوجيه تحذير
قوي لايران بان المحادثات حول
طموحاتها النووية تقترب من نهايتها،
وان الوقت ينفد بسرعة. الوزير
كيري واجه ضغوطا مكثفة من مضيفيه
الخليجيين، والسعوديين منهم على وجه
التحديد، لتسليح المعارضة السورية
باسلحة حديثة ونوعية متطورة تمكنها من
حسم الامور على الارض بقوة وفي فترة
زمنية قصيرة، ومن الواضح انه بات اكثر
ليونة في هذا الصدد، فهو لم يرفض
بالمطلق تسليح المعارضة، ولكنه اعرب
عن مخاوفه من امكانية وصول هذه الاسلحة
الى عناصر متطرفة. الامير
سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي
الذي التقى نظيره الامريكي في الرياض
امس الاول تبنى لهجة 'صقورية'، واظهر
نوايا قوية في اتجاه تكثيف تزويد بلاده
المعارضة بالاسلحة الحديثة، عندما قال
'ان النظام يرتكب مجازر في حق شعبه،
ويستخدم صواريخ سكود لقصف المدنيين،
وان بلاده تملك واجبا اخلاقيا بعدم
الصمت على هذه المجازر'. لهجة
كيري المتحفظة تجاه تزويد المعارضة
السورية بالاسلحة بدأت تخفت مع نهاية
اللقاء بالمسؤولين السعوديين الذين
نجحوا في اقناعه بانهم يملكون القدرة
على عدم وصول الاسلحة الحديثة الى
جماعات جهادية اسلامية متشددة مثل
جبهة النصرة وصقور الشام والفاروق
وغيرها، ولهذا اكد في مؤتمره الصحافي
مع الامير سعود الفيصل بان الجيش
السوري الحر، والفصائل السورية
المعتدلة المنضوية تحت مظلته، تملك
القدرة على عدم وصول الاسلحة الى
الايادي الخطأ. كلام
الوزير كيري هذا قد يفسر على انه ضوء
اخضر امريكي قوي للدول الخليجية،
والسعودية وقطر، على وجه الخصوص
لارسال صفقات اسلحة بشكل اكبر الى
المعارضة السورية لكي تواصل التقدم في
جبهات القتال على الارض، وتحقيق
المزيد من المكاسب. بالامس
نجحت قوات المعارضة المسلحة في
السيطرة على المزيد من الاراضي في شمال
شرق وشمال غرب سورية. واسر محافظ مدينة
الرقة، واسقاط طائرة وهذه النجاحات من
غير الممكن ان تتحقق لولا وصول اسلحة
حديثة ونوعية. صحيفة 'نيويورك
تايمز' الامريكية كشفت عن ارسال
المملكة العربية السعودية صفقات اسلحة
اوكرانية الى المعارضة السورية 'المعتدلة'،
وكشفت صحيفة 'التايمز' البريطانية عن
وجود قواعد في الاردن لتدريب قوات
سورية منشقة يقدر عددها بحوالي 500 جندي
على اسلحة ووسائل قتالية حديثة حيث
يتولى هذه المهمة خبراء امريكيون. من
الواضح ان المملكة العربية السعودية
وقطر قررتا تبني الحل العسكري للازمة
السورية بعد تعثر الحلول السلمية
السياسية، لانهما تخشيان من تبعات
اطالة هذه الازمة واحتمالات بقاء
النظام والانتقام منهما في مرحلة
لاحقة. الرئيس
بشار الاسد اكد في حديث لصحيفة 'الصنداي
تايمز' انه لن يتنحى عن منصبه، وسيخوض
الانتخابات الرئاسية المقبلة في العام
المقبل، وقال ان الشعب هو الذي يقرر
مصير رئيسه، وربما اصابت هذه
التأكيدات الدول الخليجية باليأس من
الحلول السياسية التي كانت تهدف الى
رحيله في نهاية المطاف، وقررت تبني
الحلول العسكرية. السؤال
هو: هل يسكت نظام الرئيس الاسد وحلفاؤه
في لبنان والعراق وايران على هذا
التسليح الخليجي للمعارضة المسلحة
وبهذه الصورة الواضحة والعلنية؟ وكيف
يكون الرد في هذه الحالة؟ الاسابيع
والاشهر المقبلة قد تشهد تصعيدا للعنف
ليس داخل سورية وانما في جوارها، وجوار
جوارها، ولن نستغرب اذا ما امتدت نيران
لهب الازمة السورية الى اثواب آخرين في
معركة كسر العظم الزاحفة بسرعة على
المنطقة. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |