ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مقالات مختارة من الصحف العربية ليوم 20-03-2013 رأي
القدس 2013-03-19 القدس
العربي اعلن
السيد غسان هيتو رئيس حكومة الائتلاف
السوري المعارض التي جرى تشكيلها
اثناء اجتماع انعقد في اسطنبول طوال
اليومين الماضيين ان حكومته الجديدة
لن تغفر لكل من اراق دماء السوريين،
ولن تجري حوارا مع النظام السوري، ودعا
الضباط والجنود في الجيش السوري الى
القاء السلاح، والكف عن دعم النظام. هذا
الاعلان الذي يحوي لهجة 'صقورية' يؤكد
ان فرص الحل السياسي لانهاء الازمة
السورية باتت معدومة، وان المعارضة
باتت مثل النظام تعتمد الحلول
العسكرية والامنية لانهاء الصراع. السيد
غسان هيتو جرى انتخابه من قبل هيئة
مكونة من اكثر من خمسين شخصا يمثلون
الائتلاف الوطني، وقد حصل على اصوات 35
من هؤلاء، مع انسحاب بعض الشخصيات
الرئيسية كانت تنافسه على منصب رئيس
الوزراء، وهي رياض سيف وكمال
اللبواني، ووليد البني قبل التصويت.
وهي شخصيات لها ثقلها في المعارضة. المهمة
الاكبر التي تواجه حكومة السيد هيتو هي
كيفية التواجد على الاراضي السورية
التي باتت خارج سيطرة النظام، وتوفير
الخدمات الرئيسية لها من ماء وكهرباء
وصحة وتعليم وغاز ورواتب، والشيء نفسه
ينطبق على حوالي مليون لاجئ يتواجدون
في دول الجوار. ولكن
هناك مهمة لا تقل اهمية وخطورة عن
المهمة الاولى وهي كيفية حشد تأييد
ومساندة فصائل المعارضة المختلفة في
الداخل والخارج لها، والجماعات
الجهادية الاسلامية التي تشكل العمود
الفقري للقوى المنخرطة في القتال
لاسقاط النظام السوري، وتسيطر على
المساحة الاكبر من مناطق 'محررة' في
شمال شرق سورية (دير الزور والرقة
والحسكة) وشمال غربها (حلب وادلب ومعرة
النعمان). من
اللافت ان السيد معاذ الخطيب الذي تردد
انه معارض لتشكيل مثل هذه الحكومة لما
يمكن ان يترتب على ذلك من خلافات،
واغلاق الباب امام الجهود الرامية
لاقامة حكومة انتقالية بمشاركة بعض
شخصيات النظام، لم يدل باي تصريحات حتى
كتابة هذه السطور. لا شك
ان السيد هيتو يملك خبرات ادارية عريقة
اكتسبها من انخراطه في اعمال تجارية في
الولايات المتحدة مثلما يقول مؤيدوه،
ولكن الاوضاع السورية على درجة عالية
من التعقيد بحيث تحتاج الى عبقرية
سياسية للتعاطي معها. في ظل
اعطاء واشنطن الضوء الاخضر لفرنسا
وبريطانيا ودول عربية لتسليح المعارضة
السورية، وتصاعد التوتر على الحدود
السورية ـ اللبنانية، وتشكيل حكومة
مؤقتة قد تغلق ابواب الحلول السياسية
التفاوضية، يمكن القول ان الايام
السورية المقبلة قد تكون اكثر دموية. =================== النظام
السوري انتهى في 14 آذار.. خيرالله
خيرالله المستقبل 20-3-2013 مرت
الذكرى الثامنة للرابع عشر من آذار في
لبنان في اجواء مضطربة ومثيرة للقلق في
آن. الحقيقة ان اوضاع البلد الصغير لا
تدعو الى التفاؤل، خصوصا ان الحركة
الاستقلالية فقدت الكثير من زخمها،
أقلّه ظاهرا، كما ان العلاقات بين
زعماء الحركة الاستقلالية ليست على ما
يرام. فضلا عن
ذلك، يجد الرئيس سعد الحريري نفسه
مضطرا الى البقاء خارج لبنان لاسباب لم
تعد تخفى على احد، في مقدمها التهديدات
التي تستهدفه. سعد
الحريري مستهدف بصفة كونه زعيما وطنيا
قبل أي شيء آخر، اضافة بالطبع الى انه
زعيم سنّي معتدل لديه تأثيره في كل
المناطق اللبنانية من جهة وفي داخل
سوريا من جهة اخرى. بصريح
العبارة، يتحرّك النظامان السوري
والايراني، اللذان خطفا الطائفة
الشيعية الكريمة وحولاها رهينة، في
اتجاه تشجيع التطرف السنّي والمسيحي
في لبنان. هدفهما محصور في ايجاد مبرر
لاحتفاظ "حزب الله"، اي الميليشيا
الايرانية، ذات العناصر اللبنانية،
بسلاحها الموجّه الى صدور اللبنانيين
والسوريين في الوقت ذاته. كان
وليد جنبلاط مهددا عندما كان زعيما
وطنيا، في مرحلة ما بعد الرابع عشر من
مارس 2005، اي في مرحلة ما بعد اغتيال
الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. عندما عاد
زعيما درزيا فقط يهتم أوّل ما يهتم
بشؤون طائفته الصغيرة، خفّت حدة
التهديدات التي يتعرض لها، اقلّه
نسبيا. الاهمّ
من ذلك، ان هناك حاجة لدى النظامين
الايراني والسوري للمحافظة على وليد
جنبلاط، الذي يعاني من هاجس سقوط الجبل
الدرزي في يد "حزب الله"، كي تبقى
حكومة الحزب الايراني في مكانها. هل افضل
من هذه الحكومة لتغطية عملية عزل لبنان
عن محيطه العربي، الخليجي خصوصا،
وتدمير مؤسسات الدولة اللبنانية بشكل
منظم الواحدة تلو الاخرى؟ نعم، ان
الوضع سيئ جدا في لبنان. كلّ لبناني
يشعر بالاحباط وذلك ليس بسبب تدهور
الوضع الاقتصادي فحسب، بل بسبب انفلات
الغرائز المذهبية ايضا. وهذا الانفلات
تعبّر عنه افضل تعبير قيادات "حزب
الله" وبعض الشخصيات السنّية
الملتحية واخرى مسيحية من ادوات الحزب
الايراني على شاكلة النائب ميشال عون
الذي لا دور له، في الوقت الراهن، سوى
الترويج للفتنة. هذا هو
الواقع اللبناني المرّ الذي لا يمكن
تجاهله. انّه واقع مؤلم ومخيف في آن
نظرا الى أنه يصب في عملية تستهدف
افقار اهل البلد، عن سابق تصوّر
وتصميم، ونشر البؤس في ارجائه. هل بات
هذا الواقع قدرا؟ ذلك هو السؤال الذي
يطرحه اللبنانيون على انفسهم في ظلّ
الانهيار الاقتصادي بوتيرة لا سابق
لها من جهة والتهديدات السورية
الموجهة الى اهله والتي لفتت اخيرا
مجلس الامن التابع للامم المتحدة من
جهة اخرى. يمكن
الاسترسال، الى ما نهاية، في سرد
المشاكل التي يعاني منها لبنان. وهي
مشاكل باتت تهدد صيغة العيش المشترك
فيه بفعل اصرار "حزب الله" على
الامساك بمفاصل البلد ونشر البؤس في
كلّ زاوية من زواياه تنفيذا لخطة
ايرانية واضحة كلّ الوضوح. لكنّ ما لا
بدّ من ملاحظته في المقابل أنّ
اللبنانيين ما زالوا يقاومون. فقد كان
يوم الرابع عشر من آذار 2005 الذي انبثقت
منه حركة الرابع عشر من آذار بداية
تغيير كبير تجاوز حدود الوطن الصغير. من كان
يصدّق ان الجيش السوري سيخرج يوما من
لبنان؟ خرج الجيش السوري منه بعدما
احتل مواقع معينة طوال ثلاثة عقود
تقريبا تصرف خلالها كجيش احتلال ومارس
عبر ضبّاط الامن كلّ انواع التنكيل
والوصاية والتشبيح. اخرجه دمّ رفيق
الحريري ورفاقه. اخرجه اللبنانيون
الذين نزلوا الى الشارع في الرابع عشر
من آذار 2005. هؤلاء كانوا من كلّ الطوائف
والمذاهب والمناطق والفئات
الاجتماعية. هؤلاء ردّوا على الذين
يشكرون النظام السوري على ما فعله
بلبنان بدعوته الى الرحيل منه. وقد رحل
تاركا لايران، عبر مسلحيها، سدّ
الفراغ الامني الذي خلفه. كذلك،
من يصدّق الآن ان الشعب السوري ما زال
حيّا على الرغم من نصف قرن من تحكم
الاجهزة الامنية به ومحاولة تدجينه
والغائه واقناعه بأنّ الشعارت الفارغة
التي تتحدث عن "مقاومة" و"ممانعة"
ستطعمه خبزا وتؤمن مستقبلا افضل
لابنائه؟ دخلت
ثورة الشعب السوري سنتها الثالثة.
سوريا ستتغيّر مثلما تغيّر لبنان. لا
يمكن للثورة السورية الا ان تنتصر.
سينتصر لبنان وستنتصر سوريا، على
الرغم من كلّ المعاناة التي يمران بها.
سينتصران لأنّ لا بشار ولا غيره يستطيع
شطب الشعب السوري. لا شكّ
ان البلدين يمرّان في فترة عصيبة وأنّ
طموح بشّار الاسد تصدير ازمته الى خارج
حدود بلده بدليل اختلاقه اعذارا
لتهديد لبنان. هذه لعبة من الماضي لا
اكثر ولا اقلّ. كل ما يستطيع بشّار فعله
هو الرحيل. الرحيل اليوم قبل غد في حال
كان يمتلك حدا ادنى من القدرة على
استيعاب أن خروجه من لبنان عسكريا في
نيسان - ابريل 2005، كان خروجا من سوريا
ايضا. فالعدّ العكسي لنهاية النظام
السوري بدأ في الرابع عشر من شباط -
فبراير 2005 يوم اغتيال رفيق الحريري
وباسل فليحان ورفاقهما. حجم هذا
الخطأ كان في حجم جريمة اقدام صدّام
حسين في الثاني من آب - اغسطس 1990 على
اجتياح الكويت... يومذاك، وقع الرئيس
العراقي الراحل بيده الحكم بالاعدام
الذي نفّذ به بعد ثلاثة عشر عاما من
مغامرة الكويت! هل من
يريد ان يتّعظ؟ هل من يريد ان يقتنع ان
الحاكم، أي حاكم، لا يستطيع الانتصار
على شعبه، مهما طال الزمن؟ =================== راجح
الخوري 2013-03-20 النهار وأخيراً
"الحكومة السورية الموقتة" التي
طال انتظارها وكثر الحديث عن خلافات
داخل الائتلاف المعارض حول ضرورة
تشكيلها او تسمية "لجان تنفيذية"
بدلاً منها لإدارة المناطق السورية
المحررة. الاعلان
عن تشكيل هذه الحكومة جاء في الذكرى
الثانية لقيام الثورة متلازماً مع
تطورين مهمين، الاول هو تصعيد
المعارضة عملياتها حيث قصفت مطار دمشق
والقصر الجمهوري في ما بدا انه بداية
معركة العاصمة، اما الثاني فهو اعلان
واشنطن انها لن تقف في وجه اي دولة تريد
تسليح المعارضة. صحيح ان الاعلان أضاف
ان واشنطن تجد صعوبة في معرفة "الصورة
المشوشة للمعارضة وأوجهها المتعددة"،
لكن تشكيل الحكومة الانتقالية في
اليوم عينه، من شأنه الآن ان ينهي هذا
التشويش الناجم اصلاً عن امرين: اولاً:
العمل سنة كاملة على محاولة تشكيل "حكومة
انتقالية" على الطريقة اليمنية وفق
"المبادرة العربية"، التي افشلها
الاسد بدعم من روسيا والصين وايران
طبعاً ليمضي في الحل العسكري. ثانياً:
العمل سنة ثانية على تفسير"اعلان
جنيف" ودور الاسد في "الحكومة
الانتقالية" وهو ما افشل مهمة كوفي
انان ثم الاخضر الابرهيمي، وكل ذلك في
ظل موقف اميركي متردد او مشبوه، عارض
تسليح المعارضة ولو بما يحميها من
القصف الجوي وانتهى بتلزيم موسكو
وطهران ايجاد الحل على رغم دعمهما
للنظام! في اي
حال هذه حكومة انتقالية لكل سوريا تدير
المناطق المحررة وتحضّر لما بعد سقوط
النظام، وهي ليست حكومة موازية لحكومة
الاسد بما قد يثير المخاوف من الوصول
الى التقسيم، لكنها تسقط نهائياً كل
المراهنات الروسية والايرانية التي
تبنتها واشنطن بعد زيارة جون كيري الى
المنطقة، والتي رفضتها المعارضة لأنها
تدعو الى تشكيل حكومة انتقالية
بمشاركة الاسد بما يعني انها تريد "جلوس
القاتل مع القتيل" كما يقول
المعارضون! واذا
كانت حكومة الاسد الاخيرة المعيّنة
بأمر منه تحظى حتى الآن باعتراف بعض
العواصم مثل موسكو وبيجينغ وطهران
والجزائر وغيرها، فان حكومة غسان هيتو
الكردي القادم من إدارة اهم شركات
الاتصالات في اميركا والذي تم اختياره
بالانتخاب، تحظى سلفاً باعتراف
الجامعة العربية حيث ستجلس في المقعد
السوري، ثم ستحظى حتماً بمقعد سوريا في
الامم المتحدة، ذلك ان مجموعة دول
اصدقاء سوريا تتجاوز الـ140 دولة ستعترف
بها بما يمنحها الشرعية عربياً
ودولياً. وعندما
يعلن رئيس اركان "الجيش السوري الحر"
سليم ادريس دعم قواته للحكومة الموقتة
ويتعهد العمل تحت مظلتها، فان ذلك
يمنحها شرعية تمثيلية مهمة تتجاوز
الواقع في المناطق المحررة الى كل
سوريا، وهذا سيعطي حكومة هيتو الحق في
إقامة الدعاوى لدى المحاكم والمراجع
الدولية لمقاضاة النظام على ما فعله ضد
السوريين في العامين الماضيين على
الاقل! =================== هل
يجمّد النفي السوري المذكرة؟ التأكيد
"الخطي" أفضل من الشفوي خليل
فليحان 2013-03-20 النهار هل يوجه
وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور
مذكرة احتجاج على القصف الجوي السوري
الذي استهدف منطقة جرود عرسال في
الحدود الشرقية مع سوريا، واعتبر
انتهاكا مرفوضا للسيادة اللبنانية؟
علما ان المذكرة التي طلبها منه رئيس
الجمهورية ميشال سليمان في ابوجه،
ستركز على عدم تكرار مثل هذه العملية. طرح هذا
التساؤل بعد ظهر امس بعد نفي وزارة
الخارجية السورية حصول مثل هذا القصف.
وسيتبلور الموقف اليوم الاربعاء بعودة
سليمان من نيجيريا ومعه منصور،
وسيتوسع التداول برجوع كل من الرئيسين
بري ونجيب ميقاتي من روما امس في
الطائرة الخاصة للاخير. والوضع الناشئ
يطرح سؤالا: هل ستعدّ المذكرة في قصر
بسترس وترسل الى وزارة الخارجية
السورية ام لا؟ وفقا لمسؤول ديبلوماسي
لبناني من الافضل ارسال المذكرة
اللبنانية كما كان مقررا، معززة
بتحديد المواقع التي سقطت فيها
الصواريخ الاربعة في وادي الخيل في
منطقة زراعية. واذا كانت المعلومات
خاطئة، فلترسل مذكرة سورية رسمية في
هذا الصدد. وأكدت مصادر وزارية ان رئيس
الجمهورية استند الى معلومات امنية
موثقة ليعلن احتجاجه، وليس الى ما نشره
بعض وسائل الاعلام. ولفتت
الى ان النفي السوري أتى بعد الاعلان
عن تكليف منصور اعداد رسالة - احتجاج في
وقت قصير. واشارت الى ان النفي السوري
قصف الاراضي اللبنانية لا يصيب فقط
موقف سليمان بل ايضا مواقف الولايات
المتحدة الاميركية وفرنسا وبريطانيا،
والدول الثلاث دانت ذلك القصف، ووصفته
الناطقة باسم الخارجية الاميركية بأنه
"تصعيد كبير في الانتهاكات للسيادة
اللبنانية تتحمل سوريا مسؤوليته"،
وهو "انتهاك غير مقبول على الاطلاق".
كما ان فرنسا ابدت اهتماما بالغا
بالقصف الجوي السوري، فأجرى وزير
الخارجية لوران فابيوس اتصالا هاتفيا
بالرئيس ميقاتي وهو في روما، وكان
القصف محور المكالمة في اطار البحث في
الازمة السورية ككل وتداعياتها على
لبنان، اضافة الى وقوف باريس الى جانب
بيروت باستضافة النازحين السوريين
والمساعي لاجراء الانتخابات النيابية.
اما وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ
فعلق على الغارة قائلا: "لقد اوضح
النظام السوري مرة اخرى انه لايهتم
بالقانون الدولي وبأمن جيرانه. اما
وزارة الخارجية السورية فأكدت في معرض
نفيها للغارة "احترامها للسيادة
اللبنانية وحرصها على امن لبنان
الشقيق واستقراره". وإذا
تقرر البقاء على الاحتجاج اللبناني
الخطي، فاستنادا الى اتفاق فيينا الذي
ينظم العلاقات الديبلوماسية بين الدول
والذي صدر عام 1961، يمكن الخارجية
اعتماد احد طرق الاحتجاج العديدة، لان
ليس هناك آلية واحدة لها منصوص عليها
في الاتفاق، وتصاغ المذكرة وفقا لنسبة
الاحتجاج التي يريدها الرئيس سليمان،
وتكون خطية بارسالها من الخارجية
اللبنانية الى نظيرتها السورية او
باستدعاء السفير السوري لدى لبنان علي
عبد الكريم علي الى قصر بسترس وتسليمه
اياها. واذا كان المراد احتجاجا عاديا،
فترسل المذكرة الخطية الى السفارة
السورية في بيروت موجهة الى الخارجية
في دمشق، او الى السفارة اللبنانية في
العاصمة السورية لتسليمها او ارسالها
الى الخارجية. اما الاحتجاج الاقل من
عادي، او لرفع العتب، فيكون بتكليف
السفير في سوريا او ديبلوماسي آخر نقل
المذكرة الى الخارجية. واذا
كانت العلاقات كالتي بين لبنان
وسوريا، فتختلف نسبة الاحتجاج كالنفس
الذي أعطاه سليمان الى وزير الخارجية
لجهة عدم تكرار خرق السيادة. اما في
بقية الدول، فتكون المذكرة بالرد
بالمثل في حال تجدد مثل هذا القصف.
الساعات القليلة المقبلة ستكشف ما
سيتمخض عنه النفي السوري للقصف الجوي
لجرد عرسال. =================== من
هو الأولى بالتهديد والتحذير؟! * ياسر
الزعاترة الدستور 20-3-2013 خلال
الأسابيع الماضية، أفرط رموز التحالف
الإيراني في التحذير من الحرب
المذهبية، أو الطائفية في المنطقة،
تماما كما أفرط بعضهم في بث
السيناريوهات المتشائمة حول تداعيات
ما يجري في سوريا؛ إن كان لجهة
المستقبل في حال سقوط النظام كما فعل
المالكي، أم لجهة التقسيم واستمرار
النزاع وتدمير سوريا كما فعل آخرون، من
بينهم أمين عام حزب الله وعدد من رموز
الدولة الإيرانية. وحده
بشار الأسد الذي لا يزال مصرا على
قدرته على الانتصار، بل على تحقق
الانتصار عمليا كما ذهب في حديث لرموز
قوميين نقلت بعض فصوله صحيفة الأخبار
اللبنانية التابعة لحزب الله، والتي
دأبت على نقل تفاصيل لقاءات بشار مع
زوار من هذا الصنف، ودائما في سياق من
التبشير بانتصاره على “المؤامرة”!! ما نود
التوقف عنده هنا هو هذا الخطاب
التحذيري الذي ينطوي على قدر من
التهديد من مغبة الحرب الطائفية في
المنطقة، والذي يُوجَّه بالضرورة لمن
يدعمون الثورة السورية، وهو خطاب
يستحق التساؤل لسببين؛ الأول أن من
يدعمون طاغية يقتل شعبه الذي خرج يطلب
الحرية والتعددية هم الأولى بالتحذير
إذا أخذنا الأبعاد الأخلاقية في
الاعتبار، بمعنى أن الطرف الداعم
للثورة يأخذ موقفا أخلاقيا سليما،
بصرف النظر عما إن كان موقفه صائبا
لجهة التقدير السياسي وأسئلة الانتصار
والهزيمة، بينما يأخذ الطرف الآخر
موقفا لا صلة له بالأخلاق، لاسيما بعد
سقوط نظرية المؤامرة التي تبدت
فضيحتها بذلك الحصار الذي تعرضت له
الثورة طوال عام ونصف، ليس بمنع
التسليح، بل باستخدام كل أدوات الضغط
من أجل منعه (تحديدا التسليح النوعي)،
ولولا ذلك لكان بوسع الثورة تحقيق
الانتصار منذ شهور طويلة. لم يكن
مطلوبا من الغرب أن يتدخل كما فعل في
ليبيا، ولم يكن مطلوبا منه أن يقدم
السلاح. كل ما كان مطلوبا هو تخفيف
الضغط على الدول الداعمة للثورة كي
تدعم بالسلاح النوعي بدل القيود
والضغوط التي كانت تسمح بسلاح يكفي
للصمود وليس الحسم. هذا من
الناحية الأخلاقية، أما من الناحية
المنطقية والسياسية، فإن التحذير من
حرب طائفية في المنطقة يستدعي وضع
النقاط على الحروف، بعد تحديد وضع
المعسكرين المتحاربين فيها (المعسكر
الإيراني ومن يدورون في فلكه مثل
النظام العراقي، وبدرجة أقل لبنان أو
بعض تجلياته السياسية، فضلا عن
الأقليات الشيعية في عدد من الدول
العربية، والمعسكر الآخر ممثلا في
غالبية الأمة، أقله العربية مع تركيا،
فضلا عن غالبية المسلمين). والسؤال
الذي يطرح نفسه هنا هو: هل ثمة مقارنة
من ناحية الجغرافيا والديمغرافيا،
وسائر الإمكانات بين المعسكرين؟
الجواب هو كلا، إذ أن التحالف الإيراني
برمته لا يساوي سوى عشرة في المئة من
المسلمين في أنحاء العالم، وإذا نشبت
حرب مذهبية، فالخاسر الأكبر فيها هو
الطرف الشيعي وليس السنّي، وأضف إلى
ذلك الإمكانات المالية وما يترتب
عليها، لاسيما أن السلاح الذي تتفوق
فيه إيران نسبيا ليس مشكلة بحال، ويمكن
الحصول عليه بسهولة، فضلا عن أن بوسع
من يستهدفون إيران أن يلعبوا على
تناقضاتها الداخلية (سنة وعرب)، كردًّ
على لعبها بورقة الأقليات الشيعية. لا خلاف
على أن هذا النمط من الحروب الدينية هو
كارثي بامتياز، ويخسر فيها الطرفان،
لكن المؤكد أيضا أن خسارة الطرفين ليست
متساوية بالضرورة، ويمكن أن تكون
خسارة أحدهما أكبر من الأخرى تبعا
للإمكانات وسائر الظروف الموضوعية
الأخرى. من
المؤكد أننا لا نقول ذلك في معرض
التهديد، بل في معرض التذكير، لأن
الطرف الآخر هو الذي يهدد عمليا خلافا
للمنطق، رغم ضعف إمكاناته قياسا
بمجموع الأمة، أو غالبيتها الساحقة
بتعبير أدق؛ دعك من موقفه غير الأخلاقي
بدعم مجرم يقتل شعبه. لقد
ارتكبت إيران واحدة من أسوأ حماقاتها
بدعم بشار الأسد ضد شعبه، وجرَّت من
خلفها العراق ولبنان، كما جرَّت عددا
من الأقليات الشيعية في الخليج، والتي
لا مصلحة لها أبدا في التناقض مع
مجتمعاتها. ومن المؤكد أن غرور القوة
الذي تلبسها (أعني إيران) هو الذي دفعها
نحو ارتكاب هذا الخطأ، بل الخطيئة،
وستكرس خطيئتها على نحو أوضح إذا دعمت
سيناريو الدويلة العلوية. لا
مصلحة للأمة في اقتتال طائفي لن يستفيد
منه سوى أعداؤها لمعنيون بتكريس سياسة
“فرِّق تسُد”، التي لا تستبعد
التقسيم كخيار مطروح، وربما مفضل،
ويمكن لها (أعني الأمة) أن تتعايش مع
إيران في ظل جوار حسن، كما يمكن أن
يتعايش أبناؤها جميعا في ظل دولة
مواطنة يبشر بها ربيع العرب، بصرف
النظر عن الأديان والمذاهب، وهو ما
سيحدث على الأرجح، بعد تصحيح الأوضاع
المشوهة في العراق وبدرجة أقل في
لبنان، وصولا إلى تعايش بين مختلف
الأعراق والمذاهب. ربما ستستغرق
الرحلة بعض الوقت، لكن النهاية ستكون
إيجابية بإذن الله. =================== طاهر
العدوان الرأي
الاردنية 20-3-2013 بعد
عامين من الصراع المدمر في سوريا
يتساءل المرء ماذا لو ان الأسد تصرف
تجاه المظاهرات والمسيرات التي عمت
سوريا مطالبة بالحرية والكرامة أسوة
بما جرى في مصر وتونس، بنفس الطريقة
والأسلوب الذي واجه به مبارك ربيع
المصريين. لو انه فعل ذلك، الم يكن قد
حفظ أرواح ٨٠ ألف سوري ووفر الأمن
والأمان للملايين الذين تحولوا إلى
لاجئين هربا من مدنهم وبيوتهم التي
تعيش تحت قصف مستمر من قواته !. لقد
تصرف الرئيس المصري السابق بمسؤولية
كبيرة عندما قرر ان يحافظ على الدولة
ومؤسساتها فلم يتشبث بالحكم عندما رأى
ان الشعب في ميدان التحرير يرفض كل ما
تقدم به من خطط إصلاحية بما في ذلك نقل
السلطة فقرر التخلي وسلم الجيش
مسؤولية إدارة المرحلة الانتقالية . و
لم يصر على ان يكون شرط الإصلاح بقاؤه
على راس السلطة كما يفعل الأسد منذ
البداية وحتى اليوم . لم
يقل مبارك انه باق حتى انتهاء مدته
الرئاسية، وبذلك وفر على مصر
والمصريين انهارا من الدم وحفظ أرواح
الناس وممتلكاتهم . ولا أريد ان أقارنه
بابن علي حاكم تونس السابق الذي أيضاً
اتخذ القرار الصحيح بالتنحي لان مبارك
رفض مغادرة مصر عندما عرض عليه عمر
سليمان ذلك بينما فر بن علي خوفا على
أموال الفساد التي هربها إلى الخارج. يقبع
مبارك اليوم في السجن مع أبنائه بتهمة
مسؤلياته عن الضحايا الذين سقطوا في
الثورة والذين لا يتجاوز عددهم حصاد
أسبوع من يوميات الأسد في القتل من اجل
البقاء في السلطة. والواقع ان مبارك
يستحق الرأفة على اسراعه بالتخلي عن
السلطة انصياعا لارادة شعبه لان اثبت
التزامه بمسؤلياته الوطنية ومواجهة
مصيره ولم يهرب من بلده وكان من
الانصاف ان يحاكم كرئيس وليس كمجرم . وهناك
من قال في تفسير موقف الأسد انه وقد رأى
مصير مبارك لم يجد غير القوة خيارا
لمواجهة شعبه المتمرد عليه وهذا قول
فيه ازدراء لأرواح الناس وتمجيد للعنف
والقتل لأسباب سياسية، تماماً مثل
الذين يسوغون له جرائمه بزعم ان نظامه
نظام ممانعة ومقاومة وحتى لو افترضنا
ذلك فهل تحرير الجولان وحتى فلسطين
يمنحه حق تدمير سوريا وقتل وتشريد
الملايين! لقد
هلكت وأهلكت الأمة على مدى عقود طويلة
على يد حكام شرعوا للحكم الديكتاتوري
بزعم تحقيق أهداف العرب بالوحدة
والحرية والتحرير والعدالة، حكام
سوغوا لأنفسهم ممارسة العنف ضد شعوبهم
ففتحوا السجون والمعتقلات وقتلوا
واستباحوا دون ان يحرروا شبرا أو
يحفظوا كرامة لشعوبهم واوطانهم حتى ان
المواطن العربي كان يخجل من نفسه ومن
الدرك المهين الذي أوصله اليه هو لا
الحكام وبامته التي استبيحت أوطانها
وشعوبها وثرواتها وتركت مشاعا لجراد
الفاسدين النهابين . كان
أمام الأسد أكثر من خيار لتجنيب سوريا
الدولة والشعب والنظام ، هذه المأساة
المروعة الذي كان بامكانه تغيير مسار
الأحداث فيها بدون نقطة دم . كان امامه
خيار مبارك او خيار بن على في مغادرة
سوريا مبكرا، وخيار على صالح من خلال
حل انتقالي يقوده فاروق الشرع في ظل
مبادرة عربية ودولية ، لكنه لم يفعل
ولا يريد ان يفعل بعد ان أوغل في طريق
مسدود مصرا على المضي في حرب يمارسها
على طريقة الحرب العالمية الثانية
التي كان طابعها التدمير الشامل
والقتل الجماعي وإلقاء القنابل
والبراميل على المدن ، مع فارق جوهري
ان المتحاربين في الحرب العالمية
كانوا يقاتلون أعداءهم وليس شعوبهم
التي انتخبتهم ورقصت لهم في الشوارع في
خضوع وخوف من دولة أمنية دامت دهرا من
الزمان =================== صالح
القلاب الرأي
الاردنية 20-3-2013 بدون
قصد..لاشك في أنَّ اختيار المعارضة
السورية للكردي غسان هيتو من مواليد
دمشق في العام 1964 ، أي بعد عام واحدٍ من
تسلم حزب البعث للسطة التي تسلمها في
الثامن من مارس (آذار) عام 1963، قد جاء
كهدية عيد النوْروز ليس للأكراد
السوريين فقط بل أيضاً لأكراد المنطقة
كلها ، تركيا والعراق وإيران، وهذا إن
دلَّ على شيء فإنه يدل على أن هذا البلد
، أي سوريا، بالأساس مجتمع مدني لا
يعرف لا المذهبية ولا الطائفية ولا
التعصب العرقي والقومي وذلك قبل أن
يُبتلى بهذه البلوى التي بدأت بالحزب
والجيش في بدايات ستينات القرن الماضي
ووصلت ذروتها بعد انقلاب حافظ الأسد
على رفاقه في عام 1970. إن من
حقِّ غسان هيتو أن يكون رئيس الحكومة
الإنتقالية التي شكلتها المعارضة
السورية للإشراف على المناطق والمدن
التي غدت تخضع لسلطتها وبخاصة في
الشمال السوري فهو سوريٌّ أبٌ عن جد
ومن يوم ولادته وحتى مجيء صلاح الدين
من قلعة تكريت في العراق إلى دمشق يوم
كانت هناك دولة واحدة تخضع للخلافة
العباسية وهو مثله مثل عبد الباسط سيدا
الذي كان ترأس المجلس الوطني المعارض
جزءاً من الحركة الوطنية في هذا البلد
الذي يمتاز بتنوعه وتعدديته وينطلق من
منطلقات وطنية عامة وليس من منطلق لا
أقلية مذهبية ولا عرقية. وهنا
ربما أنه غير معروف للبعض أن شكري
القوتلي الذي كان الأكثر إندفاعاً
للوحدة السورية-المصرية (الجمهورية
العربية المتحدة) والذي كان في طليعة
الإستقلاليين العرب عن فرنسا وعن
الدولة العثمانية كان ينتمي إلى أصولٍ
كردية وكذلك فإن قائد أول أنقلاب عسكري
عربي في عام 1949 الذي هو حسني الزعيم كان
كردياً وكذلك أيضاً محسن البرازي الذي
كان رئيس وزرائه وأعدم معه بعد إنقلاب
سـامي الحناوي الذي كان ثاني
الإنقلابات العسكرية السورية وأكثرها
دموية وهذا ينطبق أيضاً على فوزي سلو
الذي تسلم رئاسة الدولة السورية لبعض
الوقت بعد إنقلاب أديب الشيشكلي الذي
يعتبر إلى جانب أكرم الحوراني صانع
الإنقلابات العسكرية التي أوصلت هذا
البلد العربي العظيم إلى هذا الوضع
الذي وصل إليه. ثم
وإنَّ ما هو غير معروف أيضاً أن محمود
الأيوبي الذي تسلم رئاسة الوزراء في
سوريا لبضعة أعوام والذي تسلم وزارة
التربية والتعليم لفترة طويلة والذي
كان بعثياً متحمساً وقد زاملته عضوية
إحدى الفرق الحزبية في دمشق في النصف
الثاني من ستينات القرن الماضي كان
كرديٌّا أيضاً هو بدوره وينتسب كما هو
واضح إلى العائلة الكردية الأيوبية
التي ينتسب إليها «البطل العربي» صلاح
الدين الأيوبي رضي الله عنه. لم يكن
للكُرد، قبل ظهور هذه النزعة القومية
التي تعززت في هذه المنطقة بعد
انتقالها من الغرب في بدايات أربعينات
القرن الماضي، أي تطلعات خارج
التطلعات الوطنية لأشقائهم العرب في
الأوطان التي هي أوطانهم جميعهم بل
وبرز بعض الأكراد كقادة في حركة التحرر
العربية، عندما كانت العروبة رابطة
حضارية وثقافية وليس تعصباً عرقياً
مقيتاً، ولعل ما من الضروري ذكره في
هذا المجال بالإضافة إلى شكري القوتلي
ومحمود الأيوبي هو أنَّ سعد جمعة
الكردي الذي شغل منصب رئيس الوزراء في
الأردن لفترة في عام 1967 كان متطرفاً في
الدفاع عن العرب والعروبة وأن هناك
عائلات فلسطينية شهيرة من أصول كردية
قد لعبت أدواراً مشرفة في حركة التحرر
الفلسطينية وأن شاعر العروبة أحمد
شوقي نفسه من أصول كردية وأن الأمثلة
على هذه المسألة في العراق لا تعد ولا
تحصى.. وبخاصة قبل بدايات ستينات القرن
الماضي عندما كان لابد من أنْ يؤدي
التطرف في النزعة القومية العربية إلى
نزعة قومية كردية كان بدأها محمود
الحفيد وجاء بعده الملا مصطفى
البارزاني. ولهذا
فإنه لا يجوز أن يكون مستغرباً أن
تختار المعارضة السورية الكردي غسان
هيتو رئيساً لحكومتها الإنتقالية بل
أنه يجب تقدير هذا الإختيار الذي يعطي
مؤشراً قوياً على أنَّ سوريا الجديدة
ستكون دولة مواطنة وأن المجتمع السوري
بعد كل هذه العذابات وبعد كل هذه
الأعداد من الشهداء سيكون كمجتمع تلك
المرحلة العظيمة الجميلة عندما تم
اختيار فارس الخوري من الجنوب
اللبناني رئيساً للدولة السورية
ورئيساً للوزراء ورئيساً لمجلس النواب..
وأيضاً.. وزيراً لوزارة الأوقاف
الإسلامية. =================== الاتصالات
الإسرائيلية مع الأسد د.
موسـى الكـيـلاني الرأي
الاردنية 20-3-2013 بينما
كان كثيرون يحتفلون بعيد راس السنة
الجديدة لعام 2011 التقى في عاصمة شرق
اوسطية وكيل وزارة الخارجية
الاسرائيلية ايتان بن اتسور مع العميد
ماهر الاسد لاعطاء الفرصة الاخيرة
للمفاوضات الثنائية التي سبق قبل
اسابيع ان التأمت في انقرة وبرعاية
تركية ثم انهارت نتيجة تعنت الوفد
الاسرائيلي الذي اشترط على الوزير
وليد المعلم تنازلات لم يكن بمقدوره
تلبيتها لأنها تحتاج الى تغطية رئاسية
. وقد وصل
الى عمان هذا الاسبوع كتاب جديد بعنوان
«مفكرة دمشق « يرصد الاتصالات
الاسرائيلية مع الرئيس حافظ الاسد منذ
اعوام عندما قام السفير الامريكي في
دمشق السيد ادوارد دجيرجيان بتقديم
صاحب امبراطورية « استي لودر «
المليونير رونالد لودر الى الرئيس
الاسد ومعه رسالة من القيادة
الاسرائيلية لفتح قنوات حوار مباشرة
للوصول الى صيغة سلام بين الدولتين . وقبل ان
يوافق الرئيس حافظ الاسد على تلبية
الرغبة الامريكية في المشاركة مع مصر
والمغرب في « عاصفة الصحراء « لضرب
العراق , طلب بصراحة اعطاءه ضوءاً اخضر
بالسماح له بالقضاء نهائيا على
الجنرال ميشيل عون الذي كان يحشد
انصاره وحلفاءه لتحرير لبنان من تواجد
السوريين ونفوذهم وسيطرتهم السياسية
والامنية والاقتصادية هناك. وتتضح
اهمية الكتاب الجديد ان كاتبته هي
السيدة بثينة شعبان التي قامت بدور
المترجم الخاص للرئيس حافظ الاسد خلال
لقاءاته مع المسؤولين الاجانب خلال
الفترة من عام
1990 حتى عام 2000 . واسم الكتاب: “Damascus_ Diary “ An Inside Account وتشير
الكاتبة الى ان من اهم اللقاءات في
مسعى الاتصالات مع سوريا لتحقيق
السلام مع اسرائيل كان لقاء جنيف في
آذار عام 2000 الذي استغرق عدة ساعات بين
الرئيس حافظ الاسد والرئيس الامريكي
الاسبق بيل كلينتون , ولكن لا يوجد في
القصر الجمهوري في دمشق حتى الان محضر
الاجتماعات إذ لم يُكلف الوفد السوري
نفسه مشقة التعب والتدوين والتسجيل بل
اعتمد على الامريكان لتدوين محاضر
الجلسات كاملة , ولم يُرسل الوفد
الامريكي تلك المحاضر فيما بعد. وقد سبق
ذلك اللقاء بعشر سنوات اجتماع مطول بين
الرئيس الاسد ووزير الخارجية الامريكي
بيكر يوم 23/ 4/ 1990 في دمشق حيث رفضت سوريا
عقد مؤتمر السلام في إمارة موناكو او
قصر العدل الدولي في لاهاي واعربت عن
رغبتها اختيار اسبانيا لتحتضن
المؤتمرفي ذكرى مرور خمسمائة عام على
سقوط الاندلس. يوجد في
كتاب السفير الاسرائيلي « اعتمار
رابينوفيتش « تفاصيل اوفى عما ذكرته
السيدة بثينة شعبان حول الاتصالات
الاسرائيلية السورية,وبه شرح مسهب عن
دور المليونير « الاسرائيلي _ الامريكي
« رونالد لودر في تقديم الاغراءات
المالية والاقتصادية لسوريا لتنضم الى
مسيرة السلام ,وكيف حصل على موافقة
رئيس الوزراء الاسرائيلي رابين لتنفيذ
99% من طلبات الرئيس حافظ الاسد. ولولا
ان عاجلت طلقات الشاب اليمني اليهودي
ييغال عامير قلب رابين لكانت « وديعة
رابين « قد تحققت في معاهدة سلام بين
دمشق واسرائيل بدلا من حفظها في ارشيف
الوثائق الاسرائيلية كما هي حالياً
ولما شاهدنا وادي الاهوال حالياً في
عاصمة الغوطتين. =================== الراية 20-3-2013 يشكل
انتخاب المعارضة السورية رئيسا
للحكومة الانتقالية التي ستكون
مسؤوليتها إدارة المناطق المحررة
بداية حقيقية لولادة سوريا الجديدة
القائمة على مبدأ سيادة القانون
واحترام الحريات وحقوق الإنسان
والتداول السلمي للسلطة. المواطنون
السوريون الذين يعيشون في المناطق
المحررة سينتظرون استكمال تشكيل
الحكومة الانتقالية المطالبة بالقيام
بواجبها تجاههم من خلال إرساء الأمن
وسلطة القانون ومكافحة الجريمة والحد
من فوضى السلاح، وحماية المنشآت
الإستراتيجية والمرافق العامة
والخاصة وتفعيل القضاء والمؤسسات
الإدارية والخدمية والتحكم بالمعابر
الحدودية المحررة . المهمة
الملقاة على عاتق الحكومة الانتقالية
ستكون ثقيلة ولا شك ونجاحها في أداء
مهمتها يتطلب تضافر كل الجهود المخلصة
لأبناء الشعب السوري من أجل تحقيق
الأهداف التي انطلقت من أجلها الثورة
السورية ومن أجل الوفاء لدماء شهداء
الشعب السوري. إن
الإعلان عن تشكيل الحكومة السورية
المؤقتة يضع المجتمع الدولي أمام
مسؤولياته الأخلاقية في تحويل التأييد
والترحيب بهذه الخطوة إلى واقع عملي
يلمس آثاره الشعب السوري الذي عانى
طوال عامين من عمر الثورة خذلان
المجتمع الدولي له وفشله من توفير
الحماية له من بطش النظام. لقد وجه
رئيس الحكومة السورية المؤقتة المنتخب
الشكر لقطر وتركيا والسعودية وفرنسا
وبريطانيا وإيطاليا والولايات
المتحدة على الدعم السياسي والمادي
الذي تقدمه هذه الدول للشعب السوري
لكنه طالب المجتمع الدولي بالسماح
للحكومة الجديدة بشغل مقعد سوريا في
الأمم المتحدة والجامعة العربية
والمنظمات الإقليمية والدولية، الأمر
الذي سيمكن الحكومة الجديدة من استلام
السفارات وتسييرها، والاعتراف بهذه
الحكومة ممثلة للدولة السورية،وهو ما
يعني فقدان النظام لشرعيته الدولية
بعد أن فقد شرعيته الشعبية لقتله شعبه. إن
مواقف التأييد والترحيب بخطوة
المعارضة السورية وإبداء التعاطف مع
الشعب السوري ومطالبه العادلة في وجه
نظام يمارس القتل والترويع لا تكفي
لوقف المأساة التي يتعرض لها الشعب
السوري والتي دخلت عامها الثالث دون أي
مؤشرات حقيقية على انتهائها. المجتمع
الدولي مطالب فورا بالاعتراف بهذه
الحكومة المؤقتة كممثل شرعي ووحيد
للشعب السوري والإفراج عن الأموال
المجمدة للشعب السوري في عدد من الدول
وتسليمها للحكومة المؤقتة لتستعملها
في تسيير شؤون الحكومة وخدماتها التي
ستقدمها للمواطنين السوريين داخل
سوريا وفي مخيمات اللجوء. إن خطوة من
هذا القبيل ستكون كفيلة بإقناع الشعب
السوري أن المجتمع الدولي لم ولن
ينساهم في محنتهم. =================== شكيل
حكومة المعارضة السورية.. والفشل
الروسي اليوم
السعودية 20-3-2013 أخيراً
اتفقت فصائل المعارضة السورية على
تشكيل حكومة وتسمية رئيسها. وكان
يفترض أن تتحقق هذه الخطوة منذ بدأ
نظام بشار الأسد بالتحاور مع السوريين
بقنابل الدبابات ومنذ أن بدأ حملات
الاعتقال العشوائي للمواطنين
لتحويلهم إلى أسرى لدى النظام كي يساوم
آباءهم وأمهاتهم في المستقبل. ولأن
النظام ورعاته يمارسون مهارة لعب
الأدوار واحترافية التضليل للرأي
العام الدولي، فإن موسكو، وكي تسحب
الأضواء من الاتفاق على تشكيل
الحكومة، اتهمت الجيش السوري الحر
باستخدام أسلحة كيماوية. بينما موسكو
نفسها تأكدت من خلو المناطق السورية
المحررة من أية أسلحة كيماوية، وعلى
الأرجح أن موسكو نفسها طلبت من النظام،
نقل جميع الأسلحة الكيماوية إلى أماكن
يصعب على الثوار الوصول إليها إلا إذا
سقط النظام وهرب بشار الأسد واستسلمت
الميلشيات التي توافدت على سوريا
لحماية النظام. ويتعين ألا تخشى موسكو
الجيش السوري الحر، إنما يتعين أن تضع
عينها على الميلشيات المساندة للنظام
التي سوف تسرع إلى الاستيلاء على
الأسلحة الكيماوية في حال انهيار
النظام وحدوث فوضى، مثلما حدث في
العراق في بداية الاحتلال الأمريكي،
حينما توافدت الميلشيات الإيرانية
والتابعة لإيران سريعاً إلى العراق،
واستولت على كل اسلحة النظام والمصانع
وتجهيزات الدولة العراقية وشحنتها إلى
إيران. ويبدو
أن هدف موسكو من الإدلاء بهذا التصريح
هو التغطية على نجاح المعارضة في تشكيل
الحكومة، بعد أن زرعت موسكو وطهران
خلاياها في أوساط المعارضة كي تعيق هذه
الخطوة، وواضح أن موسكو ترى تشكيل
الحكومة خطوة أخرى من الفشل الروسي في
الاستمرار بمواجهة الشعب السوري،
وايضاً تضعف تعهدات موسكو المستميتة
للدفاع عن بقاء النظام، لأن المعارضة
لحكومة يعني أنها تدخل نقلة نوعية في
الطريق لاستكمال أوضاعها القانونية
لتكون ممثلة للشعب السوري بديلاً عن
النظام بعد أن اعترفت الجامعة العربية
بالمعارضة ممثلا لسوريا، وبعد أن
تعهدت 133 دولة بدعم شرعية المعارضة
أو الاعتراف بها ممثلا ً للسوريين.
وهذا يعني أن موسكو تجد نفسها في
المسألة السورية معزولة وشاذة وتسبح
ضد التيار مع نظام بشار الأسد ورعاته
في طهران. اتفاق
المعارضة على تشكيل حكومة وتسمية
رئيسها خطوة أولى مهمة. لكن هذه الخطوة
تحتاج إلى أن ترسخ فصائل المعارضة
السورية من الوحدة وأن تظهر تصميماً
على أن وحدة مقاومة النظام هي الطريق
الأهم والأقصر لنجاح الثورة السورية
وتخليص سوريا والسوريين من هذا
الكابوس الذي أثبت عملياً وميدانياً
أنه يمثل أبشع صور البغي والعدوان
والحقد على كل ما هو سوري وعربي. فليس
بعد هندسة المذابح للأطفال السوريين
في فرش أمهاتهم أفظع حقداً وجريمة
وهمجية من هذا، وليس بعد مهاجمة المدن
السورية بصواريخ سكود والطائرات، أكبر
تخريب وتدمير لمقومات سوريا الراهنة
وهويتها التاريخية. =================== عبدالله
إسكندر الأربعاء
٢٠ مارس ٢٠١٣ الحياة ربما
الأمر الوحيد الذي يجمع عليه أعضاء
الإدارة الأميركية في تصريحاتهم هو
إبداء الخشية من سيطرة المتشددين على
السلاح والسلطة في سورية. ومهد أركان
هذه الإدارة لزيارة الرئيس باراك
أوباما للمنطقة اليوم بمعلومات غزيرة
عن هذا الخطر الذي جرى التعبير عنه منذ
بداية الاشتباكات المسلحة في سورية
بوضع جماعة «النصرة» على لائحة
الإرهاب. وعشية وصول أوباما إلى تل
أبيب، اعتبر بنيامين نتانياهو أن
الخطر الكبير على إسرائيل هو استيلاء
مثل هذه المجموعات على ترسانة الأسلحة
الاستراتيجية والمتطورة لدى القوات
النظامية السورية. لتتحول
الأزمة السورية، بكل تعقيداتها
الداخلية والإقليمية وبكل ما تنطوي
عليه من مطالب شعبية وبكل ما أنتجته من
قتل ودمار وخراب، ليتحول كل ذلك إلى
مسألة قضية «مكافحة إرهاب» مفترض في
سورية، والدفع في اتجاه أن تقدم قوى
المعارضة، بشقيها المدني والعسكري،
ضمانات بأنها ستقاتل في هذه الحرب
الجديدة على الإرهاب. النظام
السوري الذي يملك خبرة عميقة في معنى
الحرب الأميركية على الإرهاب، خصوصاً
في العراق، ركز دعايته على هذا الجانب
من الأزمة أيضاً منذ البداية.
فالمجموعات الإرهابية المسلحة هي التي
دفعت إلى التصعيد العسكري، وهي التي
تخترق الحدود من الجوار وبمساعدته،
وصولاً إلى استيلائها على سلاح كيماوي
استخدمته أمس في منطقة حلب. هذه
الرواية السورية الرسمية تدعم المخاوف
الأميركية من الإرهاب، وجعلت الإدارة
تتحفظ وتحذر، ومن ثم راحت تروج لحل
سياسي يعتبر أن الأساس فيه هو القضاء
على الإرهاب السلفي الذي يقاتله
النظام السوري. مع كل ما يتضمن ذلك من
إعادة اعتبار للنظام الذي ترغب
الإدارة أن تراه جالساً مع المعارضة
إلى طاولة التفاوض. انعكس
هذا الموقف السياسي على المعارضة التي
شهدت تخبطاً وتراجعاً وخلافات لفترة
طويلة قبل أن تتفق على تسمية رئيس
لحكومة موقتة. لقد
وضعت الإدارة الأميركية، في علاقاتها
مع المعارضة السياسية السورية، أولوية
التزام الحرب على الإرهاب السلفي
المفترض. وضغطت، خلال كل الاجتماعات
والمؤتمرات التي عقدتها المعارضة، من
أجل تثبيت هذه الأولوية، من دون كثير
اهتمام بالقضايا الأساسية المتعلقة
بطبيعة الأزمة وكيفية إدارتها والخروج
منها، بما يضمن استعادة الحقوق
الأساسية للشعب السوري. ويبدو
أن الإدارة الأميركية الحالية لم تغير
كثيراً في النهج الذي اتبعته سالفتها
في العراق. إذ بات جلياً أن كل المبررات
والحجج التي قدمتها إدارة جورج بوش
الابن، لم تكن واهية فحسب، وإنما كانت
موحى بها من لوبيات تريد أن تنقل
العراق استراتيجياً من مكان إلى آخر،
وفي مقدم أصحاب المصلحة في ذلك إيران
وسورية. وبعد حصول هذه النقلة، بات
الإرهاب الذي تحاربه أميركا في العراق
يجد قاعدته الخلفية وطرق إمداده في
البلدين. وهو الإرهاب نفسه الذي يجد
بعض صداه اليوم في سورية. أي أن هذا
الإرهاب الذي جرت رعايته في العراق
كانت له وظيفة ضد القوات الأميركية في
العراق. واليوم يعاد استنساخ هذه
الوظيفة ضد المشروع السياسي للمعارضة
السورية. ويبدو أن الولايات المتحدة
ابتلعت الطعم إياه مرة أخرى. لقد
اجتاز «الائتلاف» أخيراً تحدي تسمية
رئيس موقت للحكومة الذي تنتظره مهمات
كثيرة وبالغة التعقيد، ميدانياً
ومعيشياً وعسكرياً وسياسياً. لكن أهم
ما يمكن أن تفعله هذه الحكومة هو عدم
الوقوع في فخ دور الصحوات العراقية،
سواء في وظيفتها الميدانية أو وظيفة
نيل الرضا الأميركي. =================== شجاعة
فرنسا وبريطانيا في دعم المعارضة
السورية رندة
تقي الدين الأربعاء
٢٠ مارس ٢٠١٣ الحياة لا بد
أن يعطي قرار فرنسا وبريطانيا تسليح
المعارضة السورية نتائج على الأرض
ويمكنها من حماية الشعب السوري من قصف
طائرات ومدرعات النظام. فمنذ بداية
عهده كان الرئيس فرانسوا هولاند
حازماً إزاء النظام السوري وممارساته
الوحشية. ولا شك في أنه الرئيس الوحيد
الذي لن يحكم عليه التاريخ بأنه حاول
أي انفتاح مع بشار الأسد ونظامه. علماً
أن أسلافه جميعاً فعلوا ذلك من فرنسوا
ميتران الاشتراكي الذي زار سورية في
عهد والد الرئيس الحالي الراحل حافظ
الأسد بعد سنتين من اغتيال السفير
الفرنسي لوي دولامار في لبنان ثم جاك
شيراك الذي شارك وحده من القادة
الأوروبيين في مأتم حافظ الأسد
واستقبل بشار الأسد وريثاً ثم رئيساً
ثم قاطعه بعد اغتيال الرئيس الشهيد
رفيق الحريري، ثم نيكولا ساركوزي الذي
استقبل بشار على طريقته بالمظاهر
المبالغ فيها عندما استضافه إلى عيد
الثورة الفرنسية التي تحيي قيم الحرية
والمساواة والأخوة التي يجهلها النظام
السوري. صحيح أن هولاند وصل إلى
الرئاسة والحرب السورية كانت بدأت
وغيرت فرنسا سياستها إزاء سورية مع
وصول ألان جوبيه إلى وزارة الخارجية في
عهد ساركوزي، ولكن هولاند كان منذ
توليه مسؤولية الحزب الاشتراكي مدركاً
أن النظام في سورية ديكتاتوري وقمعي
ولا جدوى من التعامل معه. والآن يساعد
قرار فرنسا بتزويد المعارضة السلاح
على الإسراع في التخلص من النظام
والضغط عليه لتغيير ميزان القوى على
الأرض كي يرحل ويوافق على الانتقال
السياسي. كان
هولاند في طليعة الدول الغربية عندما
اتخذ قرار مساعدة المعارضة ثم
الاعتراف بالائتلاف ونسق موقفه مع
بريطانيا. واستطاعت الدولتان التأثير
في إدارة الرئيس أوباما الذي وافق
أخيراً على أن تصل هذه الأسلحة إلى
المعارضة السورية من دون أن يشارك في
تزويدها من منطلق أنه الرئيس الذي
ينسحب من كل الصراعات العسكرية، ما
يظهر شيئاً من الضعف والجمود في الموقف
الأميركي. وقرار هولاند بالالتفاف على
حظر الأسلحة الأوروبي على سورية سببه
أن الرئيس الفرنسي أدرك بعد محاولته
إقناع نظيره الروسي بوتين بتغيير
موقفه أن لا أمل من ذلك. فكان حواره معه
في موسكو حول الموضوع شديد الاختلاف.
والسبب الآخر أن استمرار النظام
السوري باستخدام قواته لقتل الشعب
والمدنيين كارثة للبلد ولمستقبله لأنه
كلما طالت هذه الحرب بتفوق الجيش
النظامي ازداد خطر مستقبل سورية من
الجهاديين المتطرفين. فقرار هولاند
وكامرون هو صائب وانتظار الوفاق
الأوروبي حول المسألة لا يساعد على
تغيير ميزان القوى على الأرض. إن
أصواتاً عديدة من المسؤولين الفرنسيين
من حزب هولاند ومن المعارضة لم يؤيدوا
قراره. فرئيس الحكومة اليميني السابق
فرانسوا فيون اعتبر أن هذا نوع من نفض
اليد مما يحدث في سورية وأنه كان ينبغي
حظر طيران فوق سورية وإقناع روسيا
بقرار مجلس الأمن، ولكن فيون قال ذلك
عشية لقاء هولاند وبوتين في موسكو وهو
يدرك تماماً أن بوتين مغلق في منطقه
الرافض بالتخلي عن بشار الأسد. ولكن
وزير الخارجية السابق ألان جوبيه
اليميني أيضاً كان أكثر صراحة في
تأييده قرار هولاند لأنه عرف أن لا حل
سياسياً في سورية طالما أن الموقف
الروسي على ما هو، وقال إن جهوداً
عديدة بذلت لإقناع بوتين ولكنه أغلق
نفسه في منطق سيكون في النهاية فخاً
لسياسة روسيا في المنطقة. إن الحرب
السورية مدمرة لهذا البلد الجميل
ولشعب يتم تهجير أبنائه وتهدد جيرانه
وفي الطليعة لبنان والأردن، والأسد
ماض في القضاء على شعبه. لذا ينبغي
التفهم ومباركة قرار فرنسا تسليح
المعارضة لأنها خطوة شجاعة قد تمثل
منعطفاً في الحرب السورية. =================== طارق
الحميد الشرق
الاوسط 20-3-2013 بعد طول
انتظار انتخب الائتلاف الوطني السوري
غسان هيتو رئيسا للحكومة الانتقالية
التي ستشرف على الأراضي الخاضعة لسلطة
المعارضة، وجاء الانتخاب في وقت تشهد
فيه الأزمة السورية تطورات دولية،
وعسكرية، وفي وقت هو الذكرى العاشرة
لسقوط صدام حسين، وفي ذلك عبر كثيرة. انتخب
هيتو ليكون رئيس أول حكومة معارضة في
ظروف صعبة يتشكك فيها السوريون بعضهم
ببعض، وليس في الداخل وحسب، بل وحتى
بين صفوف المعارضة نفسها، حيث الخشية
من سيطرة الإخوان المسلمين، أو طيف
محدد، على المشهد استعدادا لسقوط
الأسد الذي قد يأتي في أي لحظة. ولذا،
فإن اختيار هيتو هو أقرب إلى عملية
تسوية بين كل الأطراف، خصوصا أنه من
جذور كردية مما من شأنه طمأنة جميع
المكونات السورية. والمفارقة أن هيتو
الذي يعد اختياره الآن خطوة مهمة من
خطوات إسقاط الأسد رجل اشتهر بالعمل في
قطاع الاتصالات والتكنولوجيا
بأميركا، بينما كان يقال عن الأسد
عندما تسنم سدة الرئاسة في سوريا إنه
مولع بالتكنولوجيا وإنه سيقود سوريا
للتطور والإصلاح، لكن شتان ما بينهما،
فمهمة هيتو اليوم هي إنقاذ السوريين من
جرائم الأسد! ويأتي
اختيار هيتو اليوم في وقت تخوض فيه
سوريا، والسوريون، معركة بقاء وليس
إسقاط الأسد وحسب. لذا، فإن المطلوب من
هيتو القادم من أميركا أن لا يكون أحمد
جلبي جديدا، وأن لا تحل في سوريا «لعنة
بريمر» الذي قادت مبادراته، وسياساته،
لضرب العراق في مقتل من تسريح الجيش
إلى ترسيخ المحاصصة الطائفية التي
حولت العراق إلى أكبر عملية فشل قادتها
واشنطن بالمنطقة. صحيح أن هيتو الذي
يقدم نفسه على أنه «متحمس» يواجه
تحديات جمة في الداخل والخارج، لكنه
أيضا أمام مسؤولية تاريخية، حيث عليه
أن يؤكد للسوريين أنه الرجل القادر على
توحيد صفوف المعارضة، وإنصاف مكونات
المجتمع السوري ككل، خصوصا وأنه كردي،
وعليه أيضا أن يثبت أن الحكومة المؤقتة
جديرة بالحصول على موقعها المستحق في
كل المؤسسات الدولية. واختيار
هيتو بحد ذاته يعد خطوة جادة من
المعارضة لقطع الطريق على المتلاعبين
بالملف السوري دوليا، من روسيا إلى
إيران، كما أن تشكيل هذه الحكومة يعد
بمثابة رسالة للأسد مفادها أن اللعبة
قد انتهت. ولذا فإن الدور الآن على
السيد هيتو ليكون قائدا لكل السوريين،
وحتى لغير المطمئنين له، فرغم كل
الصعوبات، حظي هيتو بدعم مهم وهو تعهد
الجيش الحر بالولاء لرئيس الحكومة
المؤقتة، وهو تعهد له دلالات كثيرة، لا
سيما أن الجيش الحر يتقدم على الأرض
بشكل مؤثر، هذا عدا عن التحرك الدولي
الداعم لتسليح الثوار، وآخره إعلان
أميركا بعدم ممانعتها لأي جهد لتسليح
المعارضة. ملخص
القول أن التحديات أمام هيتو كبيرة،
وكثيرة، لكن عليه أن يجنب سوريا الفشل
الذي حدث في العراق، أو دول الربيع
العربي، وأولى خطوات تجنب الفشل تبدأ
الآن وليس بعد سقوط الأسد، وهذا ما يجب
أن يتذكره العرب أيضا، خصوصا من أهملوا
العراق حتى أصبح تابعا لإيران. =================== ميشيل
كيلو الشرق
الاوسط 20-3-2013 في
المرة الأولى، وكان ذلك عام 1967، أعلن
النظام السوري عن تعبئة 600 ألف مقاتل من
العمال والفلاحين ومعلمي المدارس
والموظفين لحماية سوريا من العدو
الصهيوني، ولدحر قواته مهما كانت
قدراتها، بينما كانت إذاعاته تتعهد
بتحرير فلسطين خلال أيام قليلة، وكان
معلقوه يدعون المواطنين إلى قضاء بقية
الصيف في نهاريا، البلدة الجليلية
الجميلة. حين وقعت الحرب، تبين أن
الرقم لم يكن غير وهم دعائي، وأن «الجيش
العقائدي»، الذي تعهد بتحرير فلسطين،
لم يكن جيشا بأي معيار، بل ولم يكن يرقى
حتى إلى مستوى تنظيمات الكشافة، بل كان
كتلة كبيرة من بشر لا رابط بينهم تخضع
لرقابة جهاز أمني متشعب يتغلغل في كل
مسامها، تصلح لكل شيء إلا لخوض الحروب،
ناهيك بكسبها. ليس بين
السوريين من يعرف إلى اليوم وقائع تلك
الحرب، وليس بينهم من يعلم تفاصيل
تسليم الجولان إلى إسرائيل، رغم أنهم
على ثقة تامة من أنه سلم تسليما، كما
تقول طرفة انتشرت في ذلك الزمن تحكي أن
جولانيا ذهب إلى قريته وعاد ببعض
حاجاته من بيته، فمنعته الشرطة
العسكرية من إحضارها إلى داخل سوريا،
وأفهمته أن النظام باع الجولان مفروشا
ولم يبعِه فارغا، وأن ما فعله يسيء إلى
قيادة الجيش عامة وحافظ الأسد بصورة
خاصة. بمقارنة
ما جرى في تلك الحرب، التي كان النظام
يعلن من تلفازه وإذاعته أنها ستكون حرب
تحرير فلسطين، مع ما يجري اليوم خلال
حربه ضد الشعب، نصطدم بمفارقة مذهلة،
هي أن النظام لم يحشد فقط 600 ألف بندقية
ومدفع ضد مواطنيه، بل عبأ طاقات كل
تابع له في طول سوريا وعرضها، وفعل ذلك
بطريقة تثير الدهشة من حيث دقة
تنظيمها، وشمولها، والمهام التي
أوكلها إلى داعميه، وطرق توزيع هؤلاء
جغرافيا ووظيفيا، وحجم انتشارهم في كل
شبر من الأرض السورية، ونوع الأسلحة
والذخائر التي وضعها بالفعل بين
أيديهم، وتكفل بإيصالها إليهم أينما
كانوا على أرض سوريا، والتكامل الذي
أقامه بينهم، والخطط التي رسمها لهم،
بل وأنماط السلوك التي علمهم القيام
بها ضد من يخرجون على طاعة السلطة. ومن
يتأمل خارطة مدينة دمشق، سيرى مدينة
مقسمة بدقة كومبيوترية مذهلة، تقطعها
مئات الحواجز الثابتة وتتحرك فيها
عشرات الحواجز الطيارة، بعناصر تتجول
فيها ليل نهار سيرا على الأقدام أو
بالسيارات، وتقوم بتفتيش المارة
والتحرش بهم، وباقتحام البيوت،
واعتقال الآمنين والاعتداء عليهم،
بينما يبقى لديها ما يكفي من وقت
لاختطافهم وترويعهم وأخذ الخوات منهم،
فضلا عن إطلاق النار عليهم واغتصاب
نسائهم وبناتهم وأمهاتهم، وأخيرا
إطلاق النار بفوارق زمنية مدروسة في
أحيائهم وعلى بيوتهم، أو عليهم مباشرة
إن صادف وكانت لديهم الجرأة على الخروج
منها. لم يكن
هناك جيش لصد الصهاينة عن سوريا في
جميع حروبهم ضدها. ولم تكن هناك أية
تعبئة وطنية أو شعبية ضد الاعتداءات
الإسرائيلية المتواصلة، بل وجدت على
العكس من ذلك مظاهر غريبة، منها أن
الخبز كان يتوفر بكثرة خلال الحرب ولا
يتوفر إلا بصعوبة خلال السلم، ومثله
السلع الحيوية الأخرى، بينما تقنن
الدول عادة المواد الغذائية خلال
الحروب تحسبا لطول أمدها، وكي لا يجوع
الشعب ويفقد قدرته على القتال والصمود.
أما اليوم فهناك جيوش تنتشر على كل شبر
من الأرض السورية، تنفذ مهام متكاملة
تشكل في مجموعها خطة حرب عسكرية فائقة
التفصيل والدقة، غرضها منع المواطنين
من النزول إلى الشوارع، واعتقالهم
وتعذيبهم وقتلهم إن هم نجحوا في الوصول
إليها، وإلا فتدمير مدنهم وبلداتهم
وقراهم ومحوها عن وجه الأرض، وإبادتهم
فرادى وجماعات، إذا ما أصروا على
مواصلة احتجاجاتهم وثورتهم. ألا
تستدعي هذه الوقائع الفاقعة مقارنة
تعامل النظام مع «عدوه» بتعامله مع من
يعتبر شعبه؟ ألا تفرض استخلاصا لا مفر
منه هو أن عدو النظام الوحيد كان في
حقيقة الأمر شعبه، داخله الوطني، وليس
من درج على إيهامنا بأنه «العدو» الذي
يحتل أرضه ويهدد عاصمته، ويزعم منذ 45
عاما أنه يعد العدة لطرده من الجولان
المحتل؟ في مقياس الأفعال: لم يكن
للنظام أي عدو خلال نصف القرن الماضي
غير مواطنيه، ولم يصرف أي جهد يستحق
الذكر ضد أي عدو غيرهم، ومن يتابع
تاريخه يجده حافلا بعمليات فائقة
التنظيم استهدفت قمع الشعب في الأوقات
العادية وسحقه في حالات التذمر أو
التمرد أو المطالبة بأي شيء، بينما
أوكل مهمة تحرير أرض الجولان إلى
إذاعته وتلفازه وصحافته، التي حررته
ألف مرة كلاميا، واكتفت من المعارك ضد
المحتل بالكذب والدجل، بينما تخلى هو
عما يفترض أنه واجبه الوطني تجاه أرضه
وشعبه ودولته، ولم يتوقف عن ترداد جملة
سخيفة تقول: إن تحديد زمان ومكان
المعركة لم يأتِ بعد، رغم مرور قرابة
نصف قرن على احتلال الجولان، في دليل
إضافي على ما يعتقده السوري العادي حول
وجود تعهد غير معلن قدمه النظام يمنعه
من القيام بأية معركة تكون بأية خطوة
لاسترداد أرض سوريا المحتلة، أو
للتخلي عن دوره في حماية أمن إسرائيل،
التي تعتبر ضامن حكمه وحاميه الرئيس. أخيرا،
هل يجوز بأي معيار وطني أو إنساني
تجاهل المقارنة بين حجم الضرر المريع
الذي ألحقه النظام بشعب سوريا خلال
فترات متعاقبة تفصل بينها سنوات قليلة
نسبيا، والخراب الذي سببه للدول
العربية المجاورة وخصوصا منها فلسطين
ولبنان، وبين إحجامه المستمر عن
استخدام ولو جزء يسير من أسلحته ضد
صهاينة لطالما قال كاذبا إنهم عدوه
الوحيد وبرر بعدائه لهم كل ما فعله ضد
شعبه، الذي اتهمه بصفاقة ما بعدها
صفاقة بالعمالة لهم؟ وهل يمكن أن يكون
هناك بعد الآن ذرة شك في معنى قيامه
بقتل شعبه تحت أعين ضباط وجنود
الاحتلال المرابطين على أرض الجولان
السوري المحتل، الذين يستمتعون بمنظر
مواطني سوريا وهم يخرون صرعى برصاص كان
يجب أن يوجه بالأحرى إلى صدورهم؟ ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |