ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 31/03/2013


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

مقالات مختارة من الصحف العربية ليوم

30-03-2013

سورية: متى تشرق الشمس الدافئة؟

2013-03-29

القدس العربي

في تداخل عجيب بين زمهرير الأسى ودخان مدافئ الحطب، تغيب المدينة في سكون مظلم خلف أحزان الوجع الذي يبدو انه لن ينتهي قريبا، الكل في الهم يقبعون تحت لحاف الأمل، الأطفال الذين باتوا لا يدركون معنى وجود الكهرباء، استكانوا إلى واقع الشموع التي تنطفئ سريعا سريعا، بات مشاهدة التلفاز وأفلام الكرتون حلما بعيد الأمل،لا يدركون هم بعقولهم الصغيرة وابتساماتهم البريئة الواقع الذي فرض عليهم فجأة، ربما لا يدركون إنهم مازالوا ينعمون بحظ كبير، إنهم مازالوا أحياء في مدينة آمنة،حيث إن الوطن بأكمله بات ساحة خراب ودمار وقتل لبراءة الصغار.

القامشلي هذه المدينة الساكنة في وادي الانقسامات التاريخية المرة، مازالت تعيش بعض الأيام الآمنة، لكن الآمان لا يعني البعد عن الموت (فالموت لا يأتي دوما برصاصة قناص في الصدر أو الرأس،إنما الموت يأتي من الجوع والبرد أحيانا كثيرة) تقول امرأة مسكينة تنزوي في ركن صغير باحثة عن رغيف خبز تطعم به صغارها الجوعى.

كمن يبحث عن نافذة تبعث بعض الأوكسجين إلى داخل بيت مهترئ قديم،بات الكثير من السكان يعيشون أيامهم الصعبة،لكن المحيط سديمي، ضبابي، عفن، غير آمن، والأطراف تبدو أكثر بؤسا وشقاء، تلك الأطراف التي تعج بالنازحين والهاربين من موت الصواريخ والرصاص الغادر.

عند باب المدرسة التي تمتلئ بوجوه حزينة باردة، تفاجئك النسوة وهن تكتسين بسواد الألم، سواد في الخارج من أبخرة البرد، وسواد في الداخل من الوجع والحسرة، وجوه الأطفال هي الأخرى تتوارى خلف ستار الخوف والترقب، صعب جدا أن تجد ابنك أو ابنتك في وضع مأساوي كهذا،لا أبواب تمنع البرد من الدخول إلى الغرف المفروشة بالحصير وبعض البطانيات القليلة التي صنع من قسم منها أبوابا لا تكاد تمنع زفير المرض من الانتقال وسط الأماكن المزدحمة بالأجساد، هل نسيّنا العالم أم كنا منسيين من الأصل؟ يتساءل رجل ثمانيني يكاد يرى بصيص من النور أمام عينيه التي اعتادت على القطرات الخافضة لضغط العين ولكن منذ شهور لم تعد تتوافر هذه القطرات فتراجعت حالته وبات منهكا، سريع الغضب ،وسريع البكاء أيضا :( ماتت ضمائر العالم، ماتت الإنسانية في النفوس، أين الموت فليأخذنا بعيدا عن مشاهدة هذه الآلام التي اجتاحت بلدنا من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب) يكمل الثمانيني أنينه وسط صراخ الأطفال وبكائهم المر وجوعهم الذي لا يكاد يخمده القليل من الوجبات الغذائية التي تتصدق بها بعض الجهات والمنظمات الإنسانية أحيانا، لتنساهم بعد فترة لأيام طويلة متواصلة .

ربما تبدو المدرسة التي تقع في أطراف المدينة،مجمعا صغيرا لسوريا كلها ففيها من كل المدن والبلدات، وفيها من كل الأعراق و الأديان وفيها من كل الأعمار، وفيها الكثير من القصص والمآسي عن وطن تتداعى مؤسساته وتتهاوى أركانه وسط صراع بات أشبه بلعبة على من يقتل أكثر ومن يفتك أكثر ومن يهدم أكثر ومن يشرد أكثر عدد من السكان،تشاركهم في هذه الجريمة كل الجراثيم والميكروبات التي وجدت لها مرتعا في نفايات وقمامة الشوارع والأحياء المتهالكة، لتصنع لنفسها مجدا جديدا، ناشرة كل قذاراتها وأمراضها الفتاكة، لتحول الأجساد الواهنة أصلا، إلى بقايا بشر، وبقايا أناس مازالوا يحلمون بالدواء والغذاء والأيادي الرحيمة.

من ظلمة الليالي الطويلة المليئة بأصوات المدافع وإرتجافات البرد والخوف، من ظلمة الجوع الذي يغزو كل البيوت الباقية صامدة وسط معمعة التقاتل والتحارب الأهلي الرهيب،تلمح بصعوبة وجوه أطفال بريئة ينادون من مخيماتهم التي اجتاحها المطر، ومن بيوت الطين التي جرفها سيل الألم، تلمحهم ينادون أمهم التي ترملت سريعا، متى يا أمي ستشرق الشمس الدافئة، تنظر الأم بعيون دامعة وسط لهيب العتمة، حين تهدأ الأحقاد ، وتعبر أشعة الرحمة شغاف القلوب،حينها ستنطفئ شموع الحاد وستشرق شمس الحرية من جديد، لتدفئ عظامنا الهشة، وتفسح الساحات والميادين والحدائق لكم، لتلعبوا معا لعبة المحبة والتسامح والعهد الجديد، على أرض السلام والوفاق والإرادة الحرة.

الدكتور شمدين شمدين

رئيس الهلال الأحمر الكردي

===================

 القاهرة عاصمة المعارضة السورية

فايز سارة

المستقبل

30-3-2013

تبدو القاهرة اليوم اقرب العواصم العربية الى سوريا، والقاهرة في القرب السوري لها صلات وعلاقات مع المعارضة والموالاة، وتضم تعبيرات للاثنتين، وان كانت الاقرب الى الاولى والاكثر صلة بها. ولقرب القاهرة السوري، وحضور تعبيرات المعارضة فيها، عوامل تتجاوز الصلة بالربيع العربي الذي غطى سماء القاهرة الى اسباب ابعد، تشمل اسباباً سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، لاتتصل بالواقع الراهن فقط، انما تتصل بمراحل تاريخية، تمتد عقوداً طويلة من السنوات، توافدت في خلالها اعداد كبيرة من السوريين، استقر بعضها وعاش في مصر، قبل ان تبدأ الموجة الاخيرة من العبور السوري الجديد.

والقاهرة بالنسبة للسوريين اليوم هي احد اهم العواصم المؤثرة في الحياة السورية، وهي بين اهم المدن التي يتجه اليها السوريون في ظل المحنة التي تحيط بهم، حيث تمثل ملجأ يتم الهروب اليه من القتل والدمار، وطلباً للامان، ومكاناً للعيش وللدراسة ولممارسة الانشطة المختلفة وخاصة المتصلة بالسياسة وبالاستثمار، واحتلال القاهرة لهذا الموقع يرتبط بعوامل كثيرة منها سهولة انتقال السوريين الى القاهرة، وهو مسار يتم عبر خط جوي مباشر، او عبر خطوط وسيطة، وسط تسهيلات رسمية مصرية في دخول واقامة السوريين الذين يجدون مستوى من التعاطف الشعبي المصري المميز مقارنة بما يحصل عليه السوريون في البلدان العربية الاخرى.

وثمة عامل اخر في اسباب التوجه السوري للقاهرة، يمثله تقارب شعبي سوري مصري في الانماط الاجتماعية والثقافية للطرفين وفي العادات والتقاليد وخلفياتها، وهناك عامل اقتصادي يتصل بمستويات الحياة اليومية وتكاليف العيش المتقاربة بين البلدين، اضافة الى عامل اضافي، يمثله التغيير الذي تعيشه مصر بعد الثورة الذي يعطي هامشاً في الحراك الثقافي والسياسي في البلد، يتجاوز في شموله المواطنين المصريين الى الوافدين العرب وخاصة السوريين الذين لا يجد حراكهم الثقافي والسياسي ممانعة رسمية، وان كان ذلك لا يعني ان حراكهم خارج المراقبة والمتابعة المصرية المباشرة، وهو امر طبيعي، تمارسه كل الدول التي يصلها سوريون في المرحلة الراهنة.

واذا كانت نشاطات السوريين في القاهرة، تتم بصورة طبيعية، فان الانشطة الثقافية الابداعية والسياسية تشغل حيزاً مهماً في اهتمام ونشاط السوريين. ففي القاهرة، وفيها مركز ثقل وجود السوريين في مصر، ثمة نشاط ثقافي معرفي وابداعي، يسعى الى تقديم ملامح من الثقافة السورية من فنون تشكيلية ومسرحية وغناء في صالات عامة وخاصة، اضافة الى نشاطات فكرية وسياسية، تغطيها ندوات تعقد في مقار ثقافية بينها "البيت السوري" اضافة الى اماكن خاصة، يتشارك فيها السوريون والمصريون وفي مقار تتبع جماعات حزبية ومدنية وبعضها مؤسسات مصرية خاصة، كما يضاف الى النشاط الفكري والسياسي نشاط اعلامي حقوقي، تغطيه مراكز سورية موجودة في مصر بينها "مركز الجمهورية لحقوق الانسان"، وهو نشاط يسير على خط يقابله نشاط عشرات من نشطاء اعلاميين وحقوقيين سوريين مقيمين ليس في القاهرة فقط، بل في مناطق مصرية اخرى، ويعزز هذا السياق من الانشطة وجود اعلامي سوري معارض منه ما تقوم به محطة "سورية الغد" التي تأسست في القاهرة، وقناة اورينت، التي كانت القاهرة بين ابرز محطاتها، وثمة عدد من المنابر الاعلامية الاخرى وفيها صحيفة واذاعة ووكالة انباء.

وثمة نشاط سوري عملي واجرائي، يتعلق باعمال اغاثة الوافدين السوريين الى مصر، واعدادهم الى تزايد، وطبقاً للارقام، فان نحو مئة وستين الف لاجئ سوري موجودون في مصر، وهؤلاء يمثلون نحو خمسة عشر في المئة من اجمالي السوريين هناك والمقدر بنحو مليون نسمة، معظهم وصل في العامين الماضيين، وقد انخرط بعضهم في الحياة المصرية الاقتصادية، واحد تعبيرات هذا الانخراط دخول نحو خمسمئة مليون دولار يملكها سوريون في القطاع الصناعي.

ان اهمية الانشطة السورية السابقة في مصر وفي القاهرة على وجه الخصوص، انها تمثل خلفية لنشاط سياسي سوري أكثر اهمية، وتأثيراً ليس في واقع السوريين المقيمين في مصر، بل في الواقع السوري وامتداداته الخارجية بما تعنيه من امتداد ديمغرافي وسياسي في بلدان اللجوء، وهو امر يدعمه ان القاهرة عاصمة اكبر دولة عربية، وفيها مقر جامعة الدول العربية ومنظماتها المتخصصة، ولان الامر على نحو ما سبق، فان القاهرة تمثل بالفعل مركز ثقل اساسي للمعارضة السورية، إذْ هي المقر الرئيس للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وفيها مكاتب رئيسية لكل من المجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي، وفيها المقرات الرسمية لعدد من التحالفات السياسية السورية ولعدد من الاحزاب السياسية، وكثير من التحالفات والاحزاب تأسست اوعقدت مؤتمراتها التأسيسية في القاهرة في العامين الماضيين وبينها المنبر الديمقراطي السوري، وسوريون من أجل الديمقراطية، واخرها مؤتمر كلنا سوريون الذي عقده قبل ايام معارضون للنظام الحاكم في دمشق ممن ينتمون الى الطائفة العلوية من المسلمين السوريين حيث جرى اقرار وثيقتين الاولى "اعلان سوريا" والذي يتضمن رؤية المؤتمرين لسوريا القادمة في مرحلة ما بعد سقوط النظام، والثانية "بيان سياسي" يرسم ويحلل الاوضاع السياسية التي تحيط بسوريا وضرورة انخراط ابناء الطائفة العلوية في نضال السوريين الساعي الى تحقيق اهداف الثورة في التغيير والتقدم واقامة نظام ديمقراطي، يوفر الحرية ويحقق العدالة والمساواة لكل السوريين عبر اسقاط النظام بكل رموزه وتعبيراته.

القاهرة بمن يقيم فيها من قياديين وكوادر في المعارضة السورية على تنوعها وتعددها، وبما تحويه من طاقات وقدرات سورية في مجالات مختلفة، وبما تشهده من انشطة وفعاليات متعددة، تشكل محطة سورية بامتياز، يفوق طاقة ودورا اية عاصمة في المحيط الاقليمي والدولي لسوريا خاصة لجهة وجود ونشاط المعارضة، بل يمكن القول، ان وجود ونشاط المعارضة السورية فيها يزيد على حجم وفاعلية انشطة المعارضة في الاراضي السورية، التي صارت ميداناً للحرب اكثر مما هي ميدان للسياسة، بل ان السياسة في سوريا صارت الاكثر غياباً في الحياة العامة، ولا الخلاصة كما سلف فان القاهرة هي عاصمة المعارضة السورية ومركزها الاول.

===================

حرب على الموقع  السوري

 سميح صعب

2013-03-30

المستقبل

حكم "الاخوان المسلمين" مصر، لكن موقعها السياسي لم يتغير، فاحتفظت بمعاهدة كمب ديفيد مع اسرائيل ولم تقم علاقات طبيعية مع ايران على رغم اندفاع طهران في هذا الاتجاه. واذا ما  قارنا  ما حصل في مصر بما يحصل في سوريا يتبين ان جوهر المعركة الدائرة في سوريا هو تغيير موقع سوريا. لذا وضع الغرب، ولا سيما الولايات المتحدة، النظام في سوريا أمام معادلة واضحة منذ تفجر الازمة قبل أكثر من عامين: إما احداث انعطاف في الموقع الجيوسياسي لسوريا، وإما تخريبها من طريق حرب استنزاف يهلك فيها النظام والمعارضة معاً ولا يبقى ثمة شيء صالح للحكم في هذا البلد.     

واذا كان ما يسمى "الربيع العربي" قد وفر لواشنطن فرصة العمل على قلب النظام في سوريا بأدوات سورية وعربية، فإن هذه العملية اصطدمت بمعارضة ايران وروسيا اللتين دافعتا عن الموقع الحالي لسوريا في محاولة لمنع انتقالها الى المعسكر الاخر. وتالياً اتخذت الاحداث في سوريا طابع الصراع بين ارادات دولية فضلاً عن بعدها الداخلي.

ولئن كانت المعركة تدور على موقع سوريا، لم تبد واشنطن حماسة  لحل سياسي  للأزمة السورية وراوغت موسكو في وثيقة جنيف واعطتها تفسيراً يلائم غايتها في إسقاط الرئيس بشار الاسد كما لو ان حسماً عسكرياً قد حدث. لكن روسيا التي لم تتح للولايات المتحدة اسقاطاً سهلاً للاسد تدفع ثمن موقفها في المصارف القبرصية التي "أمم" الاتحاد الاوروبي ودائع يملك فيها الروس الحصة الكبرى. وكأن في ذلك رسالة غربية واضحة الى الاثمان التي تنتظر روسيا إن هي استمرت في دعم الاسد.

وعندما تتصالح اسرائيل وتركيا بسبب سوريا وعندما تمتدح "حماس" هذه المصالحة وتعتبرها انتصاراً (أين وجه الانتصار، لا ندري) . وعندما يتجه  رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى ابرام "سلام تاريخي" مع "حزب العمال الكردستاني". وعندما يتبدد خوف العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين  من امكان قيام "جمهورية جهادية" على حدوده الشمالية بسحر ساحر عقب زيارة الرئيس الاميركي باراك أوباما. وعندما لا يتجرأ أي نظام عربي على الاعتراض على  استبدال مقعد سوريا في القمة العربية بمقعد "الائتلاف الوطني" الذي لا يزال بعيداً جداً من امتلاك أي ملامح أو مقومات دولة. وعندما تعالج اسرائيل جرحى جهاديين في مستشفياتها وتعيدهم الى القتال في سوريا وتغض الطرف عن انتقالهم في المنطقة المنزوعة السلاح مع سوريا...   يصير مفهوماً حجم ما تتعرض له سوريا الآن.

==================

الروس ذبحوا الإبرهيمي... ويندبونه!

راجح الخوري

2013-03-30

النهار

لماذا يقيم الروس كل هذه المناحة على مهمة الاخضر الابرهيمي التي كان بشار الاسد قد دفنها قبل ثلاثة اشهر؟ هل هي دموع التماسيح تذرف على الاوهام الديبلوماسية و"اعلان جنيف"، ولم تذرف يوماً على آلاف الضحايا السوريين الذين سقط معظمهم بالسلاح الروسي وتحت غطاء "الفيتو" الذي دفع بسوريا الى المذبحة بعدما اسقطت موسكو "المبادرة العربية"، معتبرة منذ اللحظة الاولى ان اطفال درعا ارهابيون؟

كان مضحكاً والأصح مبكياً ذلك الهياج الذي بدا على سيرغي لافروف وسفيره في الامم المتحدة فيتالي تشوركين، رداً على قرار "قمة الدوحة" منح مقعد سوريا للمعارضة، وهو ما تقول موسكو انه يمثّل تقويضاً لمهمة الاخضر الابرهيمي ورفضاً للحل السلمي، لكن بعدما كان الابرهيمي قد غادر سوريا قبل ثلاثة اشهر مهاناً وشبه مطرود تقريباً، حين وقف الاسد وانهى المقابلة الثالثة لمجرد انه تحدث عن عملية "الانتقال السياسي" التي يتحسّر عليها الروس الآن بعدما افشلوها عبر تمسكهم ببقاء الاسد ورفضهم مبدأ الحل اليمني لإنهاء الازمة!

ربما كان على الرفيق لافروف ان يتذكّر ان الابرهيمي انتظر اسبوعاً في القاهرة ليحدد له الاسد موعداً، وانه تدخّل شخصياً لترتيب هذا الموعد بعدما هدد الابرهيمي بالاستقالة، فكيف يستطيع الآن وهو وزير خارجية دولة كبرى ان يقلب الحقائق ويزوّر الوقائع في مسألة خطيرة لا تتصل بمذبحة تدمر شعباً ووطناً فحسب، بل ربما تدمّر اسس العلاقة بين روسيا والدول العربية والاسلامية؟!

عندما يقول لافروف ان قرارات قمة الدوحة تعني ان دول الجامعة العربية رفضت التسوية السلمية وألغت "اعلان جنيف"، يتعيّن عليه ان يتذكر ان بلده هو الذي دفن التسوية السلمية بعدما عطّل الجامعة العربية ومبادرتها واشترى مدى عامين ونيّف الوقت تلو الوقت للحل العسكري، الذي استلزم منه إقامة جسر جوي وبحري لتسليح النظام الذي يفتك بشعبه، وربما عليه ان يتحسس ظلامة اسس الحل الذي تتمسك به موسكو، عندما تدعو المعارضين بعد سقوط اكثر من 90 الف قتيل وتدمير نصف البلاد الى الاذعان والجلوس للتفاوض مع الاسد الذي يقصفهم بالطائرات ويعتبرهم ارهابيين !

والآن عندما يرفع فيتالي تشوركين صوته أعلى مما رفع اصبعه تكراراً معلناً "الفيتو" ضد التدخل الدولي لإنهاء المذبحة، ليقول ان موسكو ستعارض بحزم اي محاولة لمنح مقعد سوريا لدى المنظمة الدولية للمعارضة لأن "هذا سيقوّض سمعة الامم المتحدة"، عليه ان يرى الوحل الذي يلوّث سمعتها والعار الذي يعتري صورتها، بعدما تحولت منذ عامين ونيّف مجرد شاهد زور يحصي عدد القتلى والمهجرين ولا يستطيع ان يحمي الاطفال من القنابل العنقودية وصواريخ "سكود"... أوَليس هذا ما قوّض ويقوّض هذه السمعة وبسكاكين موسكو ايها الرفيق فيتالي !

===================

حالة طوارئ * ماهر ابو طير

الدستور

30-3-2013

تصريحات رئيس الوزراء امام النواب مهمة جدا وتقول الكثير، خصوصا،حين يقول رئيس الوزراء ان الاردن لا يريد ان يكون جزءا من حرب اقليمية،ومعنى الكلام بشكل مباشر ان المنطقة امام حرب اقليمية مقبلة.

هذا ما تسرب أساسا،بشكل سابق وتمت الاشارة إليه مرارا،خصوصا،بعد منح مقعد سورية في جامعة الدول العربية لكبير المعارضين السوريين،واستغاثة شيخنا احمد معاذ الخطيب وهو اسلامي على ماهو مفترض بواشنطن والناتو لحسم المعركة في سورية،وشرعنته للاحتلال العسكري الاجنبي تحت عنوان ادخال بطاريات الباتريوت في المناطق المحررة!.

الدلالات الاخرى تتعلق بالذهاب الى الامم المتحدة وأخذ مقعد سورية والتقدم لاحقا بطلب تدخل دولي الى الامم المتحدة لإنقاذ الشعب السوري،والذين سيطلبون في هذه الحالة هم ممثلو الشعب السوري الذين لا يناقش احد في شرعيتهم وكيف تم انتاجهم وتكريسهم عنوة؟!.خلال هذه الفترة سيتم رفع مستوى شحنات السلاح الى سورية،لزيادة الاقتتال لعل المعركة يتم حسمها،ومن اجل هدف آخرغير معلن،هو تصفية الجماعات الاسلامية والقاعدة،ولذلك فإن أي سلاح لن يذهب الى الجماعات الاسلامية بل الى الاطراف الاخرى،بهدف تصفية هذه الجماعات،وفي ذات الوقت مقاتلة النظام.سلاح ضد خصمين يقتتلان في توقيت واحد.

كل المشهد يأخذنا بالضرورة الى ضربة عسكرية محتملة ضد النظام السوري في توقيت مؤجل قليلا ما بين نهاية الربيع والصيف،والضربة العسكرية يراد لها مسبقا ان تكون محدودة،وزيادة تدفقات السلاح مقصود منه إنهاك النظام،لجعل الضربة اللاحقة سريعة.غير ان الضربة العسكرية،عبر موجات القصف قد تكون سببا في انفجار حرب اقليمية خصوصا اذا انفجرت جبهات مثل لبنان وامتدت النار الى العراق وايران،ودخلت الصين وروسيا طرفا في الموضوع.

هذا يعني ان سيناريو الحرب الاقليمية ليس مجرد خيال،ورئيس الحكومة حين يقول ان الاردن لا يريد ان يكون طرفا في حرب اقليمية يعلن عدم تدخل الاردن مسبقا،ويعلن من جهة اخرى ان ما يجري في سورية ليس ثورة شعبية،بالمعنى التقليدي بقدر كونه صراعا اقليميا دوليا تقتتل فيه كل الاطراف على ارض واحدة،ويعلن ايضا اننا امام حرب محتملة.

تأتي الاسئلة هنا حول ما سيفعله الاردن لحماية حدوده وشعبه امام التطورات،في ظل ازمة اقتصادية داخلية،وتحديات سياسية،وضغوط على العصب العام لاعتبارات اخرى،وهذا يفرض خطة طوارئ منذ هذه الايام.

المراقب يفهم اليوم لماذا يتم تقطير المال على الاردن،وسر ذلك يعود الى رفض الاردن التورط في تداعيات الازمة السورية لمصلحة اطراف اقليمية،وتقطير المال عقوبة،في وجه سد الحدود الجزئي بوجه اي عمليات حاليا،والسد الكلي لاحقا.

سيأتيك من يقول ان الاردن يراعي معادلات دولية وعلاقاته مع واشنطن وغيرها،وهذا صحيح،غير ان للاردن ايضا حساباته الداخلية،ولا يعني هذا التنسيق تحويل الاردن الى اداة لمخططات قد تؤدي في المحصلة الى تقويض ذات الاردن وبنيانه،وهو تنسيق اصطدم دائما بتحفظات اردنية في بعض القضايا.

دون بث للذعر بين الناس،فان كل المنطقة قاب قوسين أو أدنى من حرب إقليمية،خصوصا،ان كل الحلول السلمية فشلت،ولامخرج مما يجري في سورية بنظر عواصم معينة الا هذه الحرب التي يريدونها سريعة قصيرة،فيما لا يضمن أحد الى أين ستأخذنا؟!.

نظام الاسد ظالم وقاتل،فيما معارضته أشد ظلما ،وآن الآوان ان لا نبقى نصطف إما مع المعارضة وإما مع النظام،ولا بد من ان نسلك الطريق الثالث،اي الاصطفاف مع الشعب السوري ذاته الذي يدفع الثمن وحيدا في معركة لم تعد معركته.

 

===================

نحن والملف السوري : «3» ملاحظات لفك الالتباس * حسين الرواشدة

الدستور

30-3-2013

النقاش الذي جرى - سواء في البرلمان أو في الإعلام - حول ملف “اللجوء” السوري في الاردن يحتاج الى مزيد من التحرير، فقد وقع البعض - سهوا أو عمدا - في مصيدة “الخلط” بين الموقف من الثورة ومن النظام تحت لافتة “الخوف” من فقدان السيطرة على ملف “اللاجئين” الذي أوشك عددهم ان يتجاوز المليون، واصبح من الضروري ان نضع النقاط على الحروف، وأنا استأذن - هنا - في اثبات بعض الملاحظات.

أولاها ان معظم الاردنيين يؤيدون الثورة التي قام بها الشعب السوري، او يتعاطفون معها على الاقل، كما انهم يرفضون “الوحشية” التي يستخدمها النظام في مواجهة هذه الثورة، وبالتالي فانهم يتعاملون مع اللاجئين الذي اضطروا الى الهجرة من مناطقهم بمنطق “الدعم” والمساعدة وتقديم الواجب، وفق قدرتهم واستطاعتهم، وقد استمروا في ذلك منذ عامين ولا زالوا، لكن يبدو ان الضغوطات الكبيرة التي تعرض لها المجتمع الاردني نتيجة التدفق الكبير للاجئين دفع البعض الى اثارة الموضوع من اتجاهين، اتجاه يدعو الى “ضبط” حالة اللجوء وفق اجراءات واضحة ومشروعة، وحق وجودهم في المخيمات التي انشئت لهم، وتحسين الظروف الانسانية فيها، واتجاه آخر دخل على هذا الخط لاغراض شخصية او سياسية، وحاول ان يخلط الاوراق، تارة لادانة مواقف الدول الاخرى التي تساهم في اشعال النيران في الداخل السوري، وتارة للدفع نحو تحميل الشعب السوري الكارثة التي حدثت وتجريح ثورته والدفاع عن النظام هناك وخلق رأي عام اردني “مضاد” للثورة وصولاً الى موقف سياسي رسمي يصب في مصلحة بقاء الاسد.

الملاحظة الثانية هي اننا بحاجة على المستويين السياسي الرسمي والشعبي الى فك الالتباس بين ملف “الثورة” وملف “اللجوء”، صحيح ان الثاني افراز طبيعي للاول، لكن الصحيح ايضا ان موضوع الثورة هو شأن داخلي يهم سوريا كلها، وبالتالي يفترض ان لا نتدخل فيه، وان ننأى عنه، لكن ملف اللجوء اصبح امرا واقعا يفترض ان نتعامل معه باعتبارنا اكبر المتأثرين به، بل والمتضررين منه، وواجب الحكومة هنا ان يكون لها موقف محدد منه، لا بطرد اللاجئين مثلا، او عدم المساهمة في رفع المعاناة عنهم، فهذا الموقف يرفضه الشعب الاردني.

لكن هذا لا يمنع ان يتم “ضبط” العملية، سواء من جهة الاشخاص المسموح لهم بالدخول، واعدادهم، ومناطق تجمعهم، والاهم اولئك الذين يدخلون عبر المطار، وينتشرون في المدن ويزاحمون الاردنيين على فرص العمل او يمارسون اعمالا غير مشروعة، وهؤلاء يجب معاملتهم خارج اطار “اللجوء” فهم وافدون معظمهم لم يضطروا للهجرة لاسباب انسانية، وانما لاسباب اخرى. وهنا لا بد من وضع اولويات الامن والامكانيات المتاحة وظروفنا الاقتصادية والاجتماعية كمحددات للتعامل مع ملف “اللاجئين” كما فعلت بعض الدول الاخرى.

اما الملاحظة الثالثة، فتتعلق بالشق السياسي، فنحن مثلا ضد اي تدخل عسكري في سوريا، وضد اية عمليات تدريب او تسليح لاي طرف من اطراف “الصراع”، وهذا يفرض علينا ان نحدد موقفنا السياسي من الازمة، بحيث يكون موقفا مستقلا وغير قابل لاية ضغوطات دولية او اقليمية، لكن هذا - واقعيا - يحتاج الى قراءة عميقة للملف السوري من كافة جوانبه، والى “دور” اردني حقيقي يستهدف انهاء الازمة، لا لانقاذ “سوريا” من دوامة الحرب الاهلية وتداعياتها على القطر السوري والامة فقط، وانما ايضا دفاعا عن المصالح الاردنية التي ستكون تحت دائرة “الخطر” اذا ما استمر الصراع وتحولت سوريا الى الصوملة او البلقنة او غيرهما من النماذج المرعبة.

حين قلت في مقالة سابقة بأن “الحرب” التي تجري في سوريا ليست حربنا، وبأنه لا يجوز ان ندفع ضريبتها على حسابنا وحدنا، كنت اعني ما اقول حقا، لا على صعيد “اللاجئين” وملفهم الانساني الذي لا يمكن لنا ان نتجاهله او ان نعتذر عن القيام بالواجب تجاهه، من منطلق الدين والاخوة والانسانية، وانما على صعيد الشق السياسي الذي يفترض ان نتعامل معه بوضوح وبجدية، فنحن لا مصلحة لنا ابدا في “التورط” بهذا الصراع، ولا في الرضوخ للضغوطات مهما كانت، ولا في توظيف الشأن الانساني في اتجاهات اخرى غير مفهومة.

باختصار شديد، نحن مع الثورة السورية وضد النظام القاتل، ومع اللاجئين بما نستطيع ان نقدمه لهم، لكننا لسنا مع الحرب ولا مع الاطراف التي تشعلها ولا مع “استخدامنا” لتأجيجها، ولا مع تحميل بلدنا ما لا يحتمله تحت أي لافتة أو أي عنوان.

===================

هل تتبنى الأمم المتحدة مقررات القمة العربية؟

سليم نصار

السبت ٣٠ مارس ٢٠١٣

الحياة

في مؤتمر وزراء الخارجية العرب فاجأ الوزير اللبناني عدنان منصور زملاءه بطلب إعادة المقعد المخصص لرئيس سورية إلى بشّار الأسد وانتزاعه من أحمد معاذ الخطيب. ولما سُئل رئيس الوزراء نجيب ميقاتي عمّا إذا كان الوزير منصور يعبّر عن موقف الحكومة، أجاب بالنفي، مؤكداً أنه يعبّر عن موقفه الشخصي.

سارعت جماعة 8 آذار، بمَنْ فيها «حزب الله»، إلى إعلان تأييدها لاقتراح وزير الخارجية، كأنها بهذا الدعم تشير صراحة إلى اختلاف سياستها عن سياسة رئيس الحكومة. وفي الاختبار الأخير، رفضت قوى 8 آذار التمديد لولاية المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي. ورأى ميقاتي في هذا السبب مبرراً لإعلان استقالة الحكومة التي عاشت بقلق متواصل طوال سنتين تقريباً، الأمر الذي فتح أمام الرئيس ميشال سليمان ورئيس المجلس نبيه بري كل القضايا الساخنة، بدءاً بقانون الانتخاب... وانتهاء بضبط الأمن في طرابلس وعرسال.

مراقبو الأمم المتحدة أعربوا عن تخوفهم من ازدياد حال التوتر على الحدود السورية - اللبنانية. وقد طُرِح هذا الوضع المزعج للنقاش في مجلس الوزراء يوم الأربعاء الأسبق. وكان ذلك إثر ورود معلومات تشير إلى سقوط خمسة صواريخ في محيط بلدة «القصر» اللبنانية مصدرها منطقة الاشتباكات بين الجيش النظامي السوري والثوار. كما سقطت قذيفتا هاون وصاروخ في قرية «سهلات» البقاعية.

وتشير الحادثتان إلى أن الوضع الأمني في البقاع لا يقل خطورة عن الوضع الأمني في طرابلس. ومع أن السنّة والعلويين في عاصمة الشمال يتراشقون بالهواوين والأسلحة الثقيلة، إلا أن الجيش اللبناني يتهيأ لصدّ هجمات قد تقوم بها قوات الجيش النظامي السوري بحجّة حماية الأقلية العلوية في جبل محسن.

ويزعم المراسلون، الذين تدفقوا هذا الأسبوع إلى المدن السورية الواقعة تحت سيطرة المعارضة، أن النظام المحاصر سيضطر للقيام بمغامرة عسكرية باتجاه المحاور التي يستفيد من مهاجمتها. وهو بالطبع سيُقدِم على فتح جبهة الجولان... أو إحداث اختراق عبر الحدود اللبنانية.

فتح جبهة الجولان - كما يراه منظرو النظام - يفيد الأسد داخلياً وإقليمياً: على الصعيد الداخلي، ستُحرَج قيادة المعارضة إذا استمرت في القتال، بينما الأسد يحارب العدو المشترك. أما على الصعيد الإقليمي، فإن إحياء عداء مجمَّد منذ عام 1974، ربما يضاعف عدد مؤيديه داخل الجامعة العربية.

ويتردد في دمشق أن هذين الخيارَيْن مطروحان أمام القيادة العسكرية في حال تفكك النظام أو تعرضت مؤسساته للانتقام والمصادرة.

وكما ازدهرت المناطق النائية عن خطوط القتال أثناء الحرب اللبنانية... كذلك تزدهر حالياً في سورية المناطق البحرية البعيدة عن خطوط المواجهة مثل اللاذقية وطرطوس وبانياس. ذلك أن شوارعها الهادئة تزدحم بالعلويين الهاربين من دمشق وحمص وحماة وإدلب والسويداء ودرعا. واللافت أن عدد سكان طرطوس قد تضاعف خلال الأشهر الستة الأخيرة، وقفز من 938 ألف نسمة إلى مليون وستمئة ألف نسمة.

بقيَ السؤال المتعلق بزيارة الأيام الأربعة التي أمضاها الرئيس باراك أوباما بين إسرائيل والضفة الغربية والأردن، والتي حققت من النتائج ما لم تحققه السنوات الأربع من ولايته السابقة.

صحيح أن الإعداد لها أخذ وقتاً طويلاً... ولكن الصحيح أيضاً أن المعلومات السرية المتعلقة بمستقبل النظام السوري هي التي حملت الرئيس الأميركي على استعجال الزيارة. فقد بلغه أن إيران، بالتعاون مع العراق وروسيا، تعمل على تثبيت نظام الأسد بواسطة قوة تابعة للحرس الثوري. كما بلغه عبر يعقوب أميدرور، رئيس المجلس الأمني الإسرائيلي، أن طهران ستنتج قنبلتها النووية خلال الصيف المقبل.

ولدى التحقيق عن صحة المعلومات المتعلقة بنقل الأسلحة الإيرانية عبر الأجواء والأراضي العراقية، تبيّن لواشنطن أن المعدات الحربية المرسلة إلى النظام السوري تكفيه لمواصلة القتال مدة سنة إضافية.

لهذا السبب هبطت عشرات الطائرات المحملة بالسلاح والمعدات الحربية تحت جنح الظلام في مطار بلدة ساحلية قريبة من الحدود السورية. وكانت تلك الذخائر تُنقل إلى مراكز تدريب أفراد «الائتلاف» السوري و «الجيش الحر».

وقبل أن يطير الرئيس أوباما إلى المنطقة، كشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية ومجلة «دير شبيغل» الألمانية، عن معلومات تروي حكاية 15 ألف جندي منشق عن الجيش السوري وهم يتدربون قرب درعا على قتال الشوارع.

المصالحة التركية - الإسرائيلية التي أشرف أوباما على تحقيقها، أعادت رجب طيب أردوغان إلى المواجهة مع طهران من جديد. وبناء على التدخل الأميركي استجاب زعيما الدولتين ووافقا على إلقاء خلافات الماضي وراء ظهريهما. وبين تلك الخلافات ما تركته أحداث القافلة البحرية إلى غزة من مرارة على المستويَيْن الشعبي والعسكري. ولكن الخطوات الرسمية التي قام بها الفريقان وجدت الصدى المطلوب، خصوصاً بعد إعادة السفيرَيْن وإلغاء لوائح الاتهام ضد ضباط إسرائيليين ودفع التعويضات لعائلات القتلى التسعة.

وزير خارجية تركيا داود أوغلو، لم يكن مسروراً من مصالحة بلاده مع إسرائيل. والسبب أن الخلاف أفاد «حزب العدالة والتنمية» من التشهير بإسرائيل والصهيونية، الأمر الذي عزز سياسته في المنطقتين العربية والإسلامية. وبحسب تصوره فإن مثل هذا النهج يجعل من تركيا نموذجاً يُحتذى به في العالم الإسلامي السنّي. وهذا ما ركّز عليه داود أوغلو في كتابه حول الإستراتيجية الجديدة بالنسبة للبلدان التي كانت تنتمي إلى الإمبراطورية العثمانية.

وفي هذا السياق، اتصل أردوغان بالرئيس محمود عباس، مذكراً بأن الشهداء الأتراك قضوا دفاعاً عن القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني بالعيش في حرية وكرامة. كذلك هاتف خالد مشعل، الذي يقيم حالياً في الدوحة، وأطلعه على تفاصيل اعتذار نتانياهو عن الاعتداء على سفينة «مرمرة» التي كانت متجهة لكسر الحصار عن غزة.

في قمة الدوحة، اتفق الحاضرون على احتضان المعارضة السورية ممثلة بالائتلاف الوطني ورئيسه أحمد معاذ الخطيب. وقد رُفِع علم الثورة، الذي اعتمدته المعارضة، بديلاً من العلم السوري الحالي. كذلك أعلِن عن حق كل دولة في تسليح المعارضة السورية. ولكن هذا القرار المُبهَم لم يحدد نوعية السلاح ولا مصدره ولا هوية الدولة التي يحق لها منحه للمعارضة.

علماً أن الولايات المتحدة أعربت عن تحفظها وخشيتها من تسليح المعارضة السورية، بحجّة أن السلاح المحظور قد يقع في أيدي المنظمات الإرهابية. وهي تكتفي حالياً بالإشراف على تدريب مئات المقاتلين في بلد قريب من سورية. وتستمر عمليات التدريب على استخدام الصواريخ المضادة للطائرات والدبابات قرابة شهر.

أما فرنسا وبريطانيا فقد وظفتا قرار الجامعة من أجل تزويد المعارضة السورية بالأسلحة التي تحتاجها. في حين انتقدت موسكو هذا القرار ووصفته بأنه «خرق للقانون الدولي». علماً أن سفنها الراسية في ميناء طرطوس تزود النظام بكافة الأسلحة التي يحتاجها. كما أنها تزود إيران بكل النقص الذي يحتاجه جيش الأسد. ثم ترسل هذه الأسلحة إلى سورية عبر العراق. وهذا ما دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى الاحتجاج لدى رئيس الوزراء نوري المالكي. وقد نفى المالكي هذا الأمر، وطلب من كيري تزويده بالمعلومات التي لديه حول هذا الموضوع.

كذلك انتقد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري تسييب الأزمة السورية التي انتقلت تداعياتها إلى لبنان والأردن وتركيا والعراق أيضاً. كما انتقد الأمانة العامة للجامعة العربية كونها تمنح المعارضة مسؤولية تمثيل النظام، الأمر الذي ثبت خطأه بعد إعطاء «المجلس الوطني الليبي» مسؤولية لا يستحقها.

ولكن معاذ الخطيب رأى في هذه الخطوة «بادرة شجاعة» أثنى عليها في خطابه أمام القمة العربية في الدوحة. وهو يتطلع إلى مجلس الأمن لعله يتجاوب مع دعوة الجامعة المطالبة بإسقاط تمثيل سفير سورية في الأمم المتحدة بشّار الجعفري، وإحلال ممثل المعارضة محله.

والخطيب (53 سنة) هو خبير جيولوجي، سبق له أن عمل في شركة النفط الهولندية «شل» كمهندس. وبما أنه ينتمي إلى عائلة سنية عُرِف والده فيها الشيخ محمد أبو الفرج الخطيب بإلمامه العميق بعلم الفقه، فقد شجعته هذه البيئة على درس علم الشريعة والدين. واستغل هذه الميزة الإضافية لتدريس علم الأديان في دول مختلفة بينها: هولندا ونيجيريا والبوسنة وتركيا والولايات المتحدة وبريطانيا.

ومع أن الخطيب لا ينتمي إلى «الإخوان المسلمين»، إلا أنه يرى في الشيخ يوسف القرضاوي زعيماً روحياً وشخصية كارزمية تستحق أن تكون قدوة. ولما غادر السجن وتوجه إلى مصر، حرص على الاجتماع بعدد من قادة «الإخوان المسلمين» الذين يحكمون حالياً.

من المآخذ التي يحملها خصومه ضده، أن تصرفاته السياسية لا تخلو من العنجهية المتأتية عن الشعور بالتفوق العلمي. لهذا يُتهم بالديكتاتورية كونه يأخذ قراراته من دون التشاور مع قادة الائتلاف. مثال ذلك قوله إنه على استعداد لإجراء حوار مع النظام. وقد عرّضه ذلك التصريح للانتقاد الشديد، خصوصاً أنه لم يشترط للحوار رحيل بشار الأسد.

وحول هذا الموضوع قام «المؤشر العربي» التابع للمركز العربي، باستطلاع شامل غطى 13 بلداً عربياً هي: الكويت واليمن والسعودية والعراق والأردن ولبنان وفلسطين والسودان ومصر وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا. وأظهرت النتائج أن غالبية المُستطلَعين أيّدت تنحي بشار الأسد عن السلطة باستثناء لبنان الذي انقسم أهله إلى فريقين: 46 في المئة عارضوا فكرة التنحي بينما أيّدها 44 في المئة.

يقول المصرفيون أن نتائج الاستطلاع في لبنان عكست حال التداخل الاقتصادي الذي فرضته معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق (1991). أو حال المصالح المشتركة الخاضعة لتصنيف الولاء والتبعية.

صحيح أنها وُقعت بعد دخول القوات السورية إلى لبنان بخمس عشرة سنة... ولكن الصحيح أيضاً أن وضع اليد على المؤسسات اللبنانية - الرسمية منها والخاصة - بدأ عام 1977. وكان ذلك تحت شعار «وحدة المسارَيْن والمصيرَيْن». أو تحت الشعار الذي أطلقه الرئيس حافظ الأسد «شعب واحد في بلدين».

وعندما انسحبت سورية من لبنان، عقب اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ظهرت في الصحف أرقام مذهلة سرّبتها المصارف اللبنانية تشير إلى تحويل مبالغ تقدّر بسبعين بليون دولار. ولما عمّم هذا الرقم المذهل على المصارف الأجنبية، طلبت الخارجية السورية من جميع سفرائها تكذيب الخبر مع الادعاء بأن سورية خسرت الكثير جراء وجودها في لبنان.

ولكن التكذيب لم يجد مَنْ يصدقه، خصوصاً بعد انتحار «المندوب السامي» غازي كنعان الذي لعب دور حاكم الظل مثله مثل رستم غزالي!

==================

هل العرب قادرون على إنهاء أزمة سورية؟

2013-03-30 12:00 AM

الوطن السعودية

لم يكن مستغربا أن تستاء روسيا من قرار القمة العربية في الدوحة الأسبوع الماضي، التي أحرجتها بمنح الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة مقعد سورية في جامعة الدول العربية، وعده الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري، وإعطاء الدول العربية حق تسليح المعارضة للدفاع عن الشعب. لذلك اندرجت تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أول من أمس ضمن المتوقع، إذ عدّ أن القرارات المتخذة في القمة العربية "تشكل رفضا للتسوية السلمية للأزمة في البلاد"، وكأن روسيا كانت تسعى لتسوية سلمية! وجاءت قرارات الجامعة العربية لتعطل تلك المساعي، أو أن روسيا لم تكن تزود النظام السوري بالسلاح ليقتل شعبه، أو أن روسيا لم تصر على اتفاق جنيف إلا لأنها تعمدت صياغته بطريقة تحمي رأس النظام وتبقيه على رأس السلطة، وهذا ما صار مرفوضا من قبل الدول العربية بقرارات مؤتمر الدوحة، ومرفوضا من المجتمع الدولي الذي لم تعرقله عن إدانة النظام في مجلس الأمن أو إزاحته بقوة قرار أممي إلا روسيا باستخدام الفيتو، تلحقها الصين في ذلك كتحصيل حاصل لأسباب ومصالح سياسية.

لكن الغريب هو الموقف الفرنسي، الذي تمثل أمس في إعلان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن تمسك بلده بعدم إرسال أسلحة إلى المعارضة السورية، إلا إذا تأكد عدم وصولها إلى من أسماهم جماعات إرهابية، متناسيا ما صرحت به فرنسا قبل أسبوعين من أنها مع بريطانيا مستعدتان لتزويد المعارضة السورية بالسلاح بغض النظر عما قرره الاتحاد الأوروبي بحظره، ثم صدرت تصريحات فرنسية بأنها حصلت على ضمانات بعدم وصولها إلى غير مكانها الصحيح.

هذا التذبذب في الموقف الفرنسي ربما ـ ومن باب حسن النية ـ نتج عن الخلافات الكثيرة التي طفت على السطح في المدة الأخيرة بين بعض أطياف المعارضة السورية، لذا على هذه المعارضة أن تتوحد في الرأي والموقف وتبعد خلافاتها جانبا إلى مرحلة ما بعد سقوط النظام، وليكن هدفها الأول مصلحة الشعب قبل مصالح الأفراد الضيقة.

إلى ذلك، على روسيا أن تعي أن العرب هم الثقل الحقيقي القادر على إنهاء الأزمة، وحتى يأتي الحل سواء كان سياسيا أو غيره، فتعاونها مع العرب هو الطريق الأجدى والأسرع لتحقيق طموحات الشعب السوري.

 

===================

تسليح الثورة السورية ومخاوف الفرقة

نعم للتسليح النوعي للجيش الحر ضمن إطار عودة المجد والمنعة والتكاتف الإسلامي وأول خطواته التنسيق لقطف ثمار جهاد الجيش السوري الحر لصالح سوريا خصوصاً ثم لصالح عودة الأمة كياناً متجانساً

أ.د. سامي سعيد حبيب

السبت 30/03/2013

المدينة

تسليح الثورة السورية ومخاوف الفرقة

لعل من أمثلة فوائد التسليح النوعي للثورة السورية ضد حلف أعدائها اللدودين من النظام النصيري الحاكم وإيران الصفوية و حكومة المالكي الطائفية بالعراق ومقاتلي حزب الله الشيعي اللبناني ، هو تمكن لواء درع الإسلام التابع للجيش الحر صباح الخميس الماضي من تدمير طائرة نقل عسكرية إيرانية محمّلة بالأسلحة والذخائر أثناء محاولتها الهبوط في مطار دمشق الدولي وتدمير كامل حمولتها العسكرية ، و سواها من العمليات النوعية التي تمكن الجيش الحر من القيام بها على مدى الأشهر والأسابيع الماضية ، حتى أن البعض من الخبراء العسكريين بات يتنبأ بأن الحسم العسكري لصالح الجيش الحر في سوريا لن يأخذ أكثر من أسابيع محدودة فيما لو تم تسليحه تسليحاً نوعياً و بالتحديد بالصواريخ المحمولة المضادة للطائرات والمضادة للدروع. و يبدو أن هذه القناعة قد وجدت طريقها إلى القيادات العربية جميعها ، و قد أحسن القادة العرب صنعاً في مؤتمر القمة العربي الرابع و العشرين الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة الثلاثاء الماضي باتخاذهم قراراً يمنح الدول العربية منفردةً صلاحية تسليح الثورة السورية بالسلاح النوعي باستثناء الجزائر و تحفظ «قهري» لبناني. ومع مشاعر فرح الأمة بهذا الفتح المبين اختلطت مشاعر الخوف على مصير هذا الجهاد المبارك من أن تتحول مكونات الجيش الحر المدعومة من جهات عربية مختلفة لقتال بعضها البعض عقب إسقاط النظام السوري ، كما حدث مثلاً مع المجاهدين الأفغان في ثمانينات القرن الماضي.

الولايات المتحدة الأمريكية التي تقدم مصالح مدللتها إسرائيل حتى على مصالح أمريكا ذاتها غيرت من لهجتها التي كانت مساندة بالتصريحات فقط للثورة السورية كما جاء في العديد من التصريحات الرسمية للقادة الأمريكيين ومنهم رئيس هيئة الأركان المشتركة مارتن ديمبسي الذي صرح بالتالي ( على إدارة أوباما التريث والحذر الشديد من تسليح المعارضة السورية لتعقيدات فهم المعارضة السورية ) وأصبحت تعارض بشكل صريح تقديم السلاح النوعي للجيش الحر خوفاً من بزوغ نجم دولة إسلامية متاخمة لإسرائيل ستطالب بإعادة الهضبة المحتلة. بينما تقوم إسرائيل بتعزيز قواتها على جبهة الجولان المحتلة ربما للتدخل في تطورات الوضع السوري إذا دعا الأمر من وجهة نظر الكيان الصهيوني بدعوى الحفاظ على الأمن القومي الإسرائيلي.

وكلنا يقين بإن الدول العربية المتوقع أن تدعم الجيش السوري الحر بالسلاح النوعي ، إنما تفعل ذلك حقناً لدماء الشعب السوري المسلم الذي لم يزل يدفع الأثمان الباهظة من مئات الشهداء المسالمين يومياً من رجال ونساء و أطفال ، و هي إن شاء الله عند الله تعالى ثم عند شعوب المنطقة مشكورة ، لكن التنسيق المسبق بين الدول الداعمة بالسلاح النوعي وبين القيادة العليا المشتركة لهيئة أركان الجيش الحر ضروري جداً تفادياً لأي انقسامات قد يتسبب فيها الفهم المغلوط لأي فصيل من فصائل الجيش الحر ، وخشية أن يتطور سوء الفهم إلى خلاف والخلاف إلى إقتتال تكون نتائجه كارثية على سوريا ودول الجوار جميعها.

وغني عن القول إن المعارك الطاحنة المستعرة في سوريا حالياً هي معارك فاصلة للتاريخ القادم لا تمثل مصير الشعب السوري فحسب ، بل مصير المنطقة ككل إما قيام المشروع الصفوي الإيراني الذي يريد شراء مصر الثورة بعرض 30 مليار دولار وإعادة تدوير الاقتصاد المصري الذي تعوقه الثورة المضادة ليمتد المشروع فيشمل سوريا و لبنان و اليمن ( عن طريق الحوثيين ) و كثير من دول الخليج ، أو أن ترجح الكفة لصالح الأمة المسلمة كما كان على مدى التاريخ. نعم للتسليح النوعي للجيش الحر ضمن إطار عودة المجد والمنعة والتكاتف الإسلامي و أول خطواته التنسيق لقطف ثمار جهاد الجيش السوري الحر لصالح سوريا خصوصاً ثم لصالح عودة الأمة كياناً متجانساً ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين )

 

===================

الثورة السورية .. ضرورة دعم الممثل الشرعي الوحيد

اليوم السعودية

30-3-2013

بعد اعتراف معظم دول العالم، أصبح الائتلاف الوطني السوري هو الممثل الوحيد للشعب السوري، وهو المسئول عن علاقات سوريا مع العالم، بعد اعتراف دولي واسع. ويتعين على الدول في العالم العربي والعالم أن تعامل الائتلاف باعتباره حكومة ممثلة للسوريين، وأن تقدر الظروف التي يعمل بها، وأن تساعده على أداء مسئولياته تجاه الشعب السوري داخلياً وخارجياً.

ويبدو الائتلاف يواجه مشاكل يتسبب بها، أحياناً، مؤيدوه، مثل المواقف الدولية المترددة التي تثير أسئلة مهمة، وتزرع صعوبات أمام جهود السوريين لبناء دولة المستقبل، فتصريحات الرئيس الفرنسي يوم أمس الاول أن فرنسا سيجحم عن إمداد الثورة السورية بأسلحة دفاعية حتى تتعرف على الأيد الآمنة، تبدو، أي التصريحات، وكأنها تراجع فرنسي عن الحماس الذي كانت تبديه فرنسا في مساندة السوريين. خاصة أن فرنسا هي من أولى الدول التي أيدت الثورة، وأعطت انطباعاً بأنها ستبذل جهوداً مخلصة وحثيثة وتتخذ كل الخطوات ليتخلص السوريون من نظام الأسد الشمولي الذي يحكم بسياسة المعتقلات والتصفية وأخيراً شن حرب على السوريين بأسلحة تدميرية، ما كانت اسرائيل تضطر إلى استخدامها ضد سوريا لو نشبت حرب بينهما.

والغريب أن هذا الموقف الفرنسي يأتي في ظل التطورات الإيجابية لصالح الثورة في الميدان، وبعد أن بدأ نظام الأسد يقصف المدن السورية بصواريخ سكود المدمرة، وبعد أن حررت قوى الثورة مساحات واسعة من سوريا، وبعد تشكيل الائتلاف الوطني السوري الذي عين سفيراً في باريس، وبعد أن بدأ المجلس في تشكيل حكومة مؤقتة. كما أن الموقف الفرنسي ظهر بلهجة تفتقر إلى حرارة اللهجة الفرنسية في دعم الثورة السورية منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الأسد.

ومثل هذه المواقف المحبطة، قطعاً، تؤثر سلباً على زخم تقدم الثوار، كما تعطي نظام الأسد ورعاته خدمات ثمينة لإطالة الحرب واستثمار الوقت في تدمير أكبر ما يمكن من البنى التحتية في سوريا وتصفية أكبر عدد من السوريين.

أما فيما يتعلق بمواقف الدول العربية، فإن على الجامعة العربية الآن تطبيق مبدأ الدفاع المشترك، لمناصرة الشعب السوري الذي يتعرض لحرب إبادة أجنبية إيرانية بمساندة روسية مفضوحة، بعنوان محلي هو نظام الأسد الذي لم يعد يمثل أية سلطة شرعية. وليس له مهمة سوى تدمير المدن السورية وقتل أكبر ما يمكن من السوريين.

===================

مؤتمـر القمـة وسوريـا!!

محمد بن علي الهرفي

عكاظ

30-3-2013

حظيت سوريا بالجانب الأكبر من اهتمام القادة العرب الذين اجتمعوا في الدوحة في قمتهم 24، فقد تحدث عنها معظم القادة، وكانت محور حديث سمو ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي تحدث عن استخدام الحكومة السورية كافة الأسلحة المحرمة ضد الشعب، وأنها دمرت البلاد وفشلت في إصلاح وضعها مع السوريين، كما انتقد سموه في كلمته أمام القادة الموقف المتخاذل للمجتمع الدولي وكذلك الانتكاسات الخطيرة للأوضاع الإنسانية السيئة للسوريين.

وفي السياق نفسه تحدث أمير قطر عن الجرائم التي يرتكبها حاكم سوريا وعن أهمية دعم الشعب بكل الوسائل كما طالب بتحويل مجرمي الدولة السورية إلى المحاكم الدولية..

السيد معاذ الخطيب تناول الحديث عن الوضع في بلاده ــ ممثلا لسوريا في الجامعة العربية ــ وكان واضحا وصريحا في حديثه؛ تحدث عن مزاعم التطرف في بلاده، وعن التدخل الدولي الأجنبي ضد الثوار، وطالب الدول العربية والدولية بالوقوف إلى جانب بلاده لكي تسهم في حقن الدماء التي لا تكاد تتوقف.. وفي نهاية الكلمة شكر المملكة العربية السعودية ودولا عربية على ما قدمته لسوريا، كما شكر أمريكا على مساعداتها الإنسانية للشعب السوري ولقيت كلمته كثيرا من الترحيب، وأعتقد أن تعاطف الجميع مع الشعب السوري ومآسيه كان وراء ذلك التعاطف الكبير.

من الأشياء البارزة التي حققتها القمة (24) إعطاء مقعد سوريا لحكومة سورية مؤقتة، وأعتقد أن هذه الخطوة يجب أن يتبعها خطوة أكثر أهمية وهي تسليم كل السفارات السورية للحكومة المؤقتة لكي تصبح حكومة بشار الأسد مقطوعة الجوانب لا تستطيع فعل أي شيء ولعل ذلك يشجع دولا عالمية لفعل الشيء نفسه.

ومن الأشياء التي تميز بها هذا اللقاء تأكيد المجتمعين على حق كل دولة في إعطاء السلاح للثوار السوريين لتمكينهم من الدفاع عن أنفسهم، وهذه خطوة إيجابية لا تترك مجالا للتردد في فعل ذلك

لاسيما أن الثوار السوريين في أمس الحاجة للسلاح النوعي للدفاع عن أنفسهم ولاسيما أن مجرم سوريا بدأ باستخدام السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري، ولعل هذا القرار يعجل برحيل طاغية سوريا وأعوانه..

ولقد لفت نظري مطالبة الرئيس التونسي باحترام اللغة العربية ومطالبته بإبراز دورها الحقيقي في حياة العرب وتقدمهم وحضارتهم.. ولأول مرة أسمع رئيسا عربيا يتحدث عن لغته في حفل دولي كهذا، وأقف مع هذه الدعوة المباركة فقد كادت لغتنا تضيع وهي سر حضارتنا ومنبع ثقافتنا قديما وحديثا، ولعل هذه الدعوة تجد وسيلة لإخراجها مشروعا حضاريا يستفيد منه كل العرب صغيرهم وكبيرهم.

فلسطين كانت حاضرة في هذا اللقاء وتحدث عنها الكثيرون وتم ذكرها في البيان الختامي للمؤتمر، ولكن الشيء العملي الذي أتوقع أن نراه هو ما اقترحه أمير قطر من إنشاء صندوق دعم القدس واقترح أن تكون ميزانيته مليار دولار وأعلن عن تبرع قطر بربع مليار لهذا الصندوق، وهذا عند قيامه سيساهم بالمحافظة على هوية القدس الإسلامية، هذه الهوية التي تحاول إسرائيل إخفاءها بكل الوسائل، وتهجير أهلها وهدم منازلهم وإحلال الصهاينة بدلا عنهم.. كما تحدث البعض عن أهمية تنفيذ قرارات القمة الحالية وقرارات وزراء الخارجية عن أهمية إنهاء الانقسام الفلسطيني والتفرغ لقضايا فلسطين مجتمعين.

الإصلاح العام ومحاربة الفساد كان جزءا من اهتمامات رؤساء القمة، وقد أشير إلى ذلك في البيان الختامي للقمة، وهي ــ كما أرى ــ بادرة جيدة لو تمكن الجميع من القيام بها؛ فالفساد ــ بكل أنواعه ــ هو المسبب الأهم لتأخر الدول وانحطاطها وتخلفها العلمي، فالحديث عن الإصلاح خطوة مهمة والعمل من أجل الإصلاح هو الخطوة الأهم ولعلنا نرى ذلك في كل دولة عربية.

الحديث عن التربية والتعليم وإصلاح المناهج كان من ضمن اهتمامات القمة، بل إن هناك مطالبة بتوحيد المناهج بين الدول العربية.. المهم إعادة النظر في المناهج لكي نرى مناهجها تخرج علماء في كل الفنون ونرى أبناءنا يصنعون كل ماتحتاجه بلادهم ولا نعود نعتمد على الغرب في كل احتياجاتنا..

البيان الختامي كان طويلا.. وكثير مما جاء فيه كان مكررا في معظم القمم السابقة، والواضح أن هذه القمة كانت للسوريين وهذا أفضل شيء فيها كما أراه.

ولأن العرب أصبحوا قليلي الثقة بجامعتهم لأنها أصبحت مترهلة كما يرونها فإن القادة تحدثوا عن أهمية إصلاح الجامعة ــ شكلا ومضمونا ــ لأن الشعوب تريد ذلك ومن واجب الجامعة أن تلبي مطالب شعوبها .. وقد اتخذ القادة بعض الخطوات الفعلية لهذا الإصلاح، وهذا عمل إيجابي مهم لعلنا نرى أثره قريبا ونرى أثره على العرب في كل دولهم.

 

===================

أميركا والصراع السوري!

أكرم البني

الشرق الاوسط

30-3-2013

ثمة إشارات متعددة تدل على انخفاض سقف التوقعات بموقف أميركي جديد من الحدث السوري، آخرها التصريح المباغت لجون كيري عن دعوة المعارضة لحوار مباشر مع النظام، بما ينطوي عليه من تراجع عن ترتيبات خطة جنيف وأولوية تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة، وقبله جاء تأويل أحد المسؤولين الأميركيين لفكرة رحيل النظام السوري، بأن هذا لا يمنع التعاطي السياسي معه، ولا يتطلب الحماس لانتصار ثورة يزداد وزن الإسلاميين المتطرفين في صفوفها، مما يعني أن السياسة الأميركية تجاه سوريا لا تزال تحفل بالغموض والتردد وبسهولة تبدل المواقف، حيث يصل أحيانا إلى حد التناقض، إن من النظام أو من المعارضة أو من الدور الأممي. الولايات المتحدة التي أدانت صفقات السلاح الروسي إلى سوريا وهاجمت «الفيتو» وحملت الكرملين مسؤولية استمرار العنف في البلاد، هي ذاتها التي تؤكد على دور مفتاحي لموسكو في معالجة الأزمة السورية وعلى أولوية العمل من خلال مؤسسات المجتمع الدولي ودعم خططها ومبادراتها، بما في ذلك دور المبعوثين الدوليين وخطة جنيف. الولايات المتحدة التي كررت الدعوات لرحيل النظام وأعلنت عدم أهليته للحكم، وشددت العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية عليه، وهددت بمنطقة عازلة أو بحظر جوي مع تزايد العنف وأعداد اللاجئين، وحذرت من عقاب رادع في حال استخدام السلاح الكيماوي، هي نفسها التي تكرر عدم وجود نية للتدخل العسكري المباشر، وتشدد على المطالبة بإيجاد حل سياسي للأزمة، وتتحسب من مد المعارضة بأسلحة تساعدها على تعديل التوازنات القائمة، وتكتفي بالدعم اللفظي لقوى الثورة والإكثار من مؤتمرات لا طائل منها لمن يسمون أنفسهم «أصدقاء الشعب السوري».

والحال، لم يعد يقنع أحدا، بعد عامين من انطلاق الثورة، القول إن واشنطن لا تملك رؤية واضحة في التعاطي مع الحدث السوري، مثلما لم يعد مقبولا تبرير تردد السياسة الأميركية وتناقض مواقفها من تفاقم الصراع هناك بذريعة موقع هذا البلد وطابع تحالفاته، أو لأنه غير مدرج ضمن أولويات اهتماماتها، أو لأن الدور الأميركي فقد الكثير من حيويته بسبب ما عاناه في العراق وأفغانستان وبسبب تفاقم أزمته الاقتصادية والتفاته لمشكلاته الداخلية، إذ ثمة في الحقيقة أسباب ومصالح متضافرة وراء ما يصح تسميته بنهج خاص للسياسة الأميركية في التعاطي مع الحالة السورية يتقصد السلبية وعدم الاكتراث، ويتوسل مواقف مبهمة ومتناقضة، لترك باب الصراع مفتوحا وتغذية استمراره من دون أن يصل إلى لحظة الحسم.

بداية، هي فرصة لن تفوتها القيادة الأميركية في استثمار الساحة السورية لاستنزاف خصومها وإضعافهم، كروسيا وإيران، وقد بدأتا بالفعل الغرق في المستنقع السوري، ويبدو في حساباتها أن مد زمن الصراع، ربما حتى آخر سوري، يفضي إلى إنهاكهما ماديا وسياسيا وتشويه سمعتهما أمام الشعوب العربية على حساب تحسين صورتها، وفي الطريق الإفادة من هذه الأجواء كي تعزز بأقل ردود فعل حضورها العسكري في المنطقة، مثلما حصل في تمرير التفريعة التركية من الدرع الصاروخية ثم نشر أنظمة «باتريوت» على طول الحدود السورية - التركية. بهذه السياسة تضع واشنطن إحدى عينيها على العراق والأخرى على الخليج العربي، وهما مربط الفرس لإمدادات الطاقة، مرة لرد الصاع صاعين للطرف العراقي الذي أجبرها على سحب قواتها بصورة مذلة، والتمهيد لتوازنات جديدة تكون بأمس الحاجة لإعادة الدور الأميركي من أجل ضمان وحدة العراق وتنميته وأمنه الإقليمي، ومرة أخرى، لغرض استراتيجي، ربما يندر الحديث عنه، حول وجود مصلحة أميركية مضمرة في الإبقاء على محور الممانعة، لكن بصورة ضعيفة، ما دامت تدرك حجم الضربة التي سيتلقاها في حال كسر الحلقة السورية، والمغزى أن تحافظ على استمرار هذا البعبع الإقليمي في مواجهة المحور العربي، بما يساعدها على تطويع هذا الأخير وضمان استمرار حاجته العسكرية والأمنية لها، مما يفسر المفارقة المخجلة بين الموقف الأميركي من الثورة السورية مع أن نظامها هو الأشد عداء لواشنطن، ومسارعتها للتدخل الحاسم في ثورات كانت أنظمتها حليفة لها، ويفسر تاليا المماطلة الأميركية في التعامل مع الملف الإيراني وجعل التهديد المستمر بقدرة طهران على امتلاك السلاح النووي أحد أهم العوامل الضاغطة على العرب والحافزة لتعزيز علاقاتهم مع واشنطن وتمكين حضورها في المنطقة.

«بلدانهم أولى بهم».. هي كلمات لأحد المسؤولين الغربيين في معرض رده على نفوذ «القاعدة» والتيارات الإسلامية المتطرفة في الثورات العربية، وارتياحه لأن ذلك أيقظ العديد من الخلايا الجهادية النائمة في بلدان أوروبا وأميركا وجذبها إلى هناك، وعليه يجب الأخذ في الاعتبار المصلحة الأميركية في اغتنام الصراع السوري لتصفية الحساب مع تنظيم القاعدة والنيل من قادته وكوادره، ربطا بوقائع تزداد وضوحا مع كل يوم يمر عن تحول الساحة السورية بالفعل إلى بؤرة جاذبة لعناصر وقوى إسلامية متطرفة توافدت من مختلف البلدان وتوظف جل إمكاناتها لحسم ما تعتبره معركة مصيرية على وجودها ومستقبلها، مما يوفر فرصة ثمينة في حال طال زمن المعركة لتوجيه ضربات مهمة لهذه العناصر والقوى بسلاح النظام السوري ذاته تضعفها وتحد من قدرتها على النمو والتجدد.

وأخيرا، لا يخطئ من يعتبر النهج الأميركي استجابة خفية للمصلحة الإسرائيلية التي باتت تدرك عجز النظام السوري عن الحكم وتتحسب من البديل القادم، وتحبذ تاليا تغذية استمرار الصراع والعنف حتى يستنزف أطرافه، وحتى تصل البلاد إلى حالة من الخراب والتفكك، وتحتاج لعشرات السنين كي تنهض من جديد، وهو أمر يطمئن تل أبيب على استقرارها وأمنها، وما يعزز هذا النهج عدم وجود إعلام أميركي مهتم بالشأن السوري وغياب رأي عام هناك يمكن أن يتحرك أخلاقيا للضغط على إدارة طالما ادعت نصرة حقوق الإنسان لوقف عنف مفرط لا يحتمله عقل ولا ضمير.

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ