ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أي
وطنية أساسها كراهية الإسلام ؟ ماذا سيكون رد فعلك
إذا قلت لك إن أي طالب بالمدارس
الثانوية العليا ممن يرتدون تلك
الملابس الفضفاضة المتدلية من
مؤخرته مثل الأكياس ما هو إلا
تاجر مخدرات ؟ وماذا سيكون رد
فعلك إذا قلت لك إن أي إمرأة تضع
أحمر الشفاه ما هي إلا عاهرة ؟ وماذا إذا قلت لك إن
أي رجل اسود يمشي في الشارع إنما
يتربص بك ويقوم بعمليات الإعداد
والاستعداد ليسرقك ؟ أو أن أي إيطالي
يمشي على قدمين ما هو إلا عضو
مافيا أو عضو عصابة ؟ هل أزعجتك مثل هذه
الأحكام أو ألحقت بك الأذى ؟ إذن حق لك أن تتأذى
بنفس القدر بـ(الفاشية
الإسلامية.. أويرنس ويك) لأنها
تستخدم نفس المنطق المعوج، مثل
الذي أوردناها أعلاه، وهدفها
قبيح بنفس القدر، لأن منظمي
الفاشية الإسلامية.. و«وعي
الأسبوع».. (أويرنس ويك) .. يريدون
منك أن تصرخ لدى رؤيتك لأي مسلم
وتقول: إرهابي. من جانبي، اعتقدت
بأن الخوف من المسلم وكراهيته
وجب أن يكون آخر أنواع التحيز
الذي يمكن أن نتقبله في أميركا،
ولكني، وكلما رأيت انتشار
المبادرات من شاكلة الفاشية
الإسلامية.. أويرنس ويك .. ، أو
شاهدت كتبا من شاكلة كتاب روبرت
سبنسر الغبي بدرجة لا تصدق: دين
السلام.. لماذا هو المسيحية وليس
الإسلام، تطير من بين الأرفف،
كلما حدث لي ذلك، تيقنت أن الخوف
من الإسلام وصل درجة أسوأ مما
تصورت أو طاف بذهني. إنه ليس آخر
ما يمكن أن يقبل في أميركا، لأن
هناك أناس يريدون لك أن تؤمن بأن
كراهية المسلمين هي في عداد
واجباتك الوطنية. ولكني مندهش
حقا تجاه من يحملون مثل ذلك
الاعتقاد، وأجدني أتساءل: في أي
بلد يحسبون أنفسهم يعيشون. ذلك لأن أميركا
التي أعيش فيها لا تمارس
التمييز ضد الإنسان على قاعدة
من الدين والتدين، مثلما أميركا
التي أعيش فيها قائمة أصلا على
فكرة أن بوسع الناس بخلفياتهم
المختلفة أن يبنوا لأنفسهم أمة
من سماتها الكيان المتساوي
والولاء المشترك معا. فأحد
المؤسسين في بلدي أميركا، ذلك
هو توماس جيفرسون كان تقديره
كبيرا للإسلام والمسلمين لحد
امتلك فيه نسخة من القرآن. ومؤسس
آخر في بلدي أميركا وهو بنجامين
فرانكلين أعلن أن صالة الوعظ
التي ساعد في بنائها في
فلادلفيا ستكون مفتوحة أيضا
لواعظ مسلم. ومن هنا فأميركا
التي أحب، تواجه الخطر الحقيقي
من الإرهابيين، ولكن كثيرين من
أولئك الإرهابيين يسمون أنفسهم
مسلمين، والنصر يقتضي منا أن
نركز على هؤلاء كما يفعل
مستخدمو أشعة الليزر. ولكن، وفي المقابل،
ودعونا نكون صريحين، فأي شخص،
أيا كان، يريد منا، أو يشجع
أميركا، بأن تغمض عينيها عن
الإرهابيين، من خلال التركيز
على إشاعة الوهم الكبير بأن
مليار وثلاثمائة مليون مسلم في
العالم هم أناس خطرين، إنما
يهدد بمثل هذا الزعم الأمن
القومي الأميركي، بل ويعرض
حياتك للخطر. وتلك مزايدة واضحة
من أولئك الذين يسمون أنفسهم
وطنيين ويقدمون لنا أعمالا من
شاكلة الفاشية الإسلامية..
أويرنس ويك. * المدير التنفيذي
لمركز التعايش بين الأديان
بشيكاغو، خدمة واشنطن بوست ـ خاص
بـ«الشرق الأوسط». 28/10/2007 المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |