ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 31/10/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


مسلمون ومسيحيون –1

جهاد الخازن

يفترض ان تمثل رسالة علماء الدين المسلمين الى رؤساء الكنائس المسيحية منعطفاً تاريخياً في العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، غير انني أخشى ان نضيع في الطريق، لأن الرسالة لم تلق ما تستحق من اهتمام وترويج في وسائل الاعلام العربية والغربية التي أتابعها، وما توافر لدي يشير الى خبر مجلة «الايكونوميست» عن الموضوع كان أطول وأدنى مما نشرت الصحف العربية.

علماء المسلمين قالوا لكبار رجال الدين المسيحيين، بمن فيهم البابا بندكتوس السادس عشر، ان المسلمين والمسيحيين يمثلون نصف سكان الأرض ومن دون السلام والعدالة بين هاتين الطائفتين لا يمكن ان يقوم سلام في العالم، فمستقبل العالم يعتمد على السلام بين المسلمين والمسيحيين.

وقال علماء المسلمين ان أساس السلام والتفاهم موجود فعلاً، فهو في صلب مبادئ الديانتين: حب الله، وحب الجار.

أرجو ان يكون هناك جهد واعٍ واسع، موازٍ لأهمية رسالة علماء المسلمين، للتعريف بمضمونها وكسب الرأي العام المسلم والمسيحي للعمل بها، فقد كانت هناك رسائل مهمة في السابق لم تلق ما تستحق من اهتمام، ولم تترك أثراً يذكر، ربما لأن رجال الدين يعرفون الدين، لا الوصاية والاعلان.

باختصار شديد في 6/2/2006 دعا رؤساء جميع الكنائس المسيحية في القدس قادة الكنائس المسيحية حول العالم الى العمل لإنهاء الاحتلال غير الشرعي ووقف بناء المستوطنات وجدار الفصل. وأصدر مركز السبيل الذي يطلق على نفسه لقب «مركز السبيل المسكوني للاهوت التحرّر» بياناً عنوانه «مبادئ سلام عادل في فلسطين – اسرائيل» بدا وكأن منظمة التحرير كتبته، وهو يطالب بعودة اللاجئين وإنهاء الاحتلال غير الشرعي وبناء المستوطنات والجدار، ووقف انتهاك حقوق الانسان في الأراضي المحتلة...

وعاد رؤساء الطوائف المسيحية في القدس واستنكروا في بيان لهم تحالف المسيحيين الصهيونيين مع اسرائيل، وقالوا انهم لا يمثلون الفكر المسيحي الحقيقي، وإنما يسعون الى امبراطورية واستعمار وعسكرية ونهاية العالم بدل الدعوة الى العيش بمحبة كما علّم السيد المسيح.

رسالة العلماء المسلمين هي استمرار لحوار يجب ان يستمر ويتسع ليشمل أكبر عدد ممكن من المسلمين والمسيحيين.

علماء المسلمين تحدثوا عن حب الله وحب الجار، والقاعدة الذهبية في الدينين وهي للمسلمين «أمر بمعروف ونهي عن منكر» وللمسيحيين «عاملوا كما تحبون ان تعاملوا».

الأديان التوحيدية تلتقي في الحث على الخير والترهيب والترغيب، وفي ذلك من (سورة المائدة، الآية 45): «وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس، والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن، والجروح قصاص...». وفي هذا المعنى في (سفر التثنية، الاصحاح 19، العدد 21): «النفس بالنفس والعين بالعين والسن بالسن والرجل بالرجل».

وما سبق معروف، وأريد ان أقدم الى القراء شيئاً وقعت عليه صدفة، ربما كان جديداً عليهم:

كان العرب اذا مات الرجل منهم وله امرأة جاء ابنه من غيرها أو قرابته من عصبته فألقى ثوبه على تلك المرأة فصار أحق بها من نفسها ومن غيره، فإن شاء ان يتزوجها تزوجها بغير صداق الا الصداق الذي أصدقها الميت، وإن شاء زوَّجها غيره وأخذ صداقها ولم يعطها شيئاً، وإن شاء عضلها وضارّها لتفتدي منه بما ورثت عن الميت، أو تموت فيرثها، فتوفي ابو قيس بن الاسلت الانصاري وترك امرأته كبيشة، فقام ابن له من غيرها وطرح ثوبه عليها فورث نكاحها، ثم تركها فلم يقربها ولم ينفق عليها، فأتت كبيشة الى رسول الله وقصت قصتها، فقال لها رسول الله: اقعدي حتى يأتي فيك أمر الله، فانصرفت، وسمعت بذلك نساء المدينة فأتين رسول الله وقلن: ما نحن الا كهيئة كبيشة، فأنزل الله: «يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهاً ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما أتيتموهن...» (سورة النساء، الآية 19)

ما سبق يجده القارئ عند الواحدي والنيسابوري، في أسباب النزول، وفي الاصابة لابن حجر كبشة وكبيشة، وهما اسمان لها.

واعتقدت زمناً ان بسط الثوب على امرأة تقليد عربي جاهلي، حتى قرأت سفر التثنية في التوراة الذي يضم في اصحاحاته من 12 الى 26 مجمل قوانين اليهود شيئاً أعترف بأنني فوجئت به، ففي الاصحاح 23، يقول العدد الأول: «لا يتزوج رجل امرأة أبيه ولا ينزع ذيل رداء أبيه، ويشرح الآباء اليسوعيون هذا الكلام بالقول: كان «بسط ذيل الرداء» على امرأة يعني الزواج منها، وكان نزع الذيل يدل على الفعل المعاكس والنيل من حقوق الرجل على امرأته.

مرة أخرى، الأديان تلتقي في حب الله وحب الجار وحب الحياة، غير ان الناس يختلفون، وهناك ضالون مضللون في كل دين ومنصب، والإنكار لا يفيد، وإنما يمنع الحل، وكما علينا ان نهزم الارهابيين باسم الاسلام من بيننا، فإن عليهم قمع المتطرفين بينهم، من اسرائيليين يمارسون نازية جديدة ومسيحيين صهيونيين ودعاة حرب وامبراطورية مستحيلة.

المسيحيون العرب، خصوصاً من الفلسطينيين، هم أوضح مثل على تعايش الأديان، وهم الحجة ضد صراع الحضارات، وأكمل بهم غداً، فالموضوع الذي أنا بسبيله اليوم كتبته على ثلاث حلقات، أرجو ان تكون الفكرة فيها متكاملة.

الحياة  - 29/10/07

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ