ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
قمة
مصرية ـ سعودية وتلاسن بين
إعلاميين سوريين ومصريين يلقي
بظلاله على العلاقات بين دمشق
والقاهرة القاهرة
ـ دمشق ـ الدوحة ـ خدمة قدس برس قلل كتاب وإعلاميون
سوريون وعرب من تداعيات التلاسن
الإعلامي الذي جرى مؤخرا بين
رئيس التلفزيون السوري السابق
فؤاد شربجي وعدد من الصحف
المصرية الحكومية، واعتبروا
ذلك تعبيرا عن السُّحب التي ما
زالت تخيم على سماء العلاقات
السورية ـ المصرية. واستبعدوا
أن تكون القمة السعودية ـ
المصرية السبت (10/11) إمعانا في
استبعاد وجهة النظر السورية
عربيا، وانعكاسا عمليا لعدم
زوال الغيوم التي لبدت سماء
علاقات البلدين مع دمشق. ونفى المدير العام
لمؤسسة الوحدة للصحافة والنشر،
خلف جراد في تصريحات خاصة لـ
"قدس برس" أن يكون هذا
التلاسن بين دولتين، وإنما هو
حوار بين إعلاميين ظهر في الصحف
ولم يعلق عليه السياسيون ولا
ردت عليه سورية الرسمية، كما
قال. وأوضح جراد أن دمشق
تطمح دائما إلى أن تكون
العلاقات العربية ـ العربية
نقية لصالح قضايا الأمة
الأساسية، وقال: "الذي جرى هو
خلاف بين إعلاميين وليس بين
بلدين، ولذلك لم ترد سورية عن
ذلك ولا مصر، ولا أعتقد أن الأمر
يحتاج إلى تعليق أكثر". ودعا وسائل الإعلام
التي أثارت هذه الضجة إلى
الانشغال بقضايا أكبر
كالاعتداءات التي يمارسها
الإسرائيليون ضد الفلسطينيين
أو التي يمارسها الأمريكيون ضد
العراقيين بدل الاشتغال على
توتير الأجواء العربية وبث
الشقاق بين الدول العربية، كما
قال. وكانت صحف مصرية هي
"الأخبار"
و"الجمهورية" و"روز
اليوسف" وجميعها حكومية، شنت
حملة ضد فؤاد شربجي رئيس
التلفزيون السوري السابق الذي
شن حملة بلا مناسبة استهدفت مصر
ومواقفها السياسية ورئيسها
حسني مبارك، حيث اتهم إبراهيم
سعده رئيس تحرير جريدة
"الأخبار" الشربجي بعدم
فهم ما قاله النائب سعد الحريري
في المؤتمر الصحافي الذي عقده
في القاهرة عقب لقائه الرئيس
المصري، وقال: "إن تأكيد
مبارك للحريري أن الشعب
اللبناني صاحب الحق في إجراء
الانتخابات الرئاسية
اللبنانية، وكونه طالب بإبعاد
أي تدخل خارجي في هذه
الانتخابات، فإن هذا ليس فيه أي
إساءة للنظام السوري حتى يحدث
مثل هذا الهجوم". وكانت أكثر
الانتقادات إيلاما تلك التي
أوردها رئيس تحرير جريدة
"الجمهورية" محمد علي
إبراهيم الذي وصف الشربجي بـ
"الخرفجي"، وأكد أن ما ساء
الإعلامي السوري هو تصريحات
النائب سعد الحريري في القاهرة
حول عملية الاغتيال التي كانت
تستهدفه من قبل ضابط سوري. وقال إبراهيم:
"إذا كان الخرفجي يريد أن
يحاسب مصر، وهو أحقر من ذلك،
فليقرأ تصريحات وزير الخارجية
أحمد أبو الغيط في بيروت عندما
أكد أن مصر لا تفضل مرشحا
للرئاسة على آخر. ولا تناصر
أكثرية ضد أقلية، ولا تتدخل في
الاستحقاق الرئاسي أو موعده،
ولا تؤيد حزباً أو كتلة أو طائفة
بعينها. لقد أكدنا أكثر من مرة
أن مصر توافق على ما يريده
اللبنانيون وما فيه مصلحتهم". وعما إذا كان هذا
الخلاف ربما هو الذي دفع
بالقيادتين المصرية والسعودية
إلى استبعاد الرئيس بشار الأسد
وعدم دعوته لقمة ثلاثية لتنسيق
المواقف العربية حيال تحديات
كبرى بحجم اجتماع أنابوليس
ومشروع السلام العربي ـ
الإسرائيلي، قال خلف جراد:
"لست أدري هل من المعقول
الربط بين هذا وذاك أم أن الأمر
ليس إلا إثارة للخلافات العربية
ـ العربية؟ فالقمة المصرية ـ
السعودية هي قمة عادية تعقد بين
بلدين عربيين، وسورية ترحب بأي
علاقات عربية ـ عربية وترى أن كل
قمة هذا النوع تثلج صدرها، وليس
من الضرورة أن تكون سورية حاضرة
في كل محفل، ولكننا نتمنى أن
تكون القضايا العربية حاضرة بين
الأشقاء العرب". وأكد جراد أن سورية
جاهزة لأي لقاء عربي سواء كان في
دمشق أو في أي دولة عربية، ولم
ينف استمرار بعض الغيوم في
علاقات سورية بكل من مصر
والسعودية، ولكنه قال:
"العلاقات السورية ـ
السعودية أو السورية ـ المصرية
علاقات مفتوحة على الجميع ولا
وجود لأي مشكلة، وسورية تصبر
كثيرا وتعمل على أن تكون
العلاقات جيدة بينها وبين جميع
الدول العربية، وليست سورية هي
المعنية وحدها بذلك إذ لا بد من
وجود خطوط مشتركة للتفاهم بين
القيادات العربية، وهذا هو
المطلوب، والإعلام العربي يجب
أن يركز على هذه الأمور وعلى
الدور الأساسية وليس على أمور
تعمق الخلافات والتباينات"،
على حد تعبيره. شروط المشاركة
السعودية وفي الدوحة أكد
أستاذ العلوم السياسية في جامعة
قطر الدكتور محمد صالح المسفر
في تصريحات خاصة لـ "قدس
برس" أن القمة السعودية ـ
المصرية ستتناول وضع الرئيس
حسني مبارك في صورة الجولة التي
قام بها العاهل السعودي الملك
عبد الله إلى عدد من الدول
الأوروبية، وما استمع إليه من
الأوروبيين حول الشرق الأوسط
والصراع العربي ـ الإسرائيلي
وما يتعلق باجتماع الخريف، كما
قال. وأوضح المسفر أن
السعودية لها موقف من مؤتمر
الخريف ويقوم على أنه ما لم تكن
هناك خطوات إيجابية وفعلية قبل
بدء المؤتمر، فإن المملكة
ستعتذر بطريقتها عن الحضور،
وإذا انعقد المؤتمر بدون
السعودية فإن ذلك سيشكل حجر
عثرة له، على حد تعبيره. وناشد المسفر
المملكة العربية السعودية أن
تشترط انسحاب إسرائيل من
الأراضي العربية حتى حدود
الرابع من حزيران 67 ، والالتزام
بالمبادرة العربية للسلام
بضمانة أمريكية قبل حضور اجتماع
الخريف، وقال: "أناشد الملك
عبد الله بن عبد العزيز وإخوانه
أن لا تتلوث أيديهم بمصافحة أي
مندوب إسرائيلي في مثل هذه
الظروف، وأن يمتنعوا عن الحضور
حتى تعلن إسرائيل قبل انسحابها
من الأراضي المحتلة عام 67
والالتزام بالمبادرة العربية
للسلام، إذا لم تحصل السعودية
على ضمانات بأمريكا بذلك فباسم
الله وباسم الأمة وباسم القيم
الإسلامية التي يحملها الملك
عبد الله، أناشد السعوديين ألا
يذهبوا إلى هذا الاجتماع تحت أي
ظرف، فالدعامة الحقيقية ستكون
من الشعب السعودي في المملكة
وليس من أمريكا". وأشار أن مصر كانت
قد تلقفت الرسالة السعودية
وطلبت من الولايات المتحدة
تحديد أجندة الاجتماع والنتائج
المتوقعة منه، لكن يبدو أن
الإسرائيليين والأمريكيين ليس
لهم أي استعداد لتقديم أي
تنازلات وأن المبادرة العربية
ليس لها أي اعتبار عندهم، كما
قال. ودعا المسفر
القيادتين المصرية والسعودية
إلى عدم استثناء سورية من
الدعوة لهذا الاجتماع، وقال:
"سيتدارس القائدان ملف الدول
التي ستشارك في اجتماع الخريف،
ولا أعتقد أنه يجوز أن تشارك
إندونيسيا في أقصى نقطة شرق
الكرة الأرضية ولا تدعى سورية
المجاورة لفلسطين وأرضها
محتلة، فهذه عقبة أخرى أمام
اجتماع أنابوليس، ولا أعتقد أن
سورية ستحضر مؤتمرا ما لم تكن
مرتفعات الجولان ومزارع شبعا
على طاولة المفاوضات، وأنا أدعو
القيادتين المصرية والسعودية
إلى الالتزام بالشرعية الدولية
التي أوصلت العراق إلى ما وضعه
الحالي، وذلك بالمطالبة
بالتزام إسرائيل بقرارات
الشرعية الدولية في فلسطين
ومزارع شبعا". وأكد المسفر أن
القيادتين المصرية والسعودية
مسؤولتان بشكل أو بآخر على ما
يجري في العراق، وطالبهما
بضرورة اتخاذ اللازم لإصلاح
الوضع هناك، وقال: "لا شك أن
ما يجري في العراق سيكون نقطة
للحوار بين القيادتين السعودية
والمصرية، خصوصا أنهما اشتركا
في كل المعارك التي قادت العراق
إلى ما هو فيه حاليا، وهنا لا بد
للقيادتين من إيجاد مخرج،
والمخرج الوحيد هو انسحاب قوات
الاحتلال بكاملها وتشكيل حكومة
وحدة وطنية عراقية، ورفض
التقسيم فعليا وليس دفتريا
بيانيا في وسائل الإعلام". ونبه المسفر إلى
ضرورة اتخاذ القيادتين لموقف
حازم من أمن الخليج الذي يتعرض
لتهديدات متضاربة من الولايات
المتحدة الأمريكية ضد إيران،
ومن هذه الأخيرة ضد المصالح
الأمريكية المنطقة. ------------------------ المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |