ـ

ـ

ـ

الثلاثاء 25/12/2007

قمة دمشق العربية تتأرجح...

بين التأجيل والانتقال إلى القاهرة

كشف ديبلوماسي خليجي لـ "السياسة" في اتصال اجرته معه من لندن عن مشاورات حثيثة تجري حاليا بعيدا عن الاضواء بين الدول العربية, حول امكانية نقل مؤتمر القمة العربي المقبل والمقرر عقده في مارس من العام 2008 في العاصمة السورية دمشق الى مقر الجامعة العربية في القاهرة, كما حدث مع بعض القمم السابقة, او تأجيل انعقاد القمة, بسبب ما اسماه »تأزم الاوضاع وضبابية المواقف في المنطقة«, مؤكدا ان خمسا من الدول العربية الكبرى قد لا يشارك زعماؤها في تلك القمة, ما لم يتم نقلها من دمشق.

الديبلوماسي الخليجي أوضح ان تلك الدول - وفي طليعتها السعودية - يمكن ان تذهب ابعد من ذلك في مقاطعة النظام السوري, عبر عدم ايفاد وزير خارجيتها لحضور القمة, وارسال ممثلين لها على مستوى أدنى, تعبيرا عن غضبها تجاه الرئيس بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع الذي اسمته صحيفة سعودية »فاروق الشرخ«, كما وصفته صحيفة اخرى بأنه »لا يقل خطورة عن أرييل شارون«.

اضاف »انه باستثناء قطر التي قامت ببناء اثنين وعشرين فيلا لزعماء الدول العربية في دمشق, للنزول فيها اثناء انعقاد القمة المقبلة, فإن الدول الخليجية الاخرى ومعها ايضا دول عربية من خارج منظومة مجلس التعاون, لا يبدو حتى الآن انها متحمسة للذهاب الى دمشق, لافتا الى انها بانتظار ما ستقرره السعودية في هذا الشأن, لأنها ليست مستعدة لمكافأة نظام دمشق على مواقفه شديدة السلبية من العراق ولبنان وفلسطين, ولا على تحالفه الستراتيجي مع حليفه الايراني الذي يشكل الخطر الداهم, لا على منطقة الخليج فحسب بل على العالم العربي بأسره«.

وقال الديبلوماسي »انه اذا لم تنجح مساعي نقل القمة من دمشق فإن دولا مثل السعودية ومجلس التعاون ومصر والاردن ولبنان والمغرب ستتمثل في القمة بدمشق بموظفين حكوميين من الدرجتين الثانية والثالثة, لايصال رسالة الى بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع, بأنهما غير مرغوب فيهما طالما هما مستمران في سياسة البطش والاغتيالات والتفرقة والتقسيم التي يتبعانها في العراق ولبنان وفلسطين بدعم كامل من ايران التي تستخدم هذين الاخيرين حصاني طروادة لها داخل العالم العربي«.

ونقل الديبلوماسي الخليجي عن احد كبار المسؤولين في مجلس التعاون قوله: »يخطئ بشار الأسد كثيرا اذا اعتقد ان انعقاد القمة المقبلة في بلده سيحرره من عزلته وحصاره العربيين والدوليين كما يخطئ اذا اعتقد ان من وصفهم بالامس القريب ب¯ »اشباه الرجال« سيأتون اليه مهرولين طالما لم يغير ذرة واحدة من سلوكه المعادي لهم ولا من مؤامراته عليهم وعلى حلفائهم في العالم العربي وطالما ليست هناك بارقة امل في هذا التغير او في عودته الى مجموعته العربية من رحلته الدائمة الى ايران«.

وأعرب المسؤول الخليجي عن اعتقاده ان »يؤدي انعقاد القمة في دمشق تحت مظلة نظامها المرفوض من العالم اجمع الى زيادة الشرخ داخل الجسم العربي عوضا عن ان يكون هدفها جمع الشمل اكثر فأكثر والوقوف صفا واحدا متراصا في وجه مطامع ايران التي يعتبر الاسد نظامه جزءا منها كما يعتبر مقتدى الصدر العراقي وحسن نصر الله اللبناني أنفسهما جزأين من الحرس الثوري«.

وقال المسؤول »ليس بمقدور الاسد ان يقدم للقمة العربية اكثر مما يمتلك فلا هو جاهز لتحرير الحكم اللبناني الديمقراطي المدعوم بلا تحفظ من المجتمعين العربي والدولي من القيود التي يفرضها عليه سواء بالنسبة لانتخابات الرئاسة او لمطالبه داخل الحكومة او لاستمراره في اغتيال قادته ولا هو مستعد لوقف تدفق ارهابييه عبر الحدود العراقية لايقاع آلاف الضحايا من الشعب العراقي بهدف تقسيم البلاد الى دويلات تكون له حصة في احداها على الاقل ولا هو سيفرج عن خالد مشعل زعيم حركة حماس الفلسطينية كي يستعيد قراره بين يديه لحل الامور في غزة والضفة الغربية مع حكومة محمود عباس الشرعية ولا هو قادر على الانسلاخ عن محمود احمدي نجاد وعلي خامنئي وعن سياستهما الهادفة الى ابتلاع العالم الاسلامي العربي عبر الارهاب والتهديد والوعيد«.

ووصف الديبلوماسي الخليجي بشار الاسد بأنه »يلعب نفس دور هتلر ضد دول اوروبا كلها في الحرب العالمية الثانية كما ان نائبه الشرع يلعب دور وزير اعلامه غوبلز وصهره آصف شوكت يمثل دور هملر زعيم الغستابو ومعاونيه الآخرين يسيرون على خطى زعماء النازية بشكل حميم«.

-----

السياسة

-------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ