ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
النخب
الإسرائيلية: لا مفر من الحوار
مع حماس إعداد
صالح النعامي* لا مفر
من الحوار مع حركة المقاومة
الإسلامية "حماس"،
واعتبارها أمرا واقعا يجب
التعاطي معه، إذا أرادت إسرائيل
تسوية مستقبلية مع الرئيس
الفلسطيني محمود عباس، وتجنب أي
مواجهة عسكرية مع الحركة، هذا
ما تخلص إليه دعوات مسئولين
ومفكرين إسرائيليين تتوالى في
وسائل الإعلام الإسرائيلية،
مؤكدة أن الحوار مع حماس هو الحل. ويعد
الجنرال أفرايم هليفي الرئيس
السابق لجهاز الاستخبارات
الإسرائيلية الخارجية "الموساد"
أحد أبرز الدعاة لهذا الحوار
حيث يرى أن على إسرائيل
الاعتراف بالأمر الواقع، ليس في
فلسطين فقط، بل في جميع أرجاء
العالم، وهو تنامي دور الحركات
الإسلامية. وفي
سلسلة طويلة من المقالات تنشرها
صحيفة "يديعوت أحرونوت"
يدعو هليفي قيادة إسرائيل إلى
عدم تكرار الأخطاء الأمريكية
المتمثلة في استبعاد الحوار مع
الحركات الإسلامية. ويقول:
"لا يوجد لإسرائيل ما يمكن أن
تتعلمه من أمريكا في هذا
المجال؛ فكل الدلائل تؤكد فشل
السياسة الأمريكية في التعاطي
مع قضايا العالم العربي
والإسلامي". ويعتبر
هليفي أن "المنطق السليم يجبر
إسرائيل على التحاور مع حماس،
واستغلال كل مرونة في مواقف
الحركة لتشجيعها عبر بوادر حسن
نية". ويرى في
تصريح مشعل مؤخرا حول عدم
اعتراض الحركة على إقامة الدولة
الفلسطينية في حدود عام 1967 "أمرا
مشجعا يجب أن تستثمره إسرائيل". تجنب
المواجهة العسكرية ومن بين
النخب الإسرائيلية من يرى وجوب
الحوار مع حماس لـ"دواعٍ
عملية تتمثل في تجنب مخاطر
المواجهة العسكرية معها". ويتبنى
هذا الموقف بشكل خاص الجنرال
جيورا أيلاند الرئيس السابق
لمجلس الأمن القومي
الإسرائيلي، حيث يؤكد ضرورة
البحث عن سبل لتلافي مواجهة
عسكرية مع حماس. ويرى
إمكانية للتوصل إلى اتفاق يضمن
"وقفا متبادلا للأعمال
العدائية، والرقابة على محور
فيلادلفيا (صلاح الدين)، بحيث
يتم منع تهريب السلاح، بجانب
اتفاق لتبادل الأسرى" بحيث
يتم إطلاق سراح عدد من الأسرى
الفلسطينيين مقابل الجندي
الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة. بالمقابل
يطالب أيلاند إسرائيل برفع
الحصار المفروض على غزة منذ أن
هيمنت حماس عليها منتصف يونيو
الماضي، في حال موافقة الحركة
على توقيع مثل هذا الاتفاق. وهنا
يعتبر أنه يتوجب "استخدام
العصا الغليظة لترويض حماس من
أجل دفعها إلى هذا الخيار إذا
ظلت على عنادها". ومن
الذين يستندون إلى ذات المنطق
أيضا المفكر أرييه شافيت الذي
اعتبر عملية "حقل الموت"
التي نفذتها كتائب الشهيد عز
الدين القسام الجناح المسلح
لحماس مؤخرا وقتلت فيها ثلاثة
جنود وأصابت خمسة آخرين "دليلا
على أن الحوار مع الحركة ربما
يكون أفضل وسيلة لتجنب شرها". لا
تسوية بدون حماس وبجانب
تنامي دور حماس، والرغبة في
تجنب مخاطر أي مواجهة معها،
يوجد في إسرائيل من يضيف إلى
هذين الاعتبارين اعتبارا
ثالثا، وهو أنه بدون الحركة لا
يمكن التوصل إلى تسوية مع
الرئيس عباس (أبو مازن). ويدعو
تسفي بارئيل المحلل والمعلق
بصحيفة "هآرتس" قيادة
إسرائيل إلى "إدراك أنها إن
كانت معنية حقا بالتوصل لتسوية
مع السلطة الفلسطينية فعليها أن
توفر جهودها إن ظلت على موقفها
الرافض للحوار مع حماس". ويؤكد
أنه "لا يمكن تمرير أي تسوية
بدون موافقة حماس، من مصلحة
إسرائيل قيام حكومة وحدة وطنية
بمشاركة الحركة". ويرى
بارئيل أن "حماس ليست شريكا
في السلام، لكنها شريك ضروري في
حالة اللاحرب، ولكي تقوم بذلك
يجب تشكيل حكومة وحدة.. هذه
حكومة ستعترف بإسرائيل بأحد
شقيها (سلام فياض) أما جزؤها
الثاني (حماس) فسيتصرف وكأنه
حكومة". الرهان
على عباس عدد آخر
من المعلقين الإسرائيليين يرى
أنه حتى لو نجحت إسرائيل في
القضاء على حكم حماس في غزة،
فستفاجأ بفراغ لا يمكن ملؤه. فهناك
شبه إجماع داخل إسرائيل على أنه
ليس بوسع تل أبيب الاعتماد على
عباس في إدارة شئون غزة إذا
انهار حكم حماس، وأن البديل
سيكون الفوضى، وهو أمر أكثر
خطرا من حكم الحركة. ويسخر
بنيامين بن إليعازر وزير البنى
التحتية الإسرائيلي من الرهان
على عباس: "من يراهن على أبو
مازن، فإنه لا يعرف عما يتحدث". ويرفض
معلقون إسرائيليون القول إن
الإفراج عن القيادي بحركة
التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"
مروان البرغوثي قد يشكل ردا على
تزايد نفوذ حماس. ويقول
الجنرال عاموس جلبوع الذي شغل
في الماضي منصب رئيس شعبة
الأبحاث بالاستخبارات العسكرية:
"إن تحرير البرغوثي ليس مجديا
إطلاقا، فهو لن يسقط حماس، ولن
ينقذ فتح من التدهور، ولن يعقد
صفقة تسوية مع إسرائيل يتنازل
فيها عن حق العودة كما تأمل
إسرائيل". تلك
الدعوات المتوالية بين النخب
الإسرائيلية للحوار مع حماس،
وجدت صداها لدى الرأي العام
الإسرائيلي؛ حيث أظهر استطلاع
حديث للرأي أن 64% من
الإسرائيليين يؤيدون الدخول في
مفاوضات مع حركة المقاومة
الإسلامية. ــــــــــ *صحفي
متخصص في الشأن الإسرائيلي المصدر
: فلسطين الآن – 2008-04-21 ------------------------- المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |