ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الاغتيال
الجديد داود
الشريان اغتيال المستشار
العسكري للرئيس السوري بشار
الاسد، العميد محمد سليمان،
ذكرنا بمقاطع العودة إلى الماضي
في الأفلام السينمائية.
فالاغتيال يشبه في طريقة تنفيذه
«انتحار» محمود الزعبي رئيس
وزراء سورية السابق، وغازي
كنعان وزير الداخلية السابق.
كان الاغتيال مشهدا قديماً
قياساً بالتطورات الجارية. فمنذ
فترة ليست قصيرة كانت مشاهد
الحياة السياسية في سورية تروي
أحداثا جديدة ومستقبلية، بدأت
بمفاوضات غير مباشرة مع
إسرائيل، بعد سنوات من «الممانعة»،
ومرونة في التعامل مع الملف
اللبناني، وصولاً إلى المشهد
الأهم وهو المشاركة في الاجتماع
التأسيسي لـ «الاتحاد من أجل
المتوسط» في باريس، ومحاولات
كسر العزلة الدولية
والعربية التي تعيشها سورية،
والتطلع إلى القيام بدور
الوساطة بين فرنسا وإيران. العميد سليمان شخصية
مركزية في النظام السوري.
وتردّد أن اسمه ورد ضمن الأسماء
التي طلب رئيس لجنة التحقيق
الدولية السابق ديتلف ميليس
التحقيق مع أصحابها في إطار
قضية اغتيال رفيق الحريري. وثمة
معلومات أنه يتولى الترتيبات مع
قائد الجناح العسكري في «حزب
الله» عماد مغنية الذي اغتيل في
دمشق، وله صلة وثيقة بالاتصالات
مع كوريا الشمالية لبناء مفاعل
دير الزور، وقام بدور المنسق
بين المخابرات السورية والجيش
الإيراني. ونُشر أيضاً انه
مسؤول عن تمويل وتسليح الجيش
السوري، ومستودع للأسرار
العسكرية والأمنية بحكم موقعه
وقربه الى الرئيس. ولهذا من
الصعب فهم دوافع اغتياله، رغم
أن ارتباطه بكل هذه الملفات قد
يشير إلى العكس في نظر بعضهم. الاحتمال الأول أن
دافع القتل حماية أسرار حقبة
ماضية، كما تقول المعارضة
السورية. وهذا يعني أننا أمام
جولة جديدة من الاغتيالات في
سورية، ويعني أيضا أن النظام
غير واثق بالتطمينات الدولية
عبر الأتراك والفرنسيين، وان كل
ما قامت به دمشق حتى الآن
مناورات لكسب الوقت. والاحتمال
الآخر أن الاغتيال جاء لضرب
التوجهات الجديدة، وان صراع
الأجنحة داخل النظام ليس مجرد
تركيبة بلا سند، خصوصا ان تشييع
الرجل جاء مختلفاً عن تشييع
غازي كنعان ومحمود الزعبي. لكن
بصرف النظر عن الدوافع، اثار
استهداف العميد سليمان مخاوف
السوريين على مستقبل البلد
واستقراره، وشوّه صورة
التوجهات الجديدة للسياسة
السورية. ومن دون كشف ما جرى فإن
استقرار سورية بات نوعا من
التفكير بالتمني. الحياة
06/08/08 ------------------------- المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |