ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
شكرا
لآيسلندا الوعي
العربي قرار حكومة ايسلندا
قبول 29 لاجئاً فلسطينياً عالقين
منذ عامين في معسكر للاجئين على
الحدود العراقية السورية، في
منطقة صحراوية قفراء، هو 'وصمة
عار' في جبين كل العرب، حكاما
كانوا أو شعوباً، ودليل واضح
على الوضع المزري الذي وصلت
إليه الأمة على الأصعدة كافة،
والأخلاقي منها على وجه الخصوص..
مؤسف أن تغلق الحكومة
السورية، التي تميزت عن كل
الدول العربية الأخرى، في فتح
قلبها للعرب جميعاً دون
استثناء، ودون تأشيرة دخول،
وفتحت أبوابها مشكورة، لأكثر من
مليون ونصف مليون لاجئ عراقي،
أبوابها في وجه هؤلاء، وتبقيهم
في العراء، وسط العقارب
والثعابين وعواصف الغبار لأكثر
من عامين، ومؤسف أكثر أن لا
تتقدم دولة عربية واحدة بعرض
لاستقبالهم وهي التي تصفهم
بأنهم أشقاء في الدم والعقيدة. هؤلاء لم يغادروا
العراق بحثاً عن عمل، أو سعياً
وراء عيش رغيد، أو لتحسين
ظروفهم المعيشية، وأنما للنجاة
بأرواحهم وأطفالهم من عمليات
القتل على الهوية، التي مارستها
ضدهم، وغيرهم، الميليشيات
الطائفية الحاقدة المنعدمة
الضمير والخلق، هذه الميليشيات
التي مزقت هوية العراق الوطنية
وتحالفت مع المحتل ومشروعه
الاستعماري الإذلالي، ورسخت
إرثا غريباً على العراق يقوم
على الأحقاد المذهبية
والكراهية للعرب والعروبة. كنا نتمنى، وقد ضاقت
الخيارات أمام هؤلاء، أن
تعاملهم دول الجوار العراقي،
وسورية على وجه الخصوص،
المعاملة نفسها التي عاملت بها
اشقاءهم العراقيين، ولا نقول
أفضل، لا أن تمارس ضدهم التمييز
مثلما حدث ويحدث، وهو أمر
يتنافى مع تاريخ سورية ومبادئها
المعلنة، وقناعات قيادتها
الايديولوجية. من حقنا أن نسأل
بمرارة: لماذا تثبت ايسلندا
الجليدية الباردة المجهولة
الموقع في المحيط الأطلنطي،
إنها أكثر حرارة ودفئاً
وإنسانية من الغالبية الساحقة
من الحكومات العربية وشعوبها
التي تحمل في عروقها الجينات
نفسها، وتتغنى ليل نهار
بالعروبة والقومية، والأمة
الواحدة، والمصير الواحد،
والرسالة الخالدة؟ انه أمر مخجل
بكل المقاييس، ولا نجد له أي
تفسير غير انعدام المروءة
والنخوة والشهامة التي قيل إن
العرب مشهورون بها. لا نفهم، ولا يمكن أن
نتفهم أسباب هذا العقوق، وجفاف
العواطف الإنسانية تجاه هؤلاء،
والإغلاق المحكم للحدود في
وجوههم، غير المشاركة، بحسن نية
أو سوئها، في المشاريع الغربية
لتهجير الفلسطينيين، وتوطينهم
في أماكن بعيدة عن وطنهم الأم،
وإلغاء أو تذويب حق العودة الذي
هو أساس القضية الفلسطينية. الدول العربية
تستوعب ملايين الأجانب من مختلف
أصقاع ألأرض، ويكفي التذكير بأن
دول الخليج العربية تضم 13 مليون
أجنبي معظمهم من الهنود
والبنغاليين والسريلانكيين،
يشكلون ثلاثين في المائة من
مجموع سكانها، ومع ذلك ترفض،
وهي التي يبلغ دخلها السنوي
خمسمائة مليار دولار من العوائد
النفطية، استقبال أي من هؤلاء
أو مد يد العون المالي لهم
لتخفيف محنتهم.
نشعر بغصة شديدة في
حلوقنا عندما نقول شكراً
لأيسلندا والبرازيل والسويد
على استضافتها لهؤلاء، وإكرام
وفادتهم، والعناية بأطفالهم،
وتوفير لقمة عيش كريمة لهم، ليس
لأنها لا تستحق الشكر، وإنما
لأننا توقعنا مثل هذه الالتفاتة
من أشقاء يتحدثون اللغة نفسها،
ويدينون بالعقيدة نفسها، تطالب
بنصرة المظلوم وإيواء الشقيق،
وإكرام الجار، ومن المفترض أنهم
ينتمون إلى 'خير أمة أخرجت
للناس'. ------------------------- المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |