ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
إسرائيل
تلوّح للبنان وسوريا بـ"نظرية
الضاحية" كتب
محرر الشؤون الإسرائيلية: خلافا للقاعدة التي
حكمت السلوك الإسرائيلي في ظل
الانتصارات، وهي »اضرب بعصا
غليظة وتحدث بصوت خافت«، أطلق
قائد الجبهة الشمالية
الإسرائيلية الجنرال غادي
آيزنكوت امس سلسلة تهديدات
بطريقة الصراخ العنيف. وقال آيزنكوت لصحيفة
»يديعوت أحرونوت« إن إسرائيل
عرفت قبل »نظرية بوتين« في
روسيا، »نظرية الضاحية«. وأسهب
العالم في الحديث عن عدم
التناسب في الفعل الجورجي ورد
الفعل الروسي، ولكن إسرائيل
كانت السباقة في بلورة نظرية »الرد
المفرط« في تعاملها مع
الفلسطينيين في غزة ومع
اللبنانيين في حرب لبنان
الثانية. وبحسب آيزنكوت فإن
هذه »هي نظرية الضاحية. ما حدث
في الضاحية الجنوبية في بيروت
في العام ٢٠٠٦ سيحدث
في كل قرية يطلقون منها (صواريخ)
نحو اسرائيل. سنستخدم القوة ضد
هذه القرية بصورة غير متناسبة
ونلحق فيها دماراً هائلاً. هذه
بالنسبة إلينا ليست قرى مدنية
بل قواعد عسكرية« مشددا على أن
الانقضاض على كل قرية تطلق منها
النار على إسرائيل ليس »توصية«
مرفوعة بل »خطة تمت المصادقة
عليها«. وقال إن الرد المتدرج لم
يعد له مكان، »ونقولها باللغة
العبرية: اذا أطلقوا علينا
النار من القرى الشيعية في
لبنان، فالخطة التي سنتبعها هي
اطلاق نار كثيف جداً«. وأضاف أن هذه الخطة
تسري أيضا على السوريين »الذين
يدركون جيداً اننا نعرف تطبيق
ما فعلناه في الضاحية عليهم
ايضا. كل ما قلته عن حزب الله
بصدد العقاب والضربات الشديدة،
ينطبق بأضعاف مضاعفة على الدولة
التي تمتلك مركز قوة«. وأشار آيزنكوت إلى أن
»حزب الله« يدرك ذلك وأن على
الأمين العام للحزب السيد حسن
نصر الله أن »يفكر ٣٠ مرة
قبل أن يصدر الأوامر لرجاله
بإطلاق النار على إسرائيل«.
واعتبر أن احتمالات المس
بالسكان اللبنانيين هي الكابح
الاساسي بالنسبة لنصر الله وسبب
الهدوء في العامين الاخيرين.
ففي حرب لبنان الثانية تم تدمير
١٢٠ ألف منزل بحسب
آيزنكوت، وهو ما لم يحدث في
عمليتي »تصفية الحساب« في العام
١٩٩٣ وعناقيد الغضب
في العام .١٩٩٦ وبدت جلية في أقوال
قائد الجبهة الشمالية، آثار حرب
لبنان الثانية التي أضعفت بنظر
الكثيرين قدرة الردع
الإسرائيلية. وعليه فإن »حزب
الله« بعد اغتيال القائد
العسكري عماد مغنية بات »في
مكان آخر تماما منذ ذلك الحين«
حيث »بحسب معرفتي بحزب الله ليس
هناك من يحل مكانه«. وأقر بأن »حزب
الله« امتلك منظومة صواريخ
جديدة، مشددا على أن لدى
إسرائيل سلاحا يفوق ذلك »بمئة
ضعف«. واعتبر آيزنكوت أن
التهديد الأكبر لانتقام »حزب
الله« لمغنية هو »التسلل لتجمع
سكاني والمس بالمدنيين« وليس
اختطاف جنود. وقال »قمنا بنقل جزء
كبير من الموارد الاستخباراتية
الى الساحة اللبنانية. نحن نقوم
بجمع معلومات بصورة اكثر اهمية
وتغطية اكثر جدية وهذه احدى
النتائج التي تعلمناها بالطريق
الصعب«. ورفض فكرة أن إسرائيل
تتدرب على »الحرب التي كانت«
وأن »حزب الله« يسبقها بخطوات،
مشيرا إلى »أننا لا نتدرب تماما
على ما هو قائم ومن يشاهد قواعد
التدريب ير اننا بنينا قرية
لبنانية دقيقة للتدرب عليها«. وأكد آيزنكوت أنه لن
يتحدث علنا عن ضربات وقائية،
ولكن في الجيش الإسرائيلي »نعرف
كيف نردع الطرف الآخر عن الفعل
ولكننا نجد صعوبة في ردعه عن
زيادة قوته. محور سوريا إيران
حزب الله هو الذي يقف قبالتنا
على الحدود الشمالية وهو الذي
يتيح ادخال الاسلحة لحزب الله
من دون أي كوابح. السوريون
يتمتعون الآن بكل العوالم معاً:
هم رتبوا صورتهم الدولية
ويعقدون لقاءات مع اسرائيل
ويتيحون لحزب الله مواصلة زيادة
قوته«. وأشار آيزنكوت إلى أن
»حزب الله نجح طوال سنوات في
بناء نمط عمل خلق ردعا مع
اسرائيل: هو كتب السيناريو
وأنتجه وقرر موعد البدء وموعد
الانتهاء. كانت لديه هراوة
ترسانة صاروخية تعرف كيف تلحق
الضرر الكبير بالعمق
الاسرائيلي. الواقع تغير مذ ذاك:
الجيش اللبناني ينتشر على
الجدار ويتحمل مسؤولية الدولة
اللبنانية. هناك ١٢ الف
اوروبي مسلح بعضهم يعمل بمستوى
مرتفع والبعض الآخر لا«. وألمح آيزنكوت إلى أن
نتائج حرب لبنان الثانية تتبدى
في اضطرار نصر الله لمواصلة
الاختفاء عن الأنظار بسبب خوفه
من قيام إسرائيل باغتياله. وقال
عن احتمالات الاغتيال »هذه امور
ليس من الصحيح التحدث عنها ولكن
من الممكن القول ان غرائزه
سليمة«. وشدد آيزنكوت على أنه
ليس بوسع السوريين الذهاب إلى
النوم مطمئنين إذا قام »حزب
الله« بإطلاق صواريخه على
إسرائيل. وقال إن على السوريين »بالتأكيد
ان يشعروا بالقلق عندما يلقون
بالحجارة على اسرائيل من بيتهم
الزجاجي. نحن نرى كيف يقوم الجيش
السوري بتبني نمط حزب الله
ووسائله القتالية في الحرب
الاخيرة. ولذلك هم يزيدون من
مضادات الدبابات والطائرات ومن
منظومتهم الصاروخية عموماً
ويعمقون قدرتهم على التمترس
والدفاع. هذا ليس نابعا من
الرغبة في الهجوم برغم ان من
يبني قدرة دفاعية يمكنه ان
يحولها الى قدرة هجومية«. وتحدث عن الحشود
العسكرية السورية على الحدود مع
شمال لبنان، فقال إنها »تستهدف
منع التهريب من لبنان الى سوريا
وهو صمام في اتجاه واحد
وبالنسبة الينا ليس في الاتجاه
الصحيح. ليست هذه مساعي لمنع
تهريب السلاح لحزب الله بل لمنع
تهريب المخدرات والبضائع الى
سوريا ومنع مرور عناصر الجهاد
العالمي من لبنان، لان ذلك يسبب
وجع رأس للسوريين«. وخلص آيزنكوت إلى أن
الإسرائيليين باتوا شكاكين
أكثر من السابق إزاء قوتهم،
ولكن في ساعة الحسم سيعرف الجيش
هذه المرة كيف ينفذ الأوامر
بشكل أفضل مما كان في ١٢
تموز. السفير
4/10/2008 ------------------------- المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |