ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء  14/10/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


التّغيير المنتظر في الشرق الأوسط

سيريل تاونسند

الحياة - 01/10/08

من المحبط جدا أنه ما من عملية سلام حالياً في الشرق الأوسط جديرة بأن تحمل هذا الاسم. وعلى مرّ السنين، تسلّى الصحافيون في جميع أنحاء العالم بالتلميح إلى أن «العملية» انفصلت عن «السلام». وبالنسبة إلى البعض منهم، قد تكون هناك جاذبية معينة في البحث عن بديل لهذا الانفصال لكن ثمة عقبات كبيرة تحيط بذلك.

 

وتقع رئاسة جورج بوش الابن في قلب الانتقاد الذي أوجهه. ففي السنوات الخمس الأخيرة، واجه العراق دمارا شاملا وفوضى عارمة، وليس حاله أفضل من السنوات العديدة السابقة. فقد كان على وشك الدخول في حرب أهلية، إن لم نقل أنه قد دخل فيها فعلاً، وقد تشرّد أربعة ملايين عراقي إلى الدول المجاورة.

 

وضاعفت التهديدات العنيفة الموجهة إلى إيران، ونظامها غير المستقر الذي يبدو أنه راض عن الدور الذي تؤديه إيران كواحدة من الدول الخارجة عن القانون على الساحة الدولية، من حدة المخاطر الإقليمية. ويشكل ضرب المواقع النووية الإيرانية خطأ فادحا. كما تدخلت إيران في شؤون العراق عن طريق نفوذها على الميليشيات الشيعية.

 

وثمة إقرار من الجهات كافة بأن الولايات المتحدة هي لاعب أساسي في عملية البحث عن السلام في الشرق الأوسط. إلا أن تأثير الرئيس بوش يضعف بسرعة. فهو سيخرج من باب البيت الأبيض في شهر كانون الثاني (يناير) المقبل مخلّفا مجموعة من الأخطاء والفرص الضائعة وسوء الإدارة. وأنا أثني على الزيارات العشرين التي قامت بها وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس إلى المنطقة، لمحاولة التوصل إلى حلّ نوعي بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

 

تطرّق السفير الأميركي السابق في الأمم المتحدة جون بولتون إلى موضوع قمة أنابوليس في نهاية العام الماضي، فقال: «عادة يقوم المرء بتحرّك أساسي ومن ثم يدعو كاميرات التلفزيون لتغطيته إلا أنهم غيّروا هذا الترتيب».

 

وكان محقا في ذلك، ومن ثم تابع بالقول: «تم ارتكاب خطأ عند القيام بهذه المحاولة. سيُنظر إلى الولايات المتحدة على أنها استثمرت رأس المال وأنها فشلت في ذلك».

 

إلا أنه لم يتم ارتكاب خطأ على هذا الصعيد. فقد تمثل 44 بلدا في ذلك المؤتمر الذي عقد في ولاية ميريلاند، وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل حاضرا. وساهم المؤتمر في توضيح بعض الالتباسات وجاء ذلك في وقت متأخر من ولاية الرئيس بوش. وأنا خائف من أن يسجّل التاريخ أن هذه القمة تحمل نقاطاً سلبية أكثر منها إيجابية.

 

ويجب توجيه الانتقاد التالي إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الذي كان مخيّبا للآمال على مرّ السنتين والنصف اللتين تبوّأ فيهما منصب رئاسة الوزراء. ففي ظل حكومته، استكمل المستوطنون توسعهم، كما باتت الشروط التي فُرضت على غزة عارا دوليا كبيرا. وقد اعتمدت إسرائيل في زمن حكومته سياسة غريبة تقوم على «سلام على كل الجبهات»، وهي لم تتمكن من تحقيق أي نتيجة، كما أن العلاقات مع «حماس» و «حزب الله» لم تصل إلى أي مكان، فقد نمت المنظمتان من ناحية القوة والأهمية. والآن اضطر إيهود أولمرت إلى أن يستقيل بعد أن وُجهت إليه اتهامات بالفساد. وستمرّ أشهر قبل أن تصبح إسرائيل جاهزة لإجراء محادثات سلام مجددا. وفي المرة الثانية، من الذي سيصدّق كلمات إسرائيل الودودة؟

 

راودني أمل في أن تتوصل إسرائيل وسورية اللتان كانتا تدعوان علنا إلى إجراء محادثات على مدى عدة سنوات، بمساعدة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، إلى اتفاق حول هضبة الجولان. فقد قلصت الصواريخ الحديثة والتكنولوجيا العسكرية من الأهمية الإستراتيجية لهذه المرتفعات. وفي هذا الوقت توجه الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو لدعم الموقف الروسي حول جورجيا، ولينتقد المساعدة غير الفاعلة التي قدمتها إسرائيل إلى الجيش الجورجي ولمحاولة شراء الصواريخ الروسية المضادة للطائرات! وعلى تركيا الآن ان تحاول اعادة جمع هذه القطع المفككة. وقد يستغرق ذلك أشهرا عدة.

 

إن الرجل الوحيد الذي بدا مهتماً بالشرق الأوسط هو الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وعلى غرار الزعماء الأوروبيين الداعمين لإسرائيل، يشعر ومستشاريه بالقلق إزاء البطء في التقدم الديبلوماسي في المنطقة. فقد دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس بشار الأسد لزيارة باريس في شهر تموز (يوليو) الماضي وترغب فرنسا في اعادة بناء علاقاتها القديمة مع سورية. وأمام الرئيس ساركوزي عمل كثير يقوم به في بلده، ويبدو أنه مليء بالحيوية وأنه يرى أن بلده سيلعب دورا مستقبليا مُهمّا أقلّه إلى أن يتسلّم الرئيس الأميركي المقبل زمام الحكم.

 

إن ما يقف خلف إحلال السلام في الشرق الأوسط هو الانشقاق بين حركة «فتح» المسيطرة على الضفة الغربية وحركة «حماس» في غزة. ومن الضروري أن يجتمع الفلسطينيون مع بعضهم البعض، بدعم خارجي إذا لزم الأمر.

 

يجب ألا ننسى أبدا العقود الطويلة من النزاعات العقيمة والمريرة التي تسببت بعذاب ومعاناة وظلم كبير. ومن شأن مناطق التوتر الأساسية في المنطقة مثل إيران والعراق ولبنان، ان تزيد من صعوبة المشاكل.

ــــــــــــ

* سياسي بريطاني ونائب سابق عن حزب المحافظين

-------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ