ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أحر التهاني والتحيات للشعب الأميركي
إن فاز أوباما وهزم ماكين بقلم
العميد المتقاعد برهان إبراهيم
كريم محقة هي السيدة
هيلاري كلينتون حين قالت:إن
الأمور تتطلب رئيسا ديمقراطيا
لتنظيف ما فعله الرئيس بوش. وعبرت السيدة
كلينتون عن تفاؤلها بقولها: أن
أمريكا ستنهض مرة أخرى من
الركام الذي تسبب فيه آل بوش. وتضرب مثلا لشعبها
بأن من ينتخب جون ماكين أشبه بمن
يأتي بثور ليصلح خزانة فاخرة
خربها جورج بوش. والحقيقة أن كثير من
الأمريكيين بات على قناعة بأنه
في ظل الإدارات الجمهورية سيبقى
على هذه الحصيرة من لظى الموت
والدمار والهزائم والإفلاس,
وتنامي دور الإرهاب,وهتك قيم
الحرية والديمقراطية وحقوق
الإنسان,والعيش حياة ملؤها
الخوف والقلق والرعب والإحباط.
والإكتواء بنيران الفساد و
الانهيارات الاقتصادية
والاجتماعية ,والهزائم
السياسية والعسكرية.وأن الشعب
الأمريكي والولايات المتحدة
الأمريكية لن يحصدوا من فوز
ماكين سوى الخسارة المبينة.ومن
يراقب مؤتمرات المرشح الأمريكي
جون ماكين ,يشعر بالحسرة والألم
على دولة كبرى يتناطح لقيادتها
زعماء على شاكلة زعماء القرون
الوسطى وعصور الظلام والانحطاط.
وكم هو مخزٍ ومخجل أن يسمع المرء
جمهور المرشح ماكين يصرخ
بشعارات,ومنها: أحفر,,, أحفر,,, أحفر في
كل مكان من أجل النفط ,فالنفط هو
ما نريد ومن أجله سنغزو
الفضاء والأرض. ويرد عليهم
آخرون بصراخ : باراك أوباما
إرهابي وخائن وعربي. بينما يرفع
ثالث لافتة كتب عليها: هيا دع
الكلاب تخرج. وأخرى من بين
الجمهور تصرخ: النائبة نانسي
بيلوسي مشاغبة والديمقراطيون
مشاغبون. وتهب أخرى بعد أن كشفت
عن صدرها لتقول لماكين: أثق بك
سيدي ماكين ولا أثق بأوباما
فلقد قرأت عنه أنه عربي.
وحينها يرتفع صراخ الجمهور
من الخلف, وفي يد البعض منهم
سيجارة أو زجاجة مشروب: أوباما
إرهابي وكاذب ويجب أن تقتلوه
(وكأنها تقصد أن بقتله سيخلو لهم
وجه الامبريالية القبيح). وهنا
تتماهى السيدة سارة بالين بصلف
وغرور وبوجه بشوش لترد على
هذا الجمهور من المغفلين وتقول:
باراك أوباما يصادق
إرهابيين.ويندفع العنصري جون
ماكين بوجه رسم عليه ابتسامة
مصطنعة مكشرا عن أنياب ذئب,
والحسرة تحرق كل شيء فيه بعد أن
فقد الأمل بتحقيق الفوز, محاولا
أن يطفئ نيران هذه العنصرية
المقرفة, لا كرها بها, وإنما
خوفا من افتضاح عنصريته, وخروج
الأمور عن نطاق السيطرة إلى ما
لا تحمد عقباه, ليصرخ في جمهوره
قائلا: إن هدفنا وهدفكم أن نجعل
باراك أوباما صريحا ومستقيما مع
الشعب الأمريكي. ويضيف قائلا:
باراك أوباما رجل عائلي محترم.
ومواطن شريف تصادف أني أملك
وجهات نظر مختلفة معه.
أرجوكم التوقف عن الإساءة
لأوباما. مخاطبا إياهم:نريد
معركة وسنحارب,لكننا سنحافظ على
الاحترام .فأنا أكن الإعجاب
للسناتور باراك أوباما
وإنجازاته وسأحترمه. ويصرخ كمن
فقد عقله: عندما أرى كيف يتصرفون
في مجلسي النواب والشيوخ في
الولايات المتحدة الأمريكية
,أتمنى أحيانا لو أتمكن من
ارتداء زي القرصان وأشهر سيفي
أو خنجري لأعيدهم إلى الصراط
المستقيم. ويرد المرشح باراك
أوباما بكل أدب على جمهور
الخوارج من الأمريكيين المحتشد
حول ماكين بكلام فصيح وبليغ.
يقول فيه: من السهل جمع حشود
يتملكها الغضب وتؤيد الانقسام
,ولكن ذلك ليس ما نحن بحاجة
إليه في الولايات المتحدة
الأمريكية وفي هذا الوقت
العصيب. وأن زي القرصان ارتداه
يوم كان في الثالثة من عمره وكان
أفضل زي ارتداه يوما في حياته,
وحصل يومها على سيف القراصنة
وشارب صغير( والطفل في هذا العمر
لا يتذكر مثل هذه الأمور).
وتخاطب إحدى أعضاء مجلس النواب
الديمقراطي جمهور ماكين وهي
ساخرة بقولها: صفقوا لسارة وجون
ماكين, وانتخبوا جون ماكين فقد
أبلى بلاء حسنا في مناظراته
وخطاباته وأجاد بما لا ينفع
في شيء الولايات المتحدة
الأمريكية والناس والأمريكيين.
وتأتي الضربة الغير متوقعة من
الجمهوري كولن باول ليعلن من
على شاشات الرائي والمحطات
الإذاعية,ليقول بكل صراحة
ووضوح: رغم أنني جمهوري واعتز
بحزبي الجمهوري إلا أنني سأنتخب
باراك أوباما وسأدعم مرشح الحزب
الديمقراطي...........فأنا منزعج من
قيام جون ماكين وسارة بالين
بتحويل الحزب الجمهوري إلى
اليمين........ وأنه إذا فاز باراك
أوباما في انتخابات الرابع من
تشرين الثاني فعلى كل
الأمريكيين ,وليس فقط
الأمريكيين من أصل أفريقي أن
يكونوا فخورين. وهنا يجد جون
ماكين انه بات في ورطة ومأزق
خطير. فيسارع ليستنفر جمهوره من
الكبير إلى الصغير وحتى الرضيع
في السرير, ليحشدوا كل قواهم عسى
أن تتمكن حملته من اللحاق بعربة
أوباما التي تتقدم عليها
وتسبقها بكثير. بعد أن خارت قواه
وهو يحث الخطى راكضا ومهرولا
دون أن يتغلب على تقليص
الفارق الكبير فيما بينهما
بالنقاط.حتى المندوب الروسي لدى
الأمم المتحدة فيتالي تشوركين
تلقى رسالة بعث بها إليه ماكين
يرجوه فيها المساهمة بأي مبلغ
من المال (35 ـ 5000 دولار),مضيفا
عليها قائلا: إذا كان لي شرف
تقديم خدمات لكم أعدك بها.مما
أضطر البعثة الروسية لإصدار
بيانا تقول فيه: أن الحكومة
الروسية والمسؤولين فيها لا
يمولون النشاط السياسي في دول
أجنبية. مما أضطر حملة ماكين
لتبرر تصرفها على أنه نتيجة خطأ
في قائمة رسائل البريد
الإلكتروني. ويستنفر حتى زوجته
سيندي هينسلي,لتسهم بفاعلية
أكبر في دعم حملته. فتقتحم سيندي
ماكين الشقراء والأرستقراطية
والبالغة من العمر 54عام الصفوف
(رئيسة شركة هنسلي أكبر شركة
لتوزيع البيرة في أريزونا والتي
ورثتها عن أبيها جيم هينسلي).
وهي تضع على سترة تايورها
مشبكين,يحملان بأحرف لامعة
عبارتي نيفي(البحرية),ويو إس إيه
مارينز كوربس (قوات المارينز
الأميركية). ونجمة زرقاء على
صدرها ,تعني بها أن أبنها يؤدي
خدمة العلم .ولكنها بهذه الصورة
من التدخل المفرط والانتهازي
تثير حفيظة جمهور واسع من
الأمريكيين.لأنها متورطة
بفضيحة كتنغ فايف(للمدخرات
والقروض). يشعر ماكين بالحرج
من جهله بأمور الاقتصاد,والتي
انهالت عليه لتصفعه بعنف بعد
انهيار الكثير من المؤسسات
الاقتصادية والبنوك في هذا
الظرف العصيب. فلا رونالد ريغان
حي وموجود ليسأله عن سر هيامه
بكسر كل قيد للاقتصاد الفردي
والخاص ليجول ويصول بحرية في كل
الأسواق ويقود كل سوق بدون أية
ضوابط وقيود. ولا المفكر
والمنظر الاقتصادي السيد ملتون
فريدمان الذي حصل على جائزة
نوبل في الاقتصاد,و الذي يهيم
بفكره الجمهوريون والصقور
والمحافظون والليبراليون الجدد
موجود(توفي قبل أعوام), ليعاتبه
على أن نظرياته التي تحث على
ضرورة إطلاق أيادي القطاع الخاص
في النشاطات الاقتصادية,هي
المسؤولة عن الأزمة الاقتصادية
التي تعصف بالعالم وبلاده
اليوم. ولا جون ماكين يعرف أين
استقرت مليارات الدولارات بعد
أن سحبت وأدت إلى هذا الإفلاس
الاقتصادي المريع. ولا هو بقادر
على أن يستعين بالرئيس جورج بوش
ليدعم حملته ,ففي دعمه العلني
سيضر ولن يفيد. وخاصة أن
الاقتصادي كروجمان الذي أنتقد
بقسوة سياسة الرئيس جورج بوش
الاقتصادية فاز بجائزة نوبل
لهذا العام. ويشعر ماكين في
قرارة نفسه أنه لن يفوز,وإنما
سيكون الفائز هو باراك أوباما.
ولكي يطعن بمصداقية خصمه
الديمقراطي.فهو يقول: أن أوباما
سيضطر لمواجهة أزمة دولية في
الشهر الستة الأولى من
رئاسته.وحين سأل عما إذا كان فكر
في هزيمته في الرابع من تشرين
الثاني, أجاب قائلا:طبعا أحاول
التكيف مع هذا الموضوع,
لكنني عشت حياة رائعة ويمكنني
العودة للعيش قي أريزونا وتمثيل
من انتخبوني في مجلس
الشيوخ.وأضاف قائلا أنه في حال
خسارته: لا تحزنوا على جون ماكين
فجون ماكين سيحرص أيضا على أن لا
يكون حزينا.وخاطب رجال الصحافة
والإعلام قائلا: أن موقف باول
بدعمه لأوباما لم يكن مفاجئا له,
فأنا مسرور لأنني أحظى بدعم
أربعة وزراء خارجية سابقين هم
السادة هنري كيسنجر وجيمس بيكر
وتوماس إيغلبرغر وألكسندر هيغ,
وحتى أن مايكل كولن باول أبن
الوزير باول, والذي عمل سابقا في
مكتب نائب الرئيس ديك تشيني هو
اليوم عضوا بارزا في حملتي
الانتخابية.وكشف عما يعتريه من
إحباط حين قال:على الأقل في
أوروبا ,فإن القادة الاشتراكيين
المعجبين بخصمي أوباما واضحون
في أهدافهم. ووجه سهام نقده
لخصمه أوباما,فقال: أن أوباما
يريد رفع الضرائب على الأغنياء
لإعطاء الأموال إلى الفقراء.حتى
أن صحيفة الواشنطن بوست ذكرت
على صفحاتها, أن موقعا
إلكترونيا (الحسبة) تابعا
لتنظيم القاعدة أعلن تأييده
للمرشح ماكين,لأن ماكين سيتابع
مسيرة جورج بوش وهي ما تريده
القاعدة وتسعى إليه. فالعنصرية التي
ينتهجها الجمهوريون واضحة
للعين. وكرههم للعرب والمسلمين
ليس بجديد, وإنما بات متأصلا في
سلوكهم منذ عدة عقود. وهذا
الخطاب للجمهوريين. قابله خطاب
موضوعي من المرشح الديمقراطي
باراك أوباما حين خاطب
الجاليتين العربية والإسلامية
بقوله: إن الانتخابات المقبلة
ستكون حاسمة جدا لا بالنسبة لي
شخصيا بل بالنسبة إلى فئات
الملايين من الأمريكيين
وبالنسبة لملايين العرب
والمسلمين الأمريكيين أيضا. ثم
شدد على كلامه مخاطبا إياهم
قائلا: إن على الأمريكيين من
العرب والمسلمين أن يقرروا
يوم 4 تشرين الثاني المقبل ما
إذا كانوا راضين عن السنوات
الثماني الماضية من حكم إدارة
جورج w
بوش . وأضاف قائلا لهم:إن عليكم
أن تقرروا فيما إذا كنتم تريدون
تغييرا حقيقيا في حياتكم
وحياة ومستقبل أبنائكم وبناتكم
,فإن كنتم راضين عن السنوات
الثماني الماضية على الصعد
الاقتصادية والحريات المدنية
والطريقة الكارثية التي أديرت
بها حرب العراق فصوتوا لصالح
منافسي جون ماكين. ولكن إذا كنتم
غير راضين كالنسبة العالية من
الأمريكيين الآخرين, فتصويتكم
يجب أن يكون لصالحي ولصالح
المرشحين الديمقراطيين الآخرين
في ولاياتكم من أجل أن نأتي
بالتغيير الحقيقي لكم ولبقية
الأمريكيين وأمريكا. وختم كلامه
بالقول: على العرب الأمريكيين
أن يعرفوا بأن إدارتي ستعاملكم
بالاحترام الذي تستحقون وستكون
لنا معكم حوارات مقبلة وستفتح
أبوابنا أمامكم لمواصلة
الحوار من أجل مستقبل أفضل
للجميع. ونتمنى على العرب
والمسلمين من الأمريكيين أن لا
يضيعوا فرصة الانتخابات
الأمريكية. وأن يتذكروا: أن
عددهم يفوق الثمانية ملايين
بينما لا يزيد عدد اليهود
الأمريكيين عن 5,6 ملايين. وأن
الأمريكي من أصول يهودية لم
ينس جذوره,ودولته إسرائيل,لذلك
يبذل كل جهوده من أجل ضمان
بقائها وتطورها وتقدمها
وتفوقها على غيرها من الدول
,وتفوق اليهودية على غيرها من
الأمم,وأن انتماءه إلى
إسرائيل يأتي في الدرجة الأولى
بالنسبة إليه. وأن عليهم
كجاليات عربية وإسلامية أن لا
يغرقوا في خلافات دولهم العربية
والإسلامية,أو يفاخروا بهويتهم
الجديدة الأمريكية ويتبرؤوا من
تاريخهم وأعراقهم كما يفعل
البعض منهم. ,أو يتنكروا لقضايا
أممهم العربية والإسلامية, أو
يتناسوا القضية الفلسطينية
والتي هي القضية المركزية للعرب
والمسلمين.أو أن يخدعهم العملاء
ممن يناصبون سوريا وشعبها
وقيادتها العداء. وختاما يمكن القول:أن
شعوب العالم لن تعول حتى
بالحدود الدنيا من فوز باراك
أوباما. ولن يرهبها أو يخيفها
فوز جون ماكين.وإنما من محبتها
للشعب الأميركي ,ولمصلحة
الولايات المتحدة الأميركية
فوز أوباما وهزيمة ماكين. ولذلك
فهذه الشعوب ستتقدم إلى الشعب
الأميركي بأحر التهاني مقرونة
بأطيب التحيات وخالص المحبة إن
فاز باراك أوباما وهزم
ماكين.وستتقدم إليه بالتعازي إن
خسر أوباما وفاز جون ماكين. ــــــــــــ المصدر : صحيفة
الديار اللبنانية 2/11/2008م ------------------------- المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |