ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مجمع
اللغة العربية يفتتح مؤتمره
السنوي حول التجديد اللغوي دمشق-سانا
/18 تشرين الثاني , 2008 افتتح مجمع اللغة
العربية في دمشق صباح اليوم
مؤتمره السنوي تحت عنوان
"التجديد اللغوي" ويستمر
يومين. وأكد الدكتور غياث
بركات وزير التعليم العالي أن
اللغة العربية لقيت عناية خاصة
في بلاد الشام منذ بداياتها
الأولى إلى يومنا هذا.. وفي دمشق
أنشىء أول مجمع للغة العربية. وأضاف... ان سورية هي
أول دولة عربية عربت التعليم في
جميع مراحله.. وكان لمجمع اللغة
العربية الحظ الأوفر في تعريب
كثير من المصطلحات العلمية..
ولذلك من الطبيعي أن تكون أكثر
استشعارا لما يحيق باللغة
العربية من مخاطر.. وأن يكون
السيد الرئيس بشار الأسد أول
قائد عربي ينبه إلى المخاطر
التي تواجه لغتنا ويوجه للعناية
بها ويدعو إلى تمكينها والنهوض
بها والحفاظ عليها قوية وعصرية
لأنها تعني الهوية والانتماء..
وهذا ماجعل القمة العربية
المنعقدة في دمشق تتبنى هذه
الدعوة في توصياتها لتصبح أحد
اهتمامات العمل العربي المشترك
كما أن سيادته أصدر مرسوما
جديدا لمجمع اللغة العربية
ليكون اقدر على القيام
بواجباته. ودعا وزير التعليم
العالي العلماء واللغويين إلى
وضع معاجم لغوية وتعريب
المصطلحات والعمل على خدمة
اللغة العربية بكافة الوسائل
كما دعا إلى إيجاد اختيار
معياري يبين المستوى اللغوي
بغية تقويم احتياجات الراغبين
في تعلم اللغة العربية أسوة
ببقية اللغات. وألقى الدكتور مروان
المحاسني رئيس المجمع كلمة قال
فيها.. نحن في عصر تتمسك فيه
الأمم والدول بلغات إلى حد أن
الخلافات الطفيفة بين بعض
الألفاظ الإنكليزية البريطانية
والإنكليزية الأميركية مجال
للتشدد والتميز كما أن السلطات
الفرنسية اصدرت تعليمات تحظر
فيها ادخال الألفاظ الإنكليزية
إلى اللغة الفرنسية إلا بعد
اعتمادها من الأكاديمية
الفرنسية التي تعتبر حارسا
متيقظا لحماية اللغة الوطنية. وأضاف رئيس المجمع..
ليس هنا مجال التطرق إلى
ماتحدثه موجة الاعلانات
التجارية من اثر حين نراها
تزدري بلغتنا الأم لتعتمد في
تسويق تجاراتها لغة لا تقبلون
ان تسمى عربية.. مشيراً إلى أن
تراجع اللغة العربية له عوامل
كثيرة ويجب أن نعمل جميعاً على
التغلب عليها وأن المجمع رأى أن
من واجبه التصدي لتوحيد ماهو
قيد الاستعمال من المصطلحات في
جامعاتنا نظرا لما طرأ عليها من
تفاوت مرده إلى تنوع الخلفيات
الثقافية لابنائنا القائمين
على التدريس. وقال.. ان اللغة
السليمة لم تعد سليقة يتمتع بها
أطفالنا وشبابنا فقد غلبت عليها
العامية لسهولتها. ونقطة
الانطلاق إلى التجديد لايمكن أن
تبدأ إلا من تشرب اللغة الأم
بالاعتماد على الأساليب
الناجعة التي تقرب أطفالنا من
لغتهم وتجعلها مستبطنة في
أذهانهم لتكون الأداة المثالية
للتعبير داعيا إلى بحث كافة
السبل للوصول إلى هذه الغاية. وألقى الدكتور أحمد
مطلوب رئيس المجمع العلمي
العراقي كلمة الأساتذة
الباحثين المشاركين قال فيها..
ان التجديد هو سنة الحياة
ولولاه لتوقفت مسيرة البشرية..
ولم تصل إلى ماوصلت اليه من
ازدهار واللغة كائن حي.. ولابد
من أن تواكب الانسان لتعبر عن
حاجاته وتستوعب الجديد. وأشار مطلوب إلى
الدعوات الغربية الى استخدام
العامية بحجة صعوبة لغة القرآن
الكريم وأول من قام بها
المستشرقون ومن والاهم من العرب
لأغراض مشبوهة وان هذه الدعوات
كبرت ونمت مع التسلق الاستعماري
على الوطن العربي.. ورافقت هذه
الدعوات ليس الدعوة إلى العامية
فحسب بل كتابتها بأحرف لاتينية
بحجة الانضمام الى الاسرة
الانسانية وهي دعوة للتخلي عن
بلاغة العرب والانضمام الى
الثقافة الأوروبية. وأضاف هذه الدعوات
ليست تجديدا وإنما هي لهدم
اللغة العربية والقضاء على اهم
مقومات وحدة الأمة العربية
وهجرة كتاب الله الذي أنزل
بلسان عربي مبين. وأوضح مطلوب أن
المؤتمر السابع هذا سيبحث اسس
التجديد اللغوي وميادين
التجديد اللغوي والتجديد في
ميدان تعليم اللغة وتعلمها
والتجديد والترجمة وغيرها من
الموضوعات التي تخدم لغتنا
العربية عنوان الهوية العربية. ثم بدأت أول جلسات
المؤتمر بمحاضرة عنوانها
"التجديد اللغوي بين الواقع
والمأمول" للدكتور أحمد
الضبيب تحدث فيها عن الأطر التي
يمكن أن يتناولها التجديد وواقع
اللغة العربية وماتواجهه من
تحديات وعقبات ومحاولات لطمسها
بشكل كامل اضافة إلى واجب
الباحثين والمفكرين والمختصين
للنهوض به من جديد. ويستمر المؤتمر
اليوم وغدا ويعقد جلسة مسائية
يترأسها الدكتور عبد السلام
المسدي من تونس وتقدم فيها
مداخلات للدكتور عبد الكريم
خليفة من الأردن بعنوان أبو بكر
الزبيدي الاسبيلي رائد تيسير
العربية ومروان السبوان حول دور
التقانات الحديثة في تجديد
المعجم العربي و مكي الجزائري
حول التجديد اللغوي عند يوسف
الصيداوي.. ومداخلة للدكتور عبد
الاله النبهان حول التجديد
اللغوي عند عبد القادر المغربي. مشاركون بمؤتمر
التجديد اللغوي يؤكدون على وضع
استراتيجية لغوية للامة قال الدكتور عبد
الرحمن الحاج صالح رئيس مجمع
اللغة العربية في الجزائر.. ان
اللغة العربية بحاجة للتجديد
مثل باقي اللغات فكل يوم تصدر
مفاهيم جديدة تحتاج الى لفظ
لادراك المفهوم. وأضاف الحاج صالح في
تصريح لسانا ان للاعلام دوراً
أساسياً وجوهرياً في نصرة اللغة
العربية الى جانب التدريس
والتكوين التعليمي فالمصطلحات
يجب ان تدخل حيز الاستخدام من
خلال الاعلام والمدرسة مؤكدا ان
اللغة تحتاج لان تتكيف مع
التقنية التي تضغط على اصحاب
اللغة لتجديدها حتى لاتبقى
باسلوب واحد جامد. وأشار إلى أن مجرد
وجود مجمع اللغة العربية فهذا
دليل على الخطر الذي يحيط
باللغة العربية رغم كل ما اتخذ
من قرارات ومانفذ منها. من جهته قال الدكتور
عبد الكريم خليفة رئيس مجمع
اللغة العربية في الاردن ان
هناك نوعين من التحديات التي
تواجه اللغة العربية ذاتية كأي
لغة اخرى وخارجية تتمثل في
دخولنا عصر المعلوماتية
والتقنيات وعلينا التماشي معه. وأضاف خليفة ان قضية
تمكين اللغة العربية هي سياسية
بالدرجة الاولى والمطلوب ان
توضع استراتيجية لغوية للامة
على اعلى المستويات تشريعية
وتنفيذية مؤكدا انه حان الوقت
لتكون الوسائل الحديثة في خدمة
اللغة العربية لا أن تطوع اللغة
العربية من اجل الاستعمال في
أدوات واجهزة صممت وفق خصائص
ولغات اخرى. وأشار إلى أن اللغة
العربية نامية ومتطورة وهي
انعكاس لوضع الامة فازدهارها
يعكس ازدهار الامة وتراجعها
يعني تراجع الامة. بدوره اكد الدكتور
علي أحمد بابكر رئيس مجمع اللغة
العربية في السودان ان اللغة
العربية من اكثر اللغات مرونة
وسعة واستيعابا للعلوم النظرية
والتطبيقية. وأضاف بابكر أن هناك
عداء لهذه اللغة وللثقافة
العربية عموما من جبهات عالمية
استهدفتها منذ الاستعمار
الحديث وزحزحتها عن مكانها
ووضعت محلها لغات اخرى وحاولت
اضعافها لذلك كانت هناك حاجة
لانشاء دروع تدفع عن اللغة
العربية هذا الاستهداف. وقال إن المقصود من
موضوع التجديد اللغوي الذي
يتناوله المؤتمر هو اعادة مجد
اللغة العربية التي تعرضت
للتشويه وفي مقدمة حركات
التشويه ماحدث في القرن الماضي
من دعوات لاستخدام اللهجات
المحلية في العالم العربي
بديلاً عن الفصحى في الشعر
والكتابة وغيرهما. وأضاف.. نريد بهذا
التجديد نفض الغبار عن اللغة
العربية وإعادتها إلى اشراقتها
الاولى وسعتها ومرونتها وليس
التبديل. المشاركون في مؤتمر
التجديد اللغوي ينادون بوضع
استراتيجية لغوية عربية
تابع المؤتمر السنوي
السابع لمجمع اللغة العربية
اعماله في مكتبة الاسد والقى
الدكتور احمد الضبيب محاضرة
افتتاحية بعنوان التجديد
اللغوي بين الواقع والمأمول. وقال الضبيب ان اللغة
العربية تعرضت منذ بداية العصر
الحديث الى تساوءلات تتعلق
بوجودها وبصلاحيتها في وضعها
الحاضر للقيام بأعباء
التعبير والتواصل في مجتمع
يختلف جذريا عن مجتمع النقاء
الاصلي الذي انطلقت منه لافتا
الى ان تلك التساوءلات تندرج
ضمن الموقف العام الذي اتخذه
المفكرون العرب في بداية العصر
الحديث والذي حاول معرفة الخلل
في مسيرة الامة وتلمس الحلول
للخروج من حالة الكبوة التي
ارتكست فيها. واضاف ان الرغبة في
التجديد انطلقت من هذه
التساوءلات بهدف جسر الفجوة بين
اللغة العربية ومستعمليها او
يخدم المصلحة النفعية لمستعملي
هذه اللغة واختلفت الاراء حول
كثير من افكار التجديد اللغوي
او الياته فقبل بعضها ورفض
الاخر لاعتبارات متعددة. والمح الضبيب في
محاضرته الى محاور اجمالية
تمثلت في تجديد التغيير وتجديد
التطوير وتجديد التيسير. وقال ان تجديد
التغيير يتجلى في مظاهر عدة من
هجر الفصحى الى لغة اجنبية او
الى العامية وتغيير حروف اللغة
العربية وارقامها الى الحروف
اللاتينية او استحداث حروف
جديدة مغايرة للموروث العربي
وتعديل اللغة من حيث الجنوسة
والغاء الاعراب وقواعد النحو
والصرف الى بعضها في الكتابة
ذاكرا في كل مظهر منها اوائل
المشتغلين فيها والداعين لها مع
سرد اقوالهم والرد عليهم. اما تجديد التطوير
فاوضح انه شمل نواحي مختلفة لكن
المحاضر اقتصر على موضوع
الكتابة العربية اذ ان التفكير
في اصلاحها يعود لعاملي اتصال
العرب باللغات الاجنبية ونقل
الفاظها الى العربية الى جانب
استخدام العرب للمطبعة فقد
اعادوا النظر في حروف اللغة كي
تكون مطواعة لهذه التقانة
الجديدة وذات تكلفة اقتصادية
منخفضة وذكر ابرز المشتغلين في
تطوير الكتابة العربية. وفيما يتعلق بتجديد
التيسير اكد الضبيب انه يمثل
جهود المختصين من النحاة
واللغويين الذين عكفوا على
دراسة قواعد النحو القديم
لتيسيرها للناشئة من اجل
اقدارهم على امتلاك ناصية
الفصحى موضحا ان محاولات
التيسير النحوي بدأت منذ بداية
العصر الحديث بتاليف الكتب
المبسطة للطلاب عوضا عن المتون
القديمة. ودعا الضبيب في نهاية
محاضرته لوضع استراتيجية لغوية
عربية نابعة من ايمان عميق لدى
السلطات السياسية والثقافية
والاجتماعية تعيد للغة العربية
القها بين الناس وتجعلها مأنوسة
بينهم موضحا ان هذه
الاستراتيجية لابد ان تتضمن
اهدافا واضحة وتنفذ بوسائل
واليات مختلفةوتقوم على اسس
استكشاف مزاج الانسان العربي
اللغوي في هذا العصر على جميع
المستويات العادية والادبية
والمتخصصة وان يحافظ على
الاعراب دون التفريط به وكذلك
المحافظة على تراث الاسلاف
اللغوي والنحوي ليكون المرجع في
وضع القواعد والمصطلحات اضافة
الى ان يكون الهدف من تعليم
اللغة الفصحى الارتقاء بها
لتكون سليقة لدى النشىء. ------------------------- المقالات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |